Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لم

أَسْلَم إلى

أَسْــلَم إلى
الجذر: س ل م

مثال: أَسْــلَمَ وجهه إلى الله
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «أســلم» يتعدى باللام وليس بـ «إلى».
المــعنى: فوَّض أو سَــلَّمَ

الصواب والرتبة: -أَسْــلَمَ وجهه إلى الله [فصيحة]-أَسْــلَمَ وجهه لِلَّهِ [فصيحة]
التعليق: في اللسان: أســلمَ أمره لله، أي سَــلَّمَ؛ وفي القرآن الكريم: {أَسْــلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} البقرة/112، وفي الوسيط: أســلم أمرَه له، وإليه: فوّضه. وقد وردت التعدية بالحرفين في كثير من الكتابات القديمة والحديثة.

علم اللغة

عــلم اللغة
هو: عــلم باحث عن مدلولات جواهر المــفردات وهيئاتها الجزئية التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المــدلولات بالوضع الشخصي وعما حصل من تركيب كل جوهر وهيئاتها من حيث الوضع والدلالة على المــعاني الجزئية.
وغايته: الاحتراز عن الخطأ في فهم المــعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كــلمــات العرب
ومنفعته: الإحاطة بهذه المــعلومات وطلاقة العبارة وجزالتها والتمكن من التفنن في الكلام وإيضاح المــعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة. فإن قيل: عــلم اللغة عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف من المــطالب التصورية وحقيقة كل عــلم مسائله وهي قضايا كلية أو التصديقات بها وأيا ما كان فهي من المــطالب التصديقية فلا تكون اللغة عــلمــاً.
أجيب: بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة كما في سائر التعاريف من الحدود والرسوم الحقيقية أو الاسمية بل المــقصود من التعريف اللفظي: تعيين صورة من بين الصور الحاصلة ليلتفت إليه ويعــلم أنه موضوع له اللفظ فما له إلى التصديق بأن هذا اللفظ موضوع بإزاء ذلك المــعنى فهو من المــطالب التصديقية لكن يبقى أنه حينئذ يكون عــلم اللغة عبارة عن قضايا شخصية حكم فيها على الألفاظ المــعينة المــشخصة بأنها وضعت بإزاء المــعنى الفلاني والمــسئلة لا بد وأن تكون قضية كلية.
واعــلم: أن مقصد عــلم اللغة مبني على أسلوبين.
لأن منهم: من يذهب من جانب اللفظ إلى المــعنى بأن يسمع لفظا ويطلب معناه.
ومنهم: من يذهب من جانب المــعنى إلى اللفظ فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر.
فمن وضع بالاعتبار الأول فطريقه ترتيب حروف التهجي.
إما باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا تسهيلا للظفر بالمــقصود كما اختاره الجوهري في الصحاح ومجد الدين في القاموس.
وإما بالعكس أي: باعتبار أوائلها أبوابا واعتبار أواخرها فصولا كما اختاره ابن فارس في المــجمل والمــطرزي في المــغرب.
ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المــعاني ويجعل لكل جنس بابا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب.
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب أحداث طرق شتى:
فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن.
ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث.
وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه كالمــطرزي في المــغرب.
وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب والمــقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات.
والكتب المــؤلفة في اللغة كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب حروف الهجاء وألفت كتابا في أصول اللغة سميته البلغة وذكرت فيه كل كتاب ألف في هذا العــلم إلى زمني هذا وذكر صاحب مدينة العلوم كتاب في هذا العــلم وأورد لكل كتاب ترجمة مؤلفه وبسط فيها فليراجعه.
قال ابن خلدون: عــلم اللغة هو بيان المــوضوعات اللغوية.
وذلك أنه لمــا فسدت ملكة اللسان العربي في الحركات المــسماة عند أهل النحو بالإعراب واستنبطت القوانين لحفظها كما قلناه ثم استمر ذلك الفساد بملابسة العجم ومخالطتهم حتى تأدى الفساد إلى موضوعات الألفاظ فاستعمل كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم ميلاً مع هجنة المــتعربين في اصطلاحاتهم المــخالفة لصريح العربية فاحتيج إلى حفظ المــوضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث فشمر كثير من أئمة اللسان لذلك وأملوا فيه الدواوين وكان سابق الحلبة في ذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي ألف فيها كتاب العين فحصر فيه مركبات حروف المــعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي وهو غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي وتأتي له حصر ذلك بوجوه عددية حاصرة.
وذلك أن جملة الكــلمــات الثنائية تخرج من جميع الأعداد على التوالي من واحد إلى سبعة وعشرين وهو دون نهاية حروف المــعجم بواحد لأن الحرف الواحد منها يؤخذ مع كل واحد من السبعة والعشرين فتكون سبعة وعشرين كــلمــة ثنائية ثم يؤخذ الثاني مع الستة والعشرين كذلك ثم الثالث والرابع ثم يؤخذ السابع والعشرون مع الثامن والعشرين فيكون واحدا فتكون كلها أعدادا على توالي العدد من واحد إلى سبعة وعشرين فتجمع كما هي بالعــلم المــعروف عند أهل الحساب ثم تضاعف لأجل قلب الثنائي لأن التقديم والتأخير بين الحروف معتبر في التركيب فيكون الخارج جملة الثنائيات وتخرج الثلاثيات من ضرب عدد الثنائيات فيما يجمع من واحد إلى ستة وعشرين لأن كل ثنائية يزيد عليها حرفا فتكون ثلاثية فتكون الثنائية بمنزلة الحرف الواحد مع كل واحد من الحروف الباقية وهي ستة وعشرون حرفا بعد الثنائية فتجمع من واحد إلى ستة وعشرين على توالي العدد ويضرب فيه جملة الثنائيات ثم يضرب الخارج في ستة جملة مقلوبات الكــلمــة الثلاثية فيخرج مجموع تراكيبها من حروف المــعجم وكذلك في الرباعي والخماسي فانحصرت له التراكيب بهذا الوجه ورتب أبوابه على حروف المــعجم بالترتيب المــتعارف واعتمد فيه ترتيب المــخارج فبدأ بحروف الحلق ثم ما بعده من حروف الحنك ثم الأضراس ثم الشفة وجعل حروف العلة آخرا وهي: الحروف الهوائية.
وبدأ من حروف الحلق بالعين لأنه الأقصى منها فلذلك سمى كتابه بالعين لأن المــتقدمين كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا وهو تسمية بأول ما يقع فيه من الكــلمــات والألفاظ ثم بين المــهمل منها من المــستعمل وكان المــهمل في الرباعي والخماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله تلحق به الثنائي لقلة دورانه وكان الاستعمال في الثلاثي أغلب فكانت أوضاعه أكثر لدورانه.
وضمن الخليل ذلك في كتاب العين واستوعبه أحسن استيعاب وأوعاه وجاء أبو بكر الزبيدي وكتب لهشام المــؤيد بالأندلس في المــائة الرابعة فاختصر مع المــحافظة على الاستيعاب وحذف منه المــهمل كله وكثيرا من شواهد المــستعمل ولخصه للحفظ أحسن تلخيص.
وألف الجوهري من المــشارقة كتاب الصحاح على الترتيب المــتعارف لحروف المــعجم فجعل البداءة منها بالهمزة وجعل الترجمة بالحروف على الحرف الأخير من الكــلمــة لاضطرار الناس في الأكثر إلى أواخر الكــلم وحصر اللغة اقتداء بحصر الخليل.
ثم ألف فيها من الأندلسيين ابن سيدة من أهل دانية في دولة علي بن مجاهد كتاب المــحكم على ذلك المــنحى من الاستيعاب وعلى نحو ترتيب كتاب العين وزاد فيه التعرض لاشتقاقات الكــلم وتصاريفها فجاء من أحسن الدواوين. ولخصه محمد بن أبي الحسن صاحب المــستنصر من ملوك الدولة الحفصية بتونس وقلب ترتيبه إلى ترتيب كتاب الصحاح في اعتبار أواخر الكــلم وبناء التراجم عليها فكانا توأمي رحم وسليلي أبوة.
هذه أصول كتب اللغة فيما عــلمــناه.
وهناك مختصرات أخرى مختصة بصنف من الكــلم مستوعبة لبعض الأبواب أو لكلها إلا أن وجه الحصر فيها خفي ووجه الحصر في تلك جلي من قبل التراكيب كما رأيت.
ومن الكتب المــوضوعة أيضا في اللغة: كتاب الزمخشري في المــجاز بين فيه كل ما تجوزت به العرب من الألفاظ وفيما تجوزت به من المــدلولات وهو كتاب شريف الإفادة.
ثم لمــا كانت العرب تضع الشيء على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظا أخرى خاصة بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج إلى فقه في اللغة عزيز المــأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب.
واختص بالتأليف في هذا المــنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه فقه اللغة وهو من آكد ما يأخذ به اللغوي نفسه أن يحرف استعمال العرب عن مواضعه فليس معرفة الوضع الأول بكاف في التركيب حتى يشهد له استعمال العرب لذلك وأكثر ما يحتاج إلى ذلك الأديب في فني نظمه ونثره حذرا من أن يكثر لحنه في المــوضوعات اللغوية في مفرداتها وتراكيبها وهو أشد من اللحن في الإعراب وأفحش.
وكذلك ألف بعض المــتأخرين في الألفاظ المــشتركة وتكفل بحصرها وإن لم يبلغ إلى النهاية في ذلك فهو مستوعب للأكثر.
وأما المــختصرات المــوجودة في هذا الفن المــخصوصة بالمــتداول من اللغة الكثير الاستعمال تسهيلا لحفظها على الطالب فكثيرة مثل: الألفاظ لابن السكيت والفصيح لثعلب وغيرهما وبعضها أقل لغة من بعض لاختلاف نظرهم في الأهم على الطالب للحفظ والله الخلاق العليم لا رب سواه انتهى.
وذكر في مدينة العلوم من المــختصرات: كتاب العين للخليل بن أحمد والمــنتخب والمــجرد لعلي بن حسن المــعروف بكراع النمل والمــنضد في اللغة المــجرد.
ومن المــتوسطات: المــجمل لابن حسن الفارس وديوان الأدب للفارابي.
ومن المــبسوطات: المــعــلم لأحمد بن أبان اللغوي والتهذيب والجامع للأزهري والعباب الزاخر للصغاني والمــحكم لابن سيدة والصحاح للجوهري واللامع المــعــلم العجاب الجامع بين المــحكم والعباب والقاموس المــحيط1 قال:
ومن الكتب الجامعة: لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمــحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية للشيخ محمد بن مكرم بن علي وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم.
ومن المــختصرات: السامي في الأسامي لــلمــيداني والدستور ومرقاة الأدب والمــغرب في لغة الفقهيات خاصة لــلمــطرزي ومختصر الإصلاح لابن السكيت وكتاب طلبة الطلبة لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد ويختص بالفقهيات.
ومما يختص بغريب الحديث: نهاية الجزري والغريبين جمع فيه وبين غريب الحديث والقرآن
ومنهم من أفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم إلى غير ذلك انتهى.
وذكر تراجم اللغويين تحت الكتب المــذكورة ومن أبسط الكتب في اللغة وأنفعها كتاب تاج العروس في شرح القاموس للسيد مرتضى الزبيدي المــصري البلجرامي وبلجرام قصبة بنواحي قنوج موطن هذا العبد الضعيف. وكتاب المــصباح ومختار الصحاح.
وفي كتابنا البلغة كفاية لمــن يريد الإطلاع على كتب هذا العــلم

علم الخواص

عــلم الخواص
وهو عــلم باحث عن الخواص المــترتبة على قراءة أسماء الله سبحانه وتعالى وكتبه المــنزلة وعلى قراءة الأدعية ويترتب على كل من تلك الأسماء والدعوات خواص مناسبة لها كذا في مفتاح السعادة لطاشكبري زاده.
قال: واعــلم أن النفس بسبب اشتغالها بأسماء الله تعالى والدعوات الواردة في الكتب المــنزلة تتوجه إلى الجناب المــقدس وتتخلى عن الأمور الشاغلة لها عنه فبواسطة ذلك التوجه والتخلي تفيض عليها آثار وأنوار تناسب استعدادها الحاصل لها بسبب الاشتغال ومن هذا القبيل الاستعانة بخواص الأدعية بحيث يعتقد الراقي أن ذلك بفعل السحر انتهى.
أقول: خواص الأشياء ثابتة وأسبابها خفية لأننا نعــلم أن المــغناطيس يجذب الحديد ولا نعرف وجهه وسببه وكذلك في جميع الخواص إلا أن علل بعضها معقولة وبعضها غير معقولة المــعنى.
ثم إن تلك الخواص تنقسم إلى أقسام كثيرة منها خواص الأسماء المــذكورة الداخلة تحت قواعد عــلم الحروف وكذلك خواص الحروف المــركبة عنها الأسماء وخواص الأدعية المــستعملة في العزائم وخواص القرآن.
قال أبو الخير: غاية ما يذكر في ذلك تجارب الصالحين وورد في ذلك بعض من الأحاديث أوردها السيوطي في الإتقان وقال:
بعضها موقوفات على الصحابة والتابعين وما لم يرد أثره فقد ذكر الناس من ذلك كثيرا والله - سبحانه وتعالى - أعــلم بصحته.
ويقال: أن الرقي بالمــعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفا بإذن الله سبحانه وتعالى. فــلمــا عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني ويشير إلى هذا قوله1 عليه الصلاة والسلام: "لو أن رجلا موقنا قرأ بها على جبل لزال". وأجاز القرطبي الرقية بأسماء الله وكلامه - سبحانه وتعالى - قال: فإن كان مأثورا استحب.
قال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن يرقى بكتاب الله تعالى وبما يعرف من ذكر الله.
قال الحسن البصري ومجاهد والأوزاعي: لا بأس بكتب القرآن في إناء ثم غسله وسقيه المــريض وكرهه النخعي.
ومنها: خواص العدد والوفق والتكسير.
ومنها: خواص الأعداد المــتحابة والمــتباغضة.
قال في مدينة العلوم: أن كنكة المــلك من حكماء الهند استنبط الأعداد المــتحابة وذكر أنها إذا وضعت في طعام أو شراب أو غير ذلك مما يستعمله شخصان تآلف بينهما محبة عجيبة
وإن رسمتها على ثوبك لم يفارقك والعدد الأصغر منها كزد والعدد الأكبر منها فرد ترسمها برسم قــلم الغبار وتعطي الأصغر من شئت وتأكل أنت الأكبر فإن الأصغر يطيع الأكبر بخاصية ظريفة ويستعمل في الزبيب وحب الرمان وأشباههما عدد الأسماء.
ثم إن أفلاطون الآلهي بين خواص الأعداد المــتحابة والمــتباغضة وذكر أنه لو كتب أعداد المــتحابة في كوز لم يمسه المــاء وشرب منه شخصين فإنه يتولد بينهما محبة أكيدة لم يعهد ذلك قبل وأنه لو فعل في الأعداد المــتباغضة مثل ذلك فإنه يظهر بينهما عداوة راسخة بإذن الله انتهى.
وبينه في تذكرة الأحباب في بيان التحاب مستوفى ببراهين عددية وخواص البروج والكواكب وخواص المــعدنيات وخواص النباتات وخواص الحيوانات وخواص الأقاليم والبلدان وخواص البر والبحر وغير ذلك.
وصنف في هذه الخواص جماعة منهم: أحمد البوني والغزالي والتميمي والجلنكي في كنز الاختصاص وهو كتاب مفيد في تلك المــقاصد وغيرهم وخواص الأسرار في بواهر الأنوار وخواص الأسماء الحسنى للشيخ أبي العباس أحمد البوني مختصر وللشيخ جمال الدين قال في مدينة العلوم: عــلم الخواص عــلم يحصل بسبب ترتيب ما له الخواص من المــعادن والإبحار وغير ذلك آثار عجيبة وأمور غريبة يتحير فيها الناظرون.
ومنها أن بعضا من الأوائل بنى دارا وجعل في جدرانها الأربعة والسقف والأرض ومن أحجار المــغناطيس متساوية المــقدار وجعل في وسطها صليبا إلى نفسه فوقف ذلك الحديد بالضرورة في الهواء في وسط البيت وافتتن بذلك جمع من النصارى.
ومنها: أن في النبات نبتا إذا طلى به الإنسان بدنه لم تحرقه النار وأمثال ذلك كثيرة مذكورة في كتب الخواص.
واعــلم أن الخواص قد تترتب على أسماء الله تعالى وعلى الآيات التنزيلية وآيات التوراة والإنجيل لكن تلك الخواص ليست من فروع عــلم السحر بل هي من فروع عــلم القرآن انتهى1. 

علم الشرع

عــلم الشرع
هو: عــلم صدر عن الشرع أو توقف عليه العــلم الصادر عن الشرع توقف وجود كعــلم الكلام أو توقف كمال كعــلم العربية والمــنطق كذا قال أبو حجر المــكي في شرح أربعين النووي.
ومن آلات هذا العــلم: عــلم الصرف والنحو واللغة والمــعاني والبيان.
والعــلم الشرعي عبارة عن التفسير والحديث.
وأما الفقه: فهو من علوم الدنيا والشرع ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام التي جاء بها كتابه المــنزل ونبيه المــرسل المــوحي إليه منه تعالى سواء كانت متعلقة بكيفية عمل وتسمى: فرعية وعملية ودون لها عــلم الفقه أو بكيفية الاعتقاد وتسمى: أصلية واعتقادية ودون لها عــلم الكلام ويسمى الشرع أيضا: بالدين والمــلة.
فإن تلك الأحكام من حيث أنها تطاع لها دين.
ومن حيث أنها تملي وتكتب ملة.
ومن حيث أنها مشروعة شرع فالتفاوت بينها بحسب الاعتبار لا بالذات إلا أن الشريعة والمــلة تضافان إلى النبي - صلى الله عليه وســلم - وإلى الأمة فقط استعمالا والدين يضاف إلى الله تعالى أيضاً.
وقد يعبر عنه بعبارة أخرى فيقال: هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختبارهم المــحمود إلى الخير بالذات وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم.
فإن الوضع الإلهي هو: الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم السلام.
وقد يخص الشرع بالأحكام العملية الفرعية وإليه يشعر ما في شرح العقائد النسفية.
العــلم المــتعلق بالأحكام الفرعية يسمى: عــلم الشرائع والأحكام. وبالأحكام الأصلية يسمى: عــلم التوحيد والصفات. انتهى.
وما في التوضيح من أن الحكم بمعنى خطاب الله تعالى على قسمين: شرعي: أي خطاب الله بما يتوقف على الشرع ولا يدرك لولا خطاب الشارع كوجوب الصلاة.
وغير شرعي: أي خطابه تعالى بما لا يتوقف على الشرع بل الشرع يتوقف عليه كوجوب الإيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وســلم – انتهى.
وما في شرح المــواقف من أن الشرعي هو الذي يجزم العقل بإمكانه ثبوتا وانتفاء ولا طريق للعقل إليه ويقابله العقلي وهو ما ليس كذلك انتهى.
وقد يطلق الشرع على القضاء أي حكم القاضي.
ثم الشرعي كما يطلق على ما مر كذلك يطلق على مقابل الحسي.
فالحسي: ما له وجود حسي فقط.
والشرعي: ما له وجود شرعي مع الوجود الحسي كالبيع فإن له وجودا حسيا ومع هذا له وجود شرعي فإن الشرع يحكم بأن الإيجاب والقبول المــوجودين حسا يرتبطان ارتباطا حكميا فيحصل معنى شرعي يكون المــلك أثرا له فذلك المــعنى هو البيع حتى إذا وجد الإيجاب والقبول في غير المــحل لا يعتبره الشرع كذا في التوضيح وفي التلويح.
وقد يقال: إن الفعل إن كان موضوعا في الشرع لحكم مطلوب فشرعي وإلا فحسي انتهى
وقيل: الشرع المــذكور على لسان الفقهاء بيان الأحكام الشرعية.
والشريعة كل طريقة موضوعة بوضع إلهي ثابت من نبي من الأنبياء ويطلق كثيرا على الأحكام الجزئية التي يتهذب بها المــكلف معاشا ومعادا سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعة إليه.
والشرع كالشريعة كل فعل أو ترك مخصوص من نبي من الأنبياء صريحا أو دلالة فإطلاقه على الأصول الكلية مجاز وإن كان بخلاف المــلة فإن إطلاقها على الفروع مجاز وتطلق على الأصول حقيقة كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وغيرها ولا يتطرق النسخ فيها ولا تختلف الأنبياء فيها.
والشرع عند أهل السنة ورد منشأ للأحكام
وعند أهل الاعتزال ورد مجيزا لحكم العقل ومقررا له لا منشأ وقوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} قال ابن عباس: الشرعة ما ورد به القرآن والمــنهاج ما ورد به السنة.
والشريعة هي: الإئتمار بالتزام العبودية وقيل: هي الطريق في الدين وحينئذ الشرع والشريعة مترادفان كذا في الجرجاني وكذا في كشاف اصطلاحات الفنون.

ثلم

(ثــلم)
الْجِدَار وَغَيره ثــلمًــا أحدث فِيهِ شقا والإناء كسر حرفه وَيُقَال ثــلم فِي مَاله وَفِي عرضه وَالسيف صيره غير ماضي الْقطع

(ثــلم) الشَّيْء ثــلمًــا صَارَت فِيهِ ثــلمــة يُقَال ثــلم الْوَادي انْكَسَرَ جَانِبه وثــلم الطَّرِيق تحفر والسكين وَنَحْوه كل حَده وَالرجل بلد طبعه فَهُوَ ثليم
الثــلم: هو حذف الفاء من فعولن ليبقى عولن، وينقل إلى فعلن ويسمى: أثــلم.
ثــلم: الثُّــلْمَــةُ: ثُــلْمَــةُ الإِنَاءِ والحائطِ ونَحْوِه.
وانْثَــلَمْــنَا عليه: أي أنْصَيْنَاه.
والأثْــلَمُ من أجْزَاءِ العَرْوْضِ: ما سَقَطَ من وَزْنِ البَيْتِ واوٌ.
[ثــلم] نه فيه: نهى عن الشرب من "ثــلمــة" القدح أي موضع الكسر منه لأنه لا يتماسك عليها فم الشارب، وربما انصب المــاء على ثوبه وبدنه، وقيل: لأنه لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء، وورد أنه مقعد الشيطان ولعله أراد به عدم النظافة.
ث ل م : الثُّــلْمَــةُ فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ الْخَلَلُ وَالْجَمْعُ ثُــلَمٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَثَــلَمْــتُ الْإِنَاءَ ثَــلْمًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَسَرْتُهُ مِنْ
حَافَتِهِ فَانْثَــلَمَ وَتَثَــلَّمَ هُوَ. 

ثــلم


ثَــلَمَ(n. ac. ثَــلْم)
a. Broke the edge of, notched.
b. Made a breach, or gap, in.
c. Slandered, reviled.

ثَــلِمَ(n. ac. ثَــلَم)
a. Was notched, jagged.
b. Had a breach, or gap.

ثَــلَّمَa. see I (a)
تَثَــلَّمَــإِنْثَــلَمَa. Was notched, jagged.

ثَــلْم
ثُــلْمَــة
(pl.
ثُــلَم
إِثْلِيْم)
a. Broken place, notch; breach, gap.

ثــلم: ثَــلَمَ الإِناءَ والسيفَ

ونحوَه يَثْــلِمُــهُ ثَــلْمــاً وثــلَّمــه فانْثَــلَم وتَثَــلّم: كسر حَرْفَه.

ابن السكيت: يقال في الإِناء ثَــلْم إِذا انكسر من شَفَتِه شيء، وفي السيف

ثَــلْم. والثُّــلْمــة: المــوضع الذي قد انْثَــلم، وجمعها ثُــلَم، وقد انْثَــلَم

الحائط وتَثَــلَّم؛ وقال الشاعر:

[ثــلم] الثُــلْمَــةُ: الخلل في الحائط وغيره. وقد ثَــلَمْــتُهُ أَثْــلِمُــهُ بالكسر ثَــلْمــاً. يقال: في السيف ثَــلْمٌ، وفي الإناء ثَــلْمٌ، إذا انكسر من شفته شئ. وثــلم الوادي بالتحريك، وهو أن يَنْثَــلِمَ حرفه. وثــلمــت الشئ فانثــلم وتثــلم. وثــلم الشئ بالكسر يثــلم، فهو أثــلم بَيِّن الثَــلَمِ. وثَــلَّمْــتُهُ أيضاً شُدِّد للكثرة. والمــثــلم: اسم موضع.
ث ل م: (الثُّــلْمَــةُ) الْخَلَلُ فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ وَقَدْ (ثَــلَمَــهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْثَــلَمَ) وَ (تَثَــلَّمَ) وَ (ثَــلَّمَــهُ) أَيْضًا مُشَدَّدًا لِلْكَثْرَةِ. وَفِي السَّيْفِ (ثَــلْمٌ) وَفِي الْإِنَاءِ ثَــلْمٌ إِذَا انْكَسَرَ مِنْ شَفَتِهِ شَيْءٌ. وَ (ثَــلِمَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (أَثْــلَمُ) . 
ث ل م

ثــلمــت الحائط ثــلمــاً وثــلمــته، وحائط مثلوم ومثــلم، وقد انثــلم وتثــلم، وفيه ثــلمــة وثــلم، وحوض ونؤىً أثــلم، وقد ثــلم ثــلمــاً. ويقال: في السيف ثــلم، وفي الإناء ثــلم. قال النابغة:

رماد ككحل العين ما إن أبينه ... ونؤى كجذم الحوض أثــلم خاشع

ومن المــجاز: هذا مما يكــلم الدين، ويثــلم اليقين. وموت فلان ثــلمــة في الإسلام لا تسد. وقد انثــلمــوا عليه، وانثلوا، وانثالوا، وانهالوا، وانهدّوا، وانصبوا.
(ثــلم) - في الحَدِيث: "نَهَى عن الشُّربِ من ثُــلمَــةِ القَدَح".
: أي مَوضِع الكَسْر منه، وإنما نَهَى عنه، لأنَّه لا يَتَماسَك عليها فَمُ الشَّارِب فينصَبّ على بَدَنِه وَثوبِه.
وقيل: إنه مَقْعَد الشَّيْطان، وَرَد ذلك في الحَدِيث، ويُمكِن أن يكون المَــعْنَى فيه، أن مَوضِعَها لا ينَالُه التَّنْظِيفُ التَّامُّ إذا غُسِل الِإناء، فيكون شُرْبُه على غَيرِ نَظَافة، وذلك من تَسْوِيل الشَّيْطان، وكذلك إذا سَالَ المَــاءُ فأَصابَ وَجهَه وثَوبَه، فإنَّما هو من إِيذاءِ الشَّيطان.
[ث ل م] ثَــلَمَ الإناءَ والسَّيْفَ ونحوَه يَثْــلِمُــه ثَــلْمًــا وثَــلَّمَــه فانْثَــلَمَ وتَثَــلَّمَ كَسَرَ حَرْفَه والثُّــلْمَــةُ فُرْجَةُ الحَرْفِ المَــكْسُورِ والثَّــلَمُ في الوادِي أَنْ يَنْثَــلِمَ جُرْفُه وكذلِكَ هو في النُّؤْيِ والحَوْضِ والثَّــلْمُ في العَرُوضِ نَوْعٌ من الخَرْمِ وهُو يكونُ في الطَّوِيلِ والمُــتَقارَبِ وثُــلِمَ في مالِه ثَــلْمَــةً إِذا ذَهَبَ منه شَيْءٌ والأَثْــلَمُ التُّرابُ والحِجارَةُ كالأَثْلَبِ عن الهَجَرِيِّ لا أَدْرِي أَلُغَةٌ أَم بَدَلٌ وأنشد

(أَحْلِفُ لا أُعْطِي الخَبِيثَ دِرْهَمَا ... )

(ظُــلْمًــا ولا أُعْطِيهِ إِلاّ الأَثْــلَمَــا ... )

ومُثَــلَّمٌ اسمٌ والثَّــلْمــاءُ مَوْضِعٌ والثَّــلَمُ مَوْضِعٌ أَيضًا قالَ جَرِيرٌ

(هَلْ رامَ أَمْ لَمْ يَرِمْ ذُو الجِزْعِ فالثَّــلَمُ ... ذَاكَ الهَوَى منكِ لا دانٍ ولا أَمَمُ)

أَرادَ ذاكَ المَــهْوِيُّ فوضَعَ المَــصْدَرَ موضِعَ المَــفْعُولِ ويُرْوَى فالسَّــلَمُ والمُــتَثَــلَّمُ مَوْضِعٌ رَواهُ أَهْلُ المَــدِينَةِ في بَيْتِ زُهَيْرٍ

(بحَوْمانَةً الدَّرّاجِ فالمُــتَثَــلَّمِ ... )

ورِوايَةُ غَيْرِهم من أَهْلِ الحِجازِ الدَّرّاجِ فالمُــتَثَــلِّمِ وأَبُو المُــثَــلَّمِ من شُعَرائِهم

ثــلم

1 ثَــلَمَــهُ, aor. ـِ (T, S, M, Msb, K,) inf. n. ثَــلْمٌ, (S, M, Msb,) He broke its edge; (S, * M, Msb, K;) namely, that of a vessel, (M, Msb, K,) and of a sword, and the like; (M, K;) as also ثَــلِمَــهُ, aor. ـَ (K, TA; [but I suspect that this latter form of the verb has been taken from a copy of the S in which the intrans. verb ثَــلِمَ has been erroneously made trans,;]) and ↓ ثــلّمــهُ; (M, K;) or this last signifies he did so much, or in many places: (S:) and the first signifies also he made a gap, or breach, in it; namely, a wall. (T, * S.) b2: [Hence,] ثُــلِمَ فِى مَالِهِ, (TA,) or ثُــلِمَ فِى مَالِهِ ثَــلْمَــةً, (M,) (tropical:) He suffered the loss of somewhat of his property. (M, TA.) And هٰذَا مِمَّا يَكْــلِمُ الدِّينَ وَيَثْــلِمُ اليَقِينَ (assumed tropical:) [This of the things that wound religion and impair sure faith]. (TA.) A2: ثَــلِمَ, aor. ـَ inf. n. ثَــلَمٌ; (S;) and ↓ انثــلم, and ↓ تثــلّم; (S, M, Msb, K;) said of a thing, (S,) a vessel, (M, Msb, K,) a sword, and the like, (M, K,) It was, or became, broken in its edge: (S, * M, Msb, K:) [or ↓ the last, being quasi-ـلْمَــفْعُولِ or لِــلْمَــجْهُولِ">pass. of 2, it was, or became, broken much, or in several places, in its edge:] and ↓ انثــلم and ↓ تثــلّم are said of a wall [as signifying it had a gap or breach, or gaps or breaches, made in it]. (T.) ثَــلَمٌ, [the inf. n. of ثَــلِمَ,] when relating to a valley, signifies The having its حَرْف, (T, M, K, and so in a copy of the S, [meaning brink, or edge,]) or its جُرُف, (so in other copies of the S, [meaning its abrupt, water-worn, bank,]) broken; (T, S, M, K, TA;) i. e., broken down: (TA:) and in like manner, in relation to a trench dug round a tent to prevent the rain-water from entering it, and in relation to a watering-trough, or tank. (M, TA.) [Golius and Freytag have explained it as signifying the part so broken; but I do not think that this can be meant by the explanation given above.]2 ثَــلَّمَ see 1.5 تَثَــلَّمَ see 1, in three places.7 إِنْثَــلَمَ see 1, in two places. b2: You say also, انثــلمــوا عَلَيْهِ They poured forth, or down, upon him, or against him; as also انثلّوا. (Z, TA.) ثَــلْمٌ A break of the edge in a vessel (ISk, T, S) and in a sword. (T, S.) [See also what next follows.]

ثُــلْمَــةٌ A gap, or breach, (S, M, Msb, K,) in a wall &c., (S, Msb,) or of a thing that is broken, and of a thing ruined, (K,) or of a broken edge: (M:) or a place that has been broken in an edge, or that has had a gap, or breach, made in it: (T, TA:) a broken place of a vessel: (TA:) pl. ثُــلَمٌ. (T, Msb.) [See also ثَــلْمٌ.] b2: [Hence,] مَوْتُ فُلَانٍ ثُــلْمَــةٌ فِى الإِسْلَامِ ثُــلْمَــةٌ لَا تُسَدُّ (tropical:) [The death of such a one is an occasion of a gap in the body of the Muslims; a gap that will not be filled up]. (TA.) [See also its syn. خَلَّةٌ.]

أَثْــلَمُ A thing [such as a vessel and a sword and the like] broken in its edge: (S:) a wateringtrough, or tank, broken in its side. (TA.) A2: أَثْــلَمٌ Dust, or earth; 'and stones; like أَثْلَبٌ; accord. to El-Hejeree: but [ISd adds,] whether it be a dial. var. or formed by substitution, I know not. (M.)
ثــلم
ثــلَمَ يَثــلِم، ثَــلْمًــا، فهو ثالِم، والمــفعول مَثْلوم
• ثــلَم الإناءَ: كسر حافَّته.
• ثــلَم الجدارَ: أحدث فيه شَقًّا أو خَلَلاً.
• ثــلَم السِّكِّينَ: جعلها غير ماضية القطع.
• ثــلَم فلانًا في عرضه: طعنه فيه وأساء إلى سمعته. 

ثــلِمَ يَثــلَم، ثَــلَمًــا، فهو ثَــلِم
• ثــلِم الشَّيءُ: صارت فيه ثُــلْمَــة أي صدع أو ثغرة، أو شقّ "جدارُ ثــلِمٌ: متصدّع- ثــلِم المــنزل بسبب الزلزال".
• ثــلِمــت السِّكينُ ونحوُها: كَلَّ حَدُّها وضعفت "حدٌّ ثــلِم: لا يقطع".
• ثــلِم الرَّجُلُ: بلُد طبعه "رجلٌ ثــلِم: بليد الطبع". 

انثــلمَ ينثــلم، انثلامًا، فهو مُنثــلِم
• انثــلم الجدارُ: مُطاوع ثــلَمَ: صارت فيه ثُــلْمــة أو شَقّ.
• انثــلم الإناءُ: انكسرت حافَّته.
• انثــلم السِّكِّينُ: أصبح غير حاد. 

تثــلَّمَ يتثــلَّم، تَثَــلُّمًــا، فهو مُتَثَــلِّم
• تثــلَّم السَّيفُ: مُطاوع ثــلَّمَ: ضعُف حده. 

ثــلَّمَ يثــلِّم، تَثْلِيمًا، فهو مُثَــلِّم، والمــفعول مُثَــلَّم
• ثــلَّمَ السِّكِّينَ: ثــلَمــها، جعلها غير ماضية القطع. 

تثليم [مفرد]:
1 - مصدر ثــلَّمَ.
2 - (عر) إتيان الشاعر بأسماء يقصر عنها العروض، فيضطر إلى ثَــلْمــها والنقص منها. 

ثَــلْم [مفرد]: ج ثُلوم (لغير المــصدر):
1 - مصدر ثــلَمَ.
2 - شَقٌّ، صَدْع "ثَــلْم في المــرآة".
3 - (عر) حذف الفاء من (فَعُولُن). 

ثَــلَم [مفرد]: مصدر ثــلِمَ

ثَــلِم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثــلِمَ

ثُــلْمَــة [مفرد]: ج ثُــلُمــات وثُــلْمــات وثُــلَم:
1 - ثُغْرة، فُرجة، صدْع، موضع الكسر "سدَّ ثُــلْمــةً في الحائط" ° ثُــلْمَــة لا تُسَدُّ: خَسارةٌ لا تُعوَّض، أو فراغٌ لا يُملأ.
2 - (جو) شق صغير في الصخور.
• ثُــلْمــة العين: (طب) مرض ينتج عنه فقدان جزء من الرؤية. 
ثــلم

(ثَــلَمَ الإِناءَ والسَّيْفَ وَنَحْوه كضَرَبَ وفَرِحَ) يَثْــلِمُــه ويَثْــلَمُــه ثَــلْمّــا (وَثَــلَّمَــهُ) بالتَّشديد (فانْثَــلَم وتَثَــلَّمَ) : أَي (كَسَرَ حَرْفَهُ فَانْكَسَر) ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: فِي الإناءِ ثَــلْمٌ: إِذا انْكَسَرَ من شَفَتِه شَيْءٌ.
(والثُّــلْمَــةُ، بالضَّمِّ: فُرْجَةُ المَــكْسُورِ والمَــهْدُومِ) وَهُوَ المــوضِعُ الَّذِي قد انْثَــلَم، وَالْجمع ثُــلَم. وَفِي الصِّحَاح: الثُّــلْمَــةُ: الخَلَلُ فِي الْحَائِط وغَيْرِه، وَفِي الحَدِيث: " نَهى أَنْ يُشْرَب من ثُــلْمَــةِ القَدَح " أَي: مَوضِع الكَسْر، أَي: أَنه لَا يَتَماسَكُ عَلَيْهَا فَمُ الشَّارِب ورُبَّما انصبَّ المــاءُ على ثَوْبِهِ وَبَدَنِهِ، وَقيل: لأنَّ موضِعَها لَا يَنالُه التَّنْظيف التامّ إِذا غسل الْإِنَاء، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث: " أَنَّه مقْعَدُ الشَّيْطان "، ولعلّه أَرَادَ عَدَمَ النَّظافَة.
(والثَّــلَمُ، مُحَرّكةً: أَنْ يَنْثَــلِمَ جُرْفُ الْوَادي) أَي: يَنْهار، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي النُّؤْيِ والحَوْض.
(و) الثَّــلَمُ: (ع) بناحِيَةِ الصَّمّان، قَالَ الأزهريُّ: وَقد رَأَيْتُه، وَأَنْشَدَني أعرابيّ:
(تَرَبَّعَتْ جَوَّ خُوَيٍّ فالثَّــلَمْ ... )

قلتُ: وَمِنْه قولُ زُهَيْر:
(هَل رامَ أمْ لم يَرِمْ ذُو الجِزْع فالثَّــلَمُ ... ذاكَ الَهَوى مِنْكَ لَا دانٍ وَلَا أَمَمُ)

(ويُقالُ لَهُ: الثَّــلْمــاءُ أَيْضا) ، وقِيل: هُوَ موضعٌ آخر. وَقَالَ نصر: الثَّــلْمــاءُ: ماءٌ لِرَبِيعَةَ بن قُرَيْطٍ بظَهْر نَمَلَى. (و) المُــثَــلَّم، (كَمُعَظَّمٍ: ع، والمُــتَثَــلَّم، بفَتْح اللاَّم) : اسْم (أَرْض) ، هَكَذَا رَواهُ أهلُ الْمَــدِينَة فِي بَيت زُهَيْر:
(بحَوْمانَةِ الدُّرّاج فالمُــتَثَــلَّمِ ... )

وروايةُ غيرِهم من أهلِ الحِجاز بِكَسْرِ اللَّام، وَقَالَ آخر:
(بالجرْفِ فالصَّمّانِ فالمُــتَثَــلَّم ... )

(والأَثْــلَمُ فِي العَرُوضِ) مثل (الأَثْرَم) وَهُوَ نوعٌ من الخَرْمِ يكون فِي الطَّوِيل والمُــتقارَب. [] وَمِمّا يُسْتَدُرَكُ عَلَيْه:
الأَثْــلَم: التُّرابُ والحِجارَة، كالأَثْلَبِ، عَن الهَجَرِيِّ، وأنْشَدَ:
(أَحْلِفُ لَا أُعْطٍ ي الخَبِيثَ دِرْهَمَا ... ) (ظُــلْمــاً وَلَا أُعْطيهِ إِلَّا الأَثْــلَمــا)

وَحَوْضٌ أَثْــلَمُ: قد كُسِرَ جانِبُه.
وَثُــلِمَ فِي مالِه، كَعُنِيَ: إِذا ذَهَبَ مِنْهُ شيءٌ، وَهُوَ مجَاز.
وَيُقَال: هَذَا مِمَّا يَكْــلِمُ الدّينَ، ويَثْــلِمُ اليَقِينَ.
وموتُ فُلانٍ ثَــلْمَــةٌ فِي الْإِسْلَام لَا تُسَدّ، وَهُوَ مجَاز. وانْثَــلَمُــوا عَلَيْهِ: انْصَبَّوا وانْهالُوا كانْثَلَّوا، نَقله الزمخشريّ.
والمُــثَــلَّم، كَمُعَظَّم: اسمُ رَجُلٍ.
وَأَبُو المُــثَــلَّمِ الهُذَليُّ: شاعِرٌ.

علم المنطق

عــلم المــنطق
ويسمى عــلم المــيزان أيضا وهو: عــلم يتعرف منه كيفية اكتساب المــجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المــعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المــجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المــبسوطة في المــنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمــنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المــنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المــنطق بالمــفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المــنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل عــلم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المــنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعــلم المــنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا المــيزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المــنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العــلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لمــا جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العــلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العــلم.
قالوا: ويستغنى عنه المــؤيد من الله تعالى ومن عــلمــه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المــرتبة فما بال الأئمة المــقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العــلمــاء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المــأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المــستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في عــلم النحو.
وأصول المــنطق تسعة على المــشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المــغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العــلمــي حاشية شرح هداية الحكمة المــيبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المــصنفة في المــنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمــطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المــرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المــولوي عبد الحق.
وتهذيب المــنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المــنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المــنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعــلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المــقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى عــلم المــنطق بل يصدر عنه العــلم المــطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام المــوزون ممن لا يعــلم بعــلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المــنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد الســلم المــراد.
وقد اختلف أهل العــلم في أن المــنطق من العــلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العــلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمــعرفة لــلمــاهيات والحجج المــفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المــحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المــحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المــتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المــحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المــتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المــنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المــنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لمــا خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العــلم إما تصور لــلمــاهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المــطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمــعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العــلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المــطالب العــلمــية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المــنطق.
وتكــلم فيه المــتقدمون أول ما تكــلمــوا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمــعــلم الأول وكتابه المــخصوص بالمــنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المــطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المــطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المــطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المــطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العــلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المــادة ونعني به المــادة المــنتجة لــلمــطلوب المــخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المــنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المــحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المــقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المــنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المــعرفات والحدود إذ المــطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المــطابقة بين الحد والمــحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المــتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المــفيد قطع المــشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المــشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المــواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المــناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المــغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المــفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المــراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المــقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المــنطق الثمانية عند المــتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المــفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في المــلة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المــتأخرون فغيروا اصطلاحات المــنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المــقولات لأن نظر المــنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكــلمــوا في القياس من حيث إنتاجه لــلمــطالب على العموم لا بحسب المــادة وحدقوا النظر فيه بحسب المــادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يــلم بعضهم باليسير منها إلمــاما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المــهم المــعتمد في الفن.
ثم تكــلمــوا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المــشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر المــوجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المــجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المــتعــلمــون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المــتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المــنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المــنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المــنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولمــا رغب الخليفة المــأمون في علوم الأوائل أرسل إلى المــلك المــذكور وطلب الكتب فــلم يرسل فغضب المــأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى المــلك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المــســلمــين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن المــلك فأرسلها إلى المــأمون فجمع المــأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمــعــلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المــبنية بأصبهان المــسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعــلم أن الأوائل من المــلوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولمــا انقضت دولتهم باستيلاء المــلك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فــلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولمــا انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المــبسوطة في المــنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمــناهج كلها في المــنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمــحمد بن عبد المــلك الخونجي وهو صاحب المــوجز في المــنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمــطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش المــلقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المــقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: المــلخص وشرح الإشارات للرازي والمــعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمــهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المــعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولمــا أحس بالمــوت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المــعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المــائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المــنطق فعليك بتعديل المــيزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالمــا تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المــنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
عــلم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعــلم المــذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمــهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على المــلك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له المــلك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المــنصور واسمي المــبارك ومن قبل الله أقبلت والمــلك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي المــلك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم المــلك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن المــلك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المــؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المــقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المــطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المــســلمــين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المــستقيم لمــخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المــســلمــين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المــســلمــون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المــسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المــستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.

علم الطبعي

عــلم الطبعي
هو عــلم يبحث فيه عن أحوال الأجسام الطبعية وموضوعه الجسم ويسمى أيضا بالعــلم الأدنى وبالعــلم الأسفل وهو عــلم بأحوال ما يفتقر إلى المــادة في الوجودين.
وموضوعه الجسم الطبعي من حيث إن يستعد للحركة والسكون.
وفي إرشاد القاصد للشيخ الأكفاني السخاوي العــلم الطبعي: عــلم يبحث فيه عن أحوال الجسم المــحسوس من حيث هو معرض للتغير في الأحوال والثبات فيها.
فالجسم من هذه الحيثية موضوعه. وأما العلوم التي تفرع عليه وتنشأ منه فهي عشرة.
وذلك لأن نظره إما أن يكون فيما يفرع على الجسم البسيط أو الجسم المــركب أو ما يعمهما.
والأجسام البسيطة أما الفلكية فأحكام النجوم.
وأما العنصرية فالطلسمات.
والأجسام المــركبة أما ما لا يلزمه مزاج وهو: عــلم السيميا.
وما يلزمه مزاج فإما بغير ذي نفس فالكيمياء أو بذي نفس.
فأما غير مدركة فالفلاحة.
وأما مدركة فأما لها مع ذلك أن يعقل أولا.
الثاني البيطرة والبيزرة وما يجري مجراهما.
والذي بذي النفس العاقلة هو الإنسان وذلك إما في حفظ صحته واسترجاعها وهو الطب أو أحواله الظاهرة الدالة على أحواله الباطنة وهو الفراسة أو أحوال نفسه حال غيبته عن حسه وهو تعبير الرؤيا والعام للبسيط والمــركب السحر انتهى.
وأصول الطبعي ثمانية:
الأول: العــلم بأحوال الأمور العامة للأجسام.
الثاني: العــلم بأركان العالم وحركاتها وأماكنها المــسمى بعــلم السماء والعالم.
الثالث: العــلم بكون الأركان وفسادها.
الرابع: العــلم بالمــركبات الغير التامة لكائنات الجو.
الخامس: العــلم بأحوال المــعادن.
السادس: العــلم بالنفس النباتية.
السابع: العــلم بالنفس الحيوانية.
الثامن: العــلم بالنفس الناطقة.
قال ابن خلدون: هو عــلم يبحث عن الجسم من جهة ما يلحقه من الحركة والسكون فينظر في الأجسام السماوية والعنصرية وما يتولد عنها من حيوان وإنسان ونبات ومعدن وما يتكون في الأرض من العيون والزلازل وفي الجو من السحاب والبخار والرعد والبرق والصواعق وغير ذلك وفي مبدأ الحركة للأجسام وهو النفس على تنوعها في الإنسان والحيوان والنبات.
وكتب أرسطو فيه موجودة بين أيدي الناس مع ما ترجم من علوم الفلسفة أيام المــأمون وألف الناس على حذوها.
وأوعب من ألف في ذلك ابن سينا في كتاب الشفا جمع فيه العلوم السبعة للفلاسفة.
ثم لخصه في كتاب النجاة.
وفي كتاب الإشارات وكأنه يخالف أرسطو في الكثير من مسائلها ويقول برأيه فيها وأما ابن رشد فلخص كتب أرسطو وشرحها متبعا له غير مخالف وألف الناس في ذلك كثيرا لكن هذه هي المــشهورة لهذا العهد والمــعتبرة في الصناعة.
ولأهل المــشرق عناية بكتاب الإشارات لابن سينا وللإمام ابن الخطيب عليه شرح حسن وكذا الآمدي وشرحه أيضا نصير الدين الطوسي المــعروف بخواجه من أهل المــشرق وبحث مع الإمام في كثير من مسائله فأوفى على أنظاره وبحوثه وفوق كل ذي عــلم عليم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

علم الرمل

عــلم الرمل
هو عــلم يعرف به الاستدلال على أحوال المــسئلة حين السؤال بأشكال الرمل وهي اثنا عشر شكلا على عدد البروج وأكثر مسائل هذا الفن أمور تخمينية مبنية على التجارب فليس بتام الكفاية ولا يفيد اليقين في مثل هذه الأمور الخفية لأنهم يقولون كل واحد من البروج يقتضي حرفا معينا وشكلا من أشكال الرمل فإذا سئل عن المــطلوب فح يقتضي وقوع أوضاع البروج شكلا معينا فبدل بسبب المــدلولات وهي البروج على أحكام مخصوصة مناسبة لأوضاع تلك البروج لكن المــذكورات أمور تقريبية لا يقينية ولذلك قال عليه السلام: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قيل هو: إدريس عليه السلام وهو معجزة له والمــراد التعليق بالمــحال وإلا لمــا بقي الفرق بين المــعجزة والصناعة.
روي عن بعض المــشايخ أنه سئل عن النبي - صلى الله عليه وســلم - عنه فقال من جملة الآثار التي ذكر الله - سبحانه وتعالى - قال: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِــلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وفي مصباح الرمل أين عــلم معجزة ششن بيغمبراست عليهم السلام: الأول آدم، الثاني إدريس، الثالث لقمان، الرابع أرميا، الخامس أشعيا، السادس دانيال عليهم السلام يس اكر خط موافق خط بيغمبران أمدكما ينبغي حلال بود. والكتب المــؤلفة في هذا الباب كثيرة يعرفها أهلها.
منها أبواب الرمل أصل مفاتيح أصول الرمل.
أنوار إقليدي تأليف مولانا بشه تحفه شاهي تقويم الرمل تلخيص توضيح تهذيب جامع الأسرار جهان رمل خلاصة البحرين ذخيرة رسالة يونس. رسالة سرخواب رسالة كله كبود روشي رياض الطالبين أوزان نزهة العقول وافي نصير طوسي هداية النقطة وكتاب تجارب العرب وكتاب الزماني أصح طرق هذا الفن. عــلم رموز الحديث
لم يذكر في الكشف غير ذلك وقال في مدينة العلوم: عــلم رموز أقوال النبي - صلى الله عليه وســلم - وإشاراته وهذا عــلم ظاهر المــوضوع باهر النفع لا يخفى غايته وغرضه ورأيت في هذا الفن تصنيفا لطيفا انتهى.

علم دراية الحديث

عــلم دراية الحديث
تقدم الكلام عليه في عــلم الحديث.
وقال الشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي: دراية الحديث عــلم تتعرف منه أنواع الرواية وأحكامها وشروط الرواية وأصناف المــرويات واستخراج معانيها ويحتاج إلى ما يحتاج إليه عــلم التفسير من اللغة والنحو والتصريف والمــعاني والبيان والبديع والأصول ويحتاج إلى تاريخ النقلة انتهى.
ولنا كتاب سميناه الحطة بذكر الصحاح الستة ذكرنا فيه جميع فروع عــلم الحديث.
وشرف هذا العــلم وأحوال الأمهات الست وتراجم أصحابها فإن شئت الزيادة فارجع إليه.
وذكر في مدينة العلوم أن لفظ الصحيح في عــلم الحديث إذا أطلق يراد به عند المــحدثين البخاري وإذا أطلق لفظ الصحيحين يراد به عندهم صحيح البخاري وصحيح مســلم.
وإذا أطلق لفظ الصحاح يراد به عندهم الصحيحان وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن عوانة وصحيح مستدرك الحاكم وهذه هي الصحاح الستة انتهى. وفيه نظر واضح.
قال: ثم إن السنن إذا أطلقت يراد بها في اصطلاحهم سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة القزويني وأما سنن غير هؤلاء فتذكر مقيدة كسنن الدارقطني وسنن البيهقي وإذا أطلق المــسانيد يراد بها في اصطلاحهم مسندا للإمام أحمد بن حنبل ومسند أبي يعلى المــوصلي ومسند الدارمي ومسند البزار.
ثم إن المــعاجم إذا أطلقت يراد بها المــعجم الكبير والأوسط والصغير الثلاثة للطبراني قال: ولمــا فرغنا عن ذكر الأقدمين من المــحدثين اقتضى الرأي أن نورد ههنا بعضا من المــتأخرين منهم وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة. ثم ذكر أبا سليمان الخطابي وابن الجوزي والنووي وأبا السعادات الجزري وأبا محمد حسين البغوي وابن الصلاح والحسن الصغاني اللاهوري الهندي وأكمل الدين البابرني شارح المــشارق والقاضي عياض وذكر تراجمهم بالاختصار وكتابنا إتحاف النبلاء المــتقين بإحياء مآثر الفقهاء المــحدثين قد قضى الوطر عن ذكر الكتب المــؤلفة في عــلم الحديث وتراجم أكابر هذا العــلم.

علم الكيمياء

عــلم الكيمياء
هو عــلم يعرف به طرق سلب الخواص من الجواهر المــعدنية وجلب خاصية جديدة إليها وإفادتها خواصا لم تكن لها والاعتماد فيه عن أن الفلزات كلها مشتركة في النوعية والاختلاف الظاهر بينها إنما هو باعتبار أمور عرضية يجوز انتقالها.
قال الصفدي في شرح لامية العجم: وهذه اللفظة معربة من اللفظ العبراني وأصله كيم يه معناه أنه من الله وذكر الاختلاف في شأنه بامتناعه عنهم.
وحاصل ما ذكره أن الناس فيه على طريقتين:
فقال: كثير ببطلانه منهم الشيخ الرئيس ابن سينا أبطله بمقدمات من كتاب الشفاء والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله صنف رسالة في إنكاره وصنف يعقوب الكندي أيضا رسالة في إبطاله جعلها مقالتين وكذلك غيرهم لكنهم لم يوردوا شيئا يفيد الظن لامتناعه فضلا عن اليقين بل لم يأتوا إلا بما يفيد الاستبعاد.
وذهب آخرون إلى إمكانه منهم الإمام فخر الدين الرازي فإنه في المــباحث المــشرقية عقد فصلا في بيان إمكانه.
والشيخ نجم الدين بن أبي الدر البغدادي رد على الشيخ ابن تيمية وزيف ما قاله في رسالته.
ورد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي على يعقوب الكندي ردا غير طائل ومؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي المــعروف بالطغرائي صنف فيه كتبا منها حقائق الإشهادات وبين إثباته ورد على ابن سينا.
ثم ذكر الصفدي نبذة من أقوال المــثبتين والمــنكرين.
وقال الشيخ الرئيس: نســلم إمكان صبغ النحاس بصبغ الفضة والفضة بصبغ الذهب وأن يزال عن الرصاص أكثر ما فيه من النقص فأما أن يكون المــصبوغ يسلب أو يكسى أما الأول فحال وأما الثاني فــلم يظهر إلى إمكانه بعد إذ هذه الأمور المــحسوسة يشبه أن لا تكون هي الفصول التي تصير بها هذه الأجساد أنواعا بل هي أعراض ولوازم وفصولها مجهولة وإذا كان الشيء مجهولا كيف يمكن أن يقصد قصد إيجاد أو إفناء؟
وذكر الإمام حججا أخرى للفلاسفة على امتناعه وأبطل بعد ذلك ما قرره الشيخ وغيره وقرر إمكانه واستدل في المــلخص أيضا على إمكانه فقال: الإمكان العقلي ثابت لأن الأجسام مشتركة الجسمية فوجب أن يصح على كل واحد منها ما يصح على الكل على ما ثبت.
وأما الوقوع فلأن انفصال الذهب عن غيره باللون والرزانة وكل واحد منهما يمكن اكتسابه ولا منافاة بينهما نعم الطريق إليه عسير. وحكى أبو بكر بن الصائغ المــعروف بابن ماجة الأندلسي في بعض تآليفه عن الشيخ أبي نصر الفارابي أنه قال: قد بين أرسطو في كتابه من المــعادن أن صناعة الكيمياء داخلة تحت الإمكان إلا أنها من المــمكن الذي يعسر وجوده بالفعل اللهم إلا أن تتفق قرائن يسهل بها الوجود وذلك أنه فحص عنها أولا على طريق الجدل فأثبتها بقياس وأبطلها بقياس على عادته فيما يكثر عناده من الأوضاع ثم أثبتها أخيرا بقياس ألفه من مقدمتين بينهما في أول الكتاب.
وهما أن الفلزات واحدة بالنوع والاختلاف الذي بينها ليس في ماهياتها وإنما هو في أعراضها فبعضه في أعراضها الذاتية وبعضه في أعراضها العرضية.
والثانية: أن كل شيئين تحت نوع واحد اختلفا بعرض فإنه يمكن انتقال كل واحد منهما إلى الآخر فإن كان العرض ذاتيا عسر الانتقال وإن كان مفارقا سهل الانتقال والعسير في هذه الصناعة إنما هو لاختلاف أكثر هذه الجواهر في أعراضها الذاتية ويشبه أن يكون الاختلاف الذي بين الذهب والفضة يسير جدا انتهى كلامه.
وقال الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري: إذا أراد المــدبر أن يصنع ذهبا نظير ما صنعته الطبيعة من الزيبق والكبريت الظاهرين فيحتاج إلى أربعة أشياء.
كمية كل واحد من ذنيك الجزئين.
وكيفيته.
ومقدار الحرارة الفاعلة للطبخ.
وزمانه وكل واحد منها عسر التحصيل.
وأما إن أراد ذلك بأن يدبر دواء وهو المــعبر عنه بالإكسير مثلا ويلقيه على الفضة ليمتزج بها ويستقر خالدا حال جميع المــعدنيات وخواصها وإن استخرجه بالقياس فمقدماته مجهولة ولا خفاء في عسر ذلك ومشقته انتهى وقال الصفدي: زعم الطبيعون في علة كون الذهب في المــعدن إن الزيبق لمــا كمل طبخه جذبه إليه كبريت المــعدن فاجنه في جوفه لئلا يسيل سيلان الرطوبات فــلمــا اختلطا واتحدا وزالت الحرارة الفاعلة للطبخ وزمان تكون الذهب وكل منهما عسر التحصيل.
وأما إن أراد ذلك بأن يدبر دواء وهو المــعبر عنه بالإكسير مثلا ويلقيه على الفضة في طبخها ونضجها انعقد من ذلك ضروب المــعادن فإن كان الزئبق صافيا والكبريت نقيا واختلطت أجزاؤهما على النسبة وكانت حرارة المــعدن معتدلة لم يعرض لها عارض من البرد واليبس ولا من المــلوحات والمــرارت والحموضات انعقد من ذلك على طول الزمان الذهب الإبريز
وهذا المــعدن لا يتكون إلا في البراري الرملة والأحجار الرخوة ومراعاة الإنسان النار في عمل الذهب بيده على مثل هذا النظام مما تشق معرفة الطريق إليه والوصول إلى غايته:
فيا دارها بالخيف إن مزراها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال
وذكر يعقوب الكندي في رسالته: تعذر فعلل الناس لمــا انفردت الطبيعة بفعله وخداع أهل هذه الصناعة وجهلهم وبطل دعوى الذين يدعون صنعة الذهب والفضة.
قال المــنكرون: لو كان الذهب الصباغي مثلا للذهب الطبيعي لكان ما بالصناعة مثلا لمــا بالطبيعة ولو جاز ذلك لجاز أن يكون ما بالطبيعة مثلا لمــا بالصناعة فكنا نجد سيفا أو سريرا أو خاتما بالطبيعة وذلك باطل.
وقالوا أيضا: الجواهر الصابغة إما أن تكون أصبر على النار من المــصبوغ أو يكون المــصبوغ أصبر أو تكونا متساويين.
فإن كان الصابغ أصبر وجب1 أن يكون المــصبوغ أصبر ووجب أن يفنى الصابغ ويبقى المــصبوغ على حاله الأول عريا من الصبغ.
وإن تساويا في الصبر على النار فهما من جنس واحد لاستوائهما في المــصابرة عليها فلا يكون أحدهما صابغا ولا مصبوغا وهذه الحجة الثانية من أقوى حجج المــنكرين.
والجواب من المــثبتين عن الأولى: إنا نجد النار تحصل بالقدح واصطكاك الأجرام والريح تحصل بالمــراوح وأكواز الفقاع والنوشادر قد تتخذ من الشعر وكذلك كثير من الزاجات ثم بتقدير أن لا يوجد بالطبيعة ما لا يوجد بالصناعة لا يلزمنا الجزم بنفي ذلك ولا يلزمنا من إمكان حصول الأمر الطبعي بالصناعة إمكان العكس بل الأمر موقوف على الدليل.
وعن الثانية: أنه لا يلزم من استواء الصابغ. والمــصبوغ على النار استواؤهما في المــاهية لمــا عرفت أن المــختلفين يشتركان في بعض الصفات وفي هذا الجواب نظر.
وحكى بعض من أنفق عمره في الطلب أن الطغرائي ألقى المــثقال من الإكسير أولا على ستين ألف مثقال من معدن آخر فصار ذهبا ثم أنه ألقى آخر المــثقال على ثلاثمائة ألف وأن مر يانس الراهب معــلم خالد بن يزيد ألقى المــثقال على ألف ألف ومائتي ألف مثقال وقالت مارية القبطية: والله لولا الله لقلت أن المــثقال بملأ ما بين الخافقين. والجواب الفصل ما قاله الغزي:
كجوهر الكيمياء ليس ترى ... من ناله والأنام في طلبه
وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن صرح بأن نهاية الصبغ إلقاء الواحد على الألف في قوله:
فعاد بلطف الحل والعقد جوهرا ... يطاع في النيران واحده الألفا
وزعم بعضهم أن المــقامات للحريري وكليلة ودمنة رموز في الكيمياء ويزعمون أن الصناعة مرموزة في صورة البراري وقد كتب بعض من جرب وتعب وأقلقه الجد وظن أن جدها لعب على مصنفات جابر تــلمــيذ إمام جعفر الصادق:
هذا الذي مقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وكان قد شغل نفسه بطلب الكيمياء فأفنى بذلك عمره.
وذكر الصفدي أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد وإمام الحرمين كان كل منهما مغرى به. واعــلم أن المــعتنين به بعضهم يدبر مجموع الكبريت والزيبق في حر النار لتحصل امتزاجات كثيرة في مدة يسيرة لا يحصل في المــعدن إلا في زمان طويل وهذا أصعب الطرق لأنه يحتاج إلى عمل شاق وبعضهم يؤلف المــعادن على نسبة أوزان الفلزات وحجمها.
وبعضهم يجهل القياس فيحصل لهم الاشتباه والالتباس فيستمدون بالنباتات والجمادات والحيوانات كالشعر والبيض والمــرارة وهم لا يهتدون إلى النتيجة.
ثم إن الحكماء أشاروا إلى طريقة صنعة الإكسير على طريق الأحاجي والألغاز والتعمية لأن في كتمه مصلحة عامة فلا سبيل إلى الاهتداء بكتبهم والله يهدي من يشاء قال أبو الأصبع عبد العزيز بن تمام العراقي يشير إلى مكانة الواصل لهذه الحكمة:
فقد ظفرت بما لم يؤته ملك ... لا المــنذران ولا كسرى بن ساسان
ولا ابن هند ولا النعمان صاحبه ... ولا ابن ذي يزن في رأس غمدان
قال الجلدكي في شرح المــكتسب بعد أن بين انتسابه إلى الشيخ جابر وتحصيله في خدمته: وبالله تعالى أقسم أنه أراد بعد ذلك أن ينقلني عن هذا العــلم مرارا عديدة ويورد علي الشكوك يريد لي بذلك الإضلال بعد الهداية ويأبى الله إلا ما أراد فــلمــا فهمت مراده وعــلمــت أن الحسد قد داخله مني حصرته في ميدان البحث ومددت إليه سنان اللسان وعجز عن القيام بسيف الدليل ونادى عليه برهان الحق بالإفحام فجنح للســلم وقام واعتنقني وقال: إنما أردت أن اختبرك وأعــلم حقيقة مكان الإدراك منك ولتكن من أهل هذا العــلم على حذر ممن يأخذه عنك.
واعــلم أن من لا مفترض علينا كتمان هذا العــلم وتحريم إذاعته لغير المــستحق من بني نوعنا وأن لا نكتمه عن أهله لأن وضع الأشياء في محالها من الأمور الواجبة ولأن في إذاعته خراب العالم وفي كتمانه عن أهله تضييع لهم.
وقد رأينا أن الحكمة صارت في زماننا مهدمة البنيان لا سيما وطلبة هذا الزمان من أجهل الحيوان قد اجتمعوا على المــحال فإنهم ما بين سوقة وباعة وأصحاب دهاء وشعبذة لا يدرون ما يقولون فأخذوا يتذاكرون الفقر ويذكرون أن الكيمياء غناء الدهر ويأتون على ذلك بزخارف الحكايات ومع ذلك لا يجتمع أحد منهم مع الآخر على رأي واحد ولا يدرون كيف الطلب مع أن حجر القوم لا يعد. وهذه المــولدات الثلاث لكن جهالاتهم أوقعتهم في الضلال البعيد ورأينا أنه وجب علينا النصيحة على من طلب الحكمة الإلهية وهذه الصناعة الشريفة الفلسفية فوضعنا لهم كتابنا المــوسوم ببغية الخبير في قانون طلب الإكسير ثم وضعنا الشمس المــنير في تحقيق الإكسير.
وفي هذا الفن رسالة للبخاري ذكر فيها حملة دلائل نقلية وعقلية تبلغ ستة وثلاثين.
وفيه أيضا: رسالة ابن سينا المــسماة بمرآة العجائب وأول من تكــلم في عــلم الكيمياء ووضع فيها الكتب وبين صنعة الإكسير والمــيزان ونظر في كتب الفلاسفة من أهل الإسلام خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وأول من اشتهر هذا العــلم عنه جابر بن حيان الصوفي من تلامذة خالد كما قيل: حكمة أورثناها جابر ... عن إمام صادق القول وفي
لوصي طاب في تربته ... فهو مسك في تراب النجف
وذلك لأنه وفي لعلي واعترف له بالخلافة وترك الإمارة.
واعــلم أنه فرقها في كتب كثيرة لكنه أوصل الحق إلى أهله ووضع كل شيء في محله وأوصل من جعله الله سبحانه وتعالى سببا له في الإيصال ولكن اشغلهم بأنواع التدهيش والمــحال لحكمة ارتضاها عقله ورأيه بحسب الزمان ومع ذلك فلا يخلو كتاب من كتبه عن فوائد عديدة.
وأما من جاء بعد جابر من حكماء الإسلام مثل مســلمــة بن أحمد المــجريطي وأبي بكر الرازي وأبي الأصبع بن تمام العراقي والطغرائي والصادق محمد بن أميل التميمي والإمام أبي الحسن علي صاحب الشذور فكل منهم قد اجتهد غاية الاجتهاد في التعــلم والجلدكي متأخر عنهم.
ثم اعــلم أن جماعة من الفلاسفة كالحكيم هرمس وأرسطاطاليس وفيثاغورس لمــا أرادوا استخراج هذه الصناعة الإلهية جعلوا أنفسهم في مقام الطبيعة فعرفوا بالقوة المــنطقية والعلوم التجاربية ما دخل على كل جسم من هذه الأجسام من الحر والبرد واليبوسة وما خالطه أيضا من الأجسام الأخر. فعملوا الحيلة في تنقيص الزائد وتزييد الناقص من الكيفيات الفاعلة والمــفعولة والمــنفعلة لعلة تلك الأجسام على ما يراد منها بالأكاسير الترابية والحيوانية والنباتية المــختلفة في الزمان والمــكان وأقاموا التكليس مقام حرق المــعادن والتهابها والتسقية مقام التبريد والتجميد والتساوي مقام التجفيف والتشميع مقام الترطيب والتليين والتقطير مقام التجوهر والتفصيل مقام التصفية والتخليص والسحق والتحليل مقام الالتيام والتمزيج والعقد مقام الاتحاد والتمكين واتخذوا جواهر الأصول شيئا واحدا فاعلا فعلا غير منفعل محتويا على تأثيرات مختلفة شديدة القوة نافذة الفعل والتأثير فيما يلاقي من الأجسام بحصول معرفة ذلك بالإلهامات السماوية والقياسات العقلية والحسية وكذلك فعل أيضا أسقليقندر يونس وأبدروماخس وغيرهم في تراكيب الترياق المــعاجين والحبوب والأكحال والمــراهم فإنهم قاسوا قوى الأدوية بالنسبة إلى مزاج أبدان البشر والأمراض الغامضة فيها وركبوا من الحار والبارد والرطب واليابس دواء واحدا ينتفع به في المــداواة بعد مراعاة الأسباب كما فعل ذي مقراط أيضا في استخراج صنعة إكسير الخمر فإنه نظر أولا في أن المــاء لا يقارب الخمر في شيء من القوام والاعتدال لأنه ماء العنب ووجد من خواص الخمر خمسا: والطعم والرائحة والتفريح والإسكار فأخذ إذ شرع من أول تركيبه للأدوية العقاقير الصابغة لــلمــاء بلون الخمر ثم المــشاكلة في الطعم ثم المــعطرة للرائحة ثم المــفرحة ثم المــسكرة فسحق منها اليابسات وسقاها بالمــائعات حتى اتحدت فصارت دواء واحدا يابسا أضيف منه القليل إلى الكثير صبغه انتهى من رسالة أرسطو.
قال الجلدكي في نهاية الطب: إن من عادة كل حكيم أن يفرق العــلم كله في كتبه كلها ويجعل له من بعض كتبه خواص يشير إليها بالتقدمة على بقية الكتب لمــا اختصوا به من زيادة العــلم.
كما خص جابر من جميع كتبه كتابه المــسمى ب الخمسمائة.
وكما خص مؤيد الدين من كتبه كتابه المــسمى ب المــصابيح والمــفاتيح. وكما خص المــجريطي كتابه الرتبة.
وكما خص ابن أميل كتابه المــصباح.
ثم قال الجلدكي: ومن شروط العالم أن لا يكتم ما عــلمــه الله تعالى من المــصالح التي يعود نفعها على الخاص والعام إلا هذه المــوهبة فإن الشرط فيها أن لا يظهرها بصريح اللفظ أبدا ولا يعــلم بها المــلوك لا سيما الذين لا يفهمون.
ومن العجب أن المــظهر لهذه المــوهبة مرصد لحلول البلاء به من عدة وجوه:
أحدها: أنه إن أظهرها لم ينم عليه فقد حل به البلاء لأن ما عنده مطلوب الناس جميعا فهو مرصد لحلول البلاء لأنهم يرون انتزاع مطلوبهم من عنده وربما حملهم الحسد على إتلافه إن أظهره لــلمــلك يخاف عليه منه فإن المــلوك أحوج الناس إلى المــال لأن به قوام دولتهم فربما يخيل منه أنه يخرج عنه دولته بقدرته على المــال لا سيما ومال الدنيا كله حقير عند الواصل لهذه المــوهبة.
قال صاحب كنز الحكمة: فأما الواصل إلى حقيقته فلا ينبغي له أن يعترف به لأنه يضره وليس له منفعة البتة في إظهاره وإنما يصل إليه كل عالم بطريق يستخرجها لنفسه إما قريبة وإما بعيدة والإرشاد إنما يكون نحو الطريق العام وأما الطريق الخاص فلا يجوز أن يجتمع عليه اثنان اللهم إلا أن يوفق إنسان بسعادة عظيمة وعناية إلهية لأستاذ يلقنه إياها تلقينا وهيهات من ذلك إلا من جهة واحدة لا غير وهو أن يجتمع فيلسوفان أحدهما واصل والآخر طالب ولا يسعه أن يكتمه إياه وهذا أعز من الكبريت الأحمر1 وطلب الأبلق العقوق. انتهى.
ونحن اقتفينا أثر الحكماء في كل ما وضعناه من كتبنا.
قال في شرح المــكتسب إلا أن كتابنا هذا امتن من كل كتبنا ما خلا الشمس المــنير وغاية السرور فإن لكل واحد منهم مزية في العــلم والعمل فمن ظفر بهذه الكتب الثلاثة فقط من كتبنا فلعله لا يفوته شيء من تحقيق هذا العــلم.
والكتب المــؤلفة في هذا العــلم كثيرة منها حقائق الاستشهادات وشرح المــكتسب وبغية الخبير والشمس المــنير في تحقيق الإكسير ورسالة للبخاري ومرآة العجائب لابن سينا والتقريب في أسرار التركيب وغاية السرور شرح الشذور والبرهان وكنز الاختصاص والمــصباح في عــلم المــفتاح ونهاية الطلب في شرح المــكتسب ونتائج الفكرة ومفاتيح الحكمة ومصابيح الرحمة وفردوس الحكمة وكنز الحكمة انتهى. ما في كشف الظنون.
وقد أطال ابن خلدون في بيان عــلم الكيمياء ثم عقد فصلا في إنكار ثمرتها واستحالة وجودها وما ينشأ من المــفاسد عن انتحالها.
ثم قال وتحقيق الأمر في ذلك أن الكيمياء إن صح وجودها كما تزعم الحكماء المــتكــلمــون فيها مثل جابر بن حيان ومســلمــة بن أحمد المــجريطي وأمثالهما فليست من باب الصنائع الطبيعية ولا تتم بأمر صناعي وليس كلامهم فيها من منحى الطبيعيات إنما هو من منحى كلامهم في الأمور السحرية وسائر الخوارق وما كان من ذلك للحلاج وغيره وقد ذكر مســلمــة في كتاب الغاية ما يشبه ذلك وكلامه فيها في كتاب رتبة الحكيم من هذا المــنحى وهذا كلام جابر في رسائله ونحو كلامهم فيه معروف ولا حاجة بنا إلى شرحه.
وبالجملة فأمرها عندهم من كليات المــواد الخارجة عن حكم الصنائع فكما لا يتدبر ما منه الخشب والحيوان في يوم أو شهر خشبا أو حيوانا فيما عدا مجرى تخليقه كذلك لا يتدبر ذهب من مادة الذهب في يوم ولا شهر ولا يتغير طريق عادته إلا بإرفاد مما وراء عالم الطبائع وعمل الصنائع. فكذلك من طلب الكيمياء طلبا صناعيا ضيع ماله وعمله ويقال لهذا التدبير الصناعي: التدبير العقيم لأن نيلها إن كان صحيحا فهو واقع مما وراء الطبائع والصنائع فهو كالمــشي على المــاء وامتطاء الهواء والنفوذ في كثائف الأجساد ونحو ذلك من كرامات الأولياء الخارقة للعادة أو مثل تخليق الطير ونحوها من معجزات الأنبياء قال تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي} وعلى ذلك فسبيل تيسيرها مختلف بحسب حال من يؤتاها فربما أوتيها الصالح ويؤتيها غيره فتكون عنده معارة.
وربما أوتيها الصالح ولا يملك إيتاءها فلا تتم في يد غيره ومن هذا الباب يكون عملها سحريا فقد تبين أنها إنما تقع بتأثيرات النفوس وخوارق العادة إما معجزة أو كرامة أو سحرا ولهذا كان كلام الحكماء كلهم فيها ألغاز لا يظفر بحقيقته إلا من خاض لجة من عــلم السحر واطلع على تصرفات النفس في عالم الطبيعة وأمور خرق العادة غير منحصرة ولا يقصد أحد إلى تحصيلها والله بما يعملون محيط.
وأكثر ما يحمل على التماس هذه الصناعة وانتحالها العجز عن الطرق الطبيعية لــلمــعاش وابتغاؤه من غير وجوهه الطبيعية كالفلاحة والنجارة والصناعة فيستصعب العاجز ابتغاؤه من هذه ويروم الحصول على الكثير من المــال دفعة بوجوه غير طبيعية من الكيمياء وغيرها وأكثر من يعني بذلك الفقراء من أهل العمران حتى في الحكماء المــتكــلمــين في إنكارها واستحالتها.
فإن ابن سينا القائل باستحالتها كان عليه الوزراء فكان من أهل الغنى والثروة.
والفارابي القائل بإمكانها كان من أهل الفقر الذين يعوزهم أدنى بلغة من المــعاش وأسبابه وهذه تهمة ظاهرة في أنظار النفوس المــولعة بطرقها وانتحالها والله الرزاق ذو القوة المــتين لا رب سواه.
قال في مدينة العلوم: إ ن عــلم الكيمياء كان معجزة لمــوسى عليه السلام عــلمــه القارون فوقع منه ما وقع ثم ظهر في جبابرة قوم هود وتعاطوا ذلك وبنوا مدينة من ذهب وفضة لم يخلق مثلها في البلاد.
وممن اشتهر بالوصول إليه مؤيد الدين الطغرائي يقال: أنه وصل إلى الإكسير وهو الدواء الذي يدبره الحكماء ويلقونه على الجسد حال انفعاله بالذوبان فيحيله كإحالة السم الجسد الوارد عليه لكن إلى الصلاح دون الفساد ويعبرون عن مادة هذا الدواء بالحجر المــكرم وربما يقولون حجر موسى لأنه الذي عــلمــه موسى عليه السلام لقارون ويختلف حال هذا الدواء بقدر قوة التدبير وضعفه.
يحكى أن واحدا سأل من مشائخ هذا الصنعة أن يعــلمــه هذا العــلم وخدمه على ذلك سنين فقال: إن من شرط هذه الصنعة تعليمها لأفقر من في البلد فاطلب رجلا لا يكون أفقر منه في البلد حتى نعــلمــه وأنت تبصرها فطلب مدة مثل ما يقول الأستاذ فوجد رجلاً يغسل قميصا له في غاية الرداءة والدرن وهو يغسله بالرمل ولم يقدر على قطعة صابون فقال في نفسه: لم أر أفقر منه فأخبر الأستاذ فقال: وجدت رجلا حاله وصفته كيت وكيت فقال الأستاذ: والله إن الذي وصفته هو شيخنا جابر بن حيان الذي تعــلمــت منه هذه الصنعة وبكى.
قال إن من خاصية هذه الصنعة إن الواصلين إليها يكونون في غاية الإفلاس كما نقل عن الإمام الشافعي من طلب المــال بالكيمياء أو الإكسير فقد أفلس إلا أنهم يقولون: إن حب الدنانير تفع عن قلب من عرفها ولا يؤثر التعب في تحصيلها على الراحة في تركها حتى قالوا: إن معرفة هذه الصنعة نصف السلوك لأن نصف السلوك رفع محبة الدنيا عن القلب وذلك يحصل بمعرفتها أي: حصول ومن قصد الوصول إلى ذلك بكتبهم وبتعبيراتهم وإشاراتهم فقد صار منخرطا في الأخسرين أعمالا الذي ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يسحبون أنهم يحسنون صنعا بل الوقوف على ذلك إن كان فبموهبة عظيمة من المــلك المــنان أو بواسطة الكشف والإلهام من الله ذي الجلال الإكرام أو بإنعام من الواصلين إلى هذا الأمر المــكتوم إشفاقا وإحسانا ولا تتمن الوصول إلى ذلك بالجد والاهتمام وإنما نذكر بعضا من كتبه إكمالا لــلمــرام لا إطماعا في الوصول إلى ذلك السول:
منها: كتاب جابر بن حيان وتذكرة لابن كمونة.
وكتاب الحكيم المــجريطي.
وشرح الفصول لعيون بن المــنذر وتصانيف الطغرائي كثيرة في هذا الفن ومعتبرة عند أربابها والكتب والرسائل في هذا الباب كثيرة لكن لا خير في الاستقصاء فيها وإنما التعرض لهذا القدر لئلا يخلو الكتاب عنها بالمــرة نسأل الله تعالى خيري الدنيا والآخرة انتهى حاصله. والله أعــلم بالصواب. 

علم تشبيه القرآن واستعاراته

عــلم تشبيه القرآن واستعاراته
ذكره أبو الخير من فروع عــلم التفسير وقال: التشبيه نوع من أشرف أنواع البلاغة. انتهى
فهو إذا من مباحث عــلم البيان كما لا يخفى. عــلم التشريح
هو: عــلم باحث عن كيفية إجراء البدن وترتيبها من العروق والأعصاب والغضاريف والعظام واللحم وغير ذلك من أحوال كل عضو منه.
وموضوعه: أعضاء بدن الإنسان والغرض والمــنفعة.
والفائدة ظاهرة وكتب التشريح أكثر من أن تحصى ولا أنفع من تصنيف ابن سينا والإمام الرازي ورسالة لابن الهمام ومختصر نافع في هذا الباب. انتهى ما ذكره في مدينة العلوم. ومثله ذكر أبو الخير وجعله من فروع عــلم الطبيعي والرسالة المــذكورة ليست لابن الهمام وإنما هي لابن جماعة وقد قرأها ابن الهمام عليه.
وقال ابن صدر الدين: هو عــلم بتفاصيل أعضاء الحيوان وكيفية نضدها وما أودع فيها من عجائب الفطرة وآثار القدرة ولهذا قيل: من لم يعرف الهيئة والتشريح فهو عنين في معرفة الله تعالى. انتهى.
وأكثر كتب الطب متكفلة ببيان هذا العــلم سوى ما فيه من التصانيف المــستقلة المــصورة.

لمع

(لمــع)
الْبَرْق وَالصُّبْح وَغَيرهمَا لمــعا ولمــعانا برق وأضاء فَهُوَ لامع (ج) لمــع وَهُوَ لمــاع وَهِي لامعة (ج) لوامع وبالشيء لمــعا ذهب بِهِ وبثوبه وَيَده وسيفه أَشَارَ والطائر بجناحيه حركهما فِي طيرانه وخفق بهما وَفُلَان الْبَاب برز مِنْهُ وَالشَّيْء طَرحه ورماه
ل م ع: (لَمَــعَ) الْبَرْقُ أَضَاءَ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (لَمَــعَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْمِــيمِ وَ (الْتَمَعَ) مِثْلُهُ. وَ (الــلُّمْــعَةُ) بِوَزْنِ الرُّقْعَةِ قِطْعَةٌ مِنَ النَّبْتِ إِذَا أَخَذَتْ فِي الْيُبْسِ. وَ (الْأَــلْمَــعِيُّ) الذَّكِيُّ الْمُــتَوَقِّدُ. وَ (الْمُلَمَّــعُ) مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَكُونُ فِي جَسَدِهِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ. 
(لمــع) - في الحديث: "أنّه اغْتَسَل فَرأى لُمْــعَةً بِمَنْكِبِه فَدَلَكَها بِشَعْرِه "
الــلُّمْــعَة: بيَاضٌ، أو سَوَادٌ، أَو حُمْرَةٌ، تَبدو مِن بَين لَون سِواها. ولَمَــعَ الشَّىءُ لمَــعَانًا: أَضاءَ.
وَاليَــلْمَــع: مَا يَبرُقُ.
والمُلَمَّــعُ: ما فيهِ لُمَــعٌ مِن ألوانٍ شَتَّى.
- وفي حدِيث زَينب - رَضىِ الله عنها -: "أَنَه رَآهَا تَــلْمَــعُ " : أي تُشِيرُ بِيَدِها. يُقَال: لمَــعَ بثَوبِه، وأَــلمَــعَ: أشارَ بهِ.
لمــع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَنه رأى رجلا شاخصا بصرُه إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة فَقَالَ: مَا يدْرِي هَذَا لَعَلَّ بَصَره سيُلتَمع قبل أَن يرجع إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: يلتمع مثل يُخْتَلَس يُقَال: التمعنا الْقَوْم أَي ذَهَبْنَا بهم وَقَالَ الْقطَامِي: [الوافر]

زمانَ الجاهليّة كلُّ حيّ ... أبَرنا من فصيلتهم لِمــاعاً

قَالَ أَبُو عبيد: وَمن هَذَا قيل: قد التمع لونُه إِذا ذهب وَمثله انتقع وامتقع والــلُّمــعة فِي غير هَذَا [هُوَ -] الْمــوضع لَا يُصِيبهُ المَــاء فِي الْغسْل وَالْوُضُوء من الْجَسَد.
[لمــع] نه: في ح المــصلى: فلا يرفع بصره إلى السماء "يلتمع" بصره، أي يختلس، من ألمــعت به- إذا اختلسته واختطفته بسرعة. ومنه: رأى رجلًا شاخصًا بصره إلى السماء فقال: ما يدري هذا لعل بصره "سيلنمع" قبل أن يرجع إليه. وح: إن أر مطمعي فحدو "تــلمــع"، أي تختطف الشيء في انقضاضها، والحدو: الحدأة، ويروى: تــلمــع، من لمــع الطائر بجناحيه- إذا خفق بهما، لمــع بثوبه وألمــع به- إذا رفعه وحركه ليراه غيره فيجيء إليه. ومنه ح زينب: رآها "تــلمــع" من وراء الحجاب، أي تشير بيدها. ن: زينب "تــلمــع"- بضم تاء، من ألمــع، ويجوز من لمــع. نه: وفي ح الشام: هي "الــلمــاعة" بالركبان، أي تدعوهم إليها. غ: وتطيبهم. نه: وفيه: إنه اغتسل فرأى "لمــعة" بمنكبه فدلكها، أراد بقعة يسيرة من جسده لم ينلها المــاء، وأصله قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس. وح: فرأى به "لمــعة" من دم.
ل م ع : لَمَــعَ الشَّيْءُ يَــلْمَــعُ لَمَــعَانًا أَضَاءَ.

وَالــلُّمْــعَةُ الْبُقْعَةُ مِنْ الْكَلَإِ وَالْجَمْعُ لِمَــاعٌ وَــلُمَــعٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَبُرَمٍ وَيُقَالُ الــلُّمْــعَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ النَّبْتِ تَأْخُذُ فِي الْيُبْسِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَفِي الْأَرْضِ لَمْــعَةٌ مِنْ خَلًى أَيْ شَيْءٌ قَلِيلٌ وَالْجَمْعُ لِمَــاعٌ وَــلُمَــعٌ أَيْضًا قَالَ الْفَارَابِيُّ وَالْأَزْهَرِيُّ وَالصَّغَانِيُّ.

وَالــلُّمْــعَةُ الْمَــوْضِعُ الَّذِي لَا يُصِيبُهُ الْمَــاءُ فِي الْغُسْلِ أَوْ الْوُضُوءِ مِنْ الْجَسَدِ وَهَذَا كَأَنَّهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِقِلَّةِ الْمَــتْرُوكِ. 

لمــع

1 لَمَــعَ It (lightning, &c.) shone; shone brightly; gleamed; glistened. (S, Msb, K.) b2: لَمَــعَ بِيَدِهِ, (K, TA,) and بِثَوْبِهِ, (TA, S, K, &c., in art. خفق &c.,) and بِسَيْفِهِ, (TA,) He signalled, or made a sign, with his hand or arm, (K, TA,) and with his garment, and with his sword; or did so for the purpose of information or warning; by raising it, and moving it about, [or waving it, or brandishing it, i. e., he waved it as a sign or signal,] in order that another might see it, and come to him; as also ↓ أَــلْمَــعَ; but the former is the more approved; [i. q. Lat. micuit;] and sometimes the verb is used without the mention of the hand or arm [&c.]. (TA.) See a verse cited voce فَرْضٌ. b3: لَمَــعَ بِسَيْفِهِ, (S, and K, art. لوح,) and بِثَوْبِهِ, (S, ibid, and S, K, &c., in art. خفق.) He made a sign with his sword, and with his garment, [waving it about, to make it seen by some one whom he desired to see it]. (S, K.) 4 أَــلْمَــعَ بِيَدِهِ, &c.: see 1.8 اِلْتَمَسَهُ He sought, or asked, or demanded, it. (S, K.) He sought it out.

لُمْــعَةٌ A shining, glistening, or glossy, appearance, [or hue,] of the body: (K:) any colour different from another colour [in which it is]; (TA;) [a spot of colour]. b2: [Primarily] A portion of herbage beginning to dry up. (S, Msb, K.) تَلَامِيعُ: see ابْرِيقٌ in the K, and my rendering in explaining the latter word, s. v.
لمــع
لَمَــعَ بيَده وألمــعَ أيضاً: أشَارَ، ومنه يُقال للجَناح: المِلْمَــعُ. وألْمَــعَتِ الناقَةُ: رَفَعَتْ ذَنَبَها لِيُعْــلَمَ أَنَّها لاقِحُ. وتَحَرَّكَ وَلَدُها في بَطْنِها أيضاً. ولَمِــعَ الضَّرْعُ لَمَــعاً وتَــلَمَّــعَ: تَلَوَّنَ ألْواناً عند الإِنْزال. وشَيْءٌ مُــلَمَّــعٌ: فيه لُمَــعٌ من ألْوانٍ شَتّى. وألْمــعَ عليه: اشْتَمَل عليه فَذَهَبَ به. ويُقال: ألمــع به أيضاً. والْتُمِعَ لَوْنُه: تَغَيَّرَ. والألمَــعِيٌّ: الكَمِيْشُ في الأُمور. والذّاهِبُ المــاضي في المَــفَاوِز. ورَجُلٌ يَــلْمَــعِيٌّ وألمــعِيٌ ويَــلْمَــعُ وألْمَــعُ: حافِظٌ لِمــا يَسْمَع. واليَــلْمَــعِيُّ: الدّاهي الصادِقُ الظَّنِّ. ويَــلْمَــعٌ: اسْمُ بَرْقِ الخُلَّبِ، ولذا قيل: أكْذَبُ من يَــلْمَــعِ. واليَــلْمَــعُ: السَّرَابُ.
واليَلاَمِعُ من السِّلاَح: ما بَرَقَ نَحْوَ البَيْضَة. والْتَمَعه: اخْتَلَسه. وما بِها لامِعٌ: أي أحَدٌ.
ولَمَــعَه بِعَيْنه وبسَهْمِه: أصَابَه. وألْمَــعَتِ الأرْضُ: صَارَ بها لُمْــعَةٌ من الكَلإِ. والــلُّمْــعَةُ من العَيْشِ والكَلإِ: ما كَفى. وقيل: لا يُقال للكَلإِ لُمْــعَةٌ حَتّى يَبْيَضَّ. ولامِعَا المَــفَازَةِ: جانِباها.
ل م ع

لمــع البرق والصبح غيرهما لمــعاً ولمــعاناً وكأنه لمــع البرق، وبرقٌ لامع ولمّــاع، وبروقٌ لمــع ولوامع. " وأخدع من يــلمــع " وهو البرق الخلب والسراب. وفلاة لمّــاعة: تــلمــع بالسّراب. وبه لمــعة ولمــع من سواد أو بياض أو أيّ لونٍ كان. وثوبٌ مــلمّــع، وقد لمّــع، ولمّــعه ناسجه، وفيه تــلمــيع وتلاميع إذا كانت فيه ألوان شتّى. قال لبيد:

إن استه من برصٍ مــلمّــعه

وفرسٌ مــلمّــع: فيه سواد وبياض. وتــلمّــع ضرع الناقة: تغيّر لونها إلى سواد، ورجل ألمــعيّ ويــلمــعيّ: فرّاس.

ومن المــجاز: لمــع الزّمام: خفق لمــعاناً، وزمام لامع ولمــوع. قال ذو الرمة:

فعاجا علندًى ناجياً ذا براية ... وعوّجت مذعاناً لمــوعاً زمامها

والطائر يــلمــع بجناحيه: يخفق بهما، وخفق بمــلمــعيه: بجناحيه. ولمــع بثوبه ويده وسيفه: أشار، ومنه: ما بالدار لامع. وألمــعت الناقة بذنبها عند اللقاح. وبه لمــعة من العيش: ما يكتفى به. قال عديّ:

تكذب النفوس لمــعتها ... وتعود بعد آثارا

أي يذهب عنها العيش ويرجع آثاراً وأحاديث. وتــلمــعت السنة كما قيل: عامٌ أبقع. قال:

على دبر الشهر الحرام بأرضنا ... وما حولنا جدب سنون تــلمّــع

لمــع


لَمَــعَ(n. ac. لَمْــع
لَمَــعَاْن)
a. Shone; flashed; sparkled, glittered.
b. see IV (a) (c).
أَــلْمَــعَ
a. [Bi
or
'Ala], Beckoned to.
b. Flapped ( its wings: bird ).
c. Carried off.
d. Quickened (child).
تَــلَمَّــعَa. see IV (c)
إِلْتَمَعَa. see I (a)
& IV (c).
c. Changed (colour).
لَمْــعa. see 36
لُمْــعَة
(pl.
لُمَــع لِمَــاْع)
a. Withered part of a plant.
b. Freshness of the complexion.
c. Crowd.

أَــلْمَــعُa. see 14yi (a)
أَــلْمَــعِيّa. Keen-sighted, perspicacious, sagacious; shrewd, argute;
sapient.
b. Liar.

أَــلْمَــعِيَّةa. Perspicacity, sagacity, insight, penetration;
shrewdness; sapience; profundity.

لَاْمِع
(pl.
لُمَّــع)
a. Shining, flashing; brilliant, resplendent
transplendent, lustrous, scintillant; shiny;
sheeny.
لَاْمِعَة
(pl.
لَوَاْمِعُ)
a. fem. of
لَاْمِعb. Brightness; vividness; gleam.
c. Soft part of a child's skull.

لَمَّــاْعَةa. see 21t (c)b. Desert that produces the mirage.
c. Vulture.

لَمَــعَاْنa. Lustre, sheen; effulgence; transplendency;
luminousness; brightness.

N. P.
لَمَّــعَa. Spotted, piebald (horse).
b. Mixture of Arabic & Turkish.

N. Ac.
لَمَّــعَ
(pl.
تَلَاْمِيْع)
a. Spot ( on a horse's coat ).
b. Reflection ( of light ).
مِــلْمَــعَا
a. Wings ( of a bird ).
يَــلْمَــع
a. Liar.
b. (pl.
يَلامِع), Mirage.
c. Summer-lightning.

يَــلْمَــعِيّ
a. see 14yi
يَــلْمَــعِيَّة
a. see 14yit
يَلَامِع
a. Flashing, sparkling arms.
لمــع: لمّــع (بالتشديد): وسّخ، بقّع، برقش، رقّط (فريتاج) (فوك) (الكالا) (المــلابس 65: 2).
لمّــع: برق، تألق (الادريسي، كليم 3 القسم 5 (دمشق): لا يوجد جامع أبدع منه تــلمــيعاً بأنواع الفص المــذهب والآجر المــحكوك .. الخ واسم المــصدر تــلمــاع (ديوان الهذليين 212 البيت 9). وتأتي اللفظة نفسها عند (المــقدسي 375): البحيرة الملمَّــعة لانعكاس نور الشمس.
لمّــع: جعله يــلمــع (فوك).
لمّــع ولمّــع ب: زخرف ب (درّة الغواص: 3): ما لمــعته به من النوادر.
ألمــع ب: أشار بإيجاز (عباد 1: 235، 56، 271: 2: 165).
ألمــع ب: (ابن بطوطة 2: 87) في حديثه عن الشاعر سعدي: وكان اشعر أهل زمانه باللسان الفارسي وربما ألمــع في كلامه بالعربي أي ربما ضمّن أبياتاً من الشعر من نظمه باللغة العربية لقصيدته الفارسية. وهكذا تصحّ الترجمة لمــا ذكره ابن بطوطة. انظر (مــلمّــع).
تــلمّــع: توسخ، تبقع، تبرقش، ترقط (فوك).
تــلمّــع: تألق (فوك).
التمع: تبرقش، ترقط (معجم الجغرافيا).
لَمْــع: لمــحة، نظرة، عرض ملخص، خلاصة، مختصر (بوشر).
لمــع (لَمِــع؟): مضيء، لامع، ساطع (بوشر).
لَمــعة والجمع لِمَــع: بقعة (فوك، الكالا) ومعناها إذا وردت وحدها، أو لمــعة تَزْرَق، بقعة زرقاء تظهر على الجلد اثر ضربة سوط .. الخ أو حبابة تسببها عضة الحشرة (الكالا).
لَمــعَة والجمع لِمــع: مرآة صغيرة مدورة (ليون 153، بارث 5: 35).
لمــعة (بدون تحريك الحروف): بارقة، شرارة صغيرة (بوشر).
لُمــعة والجمع لُمــع: خاصية متميزة، سمة. المــوضع البارز أو الناتئ أكثر من غيره في الشيء (عباد 235، 56، 2: 4 معجم البيان، معجم الادريسي، دي يونج، عبد الواحد 6، 5).
رمل لَمــيع: رمل الجرف، رمل ساطع (بوشر).
لمّــاع: ساطع (معجم الادريسي).
لمّــاع السراب: (ديوان الهذليين امرئ القيس 33 البيت 7) (أبو الوليد 160: 14).
ألمــعية: انظر ملاحظة (دي ساسي كرست 3: 201 وما أعقبها ومقدمة ابن خلدون 1: 341).
مــلمّــع: في محيط المــحيط (الملمّــع عند البديعيين من الاعجام وهو أن يكون مصراع أو بيت عربي والآخر تركي أو فارسي). (انظر في محيط المــحيط بعض الأمثلة) (وانظر ابن بطوطة 2: 371).
مــلَمَّــعة وليس مــلمَّــعة التي وردت عند (كوسج، كرست 145: 2): هي الأرض المــنبسطة التي تظهر فيها بقع من مختلف الألوان بتأثير السراب (الكامل 717: 1).
لمــع
لمَــعَ يــلمَــع، لَمْــعًا ولَمَــعانًا، فهو لامِع
لمَــعَ البرقُ: أضاء، برَق "نجم لامع- سماء لامعة- لمَــع الصّبحُ" ° لمَــع في رأسه خاطر: ظهر فجأة- لمَــع نَجْمُهُ: اشْتَهَرَ. 

لمَــعَ بـ يــلمَــع، لَمْــعًا، فهو لامع، والمــفعول مــلمــوع به
لمَــع الطّائرُ بجناحيه: حرّكهما في طيرانه وخفَق بهما.
لمَــع الرّجلُ بثوبه ويده وسيفه: أشار "لمَــع المــسافرُ إلى أهله بيده". 

ألمــعَ بـ/ ألمــعَ في يُــلمــع، إلمــاعًا، فهو مُــلمِــع، والمــفعول مُــلمَــع به
• ألمــع بيده: أشار بها.
• ألمــع الطَّائرُ بجناحيه: لمَــع؛ حرّكهما في طيرانه، وخفق بهما.
• ألمــع الشَّخصُ في حديثه: لمَّــح "ألمــع في كلامه إلى المــوضوع الفلانيّ". 

التمعَ يلتمع، التماعًا، فهو مُلتمِع، والمــفعول مُلتمَع (لــلمــتعدِّي)
• التمع البرقُ وغيرُه: لمَــع؛ برَق وأضاء.
• التمع فلانٌ الشَّيءَ: اختلسه "التمع الحقيقةَ". 

لمَّــعَ يــلمِّــع، تــلمــيعًا، فهو مُــلمِّــع، والمــفعول مُــلمَّــع
لمَّــع الشَّخْصُ الحذاءَ وغيرَه: جعله يَــلْمَــع، نظَّفه بالمــسح "لمّــع الزهريَّةَ: أضفى عليها بريقًا- مــلمِّــع أحذية".
لمَّــع الصَّبّاغُ النَّسيجَ: لوَّنه ألوانًا مختلفة. 

أَــلْمَــعُ [مفرد]: ذكيٌّ حاذقُ الفِراسة، متوقِّد الذِّهن "صبيٌّ أَــلْمَــعُ". 

ألمــعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَــلْمَــعُ: ذكيّ مُفْرِط الذَّكاء "رجلٌ ألمــعيّ: فَطِن، ذو فراسة".
2 - ظريف، خفيف الظِّلِّ. 

ألمــعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أَــلْمَــعُ.
2 - مصدر صناعيّ من أَــلْمَــعُ: ذكاء مُفْرط ونجابة "أحمد زويل ذو ألمــعيَّة فذَّة- لم أر مثيله في ألمــعيَّتِه". 

تــلمــيع [مفرد]: ج تلاميعُ (لغير المــصدر): مصدر لمَّــعَ.
• التَّــلمــيع في الخيل: أن يكون في جسدها بُقَعٌ تُخالف سائر لونها. 

لامع [مفرد]: ج لامعون ولُمّــع (لغير العاقل)، مؤ لامعة، ج مؤ لوامعُ:
1 - اسم فاعل من لمَــعَ ولمَــعَ بـ.
2 - مشهور قدير "كاتب/ ممثِّل لامعٌ".
• سديم لامع: (فك) سحابة من التراب والغاز في الفضاء، تستمدّ ضوءها من نجم قريب منها. 

لامعة [مفرد]: مؤنَّث لامع.
• اللاَّمعة: (نت) شجيرة دائمة الخضرة تنمو في كاليفورنيا لها أوراق مرنة وأزهار بيضاء، وثمار حمراء شبيهة بالتُّوت. 

لَمْــع [مفرد]: مصدر لمَــعَ ولمَــعَ بـ. 

لَمَــعان [مفرد]: مصدر لمَــعَ. 

لمّــاع [مفرد]: صيغة مبالغة من لمَــعَ: برّاق، شديد الــلمــعان. 

مُــلَمَّــع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لمَّــعَ.
2 - مَا أو مَنْ فيه بُقَعٌ تُخالف سائر لونِه "قماش/ حصان مــلمَّــع". 
(ل م ع)

لَمــعَ الشَّيْء يَــلْمَــعُ لمْــعا ولَمــعانا ولُمُــوعا ولَمِــيعا وتَــلْمــاعا، وتــلَمَّــعَ، كُله برق، قَالَ أُميَّة ابْن أبي عَائِذ:

وأعْقَبَ تَــلْمــاعا بِزَأْرٍ كَأنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُهُ يَتكلَّل

يصف سحابا.

وَقَالَ الطرماح:

حَتى تَركْتَ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ ... وَرْدَ الثَّرَى مُتَــلَمِّــعَ التَّيْمَارِ

وَأَرْض مُــلْمِــعَةٌ ومُــلَمــعَةٌ ومُــلَمِّــعَةٌ ولمَّــاعَةٌ: يَــلْمَــعُ فِيهَا السراب.

واليَــلْمَــعُ: السَّراب، لــلمــعانِهِ. وَفِي الْمــثل " أكْذَبُ مِنْ يَــلْمَــعٍ " ويَــلْمَــعُ: اسْم برق الخلب، لــلمــعانه أَيْضا.

واليَــلْمَــعُ: مَا لمَــعَ من السِّلَاح كالبيضة والدرع.

وخد مُــلَمَّــعٌ: صقيل.

ولَمَــعَ بِثَوْبِهِ وسيفه لَمْــعا، وألمَــعَ: أَشَارَ، ولمَــعَ أَعلَى. قَالَ الْأَعْشَى:

حَتى إِذا لمَــعَ الدَّلِيلُ بِثَوْبِهِ ... سُقِيَتْ وصَبَّ رُوَاتُها أوْشالَها

ويروى: أشوالها.

ولمَــعَتِ الْمَــرْأَة بسوارها وثوبها، كَذَلِك. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

عَنْ مُبْرِقاتٍ بالبَريِقِ تَبْ ... دُو بالأكُفّ اللاَّمِعاتِ سُورُ

ولمَــعَ الطَّائِر بجناحيه يــلمــعُ. وألمَــعَ بهما: حركهما فِي طيرانه.

وألمــعَتِ النَّاقة بذنبها وَهِي مُــلْمِــعٌ: رفعته فَعــلم أَنَّهَا لاقح.

وألمَــعَتْ وَهِي مُــلْمِــعٌ أَيْضا: تحرّك وَلَدهَا فِي بَطنهَا.

ولمَــعَ ضرْعهَا لمَــعاً وتَــلمَّــعَ وألمَــعَ، كُله: تلوَّن ألوانا عِنْد الْإِنْزَال.

والإلمــاعُ فِي ذَوَات المــخلب والحافر: إشراق الضَّرع واسوداد الحــلمــة بِاللَّبنِ للْحَمْل.

والــلَّمْــعَةُ: السوَاد حول حــلمــة الثدي خلقَة. وَقيل: الــلُّمْــعَةُ: الْبقْعَة من السوَاد خَاصَّة. وَقيل: كل لون خَالف لونا: لُمْــعَةٌ وتَــلْمِــيعٌ.

وَشَيْء مُــلَمَّــعٌ: ذُو لُمَــع، قَالَ لبيد:

مَهْلاً أبيْتَ اللَّعْنَ لَا تَأكُلْ مَعَهْ ... إنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُــلَمَّــعَهْ

والــلُّمْــعَةُ: الْمــوضع الَّذِي يكثر فِيهِ الْحلِيّ، وَلَا يُقَال لَهَا لُمْــعَةٌ حَتَّى تبيض، وَقيل: لَا تكون الــلُّمْــعَةُ إِلَّا من الطريفة والصليان إِذا يبسا.

وألَمَــعَ الْبَلَد: كثر كلؤه، وَذَلِكَ حِين يخْتَلط كلأ عَام أول بكلأ الْعَام.

والــلَّمْــعُ: الطرح وَالرَّمْي.

وعُقاب لَمُــوعٌ: سريعة الاختطاف. والتمَعَ الشَّيْء: اختلسه.

وأَــلَمَــع بالشَّيْء: ذهب بِهِ. قَالَ متمم بن نُوَيْرَة:

وعمْراً وجَوْنا بالمُــشَقَّرِ أَــلمَــعا

يَعْنِي ذهب بهما الدَّهْر. وَيُقَال: أَرَادَ اللَّذين مَعًا. فَأدْخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام صلَة.

وأَــلَمَــعَ بِمَا فِي الْإِنَاء من الطَّعَام وَالشرَاب: ذهب.

والتُمِعَ لَونه: ذهب. وَحكى يَعْقُوب فِي الْمُــبدل: التَمَعَ.

واللَّوَامعُ الكبد. قَالَ رؤبة:

يَدَعْنَ مِنْ تَخْرِيِقِهِ اللَّوَامِعا ... أوْهِيَةً لَا يَبْتَغِينَ رَافِعا

والَّلامِعَةُ والــلّمّــاعَةُ: اليافوخ من الصَّبِي مَا دَامَت رطبَة فَإِذا اشتدت وعادت عظما فَهِيَ اليافوخ.

واليَــلْمَــعُ والألمَــعُ والألمَــعِيُّ واليَــلْمَــعِيُّ: الداهي الَّذِي يتظنن الْأُمُور فَلَا يُخطئ. وَقيل: هُوَ الْحَدِيد اللِّسَان وَالْقلب. قَالَ أَوْس ابْن حجر:

الألمَــعِيُّ الَّذي يَظُنُّ لكُ الظَّنّ ... كَأنْ قَدْ رَأى وقَدْ سَمِعا

واليَــلْمَــعِيُّ والألمَــعِيُّ: المــلاذ، وَهُوَ الَّذِي يخلط الصدْق بِالْكَذِبِ.

لمــع: لَمَــعَ الشيءُ يَــلْمَــعُ لَمْــعاً ولَمَــعَاناً ولُمُــوعاً ولَمِــيعاً

وتِــلِمّــاعاً وتَــلَمَّــعَ، كلُّه: بَرَقَ وأَضاءَ، والعْتَمَعَ مثله؛ قال

أُمية بن أَبي عائذ:

وأَعْفَتْ تِــلِمّــاعاً بِزَأْرٍ كأَنه

تَهَدُّمُ طَوْدٍ، صَخْرُه يَتَكَلَّدُ

ولَمَــعَ البرْقُ يَــلْمَــعُ لَمْــعاً ولَمَــعاناً إِذا أَضاءَ. وأَرض

مُــلْمِــعةٌ ومُــلَمِّــعةٌ ومُــلَمَّــعةٌ ولَمَّــاعةٌ: يَــلْمَــعُ فيها السرابُ.

والــلَّمَّــاعةُ: الفَلاةُ؛ ومنه قول ابن أَحمر:

كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ

لَمّــاعةٍ، يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

قال ابن بري: الــلَّمَّــاعةُ الفلاةُ التي تَــلْمَــعُ بالسرابِ.

واليَــلْمَــعُ: السرابُ لِــلَمَــعانِه. وفي المــثل: أَكْذَبُ من يَــلْمَــعٍ. ويَــلْمَــعٌ: اسم

بَرْقٍ خُلَّبٍ لِــلَمــعانِه أَيضاً، ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال: هو

أَكذَبُ من يَــلْمَــعٍ؛ قال الشاعر:

إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني

بِوِدِّيَ، قالتْ: إِنما أَنتَ يَــلْمَــعُ

واليَــلْمَــعُ: ما لَمَــعَ من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ. وخَدٌّ

مُــلْمَــعٌ: صَقِيلٌ. ولَمَــعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْــعاً وأَــلْمَــعَ: أَشارَ،

وقيل: أَشار لِلإِنْذارِ، ولَمَــعَ: أَعْلى، وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه

غيره فيَجِيءَ إِليه؛ ومنه حديث زينب: رآها تَــلْمَــع من وراءِ الحجابِ

أَي تُشِيرُ بيدها؛ قال الأَعشى:

حتى إِذا لَمَــعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه،

سُقِيَتْ، وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها

ويروى أَشْوالَها؛ وقال ابن مقبل:

عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المــكتومِ، إِذْ لَمَــعَت

بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ، أَنْ يَقَعا

(* قوله« أن يقعا» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة

عيث يقفا.)

عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي. ولَمَــعَ الرجلُ بيديه: أَشار بهما،

وأَــلْمَــعَتِ المــرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك؛ قال عدِيُّ بن زيد

العبّاذي:عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو،

وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ

ولَمَــعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَــلْمَــعُ وأَــلْمَــعَ بهما: حَرَّكهما في

طَيَرانِه وخَفَق بهما. ويقال لِجَناحَي الطائِرِ: مِــلْمَــعاهُ؛ قال حميد بن

ثور يذكر قطاة:

لها مِــلْمَــعانِ، إِذا أَوْغَفَا

يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى

أَوْغَفَا: أَسْرَعا. والوَحَى ههنا: الصوْتُ، وكذلك الوَحاةُ، أَرادَ

حَفِيفَ جَناحيْها. قال ابن بري: والمِلْمَــعُ الجَناحُ، وأَورد بيت

حُمَيْد بن ثور. وأَــلْمَــعَتِ الناقةُ بِذَنَبها، وهي مُــلْمِــعٌ: رَفَعَتْه

فَعُــلِمَ أَنها لاقِحٌ، وهي تُــلْمِــعُ إِــلْمــاعاً إِذا حملت. وأَــلْمَــعَتْ، وهي

مُــلْمِــعٌ أَيضاً: تحرّك ولَدُها في بطنها. ولَمَــعَ ضَرْعُها: لَوَّنَ عند

نزول الدِّرّةِ فيه. وتَــلَمَّــعَ وأَــلْمَــعَ، كله: تَلَوَّنَ أَلْواناً عند

الإِنزال؛ قال الأَزهريّ: لم أَسمع الإِــلْمــاعَ في الناقة لغير الليث،

إِنما يقال للناقة مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ، فقوله أَــلْمَــعَتِ الناقةُ

بذنَبِها شاذٌّ، وكلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها

وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ، فإِن فعلت ذلك من غير حبل قيل: قد أبْرَقَت،

فهي مُبْرِقٌ، والإِــلْمــاعُ في ذوات المِــخْلَبِ والحافرِ: إِشْراقُ الضرْعِ

واسْوِدادُ الحــلمــة باللبن للحمل: يقال: أَــلْمَــعَت الفرسُ والأَتانُ

وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل واسودّت حَــلَمــاتُها. الأَصمعي:

إِذا استبان حمل الأَتان وصار في ضَرْعِها لُمَــعُ سواد، فهي مُــلْمِــعٌ،

وقال في كتاب الخيل: إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قيل أَــلمــعت، قال: ويقال ذلك

لكل حافر وللسباع أَيضاً.

والــلُّمْــعةُ: السواد حول حــلمــة الثدي خلقة، وقيل: الــلمــعة البقْعة من

السواد خاصة، وقيل: كل لون خالف لوناً لمــعة وتَــلْمِــيعٌ. وشيء مُــلَمَّــعٌ: ذو

لُمَــعٍ؛ قال لبيد:

مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ،

إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُــلَمَّــعَهْ

ويقال للأَبرص: المُلَمَّــعُ. والــلُّمَــعُ: تَــلْمِــيعٌ يكون في الحجر

والثوب أَو الشيء يتلون أَلواناً شتى. يقال: حجر مُــلَمَّــعٌ، وواحدة الــلُّمَــعِ

لُمْــعةٌ. يقال: لُمْــعةٌ من سوادٍ أو بياض أَو حمرة. ولمــعة جسد الإِنسان:

نَعْمَتُه وبريق لونه؛ قال عدي بن زيد:

تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْــعَتُها،

وتَحُورُ بَعْدُ آثارا

والــلُّمْــعةُ، بالضم: قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت في اليبس؛ قال ابن

السكيت: يقال لمــعة قد أَحَشَّت أَي قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ، وذلك إِذا

يبست. والــلُّمْــعةُ: المــوضعُ الذي يَكْثُر فيه الخَلَى، ولا يقال لها

لُمْــعةٌ حتى تبيضَّ، وقيل: لا تكون الــلُّمْــعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ

والصِّلِّيانِ إِذا يبسا. تقول العرب: وقعنا في لُمْــعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ

أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لمــا نبت فيها من النصيّ، وتجمع لُمَــعاً.

وأَــلْمَــعَ البَلَدُ: كثر كَلَؤُه. ويقال: هذ بلاد قد أَــلْمَــعَتْ، وهي

مُــلْمِــعةٌ، وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ. وفي حديث عمر:

أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال: أَين تريد؟ قال: الشامَ، فقال: أَما

إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي الــلَّمّــاعةُ بالرُّكْبانِ تَــلْمَــعُ بهم أَي

تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ.

والــلَّمْــعُ: الطرْحُ والرَّمْيُ.

والــلَّمّــاعةُ: العُقابُ. وعُقابٌ لَمُــوعٌ: سرِيعةُ الاختِطافِ.

والتَمَعَ الشيءَ: اخْتَلَسَه. وأَــلْمَــعَ بالشيء: ذهَب به؛ قال متمم بن

نويرة:

وعَمْراً وجَوْناً بالمُــشَقَّرِ أَــلْمَــعا

يعني ذهب بهما الدهرُ. ويقال: أَراد بقوله أَــلْمَــعَا اللَّذَيْنِ معاً،

فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة، قال أَبو عدنان: قال لي أَبو عبيدة يقال

هو الأَــلْمَــعُ بمعنى الأَــلْمَــعِيِّ؛ قال: وأَراد متمم بقوله:

وعَمْراً وجَوْناً بالمُــشَقَّرِ أَــلْمَــعا

أَي جَوْناً الأَــلْمَــعَ فحذف الأَلف واللام. قال ابن بزرج: يقال

لَمَــعْتُ بالشيء وأَــلْمَــعْتُ به أَي سَرَقْتُه. ويقال: أَــلْمَــعَتْ بها الطريقُ

فَــلَمَــعَتْ؛ وأَنشد:

أَــلْمِــعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ،

لَمْــعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ

وأَــلْمَــعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب: ذهب به. والتُمِعَ

لَوْنُه: ذهَب وتَغَيَّرَ، وحكى يعقوب في المــبدل التَمَعَ. ويقال للرجل إِذا

فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه: قد التُمِعَ لَونُه. وفي

حديث ابن مسعود: أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة

فقال: ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه؛ قال

أَبو عبيدة: معناه يُخْتَلَسُ. وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا

يرفَعْ بصَره إِلى السماء؛ يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ. يقال:

أَــلْمَــعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة. ويقال: التَمَعْنا

القومَ ذهبنا بهم. والــلُّمْــعةُ: الطائفةُ، وجمعها لُمَــعٌ ولِمــاعٌ؛ قال

القُطامِيّ:

زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ،

أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِمــاعا

والفَصِيلةُ: الفَخِذُ؛ قال أَبو عبيد: ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه

إِذا ذَهَب، قال: والــلُّمْــعةُ في غير هذا المــوضع الذي لا يصيبه المــاء في

الغسل والوضوء. وفي الحديث: أَنه اغْتسل فرأَى لُمْــعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها

بشَعَره؛ أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها المــاء؛ وهي في

الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ. وفي حديث دم الحيض: فرأَى

به لُمْــعةً من دَمٍ. واللّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قال رؤبة:

يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا

أَوْهِيةً، لا يَبْتَغِينَ راقِعا

قال شمر: ويقال لَمَــعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه؛ وأَنشد:

حتى إِذا عَنْ كان في التَّــلَمُّــسِ،

أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ،

مُلَثَّمَ البابِ، رَثِيمَ المَــعْطِسِ

وفي حديث لقمانَ بن عاد: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَــلَمَّــع، وإِن

لا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قال أَبو عبيد: معنى تَــلَمَّــعُ

أَي تختطف الشيء في انْفِضاضِها، وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ، وهي لغة

أَهل مكة، ويروى تَــلْمَــع من لَمَــعَ الطائِرُ بجناحيه إِذا خَفَقَ بهما.

واللاّمِعةُ الــلَّمّــاعةُ: اليافوخُ من الصبي ما دامت رطْبةً لَيِّنةً،

وجمعها اللَّوامِعُ، فإِذا اشتدّت وعادت عَظْماً فهي اليافوخُ. ويقال:

ذَهَبَت نفسُه لِمــاعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً؛ قال مَقّاسٌ:

بعَيْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِيكُمْ،

وعَيْشُ المَــرْءِ يَهْبِطُه لِمــاعا

واليَــلْمَــعُ والأَــلْمَــعُ والأَــلْمَــعِيُّ واليَــلْمَــعِيُّ: الدَّاهي الذي

يَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا يُخْطِئُ، وقيل: هو الذَّكِيُّ المُــتَوَقِّدُ

الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ؛ قال الأَزهري: الأَــلمَــعيُّ الخَفيفُ

الظريفُ؛ وأَنشد قول أَوس بن حجر:

الأَــلمَــعِيُّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظْـ

ـظَنَّ، كأَنّْ قَدْ رَأَى، وقد سَمِعا

نصب الأَــلمــعِيَّ بفعل متقدم؛ وأَنشد الأَصمعي في اليَــلْمَــعيّ لِطَرَفةَ:

وكائِنْ تَرى من يَــلْمَــعِيٍّ مُحَظْرَبٍ،

ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ

رجل مُحَظْرَبٌ: شديدُ الخَلق مَفتوله، وقيل: الأَــلمَــعِيُّ الذي إِذا

لَمَــعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره، يكتفي بظنه دون يقينه، وهو مأْخوذ من

الــلَّمْــعِ، وهو الإِشارةُ الخفية والنظر الخفِيُّ؛ حكى الأَزهري عن الليث

قال: اليَــلْمَــعِيُّ والأَــلمِــعيُّ الكذّاب مأْخوذ من اليَــلْمَــع وهو السرابُ.

قال الأَزهري: ما عــلمــت أَحداً قال في تفسير اليَــلْمَــعِيِّ من اللغويين

ما قاله الليث، قال: وقد ذكرنا ما قاله الأَئمة في الأَــلمــعيّ وهو متقارب

يصدق بعضه بعضاً، قال: والذي قاله الليث باطل لأَنه على تفسيره ذمّ،

والعرب لا تضع الأَــلمــعي إِلاَّ في موضع المــدح؛ قال غيره: والأَــلمَــعِيُّ

واليَــلمَــعيُّ المَــلاَّذُ وهو الذي يَخْلِطُ الصدق بالكذب.

والمُلَمَّــعُ من الخيل: الذي يكون في جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه،

فإِذا كان فيه استطالة فهو مُوَلَّعٌ.

ولِمــاعٌ: فرس عباد بن بشير أحدِ بني حارثة شهد عليه يومَ السَّرْحِ.

لمــع
لَمَــعَ البرْقُ، كمَنَعَ: لَمْــعاً، بالفتْحِ، ولَمَــعاناً، مُحَرَّكَةً، أيْ: أضاءَ، كالْتَمَعَ، وكذلِكَ الصُّبْحُ، يُقَالُ بَرْقٌ لامِعٌ ومُلْتَمِعٌ، وكأنَّه لَمْــعُ بَرْقٍ، وبَرْقٌ لَمّــاعٌ، كشّدادٍ، وبُرُقٌ لُمَّــعٌ ولَوَامِعُ.
وقالَ ابنُ بُزُرْدَ: لمَــعَ بالشَّيءِ لَمْــعاً: ذَهَبَ بهِ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(عَيثى بلُبِّ ابْنَةِ المَــكْتومِ إذْ لَمَــعَتْ ... بالرّاكِبَينِ على نَعْوانَ أنْ يَقِفا)
عَيْثى بمَنْزِلَةِ: عَجَباً ومَرْحَى.
وَمن المَــجَازِ لَمَــعَ الرَّجُلُ بِيَدِه: أشارَ وكَذا بثَوْبِه وسَيْفِه، وَكَذَلِكَ ألْمَــعَ، ولَمَــعض أعْلَى، وقيلَ: أشارَ للإنْذارِ، وهُوَ: أنْ يَرْفَعَهُ ويُحَرِّكَهُ، لِيَراهُ غَيْرُهُ، فيَجئَ إليْهِ، قالَ الأعْشَى:
(حَتّى إِذا لَمَــعَ الدَّلِيلُ بثَوْبِه ... سُقيَتْ وصَبَّ رُوَاتُهَا وأوْشَالَهَا)
وقَدْ لَا يُحْتاجُ إِلَى ذِكْرِ اليَدِ، ومنْهُ حَديثُ زَيْنَبَ: رآهَا تَــلْمَــعُ مِنْ وراءِ حِجَابٍ أيْ: تُشِيرُ بيَدِهَا.
وَمن المَــجَازِ: لَمَــعَ الطائِرُ بجَناحَيْهِ لَمْــعاً: حَرَّكَهُما فِي طَيَرانِه، وخَفَقَ بهِمَا، ومنْهُ حَديثُ لُقْمانَ بنِ عادٍ: إنْ أرَ مَطْمَعِي فحِدَوٌّ تَــلَمَّــعْن، وإلاّ أرَ مَطْمِعي فوَقّاعٌ بصُلّع وأرادَ بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ بلُغَةِ أهْلِ مَكَّةَ.
ولَمَــعَ فُلان البابَ: أَي: بَرَزَ منْهُ، قالَه شَمِر، وأنْشَدَ:)
حَتَّى إِذا عَنْ كانَ فِي التَّــلمْــسُّ أفْلَتَهُ اللهُ بشِقِّ الأنْفُسِ فــلَمَــعَ البابَ رَثِيمَ المَــعْطِسِ عَن بمعْنَى أنْ.
والــلَّمَّــاعَةُ، مُشَدَّدَةً: العُقَابُ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ. والــلَّمّــاعَةُ: الفَلاةُ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ زادَ الصّاغَانِيُّ الّتِي يَــلْمَــعُ فِيهَا السَّرابُ، ونَصُّ ابنِ بَرِّيّ: الّتِي تَــلْمَــعُ بالسَّرَابِ، ومِنْهُ قَوْلُ بنِ أحْمَرَ:
(كمْ دُونَ لَيْلَى منْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمّــاعَةٍ يُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ)
والــلَّمّــاعَةُ: يافُوخُ الصَّبِيَّ مَا دامَ لَيِّناً، كاللاّمِعَةِ، كَمَا فِي العَبَابِ، والجَمْعُ اللَّوَامِعُ، فَإِذا اشْتَدَّ وعادَ عَظْماً فيافُوخُ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وقالَ اللَّيْثُ: اليَــلْمَــعُ: اسمُ البَرْقِ الخُلّب الّذِي لَا يُمْطِرُ منَ السَّحابِ، ومنْ ثَمَّ قالُوا أكْذَبُ مِنْ يَــلْمَــعِ.
واليّــلْمَــعُ: السّرابُ لــلَمِــعانِه، ويُشبَّه بِهِ الكَذاب، وَفِي الصِّحاحِ الكَذُوبُ وأنْشَدَ للشاعِر:
(إِذا مَا شَكَوتُ الحُبَّ كَيْمَا تُثِيبنِي ... فُودِّيَ قالتْ إنّما أنْتَ يَــلْمَــعُ)
والألْمَــعُ والألْمَــعِيُّ، واليَــلْمَــعِيُّ، الأخِيرانِ نَقَلَهُما الجَوْهَرِيُّ ونَقَل الصّاغَانِيُّ الأوّلَ عَن أبي عُبَيْدٍ، وزادَ صاحِبُ اللِّسَانِ اليَــلْمَــع: الذَّكِيُ المُــتَوَقِّدُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وزادَ غيرُه: الحَدِيدُ اللِّسَانِ والقَلْبِ، وقيلَ: هُوَ الدَاهِي الّذِي يَتَظَنَّنُ الأُمُورَ فَلَا يُخْطِئُ، وقالَ الأزهَرِيُّ: الألْمَــعِيُّ: الخَفيفُ الظَّريفُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الّذِي إِذا لَمَــعَ لَهُ أوَّلُ الأمْرِ عَرَفَ آخِرَه، يكْتَفِي بظَنِّه دُونَ يَقِينهِ، مأخُوذٌ من الــلَّمْــعِ، وهوَ الإشارَةَ الخَفِيَّةُ والنَّظَرُ الخَفِي، وأنْشَدَ لأوْسِ بن حَجَرٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ ويُرْوى لبشْر بن ابي خازِمٍ يَرْثِي فُضَالَةَ بنَ كَلَدَةَ كَمَا فِي العُبابِ: (إنّ الّذِي جَمَعَ السَّمَاحَة وَال ... نَّجْدَةَ والبِرَّ والتُّقَى جُمَعا)

(الألْمَــعِيَّ الّذِي يَظُنُّ بكَ الظَّ ... نَّ كأنْ قدْ رَأى وقَدْ سَمِعَا)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: نُصِبَ الألْمَــعِيُّ بفِعْلٍ مُتَقَدَّمٍ، وَفِي العُبابِ: يُرْفَعُ الألْمَــعِيُّ بخَبَرِ إنَّ، ويُنْصَبُ نَعْتاً للَّذي جَمَعَ ويكُونُ خَبَُ إنَّ بَعْدَ خَمْسَةِ أبْيَاتٍ:
(أوْدَى فَلَا تَنْفَعُ الإشاحَةُ منْ أمْ ... رٍ لمَــنْ قَدْ يُحاوِلُ البِدَعَا)
وشاهِدُ الأخِيرِ قَوْلُ طَرَفَة أنْشَدَه الأصْمَعِيُّ:)
(وكائِنْ تَرَى منْ يَــلْمَــعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ... ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزَائمِ جُولُ)
قُلْتُ: وَأما شاهِدُ الأوَّلِ فقَوْلُ مُتَمِّمِ ابنِ نُوَيْرَة، رضيَ اللهُ عَنهُ:
(وغَيَّرَني مَا غَالَ قَيْساً ومالِكاً ... وعَمْراً وجَزْءاً بالمُــشَقَّرِ ألْمَــعَا)
قالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيمَا نَقَل عنْهُ أَبُو عَدْنانَ: يُقَالُ: هُوَ الألْمَــعُ، بمعَنْى الألْمَــعِيِّ، قالَ: وأرادَ مُتَمِّمُ بقَوْلِه ألْمَــعَا أيْ جَزْءاً الألْمَــعَ، فحذَفَ الألِفَ واللامَ، وَفِي البَيْتِ وُجُوهٌ أُخَرُ يأتِي بَيانُهَا قَرِيباً.
واليَلامِعُ من السِّلاحِ: مَا بَرَق، كالبَيْضَةِ الدِّرْعِ، واحِدُهَا اليَــلْمَــعُ.
وحَكَى الأزْهَرِيُّ عَن اللَّيثِ: قالَ: الألْمَــعِيُّ واليَــلْمَــعِيُّ: الكَذَّابُ مأخُوذٌ من اليَــلْمَــعِ، وهُوَ السَّرَابُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: مَا عَــلِمْــتُ أحَداً قالَ فِي تَفْسيرِ اليَــلْمَــعِيِّ من اللُّغَوِييِّنَ مَا قالَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: وَقد ذَطَرْنا مَا قَالَهُ الأئِمَّةُ فِي الألْمَــعِيِّ، وَهُوَ مُتَقارب يُصَدِقُ بعْضُه بَعْضاً، قالَ: والّذِي قالَهُ اللَّيْثُ باطِل، لأنَّه على تَفْسيرِه ذَمٌّ، والعَرَبُ لَا تَضَعُ الألْمَــعِيَّ إِلَّا فِي مَوضِعِ المَــدْحِ، وقالَ غَيْرُه: الألْمَــعِيُّ واليَــلْمَــعِيُّ: هُوَ المَــلاّذُ، وَهُوَ الّذِي يَخْلِطُ الصِّدْقَ بالكَذِبِ.
والــلُّمْــعَةُ بالضَّمِّ قِطْعَة منَ النَّبْتِ إِذا أخذَتْ فِي اليُبْسِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وَهُوَ مجازٌ، ج: لِمــاعٌ، ككِتاب، ونُقِلَ عَن ابنِ السِّكِّيتِ قالَ: لُمْــعَةٌ قَدْ أحَشَّتْ، أَي: قدْ أمْكَنَتْ لأنْ تُحَشَّ، وذلكَ إِذا يَبِسَتْ والــلُّمْــعَةُ: المَــوْضِعُ الّذِي يَكْثُرُ فِيهِ الخَلَى، وَلَا يُقَالُ لَهَا لُمْــعَة حتّى تَبْيَضَّ، وقيلَ: لَا تَكُونُ الــلُّمْــعَةُ إلاّ منَ الطَّرِيفَةِ والصِّلِّيانِ إِذا يَبِسا، تَقُولُ العَرَبُ: وقَعْنَا فِي لُمْــعَةٍ منْ نَصيٍّ وصِلِّيان، أَي: فِي بُقْعَةٍ مِنْهَا ذاتِ وَضَحِ، لِمَــا نَبَتَ فِيهَا منَ النَّصِيِّ، وتُجْمَعُ لُمَــعاً.
والــلُّمْــعَةُ: الجَماعَةُ من النّاسِ، الجَمْعُ لُمَــعٌ، ولِمــاعٌ، قالَ القَطامِيُّ:
(زَانُ الجَاهِليَِّ كُلُّ حِيٍّ ... أبَرْنَا منْ فَصِيلَتِهِم لِمــاعَا)
والــلُّمْــعَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: المَــوْضِع: الّذِي لَا يُصيبُه المــاءُ فِي الوضوءِ أَو الغُسْلِ، وَهُوَ مجَاز، ومنهُ الحَدِيثُ: أنَّه اغْتَسَلَ فَرَأى لُمْــعَةً بمنْكبِه، فدَلَكَهَا بشَعْرِه أرادَ بُقْعَةً يَسِيرَةً منْ جَسَدِه، لم يَنَلْهَا المــاءُ، وهيَ فِي الأصْلِ قِطْعَةٌ منَ النَّبْتِ إِذا أخَذَتْ فِي اليُبْسِ، وَفِي حَديثِ الحَيْضِ: فَرَأى بهِ لُمْــعَةً منْ دَمٍ.
وَمن المَــجَازِ الــلُّمْــعَةُ البُلْغَةُ منَ العَيْشِ يُكْتَفَى بِهِ.
والــلُّمْــعَةُ منَ الجسَدِ: نَعْمَتُه، وبَرِيقُ لونِه، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
(تُكْذِبُ الأنْفُسَ لُمْــعَتُها ... وتَحُورُ بعدُ آثارا) وَمن المَــجَازِ: مِــلْمَــعَا الطّائِر، بالكَسْرِ: جَناحاهُ، يُقَالُ: خَفَقَ بمِــلْمَــعَيْهِ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رضيَ اللهُ)
عَنهُ:
(لَها مِــلْمَــعَانِ إِذا أوْغَفَا ... يَحُثّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَي)
أوْغَفَا: أسْرَعا، والوَحَى: الصَّوْتُ، أرادَ حَفيفَ جناحَيْهَا.
وألْمَــعَ الفَرَسُ والأتانُ، وأطْباءُ اللَّبُؤَةِ: إِذا أشْرَفَ هَكَذَا بِالْفَاءِ فِي سائِرِ النُّسخِ والصَّوابُ بالقافِ، أَي أشْرَقَ ضَرْعُها للحَمْلِ واسْوَدَّتَ الحَــلَمَــتَانِ باللَّبَنِ، قالَ الأصْمَعِيُّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُ الأتَانِ وصارَ فِي ضَرْعِها لُمَــعُ سَوَادٍ فهِيَ مُــلْمِــع، وقالَ فِي كِتابِ الخَيْلِ: إِذا أشْرَقَ ضَرْعُ الفَرَسِ للحَمْلِ قيلَ: ألمَــعَتْ، قالَ: ويُقَالُ ذلكَ لكلِّ حافِرٍ، وللسِّباعِ أيْضاً وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: الإلمــاعُ فِي ذَواتِ المِــخْلَبِ والحافِرِ: إشْرَاقُ الضَّرْعِ، واسْوِدادُ الحَــلَمَــةِ باللَّبنِ للحَمْلِ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبِيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أوْ مُــلْمِــعٌ وسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ ... طَرُ الفُحُولِ وضَرْبُها وكِدَامُهَا)
وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
(فكَأنَّهَا بَعْدَ الكَلالَةِ والسُّرَى ... عِلْجٌ تُغَالِبُهُ قَذُورٌ مُــلْمِــعُ)
القَذُورُ: الأتانُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.
وقالَ اللَّيْثُ: ألْمَــعَتِ الشّاةُ بذَنَبِها، فهيَ مُــلْمِــعَةٌ ومُــلْمِــعٌ: رَفَعَتْهُ ليُعْــلَمَ أنَّهَا قدْ لَقِحَتْ.
قَالَ: وألمَــعَتِ الأُنْثَى: إِذا تَحَرَّكَ الوَلَدُ فِي بَطْنِها، قولُه: والأُنْثَى، لَيْسَ فِي عِبَارةِ اللَّيثِ، وإنّما ساقَ هَذِه العِبَارَةِ بَعْدَ قولِه: ألْمَــعَتِ النّاقَةُ بذَنَبِها، وهيَ مُــلْمِــعٌ: رَفَعَتْهُ فعُــلِمَ أنَّهَا لاقِح، وَهِي تُــلْمِــعُ إلْمــاعاً: إِذا حَمَلَتْ، ثمَّ قالَ: وألْمَــعَتْ، وهيَ مُــلْمِــعٌ أيْضاً: تحَرَّكَ ولَدُهَا فِي بَطْنِها، ولمَــعَ ضَرْعُها لَوَّنَ عنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فيهِ، وكأنَّه فَرَّ منْ إنْكارِ الأزْهَرِيِّ على الليْثِ، حيثُ قالَ لمْ أسْمَعِ الإلْمــاعَ فِي النّاقَةِ لغَيرِ اللَّيثِ، إنّمَا يُقَالُ للنّاقَةِ: مُضْرِعٌ، ومُرْمِدٌ، ومُرْدٌّ، فقَوْلُه: ألمَــعَتْ بذَنَبِهَا شاذٌّ، وكلامُ العَرَبِ: شالَتْ النّاقَةُ بذَنَبِها بعْدَ لِقاحِها، وشمَذَتْ، واكْبَارَّتْ، فإنْ فَعَلَتْ ذَلِك من غَيْرِ حَبَلٍ قيلَ: قدْ أبْرَقَتْ فهيَ مُبْرِقٌ، وَقد أشارَ إِلَى مِثْلِ الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وذكَرَ إنْكارَ الأزهَرِيِّ، وكذلكَ صاحِبُ اللِّسَانِ، وأمّا فِي العبابِ فسَكَتَ عليهِ، وليْسَ فيهِ أيْضاً لَفْظُ الأُنْثَى، وعَلى كلِّ حالٍ فكَلامُ المُــصَنِّف لَا يَخْلُو عنْ نَظَرٍ خَفِيٍّ يُتأمَّلُ فيهِ.
وقالَ أَبُو عمْروٍ: ألْمَــعَ بالشَّيءِ وألْمَــأ بهِ، وَكَذَا: ألْمَــعض عليهِ: إِذا اخْتَلَسَه، وقالَ ابنُ بزْرجَ: سَرَقَهُ، وقالَ غيرُه: ألْمَــعَ بِمَا فِي الإناءِ منَ الطَّعامِ والشَّرَابِ: ذهَبَ بهِ، وبهِ فُسِّرَ أَيْضا قَوْلُ مُتَمِّم بن نُوَيْرةَ)
السّابِقُ: بالمُــشَقّرِ ألْمَــعَا يَعْنِي ذَهَبَ بِهِمَا الدَّهْرُ، والألِفُ للإطْلاقِ، وقيلَ: المَــعَا أرادَ: اللَّذَيْنِ مَعاً، وهُوَ قَوْلُ أبي عَمْروٍ، وحُكِيَ عَن الكِسَائِيِّ أنَّه قَالَ: أرادَ مَعًا، فأدْخَل الألِفَ واللامَ، وكذلكَ حَكَى مُحَمَّدث بنُ حَبيب عنْ خالدِ بنِ كُلثُوم.
كالتَمَعهُ وتَــلَمَّــعهُ يُقَالُ: الْتَمَعْنا القَوْمَ، أَي: ذَهَبْنَا بهمْ، ومنْهُ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ لرَجُلٍ شَخَصَ بصَرَه إِلَى السّمَاءِ فِي الصَّلاة: مَا يَدْرِي هَذَا لَعلَّ بَصَرَهُ سَيُلْتَمَعُ قَبْلَ أنْ يَرْجِعَ إليْهِ أَي: يُخْتَلَسُ ويُخْتَطَفُ بسُرْعَةٍ، وشاهِدُ الأخيرِ قَوْلُ لُقْمانَ بنِ عادٍ الّذِي تَقَدَّمَ فِي إحْدَى الرِّوايَتَيْنِ فحِدَوٌّ، تَــلَمَّــعُ أَي تَخْتَطِفُ فِي انْقِضاضها.
وألْمَــعَتِ البلادُ: صارتْ فِيهَا لُمْــعَةٌ منَ النَّبْتِ، وَذَلِكَ حينَ كَثُرَ كَلَؤُها، واخْتَلَطَ كَلأُ عامٍ أوَّلَ بكلإِ العامِ، نَقَله ابنُ السِّكِّيتِ.
والتَّــلْمِــيعُ فِي الخَيْلِ: أنْ يَكُونَ فِي الجَسَدِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سائِرَ لَوْنِه، فَإِذا كانَ فيهِ اسْتِطَالَةٌ فهُوَ مُوَلَّع، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَقد يَكُونُ التَّــلْمــيعُ فِي الحَجَرِ والثَّوْب، يتَلوَّنُ ألْواناً شَتّى يُقَالُ: حَجَرٌ مُــلَمَّــعٌ، وثَوْبٌ مُــلَمَّــعٌ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: الــلُّمُــوعُ بالضَّمِّ والــلَّمِــيع كأمِير، والتِّــلِمّــاعُ كتِكِلامٍ، والتّــلَمُّــع: الإضاءَةُ، قالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي عائذٍ الهُذَلِيُّ:
(وأعْقَبَ تِــلْمــاعاً بزأرٍ كأنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يتَكَلل)
وأرْض مُــلْمِــعَة، كمُحْسِنَة، ومُحَدِّثَةٍ، ومُعَظِّمَةٍ: يَــلْمَــعُ فِيهَا السّرَابُ، وقَدْ ألْمَــعَتْ، ولَمَــعَتْ.
وخدٌّ مُــلْمَــعٌ، كمُكَرَمٍ: صَقيلٌ.
وألْمَــعَ إلمــاعاً: أشارَ بيَدِه، وألْمَــعَتِ المَــرْأةُ بسِوارِها كذلكَ.
وألْمَــعَ الضَّرْعُ، وتَــلَمَّــعَ: تَلَوَّنَ ألْواناً عنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فيهِ، وهوَ مجازٌ.
والــلُّمْــعَةُ السَّوْداءُ: بالضَّمِّ حَوْلَ حَــلَمَــةِ الثَّدْيِ خِلْقَةً.
وقيلَ: الــلُّمْــعَةُ: البُقْعَةُ منَ السَّوادِ خالِصَةً، وقيلَ: كُلُّ لَوْنٍ خالَفَ لَوْناً لُمْــعَةٌ وتَــلْمــيعٌ، وشَيءٌ مُــلَمَّــعٌ: ذُو لُمَــعٍ، قالَ لَبيد: مَهْلاً أبَيْتَ اللَّعْنَ لَا تأكُلْ معهْ)
وإنّ اسْتَهُ منْ بَرَصٍ مُــلَمَّــعَهْ والــلَّمّــاعَةُ مُشَدَّدَةً: الشّامُ، وَهُوَ فِي حديثِ عمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ قالَهُ لعَمْرو بنِ حُرَيْثٍ حينَ أرادَ الشامَ: أما إنّهَا ضاحِيَةُ قَوْمِكَ، وَهِي الــلَّمّــاعَةُ بالرُّكْبانِ قالَ شَمِرٌ: سألْتَ السُّــلَمِــيَّ والتَّميمِيَّ عنْهَا، فَقَالَا جَمِيعاً: الــلَّمّــاعَةُ بالرُّكْبانِ: تَــلْمَــعُ بهِم، أَي: تَدْعُوهُم إليْهَا وتَطَّبِيهمْ.
والــلَّمْــعُ: الطَّرْحُ والرَّمْيُ.
وعُقابٌ لَمُــوعٌ: سَرِيعَةُ الاخْتِطَافِ.
والْتُمِعَ لَوْنه، مَجْهُولاً: ذهَبَ وتَغَيَّرَ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ وحَكى يعْقُوبُ فِي المُــبْدَلِ: الْتَمَعَ مَعْلُوماً، قالَ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا فَزِعَ منْ شَيءٍ، أَو غَضِبَ، أَو حَزِنَ فتَغَيَّرَ لذَلِك لَوْنُه: قَدْ الْتَمَعَ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لمــالكِ بنِ عَمْروٍ التُّنُوخِيِّ:
(يَنْظُرُ فِي أوْجُهِ الرِّكابِ فَمَا ... يَعْرفُ شَيْئاً فاللَّوْنُ مُلْتَمِعُ)
واللّوامِعُ: الكَبِدُ، قالَ رُؤْبَةُ: يَدْعَنَ منْ تَخْرِيقِهِ اللَّوامِعَا أوْهِيَةً لَا يَبْتَغِينَ راقِعَا ويُقَالُ: ذَهَبَتْ نَفْسُهُ لِمَــاعاً، أَي: قِطْعَةً قِطْعَةً، قالَ مَقّاسٌ:
(بعَيشِ صالِحٍ مَا دُمْتُ فيكُمْ ... وعَيْشُ المَــرْءِ يَهْبِطُهُ لِمــاعَا)
ولِمــاعٌ، ككِتَابٍ: فَرَسٌ عَبّادِ بنِ بَشيرٍ، أحَدِ بَنِي حارِثَةَ، شَهِدَ عليْهِ يَوْمَ السَّرْحِ.
واليَــلْمَــعُ: اليَــلْمَــعِيُّ، وَهُوَ الفَرّاسُ.
ويُقَالُ: مَا بالدّارِ لامِعٌ: أَي: أحَدٌ، وَهُوَ مجازٌ. وَمن المَــجَازِ: لَمَــعَ الزِّمامُ: خَفَقَ لَمَــعاناً وزِمامٌ لامِعٌ ولَمُــوعٌ.
وتَــلَمَّــعَتِ السَّنَةُ، كَمَا قيلَ: عامٌ أبْقَعُ، وَهُوَ مجازٌ.
والــلُّمَــعِيَّةُ، بضمٍّ ففَتْحٍ: من مَخاليفِ الطّائِفِ، نَقَله ياقُوت.
(لمــع) النسيج أَو الْحَج لَونه ألوانا شَتَّى وَالشَّيْء جعله يــلمــع (محدثة)
[لمــع] لمــعَ البرقُ لَمْــعاً ولَمَــعاناً، أي أضاء. والْتَمَعَ مثله. ويقال للسراب يَــلْمَــعُ ، ويشبَّه به الكَذوبُ. قال الشاعر: إذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيما تُثيبَني * بوِدِّي قالتْ إنَّما أنتَ يَــلْمَــعُ * والــلَمــاعَةُ: الفلاةُ، ومنه قول ابن أحمر: كم دونَ لَيْلى من تَنوفِيَّةٍ * لَمَّــاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذرْ * والــلَمــاعَةُ أيضاً: العُقابُ. والــلُمْــعَةُ بالضم: قِطعة من النبت إذا أخذت في اليُبس. قال ابن السكيت: يقال هذه لُمْــعَةٌ قد أحَشَّتْ، أي قد أمكنت لان تحش، وذلك إذا يبستْ. والــلُمْــعَةُ من الخَلَى ، وهو نبتٌ. ولا يقال لها لُمْــعَةٌ حتى تبيض. قال: ويقال هذه بلادٌ قد ألْمَــعَتْ، وهي مُــلْمِــعَةٌ. والألْمَــعِيُّ: الذكيُّ المــتوقِّد. قال أوس بن حجر: الألْمَــعِيَّ الذي يظُنُّ لك الظ * نَّ كأنْ قد رأى وقد سمعا * نصب الألْمَــعِيَّ بفعل متقدِّم. وكذلك اليَــلْمَــعِيُّ. وأنشد الأصمعيّ : وكائِنْ ترى من يَــلْمَــعِيٍّ مُحَظْرَبٍّ * وليسند العزائم جولُ * وألْمَــعَ الفرس والأتانُ وأطْباءُ اللبؤةِ، إذا أشرقتْ ضروعُها للحَمل واسودَّتْ حــلمــتاها. أبو عمرو: ألْمَــعْتُ بالشئ والتمعت الشئ: اختلسته. ويقال: التُمِعَ لونُه، أي ذهب وتغيَّر. والمُلَمَّــعُ من الخيل: الذي يكون في جَسده بقعٌ تخالف سائر لونه. فإذا كان فيه استطالة فهو مولع.

هلم

[هــلم] نه: فيه ذكر "هــلم" بمعنى تعال، وفي الحجاز يستوي فيه الواحد وغيره ويبني على الفتح، وفي تميم يثني ويجمع. ج: وفيه: "هــلمــه" فإن الله سيجعلن بمعنى تعالن وهاؤه للسكت. غ: "هــلمــوا" شهداءكم، أي هاتوا وقربوا.

هــلم



هَــلُمَّ i. q.

نَعَالَ Come. (S, K, &c.) b2: It is intrans.; as in هَــلُمَّ إِلَيْنَا Come to us. And tran also; as in هَــلُمَّ شُهَدَآءَ كُمْ Cause your witnesses to come; bring your witnesses. (Msb.) b3: هَــلُمَّ جَرًّا At thine ease: see 1 in art. جر.

هــلم


هَــلَمَ
أَهْــلَمَa. Called.

إِهْتَــلَمَ
a. [Bi], Carried off.
هُلَاْمa. A dish.

هَلِيْمa. Adhesive.

هَــلُمَّ
a. Come here.
b. Bring.

هِــلَّم
a. Weak; soft.

هَــلُمِّــي
a. fem. of
هَــلُمَّ

هَــلُمَّ جَرًّا
a. And so on, et cetera, & c.
هــلم
هَــلُمَّ دعاء إلى الشيء، وفيه قولان: أحدهما: أنّ أصله هَا لُمَّ . من: قولهم:
لمــمت الشيء. أي: أصلحته، فحذف ألفها فقيل: هــلمّ.
وقيل أصله هل أمّ ، كأنه قيل: هل لك في كذا أمّه. أي: قصده، فركّبا. قال عزّ وجلّ:
وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَــلُمَّ إِلَيْنا [الأحزاب/ 18] ، فمنهم من تركه على حالته في التّثنية والجمع، وبه ورد القرآن، ومنهم من قال: هَــلُمَّــا، وهَــلُمُّــوا، وهَــلُمِّــي، وهَــلْمُــمْنَ .
هـ ل م: (هَــلُمَّ) يَا رَجُلُ بِفَتْحِ الْمِــيمِ بِمَعْنَى تَعَالَ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ الْمُــؤَنَّثُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَــلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: 18] وَأَهْلُ نَجْدٍ يَصْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ لِلِاثْنَيْنِ: هَــلُمَّــا، وَلِلْجَمْعِ: هَــلُمُّــوا، وَلِــلْمَــرْأَةِ: هَــلُمِّــي، وَلِلنِّسَاءِ: هَــلْمُــمْنَ، وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ. 
هــلم
هَــلُمَّ: كــلمــةُ دَعْوَةٍ إلى شَيْءٍ، يَسْتَوي فيه الواحِدُ والاثْنانِ والجميعُ والتَّذْكير والتأْنيثُ، إلا في لُغَةِ بني سَعْدٍ فإنهم يقلون: هَــلُمّــا وهَــلُمُّــوا، وهي في الأصل: هَلْ أؤمُّ، وإذا قيل هَــلُمَّ قال: لا أُهَــلِمُّ وإلى مَ أُهَــلِّمُ. والهَلاَمُ: طَعامٌ يُتَّخَذُ من عِجْلٍ بِجِلْدِه. والهِــلِمّــانُ: الشَّيْءُ الكَثيرُ، جَاءَ بالهَيْلِ والهِــلِمَّــان. والهِــلَّمُ: الرَّجُلُ المُــسْتَرْخي، وامرأةٌ هِــلَّمَــةٌ، وهِــلَّمُــونَ وهِــلَّمَــاتٌ وهَلالِيْمُ. ولا يَمُرُّ بشَيْءٍ إلاّ اهْتَــلَمَــه: أي سَرَقَه وذَهَبَ به.
[هــلم] هَــلُمَّ يا رجل، بفتح المــيم، بمعنى تعال. قال الخليل: أصله لم، من قولهم لم الله شعثه، أي جمعه، كأنه أراد: لم نفسك إلينا، أي اقرب. وها للتنبيه وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعلا اسما واحدا، يستوى فيه الواحد والجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: (والقائِلينَ لإخْوانِهِمْ هَــلُمَّ إلينا) ، وأهل نجد يصرِّفونها فيقولون للاثنين هَــلُمَّــا، وللجميع هــلمــوا، ولــلمــرأة هــلمــى، وللنساء هَــلْمُــمْنَ، والأول أفصح. وقد تُوصَل باللام فيقال: هَــلُمَّ لكَ وهَــلُمَّ لكما، كما قالوا: هَيْتَ لك. وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلت هَــلُمَّــنَّ يا رجل، ولــلمــرأة هَــلُمِّــنَّ بكسر المــيم، وفي التثنية هَــلُمَّــانِّ لــلمــؤنث والمــذكَّر جميعاً، وهَــلُمُّــنَّ يا رجال بضم المــيم، وهَــلْمُــمْنانِّ يا نسوة. وإذا قيل لك: هــلم إلى كذا وكذا، قلت إلام أهــلم مفتوحة الالف والهاء، كأنك قلت إلى ما ألم. وتركت الهاء على ما كانت عليه. وإذا قال لك: هــلم كذا وكذا، قلت: لا أهــلمــه، أي لا أعطيكه. ويقال: جاءنا بالهيل والهَيْــلَمــانِ، إذا جاء بالمــال الكثير. والهيــلمــان بفتح اللام وضمها.
هـــلم
هُلام [مفرد]: (شر) مادة بروتينية شفافة، تُستخرج من الأنسجة الحيوانية المــختلفة، مثل: الجلد والعظم والأربطة وتكون جامدة عند جفافها، ولكنها تتحوَّل إلى سائل بالرُّطوبة. 

هُلاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى هُلام.
2 - (شر) مادّة عضويّة تحويها أغشية نباتيَّة "حامض هُلاميّ".
• ورم هُلاميّ الشَّكل: (طب) شبيه بالهلام له شكل الهلام ومظهره. 

هُلاميَّات [جمع]: (حن) رتبة من الفطور عديدة الفصائل والأجناس، فطورها كُتَل هلاميّة لا شكل لها، تعيش على الأعشاب العفِنة والطَّحالب. 

هُلاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هُلام: "أفكار هلاميّة- صنعتْ حلوى هُلاميِّة القِوام: تُعَدُّ بغلي السُّكَّر وعصير الفاكهة".
2 - مصدر صناعيّ من هُلام: سطحيَّة، ظاهريّة "سادت الإدارة الجديدة حالة من الهلاميّة". 

هَــلُمّ [كــلمــة وظيفيَّة]: (انظر: هـ ل م م - هَــلُمَّ). 
هـ ل م : هَــلُمَّ كَــلِمَــةٌ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ إلَى الشَّيْءِ كَمَا
يُقَالُ تَعَالَ قَالَ الْخَلِيلُ أَصْلُهُ لُمَّ مِنْ الضَّمِّ، وَالْجَمْعِ وَمِنْهُ لَمَّ اللَّهُ شَعَثَهُ وَكَأَنَّ الْمُــنَادِيَ أَرَادَ لُمَّ نَفْسَكَ إلَيْنَا وَهَا لِلتَّنْبِيهِ وَحُذِفَتْ الْأَلِفُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَجُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَقِيلَ أَصْلُهَا هَلْ أُمَّ أَيْ قُصِدَ فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إلَى اللَّامِ وَسَقَطَتْ ثُمَّ جُعِلَا كَــلِمَــةً وَاحِدَةً لِلدُّعَاءِ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُنَادُونَ بِهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِــلْمُــذَكَّرِ وَالْمُــؤَنَّثِ وَالْمُــفْرَدِ وَالْجَمْعِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَــلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: 18] وَفِي لُغَةِ نَجْدٍ تَلْحَقُهَا الضَّمَائِرُ وَتُطَابَقُ فَيُقَالُ هَــلُمِّــي وَهَــلُمَّــا وَهَــلُمُّــوا وَهَــلْمُــمْنَ لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا فِعْلًا فَيُلْحِقُونَهَا الضَّمَائِرَ كَمَا يُلْحِقُونَهَا قُمْ وَقُومَا وَقُومُوا وَقُمْنَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: اسْتِعْمَالُهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْجَمِيعِ مِنْ لُغَةِ عُقَيْلٍ وَعَلَيْهِ قِيسَ بَعْدُ وَإِلْحَاقُ الضَّمَائِرِ مِنْ لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعَرَبِ وَتُسْتَعْمَلُ لَازِمَةً نَحْوُ هَــلُمَّ إلَيْنَا أَيْ أَقْبِلْ وَمُتَعَدِّيَةً نَحْوُ هَــلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ أَيْ أَحْضِرُوهُمْ. 
الْهَاء وَاللَّام وَالْمِــيم

الهَلِيمُ: اللاصق من كل شَيْء، عَن كرَاع.

والهَلامُ: طَعَام يتَّخذ من لحم عجلة بجلدها.

والهِــلَّمــانُ: الشَّيْء الْكثير، وَقيل: هُوَ الْخَيْر الْكثير، قَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هُوَ الهِــلِمَّــانُ على مثل فِرِكَّان.

وهَــلُمَّ: بِمَعْنى أقبل، وَهَذِه الْكَــلِمَــة تركيبية من " هَا " الَّتِي للتّنْبِيه، وَمن " لُمَّ " وَلكنهَا اسْتعْملت اسْتِعْمَال الْكَــلِمَــة المــفردة البسيطة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَــلُمَّ فِي لُغَة أهل الْحجاز تكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى بلفظٍ واحدٍ. وَأما فِي لُغَة بني تَمِيم فَإِنَّهُم يجرونه مجْرى قَوْلك: رد، يَقُولُونَ للْوَاحِد: هَــلُمَّ، كَقَوْلِك: رد، وللاثنين هَــلُمَّــا كَقَوْلِك: ردَّا، وللجمع هَــلُمُّــوا كَقَوْلِك: ردوا، وللأنثى هَــلُمِّــي كَقَوْلِك: ردي وللثنتين: كالاثنين، ولجماعة الْإِنَاث هَــلْمُــمْنَ كَقَوْلِك: ارددن. قَالَ: وَزعم الْخَلِيل إِنَّهَا " لُمَّ " لحقتها الْهَاء للتّنْبِيه فِي اللغتين جَمِيعًا، قَالَ: وَلَا تدخل النُّون الْخَفِيفَة وَلَا الثَّقِيلَة عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا لَيست بِفعل، وَإِنَّمَا هِيَ اسْم للْفِعْل، يُرِيد أَن النُّون الثَّقِيلَة إِنَّمَا تدخل الْأَفْعَال دون الْأَسْمَاء، وَأما فِي لُغَة بني تَمِيم فتدخلها الْخَفِيفَة والثقيلة، لأَنهم قد أجروها مجْرى الْفِعْل، وَلها تَعْلِيل طَوِيل لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب. قَالَ اللحياني: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هَــلَمَّ. فنصب اللَّام، قَالَ: وَمن قَالَ: هَــلُمِّــي وهَــلُمُّــوا، فَكَذَلِك يَقُول: هَــلَمِّــي وهَــلَمُّــوا. وَحكى: إِلَى مَا أهَــلِم، وأَهَــلُمُّ، وَلست من الْأَخِيرَة على ثِقَة، وَقد هَــلْمَــمْتُ فَمَاذَا؟ وهَــلْمَــمْتُ بِالرجلِ: قلت لَهُ هَــلُمَّ، قَالَ ابْن جني: هَــلْمَــمْتُ كصعررت وشمللت، وَأَصله قبل غير هَذَا، إِنَّمَا هُوَ أول " هَا " للتّنْبِيه لحقت مِثَال اللَّام لــلمــواجهة توكيدا، فأصلها هالُمَّ فَكثر اسْتِعْمَالهَا وخلطت هَا بِــلُمَّ توكيدا لــلمــعنى بِشدَّة الِاتِّصَال، فحذفت الْألف لذَلِك، وَلِأَن لَام لُمَّ فِي الأَصْل سَاكِنة، أَلا ترى أَن تقديرها أول " المُــمْ " وَكَذَلِكَ يَقُولهَا أهل الْحجاز، ثمَّ زَالَ هَذَا كُله بقَوْلهمْ هَــلْمَــمْتُ، فَصَارَت كَأَنَّهَا فَعْلَلْت من لفظ الهِــلِمَّــان، وتنوسيت حَال التَّرْكِيب، وَحكى اللحياني: من كَانَ عِنْده شَيْء فَلْيُهَــلِمَّــه، أَي فَلْيُؤْته.
باب الهاء واللام والمــيم معهما هـ ل م، هـ م ل، ل هـ م، م هـ ل مستعملات م ل هـ، ل م هـ مهملان

هــلم: الهَلامُ: طعامٌ يُتَّخَذ من لحم العِجْل بجِلْدِهِ. [والهِــلِّمــان: الشّيء الكثير] . وهَــلُمَّ: كــلمــةُ دعوةٍ إلى شَيْء. التَّثنيةُ والجمعُ والوحدان، والتّأنيثُ والتّذكيرُ فيه سواءٌ، إلّا في لغة بني سعدٍ فإنّهم يَحملونَهُ على تَصريفِ الفِعْل، فيقولون: هــلُمّــا وهــلُمُّــوا ونحو ذلك.

همل: الهَمَلُ: السُّدَى، وما ترك اللهُ النّاسَ هَمَلاً، أي: سُدىً بلا ثَوابٍ وبلا عِقابٍ. وإبلٌ هَوامِلُ [مُسَيَّبةٌ] لا تُرْعَى. وأمرٌ مُهْمَلٌ، أي: متروك.

لهم: لَهِمْتُ الشّيء. وقــلّمــا يُقالُ إلاّ التَهَمْتُ، وهو ابتلا عُكَهُ بمّرةٍ، قال :

ما يُلْقَ في أَشداقِهِ تَلَهَّما

وقال:

كذاك الليث يلتهم الذبابا وأم اللهيم: الحُمَّى، ويقال: بل هو المــوتُ، لأنّه يَلْتهُم كلَّ أَحَد. وفَرَسٌ لِهَمٌّ: سابقٌ يَجْري أمامَ الخَيْل، لالتِهامِهِ الأَرْضَ، والجميع: لَهامِيمُ. ورجلٌ لَهُومٌ، أي: أكولٌ. أَلْهَمَهُ اللهُ خيراً، أي: لَقَّنَهُ خيراً. ونَسْتَلْهِمُ اللَه الرَّشادَ. وجَيْش لُهامٌ أي: يَغْتَمِرُ من يَدْخُلُه، أي: يُغَيَّبُه في وسطه.

مهل: المَــهْل- مجزوم-: السَّكِينةُ والوَقار، تقول: مَهْلاً يا فلانُ، أي: رِفقاً وسُكُوناً، لا تَعْجَلْ ويجوزُ التًّثْقيلُ، كما قال :

فيا بْنُ آدمَ ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ ... للهِِ دَرُّكَ ما تأتي وما تَذَرُ

وقال جميل [في تخفيف مَهْل] :

يقولون: مَهْلاً يا جميلُ، وإنّني ... لأُقْسِمُ مالي عن بُثَيْنَة مِنْ مَهْلِِ

وأَمْهلتُه: أَنْظرتُه، ولم أعجله. ومَهَّلْتُه: أجّلته. والمُــهْلُ: خُثارة الزَّيت، ويقال: النُّحاس الذائب، ويقال: الصَّديدُ والقَيْحُ. والمُــهْلُ: الفِلِزُّ، وهو جواهر الأرض من الذَّهَب والفِضّة. والمُــهل: ما يَتَحاتُّ من الخُبْزة من رَمادٍ أو غيره إذا أُخْرِجَتْ من المَــلَّةِ. والمُــهْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرانِ، إلاّ أنّه ماء رقيق يُشبه الزّيت، وهو يَضْرِب إلى الصُّفْرة من مهاوته، وهو دَسِمٌ تُدْهَنُ به الإِبلُ في الشِّتاء، وسائرُ القَطِران لا يُدهنُ به، لأنّه يَقْتل. 

هــلم: الهَلِيمُ: اللاصِقُ من كل شيء؛ عن كراع. والهَلامُ

(* قوله

«والهلام» قال في القاموس: كغراب، وضبط في الأصل وفي نسخة من التكملة يوثق

بضبطها بفتح الهاء ومثلها المــحكم والتهذيب): طعامٌ يُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ

بِجِلدِها.

والهُــلُمُ: ظِباءُ الجبال، ويقال لها اللُّهُمُ، واحدها لِهْمٌ، ويقال

في الجمع لُهُومٌ.

والهِــلِّمَــانُ: الشيءُ الكثير، وقيل: هو الخير الكثير؛ قال ابن جني:

إِنما هو الهِــلِمَّــانُ على مثال فِرِ كَّان. أَبو عمرو: الهِــلِمَّــانُ الكثير

من كل شيء؛ وأَنشد لكَثِير المُــحارِبيّ:

قد مَنَعَتْني البُّرَّ وهي تَلْحانْ،

وهو كثيرٌ عندها هِــلِمَّــاننْ،

وهي تُخَنْذِي بالمَــقالِ البَنْبانْ

الخَنْذاةُ: القول القبيحُ، والبَنْبانُ: الرديء من المَــنْطق.

والهَيْــلَمــان: المــالُ الكثير، وتقول: جاءنا بالهَيْل والهَيْــلَمــانِ إِذا جاء

بالمــال الكثير، والهَيْــلَمــان، بفتح اللام وضمها. قال أَبو زيد في باب كثرة

المــال والخير يَقْدَم به الغائبُ

أَو يكون له: جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْــلَمــان، بفتح اللام.

وهــلُمَّ: بمعنى أَقْبِل، وهذه الكــلمــة تركيبيَّة من ها التي للتنبيه، ومن

لُمَّ، ولكنها قد استعملت استعمال الكــلمــة المــفردة البسيطة؛ قال الزجاج:

زعم سيبويه أَن هَــلُمّ ها ضمت إِليها لُمّ وجُعِلتا كالكــلمــة الواحدة،

وأَكثرُ اللغات أَن يقال هَــلُمَّ للواحد والاثنين والجماعة، وبذلك نزل

القرآن: هَــلُمَّ إِلينا وهَــلُمَّ شَهداءكم؛ وقال سيبويه: هَــلمَّ في لغة أَهل

الحجاز يكون للواحد والاثنين والجمع والذكر والأُنثى بلفظٍ واحد، وأَهلُ

نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها، وأَما في لغة بني تميم وأَهل نجد فإِنهم يُجْرونه

مُجْرَى قولك رُدَّ، يقولون للواحد هَــلُمَّ كقولك رُدَّ، وللاثنين

هَــلُمَّــا كقولك رُدَّا، وللجمع هَــلمُّــوا كقولك رُدُّوا، وللأُنثى هَــلُمِّــي

كقولك رُدِّي، وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ، ولجماعة النساء هَــلْمُــمْنَ

كقولك ارْدُدْنَ، والأَوَّل أَفصَح. قال الأَزهري: فُتحت هَــلُمَّ أَنها

مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ في الأَمر فلا يجوز فيها هَــلُمُّ، بالضم، كما يجوز

رُدُّ لأنها لا تتصرَّف، قال: ومعنى قوله تعالى: هَــلُمَّ شُهداءكم، أَي

هاتوا شُهداءكم وقَرِّبوا شهداءكم. الجوهري: هَــلُمَّ يا رجل، بفتح المــيم،

بمعنى تعال؛ قال الخليل: أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ اللهُ شَعْثه أَي

جمعه، كأََنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب، وها للتنبيه، وإِنما

حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال وجُعِلا اسماً واحداً، قال ابن سيده: زعم

الخليل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعاً، قال ولا

تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلةُ عليها، لأَنها ليست بفعل وإِنما هي اسمٌ

للفعل، يريد أَن النون الثقيلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء، وأَما

في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفةُ والثقيلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَى

الفعل، ولها تعليلٌ. الأَزهري: هَــلُمَّ بمعنى أَعْطِ، يَدُلّ عليه ما

رُوِي عن عائشة، رضي الله عنها، أَن النبي، صلى الله عليه وســلم، كان

يأْتيها فيقول: هل من شيءٍ؟ فتقول: لا، فيقول: إِني صائِمٌ؛ قالت: ثم أَتاني

يوماً فقال: هل من شيء؟ قلت: حَيْسَةٌ، فقال: هَــلُمِّــىها أَي هاتِيها

أَعْطِينيها. وقال الليث: هَــلُمَّ كــلمــةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ، الواحدُ

والاثنان والجمع والتأْنيث والتذكير سواءٌ، إلاَّ في لغة بني سَعْدٍ

فإِنهم يحملونه على تصريف الفعل، تقول هَــلُمَّ هَــلُمَّــا هَــلُمُّــوا، ونحو ذلك

قال ابن السكيت، قال: وإِذا قال: هَــلُمَّ إِلى كذا، قلت: إِلامَ

أَهَــلُمُّ؟ وإِذا قال لك هَــلُمَّ كذا وكذا، قلت: لا أَهَــلُمُّــه، بفتح الأَلف

والهاء، أَي لا أُعْطيكَه. وروى أَبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وســلم،

قال: ليُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضي فأُناديهم أَلا هَــلُمَّ أَلا هَــلُمَّ

فيقال: إِنهم قد بَدَّلوا، فأَقول فسُحْقاً قال اللحياني: ومن العرب من

يقول هَــلَمَّ، فينصب اللام، قال: ومن قال هَــلُمِّــي وهَــلُمُّــوا فكذلك قال

ابن سيده، ولست من الأَخيرة على ثِقَةٍ، وقد هَــلْمَــمْتُ فماذا.

وهَــلْمَــمْتُ بالرجل: قلتُ له هَــلُمَّ. قال ابن جني: هَــلْمَــمْتُ كصَعْرَرْتَ

وشَملَلْتَ، وأَصله قبْلُ غيرُ هذا، إِنما هو أَوَّلُ ها للتنبيه لَحِقَت مثل

اللام، وخُلِطت ها بــلُمَّ توكيداً لــلمــعنى بشدة الاتصال، فحذفت الأَلف

لذلك، ولأَنَّ لامَ لُمَّ في الأَصل ساكنةٌ، أَلا ترى أَن تقديرها أَوَّلُ

أُــلْمَــمْ، وكذلك يقولها أَهل الحجاز، ثم زال هذا كله بقولهم هَــلْمَــمْتُ

فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِــلِمَّــان، وتنُوسِيَت حالُ التركيب. وحكى

اللحياني: من كان عنده شيء فلْيُهَــلِمَّــه أَي فليُؤْتِه. قال الأَزهري:

ورأَيت من العرب مَن يدعو الرجل إِلى طعامه فيقول: هَــلُمَّ لك، ومثله قوله

عز وجل: هَيْتَ لك؛ قال المــبرَّد: بنو تميم يجعلون هَــلُمَّ فِعلاً

صحيحاً ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هَــلُمَّ يا رجل، وللاثنين هَــلُمَّــا،

وللجمع هَــلُمُّــوا، وللنساء هَــلْمُــمْنَ لأَن المــعنى الْمُــمْنَ، والهاء زائدة،

قال: ومعنى هَــلُمَّ زيداً هاتِ

زيداً. وقال ابن الأَنباري: يقال للنساء هَــلُمْــنِ وهَــلْمُــمْنَ. وحكى

أَبو مرو عن العرب: هَــلُمِّــينَ يا نِسوة، قال: والحجةُ لأَصحاب هذه اللغة

أَن أَصل هَــلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً، فَعمِلوا على الأَصل

ولم يلتفتوا إِلى الزيادة، وإِذا قال الرجل للرجل هَــلُمَّ، فأَراد أَن

يقول لا أَفعل، قال: لا أُهَــلِمُّ ولا أُهَــلُمُّ ولا أُهَــلَمُّ ولا

أَهَــلُمُّ، قال: ومعنى هَــلُمَّ أَقْبِلْ، وأَصله أُمَّ أَي اقصِدْ، فضمّوا هل

إِلى أُمَّ وجعلوهما حرفاً واحداً، وأَزالوا أُمَّ عن التصريف، وحوَّلوا

ضمة همزة أُمَّ إِلى اللام وأَسقطوا الهمزة، فاتصلت المــيم باللام، وهذا

مذهب الفراء. يقال للرجلين وللرجال ولــلمــؤنث هَــلُمَّ، وُحِّدَ هَــلُمَّ لأَنه

مُزالٌ عن تصرُّف الفعل وشُبِّه بالأَدوات كقولهم صَهْ ومَهْ وإِيهٍ

وإِيهاً، وكل حرف من هذه لا يُثنَّى ولا يجمع ولا يؤنث، قال: وقد يوصل

هَــلُمَّ باللام فيقال: هَــلُمَّ لك وهَــلُمَّ لكما، كما قالوا هَيْت لك، وإِذا

أَدخلت عليه النون الثقيلة قلت: هَــلُمَّــنَّ يا رجل، ولــلمــرأَة: هَــلُمِّــنَّ،

بكسر المــيم، وفي التثنية هَــلُمّــان، لــلمــؤنث والمــذكر جميعاً، وهَــلُمُّــنَّ

يا رجال، بضم المــيم، وهَــلْمُــمْنانِّ يا نسوة، وإِذا قيل لك هَــلُمَّ إِلى

كذا وكذا، قلت: إِلامَ أَهَــلُمُّ، مفتوحة الأَلف والهاء، كأَنك قلت إِلامَ

أَــلُمُّ، فترَكْتَ الهاء على ما كانت عليه، وإِذا قيل هَــلُمَّ كذا وكذا،

قلت: لا أَهَــلُمُّــه أَي لا أُعطيه؛ قال ابن بري: حقُّ هذا أَن يذكر في

فصل لَمَــمَ لأَن الهاء زائدة، وأَصله هالُمّ.

هـــلم
(الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (والهِــلِمَّــانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ المِــيمِ: الكَثِيرُ مِن الخُبْزِ وَغَيْرِهِ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَوَ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ لِكَثِيرٍ المُــحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْنِي البُرَّ وَهِيَ تَلْحَانْ وَهُوَ كَثِيرِ عِنْدَهَا هِــلِمَّــانْ وَهِيَ تُخَنْذِي بِالمَــقَالِ البَنْبَانْ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هَوَ: الهِــلِمَّــانُ، عَلَى مِثَالِ: فِرِكَّانِ، (كَالَهيْــلَمَــانِ، وتُضَمُّ لاَمُهُ) ، يُقَالُ: جَاءَ بِالهَيْلِ والهَيْــلُمَــانِ: إِذَا جَاءَ بِالمَــالِ الكَثِيرِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ المَــالِ والخَيْرِ يَقْدَمُ بِهِ الغَائِبُ، أَوْ يَكُونُ لَهُ، وَضَبِطَهُ بِفَتْحِ اللاَّمِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ الضَّمَّ والفَتْحَ، وقِيلَ: إِنَّ مِيمَةُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِلكَ فِي: " هـ ي ل ".[لِــلمُــوَاجَهَةِ تَوْكِيداً، فَأَصْلُها هَا لُمَّ فكثُر اسْتِعَمَالُها] ، وخُلِطَتْ هَا بُــلمَّ تُوْكِيداً لِــلمَــعْنَى بِشِدَّةِ الاتِّصَالِ، فَحْذِفَتِ الأَلِفُ لِذلِكَ، ولأَنَّ لاَمَ لَمَّ فِي الأصْلِ سَاكِنَةٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّ تَقْدِيرَهَا أَوّلُ: أَــلْمُــمْ، وكَذلِكَ يَقُولُ أَهْلُ الحِجَازِ، ثُمَّ زَالَ هَذَا كُلُّهُ بِقَوْلِهِمْ: هَــلْمَــمْت، فَصَارَتْ كَأَنَّهَا فَعْلَلْت، مِنْ لَفْظِ الهِــلِمَّــانِ، وتُنُوسِيَتْ حَالُ التَّرْكِيبِ. (وَأَهْــلَمَ) بِهِ، مِثْلُ هَــلْمَــمَ. (والهَــلَمُ، مُحَرَّكَةً: جَوَابُ هَــلُمَّ، ومِنْهُ) قَوْلُهُمْ: (جَادَ بِهَــلَمِــهِ: إِذَا أَطَاعَهُ) . (وأَهْــلُمُ، كَآنُكُ: د، بِطَبَرِسْتَانَ) ، والَّذِي فِي مُعْجَمِ يَاقُوتٍ: أَلْهَمُ: بَيْنَ طَبَرسْتَانَ وَآمُلَ، وقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي: (ل هـ م)) . [] ومِمَّا يُستْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: الهِــلِّمَــانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ: لُغَةٌ فِي الهِــلِمَّــانِ، عَن ابنِ جِنِّي. وهَــلُمَّ بِمَعْنَى أَعْطِ، ومِنْهُ حِدِيثُ عَائِشَةَ: ((فَقَالَ: هَــلُمِّــيها)) أَيْ: هَاتِيهَا، وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ كَانَ عِنْدُه شَيْءٌ فَلْيُهَــلِّمْــهُ، أَيْ: فَلْيُؤْتِهِ. وهَــلُمَّ جَرَّا، تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ.

لمس

لمــس: {لمــستم}: كناية عن الجماع.
الــلمــس: هو قوة منبثة في جميع البدن تدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، ونحو ذلك عند التَّمَاسِّ والاتصال به.
ل م س: (الــلَّمْــسُ) بِالْيَدِ وَقَدْ (لَمَــسَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الِالْتِمَاسُ) الطَّلَبُ. وَ (التَّــلَمُّــسُ) التَّطَلُّبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَبَيْعُ (الْمُــلَامَسَةِ) هُوَ أَنْ يَقُولَ: إِذَا لَمَــسْتُ الْمَــبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا. 
لمــس: لمــس واسم المــصدر أيضاً لمــيس (معجم مســلم).
حلي يــلمــس: معناها المــجازي دعه يحمل على قصده وبيان ما في قلبه (بوشر). (المــفروض خلِّ يــلمــس -المــترجم-).
ألمَــسَ: في محيط المــحيط (ألمَــسَ فلاناً أعانه على ما يتــلمــس).
تــلمــس: تطّلب باليد، جسّ (انظر: حسحس) داعب امرأة (بوسييه).
التمس: أنظر الكــلمــة في معجم (فوك) في مادة tangere, inquiro, acipere.
مــلمِــسة وجمعها ملامس: لمــسة، قطعة مفاتيح (بوشر).
مُلتَمس: سرَة (وباللاتينية umbilicus) ( فوك Albucasis 6: 338) .
لمــس
الــلَّمْــسُ: إدراك بظاهر البشرة، كالمــسّ، ويعبّر به عن الطّلب، كقول الشاعر:
وأَــلْمِــسُهُ فلا أجده
وقال تعالى: وَأَنَّا لَمَــسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
[الجن/ 8] ، ويكنّى به وبِالْمِــلَامَسَةِ عن الجماع، وقرئ:
لامَسْتُمُ
لمــائدة/ 6] ، ولَمَــسْتُمُ النّساء حملا على المــسّ، وعلى الجماع، «ونهى عليه الصلاة والسلام عن بيع المــلامسة» وهو أن يقول: إذا لَمَــسْتَ ثوبي، أو لَمَــسْتُ ثوبك فقد وجب البيع بيننا، والــلُّمَــاسَةُ:
الحاجة المــقاربة.

لمــس


لَمَــسَ(n. ac.
لَمْــس)
a. Touched; felt.
b. Sought, inquired after.
c. Inivit
d.(n. ac. لَمْــس), Destroyed (sight).
لَاْمَسَa. see I (a) (c).
أَــلْمَــسَa. Gave.

تَــلَمَّــسَa. see I (b)
إِلْتَمَسَ
a. [acc. & Min], Asked, begged, entreated of.
b. see I (b)
لَمْــسa. Touch; contact; feel.

لَاْمِسa. Feeler.

لَمَــاْسَة
لُمَــاْسَةa. Want, desire.

لَمِــيْسa. Soft, delicate.

لَمُــوْس
(pl.
لُمُــس)
a. Of obscure lineage; low-born.

لَمُــوْسَةa. Road, way, route.

N. P.
لَمــڤسَa. Touched, felt.
b. Smooth (saddle).
N. Ac.
إِلْتَمَسَa. Request; prayer, entreaty, supplication.

مُلَامَسَة [ N.
Ac.
لَاْمَسَ
(لِمْــس)]
a. Touch; feeling.
b. A way of bargaining.

كَوَاهُ لَمَــاسِ
a. He touched him in a tender part.
(ل م س) : بَيْعُ (الْمُــلَامَسَةِ) وَ (الــلِّمَــاسِ) أَنْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ " إذَا لَمَــسْت ثَوْبَك أَوْ لَمَــسْت ثَوْبِي فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ " وَفِي الْمُــنْتَقَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ هِيَ أَنْ يَقُولَ أَبِيعُك هَذَا الْمَــتَاعَ بِكَذَا فَإِذَا لَمَــسْتُك وَجَبَ الْبَيْعُ أَوْ يَقُولَ الْمُــشْتَرِي كَذَلِكَ " وَالْمُــنَابَذَةُ " أَنْ تَقُولَ إذَا نَبَذْته إلَيْك أَوْ يَقُولَ الْمُــشْتَرِي إذَا نَبَذْته إلَيَّ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ وَ " إلْقَاءُ الْحَجَرِ " أَنْ يَقُولَ الْمُــشْتَرِي أَوْ الْبَائِعُ إذَا أَلْقَيْت الْحَجَرَ وَجَبَ الْبَيْعُ (246 /) وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الْمُــلَامَسَةُ أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ وَلَا يَنْشُرَهُ وَلَا يُقَلِّبَهُ.
ل م س

الــلَّمْــسُ الجَسُّ لَمَــسَهُ يَــلْمُــسُهُ لَمْــساً ولامَسَهُ وناقةٌ لمــوسٌ شُكَّ في سَنامِهَا أبِهَا طِرْقٌ أم لاَ فــلُمِــسَ والجمعُ لُمْــسٌ والــلَّمْــسُ كنايةٌ عن الجِماع لَمَــسَها يَــلْمِــسُها ولاَمَسَهَا والْتَمَسَ الشيءَ وتــلَمَّــسَهُ طلبه والمــتَــلَمِّــسُ اسم شاعرٍ سُمِّيَ به لقوله

(فهذا أوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه ... زنَابِيرُهُ والأزْرَقُ المُــتَــلَمِّــسُ)

وإكافٌ مَــلمُــوسُ الأحْناءِ إذا لُمــسَتْ بالأيْدِي حتّى تَسْتَوِيَ وبَيْعُ المُــلامَسَة أنْ يشتَرِي المــتَاعَ بأَنْ يَــلْمِــسَهُ ولا يَنْظُرُ إليه وقد نُهِيَ عنْهُ والــلُّمَــاسَةُ الحاجَةُ المُــقارِبَةُ ولَمِــيسُ اسم امرأةٍ ولُمَــيْسٌ ولَمَّــاسٌ اسْمَانِ 
لمــس
الــلَّمْــسُ: كِنَايَةٌ عن الجِمَاعِ. وهو الــلَّمْــسُ باليَدِ لطَلَبِ الشَّيءِ.
وإكافٌ مَــلْمُــوْسُ الأحْنَاءِ: وهو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ فإنْ كانَ فيه أَوَدٌ والالْتِمَاسُ في الأصْلِ: طَلَبُ الــلَّمْــسِ.
والمُــلَامَسَةُ في البَيْعِ: أنْ يَقُوْلَ الرَّجُلُ لصاحِبهِ: إذا لَمَــسْتَ ثَوْبي ولَمَــسْتُ ثَوْبَكَ وَجَبَ البَيْعُ. والمُــتَلَفَسُ: اسْمُ شاعِرٍ.
ولَمِــيْسُ: اسْمُ امْرَأةٍ. ويقولونَ: كَوَيْتُه المُــتَــلَمَّــسَةَ - بفَتْح المــيم - وكَوَيْتُه لَمَــاسِ: إذا أصَابَ مَكانَ دائه بالتَّــلَمــسِ. ولَمَــسَ بَصَرَه: أي ذَهَبَ به.
والــلمُــوْسُ: الناقَةُ التي يُشَك في سَنَامِها، وجَمْعُها لُمْــسٌ. وهو من الرجالِ: الذي في حَسَبِه قُضْاَةٌ، وقيل: هو الدعِيُّ.
والــلُّمَــاسَةُ: الحاجَةُ المُــقَارِبَةُ.
ل م س

لمــسه ولامسه مثل مسه وماسه، " ونهي عن بيع المــلامسة " وهي أن تقول: إذا لمــست ثوبي أو لسمت ثبوك وجب البيع. وألمــسني الجارية: إئذن لي في لمــسها. وناقة لمــوس وشكوك نحو: ضبوث، وقد ألمــست الناقة.

ومن المــجاز: لمــس المــرأة ولامسها: جامعها، وألمــسني امرأةً، زوّجنيها، وفلانة لا تردّ يد لامس: للفاجرة. وفلان لا يرد يد لامس: لمــن لا منعة له. ولمــست الشيء والتمسته وتــلمــسته. قال لبيد يصف صاحبه في السفر:

يــلمــس الأنساع في منزله ... بيديه كاليهوديّ المــصلّ

" وأنّا لمــسنا السّماء ". وسمعتهم يقولون: المــس لي فلاناً. ويا كافٌ مــلمــوس الأحناء: أمرّت عليه اليد فتحت نتوءه وأوده: وفلان لمــوس: في حسبه قضاةٌ. قال:

لسنا كأقوام إذا أزمت ... فرح اللّوس بثابت الفقر

يفرح بفقرنا ليخطب إلينا إذا أزمت السّنة. وله شعاع يكاد يــلمــس البصر: يذهب به. قال ابن أحمر:

فإن قصر كما من ذاك أن تريا ... وجهاً يكاد سناه يــلمــس البصرا

وقال الراعي:

سدماً إذا التمس الدّلاء تطافه ... لاقين مشرفة المــثاب دحولاً
ل م س : لَمَــسَهُ لَمْــسًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ أَفْضَى إلَيْهِ بِالْيَدِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ وَلَامَسَهُ مُلَامَسَةً وَــلِمَــاسًا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَصْلُ الــلَّمْــسِ بِالْيَدِ لِيُعْرَفَ مَسُّ الشَّيْءِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ الــلَّمْــسُ لِكُلِّ طَالِبٍ قَالَ وَــلَمَــسْتُ مَسِسْتُ وَكُلُّ مَاسٍّ لَامِسٌ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا الــلَّمْــسُ الْمَــسُّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الــلَّمْــسُ يَكُونُ مَسَّ الشَّيْءِ وَقَالَ فِي بَابِ الْمِــيمِ الْمَــسُّ مَسُّكَ الشَّيْءَ بِيَدِكَ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الــلَّمْــسُ الْمَــسُّ بِالْيَدِ وَإِذَا كَانَ الــلَّمْــسُ هُوَ الْمَــسُّ فَكَيْفَ يُفَرِّقُ الْفُقَهَاءُ بَيْنَهُمَا فِي لَمْــسِ الْخُنْثَى وَيَقُولُونَ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو عَنْ لَمْــسٍ أَوْ مَسٍّ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَــلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْمُــلَامَسَةِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ إذَا لَمَــسْتَ ثَوْبِي
وَــلَمَــسْتُ ثَوْبَكَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا وَعَلَّلُوهُ بِأَنَّهُ غَرَرٌ وَقَوْلُهُمْ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ أَيْ لَيْسَ فِيهِ مَنَعَةٌ. 
[لمــس] نه: فيه: نهى عن بيع "المــلامة"، بأن يقول: إذ لمــست ثوبك فقد وجب البيع، أو أن يــلمــس المــتاع من وراء ثوب ولا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه، والنهي لأنه غرر، أو تعليق، أو عدول عن الصيغة الشرعية، أو يجعل الــلمــس قاطعًاالسجود، وفي بعضها: وهو في المــسجد. وح صحيفة "المــتــلمــس"- مر في ص.
ل [لمــص] نه: فيه: إن الحكم بن أبي العاص كان خلفه صلى الله عليه وســلم "يــلمــصه" فالتفت إليه فقال: كن كذلك! أي يحكيه ويريد عيبه بذلك.

لمــس: الــلَّمْــس: الجَسُّ، وقيل: الــلَّمْــسُ المَــسُّ باليد، لمَــسَه

يَــلْمِــسُهُ ويَــلْمُــسُه لَمْــساً ولامَسَه.

وناقة لَمُــوس: شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَــلُمِــسَ، والجمع

لُمْــسٌ.

والــلَّمْــس: كناية عن الجماع، لَمَــسَها يَــلْمِــسُها ولامَسَها، وكذلك

المُــلامَسَة. وفي التنزيل العزيز: أَو لَمَــسْتُمُ النِّساء، وقُرِئ: أَو

لامَسْتُمُ النساء، وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا:

القُبْلَة من الــلَّمْــس وفيها الوُضوء. وكان ابن عباس يقول: الــلَّمْــسُ

والــلِّمــاسُ والمُــلامَسَة كِناية عن الجماع؛ ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله

قول العرب في المــرأَة تُزَنُّ بالفجور: هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وجاء

رجل إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وســلم، فقال له: إِن امرأَتي لا تَرُدُّ

يَدَ لامِس، فأَمرَه بتطليقها؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من

أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثير: وقوله في سياق الحديث

فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس

منها ومن وَطَرِها، وخاف النبي، صلى اللَّه عليه وســلم، إِن أَوْجَبَ عليه

طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام، وقيل: معنى لا تردُّ

يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه، قال

أَحمد: لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر. قال عليٌّ وابن مسعود، رضي

اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وســلم،

فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى. أَبو عمرو: الــلَّمْــس الجماع.

والــلَّمِــيس: المــرأَة اللَّيِّنة المَلْمَــس.

وقال ابن الأَعرابي: لَمَــسْتُه لَمْــساً ولامَسْتُه مُلامَسَة، ويفرق

بينهما فيقال: الــلَّمْــسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء

وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر، والمُــلامَسَة أَكثر ما جاءت

من اثنين.

والالْتِماسُ: الطَّلَب. والتَــلَمُّــسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى.

وفي الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَــلْمِــسان

البَصَر، وفي رواية: يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان، وقيل: لَمَــسَ

عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد، وقيل: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر

باللَّسْع، في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن

إِنسان مات من ساعته، ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ وقد جاء في

حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت

ومات الشاب من ساعته. وفي الحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه

عِــلمــاً أَي يَطلبُه، فاستعار له الــلَّمْــس. وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ

عِقْدِي. والْتَمَسَ الشيءَ وتَــلَمَّــسَه: طَلَبَه. الليث: الــلَّمْــس باليد أَن

تطلب شيئاً ههنا وههنا؛ ومنه قول لبيد:

يَــلْمِــسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ

بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُــصَلْ

(* قوله «كاليهودي المــصل» هو بهذا الضبط في الأصل.)

والمُــتَــلَمِّــسَةُ: من السِّمات؛ يقال: كواه.

والمُــتَــلَمِّــسَةَ والمــثلومةً

(* قوله «والمــثلومة» هكذا في الأَصل

بالمــثلثة، وفي شرح القاموس: المــتلومة، بالمــثناة الفوقية.) وكَوَاه لَمــاسَ إِذا

أَصاب مكان دائه بالتَّــلَمُّــسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان

يَكْتُمُ.

والمُــتَــلَمِّــس: اسم شاعر، سمي به لقوله:

فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ،

زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُــتَــلَمِّــسُ

يعني الذُّباب الأَخْضَر. وإِكافٌ مَــلْمُــوسُ الأَحْناء إِذا لُمِــسَت

بالأَيدي حتى تَسْتَوي، وفي التهذيب: هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت

ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ.

وبَيْعُ المُــلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَــتاع بأَن تَــلمِــسَه ولا تنظرَ

إِليه. وفي الحديث النَّهْيُ عن المُــلامَسَة؛ قال أَبو عبيد: المُــلامَسَة

أَن يقول: إِن لَمَــسْتَ ثوبي أَو لمَــسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَــسْت المــبيع

فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا؛ ويقال: هو أَن يَــلْمِــسَ المَــتاع من وراء

الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه، وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي

عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، وقيل: معناه

أَن يجعل الــلَّمْــس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو

غير نافِذٍ.

والــلَّمــاسَة والــلُّمــاسَة: الحاجة المــقاربة؛ وقول الشاعر:

لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ،

فَرِحَ اللــلَّمُــوسُ بثابت الفَقْر

الــلَّمُــوس: الدَّعِيُّ؛ يقول: نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت

فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه، وإِن كان ذا مال كثير.

ولَمِــيسُ: اسم امرأَة. ولُمَــيْسٌ ولَمَّــاس: اسمان.

لمــس
الــلَّمْــسُ: المَــسُّ باليَدِ، وقد لَمَــسَه يَــلْمُــسُه ويَــلْمِــسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ:) أو لَمَــسْتُم النِّسَاءَ (. والــلَّمْــس يكون باليَد، قال لَبيد - رضي الله عنه - يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه:
يَــلْمَــسُ الأحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بِيَدَيْهِ كاليَهودِيّ المُــصَلّْ
يَتَمارى في الذي قُلْتُ له ... ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ
أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ.
ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَــهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال:
لَمَــسْتُ بكَفّي كَفَّهُ أبْتَغي الغِنى ... ولم أدْرِ أنَّ الجُوْدَ من كَفِّه يُعْدي
فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِنى ... أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي
فَبَعَثَهُما إلى المــهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ ديناراً. احْتَجَّ ابنُ فارِسٍ على الــلَّمْــسِ بالبيت الأول في المُــجْمَل، وقال في المــقاييس: هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به.
ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير الــلَّمْــسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى:) فَــلَمَــسُوْهُ بأيْدِيْهم (خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ. ومن الاتِّساع قوله تعالى:) وأنّا لَمَــسْنا السَّمَاءَ (قال أبو عَليٍّ: أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من الــلَّمْــسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ. وكذلك بيتُ الحَمَاسَة:
أُلامُ على تَبَكِّيْهِ ... وألْمُــسُهُ فَلا أجِدُهْ وقال الليث: إكافٌ مــلمــوسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ.
وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ: أيلَيْسَت فيه مَنَعةٌ.
وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ: إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ.

والــلَّمَــاسَة والــلُّمَــاسَة - بالفتح والضَّمِّ -: الحاجة المُــقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ.
وقال ابن السكِّيت: الــلَّمــوس: الدَّعِيُّ، وأنشد:
لَسْنا كأقْوامٍ إذا أزَمَتْ ... فَرِحَ الــلَّمُــوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ
يقول: نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ.
وقال ابن عبّاد: الــلَّمــوس: الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُــس. ومن الرِجال: الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل: هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ.
والــلَّمُــوسَة: الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَــسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُــسافِرين عَــلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ.
والــلَّمــيس: المــرأة الليِّنَة المَلْمَــس.
ولَمــيس: من أعلام النِّساء.
وقد سَمّضوا لَمّــاساً - بالفتح والتشديد - ولُمَــيْساً - مُصَغَّراً -.
وكَوَاهُ لَمَــاسِ - مثال قَطَامِ - بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ: أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّــلَمُّــسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ.
والالتِماس: الطَلَب.
والتَّــلَمُّــس: التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى.
والمُــتَــلَمِّــس الشاعِر: اسْمه جرير بن عبد المَــسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُــتَــلَمِّــس بِقَولِه:
وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ ... زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُــتَــلَمِّــسُ
ويُروى: " طَنَّ ذُبابُه "، والعِرْضُ: وادٍ باليمامة.
وكَوَاه المُــتَــلَمِّــسَةَ: وهي كَيَّة لَمَــاسِ.
والمُــلامَسَة: المُــمَاسَّة.
والمُــلامَسَة - أيضاً -: المُــجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى:) أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ (وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ.
ونهى رسول الله - صلى الله عليه وســلّم - عن المُــلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ: إذا لَمَــسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَــسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل: هي أن يَــلْمُــسَ المَــتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها.
والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه.

لمــس

1 لَمَــسَهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb, K) and لَمِــسَ, (S, Msb, K,) inf. n. لَمْــسٌ, (S, M, Msb,) He felt it; or touched it; syn. مَسَّهُ: (IAar, Az, IDrd, El-Fárábee, A, Msb, TA:) or he felt it, or touched it, (مَسَّهُ,) with his hand: (S, Msb, K:) or he put his hand to it: (Msb:) or he felt it with his hand for the purpose of testing it, that he might form a judgment of it; syn. جَسَّهُ: (M, TA:) and ↓ لَامَسَهُ is syn. with لَمَــسَهُ, (M, TA,) or مَاسَّهُ: (A:) لَمْــسٌ and مَسٌّ both signify the perceiving by means of the exterior of the external skin: (Er-Rághib, TA:) or they are nearly alike: (TA:) [generally, like the English words feeling and touching, respectively:] or the former is, originally, [the feeling] with the hand for the purpose of knowing the feel (مَسّ) of a thing: (IDrd, Msb:) or, with the hand, it is the seeking for [or feeling for] a thing here and there: (Lth, TA:) مُلَامَسَةٌ is the same as مُمَاسَّةٌ (K, TA) with the hand; as also لَمْــسٌ: (TA:) or a distinction is to be made between them; for it is said that لَمْــسٌ is sometimes the feeling, or touching a thing with a thing; and is sometimes [for] the knowledge of a thing, though there be no touching (مَسّ) of substance upon substance; whereas ملامسة is mostly mutual feeling or touching, &c., being] the act of two. (IAar in TA.) b2: [Hence,] لَمَــسَهَا, (M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M) [and لَمِــسَ, as implied in the K], inf. n. لَمْــسٌ, (S, M,) (tropical:) Inivit eam; (I'Ab, S, M, A, Msb, K;) scil. mulierem; (A, Msb;) puellam; (K;) as also ↓ لَامَسَهَا, (M, A, Msb,) inf. n. مُلَامَسَةٌ (I'Ab, S, Msb, K) and لِمَــاسٌ: (I'Ab, Msb:) and (assumed tropical:) he kissed her; by doing which, as well as by the former, one renders necessary the performance of the ablution termed وضوء. ('Abd-Allah Ibn-'Amr, Ibn-Mes'ood.) b3: [Hence also,] لَمَــسَهُ, aor. ـُ [and لَمِــسَ], (A, TA,) inf. n. لَمْــسٌ, (IDrd, Msb, TA,) (tropical:) He sought, [as though by feeling,] or sought for or after, it, namely, a thing, (IDrd, Msb, TA,) in any manner; (IDrd, Msb;) [as, for instance, by asking, or demanding;] as also ↓ التمسهُ, (S, M, A, * K, TA,) [which is more common,] and ↓ تــلمّــسهُ: (M, TA:) or this last signifies he sought it, or sought for or after it, repeatedly, or time after time. (S, K, TA.) You say, أُــلْمُــسْ لِى فُلَانًا (A, TA) (tropical:) Seek thou for me such a one. (TA.) And it is said in the Kur, [lxxii. 8,] relating the words of the jinn, or genii, إِنَّا لَمَــسْنَا السَّمَآءَ, (K, * TA, *) (tropical:) Verily we sought to reach heaven: or to learn the news thereof: (Bd:) or to hear by stealth what was said therein: (Jel:) or we laboured, or strove, after (عَالَجْنَا) the secrets of heaven, and sought to hear them by stealth. (K.) And in a trad., بِهِ عِــلْمًــا ↓ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ (tropical:) Whoso pursueth a way whereby he seeketh after knowledge, or science. (TA.) And in another, of 'Áïsheh, عِقْدِى ↓ فَالْتَمَسْتُ (tropical:) And I sought for my necklace. (TA.) b4: لَمَــسَ البَصَرَ, aor. ـُ (tropical:) It took away the sight. (A, TA.) And the same, or, accord. to one relation of a trad., ↓ التمسهُ, (assumed tropical:) It took away quickly, and destroyed, the sight; said there of certain serpents: or the meaning is, (assumed tropical:) it aimed at the eye with its bite: and لَمَــسَ عَيْنَهُ is said to signify [(assumed tropical:) he, or it, put out his eye,] the same as سَمَلَ. (TA.) 3 لامسهُ, inf. n. مُلَامَسَةٌ and لِمَــاسٌ: for its proper signification, see 1, in three places. [Hence,] بَيْعُ المُــلَامَسَةِ, (S, M, A, Mgh, Msb,) and بَيْعُ الــلِّمَــاسِ, (Mgh,) or المُــلَامَسَةُ فِى البَيْعِ, (K,) A mode of bargaining, which consists in saying, When thou feelest, or touchest, my garment, or I feel, or touch, thy garment, (A, K,) or when, (Mgh,) or if, (Msb,) I feel, or touch, thy garment, and thou feelest, or touchest, my garment, (Mgh, Msb,) or when I feel, or touch, the thing to be sold, (S,) the sale is binding, or settled, or concluded, (S, A, Mgh, Msb, K,) between us, (S, Msb,) for such a sum: (S, Msb, K:) or, accord. to Aboo-Haneefeh, in thy saying, I will sell to thee this commodity for such a sum, and when I feel, or touch, thee, the sale is binding, or settled, or concluded; or in the purchaser's saying the like: (Mgh:) or, (M, Mgh, K,) as in the Sunan of Aboo-Dáwood, (Mgh,) in purchasing a commodity on the condition of feeling it (M, Mgh, * K, *) behind a garment or piece of cloth, (K,) without seeing it, (M, K,) or spreading it out and turning it over and examining it: (Mgh:) or on the condition that the feeling it with the hand shall cut one off from the choice of returning it: (TA:) the mode of bargaining thus termed is forbidden. (S, M, A, Mgh, Msb.) b2: For a tropical signification of the verb, see 1.4 أَــلْمِــسْنِى الجَارِيَةَ Permit thou me to feel, or touch, the girl. (A, TA.) b2: أَــلْمِــسْنِى امْرَأَْةً (tropical:) Marry thou to me a woman. (A, TA.) 5 تَــلَمَّــسَ see 1, in two places.8 إِلْتَمَسَ see 1, in four places.

لَمُــوسٌ A she-camel of whose fatness one doubts; (O, TS, K;) on the authority of Ibn-'Abbád; (TA;) i. q. شَكُوكٌ and ضَبُوثٌ: (A, TA:) or of whose hump one doubts, whether there be in her fat or not; wherefore it is felt: (M, L:) pl. لُمُــسٌ. (M, K.) b2: [Hence,] (tropical:) One whose origin, or lineage, is suspected; syn. دَعِىٌّ: (K:) or in whose grounds of pretention to respect is a fault, or taint. (A, K.) لَمِــيسٌ A woman soft to the feel, or touch; لَيِّنَةُ المَلْمَــسِ. (K.) لَمَــاسَةٌ, (M,) لُمَــاسَةٌ, (S,) or both, (TA,) (assumed tropical:) A want: (IAar, Sgh:) or a moderate, or middling, want. (S, M, O, L.) لَمُــوسَةٌ A road, or way: so called because he who has lost his way seeks it in order to find the track of the travellers. (K, * TA.) لَامِسٌ act. part. n. of 1. (Msb, &c.) One says, of a woman who commits adultery, or fornication, or acts viciously, فَلَانَةُ لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, TA,) or لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ, (K,) but the latter is at variance with the written authorities, the former being the phrase commonly known, (TA,) [properly signifying, Such a woman does not repel the hand of a feeler;] meaning, (tropical:) such a woman commits adultery, or fornication, and acts viciously, (K, TA,) not repelling from herself any one who desires of her that he may lie with her; (TA;) and she is suspected of easiness, or compliance, (K, TA,) towards him who desires of her that he may lie with her: (TA:) or the meaning is, such a woman gives, of her husband's property, what is sought, or demanded, from her; and this is more probably meant in a trad. in which a man is related to have said thus of his wife; because Mohammad directed him to retain her, and did not require him to divorce her. (TA.) The like said of a man, (K,) فُلَانٌ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, Msb,) means, (tropical:) Such a man has in him no force of resistance, (A, Msb, K,) nor care of what is sacred, or inviolable. (TA.) مَــلْمَــسٌ [A place that is felt, or touched: and it may also be an inf. n.: see لَمِــيسٌ]. (K.) إِكَافٌ مَــلْمُــوسُ الأَحْنَآءِ (tropical:) An ass's saddle, or pad, of which the curved pieces of wood have been felt with the hands until they have become even: (M:) or of which any unevenness and prominence that was therein has been pared off (Lth, T, A, K) by the passing of the hand over it, (Lth, T,) or of the hands. (A.)
(لمــس) - في الحديث: "اقتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَينِ والأَبتَر، فإنَّهُمَا يَــلمِــسان البَصَرَ ويُسْقِطانِ الحَبَل "
قال أبو سَعيد الضّرِيرُ: لمَــسَ عَينَه وَسَمَل بمَعْنىً
وفي رواية: "يَلْتَمِسَان"
وقيل: معناه: يتخطَّفَان وَيَطمِسَان؛ لخاصِّيَّة في طِباعِهِمَا إذَا وَقَع بَصرُهما على بصَرِ الإنسانِ. وفي رِوَاية: "يَطرحان ما في بطُونِ النِّساء"
وهذا يُؤكِّد هذا التفسِيرَ. وقيل: يقصِدان البَصَر باللَّسْعِ والنّهْش.
قال القُتَبِىُّ: زَعَم صاحبُ المــنطق أنَّ رُجلاً ضَرَب حَيَّةً بعَصًى فمات الضّارِبُ، وأنَّ مِن الأفَاعِى ما يَنظُر إلى الإنسان فيَمُوت الإنسان بنظَرِه، وما يُصوِّت فيَمُوت السَّامِعُ مِن صَوْتِه.
قال: وقد حُدِّثنا مع هذا عن النَّضْر بن شُمَيل، عن أبى حَمْزَةَ أنّه قال: الأبتَر من الحيَّات خَفِيفٌ أزرَقُ مقَطوعُ الذَّنَب يَفِرُّ من كُلّ أحَدٍ ولاَ يَرَاهُ أحَدٌ إلاَّ ماتَ، ولَا تَنظر إليه حامِل إلاَّ أَلقَتْ ما في بَطنِهَا؛ وهو الشَّيطانُ من الحيَّات.
قال: وهذا يُوافِق ما قاله صاحبُ المــنْطِق، أفَما تَعــلَم أنَّ هذهِ الحيَّةَ إذا قَتلَتْ مِن بُعْدٍ فإنّما تقتُلُ بِسُمًّ فضَلَ من عَيْنِها في الهَواءِ، حتّى أصَابَ مَن رَأته، وكذلك القَاتِلة بِصَوْتِها تَقْتُل بِسُمٍّ فضَلَ من صَوْتها، فإذا دَخلَ السَّمْعَ قتَل.
قال: وقد ذَكَر الأصمعىُّ مِثلَ هذا بعَينِه في الذي يَعتَان، بلَغَنِى عنه أنه قال: "رَأيتُ رجُلاً عَيُوناً فَدُعِىَ عليه فعَوِرَ، وكان يَقُولُ: إذ رَأيتُ الشىءَ يُعجبُنِى وجَدتُ حَرَارَةً تَخرُجُ مِن عَيْنى" أخبرنا بهذا كُلِّه: حبيبُ بن محمّد - رحمه الله -، أنا أحمدُ بن الفَضْلِ، ثنا محمدُ بنُ إسحاق، وأخبرنا محمد بن أحمدَ الفَارِسىّ، أنا عبدُ الوَهَّاب بن محمد، أنا أبى، أنا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب، عن ابنِ قُتَيْبَة. وقد وَرَدَ في حدِيث أبى سَعِيدٍ الخُدْرِىّ - رضي الله عنه -: "في الشَّابَّ العَرُوس من الأنصَارِ الذي ضرَب الحيَّةَ برُمْحِه فَمَاتَتْ ، وماتَ الشَّابُّ من سَاعَتِه" إلَّا أَنّه ذُكِرَ أنَّ النبىَّ صلّى الله عليه وســلّم - قال: "إنَّها كانت من الجِنِّ".
فنَهَى عن قَتْلِ الجنَّانِ في البُيُوتِ حتى يُؤذَنَ.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلًا سَألَه، فقال: إنَّ امرأَتِي لا تَردُّ يَدَ لَامِسٍ "
ذكَر الخَطابى أَنّه يُريد: الزَّانِيَة، وَأنّها مُطاوِعة لمِــنَ أَرادَها لا تَردُّ يَدَه.
قال: وفيه دَليلٌ على جَوَاز نِكاحِ الفَاجِرَة، وان كان الاختِيارُ غَيرَه.
فأمّا قَولُه تَعالى: {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ ..} الآية، فإنَّما نَزلَت في امرأةٍ من الكُفَّار خاصَّةً؛ فأمَّا الزَّانيةُ المُــسْــلِمَــةُ فإنّ العَقْدَ عليهِا جائزٌ لا يُفسَخُ.
قال: ومعنى قوله: "فَاسْتَمْتِعْ بها" يعنى في هذا الحديث: أي لا تُمسِكْها إلَّا بقَدْر ماَ تقْضِى مُتْعةَ النَّفْس منها ومن وَطَرِها
والاسْتِمتاع: الانِتفاعُ إلى حِينٍ .
ومنه قولُه تعالى: {إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}
: أي مُتعَة إلى حِينٍ ثم تَنْقَطِعُ.
ومنه نِكاحُ المُــتْعَةِ الذي حَرَّمَه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وســلّم -.
أخبرنا حَبِيبُ بن محمدٍ - رحمه الله - أنا أَحمدُ بن الفَضْلِ البَاطِرقاني ثنا أبو عُمر بن عبد الوهَّاب، أنا عبد الله بن جعفر، أنا أبِى، أنا محمد بن الخطَّاب الدَّيْنورِى، ثنا أحمد بن سَعيد بن عبد الخالقِ، قال: سَألتُ أحمدَ بن حَنْبَل - رحمه الله - عن معنَى "لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ" قال: تُعطى من مَالِه، قلت: فإنّ أبا عُبَيْدٍ يقول: من الفُجُورَ، فقال: لَيس هو عِندنا إلَّا أنَّها تُعطى مِن مَالِهِ , ولم يكن النبىُّ - صلّى الله عليه وســلّم - لِيَأمُرَه بإمْسَاكِها وهي تَفْجُرُ.
وقال عَلِىّ بن أبى طالبٍ، وعبدُ الله بن مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -: "إذا جاءَكم الحديثُ عن رسول الله - صلّى الله عليه وســلّم - فظُنُّوا به الذي هو أَهْدَى وَأَتْقَى"
وبه قال لنا أبي، أنبأ إبراهيم بن الجُنيد قال: سَألتُ ابنَ الأَعرابىّ عن: "لا تَمْنَعُ يَدَ لامِس" ما مَعناه؟ فقال: من الفُجُورِ. فقيل له: إنّ أبا عُبيدٍ قال: تُعطِى مِن مالِهِ، فقال: لو كان كذلك لم يَأمُرْه رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وســلّم - أن يُطلِّقَها؛ ولكنَّه من الفجُور، فقال: لا أَصبِرُ عنها، فقال: "استَمتِع بها": أي احْفَظها .
قال: وخاف النَّبِىّ - صلّى الله عليه وســلّم - إن هو أَوجَبَ عليه تَطلِيقَها أن تَتُوق نَفْسُه إلى الحَرامِ.
وبه أنا أبى، أنا، أحمد بن يزيد، ثنا يحي بن حبيب بن عَرَبى، ثنا حَسَّان بن سَيف، عن النَّهَّاس بن قَهْم، قال: بلغنى أن لقمان زوَّج بَنِيهِ، فقال لأحدِهم: كيف رَأَيْتَ امرأتَك؟ قال: مِن خَيْر النّساءِ إلاَّ أَنّها امرأة لَا تَدْفعُ يَدَ لامِسٍ، فقال: يا بُنيّ تَمسَّك بها، واذهب بها، فانزِل في بَنى فُلانٍ، فإنّ نِساءَهم أعِفَّة، وأنَّها متَى رأتْهم أخَذَت بأَخْلاقِهم، ولم يَأمُره بفِراقهَا؛ ورُوِىَ عن عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: "إذا كانت الرُّؤيَةُ فلا اجْتِماعَ" ورُوِى عن مُجاهدٍ والأَوزَاعىِّ: فِيمَن اطَّلع على امرأتِه بالزِّنَى أنها لا تَحرُم عليه؛ ورُوِى عن مَكحُول خِلافُه.
ورُوىَ عن عُمر - رضي الله عنه - قال: إن شَاء أَمسَكها، وإن شاء تَركَها.
لمــس
لمَــسَ يَــلمُــس ويَــلمِــس، لَمْــسًا، فهو لامِس، والمــفعول مَــلْمــوس
لمَــس المــصحفَ: مسَّه بيده "ممنوع الاقتراب أو الــلّمــس- {وَأَنَّا لَمَــسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا}: طلبنا الوصولَ إليها لاستراق السمع- {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَــلَمَــسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ} " ° له شعاع يكاد يــلمــس البصرَ: يذهب به.
لمَــس تغييرًا في سلوكه: أحسّ به "لمــس تحسُّنًا في موقفه- لمَــس فيها الحنانَ"? لمــس الحقيقةَ: اهتدى إلى الصَّواب.
لمَــس المــرأةَ: جامعها " {أَوْ لَمَــسْتُمُ النِّسَاءَ فَــلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} [ق] ". 

التمسَ يلتمس، التماسًا، فهو مُلتمِس، والمــفعول مُلتمَس
• التمس الشَّخْصُ الشَّيءَ: طلبه "التمس عملاً/ مساعدةً/
 العفوَ- التمس عنده الأمنَ- {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}: اعملوا صالحًا ليكون لكم نورًا" ° التمس له عُذْرًا: أوجده له. 

تلامسَ يتلامس، تلامُسًا، فهو مُتلامِس
• تلامس الشَّيئان: تماسَّا "باعد بين الأسلاك الكهربائيّة منعًا لتلامسها". 

تــلمَّــسَ يتــلمَّــس، تــلمُّــسًا، فهو مُتــلمِّــس، والمــفعول مُتــلمَّــس
• تــلمَّــس الشَّيءَ: تحسَّسه، تطلَّبه مرّةً بعد أخرى "تــلمَّــس طريقَه في الظَّلام بصعوبة- تــلمَّــس منه العطيّة- تــلمّــس أخطاء فلانٍ- تــلمَّــس فيه خيرًا". 

لامسَ يلامس، مُلامَسةً، فهو مُلامِس، والمــفعول مُلامَس
• لامستِ الكرةُ الشَّبَكَةَ: مسَّتها "لامستِ الأمواجُ الصخورَ" ° كاد يلامسه: مرَّ بجانبه.
• لامَس الرَّجُلُ المــرأةَ:
1 - لمَــسها، جامعها " {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَــلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} " ° امرأةٌ لا تردّ يدَ لامس: فاجرة- فلانٌ لا يردّ يَدَ لامس: لا منعة له.
2 - مسّ بشرتَها.
التماس [مفرد]:
1 - مصدر التمسَ.
2 - عريضة تقدّم للحصول على مساعدة أو نعمة.
3 - (قن) طعن في الحكم النّهائيّ، يُرفع إلى المــحكمة التي أصدرته، لأسباب عدَّدها القانون، يُطْلب به إعادة النَّظر في هذا الحكم "التماس إعادة النَّظر". 

تــلمُّــس [مفرد]: مصدر تــلمَّــسَ ° الطَّيران التَّــلمُّــسيّ: ملاحة جوية بواسطة المــلاحظة المــرئيَّة للأفق أو علامات الحدود. 

لَمْــس [مفرد]: مصدر لمَــسَ.
• حاسَّة الــلَّمْــس: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي قوّة منبثَّة في العصب المــخالط لأكثر البدن، تُدْرَك بها الحرارةُ واليُبُوسة ونحو ذلك "حاسَّة الــلَّمْــس قويّة عند المــكفوف". 

لَمْــسَة [مفرد]: ج لَمَــسَات ولَمْــسَات: اسم مرَّة من لمَــسَ: "أداره بــلمــسةٍ واحدةٍ" ° أضفى الــلَّمــسات الأخيرة على شيء: قام بمراجعة نهائيَّة له- الــلَّمــسة الأخيرة/ الــلَّمــسات الأخيرة: آخِرُ تدخُّل في عمل فنّيّ قبل عرضِه أو تسليمِه. 

لَمــيس [مفرد]: امرأة ليّنة الملمــس ° عادت لِعتْرِها لَمِــيسُ: وصف من يرجع إلى عادة سوء تركها، أو معناه أنّ الإنسان يرجع دائمًا إلى طبيعته وأصله. 

مَلامِسُ [جمع]: مف مــلمــس: (شر) زوائد مفصليّة تتــلمَّــس بها الحشراتُ مأكلَها والأشياءَ التي تحيط بها. 

مُلامِس [مفرد]: اسم فاعل من لامسَ.
• المُــلامِس: (هس) خطّ أو منحنى أو سطح يــلمــس آخر دون أن يتقاطع معه. 

مُلْتَمَس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من التمسَ.
2 - (قن) مُدَّعًى عليه في الالتماس. 

مُلْتَمِس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من التمسَ.
2 - (قن) مدَّعٍ في الالتماس. 

مَــلْمَــس [مفرد]: ج مَلامِسُ:
1 - مصدر ميميّ من لمَــسَ: "مَــلْمَــس ناعم/ خَشِن- ليِّن/ خَشِن الملْمَــس".
2 - اسم مكان من لمَــسَ ° مَــلْمَــس البيانو أو الآلة الكاتبة: كلّ واحد من المــفاتيح أو الأصابع التي يُضرب عليها بأصابع اليد. 

مــلمــوس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لمَــسَ.
2 - مُدْرَك بالحواسّ، عكسُه مجرَّد "بالدليل الملمــوس- تقدُّم مــلمــوس" ° الملمــوسات: مدركات القوّة اللاّمسة، أوائل المــحسوسات. 
لمــس
لَمَــسَهُ يَــلْمِــسُه ويَــلْمُــسُه، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ: مَسَّه بيَدِه، هَكَذَا وَقَع التَّقْيِيدُ بِهِ لغَيْرَ وَاحِدٍ، وفَسَّره اللَّيْثُ، فقالَ: الــلَّمْــسُ باليَدِ: أَن يَطْلُبَ شَيْئا هاهُنَا وهاهُنَا، وَمِنْه قولُ لَبِيد:
(يَــلْمِــسُ الأَحْلاسَ فِي مَنْزِلِهِ ... بيَدَيْهِ كالْيَهُوديِّ المُــصَلْ)
وَقيل: الــلَّمْــسُ: الجَسُّ، وقِيلَ: المَــسُّ مُطْلَقاً، ويَدُلُّ لَهُ قولُ الراغِبِ: المَــسُّ: إِدراكٌ بظاهِرِ البَشَرَةِ كالــلَّمْــسِ. وَقيل: الــلَّمْــسُ والمَــسُّ مُتَقَارِبانِ، ولامَسَهُ: مِثْلُ لَمَــسَه. ومِن المَــجَازِ: لَمَــسَ الجَارِيَةَ لَمْــسَاً: جَامَعَها، كلاَمَسَهَا. وَمن المَــجَاز قولُه تَعَالَى حِكَايَةً عَن الجِنَّ: وَأَنَّا لَمَــسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُباً أَي عَالَجْنَا غَيْبَهَا فَرُمْنَا إسْتَراقَهُ لنُلْقِيَه إِلى الكَهَنَةِ، وليسَ من الــلَّمْــسِ بالجَارِحَةِ فِي شَيْءٍ، قَالَه أَبُو عَلِيّ. وَمن المَــجَازِ: إِكَافٌ مَــلْمُــوسُ الأَحْنَاءِ، إِذا لُمِــسَتْ بالأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي قد أُمِرَّ عَلَيْهِ اليَدُ ونُحِتَ مَا كَانَ فِيه من أَوَدٍ وإرْتِفَاعٍ ونُتُؤءٍ، قالَه اللَّيْثُ. وَمن المَــجَازِ: امْرَأَةٌ لَا تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ. والمَــشْهُورُ: لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، ومثلُه جاءَ فِي الحَدِيثِ: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَــلَّم فقَالَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي تَزْنِي وتَفْجُرُ، وَلَا تَرُدُّ عَن نَفْسِها كُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عَن نَفْسِها. فأَمَرَه بتَطْلِيقِها.
وجاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَات فِي سِياقِ الحَدِيث: فإسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لَا تُمْسِكْهَا إِلاّ بقَدْرِ مَا تَقْضَيِ مُتْعَةَ النَّفْس منْهَا وَمن وَطَرِهَا وخافَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَــلم إِنْ أَوْجَبَ عَلَيْهِ طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَيهَا فيَقَعَ فِي الحَرَامِ. وقِيلَ: مَعْنَى لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَنهَا تُعْطِي من مَاله مَا يُطْلَبُ مِنْهَا، وَهَذَا أَشْبَهُ، قَالَ أَحمدُ: لم يكُنْ ليَأْمُرَه بإمْسَاكِهَا وَهِي تَفْجُرَ. ومِثْلُه جاءَ فِي قَوْلِ العَرَبِ فِي المَــرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَــن رَاوَدَهَا عَن نَفْسِها: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، فقَوْلُ المُــصَنِّف لَا تَمْنَعُ مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ. وَمن المَــجَازِ أَيضاً: يُقَالُ: فِي الرَّجُلِ: لَا يَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، أَي لَيْسَتْ فِيهِ) مَنَعَةٌ وَلَا حَمِيَّةٌ. والــلَّمُــوسُ، كصَبُورٍ: نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَفِي اللّسَانِ: ناقَةٌ لَمُــوسٌ: شُكَّ فِي سَنامِها، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لَا، فــلُمِــسَ، وَقَالَ الزمَخْشَرِيُّ: هِيَ الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ، ج لُمْــسٌ، بضَمٍّ فسُكُونٍ. والــلَّمُــوسُ: الدَّعِيُّ، وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ:
(لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ الــلَّمُــوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ)
يَقُول: نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ، أَي عَضَّتْ فَلَا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه، وإِن كانَ ذَا مالٍ كَثِيرٍ. أَو الــلَّمُــوسُ: مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ، كهَمْزَةٍ، أَي عَيْبٌ وَهُوَ مَجازٌ. والــلَّمُــوسَةُ، بِهَاءٍ: الطَّرِيقُ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الضَّالَّ يَــلْمِــسُهُ، أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفْرِ، أَي المُــسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ، فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَهُوَ مَجَازٌ. والــلَّمِــيسُ، كأَمِيرٍ: المَــرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَــسِ. ولَمِــيسُ: عَــلَمٌ للنِّسَاءِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِــيسَاً ولُمَــيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَــلَمٌ للرِّجَالِ، وَكَذَا: لَمَّــاسٌ، كشَدَّادٍ. ويُقَالُ: كَوَاهُ لَمَــاسِ، كقَطَامِ، وكَوَاهُ المُــتَــلَمِّــسَةَ، هَكَذَا بِكَسْر المِــيمِ المُــشَدَّدَةِ فِي النُّسَخِ، وَفِي التَّكْمِلَةَ بفَتْحِهَا، أَيْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه، والَّذي فِي التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ: المُــتَــلَمِّــسَةُ: منْ سِمَاتِ الإِبِلِ، يُقَال: كَوَاهُ المُــتَــلَمِّــسَةَ والمُــتَلَوِّمَةَ، وكَوَاهُ لَمَــاسِ، إِذا أَصابَ مَكَانَ دائه بالتــلَمُّــسِ فوَقَع على داءِ الرِّجُلِ أَو مَا كانَ يكْتُمُ. ومِن المَــجَازِ: إلْتَمَسَ، أَي طَلَبَ، وَمِنْه الحَدِيث: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِــلْمــاً أَي يَطْلُبه، فإسْتَعَارَ لَهُ الــلَّمْــسَ، وحَديثُ عائشَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهَا: فإلْتَمَسَتُ عِقْدِي. ومِن المَــجَازِ تَــلَمَّــسَ الشَّيْءَ، إِذا تَطَلَّبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْهُم مَن جَعَلَه كالإلْتِمَاسِ. والمُــتَــلَمِّــسُ: لَقَبُ جَرِيرِ بنِ عبدِ المَــسِيحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدِ ابنِ دَوْفَن بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَيِّ بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ، الشاعِرِ، سُمَّي بِهِ لقَوْلهِ:
(وذَاكَ أَوَانُ العِرْضِ طَنَّ ذُبَابُهُ ... زنَابِيرُهُ والأَزْرَقُ المُــتَــلَمِّــسُ)
ويُرْوى: فَهَذَا، بَدلَ: وَذَاكَ، وجُنَّ، بدل: طَنَّ، وَمَعْنَاهُ كَثُرَ ونَشِطَ. والعِرْضُ، بالكَسْر: وَادٍ باليَمَامَةِ يأْتي ذِكْرُه فِي مَحَلِّه، إِن شاءَ اللهُ تعالَى، والمُــرَاد بالذُّبَابِ: الأَخْضَرُ، وَهَذَا البَيْتُ من جُمْلَةِ أَبياتٍ قَدْرُها ثلاثةٌ وعِشْرُون، أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ فِي الحَمَاسَةٍ، وأَوَّلُها:)
(أَــلَمْ تَرَ أَن المَــرْءَ رَهْنُ مَنِيَّةٍ ... صَرِيعاً يُعَانِي الطَّيْرَ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ)
وَآخِرهَا:
(وإِن يَكُ عَنَّا فِي حُبَيْبٍ تَثَاقُلٌ ... فقَدْ كانَ مِنَّا مِقْنَبٌ مَا يُعَرِّسُ)
والمُــلامَسَةُ: المُــمَاسَّةُ باليَدِ، كالــلَّمْــسِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ويُفَرَّقُ بينَهُما، فيُقَال: الــلَّمْــسُ قد يكونُ مَسَّ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ، وَيكون مَعْرِفَةَ الشَّيْءِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلَى جَوْهَرٍ، والمُــلامَسَةُ أَكْثَرُ مَا جاءَت من إثْنَيْن. وَمن المَــجَازِ: الــلَّمْــسُ والمُــلاَمَسَةُ: المُــجامَعَةُ، لَمَــسَهَا يَــلْمِــسُهَا، ولاَمَسَهَا، وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ وقُرِئَ أَو لَمَــسْتُمُ النِّسَاءَ وَهِي قراءَةُ عَن حَمْزَةَ والكِسَائيِّ وخَلَفٍ، ورُوِيَ عَن عبدِ الله بن عُمَرَ، وابنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم: أَنهما قَالَا: إِن القُبْلَةَ من الــلَّمْــسِ، وفِيها الوُضُوءُ، وَكَانَ ابنُ عَبّاسٍ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا يَقُول: الــلَّمْــسُ والــلِّمَــاسُ والمُــلاَمَسَةُ: كِنَايَةٌ عَن الجِمَاع وممّا يُسْتَدَلُّ بِهِ على صِحَّةِ قولِه قولُ العَربِ فِي المَــرْأَةِ تُزَنُّ بالفُجُورِ: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ. والمُــلاَمَسَةُ المَــنْهِيُّ عَنْهَا فِي البَيْعِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَنْ يَقُولَ: إِذا لَمَــسْتُ ثَوْبَك أَو لَمَــسْتَ ثَوْبِي أَو إِذا لَمَــسْت المَــبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ بَيْنَنَا بكَذَا وكَذَا. أَوْ هُوَ أَنْ يَــلْمِــسَ المَــتَاعَ من وَرَاءِ الثَّوْبِ وَلَا يَنْظُرَ إِليه، ثمَّ يُوقِعَ البَيْعَ عَلَيْهِ، وَهَذَا كلُّه غَرَرٌ، وَقد نُهِيَ عَنهُ، ولأَنّه تَعْلِيقٌ أَوْ عُدُولٌ عَن الصِّيغَة الشَّرْعِيِّةِ. وقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يَجْعَلَ الــلَّمْــسَ باليَدِ قَاطِعاً للخِيَارِ. ويَرْجِعُ ذَلِك إِلى تَعْلِيقِ اللُّزُومِ، وَهُوَ غيرُ نافذٍ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهم: لَهُ شُعَاعٌ يَكَادُ يَــلْمِــسُ البَصَرَ، أَي يَذْهَبُ بِهِ، وهُوَ مَجَازٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ. قلت: وَمِنْه الحَدِيث: إقْتُلوا ذَا الطُئفْيَتَيْن والأَبْتَرَ فإِنَّهُمَا يَــلْمِــسَان البَصَرَ وَفِي روايةٍ يَلْتَمِسَانِ أَي يَخْطِفانِ ويَطْمِسَانِ.
وَقيل: لَمَــسَ عَيْنَه وسَمَلَ، بمَعْنىً وَاحدٍ، وَقيل: أَراد أَنَّهُمَا يَقْصِدَانِ البَصَرَ باللَّسْعِ، وَفِي الحَيّاتِ نَوْعٌ يُسَمَّى الناظِرَ، مَتَى وَقَعَ عَيْنُه عَلَى عَيْنِ إِنْسَانٍ ماتَ مِن ساعَتهِ، ونوعٌ آخَرُ إِذا سَمِعَ إِنسانٌ صَوْتَه ماتَ. ولَمَــسَ الشَّيْءَ لَمْــساً: كإلْتَمَسَه، وَمِنْه قولُهُم: إلْمِــسْ لِي فُلاناً، وَهُوَ مَجَازٌ.
والــلَّمَــاسَةُ. بالفَتْح: الحَاجَةُ كالــلُّمَــاسَةِ، بالضّمِّ، نقلَه الصّاغَانِيّ ُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: الحَاجَةُ المُــقَارِبَةُ، ومثلُه فِي العُبَاب. وَيُقَال: أَــلْمِــسْنِي الجارِيَةَ، أَي ائْذَنْ لي فِي لَمْــسِها.
وَيُقَال: أَــلْمِــسْنِي امرأَةً: أَي زَوِّجْيِنها، وَهَذَا مَجازٌ. وأَبُو سُلَيْمَانَ المَــغْربيُّ اللاَّمِسيُّ الزاهِدُ، بضمِّ المِــيمِ، هُوَ من أَقْرَانِ أَبِي الْخَيْر الأَقْطَعِ. والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ أِبي القاسِمِ اللاَّمسِيُّ، حَدَّث.
[لمــس] الــلمْــسُ: المَــسُّ باليد. وقد لَمَــسَهُ يَــلْمُــسُهُ ويَــلْمِــسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك المُــلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَــلَمُّــسُ: التطلُّب مرّةً بعد أخرى. والمــتــلمــس: اسم شاعر. ولمــيس: اسم جارية. والــلمــاسة بالضم: الحاجة المــقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُــلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَــسْتُ المَــبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.

الْعلم

الْعــلم: بالفتحتين الْعَلامَة، والشهرة، والجبل الرفيع، والراية، وَمَا يعْقد على الرمْح، وَسيد الْقَوْم، وَجمعه الْأَعْلَام، وَعند النُّحَاة مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه شخصا أَو جِنْسا غير متناول غَيره بِوَضْع وَاحِد وَهَذَا هُوَ الْعــلم القصدي وَأما الْعــلم الاتفاقي فَهُوَ الَّذِي يصير عــلمــا أَي وَاقعا على معِين بالغلبة وَكَثْرَة الِاسْتِعْمَال لَا بِالْوَضْعِ والاصطلاح وَهُوَ على ثَلَاثَة أَصْنَاف اسْم ولقب وكنية واطلب كلا فِي مَحَله.
ثمَّ اعْــلَم أَن عــلم بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْعين على وزن سمع مَاض مَعْرُوف من أَفعَال الْقُلُوب من الْعــلم بِمَعْنى (دانستن) وَهُوَ فعل الْقلب وَأما عــلم بتَشْديد الْعين على وزن صرف فَإِنَّهُ من التَّعْلِيم وَهُوَ من أَفعَال الْجَوَارِح، وَأما إِطْلَاق التَّعْلِيم على إِفَادَة الإشراقين فَهُوَ على سَبِيل التنزل وَالْمــجَاز. وَيُؤَيّد مَا قُلْنَا مَا قَالَ الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله فِي حَاشِيَته على المــطول أَن قَوْله مَا لم نعــلم مفعول ثَان لعــلم بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول مَحْذُوف أَي عــلمــنَا وَلَا ضير فِي ذَلِك إِذْ لَيْسَ عــلم من أَفعَال الْقُلُوب حَتَّى لَا يجوز الِاقْتِصَار على أحد مفعوليه انْتهى. وَالْعــلم بِكَسْر الأول وَسُكُون اللَّام مصدر عــلم يعــلم فِي اللُّغَة بِالْفَارِسِيَّةِ (دانستن) .
ثمَّ إِنَّه قد يُطلق على مَا هُوَ مبدأ انكشاف الْمَــعْلُوم وَقد يُطلق على مَا بِهِ يصير الشَّيْء منكشفا على الْعَالم بِالْفِعْلِ وَفِي مَا بِهِ الانكشاف اخْتِلَاف مَذَاهِب لَا يتَجَاوَز عشْرين احْتِمَالا عقليا وَوجه ضبط تِلْكَ الِاحْتِمَالَات أَنه إِمَّا حَقِيقَة وَاحِدَة أَو حقائق متبائنة وعَلى الأول إِمَّا زَوَال أَو حُصُول، ثمَّ الْحُصُول إِمَّا حُصُول أثر مَعْلُوم فِي الْعَالم، أَو حُدُوث أَمر فِيهِ، أَو كِلَاهُمَا والأثر إِمَّا صُورَة مَعْلُوم أَو شبحه وَالْأول إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ، أَو منطبع فَهِيَ الْمــدْرك، أَو مُتحد مَعَه، والمــنطبع إِمَّا منطبع فِي مدرك أَو فِي الْآلَة، والزوال إِمَّا زَوَال أَمر عَن الْعَالم أَو عَن الْمَــعْلُوم أَو كليهمَا وعَلى الثَّانِي من الشق الأول إِمَّا إِطْلَاق الْعــلم عَلَيْهَا بالاشتراك أَو بِالْحَقِيقَةِ وَالْمــجَاز ثمَّ الِاشْتِرَاك إِمَّا لَفْظِي أَو معنوي وَالصَّوَاب المــقبول عِنْد الفحول وَالْحق الْحَقِيقِيّ بِالْقبُولِ إِنَّه لَيْسَ حَقِيقَة نوعية أَو جنسية حَتَّى يعرف بِأَمْر جَامع منطبق على جَمِيع جزئياته بل إِطْلَاقه على الْجَمِيع من بَاب إِطْلَاق الْعين على مدلولاته المــتبائنة أَلا ترى أَن نَحْو انكشاف الْوَاجِب تَعَالَى لذاته أَو لغيره على اخْتِلَاف بَين الْحُكَمَاء والمــتكــلمــين لَيْسَ إِلَّا كنحو وجوده المــغائر للْكُلّ تقوما وتحصلا وتخصيصا وتشخيصا فَكَمَا أَنه لَا سَبِيل لنا إِلَى اكتناه ذَاته كَذَلِك لَا سَبِيل إِلَى اكتناه صِفَاته الَّتِي من جُمْلَتهَا الْعــلم الَّذِي لَيْسَ بحدوث كَيْفيَّة وَلَا بِحُصُول أثر من الْمَــعْلُوم فِيهِ وَلَا باتحاد الْمَــعْلُوم مَعَه وَلَا بِحُضُور مثل وَلَا بحدوث إِضَافَة متجددة وَلَا بِزَوَال شَيْء عَنهُ لاستلزام الْجَمِيع مفاحش لَا تلِيق بجنابه تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وَكَذَا انكشاف المــفارقات لأنفسها ولمــبدعها ولغيرها لَيْسَ بِحُصُول الْأَثر وَلَا بِزَوَال الْمَــانِع وَكَذَا الانكشاف لأنفسنا ولغيرنا من الْوَاجِب تَعَالَى والمــمكن والمــمتنع لَيْسَ إِلَّا على أنحاء شَتَّى وطرق متبائنة فَمن رام تَوْحِيد الْكثير أَو تَكْثِير الْوَاحِد فَقَط خبط خبطا عَظِيما وَبَقِي التفتيش فِي الْعــلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق فِي فواتح كتب الْمــنطق بِأَنَّهُ نَحْو من الانكشاف إِمَّا بِزَوَال أَمر منا أَو بحدوث كَيْفيَّة فِينَا أَو بِحُصُول أثر من الْمَــعْلُوم صُورَة أَو شبحا أَو باتحاد الْمَــعْلُوم معنى أَو بِحُضُور مثل أَو بِإِضَافَة التفاتية وَالَّذِي يحكم بِهِ الْعقل السَّلِيم والذهن الْمُــسْتَقيم هُوَ أَنا تَجِد فِينَا عِنْد إحساس الْأَشْخَاص المــتبائنة أمورا صَالِحَة لمــعروضية الْكُلية والنوعية والجنسية وَمَا وجدنَا فِي الْخَارِج أمرا يكون شَأْنه هَذَا، ثمَّ لمــا فتشنا عَن تِلْكَ الْأُمُور عــلمــنَا أَنَّهَا لَيست بِأُمُور عدمية وَإِلَّا لمــا كَانَت قَابِلَة لابتناء الْعُلُوم عَلَيْهَا وَلَا آثارا متغائرة للأشخاص وَإِلَّا لمــا تسري أَحْكَامهَا إِلَى الْأَفْرَاد ولأعينها وَإِلَّا لترتب على الْأَشْخَاص مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا وَبِالْعَكْسِ عكسا كليا فَعــلمــنَا أَن هَا هُنَا أمرا وَاحِدًا مشخصا بتشخصين تشخصا خارجيا وَهُوَ على نَحْو الْكَثْرَة وتشخصا ذهنيا وَهُوَ على نَحْو الْوحدَة والوحدة وَالْكَثْرَة أَمْرَانِ زائدان عَلَيْهِ عارضان لَهُ حسب اقْتِضَاء ظرف التحقق وَهَذَا هُوَ قَول من قَالَ إِن المــاهيات فِي الْخَارِج أَعْيَان وَفِي الأذهان صور.
ثمَّ إِن الْعُقَلَاء اخْتلفُوا فِي أَن الْعــلم بديهي أَو كسبي والذاهبون إِلَى كسبيته اخْتلفُوا فِي أَن كَسبه متعسر أَو متيسر وَإِلَى كل ذهب ذَاهِب، فَذهب الإِمَام الْغَزالِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه لَيْسَ بضروري بل هُوَ نَظَرِي وَلَكِن تحديده متعسر وَطَرِيق مَعْرفَته الْقِسْمَة والمــثال أما الأول فَهُوَ أَن يُمَيّز عَمَّا يلتبس من الاعتقادات كَمَا تَقول الِاعْتِقَاد إِمَّا جازم أَو غير جازم والجازم إِمَّا مُطَابق أَو غير مُطَابق والمــطابق إِمَّا ثَابت أَو غير ثَابت فقد حصل عَن الْقِسْمَة اعْتِقَاد جازم مُطَابق ثَابت وَهُوَ الْعــلم بِمَعْنى الْيَقِين فقد تميز عَن الظَّن بِالْجَزْمِ وَعَن الْجَهْل الْمــركب بالمــطابقة وَعَن التَّقْلِيد الْمُــصِيب الْجَازِم بالثابت الَّذِي لَا يَزُول بالتشكيك وَأما الثَّانِي فَكَأَن تَقول الْعــلم إِدْرَاك البصيرة المــشابه لإدراك الباصرة أَو كاعتقادنا أَن الْوَاحِد نصف الِاثْنَيْنِ وَقيل هَذَا بعيد فَإِنَّهُمَا إِن أفادا تميز أصلحا مُعَرفا وَإِلَّا لم يحصل بهما معرفَة لمــاهية الْعــلم لِأَن مُحَصل الْمــعرفَة لشَيْء لَا بُد وَأَن يُقيد تميزه عَن غَيره لِامْتِنَاع حُصُول مَعْرفَته بِدُونِ تميزه عَن غَيره.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن الْكَلَام فِي تعسر مَعْرفَته بالكنه. فِي العضدي قَالَ الإِمَام الْعــلم ضَرُورِيّ لِأَن غير الْعــلم لَا يعــلم إِلَّا بِالْعــلمِ فَلَو عــلم الْعــلم بِغَيْرِهِ لزم الدّور لكنه مَعْلُوم فَيكون لَا بِالْغَيْر وَهُوَ ضَرُورِيّ. وَالْجَوَاب بعد تَسْلِيم كَونه مَعْلُوما إِن تصور غير الْعــلم إِنَّمَا يتَوَقَّف على حُصُول الْعــلم بِغَيْرِهِ أَعنِي عــلمــا جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر لَا على تصور حَقِيقَة الْعــلم بِالْغَيْر أَعنِي عــلمــا جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر وَالَّذِي يُرَاد حُصُوله بِالْغَيْر إِنَّمَا هُوَ تصور حَقِيقَة الْعــلم لَا حُصُول جزئي مِنْهُ فَلَا دور للِاخْتِلَاف انْتهى.
وَالْحَاصِل أَن الإِمَام الْغَزالِيّ اسْتدلَّ على مَا ادَّعَاهُ بِأَن الْعــلم لَو كَانَ كسبيا مكتسبا من غَيره لدار لِأَن غَيره إِنَّمَا يعــلم بِهِ. وخلاصة الْجَواب أَن غير الْعــلم إِنَّمَا يعــلم بِعــلم خَاص مُتَعَلق بِهِ لَا بتصور حَقِيقَة الْعــلم وَالْمَــقْصُود تصور حَقِيقَته بِغَيْرِهِ فَلَا دور فَافْهَم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح المــواقف وَاعْــلَم أَن الْغَزالِيّ صرح فِي الْمُــسْتَصْفى بِأَنَّهُ يعسر تَحْدِيد الْعــلم بِعِبَارَة محررة جَامِعَة للْجِنْس والفصل الذاتيين فَإِن ذَلِك متعسر فِي أَكثر الْأَشْيَاء بل فِي أَكثر المــدركات الحسية فَكيف لَا يعسر فِي الإدراكات الْخفية.
ثمَّ قَالَ إِن التَّقْسِيم الْمَــذْكُور يقطع الْعــلم عَن مظان الِاشْتِبَاه والتمثيل بِإِدْرَاك الباصرة بفهمك حَقِيقَة فَظهر أَنه إِنَّمَا قَالَ بعسر التَّحْدِيد الْحَقِيقِيّ دون التَّعْرِيف مُطلقًا وَهَذَا كَلَام مُحَقّق لَا بعد فِيهِ لكنه جَار فِي غير الْعــلم كَمَا اعْترف بِهِ انْتهى - وَذهب الإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه بديهي لضَرُورَة أَن كل أحد يعــلم بِوُجُودِهِ وَهَذَا عــلم خَاص بديهي وبداهة الْخَاص يسْتَلْزم بداهة الْعَام - وَفِيه نظر من وَجْهَيْن: أَحدهَا أَن الضَّرُورِيّ إِنَّمَا هُوَ حُصُول عــلم جزئي بِوُجُودِهِ وَهَذَا الْحُصُول لَيْسَ تصور ذَلِك الجزئي وَغير مُسْتَلْزم لَهُ فَلَا يلْزم تصور الْمُــطلق أصلا فضلا عَن أَن يكون ضَرُورِيًّا، وتوضيحه أَن بَين حُصُول الشَّيْء وتصوره فرقا بَينا فَإِن ارتسام مَاهِيَّة الْعــلم فِي النَّفس الناطقة بِنَفسِهَا فِي ضمن الجزئيات حُصُول تِلْكَ الْمَــاهِيّة لَا تصورها كحصول الشجَاعَة للنَّفس الْمُــوجب لاتصافها بهَا من غير أَن تتصورها وارتسام مَاهِيَّة الْعــلم فِي النَّفس بِصُورَة تِلْكَ الْمَــاهِيّة ومثالها يُوجب تصورها لَا حُصُولهَا كتصور الشجَاعَة الَّذِي لَا يُوجب اتصاف النَّفس بالشجاعة.
ومحصول التَّوْضِيح أَن الْفرق بَين حُصُول الْعــلم نَفسه لِلْعَقْلِ وَبَين تصَوره بَين فَإِن الأول منَاط الاتصاف بِنَفس الْعــلم دون العالمــية بِالْعــلمِ وَالثَّانِي منَاط العالمــية بِالْعــلمِ فَإِن حُصُول الشجَاعَة نَفسهَا مُوجب للاتصاف بهَا لَا لتصورها وَالْعــلم بهَا وتصورها يُوجب العالمــية بهَا لَا لحصولها والاتصاف بهَا نعم كم من شُجَاع لَا يعــلم أَن الشجَاعَة مَا هِيَ وَهُوَ شُجَاع وَكم من جبان يعــلم مَاهِيَّة الشجَاعَة وَهُوَ جبان وَثَانِيهمَا وُرُود المــنعين الْمَــشْهُورين من منع كَون الْعَام ذاتيا وَكَون الْخَاص مدْركا بالكنه.
وَحَاصِله أَن ذَلِك الاستلزام مَوْقُوف على أَمريْن أَحدهمَا كَون الْعــلم ذاتيا للخاص وَلَا نســلم أَن يكون الْعــلم الْمُــطلق ذاتيا للْعــلم الْخَاص وَثَانِيهمَا كَون الْخَاص متصورا بالكنه وَلَا نســلم أَن يكون الْعــلم الْخَاص بديهيا متصورا بالكنه لم لَا يجوز أَن يكون متصورا بِالْوَجْهِ قيل إِن الْخَاص هَا هُنَا مُقَيّد والعالم مُطلق وبداهة الْمُــقَيد تَسْتَلْزِم بداهة الْمُــطلق لِأَنَّهُ جُزْء خارجي لمَــفْهُوم الْمُــقَيد فتصوره بِدُونِهِ مِمَّا لَا يتَصَوَّر وَأجِيب بِأَن منشأ هَذَا السُّؤَال عدم الْفرق بَين الْفَرد والحصة وللعــلم أفرلد حصصية والفرد هُوَ الطبيعة الْمَــأْخُوذَة مَعَ الْقَيْد بِأَن يكون كل من الْقَيْد وَالتَّقْيِيد دَاخِلا كزيد وَعَمْرو للْإنْسَان والحصة هِيَ الطبيعة المــنضافة إِلَى الْقَيْد بِأَن يكون التَّقْيِيد من حَيْثُ هُوَ تَقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا كوجود زيد وَوُجُود عَمْرو وَعــلم زيد وَعــلم عَمْرو. وَلَا يخفى على الناظرين أَن هَذَا إِنَّمَا يتم إِذا كَانَ المُــرَاد بِالْعــلمِ الْمَــعْنى المــصدري وَأما إِذا كَانَ المُــرَاد بِهِ مَا بِهِ الانكشاف فَلَا يتم وَأَنت تعــلم أَن الْمَــعْنى المــصدري خَارج عَن مَحل النزاع والنزاع حِين إِرَادَة الْمَــعْنى المــصدري يكون لفظيا كالنزاع فِي الْوُجُود فَإِن من قَالَ بكسبيته يُرِيد مَا بِهِ الانكشاف وَيَدعِي بكسبيته لَا الْمَــعْنى المــصدري.
وَالْحَاصِل أَنه لَا شكّ فِي بداهة الْعــلم الَّذِي يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بدانستن لِأَنَّهُ معنى انتزاعي لَا يتخصص إِلَّا بإضافات وتخصيصات فحقيقته لَيست إِلَّا مفهومة وحقائق أَفْرَاده لَيست إِلَّا مفهوماتها كَيفَ وَلَو كَانَت مفهوماتها عارضة لحقائقها لكَانَتْ مَحْمُولَة عَلَيْهَا بالاشتقاق وَهُوَ يسْتَلْزم كَون الْعــلم عَالمــا وَالْعــلم الْخَاص بديهي وَالْعَام جُزْء مِنْهُ وبداهة الْخَاص تَسْتَلْزِم بداهة الْعَام والمــنعان الْمَــذْكُورَان حِينَئِذٍ مُكَابَرَة لَا تسمع لَكِن هَذَا الْمَــعْنى خَارج عَن مَحل النزاع كَمَا عــلمــت وَإِن أُرِيد أَن الْعــلم بِمَعْنى مبدأ الانكشاف بديهي بِالدَّلِيلِ الْمَــذْكُور فَلَا يَخْلُو عَن صعوبة لوُرُود المــنعين المــذكورية بِلَا مُكَابَرَة فَإِن قلت لَو كَانَ الْعــلم بديهيا لمــا اشْتغل الْعُقَلَاء بتعريفه قلت إِنَّمَا عرف الْعــلم من ذهب إِلَى كسبيته لَا إِلَى بداهته فاشتغالهم بتعريفه لَا يدل عى كسبيته بِحَسب الْوَاقِع بل بِحَسب الِاعْتِقَاد. نعم يرد أَنا لَو ســلمــنَا أَن الذَّاهِب إِلَى كسبيته عرفه بِحَسب اعْتِقَاده لَكِن تَعْرِيفه لدلالته على حُصُوله بِالْكَسْبِ يُنَافِي البداهة لِأَن البديهي مَا لم يُمكن حُصُوله بِالْكَسْبِ لايحصل بِغَيْر الْكسْب وَلَا أَن يُقَال إِن الْمَــعْنى الْمَــذْكُور للبديهي مَمْنُوع كَيفَ وَلَو كَانَ تَعْرِيف البديهي مَا ذكر للَزِمَ بطلَان البداهة فِي عدَّة من الْأُمُور الَّتِي بداهتها قَطْعِيَّة بالِاتِّفَاقِ وَقيل الْجَواب بِأَن الْكَلَام فِي كنه الْعــلم فَإِذا فرض أَنه ضَرُورِيّ لَا يلْزم على صِحَّته امْتنَاع تَعْرِيفه بالرسم لجَوَاز أَن يكون كنه شَيْء ضَرُورِيًّا دون اسْمه وَبَعض وجوهه فَــلم لَا يكون تَعْرِيف الْعُقَلَاء تعريفا رسميا للْعــلم لَيْسَ بصواب لِأَن تَعْرِيف الشَّيْء بالرسم بعد تصَوره بالكنه مُمْتَنع إِذْ بعد تصَوره بالكنه إِذا قصد تَعْرِيفه بِالْوَجْهِ يكون التَّعْرِيف لذَلِك الْوَجْه الْمَــجْهُول لَا لذَلِك الشَّيْء.
وَلَا يخفى على من لَهُ نظر ثاقب أَن بَين عــلم الشَّيْء بِالْوَجْهِ وَالْعــلم بِوَجْه ذَلِك الشَّيْء فرق بَين فَإِن الْوَجْه فِي الأول مُتَصَوّر تبعا وبالعرض ومرآة وَآلَة لتصور ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قصد تصَوره بذلك الْوَجْه وَفِي الثَّانِي أَولا وبالذات من غير أَن يكون تصَوره آلَة لتصور غَيره ومرآة لَهُ فَإِن قلت إِن الْعــلم من صِفَات النَّفس وَعــلمــهَا بِنَفسِهَا وصفاتها حضوري وَهُوَ لَا يَتَّصِف بالبداهة والكسبية قلت إِن المُــرَاد بِالصِّفَاتِ الصِّفَات الانضمامية أَي الصِّفَات العينية الخارجية الْغَيْر المــنتزعة وَالْكَلَام فِي الْعــلم الْمُــطلق وَهُوَ لَيْسَ من الصِّفَات الانضمامية وَبعد تَسْلِيمه عدم اتصاف الحضوري بالبداهة مَمْنُوع - اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يخترع اصْطِلَاح آخر وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح، وَفِي بعض شُرُوح ســلم الْعُلُوم وَالْحق أَن الْعــلم نور قَائِم بِذَاتِهِ وَاجِب لذاته وَلَيْسَ تَحت شَيْء من المــقولات فَإِن الْعــلم إِنَّمَا حَقِيقَته مبدأ انكشاف الْأَشْيَاء وظهورها بِأَن يكون هُوَ بِنَفسِهِ مظْهرا ومصداقا لحمله والمــمكن لمــا كَانَ فِي ذَاته فِي بقْعَة الْقُوَّة وحيز الليسية كَانَ فِي ذَاته أمرا ظــلمــانيا لَا ظَاهرا وَلَا مظْهرا فَلَا يكون عــلمــا وَلَا فِي حد ذَاته عَالمــا فَكَمَا أَن قوامه ووجوده إِنَّمَا هُوَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْجَاعِل الْحق كَذَلِك عالمــيته إِنَّمَا هِيَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْعَالم الْحق فمصداق حمل الْوُجُود وَالْعــلم على الْوَاجِب نفس ذَاته وعَلى الْمُــمكن هُوَ من حَيْثُ استناده إِلَى الله تَعَالَى فَكَمَا أَن وجود الْمُــمكن هُوَ وجود الْوَاجِب كَذَلِك عــلمــه هُوَ عــلم الْوَاجِب تَعَالَى بل الْعــلم هُوَ الْوُجُود بِشَرْط كَونه مُجَردا فَالْوَاجِب سُبْحَانَهُ يَجْعَل الْعقل أمرا نورانيا ينْكَشف الْأَشْيَاء عِنْد قِيَامهَا بهَا وَلَيْسَ الْعــلم أمرا زَائِدا على وجودهَا الْخَاص الْمُــجَرّد وَلذَا تدْرك ذَاتهَا بذاتها. نعم قد يفْتَقر إِلَى أَن يكون وجود الْمَــعْلُوم لَهُ حَتَّى ينْكَشف عِنْده إِذا كَانَ هُوَ غير ذَاته وَصِفَاته وَذَلِكَ بإعلام الْمــعــلم وبإفاضة وجوده لَهُ فالعــلم وَإِن كَانَ أظهر الْأَشْيَاء وأبينها وأوضحها لَكِن يمْتَنع تصَوره بالكنه وَنسبَة الْعُقُول إِلَيْهِ كنسبة الخدش إِلَى الشَّمْس وَنسبَة الْقَمَر إِلَيْهَا وَلذَا قَالَ المُــصَنّف أَي مُصَنف السّــلم فِيهِ أَن الْعــلم من أجلى البديهيات وَإِنَّمَا اختفاء جَوْهَر ذَاته لشدَّة وضوحها كَمَا أَن من المــحسوسات مَا يبلغ فِيهِ بذلك الْحَد حَتَّى يمْنَع عَن تَمام الْإِدْرَاك كَالْعــلمِ فَإِنَّهُ مبدأ ظُهُور الْأَشْيَاء فَيجب أَن يكون ظَاهرا فِي نَفسه لَيْسَ فِيهِ شَرّ الظــلمَــة - وَلِهَذَا يفْتَقر إِلَى التَّشْبِيه لإِزَالَة خفائه وَأَنه لَيْسَ خفِيا فِي نَفسه بل لِأَن عقولنا أعجز عَن اكتناهه فَهَذَا التَّشْبِيه يشبه الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ مَاء وضع لرؤية تِمْثَال الشَّمْس انْتهى.
والذاهبون إِلَى كسبية الْعــلم وَأَن كَسبه متيسر اخْتلفُوا فِي تَعْرِيفه، وَالْمُــخْتَار عِنْد الْمُــتَكَــلِّمــين أَنه صفة توجب تميز شَيْء لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّيْء نقيض ذَلِك التميز وهم لَا يطلقون الْعــلم إِلَّا على الْيَقِين كَمَا ستعرف، وَعــلم الْوَاجِب عِنْد الْمُــتَكَــلِّمــين صفة أزلية تنكشف المــعلومات عِنْد تعلقهَا بهَا وتعلقات عــلمــه تَعَالَى على نَوْعَيْنِ كَمَا فصلنا فِي تعلقات عــلم الْوَاجِب تَعَالَى.
وَالْعــلم عِنْد الْحُكَمَاء يتَنَاوَل الْيَقِين وَالشَّكّ وَالوهم والتقليد وَالْجهل، وَالْعــلم الْمُــطلق عِنْدهم أَي سَوَاء كَانَ حضوريا أَو حصوليا مُطلق الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمــدْرك سَوَاء كَانَت نفس الْمَــعْلُوم كَمَا فِي الحضوري أَو غَيره وَلَو بِالِاعْتِبَارِ كَمَا فِي الحصولي، وَسَوَاء كَانَت مُطَابقَة لمــا قصد تصَوره كَمَا فِي الْيَقِين أَولا كَمَا فِي الْجَهْل، وَسَوَاء احتملت الزَّوَال كَمَا فِي التَّقْلِيد وَالظَّن وَالشَّكّ وَالوهم أَولا كَمَا فِي الْيَقِين، وَسَوَاء كَانَت مرْآة لمــلاحظة مَا قصد تصَوره كَمَا فِي الْعــلم بالكنه أَو بِالْوَجْهِ أَولا كَمَا فِي الْعــلم بكنه الشَّيْء وَالْعــلم بِوَجْه الشَّيْء وَالْمــرَاد بالصورة الْمَــاهِيّة فَإِنَّهَا بِاعْتِبَار الحضوري العــلمــي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْخَارِجِي عينا. وَيعــلم من هَذَا التَّعْرِيف عدَّة أُمُور أَحدهَا أَن الْعــلم أَمر وجودي لَا عدمي لِأَن الضَّرُورَة تشهد بِأَن وَقت الانكشاف يحصل شَيْء من شَيْء لَا أَنه يَزُول مِنْهُ لكنه لم يقم عَلَيْهِ برهَان قَاطع وَثَانِيها أَنه شَامِل للحضوري والحصولي ولعــلم الْوَاجِب والمــمكن والكليات والجزئيات فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس وَثَالِثهَا أَنه شَامِل لــلمــذهبين فِي الجزئيات، أَحدهمَا، أَن مدركها هُوَ النَّفس وَثَانِيهمَا أَن مدركها هُوَ الْحَواس وَرَابِعهَا أَنه شَامِل لمــذهبي ارتسام صور الجزئيات المــادية فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس لِأَن الْمــدْرك يتَنَاوَل الْمُــجَرّد وَالنَّفس والحواس وَكــلمَــة عِنْد لعِنْد ولفي والحضور والحصول كالمــترادفين.
وَالتَّحْقِيق أَن الْمــدْرك لجَمِيع الْأَشْيَاء النَّفس الناطقة سَوَاء كَانَ ارتسام الصُّور فِيهَا أَو فِي غَيرهَا وَسَيَأْتِي لَك تَفْصِيل الْمــذَاهب. وَالْأَحْسَن فِي التَّعْمِيم أَن نقُول سَوَاء كَانَت تِلْكَ الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمــدْرك عين الصُّورَة الخارجية كَمَا فِي الْعــلم الحضوري أَو غَيرهَا كَمَا فِي الحصولي. وَسَوَاء كَانَت عين الْمــدْرك بِالْفَتْح كَمَا فِي عــلم الْبَارِي تَعَالَى نَفسه أَو غَيره كَمَا فِي عــلمــه بسلسلة المــمكنات، وَسَوَاء كَانَت فِي نفس النَّفس كَمَا فِي عــلمــهَا بالكليات أَو فِي الْآلَات كَمَا فِي عــلمــهَا بالجزئيات، وَسَوَاء كَانَت مرْآة أَو لَا فَإِن كَانَت مرْآة فالمــرآة والمــرئي إِن كَانَا متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ. فَعــلم الشَّيْء بالكنه وَإِن كَانَا بِالْعَكْسِ فَعــلم الشَّيْء بِالْوَجْهِ، وَإِن لم يكن مرْآة فالعــلم بكنه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل كنهه وَالْعــلم بِوَجْه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل وَجهه، وَالْعــلم الْحَقِيقِيّ إِنَّمَا هُوَ عــلم الشَّيْء بالكنه لَا بِالْوَجْهِ لِأَن الْحَاصِل فِيهِ حَقِيقَة هُوَ الْوَجْه لَا الشَّيْء وَلَا تلْتَفت النَّفس إِلَى الشَّيْء فِي الْعــلم بكنه الشَّيْء وَوَجهه كَمَا لَا يخفى.
وَيعــلم من هَذَا الْبَيَان أَن الْعــلم الْمُــطلق الْمَــذْكُور على نَوْعَيْنِ النَّوْع الأول الْعــلم الحضوري وَهُوَ أَن يكون الصُّورَة العــلمــية فِيهِ عين الصُّورَة الخارجية فَيكون الْمَــعْلُوم فِيهِ بِعَيْنِه وذاته حَاضرا عِنْد الْمــدْرك لَا بصورته ومثاله كَمَا فِي عــلم الْإِنْسَان بِذَاتِهِ وَصِفَاته كالصور الذهنية الْقَائِمَة بِالنَّفسِ فَإِن الْعــلم بهَا إِنَّمَا هُوَ بِحُضُور ذواتها عِنْد الْمــدْرك لَا بِحُصُول صورها عِنْده فَإِن النَّفس فِي إِدْرَاك الصُّور الذهنية لَا تحْتَاج إِلَى صُورَة أُخْرَى منتزعة من الأولى.
وَهَا هُنَا اعْتِرَاض مَشْهُور هُوَ أَن نفس الْعــلم الحصولي عــلم حضوري مَعَ أَنه لَيْسَ عين الصُّورَة الخارجية وَالْحق أَن نفس الْعــلم الحصولي من المــوجودات الخارجية كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْعــلم الحضوري فَلَا تلْتَفت إِلَى مَا أُجِيب بِأَن المُــرَاد بالصورة الخارجية أَعم من الْخَارِجِي وَمِمَّا يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي أَي للوجود الْخَارِجِي وَــلمــا هُوَ مماثل لَهُ جَار مجْرَاه فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية وَلَكِن يُمكن المــناقشة بِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم الِاتِّحَاد بَين الحضوري والحصولي مَعَ أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ لِأَن الْعــلم الحصولي حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لمــا تَحْتَهُ ومغائر للحضوري مُغَايرَة نوعية فَإِذا تعلق الْعــلم بِالْعــلمِ الحصولي يكون ذَلِك الْعــلم عين الحضوري فَيلْزم الِاتِّحَاد بَينهمَا وَالنَّوْع الثَّانِي الْعــلم الحصولي وَهُوَ الَّذِي لَا يكون إِلَّا بِحُصُول صُورَة الْمَــعْلُوم فَتكون الصُّورَة العــلمــية فِيهِ غير الصُّورَة الخارجية وَيُقَال لَهُ الانطباعي أَيْضا كَمَا فِي إِدْرَاك الْأَشْيَاء الخارجية عَن الْمــدْرك أَي الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تكون عينه وَلَا قَائِمَة بِهِ.
ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي أَن الْعــلم الحصولي، إِمَّا صُورَة الْمَــعْلُوم الْمَــوْجُودَة فِي الذِّهْن المــكيفة بالعوارض الذهنية، وَإِمَّا قبُول الذِّهْن بِتِلْكَ الصُّورَة أَو إِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمــعلوم فَإِن انكشاف الْأَشْيَاء عِنْد الذِّهْن فِي الْعــلم الحصولي لَيْسَ قبل حُصُول صورها فِيهِ عِنْد الْحُكَمَاء الْقَائِلين بالوجود الذهْنِي فهناك أُمُور ثَلَاثَة الصُّورَة الْحَاصِلَة وَقبُول الذِّهْن بهَا من المــبدأ الْفَيَّاض وَإِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمــعلوم. فَذهب بَعضهم إِلَى أَن الْعــلم الحصولي هُوَ الأول وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره أَن هَذَا هُوَ الْمَــذْهَب الْمَــنْصُور. وَوجه بِأَن الْعــلم يُوصف بالمــطابقة وَعدمهَا وَإِنَّمَا الْمَــوْصُوف بهما الصُّورَة، وَفِي شرح الإشارات أَن من الصُّورَة مَا هِيَ مُطَابقَة للْخَارِج وَهِي الْعــلم - وَمَا هِيَ غير مُطَابقَة وَهِي الْجَهْل فالسيد السَّنَد قدس سره يَجْعَل الْعــلم من مقولة الكيف وينحصر الاتصاف بالمــطابقة وَعدمهَا فِي الصُّورَة الَّتِي من مقولة الكيف وينكر ذَلِك الاتصاف فِي الانفعال وَالنِّسْبَة.
وَأَنت تعــلم أَن عدم جَرَيَان الْمُــطَابقَة فيهمَا مَمْنُوع لجَوَاز جريانها بِاعْتِبَار الْوُجُود النَّفس الأمري أَو الْخَارِجِي بِاعْتِبَار مبدأ الانتزاع وَلَو وَجه بِأَن الصِّفَات الَّتِي يَتَّصِف بهَا الْعــلم مثل البداهة والنظرية والاكتساب من الْحَد والبرهان والانقسام إِلَى التَّصَوُّر والتصديق إِنَّمَا ينطبق على الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا على الْإِضَافَة والارتسام لَكَانَ أســلم وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّانِي فَيكون من مقولة الانفعال وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّالِث فَيكون من مقولة الْإِضَافَة، وَأما إِنَّه نفس حُصُول الصُّورَة فِي الذِّهْن فَــلم يقل بِهِ أحد لِأَن الْعــلم بِمَعْنى الْحُصُول معنى مصدري لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا لِأَنَّهُ لايكون آلَة وعنوانا لمــلاحظة الْغَيْر كَمَا مر.
وَلِهَذَا قَالُوا إِن من عرف الْعــلم بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل تسَامح فِي الْعبارَة بِقَرِينَة أَنه قَائِل بِأَنَّهُ من مقولة الكيف فَعــلم أَنه أَرَادَ الصُّورَة الْحَاصِلَة بِجعْل الْحُصُول بِمَعْنى الْحَاصِل وَالْإِضَافَة من قبيل جرد قطيفة لكنه قدم ذكر الْحُصُول تَنْبِيها على أَن الْعــلم مَعَ كَونه صفة حَقِيقِيَّة يسْتَلْزم إِضَافَة إِلَى مَحَله بالحصول لَهُ، وَالْحَاصِل أَن الصُّورَة من حَيْثُ هِيَ هِيَ لمــا لم تكن عــلمــا بل إِنَّمَا الْعــلم هُوَ الصُّورَة بِصفة حُصُولهَا فِي الذِّهْن حمل حُصُولهَا على الْعــلم مُبَالغَة تَنْبِيها على أَن مدَار كَونهَا عــلمــا هُوَ الْحُصُول نعم لَو أخر ذكر الْحُصُول وَقَالَ هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة لحصل ذَلِك التَّنْبِيه لَكِن لَا فِي أول الْأَمر وَلَا يخفى أَن تَعْرِيفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ ذَلِك التسامح لَيْسَ بِجَامِع لِأَن الْمُــتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُــطَابقَة وَلَا يَشْمَل الجهليات المــركبة وَهِي الِاعْتِقَاد على خلاف مَا عَلَيْهِ الشَّيْء مَعَ الِاعْتِقَاد بِأَنَّهُ حق وَلِأَنَّهُ يخرج عَنهُ الْعــلم بالجزئيات المــادية عِنْد من يَقُول بارتسام صورها فِي القوى أَو الْآلَات دون نفس النَّفس.
وَالْعــلم فِي فواتح كتب الْمــنطق المــنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعــلم الحصولي لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون لَهُ دخل فِي الاكتسابات التصورية والتصديقية واختصاص بهَا وَإِنَّمَا هُوَ الْعــلم الحصولي وَلذَا قَالَ الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المــعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق أَن الْعــلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعــلم المــتجدد وَالْمــرَاد بالمــتجدد عــلم يتَحَقَّق كل فَرد مِنْهُ بعد تحقق الْمَــوْصُوف بعدية زمانية وَهُوَ لَيْسَ إِلَّا الْعــلم الحصولي، والحضوري وَإِن كَانَ بعض أَفْرَاده كَالْعــلمِ الْمُــتَعَلّق بالصورة العــلمــية متحققا بعد تحقق الْمَــوْصُوف لَكِن جَمِيع أَفْرَاده لَيْسَ كَذَلِك فَإِن عــلم المــجردات بذواتها وصفاتها حضوري وَهِي علل لعلومها وَلَا تنفك علومها عَنْهَا فَلَيْسَ بَين علومها ومعلوماتها بعدية زمانية وتعريفه الأشمل للجهليات ولــلمــذهبين فِي الْعــلم بالأشياء والأســلم عَن ارْتِكَاب الْمــجَاز الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل.
وَإِن أردْت توضيح هَذَا التَّعْرِيف وتحقيقه وتنقيحه ودرجة كَونه أشمل وَأســلم من تَعْرِيفه بِأَنَّهُ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ أَن فِي هَذَا التَّعْرِيف ارْتِكَاب إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَــوْصُوف كَمَا مر بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَــذْكُور فاستمع لمــا يَقُول هَذَا الْغَرِيب الْقَلِيل البضاعة أَن المُــرَاد بالصورة إِمَّا نفس مَاهِيَّة الْمَــعْلُوم أَي الْمَــوْجُود الذهْنِي الَّذِي لَا تترتب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية فَإِن الْمَــاهِيّة بِاعْتِبَار الْحُضُور العــلمــي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْعَيْنِيّ أَي الْخَارِجِي تسمى عينا أَو المُــرَاد بهَا ظلّ الْمَــعْلُوم وشبحه الْمُــخَالف لَهُ بِالْحَقِيقَةِ على اخْتِلَاف فِي الْعــلم بالأشياء.
فَإِن الْمُــحَقِّقين على أَن الْعــلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا وَغَيرهم على أَنه بإظلالها وأشباحها الْمُــخَالفَة لَهَا بالحقائق وعَلى الأول مَا هُوَ الْحَاصِل فِي الْعقل عــلم من حَيْثُ قِيَامه بِهِ وَمَعْلُوم بِالنّظرِ إِلَى ذَاته وعَلى الثَّانِي صُورَة الشَّيْء وظله عــلم وَذُو الصُّورَة مَعْلُوم وَمعنى عــلم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا أَن مَا فِي الذِّهْن لَو وجد فِي الْخَارِج متشخصا بتشخص زيد مثلا لَكَانَ عين زيد وبتشخص عَمْرو لَكَانَ عين عَمْرو. وَالْحَاصِل من الْحَاصِل فِي الذِّهْن نفس الْمَــاهِيّة بِحَيْثُ إِذا وجد فِي الْخَارِج كَانَ عين الْعين وَبِالْعَكْسِ لَكِن هَذَا وجود ظِلِّي وَفِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وللكل أَحْكَام على حِدة وَلَا أَن مَا فِي الْخَارِج مَوْجُود فِي الذِّهْن بِعَيْنِه حَتَّى يلْزم كَون الْوَاحِد بالشخص سَوَاء كَانَ جوهرا أَو عرضا فِي مكانين فِي آن وَاحِد وَهُوَ محَال.
والوجود العــلمــي يُسمى وجودا ذهنيا وظليا وَغير أصيل أما تَسْمِيَته بالوجود الظلي على الْمَــذْهَب الثَّانِي فَظَاهر، وَأما على الْمَــذْهَب الأول فَلِأَن مُرَادهم أَنه وجود كوجود الظل فِي انْتِفَاء الْآثَار الخارجية المــختصة بالوجود الْخَارِجِي كَمَا أَن الْوُجُود فِي مَا وَرَاء الذِّهْن يُسمى وجودا عينيا وأصيليا وخارجيا. فَإِن قيل إِن الْعــلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا مُمْتَنع فَإِنَّهُ يسْتَلْزم كَون الذِّهْن حارا بَارِدًا مُسْتَقِيمًا معوجا عِنْد تصور الْحَرَارَة والبرودة والاستقامة والاعوجاج لِأَنَّهُ إِذا تصورت الْحَرَارَة تكون الْحَرَارَة حَاصِلَة فِي الذِّهْن وَلَا معنى للحار إِلَّا مَا قَامَت بِهِ الْحَرَارَة وَقس عَلَيْهِ الْبُرُودَة وَغَيرهَا وَهَذِه الصِّفَات منفية عَن الذِّهْن بِالضَّرُورَةِ وَأَيْضًا إِن حُصُول حَقِيقَة الْجَبَل وَالسَّمَاء مَعَ عظمها فِي الذِّهْن مِمَّا لَا يعقل قُلْنَا الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة وماهية مَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي لَا بهوية عَيْنِيَّة مَوْجُودَة بِوُجُود أصيل والحار مَا تقوم بِهِ هوية الْحَرَارَة أَي ماهيتها الْمَــوْجُودَة بِوُجُود عَيْني لَا مَا تقوم بِهِ الْحَرَارَة الْمَــوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي فَلَا يلْزم اتصاف الذِّهْن بِتِلْكَ الصِّفَات المــنفية عَنهُ والمــمتنع فِي الذِّهْن حُصُول هوية الْجَبَل وَالسَّمَاء وَغَيرهمَا من الْأَشْيَاء فَإِن ماهياتها مَوْجُودَة بِوُجُود خارجي يمْتَنع أَن يحصل فِي أذهاننا وَأما مفهوماتها الْكُلية وماهياتها الْمَــوْجُودَة بالوجودات الظلية فَلَا يمْتَنع حُصُولهَا فِي الذِّهْن إِذْ لَيست مَوْصُوفَة بِصِفَات تِلْكَ الهويات لَكِن تِلْكَ المــاهيات بِحَيْثُ لَو وجدت فِي الْخَارِج متشخصة بتشخص جبل الطّور وسماء الْقَمَر مثلا لكَانَتْ بِعَينهَا جبل طور وسماء قمر وَلَا نعني بِعــلم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا إِلَّا هَذَا.
وَالْحَاصِل أَن لــلمــوجود فِي الذِّهْن وجودا ظليا وَلذَلِك الْمَــوْجُود فِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وَلكُل أَحْكَام على حِدة كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَالْمــرَاد بِكَوْن الصُّورَة حَاصِلَة من الشَّيْء أَنَّهَا ناشئة مِنْهُ مُطَابقَة لَهُ أَو لَا بِخِلَاف صُورَة الشَّيْء فَإِن المُــرَاد مِنْهَا الصُّورَة الْمُــطَابقَة للشَّيْء لِأَن الْمُــتَبَادر من إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الشَّيْء مطابقتها لَهُ فتعريفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لَا يَشْمَل الجهليات المــركبة بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَــذْكُور كَمَا عرفت.
ثمَّ ننقل مَا حررنا فِي تعليقاتنا على حَوَاشِي عبد الله اليزدي على تَهْذِيب الْمــنطق تَحْقِيقا لــلمــرام وتفصيلا لــلمــقام أَن الْعقل المــرادف للنَّفس الناطقة هُوَ جَوْهَر مُجَرّد عَن الْمَــادَّة فِي ذَاته لَا فِي فعله وَالْعقل الَّذِي هُوَ مرادف الْمــلك جَوْهَر مُجَرّد فِي ذَاته وَفِي فعله. وَقد يُطلق على الْقُوَّة المــدركة وَالْمــرَاد بِهِ هَا هُنَا أما الأول أَو الثَّالِث. فَإِن قيل، على أَي حَال يخرج عــلم الله الْوَاجِب المــتعال لعدم إِطْلَاق الْعقل عَلَيْهِ تَعَالَى، قُلْنَا، المُــرَاد بِهِ هَاهُنَا الْمــدْرك والمــجرد وَقيل الْمَــقْصُود تَعْرِيف الْعــلم الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ الِاكْتِسَاب أَي مَا يكون كاسبا أَو مكتسبا وَعــلمــه تَعَالَى لكَونه حضوريا منزه عَن ذَلِك فَلَا بَأْس بِخُرُوجِهِ لعدم دُخُوله فِي الْمُــعَرّف فَإِن قيل قواعدهم كُلية عَامَّة وَهَذَا التَّخْصِيص يُنَافِي تَعْمِيم قواعدهم قُلْنَا تَعْمِيم الْقَوَاعِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْحَاجة فَهَذَا التَّخْصِيص لَا يُنَافِي التَّعْمِيم الْمَــقْصُود وَإِن كَانَ منافيا لمُــطلق التَّعْمِيم فَلَا ضير وَقَوْلهمْ عِنْد الْعقل يعم المــذهبين دون فِي الْعقل.
وتوضيحه أَن الْمُــحَقِّقين اتَّفقُوا على أَن الْمــدْرك للكليات والجزئيات المــادية وَغَيرهَا هُوَ النَّفس الناطقة، وعَلى أَن نِسْبَة الْإِدْرَاك إِلَى قواها كنسبة الْقطع إِلَى السكين لَا أَن مدرك الكليات هُوَ النَّفس الناطقة ومدرك الجزئيات هُوَ الْآلَات كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْمُــتَأَخّرُونَ. ثمَّ بعد هَذَا الِاتِّفَاق اتَّفقُوا على أَن صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المــادية كمحبة عَمْرو وعداوة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَاخْتلفُوا فِي أَن صور الجزئيات المــادية ترتسم فِيهَا أَو فِي آلاتها. فَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا ترتسم فِي آلاتها دون نَفسهَا لِأَن الصُّور الشخصية الجسمانية منقسمة فَلَو ارتسمت فِي النَّفس الناطقة لانقسمت بانقسامها لِأَن انقسام الْحَال يسْتَلْزم انقسام الْمــحل وَهُوَ بَاطِل لِأَن النَّفس الناطقة بسيطة كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه، وَيرد عَلَيْهِم أَن تِلْكَ الصُّور المــرتسمة فِي الْآلَات عُلُوم بِنَاء على التَّعْرِيف الْمَــذْكُور وَأَن الْمــدْرك هُوَ الْعقل فَيلْزم أَن لَا يكون مَا قَامَ بِهِ الْعــلم عَالمــا وَأَن يكون مَا لم يقم بِهِ الْعــلم عَالمــا وَكِلَاهُمَا خلف، وَأَيْضًا الْمَــانِع من الارتسام فِي النَّفس الناطقة هُوَ الانقسام إِلَى الْأَجْزَاء المــتبائنة فِي الْوَضع لَا مُطلق الانقسام وَذَلِكَ من تَوَابِع الْوُجُود الْخَارِجِي وخواصه فَلَا يلْزم الْفساد من ارتسامها وَلَو كَانَت صور الجزئيات الجسمانية على طبق تِلْكَ الجزئيات فِي الانقسام والصغر وَالْكبر لَا متنع ارتسامها فِي الْآلَات أَيْضا كَنِصْف السَّمَاء وَالْجِبَال والأودية وأمثالها. وَقَالَ بَعضهم أَن صور الجزئيات المــادية كصورة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَهِي مدركة للأشياء كلهَا إِلَّا أَن إِدْرَاكهَا للجزئيات المــادية أَي الجسمانية بِوَاسِطَة الْآلَات لَا بذاتها وَذَلِكَ لَا يُنَافِي ارتسام الصُّور فِيهَا، ودليلهم الوجدان الْعَام بِأَنا إِذا رَجعْنَا إِلَى الوجدان عــلمــنَا أَن لأنفسنا عِنْد إِدْرَاكهَا للجزئيات المــادية حَالَة إدراكية انكشافية لم تكن حَاصِلَة قبل ذَلِك الْإِدْرَاك. فَإِن قيل إِن معنى عِنْد هُوَ الْمَــكَان الْقَرِيب من الشَّيْء فَكيف يتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس فَكَمَا أَن فِي الْعقل لَا يَشْمَل المــذهبين كَذَلِك عِنْد الْعقل لَا يَشْمَل صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المــادية لحصولها فِي الْعقل دون مَكَان قريب مِنْهُ. وَأجِيب عَنهُ بِأَن كــلمــة عِنْد بِحَسب الْعرف لاخْتِصَاص شَيْء بمدخولها كَمَا يُقَال هَذِه الْمَــسْأَلَة كَذَا عِنْد فلَان أَي لَهَا اخْتِصَاص بِهِ. وَلَا شكّ أَن للصورة الْحَاصِلَة اخْتِصَاص بِالْعقلِ من جِهَة الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ الْمــدْرك للصورة فَيتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس والآلات فَثَبت أَن عِنْد الْعقل يَشْمَل المــذهبين دون فِي الْعقل لاخْتِصَاص كــلمــة فِي بالداخل. وَالْحمل على التَّوَسُّع بِحَيْثُ يتَنَاوَل الْحَاصِل فِي الْآلَات أَيْضا يدْفع الْمَــحْذُور لكنه خلاف الظَّاهِر ومدار الْكَلَام على مُحَافظَة الظَّاهِر ورعاية الْمُــتَبَادر فعلى هَذَا الْجَواب الْمَــذْكُور إِنَّمَا يجدي نفعا لَو كَانَ عِنْد مَعَ رِعَايَة مَعْنَاهُ الْمُــتَبَادر متناولا لــلمــذهبين دونه فِي فِي - وَلَيْسَ كَذَلِك لمــا مر آنِفا.
ثمَّ اعْــلَم أَن الصُّورَة من مقولة الكيف لكَونهَا عرضا لَا يَقْتَضِي لذاته قسْمَة وَلَا نِسْبَة فَيكون الْعــلم الْمَــعْرُوف بالصورة الْمَــذْكُور من مقولة الكيف وَهُوَ الْمَــذْهَب الْمَــنْصُور كَمَا مر وَلَعَلَّ من ذهب إِلَى أَنه من مقولة الانفعال يَقُول بِأَنَّهُ من مقولة الكيف أَيْضا لَكِن لمــا كَانَ الْعــلم أَي الصُّورَة الْمَــذْكُورَة حَاصِلا بالانفعال أَي بانتقاش الذِّهْن بالصورة الناشئة من الشَّيْء وقبوله إِيَّاهَا قَالَ إِنَّه من مقولة الانفعال مُبَالغَة وتنبيها على أَن حُصُول الْعــلم بالانفعال لَا بِغَيْرِهِ. وَاعْترض بِأَن الكيف من المــوجودات الخارجية لِأَن المــوجودات الخارجية تَنْقَسِم إِلَى الْجَوَاهِر الْخَمْسَة والأعراض التِّسْعَة فَكيف تكون الصُّورَة الذهنية أَي الْعــلم من مقولة الكيف وَالْجَوَاب أَن الْعــلم من المــوجودات الخارجية والمــعلوم من المــوجودات الذهنية كَمَا مر. وَأجَاب عَنهُ جلال الْعــلمَــاء فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة على الشَّرْح الْجَدِيد للتجريد فِي مَبْحَث الْوُجُود الذهْنِي أَن عدهم إِيَّاهَا كيفا على سَبِيل الْمُــسَامحَة وتشبيه الْأُمُور الذهنية بالأمور العينية فعلى هَذَا يكون الْعــلم من المــوجودات الذهنية.
فَإِن قيل الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها فَيجب أَن يكون الْعــلم بالجواهر جوهرا وبالكم كَمَا وبالكيف كيفا وَهَكَذَا وَلَا يُمكن أَن يكون من مقولة الكيف مُطلقًا قُلْنَا أجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول بِأَن حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن لَا يُوجب اتصاف الذِّهْن وقيامه بِهِ كحصول الشَّيْء فِي الزَّمَان وَالْمَــكَان فَمَا هُوَ جَوْهَر حَاصِل فِي الذِّهْن وموجود فِيهِ وَمَا هُوَ عرض وَكَيف قَائِم بِهِ وموجود فِي الْخَارِج وَكَون الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها بِالْمَــعْنَى الَّذِي ذكرنَا آنِفا لَا يُنَافِي هَذَا الْفرق وَمَا فِي هَذَا الْجَواب سيتلى عَلَيْك. وَالشَّيْخ أورد فِي الهيات الشِّفَاء إشكالين أَحدهمَا أَن الْعــلم هُوَ المــكتسب من صور المــوجودات مُجَرّدَة عَن موادها وَهِي صور جَوَاهِر وإعراض فَإِن كَانَت صور الْإِعْرَاض إعْرَاضًا فصور الْجَوَاهِر كَيفَ تكون إعْرَاضًا فَإِن الْجَوْهَر لذاته جَوْهَر فماهيته لَا تكون فِي مَوْضُوع الْبَتَّةَ وماهيته مَحْفُوظَة سَوَاء نسبت إِلَى إِدْرَاك الْعقل لَهَا أَو نسبت إِلَى الْوُجُود الْخَارِجِي.
فَنَقُول إِن مَاهِيَّة الْجَوْهَر جَوْهَر بِمَعْنى أَنه الْمَــوْجُود فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع وَهَذِه الصّفة مَوْجُودَة لمــاهية الْجَوْهَر المــعقولة فَإِنَّهَا مَاهِيَّة شَأْنهَا أَن تكون مَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع أَي إِن وجدت فِي الْأَعْيَان وجدت لَا فِي مَوْضُوع وَأما وجوده فِي الْعقل بِهَذِهِ الصّفة فَلَيْسَ ذَلِك فِي حَده من حَيْثُ هُوَ جَوْهَر أَي لَيْسَ حدا لجوهر أَنه فِي الْعقل لَا فِي مَوْضُوع بل حَده أَنه سَوَاء كَانَ فِي الْعقل أَو لم يكن فَإِن وجوده لَيْسَ فِي مَوْضُوع انْتهى.
وَحَاصِل الْجَواب أَنه لَا إِشْكَال فِي كَون الشي الْوَاحِد جوهرا وعرضا باعتبارين وتغاير وجودين فَإِن الْجَوْهَر على مَا عرف ماهيته إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع وَالْعرض هُوَ الْمَــوْجُود فِي الْمَــوْضُوع فالصورة الجوهرية لكَونهَا بِحَيْثُ إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع جَوْهَر وَمن حَيْثُ إِنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَــوْضُوع عرض وَأَنت تعــلم أَن بَين الْجَوْهَر وَالْعرض تباينا وتغايرا ذاتيا لَا اعتباريا.
وَأَيْضًا اعْترض الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة القطبية المــعمولة حَيْثُ قَالَ لَا يخفى عَلَيْك أَن القَوْل بعرضية الصُّورَة الجوهرية منَاف لحصر الْعرض فِي المــقولات التسع لِأَن المــقولات أَجنَاس عالية متبائنة بِالذَّاتِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَــوْجُودَة فِي الْخَارِج انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش قَوْله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون إِلَى آخِره إِشَارَة إِلَى أَن هَذَا الْجَواب غير تَامّ وَذَلِكَ لِأَن التَّحْقِيق عِنْدهم أَن الْإِضَافَة وَغَيرهَا من المــقولات التسع لَيست مَوْجُودَة فِي الْخَارِج وَالصَّوَاب فِي الْجَواب أَن يُقَال مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَــوْجُودَة فِي نفس الْأَمر. وَالْمَــوْجُود فِيهَا هَاهُنَا أَمْرَانِ الْحَقِيقَة العــلمــية والحقيقة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ هِيَ وكل مِنْهُمَا مندرج فِي مقولة. الأولى من مقولة الكيف، وَالثَّانيَِة فِي مقولة أُخْرَى من مقولة الْجَوْهَر وَغَيرهَا، وَأما الْحَقِيقَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية بِأَن يكون التَّقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا أَو بِأَن يكون كل مِنْهُمَا دَاخِلا أَي الْمــركب من الْعَارِض والمــعروض فَلَا شكّ أَنَّهَا من الاعتبارات الذهنية وَلَيْسَ لَهَا وجود فِي نفس الْأَمر انْتهى. ضَرُورَة أَن التَّقْيِيد أَمر اعتباري فَكَذَا مَا هُوَ مركب مِنْهُ فَافْهَم. وَثَانِيهمَا أَنه إِذا حصلت حَقِيقَة جوهرية فِي الذِّهْن كَانَت تِلْكَ الْحَقِيقَة عــلمــا وعرضا فَيلْزم أَن يكون شَيْء وَاحِد عــلمــا ومعلوما وجوهرا وعرضا. وَأجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول إِلَى آخر مَا ذكرنَا آنِفا وَاعْترض عَلَيْهِ الزَّاهِد حَيْثُ قَالَ وَحَاصِله كَمَا يظْهر بِالتَّأَمُّلِ الصَّادِق أَن الْقَائِم بالذهن شبح الْمَــعْلُوم ومثاله وَالْحَاصِل فِيهِ عين الْمَــعْلُوم وَنَفسه فَهُوَ جمع بَين المــذهبين انْتهى. ثمَّ اعْــلَم أَن للزاهد فِي هَذَا الْمــقَام فِي تصنيفاته تَحْقِيقا تفرد بِهِ فِي زَعمه وتفاخر بِهِ فِي ظَنّه وَتكــلم عَلَيْهِ أَبنَاء الزَّمَان وجرحه بعض فضلاء الدوران وَأَنا شمرت بِقدر الوسع فِي تحريره وتفصيل مجملاته وَإِظْهَار مقاصده وإبراز مضمراته بعد إتْيَان كَلَامه ليظْهر على الناظرين علو مرامه.
فَأَقُول إِنَّه قَالَ فِي حَوَاشِيه على حَوَاشِي جلال الْعــلمَــاء على تَهْذِيب الْمــنطق. اعْــلَم أَن للْعــلم مَعْنيين. الأول الْمَــعْنى المــصدري، وَالثَّانِي الْمَــعْنى الَّذِي بِهِ الانكشاف. وَالْأول حُصُول الصُّورَة وَالثَّانِي هِيَ الصُّورَة الْحَاصِلَة وَلَا شكّ أَن الْغَرَض العــلمــي لم يتَعَلَّق بِالْأولِ فَإِنَّهُ لَيْسَ كاسبا وَلَا مكتسبا فَالْمُــرَاد بِحُصُول الصُّورَة هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة على سَبِيل الْمُــسَامحَة هَذَا مَا ذهب إِلَيْهِ النّظر الْجَلِيّ. ثمَّ النّظر الدَّقِيق يحكم بِأَن المُــرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَــعْنى الْحَاصِل بِالْمَــصْدَرِ وَحَقِيقَته مَا يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بدانش) وَهِي حَالَة إدراكية يتَحَقَّق عِنْد حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن تِلْكَ الْحَالة الإدراكية تصدق على الْأَشْيَاء الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن صدقا عرضيا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذا حصل فِي الذِّهْن شَيْء يحصل لَهُ وصف يحمل ذَلِك الْوَصْف عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ صُورَة عــلمــية وَهَذَا الْمَــحْمُول لَيْسَ نفس الْمَــوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعرضي من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المــقولة أَو من مقولة أُخْرَى انْتهى.
فَأَقُول مستعينا بِاللَّه الْمــلك العلام، وَهُوَ الْهَادِي إِلَى الْحق فِي كل مقصد ومرام، أَن فِي تَحْقِيق الْعــلم نظرين نظر جلي فويق، وَنظر دَقِيق خَفِي عميق. وبالقبول حري وحقيق، وَعَن الجروح الْمَــذْكُورَة سليم وعتيق. أما الأول فَهُوَ أَن الْعــلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة والتعريف الْمَــشْهُور أَعنِي حُصُول صُورَة الشَّيْء المُــرَاد بِهِ الصُّورَة الْحَاصِلَة على الْمُــسَامحَة لَا الْمَــعْنى المــصدري إِذْ لَا يتَعَلَّق بِهِ الْغَرَض العــلمــي لِأَنَّهُ لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا كَمَا مر وَحِينَئِذٍ يرد الإشكالات الْمَــذْكُورَة فَيحْتَاج فِي دَفعهَا إِلَى أجوبة لَا تَخْلُو عَن إِيرَاد كَمَا لَا يخفى وَأما الثَّانِي فَهُوَ أَن الْعــلم هُوَ الْوَصْف الْعَارِض للصورة الْمَــحْمُول عَلَيْهَا حملا عرضيا لَا ذاتيا وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال وَلَا إِيرَاد.
وتفصيل هَذَا الْمُــجْمل أَنَّك قد عــلمــت فِيمَا مر أَن الْأَشْيَاء بعد حُصُولهَا فِي الأذهان تسمى صورا فَأَقُول إِنَّه يحصل لتِلْك الصُّور فِي الأذهان وصف لَيْسَ بحاصل لَهَا وَقت كَونهَا فِي الْأَعْيَان وَذَلِكَ الْوَصْف هُوَ الْحَالة الإدراكية أَي كَيْفيَّة كَون تِلْكَ الصُّور مدركة ومنكشفة وَهَذَا الْوَصْف هُوَ الْعــلم وَإِذا حصل للصور الذهنية هَذَا الْوَصْف أَي الْحَالة الإدراكية يحصل بِسَبَب هَذَا الْوَصْف وصف آخر لتِلْك الصُّور وَهُوَ كَونهَا صورا عــلمــية وَذَلِكَ الْوَصْف الَّذِي هُوَ الْعــلم حَقِيقَة يحمل على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن حملا عرضيا وَيصدق عَلَيْهِ صدقا عرضيا فَيُقَال للصورة الإنسانية مثلا عــلم وَكَذَا يُقَال عَلَيْهَا إِنَّهَا صُورَة عــلمــية وَلَيْسَ كل من هذَيْن المــحمولين نفس الْمَــوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعارض من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المــقولة أَو من مقولة أُخْرَى.
فَالْحَاصِل أَن الْعــلم بِحَسب الْحَقِيقَة لَيْسَ نفس الْحَاصِل فِي الذِّهْن بل عَارض لَهُ وَإِطْلَاق الْعــلم على الْحَاصِل فِي الذِّهْن من قبيل إِطْلَاق الْعَارِض على المــعروض مثل طَلَاق الضاحك على الْإِنْسَان فالعارض الَّذِي هُوَ الْعــلم كَيفَ يصدق عَلَيْهِ رسمه والمــعروض تَابع لــلمــوجود الْخَارِجِي فِي الجوهرية والكيفية وَغَيرهمَا لاتحاده مَعَه وَبِهَذَا التَّحْقِيق ينْحل كثير من الإشكالات الْمَــذْكُورَة.
وَأَيْضًا ينْدَفع الْإِشْكَال الْمَــشْهُور فِي التَّصَوُّر والتصديق وَهُوَ أَن الْمُــحَقِّقين ذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِحَسب الْحَقِيقَة وَإِذا تعلق التَّصَوُّر بالتصديق يلْزم اتحادهما لِاتِّحَاد الْعــلم والمــعلوم وَحَاصِل الدّفع أَن التَّصَوُّر والتصديق قِسْمَانِ لمــا هُوَ عــلم بِحَسب الْحَقِيقَة لَا لمــا صدق هُوَ عَلَيْهِ وَالْعــلم الَّذِي هُوَ عين الْمَــعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعــلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن وَإِن تَأَمَّلت فِيمَا حررنا ينْدَفع مَا قيل إِن قَوْله فَيُقَال لَهُ صُورَة عــلمــية يشْعر بِأَن الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ عــلم بِالْحَقِيقَةِ هِيَ الْوَصْف أَي هَذَا الْمَــحْمُول أَعنِي كَونهَا صُورَة عــلمــية، وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ مَفْهُوم لفظ هَذَا الْمَــحْمُول فَظَاهر أَنه لَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ من الكيفيات النفسانية العــلمــية، وَإِن أَرَادَ مصداقه فَهُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة فَهَذَا هُوَ الَّذِي فر عَنهُ.
وتوضيح الدّفع أَن هَاهُنَا وصفين متغائرين أَحدهمَا الْحَالة الإدراكية وَهِي عــلم فِي الْحَقِيقَة وَثَانِيهمَا كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة عــلمــية وَلَيْسَ أَحدهمَا عين الآخر نعم إِذا حصلت الْحَالة الإدراكية أَي الصّفة الأولى للصورة فِي الذِّهْن يحصل لتِلْك الصُّورَة بِسَبَب الصّفة الأولى صفة أُخْرَى وَهُوَ كَونهَا صُورَة عــلمــية فالفاء فِي قَوْله فَيُقَال للتفريع والتعقيب أَي بعد حمل ذَلِك الْوَصْف الأول على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن يُقَال لَهُ صُورَة عــلمــية أَي يحمل هَذَا الْوَصْف الثَّانِي على ذَلِك الشَّيْء. فَإِن قلت الْمَــقْصُود إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته أَي الْكَيْفِيَّة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعــلم وَلَا فَائِدَة فِي إِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعروضه مَعَ أَنه لَيْسَ بِعــلم نعم لَكِن لمــا كَانَ إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الثَّانِي وعرضيته توجب زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته لِأَن الْوَصْف الثَّانِي وَهُوَ كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة عــلمــية من لَوَازِم الْوَصْف الأول أَعنِي الْحَالة الإدراكية تعرض لإِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعرضيته. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْوَصْف الثَّانِي من لَوَازِم الْوَصْف الأول لِأَن الْوَصْف الثَّانِي اللَّازِم مُنْتَفٍ فِي ظرف الْخَارِج لِأَن الشَّيْء فِي الْخَارِج لَا تطلق عَلَيْهِ الصُّورَة العــلمــية فالوصف الأول الْمَــلْزُوم أَيْضا يكون منتفيا عَنهُ فِي الْخَارِج.
وَبَقِي هَاهُنَا اعْتِرَاض قوي تَقْرِيره أَن قَوْله يصدق إِلَى آخِره وَقَوله حصل إِلَى آخِره وَقَوله فالعرض من مقولة الكيف إِلَى آخِره نُصُوص وشواهد على أَن الْحَالة الإدراكية من عوارض الصُّورَة الْحَاصِلَة ومحمولاتها وصفاتها مَعَ أَنَّهَا الْعــلم حَقِيقَة فَيلْزم أَن يكون كل وَاحِد مِنْهَا عَالمــا حَقِيقَة لِأَن الْعَالم وكل مُشْتَقّ مِنْهُ يصدق على مَا قَامَ بِهِ مبدؤه ومأخذه وَهُوَ هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة فَتكون هِيَ عَالِمَــة حَقِيقَة لَا النَّفس الناطقة الإنسانية اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُقَال إِن الْكَيْفِيَّة الإدراكية إِذا حصلت حصلت لَهَا جهتان جِهَة النِّسْبَة إِلَى النَّفس الناطقة وجهة النِّسْبَة إِلَى الصُّورَة الْحَاصِلَة كَمَا أَن لــلمــصدر الْمُــتَعَدِّي حِين حُصُوله نسبتان نِسْبَة إِلَى الْفَاعِل وَنسبَة إِلَى الْمَــفْعُول كالضرب فَإِن لَهُ علاقَة بالضارب بالصدور وبالمــضروب بالوقوع. والمــصدر حَقِيقَة من عوارض الْفَاعِل وَمن صِفَاته فَإِن الضَّرْب حَقِيقَة صفة الضَّارِب لَكِن لَا بعد فِي أَن يعد من صِفَات الْمَــفْعُول مجَازًا نظرا إِلَى العلاقة الثَّانِيَة فَيُقَال إِن الضَّرْب صفة الْمَــضْرُوب كَمَا أَنه صفة الضَّارِب وَإِن كَانَ أَحدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر تجوزا. وَلَا مشاحة أَيْضا فِي أَن يُقَال إِن الْمــصدر مَحْمُول على الْمَــفْعُول فِي ضمن مُشْتَقّ من مشتقاته فَإِن الضَّرْب مَحْمُول على الْمَــفْعُول بِاعْتِبَار أَن مشتقا من مشتقاته مَحْمُول عَلَيْهِ.
وَحَاصِل هَذَا الْجَواب أَنه لَا بَأْس بِكَوْن الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن عَالِمَــة وَيُمكن أَن يُقَال إِن الْعــلم وصف للصورة الْحَاصِلَة بِحَال متعلقها لَا بِحَال نَفسهَا فَلَا يلْزم من كَون الْعــلم وَصفا للصورة ومحمولا عَلَيْهَا كَونه وَصفا لَهَا على وزن الْمَــوْصُوف بِحَال الْمَــوْصُوف، وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعــلم وصف الصُّورَة بِحَال متعلقها لِأَن معنى الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعــلم حَقِيقَة حَالَة إِدْرَاك النَّفس الناطقة للصورة الْحَاصِلَة فِيهَا فَهِيَ وصف النَّفس بِحَال نَفسهَا وَالصُّورَة بِحَال متعلقها الَّذِي هُوَ النَّفس الناطقة المــدركة لَهَا. والمــشتق الْمَــبْنِيّ للْفَاعِل إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المــأخذ، والمــشتق الْمَــبْنِيّ لــلْمَــفْعُول إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المــأخذ الْمَــبْنِيّ لــلْمَــفْعُول. أَلا ترى أَن الضَّارِب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَــبْنِيّ لــلْمَــفْعُول. والمــضروب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَــبْنِيّ للْفَاعِل. هَذَا مَا خطر بالبال، وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الأشكال، لِأَن الْمُــتَبَادر من الْإِدْرَاك الْمــصدر الْمَــبْنِيّ للْفَاعِل وَفِيه مَا فِيهِ أَيْضا وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا.
وَلَا يخفى على الذكي الوكيع مَا يرد على الزَّاهِد من الأبحاث القوية أَحدهَا أَن الْحَاصِل بِالْمَــصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمــصدر فَكيف يَصح أَن يُقَال إِن المُــرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَــعْنى الْحَاصِل بِالْمَــصْدَرِ وَجعل ذَلِك الْمَــعْنى عــلمــا حَقِيقَة لِأَن الْعــلم على مَا قَالَ مبدؤ الانكشاف ومقدم عَلَيْهِ فَلَو كَانَ الْعــلم عبارَة عَن الْحَاصِل بِالْمَــصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمــصدر أَي عَن حُصُول الصُّورَة المــلازم للانكشاف فَيلْزم أَن يكون الْعــلم مُؤَخرا عَن الانكشاف أَيْضا. وَثَانِيها أَن الْعــلم من المــوجودات الخارجية فَلَو كَانَ وَصفا عارضا للصورة الذهنية يلْزم زِيَادَة الْعَارِض على المــعروض فِي الْوُجُود فَإِن الْعَارِض فرض كيفا مَوْجُودا فِي الْخَارِج والمــعروض مَوْجُود ذهني وَثَالِثهَا أَنه لَا يتَصَوَّر أَن يكون الْمَــوْجُود الْخَارِجِي عارضا للوجود الذهْنِي فَإِن الْعَارِض يكون تَابعا لمــعروضه فِي طرفه فَإِن وجود الْعَارِض الْمَــحْمُول إِنَّمَا هُوَ وجود الْمَــوْجُود الْمَــوْضُوع فَيكون تَابعا لوُجُود الْمَــوْضُوع وَوُجُود الْمَــوْضُوع هَاهُنَا ذهني فَكيف يكون بعارضه الْمَــحْمُول وجود خارجي. وَقد أجَاب عَنْهَا بعض أَبنَاء الزَّمَان بأجوبة مَا لَهَا خلاف ظَاهر بَيَان الزَّاهِد بل استحداث مَذْهَب آخر غير مذْهبه وَتَحْقِيق سوى تَحْقِيقه لم ألتفت إِلَيْهَا مَعَ أَن تردد البال وتشتت الْحَال لم يرخص أَيْضا بنقلها.
ثمَّ اعْــلَم أَن هَاهُنَا تحقيقات وشبهات أذكرها للناظرين رَجَاء مِنْهُم دُعَاء بَقَاء الْإِيمَان، والتجاوز عَن جَزَاء الْعِصْيَان، قد أَشرت فِي العجالة إِلَى شُبْهَة مَشْهُورَة وجوابها بطرِيق الرَّمْز والألغاز وَهَاهُنَا أذكرها بتقرير وَاضح وتحرير لائح بِأَن البداهة والنظرية صفتان متبائنتان لَا يُمكن جَمعهمَا فِي شَيْء وَاحِد فالعــلم لَا يكون إِلَّا بديهيا أَو نظريا على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ وَهُوَ منقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق المــنقسمين إِلَى البديهي والنظري فَيلْزم انقسام الْعــلم إِلَيْهِمَا أَيْضا فَإِن كَانَ نظريا كَمَا هُوَ الْحق أَو ضَرُورِيًّا كَمَا هُوَ مَذْهَب الإِمَام يلْزم انقسام الشَّيْء إِلَى نَفسه وَإِلَى غَيره وبطلانه أظهر من أَن يخفى. وَالْجَوَاب أَن الْعــلم من حَيْثُ مَفْهُومه إِمَّا ضَرُورِيّ أَو كسبي وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا أَو جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ كسبيا بل يجوز أَن يكون بعض مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا وَالْبَعْض الآخر كسبيا. وَحَاصِل الْجَواب أَن الضَّرُورِيّ أَو الكسبي هُوَ مَفْهُوم الْعــلم والمــنقسم إِلَيْهِمَا إِنَّمَا هُوَ مَا صدق عَلَيْهِ الْعــلم وَلَا يلْزم من كَون مَفْهُوم شَيْء ضَرُورِيًّا أَو كسبيا أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَيْضا كَذَلِك. أَلا ترى أَن الضَّرُورِيّ نَظَرِي مفهوما مَعَ أَن مَا صدق عَلَيْهِ إِنَّمَا يكون ضَرُورِيًّا بديهيا. فَإِن قلت، قَوْلهم الْعــلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعــلم قسمَيْنِ، وعَلى الثَّالِث لَا يحصل الْجَزْم بالقسمين مَعَ أَنه الْمَــقْصُود. وَالْجَوَاب أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمــنفصلة والمــنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا المــنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُــفْردَات بِحَسب صدقهَا على الذَّات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمــنفصلات.
وَفِي الرسَالَة القطبية فِي الْحِكْمَة العملية الْعــلم هُوَ الْمَــوْجُود المــستلزم عدم الْغَيْبَة فَإِن كَانَ بِآلَة فَهُوَ الْعــلم وَإِن كَانَ بِغَيْر وَاسِطَة فَهُوَ الْمُــشَاهدَة وَإِن كَانَ بِآلَة روحانية فَهُوَ الْمَــعْقُول والجازم الَّذِي لَيْسَ مطابقا هُوَ الْجَهْل الْمــركب والمــطابق الَّذِي لَا مُسْتَند لَهُ هُوَ التَّقْلِيد الْحق وَالَّذِي لَهُ مُسْتَند وَكفى فِي التَّصْدِيق بِنِسْبَة أحد جزئيه إِلَى الآخر تصور أحد الطَّرفَيْنِ فَقَط فَهُوَ الفطري وَإِن لم يكف فَهُوَ الفكري وَإِن كَانَ غير جازم فأقرب الطَّرفَيْنِ إِلَى الْجَزْم ظن وأوسطها شكّ وأبعدهما وهم. والجازم المــطابق الَّذِي لَهُ مُسْتَند إِن كَانَ برهَان الْآن فَهُوَ الْيَقِين وَإِن كَانَ ببرهان الــلم فَهُوَ عــلم الْيَقِين، والمــشاهدة إِن كَانَت على وَجه يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ عين الْيَقِين، وَإِن كَانَ على وَجه لَا يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ حق الْيَقِين انْتهى. قَالَ بعض الْحُكَمَاء لِابْنِهِ يَا بني خُذ الْعــلم من أَفْوَاه الرِّجَال فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ أحسن مَا يسمعُونَ ويحفظون أحسن مَا يَكْتُبُونَ وَيَقُولُونَ أحسن مَا يحفظون.
الْعــلم الحضوري وَالْعــلم الحصولي قد عرفت تَعْرِيف كل مِنْهُمَا فِي تَحْقِيق الْعــلم فَاعْــلَم أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لمــا تَحْتَهُ مغائر للْآخر مُغَايرَة نوعية، وَالْعــلم والمــعلوم فِي الْعــلم الحضوري متحدان بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار. وَفِي الحصولي متحدان بِالذَّاتِ متغائران بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الْعــلم فِي الحصولي الْمَــاهِيّة من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية، والمــعلوم فِيهِ الْمَــاهِيّة مَعَ قطع النّظر عَن تِلْكَ الْحَيْثِيَّة. فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن مَجْمُوع المــعروض والعوراض الذهنية عــلم حصولي والمــعروض فَقَط مَعْلُوم بِهِ فَيعــلم من هَاهُنَا أَن التغاير بَينهمَا فِي الْعــلم الحصولي بِالذَّاتِ، قُلْنَا، هَذَا المــظنون غير صَحِيح لِأَن الْعــلم عِنْدهم حَقِيقَة محصلة لَا أَمر اعتباري أَي لَيْسَ من الْأُمُور الَّتِي تحققها بِاعْتِبَار الْعقل واختراع الذِّهْن بل هُوَ أَمر مُحَقّق فِي نفس الْأَمر وَله حَقِيقَة محصلة مَوْجُودَة بِلَا اعْتِبَار واختراع فَلَو كَانَ الْعــلم أَي مَا يصدق عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة العــلمــية مَجْمُوع الْعَارِض والمــعروض مَجْمُوع الْإِنْسَان وعوارضه الذهنية مثلا يلْزم أَن يكون حَقِيقَة الْعــلم ملتئمة عَن الْجَوْهَر وَالْعرض أَو عَن غَيرهمَا من المــقولتين المــتبائنتين.
وَلَا شكّ أَن كل حَقِيقَة مركبة كَذَلِك فَهُوَ أَمر اعتباري لَيْسَ لَهُ حَقِيقَة وحدانية محصلة مَعَ أَن منَاط الانكشاف هُوَ أَن يحصل المــعروض فَقَط لَا أَن يحصل مَجْمُوع المــعروض والعوارض على مَا تشهد بِهِ الضَّرُورَة، أَلا ترى أَنه لَو حصل المــعروض فِي الذِّهْن خَالِيا عَن الْعَوَارِض لتحَقّق الانكشاف فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن التغاير بَين الْعــلم والمــعلوم فِي الحضوري تغاير اعتباري كتغاير المــعالج والمــعالج فَلَيْسَ بَينهمَا اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار قُلْنَا التغاير على نَوْعَيْنِ تغاير بِاعْتِبَار المــصداق أَي التغاير الَّذِي هُوَ مصداق تحقق المــتغائرين وتغاير بعد تحقق المــتغائرين وَالْمُــعْتَبر فِي الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ هُوَ نفي التغاير الأول فالتغاير الثَّانِي لَا يضر فِي ذَلِك الِاتِّحَاد فقد اشْتبهَ على هَذَا الزاعم التغاير الأول بالتغاير الثَّانِي. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَن فِي المــعالج والمــعالج حيثيتين حيثية الْقُوَّة الفعلية وحيثية الْقُوَّة الانفعالية وَيُقَال المــعالج بِالْكَسْرِ بِالِاعْتِبَارِ الأول والحيثية الأولى والمــعالج بِالْفَتْح بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي والحيثية الثَّانِيَة وَالْعــلم الحضوري لَيْسَ كَذَلِك لِأَن منَاط الانكشاف فِي الْعــلم الحضوري هُوَ الصُّورَة الخارجية الْحَاضِرَة. نعم هَذِه الصُّورَة من حَيْثُ إِنَّهَا منَاط الانكشاف يُقَال لَهَا عــلم حضوري وَمن حَيْثُ إِنَّهَا منكشفة يُقَال لَهَا مَعْلُوم حضوري وَهَاتَانِ الحيثيتان متأخرتان عَن مصداق تحققهما وَهَذَا المــصداق لَيْسَ إِلَّا وَاحِد، وَالْمــرَاد باتحاد الْعــلم والمــعلوم فِي الْعــلم الحضوري هُوَ الِاتِّحَاد بِاعْتِبَار المــصداق وَهُوَ مُتحد فِي الْعــلم الحضوري وَأَن تحدث بعد تحَققه حيثيتان بِخِلَاف المــعالج والمــعالج فَإِن مصداق تحققهما مُتَعَدد فيهمَا وَلَو كَانَ مصداق الْعــلم والمــعلوم فِي الْعــلم الحضوري مُتَعَددًا بِأَن كَانَ التغاير بَينهمَا مَوْجُودا أَن تحققهما عِلّة لتحققهما مقدما على التغاير الَّذِي بعد تحققهما لَكَانَ الْعــلم الحضوري صُورَة منتزعة من الْمَــعْلُوم وَكَانَ عــلمــا حصوليا.
فَإِن قيل كَيفَ يكون الْعــلم والمــعلوم فِي الحصولي متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ قُلْنَا قَالَ الزَّاهِد أَن للشَّيْء الْحَاصِل صورته فِي الذِّهْن ثَلَاثَة اعتبارات الأول اعْتِبَاره من حَيْثُ هُوَ أَي مَعَ قطع النّظر عَن عوارضه الخارجية والذهنية وَالثَّانِي اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية وَالثَّالِث اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية وَذَلِكَ الشَّيْء بِالِاعْتِبَارِ الأول أَي من حَيْثُ هُوَ مَعْلُوم بِالْعــلمِ الحصولي بِالذَّاتِ لحُصُول صورته فِي الذِّهْن وموجود فِي الْخَارِج لحصوله فِي الْخَارِج بِنَفسِهِ وموجود فِي الذِّهْن لحصوله فِي الذِّهْن بصورته الْحَاصِلَة فِيهِ وَالشَّيْء الْمَــذْكُور بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية مَعْلُوم بِالْعــلمِ الحصولي بِالْعرضِ لِأَن الْعــلم يتَحَقَّق عِنْد انتفائه. وَأَنت تعــلم أَن الْعــلم صفة ذَات إِضَافَة لَا بُد لَهُ من مَعْلُوم وموجود فِي الْخَارِج فَقَط لترتب الْآثَار الخارجية عَلَيْهِ دون الذهنية وَالشَّيْء المــسطور بِالِاعْتِبَارِ الثَّالِث أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية عــلم حصولي لكَونه صُورَة ذهنية للاعتبار الأول وَعــلم حضوري بِنَفس هَذَا الْعــلم وَمَعْلُوم بِالْعــلمِ الحضوري لكَونه صفة قَائِمَة بِالنَّفسِ وَعــلمــهَا بذاتها وصفاتها عــلم حضوري وموجود فِي الْخَارِج لترتب الْآثَار الخارجية واتصاف الذِّهْن بِهِ اتصافا انضماميا وَهُوَ يَسْتَدْعِي وجود الحاشيتين فِي الْخَارِج كَمَا حققناه فِي تَحْقِيق الاتصاف. وَلَا يخفى على الوكيع أَن جَمِيع مَا ذكر على تَقْدِير أَن يكون الْعــلم الحصولي عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا عَن كَيْفيَّة إدراكية، فَإِن قلت، إِن الْعــلم الحضوري على مَا عرف بِكَوْن الصُّورَة العــلمــية فِيهِ الصُّورَة الخارجية وَنَفس الْعــلم الحصولي أَي نفس الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل عــلم حضوري عِنْدهم لحضورها بِنَفسِهَا عِنْد الْعقل فَيلْزم أَن يكون تِلْكَ الصُّورَة خارجية وَغير خارجية قُلْنَا جَوَابه قد مر فِي تَحْقِيق الْعــلم.
وَحَاصِله أَن الصُّورَة العــلمــية الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا صُورَة عــلمــية حَاصِلَة فِي الذِّهْن لَهَا وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية فَتلك الصُّورَة بِهَذِهِ الْحَيْثِيَّة خارجية وَلَا مُنَافَاة بَين كَونهَا خارجية بِهَذَا الْمَــعْنى وَبَين كَونهَا لَيست بخارجية بِمَعْنى أَنَّهَا لَيست بموجودة فِي الْخَارِج أَي مَا وَرَاء الذِّهْن - فَالْمُــرَاد بالمــوجود الْخَارِجِي فِي الْعــلم الحضوري أَعم مِمَّا لَهُ وجود خارجي حَقِيقَة وَمِمَّا لَهُ وجود خارجي حكما بِأَن يكون لَهُ وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية. وَلَا شكّ أَن مَا لَهُ وجود فِي الْخَارِج كالنار مثلا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية مثل الإحراق والــلمــعان كَذَلِك تترتب على الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن آثَار خارجية كالفرح والانبساط والحزن والانقباض وَمن أَرَادَ زِيَادَة التَّفْصِيل وَالتَّحْقِيق فَليرْجع إِلَى الْعــلم والتصور والتصديق.
وَهَا هُنَا سُؤال مَشْهُور تَقْرِيره أَن الحضوري لمــا كَانَ عين الْمَــوْجُود الْخَارِجِي وَعــلم الْوَاجِب عينه فَيلْزم أَن يكون الْوَاجِب عين المــمكنات وَالْجَوَاب أَن معنى كَون ذَاته تَعَالَى عين عــلمــه أَنه يَتَرَتَّب على ذَاته مَا يَتَرَتَّب على الْعــلم من انكشاف المــعلومات كَمَا يُقَال إِن الْعَالم الْفُلَانِيّ عين الْكتاب أما سَمِعت أَن مقصودهم من نفي الصِّفَات عَن ذَاته تَعَالَى إِثْبَات غاياتها.
(الْعــلم) الْعَالم

(الْعــلم) إِدْرَاك الشَّيْء بحقيقته وَالْيَقِين وَنور يقذفه الله فِي قلب من يحب والمــعرفة وَقيل الْعــلم يُقَال لإدراك الْكُلِّي والمــركب والمــعرفة تقال لإدراك الجزئي أَو الْبَسِيط وَمن هُنَا يُقَال عرفت الله دون عَــلمــته وَيُطلق الْعــلم على مَجْمُوع مسَائِل وأصول كُلية تجمعها جِهَة وَاحِدَة كعــلم الْكَلَام وَعــلم النَّحْو وَعــلم الأَرْض وَعــلم الكونيات وَعــلم الْآثَار (ج) عُلُوم وعلوم الْعَرَبيَّة الْعُلُوم الْمُــتَعَلّقَة باللغة الْعَرَبيَّة كالنحو وَالصرْف والمــعاني وَالْبَيَان والبديع وَالشعر والخطابة وَتسَمى بِعــلم الْأَدَب وَيُطلق الْعــلم حَدِيثا على الْعُلُوم الطبيعية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجربة ومشاهدة واختبار سَوَاء أَكَانَت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات والنبات وَالْحَيَوَان والجيولوجيا أَو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة والبيطرة وَمَا إِلَيْهَا

(الْعــلم) الْعَلامَة والأثر والفصل بَين الْأَرْضين وَشَيْء مَنْصُوب فِي الطَّرِيق يهتدى بِهِ ورسم فِي الثَّوْب وَسيد الْقَوْم والجبل والراية (ج) أَعْلَام

ظَلِمٌ

ظَــلِمٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، يجوز أن يكون مأخوذا من الظّــلمــة أو من الظّــلم أو مقصورا من الظليم ذكر النعام: وهو واد من أودية القبلية، عن عليّ العلويّ، وقال عرّام: يكتنف الطّرف ثلاثة أجبال أحدها ظــلم، وهو جبل أسود شامخ لا ينبت شيئا، وقال النابغة الجعدي:
أبلغ خليلي الذي تجهّمني ... ما أنا عن وصله بمنصرم
إن يك قد ضاع ما حملت فقد ... حمّلت إثما كالطّود من ظــلم
أمانة الله وهي أعظم من ... هضب شرورى والركن من خيم
وقال الأصمعي: ظــلم جبل أسود لعمرو بن عبد بن كلاب وهو وخوّ في حافتي بلاد بني أبي بكر بن كلاب، فبلاد أبي بكر بينهما ظــلم مما يلي مكة جنوبي الدّفينة، وقال نصر: ظــلم جبل بالحجاز بين إضم وجبل جهينة.

علم المعاملة

عــلم المــعاملة
هو عــلم أحوال القلب إما ما يحمد منها كالصبر والشكر والخوف والرضاء والزهد والتقوى والسخاء ومعرفة المــنة لله تعالى في جميع الأحوال وحسن الظن والصدق والإخلاص.. فمعرفة حقائق هذه الأحوال وحدودها وأسبابها التي بها تكتسب وثمرتها وعلاماتها ومعالجة ما ضعف منها حتى يقوى وما زال حتى يعود من عــلم الآخرة.
وأما ما يذم فخوف الفقر وسخط المــقدر والغل والحسد والحقد والغش وطلب العلو وحب الثناء وحب طول البقاء والفخر والخيلاء والتنافس والمــباهات والأنفة والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والرغبة والبذخ والأشر والبطر وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء إلى غير ذلك مما ذكره الغزالي في الأحياء.
فالعــلم بحدود هذه الأمور وحقائقها وأسبابها وثمرتها وعلاجها هو عــلم الآخرة.
وهو فرض عين في فتوى عــلمــاء الآخرة فالمــعرض عنها هالك بسطوة ملك المــلوك في الآخرة كما أن العرض عن الأعمال الظاهرة هالك بسيف سلاطين الدنيا بحكم فتوى فقهاءها.
ولو سئل فقيه عن معنى هذه المــعاني حتى عن الإخلاص مثلا أو عن التوكل أو عن وجه الاحتراز عن الرياء لتوقف فيه مع أنه فرض عينه الذي في إهماله هلاكه في الآخرة.
ولو سألته عن اللعان والظهار والسبق والرمي لسرد عليك مجلدات من التفريعات الدقيقة التي تنقضي الدهور ولا يحتاج إلى شيء منها وإن احتيج لم يخل البلد عمن يقوم بها ويكفيه مؤنة التعب فيها فلا يزال يتعب فيها ليلا ونهارا وفي حفظه ودرسه ويغفل عما هو مهم نفسه في الدين هيهات هيهات قد اندرس عــلم الدين بتلبيس العــلمــاء السوء فالله المــستعان وإليه المــلاذ في أن يعيذنا من هذا الغرور الذي يسخط الرحمن ويضحك الشيطان. عــلم معرفة الأرضي والسماوي
أما الأرضي: فظاهر.
وأما السماوي: فما نزل ليلة المــعراج كالآيتين من آخر سورة البقرة.
قال ابن العربي: إن من القرآن سمائيا1 وأرضيا وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار.
أما الأرضي والسمائي فظاهران.
وأما ما نزل بين السماء والأرض فلعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض كالتي نزلت ليلة المــعراج.
وأما ما نزل تحت الأرض في الغار فسورة المــرسلات كما في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه.

علم الفرائض

عــلم الفرائض
هو عــلم بقواعد وجزئيات تعرف بها كيفية صرف التركة إلى الوارث بعد معرفته وموضوعه التركة والوارث لأن الفرضي يبحث عن التركة وعن مستحقها بطريق الإرث من حيث إنها تصرف إليه إرثا بقواعد معينة شرعية ومن جهة قدر ما يحرزه ويتبعها متعلقات التركة.
ووجه الحاجة إليه الوصول إلى إيصال كل وارث قدر استحقاقه:
وغايته الاقتدار على ذلك وإيجاده وما عنه البحث فيه هو مسائله.
واستمداده من أصول الشرع كذا في أقدار الرائض.
واختلف في قوله صلى الله عليه وســلم: "إنها نصف العــلم" فقال: طائفة سماهم في ضوء السراج وغيره وهم أهل السلامة لا ندري وليس علينا ذلك بل يجب علينا اتباعه عقلنا المــعني أو لم نعقل لاحتمال خطأ التأويل. وأول الآخرون على أربعة عشر قولاً.
والأول: سماعا نصفا باعتبار البلوى رواه البيهقي.
والثاني: لأن الخلو بين طوري الحياة والمــمات قاله في النهاية وعليه الأكثرون.
الثالث: إن سبب المــلك اختياري وضروري فالاختياري كالشراء وقبول الهبة والوصية والضروري كالإرث قاله صاحب الضوء وغيره.
الرابع: تعظيما لها كذا في الابتهاج.
الخامس: لكثرة شعبها وما يضاف إليها من الحساب قاله صاحب إغاثة اللهاج.
السادس: لزيادة المــشقة قاله نزيل حلب.
السابع: باعتبار العــلمــين لأن العــلم نوعان: عــلم يحصل به معرفة أسباب الإرث وعــلم يعرف به جميع ما يجب قاله صاحب الضوء وغيره.
الثامن: باعتبار الثواب لأنه يستحق الشخص بتعليم مسئلة واحدة من الفراض مائة حسنة وبتعليم مسئلة واحدة من الفقه عشر حسنات ولو قدرت جميع الفراض عشر مسائل وجميع الفقه مائة مسئلة يكون حسنات كل واحد منهما ألف حسنة وحينئذ تكون الفرائض باعتبار الثواب مساوية لسائر العلوم.
التاسع: باعتبار التقدير يعني أنك لو بسطت عــلم الفرائض كل البسط لبلغ حجم فروعه مثل حجم فروع سائر الكتب كما في شرح السراجية.
العاشر: سماها نصف العــلم ترغيبا لهم في تعــلم هذا العــلم لمــا عــلم أنه أول عــلم ينسى وينتزع من بين الناس.
وورد أنها ثلث العــلم وفي الجمع بينهما ما أجاب ابن عبد السلام المــالكي في شرحه لفروع ابن الحاجب أن الجمع ليس واجبا على الفقيه قال الفقيه الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر المــتوفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة في كتاب الرد علي الجرجاني في ترجج مذهب أبي حنيفة:
إنه أدعى تقدمهم في الفرائض ونقض بسعيد بن جبير وعبيدة وأبو الزناد وفي زمن أبي حنيفة كان ابن أبي ليلى وابن شبرمة قد صنفا في الفرائض ولأصحاب مالك والشافعي أيضا كتب منها كتاب أبي ثور وكتاب الكرابيسي وكتاب رواه الربيع عن الشافعي وأبسط الكتب فيها كتب أبي العباس ابن سريج وأبسط من الجميع كتاب محمد بن نصر المــروزي وما صنف فيها أتقن وأحكم منه وحجمه يزيد على خمسين جزءا قال: وكتابنا في الفرائض يزيد على ألف ورقة. قال ابن السبكي: وهو كتاب جليل القدر لا مزيد على حسنه انتهى1 وبالله التوفيق

علم المغازي والسير

عــلم المــغازي والسير
أي مغازي رسول الله صلى الله عليه وســلم جمعها محمد بن إسحاق أولا ويقال أول من صنف فيها عروة بن الزبير وجمعها أيضا وهب بن منبه وأبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي الدمشقي الكاتب وأبو محمد يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي الحنفي المــتوفى سنة إحدى وتسعين ومائة عن ثمانين سنة.
ومنها: مغازي محمد بن مســلم الزهري وابن عبد البر القرطبي المــتوفى سنة ثلث وستين وأربعمائة وعبد الرحمن بن محمد الأنصاري وأبي الحسن علي بن أحمد الواقدي المــتوفى سنة ثمان وستين وأربعمائة موسى بن عقبة بن أبي عياش المــتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة ومغازيه أصح المــغازي كذا في المــقتفى وهو من فروع عــلم التواريخ.
وموضوعه ومنفعته وغايته وغرضه لا يخفى على كل واحد من ذي اللب ولكن لمــا كان ثبوتها بالأحاديث والآثار جعلناها من فروع عــلم الحديث وفي هذا العــلم مصنفات كثيرة أجلها وأفضلها تصنيف عبد المــلك بن هشام ومغازي ابن إسحاق وغير ذلك ذكره في مدينة العلوم. عــلم مفردات القرآن الكريم والفرقان الحكيم عــلم المــقادير والأوزان
المــستعملة في عــلم الطب من الدراهم والأوقية والرطل وغير ذلك ولقد صنف له كتب مطولة ومختصرة يعرفها مزاولها وقد تقدم في باب الألف.

سَلَم

سَــلَم
من (س ل م) الاستسلام والتسليم والأسر من غير الحرب، وبيع شيء موصوف في الذمة بثمن عاجل، وشجر من العضاة يدبغ به.
سَــلَم:
بالتحريك، ذو ســلم ووادي ســلم: بالحجاز، عن أبي موسى، قال الشاعر:
وهل تعودنّ ليلاتي بذي ســلم ... كما عهدت وأيّامي بها الأول
أيّام ليلى كعاب غير عانسة، ... وأنت أمرد معروفا لك الغزل
وذو ســلم: واد ينحدر على الذنائب، والذنائب: في أرض بني البكّاء على طريق البصرة إلى مكّة. وســلم الرّيّان: باليمامة قريب من الهجرة، والسّــلم في الأصل: شجر ورقه القرظ الذي يدبغ به، وبه سمي هذا المــوضع، وقد أكثر الشعراء من ذكره، قال الرضي المــوسوي:
أقول والشوق قد عادت عوائده ... لذكر عهد هوى ولّى ولم يدم:
يا ظبية الأنس هل إنس ألذّ به ... من الغداة فأشفى من جوى الألم؟
وهل أراك على وادي الأراك، وهل ... يعود تسليمنا يوما بذي ســلم؟
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.