{لَمًّــا} شديدا. {هــلم إلينا}: أقبل. و {هــلم}: احضر.
كتيبةٌ مــلمــومة. والآكل يــلم الثريد. وألم به: نزل. ويزورني لمــاماً: غباً. وبه لمــم ولمّــة من الجنّ. ورجل مــلمــوم. وقال النّظّار الأسديّ:
فتخلب بالدل عقل الفتى ... وترمي القلوب بمثل الــلّمــم
ومن المــجاز: لم شعثه: أصلح حاله. وأصابته مــلمــة من مــلمــات الدهر: نازلة من نوازله. وما فعل ذلك وما ألمّ: وما كاد. وهو غلام مــلم: مراهق. وهذه ناقة قد ألمّــت للكبر. وكان ذلك منذ شهر أو لمَــمِه أي قراب شهر. وألمّ بالأمر: لم يتعمق فيه. وألم بالطعام: لم يسرف في أكله. وادّهنت لمــم الثرى. وتقول: نحن في إبرام أمر ولمــاً وكأن قد.
قال الأصمعىُّ: الِّــلمَّــةُ: الشَّعَرُ أكثر مِن الوَفرَةِ. وقيل: هي الشَّعر المُلِمُّ بالمَــنْكِب، وقيل: المُــقاربُ له؛ فإن بَلغَه فهو جُمَّةٌ.
- في حديث جَميلَة: "أنَّها كانت تَحتَ أَوْسِ بن الصَّامِت - رَضيَ الله عنهما - وكَانَ رجُلاً به لمَــمٌ، فإذَا اشتَدَّ لَمَــمُه ظاهَرَ مِن امرأَتِه، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ - كَفَّارةَ الظِّهَارِ".
قال الخَطَّابىُّ: الــلَّمَــمُ - ها هنا -: الإلمــامُ بالنِّساءِ، وَشِدَّةُ الحِرص عليهِنَّ، يَدلّ علَيه الرِّوَايةُ الأخرى: "كُنتُ امرأً أُصِيبُ من النّسَاءِ مَالَا يصِيبُ غيري"، وليسَ معنى الــلَّمَــم - ها هُنا -: الجنُون، ولوْ ظاهَر في تِلكَ الحَالةِ لم يَلْزمْه شىءٌ.
وَإِنَّمَا هُوَ منصب فَأَرَادَ [بِهِ -] ذَا نصب وَمِنْه قَوْله عز وَجل {وَأرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} واحدتها لاقح على معنى أَنَّهَا ذَات لقح وَلَو كَانَ هَذَا على معنى الْفِعْل لقَالَ: ملقح لِأَنَّهَا تلقح السَّحَاب وَالشَّجر وَقد روى عَن عمر رَضِي اللَّه عَنهُ فِي بعض الحَدِيث: لَا أُوتِيَ بحالّ وَلَا محلّ لَهُ إِلَّا رَجَمْتهمَا. فَقَالَ: حالّ إِن كَانَ مَحْفُوظًا وَهُوَ من أحللت الْمَــرْأَة لزَوجهَا وَإِنَّمَا الْكَلَام أَن يُقَال محلّ.
وَالــلَّمَــمُ أَيْضًا طَرَفٌ مِنْ جُنُونٍ يَــلُمُّ الْإِنْسَانَ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ مَــلْمُــومٌ وَبِهِ لَمَــمٌ.
وَأَــلَمَّ الرَّجُلُ بِالْقَوْمِ إلْمَــامًا أَتَاهُمْ فَنَزَلَ بِهِمْ وَمِنْهُ قِيلَ أَــلَمَّ بِالْمَــعْنَى إذَا عَرَفَهُ.
وَأَــلَمَّ بِالذَّنْبِ فَعَلَهُ وَأَــلَمَّ الشَّيْءُ قَرُبَ.
وَــلَمَــمْتُ شَعَثَهُ لَمًّــا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُ مِنْ حَالِهِ مَا تَشَعَّثَ.
وَــلَمَــمْتُ الشَّيْءَ لَمًّــا ضَمَمْتُهُ.
وَالــلِّمَّــةُ بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ يَــلُمُّ بِالْمَــنْكِبِ أَيْ يَقْرُبُ وَالْجَمْعُ لِمَــامٌ وَــلِمَــمٌ مِثْلُ قِطَّةٍ وَقِطَاطٍ وَقِطَطٍ وَأَــلَمْلَمُ مَكَانٌ أَوْرَدَهُ ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُــضَاعَفِ وَتَقَدَّمَ فِي الْهَمْزَةِ وَــلَمَّــا تَكُونُ حَرْفَ جَزْمٍ وَتَكُونُ ظَرْفًا لِفِعْلٍ وَقَعَ لِوُقُوعِ غَيْرِهِ.
لمــم
لَمَّ(n. ac. لَمّ)
a. Gathered, collected, arranged; assembled; amassed;
concentrated.
b. [Bi], Alighted, halted at.
أَــلْمَــمَa. see I (b)b. Was impending, near at hand; was nearly of age (
youth ); was near its maturity (
palm-tree ).
c. [Bi], Befell.
إِلْتَمَمَa. see I (b)b. Visited.
c. [ coll. ], Gathered together
assembled.
لَمَّــةa. Misfortune.
b. [ coll. ], Collection.
لِمَّــة
(pl.
لِمَــم لِمَــاْم)
a. Curl, lock of hair.
لُمَّــةa. Travellingcompanion.
b. Company, troop.
لَمَــمa. Blunders.
b. Madness, insanity; folly.
مِــلْمَــمa. Important, serious (affair).
b. Musterer.
لَاْمِمَةa. Evil eye.
b. Object of dread, dreadful.
لَمَّــاْمa. Collector.
N. P.
لَمــڤمَa. Collected &c.
b. Crazy, slightly touched.
N. Ag.
أَــلْمَــمَa. Visitor.
b. Of age, grown up; adult.
N. Ac.
أَــلْمَــمَa. Knowledge, experience.
لِمَــامًا
a. Rarely; seldom; occasionally, now & then.
مُــلِمَّــة
a. Misfortune; accident, disaster.
دَار لَمُــوْمَة
a. Place of meeting.
لَمْ (a. neg. part., which precedes the aorist &
places it in the jussive, giving it the sense of past ), Not.
لَمْ يَأْكُلْ
a. He has not eaten.
لِمَــا &
a. لِمَ Why? Wherefore? For what
reason?
لَمَّــا
a. Not; not yet.
b. When, as soon as.
c. Since, as.
لَمَّــا يَذُوقُوا العَذَابَ
a. They have not yet felt pain.
لَمَّــا جَآءَ أَكْرَمْتُهُ
a. As soon as he came I welcomed him.
أَــلُمَّ
a. see هَــلُمَّ
لِمَــاذَا
a. Why? Wherefore?
أَوْــلَمْ
a. or
أَفَــلَمْ
or
أَــلَمْ ( Interrogative negative particle ), Is not? Does not? &c.
إن تغفر اللهم تغفر جما، وأي عبد لك ما "ألمــا"
البيت لأمية بن الصلت، أنشده النبي صلى الله عليه وســلم، أي من شأنك غفران كثير من ذنوب عظام، وأما الجرائم الصغيرة فلا تنسب إليك، لأن أحد لا يخلو عنها، وأنها مكفرة باجتناب الكبائر، وإن تغفر- ليس للشك بل للتعليل، نحو: إن كنت سلطانًا فأعط الجزيل، أي لأجل أنك غفار اغفر جما. ن: يريد أن "يــلم" بها، أي يطأها، وكانت قريبة الولادة حاملًا فقال: كيف يورثه وهو لا يحل له! وكيف يستخدمه! يعني يحتمل أن يتأخر ولادتها ستة أشهر بحيث يحتمل كون الوليد منه فكيف يستخدمه استخدام العبيد، ويحتمل كونه قبل فكيف يورثه ويجعله ابنًا له. ز: أقول: إذا كانت قريبة الولادة فكيف يورثه ويجعله ابنًا له؟ والجواب أنه احتمل تأخر الولادة على سنتين. غ: ما يأتينا فلان إلا "لمــا"، أي فينة بعد فينة. نه: وفيه: لابن آدم "لمــتان": لمــة من المــلك ولمــة من الشيطان، هي الهمة والخطرة تقع في القلب، أراد إلمــام المــلك أو الشيطان به والقرب منه بإخطار خيرات أو شرور. ج: هي المــرة من الإلمــام ط: إن للشيطان "لمــة"، أي قربًا منه لهذين السببين. نه: وفيه: "المــم" شعثنا، وفي آخر: و"تــلم" بها شعثي، هو من الــلم: الجمع، لمــمت الشيء ألمــه- إذا جمعته، أي أجمع ما تشتت من أمرنا. ش: تــلم- بفتح تاء. نه: تأكل "لمــا" وتوسع ذما، أي تأكل كثيرًا مجتمعًا. وفي ح جميلة: إنها كانت تحت أوس وكان به "لمــم" فإذا اشتد لمــمه ظاهر من امرأته، الــلمــم هنا: الإلمــام بالنساء وشدة حرص عليهن، وليس من الجنون، إذ المــجنون لا يلزمه شيء. ج: إذا اشتد لمــمه، هو طرف من الجنون. نه: وفيه: ما رأيت ذا "لمــة" أحسن منه صلى الله عليه وســلم، هو شعر الرأس دون الجمة، لأنها ألمــت بالمــكنبين. ومنه: فإذا رجل له "لمــة". ك: هو بكسر لام وشدة ميم، هو الشعر المــتجاوز شحمة الأذن، وجمعها لمــم. ن: "ألمــت" بها سنة، أي وقعت في سنة قحط.
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَــلَمَّــا وَقِيلَ: (الْإِــلْمَــامُ) الْمُــقَارَبَةُ مِنَ الْمَــعْصِيَةِ مِنْ غَيْرِ مُوَاقَعَةٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (الــلَّمَــمُ) الْمُــتَقَارِبُ مِنَ الذُّنُوبِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ: إِلَّا الــلَّمَــمَ مَعْنَاهُ إِلَّا الْمُــتَقَارِبَ مِنَ الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ. وَالــلَّمَــمُ أَيْضًا طَرَفٌ مِنَ الْجُنُونِ. وَرَجُلٌ (مَــلْمُــومٌ) أَيْ بِهِ لَمَــمٌ. وَيُقَالُ: أَصَابَتْ فُلَانًا مِنَ الْجِنِّ (لَمَّــةٌ) وَهُوَ الْمَــسُّ وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وَ (الْمُلِمَّــةُ) النَّازِلَةُ مِنْ نَوَازِلِ الدُّنْيَا. وَالْعَيْنُ (اللَّامَّةُ) الَّتِي تُصِيبُ بِسُوءٍ يُقَالُ: أُعِيذُهُ مِنْ كُلِّ هَامَّةٍ وَلَامَّةٍ. وَ (الــلِّمَّــةُ) بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ الَّذِي يُجَاوِزُ شَحْمَةَ الْأُذُنِ. فَإِذَا بَلَغَ الْمَــنْكِبَيْنِ فَهِيَ جَمَّةٌ وَالْجَمْعُ (لِمَــمٌ) وَ (لِمَــامٌ) . وَفُلَانٌ يَزُورُنَا لِمَــامًا أَيْ فِي الْأَحَايِينِ. وَكَتِيبَةٌ (مُــلَمْلَمَــةٌ وَمَــلْمُــومَةٌ) أَيْ مُجْتَمِعَةٌ مَضْمُومٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. (مُــلَمْلَمَــةٌ) وَ (مَــلْمُــومَةٌ) أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ صُلْبَةٌ. وَ (يَــلَمْلَمُ) وَ (أَــلَمْلَمُ) مَوْضِعٌ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّــا} [الفجر: 19] أَيْ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ صَاحِبِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّــا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ} [هود: 111] بِالتَّشْدِيدِ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَصْلُهُ لَمَــنْ مَا فَــلَمَّــا كَثُرَتْ فِيهِ الْمِــيمَاتُ حُذِفَتْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ. وَقَرَأَ الزُّهْرِيُّ: لَمًّــا بِالتَّنْوِينِ أَيْ جَمِيعًا. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ لَمَــنْ مَنْ فَحُذِفَتْ مِنْهَا إِحْدَى الْمِــيمَاتِ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: (لَمَّــا) بِمَعْنَى إِلَّا لَا يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. وَ (لَمْ) حَرْفُ نَفْيٍ لِمَــا مَضَى وَهِيَ جَازِمَةٌ. وَحُرُوفُ الْجَزْمِ: لَمْ وَــلَمَّــا وَأَــلَمْ وَأَــلَمَّــا. وَتَمَامُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا فِي الْأَصْلِ.
وَ (لِمَ) بِالْكَسْرِ حَرْفٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ تَقُولُ: لِمَ ذَهَبْتَ؟ وَأَصْلُهُ لِمَــا فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ تَخْفِيفًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43] وَلَكَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْهَاءَ فِي الْوَقْفِ فَتَقُولُ لِمَــهْ.
وشَعْرٌ مُــلَمَّــمٌ ومُــلَمْلَمٌ مَدهُونٌ قالَ
(وما التَّصَابي للعُيُونِ الحُــلَّمِ ... بَعدَ ابيِضَاضِ الشَّعَرِ المُلَمْلَمِ)
العُيُونُ هنا سادَةُ القَومِ ولذلكَ قال الحُــلَّمِ ولمْ يَقُلْ الحَالِمَــةِ والــلُّمَّــةُ الشَّيءُ المُــجْتَمِعُ والــلَّمَّــةُ والــلَّمَــمُ كلاهما الطَّائِفُ منَ الجِنِّ وَرَجُلٌ مَــلْمُــومٌ به لَمَــمٌ واللامَّةُ مَا تَخَافُهُ مِن مَسٍّ أُو فَزَعٍ واللاَّمَّةُ العَيْنُ المُــصِيْبَةُ وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ هو من بَابِ دَارِعٍ وَقالَ ثَعْلَبٌ اللاَّمَّةُ مَا أَــلَمَّ بِكَ وَنَظَرَ إِلَيكَ وهذا لَيْسَ بِشَيْءٍ ولَمَّــا بِمَعْنَى حِيْنَ ولَمَّــا كَ لَمْ الجَازِمَةِ وتَكُونُ بِمَعْنَى إِلاَّ كَقَولِه تعالى {إن كل نفس لمــا عليها حافظ} الطارق 4 فيمَن قَرَأَ به أي إِلاَّ عليها حافِظٌ وتكونُ بمعنى إِلاَّ أَيضًا في باب القَسَمِ تقولُ سأَلْتُكَ لَمَّــا فَعَلْتَ بمعنى إِلاَّ فَعَلْتَ وَأَــلَمْلَمٌ وَيَــلَمْلَمٌ جَبَلٌ وقيلَ مَوْضِعٌ وقالَ ابن جِنِّي هُوَ مِيقَاتٌ ولاَ أَدْرِي ما عَنَى بهذا اللَّهُمَّ إِلاَّ أَن يكونَ المــيقاتُ هنا مَعْــلَمًــا من مَعَالِمِ الحَجِّ
أُعيذُهُ من حادثات الــلَمَّــةْ * فهو الدهر، ويقال الشدَّة. وأنشد الفراء: عَلَّ صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها يُدِلْنَنا الــلَمَّــةَ من لَمَّــاتِها والــلِمَّــةُ بالكسر: الشعر يجاوز شحمة الاذن، فإذا بلغت المــنكبين فهى جمة، والجمع لِمَــمٌ ولِمــامٌ. قال ابن مفرّغ: شَدَخَتْ غُرَّةُ السوابقِ منهم في وُجوهٍ مع الــلِمــامِ الجِعادِ ويقال أيضاً: فلان يزورنا لِمــاماً، أي في الاحايين. ومــلملمــة الفيل: خرطومه. وكتيبة مُــلَمْلَمَــةٌ ومَــلْمــومَةٌ أيضاً، أي مجتمعةٌ مضموم بعضها إلى بعض. وصخرة مــلمــومة ومــلملمــة، أي مستديرة صلبة. ويــلملم وألملم: موضع، وهو ميقات أهل اليمن. وقوله تعالى: (وتأكُلونَ التُراثَ أكْلاً لَمَّــا) أي نصيبه ونصيب صاحبه. قال أبو عبيدة: يقال لمــمته أجمعَ حتَّى أتيت على آخره. وأمَّا قوله تعالى: (وإنْ كُلاًّ لَمَّــا لَيُوَفِّيَنَّهُم) بالتشديد. قال الفراء: أصله لَمَــمَّا فــلمَّــا كثرت فيه المــيمات حذفت منها واحدة. وقرأ الزُهريّ: (لمًّــا) بالتنوين، أي جميعاً. ويحتمل أن يكون أصله لمَــنْ مَنْ فحذفت منها إحدى المــيمات. وقول من قال لمــا بمعنى إلا، فليس يعرف في اللغة . و (لم) : حرف نفى لمــا مضى. تقول: لم يفعل ذاك، تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان. وهي جازمة. وحروف الجزم: لم، ولمــا، وألم، وألمــا. قال سيبويه: لم نفى لقولك فعل، ولن نفى لقولك سيفعل، ولا نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، وما نفى لقولك هو يعفل إذا كان في حال الفعل، ولمــا نفى لقولك قد فعل. يقول الرجل: قد مات فلان. فتقول: لمــا ولم يمت. و (لمــا) أصله لم أدخل عليه ما، وهو يقع موقع لَمْ، تقول: أتيتك ولمَّــا أصل إليك، أي ولَمْ أصل إليك. وقد يتغيَّر معناه عن معنى لَمْ. فيكون جواباً وسبباً لِمــا وقع ولِمــا لَمْ يقع، تقول: ضربته لمَّــا ذهب ولمَّــا لم يذهب. وقد يختزل الفعل بعده، تقول: قاربت المــكان ولَمَّــا، تريد ولَمَّــا أدخلْه. ولا يجوز أن يختزل الفعل بعد لم. و (لم) بالكسر: حرفٌ يستفهَم به. تقول: لِمَ ذهبت؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه الألف، قال الله تعالى: (عَفا الله عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُم) . ولك أن تدخل عليها الهاء في الوقف فتقول لمــه. وقول الشاعر : يا عجبا والدهر جم عجبه من عنزي سبنى لم أضربه فإنه لمــا وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها.
لَمَّ لَمَــمْتُ، يَــلُمّ، الْمُــمْ/ لُمَّ، لَمًّــا، فهو لامّ، والمــفعول مَــلْمــوم
• لمَّ أدواتِه: جمعها وضمّها "لمَّ ما تبعثر منه- لمَّ شتاتَ أفكاره- لمَّ شملَ القطيع/ القوم".
• لمَّ اللهُ شَعَثَه: جمع ما تفرَّق من أموره وأصلح من حاله ° لُمَّ فلانٌ: أصابه جُنونٌ خفيفٌ.
أَــلَمَّ بـ يُــلمّ، ألْمِــمْ/ ألِمَّ، إلمــامًا، فهو مُــلِمّ، والمــفعول مُــلَمٌّ به
• ألمَّ الشَّخْصُ بالأمر:
1 - أحاط به بدون تعمُّق، عرفه إجمالاً بدون تفصيل "ألمَّ المــحامي بأطراف القضيّة- هو مُــلِمّ بكلّ شيء: عنده جواب لكلّ سؤال- ألمَّ الطَّالبُ بالمــنهج المــقرَّر- ألمّ بالمــعنى: عرفه" ° مُــلِمّ بالقراءة والكتابة: متعــلِّم غير أُمِّي.
2 - فهِمه "قرأ الدَّرسَ فألمَّ به".
• ألمَّ به أمرٌ: أصابه، نزل به "ألمَّ به هَمٌّ شديدٌ/ مرضٌ- ألمَّــتْ به نازلةٌ- ألمَّ بصديقه: أتاه فنزل به وزاره زيارة غير طويلة" ° ألمّ بالذَّنب: فَعَله.
إلمــامة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من أَــلَمَّ بـ.
2 - إحاطة سريعة بموضوع "أعطيت رئيسي إلمــامةً مختصرة عن سير العمل- إلمــامة عاجلة عن القضيَّة".
لامّة [مفرد]: صيغة المــؤنَّث لفاعل لَمَّ.
• اللاَّمَّة:
1 - العين المــصيبة بسوء وحسد، العين الشرِّيرة "أعيذه من كلِّ هامّة ولامّة".
2 - كلّ ما يُخاف من فزع وشرّ.
3 - (حن) جنس حيوانات لبونة من فصيلة الجمليّات، موطنها أمريكا الجنوبيَّة، أوبارها صناعيَّة جيِّدة الصَّنف، منه أنواع داجنة تستعمل للحليب والنَّقل "رأينا اللاّمّة في حديقة الحيوان".
• عدسة لامّة: (فز) مقرِّبة وجامعة.
لِمــامة [مفرد]: رعاع الناس وأخلاطهم.
لَمّ [مفرد]:
1 - مصدر لَمَّ.
2 - شديد " {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّــا} ".
3 - جمع كثير.
لَمَــم [مفرد]:
1 - صغيرُ الذُّنوبِ، نحو القُبْلةِ والنَّظرةِ وما أشبهها " {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ الــلَّمَــمَ} ".
2 - مقاربة الذَّنب من غير مواقعة له.
3 - جنون خفيف أو طرف منه يُــلمّ بالإنسان.
لَمَّــة1 [مفرد]: ج لمَّــات:
1 - اسم مرَّة من لَمَّ.
2 - شدَّة أو دهر "أُعيذك من حادثات الــلَّمَّــة".
3 - ناسٌ مجتمعون "رأيت لَمَّــة في الشَّارع حول الحادث".
4 - طائفٌ من الجنّ، أو مسٌّ منه "أصابته لَمَّــة من الجنّ: مَسٌّ أو شيءٌ قليلٌ" ° للشَّيطان لمَّــةٌ: أي خطرة في القلب أو دُنُوٌّ.
لَمَّــة2 [مفرد]: ج لِمــام: لقاء من حين إلى آخر "هو يزورنا لِمــامًا".
لِمَّــة [مفرد]: ج لِمــام ولِمَــم: شَعَرُ الرَّأس المُــجاوز شَحْمَة الأُذُن.
مُــلِمَّــة [مفرد]:
1 - صيغة المــؤنَّث لفاعل أَــلَمَّ بـ.
2 - داهية، مصيبة شديدة من شدائد الدُّنيا "صابرٌ عند المُلِمَّــات- أصابته مُــلِمَّــة من مُــلِمّــات الدَّهر: نازلة من نوازله- يُهرول في الصَّغير إذا رآه ... وتُعجزه مُــلِمَّــاتٌ كبارُ".
( {لَمَّــه) } يَــلُمَّــه {لَمًّــا: (جَمَعَهُ. و) من المَــجَازِ:} لَمَّ (الله تَعالَى شَعَثَه) أَيْ: (قَارَبَ بَيْنَ شَتِيتِ أُمُورِهِ) وجَمَعَ مُتَفَرِّقَه، كَمَا فِي المُــحْكَم، وَقيل: جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِن أُمُورِه وأَصْلَحه، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) مِنْه قَولُهم: (دَارُنَا {لَمُــومَةٌ أَيْ: تَجْمَعُ النَّاسَ وتَرُبُّهُم) , قَالَ فدَكِيُّ بنُ أَعْبُد يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بنَ سَيْفٍ:
(وأَحَبَّنِي حُبَّ الصَّبِيَّ} ولَمَّــنِي ... لَمَّ الهَدِيِّ إِلَى الكَرِيمِ المَــاجِدِ)
هَكَذَا فِي الحَمَاسَةِ: لفَدَكِيِّ، ورِوَايَتُه: لأَحَبَّنِي.
[وغُلامٌ {مُــلِمٌّ، بضَمِّ أَوَّلِه: قَارَبَ البُلُوغَ] .
(ورَجُلٌ مِــلَمٌّ، كَمِجَنٍّ يَجْمَعُ القَوْمَ) ويَعُمُّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِه، (أَوْ) أَهْلَ بَيْتِه و (عَشِيرَتَه) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(فابْسُطْ عَلَيْنَا كَنَفَيْ مِــلَمِّ ... )
(} والمِلَمُّ) أَيضًا: (الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) .
( {وأَــلَمَّ) الرَّجُلُ: (بَاشَرَ} الــلَّمَــمَ) أَوْ قَارَبَه، وَمِنْه حَدِيثُ الإفْكِ: " وإِنْ كُنْتِ {أَــلْمَــمْتِ بِذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي الله " أَي: قَارَبْتِ.
وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لأمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَه عِنْدَ وَفَاتِه:
(إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ... )
(وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا} أَــلَمَّــا؟ { ... )
ويُقالُ:} الإلْمــامُ: مُوَافَقَةُ المَــعْصِيَةِ من غَيرٍ مُوَاقَعَةٍ.
(و) {أَــلَمَّ (بِهِ: نَزَلَ كَــلَمَّ} والْتَمَّ) ، كَذَا فِي المُــحْكَمِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على {أَــلَمَّ بِهِ.
(و) } أَــلَمَّ (الغُلامُ: قَارَبَ البُلُوغَ) ،
فَهو {مُــلِمٌّ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(و) } أَــلَمَّــتِ (النَّخْلَةُ: قَارَبَتِ الإرْطَابَ) ، فَهِيَ {مُــلِمٌّ} ومُــلِمَّــةٌ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: فِي أَرْضِ فُلانٍ من الشَّجَرِ {المُلِمِّ كَذَا وكَذَا، وَهُوَ الّذي قَارَبَ أَنْ يَحْمِلَ، وَهُوَ مَجَاز.
(} والــلَّمَــمُ، مُحَرَّكَةً: الجُنُونُ) ، أَوْ طَرَفٌ مِنه {يُــلِمُّ بِالإنْسَانِ ويَعْتَرِيه، قَالَه شَمِر. وَمِنْه الحَدِيثُ: " فَشَكَتْ إِلَيْهِ} لَمَــمًا بِابْنَتِها " فَوصَفَ لَهَا الشُّوِنِيزَ، وَقَالَ سَيَنْفَعُ من كُلِّ شَيءٍ إِلَّا السَّامَ: , وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لحُبابِ بنِ عَمَّارٍ السُّحَيْمِيِّ:
(بَنُو حَنِيفَةَ حَيٌّ حِينَ تُبْغِضُهُمْ ... كَأَنَّهُم جِنَّةٌ أَو مَسَّهُم {لَمَــمُ)
(و) } الــلَّمَــمُ: (صِغَارُ الذُّنُوبِ) . قَالَ أَبُو إِسْحَقَ: نَحْو القُبْلَةِ والنَّظْرَةِ وَمَا أَشْبَهُهَا، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ فِي تَرْكِيب " ن ول " أَن الــلَّمَــمَ التَّقْبِيلُ فِي قَولِ وَضَّاحِ اليَمَنِ:
(فَمَا نَوَّلَتْ حَتَّى تَضَرَّعْتُ عِنْدَها ... وأَنْبَأْتُهَا مَا رَخَّصَ الله فِي {الــلَّمَــمْ)
وَبِه فُسِّرَ قَولُه تَعالَى: {الَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا الــلمــم} . وَقيل: المَــعْنَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ العَبْدُ} أَــلمَّ بفاحِشَةٍ ثُمَّ تَابَ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ قَولُه تَعالَى: {إِن رَبك وَاسع الْمَــغْفِرَة} ، غيْر أَنَّ الــلَّمَــمُ أَنْ يَكُونَ الإنْسانُ قد أَــلَمَّ بِالمَــعْصِيَةِ ولَمْ يُصِرَّ عَليها، وإِنَّما {الإلْمَــام فِي اللُّغَةِ يُوجِبُ أَنَّك تَأْتِي فِي الوَقْتِ وَلَا تُقِيمُ على الشَّيْءِ، فَهَذَا مَعْنَى الــلَّمَــم، وصَوَّبَه الأَزْهَرِيّ، قَالَ: ويَدُلُّ لَه قَولُ العَرَبِ: مَا يَزُورُنَا إِلَّا} لِمَــامًا أَيْ: أَحْيانًا على غَيْرِ مُوَاظَبَة، وَقَالَ الفَرَّاء فِي مَعْنى الْآيَة: ((إِلَّا المُــتَقَارِبَ من الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ. قَالَ: وسَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يَقُولُ: ضَربتُه مَا {لَمَــمَ القَتْلِ، يُرِيدُونَ ضَرْبًا مُتَقَارِبًا للقَتْلِ قَالَ: وسَمِعْتُ آخَرَ يَقُولُ: أَــلَمْ يَفْعَلْ كَذَا فِي مَعْنَى كَادَ يَفْعَلُ. وذَكَرَ الكَلْبِيُّ أَنَّ الــلَّمَــمَ النَّظْرَةُ من غَيْرِ تَعَمُّدٍ، وَهِي مَغْفُورَةٌ، فَإِنْ أَعَادَ النَّظَرَ فَلَيْس بِــلَمَــمٍ وَهُوَ ذَنْبٌ)) . وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: الــلَّمَــمُ مِن الذُّنُوبِ: مَا دُونَ الفَاحِشَةِ، وقِيلَ: الــلَّمَــمُ: مُقَارَبَةُ المَــعْصِيَةِ من غَيْرِ إيقاعِ فَعْلٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي العِيَال: " إنَّ الــلَّمَــمَ مَا بَيْنَ الحَدَّيْنِ: حَدِّ الدُّنْيَا وحَدِّ الآخِرَةِ " أيْ: صِغَارُ الذُّنُوبِ الّتي لَيْس عَلَيها حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الآخِرَةِ.
(} والمَلْمُــومُ: المَــجْنُونُ) ، وكَذَلك: المَلْمُــوسُ والمَــمْسُوسُ.
(وأَصَابَتْه مِنَ الجِنِّ {لَمَّــةٌ أَيْ: مَسٌّ) ، مَعْنَاهُ: أَنَّ الجِنَّ} تُــلِمُّ بِهِ الأَحْيَانَ (أَوْ) شَيءٌ (قِلِيلٌ) . قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (فَإِذَا وذَلِكَ يَا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ ... إِلاَّ {كَــلِمَّــةِ حَالِمٍ بِخَيالِ)
قَالَ ابنُ بَرِّي: " فَإِذَا وذَلِكَ " مُبْتَدَأٌ، والوَاوُ زَائِدَةٌ، قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ الأخْفَشُ، ولَمْ يَكُنْ خَبَرُه.
(والعَيْنُ اللاَّمَّةُ: المُــصِيبَةُ بِسُوءٍ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أُعِيذُه من كُلِّ هَامَّةٍ ولامَّة، وَمن شَرِّ كُلِّ سَامَّةٍ "، قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: ولَمْ يَقُلْ: مُــلِمَّــة، وأصلُها من} أَــلْمَــمْتُ بالشَّيءِ، تَأْتِيه وتُــلِمُّ بِهِ ليُزَاوِجَ قَولَه: وَمن شَرِّ كُلِّ سَامَّةٍ. وَقيل: لِأَنَّهُ لم يُرَدْ طَرِيقُ الفِعْل، وَلَكِن يُرَادُ أَنَّها ذَاتُ {لَمَــمٍ، كَقَوْلِ النَّابِغَة:
(كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ ... )
ولَوْ أَرَادَ الفِعْلَ لَقَالَ: مُنْصِبِ، وقَالَ اللَّيْثُ: العَيْنُ اللاَّمَّةُ هِيَ [العَين] الَّتِي تُصِيبُ الإنْسانَ، وَلَا يَقُولُون: لَمَّــتْهُ العَيْنُ، وَلَكِن حُمِلَ على النَّسَبِ بِذِي وذَاتِ.
(أَوْ هِيَ كُلُّ مَا يُخَافُ مِنْ فَزَعٍ، أَوْ شَرٍّ) ، أَوْ مَسٍّ.
(} والــلُّمَّــةُ: الشِّدَّةُ) ، ومِنْهُ قَوْلُه: ((أُعِيذُهُ مِنْ حَادِثَاتِ الــلَّمَّــة)) ، وأنشدَ الفَرَّاءُ:
(عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَو دُولاتِهَا ... )
(تُدِيلُنا {الــلَّمَّــة من} لَمَّــاتِهَا ... )
(و) {الــلُّمَّــةُ، (بِالضَّمِّ: الصَّاحِبُ) فِي السَّفَرِ (أَوِ الأصْحَابُ فِي السَّفَرِ) . قَالَ ابنُ شُمَيْل:} لُمَّــةُ الرَّجُلِ: أَصْحَابُه إِذَا أَرَادُوا سَفَرًا فَأَصَابَ مَنْ يَصْحَبُه أَصَابَ {لُمَّــةً، (و) قِيلَ: (المُــؤْنِسُ) ، وَفِي الحَدِيثِ: " لَا تُسَافِرُوا حَتَّى تُصِيبُوا} لُمَّــةً "، أَي: رُفْقَة. فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْها: " أَنَّهَا خَرَجَتْ فِي لُمَّــةٍ من نِسَائِها " أَيْ: فِي جَمَاعةٍ. قَالَ ابنُ الأثِيرِ: قِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الثَّلاثَةِ إِلَى العَشْرَةِ. وَفِي الحَدِيثِ: " أَلاَ وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ قَادَ لُمَّــةً مِن الغُوَاةِ " أَيْ: جَمَاعَةً.
يُسْتَعْمَلُ (لِلْوَاحِدِ والجَمْعِ) ، الوَاحِدُ: لُمَّــةٌ والجَمْعُ: لُمَّــةٌ.
وأَمَّا لُمَــةُ الرَّجُلِ، بِالضَّمِّ والتَّخْفِيفِ فَقَدْ ذَكَرَ فِي " ل أم ".
(و) {الــلِّمَّــةُ، (بِالكَسْرِ: مَا تَشَعَّثَ مِنْ رَأْسِ المَــوْتُودِ بِالفِهْرِ) ، نَقَلَه الأزْهَرِيّ، وأَنشَدَ:
(وأَشْعَثَ فِي الدَّارِ ذِي لِمَّــةٍ ... يُطِيلُ الحُفوفَ وَلَا يَقْمَلُ)
(و) الــلِّمَّــةُ: (الشَّعَرُ المُــجَاوِزُ شَحْمَةَ الأُذُنِ) ، فَإِذَا بَلَغَتِ المَــنْكِبَيْنِ فَهِيَ جُمَّةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي الحَدِيثِ: " مَا رَأَيْتُ ذَا لِمَّــةٍ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَــلَّم "، قَالَ ابنُ الأثِير: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأنَّهَا} أَــلَمَّــتْ بِالمَــنْكِبَيْنِ.
(ج: {لِمَــمٌ،} ولِمــامٌ) ، بِكَسْرِهِمَا. قَالَ ابنُ مُفَرِّغٍ:
(شَدَخَتْ غُرَّة السَّوَابِقِ مِنْهُم ... فِي وُجوهٍ مَعَ {الــلِّمَــام الجِعَادِ)
وأنشَدَ ابنُ جِنِّي فِي المُــحْتَسَب:
(بأسرعَ الشدِّ منّي يَوْم لانِيَةٌ ... لَمَّــا لقِيتُهُمُ واهْتَزَّت} الــلِّمَــمُ) (وذُو {الــلِّمَّــةِ: فَرسُ عُكَاشَةَ بنِ مِحْصِنٍ) الأسَدِيِّ (رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه) ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبَيِّ فِي كِتاب الخَيْلِ المَــنْسُوبِ.
(وَهُوَ يَزُورُنا} لِمَــامًا، بِالكَسْرِ) أَيْ: (غِبًّا) قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاه الأحْيَانَ على غَيْرِ مُوَاظَبَةٍ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: {الــلِّمــامُ: اللِّقَاءُ اليَسِيرُ، واحِدَتُها:} لَمَّــةٌ، عَن أَبِي عَمْرٍ و.
( {والمُلَمْلَمُ، بِفَتْحِ لامَيْهِ: المُــجْتَمِعُ المُــدَوَّرُ المَــضْمُومُ،} كالمَلْمَــومِ) . يُقال: جَمَلٌ {مَــلْمُــومٌ} ومُــلَمْلَمٌ: مَجْتَمِعٌ، وكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَهُوَ المَــجْمُوعُ بَعضُه إِلَى بَعْضٍ، وحَجَرٌ {مُــلَمْلَمٌ.: مُدَمْلَكٌ صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍِ: نَاقَةٌ} مُــلَمْلَمَــةٌ، وَهِي المُــدَارَةُ الغَلِيظةُ الكَثِيرَةُ اللَّحْمِ المُــعْتَدِلَةُ الخَلْقِ.
وكَتِيبَةٌ {مَــلْمُــومَةٌ} ومُــلَمْلَمَــةٌ: مُجْتَمِعَةٌ.
وحَجَرٌ {مَــلْمُــومٌ وطِينٌ مَــلْمُــومٌ. قَالَ. أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ هَامَةَ جَمَلٍ:
(} مَــلْمُــومَةٌ لَمًّــا كَظَهْرِ الجُنْبُلِ ... )
(و) {المُلَمْلَمَــةُ (بِهَاءٍ: خُرْطُومُ الفِيل) . وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بنِ غَفْلَةَ: " أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وســلَّم، فَأَتاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ} مُــلَمْلَمَــةٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ". قَالَ ابنُ الأثِير: هِيَ المُــسْتَدِيرَةُ سِمًنًا، وإِنَّمَا رَدَّها لأَنَّه نُهِيَ أَنْ يَؤْخَذَ فِي الزَّكَاةِ خِيَارُ المَــالِ.
( {ويَــلَمْلَمُ أَوْ} أَــلَمْلَمُ أَوْ يَرَمْرَمُ) ، الثَّانِيَةُ على البَدَلِ: (مِيقَاتُ) أَهْلِ (اليَمَن) لِلإحْرامِ بالحَجِّ، وَهُوَ (جَبَلٌ على مَرْحَلَتَيْن منْ مَكَّة) ، وَقد وَرَدْتُه، وَقد ذُكِرَ يَرَمْرَمُ فِي مَوْضِعِه، وَهُوَ أَيْضا على البَدَلِ.
(وحُرُوفُ الجَزْمِ) أَربعَةٌ: ( {لَمْ} ولَمَّــا {وأَــلَمْ} وأَــلَمَّــا) . (و) فِي الصِّحاحِ: (لَمْ) حَرْفُ (نَفْي لِمَــا مَضَى) ، تَقول: لم يَفْعَلْ ذَلِك، تُرِيدُ أَنَّه لم يَكُن ذَلِك الفِعْلُ مِنْهُ فِيمَا مَضَى من الزَّمَانِ، وَهِي جَازِمَة. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: فَعَلَ، وَلنْ: نَفْي لِقَوْلِك: سيَفْعَلُ، وَلَا: نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: يَفْعَلُ وَــلم يَقَعِ الفِعْلُ. وَمَا: نفيٌ لِقَوْلِكَ: هُوَ يَفْعَلُ إِذَا كَانَ فِي حَالِ الفِعْلِ. (ولَمَّــا) نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: قد فَعَل، يَقُول الرَّجُلُ: قد مَاتَ فُلانٌ فتَقُولُ: لَمَّــا ولَمْ يَمُتْ. وَفِي التَّهْذِيب: ((وأَمَّا {لَمَّــا مُرْسَلَةُ الأَلِفِ مُشَدَّدَةُ المِــيمِ غَيْرُ مُنَوَّنَةٍ فَلَها مَعَانٍ فِي كَلامِ العَرَبِ:
أحدُها أَنَّها (تَكُونُ بِمَعْنَى: حِين) إِذَا ابْتُدِئ بِها، أَو كانَتْ مَعْطُوفَةً بِوَاوٍ أَوْ فَاءٍ، أَوْ أجِيبَتْ بِفعْلٍ يَكُونُ جَوَابَهَا كَقَوْلِكَ: لَمَّــا جَاءَ القَوْمُ قاتَلْنَاهم، أَي: حِينَ جَاءُوا كَقَوْل اللهِ عَزَّ وجَلّ: {وَــلَمَّــا بَلَغَ وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ} ، وَقَالَ: {فَــلَمَّــا بلغ مَعَه السَّعْي قَالَ يَا بني} مَعْنَاه كُلُّه حِينَ، وقَدْ يُقَدَّمُ الجَوَابُ عَلَيْهَا، فَيُقَال: اسْتَعَدَّ القَومُ لقِتَالِ العَدُوِّ لَمَّــا أَحَسُّوا بِهِمْ، أَي: حِينَ أَحَسُّوا بِهِم.
(و) تكُونُ لَمَّــا بِمَعْنَى: (} لَمِ الجَازِمَةِ) ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {بل لمــا يَذُوقُوا عَذَاب} أَيْ لَمْ يَذُوقُوه.
(و) تَكُونُ بِمَعْنَى (إلاَّ)) ، وإِنْكَارُ الجَوْهَرِيِّ كَوْنَه بِمَعْنَى: إلاَّ غَيْر جَيِّدٍ) . ونَصُّهُ: وقَولُ مَنْ قَالَ: لَمَّــا بِمَعْنَى إلاَّ فَلَيْسَ يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. انْتَهَى. وقَدْ نَقَلَ الأزْهَرِيّ وغَيْرُه مِنَ الأئِمَّة أَنَّهُ صَحِيحٌ. وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ: نَشَدْتُكَ الله لَمَّــا فَعَلْتَ، بِمَعْنَى إلاَّ فَعَلْتَ. وقَالَ الأزْهَرِيّ: (يُقالُ: سَأَلْتُكَ لَمَّــا فَعَلْتَ أَيْ: إِلاَّ فَعَلْتَ) ، وهِيّ لُغَةُ هُذَيْلٍ إِذَا أُجِيبَ بِهَا إِنْ، الَّتي هِيَ جَحْدٌ، (مِنْه) قَوْلُه تَعالَى: {إِن كل نفس لمــا عَلَيْهَا حَافظ} ، فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ مَعْنَاه مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وتُخَفَّفُ المِــيمُ، وتَكُونُ مَا زَائِدَةً، وقَدْ قُرِئَ بِهِ أَيْضا، والمَــعْنَى لَعَلَيْها حافِظ، (و) مِثْلُه قَولُه تَعالَى: {وَإِن كل لمــا جَمِيع لدينا محضرون} شَدَّدَهَا عَاصِمٌ. وَالْمــعْنَى مَا كُلٌّ إِلاَّ جَمِيعٌ لَدَيْنَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: لَمَّــا إِذَا وُضِعَتْ فِي معنى: إِلاَّ فَكَأَنَّهَا لَمْ ضُمَّتْ إِلَيْهَا مَا، فَصَارَا جَمِيعًا بِمَعْنى إِنْ الَّتِي تكونُ جَجْدًا، فَضَمُّوا إلَيْهَا لاَ،
فَصَارَا جَميعًا حَرْفًا وَاحِدًا، وخَرَجَا من حَدِّ الجَحْدِ، وكَذَلِكَ لَمّــا. قَالَ: وَكَانَ الكِسَائِيُّ يَقُولُ: لَا أَعْرِفُ وَجْهَ لَمَّــا بالتَّشْدِيدِ. قَالَ الأزْهَرِيُّ: ومِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ لَمَّــا تَكونُ بِمَعْنَى إِلاَّ مَعَ إِنْ الَّتِي تكونُ جَحْدًا قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلْ: {إِن كل إِلَّا كذب الرُّسُل} وهِي قِرَاءَةُ قُرَّاءِ الأمْصَارِ. قَالَ الفَرِّاء: (و) هِيَ فِي (قِراءَة عَبْدِ اللهِ: إِنْ كُلُّ لَمَّــا كَذَّبَ الرُّسُلَ) . قَالَ: والمَــعْنَى وَاحِدٌ، وقَالَ الخَلِيلُ: لَمَّــا تَكونُ انْتِظَارًا لِشَيءٍ مُتَوَقَّعٍ، وقَدْ تَكُونُ انْقِطَاعَةً لِشَيءٍ قد مَضَى. قَالَ الأزْهَرِيُّ: وهَذَا كَقَوْلِكَ: لَمَّــا غَابَ قُمْتُ، قَالَ الكَسَائِيُّ: لَمَّــا تَكونُ جَحْدًا فِي مَكَانٍ، وتَكُونُ وَقْتًا فِي مَكَان، وتكونُ انْتِظَارًا لِشَيءٍ مُتَوَقَّعٍ فِي مَكَانٍ، وتَكونُ بِمَعْنَى: إِلاَّ فِي مَكَان؛ تَقول: بِاللهِ لَمَّــا قُمْتَ عَنَّا؛ بِمَعْنَى: إِلاَّ قُمْتَ عَنَّا. ( {والــلُّمْــلومُ) ، بالضَّمِّ: (الجماعةُ) } يَلْتَمُّون.
( {وأَــلُمَّ) : لُغَةٌ فِي (هَــلُمَّ) ، زِنَةً ومَعْنًى.
(} وأَــلَمَّ يَفْعَلُ) كَذَا، أَيْ، (كَادَ) يَفْعَلُ كَذَا، نَقَلَه الفَرَّاءُ.
( {ولِمَ، بِكَسْرِ اللاَّمِ وفَتْحِ المِــيمِ) : حَرْفٌ (يُسْتَفْهَمُ بِهِ) ، تَقول:} لِمَ ذَهَبْتَ؟ والأَصْل لِمَــا، وَلَك أَن تُدْخِلَ عَلَيْهِ مَا، ثُمَّ تَحْذفَ مِنه الأَلِفَ، ومِنه قَولُه تَعالَى: {لم أَذِنت لَهُم} ، كَذَا فِي الصِّحاحِ. وقَالَ أبُو زَكَرِيَّا: هَذَا الَّذي ذَكَرَه إنَّما يتَعَلَّقُ {بِــلَم الجَازِمَةِ، ولَيْسَ مِنْ فَصْلِ الاسْتِفْهَامِيَّةِ، وأَصْلُ لِمَ لِمَــا، حُذِفَتِ الألِفُ تَخْفِيفًا، وتُرِكَت المِــيمُ مَفْتُوحَةً، لتدلَّ الفَتْحَةُ على الألِفِ المَــحْذُوفَةِ، وقَدْ يَجُوزُ تَسْكِينُ المِــيمِ، وتَرْكُهَا على
حَرَكَتِها أَجْوَدُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ عِنْد قَولِ الجوْهَرِيّ لِمَ: حرفٌ يُسْتَفْهَم بِهِ إِلَى آخِره: هَذَا كَلامٌ فاسِدٌ؛ لأنَّ مَا هِيَ مَوْجُودَة فِي لِمَ، واللاَّمُ هِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَيْهَا، وحُذِفَتْ أَلِفُها؛ فَرْقًا بَيْنَ الاسْتِفْهَامِيَّةِ والخَبَرِيَّةِ. وأَمَّا أَــلَمْ فَالأصل فِيهَا لَمْ أُدْخِلَ عَلَيْهَا أَلِفُ الاسْتِفْهَام، قَالَ: (و) أَمَّا لِمَ فإِنَّ (أَصْلَهُ مَا) الَّتِي تَكُونُ اسْتِفْهَامًا (وُصِلَتْ بِلامٍ) . ثُمَّ قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ولَكَ أَنْ تُدِخِلَ) عَلَيْهَا (الهَاءَ) فِي الوَقْفِ (فَتَقُولَ: لِمَــهْ) ، وقَولُ زِيادٍ الأعجَمِ:
(يَا عَجَبًا والدَّهْرُ جَمٌّ عَجَبُهْ ... )
(مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّنِي لَمْ أَضْرِبُهْ ... )
فإنَّه لمــا وَقَفَ على الهاءِ نَقَلَ حَرَكَتَهما إِلَى مَا قَبْلَها.
(و) فِي الحَدِيثِ: و (" إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ} يُــلِمُّ ") . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: (أَي: يَقْرُبُ مِنْ ذَلِك) . وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَر فِي صِفَةِ الجَنَّة: " وَلَوْلَا أَنَّه شَيءٌ قَضَاهُ الله {لألَّم أَن يَذْهَبَ بَصَرُهُ " أَيْ: لِمَــا يُرَى فِيهَا، أَيْ: لَقَرُبَ أَن يَذْهَبَ بَصَرُه.
(وحَيٌّ) } لَمْلَمٌ (وجَيْشٌ لَمْلَمٌ) ، أَي: (كَثِيرٌ مُجْتَمِعٌ) ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(من دُونِهِم إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَرًا ... حَيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكْرُ)
( {ولَمْلَمَ الحَجَرَ: أَدَارَهُ) . وحُكِي عَن أَعرَابِيٍّ: جَعَلْنا} نُــلَمْلِمُ مِثْلَ القَطَا الكُدْرِيِّ مِنَ الثَّرِيدِ، وكَذَلِك مِنَ الطِّينِ.
( {والْتَمَّ) مِنَ} الــلَّمَّــةِ، أَيْ: (زَارَا) ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
(وكَانَ إِذَا مَا {الْتَمَّ مِنْهَا بِحَاجَةٍ ... يُرَاجِعُ هِتْرًا من تُمَاضِرَ هَاتِرَا)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الــلَّمُّ: الجَمْعُ الكَثِيرُ الشَّدِيدُ، ومِنه قَولُه تَعالَى: {أكلا} لمــا} قَالَ الفَرَّاء: أَي: شَدِيدًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي: تَــلُمُّــونَ بِجَمِيعِه. وَفِي الصِّحاحِ: أَي: نَصِيبَه ونَصِيبَ صاحِبِه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: يُقَال: {لَمَــمْتُه أَجْمَعَ حَتَّى أَتَيْتُ على آخِرِه.
وجَمْعُ} الــلُّمَّــةِ - بِمَعْنَى الجَمَاعة -: {لُمُــومٌ، بِالضَّمِّ، ولَمَــائِمُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقال: كَانَ ذَلِك مُنذُ شَهْرَيْنِ أَوْ} لَمَــمِهِما، ومُنْذُ شَهْرٍ ولَمَــمِه، أَي: قُرَابِ شَهْرٍ.
{والإِــلْمَــامُ: الزِّيَارَةُ غِبًّا، وَقد} أَــلَمَّ بِهِ {وأَــلَمَّ عَلَيْهِ.
} والــلَّمَــمُ: {الإلْمَــامُ بِالنِّسَاءِ، وشِدَّةُ الحِرْصِ عَلَيْهِنَّ.
} والمُلِمَّــةُ: النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ من نَوَازِلِ الدَّهْرِ، والجَمْعُ: {المُلِمَّــاتُ.
} والــلَّمَّــةُ: الدَّهْرُ. وقَدَحٌ {مَــلْمُــومٌ: مُسْتَدِيرٌ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ.
وذُو} الــلِّمَّــة: فَرسُ سَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَــلَّم، ذَكَرَه أَهْلُ السِّيَرِ.
وشَعَرٌ {مُــلَمَّــمٌ:} ومُــلَمْلَمٌ: مَدْهُونٌ، قَالَ:
(ومَا التَّصَابِي لِلعُيُونِ الحُــلَّمِ ... )
(بَعدَ ابْيِضَاضِ الشَّعَرِ {المُلَمْلَمِ ... )
العُيُونُ هُنَا: سَادَةُ القَوْمِ، ولِذَا قَالَ: ((الحُــلَّمِ)) ، وَــلم يَقُلْ: الحَالِمَــةُ.
لمــم: الــلَّمُّ: الجمع الكثير الشديد. والــلَّمُّ: مصدر لَمَّ الشيء
يَــلُمُّــه لَمّــاً جمعه وأصلحه. ولَمَّ اللهُ شََعَثَه يَــلُمُّــه لَمّــاً: جمعَ ما
تفرّق من أُموره وأَصلحه. وفي الدعاء: لَمَّ اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ
لك ما يُذْهب شعثك؛ قال ابن سيده: أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين
شَتِيت أَمرِك. وفي الحديث: اللهمِّ الْمُــمْ شَعَثَنا، وفي حديث آخر: وتَــلُمّ
بها شَعَثي؛ هو من الــلَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا.
ورجُل مِــلَمٌّ: يَــلُمُّ القوم أي يجمعهم. وتقول: هو الذي يَــلُمّ أَهل بيته
وعشيرَته ويجمعهم؛ قال رؤبة:
فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِــلَمّ
أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَــلُمُّ أَمرَنا. ورجل مِــلَمٌّ مِعَمٌّ
إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه. وقولهم: إنّ دارَكُما
لَمُــومةٌ
أَي تَــلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم؛ قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح
علقمة بن سيف:
لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ، ولَمَّــني
لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ المــاجِدِ
(* قوله «لأحبني» أَنشده الجوهري: وأحبني).
ابن شميل: لُمّــة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه
فقد أَصاب لُمّــةً، والواحد لُمَّــة والجمع لُمَّــة. وكلُّ مَن لقِيَ في سفره
ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّــة. وفي الحديث: لا تسافروا حتى تُصيبوا
لُمَّــة
(* قوله «حتى تصيبوا لمــة» ضبط لمــة في الأحاديث بالتشديد كما هو
مقتضى سياقها في هذه المــادة، لكن ابن الأثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى
قوله: قال الجوهري الهاء عوض إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمــة إلخ البيت مخفف
فمحل ذلك كله مادة لأم). أَي رُفْقة. وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها،
أَنها خرجت في لُمَّــةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكرفعاتبته،
أَي في جماعة من نسائها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي ما بين الثلاثة إلى
العشرة، وقيل: الــلُّمَّــة المِــثْلُ في السن والتِّرْبُ؛ قال الجوهري: الهاء
عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أَخذت عينه كَسَهٍ ومَهٍ، وأَصلها
فُعْلة من المُــلاءمة وهي المُــوافقة. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ألا
وإنّ معاوية قادَ لُمَّــة من الغواة أي جماعة. قال: وأما لُمَــة الرجل مثله
فهو مخفف. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه
فقال: أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَــتَه من النساء ولتَنْكح
المــرأةُ لُمَــتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن. ويقال: لك
فيه لُمَــةٌ أي أُسْوة؛ قال الشاعر:
فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُمــاتٌ،
وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ
وقال ابن الأعرابي: لُمــات أَي أَشباه وأَمثال، وقوله: فنحن على ندور أي
سنموت لا بدّ من ذلك.
وقوله عز وجل: وتأْكلون التُّرابَ أْكَلاً لَمّــاً؛ قال ابن عرفة: أَكلاً
شديداً؛ قال ابن سيده: وهو عندي من هذا الباب، كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث
ويستأْصله، والآكلُ يَــلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً؛ قال الله عز وجل:
وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّــاً؛ قال الفراء: أي شديداً، وقال الزجاج:
أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّــاً أي تَــلُمُّــون بجميعه. وفي الصحاح:
أَكْلاً لَمّــاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه. قال أبو عبيدة: يقال لَمَــمْتُه
أَجمعَ حتى أتيت على آخره. وفي حديث المــغيرة: تأْكل لَمّــاً وتُوسِع ذَمّاً أي
تأْكل كثيراً مجتمعاً. وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ: وإنَّ كُلاً
لَمّــاً، مُنَوَّنٌ، ليُوَفِّيَنَّهم؛ قال: يجعل الــلَّمَّ شديداً كقوله
تعالى: وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّــاً؛ قال الزجاج: أراد وإن كلاً
ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأن معنى الــلّمّ الجمع، تقول: لَمَــمْت الشيء أَــلُمُّــه إذا
جمعته. الجوهري: وإنَّ كلاً لمــاً ليوفينهم، بالتشديد؛ قال الفراء: أصله
لمــمّا، فــلمــا كثرت فيها المِــيماتُ حذفت منها واحد، وقرأَ الزهري: لمّــاً،
بالتنوين، أي جميعاً؛ قال الجوهري: ويحتمل أن يكون أن صلة لمــن من، فحذفت منها
إحدى المــيمات؛ قال ابن بري: صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِــن
مَن، قال: وعليه يصح الكلام؛ يريد أن لَمّــاً في قراءة الزهري أصلها لَمِــنْ
مَن فحذفت المــيم، قال: وقولُ من قال لَمّــا بمعىن إلاَّ، فليس يعرف في
اللغة.
قال ابن بري: وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّــا فَعَلْت بمعنى إلاّ فعلت،
وقرئ: إن كُلُّ نَفْس لَمّــا عليها حافظٌ؛ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ،
وإن كل نفس لعليها
(* قوله «وإن كل نفس لعليها حافظ» هكذا في الأصل وهو
إنما يناسب قراءة لمــا يالتخفيف). حافظ. وورد في الحديث: أنْشُدك الله
لَمّــا فعلت كذا، وتخفف المــيم وتكونُ ما زائدة، وقرئ بهما لمــا عليها
حافظ.والإلْمــامُ والــلَّمَــمُ: مُقاربَةُ الذنب، وقيل: الــلّمَــم ما دون الكبائر
من الذنوب. وفي التنزيل العزيز: الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ
والفواحِشَ إلا الــلَّمَــمَ. وألَمَّ الرجلُ: من الــلَّمَــمِ وهو صغار الذنوب؛
وقال أميّة:
إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا
وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَــلَمّــا؟
ويقال: هو مقارَبة المــعصية من غير مواقعة. وقال الأَخفش: الــلَّمَــمُ
المُــقارَبُ من الذنوب؛ قال ابن بري: الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت؛ قال:
وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مســلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال: مر
أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمــروة وهو يقول:
لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا،
أَتَمَّه اللهُ، وقد أَتَمَّا
إن تغفر، اللهم، تغفر جمّاً
وأيُّ عبدٍ لك لا أَــلَمَّــا؟
قال أبو إسحق: قيل الــلّمَــمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها؛ وذكر
الجوهري في فصل نول: إن الــلّمَــم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن:
فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها،
وأنْبأتُها ما رُخّصَ اللهُ في الــلّمَــمْ
وقيل: إلاّ الــلَّمَــمَ: إلاّ أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب،
قال: ويدلّ عليه قوله تعالى: إنّ ربَّك واسِعُ المــغفرة؛ غير أن الــلَّمَــم أن
يكونَ الإنسان قد أَــلَمَّ بالمــعصية ولم يُصِرَّ عليها، وإنما الإلْمــامُ
في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء، فهذا معنى
الــلّمَــم؛ قال أبو منصور: ويدل على صاحب قوله قولُ العرب: أَــلْمَــمْتُ بفلانٍ
إلْمــاماً وما تَزورُنا إلاَّ لِمَــاماً؛ قال أبو عبيد: معناه الأَحيانَ على
غير مُواظبة، وقال الفراء في قوله إلاّ الــلّمَــم: يقول إلاّ المُــتقاربَ من
الذنوب الصغيرة، قال: وسمعت بعض العرب يقول: ضربته ما لَمَــم القتلِ؛
يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل، قال: وسمعت آخر يقول: ألَمَّ يفعل كذا في
معنى كاد يفعل، قال: وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد، فهي لَمَــمٌ
وهي مغفورة، فإن أَعادَ النظرَ فليس بــلَمَــمٍ، وهو ذنب. وقال ابن
الأعرابي: الــلّمَــم من الذنوب ما دُون الفاحشة. وقال أبو زيد: كان ذلك منذ شهرين
أو لَمَــمِها، ومُذ شهر ولَمَــمِه أو قِرابِ شهر. وفي حديث النبي، صلى الله
عليه وســلم: وإن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو يُــلِمُّ؛
قال أبو عبيد: معناه أو يقرب من القتل؛ ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة:
فلولا أنه شيء قضاه اللهُ لأَــلَمَّ أن يذهب بصرُه، يعني لِمــا يرى فيها، أي
لَقَرُب أن يذهب بصره. وقال أبو زيد: في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا
وكذا، وهو الذي قارَب أن يَحمِل. وفي حديث الإفْكِ: وإن كنتِ ألْمَــمْتِ
بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله، أي قارَبْتِ، وقيل: الَّمَــمُ مُقارَبةُ المــعصية
من غير إِيقاعِ فِعْلٍ، وقيل: هو من الــلّمَــم صغار الذنوب. وفي حديث أبي
العالية: إن الــلَّمَــم ما بين الحَدَّين حدُّ الدنيا وحدِّ الآخرة أي
صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة، والإلْمــامُ:
النزولُ. وقد أَــلَمَّ أَي نزل به. ابن سيده: لَمَّ به وأَــلَمَّ والتَمَّ
نزل. وألَمَّ به: زارَه غِبّاً. الليث: الإلْمــامُ الزيارةُ غِبّا، والفعل
أَــلْمَــمْتُ به وأَــلْمَــمْتُ عليه. ويقال: فلانٌ يزورنا لِمــاماً أي في
الأَحايِين. قال ابن بري: الــلِّمــامُ اللِّقاءُ اليسيرُ، واحدتها لَمّــة؛ عن أبي
عمرو. وفي حديث جميلة: أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به
لَمَــمٌ، فإذا اشْتَدَّ لَمَــمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار؛
قال ابن الأثير: الــلَّمَــمُ ههنا الإلْمــامُ بالنساء وشدة الحرص عليهن، وليس
من الجنون، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء. وغلام مُــلِمٌّ:
قارَب البلوغَ والاحتلامَ. ونَخْلةٌ مُــلِمٌّ ومُــلِمّــة: قارَبتِ الإرْطابَ.
وقال أَبو حنيفة: هي التي قاربت أن تُثْمِرَ.
والمُلِمّــة: النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا؛ وأما قول
عقيل بن أبي طالب:
أَعِيذُه من حادِثات الــلَّمَّــهْ
فيقال: هو الدهر. ويقال: الشدة، ووافَق الرجَزَ من غير قصد؛ وبعده:
ومن مُريدٍ هَمَّه وغَمَّهْ
وأنشد الفراء:
علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها
تُدِيلُنا الــلَّمَّــةَ من لَمّــاتِها،
فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها
قال ابن بري وحكي أن قوماً من العرب يخفضون بلعل، وأنشد:
لعلَّ أَبي المِــغْوارِ منكَ قريبُ
وجَمَلٌ مَــلْمــومٌ ومُــلَمْلم: مجتمع، وكذلك الرجل، ورجل مُــلَمْلم: وهو
المــجموع بعضه إلى بعض. وحجَر مُــلَمْلَم: مُدَمْلَك صُلْب مستدير، وقد
لَمْلَمــه إذا أَدارَه. وحكي عن أعرابي: جعلنا نُــلَمْلِمُ مِثْلَ القطا
الكُدْرِيّ من الثريد، وكذلك الطين، وهي الــلَّمْلَمــة. ابن شميل: ناقة
مُــلَمْلَمــة، وهي المُــدارة الغليظة الكثيرة اللحم المــعتدلة الخلق. وكَتيبة مَــلْمــومة
ومُــلَمْلَمــة: مجتمعة، وحجر مَــلْمــوم وطين مَــلْمــوم؛ قال أبو النجم يصف هامة
جمل:
مَلْخمومة لَمًّــا كظهر الجُنْبُل
ومُــلَمْلَمــة الفيلِ: خُرْطومُه. وفي حديث سويد ابن غَفلة: أتانا
مُصدِّقُ رسولِ الله، صلى الله عليه وســلم، فأَتاه رجل بناقة مُــلَمْلَمــة فأَبى
أَن يأْخذَها؛ قال: هي المُــسْتديِرة سِمَناً، من الــلَّمّ الضمّ والجمع؛ قال
ابن الأثير: وإنما ردّها لأنه نُهِي أن يؤخذ في الزكاة خيارُ المــال.
وقَدح مَــلْمــوم: مستدير؛ عن أبي حنيفة. وجَيْش لَمْلَمٌ: كثير مجتمع، وحَيٌّ
لَمْلَمٌ كذلك، قال ابن أَحمر:
منْ دُونِهم، إن جِئْتَهم سَمَراً،
حَيٌّ حلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر
وكتيبة مُــلَمْلَمــة ومَــلْمــومة أيضاً أي مجتمعة مضموم بعضها إلى بعض.
وصخرة مَــلمــومة ومُــلَمْلمــة أي مستديرة صلبة.
والــلِّمّــة: شعر الرأْس، بالكسر، إذا كان فوق الوَفْرة، وفي الصحاح؛
يُجاوِز شحمة الأُذن، فإذا بلغت المــنكبين فهي جُمّة. والــلِّمّــة: الوَفْرة،
وقيل: فوقَها، وقيل: إذا أَــلَمّ الشعرُ بالمــنكب فهو لِمّــة، وقيل: إذا جاوزَ
شحمة الأُذن، وقيل: هو دون الجُمّة، وقيل: أَكثرُ منها، والجمع لِمَــمٌ
ولِمــامٌ؛ قال ابن مُفَرِّغ:
شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق منهم
في وُجوهٍ مع الــلِّمــامِ الجِعاد
وفي الحديث: ما رأَيتُ ذا لِمّــةٍ أَحسَن من رسول الله، صلى الله عليه
وســلم؛ الــلِّمّــةُ من شعر الرأْس: دون الجُمّة، سمِّيت بذلك لأنها أَــلمَّــت
بالمــنكبين، فإذا زادت فهي الجُمّة. وفي حديث رِمْثة: فإذا رجل له لِمّــةٌ؛
يعني النبي، صلى الله عليه وســلم.
وذو الــلِّمّــة: فرس سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وســلم. وذو الــلِّمّــة
أيضاً: فرس عُكاشة بن مِحْصَن. ولِمّــةُ الوتِدِ: ما تشَعَّثَ منه؛ وفي
التهذيب: ما تشَعّث من رأْس المَــوتود بالفِهْر؛ قال:
وأشْعَثَ في الدارِ ذي لِمّــةٍ
يُطيلُ الحُفوفَ، ولا يَقْمَلُ
وشعر مُــلَمَّــم ومُــلَمْلَمٌ: مَدهون؛ قال:
وما التَّصابي للعُيونِ الحُــلَّمِ
بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ
العُيون هنا سادةُ القوم، ولذلك قال الحُــلَّم ولم يقل الحالِمــة.
والــلَّمّــةُ: الشيء المــجتمع. والــلّمّــة والــلَّمَــم، كلاهما: الطائف من
الجن. ورجل مَــلمُــوم: به لَمَــم، ومــلمــوس وممسُوس أي به لَمَــم ومَسٌّ، وهو من
الجنون. والــلّمَــمُ: الجنون، وقيل طرَفٌ من لجنون يُــلِمُّ بالإنسان، وهكذا
كلُّ ما ألمَّ بالإنسان طَرَف منه؛ وقال عُجَير السلوليّ:
وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَلَّ قَيْدَه،
بحيث تَلاقَى عامِر وسَلولُ
وإذا قيل: بفلان لَمّــةٌ، فمعناه أن الجن تَــلُمّ الأَحْيان
(* قوله: تــلم
الاحيان؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد تــلمّ به بعض الأحيان). وفي حديث
بُرَيدة: أن امرأة أَتت النبي، صلى الله عليه وســلم، فشكت إليه لَمَــماً
بابنتِها؛ قال شمر: هو طرَف من الجنون يُــلِمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه،
فوصف لها الشُّونِيزَ وقال: سيَنْفَع من كل شيء إلاَّ السامَ وهو المــوت.
ويقال: أَصابتْ فلاناً من الجن لَمّــةٌ، وهو المــسُّ والشيءُ القليل؛ قال
ابن مقبل:
فإذا وذلك، يا كُبَيْشةُ، لم يكن
إلاّ كَــلِمَّــة حالِمٍ بَخيالٍ
قال ابن بري: قوله فإذا وذلك مبتدأ، والواو زائدة؛ قال: كذا ذكره الأخفش
ولم يكن خبرُه: وأنشد ابن بري لحباب بن عمّار السُّحَيمي:
بَنو حَنيفة حَيٌّ حين تُبْغِضُهم،
كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَــمُ
واللاَّمَّةُ: ما تَخافه من مَسٍّ أو فزَع. واللامَّة: العين المُــصيبة
وليس لها فعل، هو من باب دارِعٍ. وقال ثعلب: اللامّة ما أَــلمَّ بك ونظَر
إليك؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء. والعَين اللامّة: التي تُصيب بسوء.
يقال: أُعِيذُه من كلِّ هامّةٍ ولامّة. وفي حديث ابن عباس قال: كان رسول
الله، صلى الله عليه وســلم، يُعَوِّذ الحسن والحسين، وفي رواية: أنه عَوَّذ
ابنيه، قال: وكان أبوكم إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحق ويعقوب بهؤلاء الكــلمــات:
أُعِيذُكُما بكــلمــة الله التامّة من كل شيطان وهامّة، وفي رواية: من شرِّ
كل سامّة، ومن كل عين لامّة؛ قال أبو عبيد: قال لامّة ولم يقل مُــلِمّــة،
وأصلها من أَــلْمَــمْت بالشيء تأْتيه وتُــلِمّ به ليُزاوِج قوله من شرِّ كل
سامّة، وقيل: لأنه لم يخرَد طريقُ الفعل، ولكن يُراد أنها ذاتُ لَمَــمٍ فقيل
على هذا لامَّة كما قال النابغة:
كِلِيني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمة، ناصِب
ولو أراد الفعل لقال مُنْصِب. وقال الليث: العينُ اللامّة هي العين التي
تُصيب الإنسان، ولا يقولون لَمَّــتْه العينُ ولكن حمل على النسب بذي
وذات.
وفي حديث ابن مسعود قال: لابن آدم لَمَّــتان: لَمّــة من المَــلَك، ولَمّــة
من الشيطان، فأما لمَّــة المــلك فاتِّعاذٌ بالخير وتَصْديق بالحق وتطييب
بالنفس، وأما لَمّــةُ الشيطان فاتِّعادٌ بالشرّ وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس.
وفي الحديث: فأما لَمَّــة المــلَك فيَحْمَد اللهَ عليها ويتعوَّذ من لمّــة
الشيطان؛ قال شمر: الــلِّمّــة الهَمّة والخَطرة تقع في القلب؛ قال ابن
الأثير: أراد إلمــامَ المَــلَك أو الشيطان به والقربَ منه، فما كان من خَطَرات
الخير فهو من المَــلك، وما كان من خطرات الشرّ فهو من الشيطان. والــلّمّــة:
كالخطرة والزَّوْرة والأَتْية؛ قال أَوس بن حجر:
وكان، إذا ما الْتَمَّ منها بحاجةٍ،
يراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا
يعني داهيةً، جعل تُماضِر، اسم امرأة، داهية. قال: والْتَمَّ من
الــلَّمّــة أي زار، وقيل في قوله للشيطان لَمّــةٌ أي دُنُوٌّ، وكذلك لــلمَــلك لمَّــة
أي دُنوّ.
ويَــلَمْلَم وألَمْلَم على البدل: جبل، وقيل: موضع، وقال ابن جني: هو
مِيقاتٌ، وفي الصحاح: ميْقاتُ أهل اليمن. قال ابن سيده؛ ولا أدري ما عَنى
بهذا اللهم إلاّ أن يكون المــيقات هنا مَعْــلَمــاً من مَعالِم الحج، التهذيب:
هو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحج موضع بعينه.
التهذيب: وأما لَمّــا، مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة المــيم غير منوّنة، فلها
معانٍ في كلام العرب: أحدها أنها تكون بمعنى الحين إذا ابتدئ بها، أو
كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابها كقولك: لمّــا جاء القوم
قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كقول الله عز وجل: ولَمّــا وَرَد ماءَ
مَدْيَن، وقال: فــلمّــا بَلَغ معه السَّعْيَ قال يا بُنيَّ؛ معناه كله حين؛ وقد
يقدّم الجوابُ عليها فيقال: اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لمّــا
أََحَسُّوا بهم أي حين أَحَسُّوا بهم، وتكون لمّــا بمعنى لم الجازمة؛ قال الله
عز وجل: بل لمّــا يَذُوقوا عذاب؛ أي لم يذوقوه، وتكون بمعنى إلاَّ في قولك:
سأَلتكَ لمَّــا فعلت، بمعنى إلا فعلت، وهي لغة هذيل بمعنى إلا إذا أُجيب
بها إن التي هي جَحْد كقوله عزَّ وجل: إنْ كلُّ نَفْسٍ لمَّــا عليها
حافظٌ، فيمن قرأَ به، معناه ما كل نفس إلا عليها حافظ؛ ومثله قوله تعالى: وإن
كلٌّ لمَّــا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون؛ شدّدها عاصم، والمــعنى ما كلٌّ إلا
جميع لدينا. وقال الفراء: لمــا إذا وُضِعت في معنى إلا فكأَنها لمْ
ضُمَّت إليها ما، فصارا جميعاً بمعنى إن التي تكون جَحداً، فضموا إليها لا
فصارا جميعاً حرفاً واحداً وخرجا من حدّ الجحد، وكذلك لمّــا؛ قال: ومثل ذلك
قولهم: لولا، إنما هي لَوْ ولا جُمِعتا، فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها ولا من
الجحد إذ جُمِعتا فصُيِّرتا حرفاً؛ قال: وكان الكسائي يقول لا أَعرفَ
وَجْهَ لمَّــا بالتشديد؛ قال أبو منصور: ومما يعدُلُّك على أن لمّــا تكون بمعنى
إلا مع إن التي تكون جحداً قولُ الله عز وجل: إن كلٌّ إلا كذَّب
الرُّسُلَ؛ وهي قراءة قُرّاء الأَمْصار؛ وقال الفراء: وهي في قراءة عبد الله: إن
كلُّهم لمّــا كذَّب الرسلَ، قال: والمــعنى واحد. وقال الخليل: لمَّــا تكون
انتِظاراً لشيء متوقَّع، وقد تكون انقطاعةً لشيء قد مضى؛ قال أَبو منصور:
وهذا كقولك: لمَّــا غابَ قُمْتُ. قال الكسائي: لمّــا تكون جحداً في مكان،
وتكون وقتاً في مكان، وتكون انتظاراً لشيء متوقَّع في مكان، وتكون بمعنى
إلا في مكان، تقول: بالله لمّــا قمتَ عنا، بمعنى إلا قمتَ عنا؛ وأما قوله
عز وجل: وإنَّ كُلاً لمــا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنها قرئت مخففة ومشددة، فمن
خفّفها جعل ما صلةً، المــعنى وإن كلاً ليوفينهم ربُّك أَعمالَهم، واللام في
لمّــا لام إنّ، وما زائدة مؤكدة لم تُغيِّر المــعنى ولا العملَ؛ وقال
الفراء في لمــا ههنا، بالتخفيف، قولاً آخر جعل ما اسْماً للناس، كما جاز في
قوله تعالى: فانْكِحوا ما طابَ لكمْ منَ النساء؛ أن تكون بمعنى مَن طابَ
لكم؛ المــعنى وإن كلاً لمَــا ليوفِّينَهم، وأما الللام التي في قوله
ليوفِّينَّهم فإنها لامٌ دخلت على نية يمينٍ فيما بين ما وبين صلتها، كما تقول
هذا مَنْ لَيذْهبَنّ، وعندي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ منه؛ ومثله قوله عز وجل:
وإنّ منكم لَمَــنْ لَيُبَطِّئنَّ؛ وأما مَن شدَّد لمّــا من قوله لمّــا
ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بمعنى إلا، وأما الفراء فإنه زعم أن معناه لَمَــنْ ما،
ثم قلبت النون ميماً فاجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت إحداهنّ وهي الوسطى
فبقيت لمَّــا؛ قال الزجاج: وهذا القول ليس بشيء أيضاً لأن مَنْ ...( ) (هكذا
بياض بالأصل). لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين، قال: وزعم المــازني أنّ
لمّــا اصلها لمَــا، خفيفة، ثم شدِّدت المــيم؛ قال الزجاج: وهذا القول ليس
بشء أَيضاً لأن الحروف نحو رُبَّ وما أَشبهها يخفف، ولا يثَقَّّل ما كان
خفيفاً فهذا منتقض، قال: وهذا جميع ما قالوه في لمَّــا مشدّدة، وما ولَمــا
مخففتان مذكورتان في موضعهما.
ابن سيده: ومِن خَفيفِه لَمْ وهو حرف جازم يُنْفَى به ما قد مضى، وإن لم
يقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتي. التهذيب: وأما لَمْ فإنه لا يليها إلا
الفعل الغابِرُ وهي تَجْزِمُه كقولك: لم يفعلْ ولم يسمعْ؛ قال الله تعالى: لم
يَلِدْ ولم يُولَدْ؛ قال الليث: لم عزيمةُ فِعْلٍ قد مضى، فــلمّــا جُعِلَ
الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُزِمَ، وذلك قولك: لم يخرُجْ زيدٌ إنما
معناه لا خرَجَ زيد، فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحمَلوا الفعل على
بناء الغابر، فإذا أُعِيدَت لا ولا مرّتين أو أَكثرَ حَسُنَ حينئذ، لقول
الله عز وجل: فلا صَدَّقَ ولا صَلّى؛ أي لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ، قال:
وإذا لم يُعد لا فهو ف المــنطق قبيح، وقد جاء؛ قال أمية:
وأيُّ عَبدٍ لك لا أَــلَمَّــا؟
أي لم يُــلِمَّ. الجوهري: لمْ حرفُ نفي لِمــا مضى، تقول: لم يفعلْ ذاك،
تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان، وهي جازمة، وحروف
الجزم: لمْ ولَمّــا وأَــلَمْ وأَــلَمّــا؛ قال سيبويه: لم نفيٌ لقولك هو يفعل إذا
كان في حال الفعل، ولمّــا نفْيٌ لقولك قد فعل، يقول الرجلُ: قد ماتَ فلانٌ،
فتقول: لمّــا ولمْ يَمُتْ، ولمّــا أَصله لم أُدخل عليه ما، وهو يقع موقع
لم، تقول: أَتيتُك ولمّــا أَصِلْ إليك أي ولم أَصِلْ إليك، قال: وقد يتغير
معناه عن معنى لم فتكون جواباً وسبباً لِمــا وقَع ولِمــا لم يَقع، تقول:
ضربته لَمّــا ذهبَ ولمّــا لم يذهبْ، وقد يُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول: قارْبتُ
المــكانَ ولمَّــا، تريد ولمَّــا أَدخُلْه؛ وأنشد ابن بري:
فجئتُ قُبورَهم بَدْأً ولَمّــا،
فنادَيْتُ القُبورَ فــلم تُجِبْنَه
البَدْءُ: السيِّدُ أي سُدْتُ بعد موتهم، وقوله: ولمّــا أي ولمّــا أَكن
سيِّداً، قال: ولا يجوز أن يُخْتَزَلَ الفعلُ بعد لمْ. وقال الزجاج: لمّــا
جوابٌ لقول القائل قد فعلَ فلانٌ، فجوابه: لمّــا يفعلْ، وإذا قال فَعل
فجوابه: لم يَفعلْ، وإذا قال لقد فعل فجوابه: ما فعل، كأَنه قال: والله لقد
فعل فقال المــجيب والله ما فعل، وإذا قال: هو يفعل، يريد ما يُسْتَقْبَل،
فجوابه: لَن يفعلَ ولا يفعلُ، قال: وهذا مذهب النحويين. قال: ولِمَ،
بالكسر، حرف يستفهم به، تقول: لِمَ ذهبتَ؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه
الألف، قال الله تعالى: عَفَا اللهُ عنك لِمَ أَذِنْتَ لهم؟ ولك أن تدخل
عليها الهاء في الوقف فتقول لِمَــهْ؛ وقول زياد الأَعْجم؛
يا عَجَبا والدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ،
مِنْ عَنَزِيٍّ سبَّني لم أَضْرِبُهْ
فإنه لمــا وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها، والمــشهور في البيت
الأول:
عَجِبْتُ والدهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ
قال ابن بري: قولُ الجوهري لِمَ حرفٌ يستفهم به، تقول لِمَ ذهبتَ؟ ولك
أن تدخل عليه ما، قال: وهذا كلام فاسد لأن ما هي موجودة في لِمَ، واللام
هي الداخلة عليها، وحذفت أَلفها فرقاً بين الاستفهاميّة والخبرية، وأما
أَــلَمْ فالأصل فيها لَمْ، أُدْخِل عليها أَلفُ الاستفهام، قال: وأما لِمَ
فإنها ما التي تكون استفهاماً وُصِلَت بلام، وسنذكرها مع معاني اللامات
ووجوهها، إن شاء الله تعالى.