Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لم

مُحَلِّمٌ

مُحَــلِّمٌ:
بالضم ثم الفتح، وكسر اللام المــشددة: عين محــلّم، وقد ذكرت اشتقاقه وأمره في عين محــلّم، وقد يضاف ولا يضاف، وقال خبّال بن شبّة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس جاهليّ:
أبني جذيمة نحن أهل لوائكم، ... وأقلّكم يوم الطعان جبانا
كانت لنا كرم المــواطن عادة ... تصل السيوف إذا قصرن خطانا
وبهنّ أيام المــشقّر والصّفا ... ومحــلّم يبكي على قتلانا
وقال الأعشى:
ونحن غداة العين يوم فطيمة ... منعنا بني شيبان شرب محــلّم
وقال الحفصي: محــلّم بالبحرين وهو نهر لعبد القيس، قال عبد الله بن السبط:
سقيت المــطايا ماء دجلة بعد ما ... شربن بفيض من خليجي محــلّم

علم الحيوان

عــلم الحيوان
هو: عــلم باحث عن أحوال خواص أنواع الحيوانات وعجائبها ومنافعها ومضارها.
وموضوعه: جنس الحيوان البري والبحري والمــاشي والزاحف والطائر وغير ذلك.
والغرض منه: التداوي والانتفاع بالحيوانات والاجتناب عن مضارها والوقوف على عجائب أحوالها وغرائب أفعالها
مثلاً: في غرب الأندلس حيوان لو أكل الإنسان أعلاه أعطي بالخاصية عــلم النجوم وإذا أكل وسطه أعطي عــلم النبات وإذا أكل عجزه - وهو ما يلي ذنبه - أعطي عــلم المــياه المــغيبة في الأرض فيعرف إذا أتى أرضا لا ماء فيها على كم ذراع يكون المــاء فيها.
وفيه كتب قديمة وإسلامية منها كتاب الحيوان لديموقراس ذكر فيه طبائعه ومنافعه وكتاب الحيوان لأرسطاطاليس تسع عشرة مقالة نقله ابن البطريق من اليوناني إلى العربي وقد يوجد سريانيا نقلا قديما أجود من العربي ولأرسطو أيضا كتاب في نعت الحيوان الغير الناطق وما فيه من المــنافع والمــضار وكتاب الحيوان لأبي عثمان عمرو ابن بحر الجاحظ البصري المــتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وهو كبير أوله جنبك الله تعالى الشبهة وعصمك من الحيرة.... الخ.
قال الصفدي: ومن وقف على كتابه هذا وغالب تصانيفه ورأى فيها الاستطرادات التي استطردها والانتقالات التي ينتقل إليها والجهالات التي يعترض بها في غصون كلامه بأدنى ملابسه عــلم ما يلزم الأديب وما يتعين عليه من مشاركة المــعارف.
أقول: ما ذكره الصفدي من إسناد الجهالات إليه صحيح واقع فيما يرجع إلى الأمور الطبيعية فإن الجاحظ من شيوخ الفصاحة والبلاغة لا من أهل هذا الفن ومختصر حيوان الجاحظ لأبي القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد جعفر المــتوفى سنة ثمان وستمائة. وكتاب حياة الحيوان للشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الدميري الشافعي المــتوفى سنة ثمان وثمانمائة وهو كتاب مشهور في هذا الفن جامع بين الغث والسمين لأن المــصنف فقيه فاضل محقق في العلوم الدينية لكنه ليس من أهل هذا الفن كالجاحظ وإنما مقصده تصحيح الألفاظ وتفسير الأسماء المــبهمة كما أشار إليه في أول كتابه هذا وذكر أنه جمعه من خمسمائة وستين كتاب أو مائة وتسعة وتسعين ديوانا من دواوين شعراء العرب وجعله نسختين صغرى وكبرى في كبيراه زيادة التاريخ وتعبير الرؤيا وله مختصرات ذكرها في كشف الظنون.
وعبارة مدينة العلوم: وقد صنف فيه كمال الدين الدميري تصنيفا حسنا مطولا ومختصرا ورأيت مختصرا يسمى بخواص الحيوان وهو كاف في هذا الباب إلا أني لم أعرف مصنفه انتهى.
قلت: وقد طبع كتاب حياة الحيوان الكبرى بمصر القاهرة ولهذا الزمان وعم نفعه في البلاد. 

كلم

[كــلم] الكَلامُ: اسم جنسٍ يقع على القليل والكثير. والكَــلِمُ لا يكون أقلّ من ثلاث كــلمــات، لأنَّه جمع كَــلِمَــةٍ، مثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ. ولهذا قال سيبويه: " هذا بابُ عــلم ما الكَــلِمُ من العربية " ولم يقل: ما الكلام، لأنَّه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة. وتميمٌ تقول: هي كَــلِمَــةٌ بكسر الكاف. وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَــلِمَــةٌ، وكِــلْمَــةٌ، وكــلمــة، مثل كبد وكبد وكبد، وورق وورق وورق. والكــلمــة أيضا: القصيدة بطولها. والكَليمُ: الذي يُكَــلِّمُــكَ. يقال: كَــلَّمْــتُهُ تكليما وكلاما، مثل كذبته تكذيبا وكذابا. وتكــلمــت كــلمــة وبكــلمــة. وكالَمْــتُهُ، إذا جاوبته. وتَكالَمْــنا بعد التهاجر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْنِ فأصبحا يَتَكالَمــانِ، ولا تقل يَتَكَــلَّمــانِ. وما أجد متكــلمــا بفتح اللام، أي موضع كلام. والكَــلمــانِيُّ : المِــنْطيق. والكَــلْمُ: الجراحة، والجمع كُلومٌ وكِلامٌ. تقول: كَــلَمْــتُهُ كَــلْمــاً. وقرأ بعضهم: (دابَّةً من الأرض تكــلمــهم) ، أي تجرحهم وتسمهم. والتكليم: التجريح. قال عنترة: إذ لا أزالُ على رِحالَةِ سابحٍ نَهْدٍ تعاوره الكماة مكــلم وعيسى عليه السلام كــلمــة الله سبحانه، لانه لمــا انتفع به في الدينا انتفع بكلامه سمى به. كما يقال: فلان سيف الله، وأسد الله.
(ك ل م) : (فِي الْحَدِيثِ) «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَــلِمَــةِ اللَّهِ» هِيَ قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَالتَّسَرِّي.
ك ل م

سمعته يتكــلّم بكذا، وكــلّمــته وكالمــته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمــان. وموسى كليم الله. ونطق بكــلمــة فصيحة، وبكــلمــات فصاح وبلكمٍ، وجاء بمراهم الكلام، من أطايب الكلام. ورجل كليم: منطيق. وكــلم فلان وكــلّم فهو كليم ومكــلم، وهم كــلمــى، وبه كــلم وكلام وكلوم.

ومن المــجاز: حفظت كــلمــة الحويدرة لقصيدته، وهذه كــلمــة شاعرة، وهذا مما يكــلم العرض والدين.

كــلم


كَــلَمَ(n. ac.
كَــلْم)
a. Wounded, hurt.

كَــلَّمَa. Spoke to, addressed, accosted; talked to, conversed
with.
b. see I
كَاْــلَمَa. Talked, conversed with.

تَكَــلَّمَ
a. [acc.
or
Bi], Spoke; uttered (words).
تَكَاْــلَمَa. Talked, conversed.

كَــلْم
(pl.
كِلَاْم
كُلُوْم
27)
a. Wound.

كَــلْمَــة
(pl.
كَــلَمَــات)
a. see 5t
كِــلْمَــة
(pl.
كِــلَم)
a. see 5t
كَــلِمa. Meaningless word.
b. Incomplete sentence.

كَــلِمَــة
(pl.
كَــلِم
& reg. )
a. Word.
b. Speech, discourse.
c. Saying; sentence.
d. Poem.

كَلَاْمa. Language.
b. Speech; discourse; talk; utterance.
c. Phrase, sentence, proposition.

كُلَاْمa. Rough ground.

كَلِيْم
(pl.
كُــلَمَــآءُ)
a. Interlocutor.
b. (pl.
كَــلْمَــى), Wounded.
كَــلْمَــاْنِيّ
كَــلَمَــاْنِيّa. Eloquent.

N. P.
كَلڤمَa. see 25 (b)
N. Ac.
كَاْــلَمَ
a. Colloquy; dialogue.

N. Ag.
تَكَــلَّمَa. Speaker.
b. The first person ( in grammar ).
c. Theologian; metaphysician, dialectician;
rhetorician.

N. Ac.
تَكَــلَّمَa. Language; speech.
b. Word; saying.

كِــلِمَّــانِيّ كِــلِّمَــانِيّ
a. see 33yi
تِكْلَام تِكِلَّام
a. see 33yi
العَشَر الكَــلِمَــات
a. The Ten Commandments.

الكَــلِمَــة الإِلَهِيَّة
a. The Word of God.
عِــلْم الكَلَام
a. Theology; dialectics, metaphysics; rhetoric.

كُــلَّمَــا
a. As often as, each time that, whenever.

كُــلَّمَــا
a. Whatsoever, whatever.

كُــلُّمَــنْ
a. Whoever, whosoever.

كــلم

3 كَالَمَــهُ i. q.

نَاطَقَهُ. (TA in art. نطق.) 5 تَكَــلَّمَ غَنْهُ He spoke for him; syn. عَبَّرَ. (S, Msb, art. عبر.) 6 تَكَالَمَــا They spoke, talked, or discoursed, each with the other. (S, * M.) كَــلِمَــةٌ A word: (Kull, 301:) an expression: (K:) a proposition: a sentence: [a saying:] an argument. (Kull.) An assertion: an expression of opinion.

كَلَامٌ is a gen. n., applying to little and to much, or to few or many; (S, TA;) to what is a sing. and to what is a pl. (TA.) It may therefore be rendered A saying, &c.; and sayings, or words: see an ex. voce أَفْكَلُ, in art. فكل. b2: كَلَامٌ Speech; something spoken; [diction; language;] parlance; talk; discourse: (Msb, &c.:) a saying: a say: something said: in grammar, a sentence.

الكَــلِمُ الطَّيِّبُ: see طَيِّتٌ. b3: كَلَامٌ: also, a quasi-inf. n. for تكليم, sometimes governing as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some of the grammarians; as in the following ex.: قالوا كلامك هنداً وهى مصغية يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا (Sharh Shudhoor edh-Dhahab.) See إِسْمُ مَصْدَرٍ. b4: عِــلْمُ الكَلَامِ [The theology of the Muslims;] a science in which one investigates the being and attributes of God, and the conditions of possible things with respect to creation and restitution, according to the rule of El-Islám; which last restriction is for the exclusion of the theology of the philosophers. (KT.) رَجُلٌ كِلِّيمٌ

, like سِكِّيتّ [and حِدِّيثٌ] i. q. مِنْطِيقٌ. (Ibn-'Abbád, Z, TA.) كُلْيَةٌ of a bow: see أَبْهَرُ b2: of a مَزَادَة: see خُرْبَةٌ.

مُتَكَــلِّمٌ A Muslim theologian. See عِــلْمُ الكَلَامِ.
ك ل م : كَــلَّمْــتُهُ تَكْلِيمًا وَالِاسْمُ الْكَلَامُ وَالْكَــلِمَــةُ بِالتَّثْقِيلِ لُغَةُ الْحِجَازِ وَجَمْعُهَا كَــلِمٌ وَكَــلِمَــاتٌ وَتُخَفَّفُ الْكَــلِمَــةُ عَلَى لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ فَتَبْقَى وِزَانَ سِدْرَةٍ وَالْكَلَامُ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنْ أَصْوَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ لِمَــعْنًى مَفْهُومٍ.
وَفِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ هُوَ اسْمٌ لِمَــا تَرَكَّبَ مِنْ مُسْنَدٍ وَمُسْنَدٍ إلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ عِبَارَةً عَنْ فِعْلِ الْمُــتَكَــلِّمِ وَرُبَّمَا جُعِلَ كَذَلِكَ نَحْوَ عَجِبْتُ مِنْ كَلَامِكَ زَيْدًا فَقَوْلُ الرَّافِعِيِّ الْكَلَامُ يَنْقَسِمُ إلَى مُفِيدٍ وَغَيْرِ مُفِيدٍ لَمْ يُرِدْ الْكَلَامُ فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا مُفِيدًا عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا أَرَادَ اللَّفْظَ وَقَدْ حَكَى بَعْضُ الْمُــصَنِّفِينَ أَنَّ الْكَلَامَ يُطْلَقُ عَلَى الْمُــفِيدِ وَغَيْرِ الْمُــفِيدِ قَالَ وَلِهَذَا يُقَالُ هَذَا كَلَامٌ لَا يُفِيدُ وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ وَتَأْوِيلُهُ ظَاهِرٌ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَــلِمَــةِ اللَّهِ» الْأَمَانَةُ هُنَا قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَالْكَــلِمَــةُ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَتَكَــلَّمَ كَلَامًا حَسَنًا وَبِكَلَامٍ حَسَنٍ وَالْكَلَامُ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمَــعْنَى الْقَائِمُ بِالنَّفْسِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فِي نَفْسِي كَلَامٌ.
وَقَالَ تَعَالَى {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [المــجادلة: 8] قَالَ الْآمِدِيّ وَجَمَاعَة وَلَيْسَ الْمُــرَاد مِنْ إطْلَاق لَفْظ الْكَلَام إلَّا الْمَــعْنَى الْقَائِمَ بِالنَّفْسِ وَهُوَ مَا يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ إذَا أَمَرَ غَيْرَهُ أَوْ نَهَاهُ أَوْ أَخْبَرَهُ أَوْ اسْتَخْبَرَ مِنْهُ وَهَذِهِ الْمَــعَانِي هِيَ الَّتِي يُدَلُّ عَلَيْهَا بِالْعِبَارَاتِ وَيُنَبَّهُ عَلَيْهَا بِالْإِشَارَاتِ كَقَوْلِهِ
إنَّ الْكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَادِ دَلِيلَا
وَمَنْ جَعَلَهُ حَقِيقَةً فِي اللِّسَانِ فَإِطْلَاقٌ اصْطِلَاحِيٌّ وَلَا مُشَاحَّةَ فِي الِاصْطِلَاحِ وَتَكَالَمَ الرَّجُلَانِ كَــلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ وَكَالَمْــتُهُ جَاوَبْتُهُ وَكَــلَمْــتُهُ كَــلْمًــا
مِنْ بَابِ قَتَلَ جَرَحْتُهُ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَــصْدَرُ عَلَى الْجُرْحِ وَجُمِعَ عَلَى كُلُومٍ وَكِلَامٍ مِثْلُ بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَرَجُلٌ كَلِيمٌ وَالْجَمْعُ كَــلْمَــى مِثْلُ جَرِيحٍ وَجَرْحَى. 
باب الكاف واللام والمــيم معهما ك ل م، ك م ل، ل ك م، ل م ك، م ك ل، م ل ك كلهن مستعملات

كــلم: الكَــلْم: الجرح، والجميع: الكلُوم. كــلمــته أكــلِمــه كَــلمــاً، وأنا كالمٌ، [وهو مَكلومٌ] . أي: جرحته. وكَليمُك: الذي يُكَــلِّمــك وتُكَــلِّمــه. والكَــلِمــةُ: لغة حجازية، والكِــلْمــةُ: تميمية، والجميع: الكَــلِمُ والكِــلَمُ، هكذا حكي عن رؤبة :

لا يسمع الرَّكبُ به رجع الكِــلَمْ

كمل: كَمَلَ الشيء يكمُل كَمالاً، [ولغة أخرى: كَمُلَ يكمُلُ فهو كامل في اللغتين] . والكَمالُ: التمام الذي يجزأ منه أجزاؤه، تقول: لك نصفه وبعضه وكَمالُه. وأكملتُ الشيء: أجملته وأتممته. وكامل: اسم فرس سابق كان لبني امرىء القيس. و [تقول] : أعطيته المــال كَمَلاً، هكذا يُتَكَــلَّم به، في الواحد والجمع سواء، ليس بمصدر ولا نعت، إنما هو كقولك: أعطيته كله، ويجوز للشاعر أن يجعل الكامل كميلا، قال ابن مرداس :

على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلا

لكم: اللَّكْمُ: اللكز في الصدر.. لَكَمْتُه أَلْكُمُهُ لَكْماً. والمُــلَكَّمةُ: القرصة المــضروبة باليد. والتَّلْكيمُ: شيء يفعله خولان بن عمرو بن قضاعة، ومنازلهم من مكة على ثلاث. بلغ من برهم بالضيف أن يخلوا معه البكر فتضاجعه، ويبيحون له ما دون الفضة. يسمون ذلك التَّلْكِيمَ، فإذا وافقها قالت لأهلها: أنا أشاؤه فيزوجونها، وقد لَكَّمها قبل.

لمــك: نوح بن لَمَــك، ويقال: ابن لامَك بن اخنوخ، وهو إدريس النبي ع. والــلُّمــاكُ: الكُحل.

مكل: مَكَلَتِ البئر: كثر ماؤها، واجتمع في وسطها. وبئر مكُولٌ، أي: قد جم المــاء فيها، قال : سمح المــؤتى أصبحت مَواكلا

المُــكلة: المــجتمع من المــاء. ويقال: مَكَلتُ البئر، أي: نزحتها .

ملك: المٌــلكُ لله المــالِك المًــلِيك. والمَــلكُوتُ: ملكُ الله، [ومَلَكُوت الله: سلطانه] . والمَــلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخول. والمَــمْلكةُ: سلطان المَــلِكِ في رعيته، يقال: طالت مَملكتُهُ، وعظم مُلكُهُ وكَبُر. والمَــمْلوكُ: العبدُ أقر بالمُــلُوكة، والعبد أقر بالعبودة. وأصوبه [أن يقال] : أقر بالمَــلَكة وبالمِــلْكِ. ومِلاك الأمر: ما يعتمد عليه. والقَلْبُ مِلاكُ الجسد. والإِملاك: التزويج.. قد أملكوه وملكوه، أي: زوجوه، شبه العروس بالمِــلْك، قال :

كاد العَرُوسُ أن يكون مَلِكا

والمَــلَكُ [واحد] المــلائكة، إنما هو تخفيف المــلأك ، والأصل مألك، فقدموا اللام وأخروا الهمزة، فقالوا: ملأك، وهو مَفعَل من الألوك وهو الرسالة، واجتمعوا على حذف همزته كهمزة يرى وقد يتمونه في الشعر عند الحاجة، قال :

فلست لإنسي ولكن لِمَــلأَكٍ ... تبارك من فوق السماوات مرسله

[وتمام تفسيره في معتلات حرف الكاف] .
ك ل م: (الْكَلَامُ) اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ. وَ (الْكَــلِمُ) لَا يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ كَــلِمَــاتٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ (كَــلِمَــةٍ) مِثْلُ نَبِقَةٍ وَنَبِقٍ. وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَــلِمَــةٌ وَكِــلْمَــةٌ وَكَــلْمَــةٌ. وَ (الْكَــلِمَــةُ) أَيْضًا الْقَصِيدَةُ بِطُولِهَا. وَ (الْكَلِيمُ) الَّذِي يُكَــلِّمُــكَ. وَ (كَــلَّمَــهُ) (تَكْلِيمًا) وَ (كِلَّامًا) مِثْلُ كَذَّبَهُ تَكْذِيبًا وَكِذَّابًا. وَ (تَكَــلَّمَ) كَــلِمَــةً وَبِكَــلِمَــةٍ. وَ (كَالَمَــهُ) جَاوَبَهُ، وَ (تَكَالَمَــا) بَعْدَ التَّهَاجُرِ. وَكَانَا مُتَهَاجِرَيْنِ فَأَصْبَحَا يَتَكَالَمَــانِ وَلَا تَقُلْ: يَتَكَــلَّمَــانِ. وَمَا أَجِدُ (مُتَكَــلَّمًــا) بِفَتْحِ اللَّامِ أَيْ مَوْضِعَ كَلَامٍ. وَ (الْكِــلِّمَــانِيُّ) الْمِــنْطِيقُ. وَ (الْكَــلْمُ) الْجِرَاحَةُ وَالْجَمْعُ (كُلُومٌ) وَ (كِلَامٌ) وَقَدْ (كَــلَمَــهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: « {دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَــلِّمُــهُمْ} [النمل: 82] » أَيْ تَجْرَحُهُمْ وَتَسِمُهُمْ. وَ (التَّكْلِيمُ) التَّجْرِيحُ. وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ (كَــلِمَــةُ) اللَّهِ لِأَنَّهُ لَمَّــا انْتُفِعَ بِهِ فِي الدِّينِ كَمَا انْتُفِعَ بِكَلَامِهِ سُمِّيَ بِهِ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ سَيْفُ اللَّهِ وَأَسَدُ اللَّهِ.

ك ل ا: (الْكُلْيَةُ) وَ (الْكُلْوَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَلَا تَقُلْ: كِلْوَةٌ بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ (كُلْيَاتٌ) وَ (كُلًى) . وَبَنَاتُ الْيَاءِ إِذَا جُمِعَتْ بِالتَّاءِ لَا يُحَرَّكُ مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنْهَا بِالضَّمِّ. وَ (كِلَا) فِي تَأْكِيدِ اثْنَيْنِ نَظِيرُ كُلٍّ فِي الْجُمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ غَيْرُ مُثَنًّى كَمِعًى وُضِعَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ كَمَا وُضِعَ نَحْنُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا وَهُوَ مُفْرَدٌ. وَ (كِلْتَا) لِــلْمُــؤَنَّثِ وَلَا يَكُونَانِ إِلَّا
مُضَافَيْنِ: فَإِذَا أُضِيفَ إِلَى ظَاهِرٍ كَانَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ تَقُولُ: جَاءَنِي كَلَا الرَّجُلَيْنِ، وَكَذَا رَأَيْتُ وَمَرَرْتُ. وَإِذَا أُضِيفَ إِلَى مُضْمَرٍ قَلَبْتَ أَلِفَهُ يَاءً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ تَقُولُ: رَأَيْتُ كِلَيْهِمَا وَمَرَرْتُ بِكِلَيْهِمَا وَبَقِيَتْ فِي الرَّفْعِ عَلَى حَالِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مُثَنًّى وَلَا يُتَكَــلَّمُ مِنْهُ بِوَاحِدٍ، وَلَوْ تُكَــلِّمَ بِهِ لَقِيلَ: كِلٌ وَكِلْتٌ وَكِلَانِ وَكِلْتَانِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

فِي كِلْتِ رِجْلَيْهَا سُلَامَى وَاحِدَهْ
أَيْ فِي إِحْدَى رِجْلَيْهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَالْأَلِفُ فِي الشِّعْرِ مَحْذُوفَةٌ لِلضَّرُورَةِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِهِ مُفْرَدًا قَوْلُ جَرِيرٍ:

كِلَا يَوْمَيْ أُمَامَةَ يَوْمُ صَدٍّ
أَنْشَدَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ. 
كــلم: كــلّم: امتثل أمر فلان (ألف ليلة 97:1، 7) كــلّمــي المــلك التي ترجمها لين: أجيبي عن إنذار المــلك.
كــلّم: قولّ: (على سبيل المــثال: الشيطان الذي أنطق الصنم) (معجم الجغرافيا).
تكــلّم: أنظر معنى تكــلم ب عند (الحلل 2) وتكــلم على عند (بدرون ملاحظات ص43) و (بسام 179:3).
تكــلّم: غنّى (للطير المــسمى سمنة أو زرزور) (الكالا: cantar eltordo) تكــلّم إلى: إيصال الكلام بطريق غير مباشر (ابن صاحب الصلاة 21): أرى من الرأي والنصيحة لله وللخليفة أن نتكــلم إليه بجميعنا معشر المــوحّدين والطلبة وأن يجعل (نجعل) بيننا وبينه مَنْ يوصل إليه كلامنا من بنيه واحداً فقبلوا رأيه واجتمعوا وتكــلمــوا إلى أمير المــؤمنين رضّه في أن يكون ابنه السيد أبو حفص الذي يوصل كلامهم إليه.
تكــلّم بالحدثان: تنبأ (المــقدمة 2، 50).
تكــلم على: نطق بألفاظ السحر ضد شخص ما أو لمــصلحته (معجم الادريسي، المــقدمة 129:3، 5).
تكــلم عن: تكــلم بالإنابة عن شخص آخر (عبد الواحد 176).
تكــلم عنه: تحدَّث عن شخص، أو شيء، بأسلوب غير مشرف كثيراً، اغتاب، لام (محمد بن الحارث 282): كان مولى وهو أول مَنْ ولي قضاء الجماعة للخلفاء من المــوالي فشق ذلك على العرب ... وتكــلمــوا فيه (المــقري 576:1، 3، 586، 7، 617، 20، 2، 376، 12) تُكُــلَمَ (كوسج. كرست 43، 4 رينان افيروس 444، 3، رياض النفوس 75): ذكر أن قاضياً كانت له أحكام (وفي ص87) وذلك أن ابن عبدون تكــلم في أبي حنيفة فأراد التوصل إلى إهانته. أنظر معاني هذا الفعل حين يرد وحده كلاً من (ابن خلكان 28:10، 9 وست ألف ليلة، برسل، 106:11، 10): عند الكلام في الحديث أو السنة ينبغي التحقق من صحتهما (أنظر في ذلك مقدمة ابن خلكان 142:2، 15) وعند الكلام على رواة الحديث أو السُنّة التحقق من صحة الرواية والإسناد ومن مقدار الثقة بهم وحسن نيتهم.
كــلِمٌ ليست جمعاً ل كــلمــة فحسب إلا إنها تستعمل في موضع المــفرد المــذكر أيضاً (عباد 164:2، 10، 63:2).
كــلمــة مرادف دين: (عبد الواحد 12:64): فكان هذا أحد الفتوح المــشهورة بالأندلس أعزَّ الله فيه دينه وأعلى كــلمــته. (حيان 95) فيما أظهر اللعين عمر ابن حفصون النصرانية وباطن العجم نصارى الذمة واستخلصهم بالكــلمــة.
كــلمــة: شهرة (كارتاس 2، 8 في حديثه عن الأسرة الحاكمة: أعلى الله كــلمــتها ورفع قدرها، 3، 1، 7 وفي حديثه عن أحد الأمراء: نصره الله وأيده وأعلى كــلمــته وأبّده.
كــلمــة: هيمنة، سيادة سيطرة (61:1، 9 البربرية): وبعث كــلمــته في أقطار المــغرب الأقصى والأدنى إلى تخوم المــوحدين؛ ولي العهد الوريث يسمى حامل كــلمــة أبيه (عباد 2، 61، 12).
كــلمــة واحدة: اتحاد (رولاند، ابن بطوطة الجزء الثالث 66): طمحوا أن يجعلوا خراسان كــلمــة واحدة رافضية.
كــلمــة: الثمن الحقيقي (رولاند).
ائتلاف الكــلمــة: اتفاق الكــلمــة، اجتماع الكــلمــة: ألفه، ود، وفاق، واختلاف الكــلمــة، تفّرق الكــلمــة: تنافر، نزاع (عباد 1، 278).
كــلمــات: ألفاظ السَّحْر (ألف ليلة 350:3، 4).
كــلمــة (بربرية؟) حديقة صغيرة (رياض النفوس 78): ثم قال أعرف عندكم في الكــلمــة (كذا) وهي الجنينة شي (شيئاً) من العليق نبت مع الزرب فقال له نعم عندنا منه شيء كثير.
كــلمــات: نوع سجّاد (انظر أعلاه) 1، 31 مادة اكليم.
كَلام: عبارة (همبرت 110).
كلام: نثر (الكامل 3: 708): لو لم يَجُز في الكلام لجاز في الشعر.
كلام: قول تافه أو باطل أو طائش أو عابث.
هذر، هراء، ترَّهة (معجم الجغرافيا).
كلام: غيبة، اغتياب، نميمة، ثلب (كوسج، كرست 43، 4، المــقري 1؛ 586، 5).
كلام: نزاع، جدال، مشاجرة، مشاحنة، مشادة (معجم الطرائف، الأغاني 60، 3 المــقري 2، 440 ابن البيطار 248:1): ذلك الذي يلبس خاتماً من العقيق كثر وقوع الكلام بينه وبين الناس؛ وفيه كلام أي منازع فيه (المــقري 300:3).
كلام: قضية (أنظر مادة خصامة).
كلام: اتفاق، معاهدة، عقد، ميثاق (كارتاس 245، 9): قال السفير لسانثو: وإن كان بينك وبين ابن الأحمر كلام أو ربط فاتركه واخرج من أموره بالكلية.
كلام: مزاولة العمل بطريقة غير مألوفة (ألف ليلة، برسل 154:4): أقام في الخلافة يأخذ ويعطي ويمر وينهي وينفذ كلامه إلى آخر النهار.
كليم. كليم اتلله أو الكليم وحدها لقب موسى لأنه كــلَّم الله (البكري 135 رحلة ابن جبير 54، 2 ابن البيطار 132:1 كرتاس 110، 1، 134) وفي القرآن الكريم 162:4:} (كــلَّم الله موسى تكليماً) {.
مكالمــة: محادثة (رولاند).
متكــلَّم: وهو الذي يتكــلم بفصاحة أو بلاغة أو لباقة (الكالا).
المــتكــلمــون: هم أولئك الذين عينوا وألحقوا بخدمة حكومة الإسكندرية (أماري دبلوماسية 214، 233، 226).
متكــلمــاني: فصيح اللسان، أديب، حسن التعبير، أو الذي يتكــلم على النحو متكلف (بوشر).
كــلم
الكــلْمُ: التأثير المــدرك بإحدى الحاسّتين، فَالْكَلَامُ: مدرك بحاسّة السّمع، والْكَــلْمُ: بحاسّة البصر، وكَــلَّمْــتُهُ: جرحته جراحة بَانَ تأثيرُها، ولاجتماعهما في ذلك قال الشاعر:
والْكَــلِمُ الأصيل كأرغب الْكَــلْمِ
الْكَــلمُ الأوّل جمع كَــلِمَــةٍ، والثاني جراحات، والأرغب: الأوسع، وقال آخر:
وجرح اللّسان كجرح اليد
فَالْكَلَامُ يقع على الألفاظ المــنظومة، وعلى المــعاني التي تحتها مجموعة، وعند النحويين يقع على الجزء منه، اسما كان، أو فعلا، أو أداة. وعند كثير من المــتكــلّمــين لا يقع إلّا على الجملة المــركّبة المــفيدة، وهو أخصّ من القول، فإن القول يقع عندهم على المــفردات، والكَــلمــةُ تقع عندهم على كلّ واحد من الأنواع الثّلاثة، وقد قيل بخلاف ذلك . قال تعالى: كَبُرَتْ كَــلِمَــةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ
[الكهف/ 5] ، وقوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَــلِمــاتٍ
[البقرة/ 37] قيل: هي قوله: رَبَّنا ظَــلَمْــنا أَنْفُسَنا [الأعراف/ 23] . وقال الحسن: هي قوله: «ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكنّي جنّتك؟ ألم تسجد لي ملائكتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت أكنت معيدي إلى الجنّة؟ قال: نعم» .
وقيل: هي الأمانة المــعروضة على السموات والأرض والجبال في قوله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ الآية [الأحزاب/ 72] ، وقوله: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَــلِمــاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة/ 124] قيل: هي الأشياء التي امتحن الله إبراهيم بها من ذبح ولده، والختان وغيرهما . وقوله لزكريّا: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَــلِمَــةٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران/ 39] قيل: هي كَــلِمَــةُ التّوحيد. وقيل: كتاب الله. وقيل: يعني به عيسى، وتسمية عيسى بكــلمــة في هذه الآية، وفي قوله: وَكَــلِمَــتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ
[النساء/ 171] لكونه موجدا بكن المــذكور في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى [آل عمران/ 59] وقيل: لاهتداء الناس به كاهتدائهم بكلام الله تعالى، وقيل: سمّي به لمــا خصّه الله تعالى به في صغره حيث قال وهو في مهده:
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية [مريم/ 30] ، وقيل: سمّي كَــلِمَــةَ الله تعالى من حيث إنه صار نبيّا كما سمّي النبيّ صلّى الله عليه وســلم ذِكْراً رَسُولًا [الطلاق/ 10- 11] . وقوله: وَتَمَّتْ كَــلِمَــةُ رَبِّكَ الآية [الأنعام/ 115] . فَالْكَــلِمَــةُ هاهنا القضيّة، فكلّ قضيّة تسمّى كــلمــة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا، ووصفها بالصّدق، لأنه يقال: قول صدق، وفعل صدق، وقوله: وَتَمَّتْ كَــلِمَــةُ رَبِّكَ
[الأنعام/ 115] إشارة إلى نحو قوله:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية [المــائدة/ 3] ، ونبّه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا، وقيل:
إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام: «أوّل ما خلق الله تعالى القــلم فقال له: اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة» . وقيل: الكَــلِمَــةُ هي القرآن، وتسميته بكــلمــة كتسميتهم القصيدة كَــلِمَــةً، فذكر أنّها تتمّ وتبقى بحفظ الله تعالى إيّاها، فعبّر عن ذلك بلفظ المــاضي تنبيها أن ذلك في حكم الكائن، وإلى هذا المــعنى من حفظ القرآن أشار بقوله: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ الآية [الأنعام/ 89] ، وقيل: عنى به ما وعد من الثّواب والعقاب، وعلى ذلك قوله تعالى: بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَــلِمَــةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ [الزمر/ 71] ، وقوله:
كَذلِكَ حَقَّتْ كَــلِمَــةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا الآية [يونس/ 33] ، وقيل: عنى بالكــلمــات الآيات المــعجزات التي اقترحوها، فنبّه أنّ ما أرسل من الآيات تامّ وفيه بلاغ، وقوله: لا مُبَدِّلَ لِكَــلِمــاتِهِ [الأنعام/ 115] ردّ لقولهم: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا الآية [يونس/ 15] ، وقيل: أراد بِكَــلِمَــةِ ربّك: أحكامه التي حكم بها وبيّن أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ، وقوله: وَتَمَّتْ كَــلِمَــتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا [الأعراف/ 137] وهذه الْكَــلِمَــةُ فيما قيل هي قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ الآية [القصص/ 5] ، وقوله: وَلَوْلا كَــلِمَــةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً [طه/ 129] ، وَلَوْلا كَــلِمَــةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ [الشورى/ 14] فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته، وأنه لا تبديل لكــلمــاته، وقوله تعالى: وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَــلِمــاتِهِ
[يونس/ 82] أي: بحججه التي جعلها الله تعالى لكم عليهم سلطانا مبينا، أي: حجّة قوية.
وقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح/ 15] هو إشارة إلى ما قال: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ الآية [التوبة/ 83] ، وذلك أنّ الله تعالى جعل قول هؤلاء المــنافقين: ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ [الفتح/ 15] تبديلا لكلام الله تعالى، فنبه أنّ هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون- وقد عــلم الله تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم-؟ وقد سبق بذلك حكمه. ومُكالَمَــةُ الله تعالى العبد على ضربين:
أحدهما: في الدّنيا.
والثاني: في الآخرة.
فما في الدّنيا فعلى ما نبّه عليه بقوله: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَــلِّمَــهُ اللَّهُ
الآية [الشورى/ 51] ، وما في الآخرة ثواب لــلمــؤمنين وكرامة لهم تخفى علينا كيفيّته، ونبّه أنه يحرم ذلك على الكافرين بقوله: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ [آل عمران/ 77] . وقوله: يُحَرِّفُونَ الْكَــلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ
[النساء/ 46] جمع الكــلمــة، وقيل: إنهم كانوا يبدّلون الألفاظ ويغيّرونها، وقيل: إنه كان من جهة المــعنى، وهو حمله على غير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين، فإنّ اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْــلَمُــونَ لَوْلا يُكَــلِّمُــنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ
[البقرة/ 118] أي: لولا يكــلّمــنا الله مواجهة، وذلك نحو قوله:
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى قوله: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء/ 153] .

كــلم: القرآنُ: كلامُ الله وكَــلِمُ الله وكَــلِمــاتُه وكِــلِمــته، وكلامُ

الله لا يُحدّ ولا يُعدّ، وهو غير مخلوق، تعالى الله عما يقول المُــفْتَرُون

علُوّاً كبيراً. وفي الحديث: أَعوذ بِكــلمــاتِ الله التامّاتِ؛ قيل: هي

القرآن؛ قال ابن الأَثير: إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن

يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى

التمام ههنا أَنها تنفع المُــتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه. وفي

الحديث: سبحان الله عَدَد كــلِمــاتِه؛ كِــلمــاتُ الله أي كلامُه، وهو صِفتُه

وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد، فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المــبالغة في

الكثرة، وقيل: يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك،

ونَصْبُ عدد على المــصدر؛ وفي حديث النساء: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكــلمــة

الله؛ قيل: هي قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان، وقيل: هي

إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه. ابن سيده: الكلام القَوْل، معروف، وقيل:

الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه،

وهو الجُزْء من الجملة؛ قال سيبويه: اعــلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في

الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً، ومِن أَدلّ الدليل على

الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا

يقولوا القرآن قول الله، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه

ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون

إلا أَصواتاً تامة مفيدة؛ قال أَبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل

واحد منهما موضع الآخر؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المــتركبة في

الحقيقة قول كثيِّر:

لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها،

خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا

فمعلوم أَن الكــلمــة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب

السامع، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة

مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه، وقد قال سيبويه: هذا باب أَقل ما يكون عليه الكــلم،

فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو

على حرف واحد، وسمى كل واحدة من ذلك كــلمــة. الجوهري: الكلام اسم جنس يقع

على القليل والكثير، والكَــلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كــلمــات لأَنه جمع كــلمــة

مثل نَبِقة ونَبِق، ولهذا قال سيبويه: هذا باب عــلم ما الكــلِمُ من العربية،

ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء: الاسم والفِعْل

والحَرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة،

وتميم تقول: هي كِــلْمــة، بكسر الكاف، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات: كَــلِمــة

وكِــلْمــة وكَــلْمــة، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ،

وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان؛ قال:

فَصَبَّحَتْ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَــلَّمِ،

جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ

(* قوله «مفعم» ضبط في الأصل والمــحكم هنا بصيغة اسم المــفعول وبه أيضاً

ضبط في مادة فعم من الصحاح).

وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول، أَلا ترى إلى

قلة الكلام هنا وكثرة القول؟ والكِــلْمَــة: لغةٌ تَميمِيَّةٌ، والكَــلِمــة:

اللفظة، حجازيةٌ، وجمعها كَــلِمٌ، تذكر وتؤنث. يقال: هو الكَــلِمُ وهي

الكَــلِمُ. التهذيب: والجمع في لغة تميم الكِــلَمُ؛ قال رؤبة:

لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِــلَمْ

وقالل سيبويه: هذا باب الوقف في أَواخر الكــلم المــتحركة في الوصل، يجوز

أن تكون المــتحركة من نعت الكَــلِم فتكون الكــلم حينئذ مؤنثة، ويجوز أن تكون

من نعت الأَواخر، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث

الكــلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ:

لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه

تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف

فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف على المــعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من

قولهم: ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ؛ وكما قال:

تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا

فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد، لمــا كانت الضبع هنا

جنساً، وهي الكِــلْمــة، تميمية وجمعها كِــلْم، ولم يقولوا كِــلَمــاً على

اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة. وأما ابن جني فقال: بنو تميم يقولون كِــلْمَــة

وكِــلَم كَكِسْرَة وكِسَر. وقوله تعالى: وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه

بكَــلِمــات؛ قال ثعلب: هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس. وقوله تعالى:

فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَــلِمــاتٍ؛ قال أَبو إسحق: الكَــلِمــات، والله أَعــلم،

اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَــلَمــنا أَنْفُسَنا. قال

أَبو منصور: والكــلمــة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء، وتقع على لفظة

مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً، وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة

بأَسْرها. يقال: قال الشاعر في كَــلِمــته أَي في قصيدته. قال الجوهري: الكــلمــة

القصيدة بطُولها.

وتَكــلَّم الرجل تَكــلُّمــاً وتِكِلاَّماً وكَــلَّمــه كِلاَّماً، جاؤوا به

على مُوازَنَة الأَفْعال، وكالمَــه: ناطَقَه. وكَلِيمُك: الذي يُكالِمُــك.

وفي التهذيب: الذي تُكَــلِّمــه ويُكَــلِّمُــك يقال: كــلَّمْــتُه تَكلِيماً

وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً. وتَكــلَّمْــت كَــلِمــة وبكَــلِمــة.

وما أَجد مُتكَــلَّمــاً، بفتح اللام، أي موضع كلام. وكالَمْــته إذا حادثته،

وتَكالَمْــنا بعد التَّهاجُر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا

يَتَكالَمــانِ ولا تقل يَتَكَــلَّمــانِ. ابن سيده: تَكالَمَ المُــتَقاطِعانِ كَــلَّمَ

كل واحد منهما صاحِبَه، ولا يقال تَكَــلَّمــا. وقال أَحمد بن يحيى في قوله

تعالى: وكَــلَّم الله موسى تَكْلِيماً؛ لو جاءت كَــلَّمَ الله مُوسَى مجردة

لاحتمل ما قلنا وما قالوا، يعني المــعتزلة، فــلمــا جاء تكليماً خرج الشك

الذي كان يدخل في الكلام، وخرج الاحتمال للشَّيْئين، والعرب تقول إذا وُكِّد

الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً، والتوكيدُ بالمــصدر دخل لإخراج

الشك. وقوله تعالى: وجعلها كَــلِمــة باقِيةً في عَقِبه؛ قال الزجاج: عنى

بالكــلمــة هنا كــلمــة التوحيد، وهي لا إله إلا الله، جَعلَها باقِيةً في عَقِب

إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل. ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة

وتِكِلاَّمةٌ وكِــلِّمــانيٌّ: جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ

مِنْطِيقٌٌ. وقال ثعلب: رجل كِــلِّمــانيٌّ كثير الكلام، فعبر عنه بالكثرة، قال:

والأُنثى كِــلِّمــانيَّةٌ، قال: ولا نظير لِكِــلِّمــانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ. قال

أَبو الحسن: وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام.

والكَــلْمُ: الجُرْح، والجمع كُلُوم وكِلامٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يَشْكُو، إذا شُدَّ له حِزامُه،

شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه

سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَــلْمــاً، وإنما حقيقته الجُرْحُ، وقد

يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ، فإذا كان كذلك فالكــلم هنا أَصل لا مستعار.

وكَــلَمَــه يَكْــلِمُــه

(* قوله «وكــلمــه يكــلمــه» قال في المــصباح: وكــلمــه يكــلمــه

من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا هـ. وعلى الأخيرة اقتصر المــجد. وقوله «وكــلمــة

كــلمــاً جرحه» كذا في الأصل وأصل العبارة لــلمــحكم وليس فيها كــلمــاً) كَــلْمــاً

وكَــلَّمــه كَــلْمــاً: جرحه، وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم؛ قال:

عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ

والكَلِيمُ، فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح

فَحَمِي أَنْفاً، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، والجمع

كَــلْمــى. وقوله تعالى: أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَــلِّمــهم؛ قرئت:

تَكْــلِمُــهم وتُكَــلِّمُــهم، فتَكْــلِمُــهم: تجرحهم وتَسِمهُم، وتُكَــلِّمُــهم: من

الكلام، وقيل: تَكْــلِمــهم وتُكَــلِّمــهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم،

قال الفراء: اجتمع القراء على تشديد تُكَــلِّمــهم وهو من الكلام، وقال أَبو

حاتم: قرأَ بعضهم تَكْــلِمــهُم وفسر تَجْرحهُم، والكِلام: الجراح، وكذلك

إن شدد تُكــلِّمــهم فذلك المــعنى تُجَرِّحهم، وفسر فقيل: تَسِمهُم في وجوههم،

تَسِمُ المــؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء

فيسودّ وجهه. والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قال عنترة:

إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ

نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَــلَّمِ

وفي الحديث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْــلِمــهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي

لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم، وأَصل الكَــلْم الجُرْح. وفي

الحديث: إنا نَقُوم على المَــرْضى ونُداوي الكَــلْمَــى؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح،

فعيل بمعنى مفعول، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً. وفي

التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل: بِكَــلِمــةٍ منه اسمه المَــسِيح؛ قال أَبو

منصور: سمى الله ابتداء أَمره كَــلِمــة لأَنه أَلْقَى إليها الكَــلِمــة ثم

كَوَّن الكــلمــة بشَراً، ومعنى الكَــلِمــة معنى الولد، والمــعنى يُبَشِّرُك

بولد اسمه المــسيح؛ وقال الجوهري: وعيسى، عليه السلام، كــلمــة الله لأَنه لمــا

انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله

وأَسَدُ الله.

والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا أَدري ما

صحته، والله أَعــلم.

كــلم
كــلَمَ يكــلُم ويَكــلِم، كَــلْمًــا، فهو كالم، والمــفعول مَكْلوم وكليم
• كــلَم فلانًا: جرَحه "كَــلْمُ اللِّسان أشدُّ من كَــلْم السّنان- هذا ممَّا يكــلِم العِرضَ والدِينَ- كــلَمــه غيرَ متعمِّد- {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تَكْــلِمُــهُمْ} [ق] ". 

تكالمَ يتكالم، تكالُمًــا، فهو مُتكالِم
• تكالم الرَّجلان:
1 - تحدّثا بعد طول هجر.
2 - تحادثا "تكالمــا في الهاتف". 

تكــلَّمَ/ تكــلَّمَ بـ/ تكــلَّمَ على/ تكــلَّمَ عن/ تكــلَّمَ في يتكــلَّم، تَكَــلُّمًــا، فهو متكــلِّم، والمــفعول مُتَكَــلَّم به
• تكــلَّم الشَّخصُ: تحدَّث "تكــلّم مع صديقه أثناء المــحاضرة- من تكــلَّم بما لا يعنيه سمِع ما لا يرضيه [مثل] ".
• تكــلَّم المــتخاصمان بعد جفوة: كــلّم كلّ واحد منهما الآخرَ.
• تكــلَّم كلامًا حسنًا/ تكــلَّم بكلام حسن: نطَق به وتحدَّث "تكــلَّم الفرنسيّة: عبر عن فكره بها- تكــلَّم بصراحة قاسية- تكــلَّم باسم حزب: كان المــمثِّل الرسميّ له- {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَــلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} ".
• تكــلَّم بالقضيَّة/ تكــلَّم على القضيَّة/ تكــلَّم عن القضيَّة/ تكــلَّم في القضيَّة: ذكرها، تحدث فيها وعنها "تكــلّم على/ عن مغامراته: تحدّث عنها وحكاها" ° تكــلَّم على المــكشوف: تحدَّث بصراحة وبلا مواربة- تكــلَّم عنه في غيابه بكلّ إطراء: ذكره بخير.
• تكــلَّم في السياسة: تناولها بالكلام وتحدَّث فيها. 

كالمَ يكالم، مُكالمــةً، فهو مُكالِم، والمــفعول مُكالَم
• كالم الشّخصَ: خاطَبه وجاوبه "كالمــه هاتفيًّا- {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَالَمَ اللهُ} [ق] ". 

كــلَّمَ يكــلِّم، تكليمًا، فهو مُكَــلِّم، والمــفعول مُكَــلَّم
• كــلَّم فلانًا: حدَّثه، خاطبه "كــلّمــه بالهاتف- {وَكَــلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ". 

كلام [مفرد]:
1 - (سف) معنى قائم بالنَّفس يُعبَّر عنه بألفاظ.
2 - (لغ) قول، وهو أصوات متتابعة مفيدة، مجموعة ألفاظ يعبِّر بها الإنسانُ عمّا بداخله "كلام ممتاز- كلام فارغ: لا يُؤبَه له- كلام معسول: فيه مداهنة وتملُّق- جاذبه الكلامَ: خاضَ معه فيه- حامل كلام الله: حافظ للقرآن- لا يُحسن الكلامَ من لم يتعــلّم السُّكوتَ- خير الكلام ما قلّ ودلّ [مثل]- كم من كلام أشدّ جرحًا من حُسام [مثل أجنبيّ]: يماثله في المــعنى قول الشاعر: جراحات السِّنان لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جَرح اللِّسانُ. والمــثل العربيّ: كَــلْم اللسان أنكى من كَــلْم السنان- مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ [حديث] " ° ألقى الكلامَ على عواهنه: قاله من غير فكر ولا رويَّة ولا تأنّق- كلامٌ في الهواء- مضَغ الكلامَ: لم يُبَيِّنه.
3 - (نح) جملة مركّبة مفيدة.
• الكلامُ الجامعُ: ما قلّت ألفاظُه وكثُرت معانيه.
• الكلام الأجوف: الكلام الذي يتَّسم بالإكثار من العبارات الطَّنَّانة المــتكلَّفة مع خلوِّه من المــعاني، وقد يُقصد به إثارة الضَّحك.
• كلام الله: ما أنزله وأوحي به " {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} ".
• عــلم الكلام: (سف) عــلم أصول الدِّين الذي يرمي إلى إثبات العقائد الدينيّة بإيراد الحُجَج ودفع الشُّبَه.
• لغة الكلام: (لغ) اللغة الدّارجة. 

كَلامِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من كلام.
• عــلم الأصوات الكلاميَّة: (لغ) دراسة الأصوات الكلاميّة في اللّغة بالرّجوع إلى توزيع الأصوات، ومدى التَكــلُّم بها وبيان قواعد اللفظ. 

كَــلْم [مفرد]: ج كُلوم (لغير المــصدر):
1 - مصدر كــلَمَ.
2 - جُرح "لم يبرأ كَــلْمُــه على الرغم من طول معالجته". 

كَــلِم [جمع]: مف كــلمــة: كلام الله " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَــلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ".
• جوامع الكــلم: ما يكون لفظه قليلاً ومعناه جزيلاً، كقول الرَّسول صلَّى الله عليه وســلَّم: حُفَّت الجنَّةُ بالمــكاره وحُفَّت النَّارُ بالشَّهوات [حديث] "َأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ [حديث] ". 

كَــلِمَــة/ كِــلْمَــة [مفرد]: ج كَــلِمــات وكَــلِم:
1 - لفظة واحدة أو مجموعة ألفاظ دالة على معنى "الْكَــلِمَــةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ [حديث]- {تَعَالَوْا إِلَى كِــلْمَــةٍ سَوَاءٍ} [ق]: المــراد: شهادة أن لا إله إلاّ الله" ° أعطى له الكــلمــةَ: سمَح له أن يتحدَّث- اجتمعت كــلمــتُهم على كذا: اتّفقوا- الكــلمــات الأخيرة: تقال قبل الوفاة- الكــلمــة الأخيرة: القرار النهائيّ-
 الكــلمــة العليا: السلطة، الرأي، القرار- الكــلمــة المــفتاح: كــلمــة تعمل كمفتاح لحلّ رمزٍ أو شفرةٍ ما- بكُلِّ معنى الكــلمــة: بكلّ ما في الكــلمــة من تعبير- كــلمــة مراوِغة: كــلمــة مواربة تستخدم لتجريد عبارة من قوَّتها، أو لتحاشي الالتزام المــباشر- لا كــلمــة له: يعد ولا يفي بوعده- مسموع الكــلمــة: مُطاع.
2 - عــلم وحقيقة الشَّيء " {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَــلِمَــاتُ اللهِ}: ما نفِد عــلمُ الله بما هو مُقدَّر في الأزل قبل أن يكون موجودًا".
3 - كلام مُؤَلَّف كالخُطبة أو الرسالة القصيرة "ألقى كــلمــة في الجمهور- بعث إليه بكــلمــة- كــلمــة ختاميَّة".
4 - (دن) الأُقنوم الثاني من الثالوث الأقدَس عند النصارى.
5 - (نح) لفظة دالّة على معنى مفرد بالوضع، أقسامها ثلاثة: اسم وفعل وحرف.
• كــلمــة الله: شريعته، حُكْمُه وإرادته " {وَكَــلِمَــةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا} - {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَــلِمَــةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} - {يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَــلِمَــاتِهِ}: شرائعه".
• كــلمــة التعارُف/ كــلمــة السِّرِّ: كــلمــة مُتَّفَق عليها للتعارف بين أفراد جماعة.
• كــلمــة التقوى: التي يُتَّقى بها من الشّرك " {وَأَلْزَمَهُمْ كَــلِمَــةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} ".
• كــلمــة الافتتاح: الكلام الذي يُبدأ به أيّ عمل من الأعمال.
• كــلمــة الختام:
1 - كــلمــة نثريّة أو شعريَّة يخاطب بها المــمثِّلُ الجمهورَ بعد نهاية المــسرحيّة.
2 - كــلمــة لاختتام كتاب تُطبع في نهاية متن الكتاب.
• الكــلمــات المُــتقاطِعة: لُعبة أو رياضة ذهنيّة تعتمد على جمع حروف، لتكوين كــلمــات. 

كَليم1 [مفرد]: ج كُــلَمــاءُ: من يُكالِمــك.
• كليم الله: لقب النبيّ موسى عليه السلام؛ لأنّ الله كــلَّمــه. 

كَليم2 [مفرد]: ج كَــلْمــى: صفة ثابتة لــلمــفعول من كــلَمَ: "أخذوا الكَــلْمــى إلى المــستشفى- تمرُّ بكَ الأبطالُ كَــلْمَــى هزيمةً ... ووَجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسمُ". 

كِلِيم [مفرد]: ج أَكْــلِمــة: نوعٌ من البُسُط غليظ النَّسج، يُصنع من الصُّوف، ذو ألوان زاهية. 

مُتكــلِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تكــلَّمَ/ تكــلَّمَ بـ/ تكــلَّمَ على/ تكــلَّمَ عن/ تكــلَّمَ في.
2 - قادر على التعبير عن نفسه بسهولة وبشكل واضح ومؤثِّر.
3 - (سف) مشتغل بعــلم الكلام "المــعتزليّ مُتكــلِّم".
4 - (نح) ما يدلّ على متكــلِّم نحو أنا ونحن "ضمير المُــتَكــلِّم". 

مُكالمــة [مفرد]:
1 - مصدر كالمَ.
2 - مُخابرة أو اتِّصال "تلقَّى مُكالمــات هاتفيّة كثيرة".
• مكالمــة خارجيّة: مكالمــة هاتفيّة ذات سعر أعلى من المــتعارف عليه بالنسبة لــلمــكالمــة المــحليّة. 
كــلم

(الكَلاَمُ: القَوْلُ) مَعْرُوفٌ، (اَوْ مَا كَانَ مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ) ، وَهُوَ الجُمْلَة والقَوْلُ مَا لَمْ يَكُن مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ، وَهُوَ الجُزْءُ من الجُمْلَة، ((ومِن أَدَلِّ الدَّلِيلِ على الفَرْق بَيْن الكَلاَم والقَوْل إجماعُ النَّاسِ على أَنْ يَقُولُوا: القُرآنُ كَلامُ اللهِ، وَلَا يَقُولُوا: القُرآنُ قَولُ اللهِ، وذَلِك أَنَّ هَذَا مَوضِعٌ [ضَيِّقٌ] مُتَحَجَّرٌ لَا يُمْكِن تَحْرِيفُه، وَلَا يَجُوزُ تَبْدِيلُ شَيءٍ من حُرُوفِه، فعُبِّر لِذَلِك عَنهُ بالكَلاَم الّذِي لَا يَكُون إِلَّا أَصواتًا تَامَّةً مُفِيدَةً)) . قَالَ أَبُو الحَسَن: ثمَّ إنَّهم قَدْ يَتَوَسَّعُونَ فَيَضَعُون كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُما مَوْضِعَ الآخَرِ، ومِمّا يَدُلّ على أَنَّ الكَلامَ هُوَ الجُمَلُ المُــتَرَكِّبَةُ فِي الحَقِيقَةِ قَولُ كُثَيِّرٍ:
(لَوْ يَسْمَعُونَ كَمَا سَمِعْتُ كَلاَمَهَا ... خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وسُجُودَا) ((فَمَعْلُومٌ أَنَّ الكَــلِمَــةَ الواحِدَةَ لَا تُشْجِي وَلَا تُحْزِنُ، وَلَا تَتَمْلَّكُ قَلْبَ السَّامِعِ، إنَّما ذَلِك فِيمَا طَالَ من الكَلامِ، وأَمْتَعَ سَامِعِيه، لِعُذُوبَةِ مُسْتَمَعِه، ورِقَّهِ حَوَاشِيه)) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الكَلامُ اسْمُ جِنْسٍ، يَقَعُ عَلَى القَلِيلِ والكَثِيرِ، والكَــلِمُ لَا يَكُونُ أَقلَّ مِنْ ثَلاثِ كَــلِمــاتٍ؛ لأنَّه جَمْعُ كَــلِمَــةٍ، مِثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ، ولِهَذَا قَال سِيبَوَيهِ: ((هَذَا بَابُ عِــلْمِ مَا الكَــلِمُ من العَرَبِيَّةِ)) ، ولَمْ يَقُلْ مَا الكَلامُ؛ لأنَّه أَرَادَ نَفْسَ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: الاسْمِ، والفِعْلِ، والحَرْفِ، فجَاءَ بِمَا لَا يَكُونُ إِلَّا جَمْعًا، وتَرَكَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ عَلَى الوَاحِدِ والجَمَاعَةِ.
وَفِي شَرْحِ شَيْخِنَا: الكَلامُ لُغَةً يُطْلَقُ على الدَّوَالِّ الأربَعِ، وعَلى مَا يُفْهَمُ من حَالِ الشَّيء مَجَازًا، وعَلى التَّكَــلُّم، وعَلى التَّكْلِيم كَذلِك، وعَلى مَا فِي النَّفْسِ من المَــعَانِي الَّتِي يُعَبَّرُ بِهَا، وعَلى اللَّفْظِ المُــرَكَّبِ أَفَادَ أَمْ لَا مَجازًا على مَا صَرَّح بِهِ سِيبَوَيْهِ فِي مَوَاضِع من كِتابِه مِن أَنَّه لَا يُطْلَقُ حَقِيقةً إِلَّا على الجُمَلِ المُــفِيدَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ جِنِّي، فَهُوَ مَجَازٌ فِي النَّفْسَانِيِّ، وقِيلَ: حَقِيقَةٌ فِيهِ، مَجازٌ فِي تِلْك الجُمَلِ، وَقيل: حَقِيقةٌ فِيهِما، ويُطْلَقُ عَلَى الخِطَابِ، وعَلى جِنْس مَا يُتَكَــلَّمُ بِه من كَــلِمَــةٍ وَلَو كانَتْ على حَرْفٍ كواوِ العَطْفِ أَو أكثرَ مِنْ كَــلِمَــةٍ مُهْمَلَةٍ أَوْ لَا، وعَرَّفه بَعضُ الأصُولِيّين بِأنَّه المُــنْتَظِمُ مِنَ الحُرُوفِ المَــسْمُوعَةِ المُــتَمَيِّزَةِ.
(و) الكُلامُ، (بِالضَّمِّ: الأرْضُ الغَلِيظَةِ) الصُّلْبَةُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه. (و) الكُلامُ: (ة بِطَبَرِسْتَانَ) .
(والكَــلِمَــةُ) ، بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ، وإِنَّمَا أَهْمَلَه عَن الضَّبْطِ لاشْتِهَارِه، (اللَّفْظَةُ) الوَاحِدَةُ حِجَازِيَّةٌ، وَفِي اصْطِلاح النَّحْوِيَّين: لَفْظٌ وُضِعَ لِمَــعْنًى مُفْرَد.
(و) من المَــجَازِ: الكَــلِمَــةُ: (القَصِيدَةُ) بِطُولِهَا كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَمِنْه حَفِظْتُ كَــلِمَــةَ الحُوَيْدِرَةِ، أَي: قَصِيدَتَه، وهذِه كَــلِمَــةٌ شَاعِرَةٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الكَــلِمَــةُ تَقَعُ على الحَرْفِ الوَاحِدِ من حُرُوفِ الهِجَاءِ، وعَلى لَفْظَةٍ مُرَكَّبَةٍ من جَماعَةِ حُرُوفٍ ذَوَاتِ مَعْنًى، وعَلَى قَصِيدَةٍ بِكَمَالِها، وخُطْبَةٍ بِأَسْرِهَا.
(ج: كَــلِمٌ) بِحَذْفِ الهَاءِ، تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، يُقال: هُوَ الكَــلِمُ، وهِيَ الكَــلِمُ، وقَولُ سِيبَوَيْهِ: ((هَذَا بَابُ الوَقْفِ فِي أَوَاخِرِ الكَــلِمِ المُــتَحَرِّكَةِ فِي الوَصْلِ)) ، يجوز أَن يَكُونَ المُــتَحَرِّكَةُ من نَعْتِ الكَــلِم، فَتَكُونُ الكَــلِم حِينَئِذٍ مُؤَنَّثَة، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من نَعْتِ الأوَاخِرِ، فإذَا كَانَ كَذلِك فَلَيْسَ فِي كَلامِ سِيبَوَيْهِ هُنَا دَلِيلٌ على تَأْنِيث الكَــلِمَ، بَلْ يَحْتَمِلُ الأمْرَيْن جَمِيعًا.
(كالكِــلْمَــةِ، بِالكَسْرِ) فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وجَمْعُهَا: كِــلْمٌ، بِالكَسْرِ ايضًا، ولَمْ يَقُولُوا: كِــلَمٌ على اطِّراد فِعَلٍ فِي جَمْعِ فِعْلَة. وأَمَّا ابنُ جِنِّي فَقَال: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ فِي (ج:) كَــلْمَــة: كِــلَم، (كَكِسَرٍ) ، وكِسْرَة، وأنشَدَ الأزْهَرِيّ لِرُؤْبَةَ:
(لَا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بِهِ رَجْعَ الكِــلَمْ ... )
(والكَــلْمَــةُ، بِالفَتْحِ) مَعَ سُكونِ اللاَّمِ، وهَذِه لُغَةٌ ثَالثَةٌ حَكَاهَا الفَرَّاءُ، وقَالَ: مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، وَوَرِقٍ وَوِرْقٍ وَوَرْقٍ و (ج:) هَذِه كَــلِمَــاتٌ (بِالتَّاءِ) لَا غَيْر. (وكَــلَّمَــه تَكْلِيمًا وكِلاًّمًا، كَكِذَّابٍ) : حَدَّثَهُ.
(وتَكَــلَّم) كَــلِمَــةً وبِكَــلِمَــةٍ (تَكَــلُّمًــا وتِكِلاَّمًا) ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ كَذَا فِي النُّسَخِ، وَوَقَع فِي بَعضِ الأُصُولِ: كِلاَّمًا، جَاءُوا بِهِ على مُوَازَنَةِ الأفْعَالِ أَيْ: (تَحَدَّثَ) بِهَا.
(وتَكَالَمَــا: تَحَدَّثَا بَعْدَ تَهَاجُرٍ) ، وَلَا تَقُل: تَكَــلَّمَــا، كَمَا فِي المُــحْكَمِ.
(والكَــلِمَــةُ البَاقِيَةُ) فِي قَوْلِه تَعالَى: {وَجعلهَا كــلمــة بَاقِيَة} هِي (كَــلِمَــةُ التَّوْحِيدِ) ، وهِي لَا إلَهَ إِلَّا الله، جَعَلَهَا بَاقِيَةً فِي عَقِبِ إبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، لَا يَزالُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يُوحِّدُ الله، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَه الزّجَّاجِيّ.
(وعِيسَى) عَليهِ السَّلامُ) كَــلِمَــةُ الله لأنَّه اانْتَفِعَ بِهِ وبِكَلامِه) فِي الدِّينِ كَمَا يُقالُ: [فُلانٌ] سَيْفُ الله، وأَسَدُ الله كَمَا فِي الصِّحاحِ، (أَوْ لأنَّه كَانَ) خَلَقَهُ (بِكَــلِمَــةِ: كُنْ مِنْ غَيْر اَبٍ) ، أَيْ: أَلْقَى الكَــلِمَــةَ ثُمَّ كَوَّنَها بَشَرًا، ومَعْنَى الكَــلِمَــةِ مَعْنَى، الوَلَدِ، قَالَه الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَولِه تَعالَى: {بِكَــلِمَــة مِنْهُ اسْمه الْمَــسِيح} ، أَيْ: يُبَشِّرُكِ بِوَلِدٍ اسْمُه المَــسِيحُ، وقِيلَ: كَــلِمَــةُ الله بِمَعْنَى قُدْرَتِه ومَشِيئَتِه، وَقيل غَيرُ ذَلِك.
(ورَجُلٌ تِكْلامَةٌ وتِكْلامٌ) ، بِكَسْرِهِما (وتُشَدَّدُ لامُهُمَا) ، الأخِيرَتَان عَن المُــحِيطِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا نَظِيرَ لتِكِلاَّمَةٍ، قَالَ أَبُو الحسَنِ: لَهُ عِنْدي نَظِيرٌ، وَهُوَ قَولُهم: رَجُلٌ تِلِقَّاعَة. (و) رَجُلٌ (كَــلْمَــانِيٌّ، كَسَــلْمَــانِيٍّ) عَن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاَء، نَقَله ابنُ عَبَّاد، (وتُحَرَّكُ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيّ، (وكِــلِّمَــانِيٌّ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ، و) كِــلِمَّــانِيٌّ، (بِكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَةَ المِــيمِ وَلَا نَظِير لَهُمَا) ، قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا نَظِيرَ لِكِــلِّمَــانِيٍّ وَلَا لِتِكلاَّمَةٍ: (جَيِّدُ الكَلاَمِ فَصِيحُهُ) حَسَنُه. (أَو كِــلْمَــانِيٌّ: كَثَيرُ الكَلامِ) ، هَكذَا نَصُّ ثَعْلَبٍ، فَعَبَّرَ عَنهُ بالكَثْرَةِ قَالَ:
(وهيَ) كِــلَّمَــانِيَّةٌ (بِهَاءٍ) .
(والكَــلْمُ) ، بِالفَتْحِ (الجَرْحُ) قِيلَ: وَمِنْه سُمِّيَت الكَــلِمَــةُ كَــلْمَــةً، وأَنْشَدُوا:
(جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتئَامٌ ... وَلَا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسًانُ)

(ج: كُلُومٌ وكِلامٌ) ، بِالكَسْرِ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(يَشْكُو إِذَا شُدَّ لَهُ حِزَامُه ... )

(شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُه ... )
السَّلِيمُ هُنَا الجَرِيحُ.
(وكَــلَّمَــهُ يُكَــلِّمُــهُ) كَــلْمًــا، (وكَــلَّمَــهُ) تَكْلِيمًا (جَرَحَهُ) ، وأَنَا كَالِمٌ، (فَهُوَ مَكْلُومٌ وكَلِيمٌ) قَالَ:
(عَلَيْهَا الشَّيخُ كالأَسَدِ الكَلِيمِ ... )
الكَلِيمُ بِالجَرِّ؛ لأنَّ الأسَدَ إِذا جُرِحَ حَمِيَ أَنْفًا، ويُرْوَى: بِالرَّفْعِ أَيْضا عَلَى قَوْلِك: عَلَيْهَا الشَّيْخُ الكَلِيمُ كالأسَدِ.
وقَوْلُه تَعالَى: {أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكــلمــهم} قَرَأَ بَعْضُهم " تَكْــلِمُــهُم أَيْ: تَجْرَحُهم وتَسِمُهُمْ فِي وُجُوهِهِم كَمَا فِي الصَّحَاحِ، وقِيلَ: تَكْــلِمُــهم وتُكَــلِّمُــهم سَواء، كَمَا تَقُولُ تَجْرَحُهُمْ وتُجَرِّحُهُمْ، قَالَه أَبُو حَاتِمٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي التَّكْلِيم بمَعْنَى التَّجْرِيحِ قَولَ عَنْتَرَةَ:
(إذْ لَا أَزَالُ عَلَى رِحَالَةِ سَابِحٍ ... نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكَــلَّمِ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
كَالَمَــه: ناطَقَهُ.
وكَلِيمُكَ: الَّذِي يُكَالِمُــكَ. وَأَيْضًا: لَقَبُ سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيه السَّلامُ.
ويُجْمَعُ الكَلِيمُ بِمَعْنَى الجَرِيحِ على: كَــلْمَــى، كَسَكْرَى، وَمِنْه الحَدِيثُ: " إِنَّا نَقُومُ عَلَى المَــرْضَى، ونُدَاوِي الكَــلْمَــى ".
والكُلامُ، بِالضَّمِّ: الطِّينُ اليَابِسُ، عَن ابنِ دُرَيْد.
ورَجُلٌ كِلِّيمٌ، كَسِكِّيتٍ: مِنْطِيقٌ، نَقَلَه ابنُ عَبَّاد والزَّمَخْشَرِيُّ.
ورجلٌ مَكْــلَمَــانِيٌّ، بِالفَتْحِ: لُغَة عَامِّيَّةٌ.
وَأَبُو الحَسَن مُحمدُ بنُ سُفْيانَ بنِ مُحمَّدِ بنِ مَحْمُودٍ الكــلمــانيُّ الأدِيبُ الكَاتِبُ المُــنَاظِرُ، مِنْ شُيوخِ الحَاكِمِ لُقِّبَ لِمَــعْرِفَتِه فِي مُنَاظَرة الكَلامِ والأصُولِ.
وَمَا أَجِدُ مُتَكَــلَّمًــا - بِفَتْحِ اللامِ - أَيْ: مَوْضِعَ كَلاَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
كــلم
الكَــلْمُ: الجُرْحُ، والجميع الكُلُوْمُ والكِلاَمُ، كَــلَمْــتُه أكْــلِمُــه.
والكَلام والكَــلِمَــةُ: معروفُ، وجَمْعُها كَــلِمٌ. وكَلِيْمُكَ: الذي يُكَــلِّمُــكَ وتُكَــلِّمُــه. وانَّه لَتِكِلاّمَةٌ وكِــلِمّــانيٌّ: أي صاحِبُ كَلام.
والكُلاَمُ: الأرْضُ الصُّلْبَةُ ذاتُ حِجَارَةٍ وجَصٍّ.
(كــلم) - قول تعالى: {تَعَالَوْا إلَى كَــلِمَــةٍ}
الكَــلِمَــةُ: شَرحُ قِصَّةٍ وإن طالَتْ. ويُقالُ للقَصِيدَة: كَــلِمَــةٌ.
والكَــلِمَــةُ: تَقَعُ على الحَرفِ والفِعْلِ، والاسم جَميعًا.
والكلامُ: يُؤلَّفُ مِن كَــلِمَــتَين فَصاعدًا.
والكلامُ: اسمٌ يَقومُ مَقامَ المَــصْدَرَين: التَّكــلُّم والتَّكْليمُ.
والجِنْسُ: الكَــلِمُ، والجَمْعُ: الكَــلِمَــاتُ.
[كــلم] نه: فيه: سبحان الله عدد "كــلمــاته"، أيمه وهو صفته، وصفاته لا تحصر بعدد، فذكر العدد مجاز لــلمــبالغة في الكثرة، أو يريد الأذكار أو عدد الأجور على ذلك، ونصب "عدد" على المــصدر. وح: واستحللتم فروجهن "بكــلمــة" الله، هي "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" أو هي إباحة الزواج وإذنه فيه. وح: ذهب الأولون "لم يكــلمــهم" الدنيا من حسناتهم شيئًا، أي لم تؤثر فيهم ولم تقدح في أديانهم، وأصل الكــلم: الجرح. ومنه: نداوي "الكــلمــى"، هي جمع كليم: الجريح. ك: هو بفتح كاف وسكون لام وفتح ميم سواء كانت الجرحة محارم أو غيرهن إذا كانت المــعالجة بغير مباشرة الجارحة وإذا أمن الفتنة. ومنه: كل "كــلم يكــلمــه" المــســلم تكون كهيئتها إذا طعنت، هو بفتح كاف وسكون لام ويكــلم- بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه، ويجوز ببناء الفاعل، أي جرح يجرح به، فأوصل بحذف الجار. ن: وفي سبيل الله كالغزو مع الكفار أو البغاة أو القطاع، أو الأمر بالمــعروف. وح: لا أرى هذه "الكــلمــة" إلا من "كــلمــة" ابن عمر، أي كلامه. وح: "لا يكــلمــهم" الله، أي تكليم أهل الخير وبإظهار الرضى بل بكلام السخط، وقيل: أراد الإعراض عنهم، ولا ينظر إليهم- نظر رحمة ولطف، ولا يزكيهم أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم أو لا يثنيهم- ومر في ثلاثة. و"كــلمــة" أي في تحريض النبي صلى الله عليه وســلم لأبي طالب على الإسلام، وهو بالرفع خبر محذوف، وبالنصب بدل. وسمي عيسى "كــلمــة" الله، لوجوده بكــلمــة "كن" من غير أب، أو لأنه انتفع بكلامه. ط: أو لأنه تكــلم في صغره "ألقاها إلى مريم" أوصلها إليها، "وروح منه" لإحياء المــوتى. ن: "كــلمــة" حق أريد بها باطل، لقولهم: إن الحكم إلا لله، وأريد بها الإنكار على علي في التحكيم. غ:محذوف. وح: ألا "تكــلم" هذا، أي عثمان فيما وقع فيها من الفتنة بين الناس والسعي في إطفاء نارها، أو في شأن الوليد بن عقبة وما ظهر منه من شرب الخمر، قوله: ما دون، أي شيئًا دون أن أفتح بابًا من الفتن، أي كــلمــته على سبيل المــصلحة والأدب بدون أن يكون فيه تهييج فتنة، أي لا أكون أول من يفتح باب الإنكار على الأئمة علانية فيكون بابًا من القيام عليهم فتفترق الكــلمــة. وح: إن العبد "ليتكــلم" بالكــلمــة من رضوان، ككــلمــة يرفع بها مظــلمــة وإن لم يقصده، وكــلمــة السخط ما يتكــلم عند سلطان فيتسبب لمــضرة شخص، قوله: ما يتبين فيه، أي لا يتدبر فيها ولا يتفكر. ن: ومنه: "ليتكــلم بالكــلمــة" يهوي بها في النار، كقذف أحد. ك: "لا يتكــلم" حينئذ إلا الرسل، أي حين الإجازة على الصراط. ط: لم يأت على القبر يوم إلا "تكــلم" أي بلسان الحال، أما إن كنت- مخففة من الثقيلة، ولام لأحسب- فارقة، ووليتك- مجهولًا من تولية، ومعروفًا من الولاية، أي إذا وصلت إلي وصرت حاكمًا عليك، والفاجر هو الكافر، فقوله: أو الكافر- شك الراوي، وقال بأصابعه- أشار بها، ما بقيت الدنيا- مدة بقائها. وح: أصدق "كــلمــة"، أي قطعة من الكلام، قالها لبيد، هو الصحابي: ما خلا الله باطل، مضمحل، كقوله: "كل من عليها فان". وح: قال: نعم نبي "مكــلم"، أي لم يكن نبيًا فقط بل نبيًا مكــلمًــا أنزل عليه الصحف، وكم وفاء- أي كم كمال- عددهم، قوله: كان نبيًا- بتقدير همزة تقرير.

علم السحر

عــلم السحر
هو: عــلم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأشياء خفية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون: هو ما خفي سببه وصعب استنابطه لأكثر العقول.
وحقيقته: كل ما سحر العقول وانقادت إليه النفوس بخدعة وتعجب واستحسان فتميل إلى إصغاء الأقوال والأفعال الصادرة عن الساحر.
فعلى هذا التقدير هو: عــلم باحث عن معرفة الأحوال الفلكية وأوضاع الكواكب وعن ارتباط كل منها مع الأمور الأرضية من المــواليد الثلاثة على وجه خاص ليظهر من ذلك الارتباط والامتزاج عللها وأسبابها وتركيب الساحر في أوقات المــناسبة من الأوضاع الفلكية والأنظار الكوكبية بعض المــواليد ببعض فيظهر ما جل أثره وخفي سببه من أوضاع عجيبة وأفعال غريبة تحيرت فيها العقول وعجزت عن حل خفاها أفكار الفحول.
أما منفعة هذا: العــلم فالاحتراز عن عمله لأنه محرم شرعا إلا أن يكون لدفع ساحر يدعي النبوة فعند ذلك يفترض وجود شخص قادر لدفعه بالعمل ولذلك قال بعض العــلمــاء:
إن تعــلم السحر فرض كفاية وإباحة الأكثرون دون عمله إلا إذا تعين لدفع المــتنبي.
واختلف الحكماء في طرق السحر:
فطريق الهند: بتصفية النفس وطريق النبط: بعمل العزائم في بعض الأوقات المــناسبة.
وطريق اليونان: بتسخير روحانية الأفلاك والكواكب.
وطريق العبرانيين والقبط والعرب: بذكر بعض الأسماء المــجهولة المــعاني فكأنه قسم من العزائم زعموا أنهم سخروا المــلائكة القاهرة للجن. فمن الكتب المــؤلفة في هذا الفن: الإيضاح للأندلسي والبساطين لاستخدام الأنس وأرواح الجن والشياطين وبغية الناشد ومطلب القاصد على طريقة العبرانيين والجمهرة أيضا ورسائل أرسطو إلى الإسكندر وغاية الحكيم لــلمــجريطي وكتاب طيماؤس وكتاب الوقوفات للكواكب على طريقة اليونانيين وكتاب سحر النبط لابن وحشية وكتاب العمي على طريقة العبرانيين ومرآة المــعاني في إدراك العالم الإنساني على طريقة الهند انتهى ما في كشف الظنون
وفي تاريخ ابن خلدون عــلم السحر والطلسمات هو: عــلم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو: السحر والثاني: هو الطلسمات.
ولمــا كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لمــا فيها من الضرر ولمــا يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره كانت كتبها كالمــفقود بين الناس إلا ما وجد في كتب الأمم الأقدمين فيما قبل نبوة موسى عليه السلام مثل: النبط والكلدانيين فإن جميع من تقدمه من الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاؤوا بالأحكام إنما كانت كتبهم مواعظ توحيد الله وتذكير بالجنة والنار وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم وكان لهم فيها التأليف والآثار ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل:
الفلاحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العــلم وتفننوا فيه ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل: مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرهم.
ثم ظهر بالمــشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه المــلة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص على زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التآليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر ثم جاء مســلمــة بن أحمد المــجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات فلخص جميع تلك الكتب وهذبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه غاية الحكيم ولم يكتب أحد في هذا العــلم بعده ولنقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر وذلك أن النفوس البشرية وإن كانت واحدة بالنوع فهي مختلفة بالخواص وهي أصناف كل صنف مختص بخاصية واحدة بالنوع لا توجد في الصنف الآخر وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها.
فنفوس الأنبياء عليهم السلام لها خاصية تستعد بها لــلمــعرفة الربانية ومخاطبة المــلائكة عليهم السلام عن الله - سبحانه وتعالى - كما مر وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية.
فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المــغيبات بقوى شيطانية وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر.
والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثة يأتي شرحها:
فأولها: المــؤثرة بالهمة فقط من غير إله ولا معين وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة: السحر.
والثاني: بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه: الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث: تأثير في القوى المــتخيلة يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المــتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمــحاكات وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسن من الرائين بقوة نفسه المــؤثرة فيه فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك كما يحكي عن بعضهم أنه يرى البساتين والأنهار والقصور وليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة هذا تفصيل مراتبه.
ثم هذه الخاصية تكون في الساحرة بالقوة شأن القوى البشرية كلها وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهه إلى غير الله وسجود له والوجهة إلى غير الله كفر فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت ولهذا اختلف الفقهاء في قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالإفساد وما ينشأ عنه من الفساد في الأكوان والكل حاصل منه.
ولمــا كانت المــرتبتان الأوليان من السحر لهما حقيقة في الخارج والمــرتبة الأخيرة الثالثة لا حقيقة لها اختلف العــلمــاء في السحر هل هو حقيقة أو إنما هو تخييل؟
فالقائلون بأن له حقيقة: نظروا إلى المــرتبتين الأوليين.
والقائلون بأن لا حقيقة له: نظروا إلى المــرتبة الثالثة الأخيرة فليس بينهم اختلاف في نفس الأمر بل إنما جاء من قبل اشتباه هذه المــراتب والله أعــلم.
واعــلم أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكرناه وقد نطق به القرآن قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَــلِّمُــونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَــلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَــلِّمَــانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَــلَّمُــونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَــرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} .
وسحر رسول الله - صلى الله عليه وســلم - حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله وجعل سحره في مشط ومشاقة وجف طلعة ودفن في بئر ذروان فأنزل الله عز وجل عليه في المــعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} .
قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرأ على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت.
وأما وجود السحر في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط والسريانيون فكثير ونطق به القرآن وجاءت به الأخبار
وكان للسحر في بابل ومصر زمان بعثه موسى عليه السلام أسواق نافقة ولهذا كانت معجزة موسى من جنس ما يدعون ويتناغون فيه وبقي من آثار ذلك في البرابي بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك ورأينا بالعيان من يصور صورة الشخص المــسحور بخواص أشياء مقابلة لمــا نواه وحلوله موجودة بالمــسحور وأمثال تلك المــعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق
ثم يتكــلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المــسحور عينا أو معنى ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المــعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارا للعزيمة ولتلك البنية والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمــسحور ما يحاوله الساحر.
وشاهدنا أيضا من المــنتحلين للسحر عمله من يشير إلى كساء أو جلد ويتكــلم عليه في سره فإذا هو مقطوع مترف ويشير إلى بطون الغنم كذلك في مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها إلى الأرض.
وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع ميتا وينقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد من حبوبها شيء.
وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب فيمطر الأرض المــخصوصة.
وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المــتحابة وهي رك رف د أحد العددين مائتان وعشرون والآخر مائتان وأربعة وثمانون.
ومعنى المــتحابة: أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها إذا جمع كان مساويا للعدد الآخر صاحبه فيسمى لأجل ذلك: المــتحابة.
ونقل أصحاب الطلسمات: أن لتلك الأعداد أثرا في الإلفة بين المــتحابين واجتماعهما إذا وضع لهما مثالان أحدهما بطالع الزهرة وهي في بيتها أو شرفها ناظرة إلى القمر نظر مودة وقبول ويجعل طالع الثاني سابع الأول ويضع على أحد التمثالين أحد العددين والآخر على الآخر ويقصد بالأكثر الذي يراد ائتلافه أعني المــحبوب ما أدري الأكثر كمية أو الأكثر أجزاء فيكون لذلك من التأليف العظيم بين المــتحابين ما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر قاله صاحب الغاية وغيره من أئمة هذا الشأن وشهدت له التجربة.
وكذا طابع الأسد ويسمى أيضا: طابع الحصى وهو أن يرسم في قالب هذا الطابع صورة أسد شائلا ذنبه عاضا على حصاة قد قسمها بنصفين وبين يديه صورة حية منسابة من رجليه إلى قبالة وجهه فاغرة فاها إلى فيه وعلى ظهره صورة عقرب تدب ويتحين برسمه حلول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد بشرط صلاح النيرين وسلامتهما من النحوس فإذا وجد ذلك وعثر عليه طبع في ذلك الوقت في مقدار المــثقال فما دونه من الذهب وغمس بعد في الزعفران محلولا بماء الورد ورفع في خرقة حرير صفراء فإنهم يزعمون أن لمــمسكه من العز على السلاطين في مباشرتهم وخدمتهم وتسخيرهم له ما لا يعبر عنه وكذلك السلاطين فيه من القوة والعز على من تحت أيديهم ذكر ذلك أيضا أهل هذا الشأن في الغاية وغيرها وشهدت له التجرية.
وكذلك وفق المــسدس المــختص بالشمس ذكروا أنه يوضع عند حلول الشمس في شرفها وسلامتها من النحوس وسلامة القمر بطالع ملوكي يعتبر فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة وقبول ويصلح فيه ما يكون في مواليد المــلوك من الأدلة الشريفة ويرفع خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس في الطيب فزعموا أنه له أثرا في صحابة المــلوك وخدمتهم ومعاشرتهم وأمثال ذلك كثيرة.
وكتاب الغاية لمــســلمــة بن أحمد المــجريطي هو مدون هذه الصناعة وفيه استيفاؤها وكمال مسائلها. وذكر لنا1 أن الإمام الفخر بن الخطيب وضع كتابا في ذلك وسماه: بالسر المــكتوم وإنه بالمــشرق يتداوله أهله ونحن لم نقف عليه والإمام لم يكن من أئمة هذا الشأن فيما نظن ولعل الأمر بخلاف ذلك وبالمــغرب صنف من هؤلاء المــنتحلين لهذه الأعمال السحرية يعرفون بالبعاجين وهم الذين ذكرت أولا أنهم يشيرون إلى الكساء أو الجلد فيتخرق ويشيرون إلى بطون الغنم بالبعج فتنبعج ويسمى أحدهم لهذا العهد باسم: البعاج لأن أكثر ما ينتحل من السحر بعج الأنعام يرتب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها وهم متسترون بذلك في الغاية خوفا على أنفسهم من الحكام لقيت منهم جماعة وشاهدت من أفعالهم هذه بذلك وأخبروني أن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية وإشراك روحانيات الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الخزيرية يتدارسونها وإن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم وإن التأثير الذي لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المــتاع والحيوان والرقيق يعبرون عن ذلك بقولهم: إنما انفعل فيما تمشي فيه الدراهم أي: ما يملك ويباع ويشترى من سائر المــمتلكات هذا ما زعموه وسألت بعضهم فأخبرني به.
وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك هذا شأن السحر والطلسمات وآثارهما في العالم
فأما الفلاسفة ففرقوا بين السحر والطلسمات بعد أن أثبتوا أنهما جميعا أثر للنفس الإنسانية واستدلوا على وجود الأثر للنفس الإنسانية بأن لها آثارا في بدنها على غير المــجرى الطبعي وأسبابه الجسمانية بل آثار عارضة من كيفيات الأرواح تارة كالسخونة الحادثة عن الفرح والسرور من جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم فإن المــاشي على حرف حائط أو على حبل منتصب إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك ولهذا تجد كثيرا من الناس يعودون أنفسهم ذلك حتى يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يمشون على حرف الحائط والحبل المــنتصب ولا يخافون السقوط فثبت أن ذلك من آثار النفس الإنسانية وتصورها للسقوط من أجل الوهم وإذا كان ذلك أثرا للنفس في بدنها من غير الأسباب الجسمانية الطبيعية فجائز أن يكون لها مثل هذا الأثر في غير بدنها إذ نسبتها إلى الأبدان في ذلك النوع من التأثير واحدة لأنها غير حالة في البدن ولا منطبعة فيه فثبت أنها مؤثرة في سائر الأجسام.
وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلسمات فهو: أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص المــوجودات وأوضاع الفلك المــؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المــنجمون.
ويقولون: السحر اتحاد روح بروح. والطلسم: اتحاد روح بجسم.
ومعناه عندهم: ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية.
والطبائع العلوية هي: روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في غالب الأمر بالنجامة.
والساحر عندهم: غير مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك الجبلة المــختصة بذلك النوع من التأثير.
والفرق عندهم بين المــعجزة والسحر أن المــعجزة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو مؤيد بروح الله على فعله ذلك والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال.
فبينهما الفرق في المــعقولية والحقيقة والذات في نفس الأمر وإنما نستدل نحن على التفرقة بالعلامات الظاهرة وهي: وجود المــعجزة لصاحب الخير وفي مقاصد الخير وللنفوس المــتمحضة للخير والتحدي بها على دعوى النبوة والسحر إنما يوجد لصاحب الشر وفي أفعال الشر في الغالب من التفريق بين الزوجين وضرر الأعداء وأمثال ذلك وللنفوس المــتمحضة للشر
هذا هو الفرق بينهما عند الحكماء الإلهيين وقد يوجد لبعض المــتصوفة وأصحاب الكرامات تأثير أيضا في أحوال العالم وليس معدودا من جنس السحر وإنما هو بالإمداد الإلهي لأن طريقتهم ونحلتهم من آثار النبوة وتوابعها ولهم في المــدد الإلهي حظ على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكــلمــة الله وإذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر فلا يأتيها لأنه متقيد فيما يأتيه ويذره للأمر الإلهي فما لا يقع لهم فيه الإذن لا يأتونه بوجه ومن أتاه منهم فقد عدل عن طريق الحق وربما سلب حاله.
ولمــا كانت المــعجزة بإمداد روح الله والقوى الإلهية فلذلك لا يعارضها شيء من السحر وانظر شأن سحرة فرعون مع موسى في معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا يأفكون وذهب سحرهم واضمحل كأن لم يكن وكذلك لمــا أنزل على النبي - صلى الله عليه وســلم - في المــعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرؤها على عقدة من العقد التي سحر فيها إلا انحلت فالسحر لا يثبت مع اسم الله وذكره.
وقد نقل المــؤرخون أن زركش كاويان وهي راية كسرى كان فيه الوفق المــئيني العددي منسوجا بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم وهو الطلسمات والأوفاق مخصوص بالغلب في الحروب وإن الراية التي يكون فيها أو معها لا تنهزم أصلا إلا أن هذه عارضها المــدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وســلم - وتمسكهم بكــلمــة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت وبطل ما كانوا يعملون.
وأما الشريعة فــلم تفرق بين السحر والطلسمات وجعلتهما بابا واحدا محظورا لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا وما لا يهمنا في شيء منهما فإن كان فيه ضرر ونوع ضرر كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع يلحق به الطلسمات لأن أثرهما واحد وكالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله تعالى فيكون حينئذ ذلك الفعل محظورا على نسبته في الضرر وإن لم يكن مهما علينا ولا فيه ضرر فلا أقل من أن تركه قربة إلى الله فإن من حسن إسلام المــرء تركه ما لا يعنيه فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات والشعوذة بابا واحدا لمــا فيها من الضرر وخصته بالحظر والتحريم.
وأما الفرق عندهم بين المــعجزة والسحر: فالذي ذكره المــتكــلمــون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه قالوا: والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه وقوع المــعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المــعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذبا وهو محال فإذا لا تقع المــعجزة مع الكاذب بإطلاق.
وأما الحكماء: فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بين الخير والشر في نهاية الطرفين فالساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المــعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر فكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهم والله يهدي من يشاء وهو القوي العزيز لا رب سواه.
ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المــعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين.
والفرق بينها وبين التأثيرات وإن كان منها ما لا يكتسب أن صدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدروها لا نفس صدروها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره عنه والله أعــلم بما في الغيوب ومطلع على ما في السرائر انتهى كلام ابن خلدون ومن عينه نقلت هنا وفي كل موضع من هذا الكتاب والله تعالى المــوفق للحق والصواب.

كَرَّس حياته للعلم

كَرَّس حياته للعــلم
الجذر: ك ر س

مثال: كَرَّس حياته للعــلْم
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأن الفعل لم يرد بهذا المــعنى في المــعاجم.
المــعنى: خصَّصها لذلك

الصواب والرتبة: -خَصَّصَ حياته للعــلْم [فصيحة]-وقف حياته للعــلْم [فصيحة]-كَرَّس حياته للعــلْم [صحيحة]
التعليق: يمكن تصحيح الاستعمال المــرفوض، حيث أوردت المــعاجم الفعل «كرَّس» بمعنى: جمّع، وضَمَّ أجزاء الشيء بعضها إلى بعض. وكأن مَنْ يُكرّس حياته للعــلْم، يجمع أوقات حياته كلها لأجل العــلم. وقد أوردت بعض المــعاجم الحديثة كمحيط المــحيط، والأساسي الفعل «كرَّس» بهذا المــعنى، كما تردد كثيرًا في كتابات المــعاصرين مثل: ميخائيل نعيمة، وتوفيق الحكيم.

علم قوس قزح

عــلم قوس قزح
هو عــلم باحث عن كيفية حدوثه وسبب حدوثه وسبب استدارته واختلاف ألوانه وحصوله عقيب الأمطار وطرفي النهار وحصوله في النهار كثيرا وفي ضوء القمر في الليل أحيانا وأحكام حدوثه في عالم الكون والفساد إلى غير ذلك من الأحوال ذكره أبو الخير وعده من عــلم الطبيعي ومثله في مدينة العلوم. عــلم القيافة
هو على قسمين:
قيافة الأثر ويقال لها العيافة وقد مرت.
وقيافة البشر وهي المــرادة ههنا وهو عــلم باحث عن كيفية الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المــشاركة والاتحاد بينهما في النسب والولادة في سائر أحوالهما وأخلاقهما.
والاستدلال بهذا الوجه مخصوص ببني مدلج وبني لعب ومن العرب وذلك لمــناسبة طبيعة حاصلة فيهم لا يمكن تعــلمــه.
وحكمة الاختصاص تؤول إلى صيانة النسبة النبوية كما قال بعض الحكماء.
وخص ذلك بالعرب ليكون سببا لارتداع نسائهم عما يورث خبث الحس وشوب النسب من فساد البذر والزرع وحصول هذا العــلم بالحدس والتخمين لا بالاستدلال واليقين والله سبحانه وتعالى أعــلم.
حكي أن الإمام الشافعي ومحمد بن الحسن رأيا رجلا فقال محمد: أنه نجار.
وقال الشافعي: إنه حداد فسألاه عن صنعته فقال: كنت حدادا والآن نجار.
وإنما سمي بقيافة البشر لكون صاحبه متتبع بشرات الإنسان وجلوده وأعضاءه وأقدامه.
وهذا العــلم لا يحصل بالدراسة والتعليم ولهذا لم يصنف فيه.
وذكروا أن إقليمون صاحب الفراسة كان يزعم في زمانه أنه يستدل بتركيب الإنسان على أخلاقه فأراد تلامذة بقراط أن يمتحنوه به فصوروا صورة بقراط ثم نهضوا بها إليه وكانت يونان تحكم الصورة بحيث تحاكي المــصورة من جميع الوجوه في قليل أمرها وكثيره لأنهم كانوا يعظمون الصورة ويعبدونها فلذلك يحكمونها وكل الأمم تبع لهم في ذلك ولذلك يظهر التقصير من التابعين في التصوير وظهورا بينا فــلمــا حضروا عند إقليمون ووقف على الصورة وتأملها وأمعن النظر فيها قال: هذا رجل يحب الزنا وهو لا يدري من هو فقالوا له: كذبت هذه صورة بقراط فقال: لا بد لعملي أن يصدق فاسألوه فــلمــا رجعوا إليه وأخبروه بما كان قال: صدق إقليمون أنا أحب الزنا ولكن أملك نفسي كذا في تاريخ الحكماء.
قال في مدينة العلوم: ومبنى هذا العــلم ما يثبت في المــباحث الطبية من وجود المــناسبة والمــشابهة بين الولد ووالديه وقد تكون تلك المــناسبة في الأمور الظاهرة بحيث يدركها كل أحد وقد يكون في أمور خفية لا يدركها إلا أرباب الكمال.
ولهذا اختلف أحوال الناس في هذا العــلم كمالا وضعفا إلى حيث لا يشتبه عليه شيء أصلا لسبب كماله في القوتين أي القوة الباصرة والقوة الحافظة اللتين لا يحصل هذا العــلم إلا بهما وهذا العــلم موجود في قبائل العرب ويندر في غيرهم لأن هذا العــلم لا يحصل إلا بالتجارب والمــزاولة عليه مددا متطاولة ولهذا لم يقع في هذا العــلم تصنيف وإنما هو متوارث ولاهتمام العرب بهذا العــلم اختص بهم وتوارثه خلف عن سلف ولهذا لم يوجد في غيرهم انتهى.
أقول: وقد اعتبر القيافة الشارع أيضا في بعض الأحكام كما ورد في الصحيح من حديث مجزز الأســلمــي أنه دخل فرأى أسامة بن زيد وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامها فنظر
إليهما مجزز الأســلمــي وقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض فسر بذلك النبي صلى الله عليه وســلم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وجه إدخال هذا الحديث في كتاب الفرائض الرد على من زعموا أن القائف لا يعتبر به فإن اعتبر قوله فعمل به لزم منه حصول التوارث بين المــلحق والمــلحق به انتهى. وقد بسط القول في ذلك القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني في مؤلفاته فارجع إليها.

علم العروض

عــلم العروض
هو عــلم يبحث فيه عن أحوال الأوزان المــعتبر للشعر العارضة للألفاظ والتراكيب العربية.
وموضوعه الألفاظ العربية من حيث إنها معروضة للإيقاعات المــعتبرة في البحور الستة عشر عند العرب على ما وضعه واضع هذا الفن خليل بن أحمد.
فعلى الأول: يكون من فروع المــوسيقى.
وعلى الثاني: من فروع عــلم الشعر على مذهب المــتأخرين.
وإن اعتبرت في الأشعار العربية تكون من فروع العلوم الأدبية.
وغايته الاحتراز عن الخطأ في إيراد الكلام على الإيقاعات المــعتبرة.
ومباديه مقدمات حاصلة من تتبع أشعار العرب كذا في مدينة العلوم.
قال ابن صدر الدين الشرواني في الفوائد الخاقانية: هو عــلم يبحث فيه عن المــركبات المــوزونة من حيث وزنها.
واعــلم إن أول من اخترع هذا الفن الإمام خليل بن أحمد تتبع أشعار العرب وحصرها في خمسة عشر وزنا ويسمى كلا منها: بحرا قيل إنما وضعه أحمد وهذبه الجوهري وزاد الأخفش بحرا آخر سماه المــتدارك ولا حاكم في هذه الصناعة إلا استقامة الطبع وسلامة الذوق.
فالذوق إن كان فطريا سليقيا فذاك وإلا احتيج في اكتسابه إلى طول خدمة هذا الفن.
ومن الكتب المــؤلفة فيه عروض ابن الحاجب والخطيب التبريزي.
وعروض ابن القطاع.
وعروض أبي الجيش الأندلسي.
وعروض الخزرجي.
وعروض الخيل بن أحمد النحوي إلى غير ذلك.
وللآيكي مختصر بديع وشفاء العليل في عــلم الخليل لأمين الدين المــحلي وفيما أورده السكاكي في تكملة مفتاح العلوم كفاية في هذا الفن والكتب والرسائل في هذا العــلم بالفارسية والعربية كثيرة شهيرة متداولة بين أيدي الناس.

لمح

لمــح: لَمَــحَ إِليه يَــلْمَــحُ لَمْــحاً وأَــلْمَــحَ: اختلس النظر؛ وقال

بعضهم: لَمَــح نَظر وأَــلمــحَه هو، والأَول أَصح. الأَزهري: أَــلمــحتِ المــرأَةُ من

وجهها إِــلمــاحاً إِذا أَمكنت من أَن تُــلْمَــحَ، تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي

محاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها؛ قال ذو الرمة:

وأَــلْمَــحْنَ لَمْــحاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ

رِواءٍ، خَلا ما ان تُشَفَّ المَــعَاطِسُ

والــلَّمْــحَةُ: النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ؛ الفراء في قوله تعالى: كَــلَمْــحٍ

بالبصر؛ قال: كخَطْفَة بالبصر. ولَمَــحَ البصَرُ ولَمَــحه ببصره،

والتَّــلْمــاحُ تَفْعالٌ منه، ولَمَــحَ البرقُ والنجم يَــلْمَــحُ لَمْــحاً ولَمَــحاناً:

كــلمَــع. وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُــوحٌ ولَمَّــاحٌ؛ قال:

في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّــاحِ

وقيل: لا يكون الــلَّمْــحُ إِلا من بعيد.

الأَزهري: والــلُّمَّــاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ، قاله ابن الأَعرابي.

الجوهري: لَمَــحَه وأَــلْمَــحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفيف، والاسم

الــلَّمْــحة. وفي الحديث: أَنه كان يَــلْمَــحُ في الصلاة ولا يلتفت.

ومَلامِحُ الإِنسان: ما بدا من مَحاسِن وجهه ومَساويه؛ وقيل: هو ما

يُــلْمَــحُ منه واحدتها لَمْــحةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَــلْمَــحة؛ قال ابن

سيده: قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِــلَمْــحَة عن واحد مَلامِح؛ الجوهري: تقول

رأَيت لَمْــحةَ البرق؛ وفي فلان لَمْــحة من أَبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ

من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر.

وقولهم: لأُرِيَنَّك لَمْــحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً

(* زاد المــجد:

الألمــحي: مَن يــلمــح كثيراً.).

[لمــح] نه: ومنه: كان "يــلمــح" في الصلاة ولا يلتفت.
لمــح
لَمَــحَ البَرْقُ والبَصَرُ. والــلَّمْــحَةُ: النَّظْرَةُ. ولَمَــحَه بِبَصَرِه وألْمَــحَه. وأبْيَضُ لَمّــاحٌ. واْلُتِمحَ بَصَرُه والْتُمِعَ: ذُهِبَ به. والألْمَــحِيُّ: الذي يَــلْمَــحُ كَثيراً، وكذلك الــلَّمّــاحُ.
(لمــح)
الْبَصَر لمــحا وتــلمــاحا امْتَدَّ إِلَى الشَّيْء وَيُقَال لمــحه ببصره صَوبه إِلَيْهِ وَإِلَيْهِ أبصره بِنَظَر خَفِيف أَو اختلس النّظر فَهُوَ لامح (ج) لمــاح والــلمــاح الصقور الذكية وَهُوَ لمــوح ولمــاح أَيْضا
ل م ح : لَمَــحْتُ إلَى الشَّيْءِ لَمْــحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ نَظَرْتُ إلَيْهِ بِاخْتِلَاسِ الْبَصَرِ وَأَــلْمَــحْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَــلَمَــحْتُهُ بِالْبَصَرِ صَوَّبْتُهُ إلَيْهِ وَــلَمَــحَ الْبَصَرُ امْتَدَّ إلَى الشَّيْءِ. 
ل م ح: (لَمَــحَهُ) أَبْصَرَهُ بِنَظَرٍ خَفِيفٍ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (أَــلْمَــحَهُ) أَيْضًا وَالِاسْمُ (الــلَّمْــحَةُ) بِالْفَتْحِ. وَفِي فُلَانٍ لَمْــحَةٌ مِنْ أَبِيهِ أَيْضًا أَيْ شَبَهٌ ثُمَّ قَالُوا: فِيهِ (مَلَامِحُ) مِنْ أَبِيهِ أَيْ مَشَابِهُ فَجَمَعُوهُ عَلَى غَيْرِ لَفْظِهِ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. 
(لمــح) - قوله تعالى: {كَــلَمْــحٍ بِالْبَصَرِ}
قال السُّدِّىّ: أي كَــلَمْــح العَين مِن السُّرْعَةِ أَو أَقربُ إن أرَدنَاه.
وقال قَتادةُ: هو أن يَقول له: كُنْ، فهو كــلَمْــح البَصَر أَو أَقربُ.
- في الحديث: "أنّه كان يَــلْمَــح في الصَّلاةِ ولا يَلْتَفِتُ"
الــلَّمْــحُ: النَّظرَةُ؛ وقد لَمَــح البَرْقُ وَالنَّجْمُ والبَصَرُ لمــحًا؛ إذا لَمَــعَ.
ل م ح

لمــح البرق والنجم: لمــع من بعيد، وبرقٌ لمّــاحٌ، ورأيته لمــحة البرق، ولمــحته ببصري: اختلست النظر إليه، " وهو أسرع من لمــح البصر " ومن لمــحةٍ بالبصر، ولامحته ملامحة. وألمــحت المــرأة من وجهها: أمكنت من أن تــلمــح. قال ذو الرمة:

وألمــحن لمــحاً من خدود أسيلة ... رواء خلا ما إن تشفّ المــعاطس

ومن المــجاز: أبيض لمّــاحٌ: يققٌ. " ولأرينّك لمــحاً باصراً " أي أمراً واضحاً.
لمــح
الــلَّمْــحُ: لمــعان البرق، ورأيته لَمْــحَةَ البرق.
قال تعالى: كَــلَمْــحٍ بِالْبَصَرِ
[القمر/ 50] ويقال: لأرينّك لَمْــحاً باصرا . أي: أمرا واضحا. لمــز
الــلَّمْــزُ: الاغتياب وتتبّع المــعاب. يقال: لَمَــزَهُ يَــلْمِــزُهُ ويَــلْمُــزُهُ. قال تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَــلْمِــزُكَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة/ 58] ، الَّذِينَ يَــلْمِــزُونَ الْمُــطَّوِّعِينَ
[التوبة/ 79] ، وَلا تَــلْمِــزُوا أَنْفُسَكُمْ
[الحجرات/ 11] أي: لا تــلمــزوا الناس فيــلمــزونكم، فتكونوا في حكم من لمــز نفسه، ورجل لَمَّــازٌ ولُمَــزَةٌ: كثير الــلّمــز، قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَــزَةٍ [الهمزة/ 1] .
(ل م ح)

لمَــحَ إِلَيْهِ يَــلْمَــحُ لَمْــحا، وألْمَــحَ: اختلس النّظر. وَقَالَ بَعضهم: لَمَــحَ نظر، وألمَــحَه هُوَ. وَالْأول أصح. ولَمَــحَ الْبَصَر، ولمَــحَه ببصره. والتَّــلْمــاحُ تفعال مِنْهُ.

ولمَــحَ الْبَرْق يَــلمَــحُ لَمْــحا ولَمــحَانا، كَــلمــعِ. وبرق لامِحٌ ولَمُــوحٌ ولَمَّــاحٌ، قَالَ:

فِي عارِضٍ كمُضِيءِ الصبْحِ لمَّــاح

وَقيل: لَا يكون الــلمْــحُ إِلَّا من بعيد.

ومَلامِحُ الْإِنْسَان: مَا بدا من محَاسِن وَجهه ومساوئه. وَقيل: هُوَ مَا يُــلْمَــحُ مِنْهُ: واحدتها لَمْــحةٌ، على غير قِيَاس، وَــلم يَقُولُوا: مَــلْمَــحَةٌ. وَقَالَ ابْن جني: استغنوا بِملامِحَ عَن تكسير لَمْــحَةٍ، وَكَذَلِكَ استغنوا بــلَمْــحةٍ عَن وَاحِد مَلامِحَ. 

لمــح

1 لَمَــحَهُ, (S,) or لَمَــحَ إِلَيْهِ, aor. ـَ (L, Msb, K), inf. n. لَمْــحٌ; (Msb;) and ↓ المــح, (L, K,) or ↓ المــحهُ, (S, Msb,) and ↓ التمحهُ; (S;) He glanced, or took a light, or slight, look, at him or it; (S;) like لَمَــأَهُ; (Nh;) snatched a sight of him or it unawares: (L, Msb, K;) or, accord. to some, لَمَــحَ signifies he looked; and ↓ المــحهُ, he made him to look; but the former explanation is the more correct: or لَمَــحَ is only said of one looking from a distance. (L.) b2: لَمَــحْتُهُ بِالبَصَرِ I directed (صَوَّبْتُ) my sight towards him. (Msb.) b3: لَمَــحَ البَصَرُ The sight extended to a thing. (Msb.) b4: لَمَــحَ, aor. ـَ inf. n. لَمْــحٌ (S, K) and لَمَــحَانٌ and تَــلْمَــاحٌ, (K,) It (lightning, and a star,) shone; gleamed; glistened; i. q. لَمَــعَ. (S, K.) 3 لَامَحَهُ, inf. n. مُلَامَحَةٌ, [He glanced at him, or viewed him lightly, or slightly, or snatched sights of him unawares, reciprocally]. (A.) 4 المــحهُ He made him to glance, or to take a light, or slight, look; expl. by جَعَلَهُ يَــلْمَــحَ, (K,) and جَعَلَهُ مِمَّنْ يَــلْمَــحُ. (TA.) b2: See 1. b3: أَــلْمَــحَتِ المَــرْأَةُ مِنْ وَجْهِهَا, (inf. n. إِــلْمَــاحٌ, TA,) The woman allowed herself [or her face] to be glanced at, or to be viewed lightly, or slightly: so does a beautiful woman, displaying, and then concealing, her beauties. (T, K.) 8 أَلْتُمِحَ بَصَرُهُ His sight was taken away. (K.) b2: See 1.

فُلَانٌ سَمْحٌ لَمْــحٌ, and ↓ سَمِيحٌ لَمِــيحٌ: see art. سمح. [لَمْــحٌ and لَمِــيحٌ in these cases seem to be merely imitative sequents.] b2: لَأُرِيَنَّكَ لَمْــحًا بَاصِرًا (tropical:) I will assuredly show thee a manifest, or an evident, thing, matter, or affair. (S, A, K.) [See also art. بصر.]

لَمْــحَةٌ, subst. from لَمَــحَ, (S, L,) A glance, or light or slight look. (L.) b2: لَمْــحَةٌ A shining, gleaming, or glistening, of lightning. (S.) b3: فِى فُلَانٍ لَمْــحَةٌ مِنْ أَبِيهِ In such a one is a likeness, or point of resemblance, to his father: then they said مِنْ ابيه ↓ مَلامِحُ, (S,) signifying likenessess, or points of resemblance; forming an extr. pl., (S, K,) as though from another word than لَمْــحَةٌ: (S:) they did not say مَــلْمَــحَةٌ. (TA.) b4: ↓ مَلَامِحُ also signifies What appear of the beauties and defects of the face (K) of a human being: or the parts thereof that are glanced at, or viewed lightly or quickly. (TA.) لَمُــوحٌ: see لَامِحٌ.

لَمِــيحٌ: see لَمْــحٌ.

لَمَّــاحٌ: see لَامِحٌ.

لُمَّــاحٌ Sharp hawks; syn. صُقُورٌ ذَكِيَّةٌ. (IAar, T, K, [in the CK, زَكِيَّة].) لَامِحٌ and ↓ لَمُــوحٌ and ↓ لَمَّــاحٌ Lightning, and a star, shining; gleaming; glistening: (K:) [but the second and third are intensive epithets, signifying shining much; &c.] b2: ↓ أَبْيَضُ لَمَّــاحٌ (tropical:) Intensely white. (A.) b3: لَامِحُ عِطْفَيْهِ A self-admiring man, who looks at his sides. (M, F.) أَــلْمَــحِىٌّ A man (TA) who glances much, or frequently takes light, or slight looks. (K.) مَلَامِحُ: see لَمْــحَةٌ.
لمــح
لمَــحَ/ لمَــحَ إلى يَــلمَــح، لَمْــحًا وتَــلْمــاحًا، فهو لامِح، والمــفعول مــلمــوح (لــلمــتعدِّي)
لمَــح البَصَرُ: امتدَّ إلى الشَّيءِ.
لمَــح النّجمُ/ لمَــح البرقُ: لمَــع.
لمَــح الشّخصَ/ لمَــح إلى الشّخصِ: أبصره بنظرٍ خفيفٍ أو اختلس النَّظَرَ إليه "لمَــحه يجري- لمَــح إليه يهمس- {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إلاَّ كَــلَمْــحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} " ° لَمْــح البصر: ومضة/ طرف عين. 

ألمــحَ/ ألمــحَ إلى يُــلمــح، إلمــاحًا، فهو مُــلْمِــح، والمــفعول مُــلْمَــح
• ألمــح الشَّيءَ: لمَــحه؛ أبصره بنظرٍ خفيفٍ أو اختلس النَّظَرَ إليه.
• ألمــح إليه شيئًا/ ألمــح به شيئًا: أشار دون أن يصرِّح "ألمــح إليه بأنَّه مُخطئ- ألمــح إلى موضوع هامّ".
• ألمــح إليه: اسْتَرَقَ النَّظَرَ إليه، أبصره بنظر خفيف. 

التمحَ يلتمِح، التماحًا، فهو مُلتمِح، والمــفعول مُلتمَح
 • التمح الشَّخصَ: لمَــحه؛ أبصره بنظر خفيف "التمح الطّائرَ على بعد" ° التُمِح بصرُه: ذُهِبَ به. 

لمَّــحَ إلى/ لمَّــحَ بـ يــلمِّــح، تــلمــيحًا، فهو مُــلمِّــح، والمــفعول مُــلمَّــح إليه
لمَّــح إلى المــوضوع/ لمَّــح بالمــوضوع: أشار إليه ولم يُصَرِّح به "لمَّــح إلى صلة القرابة بينهما- لمَّــح المــديرُ إلى تقصير المــوظَّفين في العمل- لمَّــح بتفوّقه العــلمــيّ". 

تَــلْمــاح [مفرد]: مصدر لمَــحَ/ لمَــحَ إلى. 

تــلمــيح [مفرد]: ج تــلمــيحات (لغير المــصدر) وتلاميحُ (لغير المــصدر):
1 - مصدر لمَّــحَ إلى/ لمَّــحَ بـ.
2 - إشارة، ضدّ التَّصريح "تكــلَّم تــلمــيحًا- هذا تــلمــيحٌ رائع".
3 - (بغ) أن يشار في فحوى الكلام إلى قصّة أو شعر أو مثل بلفظ فيه ذكر طرف من ذلك لا ذكره كلّه.
4 - (بغ) طريقة بارعة لإسماع شيء أو لإفهامه دون التعبير عنه بصراحة، وهو خلاف التصريح. 

لَمْــح [مفرد]: مصدر لمَــحَ/ لمَــحَ إلى ° أسرعُ من لمْــح البصر- في لَمْــح البصر/ في لَمْــح البرق: بسرعة خاطفة- لَمْــح البصر: ومضة/ طرفة عين. 

لَمْــحَة [مفرد]: ج لمَــحَات ولمْــحَات: اسم مرَّة من لمَــحَ/ لمَــحَ إلى: نظرة عاجلة وسريعة أو إشارة أو تــلمــيح "لَمْــحَة عن حياة الكاتب- أدركه بــلمــحةٍ واحدة" ° فيه لمــحةٌ من أبيه: شَبَه. 

لَمّــاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من لمَــحَ/ لمَــحَ إلى: كثير اختلاس النظر.
2 - ذكيّ متوقِّد الذِّهن "إنّه طالب لمّــاح". 

مَلامحُ [جمع]: مف مَــلْمَــح ولَمْــحَة (على غير قياس):
1 - ما يظهر من أوصاف الوجه ومن مظهر الإنسان "ذكر لــلمــحقِّق ملامحَ اللِّصِّ" ° حسَنُ المــلامح: جميل.
2 - مَشَابِه "في فلان ملامحُ أبيه".
• المَــلامحُ والظِّلالُ: (فن) أماكن مُضَاءة وأخرى مُظْــلمــة "رسَّام بارع في المــلامح والظِّلال". 
[لمــح] لَمَــحَهُ وألْمَــحَهُ، إذا أبصره بنظر خفيف. والاسم الــلَمْــحةُ. ولَمَــحَ البرقُ والنجمُ لَمْــحاً، أي لمــع. تقول: رأيت لَمْــحَةَ البرقِ. وفي فلان لَمْــحَةٌ من أبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ من أبيه أي مَشابِهُ، فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر. وقولهم: لأُريَنَّكَ لَمْــحاً باصراً، أي أمراً واضحا.

لمــح


لَمَــحَ(n. ac. لَمْــح)
a. [acc.
or
Ila], Glanced at; sighted, descried, espied.
b.(n. ac. لَمْــح
لَمَــحَاْن
تَــلْمَــاْح), Shone, gleamed.
لَمَّــحَ
a. [Ila], Alluded to, hinted at.
لَاْمَحَ
a. [acc.]
see I (a)
أَــلْمَــحَa. see I (a)b. Made to shine; showed, displayed.
c. Made to look at.

إِلْتَمَحَ
a. [acc.]
see I (a)b. [pass.], Was lost (sight).
لَمْــحa. see 1t (a) (b), (c).
d. Evidence.

لَمْــحَةa. Glance, look; glimpse.
b. Moment.
c. Glitter, gleam, flash.
d. Likeness, similarity.

أَــلْمَــحِيّa. Glancing; peerer. —
لَاْمِح لَمُــوْح
لَمَّــاْح
Brilliant, bright; glistening, gleaming. —

لُمَّــاْحa. Sharp hawks.

مَلَاْمِحُa. Points of resemblance.

N. Ac.
لَمَّــحَa. Allusion; hint.

لَا مِح عِطْفَيْهِ
a. Self-admiring, conceited, complacent.

لَأُ رِيَنَّكَ لَمْــحًا
بَاصِرًا
a. I will show thee the matter clearly.
لمــح: لمــح: ادرك، استشف، اكتشف (بوشر، همبرت، القلايد 94:1) لمــح ما شاء بطرف غير ضرير.
لمــح لمــحاً باصراً: نظر بانتباه وثبات (انظر لين في مادة باصر). وفي (لطائف الثعالبي 4): كان يشبه والده حتى كان لا يميزه إلاّ المــتأمل جداً اللامح لمــحاً باصراً.
لمــح الشيء بالبصر: في محيط المــحيط (لمــح البصر امتد إلى الشيء).
يــلمــح ذا لذا: هذا يشبه ذاك (فوك).
لمــح له بالأدب: قدّم له برهاناً على أدبه (مرسنج 21: 10).
لمــح: لحس، لعق (هلو).
لمّــح (بالتشديد) إلى: في محيط المــحيط (لمَــح إلى الشيء تــلمــيحاً اشار).
لمــقري 3: 30): ولمــح بهذه الأبيات إلى قول الرصافي وقد ذكر محيط المــحيط التعبير الآتي: (لمّــح فلان بيت كذا أي أتى فيه بالتــلمــيح).
لمّــح ل وب: جعله يظن (انظرها في مادة سمّع بالتشديد).
لامح: شابَهَ (باين سميث 912).
ألمــح ب= ألمــع ب: قص شيئاً بإيجاز (معجم بدرون).
تــلمّــح: نظر ملياً، تفحص (المــقري 2: 520): ورحِم الله من تصفَّح وتــلمّــح فتسمّح.
تــلمّــح: فتش. يقول (العبدري 58): وكنت أتــلمــح لهم عذراً وأقول لعل فيهم من رأى الهلال تحسيناً للظن بهم (صححتُ غدراً بعذر وهو الصواب لأن ما ورد بعد هذا اعتذاري لهم) وذكر (ابن بطوطة في الجزء الثاني من رحلته ص330): فكنا نتــلمــح أثر الطريق تحت الثلج أي نفتش وفي ألف ليلة 3: 418: وصارت تتــلمــح لمــنصف تلعبه في البلد (2: 428).
تــلمّــح: ظهر (المــقدمة 1: 402): ولم يكن إيثارهم في الدولة حينئذ إكراماً لذواتهم وإنما هو لمــا يتــلمــح من التجمل بمكانهم في مجالس المِــلك لتعظيم الرتب الشرعية.
استــلمــح اكتشف (بوشر).
لمــحة. لمــحة عين ولمــحة بصر لحظة ثانية (فوك) (الكالا).
لُمــحة وجمعها لُمَــح= لُمــعة: خاصية متميزة (عباد 2: 140، الشرق 1: 393) حيث أساء (ويجرز) النطق بها.
لامح: شابَهَ (باين سميث 912).
ألمــح ب= ألمــع ب: قص شيئاً بإيجاز (معجم بدرون).
تــلمّــح: نظر ملياً، تفحص (المــقري 2: 520): ورحِم الله من تصفَّح وتــلمّــح فتسمّح.
تــلمّــح: فتش. يقول (العبدري 58): وكنت أتــلمــح لهم عذراً وأقول لعل فيهم من رأى الهلال تحسيناً للظن بهم (صححتُ غدراً بعذر وهو الصواب لأن ما ورد بعد هذا اعتذاري لهم) وذكر (ابن بطوطة في الجزء الثاني من رحلته ص330): فكنا نتــلمــح اثر الطريق تحت الثلج أي نفتش وفي ألف ليلة 3: 418: وصارت تتــلمــح لمــنصف تلعبه في البلد (2: 428).
تــلمّــح: ظهر (المــقدمة 1: 402): ولم يكن إيثارهم في الدولة حينئذ إكراماً لذواتهم وإنما هو لِمَــا يتــلمــح من التجمل بمكانهم في مجالس المِــلك لتعظيم الرتب الشرعية.
استــلمــح: اكتشف (بوشر).
لمــحة. لمــحة عين ولمــحة بصر: لحظة، ثانية (فوك) (الكالا).
لُمــحة وجمعها لُمَــح = لُمــعة: خاصية متميزة (عباد 2: 140؛ الشرق 1: 393) حيث أساء (ويجرز) النطق بها.
لمــح
: (لَمَــحَ إِليه، كَمَنَع) ، يَــلْمَــحُ لَمْــحاً (: اخْتَلَسَ النَّظرَ، كأَــلْمــحَ) ، أَي أَبصرَ بنَظرٍ خَفيفٍ. وَقَالَ بَعضهم: لَمَــحَ نَظَرَ، وأَــلْمَــحَه هُوَ، والأَوّل أَصحُّ. وَفِي (النِّهاية) : الــلَّمْــحُ. سُرْعةُ إِبصارِ الشَّيْءِ كالــلّمْــءِ، بِالْهَمْز. والــلَّمْــحَة: النّظْرة بالعَجَلَة، وَقيل لَا يكون الــلَّمْــح إِلاّ من بَعِيدٍ.
(و) لَمَــحَ (البَرْقُ والنَّجْمُ: لَمَــعَا) ، يَــلمَــحَانِ (لَمْــحاً ولَمَــحَاناً) ، محرّكةً فِي الثَّانِي، (وتَــلْمَــاحاً) ، بِالْفَتْح، تَفعال من لَمْــح البَصَرِ. ولَمَــحَه ببَصَرِه. (وَهُوَ) أَي البَرقُ (لامحٌ ولَمُــوحٌ) ، كصَبورٍ (ولَمَّــاحٌ) ، ككتَّان، قَالَ:
فِي عَارض كمُضِىءِ الصَّبح لمَّــاحِ
(وأَــلْمَــحَهُ: جَعلَه) مِمَّن (يَــلْمَــحُ) . وَفِي (الصّحاح) : لَمَــحَه وأَــلمَــحَه والْتَمَحَه، إِذا أَبصَرَه بنَظَرٍ خَفِيفٍ. وَالِاسْم الــلَّمْــحَة.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : أَــلْمَــحَتِ (المَــرأَةُ مِنْ وَجْهِهَا) إِــلْمَــاحاً، إِذا (أَمكنَتْ مِن أَنْ يُــلْمَــحَ، تَفعَلُ ذالك الحسناءُ تُرِى) ، بضَمّ حرْف المــضارَعة، أَي تُظهِر (مَحَاسِنَها) مَنْ يَتصدَّى لَهَا (ثُمَّ تُخفِيهَا) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وأَــلمــحْنَ لَمْــحاً مِن خُذُودٍ أَسِيلةٍ
رِوَاءٍ خَلاَ مَا أَنْ تَشِفَّ الْمَــعَاطِسُ
(و) من الْمــجَاز: (لأُرِيَنَّك لَمْــحاً باصراً) ، أَي (أَمْراً واضِحاً) . (والمَــلامِحُ: المَــشَابِه) . قَالَ الجوهَرِيّ: تَقول: رأَيت لَمْــحَةَ البَرقِ، وَفِي فلانٍ لَمْــحةٌ من أَبيه، ثمَّ قَالُوا: فِيهِ مَلاَمِحُ من أَبيه، أَي مَشَابِهُ. (و) مَلامِحُ الإِنسانِ: (مَا بَدَا من مَحاسِنِ الوَجه ومَساوِيه) ، وَقيل: هُوَ مَا يُــلمــحُ مِنْهُ، (جمْعُ لَمْــحَةِ) ، بِالْفَتْح، (نادرٌ) على غير قِيَاس، وَــلم يَقُولُوا: مَــلْمَــحة. قَالَ ابْن سِيده: قَالَ ابْن جنِّي اسْتَغْنُوْا بــلَمــحَة عَن واحدِ مَلامِحَ.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : الــلُّمَّــاح (كرُمّان: الصُّقُور الذَّكِيَّة) ، قَالَه ابْن الأَعرابيّ:
(والأَــلْمَــحِيّ) من الرّجال: (مَنْ يَــلْمَــحُ كَثيراً.
والتُمِحَ، بَصَرُه) بالبناءِ لــلمــفعُول: (ذُهِبَ بِهِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الْمــجَاز أَبيضُ لَمَّــاحٌ: يَقَقٌ، كَذَا فِي (الأَساس) .
واستدرك شَيخنَا لامِحُ عطْفَيه، وَهُوَ المُــعجَب بنَفسه النّاظرُ فِي عطْفَيْه.

علم الموسيقى

عــلم المــوسيقى
قال صاحب الفتحية المــوسيقى: عــلم رياضي يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث الاتفاق والتنافر وأحوال الأزمنة المــتخللة بين النقرات من حيث الوزن وعدمه ليحصل معرفة كيفية تأليف اللحن هذا ما قاله الشيخ في شفاءه إلا إن لفظه بين النقرات زيدت على كلامه. وعبارته بعينها أي: معرفة النغم الحاصل من النقرات ليعم البحث عن الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة أو ساذجة وكلامه يشعر بكون البحث عن الأزمنة التي تكون نقراها منغمة فقط.
وعرفها الشيخ أبو نصر: بأنها صوت واحد لابث لزمان فإذا قدر محسوسا في الجسم الذي فيه يوجد والزمان قد يكون غير محسوس القدر لصغره فلا مدخل للبحث والصوت اللابث فيه لا يسمى نغمة والقوم قدروا أقل المــرتبة المــحسوسة في زمان يقع بين حرفين متحركين ملفوظين على سبيل الاعتدال فظهر لنا أنه يشتمل على بحثين البحث: الأول: عن أحوال النغم والبحث الثاني: عن الأزمنة فالأول يسمى: عــلم التأليف. والثاني: عــلم الإيقاع.
والغاية والغرض منه حصول معرفة كيفية تأليف الألحان وهو في عرفهم أنغام مختلفة الحدة والثقل رتبت ترتيبا ملائما وقد يقال: وقرنت بها ألفاظ دالة على معان محركة للنفس تحريكا ملذا وعلى هذا فما يترنم به الخطباء والقراء يكون لحنا بخلاف التعريف الثالث: وهو وقرنت بها ألفاظ منظومة مظروفة الأزمنة بالأول أعم من الثاني والثالث وبين الثاني والثالث عموم من وجه.
وقال في مدينة العلوم: وهو عــلم تعرف منه أحوال النغم والإيقاعات وكيفية تأليف اللحون وإيجاد الآلات المــوسيقائية وإنما وضعوا هذه الآلات لمــا ليس فيه الطبيعة فــلم يرخصوا الإخلال به.
وموضوعه: الصوت من جهة تأثيره في النفس إما بالبسط أو بالقبض لأن الصوت إما أن يحرك النفس عن المــبدأ فيحدث البسط من السرور واللذة وما يناسبها وإما إلى مبدئها فيحدث القبض والفكر في العواقب وما يناسب ذلك ومن الكتب المــصنفة فيه كتاب الفارابي وهو أشهرها وأحسنها وكذا كتاب المــوسيقي من أبواب الشفاء لابن سينا ولصفي الدين عبد المــؤمن مختصر لطيف ولثابت بن قرة تصنيف نافع ولأبي الوفاء الجوزجاني مختصر نافع في فن الإيقاع والكتب في هذا الفن كثيرة وفيما ذكرناه كفاية انتهى كلامه.
وقد اتفق الجمهور على أن واضع هذا الفن أولا: فيثاغورس من تلامذة سليمان عليه السلام وكان رأى في المــنام ثلاثة أيام متوالية أن شخصا يقول له: قم واذهب إلى ساحل البحر الفلاني وحصل هناك عــلمــا غريبا فذهب من غد كل ليلة من الليالي إليه فــلم ير أحدا فيه وعــلم أنها رؤيا ليست مما يؤخذ جدا فانعكس وكان هناك جمع من الحدادين يضربون بالمــطارق على التناسب فتأمل ثم رجع وقصد أنواع مناسبات بين الأصوات ولمــا حصل له ما قصده بتفكر كثير وفيض إلهامي صنع آلة وشد عليها إبريسما وأنشد شعرا في التوحيد وترغيب الخلق في أمور الآخرة فأعرض بذلك كثير من الخلائق عن الدنيا وصارت تلك الآلة معززة بين الحكماء وبعد مدة قليلة صار حكيما محققا بالغا في الرياضة بصفاء جوهره وأصلا إلى مأوى الأرواح وسعة السماوات وكان يقول: إني أسمع نغمات شهية وألحانات بهية من الحركات الفلكية وتمكنت تلك النغمات في خيالي وضميري فوضع قواعد هذا العــلم.
وأضاف بعده الحكماء مخترعاتهم إلى ما وضعه إلى أن انتهت النوبة إلى أرسطاطاليس فتفكر أرسطو فوضع الأغنون وهو آلة لليونانيين تعمل من ثلاثة زقاق كبار من جلود الجواميس يضم بعضها إلى بعض ويركب على رأس الزق الأوسط زق كبير آخر ثم يركب على هذه الزقاق أنابيب لها ثقب على نسب معلومة تخرج منها أصوات طيبة مطربة على حسب استعمال المــستعمل وكان غرضهم من استخراج قواعد هذا الفن تأنيس الأرواح والنفوس الناطقة إلى عالم القدس لا مجرد اللهو والطرب فإن النفس قد يظهر فيها باستماع واسطة حسن التأليف وتناسب النغمات بسط فتذكر مصاحبة النفوس العالية ومجاورة العالم العلوي وتسمع هذا النداء وهو:
ارجعي أيتها النفس الغريقة في الأجسام المــدلهمة في فجور الطبع إلى العقول الروحانية والذخائر التوراتية والأماكن القدسية في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومن رجال هذا الفن من صار له يد طولى كعبد المــؤمن فإن له فيه شرفية وخواجه عبد القادر بن غيبي الحافظ المــراغي له فيه كتب عديدة وقد أطال ابن خلدون في بيان صناعة الغناء فمن شاء ليرجع إليه فأنه بحث نفيس.

حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم

حملة العــلم في الإسلام أكثرهم العجم
وذلك من الغريب الواقع، لأن عــلمــاء المــلة الإسلامية في العلوم الشرعية والعقلية، أكثرهم العجم، إلا في القليل النادر، وإن كان منهم العربي في نسبته، فهو أعجمي في لغته.
والسبب في ذلك: أن المــلة في أولها، لم يكن فيها عــلم، ولا صناعة، لمــقتضى أحوال البداوة، وإنما أحكام الشريعة كان الرجال ينقلونها في صدورهم، وقد عرفوا مآخذها من الكتاب والسنة، بما تلقوه من صاحب الشرع، وأصحابه، والقوم يومئذ عرب، لم يعرفوا أمر التعليم، والتدوين، ولا دعتهم إليه حاجة إلى آخر عصر التابعين - كما سبق -، وكانوا يسمون المــختصين بحمل ذلك ونقله: القراء.
فهم قراء لكتاب الله - سبحانه وتعالى -، والسنة المــأثورة، التي هي في غالب موارده تفسير له وشرح؛ فــلمــا بعد النقل من لدن دولة الرشيد، احتيج إلى: وضع التفاسير القرآنية، وتقييد الحديث، مخافة ضياعه، ثم احتيج إلى: معرفة الأسانيد، وتعديل الرواة؛ ثم كثر استخراج أحكام الواقعات من الكتاب والسنة، وفسد مع ذلك اللسان، فاحتيج إلى وضع القوانين النحوية، وصارت العلوم الشرعية كلها ملكات في: الاستنباط، والتنظير، والقياس؛ واحتاجت إلى علوم أخرى، هي وسائل لها، كقوانين العربية، وقوانين: الاستنباط، والقياس، والذب عن العقائد بالأدلة؛ فصارت هذه الأمور كلها علوما محتاجة إلى التعليم، فاندرجت في جملة الصنائع؛ والعرب أبعد الناس عنها، فصارت العلوم لذلك حضرية، والحضر: هم العجم، أو من في معناهم، لأن أهل الحواضر تبع للعجم في الحضارة وأحوالها، من الصنائع والحرف، لأنهم أقوم على ذلك للحضارة الراسخة فيهم منذ دولة الفرس، فكان صاحب صناعة النحو: سيبويه، والفارسي، والزجاج، كلهم عجم في أنسابهم، اكتسبوا اللسان العربي بمخالطة العرب، وصيروه قوانين لمــن بعدهم، وكذلك حملة الحديث، وحفاظه، أكثرهم: عجم، أو مستعجمون باللغة، وكان عــلمــاء أصول الفقه كلهم عجما، وكذا جملة أهل الكلام، وأكثر المــفسرين، ولم يقم بحفظ العــلم وتدوينه إلا الأعاجم، أما العرب الذين أدركوا هذه الحضارة، وخرجوا إليها عن البداوة، فشغلهم الرياسة في الدولة العباسية، وما دفعوا إليه من القيام بالمــلك عن القيام بالعــلم، مع ما يلحقهم من الأنفة عن انتحال العــلم، لكونه من جملة الصنائع، والرؤساء يستنكفون عن الصنائع.
وأما العلوم العقلية: فــلم تظهر في المــلة، إلا بعد أن تميز حملة العــلم ومؤلفوه، واستقر العــلم كله صناعة، فاختصت بالعجم، وتركها العرب، فــلم يحملها إلا المــعربون من العجم.

تلم

(تــلم) : التِّــلْمُ: خَطُّ. الحَرْثِ.
تــلم: نَــلْمَــة: نبات اسمه thymus inodorus ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 281).
[تــلم] التلام بفتح التاء: التلاميذ، وسقطت منه الذال.

تــلم


تَــلَمَ [تَــلَّمَ]
a. Furrowed, made furrows.

تِــلْم
(pl.
تِلَاْم)
a. Boy, lad; apprentice.
b. Goldsmith.

تَلَاْمa. Pupil, scholar, school-boy.

تَــلَم
(pl.
أَتْلَاْم)
a. Furrow.
[ت ل م] التَّــلَمُ: مَشٌ قُّ الكِرابِ في الأَرْضِ بُلغَةِ اليَمَنِ وأَهْلُ الغُوْرِ، وقِيلَ: هو كُلُّ أُخْدُودٍ من أخادِيدِ الأَرْضِ، والجَمْعُ: أَتْلامٌ. وهو التِّلامُ، والجَمْعُ: تُــلُمٌ. والتِّلامُ والتِّلامُ جَميعاً في شِعْرِ الطَّرِمّاحِ: الصّاغَةُ، وأحِدُهم تَــلَمٌ , وقيل: التِّلامُ بالكسرِ: الحٍ مْلاجُ الذي يُنْفَخُ فيهِ. والتَّلام بالفتحِ: التَلامِيذُ، مَحْذُوفٌ.
باب التاء واللام والمــيم معهما ت ل م، ل ت م، ت م ل، م ت ل مستعملات

تــلم: التَّــلَمُ: مَشَقُّ الكِرابِ في الأرض بلغة اليمن، والجميع الأتلام. والتِّلامُ: الصَّاغةُ، والواحد تِــلْمٌ .

لتم: اللَّتْمُ: طَعْنُ مَنْحَر البَعير بالشَّفْرةِ، يقال: لَتَمَ نَحْرَهُ، ولَطَم خَدَّه، ولَدَمَ صَدْرَه.

تمل: التُّمَيْلَةُ: دُوَيبَّةٌ تكون بالحِجاز مثلُ الهر، والجميع التملان . والتملول: البَرغست بلسان العجم، والغُملُول أيضاً مِثلُ المِــتَلِّ من الرِّماح وغيره، مِفعَل من تَلَّ، وهو الدفع، وتَلَّ في يدِه شيئاً أي دفع. 

تــلم: التَّــلَمُ: مشَقُّ الكِراب في الأَرض، بلغة أَهل اليمن وأَهل

الغَوْر، وقيل: كل أُخْدُودٍ من أَخاديد الأَرض، والجمع أَتْلامٌ، وهو

التِّلامُ والجمع تُــلُم، وقيل: التِّلامُ أَثَرُ اللُّومَةِ في الأَرض، وجمعها

التُّــلُم. واللُّومَةُ: التي يُحْرَثُ بها، قال ابن بري: التِّــلَم خَطُّ

الحارث، وجمعه أَتْلامٌ. والعَنَفَةُ: ما بين الخَطَّين، والسَّخْلُ:

الخَطُّ، بلغة نَجْران. والتِّلامُ والتَّلام جميعاً في شعر الطِّرمَّاح

الصاغةُ، واحدهم تِــلْم، وقيل: التِّلام، بالكسر، الحِمْلاجُ الذي يُنفَخ فيه،

والتَّلامُ، بالفتح، التَّلاميذُ التي تنفُخ فيها محذوف؛ وأَنشد:

كالتَّلامِيذِ بأَيْدي التِّلامِ

قال: يريد بالتُّــلْمُــوذ الحُمْلُوجَ، قال أَبو منصور: أَما الرُّواة فقد

رَوَوْا هذا البيت للطِّرمَّاح يصف بقرة:

تَتَّقِي الشمسَ بِمَدْرِيَّةٍ،

كالحَاليج بأَيدي التِّلامي

وقال: التِّلامُ اسم أَعْجَمِي ويُراد به الصاغة، وقيل: غِــلْمــان الصاغة،

يقال: هو بالكسر يُقْرأُ

(* قوله «يقرأ» في التكملة: يروى، وهو أنسب بما

بعده). بإثبات الياء في القافية، ورواه بعضهم بأَيدي التَّلامْ، فمن

رواه التَّلامِي، بفتح التاء وإثبات الياء، أَراد التَّلامِيذ يعني تَلاميذَ

الصَّاغة، قال: هكذا رواه أَبو عمرو؛ وقال: حذف الذال من آخرها كقول

الآخر:

لها أَشارِيرُ من لَحْم تُتَمِّرهُ

من الثَّعالي، ووَخْرٌ من أَرانِيها

(* قوله «تتمره» هكذا في الأَصل، والذي في التكملة: متمرة).

أَراد من الثعالِب ومن أَرانِبِها، ومن رواه بأَيدي التِّلامْ،

بكسر التاء، فإن أَبا سعيد قال: التِّــلْم الغُلام، قال: وكل غلامٍ تِــلْم، تــلمــيذاً

كان أَو غير تِــلْمــيذ، والجمع التِّلام. ابن الأَعرابي: التِّلامُ الصاغة،

والتِّلامُ الأَكَرَةُ. قال أبو منصور: قال الليث إن بعضهم قال:

التَّلاميذ الحَماليجُ التي يُنفَخ فيها، قال: وهذا باطل ما قاله أَحدٌ؛

والحَماليِجُ، قال شمر: هي مَنافِخُ الصاغة الحديديَّة الطِّوال، واحدها

حُمْلوج، شبَّه الطِّرمَّاح قَرْن البَقرة الوحشيَّة بها. الجوهري: التَّلامي

التلاميذ، سقطت منه الذال، قال ابن بري: وقد جاء التَّجَلام، بفتح التاء،

في شعر غَيْلان بن ســلمــة الثقفي:

وسِرْبال مُضاعَفَة دِلاصٍ

قد أحْرَزَ شَكَّها صُنْعُ التَّلامِ

ويروى التِّلام جمع تِــلْم، وهم الصاغة.

تــلم

(التَّــلَمُ، مُحَرَّكَةً: مَشَقُّ الكِرابِ فِي الأَرْضِ) بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمَن وأهلِ الغَوْرِ، (أَو كُلُّ أُخْدُودٍ فِي الأَرْضِ) تَــلَمٌ، (ج: أَتْلامٌ) . وَقَالَ ابنُ بَرِّي: التَّــلَمُ: خَطُّ الحارِث، وجمعُه: أَتلامٌ، والعَنَفَةُ: مَا بَيْنَ الخَطَّيْن، والسَّخْلُ: الخَطُّ بِلُغَةِ نَجْران.
(و) قَالَ أَبُو سَعِيد: التِّــلْمُ، (بالكَسْر: الغُلامُ) تــلمــيذًا كَانَ أَو غير تِــلْمِــيذ، (و) قيل: هُوَ (الأَكَّارُ، و) قيل: (الصائغُ) عَن ابْن الْأَعرَابِي، (أَو) هُوَ الحُمْلُوج، وَهُوَ (مِنْفَخُه الطَّوِيل، ج: تِلامٌ) ، بِالْكَسْرِ أَيْضا.
(و) التَّلامُ، (كَسَحابٍ: التَّلامِيذُ) الَّتِي يُنْفَخُ فِيهَا، مَحْذُوفٌ، أَي (حُذِفَ ذالُهُ) ، قَالَ:

(كالتَّلامِيذِ بِأَيْدِي التِّلامِ ... )

يُرْوَى بالكَسْرِ، ويُرْوَى بِأَيْدِي التَّلامِي، بِالْفَتْح وإثباتِ الْيَاء، وعَلى الْأَخير فأرادَ التّلامِيذَ يَعْنِي تلاميذَ الصاغَةِ، هَكَذَا رَواه أَبُو عَمْرٍ و، وَقَالَ: حذف الذَّال من آخرهَا كَقَوْل الآخَرِ:
(لَها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ ... من الثَّعالِي وَوَخْزٌ من أَرانِيهَا)

أَرَادَ من الثَّعالب وَمن أَرانِبِها. ومَنْ رَواه بالكَسْر فقد فسّر بِمَا مَضَى من قولِ أبي سَعِيدٍ وَابْن الأعرابيّ. وَقَالَ الأزهريُّ: قَالَ اللَّيْث: إِنَّ بعضَهم قَالَ: التَّلامِيذُ: الحَمالِيجُ الَّتِي يُنْفَخُ فِيهَا، قَالَ: وَهَذَا باطِلٌ مَا قالَهُ أَحَدٌ. والحَمالِيجُ، قَالَ شَمِرٌ: هِيَ مَنافِخُ الصاغَةِ، وَقَالَ ابْن بَرِّي: وَقد جَاءَ التَّلامُ، بِالْفَتْح، فِي شعر غَيْلان ابْن سَــلَمَــة الثَّقَفِي:
(وسِرْبال مُضاعَفَة دِلاصٍ ... قَدَ احْرَزَ شَكَّها صُنْعُ التَّلامِ)

ويُرْوَى أَيْضا، بالكَسْر، (ولَمْ يَذْكُر الجَوْهَرِيُّ غَيْرَها، ولَيْسَ من هَذِه المــادَّةِ إِنَّما هُوَ من بَاب الذّالِ) ، أَي: فَلذَلِك كَتَبها المــصنِّف بالحُمْرَة بِناء على أَنَّها من زِياداته على الجوهريّ إِلاَّ أَنه لم يذكر التِّــلْمِــيذَ فِي بَاب الذَّال أَصْلاً وَهُوَ عَجِيبٌ، وَقد استدركناه عَلَيْهِ هُنَاكَ.
تــلم
التَــلَم: مَشَقُّ الكِرَابِ من الأرْضِ؛ بلُغَةِ اليَمَنِ. وأثَرُ اللُّؤمَةِ والفَدّانِ، والجَميعُ الاتْلامُ. وهم يَتْــلِمُــوْنَ الأرْضَ تَــلْمــاً. والتُّلام: الأكَرَةُ يَتْــلِمُــوْنَ الأرْضَ. والتِّلاَمُ: الصّاغَةُ، الواحِدُ تِــلْمٌ. وقيل: الحِمْلاجُ الذي ينْفَخُ فيه وهو التُّــلْمُــوْدُ.
والتَلَامُ: التَلاَمِيْذُ، فَرُخِّمَ، وكذلك التِّــلْمُ.

علم الأدب

عــلم الأدب
هو عــلم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب: لفظا، وخطا.
قال المــولى أبو الخير: اعــلم: أن فائدة التخاطب والمــحاورات في إفادة العلوم واستفادتها، لمــا لم تتبين للطالبين إلا بالألفاظ وأحوالها، كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العــلمــاء، فاستخرجوا من أحوالها علوما انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسما، وسموها: (بالعلوم الأدبية)، لتوقف أدب الدرس عليها بالذات، وأدب النفس بالواسطة وبالعلوم العربية أيضا، لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط، لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع، وأولاها على أفضل اللغات، وأكملها ذوقا ووجدانا. انتهى.
واختلفوا في أقسامه.
فذكر ابن الأنباري في بعض تصانيفه أنها ثمانية.
وقسم الزمخشري في (القسطاس) إلى: اثني عشر قسما.
كما أورده العلامة الجرجاني في (شرح المــفتاح).
وذكر القاضي: زكريا، في (حاشية البيضاوي) : أنها أربعة عشر، وعد منها: عــلم القراءات.
قال: وقد جمعت حدودها في مصنف، سميته: (اللؤلؤ النظيم، في روم التعــلم والتعليم).
لكن يرد عليه: أن موضوع العلوم الأدبية: كلام العرب، وموضوع القراءات: كلام الله.
ثم إن السيد والسعد: تنازعا في الاشتقاق، هل هو مستقل كما يقوله السيد؟ أو من تتمة عــلم التصريف كما يقوله السعد؟
وجعل السيد البديع من تتمة البيان.
والحق: ما قال السيد في (الاشتقاق)، لتغاير المــوضوع بالحيثية المــعتبرة.
وللعلامة، الحفيد، مناقشة في التعريف والتقسيم، أوردها في موضوعاته، حيث قال: وأما عــلم الأدب فعــلم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة.
وهاهنا بحثان:
الأول: أن كلام العرب بظاهره لا يتناول القرآن، وبعــلم الأدب يحترز عن خلله أيضا، إلا أن يقال المــراد بكلام العرب: كلام يتكــلم العرب على أسلوبه.
الثاني: أن السيد - رحمه الله تعالى - قال: لعــلم الأدب أصول وفروع:
أما الأصول: فالبحث فيها، إما عن: المــفردات من حيث جواهرها، وموادها، وهيئاتها، فعــلم اللغة.
أو من حيث: صورها وهيئاتها فقط، فعــلم الصرف.
أو من حيث: انتساب بعضها ببعض بالأصالة والفرعية، فعــلم الاشتقاق.
وأما عن المــركبات على الإطلاق، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمــعانيها الأصلية، فعــلم النحو.
وأما باعتبار إفادتها لمــعان مغايرة لأصل المــعنى، فعــلم المــعاني.
وأما باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح، فعــلم البيان.
وعــلم البديع، ذيل لعــلمــي: المــعاني والبيان، داخل تحتهما.
وأما عن المــركبات المــوزونة، فإما من حيث: وزنها، فعــلم العروض.
أو من حيث: أواخرها، فعــلم القوافي.
وأما الفروع: فالبحث فيها، إما أن يتعلق بنقوش الكتابة، فعــلم الخط.
أو يختص بالمــنظوم، فالعــلم المــسمى: (بقرض الشعر). أو بالنثر، فعــلم الإنشاء.
أو لا يختص بشيء، فعــلم المــحاضرات، ومنه: التواريخ.
قال الحفيد: هذا منظور فيه.
فأورد النظر بثمانية أوجه، حاصلها: أنه يدخل بعض العلوم في المــقسم دون الأقسام، ويخرج بعضها منه مع أنه مذكور فيه، وإن جعل التاريخ واللغة عــلمــا مدونا لمــشكل، إذ ليس مسائل كلية، وجواب الأخير مذكور فيه، ويمكن الجواب عن الجميع أيضا بعد التأمل الصادق.

علم تسطيح الكرة

عــلم تسطيح الكرة
هو: عــلم يتعرف به: كيفية نقل الكرة إلى السطح، مع حفظ الخطوط، والدوائر المــرسومة على الكرة، وكيفية نقل تلك الدوائر عن الدائرة، إلى الخط، وتصور هذا العــلم عسير جدا، يكاد يقرب من خرق العادة، لكن عملها باليد كثيرا ما يتولاه الناس، ولا عسر فيه، مثل عسر التصور. انتهى ما ذكره: أبو الخير.
وقد جعله من: فروع عــلم الهيئة، وهو من فروع عــلم الهندسة، ودعوى عسر التصور ليست على إطلاقه، بل هو بالنسبة إلى من لم يمارس في عــلم الهندسة.
ومن الكتب المــصنفة فيه:
كتاب: (تسطيح الكرة).
لبطــلمــيوس.
و (الكامل).
للفرغاني.
و (الاستيعاب).
للبيروني.
و (دستور الترجيح، في قواعد التسطيح).
لتقي الدين.
عــلم تسطيح الكرة
هو: عــلم يتعرف منه كيفية إيجاد الآلات الشعاعية كذا في: كشاف اصطلاحات الفنون.
وقال في: كشف الظنون: كيفية نقل الكرة إلى السطح مع حفظ الخطوط والدوائر المــرسومة على الكرة وكيفية نقل تلك الدوائر عن الدائرة إلى الخط وتصور هذا العــلم عسير جدا يقرب من خرق العادة لكن عملها باليد كثيرا ما يتولاه الناس ولا عسر فيه مثل عسر التصور. انتهى ما ذكره أبو الخير.
وقد جعله من فروع عــلم الهيئة وهو: من فروع عــلم الهندسة ودعوى عسر التصور ليست على اطلاقها بل هو بالنسبة إلى من لم يمارس في عــلم الهندسة. انتهى.
ومنفعته: الإرتياض بعــلم هذه الآلات وعملها وكيفية انتزاعها من أمور ذهنية مطابقة للأوضاع الخارجية والتوصل بها إلى استخراج المــطالب الفلكية.
ومن الكتب المــصنفة فيه: كتاب: تسطيح الكرة لبطليموس و: الكامل للفرغاني و: الاستيعاب للبيروتي و: الدستور والرجيح في قواعد التسطيح لتقي الدين و: آلات التقويم لــلمــراكشي - رحمهما الله تعالى.

علم التعديل

عــلم التعديل
هو: عــلم يتعرف منه كيفية تفاوت الليل والنهار وتداخل الساعات فيهما عند تفاوتها في الصيف والشتاء ونفع هذا العــلم عظيم. انتهى كلام أبي الخير.
وقد أورده من فروع عــلم الهندسة ولعل ما ذكره هو: التعديلات المــستعملة في الدستور المــوضوع لاستخراج التقويم من الزيج وفيه جدول تعديل الأيام وفي الزيج جداول لهذا العــلم ولا يخفى على الأهل أنه إن كان مراده هذا المــعنى فهو: من مسائل عــلم الزيج والتقويم لكن يأباه تعريفه بكيفية تفاوت الليل والنهار فإن ذلك العمل لتعديل حركات الكواكب.
وأما التعديل بالمــعنى الذي ذكره فــلم ير في كتب الهندسة ولم يسمع مثله مسئلة فضلا عن كونه عــلمــا ولو قال: هو مسئلة من مسائل عــلم التقويم يعرف بالحساب الإسطرلاب لكان له وجه وجيه.
عــلم التعديل
هو: عــلم يتعرف منه: كيفية تفاوت الليل والنهار، وتداخل الساعات في الليل والنهار، عند تفاوتها في الصيف والشتاء، ونفع هذا العــلم عظيم. انتهى كلام المــولى أبي الخير.
وقد أورده: من فروع عــلم الهندسة، ولعل ما ذكره هو التعديلات المــستعملة في الدستور المــوضوع، لاستخراج التقويم من الزيج.
وفيه: جدول تعديل الأيام، وفي الزيج: جداول لهذا العمل، ولا يخفى على الأهل أنه إن كان مراده هذا المــعنى فهو من مسائل: عــلم الزيج والتقويم، لكن يأباه تعريفه بكيفية تفاوت الليل والنهار، فإن ذلك العمل لتعديل حركات الكواكب.
وأما التعديل: بالمــعنى الذي ذكره، فــلم ير في كتب الهندسة، ولم يسمع مثله مسألة، فضلا عن كونه عــلمــا.
ولو قال: هو مسألة من مسائل عــلم التقويم، يعرف بالحساب والأسطرلاب، لكان له وجه وجيه.

علم معرفة الإمالة والفتح وما بينهما

عــلم معرفة الإمالة والفتح وما بينهما
وكذا عــلم معرفة الإشمام والإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب كل هذه مفصلة في عــلم القراءة. وكذا عــلم معرفة المــد والقصر.
وكذا عــلم معرفة تخفيف الهمزة وقد أفرد جماعة بالتصنيف في هذه العلوم الثلاثة.

لمي

(لمــي) لمــى لمــى فَهُوَ ألمــى وَهِي لمــياء (ج) لمــى وَيُقَال لمَــيت الشّفة اسمرت وَالشَّجر اسود ظله

لمــي


لَمِــيَ(n. ac. لَمًــى [ ])
a. see supra.

أَــلْمَــيَ
a. [Bi], Stole.
إِلْتَمَيَ
a. [pass.], Changed (colour).
لَُِمًــى [لَمَــي لِمَــي]
a. Darkness of the lips.

أَــلْمَــن [] (pl.
لُمْــي)
a. Red-lipped.
b. Dense, dark (shadow).
ل م ي: (الــلَّمَــى) سُمْرَةٌ فِي الشَّفَةِ تُسْتَحْسَنُ. وَرَجُلٌ (أَــلْمَــى) وَجَارِيَةٌ (لَمْــيَاءُ) بَيِّنَةُ الــلَّمَــى. وَ (لُمَــةُ) الرَّجُلِ تِرْبُهُ وَشَكْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لِيَتَزَوَّجِ الرَّجُلُ لُمَــتَهُ» . 
ل م ي

امرأة لمــياء بينة الــلّمــى وهو السمرة في باطن الشّفة.

ومن المــجاز: رمح ألمــى: أسمر. وقناة لمــياء. وظلّ ألمــى: كثيف أسود. وشجر ألمــى الظلال، وشجرة لمــياء الظل. قال:

إلى شجر ألمــى الظلال كأنه ... رواهب أحر من الشارب عذوب
لمــي
لمِــيَ يَــلمَــى، الْمَ، لَمًــى، فهو أَــلْمَــى
لمِــيت شفتُه: اسمَرّت، وهى سُمْرة مستحسنة. 

أَــلْمــى [مفرد]: ج لُمْــي، مؤ لَمْــياءُ، ج مؤ لمــياوات ولُمْــي: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لمِــيَ: أسمر "شَفَةٌ لمــياءُ". 

لَمًــى [مفرد]: مصدر لمِــيَ. 
[ل م ي] الــلَّمَــى سُمْرَةُ الشَّفَتَينِ وقيلَ شِدَّةُ سَوَادٍ فِيهمَا لَمِــيَ لَمًــى وحَكَى سيبويه لَمَــى يَــلْمَــى لُمِــيًا إِذا اسْوَدَّتْ شَفَتُهُ والــلُّمَــى بالضَمِّ لُغَةٌ في الــلَّمَــى عن الهَجْرِيِّ وَزَعَمَ أَنَّهَا لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ وَرَجُلٌ أَــلْمَــى وامْرَأَةٌ لَمــياءُ وقيلَ الــلَّمْــياءُ مِنَ الشِّفاهِ اللَّطِيفَةُ القَلِيلَةُ الدَّمِ وكذلِكَ اللِّثَةُ الــلَّمْــيَاءُ وَشَجَرَةُ الظِّلِّ سَوْدَاءُ كَثِيفَةُ الوَرَقِ قال

(إِلَى شَجَرٍ أَــلْمَــى الظِّلالِ كأَنَّهُ ... رَوَاهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ)

قالَ أَبُو حَنِيفَةَ اخْتَارَ الرَّوَاهِبَ في التَّشْبِيهِ لِسَوَادِ ثِيَابِهِنَّ وَرُمْحٌ أَــلْمَــى شَدِيدُ سُمْرَةِ اللِّيْطِ صَلِيْبٌ
لمــي
: (ي (} الــلِّمَــا) :) هَكَذَا فِي النُّسخِ بالألفِ، وصَرَّحَ القالِي أنَّه يُكْتَبُ بالياءِ، ومثْلُه فِي نسخِ الصحاحِ والمُــحْكم والتَّهذيبِ مَضْبوطاً. (مثلثةَ الَّلامِ) ، الْفَتْح هُوَ الَّذِي اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهرِي وغيرُهُ مِن الأئِمَّة؛ وَالضَّم نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن الهَجَري، قالَ: وزَعَمَ أَنَّها لُغَةُ الحِجازِ.
(سُمْرَةٌ فِي الشَّفةِ) تُسْتَحْسَنُ؛ كَذَا فِي الصِّحاح؛ وَفِي كتابِ القالِي: فِي الشَّفَتَيْن واللثاتِ؛ وليسَ فِي المُــحْكم ذِكْر اللّثات. (أَو شَرْبَةُ سَوادٍ فِيهَا) .
(قالَ الأزْهرِي: قالَ أَبو نَصْر: سأَلْتُ الأصْمعي عَن {الــلَّمَــى فقالَ: هِيَ سُمْرَةٌ فِي الشَّفَةِ، ثمَّ سأَلْته ثَانِيَة فقالَ: هُوَ سَوادٌ يكونُ فِي الشَّفَتَيْن؛ وأَنْشَدَ:
يَضْحَكْنَ عَن مَثْلُوجةِ الأَثْلاج ْفيها} لَمًــى مِن لُعْسةِ الأدْعاجْ وَقد ( {لَمِــيَ، كرَضِيَ لَمًــى، و) حكَى سِيبَوَيْهٍ: لَمَــى (كرَمَى) } يَــلْمِــي ( {لَمْــياً) ، بِالْفَتْح كَمَا فِي النّسخ، وَهُوَ فِي المُــحْكم:} لُمِــيًّا، كعُتِيَ: (اسْوَدَّتْ شَفَتُه، وَهُوَ {أَــلْمَــى، وَهِي} لَمْــيَاءُ) ؛) قالَ طرفَةُ:
وتَبْسِمُ عَن أَــلْمَــى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدَأَرادَ: عَن ثَغْرٍ أَــلْمَــى اللِّثات، فاكْتَفَى بالنّعْت عَن المَــنْعوت.
(و) قد يكونُ الــلّمَــى فِي غيرِ اللّثات والشَّفةِ، يقالُ: (رُمْحٌ أَــلْمــأ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أَــلْمَــى، كَمَا هُوَ نصُّ المُــحْكم؛ (شَديدُ سُمْرَةِ اللِّيطِ صَليبٌ.
(و) يقالُ: (ظِلٌّ أَــلْمَــى) :) أَي (كثِيفٌ) أَسوَدُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) يقالُ: (شَجَرٌ أَــلْمَــى) :) أَي (كثِيفُ الظِلِّ) : قالَ الجَوْهرِي: من الخُضْرةِ؛ وقالَ القالِي: اسْوَدّ ظِلّه مِن كثافَةِ أغْصانِهِ؛ وأَنْشَدَ الحميدِ بنِ ثورٍ:
إِلَى شَجَرٍ أَــلْمَــى الظِّلالِ كأَنَّهرَواهبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ ( {والْتُمِيَ لَوْنُه، مَجْهولاً) :) مثْلُ (الْتُمِعَ) ، وَقد يُهْمَز؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَقد تقدَّم فِي الهَمْزةِ.
(} وتــلَمَّــى) :) لُغَةٌ فِي (تَــلَمَّــأَ) بالهَمْزِ. يقالُ: تَــلَمَّــأَتْ بِهِ الأرضُ وَعَلِيهِ: اشْتَمَلَتْ. وَقد ذُكِرَ فِي الهَمْزِ.
( {وأَــلْمَــى اللِّصُّ) لُغَةٌ فِي (أَــلْمَــأَ) ، بالهَمْزةِ، أَــلْمــأ اللِّصُّ على الشيءِ ذَهَبَ بِهِ خفْيَةً، وَقد تقدَّمَ.
(والألْمَــا) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} الألْمَــى: (البارِدُ الرِّيقِ) ؛) قالَهُ بعضُهم؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
لِثَّةٌ {لَمْــياءُ: لَطِيفَةٌ قليلةُ الدمِ، وقيلَ: قَليلَةُ اللحْمِ.
وَإِنَّهَا} لَتُــلَمِّــي شَفَتَيْها.
وظلٌّ {أَــلْمَــى: بارِدٌ.
} والْتَمَى بِهِ: اسْتَأْثَرَ بِهِ وغَلَبَ عَلَيْهِ.
{ولِيميَاءُ، ككيمياء: بَلَدٌ بالرُّومِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

علم الموعظة

عــلم المــوعظة
ويقال: عــلم المــواعظ وهو عــلم يعرف به ما هو سبب الإنزجار عن المــنهيات والانزعاج إلى المــأمورات من الأمور الخطابية المــناسبة لطباع عامة الناس.
ومباديه الأحاديث المــروية عن سيد المــرسلين وحكايات العباد والزهاد والصالحين وكذا حكايات الأشرار المــبتلين بالبليات بسوء أعمالهم وفساد أحوالهم ذكره في مدينة العلوم.
قال ابن الجوزي في المــنتخب: لمــا كانت المــواعظ مندوبا إليها بقوله عز وجل: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُــؤْمِنِينَ} وقول النبي صلى الله عليه وســلم لعماله: "تعاهدوا الناس التذكرة" ولأن أدواء القلوب تفتقر إلى أدوية كما تحتاج أمراض البدن إلى معالجة ألفت في هذا الفن كتبا تشتمل على أصوله وفروعه وكان السلف يقتنعون من المــواعظ باليسير من غير تحسين لفظ أو زخرفة نطق ومن تأمل مواعظ الحسين بن علي رضي الله عنهما وغيره عــلم ما أشرت إليه وكذلك كان الفقهاء في قديم الزمان يتناظرون من غير مفاوضة في تسمية قياس علة أو قياس شبه وأرجو أن يكون ما أخذته من الألفاظ والأسامي لا يخرج عن مرضاة الأوائل وكذلك ما أخذته عن عــلمــاء المــذكورين من تحسين لفظ أو تسجيع وعظ لا يخرج عن قانون الجواز وما ذاك إلا بمثابة جمع القرآن الذي ابتدأ به أبو بكر رضي الله عنه وثنى به عثمان وجمع عمر الناس على قرائه في شهر رمضان وأذن لتميمي الداري أن يقص ومثل هذه لا تذم لكونها ابتدعت إذ ليست بخارجة عن أصل المــشروع وقال الحسن: القصص بدعة كم من أخ يستفيد ودعوة يستجاب انتهى.
وذكر الشيخ الأجل مسند الوقت أحمد ولي الله المــحدث الدهولي رحمه الله في كتابة القول الجميل في بيان سواء السبيل فصل في بيان آداب الوعظ والواعظ وعبارته هذه قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وســلم: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} وقال لكليمه موسى عليه السلام: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} .
فالتذكير ركن عظيم ولنتكــلم في صفة المــذكر وكيفية التذكير والغاية التي يــلمــحها المــذكر ومن أي عــلم استمداده وماذا أركانه وما آداب المــستمعين وما الآفات التي تعتري في وعاظ زماننا ومن الله الاستعانة.
أما المــذكر: فلا بد أن يكون مكلفا عدلا كما اشترطوا في راوي الحديث والشاهد محدثا مفسرا عالمــا بجملة كافية من أخبار السلف الصالح وسيرتهم ونعني بالمــحدث المــشتغل بكتب الحديث بأن يكون قرأ لفظها وفهم معناها وعرف صحتها وسقمها ولو بإخبار حافظ أو استنباط فقيه وكذلك بالمــفسر المــشتغل بشرح غريب كتاب الله وتوجيه مشكلة وبما روي عن السلف في تفسيره.
ويستحب مع ذلك أن يكون فصيحا لا يتكــلم مع الناس إلا قدر فهمهم وأن يكون لطيفا ذا وجه ومروة.
وأما كيفية التذكير: فهو أن لا يذكر إلا غبا ولا يتكــلم وفيهم ملال بل إذا عرف فيهم الرغبة ويقطع عنهم وفيهم رغبة وأن يجلس في مكان ظاهر كالمــسجد وأن يبدأ الكلام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وســلم ويختم بها ويدعو لــلمــؤمنين عموما وللحاضرين خصوصا ولا يخص في الترغيب والترهيب فقط بل يشوب كلامه من هذا ومن ذلك كما هو سنة الله من إرداف الوعد بالوعيد والبشارة بالإنذار وأن يكون ميسرا لا معسرا ويعم بالخطاب ولا يخص طائفة دون طائفة وأن لا يشافه بذم قوم أو الإنكار على شخص بل يعرض مثل أن يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ولا يتكــلم بسقط وهزل ويحسن الحسن ويقبح القبيح ويأمر بالمــعروف وينهى عن المــنكر ولا يكون إمعة.
وأما الغاية التي يــلمــحها المــذكر فينبغي أن يزور في نفسه صفة المــســلم في أعماله وحفظ لسانه وأخلاقه وأحواله القلبية ومداومته على الأذكار ثم ليتحقق فيهم تلك الصفة بكمالها بالتدريج على حسب فهمهم فيأمر أولا بفضائل الحسنات ومساوئ السيئات في اللباس والزي والصلوات وغيرها فإذا تأدبوا فليأمر بالأذكار فإذا أثر فيهم فليحرضهم على ضبط اللسان والقلب وليستعن في تأثير هذه في قلوبهم بذكر أيام الله ووقائعه من باهر أفعاله وتصريفه وتعذيبه لأمم في الدنيا ثم بهول المــوت وعذاب القبر وشدة يوم الحساب وعذاب النار وكذلك بترغيبات على حسب ما ذكرنا.
وأما استمداده فليكن من كتاب الله على تأويله الظاهر وسنة رسوله صلى الله عليه وســلم المــعروفة عند المــحدثين وأقاويل الصحابة والتابعين وغيرهم من صالح المــؤمنين وبيان سيرة النبي صلى الله عليه وســلم ولا يذكر القصص المــجازفة فإن الصحابة أنكروا على ذلك اشد الإنكار وأخرجوا أولئك المــساجد وضربوهم وأكثر ما يكون هذا في الإسرائيليات التي لا تعرف صحتها وفي السيرة وشأن نزول القرآن.
وأما أركانه: فالترغيب والترهيب والتمثيل بالأمثال الواضحة والقصص المــرققة والنكات النافعة فهذا طريق التذكير والشرح والمــسئلة التي يذكرها إما من الحلال والحرام أو من باب آداب الصوفية أو من باب الدعوات أو من عقائد الإسلام فالقول الجلي أن هناك مسئلة يعــلمــها وطريقها في تعليمها.
وأما آداب المــستمعين: فإن يستقبلوا المــذكر ولا يلعبوا ولا يلغطوا ولا يتكــلمــوا فيها بينهم ولا يكثروا السؤال من المــذكر في كل مسئلة بل إذا عرض خاطر فإن كان لا يتعلق بالمــسئلة تعلقا قويا أو كان دقيقا لا يتحمله فهوم العامة فليسكت عنه في المــجلس الحاضر فإن شاء سأله في الخلوة.
وإن كان له تعلق قوي كتفصيل إجمال وشرح غريب فلينتظر حتى إذا انقضى كلامه وليعد المــذكر كلامه ثلث مرات فإن كان هناك أهل لغات شتى والمــذكر يقدر أن يتكــلم على ألسنتهم فليفعل ذلك. وليجتنب دقة الكلام وإجماله.
وأما الآفات التي تعتري الوعاظ في زماننا فمنها:
عدم تمييزهم بين المــوضوعات وغيرها بل غالب كلامهم المــوضوعات والمــحرفات وذكر الصلوات والدعوات التي عدها المــحدثون من المــوضوعات.
ومنها: مبالغتهم في شيء من الترغيب والترهيب.
ومنها: قصصهم قصة كربلا والوفاة وغير ذلك وخطبهم فيها انتهى.
قلت: ويشمل قوله غير ذلك مجالس قصة الولادة وما يكون فيها من القيام وعند ذكر ولادته صلى الله عليه وســلم
وقد صرح جماعة من أهل العــلم بالكتاب والسنة بأن محفل المــيلاد بدعة لم يرد دليل ولم يدل عليه نص من الشرع.
منهم الشيخ الأجل والصوفي الأكمل مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي السهرندي وجم غفير من أتباعه.
ومنهم: الإمام العلامة المــجتهد المــطلق الفهامة شيخنا القاضي محمد بن علي الشوكاني اليماني وجمع كثير من تلامذته.
ومنهم: سيدي الوالد المــاجد حسن بن علي الحسيني البخاري القنوجي رضي الله عنهم وعصابة من مستفيديه وأخلافه.
وما ذهب إليه طائفة من العــلمــاء المــقلدة من أن البدعة تنقسم إلى كذا وكذا فهو قول ساقط مردود لا يعتد به ولا يلتفت إليه كيف والحديث الصحيح "كل بدعة ضلالة" نص قاطع وبرهان ساطع لرد البدع كلها كائنا ما كان. والدليل في ذلك على من قال بالقسمة والمــانع يكفيه القيام في مقام المــنع حتى يظهر ما يخالفه ظهورا بينا لا شك فيه ولا شبهة.
وأما آراء الرجال وأقوال الناس وروايات الكتب الفقهية والفتاوى المــذهبية فلا تسأل عنها فإنها لكثرة العبائر ووفرة الوجوه والنظائر لا تكاد تنحصر في صحف السماء والأرض فضلا عن الأوراق ومن قلد ولم يتبع فقد ضل عن الحق وغاب عن الصواب ودخل في الباطل وهوى في مهوى التباب وبالله العصمة والتوفيق.

الْعلم تَابع للمعلوم

الْعــلم تَابع لــلمــعلوم: فَإِن الْعــلم صُورَة حَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل فَلَا يكون الْمَــعْلُوم أَعنِي الشَّيْء حَاصِلا قبل حُصُول صورته الَّتِي هِيَ الْعــلم فَمَعْنَى كَونه تَابعا لــلمــعلوم أَنه لَا يتَعَلَّق بِهِ إِلَّا بعد وُقُوعه، وَعَلَيْك أَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي عــلمــنَا لَا فِي عــلمــه تَعَالَى. نعم إِن عــلمــه تَعَالَى أَيْضا تَابع لــلمــعلوم لَكِن لَا بِالْمَــعْنَى الْمَــذْكُور بل بِمَعْنى أَن الْمُــطَابقَة تعْتَبر من جِهَة الْعــلم بِأَن يكون هُوَ على طبق الْمَــعْلُوم وقوعا وَعدم وُقُوع فَلَا يرد الْمَــنْع بِأَنا لَا نســلم كَون عــلمــه تَعَالَى تَابعا لــلمــعلوم بِمَعْنى أَنه لَا يتَعَلَّق بِهِ إِلَّا بعد وُقُوعه فَإِن الله تَعَالَى عَالم فِي الْأَزَل بِكُل شَيْء أَنه يكون أَو لَا يكون وَحِينَئِذٍ لزم الْوُجُوب والامتناع فَيبْطل الِاخْتِيَار والتكليف وَيثبت الْجَبْر.
وَأما الْعــلم الْفعْلِيّ الخلاق فمقدم على الْمَــعْلُوم مُطلقًا لَكِن فِي عــلمــه تَعَالَى بِالذَّاتِ وَفِي عــلمــنَا بِالزَّمَانِ، وَأَنت تعــلم أَن عــلمــه تَعَالَى حضوري لَا حصولي حَتَّى يتَصَوَّر هُنَاكَ صُورَة فَتَأمل.

علم الأنساب

عــلم الأنساب
وهو: عــلم يتعرف منه أنساب الناس، وقواعده: الكلية والجزئية.
والغرض منه: الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص.
وهو: عــلم عظيم النفع، جليل القدر، أشار الكتاب العظيم في (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إلى تفهمه.
وحث الرسول الكريم في: (تعــلمــوا أنسابكم، تصلوا أرحامكم) على تعــلمــه.
والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه، إلى أن كثر أهل الإسلام، واختلط أنسابهم بالأعجام، فتعذر ضبطه بالآباء، فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده، أو حرفته، أو نحو ذلك، حتى غلب هذا النوع.
وهذا العــلم من زياداتي على: (مفتاح السعادة)، والعجب من ذلك الفاضل، كيف غفل عنه؟ مع أنه عــلم مشهور، طويل الذيل، وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة.
والذي فتح هذا الباب، وضبط عــلم الأنساب، هو الإمام، النسابة: هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
المــتوفى: سنة أربع ومائتين.
فإنه صنف فيه خمسة كتب: (المــنزل)، و(الجمهرة)، و(الوجيز)، و(الفريد)، و(المــلوكي).
ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم منها.
عــلم الأنساب
هو عــلم يتعرف منه أنساب الناس.
وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه: الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو عــلم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} إلى تفهمه.
وحث الرسول الكريم في: "تعــلمــوا أنسابكم تصلوا أرحامكم" على تعــلمــه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه إلى أن اكثر أهل الإسلام واختلط أنسابهم بالأعاجم فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع.
قال صاحب: كشف الظنون: وهذا العــلم من زياداتي على: مفتاح السعادة والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه عــلم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة. والذي فتح هذا الباب وضبط عــلم الأنساب هو: الإمام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المــتوفى سنة أربع ومائتين فإنه صنف فيه خمسة كتب: المــنزلة و: الجمهرة و: الوجيز و: الفريد و: المــلوك ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم هنا.
منها: أنساب الأشراف لأبي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم.
و: أنساب حمير وملوكها لعبد المــلك بن هشام صاحب: السيرة.
و: أنساب الرشاطي.
و: أنساب الشعراء لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي.
و: أنساب السمعاني.
و: أنساب قريش لزبير بن بكار القرشي.
و: أنساب المــحدثين للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي.
وأنساب القاضي المــهذب. انتهى ملخصا. ولعلنا تكــلمــنا عن النسب في رسالتنا: لقطة العجلان فيما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان فليراجعها المــحقق فإنه مفيد جدا.

ظلم

(ظــلم) - في حَديث قُسٍّ: "ومَهْمَهٍ فيه ظِــلمــانٌ"
جمع ظَلِيم، وهوَ الذَّكَر من النَّعام.
ظــلم: {الظــلم}: وضع الشيء في غير موضعه. {في ظــلمــات ثلاث}: المــشيمة والرحم والبطن. {ولم تظــلم}: تنقص.

ظــلم: الظُّــلْمُ: وَضْع الشيء في غير موضِعه. ومن أمثال العرب في

الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَــلَم؛ قال الأصمعي: ما ظَــلَم أي ما وضع

الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المــثل: من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظــلمَ. وفي

حديث ابن زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِيق فــلم يَظْــلِمُــوه أي لم يَعْدِلوا عنه؛

يقال: أَخَذَ في طريقٍ فما ظَــلَم يَمِيناً ولا شِمالاً؛ ومنه حديث أُمِّ

سَــلمَــة: أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَــلَمــاه أي لم يَعْدِلا

عنه؛ وأصل الظُّــلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ، ومنه حديث الوُضُوء: فمن

زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَــلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ

والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، وظَــلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب

بتَرْدادِ المَــرّات في الوُضوء. وفي التنزيل العزيز: الذين آمَنُوا ولم

يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُــلْمٍ؛ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير: لم يَخْلِطوا

إيمانهم بِشِرْكٍ، ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَــلمــانَ،

وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل: إن الشِّرْك لَظُــلْمٌ عَظِيم. والظُّــلْم:

المَــيْلُ عن القَصد، والعرب تَقُول: الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْــلِمْ

عنه أي لا تَجُرْ عنه. وقوله عزَّ وجل: إنَّ الشِّرْكَ لَظُــلم عَظِيم؛ يعني

أن الله تعالى هو المُــحْيي المُــمِيتُ الرزّاقُ المُــنْعِم وَحْده لا شريك

له، فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّــلْمِ، لأنه جَعل النعمةَ

لغير ربِّها. يقال: ظَــلَمَــه يَظْــلِمُــهُ ظَــلْمــاً وظُــلْمــاً ومَظْــلِمــةً،

فالظَّــلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّــلمُ الاسمُ يقوم مَقام المــصدر، وهو ظالمٌ

وظَلوم؛ قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ:

إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي،

وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ

وقوله عز وجل: إن الله لا يَظْــلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ؛ أرادَ لا

يَظْــلِمُــهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم،

وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المــصدر أي ظُــلْمــاً حقيراً كمِثْقال الذرّة؛

وقوله عز وجل: فَظَــلَمُــوا بها؛ أي بالآيات التي جاءَتهم، وعدّاه بالباء

لأنه في معنى كَفَرُوا بها، والظُّــلمُ الاسمُ، وظَــلَمــه حقَّه وتَظَــلَّمــه

إياه؛ قال أبو زُبَيْد الطائيّ:

وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ،

وأَظْــلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا

وقال:

تَظَــلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي،

لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ

وتَظَــلَّم منه: شَكا مِنْ ظُــلْمِــه. وتَظَــلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّــلْمَ

على نَفْسِه؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأنشد:

كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَــلَّمَــتْ،

وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ

قال ابن سيده: هذا قولُ ابن الأعرابي، قال: ولا أَدْري كيف ذلك، إنما

التَّظَــلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّــلْم منه، لأنها إذا غَضِبَت عليه لم

يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّــلْمَ إلى ذاتِها. والمُــتَظَــلِّمُ: الذي يَشْكو

رَجُلاً ظَــلَمَــهُ. والمُــتَظَــلِّمُ أيضاً: الظالِمُ؛ ومنه قول الشاعر:

نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُــتَظَــلِّمِ

أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم. وتَظَــلَّمَــني فلانٌ أي ظَــلَمَــني مالي؛ قال

ابن بري: شاهده قول الجعدي:

وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه

بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُــتَظَــلِّمِ

قال: وقال رافِعُ بن هُرَيْم، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع، والأول أَصح:

فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَــلَمْــتُمْ،

إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَــلِّمِــينا

أي ظالِمِــينَ. ويقال: تَظَــلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ

فظَــلَّمَــه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمــه وأَعانَه عليه؛ ثعلب عن ابن

الأعرابي أنه أنشد عنه:

إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه،

تَظَــلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُــتَظَــلِّمُ

قال: أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه. قال أبو منصور: جَعَل

التَّظــلُّمَ ظُــلْمــاً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَــلَمَــهم؛ قال:

وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ:

وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه

بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُــتَظَــلِّمِ

قال أبو منصور: يريد نَخْوةَ الظالم. والظَّــلَمــةُ: المــانِعونَ أهْلَ

الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يقال: ما ظَــلَمَــك عن كذا، أي ما مَنَعك، وقيل:

الظَّــلَمــةُ في المُــعامَلة. قال المُــؤَرِّجُ: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه:

أَظْــلَمــي وأَظْــلَمُــكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْــلَمُ مِنَّا. ويقال: ظَــلَمْــتُه

فتَظَــلَّمَ أي صبَر على الظُّــلْم؛ قال كُثَيْر:

مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها

يَدَاكَ، وإنْ تُظْــلَمْ بها تَتَظــلَّمِ

واظَّــلَمَ وانْظَــلَم: احْتَملَ الظُّــلْمَ. وظَــلَّمــه: أَنْبأَهُ أنه

ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّــلْم؛ قال:

أَمْسَتْ تُظَــلِّمُــني، ولَسْتُ بِظالمٍ،

وتُنْبِهُني نَبْهاً، ولَسْتُ بِنائمِ

والظُّلامةُ: ما تُظْــلَمُــهُ، وهي المَــظْــلِمَــةُ. قال سيبويه: أما

المَــظْــلِمــةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك. وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمــتَه أي ظُــلمــه؛

قال:

ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ،

وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا

والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَــظْــلِمــةُ: ما تَطْلُبه عند الظّالم، وهو

اسْمُ ما أُخِذَ منك. التهذيب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْــلِمــتِك التي

تَطْلُبها عند الظَّالم؛ يقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً. ويقال: ظُــلِم فُلانٌ

فاظَّــلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّــلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع

منه، وهو افتعال، وأَصله اظْتَــلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء

فيها؛ وأَنشد ابن بري لمــالك ابنَ حريم:

مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً

وأَنْفاً حَمِيّاً، تَجَتْنِبْك المَــظَالِمُ

وتَظالَمَ القومُ: ظــلَمَ بعضُهم بعضاً. ويقال: أَظْــلَمُ من حَيَّةٍ

لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه. ويقولون: ما ظَــلَمَــك أن

تَفْعَلَ؛ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو

الجَرَّاحِ: ما ظَــلَمــك أَن تَقِيءَ؛ وقول الشاعر:

قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَــلَمْ:

ألا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَــلَمّْ؟

قالَ: بَلى يا مَيُّ، واليَوْمُ ظَــلَمْ

قال الفرّاء: هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَــلَم أي حَقّاً، وهو

مَثَلٌ؛ قال: ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع. قال أبو

منصور: وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَــلَم حقّاً يقيناً، قال:

وأُراه قولَ المُــفَضَّل، قال: وهو شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً

يُقيمه مُقامَ اليمين، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم:

عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك، وقوله عز وجل: آتَتْ أُكُلَها

ولم تَظْــلِم مِنْه شَيْئاً؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً. وقال الفراء في

قوله عز وجل: وما ظَــلَمُــونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْــلِمُــون، قال: ما

نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم. والظِّلِّيمُ،

بالتشديد: الكثيرُ الظُّــلْم. وتَظَالَمــتِ المِــعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ

وأَخْصَبَتْ؛ ومنه قول السّاجع: وتَظالَمَــتْ مِعْزاها. ووَجَدْنا أرْضاً

تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع.

والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ

ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال:

وقائِلةٍ: ظَــلَمْــتُ لَكُمْ سِقائِي

وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ؟

وفي المــثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وأنشد ثعلب:

وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه

ظَــلَمْــتُ، وفي ظَــلْمِــي له عامِداً أَجْرُ

قال: هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه. وظَــلَمَ وَطْبَه

ظَــلْمــاً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه. وظَــلَمْــتُ

سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده

ثعلب:ظَــلَمْــتُ، وفي ظَــلْمِــي له عامداً أَجْرُ

قال الأزهري: هكذا سمعت العرب تنشده: وفي ظَــلْمِــي، بِنَصْب الظاء، قال:

والظُّــلْمُ الاسم والظُّــلْمُ العملُ. وظَــلَمَ القوْمَ: سَقاهم

الظَّلِيمةَ. وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ

لِلأَحْماء. التهذيب: العرب تقول ظَــلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن

يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وقال أبو عبيد: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ

الرُّؤُوبَ فهو المَــظْلومُ والظَّلِيمةُ، قال: ويقال ظَــلَمْــتُ القومَ إذا

سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ

عن أبي عبيد ظَــلَمْــتُ القومَ، وهو وَهَمٌ. وروى المــنذري عن أبي الهيثم

وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا: يقال ظَــلَمْــتُ السقَاءَ وظَــلَمْــتُ

اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه. وقال ابن

السكيت: ظَــلَمــتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه. والمَــظْلُوم:

اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الفراء: يقال ظَــلَم

الوَادِي إذا بَلَغَ المــاءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه

قبل ذلك؛ قال: وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً:

يَكادُ يَطْلُع ظُــلْمــاً ثم يَمْنَعُه

عن الشَّواهِقِ، فالوادي به شَرِقُ

وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً:

إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها،

والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَــظلُومة الجَلَدِ

قال: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ

بالحوض بالمــظلومة، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا

حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ. يقال: ظَــلَمْــتُ

الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض. قال: وأَصلُ

الظُّــلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه؛ ومنه قول ابن مقبل:

عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ، وكانَ بها

هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ

أي وَضَعوا النحر في غير موضعه. وظُــلِمَــت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ

عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ. وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه

فقد ظَــلَمْــتَهُ، وأنشد بيت ابن مقبل:

هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُون للجُزُر

وظَــلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ، فهو يَظْــلِمُــها

ظَــلْمــاً؛ وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً:

أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَــلْمَــةً

إباءً، وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ

وظَــلَم الأَرضَ: حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، وقيل: هو أن

يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ

فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ:

ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ،

حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ

أي المــوضع المــظلوم. وظَــلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير

موضع تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة:

ظَــلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِىصَةٍ،

فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُــقْلَعِ

مصدر بمعنى الإقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ، قال ومثله كثير مُقامٌ

بمعنى الإقامةِ. وقال الباهلي في كتابه: وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم

تُمْطَرْ. وفي الحديث: إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ. قال

أبو منصور: المَــظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ

فيه للِرِّكابِ، والإغْذاذُ الإسْراعُ. والأرضُ المَــظْلومة: التي لم

تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ

لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المــعنى؛ وأَنشد:

فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ،

على العَيْشِ، مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها

يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن المــيت فيها. وقالوا:

لا تَظْــلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ

فَتَظْــلِمَــه. والسَّخِيُّ يُظْــلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ، أَوطُلِبَ

منه ما لا يجدُه، أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه، فهو مُظَّــلِمٌ وهو

يَظَّــلِمُ وينظــلم؛ أَنشد سيبويه قول زهير:

هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ نائِله

عَفْواً، ويُظْــلَمُ أَحْياناً فيَظَّــلِمُ

أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب، وهو عنده يَفْتعِلُ، ويروى

يَظْطَــلِمُ، ورواه الأَصمعي يَنْظَــلِمُ. الجوهري: ظَــلَّمْــتُ فلاناً

تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّــلْمِ فانْظَــلَم أَي احتمل الظُّــلْم؛ وأَنشد بيت

زهير:

ويُظْــلَم أَحياناً فَيَنْظَــلِمُ

ويروى فيَظَّــلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ، وفي افْتَعَل من ظَــلَم ثلاثُ لغاتٍ:

من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول

اظْطَــلَمَ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّــلَمَ وهو أَكثر اللغات،

ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّــلَم، قال: وأَما

اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما. قال ابن بري: جَعْلُ الجوهري

انْظَــلَم مُطاوعَ ظَــلَّمــتُهُ، بالتشديد، وَهَمٌ، وإنما انْظَــلَم مطاوعُ

ظَــلَمْــتُه، بالتخفيف كما قال زهير:

ويُظْــلَم أَحْياناً فيَنْظَــلِمُ

قال: وأَما ظَــلَّمْــتُه، بالتشديد، فمطاوِعُه تَظَــلَّمَ مثل كَسَّرْتُه

فتَكَسَّرَ، وظَــلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد، وإنما يتعدّى إلى

مفعولين في مثل ظَــلَمــني حَقَِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي؛ ومثله

قوله تعالى: ولا يُظْــلَمُــونَ فَتِيلاً؛ ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً

مَوْقِعَ المــصدر أَي ظُــلْمــاً مِقْدارَ فَتِيلٍ.

وبيتٌ مُظَــلَّمٌ: كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير

مواضعها. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وســلم، دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ

مُظَــلَّمٌ فانصرف، صلى الله عليه وســلم، ولم يدخل؛ حكاه الهروي في الغريبين؛

قال ابن الأَثير: هو المُــزَوَّقُ، وقيل: هو المُــمَوَّهُ بالذهب والفضة،

قال: وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المــعنى، وقال الزمخشري: هو

من الظَّــلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب، ومنه قيل لــلمــاء الجاري على الثَّغْرِ

ظَــلْمٌ. ويقال: أَظْــلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالمــاء الرقيق من شدَّة

بَرِيقه؛ ومنه قول الشاعر:

إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه

غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْــلَمــا

قال: أَضاء أَي أَصاب ضوءاً، أَظْــلَم أصاب ظَــلْمــاً.

والظُّــلْمَــة والظُّــلُمَــة، بضم اللام: ذهاب النور، وهي خلاف النور، وجمعُ

الظُّــلْمــةِ ظُــلَمٌ وظُــلُمــاتٌ وظُــلَمــاتٌ وظُــلْمــات؛ قال الراجز:

يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّــلُمــاتِ

قال ابن بري: ظُــلَمٌ جمع ظُــلْمَــة، بإسكان اللام، فأَما ظُــلُمــة فإنما

يكون جمعها بالألف والتاء، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي

رحمه الله قال: قال الخطيب أَِبو زكريا المُــهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، ويقال

في جمعها مُهُجاتٌ كظُــلُمــاتٍ، ويجوز مُهَجات، بالفتح، ومُهْجاتٌ،

بالتسكين، وهو أَضعفها؛ قال: والناس يأْلَفُون مُهَجات، بالفتح، كأَنهم يجعلونه

جمع مُهَجٍ، فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم. والظَّــلْمــاءُ: الظُّــلْمــة

ربما وصف بها فيقال ليلةٌ

ظَــلْمــاء أَي مُظْــلِمــة. والظَّلامُ: إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا

يُجْمعُ، يَجْري مجرى المــصدر، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض، وتجمع

الظُّــلْمــة ظُــلَمــاً وظُــلُمــات. ابن سيده: وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن

كان مُقْمِراً، يقال: أَتيته ظَلاماً أي ليلاً؛ قال سيبويه: لا يستعمل إلا

ظرفاً. وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل. وليلةٌ ظَــلْمــةٌ، على طرحِ

الزائد، وظَــلْمــاءُ كلتاهما: شديدة الظُّــلْمــة. وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ

ظَــلْمــاءُ؛ وقال ابن سيده: وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة، كما حكي

ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة، قال: وظَــلْمــاءُ أَسْهلُ من قَمْراء. وأَظْــلَم

الليلُ: اسْوَدَّ. وقالوا: ما أَظْــلَمــه وما أَضوأَه، وهو شاذ. وظَــلِمَ

الليلُ، بالكسر، وأَظْــلَم بمعنىً؛ عن الفراء. وفي التنزيل العزيز: وإذا

أَظْــلَمَ عليهم قاموا. وظَــلِمَ وأَظْــلَمَ؛ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء: فيه

لغتان أَظْــلَم وظَــلِمَ، بغير أَلِف.

والثلاثُ الظُّــلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ؛ قال أَبو

عبيد: في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ

دُرَعٌ وثلاثٌ ظُــلَمٌ، قال: والواحدة من الدُّرَعِ والظُّــلَم دَرْعاءُ

وظَــلْمــاءُ. وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المــبرد: واحدةُ الدُّرَعِ

والظُّــلَم دُرْعةٌ وظُــلْمــة؛ قال أَبو منصور: وهذا الذي قالاه هو القياس

الصحيح. الجوهري: يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ

ظُــلَمٌ

لإظْلامِها على غير قياس، لأَن قياسه ظُــلْمٌ، بالتسكين، لأَنَّ واحدتها

ظَــلْمــاء.

وأَظْــلَم القومُ: دخلوا في الظَّلام، وفي التنزيل العزيز: فإذا هم

مُظْــلِمُــونَ. وقوله عزَّ وجل: يُخْرجُهم من الظُّــلُمــات إلى النور؛ أَي يخرجهم

من ظُــلُمــات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْــلِمٌ

غير بَيِّنٍ. وليلة ظَــلْمــاءُ، ويوم مُظْــلِمٌ: شديد الشَّرِّ؛ أَنشد

سيبويه:

فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ،

لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْــلِمُ

وأَمْرٌ مُظْــلِم: لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له؛ عن أَبي زيد. وحكى

اللحياني: أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المــعنى؛ وأَنشد:

أُولِمْــتَ، يا خِنَّوْتُ، شَرَّ إيلام

في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام

والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظــلِمٌ، حتى إنهم

ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُــلْمــته حتى صار كالليل؛ قال:

بَني أَسَدٍ، هل تَعْــلَمــونَ بَلاءَنا،

إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ؟

وظُــلُمــاتُ البحر: شدائِدُه. وشَعرٌ

مُظْــلِم: شديدُ السَّوادِ. ونَبْتٌ مُظــلِمٌ: ناضِرٌ

يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه؛ قال:

فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ،

ومُظــلِمــاً ليسَ على دَمالِ

وتكــلَّمَ فأَظْــلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه، وفي التهذيب:

وأَظْــلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه. قال أَبو منصور:

أَظْــلمَ يكون لازماً وواقِعاً، قال: وكذلك أَضاءَ يكون بالمــعنيين: أَضاءَ

السراجُ بنفسه إضاءةً، وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ، وأَضأْتُ السِّراجَ

للناسِ فضاءَ وأَضاءَ.

ولقيتُه أَدنَى ظَــلَمٍ، بالتحريك، يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ، وقيل:

معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء، وقيل: أَدنَى ظَــلَمٍ القريبُ، وقال ثعلب: هو

منك أَدنَى ذي ظَــلَمٍ، ورأَيتُه أَدنَى ظَــلَمٍ الشَّخْصُ، قال: وإنه

لأَوّلُ ظَــلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار،

قال: ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ؛ الجوهري: لقِيتُه

أَوّلَ ذي ظُــلْمــةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية، قال: ولا

يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ. والظَّــلَمُ: الجَبَل، وجمعه ظُلُومٌ؛ قال

المُــخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:

تَعامَسُ حتى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها،

إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ، ظُلُومُ

وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَــلَم؛ عن كراع، أَي قدِمَ حقّاً؛ قال:

إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَــلَمْ

وقيل: معناه واليومُ ظَــلَمــنا، وقيل: ظَــلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير

موضعه.

والظَّــلْمُ: الثَّلْج. والظَّــلْمُ: المــاءُ الذي يجري ويَظهَرُ على

الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد، حتى يُتَخيَّلَ لك فيه

سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء؛ قال كعب بن زهير:

تَجْلو غَواربَ ذي ظَــلْمٍ، إذا ابتسمَتْ،

كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ

وقال الآخر:

إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا

بماءِ الظَّــلْمِ، طَيِّبَةِ الرُّضابِ

قال: يحتمل أَن يكون المــعنى بماء الثَّلْج. قال شمر: الظَّــلْمُ بياضُ

الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان. الجوهري:

الظَّــلْمُ، بالفتح، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها، وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ

السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف؛ قال يزيد ابن ضَبَّةَ:

بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ،

وثغْرٍ نائرِ الظــلْمِ

وقيل: الظَّــلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها، والجمع ظُلُوم؛ قال:

إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ، وتبسَّمَتْ

ثنايا لها كالبَرْقِ، غُرٌّ ظُلُومُها

وأَظْــلَم: نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّــلْمَ؛ قال:

إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه

غُرُوبَ ثناياها، أَنارَ وأَظْــلَمــا

(* أضاء بدل أنار).

والظَّلِيمُ: الذكَرُ من النعامِ، والجمع أَظْــلِمــةٌ

وظُــلْمــانٌ وظِــلْمــانٌ، قيل: سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير

موضع تَدْحِيَةٍ؛ حكاه ابن دريد، قال: وهذا ما لا يُؤْخذُ. وفي حديث

قُسٍّ: ومَهْمَهٍ فيه ظُــلْمــانٌ؛ هو جمع ظَلِيم. والظَّلِيمانِ: نجمان.

والمُــظَــلَّمُ من الطير: الرَّخَمُ والغِرْبانُ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَــلَّم،

من الطيرِ، حَوَّامِ المُــقامِ رَمُوقِ

والظِّلاَّمُ: عُشْبة تُرْعَى؛ أَنشد أَبو حنيفة:

رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً،

عَمِيماً من الظِّلاَّمِ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ

ابن الأعرابي: ومن غريب الشجر الظِّــلَمُ، واحدتها ظِــلَمــةٌ، وهو

الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ؛ قال الأَصمعي: هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ

وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً. وأَظْــلَمُ:

موضع؛ قال ابن بري: أَظْــلمُ اسم جبل؛ قال أَبو وجزة:

يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ،

ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْــلَمــا

وكَهْفُ الظُّــلم: رجل معروف من العرب. وظَلِيمٌ

ونَعامَةُ: موضعان بنَجْدٍ. وظَــلَمٌ: موضع. والظَّلِيمُ: فرسُ فَضالةَ

بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ، وفيه يقول:

نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً

شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر

(ظــلم) : ما ظَــلَمَــنِي أَن أُسالِمَ بَنِي فُلان ولَيْسُوا أَهَل ذاك، أي ما حَمَلَني. 
الظــلم: وضع الشيء في غير موضعه، وفي الشريعة: عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل، وهو الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد.
(ظ ل م) : (الْمَــظْــلِمَــةُ) الظُّــلْمُ فِي قَوْلِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي هَذَا مَظْــلِمَــةٌ لِــلْمُــسْــلِمِــينَ وَاسْمٌ لِــلْمَــأْخُوذِ فِي قَوْلِهِمْ عِنْدَ فُلَانٍ مَظْــلِمَــتِي وَظُلَامَتِي أَيْ حَقِّي الَّذِي أُخِذَ مِنِّي ظُــلْمًــا وَأَمَّا فِي يَوْمِ الْمَــظَالِمِ فَعَلَى حَذْفِ الْمُــضَافِ (وَقَوْلُهُ) فَظَنَّ النَّصْرَانِيُّ أَنَّهُ لَمْ يَلْتَفِتْ إلَى ظُلَامَتِهِ يَعْنِي شِكَايَتَهُ وَهُوَ تَوَسُّعٌ.
(ظــلم)
ظــلمــا ومظــلمــة جَار وَجَاوَزَ الْحَد وَوضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه وَفِي الْمــثل (من أشبه أَبَاهُ فَمَا ظــلم) مَا وضع الشّبَه فِي غير مَوْضِعه وَفِي الْمــثل أَيْضا (من استرعى الذِّئْب فقد ظــلم) وَيضْرب لمــن يولي غير الْأمين وَيُقَال ظــلم الأَرْض حفرهَا فِي غير مَوضِع حفرهَا وَفُلَانًا حَقه غصبه أَو نَقصه إِيَّاه وَالطَّرِيق حاد عَنهُ وَفِي الحَدِيث (لزموا الطَّرِيق فَــلم يظــلمــوه) فَهُوَ ظَالِم وظلام وَهُوَ وَهِي ظلوم وَيُقَال مَا ظــلمــك عَن أَن تفعل كَذَا مَا مَنعك

(ظــلم) اللَّيْل ظــلمــا اسود فَهُوَ ظليم

ظــلم


ظَــلِمَ(n. ac. ظَــلَم)
a. see IV (a)
ظَــلَّمَa. Accused of wrong, injustice.
b. Exacted justice from.

ظَاْــلَمَa. Wronged.

أَظْــلَمَa. Was dark, obscure, gloomy, sombre.
b. Was in darkness; entered into the darkness ( of
night ).
تَظَــلَّمَa. see I (a) (c).
c. [Min], Complained of, made a complaint against.

تَظَاْــلَمَa. Wronged each other.

إِنْظَــلَمَــإِظْتَــلَمَ
(ظ)
a. Suffered, bore wrong; was wronged, oppressed.

ظَــلْمa. Lustre; whiteness of the teeth.
b. Snow.

ظُــلْم
(pl.
ظِلَاْم
ظُلَاْم
24)
a. Misuse, abuse.
b. Wrongdoing, wrong, injustice, oppression
tyranny.

ظُــلْمَــة
(pl.
ظُــلَم
&
ظُــلَُْمَــات )
a. Darkness, obscurity, gloom.
b. Ignorance; unrighteousness.

ظَــلَمa. Hazy, indistinct.

ظَــلِمَــةa. see 3t (a)
مَظْــلِمَــة
(pl.
مَظَاْــلِمُ)
a. Injustice, oppression, tyranny.

ظَاْــلِم
(pl.
ظَــلَمَــة
4t
ظُلَّاْم)
a. Unjust, oppressive, tyrannical; oppressor
tyrant.

ظَلَاْمa. see 3 (a)
ظُلَاْمَةa. see 18t
ظَلِيْمa. Wronged, oppressed.
b. (pl.
ظِــلْمَــاْن
ظُــلْمَــاْن), Male ostrich.
ظَلِيْمَةa. Unjust gain; extortion.

ظَلُوْمa. Oppressor, extortioner, tyrant.

ظَلَّاْم
ظِلِّيْم
30a. see 26
ظَــلْمَــآءُa. see 3t (a)
مِظْلَاْمa. see
N. Ag.
أَظْــلَمَ
(a. b ).
N. P.
ظَلڤمَa. Wronged, injured.

N. Ag.
أَظْــلَمَa. Dark, gloomy, sombre, obscure.
b. Evil, unlucky, inauspicious (
day ).
c. Dark green (plant).
بَحْر الظُّــلُْمَــات
a. The Atlantic Ocean.
ظ ل م: (ظَــلَمَــهُ) يَظْــلِمُــهُ بِالْكَسْرِ (ظُــلْمًــا) وَ (مَظْــلِمَــةً) أَيْضًا بِكَسْرِ اللَّامِ. وَأَصْلُ (الظُّــلْمِ) وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: مَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَــلَمَ. وَفِي الْمَــثَلِ: مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَــلَمَ. وَ (الظُّلَامَةُ) وَ (الظَّلِيمَةُ) وَ (الْمَــظْــلَمَــةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ مَا تَطْلُبُهُ عِنْدَ (الظَّالِمِ) وَهُوَ اسْمُ مَا أَخَذَهُ مِنْكَ. وَ (تَظَــلَّمَــهُ) أَيْ ظَــلَمَــهُ مَالَهُ. وَ (تَظَــلَّمَ) مِنْهُ أَيِ اشْتَكَى ظُــلْمَــهُ. وَ (تَظَالَمَ) الْقَوْمُ. وَ (ظَــلَّمَــهُ تَظْلِيمًا) نَسَبَهُ إِلَى الظُّــلْمِ. وَ (تَظَــلَّمَ) وَ (انْظَــلَمَ) احْتَمَلَ الظُّــلْمَ. وَ (الظِّلِّيمُ) بِوَزْنِ السِّكِّيتِ الْكَثِيرُ الظُّــلْمِ. وَ (الظُّــلْمَــةُ) ضِدُّ النُّورِ وَضَمُّ اللَّامِ لُغَةٌ، وَجَمْعُ الظُّــلْمَــةِ (ظُــلَمٌ) وَ (ظُــلُمَــاتٌ) وَ (ظُــلَمَــاتٌ) وَ (ظُــلْمَــاتٌ) بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا. وَقَدْ (أَظْــلَمَ) اللَّيْلُ. وَقَالُوا: مَا أَظْــلَمَــهُ وَمَا أَضْوَأَهُ وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (الظَّلَامُ) أَوَّلُ اللَّيْلِ. وَ (الظَّــلْمَــاءُ) الظُّــلْمَــةُ وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهَا يُقَالُ: لَيْلَةٌ ظَــلْمَــاءُ أَيْ (مُظْــلِمَــةٌ) . وَ (ظَــلِمَ) اللَّيْلُ بِالْكَسْرِ (ظَلَامًا) بِمَعْنَى (أَظْــلَمَ) . وَأَظْــلَمَ الْقَوْمُ دَخَلُوا فِي الظَّلَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا هُمْ مُظْــلِمُــونَ} [يس: 37] وَ (الظَّلِيمُ) الذَّكَرُ مِنَ النَّعَامِ. وَ (الظَّــلْمُ) بِالْفَتْحِ مَاءُ الْأَسْنَانِ وَبَرِيقُهَا وَهُوَ كَالسَّوَادِ دَاخِلَ عَظْمِ السِّنِّ مِنْ شِدَّةِ الْبَيَاضِ كَفِرِنْدِ السَّيْفِ وَجَمْعُهُ (ظُلُومٌ) . 
ظ ل م

فلان يظــلم فيظــلم: يحتمل الظــلم. قال زهير:

ويظــلم أحياناً فيظــلم

وعند فلان ظلامتي ومظــلمــتي: حقي الذي ظــلمــته، وتظــلمــني حقي، وتظــلمــت منه إلى الوالي، والظــلم ظــلمــة كما أن العدل نور " الظــلم ظــلمــات يوم القيامة " " وأشرقت الأرض بنور ربها " وهو يخبط الظلام. والظــلمــة والظــلمــاء، وأظــلم الليل، وأظــلمــوا: دخلوا في الظلام " فإذا هم مظــلمــون ". وقال:

طيّان طاوي الكشح لا ... يرخي لمــظــلمــة إزاره

هي المــرأة التي جن عليها الليل لا يرخى إزاره يعفّى به أثره إذا دب إليها. وتبسمت عن أشنب ذي ظــلم. قال كعب بن زهير:

تجلو عوارض ذي ظــلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول

قال أبو مالك: الظــلم كأنه ظــلمــة تركب متون الأسنان من شدة الصفاء. وهو ظليم من الظــلمــان.

ومن المــجاز: أرض مظلومة: حفر فيها بئر أو حوض ولم يحفر فيها قطّ واسم ذلك التراب: ظليم. قال:

فأصبح في غبراء بعد إشاحة ... على العيش مردود عليها ظليمها

وظــلم البعير: عبطه. قال ابن مقبل: عاد الأذلة في دار وكان بها ... هرت الشقاشق ظلامون للجزر

وظــلم السقاء: شرب لبنه قبل الرءوب، ولبن مظلوم وظليم. قال:

وصاحب صدق لم تنلني أذاته ... ظــلمــت وفي ظــلمــي له عامداً أجر

وظــلم السيل البطاح: بلغها ولم يبلغها قبل فخدد. وإذا زادوا على القبر من غير ترابه قيل: لا تظــلمــوا. وظــلم الحمار الأتان: سفدها قبل وقتها أو في حال حملها. وزرع مظــلم: زرع في أرض لم تمطر. وما ظــلمــك أن تفعل كذا: ما منعك. وشكا إنسان إل أعرابي الكظة فقال: ما ظــلمــك أن تقيء ولم تظــلم منه شيئاً، ومنه: الظــلمــة لأنها تسد البصر وتمنعه من النفوذ. " ولقيته أدنى ظــلم " وهو أول شيء سد بصرك في الرؤية. ووجدنا أرضاً تظالم معزاها: تتناطح من نشاطها وبطنتها، كقولهم: أخصب الناس واحرنفشت العنز.
باب الظّاء والّلام والمــيم معهما ظ ل م، ل م ظ يستعملان فقط

ظــلم: تقول: لَقِيتُه أوَّلَ ذي ظَــلَمٍ، وهو إذا كان أوَّلَّ شيءٍ سَدَّ بَصَرَكَ في الرُؤية، ولا يشتق منه فعل، ويقال: لقيته أَدْنَى ظَــلَمٍ. والظَّــلْمُ: الثَّلْجُ، ويقال المــاءُ الجاري على الأسنان من صَفاء اللَّوْنِ لا من الرِّيقِ، قال كعْب:

تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَــلْمٍ إذا ابتَسَمَتْ

ويقال: الظَّــلْمُ ماءُ البَرَد، ويقال: الظــلم صفاء الأسنان وشدة ضوئها، قال:

إذا ما رنا الرائي إليها بطرفه ... غروب ثناياها أضاء وأظــلمــا  والظَّليمُ: الذَكَّرُ من النَّعام، والجميع الظِّــلْمــانُ، والعَدَدُ أظْــلِمــةٌ. والظُّــلْمُ: أخذُكَ حقَّ غَيْرك. والظُّلامةُ: مَظْــلَمــتُكَ تطلُبُها عند الظّالم. وظَــلَّمــتُه تظليماً إذا أنْبَأْتُه إنّه ظالم. وظُــلِمَ فلانٌ فاظَّــلَمَ، أي احتَمَلَ الظُّــلْم بطِيب نفسه، افتَعَلَ وقياسه اظتَــلَم فشُدَّدَ وقُلِبَتْ التاءُ طاءً فأُدغِمَت الظاء في الطاء، وإن شِئْتَ غلَّبْتَ الظاء كما غَلَّبْتَ الطاء. وإذا سُئِلَ السَّخِيُّ ما لا يجِدُ يقال هو مظلوم، قال زهير:

...... ويُظْــلَمُ أحياناً فيَظَّــلِمُ

أي يَحْتَمِل الظُّــلْمَ كَرَماً لا قَهْراً. وظُــلِمَــت الأرض: لم تُحْفَر قطُّ ثم حُفِرَتْ، قال النابغة:

والنُّؤيُ كالحَوْض في المــظلومة الجَلَدِ

وظُــلِمَــتِ الناقَةُ: نُحِرَتْ من غير داءٍ ولا كِبَرٍ. [والظُّــلْمــةُ: ذَهابُ النُّور، وجمعُه الظُّــلَمُ] ، والظَّلامُ اسم للظُّــلْمــة، لا يُجمَعُ، يُجْرَى مُجْرَى المــصدر [كما لا يجمع نظائره نحو السواد والبياض] . وليلةٌ ظَــلْمــاءُ [ويَومٌ مظــلم] : شديد الشَّرِّ. وأَظْــلَمَ فلانٌ علينا البيت: إذا أسمَعَك ما تكرَهْ . والظُّــلْمُ: الشِّرْك، قال الله- عز وجل-: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُــلْمٌ عَظِيمٌ .

لمــظ : الــلَّمْــظُ: ما تَــلَمَّــظُ به بلسانك على أَثَر الأكل، وهو الأخْذُ باللِّسان مما يَبْقَى في الفَم والأسنان، واسمُ ذلك الشيءِ لُمــاظةٌ، قال:

لُمــاظةُ أَيّامٍ كأحلامِ نائَمَ

وفي الحديث: النِّفاق في القَلْب لُمْــظةٌ سَوْداءُ

يعني النُّقطة. والــلَّمْــظُ: البياضُ في جَحْفَلةِ الفَرَس فإذا جاوَزَ إلى الأَنْف فهو أَرْثَمُ.
ظــلم: ظَــلَّم (بالتشديد) جعله مظــلمــاً غير نيّر (الكالا) ظــلَّم على: ساء، أغاظ، ازعج، كدَّر (بوشر).
ظالمَ: (انظر لين) تجد مثالاً لهذا الفعل النادر في (عباد 2: 49) والمــعنى: ظــلم.
أظْــلم. يقال: أظْــلَمَ الجوُّ من القمر أي اسود وأقتم ودجا لغياب القمر (عباد 1: 61).
أظــلَم: عمَّ، حجب النور، ويقال: أظــلم البصر: نقصه وأضعفه (دي ساسي طرائف 1: 269).
ويقال: أظــلم على (بوشر).
أظــلم: اختلس الأموال، وابتزها (الكالا).
إظَّــلُم: موّه بالذهب (السعدية النشيد 44).
ظُــلْم: رغبة في الايذاء (الحريري ص263، الف ليلة 1: 29).
ظُــلْم: ابتزاز الاموال واختلاسها (الكالا).
ظُــلْم: (سيمونيّه)، بيع أو شراء الأشياء الروحية متاجرة بالرتب الكهنوتية (الكالا).
ظُــلْم: قطع طريق، لصوصية (بوشر).
ظُــلْمَــة. بْحر الظــلمــة (عبد الواحد ص4) أو بحر الظــلمــات (بوشر، دي ساسي طرائف 2: 3) المــحيط الأطلسي.
ظُــلَمــة: ظلام البصر، عدم الرؤية. (الجريدة الآسيوية 1853: 1: 342).
ظُــلْمــة: انظر ظُــلْمَــة.
ظُــلْمِــي: جوريّ، عسفيّ، (بوشر).
ظُــلْمَــانّي: نصف حروف الهجاء عند المــتصوفة حروف نورانية أي حروف مضيئة، وسميت بذلك لأنها الحروف الوحيدة المــوجودة في فواتح السور، أما النصف الباقي منها وهي: غَظْ شج بَثْ خَذٍ وَزِد تُفضِ حروف ظــلمــانية أيَّ حروف الظلام (انظر زيشر 7: 78).
ظلِيم: مُظــلم، معتم (المــعجم اللاتيني - العربي) لون ظليم: لون باهت وفي المــعجم اللاتيني العربي في مادة ceruleus مرادف أسودَ وأغْبَر.
ظُلَيْمة الصبح= غَلَس (وهذا صواب الكــلمــة بدل جلس) وهي ظُــلْمــة أخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح (أبو الوليد ص777).
ظالمِ: جائر، متجاوز الحد، وتجمع على ظُلاَّم. (باين سميث 1393).
ظالِم: مبتز الأموال ومختلسها (الكالا).
ظالم نَفْسه: سيموني، من يبيع أو يشتري الأشياء الروحية أو المــقدسة من يتاجر بالرتب الكهنوتية. (الكالا).
ظالم وجمعها ظَــلَمــة: مفوض الشرطة وهو المــفوض بالقضاء بين الخصوم وله أعوان في إمرته (ألف ليلة برسل 2: 32 258) وفيها (1: 202): مسكوني الظــلمــة وودوني إلى الوالي وفيها (11، 161، 386، 387): وهو ممسوك بين الظــلمــة والأعوان وفي طبعة ماكن (3: 193) هي مرادف حاكم الذي يترافع أمامه. وفيها (3: 218) الظــلمــة وفي طبعة برسل في هذا المــوضع: الظــلمــة والحُكَّام بدل الظــلمــة فقط.
اظْــلَم- هذه بتلك والبادي أظــلم.
عاملتك بمثل ما عاملتني به، دفعت السيئة بسيئة مثلها، كافأتك بمثل عملك (بوشر).
مُظْــلِم: باهت، كامد، كاب، أغبر (بوشر).
مَظْــلِمَــة: ضريبة غير قانونية، اغتصاب، مطالبة غير محقة، ابتزاز، جباية أموال غير مستحقة، وليست شرعية (فريتاج أمثال ص 41) وفي المــقري (2: 800) وكثرت المــغارم والمــظالم، وفيه (2: 812): وترفع عنهم جميع المــظالم والمــغارم وفي الفخري (ص363): لمَّــا ولي الخلافة أزال المــكوس والمــظالم.
وفي ألف ليلة (برسل 3: 231) ابطل المــظالم والمــكوس.
رَفْع المــظالم: ضريبة فرضت للتعويض عن ضريبة جائزة فرضت ظــلمــاً (صفة مصر 11: 495).
مَظْــلِمــة: شكوى، ما يدعى به أمام القضاء لإزالة الظــلم.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص232): أن العباس غصب ضيعة من رجل بجيان وتوفي الرجل وترك أطفالا فــلمــا بلغوا وانتهى إليهم عَدْلُ مصعب بن عمران قدموا قرطبة وأنْهوا إليه مظــلمــتهم وأثبتوها عنده.
[ظــلم] ظَــلَمَــهُ يَظْــلِمُــهُ ظُــلْمــاً ومَظْــلِمَــةً. وأصله وضع الشئ في غير موضعه. ويقال: " من أشبهَ أباه فما ظَــلَمَ ". وفي المــثل: " من استَرعى الذئبَ فقد ظَــلَمَ ". والظُلامَةُ والظَليمَةُ والمَــظْــلِمَــةُ: ما تطلبه عند الظالم، وهو اسمُ ما أُخِذَ منك. وتَظَــلَّمَــني فلان، أي ظَــلَمَــني مالي. وتَظَــلَّمَ منه، أي اشتكى ظُــلْمَــهُ. وتَظالَمَ القوم. وظَــلَّمْــتُ فلاناً تَظْليماً، إذا نسبتَه إلى الظُــلْمِ، فانْظَــلَمَ، أي احتمل الظُــلْمَ. قال زهير: هو الجوادُ الذي يعطيك نائِلَهُ عفواً ويُظْــلَم أحياناً فَيَنْظَــلِمُ قوله " يُظْــلَمُ " أي يُسأل فوق طاقته. ويروى: " فيَظَّــلِمُ " أي يتكلَّفه. وفي افتعل من ظــلم ثلاث لغات: من العرب من يقلب التاء طاء ثم يظهر الظاء والطاء جميعا فيقول اضطــلم، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطــلم وهو أكثر اللغات، ومنهم من يكره أن يدغم الاصلى في الزائد فيقول اظــلم. وأما اضطجع ففيه لغتان على ما ذكرناه. والظِلِّيمُ بالتشديد: الكثير الظُــلْمِ. والظُــلْمَــةُ: خلافُ النور. والظُــلُمَــةُ بضم اللام: لغةٌ فيه، والجمع ظُــلَمٌ وظُــلُمــاتٌ وظُــلْمــاتٌ . قال الراجز:

يجلو بعينيه دُجى الظُــلْمــاتِ * وقد أظْــلَمَ الليل. وقالوا: ما أظْــلَمَــهُ وما أضْوَأَهُ، وهو شاذٌّ. والظَلامُ: أوّل الليل. والظَــلْمــاءُ: الظُــلْمَــة، وربّما وُصِفَ بها. يقال: ليلةٌ ظَــلْمَــاءُ، أي مُظْــلِمَــةٌ. وظَــلِمَ الليل بالكسر وأظْــلَمَ بمعنًى، عن الفراء. وأَظْــلَمَ القوم: دَخلوا في الظَلامِ. قال تعالى: (فإذا هم مُظْــلِمــون) . ويقال: لقيتُه أدنى ظَــلَمٍ بالتحريك، أي أول كل شئ. قال الأمويّ: أدنى ظَــلَمٍ: القريب. وقال الخليل: لقيته أوّل ذي ظُــلْمَــةٍ، أي أول شئ يسد بصرك في الرؤية، لا يشتقُّ منه فعل. ويقال لثلاث من ليالى الشهر اللاتى يلين الدرع ظــلم، لاظلامها، على غير قياس، لان قياسه ظــلم بالتسكين، لان واحدتها ظــلمــاء. والمــظلوم: اللبن يشرب قبل أن يبلغ الرَوْب، وكذلك الظَليمُ والظَليمَةُ. وقد ظَــلَمَ وَطْبَهُ ظَــلْمــاً، إذا سقَى منه قبل أن يروبَ ويُخرج زُبْدَهُ. وقال: وقائلةٍ ظــلمــتُ لكم سِقائي وهل يَخْفى على العَكِدِ الظَليمُ وظَــلَمْــتُ البعير، إذا نحرتَه من غير داء. قال ابن مقبل: عادَ الأَذِلّةُ في دارٍ وكان بها هُرْتُ الشقاشق ظلامون للجزر وظــلم الوادي، إذا بلغ المــاءُ منه موضعاً لم يكن بلَغه قبل ذلك. والأرضُ المَــظْلومَةُ: التي لم تُحفر قط ثم حفرت، وذلك التراب ظَليمٌ. وقال يرثي رجلاً: فأصبح في غبراء بعد إشاحةٍ على العيش مردودٍ عليها ظَليمُها والظليمُ: الذكَر من النَعامِ . والظَــلْمُ، بالفتح: ماء الأسنان وبريقها. وهو كالسواد داخلَ عظْم السِنّ من شدَّة البياض كفرِنْد السيف. وقال: إلى شَنْباَء مُشْرَبَةِ الثنايا بماء الظــلم طيبة الرضاب والجمع ظلوم. وأنشد أبو عبيدة: إذا ضحكتْ لم تَبْتَهِرْ وتبسّمتْ ثنايا لها كالبرق غر ظلومها وأظــلم: موضع.
ظــلم: لَقِيْتُه أوَّلَ ذي ظُــلْمَــةٍ: أي أوَّلَ شَيْءٍ سَدَّ بَصَرَكَ في الرُّؤْيَةِ.
وقَدِمَ فلانٌ و " اليَوْمُ ظَــلَمَ ": أي قَدِمَ حَقّاً، وقيل: مَعْنَاهُ اليَوْمُ يَوْمُ عَجَلَةٍ، وقيل: اليَوْمُ أدْنى ذاكَ.
وما كانَ مَقَامي ها هُنا إلاَّ ظِلاَماً: أي يَسِيْراً.
ويقولونَ: أُخْبِرُكَ اليَوْمُ ظَــلَمَــني: يقول: ضَعُفْتُ بَعْدَ قُوَّةٍ فاليَوْمَ أفْعَلُ ما لم أكُنْ أفْعَلُه.
ورَأَيْتُه أدْنى ظَــلَمٍ: أي أدْنى شَبَحٍ.
وظَــلَمَ الشَّيْءُ: وَجَبَ.
والظَّــلْمُ: الثَّلْجُ، وماءُ الأسْنَانِ وشِدَّةُ ضَوْئها، وأظْــلَمَ الرَّجُلُ: أصَابَ ظَــلْمــاً في الأسْنَانِ، وجَمْعُه ظُلُوْمٌ.
والظَّلِيْمُ: الذَّكَرُ من النَّعَام، والجَمِيْعُ الظِّــلْمَــانُ والظُّــلْمــانُ، والعَدَدُ أظْــلِمَــةٌ.
والظُّــلْمُ: أخْذُكَ حَقَّ غَيْرِكَ، وأصْلُه: وَضْعُ الشَّيْءِ في غير مَوْضِعِه، وفي المَــثَلِ: " مَنْ أشْبَهَ أبَاهُ فما ظَــلَمَ ".
والظُّــلْمُ: الشِّرْكُ بالله.
وسِقَاءٌ مَظْلُوْمٌ: شُرِبَ ما فيه قَبْلَ إدْرَاكِه. واللَّبَنُ ظَلِيْمٌ ومَظْلُوْمٌ. وظَــلَمْــتُ القَوْمَ: سَقَيْتهم ذاكَ. وفي المَــثَلِ: " أهْوَنُ مَظْلُوْمٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ ".
والأرْضُ المَــظْلُوْمَةُ: التي لم تُحْفَرْ قَطُّ، والتُّرَابُ الذي يَخْرُجُ منه: ظَلِيْمٌ. والنّاقَةُ إذا نُحِرَتْ من غَيْرِ داءٍ ولا كَسْرٍ.
والدَّمُ الذي يَخْرُجُ على الوَجْهِ: مَظْلُوْمٌ.
والظُّلاَمَةُ: اسْمُ مَظْــلمَــتِكَ تَطْلُبُها عِنْدَ الظّالِمِ.
وظَــلَّمْــتُه: قُلْتَ إنَّه ظالِمٌ.
وظُــلِمَ فاظَّــلَمَ: أي احْتَمَلَ الظُّــلْمَ، وانْظَــلَمَ: مِثْلُه.
وظَــلَمَ السَّيْلُ الأرْضَ والوادِي: إذا مَلأَه.
والمُــظَــلَّمُ من العُشْبِ: المُــنْبَتُ في أرْضٍ لم يُصِبْها المَــطَرُ قَبْلَ ذلك.
وظَــلَمَ الحِمَارُ الأَتَانَ: سَفِدَها وهي حامِلٌ.
وما ظَــلَمَــك أنْ تَفْعَلَ كذا: أي ما مَنَعَكَ وصَرَفَكَ.
وظَــلَمْــتُ الشَّيْءَ: نَقَصْتُه، من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " ولم تَظْــلِمْ منه شَيْئاً ".
ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزَاها: أي يَنْطَحُ بَعْضُها بَعْضاً من نَشَاطِها.
وظَــلَمَــه ظَلِيْمَةً وظُلاَمَةً. والظِّلاَمُ: الظُّــلْمُ. والظُّلاَمُ: جَمْعُ الظُّلاَمَةِ.
ونَظَرَ إلَيَّ ظِلاَماً: أي شَزْراً.
والمُــتَظَــلِّمُ: الظّالِمُ. والمَــظْلُوْمُ أيضاً.
وتَظَــلَّمَ الرَّجُلُ إلى الحاكِمِ فَظَــلَّمَــه تَظْلِيْماً: أي أنْصَفَه من ظالِمِــه.
والظُّــلْمَــةُ: ذَهَابُ النُّوْرِ، ويُقال: ظُــلُمَــةٌ بضَمَّتَيْنِ، وجِمَاعُهُ الظُّــلَمُ، والظَّلاَمُ: اسْمٌ له.
والمُــظْــلِمَــةُ: المَــرْأةُ التي قد أظْــلَمَ عليها، ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " فإذا هُمْ مُظْــلِمُــوْنَ ".
وظَــلِمَ اللَّيْلُ وأظْــلَمَ: بمعنىً.
والظُّــلَمُ: ثَلاثُ لَيَالٍ من لَيَالي الشَّهْرِ؛ سُمِّيَتْ لإِظْلاَمِها.
وفي المَــثَلِ: " أقْوَدُ من ظُــلْمَــةٍ " يَعْنِي ظُــلْمَــةَ اللَّيْلِ، ويُرْوى: " ظِــلْمَــةَ " وهي امْرَأَةٌ كانَتْ تَفْجُرُ حَتّى عَجَزَتْ.
ومن غَرِيْبِ الشَّجَرِ: الظِّــلَمُ؛ واحِدَتُها ظِــلْمَــةٌ، وهو الظِّلاَمُ، وهو شَجَرٌ طَوِيْلٌ له عَسَالِيْجُ تَطُوْل وتَنْبَسِطُ.
وأَظْــلَمُ: اسْمُ جَبَلٍ لبَني سُلَيْمٍ، وقيل: مَوْضِعٌ.
[ظــلم] نه: فيه: لزموا الطريق "فــلم يظــلمــوه"، أي لم يعدلوا عنه، من أخذ في طريق فما ظــلم يمينًا ولا شمالًا. ومنه: إن أبا بكر وعمر ثكما الأمر فما "ظــلمــاه"، أي لم يعدلا عنه، وأصله الجور ومجاوزة الحد. ومنه: فمن زاد أو نقص فقد أساء و"ظــلم"، أي أساء الأدب بتركه السنة وظــلم نفسه بنقص ثوابها بترداد المــرات في الوضوء. وفيه: إنه دعي إلى طعام وإذا البيت "مظــلم" فانصرف ولم يدخل، المــظــلم المــزوق، وقيل: المــموه بالذهب والفضة، وقيل: من الظــلم وهو موهة الذهب، ومنه ظــلم لــلمــاء الجاري على الثغر. ومنه ش كعب: تجلو غوارب ذي "ظــلم"؛ وقيل: الظــلم رقة الأسنان وشدة بياضها. وفيه: إذا سافرتم فأتيتم على "مظلوم" فأغذوا السير، هو بلد لم يصبه الغيث ولا رعى فيه للدواب، والإغذاذ الإسراع. وفيه: ومهمه فيها "ظــلمــان"، هي جمع ظليم: ذكر النعام. ك: اقض بيني وبين هذا "الظالم"، هي كــلمــة لا يراد بها حقيقتها أو أن عليا كالولد وللوالد ما ليس لغيره، أو الظــلم وضع الشيء في غير موضعه فيتناول الصغيرة والخصلة المــباحة التي لا يليق عرفا، ولذا لم ينكر أحد هذه الكــلمــة من عباس لأنهم فهموا أنه لا يريد حقيقتها. ن: وجعلته محرمًا بينكم "فلا تظالمــوا"، أي لا تتظالمــوا بأن يظــلم بعضكم بعضًا فإن الظــلم ظــلمــات على صاحبه لا يهتدي سبيلًا يوم القيامة حيث يسعى نور المــؤمنين بين أيديهم، أو أراد العقوبات أو الشدائد. ط: كمن ينجيكم من "ظــلمــات" البر والبحر، أي شدائدها، المــهلب لا يعرف أهي أعمى القلب، أو ظــلمــات سبيل على البصر حتى لا يهتدي سبيلًا فمدلول القرآن هو البصري. وح: فيقص بعضهم من بعض "مظالم"، هو جمع مظــلمــة بكسر لام وهي ما تطلبه من عند الظالم مما أخذه منك، وفيحبسون على تلك القنطرة ليقتص منهم بعضهم من بعض مظالم مالية أو عرضية أو يرضيهم الله بكرمه فإذا هذبواأي ما ظــلم رسول الله صلى الله عليه وســلم في هذا القول حال كونه مفديًا بأبي وأمي، والمــراد لازمه وهو الرضاء أي مرضيًا، وكــلمــة اخرى نحو ساعدوه بالمــال. غ: "ما "ظــلمــونا"" ما نقصونا بفعلهم من ملكنا شيئًا ولكن نقصوا أنفسهم. ومنه: "فمنهم "ظالم" لنفسه" أي عاص موحد. ويوم "مظــلم" فيه شدة، أظــلم إذا دخل في الظــلمــة. "فنادى في "الظــلمــات"" ظــلمــة الليل والبحر وبطن الحوت. و"حجة إلا الذين "ظــلمــوا"" إلا أن يقولوا ظــلمًــا وباطلًا كقولك: ما لك عندي حق إلا أن تظــلم. ط: فهل "ظــلمــتم" من حقكم؟ قالوا: لا، لأنه تعالى شرط معهم شرطًا وقبلوا العمل به، فإنه أي الأجر مرتين فضلى وكان فضله مع النصارى على اليهود شرطه في زمان أقل وفي المــدة سواء، وأما المــســلمــون فيضعفون في الأجر مع قلة المــدة- وهذا الحديث مختصر.
ظــلم
الظُّــلْمَــةُ: عدمُ النّور، وجمعها: ظُــلُمَــاتٌ. قال تعالى: أَوْ كَظُــلُمــاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ
[النور/ 40] ، ظُــلُمــاتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ
[النور/ 40] ، وقال تعالى: أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُــلُمــاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [النمل/ 63] ، وَجَعَلَ الظُّــلُمــاتِ وَالنُّورَ
[الأنعام/ 1] ، ويعبّر بها عن الجهل والشّرك والفسق، كما يعبّر بالنّور عن أضدادها.
قال الله تعالى: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّــلُمــاتِ إِلَى النُّورِ
[البقرة/ 257] ، أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّــلُمــاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم/ 5] ، فَنادى فِي الظُّــلُمــاتِ [الأنبياء/ 87] ، كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّــلُمــاتِ [الأنعام/ 122] ، هو كقوله:
كَمَنْ هُوَ أَعْمى [الرعد/ 19] ، وقوله في سورة الأنعام: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّــلُمــاتِ [الأنعام/ 39] ، فقوله: فِي الظُّــلُمــاتِ
هاهنا موضوع موضع العمى في قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ [البقرة/ 18] ، وقوله: فِي ظُــلُمــاتٍ ثَلاثٍ
[الزمر/ 6] ، أي:
البطن والرّحم والمــشيمة، وَأَظْــلَمَ فلانُ: حصل في ظُــلْمَــةٍ. قال تعالى: فَإِذا هُمْ مُظْــلِمُــونَ
[يس/ 37] ، وَالظُّــلْمُ عند أهل اللّغة وكثير من العــلمــاء: وضع الشيء في غير موضعه المــختصّ به، إمّا بنقصان أو بزيادة، وإمّا بعدول عن وقته أو مكانه، ومن هذا يقال: ظَــلَمْــتُ السِّقَاءَ: إذا تناولته في غير وقته، ويسمّى ذلك اللّبن الظَّلِيمَ.
وظَــلَمْــتُ الأرضَ: حفرتها ولم تكن موضعا للحفر، وتلك الأرض يقال لها: المَــظْلُومَةُ، والتّراب الّذي يخرج منها: ظَلِيمٌ. والظُّــلْمُ يقال في مجاوزة الحقّ الذي يجري مجرى نقطة الدّائرة، ويقال فيما يكثر وفيما يقلّ من التّجاوز، ولهذا يستعمل في الذّنب الكبير، وفي الذّنب الصّغير، ولذلك قيل لآدم في تعدّيه ظالم ، وفي إبليس ظالم، وإن كان بين الظُّــلْمَــيْنِ بون بعيد. قال بعض الحكماء: الظُّــلْمُ ثلاثةٌ:
الأوّل: ظُــلْمٌ بين الإنسان وبين الله تعالى، وأعظمه: الكفر والشّرك والنّفاق، ولذلك قال:
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُــلْمٌ عَظِيمٌ
[لقمان/ 13] ، وإيّاه قصد بقوله: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِــينَ
[هود/ 18] ، وَالظَّالِمِــينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً [الإنسان/ 31] ، في آي كثيرة، وقال: فَمَنْ أَظْــلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ
[الزمر/ 32] ، وَمَنْ أَظْــلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً [الأنعام/ 93] .
والثاني: ظُــلْمٌ بينه وبين الناس، وإيّاه قصد بقوله: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِــينَ ، وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْــلِمُــونَ النَّاسَ
[الشورى/ 42] ، وبقوله:
وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً
[الإسراء/ 33] .
والثالث: ظُــلْمٌ بينه وبين نفسه، وإيّاه قصد بقوله: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ
[فاطر/ 32] ، وقوله: ظَــلَمْــتُ نَفْسِي
[النمل/ 44] ، إِذْ ظَــلَمُــوا أَنْفُسَهُمْ
[النساء/ 64] ، فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِــينَ
[البقرة/ 35] ، أي: من الظَّالِمِــينَ أنفسهم، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَــلَمَ نَفْسَهُ
[البقرة/ 231] .
وكلّ هذه الثّلاثة في الحقيقة ظُــلْمٌ للنّفس، فإنّ الإنسان في أوّل ما يهمّ بالظُّــلْمِ فقد ظَــلَمَ نفسه، فإذا الظَّالِمُ أبدا مبتدئ في الظُّــلْمِ، ولهذا قال تعالى في غير موضع: ما ظَــلَمَــهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْــلِمُــونَ
[النحل/ 33] ، وَما ظَــلَمُــونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْــلِمُــونَ
[البقرة/ 57] ، وقوله: وَــلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُــلْمٍ
[الأنعام/ 82] ، فقد قيل: هو الشّرك، بدلالة أنه لمّــا نزلت هذه الآية شقّ ذلك على أصحاب النبيّ عليه السلام، وقال لهم: «ألم تروا إلى قوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُــلْمٌ عَظِيمٌ
» ، وقوله: وَــلَمْ تَظْــلِمْ مِنْهُ شَيْئاً
[الكهف/ 33] ، أي: لم تنقص، وقوله: وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَــلَمُــوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً
[الزمر/ 47] ، فإنه يتناول الأنواع الثّلاثة من الظُّــلْمِ، فما أحد كان منه ظُــلْمٌ مّا في الدّنيا إلّا ولو حصل له ما في الأرض ومثله معه لكان يفتدي به، وقوله: هُمْ أَظْــلَمَ وَأَطْغى
[النجم/ 52] ، تنبيها أنّ الظُّــلْمَ لا يغني ولا يجدي ولا يخلّص بل يردي بدلالة قوم نوح. وقوله: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُــلْمــاً لِلْعِبادِ
[غافر/ 31] ، وفي موضع: وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق/ 29] ، وتخصيص أحدهما بالإرادة مع لفظ العباد، والآخر بلفظ الظَّلَّامِ للعبيد يختصّ بما بعد هذا الكتاب . والظَّلِيمُ: ذَكَرُ النعامِ، وقيل: إنّما سمّي بذلك لاعتقادهم أنه مَظْلُومٌ، لــلمــعنى الذي أشار إليه الشاعر:
فصرت كالهيق عدا يبتغي قرنا فــلم يرجع بأذنين
والظَّــلْمُ: ماء الأسنان. قال الخليل : لقيته أوّل ذي ظَــلَمٍ، أو ذي ظَــلَمَــةٍ، أي: أوّل شيء سدّ بصرك، قال: ولا يشتقّ منه فعل، ولقيته أدنى ظَــلَمٍ كذلك.
ظــلم
ظــلَمَ يظــلِم، ظَــلْمًــا وظُــلْمًــا، فهو ظالِم، والمــفعول مَظْلوم
• ظــلَم فلانًا:
1 - جار عليه ولم ينصفه، عكسه: عدل "أظــلم من أفعى/ حيّة: وصف للظالم المــبالغ في الظــلم فهو كالحيّة التي تأتي جحرَ الضبّ فتأكل ولدَها وتسكن جحرَها- من أشبهَ أباه فما ظَــلَم [مثل]: لا غرابة أن يشبه الشّخصُ أباه- مَن استرعَى الذِّئْبَ فقد ظَــلَم [مثل]: يُضرب لمــن يأتمن الخائنَ أو يولِّي غيرَ الأمين- وما من يد إلاّ يد الله فوقها ... ولا ظالم إلاّ سيُبلى بأظــلمِ- اتَّقُوا الظُّــلْمَ فَإِنَّ الظُّــلْمَ ظُــلُمَــاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [حديث]- {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْــلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ".
2 - كذَّبه " {وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَــلَمُــوا بِهَا} - {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْــلِمُــونَ}: يجحدون".
 • ظــلَم فلانًا حقَّه: غصَبه، نقصه إيّاه " {ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَــلَمْ تَظْــلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} ". 

ظَــلِمَ يظــلَم، ظَــلَمًــا، فهو ظَــلِم
• ظــلِم اللَّيلُ: أظــلم، اسودَّ، صار مظــلمًــا "ليل ظَــلِم: لا بصيصَ لنورٍ فيه". 

أظــلمَ يُظــلم، إظلامًا، فهو مُظــلِم، والمــفعول مُظــلَم (لــلمــتعدِّي)
• أظــلم المَــكانُ: خلا من النُّور "أظــلم الجوُّ- بدت عليه مشاعرُ الإظلام النفسيّ".
• أظــلم اللَّيلُ: ظــلِمَ؛ اسودَّ، صار مظــلمًــا، أقبل بظلامه "شَعْر مُظــلم: حالك- {وَإِذَا أَظْــلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} " ° أظــلمــتِ الدُّنيا في عينيه: يئس من الحياة- أظــلمــت ملامحُه: عبس واكفهرَّ- أظــلمُ من اللَّيل: كناية عن شدّة الظلام- أمْرٌ مُظــلم: لا يُدْرَى من أين يُؤْتى- مستقبل مُظــلِم/ يوم مُظــلِم: كثير شرُّه، تكثر الشدائدُ فيه- نبت مُظــلِم: ناضر، يضرب إلى السّواد من خضرته.
• أظــلم القَومُ: دخلوا في الظلام " {فَإِذَا هُمْ مُظْــلِمُــونَ} ".
• أظــلم اللهُ اللَّيلَ: جعله مظــلمًــا "أظــلم الشّخصُ البيتَ: قطع عنه الكهرباءَ أو مصادرَ الإضاءة الأخرى"? أظــلم فلان علينا الدُّنيا: أسمعنا كلامًا قاسيا. 

انظــلمَ ينظــلم، انظلامًا، فهو مُنظــلِم
• انظــلم الضَّعيفُ: مُطاوع ظــلَمَ: وقع عليه الظُّــلمُ، احتمل الظُّــلمُ

تظالمَ يتظالم، تظالُمًــا، فهو مُتظالِم
• تظالم القَومُ: ظــلمَ بعضُهم بعضًا "يتظالم الناسُ في دولة لا ترعى القانون- يَاعِبَادِي إِنّي حَرّمْتُ الظُّــلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُــوا [حديث قدسي] ". 

تظــلَّمَ/ تظــلَّمَ إلى/ تظــلَّمَ من يتظــلَّم، تظــلُّمًــا، فهو مُتظــلِّم، والمــفعول مُتظــلَّم (لــلمــتعدِّي)
• تظــلَّم فلانٌ/ تظــلَّم إلى فلان: شكا ما أصابه من ظــلم وجور "تظــلَّم إلى رئيسه/ إلى القاضي".
• تظــلَّمــه حقَّه: ظــلَمــه؛ نقصه، غصبه إيّاه.
• تظــلَّم من فلان: اشتكى ظــلمَــه، أبدى ما لحق به من ظــلم عن طريقه "تظــلَّم من جاره". 

ظالمَ يُظالم، مُظالمــةً وظِلامًا، فهو مُظالِم، والمــفعول مُظالَم
• ظالم فلانًا: ظــلَمــه؛ جار عليه ولم ينصفه "ظالم المــستبدّون شعوبَهم". 

تظــلُّم [مفرد]: ج تظــلُّمــات (لغير المــصدر):
1 - مصدر تظــلَّمَ/ تظــلَّمَ إلى/ تظــلَّمَ من.
2 - شكوى من ظُــلْم وجَوْر "تظــلُّمــاته مُبرَّرة- قدَّم تظــلُّمًــا لرئيسه".
• لجنة تظــلُّمــات: مجموعة من المــوظَّفين تُختار عادةً من الزُّملاء في العمل لتقوم في فترة معيَّنة بالتحقيق في شكاوى المــوظفين والمــساعدة في إيجاد حلّ عادل لها. 

ظالِم [مفرد]: ج ظالمــون وظُلاَّم وظَــلَمــة: اسم فاعل من ظــلَمَ

ظَلام [مفرد]:
1 - انعدام الضَّوء، ذهابُ النُّور "خاف الطِّفلُ من الظّلام- ضرب اللّيلُ بظلامه" ° اشتمله الظَّلامُ: أحاط به من كلِّ الجهات- تحت جُنْح الظَّلام: في الظّلام- ظلام الجَهل- ظلام حالك/ ظلام دامس: شديد.
2 - أوّل اللّيل "حلَّ الظلامُ".
• عصور الظَّلام: الفترة المــبكِّرة في أوروبا من العصور الوسطى من القرن الخامس المــيلاديّ إلى القرن الحادي عشر المــيلاديّ. 

ظُلامة [مفرد]: مظــلمــة، اسم لمــا يتقدَّم به المــظلومُ من شكوى "عنده ظُلامتي- رفع إلى القاضي ظُلامتَه". 

ظَلامِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ظَلام: "أفكار ظلاميَّة".
2 - مصدر صناعيّ من ظَلام: غموض وتخبُّط في الفكر وعشوائيَّة في اتِّخاذ القرار "تنتشر الرجعيَّة والظلاميَّة في دول العالم الثالث".
3 - مذهب من لا يستحسنون تثقيف عامَّة الشَّعب وتعليمهم. 

ظَلاَّم [مفرد]: ج ظلاَّمون وظُلاَّم:
1 - صيغة مبالغة من ظــلَمَ: كثير الظُّــلْم.
2 - اسم منسوب إلى ظُــلْم: على غير قياس " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ}: وما ربُّك بذي ظــلم". 

ظَــلْم [مفرد]: مصدر ظــلَمَ

ظَــلَم [مفرد]: مصدر ظَــلِمَ

ظَــلِم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظَــلِمَ: مظــلم.
2 - صيغة مبالغة من ظَــلِمَ: شديد الظّلام. 

ظُــلْم [مفرد]:
1 - مصدر ظــلَمَ.
2 - (فق) جور وعدم إنصاف وتعدٍّ عن الحقّ إلى الباطل، ومجاوزة الحدّ في استعمال السّلطة. 

ظَــلْمــاءُ [مفرد]: مُظــلمــة، شديدة السواد، خالية من النّور "*وفي الليلة الظــلمــاء يُفتقد البدر*". 

ظَــلْمــة [مفرد]: ج ظَــلْمــات
• الظَّــلْمَــة من اللَّيالي: المُــظْــلِمــة "سرنا في ليلة ظَــلْمَــة حالكة السّواد". 

ظُــلْمــة [مفرد]: ج ظُــلُمــات وظُــلْمــات وظُــلَم: سواد اللّيل وظلامه، غياب النّور "خاف من ظُــلْمــة اللَّيل- {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. وَلاَ الظُّــلُمَــاتُ وَلاَ النُّورُ} " ° بحر الظُّــلمــات: اسم أطلقه القدماءُ على المــحيط الأطلسيّ- ظــلمــات البَحر: شدائده- عاش في الظُــلمــة: في وحدة وانعزال، فقد شهرتَه- غياهب الظُّــلمــات: شدّتها. 

ظَلُوم [مفرد]: مؤ ظَلُوم وظَلُومة: صيغة مبالغة من ظــلَمَ: ظلاَّم، كثيُّر الظُّــلم "امرأة/ رجل ظَلُوم- {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} ". 

ظَليم [مفرد]: ج ظُــلْمــان وظِــلْمــان: ذكر النعام "كان يعدو عَدْو الظليم". 

مِظْلام [مفرد]: صيغة مبالغة من ظــلَمَ: شديد الظُّــلْمــة ° أمْرٌ مِظلام: لا يُدْرَى من أين يُؤْتى. 

مَظْــلَمــة/ مَظْــلِمــة [مفرد]: ج مَظْــلمــات (لغير المــصدر) ومظالِمُ (لغير المــصدر):
1 - مصدر ميميّ من ظــلَمَ.
2 - ظُلامةٌ، ما يَطْلبه المــظلوم، أو يشكو منه وهو ما أُخِذ منه ظُــلْمًــا "طلَب مظــلمــته- عند فلانٍ مظــلمــته".
3 - فِعْلٌ جائِرٌ "ارتكب مَظْــلمــةً". 

مُظــلِمــة [مفرد]: صيغة المــؤنَّث لفاعل أظــلمَ.
• الحجرة المُــظــلِمــة/ الغرفة المُــظــلِمــة:
1 - حجرة مُعتِمة يتمُّ فيها تلقِّي الصُّورة الحقيقيَّة لشيء ما من خلال فتحة صغيرة أو عدسة ويتمُّ تركيزها بالألوان الحقيقيَّة على سطح مقابل بدلا من تسجيلها على فيــلم أو صفيحة فوتوغرافيَّة.
2 - غرفة تظهير الأفلام الفوتوغرافيَّة تكون في عتمة تامَّة أو في ضوء خاصّ لا يؤثِّر على التَّظهير.
• العصور المُــظــلِمــة: الفترة المــبكِّرة في أوروبا من العصور الوسطى من القرن الخامس المــيلاديّ إلى القرن الحادي عشر المــيلاديّ. 

مَظْلُوم [مفرد]: ج مَظلومون ومَظالِيمُ، مؤ مظلومة، ج مؤ مظلومات ومَظالِيمُ: اسم مفعول من ظــلَمَ
[ظ ل م] الظُّــلْمُ وَضْعُ الشَّيْءِ في غير مَوْضِعِه وقولُه تَعالَى مُنْبِئًا عن لُقْمان عليه السَّلام {إن الشرك لظــلم عظيم} لقمان 13 يعني أنَّ اللهَ هو المُــحْيِي المُــمِيتُ الرَّزّاقُ المُــنْعِمُ وَحْدَه لا شَرِيكَ له فإذا أَشْرَكَ به غيرَه فذلك أَعْظَمُ الظُّــلْم لأَنَّه جعلَ النِّعْمةَ لغير رَبِّها ظَــلَمَــه يَظْــلِمُــه ظُــلْمًــا فهو ظالمٌ وظَلُومٌ قال ضَيْغَمٌ الأَسَدِيُّ

(إِذا هُوَ لَمْ يَخَفْنِي في ابن عَمِّي ... وإِنْ لَمْ أَلْقَه الرَّجُلُ الظَّلُومُ)

وقولُه تَعالَى {إن الله لا يظــلم مثقال ذرة} النساء 40 أرادَ لا يَظْــلِمُــهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ عَدّاه إِلى مَفْعُولَيْن لأَنَّه في مَعْنَى يَسْلُبُهُم وقد يكونُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ في مَوْضِع المَــصْدَر أي ظُــلْمًــا حَقِيرًا كمِثْقالِ الذَّرَّةِ وقولُه تَعالَى {فظــلمــوا بها} الإسراء 59 أي بالآياتِ الَّتِي جاءَتْهُم وعَدّاهُ بالباءِ لأَنَّه في مَعْنَى كَفَرُوا بِها والظُّــلّمُ الاسم وظَــلَمَــه حَقَّهُ وتَظَــلَّمَــه إِيَّاه قالَ أبو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ

(وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنهُمُ ... وأُظْــلَمُ بَعْضًا أو جَمِيعًا مُؤَرَّبَا)

وقالَ

(تَظَــلَّمَــنِي مالِي كَذَا ولَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَه اللهُ الَّذِي هو غَالِبُهْ)

وتَظَــلَّمَ منه شَكَا من ظُــلْمِــه وتَظَــلَّمَ الرَّجُلُ أحالَ الظُّــلْمَ على نَفْسِه حَكاه ابنُ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(كانَتْ إذا غَضَبَتْ عَلَيَّ تَظَــلَّمَــتْ ... وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَنْقَلِ)

هذا قولُ ابنِ الأعْرابِيِّ ولا أَدْري كيفَ ذلِك إِنَّما التَّظَــلُّمُ هاهُنا تَشَكِّي الظُّــلْمِ منه لأَنَّها إذا غَضِبَتْ عليهِ لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظــلمَ إلى ذاتِها واظَّــلَمَ وانْظَــلَمَ احْتَمَل الظُّــلْمَ وظَــلَّمَــه نَسَبه إلى الظُّــلْمِ قالَ

(أَمْسَتْ تُظَــلِّمُــنِي ولَسْتُ بظالِمٍ ... وتُنِيمُنِي سنهاً ولَسْتُ بنائِمِ)

والظُّلامَةُ ما تُظْــلَمُــه وهي المَــظْــلَمَــةُ قال سِيبَوَيْهِ أَمْا المَــظْــلَمَــةُ فهي اسمُ ما أُخِذَ مِنْكَ وأَرَدْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمَــتَه أي ظُــلْمَــهُ قالَ الشاعرُ

(ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلا ... وسامَتْهُ عَشِيرَتُه الظِّلامَا)

وتَظَالَمَ القومُ ظَــلَمَ بَعْضُهم بَعضًا وقولُه تَعالَى {آتت أكلها ولم تظــلم منه شيئا} الكهف 33 أي لم تَنْقُصْ منه شَيْئًا وتَظالَمَــت المِــعْزَى تَناطَحَتْ مِمّا سَمِنَتْ وأخْصَبَتْ ومنه قَوْلُ السّاجِعِ وتَظَالَمَــتْ مِعْزاها والظَّلِيمَةُ والظَّلِيمُ الَّلبَنُ يُشْرَبُ منه قبلَ أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه قال

(وقائِلَةٍ ظَــلَمْــتُ لكم سِقائِي ... وهل يَخْفَى عَلَى العَكِدِ الظَّلِيمُ)

وأنشد ثعلب

(وصاحبِ صِدْقٍ لم تُرِبْنِي شَكاتُه ... ظَــلَمْــتُ وفي ظُــلْمِــي له عامِدًا أَجْرُ)

قالَ هذا سِقاءٌ سُقِيَ منه قَبْلَ أن يَبْلُغَ ويَخرُجَ زُبْدُه وظَــلَمَ القَوْمَ سَقاهُم الظَّلِيمَةَ وقالُوا امْرَأَةٌ لَزُومٌ للفِناءِ ظَلُومٌ للسِّقاءِ مُكْرِمَةٌ للأَحْماءِ وظَــلَمَ الأَرْضَ حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قَبلَ ذلك وقيلَ هو أن يَحْفِرَها في غيرِ مَوْضِعٍ الحَفْرِ قال يَصِفُ رَجُلاً قُتِلَ في مَوْضِعِ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غيرِ مَوْضِعِ حَفْرٍ

(أَلاَ للهِ من مِرْدَى حُرُوبٍ ... حَواء بينَ حِضْنَيْهِ الظَّلِيمُ) أَي المَــوْضعُ المَــظْلُومُ وقالُوا لا تَظْــلِمْ وَضَحَ الطَّرِيقِ أي احْذَرْ أن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فتَظْــلِمَــه والسَّخِيُّ يُظْــلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما فِي طَوْقِه وهو يَنْظَــلِم ويَظَّــلِمُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قولَ زُهَيْرٍ

(هُو الجَوادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نائِلَهُ ... عَفْوًا ويُظْــلَمُ أَحْيانًا فيَظَّــلِمُ)

وهُو عندَه يَفْتَعِل ويُرْوى فَيَظْطَــلِمُ ويُرْوَى فيَطَّــلِمُ ورَواه الأَصْمَعِيُّ فينْظَــلِمُ وظُــلِمَــتِ النّاقَةُ نُحِرَتْ عن غيرِ عِلَّةٍ أو ضُرِبَتْ عَلَى غير ضَبَعَةٍ وكُلُّ ما أَعْجَلْتَه عن أوانِه فقد ظَــلَمْــتَه وبَيْتٌ مُظَــلَّمٌ مُزَوَّقٌ كأَنَّ التًّصاوِيرَ وُضِعَتْ فيه في غيرِ مَواضِعِها وفي الحَدِيثِ أَنّه دُعِي إِلى طَعامٍ فإذا البَيْتُ مُظــلَّمٌ فانْصَرَفَ ولم يَدْخُلْ حَكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيِن والظُّــلْمَــةُ والظُّــلُمَــةُ ذَهابُ النُّورِ وهي الظَّــلْمــاءُ والظَّلامُ اسمٌ يَجْمَعُ ذلك كالسَّواد وقِيل الظَّلامُ أَوّلُ اللَّيلِ وإن كان مُقْمِرًا يُقالُ أَتْيْتُه ظَلامًا أي لَيْلاً قالَ سيبَوَيْهِ لا يُسْتَعملُ إلا ظَرْفًا وأتَيْتُه مَع الظَّلام أي عندَ اللّيْل ولَيْلةٌ ظَــلْمَــةٌ على طَرْحِ الزائِدِ وظَــلْمــاءُ كلتاهما شَدِيدَةُ الظُّــلْمَــةِ وحكى ابنُ الأَعْرابيِّ لَيْلٌ ظَــلْمــاءُ وهو غَرِيبٌ وعندي أَنّه وَضَعَ الليلَ موضِعَ اللَّيْلَةِ كما حَكَى لَيْلٌ قَمْراءُ أي لَيْلَةٌ قال وظَــلْمــاءُ أَسْهَلُ من قَمْراءَ وأَظْــلَمَ اللَّيلُ اسْوَدَّ وفي التَّنْزِيلِ {وإذا أظــلم عليهم قاموا} البقرة 20 وظَــلِمَ كَأَظْــلَم حَكاه أَبُو إِسحاقَ والثَّلاثُ الظُّــلَمُ أَوّلُ الشَّهْرِ بعد اللَّيالِي الدُّرَعِ وأظْــلَمَ القومُ دَخَلُوا في الظَّلامِ وفي التَّنْزِيل {فإذا هم مظــلمــون} يس 37 وقولُ تَعالَى {يخرجهم من الظــلمــات إلى النور} المــائدة 16 أي يُخْرِجُهم من ظُــلُمــاتِ الضَّلالَةِ إِلى نُورِ الهُدَى لأَنَّ أمرَ الضَّلالَةِ مُظْــلِمٌ غيرُ بَيِّنٍ ويَوْمٌ مُظْــلِمٌ شديدُ الشَّرِّ أَنْشَد سِيبَوَيْهِ

(فأُقْسٍ مُ أَنْ لَو الْتَقَيْنَا وأَنْتُمُ ... لكانَ لكمْ يَوْمٌ من الشَّرِّ مُظْــلِمٌ)

ويَوْمٌ مُظْــلِمٌ لا يُدْرَى من أَيْنَ يُؤْتَى له عن أَبِي زَيْدٍ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ يَومٌ مِظْلامٌ في هذا المَــعْنَى وأَنْشَد

(أَولَمْــتَ يا خِنَّوْتُ شَرَّ إِيلامْ ... )

(في يَوْمِ نَحْسٍ ذِي عَجاجٍ مِظْلامْ ... )

والعَرَبُ تَقُول لليَوْمِ الَّذِي تَلْقَى فيه شِدَّةُ يَوْمٌ مُظْــلِمٌ حَتّى إِنَّهم ليَقُولُونَ يَوْمٌ ذُو كَواكِبَ أي اشْتَدَّتْ ظُــلْمَــتَه حتى صار كالليل قالَ

(بَنِي أَسِدٍ هَلْ تَعْــلَمُــونَ بَلاءَنَا ... إذا كانَ يومٌ ذُو كَواكِبَ أَشْهَبُ)

وظُــلُمــاتُ البَحْرِ شَدائِدُه وشَعْرٌ مُظْــلِمٌ شَدِيدُ السَّوادِ ونَبْتٌ مُظْــلِمٌ ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه قال

(فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ... )

(ومُظْــلِمًــا ليسَ عَلى دَمالِ ... )

وتَكَــلَّمَ فأَظْــلَمَ علينَا البَيْتُ أي أَسْمَعَنا ما نَكْرَهُ ولَقِيتُه أَدْنَى ذِي ظَــلَمٍ يَعْنِي حينَ اخْتَلَط الظًّلامُ وقيلَ مَعْناهُ أَوّلَ كُلِّ شَيْءٍ وقِيلَ أَدْنَى ظَــلَمٍ القُرْبُ أو القَرِيبُوقالَ ثَعْلَبٌ هوَ مِنْكَ أَدْنَى ذِي ظَــلَمٍ ورَأَيْتُه أَدْنَى ذِي ظَــلَمٍ قال سِيبَوَيْهِ لَقِيتُه أَدْنَى ذِي ظَــلَمٍ لا يُسْتَعملُ إِلاّ ظَرْفًا وقيل الظَّــلَمُ من قَوْلِه أَدْنَى ذِي ظَــلَمٍ الشَّخْصُ والظَّــلَمُ الجَبَلُ وجَمْعُه ظُلُومٌ قالَ المُــخَبَّلُ السَّعْدِيُّ

(تَعامَسُ حَتّى يَعْــلَم الناسُ أَنّها ... إذا ما اسْتُحِقَّتْ بالسُّيُوف ظُلُومُ)

وقَدِمَ فُلانٌ واليومُ ظَــلَمٌ عن كُراعٍ أي قَدِمَ حَقًا قالَ

(إِنَّ الفِراقَ اليَوْمَ واليَوْمُ ظَــلَمْ ... )

وقِيلَ معناه واليَوْمُ ظَــلَمَــنا وقِيل ظَــلَمَ ها هُنا وَضَعَ الشًّيْءَ في غيرِ مَوْضِعِه والظَّــلْمُ المــاءُ الَّذِي يَظْهَرُ على الأَسْنانِ من صَفاءِ اللًّوْنِ لا مِنَ الرِّيقِ تَراه كالفِرِنْدِ حتى يُتَخَيَّلَ لك فيه سَوادٌ من شِدَّةِ البَرِيقِ والصَّفاءِ والجمعُ ظُلُومٌ قالَ

(إِذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ وتَبَسَّمَتْ ... ثَنايا لَهَا كالبَرْقِ غُرٌّ ظُلُومُها)

وأَظْــلَمَ نظرَ إلى الأَسْنانِ فرأَى الظَّــلْمَ قالَ

(إذا ما اجْتَلَى الرّانِي إِلَيْها بَعْيِنه ... غُرُوبَ ثَناياها أَنارَ وأَظْــلَمَــا)

والظَّلِيمُ الذَّكَرُ من النَّعام والجمعً أَظْــلِمَــةُ وظِــلْمــانٌ وظُــلْمــانٌ وقِيلَ سُمِّيَ به لأَنَّه يَظْــلِمُ الأَرْضَ فيُدْحِي في غيرِ مَوْضِعِ تَدْحِيَةٍ حكاه ابنُ دُرَيْدٍ قالَ وهذا مِمّا لا يُؤْخَذُ به والظَّلِيمانِ نَجْمانِ والمُــظَــلَّمُ من الطَّيْرِ الرَّخَمُ والغِرْبانُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(حَمَتْهُ عِتاقُ الطَّيْرِ كُلَّ مُظَــلَّمٍ ... من الطَّيْرِ حَوّامِ المُــقامِ رَمُوقِ)

والظِّلامُ عُشْبَةٌ تُرْعَى أَنْشَد أبو حَنِيفَةَ (رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضًا مُواصِلاً ... عَمِيماً من الظَّلام والهَيْثَمِ الجَعْدِ)

وكَهْفُ الظُّــلْمِ رَجُلٌ مَعْروفٌ من العَرَبِ وظَلِيمٌ ونَعامَةُ موضعان بنَجْدٍ والظَّــلِمُ مَوضعٌ والظَّلِيمُ فَرَسُ فَضالَةَ بنِ هِنْدِ بن شَرِيك الأَسَدِيِّ
ظــلم

(الظُّــلْمُ، بالضَّمِّ) : التَّصَرُّفُ فِي مِلْكِ الغَيْرِ ومُجَاوَزَةُ الحَدِّ. قَالَه المُــنَاوِيُّ. قَالَ شيخُنا: ولِذَا كَانَ مُحالاً فِي حقِّهِ تَعَالَى؛ إِذْ العالَمُ كُلُّهُ مِلكُه تَعَالَى لَا شَرِيكَ لَهُ.
وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ: (وَضْعُ الشّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِه) . قُلتُ: ومِثلُه فِي كِتاب الفَاخِرِ لــلمُــفَضَّلِ بنِ سَــلَمَــة الضَّبِيِّ.
زادَ الرَّاغبُ: المُــخْتَصِّ بِهِ إمَّا بزِيادةٍ أَو بِنُقْصَانٍ، وَإِمَّا بعُدُولٍ عَن وَقْتِه ومَكَانِه.
قَالَ الجوهَرِيّ: وَمن أَمثالِهم: ((مَنْ أَشْبَه أَباه فَمَا ظَــلَم)) قَالَ الأصْمَعِيُّ: أَي: مَا وَضَع الشَّبَهَ فِي غَيْر مَوْضِعِه. ويُقالُ أَيْضا: ((مَن اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فقد ظَــلَم)) قَالَ الرَّاغِبُ: ويُقالُ فِي مُجاوَزَة الحَدِّ الَّذِي يَجْرِي مَجْرَى نُقْطَةِ الدَّائِرَةِ، ويُقَالُ فِيمَا يَكْثُر، وفِيمَا يَقِلُّ من التَّجَاوُزِ، وَلِهَذَا يُسْتَعْمَلُ فِي الذَّنْبِ الكَبِيرِ، وَفِي الذَّنْبِ الصَّغِيرِ، لذلِك قِيل: لآدَمَ عليهِ السَّلامُ فِي تَعَدِّيه: ظَالِمٌ، وَفِي إِبْلِيسَ: ظَالِمٌ، وَإِن كانَ بَيْنَ الظُّــلْمَــيْنِ بَوْنٌ بَعِيدٌ.
ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن بعض أَئِمَّة الاشْتِقاقِ أَنَّ الظُــلْمَ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ: النَّقْصُ، واسْتُعْمِلَ فِي كَلامِ الشِّارِعِ لِمَــعَانٍ مِنْها: الكُفْرُ، وَمِنْهَا الكَبَائِرُ.
قُلتُ: وتَفْصِيلُ ذَلِك فِي كَلامِ الرَّاغِبِ حَيْثُ قالَ: قالَ بَعْضُ الحُكَماء: الظُّــلمُ ثَلاثَةٌ:
الأَوَّلُ: ظُــلْمٌ بَيْنَ الإِنْسانِ وبَيْنَ اللهِ تَعالَى، وأَعْظَمُه الكُفْرُ والشِّرْكُ والنِّفَاقُ، ولِذلِك قَالَ عَزَّ وجَلّ: {إِن الشّرك لظــلم عَظِيم} .
والثَّانِي: ظُــلْمٌ بينَه وبَيْن النَّاسِ، وإيَّاه قَصَدَ بِقَوْلِه: {إِنَّمَا السَّبِيل على الَّذين يظْــلمُــونَ النَّاس} ، وبِقَوْلِهِ: {وَمن قتل مَظْلُوما فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا} .
والثَّالِثُ: ظُــلْمٌ بينَه وبَيْن نَفسِه، وإيَّاه قَصَدَ بِقَولِه تَعَالى: {فَمنهمْ ظَالِم لنَفسِهِ وَمِنْهُم مقتصد} ، وقَوْلِهِ تَعالى: {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة فتكونا من الظَّالِمــين} أَي: أَنْفُسَهُمْ، وقَوْلِهِ: {وَمن يفعل ذَلِك فقد ظــلم نَفسه} . وكُلُّ هَذِهِ الثَّلاثَةِ فِي الحَقِيقَةِ ظُــلْمٌ لِلنَّفْسِ، فإنَّ الإِنْسَانَ فِي أَوَّلِ مَا يَهُمُّ بالظُّــلمِ فقد ظَــلَمَ نَفْسَهُ، فإِذًا الظّالِمُ أَبَدًا مُبْتَدِئٌ بِنَفْسِهِ فِي الظُّــلْمِ، ولهذَا قَالَ تَعَالى - فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ -: {وَمَا ظَــلَمَــهُمُ اللَّهُ ولكِنْ كَانُو أَنْفُسَهُم يَظْــلِمُــون} ، وقَوْلُه تَعَالى: {وَــلم يلبسوا إِيمَانهم بظُــلْم} ، فقد قِيلَ: هُوَ الشِّرْكُ. انْتهى.
(والمَــصْدَرُ الحَقِيقِيُّ الظَّــلْم، بالفَتْح) . وبالضَّمِّ: الاسْمُ، يَقُومُ مَقَامَ المَــصْدَرِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(ظَــلمــتُ وَفِي ظَــلْمِــي لَهُ عَامِدًا أَجْرُ ... )
قَالَ الأزْهَرِيُّ: هَكَذا سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُهُ بِفَتْحِ الظَّاءِ.
(ظَــلَمَ يَظْــلِمُ ظَــلْمًــا، بالفَتْحِ) كَذَا وُجِدَ فِي نُسَخِ الصِّحَاح بخَطِّ أَبِي زَكَريَّا، وَفِي بَعضِها بالضَّمِّ، (فَهُوَ ظَالِمٌ، وظَلُومٌ) ، قَالَ ضَيْغَمٌ الأَسَدِيُّ:
(إِذا هُوَ لَمْ يَخَفْنِي فِي ابْنِ عَمِّي ... وإِنْ لَمْ أَلْقَهُ الرَّجُلُ الظَّلُومُ)

(وظَــلَمَــهُ حَقَّهُ) مُتَعَدِّيًا بِنَفْسِهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ:
(وأُعْطِيَ فَوقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهُمُ ... وأَظْــلِمُ بَعْضًا أَو جَمِيعًا مُؤَرِّبَا)

قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ بالبَاءِ، كَمَا فِي قَولِهِ عَزَّ وجَلَّ فِي الأَعْرَافِ (فَظَــلَمُــوا بِهَا) أَي: بالآياتِ الَّتِي جَاءَتْهُمْ، قالُوا: حُمِلَ على مَعْنَى الكُفْرِ فِي التَّعْدِيَةِ؛ لأَنَّهُما منْ بَابٍ واحِدٍ، ولأنَّه بِمَعْنَى الكُفْرِ مَجَازًا، أَو تَضْمِينًا، أوْ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى التَّكْذِيبِ. وَقيل: الباءُ سَبَبيَّةٌ: والمَــفْعُولُ مَحْذُوفٌ، أَي: أَنْفُسَهُمْ، أَو النَّاس.
(وتَظَــلَّمَــهُ إيَّاه) وَفِي الصِّحاح: وتَظَــلَّمِــني فُلانٌ، أَي: ظَــلَمَــنِي مَالِي، وَمِنْه قَولُ الشِّاعِرِ:
(تَظَــلَّمَ مَالِي هَكَذَا ولَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَه اللَّهُ الَّذِي هُوَ غَالِبُهْ) (وتَظَــلَّمَ) الرَّجُلُ: (أَحَالَ الظُّــلمَ على نَفْسِهِ) ، حَكَاه ابنُ الأعرابِيّ وأَنْشَدَ:
(كانَتْ إِذَا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَــلَّمَــتْ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ ابنِ الأعرابيِّ، وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلِكَ، وإِنَّمَا التَّظَــلُّمُ هُنَا تَشَكِّي الظُّــلْمِ مِنْهُ؛ لأَنَّها إِذا غَضِبَتْ عَلَيْهِ لم يَجُزْ أنْ تَنْسِبَ الظُّــلْمَ إِلَى ذَاتِها.
(و) تَظَــلَّم (مِنْهُ: شَكَا مِن ظُــلْمِــهِ) فَهُوَ مُتَظَــلِّم: يَشْكُو رَجُلاً ظُــلمَــه. وَفِي الصِّحاح: وتَظَــلَّم، أَي اشْتَكَى ظُــلْمَــه. وَفِي بعض نُسَخِهِ ضُبِط بالمَــبْنِيِّ لــلمَــفْعُولِ.
(واظَّــلَمَ: - كافْتَعَل - وانْظَــلَمَ) ، إِذا (احْتَمَلَه) بطِيبِ نَفْسِهِ وَهُوَ قَادِرٌ على الامْتِنَاعِ مِنْهُ، (و) هما مُطاوِعا (ظَــلَّمَــهُ تَظْلِيمًا) : إِذا (نَسَبَهُ إلَيْهِ) ، وبِهِمَا رُوِي قَولُ زُهَيْر - وأَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ:
(هُوَ الجَوادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ)
(عَفْوًا ويُظْــلَمُ أَحْيانًا فَيَظَّــلِمُ)

هَكَذا أنشَدَه سِيبَويْه.
قَولُه: يُظْــلَمُ، أَي: يُسْألُ فوقَ طَاقَتِهِ، ويُرْوى: فيَنْظَــلِمُ، أَي: يَتَكَلَّفُه، وهَكَذا رِوايَةُ الأصْمَعِيِّ. قَالَ الجوهريُّ: وَفِيه ثَلاثُ لُغاتٍ: من العَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ التَّاءَ طَاءً ثُمَّ يُظْهِرُ الطَّاءَ والظَّاءَ جَمِيعًا فَيَقُولُ: اظْطَــلَمَ، وَمِنْهُم مَنْ يُدْغِم الظَّاءَ فِي الطَّاء فَيَقُول: اطَّــلَمَ، وَهُوَ أَكْثَرُ اللُّغات، وَمِنْهُم مَنْ يَكْرَه أَن يُدْغِمَ الأصلِيَّ فِي الزَّائِدِ فيَقُولُ: اظَّــلَم، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: جَعَلَ الجَوْهَرِيُّ انْظَــلَمَ مُطَاوِعَ ظَــلَّمَــه بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ فِي بَيْتِ زُهَيْرٍ مُطَاوِعُ ظَــلَمَــهُ بالتَّخْفِيفِ، حَمْلاً على مَعنَى: سَلَبَهُ حَقَّه.
(والمَــظْــلِمَــةُ، بِكَسْرِ اللاَّمِ) ، قَالَ شَيْخُنا: فِيهِ قُصورٌ ظَاهِرٌ، قد نَقَل التَّثْلِيثَ فِيهِ صاحِبُ التَّوْشِيحِ فِي كِتابِ المَــظَالِمِ، والفَتْحُ حكَاهُ ابنُ مَالِكٍ، وصَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه وابنُ القَطَّاعِ، والضّمُّ أنكَرَه جماعةٌ، وَلَكِن نَقَله الحَافِظُ مُغْلَطَاي، عَن الفَرَّاء. قُلتُ: وَهَكَذَا ضُبِطَ بالتَّثْلِيث فِي نُسَخ الصِّحَاحِ. (و) الظُّلاَمَةُ، (كَثُمَامَةٍ) : اسْمُ (مَا تَظَــلَّمَــهُ الرَّجُلُ) - وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ مَا تَطْلُبُه عِنْدَ الظَّالِمِ، وَهُوَ اسمُ مَا أُخِذَ مِنْكَ. وَفِي التَّهْذِيب: الظُّلاَمَةُ: اسْمُ مَظْــلَمَــتِكَ الَّتِي تَطْلُبُها عِنْدَ الظَّالِمِ، يُقال: أَخَذَهَا مِنْهُ ظُلامةً. وَفِي الأَساس: هُوَ حَقُّه الَّذِي ظُــلِمَــه، وجَمْعُ المَــظْــلِمَــةِ: المَــظَالُم، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لمــالِكِ بنِ حَرِيمٍ:
(مَتَى تَجْمعِ القَلْبَ الذَّكِيَّ وصارِمًا ... وأَنفًا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكَ المَــظالِمُ)

(وأَرَادَ ظِلامَهُ،) بالكَسْرِ، (ومُظَالَمَــتَه: أَيْ: ظُــلْمَــهُ) . وَبِه فُسِّر قَولُ المُــثَقِّبِ العَبْدِيِّ:
(وهُنَّ عَلَى الظِّلامِ مطلبات ... قَوَاتِلُ كلِّ أشْجَعَ مُسْتَلِينا)

وَقَول مُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ:
(سقيتها قبل التَّفَرُّق شَرْبَةً ... يُمَرُّ على باغِي الظِّلامِ شَرابُها)

وسَيَأْتي فِيه كَلامٌ فِي المُــسْتَدْرَكَات. وَقَالَ آخر:
(ولَوْ أَنِّي أَموتُ أَصابَ ذُلاًّ ... وسامَتْه عَشِيرَتُه الظِّلامَا)

(وقَولُه تَعالَى) : {كلتا الجنتين آتت أكلهَا وَــلم تظــلم مِنْهُ شَيْئا} ، أَي: ولَمْ تَنْقُصْ، وشَيْئًا جَعَلَهُ بَعضُ المُــعْرِبينَ مَصْدَرًا، أَي: مَفْعُولاً مُطْلَقًا، وبَعضُهم مَفْعُولاً بِهِ، وَبِه فَسَّر الفَرَّاءُ أيْضًا قولَه تَعَالَى: {وَمَا ظــلمــونا وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْــلمُــونَ} ، أَي: مَا نَقَصُونَا شَيئًا بِمَا فَعَلوا، وَلَكِن نَقَصُوا أَنْفُسَهُم، وَقد تَقَدَّم أَوَّلاً أنَّ مِنْ أَئِمَّةِ الاشْتِقَاقِ مَنْ جَعَلَ أَصْلَ الظُّــلْمِ بِمَعْنَى النَّقْصِ، وظاهِرُ سِيَاقِ الأَسَاسِ أَنَّه من المَــجَازِ.
(و) من المَــجازِ: (ظَــلَمَ الأَرْضَ) ظُــلْمًــا: إِذا (حَفَرَهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِ حَفْرِهَا) ، وتِلْكَ الأَرْضُ يُقالُ: لَهَا المَــظْلُومَةُ.
وقِيلَ: الأَرضُ المَــظْلُومَةُ: الَّتِي لم تُحْفَرْ قَطُّ، ثمَّ حُفِرَتْ، وَفِي الأَساسِ: أَرضٌ مَظْلُومَةٌ: حُفِر فِيهَا بِئْرٌ أَو حَوْضٌ، وَــلم يُحْفَرْ فِيهَا قَطُّ.
(و) من المَــجَازِ: ظَــلَمَ (البَعِير) ظُــلْمًــا: إِذا (نَحَرَهُ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ) وَهُوَ التَّعْبِيطُ، وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (عادَ الأذِلَّةُ فِي دَارٍ وكانَ بِهَا ... هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ)

أَي: وَضَعُوا النَّحْرَ، فِي غَيْرِ مَوْضِعِه.
(و) من المَــجَازِ: ظَــلَم (الوَادِي) ظُــلْمًــا، إِذا (بَلَغَ المَــاءُ) مِنْهُ (مَوْضِعًا لم يَكُنْ بَلَغَهُ قَبْلَه) ، وَلَا نَالَه فيمَا خَلاَ، وقالَ يَصِفُ سَيْلاً:
(يكَادُ يَطْلُعُ ظُــلمًــا ثُمَّ يَمْنَعُه ... عَنِ الشَّوَاهِقِ فالوَادِي بِهِ شَرِقُ)

وَفِي الأساسِ: ظَــلَمَ السَّيْلُ البِطَاحَ: بَلَغَها وَــلم يَبْلُغْها قَبْلُ.
وَفِي المُــحْكَمِ: ظَــلَمَ السَّيلُ الأَرْضَ: إِذا خَدَّدَ فِيهَا فِي غيرِ مَوْضِعِ تَخْدِيدٍ، قَالَ الحُوَيْدِرَةُ:
(ظَــلَمَ البِطَاحَ بِها انْهلالُ حَرِيصَةٍ ... فصَفَا النَّظافُ بهَا بُعَيْدَ المُــقْلَعِ)

(و) من الْمــجَاز: ظَــلَم (الوَطْبَ) ظُــلْمًــا إِذا (سَقَى مِنْهُ اللَّبَنَ قَبْلَ ان يَروبَ) وتَخرُجَ زُبْدَتُه، واسْمُ ذَلِك اللَّبَنِ: الظَّلِيمُ، والظَّلِيمةُ، والمَــظْلُومُ، وأَنْشَدَ الجوهَرِيُّ:
(وقَائلةٍ ظَــلَمْــتُ لكم سِقَائِي ... وَهل يَخْفَى على العَكَدِ الظَّلِيمُ)

(و) من المَــجَازِ: ظَــلَمَ (الحِمَارُ الأَتَانَ) ، إِذا (سَفَدَهَا) قبل وَقْتِها (وَهِي حَامِلٌ) كَمَا فِي الأساس.
(و) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ظَــلَمَ (القَومَ) ، إِذا (سَقَاهُمُ اللَّبَنَ قَبْلَ إِدْرَاكِهِ) ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ لنا هَذَا الحَرْفُ وَهُو وَهَمٌ، والصَّوابُ: ظَــلَمَ السِّقَاءَ، وظَــلَمَ اللَّبَنَ، كَمَا رَواه المُــنْذِرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ وأَبِي العَبَّاسِ أحمدَ بنِ يَحْيَى.
(والظُّــلْمَــةُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) ، لُغَتَان ذَكَرَهُما الجوهريُّ - (و) كَذَلِك (الظَّــلْمَــاءُ) بِمَعْنى: الظُّــلْمَــةِ - نَقَله الجَوْهَرِيُّ أَيْضا، قَالَ ورُبَّمَا وُصِفَ بِهِ كَمَا سَيَاْتِي - (والظَّلاَمُ) اسمٌ يجمَعُ ذَلِك كالسَّوادِ وَلَا يُجْمَعُ، يَجْرِي مَجْرَى المَــصْدَرِ، كَمَا لَا تُجْمَعُ نَظَائِرهُ نَحْو السَّوَادِ، والبَيَاضِ، والظُّــلمَــةُ: (ذَهَابُ النُّورِ) وَفِي الصِّحاح: خِلافُ النُّور، وَفِي المُــفْردَاتِ: ((عَدَمُ النُّورِ)) أَي: عَمَّا مِنْ شَأْنِه أَن يَسْتَنِيرَ، فَبَيْنَها وبَيْنَ النُّورِ تَقَابُلُ العَدَمِ والمَــلَكَةِ. وقِيل: عَرَضٌ يُنافِي النُّورَ فَبَيْنَهُمَا تَضَادٌّ، وبَسَطَهُ فِي العِنَايَةِ.
قَالَ الرَّاغِبُ: ((ويُعَبَّرُ بِها عَن الجَهْلِ، والشِّرْكِ، والفِسْقِ، كَمَا يُعَبَّرُ بِالنُّورِ عَن أَضْدَادِهَا)) .
وَفِي الأساسِ: الظُّــلْمُ ظُــلْمَــةٌ، كَمَا أَنَّ العَدْلَ نُورٌ. وَيُقَال: هُوَ يَخْبِطُ الظَّلاَمَ والظُّــلمــةَ والظَّــلْمَــاءَ.
(ولَيْلَةٌ ظَــلْمَــةٌ - على طَرْحِ الزِّائِدِ - و) لَيْلَةٌ (ظَــلْمَــاءُ) : كِلْتَاهُما (شَدِيدَةُ الظُّــلْمَــة. و) حكى ابنُ الأَعْرابِيِّ: (لَيلٌ ظَــلْمــاءُ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ (شَاذٌ) وَضَعَ اللَّيلَ مَكَانَ اللَّيْلَةِ، كَمَا حَكَى لَيلٌ قَمْرَاءُ أَي: لَيلَةٌ.
(وَقد أَظْــلَمَ) اللَّيْلُ (وظَــلِمَ - كَسَمِع) - بِمَعْنَى الأَخِيرَةِ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَإِذا أظــلم عَلَيْهِم قَامُوا} قَالَ شَيخُنا: فَهُوَ لاَزِمٌ فِي اللُّغَتَيْن، وَبِذَلِك صَرَّحَ ابنُ مَالكٍ وغَيرُه. وَفِي الكَشَّاف: احتِمالُ أنَّه مُتَعَدٍ فِي قَولِهَ تَعالَى: {وَإِذا أظــلم عَلَيْهِم} بِدَليلِ قِرَاءَة يَزِيدَ بنِ قُطَيْبٍ: ((أُظْــلِمَ)) مَجْهُولاً، وتَبِعَه البَيْضَاوِيُّ، وَفِي نَهْرِ أبِي حَيَّان. المَــحْفُوظُ أَنَّ أَظْــلَمَ لَا يَتَعَدَّى، وَجَعَلَه الزَّمخشَرِيُّ مُتَعَدِّيًا بِنَفْسِهِ، قالَ شَيْخُنا: وَــلم يَتَعَرَّضْ ابنُ جِنِّي لِتِلْكَ القِرَاءَةِ الشَّاذَّةِ، وجَزَمَ ابنُ الصَّلاحِ بِورُودِهِ لازِمًا ومُتَعَدِّيًا، وكأَنّه قَلَّدَ الزَّمَخْشَرِيَّ فِي ذَلِك، وَأَبُو حَيَّانَ أعرفُ باللُّزُومِ والتَّعَدِّي، انْتهى.
قُلتُ: وَهَذَا الَّذِي جَزَم بِهِ ابنُ الصَّلاح فقد صَرَّحَ بِهِ الأزهَرِيُّ فِي التَّهْذِيب، وسَيَأْتِي لِذَلِكَ ذِكْرٌ. (و) من المَــجَازِ: (يَوْمٌ مُظْــلِمٌ، كَمُحْسِنٌ) ، أَي: (كَثِيرٌ شَرُّهُ) ، أنشدَ سِيبَوَيْهِ:
(فأُقْسِمُ أَنْ لَوِ الْتَقَيْنا وأَنْتُمُ)
لَكَانَ لَكُم يَومٌ من الشَّرِّ مُظْــلِمُ)

(و) من المَــجَازِ: (أَمرٌ مُظْــلِمٌ ومِظْلامٌ) - الأُولَى عَن أَبِي زَيْدٍ، والأخِيرةُ عَن اللِّحْيانِي - أَي: (لَا يُدْرَى من أَيْنَ يُؤْتَى) لَهُ، وأَنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ:
(أَولْمــتِ يَا خِنَّوْتُ شَرَّ إيلامْ ... )

(فِي يومِ نَحْسٍ ذِي عَجَاجٍ مِظْلامْ ... )
والعَرَبُ تَقُولُ لليَوْمِ الَّذِي تَلْقَى فِيهِ الشِّدَّةَ: يَومٌ مُظْــلِمٌ، حتَّى إِنَّهُم يَقُولُونَ: يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبُ، أَي: اشْتَدَّتْ ظُــلْمَــتُه حتَّى صَارَ كاللَّيْلِ، قالَ:
(بَنِي أَسَدٍ هَلْ تَعْــلَمُــونَ بَلاءَنَا ... إِذَا كَانَ يَومٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْهَبُ)

(و) من المَــجَازِ: (شَعَرٌ مُظْــلِمٌ) أَي (حَالِكٌ) ، أَي شَدِيدُ السَّوَادِ.
(و) من المَــجَازِ: (نَبْتٌ مُظْــلِمٌ) أَي (نَاضِرٌ، يَضْرِبُ إِلَى السّوَادِ من خَضْرَتِهِ) قَالَ:
(فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ... )

(ومُظْــلِمًــا لَيسَ على دَمَالِ ... )

(وأَظْــلَمُــوا: دَخَلُوا فِي الظَّلاَمِ) . قالَ اللَّهُ تَعالَى: {فَإِذا هم مظــلمــون} كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُــفْرَدَاتِ: ((حَصَلُوا فِي ظُــلْمَــةٍ)) ، وَبِه فَسَّرَ الآيَةَ.
(و) أَظْــلَمَ (الثَّغْرُ) : إذَا (تَلأْلأَ) ، كَالمــاءِ الرَّقِيقِ، مِنْ شِدَّةِ رِقَّتِهِ، وَمِنْه قَولُ الشَّاعِرِ:
(إِذَا مَا اجْتَلَى الرَّانِي إِلَيْهَا بِطَرْفِهِ ... غُرُوبَ ثَنايَاهَا أَضَاءَ وأَظْــلَمَــا)

يُقالُ: أَضَاءَ الرَّجُلُ: إِذَا أَصَابَ ضَوْءًا، (و) أَظْــلَمَ (الرَّجُلُ: أَصَابَ ظَــلْمًــا) بِالْفَتْحِ.
(و) من المَــجَازِ: (لَقِيتُهُ أَدْنَى ظَــلَمٍ، مُحَرَّكَةً) كَمَا فِي الصِّحَاح، (أَو) أَدْنَى (ذِي ظَــلَمٍ) ، وهَذِهِ عنْ ثَعْلَبٍ، أَي: (أَوَّلَ كُلَّ شَيءٍ) . وقالَ ثعْلَب: أَوَّلَ شَيءٍ سَدَّ بَصَرَكَ بِلَيْلٍ أَو نَهَارٍ، (أَو حِينَ اخْتَلَطَ الظَّلامُ، أَو أَدْنَى ظَــلَمٍ: القُرْبُ، أَو القَرِيبُ) ، الأَخِيرُ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الأَمَوِيِّ.
(والظَّــلَمُ، مُحَرَّكَةً: الشَّخْصُ) قَالَه ثَعْلَبُ، وبِهِ فَسَّرَ أَدْنَى ظَــلَمٍ، وأَدْنَى شَبَحٍ، قَالَه المَــيْدَانِيُّ.
(و) أَيْضا: (الجَبَلُ) . (ج: ظُلُومٌ) ، بالضّم، جاءَ ذَلِك فِي قَوْلِ المُــخَبَّلِ السَّعْدِيّ.
[و: ع]
(و) ظِــلَمٌ (كَعِنَبٍ، وَادٍ بِالقَبَلِيَّةِ) .
(و) الظُّــلَمُ، (كَزُفَرَ: ثَلاثُ لَيَالٍ) من الشَّهْرِ اللاَّئِي (يَلِينَ الدُّرَعَ) ، لإظْلامِها على غَيرِ قِياسٍ، لأنَّ قِياسَهُ ظُــلْمٌ بِالتَّسْكِينِ، لأَنَّ واحِدَتَها ظَــلْمــاءُ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ. قُلْتُ: وَهَذَا الّذي ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ هُوَ قَولُ أَبِي] عُبَيْدٍ، فإنَّه قَالَ واحِدَتُهُما: دَرْعَاءُ وظَــلْمَــاءُ، والَّذِي قَالَه أبُو الهَيْثَمِ وأبُو العَبَّاسِ المُــبَرِّدُ: واحِدَةُ الدُّرَعِ والظُّــلَمِ: دُرْعَةٌ وظُــلْمَــةٌ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وهَذَا الَّذِي قَالاهُ هُوَ القِياسُ الصَّحِيحُ.
(والظَّليمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الذَّكَرُ من النَّعَامِ) ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يُدْحِي فِي غَيْرِ مَوْضِعِ تَدْحِيَةٍ، وقَالَ الرَّاغِبُ: سُمِّيَ بِهِ لاعْتِقَادِ أنّه مَظْلُومٌ لــلمَــعْنى الَّذِي أَشَارَ إِليه الشَّاعِر:
(فَصِرْتُ كَالهَيْق غَدَا يَبْتَغِي ... قَرْنًا فَــلم يَرْجِع بأُذْنَيْنِ)

قُلْتُ: وَزَعَم أبُو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيُّ أنَّه سَأَلَ الأَعْرابَ عَن الظَّليمِ: هَل يَسْمَعُ؟ قَالُوا: لَا، ولكِنّه يَعرفُ بِأَنْفِهِ مَا لَا يَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى سَمْعٍ. ومِنْ دُعَاءِ العَرَبِ: اللَّهُمَّ صَلْخًا كَصَلْخِ النَّعَامَةِ، والصَّلْخُ بالخَاءِ والجِيمِ: أَشدُّ الصَّمَمَ، كَذَا فِي المُــضَافِ والمَــنْسُوبِ.
وَقَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ البَلاغَةِ: إنَّه يَسمَعُ بِعَيْنِهِ وأَنْفِهِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى حاسَّةٍ أُخْرَى مَعَهُمَا، ويُقَالُ: نَوْعَانِ من الحَيَوانِ أَصَمَّانِ: النَّعَامُ، والأَفَاعِي، نَقَلَهُ شَيْخُنا.
(ج: ظِــلْمــانٌ، بِالكَسْرِ، والضَّمِّ.) (و) من المَــجَازِ: الظَّلِيمُ: (تُرابُ الأَرْضِ المَــظْلُومَةِ) أَي: المَــحْفُورَةِ، وَبِه سُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القَبْرِ ظَلِيمًا، قَالَ: (فأَصْبَحَ فِي غَبْراءَ بَعْدَ إِشَاحَةٍ ... على العَيْشِ مَرْدُودٍ عَلَيْها ظَلِيمُها)

يَعنِي: حُفْرَةَ القَبْرِ يُرَدُّ تُرَابُها عَلَيْهِ بَعْدَ دَفْنِ المَــيِّتِ فِيهَا.
(و) الظَّلِيمَانِ: (نَجْمَانِ) (و) ظَلِيمٌ (مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَعْدٍ، تَابِعِيٌّ) إِن كَانَ الَّذيِ يُكْنَى أَبَا النَّجِيبِ، وَيَرْوِي عَن أَبِي سَعِيدٍ وابنِ عُمَرَ، فَهُوَ لَيْسَ مَوْلًى بَلْ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، نَزَلَ مِصْرَ.
(و) ظَلِيمٌ: (وَادٍ بِنَجْدٍ) يُذْكَرُ مَعَ نَعَامَةَ، وَهُوَ أَيْضا: وادٍ بِهَا.
(و) ظَلِيمٌ: (فَرَسٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ ابنِ الخَطَّابِ) رَضِي اللَّهُ تَعَالى عَنْهُ، (و) أَيْضا (لــلمُــؤَرِّجِ السَّدُوسِيِّ، و) أَيْضا: (لِفَضَالَةَ بنِ هِنْدِ) بنِ شَرِيكٍ الأَسَدِيِّ، وَفِيه يَقُولُ:
(نَصَبْتُ لَهُمْ صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً ... شُرَاعِيَّةً فِي كَفِّ حَرّانَ ثَائِرِ)

(و) قَوْلُ الشَّاعِرِ، أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ:
(إِلَى شَنْبَاءَ مُشْرَبةَ الثَّنَايَا ... بماءِ (الظَّــلْم) طَيِّبَةِ الرُّضَابِ)

قيل: يُحْتَمَلُ أَن يكون المَــعْنَى: بِمَاءِ (الثَّلْجِ) . (و) الظَّــلْمُ: (سَيْفُ الهُذَيْلِ التَّغْلُبِيِّ) .
(و) الظَّــلْمُ: (مَاءُ الأَسْنَانِ وبَرِيقُهَا) ، كَذَا فِي العَيْنِ، ودِيوانِ الأَدَبِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: (وهُوَ كَالسَّوادِ دَاخِلَ عَظْمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البَيَاضِ، كَفِرِنْدِ السَّيْفِ) ، قالَ يَزِيدُ بنُ ضَبَّةَ:
(بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ صَافٍ ... وثَغْرٍ نائرِ الظَّــلْمِ)

وقَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
(تَجلُو غوارِبَ ذِي ظَــلْمٍ إِذا ابْتَسَمَت ... كَأَنَّهُ مَنْهلٌ بالرَّاحِ مَعْلُول)

وَقَالَ شمِرٌ: هُوَ بَياضُ الأسنانِ، كَأَنَّه يَعْلُوهُ سَوَادٌ، والغُروبُ: ماءُ الأَسْنَانِ. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ الأَحْوَلُ فِي شَرْحِ الكَعْبِيَّةِ: الظَّــلمُ: مَاءُ الأَسْنَانِ الَّذِي يَجْرِي فَتَراهُ من شِدَّةِ صَفَائِهِ عَلَيْهِ كالغُبْرَةِ والسَّوَادِ. وَقَالَ غَيرُه: هُوَ رِقَّتُها وشِدَّةُ بَيَاضِهَا. قَالَ الدَّمَامِينِي: هَذَا عِنْدَ غَالِبِ أَهْلِ الهِنْدِ مَعِيبٌ، وَإِنَّمَا يَسْتَحْسِنُونَ الأَسْنَانَ إِذا كَانَت سَوْدَاء مُظْــلِمَــةً، وكَأَنَّهُم لم يَسْمَعُوا قَولَ القَائِلِ:
(كَأَنَّمَا يَبْسِمُ عَن لُؤْلُؤٍ ... مُنَضَّدٍ أوْ بَرَدٍ أَو أَقَاحْ)

قلت: يُغَيِّرُونَ خِلْقَتَها بِسَنُونٍ يُتَّخَذُ من العَفْصِ المَــحْرُوقِ المَــسْحُوقِ، وكَأَنَّهُم يَطْلُبون بذلِك تَشْدِيدَ اللِّثاتِ، وَهُوَ عندَهُم مَحْمُودٌ لكثرةِ اسْتِعمالِهم لوَرَقِ النبل مَعَ بعضٍ من القُوقَل والكِلْس، وهُما يَأْكُلان اللِّثةَ خَاصَّة، فَجَعلُوا هَذَا السَّنُونَ ضِدًا لذلِك، وَكم من مَحمُودٍ عندَ قَوْمٍ مَذْمُومٌ عِنْدَ آخَرِينَ.
(و) ظُلَيمٌ، (كَزُبَيْرٍ: ع باليَمَن) وَهُوَ وادٍ أَو جَبَلٌ، نُسِب إِلَيْهِ ذُو ظُلَيْم: أَحدُ الأَذْواءِ من حمْيَرَ، قَالَه نَصْرٌ.
(و) ظُلَيْمُ (بنُ حُطَيْطٍ) الجَهْضَمِيُّ: (مُحَدِّثٌ) ، عَن محمدِ بنِ يُوسُفَ الفِرْيابِيِّ، وَعنهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ. (و) ظُلَيْمُ (بنُ مَالِكٍ: م) مَعْرُوفٌ. قُلتُ: هُوَ مُرَّةُ بنُ مَالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، وظُلَيْمٌ لَقَبُه: أَحدُ بُطُونِ البَراجِمِ، مِنْهُم: الحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَدَنِ بنِ ظُلَيمٍ الشاعرُ.
(وذُو ظُلَيْمٍ: حَوْشَبُ بنُ طِخْمَةَ: تَابِعِيٌّ) ، وقِيلَ: لَهُ صُحْبةٌ، وَقد ذُكِرَ فِي " ط خَ م ". وَقَالَ نَصْرٌ: ذُو ظُلَيْمٍ: أَحدُ الأَذْوَاءِ من حِمْيَرَ، من وَلَدِهِ حَوْشَبٌ الَّذِي شَهِدَ مَعَ مُعَاوِيَةَ صِفِّينَ، قَتَله سُلَيْمانُ فتأَمَّلْ. وَفِي تَارِيخ حَلَب لابنِ العَدِيمِ: أَبُو مُرٍّ ذُو ظُلَيْمٍ - كزُبَيْر، وأَمِيرٍ - والأُولَى أَشْهَرُ، هُوَ حَوْشَبُ بنُ طِخْمَةَ، أَو طَخْفَةَ، وَقيل: ابنُ التِّباعِيِّ بنِ غَسَّانَ بنِ ذِي ظُلَيْمٍ، وَقيل: هُوَ حَوْشَبُ بنُ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيلَ ابنِ عُبَيدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَوْشَبِ بنِ الأَظْلُومِ بنِ أَلْهَان الحِمْيَرِيُّ، رفع حَدِيثًا وَاحِدًا فِي مَوْتِ الأَوْلادِ، وكانَ رَئِيسَ قَوْمِهِ، روى عَنهُ ابنُه عُثْمانُ.
(والظِّلاَمُ - كَكِتَابٍ، ويُشَدَّدُ، وكَعِنَبٍ، وصَاحِبٍ) - الثَّالِثَة عَن ابنِ الأَعْرابيّ قَالَ: وَهُوَ مِنْ غَرِيبِ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُها ظِــلَمَّــةٌ، وَرَوى الثَّانِيةَ أَبُو حَنِيفَةَ وَقَالَ: إنَّها (عُشْبَةٌ) تُرعَى، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: شَجَرَةٌ (لَهَا عَسَالِيجُ طِوَالٌ) وتَنْبَسِطُ حَتَّى تَجُوزَ أَصْلَ شَجَرِها، فَمِنْهَا سُمِّيَتْ ظِلاَّمًا، وأَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ:
(رَعَتْ بِقَرَارِ الحَزْنِ رَوْضًا مُواصِلاً ... عَمِيمًا من الظِّلاَّمِ والهَيْثَمِ الجَعْدِ)

(و) من المَــجَازِ: يُقَالُ: (مَا ظَــلَمَــكَ أنْ تَفْعَلَ) كَذَا. أَي: (مَا مَنَعكَ) ؟ وشَكَا إنسانٌ إِلَى أَعْرَابِيٍّ الكِظَّةَ فَقَالَ: مَا ظَــلَمَــك أَن تَقيء.
(وظِــلْمَــةُ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ: [امْرَأَة] فَاجِرَةٌ هُذَلِيَّةٌ أَسَنَّتْ [وفَنِيَتْ] فَاشْتَرَتْ تَيْسًا، وكَانَتْ تَقُولُ: أَرْتاحُ لِنَبِيبِهِ، فقِيلَ: أَقْوَدُ من ظُــلْمَــةَ) ، وأَفْجَرُ من ظُــلْمَــةَ.
(وكَهْفُ الظُّــلْمِ: رَجُلٌ م) مَعْروفٌ من العَرَبِ.
(و) المُــظَــلَّمُ، (كَمُعَظَّمٍ: الرَّخَمُ، والغِرْبَانُ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(حَمَتْه عِتاقُ الطَّيْرِ كُلَّ مُظَــلَّمٍ ... مِنَ الطَّيْرِ حَوَّامِ المُــقَامِ رَمُوقِ)

(و) المُــظَــلَّمُ (من العُشْبِ: المُــنْبَتُّ فِي أَرْضٍ لم يُصِبْهَا المَــطَرُ قَبْلَ ذلِكَ) .
(و) الظِّلاَمُ، (كَكِتابٍ: اليَسِيرُ، وَمِنْه نَظَرَ إِليَّ ظِلاَمًا، أَي شَزْراً) .
(ومَظْلُومَةُ) : اسمُ (مَزْرَعَةٍ باليَمَامَةِ) بِعَيْنِها.
(و) المُــظــلِمُ، (كَمُحْسِنٍ: سَابَاطٌ قُرْبَ المَــدَائِنِ) .
(و) أَظْــلَمُ (كأَحْمَدَ: جَبَلٌ بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ) بِالحِجَازِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأبِي وَجْزَةَ.
(يَزِيفُ يَمانِيهِ لأَجْزَاعِ بِيشَةٍ ... ويَعْلُو شَآمِيهِ شَروْرَى وأَظْــلَمَــا)

قَالَ يَاقُوت: وَبِه فَسَّر ابنُ السِّكِّيت قَولَ كُثَيِّرٍ:
(سَقَى الكُدْرَ فالعَلْياءَ فالبُرقَ فالحِمَى ... فَلَوْذَ الحَصَى من تَغْــلَمَــينِ فَأَظْــلَمَــا)

(و) أَيضًا: جَبَلٌ بِالحَبَشَةِ بِهِ مَعْدِنُ الصُّفْرِ) ، نَقَلَهُ يَاقُوت.
(و) أَيْضا: (ع) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: جَبَل بِنَجْدٍ بالشُّعَيْبَةِ، (من بَطْنِ الرُّمَّةِ) ، كَمَا فِي كِتَابِ نَصْرٍ، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا تَظْــلَمُ.
(و) أَيْضا: (جَبَلٌ أَسْوَدُ من ذَاتِ جَيْشٍ) عِنْد حِرَاءَ، ذَكَره الأَصْمَعِيُّ عِنْد ذِكْرِهِ جِبَالَ مَكَّةَ، ونَقَلَهُ نَصْرٌ أَيْضا، وبِهِ فُسِّر قَولُ الحُصَيْنِ بنِ حُمَامٍ المُــرِّيِّ:
(فَلَيْتَ أَبَا بِشْرٍ رَأَى كَرَّ خَيْلِنَا ... وخَيلِهُمُ بَيْنَ السِّتَارِ وأَظْــلَمَــا)

(ولَعَنَ الله أَظْــلَمِــي وأَظْــلَمَــكَ) هكَذا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي قَالَه المُــؤَرِّجُ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَظْــلَمِــي وأَظْــلَمَــكَ، فَعَل اللَّهُ بِهِ، (أَي: الأَظْــلَمَ مِنَّا) .
[] وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
لَزِمَ الطَّرِيقَ فَــلم يَظْــلِمْــه، أَي: لم يَعْدِلْ عَنهُ يَمِينًا وشِمَالاً.
والمَــظْــلِمَــةُ، بِكَسْرِ اللاّمِ وفَتْحِهَا: مَصْدر، نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ.
والمُــتَظَــلِّمُ: الظَّالِمُ، قَالَ ابنُ بَرِّيًّ: وشاهِدُه قَولُ رَافِعِ بنِ هُرَيْمٍ:
(فَهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَــلَمْــتُمْ ... إِذَا مَا كُنْتُمُ مُتَظَــلِّمِــيناَ؟
أَي: ظَالِمــينَ.
وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لِجَابِرٍ [بن حُنَيٍّ] التّغْلَبِيِّ: (وعَمرُو بنُ هَمَّامٍ صَعَقْنَا جَبِينَهُ ... بِشَنْعَاءَ تَنْهَى نَخْوَةَ المُــتَظَــلِّمِ)
قَالَ: يُريدُ نَخْوَةَ الظَّالِمِ.
والظَّــلَمَــةُ، مُحَرَّكةً: المَــانِعُونَ أَهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهُمْ.
والظَّلِيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: الظُّلامَةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وتَظَالَمَ القَومُ: ظَــلَمَ بَعْضُهُمْ بَعضًا.
والظِّلِّيمُ، كسِكِّيتٍ: الكَثِيرُ الظُّــلمِ.
وتَظَالَمَــتِ المِــعْزَى: تَنَاطَحَتْ مِمّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ، عَن ابنِ الأعرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِنْه: وَجَدْنَا أَرْضًا تَظالَمُ مِعْزَاها، أَي: تَنَاطَحُ، من الشِّبَعِ والنَّشَاطِ، وَهُوَ مَجازٌ.
والظَّلِيم، والمَــظْلُومة، والظَّلِيمَة: اللَّبَنُ يُشْرَبُ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ الرَّؤُوبَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتَقَدَّمَ شَاهِدُ الظَّلِيم.
وقالُوا: امْرَأَةٌ لَزُومٌ للفِناءِ، ظَلُومٌ للسِّقَاءِ، مُكْرِمَةٌ للأَحْمَاءِ.
وظُــلِمَــتِ النَّاقَةُ - مَجْهولاً - نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ، أَو ضُرِبَتْ على غيرِ ضَبَعَةٍ.
وكُلُّ مَا أَعْجَلْتَه عَن أَوانِهِ فقد ظَــلمــتَه.
والظَّلِيمُ: المَــوْضِعُ المَــظْلُوم.
وأرضٌ مَظْلومَةٌ: لم تُمْطَرْ، قَالَه الباهليّ.
وبَلدٌ مَظْلومٌ: لم يُصِبْه الغَيْثُ، وَلَا رِعْىَ فِيهِ للرِّكابِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: ((إِذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ)) .
وَظَــلَمَــهُ ظُــلْمًــا: كَلَّفَهُ فَوْقَ الطَّاقَةِ.
وَبَيْتٌ مُظَــلَّمٌ، كَمُعَظَّمٍ: مُزَوَّقٌ بِالتَّصَاوِيرِ، وَمُمَوَّهٌ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَأَنْكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَصَوَّبَهُ الزَمَخْشَرِيُّ وقَال: هُوَ من الظَّــلْم، وَهُوَ مَوْهَةُ الذَّهَبِ قَال: وَمِنْه قِيلَ لــلمــاءِ الْجَارِي على الثَّغْرِ: ظَــلْمٌوَجَمْعُ الظُّــلْمَــة: ظُــلَمٌ، كَصُرَدٍ، وظُــلُمَــاتٌ، بِضَمَّتَيْنِ، وظُــلَمَــاتٌ، بِفَتْح اللَّام، وظُــلْمَــاتٌ، بتَسْكِينها، قَالَ الرَّاجِزُ:
(يَجْلُو بِعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّــلْمــاتِ ... )
كَذَا فِي الصِّحَاح. قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: ظُــلَمٌ جَمْعٌ: ظُــلْمَــةٍ، بِإِسْكانِ اللاَّمِ، فأَمَّا ظُــلُمَــةٌ فَإِنَّمَا يكونُ جَمْعُها: بِالْألف وَالتَّاء.
قَالَ ابنُ سيدَه: قِيلَ: الظَّلامُ: أَولُ اللَّيْلِ وَإِن كَانَ مُقْمِرًا، يُقالُ: أتيتُه ظَلاماً، أَي: لَيلاً، قَالَ سِيبَوَيْهِ، لَا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ ظَرْفًا.
وأتَيْتُهُ مَعَ الظَّلامِ، أَي: عِنْدَ اللَّيْلِ.
وَقَالُوا: مَا أَظْــلَمَــه: وَمَا أَضْوَأَهُ، وَهُوَ شَاذٌّ نَقله الجَوْهَرِيُّ.
وظُــلمــاتُ البَحْر: شَدَائِدُه.
وتكــلَّمَ فأَظْــلَمَ عَلَيْنَا البَيْتَ، أَي سَمِعْنا مَا نَكْرَهُ. وَهُوَ مُتَعَدٍّ، نَقله الأزهَرِيُّ.
وَقَالَ الخَليلُ: لَقِيتُهُ أوَّلَ ذِى ظُــلْمَــةٍ، أَي: أولَ شَيْءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ فِي الرُّؤْبَةِ. وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ كَمَا فِي الصّحاح.
وأَظْــلم: نَظَر إِلَى الأَسنان فَرَأَى الظَّــلْمَ.
وجَمْعُ الظَّلِيمِ للذَّكَرِ من النَّعَام: أَظْــلِمَــةٌ أَيْضا.
وإِذَا زَادُوا على القَبْرِ من غَيْر تُرابِهِ قِيل: لَا تَظْــلِمُــوا، وَهُوَ مجَاز.
والأَظْــلَمُ: الضَّبُّ، وُصِفَ بِهِ لِكَوْنِهِ يَاْكُلُ أَوْلادَهُ.
والظَّلاَمُ، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ ظُــلْمٍ، بِالضَّمِّ عَن كُراعٍ، وَبِه فُسِّرَ بَيتُ المُــثَقِّبِ العَبْدِيِّ ومُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ، المَــاضِي ذِكرُهما، وَإِن كَانَ فِعَالٌ إِنَّمَا يَكُونُ جَمْعَ فُعْلٍ المُــضاعَفِ، كخُفٍّ وخِفَافٍ، وقِيلَ: هُوَ مَصْدَرٌ كالظُّــلْمِ، كلُبْسٍ ولِباسٍ، ويُرْوَى البَيْتُ أَيْضا: بالضمِّ، فَقيل: هُوَ بِمَعْنى الظُّــلْمِ، أَو جَمْعٌ لَهُ، كَمَا قالَ أَبُو عليٍّ فِي التُّراب: إِنَّه جَمْعُ تُرْب. قَالَ شَيْخُنا: وَعَلِيهِ فيُزادُ على بَابِ رُخَالٍ.
وظالِمُ بنُ عَمْرٍ والدُّؤَلِيُّ، أَبُو الأَسْودِ، صَحابِيٌّ، أَولُ مَنْ تَكَــلَّمَ فِي النَّحْوِ.
والظَّلاَّمُ: الكَثُير الظُّــلْموكَأَمِير: ظَلِيمٌ أَبُو النَّجِيب المِــصْرِيُّ العامِرِيُّ، رَوَى عَن ابْن عُمَر، وَأبي سَعِيد وَعنهُ بَكْرُ بنُ سَوادَةَ، مَاتَ سنة ثَمَان وثَمانِينَ.
وظَــلِمٌ، كَكَتِفٍ، جَبَلٌ بالحِجاز بَين إِضَمٍ وجَبَلِ جُهَيْنَةَ.
وَأَيْضًا: جَبَلٌ أَسْوَدُ لعَمْرِو بنِ عَبْدِ ابنِ كِلابٍ.
وتَظْــلَمُ، كَتَمْنَعُ: جَبَلٌ بنَجْدٍ، قالَهُ نَصْرٌ.
وظَــلَمْلَمٌ، كَسَفَرْجَلٍ: جَبَلٌ باليَمَن.
وجَمْعُ ظَــلْمِ الأَسْنانِ: ظُلُومٌ، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة:
(إِذا ضَحِكَتْ لَمْ تَنْبَهِرْ وتَبَسَّمَتْ ... ثَنَايا لَهَا كالبَرْقِ غُرٌّ ظُلُومُهَا)
كَمَا فِي الصِّحَاح.
ظ ل م : الظُّــلْمُ اسْمٌ مِنْ ظَــلَمَــهُ ظَــلْمًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمَظْــلِمَــةً بِفَتْحِ الْمِــيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَتُجْعَلُ الْمَــظْــلِمَــةُ اسْمًا لِمَــا تَطْلُبُهُ عِنْدَ الظَّالِمِ كَالظُّلَامَةِ بِالضَّمِّ وَظَــلَّمْــتُهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبْتُهُ إلَى الظُّــلْمِ وَأَصْلُ الظُّــلْمِ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَفِي الْمَــثَلِ مَنْ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَــلَمَ.

وَالظُّــلْمَــةَ خِلَافُ النُّورِ وَجَمْعُهَا ظُــلَمٌ وَظُــلُمَــاتٌ مِثْلُ غُرَفٍ وَغُرُفَاتٍ فِي وُجُوهِهَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَالظَّلَامُ أَوَّلُ اللَّيْلِ وَالظَّــلْمَــاءُ الظُّــلْمَــةُ وَأَظْــلَمَ اللَّيْلُ أَقْبَلَ بِظَلَامِهِ وَأَظْــلَمَ الْقَوْمُ دَخَلُوا فِي الظَّلَامِ وَتَظَالَمُــوا ظَــلَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 

ظــلم

1 ظَــلَمَ, aor. ـِ has for its inf. n. ظَــلْمٌ, (M, Msb, K, and so in some copies of the S,) or ↓ ظُــلْمٌ, (so in other copies of the S,) or both, (T,) or the latter is a simple subst., (T, M, Msb, TA,) which is put in the place of the inf. n., (TA, [and the same is indicated in the T and K by the saying that the proper inf. n. is with fet-h,]) and ↓ مَظْــلِمَــةٌ, (S, TA,) or this is likewise a simple subst., (Msb,) and ↓ مَظْــلَمَــةٌ, [or this also is a simple subst.,] and ↓ ظِلَامٌ also is said to be an inf. n. like ظُــلْمٌ, these two being like لِبَاسٌ and لُبْسٌ, [or it is a simple subst. like as ظُــلْمٌ is said to be, or it is an inf. n. of 3, as such occurring in the middle of this paragraph,] or, accord. to Kr, it is pl. of ظُــلْمٌ [like as رِمَاحٌ is pl. of رُمْحٌ]: (TA:) [ظَــلَمَ when intrans. generally means He did wrong; or acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: and when trans., he wronged; or treated, or used, wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; or he misused:] accord. to most of the lexicologists, (Er-Rághib, TA,) primarily, (As, T, S, Msb,) ↓ الظُّــلْمُ signifies the putting a thing in a place not its own; putting it in a wrong place; misplacing it: (As, T, S, M, Er-Rághib, Msb, K:) and it is by exceeding or by falling short, or by deviating from the proper time and place: (Er-Rághib, TA:) or the acting in whatsoever way one pleases in the disposal of the property of another: and the transgressing the proper limit: (El-Munáwee, TA:) [i. e.] the transgressing the proper limit much or little: (Er-Rághib, TA:) or, accord. to some, it primarily signifies النَّقْص [as meaning the making to suffer loss, or detriment]: (MF, TA:) and it is said to be of three kinds, between man and God, and between man and man, and between a man and himself; every one of which three is really لِلنَّفْسِ [i. e. a wrongdoing to oneself]: (Er-Rághib, TA:) [when it is used as a simple subst.,] the pl. of ظُــلْمٌ, accord. to Kr. is ظِلَامٌ, as mentioned above, and ↓ ظُلَامٌ, with damm, is said to be syn. with ظُــلْمٌ, or a pl. thereof, [of an extr. form, commonly regarded as that of a quasi-pl. n.,] like رُخَالٌ. (TA.) One says, مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَــلَمَ [He who asks, or desires, the wolf to keep guard surely does wrong, or puts a thing in a wrong place]: a prov. (S, Msb.) And مَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَــلَمَ, (As, T, S,) a prov., meaning [Whoso resembles his father in a quality, or an attribute,] he has not put the likeness in a wrong place. (As, T. [See art. شبه.]) وَــلَمْ تَظْــلِمْ مِنْهُ شَيْئًا, in the Kur [xviii. 31], means وَــلَمْ تَنْقُصْ [i. e. And made not aught thereof to suffer loss, or detriment]: (M, K:) and in like manner Fr explains the saying in the Kur [ii. 54 and vii. 160], وَمَا ظَــلَمُــونَا وَلٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْــلِمُــونَ And they made not us to suffer loss, or detriment, by that which they did, but themselves they made to suffer loss, or detriment: (T, TA:) in which sense it seems to be indicated in the A that the verb is tropical. (TA.) b2: It is also trans. by means of بِ; as in the phrase in the Kur [vii. 101 and xvii. 61] فَظَــلَمُــوا بِهَا, because the meaning is كَفَرُوا [i. e. And they disbelieved in them], referring to the آيَات [or signs]; (M, TA; *) the verb having this meaning tropically or by implication; or being thus made trans. because implying the meaning of التَّكْذِيب: or [the meaning is, and they wronged themselves, or the people, because of them; for], as some say, the ب is causative, and the objective complement, i. e. أَنْفُسَهُمْ, or النَّاسَ, is suppressed. (TA.) b3: and it is doubly trans. by itself: (TA:) one says, ظَــلَمَــهُ حَقَّهُ [He made him to suffer loss, or detriment, of his right, or due; or defrauded, or despoiled, or deprived, him of it]; and حَقَّهُ ↓ تظــلّمــهُ: (M, K:) [and] you say, فُلَانٌ ↓ تَظَــلَّمَــنِى, [as well as تظــلّمــنى مَالِى, occurring in a verse cited in the M,] meaning ظَــلَمَــنِى مَالِى [i. e. Such a one caused me to suffer loss, &c., of my property]. (S.) It is said in the Kur [iv. 44], إِنَّ اللّٰهَ لَا يَظْــلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ, for لَا يَظْــلِمُــهُمْ مِثْقَالَ ذَرَّةِ, and the verb is made doubly trans. because the meaning is لَا يَسْلُبُهُمْ [i. e. Verily God will not despoil them, or deprive them, of the weight of one of the smallest of ants, or a grub of an ant, &c.]: or مِثْقَالَ ذَرَّةٍ, may be put in the place of the inf. n., for ظَــلْمًــا حَقِيرًا كَمِثْقَالِ ذَرَّةٍ [i. e. with a paltry spoliation or deprivation, such as the weight of one of the smallest of ants, &c.]. (M.) b4: One says also, أَرَادَ ظِلَامَهُ and مُظَالَمَــتَهُ, [these two nouns being inf. ns. of ↓ ظَالَمَــهُ, or the former, as mentioned above, is, accord. to some, an inf. n. of ظَــلَمَ,] meaning ظُــلْمَــهُ or ظَــلْمَــهُ [i. e. He desired the wronging, &c., of him]. (M, K.) b5: ظَــلَمَــهُ, inf. n. ظُــلْمٌ [or ظَــلْمٌ?], also means He imposed upon him a thing that was above his power, or ability. (TA.) And يُظْــلَمُ He is asked for a thing that is above his power, or ability. (S.) b6: And one says, ظَــلَمَ البَعِيرَ (tropical:) He slaughtered the camel without disease. (S, K, TA.) And ظُــلِمَــتِ النَّاقَةُ (assumed tropical:) The she-camel was slaughtered without disease: or was covered without her desiring the stallion. (M.) And ظَــلَمَ الحِمَارُ الأَتَانَ (tropical:) The he-ass leaped the she-ass (K, TA) before her time: (TA:) or when she was pregnant: (K, TA:) so in the A. (TA.) b7: And ظَــلَمَ الوَطْبَ, (S, K,) inf. n. ظُــلْمٌ [or ظَــلْمٌ?], (S,) (tropical:) He gave to drink of the milk of his skin before its becoming thick (S, K, TA) and its butter's coming forth. (TA. [And the like is said in the T and M.]) And ظَــلَمَ القَوْمَ (assumed tropical:) He gave to drink to the people, or party, (T, M, K,) milk before it had attained to maturity, (T, K,) as related on the authority of A 'Obeyd, (T,) or [milk such as is termed] ظَلِيمَة: (M:) but this is a mistake: it is related on the authority of Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th] and AHeyth that one says, ظَــلَمْــتُ السِّقَآءَ, and اللَّبَنَ, meaning I drank, or gave to drink, what was in the skin, and the milk, before its attaining to maturity and the extracting of its butter: accord. to ISk, one says, ظَــلَمْــتُ وَطْبِىَ القَوْمَ, [but I think that it is correctly ظَــلَمْــتُ وَطْبِى لِلْقَومِ, agreeably with a verse cited in the T and M,] meaning I gave to drink [to the people, or party,] the contents of my milk-skin before the thickening thereof. (T.) And ظَــلَمْــتُهُ is said of anything as meaning (assumed tropical:) I did it hastily, or hurriedly, before its proper time, or season. (M, TA.) b8: ظَــلَمْــتُ الحَوْضَ means (assumed tropical:) I made the watering-trough in a place in which watering-troughs should not be made. (ISk, T.) And ظَــلَمَ الأَرْضَ means (tropical:) He dug the ground in what was not the place of digging: (M, K, TA:) or when it had not been dug before. (M.) And, said of a torrent, (assumed tropical:) It furrowed the earth in a place that was not furrowed. (T.) And ظَــلَمَ البِطَاحَ, said of a torrent, (tropical:) It reached the بطاح [or wide water-courses containing fine, or broken, pebbles, &c.], not having reached them before. (A, TA.) And ظَــلَمَ الوَادِى (tropical:) The water of the valley reached a place that it had not reached before. (Fr, T, S, K, TA.) b9: When men have added upon the grave other than its own earth, لَا تَظْــلِمُــوا (tropical:) [Transgress not ye the proper limit] is said to them. (TA.) b10: And one says, لَا تَظْــلِمْ وَضَحَ الطَّرِيقِ (assumed tropical:) Turn not thou from the main part, or the beaten track, of the road. (M.) And لَا تَظْــلِمْ عَنْهُ شَيْئَا (assumed tropical:) Turn not thou from it at all. (T.) And لَزِمَ الطَّرِيقَ فَــلَمْ يَظْــلِمْــهُ (assumed tropical:) [He kept to the road, and] did not turn from it to the right and left. (TA.) b11: And مَا ظَــلَمَــكَ

أَنْ تَفْعَلَ (T, K, TA) (tropical:) What has prevented thy doing (K, TA) such a thing? (TA.) A man complained to Abu-l-Jarráh of his suffering indigestion from food that he had eaten, and he said to him, مَا ظَــلَمَــكَ أَنْ تَقِىْءَ (assumed tropical:) [What has prevented thy vomiting?]. (Fr, T.) And one says, مَا ظَــلَمَــكَ عَنْ كَذَا (assumed tropical:) What has prevented thee from such a thing? (T.) Respecting the saying قَالَ بَلَى يَا مَىَّ وَاليَوْمُ ظَــلَمْ [addressed by a man to a woman who had invited him to visit her], Fr says, they say that the meaning is حَقًّا [Truly, or in truth; i. e. He said, Yes, O Meiya, truly, or in truth, I will visit thee]; and it is a prov.; (T;) or اليَوْمُ ظَــلَمَ, or بَلَى وَاليَوْمُ ظَــلَمَ, is a prov.; (Meyd;) and thus it was expl. by IAar, as used in the manner of an oath: but Fr says, in my opinion the meaning is, and a day in which is a cause of prevention shall not prevent me: [so that the words of the hemistich above may be rendered, he said, Yes, O Meiya, though the day present an obstacle, for I will overcome every obstacle]: (T:) accord. to Kr, قَدِمَ فُلَانٌ وَاليَوْمُ ظَــلَمَ means Such a one came truly, or in truth: [or it may be rendered such a one came though the day presented an obstacle:] but in the saying إِنَّ الفِرَاقَ اليَوْمَ وَاليَوْمُ ظَــلَمْ the meaning is said by some to be وَاليَوْمُ ظَــلَمَــنَا [i. e. Verily separation is to-day, and the day has wronged (us)]: or, as some say, ظــلم here means, has put the thing in a wrong place: (M:) accord. to ISk, the phrase وَاليَوْمُ ظَــلَم means[And, or but, or though,] the day has put the affair in a wrong place. (T.) [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 911.]

A2: ظَــلِمَ, said of the night: see 4.2 ظــلّمــهُ, inf. n. تَظْلِيمٌ, (T, S, &c.,) He told him that he was ظَالِم [i. e. doing wrong or acting wrongfully &c., or a wrongdoer]: (T:) or he attributed, or imputed, to him ظُــلْم [i. e. wrongdoing, &c.]. (S, M, Msb, K.) b2: And He (a judge) exacted justice for him from his wronger, and aided him against him. (T.) 3 ظَاْــلَمَ see 1, in the middle of the paragraph.4 اظــلم, said of the night, (Fr, T, S, M, Msb, K,) and ↓ ظَــلِمَ, (Fr, T, S, K,) the latter with kesr, (S,) like سَمِعَ, (K,) [erroneously written in the TT as from the M ظَــلَمَ,] It became dark; (S, K;) or it became black; (M;) or it came with its darkness. (Msb.) It is said in the Kur [ii. 19], وَإِذَا أَظْــلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا [And when it becomes dark to them they stand still]; the verb being intrans.: or, accord. to the Ksh, and Bd follows it, it may be trans. [so that the meaning is, and when He makes their place dark &c.]; as is shown by another reading, which is أُظْــلِمُــوا: accord. to AHei, it is known by transmission as only intrans.; but Z makes it to be trans. by itself; Ibn-Es-Saláh affirms it to be trans. and intrans.: and Az [so in the TA, but correctly ISd, in the M,] mentions the saying, تَكَــلَّمَ فَأَظْــلَمَ عَلَيْنَا البَيعتَ (assumed tropical:) [He spoke, and made dark to us the house, or chamber, or tent], meaning he made us to hear what we disliked, or hated, the verb being trans. (TA.) b2: And أَظْــلَمُــوا They entered upon the ظَلَام [or darkness, or beginning of night]: (S, M, Msb, K:) or, as in the Mufradát [of Er-Rághib], they became in darkness. (TA.) b3: And they said, مَا أَظْــلَمَــهُ and ما أَضْوَأَهُ [How dark is it! and How light, or bright, is it!]; which is anomalous. (S, TA.) A2: And اظــلم الثَّغْرُ The front teeth glistened. (T, K.) Hence the saying [of a poet], إِذَا مَا اجْتَلَى الرَّائِى إِلَيْهَا بِطَرْفِهِ غُرُوبَ ثَنَايَاهَا أَضَآءَ وَأَظْــلَمَــا [as though meaning, When the beholder of her with his eye looks at the fineness, or sharpness, (but غُرُوب is variously explained,) of her central teeth, it shines brightly, and glistens: but Az plainly indicates another meaning; i. e., he sees (lit. lights on, or finds,) brightness and lustre; for he immediately adds, without the intervention of وَ or أَوْ, evidently in relation to this verse,] أَضَآءَ

أَىْ أَصَابَ ضَوْءًا وَأَظْــلَمَ أَصَابَ ظَــلْمًــا: (T:) [and ISd cites the verse above with the substitution of بِعَينِهِ for بِطَرْفِهِ and of أَنَارَ for أَضَآءَ immediately after saying that] أَظْــلَمَ signifies he looked at the teeth and saw lustre (الظَّــلْمَ). (M.) [In the K, next after the explanation of اظــلم الثَّغْرُ given above, it is added that اظــلم said of a man signifies أَصَابَ ظَــلْمًــا: thus, with fet-h, to the ظ, accord. to the TA: in my MS. copy of the K and in the CK, ظُــلْمًــا, which is doubtless a mistranscription.]5 تظــلّم مِنْهُ CCC (T, S, M, K, [but in some copies of the S, منه is omitted,]) He complained of his ظُــلْم [or wrongdoing, &c.], (S, M, K,) إِلَى الحَاكِمِ [to the judge]: (T:) in some copies of the S, تُظُــلِّمَ. (TA.) b2: And تظــلّم signifies also He transferred the responsibility for the ظُــلْم [or wrongdoing, &c.,] upon himself, (M, K,) accord. to IAar, who has cited as an ex., كَانَتْ إِذَا غَضِبَتْ عَلَىَّ تَظَــلَّمَــتْ [as though meaning She used, when she was angry with me, to transfer the responsibility for the wrongdoing upon herself; which may mean that she finally confessed the wrongdoing to be hers]; but [ISd says] I know not how that is: the تَظَــلُّم in this case is only the complaining of الظُّــلْم; for when she was angry with him, it was not allowable [to say] that she attributed the ظُــلْم to herself. (M.) b3: See also 1, former half, in two places.6 تظالم القَوْمُ (S, M, Msb) The people, or company of men, treated, or used, one another wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically (ظَــلَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا). (M, Msb.) b2: And [hence]

تَظَالَمَــتِ المِــعْزَى (tropical:) The goats smote one another with their horns by reason of their being fat and having abundance of herbage. (IAar, M, TA.) One says, وَجَدْنَا أَرْضًا تَظَالَمَ مِعْزَاهَا (tropical:) We found a land whereof the goats smote one another with their horns by reason of satiety and liveliness. (T, TA.) 7 إِنْظَــلَمَ see the next paragraph.8 اِظَّــلَمَ (T, S, M, K) and اِظْطَــلَمَ and اِطَّــلَمَ, (S, M,) which last is [said to be] the most usual, (S,) [but I have mostly found the first to be used,] of the measure اِفْتَعَلَ, (S, M,) He took upon himself [the bearing of] ظُــلْم [or wrong, &c.,] in spite of difficulty, trouble, or inconvenience: (S, TA:) or he bore الظُّــلْم [or wrong, &c.,] (T, M, K, TA,) willingly, being able to resist; (T, TA;) and ↓ اِنْظَــلَمَ signifies [thus likewise, or] he bore الظُّــلْم. (S, M, K.) ظَــلْمٌ The lustre, and brightness, of gold. (Z, TA.) b2: And hence, (Z, TA,) The lustre (lit. running water) upon the teeth; (Lth, T, Z, TA;) the lustre (مَآء, S, M, K, and بَرِيق, S, K) of the teeth, (Lth, T, S, M, Z, K, TA,) from the clearness of the colour, not from the saliva, (Lth, * T, * M,) like blackness within the bone thereof, by reason of the intense whiteness, (S, K,) resembling the فِرِنْد [q. v.] of the sword, (S, K,) or appearing like the فِرِنْد [of the sword], so that one imagines that there is in it a blackness, by reason of the intense lustre and clearness: (M:) or, accord. to Sh, whiteness of the teeth, as though there were upon it [somewhat of] a blackness: or, as Abu-l-'Abbás ElAhwal says, in the Expos. of the “ Kaabeeyeh,”

lustre (lit. running water) of the teeth, such that one sees upon it, by reason of its intense clearness [app. meaning transparency], what resembles dustcolour and blackness: or, accord. to another explanation, fineness, or thinness, and intense whiteness, of the teeth: (TA:) pl. ظُلُومٌ. (S, M.) b3: Also Snow: (M, K:) it is said to have this meaning: and the phrase مُشْرَبَةِ الثَّنَايَا بِمَآءِ الظَّــلْمِ, used by a poet, may mean [Having the central teeth suffused with the lustre termed ظَــلْم, as is indicated in the T and S, or] with the water of snow. (Lth, T.) ظُــلْمٌ [as a simple subst. generally means Wrong, wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny]: see 1, first sentence, in two places. b2: [ظُــلْمُ الارضِ in the CK is a mistranscription for ظَــلَمَ الأَرْضَ. b3: And الظُــلْمُ in one place in the CK, as syn. with الظَّــلْمَــآءُ, is a mistake for الظُّــلْمَــةُ.]

لَقِيتُهُ أَدْنَى ظَــلَمٍ, (S, M, K,) or أَدْنَى ذِى ظَــلَمٍ, (K, TA, [in the CK اَوَّلَ ذِى ظَــلَمٍ,]) means (tropical:) I met him the first of everything: (S, K, TA:) or the first thing: (M:) or when the darkness was becoming confused: (M, K:) or أَدْنَى ظَــلَمٍ meansnear; (El-Umawee, S, M, K;) or nearness: (M, K:) and one says, هُوَ مِنْكَ أَدْنَى ذِى ظَــلَمٍ

[app. He is near thee], and رَأَيْتُهُ أَدْنَى ذِى ظَــلَمٍ

[app. I saw him near]: (M:) and ظَــلَمٌ is also syn. with شَخْصٌ [as meaning an object seen from a distance, or a person]; (K;) or, as some say, it has this meaning in the phrase أَدْنَى ظَــلَمٍ [so that لَقِيتُهُ أَدْنَى ظَــلَمٍ may mean I met him the nearest object seen from a distance, or the nearest person]: (M:) and accord. to Kh, one says, ↓ لَقِيتُهُ أَدْنَى ظُــلْمَــةٍ, or أَوَّلَ ذِى ظُــلْمَــةٍ, (as in different copies of the S,) meaning I met him the first thing that obstructed my sight. (S.) b2: ظَــلَمٌ signifies also A mountain: and the pl. is ظُلُومٌ. (M, K.) ظُــلَمٌ an appellation of Three nights (T, S, K) of the lunar month (T, S) next after the three called دُرَعٌ; (T, S, * K; *) so says A'Obeyd: (T:) thus called because of their darkness: (S:) the sing. is ↓ ظَــلْمَــآءُ; (T, S;) so that it is anomalous; for by rule it should be ظُــلْمٌ; (S;) and the sing. of دُرَعٌ is دَرْعَآءُ: so says A'Obeyd: but accord. to AHeyth and Mbr, the sings. are ↓ ظُــلْمَــةٌ and دُرْعَةٌ, agreeably with rule; and this is the correct assertion. (T. [See more in art. درع, voce أَدْرَعُ.]) ظِــلَمٌ: see ظِلَّامٌ.

ظُــلْمَــةٌ (T, S, M, Msb, K) and ↓ ظُــلُمَــةٌ (S, M, K) [accord. to the CK ظُــلْمٌ and ظُــلُمٌ, both of which are wrong,] and ↓ ظَــلْمَــآءُ (S, M, Msb, K) Darkness; contr. of نُورٌ: (S, Msb:) or nonexistence of نُور [or light]: or an accidental state that precludes the coëxistence therewith of نُور: (Er-Rághib, TA:) or the departure of light; as also ↓ ظَلَامٌ; (M, K;) which last has no pl.; (T, TA;) or this last signifies the beginning, or first part, of night, (S, M, Msb,) even though it be one in which the moon shines; and is said by Sb to be used only adverbially; one says, أَتَيْتُهُ ظَلَامًا, meaning I came to him at night, and مَعَ الظَّلَامِ i. e. at the time of the night: (M, TA:) the pl. of ظُــلْمَــةٌ is ظُــلَمٌ and ظُــلُمَــاتٌ and ظُــلَمَــاتٌ (T, S, Msb) and ظُــلْمَــاتٌ, (S, Msb,) or, accord. to IB, the first of these pls. is of ظُــلْمَــةٌ and the second is of ظُــلُمَــةٌ. (TA.) One says, ↓ هُوَ يَخْبِطُ الظَّلَامَ [or فِى الظَّلَامِ, expl. in art. خبط], and الظُّــلْمَــةَ [which means the same] and ↓ الظَّــلْمَــآءَ [which is also expl. in art. خبط]. (TA.) b2: ظُــلْمَــةٌ is also [tropically] used as a term for (assumed tropical:) Ignorance: and (assumed tropical:) belief in a plurality of gods: and (assumed tropical:) transgression, or unrighteousness: like as نُورٌ is used as a term for their contraries: (Er-Rághib, TA:) and it is said in the A that الظُّــلْمُ is ظُــلْمَــةٌ, like as العَدْلُ is نُورٌ. (TA.) ظُــلُمَــاتُ البَحْرِ means (assumed tropical:) The troubles, afflictions, calamities, or hardships, of the sea. (M.) A2: And one says لَيْلَةٌ ظُــلْمَــةٌ, [using the latter word as an epithet, (in the CK, erroneously, ظَــلِمَــةٌ,)] and ↓ لَيْلَةٌ ظَــلْمَــآءُ, both meaning A night intensely dark; (M, K;) or the latter means مُظْــلِمَــةٌ [i. e. dark, or black]: (S:) and ↓ لَيْلٌ ظَــلْمَــآءُ also, (M, K,) which is anomalous, (K,) mentioned by IAar, but [ISd says] this is strange, and in my opinion he has put لَيْلٌ in the place of لَيْلَةٌ, as in his mentioning لَيْلٌ قَمْرَآءُ [q. v.]. (M.) b2: See also ظُــلَمٌ: b3: and see the paragraph next preceding it.

ظِــلْمَــةٌ sing. of ظِــلَمٌ: see ظِلَّامٌ.

ظُــلُمَــةٌ: see ظُــلْمَــةٌ.

ظَــلْمَــآءُ: see ظُــلْمَــةٌ, in four places: and see also ظُــلَمٌ.

ظَلَامٌ: see ظُــلْمَــةٌ, in two places.

ظُلَامٌ: see 1, in the first quarter of the paragraph.

ظِلَامٌ: see 1, near the beginning: A2: see also ظِلَّامٌ.

A3: It signifies also Little, or small, in quantity: or mean, contemptible, paltry, or of no weight or worth: b2: whence the saying, نَظَرَ إِلَىَّ ظِلَامًا, meaning شَزْرًا [i. e. He looked at me from the outer angle of the eye, with anger, or aversion]. (K.) ظَلُومٌ: see ظَلَّامٌ. b2: [Hence,] one says اِمْرَأَةٌ ظَلُومٌ لِلسِّقَآءِ (assumed tropical:) [A woman wont to give to drink the milk of the skin before its attaining to maturity and the extracting of its butter: see ظَــلَمَ الوَطْبَ, and what follows it, in the first paragraph]. (M.) ظَلِيمٌ [as syn. with مَظْلُومٌ in the primary sense of the latter I have not found: but as an epithet in which the quality of a subst. predominates it signifies] (tropical:) Milk that is drunk before its becoming thick and its butter's coming forth or being extracted; (S, * M;) as also ↓ ظَلِيمَةٌ, (T, S, M,) and ↓ مَظْلُومٌ. (T, S.) b2: And (assumed tropical:) A place that is ↓ مَظْلُوم [i. e. dug where it should not be dug]: (M, TA:) used in this sense by a poet describing a person slain in a desert, for whom a grave was dug in a place not proper for digging [it]. (M.) b3: And (tropical:) The earth of land that is ↓ مَظْلُومَة (S, K, TA) i. e. dug, (TA,) or dug for the first time. (S.) And (assumed tropical:) The earth of the لَحْد [or lateral hollow] of a grave; which is put back, over it, after the burial of the dead therein. (T, TA.) A2: Also The male ostrich: (T, S, M, K:) said (by IDrd, TA) to be so called because he makes a place for the laying and hatching of the eggs (يُدَحِّى, inf. n. تَدْحِيَةٌ,) where the doing so is not proper: (M, TA:) or, accord. to Er-Rághib and others, because he is believed to be deaf: (TA:) pl. ظِــلْمَــانٌ (T, M, K) and ظُــلْمَــانٌ (M, K) and أَظْــلِمَــةٌ, (T, M,) which last is a pl. of pauc. (T.) b2: And الظَّلِيمَانِ is an appellation of Two stars; (M, K, * TA;) the two stars of القَوْس [or Sagittarius] that are on the northern curved end of the bow [i. e.

λ and μ, above the nine stars called النَّعَائِم, or “ the ostriches ”]. (Kzw in his descr. of Sagittarius.) And الظَّلِيمُ is the name of The bright star α] at the end of النَّهْر [i. e. Eridanus]: and A star upon the mouth of الحُوت [i. e. Piscis Australis] (Kzw in his descr. of Eridanus.) [It seems to be implied in the K that الظَّلِيمُ is the name of two stars; or it may be there meant that each of two stars is thus called. Freytag represents the sing. as “ a name of stars,” and the dual also as “ a name of stars; ” referring, in relation to the former, to Ideler's “ Untersuch,” pp. 201, 228, and 233; and in relation to the latter, to the same work, pp. 106 and 184.]

ظُلَامَةٌ: see مَظْــلِمَــةٌ.

ظَلِيمَةٌ: see مَظْــلِمَــةٌ: b2: and see also ظَلِيمٌ.

ظَلَّامٌ (TA) and ↓ ظِلِّيمٌ (S, TA) [and ↓ ظَلُومٌ, mentioned in the M and K with ظَالِمٌ, as though syn. therewith, but it is an intensive epithet,] One who acts wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, much, or often; i. q. كَثِيرُ الظُّــلْمِ. (S, TA.) b2: ظَلَّامُونَ لِلْجُزُرِ occurs in a verse of Ibn-Mukbil [meaning (assumed tropical:) Men often slaughtering camels without disease]. (T, S.) A2: See also what next follows.

ظِلَّامٌ (AHn, T, M, K) and ↓ ظَلَّامٌ (T) and ↓ ظِلَامٌ (K) and ↓ ظَالِمٌ and ↓ ظِــلَمٌ, (T, K,) the last mentioned by IAar, and its sing. is ↓ ظِــلْمَــةٌ, (T,) accord. to AHn, A certain herb, (M, K, TA,) which is depastured; (M, TA;) accord. to IAar, a strange kind of tree; (T, TA;) accord. to As, a kind of tree (T, TA *) having long [shoots such as are termed] عَسَالِيج [pl. of عُسْلُوجٌ q. v.], (T, K, TA,) which extend so that they exceed the limit of the أَصْل [i. e. either root or stem] thereof; for which reason the tree is called ظَلَّام. (T, TA.) ظِلِّيمٌ: see ظَلَّامٌ.

ظَالِمٌ [Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: and wronging; or treating, or using, wrongfully, &c.:] part. n. of ظَــلَمَ: (M, K:) and ↓ مُتَظَــلِّمٌ signifies the same; as well as complaining of his wrongdoer: (T:) [the pl. of the former is ظَالِمُــونَ and ظَــلَمَــةٌ:] and ظَــلَمَــةٌ signifies those who debar men from, or refuse to them, their rights, or dues. (IAar, T, TA.) A2: See also ظِلَّامٌ.

أَظْــلَمُ [More, and most, wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, in conduct]. El-Muärrij says, I heard an Arab of the desert say to his companion, أَظْــلَمِــى وَأَظْــلَمُــكَ فَفَعَلَ اللّٰهُ بِهِ, meaning The more wrongful in conduct of me and of thee [may God do to him what He will do; i. e. may God punish him]. (T.) [And] one says, لَعَنَ اللّٰهُ أَظْــلَمِــى وَأَظْــلَمَــكَ i. e. [May God curse] the more wrongful in conduct of us. (K. [But in the TA, a doubt is intimated as to the correctness of this latter saying.]) One says also, لَهُوَ أَظْــلَمُ مِنْ حَيَّةٍ [i. e. Verily he is more wrongful in conduct than a serpent]: because it comes to a burrow which it has not excavated, and makes its abode in it: (Fr, T:) for it comes to the burrow of the [lizard called] ضَبّ, and eats its young one, and takes up its abode in its burrow. (TA voce حَيَّةٌ.) b2: And الأَظْــلَمُ is an appellation of The ضَبّ; because it eats its young ones. (TA.) مُظْــلِمٌ [Becoming dark, &c.: see its verb, 4]. b2: [Hence,] شَعَرٌ مُظْــلِمٌ (tropical:) Hair intensely black. (M, K, TA.) And نَبْتٌ مُظْــلِمٌ (tropical:) A plant intensely green, inclining to blackness by reason of its [deep] greenness. (M, K, TA.) And يَوْمٌ مُظْــلِمٌ (tropical:) A day of much evil: (K, TA:) or a very evil day: and a day in which one finds hardship, or difficulty. (M.) And أَمْرٌ مُظْــلِمٌ (tropical:) An affair such that one knows not how to enter upon it; (Az, M, K;) and so ↓ أَمْرٌ مِظْلَامٌ: (K:) [or,] accord. to Lh, one says ↓ يَوْمٌ مِظْلَامٌ, meaning (assumed tropical:) a day such that one knows not how to enter upon it. (M.) مَظْــلِمَــةٌ and مَظْــلَمَــةٌ: see 1, near the beginning. b2: Also the former, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and the latter likewise, mentioned by Ibn-Málik and ISd and IKtt, and مَظْــلُمَــةٌ, which is disallowed by several but mentioned on the authority of Fr, and all three are mentioned in the Towsheeh and in copies of the S, (MF, TA,) and ↓ ظُلَامَةٌ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and ↓ ظَلِيمَةٌ, (S, TA,) A thing of which one has been defrauded; (M, K; [in the CK, تَظَــلَّمَــهُ is erroneously put for تُظُــلِّمَــهُ;]) a thing of which thou hast been defrauded, (اَلَّتِى

ظُــلِمْــتَهَا, T,) or a thing that thou demandest, (مَا تَطْلُبُهُ, S, Msb,) in the possession of the wrongdoer; (T, S, Msb;) a term for a thing that has been taken from thee; (S; [thus, as is said in the M, the first is expl. by Sb;]) a right, or due, that has been taken from one wrongfully: (A, Mgh:) the pl. of مظــلمــة is مَظَالِمُ. (Mgh, TA.) In the phrase يَوْمُ المَــظَالِمِ, [meaning The day of the demand of things wrongfully taken, and particularly applied to the great day of judgment,] the prefixed noun [i. e. طَلَبِ] is suppressed. (Mgh.) [Respecting the office termed النَّظَرُ فِى المَــظَالِمِ The examination into wrongful exactions, see De Sacy's Chrest. Ar., see. ed., i. 132.]

مُظَــلَّمٌ (assumed tropical:) A house, or chamber, decorated with pictures; (M, TA;) as though the pictures were put therein where they should not be: it is related in a trad. that the Prophet, having been invited to a repast, saw the house, or chamber, to be مُظَــلَّم, and turned away, not entering: (M:) or adorned with gilding and silvering; an explanation disapproved by Az, but pronounced by Z to be correct, from الظَّــلْمُ signifying “ the lustre, and brightness, of gold. ” (TA.) b2: and (assumed tropical:) Herbage spreading (مُنْبَثٌّ [in the CK مُنْبَت]) upon the ground, not rained upon. (K, TA.) b3: Also, of birds, (assumed tropical:) The رَخَم [or vultur percnopterus], and crows, or ravens. (IAar, M, K. *) مِظْلَامٌ: see مُظْــلِمٌ, in two places.

مَظْلُومٌ [Wronged; treated, or used, wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: b2: and hence used in other senses]: see ظَلِيمٌ, in three places.

أَرْضٌ مَظْلُومَةٌ is also expl. as meaning (tropical:) Land that is dug in a place not proper for digging: (TA:) or land in which a watering-trough has been dug, not being a proper place for digging it: (ISk, M:) or land in which a well, or a wateringtrough, has been dug, when there had not been any digging therein: (A, TA:) or hard land, when it is dug. (Ham p. 56.) Also (assumed tropical:) Land upon which rain has not fallen. (T.) And بَلَدٌ مَظْلُومٌ (assumed tropical:) A country upon which rain has not fallen, and wherein is no pasturage for the camels upon which people journey. (T.) مُتَظَــلِّمٌ: see ظَالِمٌ. Quasi ظلى 5 تظلّى: see 5 in art. ظل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.