Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لم

سَلَمَ

(سَــلَمَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «السَّلامُ»
قِيلَ مَعْناه سلامتُه مِمَّا يلْحق الخَلق مِنَ العَيب والفَناء.
والسَّلَامُ فِي الأصْل السَّلَامَةُ. يُقَالُ سَــلِمَ يَسْــلَمُ سَلَامَةً وسَلَاماً. وَمِنْهُ قِيلَ للجنَّة دارُ السَّلامِ
، لِأَنَّهَا دارُ السَّلَامَةِ مِنَ الْآفَاتِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ عَلَى اللَّهِ، أحدُهم مَنْ يَدْخل بَيْتَهُ بِسَلَامً» أرادَ أَنْ يَلزَم بَيْتَهُ طَلَبًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الفِتَن ورَغبة فِي العُزلة. وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إذا دَخَل بيته سَــلَّمَ.
والأول الوجه. (س) وَفِي حَدِيثِ التَّسْلِيمِ «قُلِ السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَام تَحيَّة المــوْتَى» هَذَا إشارَةٌ إِلَى مَا جَرت بِهِ عادَتُهم فِي المَــراثي، كَانُوا يُقَدّمون ضَمِيرَ الْمَــيِّتِ عَلَى الدُّعاء لَهُ كَقَوْلِهِ:
عَليكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وباَرَكَت ... يَدُ اللهِ فِي ذَاك الأدِيمِ المُــمَزَّقِ
وَكَقَوْلِ الْآخَرِ:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسَ بنَ عاصمٍ ... ورحمتهُ مَا شاءَ أَنْ يترَّحما
وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّ المُــسّــلم عَلَى القَوم يتوقَّعُ الْجَوَابَ، وَأَنْ يُقال لَهُ عليكَ السلامُ، فَــلَمَّــا كَانَ المــيتُ لَا يُتَوقع مِنْهُ جَوَابٌ جَعَلوا السلامَ عَلَيْهِ كَالْجَوَابِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْمَــوْتَى كُفَّار الْجَاهِلِيَّةِ.
وَهَذَا فِي الدُّعاء بالخَير والمَــدْح، فَأَمَّا فِي الشَرِّ والذَّم فيُقدَّم الضميرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي» وقوله: «عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ» *.
وَالسُّنَّةُ لَا تَخْتلفُ فِي تَحِية الأمواتِ وَالْأَحْيَاءِ. ويشهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الصحيحُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخل الْقُبُورَ قَالَ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنِينَ» .
والتَّسْلِيمُ مشتَقّ مِنَ السَّلَامِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى لسلامَتِه مِنَ العَيب والنَّقْص. وَقِيلَ معناهُ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلع عَلَيْكُمْ فَلَا تَغْفُلوا. وَقِيلَ مَعْنَاهُ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكَ: أَيِ اسْمُ اللَّهِ عليك، إذ كَانَ اسمُ اللَّهِ يُذْكر عَلَى الأعْمال تَوقُّعا لاجْتماع مَعَانِي الْخَيْرَاتِ فِيهِ وانْتِفاء عَوارِض الْفَسَادِ عَنْهُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ سَــلِمْــتَ مِنِّي فاجْعَلْني أَسْــلَمُ مِنْكَ، مِنَ السَّلَامَةِ بِمَعْنَى السَّلَامِ.
وَيُقَالُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ، بِحَذْفِ عَلَيْكُمْ، وَــلَمْ يَرِد فِي القُرآن غَالِبًا إِلَّا مُنَكَّراً كَقَوْلِهِ تعالى سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ
فأمَّا فِي تشهُّد الصلاةِ فيقالُ فِيهِ مُعرَّفا ومُنَكَّرا، والظاهرُ الأكثرُ مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ اخْتاَر التَّنْكِيرَ، وَأَمَّا فِي السَّلَامِ الَّذِي يَخْرج بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ فَروى الرَّبيعُ عَنْهُ أَنَّهُ لَا يكْفيه إِلَّا مُعرَّفا، فَإِنَّهُ قَالَ: أقلُّ مَا يَكْفِيهِ أَنْ يقولَ السلامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ نَقَص مِنْ هَذَا حَرْفا عَادَ فســلَّم. ووجْهُه أَنْ يَكُونَ أرَاد بِالسَّلَامِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى، فَــلَمْ يَجُزْ حذفُ الألِف واللاَّم مِنْهُ، وكانُوا يَسْتَحسنون أَنْ يَقُولوا فِي الأوَّل سلامٌ عَلَيْكُمْ، وَفِي الآخِر السلامُ عَلَيْكُمْ، وتكونُ الألفُ واللامُ للعَهْد. يَعْنِي السَّلَامَ الْأَوَّلَ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصَين «كَانَ يُسَــلَّمُ عليَّ حَتَّى اكْتويْتُ» يَعْنِي أنَّ المــلائكةَ كَانَتْ تُسَــلِّمُ عَلَيْهِ، فَــلَمَّــا اكْتَوى بِسَبَبِ مَرَضه تَرَكُوا السلامَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الكَىَّ يَقدَح فِي التَّوكل والتَّسْلِيمِ إِلَى اللَّهِ والصَبرِ عَلَى مَا يُبْتَلى بِهِ العبدُ وَطَلَبِ الشِّفَاءِ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي جَوَازِ الكَىِّ ولكنَّه قادحٌ فِي التَّوكّل، وَهِيَ دَرَجَةٌ عاليةٌ وَرَاءَ مُبَاشرة الْأَسْبَابِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ «أَنَّهُ أخَذَ ثَمانين مِنْ أهْل مَكَّةَ سَــلْمــاً» يُرْوى بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا، وَهُمَا لُغَتان فِي الصُّلْحِ، وَهُوَ المــرادُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى مَا فسَّره الحُمَيْدي في غَرِيبه. وقال الخطَّابي: أَنَّهُ السَّــلَمُ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ، يُرِيدُ الِاسْتِسْلَامَ والإذعان، كقوله تعالى وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّــلَمَ
أَيْ الِانْقِيَادَ، وَهُوَ مصدرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ. وَهَذَا هُوَ الْأَشْبَهُ بالقَضِية؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُؤْخّذوا عَنْ صُلْح. وَإِنَّمَا أُخِذوا قَهْرا وأَسْــلَمُــوا أنْفُسهم عَجْزا، وللأوَّل وجْه، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ تَجْرِ مَعَهُمْ حَرْب، وَإِنَّمَا لمَّــا عجَزوا عَنْ دفْعهم أَوِ النَّجاة مِنْهُمْ رَضُوا أَنْ يُؤْخذوا أَسْرى وَلَا يُقتلوا، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ صُولحوا عَلَى ذَلِكَ فسُّمى الانقيادُ صُلحا وَهُوَ السَّــلَمُ.
وَمِنْهُ كِتَابُهُ بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ «وَإِنَّ سِــلْمَ المُــؤمنين واحدٌ لَا يُسَالَمُ مؤمِن دُونَ مُؤمن» أَيْ لَا يُصَالح واحدٌ دُونَ أَصْحَابِهِ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الصُّلح بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهم باجْتماع مَلَئهم عَلَى ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ «لآتينَّك برجُل سَــلَمٍ» أَيْ أَسِيرٍ لِأَنَّهُ اسْتَسْــلَمَ وَانْقَادَ.
وَفِيهِ «أَسْــلَمُ سَالَمَــهَا اللهُ» هُوَ مِنَ المُــسَالَمَــةِ وتَرْك الْحَرْبِ. ويحتَمِل أَنْ يَكُونَ دُعاءً وإخْباراً:
إِمَّا دُعَاءً لَهَا أَنْ يُسَالِمَــهَا اللَّهُ وَلَا يأمرُ بحَربْها، أَوْ أخْبَر أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَالَمَــهَا ومنَع مِنْ حربْها.
وَفِيهِ «الْمُــسْــلِمُ أَخُو الْمُــسْــلِمِ لَا يظــلِمُــه وَلَا يُسْــلِمُــهُ» يُقَالُ: أَسْــلَمَ فُلَانٌ فُلاناً إِذَا ألْقاه إِلَى الهلَكة وَــلَمْ يَحْمه مِنْ عدُوِّه، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أسْــلمــته إِلَى شَيْءٍ، لَكِنْ دَخَله التَّخْصِيص، وغَلَب عَلَيْهِ الالْقاء فِي الهلَكة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي وهبْت لخالَتي غُلاما، فقلْت لَهَا لَا تُسْــلِمِــيهِ حَجَّاماً وَلَا صَائِغًا وَلَا قصَّاباً» أَيْ لَا تُعْطيه لِمَــنْ يُعَــلمــه إِحْدَى هَذِهِ الصَّنَائِعِ، إِنَّمَا كِره الْحَجَّامَ والقصَّاب لِأَجْلِ النَّجاسة الَّتِي يباشِرَانها مَعَ تعذُّر الاحترازِ، وَأَمَّا الصائغُ فــلِمَــا يدخُل صَنْعَتَهُ مِنَ الْغِشِّ، وَلِأَنَّهُ يَصُوغ الذهب وَالْفِضَّةَ، وربَّما كَانَ مِنْ آنِيَةٍ أَوْ حَلْى لِلرِّجَالِ وَهُوَ حَرَام، ولكَثْرة الوعْد والكَذِب فِي إِنْجَازِ مَا يُسْتَعْمل عِنْدَهُ.
(س) وَفِيهِ «مَا مِنْ آدَمِيٍّ إلاَّ وَمَعَهُ شيطانٌ، قِيلَ: ومَعَك؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْــلَمَ» وَفِي رِوَايَةٍ «حَتَّى أَسْــلَمَ» أَيِ انْقَاد وكفَّ عَنْ وَسْوَستي. وَقِيلَ دَخل فِي الْإِسْلَامِ فسَــلمــت مِنْ شَرِّهِ. وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ فَأَسْــلَمُ بِضَمِّ الْمِــيمِ، عَلَى أَنَّهُ فعلٌ مسْتَقبل: أَيْ أَسْــلَمُ أَنَا مِنْهُ وَمِنْ شرِّه.
وَيَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ:
(س) الْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ شيطانُ آدَمَ كَافِرًا وَشَيْطَانِي مُسْــلِمــاً» .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَسْــلَم» يَعْنِي مِنْ قَوْمِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُــؤْمِنِينَ» يَعْنِي مُؤْمِنِي زَمانه، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْــلَمَ، وَإِنْ كَانَ مِنَ السَّابقين الْأَوَّلِينَ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ يقولُ إِذَا دَخَلَ شهرُ رمضانَ: اللَّهُمَّ سَــلِّمْــنِي مِنْ رمضانَ وسَــلِّمْ رَمَضَانَ لِي وسَــلِّمْــهُ مِنِّي» قَوْلُهُ سَــلّمِــني مِنْهُ أَيْ لَا يُصيبني فِيهِ مَا يَحُول بَيْنِي وبَينَ صَوْمه مِنْ مَرَض أَوْ غَيْرِهِ. وَقَوْلُهُ سَــلِّمْــهُ لِي: هُوَ أَنْ لَا يُغَمَّ عَلَيْهِ الهلالُ فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرِهِ فَيْلتَبِس عَلَيْهِ الصومُ والفِطْر. وَقَوْلُهُ وســلِّمــه مِنِّي: أَيْ يَعْصِمه مِنَ المَــعَاصي فِيهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «وَكَانَ عليٌّ مُسَــلَّمــاً فِي شأنِها» أَيْ سَالِمــاً لَمْ يُبْد بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا.
ويُروى بِكَسْرِ اللَّامِ: أَيْ مُسَــلِّمــاً للأمْرِ، والفتحُ أشبهُ: أَيْ أَنَّهُ لَمْ يقُل فِيهَا سُوءا.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ «أَنَّهُ أتَى الحجرَ فَاسْتَــلَمَــهُ» هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلام: التَّحِيَّةُ.
وَأَهْلُ الْيَمَنِ يُسمُّون الركنَ الأسودَ المُــحَيّا: أَيْ أنَّ النَّاسَ يُحَيُّونه بالسَّلام. وَقِيلَ هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلَامِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ، واحدِتُها سَــلِمَــةٌ بِكَسْرِ اللَّامِ. يُقَالُ اسْتَــلَمَ الحجرَ إِذَا لِمــسه وتَناوله.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «بَيْنَ سَــلَمٍ وأرَاك» السَّــلَمُ شَجَرٌ مِنَ العِضَاهِ واحدتُها سَــلَمَــةٌ بِفَتْحِ اللَّامِ، وورَقها القَرَظ الَّذِي يُدبغ بِهِ. وَبِهَا سُمِّى الرَّجُلُ سَــلَمَــة، وتُجمعُ عَلَى سَــلَمَــاتٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ سَــلَمَــاتٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ» . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعَ سَــلِمَــةٍ وَهِيَ الْحَجَرُ. (هـ) وَفِيهِ «عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ» السُّلَامَى: جَمْعُ سُلَامِيَة وَهِيَ الأُنْمُلَة مِنْ أَنَامِلِ الْأَصَابِعِ. وَقِيلَ واحدهُ وجمعهُ سَوَاءٌ. ويُجمَع عَلَى سُلَامِيَاتٍ وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَين مِنْ أصابِع الإنْسانِ. وَقِيلَ السُّلَامَى: كُلُّ عَظْم مُجَوَّف مِنْ صِغَار العِظاَم: الْمَــعْنَى عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظاَم ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ. وَقِيلَ: إِنَّ آخِرَ مَا يَبْقى فِيهِ المُــخ مِنَ الْبَعِيرِ إِذَا عَجِف السُّلامي والعَين. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
هُوَ عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ البَعير.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ فِي ذِكْرِ السَّنَة «حَتَّى آلَ السُّلَامَى» أَيْ رَجَع إِلَيْهِ المُــخُّ.
وَفِيهِ «مَنْ تَسَــلَّمَ فِي شيءٍ فَلَا يَصْرفْه إِلَى غَيْرِهِ» يُقَالُ أَسْــلَمَ وسَــلَّمَ إِذَا أسْلف. والأسمُ السَّــلَمُ، وَهُوَ أَنْ تُعطِىَ ذَهَبًا أَوْ فضَّة فِي سِلْعَة مَعْلُومَةٍ إِلَى أمدٍ مَعْلُومٍ، فَكَأَنَّكَ قَدْ أَسْــلَمْــتَ الثَّمَنَ إِلَى صَاحِبِ السِّلعة وسَــلَّمْــتَهُ إِلَيْهِ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنْ يُسْلف مَثَلًا فِي بُرٍّ فيُعْطِيه المــسْتَسْلف غَيْرَهُ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يأخُذَه. قَالَ القُتيبي: لَمْ أَسْمَعْ تفعَّل مِنَ السَّــلم إِذَا دَفَعَ إلاَّ فِي هَذَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «كَانَ يَكْره أَنْ يُقَالَ: السَّــلَمُ بِمَعْنَى السَّلف، وَيَقُولُ الْإِسْلَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» كَأَنَّهُ ضنَّ بِالِاسْمِ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ للطَّاعة والانْقِياد لِلَّهِ عَنْ أَنْ يُسَمىَّ بِهِ غَيره، وَأَنْ يستَعْمله فِي غَير طاعةِ اللَّهِ، وَيَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنى السَّلف. وَهَذَا مِنَ الإخْلاصِ بابٌ لَطِيفُ المَــسْلك. وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ السَّــلم فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُمْ مرُّوا بماءٍ فِيهِ سَلِيمٌ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ» السَّلِيمُ اللَّديغ. يُقَالُ سَــلَمَــتْهُ الحيَّة أَيْ لَدغَته. وَقِيلَ إِنَّمَا سُمِّى سَلِيماً تفاؤُلا بالسَّلامة، كَمَا قِيلَ للفَلاة المُــهْلكة مَفَازَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ ذِكْرُ «السُّلَالِم» هِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَقِيلَ بِفَتْحِهَا: حِصنٌ مِنْ حُصُون خَيْبَرَ. وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا السُّلَالِيمُ.

الغَيْلَمُ

الغَيْــلَمُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام، وهو السّلحفاة، والغيــلم: المــدرى في قول الليث، وأنشد:
يشذّب بالسيف أقرانه ... كما فرّق الــلّمّــة الغيــلم
وردّه الأزهري وقال: الغيــلم العظيم، قال: ومن الرواية الصحيحة في البيت وهو للهذلي:
ويحمي المــضاف إذا ما دعا، ... إذا فرّ ذو الــلّمّــة الغيــلم
قال وقد أنشده غيره:
كما فرّق الــلّمّــة الفيــلم
بالفاء، قال ابن الأعرابي: الغيــلم المــرأة الحسناء، والغيــلم: الشابّ العريض المــفرق الكثير الشعر، والغيــلم: اسم موضع في شعر عنترة:
كيف المــزار وقد تربّع أهلها ... بعنيزتين وأهلنا بالغيــلم؟

علم الأحكام

عــلم الأحكام
الأحكام: اسم مطلق، متى أطلق في العقليات أريد به: الأحوال الغيبية، المــستنتجة من مقدمات معلومة، هي الكواكب من جهة: حركاتها، ومكانها، وزمانها.
وفي الشرعيات: يطلق على الفروع الفقهية، المــستنبطة من الأصول الأربعة.
وسيأتي في: عــلم الفقه.
أما الأول: فهو الاستدلال بالتشكيلات الفلكية من أوضاعها، وأوضاع الكواكب من: المــقابلة، والمــقارنة، والتثليث، والتسديس، والتربيع على الحوادث الواقعة في عالم الكون، والفساد في أحوال الجو، والمــعادن، والنبات، والحيوان.
وموضوعه: الكوكب بقسميها.
ومباديه: اختلاف الحركات، والأنظار، والقران.
وغايته: العــلم بما سيكون لمــا أجرى الحق من العادة بذلك، مع إمكان تخلفه عندنا، كمنافع المــفردات.
ومما تشهد بصحته بنية بغداد، فقد أحكمها الواضع، والشمس في الأسد، وعطارد في السنبلة، والقمر في القوس، فقضى الحق أن لا يموت فيها ملك، ولم يزل كذلك، وهذا بحسب العموم.
وأما بالخصوص: فمتى عــلمــت مولد شخص سهل عليك الحكم بكل ما يتم له من: مرض، وعلاج، وكسب، وغير ذلك.
كذا في (تذكرة داود).
ويمكن المــناقشة في شاهده، بعد الإمعان في التواريخ، لكن لا يلزم من الجرح بطلان دعواه.
وقال المــولى أبو الخير: واعــلم أن كثيرا من العــلمــاء على تحريم عــلم النجوم مطلقا، وبعضهم على تحريم اعتقاد أن الكواكب مؤثرة بالذات.
وقد ذكر عن الشافعي أنه قال: إن كان المــنجم يعتقد أن لا مؤثر إلا الله، لكن أجرى الله تعالى عادته، بأن يقع كذا عند كذا، والمــؤثر هو الله، فهذا عندي لا بأس به.
وحيث (فحينئذ) الذم، ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم، ذكره ابن السبكي في (طبقاته الكبرى).
وفي هذا الباب: أطنب صاحب (مفتاح السعادة)، إلا أنه أفرط في الطعن.
قال: واعــلم: أن أحكام النجوم غير عــلم النجوم، لأن الثاني يعرف بالحساب، فيكون من فروع الرياضي.
والأول: يعرف بدلالة الطبيعة على الآثار، فيكون من فروع الطبيعي.
ولها فروع، منها: عــلم الاختيارات، وعــلم الرمل، وعــلم الفال، وعــلم القرعة، وعــلم الطيرة والزجر. انتهى.
وفيه: كتب كثيرة، يأتي ذكرها في النجوم.
عــلم الأحكام
والأحكام: اسم متى أطلق في العقليات أريد به الأحوال الغيبية المــستنتجة من مقدمات معلومة هي الكواكب من جهة وحركاتها ومكانها وزمانها.
وفي الشرعيات: يطلق على الفروع الفقهية المــستنبطة من الأصول الأربعة وسيأتي في عــلم الفقه.
وأما الأول: فهي الاستدلال بالتشكلات الفلكية من أوضاعها وأوضاع الكواكب من المــقابلة والمــقارنة والتثليث والتسديس والتربيع على الحوادث الواقعة في عالم الكون والفساد وفي أحوال الجود والمــعادن والنبات والحيوان.
وموضوعه: الكواكب بقسميها. ومباديه: اختلاف الحركات والأنظار والقرآن.
وغايته: العــلم بما سيكون بما أجرى الحق من العادة بذلك مع إمكان تخلفه عندنا كمنافع المــفردات ومما يشهد بصحته بنية بغداد فقد أحكمها الواضع والشمس في الأسد وعطارد في السنبلة والقمر في القوس فقضى الحق أن لا يموت فيها ملك ولم يزل كذلك وهذا بحسب العموم وأما بالخصوص فمتى عــلمــت مولد شخص سهل عليك الحكم بكل ما يتم له من مرض وعلاج وكسب وغير ذلك كذا في تذكرة داوود ويمكن المــناقشة في شاهدة بعد الإمعان في التاريخ لكن لا يلزم من الجرح بطلان دعواه.
وقال أبو الخير: وأعــلم أن كثيرا من العــلمــاء على تحريم عــلم النجوم مطلقا
وبعضهم على تحريم اعتقادات الكواكب مؤثرة بالذات.
وقد ذكر عن الشافعي أنه قال: إن كان المــنجم يعتقد أن لا مؤثر إلا الله - سبحانه وتعالى - لكن أجرى الله عادته بأن يقع كذا عند كذا والمــؤثر هو الله - سبحانه وتعالى - فهذا عندي لا بأس به وحيث جاء الذم ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم بذاتها ذكره ابن السبكي في طبقاته الكبرى وفي هذا الباب أطنب صاحب مفتاح السعادة إلا أنه أفرط في الطعن قال:
واعــلم أن أحكام النجوم غير عــلم النجوم لأن الثاني يعرف بالحساب فيكون من فروع الرياضي.
والأول يعرف بدلالة الطبيعة على الآثار فيكون من فروع الطبيعي ولها فروع منها: عــلم الاختيارات وعــلم الرمل وعــلم الفال وعــلم القرعة وعــلم الطيرة والزجر انتهى.
قلت: والحق في ذلك ما دلت عليه الأحاديث لا ما اقترحه الرجال بآرائهم الفاسدة وعقولهم الكاسدة.
قال في مدينة العلوم: ومن المــختصرات فيه مجمل الأصول لكوشيار والجامع الصغير لمــحيي الدين المــغربي.
ومن المــتوسطات كتاب البارع والمــغني.
ومن المــبسوطة مجموع ابن شرع والأدوار لأبي معشر والإرشاد لأبي ريحان البيروني والمــواليد للخصبي والتحاويل للسنجري والقرانات للبازيار والمــسائل للقصراني والاختيارات العلائيةو ودرج الفلك لتكلوشا والتفهم للبيروني وقال: في كشف الظنون فيه كتب كثيرة.

علم السجلات والشروط

عــلم السجلات والشروط
وهذا باعتبار اللفظ من فروع عــلم الإنشاء وباعتبار مدلوله من فروع عــلم الفقه.
وهو: عــلم يبحث فيه عن إنشاء الكــلمــات المــتعلقة بالأحكام الشرعية.
وموضوعه ومنفعته ظاهرة.
ومباديه: عــلم الإنشاء وعــلم الفقه.
وله استمداد من العرف.
والكتب في هذا الفن كثيرة يجدها من يطلبها كذا في مدينة العلوم وسيأتي أيضا في باب الشين المــعجمة إن شاء الله تعالى.

العِلم

العِــلم: حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَقيل: تمثل حَقِيقَة الشَّيْء عِنْد الْمــدْرك.
العِــلم: بالكسر إدراك الشيء بحقيقته قاله الراغب. وفي "المــصباح": "اليقينُ وجاء بمعنى المــعرفة أيضاً كما جاءت المــعرفة بمعناه ضمن كل واحد معنى الآخر لاشتراكهما في كون كل واحد مسبوقاً بالجهل"، وقيل: العــلمُ يقل لإدراك الكلِّي أو المــركَّب، والمــعرفةُ تقال لإدراك الجزئي أو البسيط ومن هنا يقال: عرفت الله دون عــلمــت. وقيل: العــلمُ في الإنسان والمــعرفةُ في البهائم والناس، وقيل: العــلم الاعتقادُ الجازم المــطابق للواقع، وربما أطلق العــلم مجازاً على مجموع مسائل وأصول كلية تجمعها جهةٌ واحدة، كعــلم الفقه وعــلم الأصول والعلوم المــدونة كثيرة، راجع تفاصيلها في فهرست ابن نديم ومفتاح السعادة وكشاف مصطلحات الفنون وكشف الظنون وغيرها.

لمج

لمــج: لمّــج (بالتشديد): ملأ بالوحل (الكالا).
مــلمّــج: موحَّل، مليء بالمــادة التالية (الكالا): لَمَــج: وحل.
لمــج: توحَل (الكالا) والكــلمــة مشتقة من الكــلمــة الأسبانية Lama ومعناها وحل، حمأة.
(لمــج)
الشَّيْء لمــجا أكله وَالصَّبِيّ أمه رضعها

(لمــج) فلَانا أطْعمهُ مَا يتعلل بِهِ قبل الْغَدَاء يُقَال مَا لمــجوا ضيفهم بِشَيْء
ل م ج

ما ذقت لمــاجاً: ما يتــلمّــج به أي يتــلمّــظ، وما تــلمّــج عندنا بــلمــاج. قال:

ما وجد الراعي بها لمــاجاً

أي بالشاة لهزالها. وما لمّــجوا ضيفهم بشيء.
لمــج: الــلَّمْــجُ: تَنَاوُلُ الحَشِيْشِ بأدْنَى الفَم. وهَلْ عِنْدَكَ لَمَــاجٌ آكُلُه. وإِنَّه لَشَمِجٌ لَمِــجٌ: لا يُفْرَدُ. ورُمْحٌ مُــلَمَّــجٌ: أي مُمَرَّنٌ مُمَلَّسٌ. والــلَّمْــجُ: الرَّضَاعُ؛ كالمَــلْجِ. والتَّــلَمُّــجُ: كالتَّــلَمُّــظِ.

لمــج


لَمَــجَ(n. ac. لَمْــج)
a. Tasted; nibbled.
b. Lay with.

لَمَّــجَ
a. [acc. & Bi], Made to taste; gave a taste to.
تَــلَمَّــجَa. Took a taste.
b. Tasted; licked.

لَمْــجa. Hideous.

لُمْــجَة
(pl.
لُمَــج)
a. see 22
لَمِــجa. see 1
لَمَــاْجa. Taste; snack.

لَمِــيْجa. see 1b. Great eater.

لَمُــوْجa. see 22
مَلَاْمِجُa. Sides of the mouth.

N. P.
لَمَّــجَa. Smooth (spear).
[لمــج] الــلمْــجُ: الأكل بأطراف الفم. قال لبيد: يَــلْمُــجُ البارضُ لَمْــجاً في الندَى من مَرابيع رياضٍ ورِجَل والمَــلامِجُ: المَــلاغِمُ، وهو ما حَوْلَ الفم. قال الراجز:

رَأَتْهُ شيخاً حَثِرَ المــلامِجِ * أبو عمرو: التــلمــج مثل التــلمــظ. ورأيته يتــلمــج بالطعام، أي يتــلمــظ. والاصمعى مثله. وقولهم: ما ذُقْتُ شَماجاً ولا لَمــاجاً، وما تَــلَمَّــجْتُ عنده بِــلَمــاجٍ، وهو أدْنى ما يُؤكَلُ، أي ما ذُقْتُ شيئا. قال الراجز: أعطى خليلي نعجة هملاجا رجاجة إن له رجاجا لا يجد الراعى بها لمــاجا لا تسبق الشيخ إذا أفاجا وما لمــجوا ضيفهم بشئ، أي ما لهنوا. وشئ سمج لَمِــجٌ، وسَمْجٌ لَمْــجٌ، وسَميجٌ لمــيجٌ، وهو إتباع، حكاه أبو عبيدة.
(ل م ج)

لَمــجَ يَــلْمُــجُ لَمْــجا: أكل.

وَقيل: هُوَ الْأكل بِأَدْنَى الْفَم، قَالَ لبيد:

يَــلْمُــج البارضَ لَمْــجاً فِي النَّدَى ... من مرابيع رِياضٍ ورِجَل

قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زيد: لَا اعرف الــلَّمــج إِلَّا فِي الْحمير، قَالَ: وَهُوَ مثل اللس أَو فَوْقه.

والــلَّمَّــاج: الذواق. وَرجل لَمِــجٌ: ذواق، على النّسَب.

وَمَا ذاق لَمَــاجا: أَي مل يُؤْكَل، وَقد يصرف فِي الشَّرَاب.

وَمَا تَــلَمَّــجَ عِنْدهم بــلَمَــاج ولَمُــوج، ولُمْــجَة: أَي مَا أكل.

وَمَا لَمَّــجوا ضيفهم بــلَمَــاج أَي مَا اطعموه شَيْئا.

ولمــج الرجل: علله بِشَيْء قبل الْغَدَاء، وَهُوَ مِمَّا رد بِهِ على أبي عبيد فِي قَوْله: لهجتهم.

وملامج الْإِنْسَان: ملاغمه وَمَا حول فِيهِ، وَهُوَ قسم، والمــلاغم: مَا يبلغهُ اللِّسَان قَالَ:

رَأَتْهُ شَيخا خَنِزَ المــلامج

ولَمَــج الْمَــرْأَة: نَكَحَهَا، وَذكر اعرابي رجلا فَقَالَ: مَاله لمــج أمه، فَرَفَعُوهُ إِلَى السُّلْطَان فَقَالَ: إِنَّمَا قلت: مَلَج أمه.

وَقَالُوا سميج لَمِــيج، وسمج لَمِــج، وسمج لَمْــج، إتباع.

لمــج: الــلَّمْــجُ: الأَكلُ بأَطرافِ الفمِ. ابن سيده: لَمَــجَ يَــلْمُــجُ

لَمْــجاً: أَكلَ، وقيل: هو الأَكلُ بأَدْنى الفَمِ؛ قال لبيد يصف عَيراً:

يَــلْمُــجُ البارِضَ لَمْــجاً في النَّدى،

مِنْ مَرابِيعِ رِياضٍ ورِجَلْ

قال أَبو حنيفة: قال أَبو زيد: لا أَعرف الــلَّمْــجَ إِلاَّ في الحمير،

قال: وهو مثنل الــلَّمْــسِ أَو فَوْقَه.

والــلَّمــاجُ: الذَّواقُ. ورجُل لَمِــجٌ: ذَوَّاقٌ، على النسب. وما ذاق

لمَــاجاً أَي ما يؤْكل، وقد يُصْرَفُ في الشراب. وما تَــلَمَّــجَ عندهم بــلَمــاجٍ

ولَمُــوجٍ ولُمْــجةٍ أَي ما أَكَل. وما لَمَّــجوا ضيفَهم بِــلَمــاجٍ أَي ما

أَطْعَمُوه شيئاً.

والــلَّمــيجُ: الكثير الأَكلِ. والــلَّمــيجُ: الكثير الجِماعِ. واللامِجُ:

الكثير الجماعِ. والمــالِجُ: الراضِعُ.

التهذيب: والــلَّمْــجُ تناوُلُ الحَشيش بأَدْنى الفَمِ. أَبو عمرو:

التَّــلَمُّــجُ مثل التَــلَمُّــظِ. ورأَيته يَتَــلَمَّــجُ بالطعامِ أَي يَتَــلَمَّــظُ.

وقولهم: ما ذُقْتُ شَماجاً ولا لَمــاجاً، وما تَــلَمَّــجْتُ عنده بِــلَمــاجٍ،

وهو أَدنى ما يؤْكل، أَي ما ذُقْتُ شيئاً؛ قال الراجز:

أَعْطى خَلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجا

رَجاجةً، إِنَّ له رَجاجا

ما يَجِدُ الراعِي بها لَمــاجا،

لا تَسْبِق الشيخَ إِذا أَفاجا

والــلُّمْــجَةُ: ما يُتَعَلَّلُ به قبل الغِذاءِ. وقد لمَّــجْتُه

ولَهَّنْتُه، بمعنى واحد. ولَمَّــجَ الرجلَ: عَلَّله بشيء قبل الغِذاء، وهو مما

رُدَّ به على أَبي عبيد في قوله لمَــجْتُهُم. ومَلامِجُ الإِنسانِ: مَلاغِمُه

وما حَوْلَ فيه؛ قال:

رأَتْه شيخاً حَثِرَ المَــلامِجِ

ولَمَــجَ أُمّه ومَلَجَها إِذا رضَعَها. ولَمَــجَ المــرأَةَ: نكَحَها. وذكر

أَعرابي رجلاً، فقال: ما له لَمَــجَ أُمَّه؟ فرفعوه إِلى السلطان، فقال:

إِنما قلت: مَلَجَ أُمه، فخَلَّى سبيلَه. وقالوا: سَميجٌ لَمــيجٌ وسَمِجٌ

لَمِــجٌ وسَمْجٌ لَمْــجٌ، إِتباع.

لمــج
: (الــلَّمْــجُ: الأَكْلُ بأَطرافِ الفَم) ، فِي (التَّهْذِيب) : الــلَّمْــج: تَناوُلُ الحَشيشِ بأَدْنَى الفَمِ. وَقَالَ ابْن سَيّده: لَمَــجَ يَــلْمُــج لَمْــجاً: أَكَلَ. وقِيل: هُوَ الأَكْلُ بأَدْنَى الفَمِ. قَالَ لَبيدٌ يَصفُ عَيْراً:
يَــلْمُــج البارِضَ لَمْــجاً فِي النَّدَى
من مَرَابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ
قَالَ أَبو حَنيفةَ: قَالَ أَبو زيد: لَا أَعرف الــلَّمْــجَ إِلاَّ فِي الحَمير. قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ الــلَّمْــسِ أَو فَوْقَه.
(و) الــلَّمْــج: (الجمَاعُ) . يُقَال: لَمَــجَ المَــرأَةَ: نَكَحَها. وذكَرَ أَعرابيٌّ رجُلاً فَقَالَ: مالَه، لَمَــج أُمَّه فَرفَعوه إِلى السُّلطان. فَقَالَ: إِنّما قلت: مَلَجَ أُمَّه. فخَلَّى سبيلَه. مَلَجَ أُمَّه: رَضَعَها.
(والمَــلامِجُ: المَــلاغَمُ وَمَا حَوْلَ الفَمِ) قَالَ الراجز:
رأَتْه شَيْخاً خَثِرَ المَــلاَمِجِ
(والــلَّمَــاجُ، كسَحَاب: أَدْنَى مَا يُؤْكَل) . وقولُهم: مَا ذُقْتُ سَمَاجاً وَلَا لَمَــاجاً، وَمَا تَــلمَّــجّتُ عِنْده بــلَمَــاجٍ. أَي مَا ذُقْت شَيْئا. والــلَّمَــاجُ: الذَّوَاقُ، وَقد يُصْرَف فِي الشَّرَابِ.
(و) مَا تَــلمَّــجَ عِنْدهم بــلَمَــاجٍ ولَمُــوجٍ ولُمْــجَةٍ، أَي مَا أَكَلَ. (الــلُّمْــجَة، بالضّمّ. مَا يُتَعلَّل بِهِ قَبلَ الغَدَاءِ) .
وَقد لَمَّــجَه تَــلْمــيجاً ولَهَّنَه. بِمَعْنى واحدٍ. وَهُوَ مِمَّا رُدّ بِهِ على أَبي عُبيد فِي قَوْله: لَمَــجْتُهم. (وتَــلمَّــجَها: أَكَلها) قَالَ أَبو عَمرٍ و: التَّــلَمُّــجُ: مثلُ التَّــلمُّــظِ. ورأَيته يَتــلَمَّــجُ بالطَّعام: أَي يَتــلمَّــظُ. والأَصمعيُّ مِثله.
(والــلمِــيجُ: الكثيرُ الأَكْل. و) الــلَّمِــيجُ: (الكَثيرُ الجماعِ، كاللاّمِج) وَقد لَمَــجَها.
(و) رجُلٌ (سَمْجٌ لَمْــجٌ) ، بالتسكين (وسَمِجٌ لَمُــجٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وسَمِيجٌ لَمِــيجٌ، إِتباعُ) أَي ذَوّاقٌ؛ حَكَاهُ أَبو عُبيدةَ، كَذَا فِي (الصّحاح) .
(و) من زياداته: (رُمْحٌ مُــلَمَّــج مُمَرَّنٌ) أَي (مُمَلَّسٌ) .

لمــج

1 لَمَــجَ, (aor.

لَمُــجَ, S, M,) inf. n. لَمْــجٌ, (S, K,) He ate: or he ate with the extremity of the mouth: (M:) or he ate with the extremities of his mouth: (S, K:) or he took fodder, or dry herbage, with the extremity of his mouth: (T:) Az says, I know not الــلَّمْــج except as the act of asses, and it is like الــلَّمْــس, [probably a mistake for اللَّهْس, or its syn. اللَّحْس,] or signifies more than this latter word. (AHn.) b2: لَمَــجَ, inf. n. لَمْــجٌ, Inivit feminam. (K.) 2 لَمَّــجَهُ, inf. n. تَــلْمِــيجٌ, He fed him with something whereby to content, or divert, him [so as to allay the craving of his stomach] before the [morning-meal called] غَدَاء: see لُمْــجَةٌ. (TA.) And see لَمَــظَّهُ: and عَجَّلْتُمْ: and عَسَّلَ. b2: مَا لَمَّــجُوا ضَيْفَهُمْ بِشَىْءٍ They did not feed their guest with anything whereby to allay the craving of his stomach before the morning-meal. (S.) 5 تــلمّــج He ate something whereby to content, or satisfy, himself [so as to allay the craving of his stomach] before the [morning-meal called]

غَدَاء. (K.) [See لُمْــجَةٌ: and see also لَمَــاجٌ.]

b2: Accord. to AA, it is like تَــلَمَّــظَ; [He searched repeatedly, with his tongue, after the remains of food in his mouth, and put forth his tongue and licked his lips with it;] and one says, رَأَيْتُهُ يَتَــلَمَّــجُ بِالطَّعَامِ, i. e. يتــلمّــظ [I saw him searching repeatedly, with his tongue, after the remains of the food in his mouth, &c.]; and As says the like. (S.) سَمْجٌ لَمْــجٌ, (K,) or شَىْءٌ سَمْجٌ لَمْــجٌ (S,) and ↓ سَمِجٌ لَمِــجٌ, and ↓ سَمِيجٌ لَمِــيجٌ: (S, K:) in each of these expressions, the latter word is an imitative sequent: (AO, S, K:) [app. Very ugly: in the TA it is said, that these epithets are applied to a man, and signify ذَوَّاقٌ, app. meaning one who tastes much: and in the L it is said, that ↓ رَجُلٌ لَمِــجٌ, after the manner of a relative noun, signifies ذَوَّاقٌ]. See لَمْــحٌ.

لَمِــجٌ: see لَمْــجٌ.

لُمْــجَةٌ: see لَمَــاجٌ. b2: Also [An early portion of food, being] That with which one contents, or diverts, himself [so as to allay the craving of his stomach] before the [morning-meal called] غَدَاء. (K.) See سُلْفَةٌ.

لَمَــاجٌ The least (أَدْنَى) [kind, or quantity,] of food, or of what is eaten: (S, K:) and sometimes, of beverage. (TA.) b2: مَا تَــلَمَّــجْتُ عِنْدَهُ بِــلَمَــاجٍ, (S, L,) and ↓ لَمُــوجٍ, and ↓ لُمْــجَةٍ, (L,) I ate not anything at his abode: (L:) and مَا ذُقْتُ شَمَاجاً وَلَا لَمَــاجًا, (S, L,) I tasted not anything. (S, L.) لَمُــوجٌ: see لَمَــاجٌ.

لَمِــيجٌ One who eats much; a great eater. (K.) b2: Is qui multum coït: as also ↓ لَامِجٌ. (K.) b3: See also لَمْــجٌ.

لَامِجٌ: see لَمِــيجٌ.

مَلَامِجُ: i. q. مَلَاغِمَ: (i. e., S;) The parts around the mouth. (S, K.) رُمْحٌ مُــلَمَّــجٌ A smoothed spear. (K.)

صلم

الصــلم: حذف الوتد المــفروق، مثل حذف "لات" من "مفعولات" ليبقى "مفعو" فينقل إلى "فعلن" ويسمى: أصــلم.
ص ل م: (الِاصْطِلَامُ) الِاسْتِئْصَالُ. 
ص ل م

رجل أصــلم: مستأصل الأذن، وفي أذنه صــلم، وصــلم أذنه صــلمــاً. والظليم أصــلم ومصــلم. واصطــلم القوم: استؤصلوا. واصطــلمــهم العدو والدهر.
(صــلم) - في حديث الفِتَن: ويُصْطَــلَمُــون في الثَّالِثة" .
الاصْطِلام: الافْتِعال من الصَّــلْم، وهو القَطْع المُــسْتأصِل. والطاء فيه أَصلُه التاء، صارت طاءً لمــجاورة الصَّاد.
ص ل م : صَــلَمْــتُ الْأُذُنَ صَــلْمًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ اسْتَأْصَلْتُهَا قَطْعًا وَاصْطَــلَمْــتُهَا كَذَلِكَ وَصَــلِمَ الرَّجُلُ صَــلَمًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ اُسْتُؤْصِلَتْ أُذُنُهُ فَهُوَ أَصْــلَمُ

صــلم


صَــلَمَ(n. ac.
صَــلْم)
a. Mutilated.

صَــلَّمَa. see I
إِصْتَــلَمَ
(ط)
a. Uprooted, extirpated, eradicated; destroyed;
annihilated.

صَــلَم
صَــلَمَــة
4ta. Gallant man; hero.

أَصْــلَمُ
(pl.
صُــلْم)
a. Mutilated; earless.

N. P.
صَــلَّمَa. see 14
صَيْــلَم
a. Distressing event, calamity.
b. Sword.
صــلم: انصــلم: انقطع (أبو الوليد ص452).
اصطــلم. اصطــلم نعمته: استأصلها أزالها (تاريخ البربر 1: 174، 233، 2: 30، 49) واختلس (أبو الوليج ص735 رقم 87).
صَــلْم: في اصطلاح العروضيين اسقاط الوتد المــفروق من مفعولات (وهو لات) فيبقى مفعو ثم ينقل في التقطيع إلى فِعْلُن بسكون العين. (محيط المــحيط، فريتاج قواعد العربية ص87، 99 وفيه فَعْلُن وهو خطأ).
اصطلام: عند الصوفية الوله الغالب على القلب وهو قريب من الهيمان).
[صــلم] نه: فيه: يكون الناس "صلامات" يضرب بعضهم رقاب بعض، هي الفرق والطوائف جمع صلامة. وفي ح ابن الزبير لمــا قتل أخوه: أســلمــه النعمام "المــصــلم" الآذان أهل العراق، يقال للنعام: مصــلم، لأنها لا آذان لها ظاهرة، والصــلم القطع المــستأصل وإذا أطلق على الناس يراد الذليل المــهان. ومنه: فمشوا بآذان النعام "المــصــلم". وح الفتن: "تصطــلمــون" في الثالثة، افتعال من الصــلم، القطع. وح الهدى: ولا "المــصطــلمــة" أبطاؤها. وح: لئن عدتم "ليصطــلمــنكم". وفيه: فتبكون "الصيــلم" بيني وبينه، أي القطيعة المــنكرة، والصيــلم الداهية. وح: أخرجوا يا أهل مكة قبل "الصيــلم" كأنى به أفيحج أفيدع يهدم الكعبة. 
[صــلم] رجلٌ أَصْــلَمُ، إذا كان مستأصل الاذنين. وقد صــلمــت أذنه أصــلمــها صــلمــا، إذا استأصلتها. ورجل مصــلم الاذنين، إذا اقتطعتا من أصولهما. ويقال للظليمِ مُصــلَّمُ الأذنين، كأنَّه مستأصل الأذنين خِلْقَةً. والصِلامَةُ بالكسر: الفِرقةُ من الناس. والصِلاماتُ: الجماعاتُ والفِرَقُ. والصَيْــلَمُ: الداهيةُ. ويسمَّى السيفُ صَيْــلَمــاً. قال بشر بن أبي خازم: غَضِبَتْ تميمٌ أنْ تُقَتَّلَ عامرٌ يومَ النِسارِ فأُعْتِبوا بالصيــلم والاصطلام: الاستئصال.
صــلم
الصــلْمُ: قَطْعُ الأذُنِ. والاصْطِلاَمُ: إبَادَةُ القَوْمِ من أصْلِهم. والصيْــلَمُ: الأمْرُ المُــفْني المُــسْتَاْصِلُ. والوَقْعَةُ الصَّيْــلَمِــيةُ.
والظلِيْمُ مُصَــلمٌ: سُقَيَ لِصِغَرِ أُذُنِه وقِصَرِها.
والأصْــلَمُ والمُــصَــلمُ من الشعْرِ: ضَرْبٌ من السرِيْع.
والصيْــلَمُ: الأكْلَةُ كُل يَوْم؛ كالوَجْبَة. والصــلِمــةُ من الرِّجَالِ: الشِّدَادُ، وكذلك الصلْأمَةُ. والصُّــلَمُ: البَيْضُ على الرُّؤوْسِ، الواحِدَةُ صُــلْمَــةٌ.
والصلاَمَةُ: الفِرْقَةُ من الناسِ.
والصُّلاّمُ: نَبْتُ، وقيل: هو لُب عَجَمِ النَبِقِ.
الصاد واللام والمــيم ص ل م

صَــلَمَ الشيءَ صَــلْمــاً قَطَعَه من أصْلِه وقيل الصَّــلْمُ قَطْعُ الأُذُن والأنْفِ من أصلهما صَــلَمَــهما يَصْــلِمُــهُما صَــلْمــاً وصــلَّمَــهُما وأُذُنٌ صَــلْمَــاءُ لَزِقَت بشَحْمتها وعبدٌ مُصَــلَّمٌ وأَصْــلَمُ مَقْطوعُ الأُذُنِ والظِّليمُ مُصَــلَّمٌ وُصِفَ بذلك لصِغَرِ أُذُنِه وقِصَرِهِما قال زهيرٌ

(أَسَكُّ مُصَــلَّمُ الأُذُنَيْن أَجْنا ... لَهُ بالسَّيِّ تَنَوَّمٌ وآهُ)

والأَصْــلَمُ من الشِّعْر ضربٌ من المَــدِيدِ والسَّريعِ على التَّشبِيهِ والصَّيْــلَمُ الدّاهيةُ وأمْرٌ صَيْــلَم شديدٌ مُسْتَأْصِلٌ على التَّشبِيه وهو الصّيْــلَمِــيَّةُ واصْطُــلِمَ القومُ أُبِيدُوا وهو يأكلُ الصَّيْــلَمَ وهي أكْلَةٌ في الضُّحَى كما تقولُ هو يأكلُ الصَّيْرَمَ حكاهما جميعا يعقوبُ والصُّلامة والصِّلامَة الفِرقةُ من الناسِ والصَّلامُ والصُّلام لُبُّ نَوَى النَّبِقِ
صــلم
صــلَمَ يَصــلِم، صَــلْمًــا، فهو صالِم، والمــفعول مَصْلوم
• صــلَم أذنَه: استأصلها، قطعها، من أصلها، ويغلب استعماله للأذن والأنف. 

صــلِمَ يَصــلَم، صَــلَمًــا، فهو أصْــلمُ
• صــلِم الرَّجلُ: استؤصلت أذنُه. 

صــلَّمَ يصــلّم، تصليمًا، فهو مُصــلِّم، والمــفعول مُصــلَّم
• صــلَّم الأذنَ وغيرَها: صَــلَمــها؛ استأصلها، قطعها من أصلها ° مشوا بآذان النَّعام المُــصــلَّمِ: كناية عن الذلّ والمَــهَانة. 

أَصْــلَمُ [مفرد]: ج صُــلْم، مؤ صَــلْمــاءُ، ج مؤ صَــلْمــاوات وصُــلْم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صــلِمَ: مقطوع الأذن أو الأنف "امرأة صــلمــاء: صغيرة الأذن كأنّها مقطوعة، أو هي مقطوعة الأذن". 

صَــلْم [مفرد]: مصدر صــلَمَ

صَــلَم [مفرد]: مصدر صــلِمَ

صــلم

1 صَــلَمَ, aor. ـِ [in one of my copies of the S صَــلُمَ,] inf. n. صَــلْمٌ, (S, M, Msb, K,) He cut off, (K,) or he cut off so as to extirpate, (S, M, Msb,) a thing, (M, K, *) or an ear, (S, M, Msb, K,) and a nose; (M, K;) as also ↓ صــلّم, (M, K, *) inf. n. تَصْلِيمٌ; (K;) [but] the latter verb is with teshdeed to denote muchness [of the action], or multiplicity [of the objects]: (TA:) and ↓ اِصْطَــلَمَ [likewise] signifies he cut off so as to extirpate (S, * Msb, * K) a nose. (Msb.) A2: And صَــلِمَ, aor. ـَ inf. n. صَــلَمٌ, He had his ear extirpated [by amputation]. (Msb.) 2 صَــلَّمَ see the preceding paragraph.8 إِصْتَــلَمَ see 1. b2: [Hence,] اُصْطُــلِمَ القَوْمُ The people, or party, were destroyed [or cut off] (M, TA) utterly. (TA.) صُــلْمَــةٌ i. q. مِغْفَرٌ. (K. [See the latter word, which is variously explained.]) صَــلَمَــةٌ [written by Golius and Freytag صَــلَمٌ] Strong men: (K, TA:) as though pl. of صَالِمٌ. (TA.) A2: See also صَيْــلَمٌ.

صِلَامَةٌ (S, K) and صُلَامَةٌ and صَلَامَةٌ, (K,) the last on the authority of IAar, (TA,) [all three written in a copy of the M with teshdeed to the ل,] A party, or distinct body, of men: (S, M, K:) pl. صلامات, signifying companies, and parties, or distinct bodies: (S:) or, as some say, صُلَامَةٌ, with damm, means a party, or company, equals in age and courage and liberality or bounty. (TA.) صَلَّامٌ and صُلَّامٌ The kernel of the stone of the نَبِق [or fruit of the lote-tree]; (M, K;) which is also called أُلْبُوبٌ; and is eaten: mentioned by Az. (TA.) صَيْــلَمٌ A difficult, severe, or distressing, event; (M, K;) such as extirpates: you say أَمْرٌ صَيْــلَمٌ: and such is termed ↓ صَيْــلَمِــيَّةٌ. (M.) And you say also وَقْعَةٌ صَيْــلَمَــةٌ i. e. [An onslaught] that extirpates. (K.) b2: And A calamity; (S, M, K;) because it [often] extirpates; and so ↓ صَــلَمَــةٌ. (TA.) b3: And An abominable severing from friendly, or loving, communion or intercourse. (TA.) b4: And A sword. (S, K.) A2: Also i. q. وَجْبَةٌ: like صَيْرَمٌ [q. v.]: (M, K:) both mentioned by Yaakoob. (M.) صَيْــلَمِــيَّةٌ: see the next preceding paragraph.

أَصْــلَمُ A man (S) having his ears (S, Mgh) or ear (Msb) extirpated [by amputation]: (S, Mgh, Msb:) or a slave whose ear has been cut off; as also ↓ مُصَــلَّمٌ: (M:) or a man who is by nature as though his ears had been cut off; and so ↓ مُصّــلَّمُ الأُذُنَيْنِ: (K:) or this last is applied to a man as meaning whose ears have been extirpated by amputation; and to an ostrich as meaning that is naturally as though his ears had been extirpated; (S;) or [small and short in the ears; i. e.] because of the smallness and shortness of his ears; (M;) and it is said that when it is applied to a man, [or rather when a man is likened to an ostrich thus termed,] it means his being contemptible, or despised. (TA.) أُذُنٌ صَــلْمَــآءُ means An ear that cleaves to its lobe, or lobule. (M.) And الأَصْــلَمُ is an appellation applied to The flea. (K.) مُصَــلَّمٌ: see the next preceding paragraph, in two places.
باب الصاد واللام مع المــيم ص ل م، ص م ل، م ص ل، م ل ص، ل م ص مستعملات

صــلم: الصَّــلْمُ: قَطْعُ الأَنْفِ من أصلِه. واصطُــلِمَ القومُ اذا أُبيدوا من أصلِهم. [والصَّيْــلَمُ: الأكلَةُ الواحدةُ كلَّ يومٍ] . والصَّيْــلَمُ: الأمرُ المُــفْني المُــستَأصِلُ، ووَقْعَةٌ صَيْــلَمِــيَّةٌ من ذلك. والمُــصَــلَّمُ: الصغيرُ الأُذن، سُمِّيَ به الظّليم لصِغَر أُذنِه وقِصَرها. والأَصْــلَمُ: المُــصَــلَّم من الشَّعرِ. والمُــصَــلَّم: ضَربٌ من السَّريع يجوز في قافيته فَعْلُنْ وفَعُلْن كقوله:

ليس على طُول الحياة نَدَمٌ ... ومن وراء المــوت ما لا يُعْــلَم

والصُّلامة : الفرقةُ من الناس، وتُجمَع صِلاماتٍ، وكل جماعةٍ صُلامِة.

صمل: صَمَلَ الشيءُ يصمُلُ صُمُولاً أي صَلُبَ واشتَدَّ واكتَنَزَ، تُوصَفُ به الخَيْلُ والجمَل والرجلُ، قال [رؤبة] :

عن صاملٍ عاس إذا ما اصلخمما

والصَّمِيلُ: (السقاء) اليابس. [والصامِلُ الخلق، وأنشد: اذا ذادَ عن ماء الفُراتِ فلَنْ نَرَى ... أخا قِربةٍ يسقى أخاً بصَميلِ]

[ويقال: صَمَل بَدَنُه وبَطْنُه، وأصمَلَه الصِّيامُ: أي أيَبَسه. والصَوْمَلُ: شَجَرةٌ بالعالية] . ورجلٌ صُمُلٌّ، وامرأةٌ صُمُلَّةٌ: شديدةُ البَضْعَةِ والعظام، ولا يقال إلاّ لَمــجْتَمعِ الخَلْقِ. والمُــصْمَئِلُّ: الداهية.

مصل: المَــصْلُ معروفٌ. والمُــصُولُ: تَمَيُّز المــاءِ عن اللَّبَنِ، والأَقِطُ اذا عُلِّقَ مَصَلَ ماؤه فقَطَرَ منه. وبعضهم يقول: مَصِلةٌ واحدةٌ مثل أَقِطَةٍ. وشاة مُمصِلٌ ومِمْصال، وهي التي يصير لبنها في العُلْبَة مُتَزايلاً قبلَ أن يُحقَنَ.

ملص: أمْلَصَتِ المــرأةُ والناقةُ أي رَمَتْ بوَلَدها. وانمَلَصَ الشيء من يدي اي انفَلَتَ انسِلالاً، وقد قَضَى عُمَرُ في الإملاصِ وهو الإِسقاطُ. لمــص: الــلَّمَــصُ شيءٌ يُباعُ مِثلُ الفالوذِ لا حلاوةَ له، يأكلُه الفِتيان مع الدِّبْسِ.

صــلم: صَــلَمَ الشيءَ صَــلْمــاً: قطعه من أصله، وقيل: الصَّــلْمُ قطع الأُذن

والأنف من أَصلهما. صَــلَمــهما يَصْــلِمُــهما صَــلْمــاً وصَــلَّمَــهُما إذا

اسْتَأْصَلَهما، وأُذُنٌ صَــلْمــاء لِرِقَّةِ شَحْمتها. وعبد مُصَــلَّم

وأَصْــلَمُ: مقطوعُ الأُذن. ورجل أَصْــلَمُ إذا كان مُسْتَأْصَل الأُذنين. ورجل

مُصَــلَّم الأُذنين إذا اقْتُطِعَتا من أُصولهما. ويقال للظَّليم مُصَــلَّمُ

الأُذنين كأَنه مْسْتَأْصَلُ الأُذنين خِلْقةً. والظَّلِيمُ مُصَــلَّم،

وُصِفَ بذلك لصغر أُذنيه وقِصَرِهِما؛ قال زهير:

أَسَكُّ مُصَــلَّمُ الأُذُنَيْنِ أجْنَى،

له، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ

(* في ديوان زهير: أصَكّ، وهو المــتقارب العرقوبين، بدل اسَكّ وهو القصير

الاذن الصغيرها).

وفي حديث ابن الزبير لمــا قُتل أخوه مُصْعَبٌ: أَسْــلَمَــه النَّعامُ

المُــصَــلَّمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ؛ يقال للنعام مُصَــلَّمٌ لأنها لا آذانَ لها

ظاهرةً. والصَّــلْمُ: القَطْعُ المُــسْتَأْصِلُ؛ فإذا أُطلق على الناس

فإنما يراد به الذليلُ المُــهانُ كقوله:

فإنْ أَنْتُمُ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ،

فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُــصَــلَّمِ

والأَصْــلَمُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من المــديد والسريع على التشبيه.

التهذيب: والأَصْــلَم المُــصَــلَّمُ من الشِّعْر وهو ضرب من السريع يجوز في قافيته

فَعْلُن فَعْلُن كقوله:

ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ،

ومِنْ وَراءِ المــوتِ ما يُعْــلَمْ

والصَّيْــلَمُ: الداهية لأَنها تَصْطَــلِمُ، ويُسَمَّى السيفُ صَيْــلَمــاً؛

قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

غَضِبَتْ تَميمٌ أن تَقَتَّلَ عامِرٌ،

يَوْمَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْــلَمِ

قال ابن بري: ويروى فأُعْقِبُوا بالصَّيْــلَم أي كانت عاقبتُهم

الصَّيْــلَمَ؛ قال ابن بري: وشاهدُ الصَّيْــلَمِ الداهيةِ قول الراجز:

دَسُّوا فَلِيقاً ثم دَسُّوا الصَّيْــلَمــا

وفي حديث ابن عمر: فيكون الصَّيْــلَمُ بيني وبينه أي القطيعة المُــنْكَرة.

والصَّيْــلَمُ: الداهية، والياء زائدة. وفي حديث ابن عمرو: اخرُجُوا يا

أَهلَ مكة قبل الصَّيْــلَمِ كأَنِّي به أُفَيْحِجَ أُفَيْدِعَ يَهْدِمُ

الكَعْبةَ. التهذيب في ترجمة صنم قال: والصَّنَمَة الداهية، قال الأزهري:

أصلها صَــلَمــة. وأمر صَيْــلَم: شديد مُستأْصِل، وهو الصَّيْــلَمــيَّة.

والصَّيْــلَم: الأمر المُــسْتأْصِلُ، ووقعة صَيْــلَمَــة من ذلك.

والاصْطِلامُ: الاسْتِئْصالُ. واصْطُــلِمَ القوم: أُبيدوا. والاصْطِلامُ

إذا أُبيد قَومٌ من أَصلهم قيل اصْطُــلِمُــوا. وفي حديث الفتن:

وتُصْطَــلَمُــون في الثالثة؛ الاصْطِلامُ افْتِعالٌ من الصَّــلْمِ القطع.

وفي حديث الهَدْيِ والضحايا: ولا المُــصْطَــلَمَــةُ أَطْباؤُها. وحديث

عاتكة: لئن عدْتُم ليَصْطَــلِمَــنَّكم.

والصَّيْــلَمُ: الأَكْلَةُ الواحدة كل يوم. وهو يأْكل الصَّيْــلَم: وهي

أَكْلَةٌ في الضُّحَى، كما تقول: هو يأْكل الصَّيْرَمَ؛ حكاهما جميعاً

يعقوب.

والصَّلامَةُ والصِّلامَةُ والصُّلامةُ: الفِرْقةُ من الناس.

والصُّلاماتُ والصِّلاماتُ: الجماعات والفِرَقُ. وفي حديث ابن مسعود: وذَكَرَ

فِتَناً فقال يكون الناسُ صُِلاماتٍ يَضْربُ بعضُهم رقابَ بعض؛ قال أبو عبيد:

قوله صُِلامات يعني الفِرَق من الناس يكونون طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فرقة

على حِيالها تُقاتل أُخرى، وكلُّ جماعة فهي صُلامَةٌ وصِلامَةٌ؛ قال ابن

الأَعرابي: صَلامَةٌ بفتح الصادِ؛ وأَنشد أبو الجَرَّاح:

صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ،

لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي

والصَّلامَةُ: القوم المُــسْتَوُون في السِّنِّ والشجاعةِ والسَّخاء.

والصَّلاَّم والصُّلاَّمُ: لُبُّ نَوَى النَّبِقِ. التهذيب: الصُّلاَّمُ

الذي في داخل نَواةِ النَّبِقَةِ يؤكل، وهو الأُلْبُوبُ.

صــلم

(الصَّــلْم: القَطْع) المُــسْتَأْصِل، (أوْ قَطْع الأُذُن والأنْف من أَصْلِه) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: من أصْلِهَما (كالتَّصْليم) شُدّد للكَثْرة، (والفِعْل كضَرَب) ، يُقَال: صَــلَمــهُما إِذا استَأْصَلَهُما.
(وَرجل أَصْــلَمُ ومُصَــلَّم الأُذُنَيْن: كَأَنَّهُ مَقْطُوعُهما خِلْقَةً) . وَيُقَال للظَلِيم: مَصَــلَّم الأُذُنَيْن، وُصِف بِذلِك لِصِغَر أُذُنَيْه وقِصَرِهما، قَالَ زُهَيْر:
(أسَكُّ مُصَــلَّم الأُذُنَيْن أَجْنَى ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآء)

ويُقالُ إِذا أُطْلِق ذلِك على النَّاس، فَإِنَّما يُرادُ بِهِ الذَّلِيل المُــهانُ كَقَوْله:
(فإنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُموا ... فَمشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُــصَــلَّمِ)

(والصَّلامةُ مُثَلَّثَة) ، اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَسْر، والفَتْح عَن ابنِ الأَعرابي: (الفِرْقَةُ من النَّاس) ، وَالْجمع: صَلامَات، وَهِي الجَماعَات والفِرَقُ. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُود وذَكَر فِتَنًا فَقَالَ: " تَكُونَ النَّاس صُلاَمَاتٍ يَضْرِب بَعْضُهم رِقابَ بَعْض "، قَالَ ابنُ الأَعرابي: وَأَنْشَدَ أَبُو الجَرَّاحِ:
(صَلاَمَةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ ... لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي)

وَقيل: الصُّلامَة بالضَّمّ: القَومُ المُــسْتَوُون فِي السّنّ والشَّجَاعَة والسَّخاء.
(والصُّلاَّم كَزُنَّار وشَدَّاد: لُبُّ) نَوعى (النِّبِقَة) ، وَهُوَ الأَلْبُوبُ يُؤْكَل، نَقلَه الأَزْهَرِيُّ.
(والصًّيْــلَمُ) كَحَيْدَرٍ: (الأَمْرُ الشَّدِيدُ) المُــسْتَأْصِلُ. (و) الصَّيْــلَمُ: (الدَّاهِيَةُ) ؛ لِأَنَّهَا تَصْطَــلِم. وَفِي الحَدِيث: " اخْرُجُوا يَا أَهْلَ مَكَّة قَبْل الصَّيْــلَم كَأَنِّي بِهِ أُفَيْدِعَ أُفَيْجِجَ يَهْدِمُ الكَعْبَة ". قَالَ الجوهريّ: (و) يُسَمَّى (السَّيفُ) صَيْــلَمــاً، قَالَ بِشْر:(غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تَقَتَّل عامِرٌ ... يَوْمَ النِّسارِ فَأُعْتِبُوا بالصَّيْــلَمِ)

قَالَ اْبنُ بَرّيّ: ويُرْوَى: فَأُعْقِبوا أَي كانَت عاقِبَتُهم الصَّيْــلَم.
(و) الصَّيْــلَم: (الوَجْبَة كالصَّيْرَم) ، وَهِي الأكلةَ الوَاحِدَةُ كُلَّ يَوْم، حَكَاهَا جَمِيعاً يَعْقُوب.
(والصُّــلْمَــة بالضَّمّ: المِــغْفَر) .
(و) الصَّــلَمَــة (بالتَّحْرِيك: الرِّجالُ الشِّدادُ) ، كَأَنَّه جَمْع صَالِم.
(والأَصْــلَم: البُرغُوثُ) ؛ لأَنَّه على هَيْئَة النَّعام.
(و) الأَصْــلَم (فِي العَرُوض: أَنْ يَكُونَ آخرُ الجُزْء وَتِداً مَفْرُوقاً) ، يَكونُ فِي المَــدِيدِ والسَّرِيع كَقَوْلِه:
(لَيْسَ على طُولِ الحَياةِ نَدَمْ ... ومِنْ وَرَاءِ المَــوْتِ مَا يُعْــلَمْ)

(واْصْطَــلَمــه: استَأْصَلَه) ، وَمِنْه حَدِيثُ عَاتِكَة: " لَئِن عُدْتُم لَيَصْطَــلِمَــنَّكُم "، وَهُوَ افْتِعَال من الصَّــلْم. واْصْطَــلَم القَومُ: أُبِيدُوا من أَصْلِهم.
(وَوَقْعَة صَيْــلَمَــة) أَي: (مُسْتَأْصِلَةٌ) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
أُذُنٌ صَــلْمَــاءُ لِرِقَّة شَحْمَتِها.
والصَّيْــلَم: القَطِيعة المُــنْكَرَة.
والصَّــلَمــة مُحَرَّكَة: الدَّاهِيَة. وَقد أَشَار إِلَيْهِ فِي صَنَم وَأَهْمَلَه هُنَا.
(ص ل م) : (الْأَصْــلَمُ) الْمُــسْتَأْصَلُ الْأُذُنَيْنِ.

علم الآلات الحربية

عــلم الآلات الحربية
وهو: عــلم يتعرف منه: كيفية اتخاذ الآلات الحربية، كالمــنجنيق وغيرها.
وهو من فروع: عــلم الهندسة.
ومنفعته: ظاهرة.
وهذا العــلم: أحد أركان الدين، لتوقف أمر الجهاد عليه.
ولبني موسى ابن شاكر، كتاب مفيد في هذا العــلم، كذا في: (مفتاح السعادة).
وينبغي أن يضاف: عــلم رمي القوس والبنادق، إلى هذا العــلم، وأن ينبه على أن أمثال ذلك العــلم قسمان:
عــلم: وضعها وصنعتها.
وعــلم: استعمالها.
وفيه: كتب.
عــلم الآلات الحربية
هو عــلم يتعرف منه كيفية اتخاذ الآلات الحربية كالمــنجنيق وغيرها.
وهو من فروع عــلم الهندسة.
ومنفعته ظاهرة لأنه شديد العناء في دفع الأعداء وحماية المــدن.
وهذا العــلم: أحد أركان الدين لتوقف أمر الجهاد عليه ولبني موسى بن شاكر كتاب مفيد في هذا العــلم كذا في: مفتاح السعادة و: مدينة العلوم.
وينبغي أن يضاف عــلم رمي القوس والبنادق إلى هذا العــلم وأن ينبه على أن أمثال ذلك العــلم قسمان:
عــلم وضعها وصنعتها.
وعــلم استعمالها وفيه كتب.

الظّلم

الظّــلم:
[في الانكليزية] Unjustice
[ في الفرنسية] Injustice
بالضم والفتح وسكون اللام لغة وضع الشيء في غير محله. وفي الشريعة عبارة عن التعدّي عن الحقّ إلى الباطل وهو الجور. وقيل هو التصرّف في ملك الغير ومجاوزة الحدّ كذا في الجرجاني؛ وهو مستحيل على الله تعالى إذ هو التصرّف في حقّ الغير بغير حق أو مجاوزة الحدّ، وكلاهما محال إذ لا ملك ولا حقّ لأحد معه، بل هو الذي خلق المــالكين وأملاكهم وتفضّل عليهم بها وعهد لهم الحدود وحرّم وأحلّ، فلا حاكم يتعقّبه ولا حقّ يترتّب عليه. وما ذكر من استحالة الظّــلم عليه تعالى هو قول الجمهور. وقيل بل هو متصوّر منه لكنه لا يفعله عدلا منه وتنزّها عنه لأنّه تعالى تمدّح بنفيه في قوله وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ والحكيم لا يتمدّح إلّا بما يصحّ منه فإنّ الأعمى لو تمدّح نفسه بأنّه لا ينظر إلى المــحرمات استهزئ به وهذا غير سديد لمــا تقرّر أنّ حقيقة الظّــلم وضع الشيء في غير محلّه بالتصرّف في ملك الغير أو مجاوزة الحدّ، ومع النظر بهذا يجزم كلّ من له أدنى لبّ باستحالته عليه سبحانه، إذ لا يتعقّل وقوع شيء من تصرّفه في غير محله، وكان مدعي تصوره منه سبحانه يفسّره بما هو ظــلم عند العقل لو خلي ونفسه من حيث عدم مطابقته لقضية، فحينئذ يكون لكلامه نوع احتمال بخلاف ما إذا فسّره بالأول فإنّ دعوى تصوّره منه سبحانه في غاية. ويجاب عن التمدّح المــذكور بأنّ هذا خارج عن قضية الخطاب العادي المــقصود به زجر عباده عنه وإعلامهم بامتناعه عليهم بالأولى فهو على حدّ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وهذا فن بليغ لا ينكره إلّا كلّ جامد الطبع، فامتنع القياس على قول الأعمى، كذا ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في الحديث الرابع والعشرين. وفي التفسير الكبير قالت المــعتزلة إنّ قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَظْــلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ الآية دالّ على أنّ العبد يستحقّ الثواب على طاعته وأنّه تعالى لو لم يثبه لكان ظالمــا. والجواب أنّه تعالى لمــا وعدهم الثواب على تلك الافعال فلو لم يثبهم عليها لكان ذلك في صورة الظــلم فلهذا أطلق عليه اسم الظّــلم.

علم المعمى

عــلم المــعمى
كتاب المــعمى المــسمى بألفية الشريف للسيد الشريف المــعمائي فارسي ذكر فيه أنه صنع بيتا واحدا خرج منه ألف اسم بطريق التعمية مع التزام تعدد الإيهام في كل اسم والبيت هذا:
أزقد وأبر وبديد آن ماه جهر ... موج آبى ديده أم بالآي مهر
جون: أغلب وأكثر آنست كه أزيك معمايك اسم بيدا آيد بنابر آن خر وخرده وان برسبيل استعجاب بزبان مي آروع كه بيك خانة تنك اين همه مهمان عجب ست. ثم بين استخراج الأسماء من هذا البيت في مجلد ضخم وقال في اسمه وتاريخه:
بيتي كه يك كتاب بوددر بيان أو ... معلوم نسيت كفته كسى غيراين ضعيف
كرده شريف تعميه دروى هزار نام ... زان رو لمــقب ست بالفية الشريف
ألفه في سنة ثمان وتسعمائة ورتبه على مقدمة وثمان وعشرين مقالة وخاتمة والكتب المــؤلفة في المــعميات كثيرة ما بين مطول منها ومختصر قال في مدينة العلوم عــلم المــعمى مثاله: الأخذ عد موسى مرتين ... وضع أصل الطبائع تحت ذين
وسكن خان شطرنج فخذها ... وادرج بين ذين المــدرجين
فهذا اسم من يهواه قلبي ... وقلب جميع من في الخافقين
واعــلم أن أكثر من يعتني باللغز العرب لكن لم يدونوه في الكتب وأكثر من يعتني بالمــعمى أهل فارس ولهذا وقع جل التصانيف في المــعمى على لسان الفرس وقد رتبوا له قواعد عجيبة وتقسيمات غريبة وتنويعات لطيفة وأما ما يوجد في لسان العرب فشيء نزر جدا ولقد وجدت في لسان العرب خمسة معميات فقط مع شدة تنقيري له وكثرة تتبعي عنه على أنه لم يقع في مرتبة لطافة أهل فارس الذي لو كان العــلم عند الثريا لتناوله رجال منهم وإن أردت صدق هذا المــقال فارجع إلى كتاب مولانا عبد الرحمن الجامي قدس سره خصوصا كتاب مولانا حسين المــعمائي فإنك إن طالعته وجدته السحر الحلال وترى فيه العجب العجاب انتهى.
أقول: عــلم المــعمى واللغز ليس مبنيا على أصل كلي وليست له قواعد وضوابط معينة مشخصة حتى يرجع إليها بل بناءه على خيال المــعمائي وفكره وما أشده خرافة في العلوم وأكثره إضاعة للوقت بلا فائدة ترجع إلى أمر من الدين والدنيا وأكثر من ضيع به أوقاته الفرس ولهذا لا يوجد في علوم العرب إلا أقل قليل وهو أيضا باتباع العجم. والحديث المــتقدم ليس المــراد به عــلم المــعمى وما يليه كما زعم صاحب1 مدينة العلوم بل المــقصود منه عــلم الدين من الكتاب والسنة المــطهرة كما ظهر مصداقه في أصحاب الحديث سيما البخاري ومســلم وليس المــعمى من العــلم في شيء حتى يستدل بالحديث عليه فما أبرد هذا الاستدلال وما أضعفه من الأقوال.

علم التصوف

عــلم التصوف
هو: عــلم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني في مدارج سعادتهم والأمور العارضة لهم في درجاتهم بقدر الطاقة البشرية.
وأما التعبير عن هذه الدرجات والمــقامات كما هو حقه فغير ممكن لأن العبارات إنما وضعت لــلمــعاني التي وصل إليها فهم أهل اللغات.
وأما المــعاني التي لا يصل إليها إلا غائب عن ذاته فضلا عن قوى بدنه فليس بممكن أن توضع لها الألفاظ فضلا عن أن يعبر عنها بالألفاظ.
فكما أن المــعقولات لا تدرك بالأوهام والمــوهومات لا تدرك بالخياليات والتخيلات لا تدرك بالحواس كذلك ما من شأنه أن يعاين اليقين لا يمكن أن يدرك بعــلم اليقين.
فالواجب على من يريد ذلك أن يجتهد في الوصول إليه بالعيان دون أن يطلبه بالبيان فإنه طور وراء طور العقل.
عــلم التصوف
هو: عــلم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال، من النوع الإنساني في مدارج سعادتهم، والأمور العارضة لهم في درجاتهم، بقدر الطاقة البشرية.
وأما التعبير عن هذه الدرجات والمــقامات، كما هو حقه، فغير ممكن لأن العبارات إنما وضعت لــلمــعاني التي وصل إليها، فهم أهل اللغات.
وأما المــعاني التي لا يصل إليها إلا غائب، عن ذاته، فضلا عن قوى بدنه، فليس بممكن أن يوضع لها ألفاظ، فضلا عن أن يعبر عنها بالألفاظ.
فكما أن المــعقولات لا تدرك بالأوهام، والمــوهومات لا تدرك بالخياليات، والتخيلات لا تدرك بالحواس، كذلك ما من شانه أن يعاين بعين اليقين، لا يمكن أن يدرك بعــلم اليقين، فالواجب على من يرد ذلك، أن يجتهد في الوصول إليه بالعين، دون أن يطلبه بالبيان، فإنه طور وراء طور العقل.
(شعر)
عــلم التصوف عــلم ليس يعرفه * إلا أخو فطنة بالحق معروف
وليس يعرفه من ليس يشهده * وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف
هذا ما ذكره: ابن صدر الدين.
وأما أبو الخير، فإنه جعل الطرف الثاني من كتابه في العلوم المــتعلقة بالتصفية، التي هي ثمرة العمل بالعــلم.
ولهذا العــلم أيضا ثمرة: تسمى: (علوم المــكاشفة)، لا يكشف عنها العبارة غير الإشارة.
كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (إن من العــلم كهيئة المــكنون، لا يعرفها إلا العــلمــاء بالله - تعالى -، فإذا نطقوا ينكره أهل الغرة).
فرتب هذا الطرف في: مقدمة، ودوحة، لها: شعب، وثمرة.
وقال: الدوحة: في علوم الباطن.
ولها أربع شعب: العبادات، والعادات، والمــهلكات، والمــنجيات.
فلخص فيه: كتاب: (إحياء العلوم). للغزالي.
ولم يذكر الثمرة، فكأنه لم يذكر التصوف، المــعروف بين أهله.
قال الإمام القشيري: اعــلمــوا أن المــســلمــين بعد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وســلم - لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية عــلم، سوى صحبة الرسول - عليه الصلاة والسلام -، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم: الصحابة.
ولمــا أدركهم أهل العصر الثاني، سمي من صحب الصحابة: (بالتابعين).
ثم اختلف الناس، وتباينت المــراتب، فقيل لخواص الناس، ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: الزهاد، والعباد.
ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا: أن فيهم زهادا، فانفرد خواص أهل السنة المــراعون أنفسهم مع الله - سبحانه وتعالى -، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة، باسم: (التصوف).
واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر: قبل المــائتين من الهجرة. انتهى.
وأول من سمي بالصوفي:
أبو هاشم الصوفي.
المــتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
واعــلم: أن الإشراقيين من الحكماء الإلهيين: كالصوفيين في المــشرب، والاصطلاح.
خصوصا المــتأخرين منهم، إلا ما يخالف مذهبهم مذهب أهل الإسلام، ولا يبعد أن يؤخذ هذا الاصطلاح من اصطلاحهم، كما لا يخفى على من تتبع كتب حكمة الإشراق.
وفي هذا الفن كتب غير محصورة، ذكرنا منها ما أثبتناه في هذا السفر، على ترتيبه إجمالا.
عــلم التصوف عــلم ليس يعرفه ... لا أخو فطنة بالحق معروف
وليس يعرفه من ليس يشهده ... وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف
هذا ما ذكره ابن صدر الدين.
وأما أبو الخير فإنه جعل الطرف الثاني من كتابه في العلوم المــتعلقة بالتصفية التي هي ثمرة العمل بالعــلم.
ولهذا العــلم أيضا ثمرة تسمى: علوم المــكاشفة لا يكشف عنها العبارة غير الإشارة كما قال النبي1 - صلى الله عليه وســلم -: "إن من العــلم كهيئة المــكنون لا يعرفها إلا العــلمــاء بالله تعالى فإذا نطقوا لا ينكره إلا أهل الغرة".
فرتب هذا الطرف في مقدمة ودوحة لها شعب وثمرة وقال: الدوحة في علوم الباطن لها أربع شعب: العبادات والعادات والمــهلكات والمــنجيات فلخص فيه كتاب: الإحياء للغزالي ولم يذكر الثمرة فكأنه لم يذكر التصوف المــعروف بين أهله.
قال القشيري: اعــلمــوا أن المــســلمــين بعد رسول الله - صلى الله عليه وســلم - لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية عــلم سوى صحبة الرسول - صلى الله عليه وســلم - إذ لا أفضلية فوقها فقيل لهم الصحابة.
ولمــا أدركهم أهل العصر الثاني سمي من صحب الصحابة: بالتابعين. ثم اختلف الناس وتباينت المــراتب.
فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: الزهاد والعباد.
ثم ظهرت البدعة وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادعوا أن فيهم زهادا فانفرد خواص أهل السنة المــراعون أنفسهم مع الله - سبحانه وتعالى - الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف. واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المــائتين من الهجرة. انتهى.
وأول من سمي بالصوفي: أبو هاشم الصوفي المــتوفى سنة خمس ومائة.
واعــلم: أن الإشراقيين من الحكماء الإلهيين كالصوفيين في المــشرب والاصطلاح خصوصا المــتأخرين منهم إلا ما يخالف مذهبهم مذهب أهل الإسلام ولا يبعد أن يؤخذ هذا الاصطلاح من اصطلاحهم كما لا يخفى على من تتبع كتب حكمة الإشراق وفي هذا الفن كتب غير محصورة ذكرها في: كشف الظنون على ترتيبه إجمالا ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني كتاب: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان رد فيه على المــتصوفة ردا لطيفا وهو سفر نافع جداً. فصل
قال عبد الرحمن بن خلدون: هذا العــلم من العلوم الشرعية الحادثة في المــلة.
وأصله: أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية.
وأصلها: العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف فــلمــا فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختص المــقبلون على العبادة باسم: الصوفية والمــتصوفة.
وقال القشيري - رحمه الله -: ولا يشهد لهذا الاسم اشتقاق من جهة العربية ولا قياس والظاهر إنه لقب ومن قال: اشتقاقه من الصفا أو من الصفة فبعيد من جهة القياس اللغوي قال: وكذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا بلبسه قلت: والأظهر إن قيل: بالاشتقاق أنه من الصوف وهم في الغالب مختصون بلبسه لمــا كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فــلمــا اختص هؤلاء بمذهب الزهد والانفراد عن الخلق والإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم وذلك أن الإنسان بما هو إنسان إنما يتميز عن سائر الحيوان بالإدراك وإدراكه نوعان: إدراك للعلوم والمــعارف من اليقين والظن والشك والوهم وإدراك للأحوال القائمة من الفرح والحزن والقبض والبسط والرضاء والغضب والصبر والشكر. وأمثال ذلك. فالروح العاقل والمــتصرف في البدن تنشأ من إدراكات وإرادات وأحوال وهي التي يميز بها الإنسان وبعضها ينشأ من بعض كما ينشأ العــلم من الأدلة والفرح والحزن عن إدراك المــؤــلم أو المــتلذذ به والنشاط عن الحمام والكسل عن الإعياء وكذلك المــريد في مجاهدته لا بد وأن ينشأ عن كل مجاهدة حال نتيجة تلك المــجاهدة وتلك الحالة: إما أن تكون نوع عبادة فترسخ وتصير مقاما لــلمــريد وإما أن لا تكون عبادة وإنما تكون صفة حاصلة للنفس من حزن وسرور ونشاط أو كسل أو غير ذلك من المــقامات.
ولا يزال المــريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد والمــعرفة التي هي الغاية المــطلوبة للسعادة.
قال - صلى الله عليه وســلم -: "من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" فالمــريد لا بد له من الترقي في هذه الأطوار وأصلها كلها الطاعة والإخلاص ويتقدمها الإيمان ويصاحبها وتنشأ عن الأحوال والصفات نتائج وثمرات ثم تنشأ عنها أخرى وأخرى إلى مقام التوحيد والعرفان وإذا وقع تقصير في النتيجة أو خلل فنعــلم أنه إنما أتى من قبل التقصير في الذي قبله.
وكذلك في الخواطر النفسانية والواردات القلبية فلهذا يحتاج المــريد إلى محاسبة نفسه في سائر أعماله وينظر في حقائقها لأن حصول النتائج عن الأعمال ضروري وقصورها من الخلل فيها كذلك والمــريد يجد ذلك بذوقه ويحاسب نفسه عن أسبابه ولا يشاركهم في ذلك إلا القليل من الناس لأن الغفلة عن هذا كأنها شاملة وغاية أهل العبادات إذا لم ينتهوا إلى هذا النوع إنهم يأتون بالطاعات مخلصة من نظر الفقه في الأجزاء والأمثال وهؤلاء يبحثون عن نتائجها بالأذواق والمــواجد ليطلعوا على أنها خالصة من التقصير أولا فظهر أن أصل طريقتهم كلها محاسبة النفس على الأفعال والتروك والكلام في هذه الأذواق والمــواجد التي تحصل عن المــجاهدات ثم تستقر لــلمــريد مقاما ويترقى منها إلى غيرها ثم لهم مع ذلك آداب مخصوصة بهم واصطلاحات في ألفاظ تدور بينهم إذ الأوضاع اللغوية إنما هي لــلمــعاني المــتعارفة فإذا عرض من المــعاني ما هو غير متعارف اصطلحنا عن التعبير عنه بلفظ يتيسر فهمه منه فلهذا أختص هؤلاء بهذا النوع من العــلم الذي ليس لواحد غيرهم من أهل الشريعة الكلام فيه وصار عــلم الشريعة على صنفين: صنف مخصوص الفقهاء وأهل الفتيا وهي الأحكام العامة في العبادات والعادات والمــعاملات وصنف مخصوص بالقوم في القيام بهذه المــجاهدة ومحاسبة النفس عليها والكلام في الأذواق والمــواجد العارضة في طريقها وكيفية الترقي منها من ذوق إلى ذوق وشرح الاصطلاحات التي تدور بينهم في ذلك فــلمــا كتبت العلوم ودونت وألف الفقهاء في الفقة وأصوله والكلام والتفسير وغير ذلك كتب رجال من أهل هذه الطريقة في طريقهم فمنهم من كتب في الورع ومحاسبة النفس على الاقتداء في الأخذ والترك كما فعله القشيري في كتاب: الرسالة والسهروردي في كتاب: عوارف المــعارف وأمثالهم وجمع الغزالي - رحمه الله - بين الأمرين في كتاب: الإحياء فدون فيه أحكام الورع والاقتداء ثم بين آداب القوم وسننهم وشرح اصطلاحاتهم في عباراتهم وصار عــلم التصوف في المــلة عــلمــا مدونا بعد أن كانت الطريقة عبادة فقط وكانت أحكامها إنما تتلقى من صدور الرجال كما وقع في سائر العلوم التي دونت بالكتاب من التفسير والحديث والفقه والأصول وغير ذلك.
ثم إن هذه المــجاهدة والخلوة والذكر يتبعها غالبا كشف حجاب الحس والإطلاع على عــلم من أمر الله ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها والروح من تلك العوالم وسبب هذا الكشف: أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحس وقويت أحوال الروح وغلب سلطانه وتجدد نشوه وأعان على ذلك الذكر فإنه كالغذاء لتنمية الروح ولا يزال في نمو وتزيد إلى أن يصير شهودا بعد أن كان عــلمــا ويكشف حجاب الحس ويتم وجود النفس والعلوم اللدنية والفتح الإلهي وتقرب ذاته في تحقق حقيقتها من الأفق الأعلى أفق المــلائكة.
وهذا الكشف كثيرا ما يعرض لأهل المــجاهدة فيدركون من حقائق الوجود ما لا يدرك سواهم وكذلك يدركون كثيرا من الواقعات قبل وقوعها ويتصرفون بهممهم وقوى نفوسهم في المــوجودات السفلية وتصير طوع إرادتهم فالعظماء منهم لا يعتبرون هذا الكشف ولا يتصرفون ولا يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا بالتكــلم فيه بل يعدون ما يقع لهم من ذلك محنة ويتعوذون منه إذا هاجمهم وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - على مثل هذه المــجاهدة وكان حظهم من هذه الكرامات أوفر الحظوظ لكنهم لم تقع لهم بها عناية وفي فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - كثير منها وتبعهم في ذلك أهل الطريقة ممن اشتملت: رسالة القشيري على ذكرهم ومن تبع طريقتهم من بعدهم.
ثم إن قوما من المــتأخرين انصرفت عنايتهم إلى كشف الحجاب والمــدارك التي وراءه واختلفت طرق الرياضة عنهم في ذلك باختلاف تعليمهم في إماتة القوى الحسية وتغذية الروح العاقل بالذكر حتى يحصل للنفس إدراكها التي لها من ذاتها بتمام نشوتها وتغذيتها فإذا حصل ذلك زعموا أن الوجود قد انحصر في مداركها حينئذ وأنهم اكتشفوا ذوات الوجود وتصوروا حقائقها كلها من العرش إلى الطش هكذا قال الغزالي في كتاب: الإحياء بعد أن ذكر صورة الرياضة.
ثم إن هذا الكشف لا يكون صحيحا كاملا عندهم إلا إذا كان ناشئا عن الاستقامة: لأن الكشف قد يحصل لصاحب الجوع والخلوة وإن لم تكن هناك استقامة كالسحرة والنصارى وغيرهم من المــرتاضين وليس مراده إلا الكشف الناشئ عن الاستقامة ومثاله أن المــرآة الصقلية إذا كانت محدبة أو مقعرة وحوذي بها جهة المــرئي فإنه يتشكل فيه معرجا على غير صورته وإن كانت مسطحة تشكل فيها المــرئي صحيحا فالاستقامة للنفس كالانبساط لــلمــرآة فيما ينطبع فيها من الأحوال ولمــا عني المــتأخرون بهذا النوع من الكشف تكــلمــوا في حقائق المــوجودات العلوية والسفلية وحقائق المــلك والروح والعرش والكرسي وأمثال ذلك وقصرت مدارك من لم يشاركهم في طريقهم عن فهم أذواقهم ومواجدهم في ذلك وأهل القيابين منكر عليهم ومســلم لهم وليس البرهان والدليل بنافع في هذه الطريق ردا وقبولا إذ هي من قبيل الوجدانيات وربما قصد بعض المــصنفين بيان مذهبهم في كشف الوجود وترتيب حقائقه فأتى بالأغمض فالأغمض بالنسبة إلى أهل النظر والاصطلاحات والعلوم كما فعل الفرغاني شارح قصيدة ابن الفارض في: الديباجة التي كتبها في صدر ذلك الشرح فإنه ذكر في صدور الوجود عن الفاعل وترتيبه: أن الوجود كله صادر عن صفة الوحدانية التي هي مظهر الأحدية وهما معا صادران عن الذات الكريمة التي هي عين الوحدة لا غير ويسمون هذا الصدور بالتجلي وأول مراتب التجليات عندهم تجلي الذات على نفسه وهو يتضمن الكمال بإفاضة الإيجاد والظهور لقوله في الحديث1 الذي يتناقلونه: كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ليعرفوني.
وهذا الكمال في الإيجاد المــتنزل في الوجود وتفصيل الحقائق وهو عندهم عالم المــعاني والحضرة الكمالية والحقيقة المــحمدية وفيها حقائق الصفات واللوح والقــلم وحقائق الأنبياء والرسل أجمعين والكمال من أهل المــلة المــحمدية وهذا كله تفصيل الحقيقة المــحمدية ويصدر عن هذه الحقائق حقائق أخرى في الحضرة البهائية وهي مرتبة المــثال ثم عنها العرش ثم الكرسي ثم الأفلاك ثم عالم العناصر ثم عالم التركيب.
هذا في عالم الرتق فإذا تجلت فهي في عالم الفتق ويسمى هذا المــذهب: مذهب أهل التجلي والمــظاهر والحضرات وهو كلام يقتدر أهل النظر على تحصيل مقتضاه لغموضه وانغلاقه وبعد ما بين كلام صاحب المــشاهدة والوجدان وصاحب الدليل وربما أنكر بظاهر الشرع هذا الترتيب وكذلك ذهب آخرون منهم إلى القول: بالوحدة المــطلقة وهو رأي أغرب من الأول في تعقله وتفاريعه يزعمون فيه أن الوجود له قوى في تفاصيله بها كانت حقائق المــوجودات وصورها وموادها والعناصر إنما كانت بما فيها من القوى وكذلك مادتها لها في نفسها قوة بها كان وجودها ثم إن المــركبات فيها تلك القوى متضمنة في القوة التي كان بها التركيب كالقوة المــعدنية فيها قوى العناصر بميولها وزيادة القوة المــعدنية ثم القوة الحيوانية ثم الفلك يتضمن القوة الإنسانية وزيادة وكذا الذوات الروحانية والقوة الجامعة للكل من غير تفصيل هي: القوة الإلهية التي انبثت في جميع المــوجودات كلية وجزئية وجمعتها وأحاطت بها من كل وجه لا من جهة الظهور ولا من جهة الخفاء ولا من جهة الصورة ولا من جهة المــادة فالكل واحد وهو نفس الذات الإلهية وهي في الحقيقة واحدة بسيطة والاعتبار هو المــفصل لها كالإنسانية مع الحيوانية ألا ترى أنها مندرجة فيها وكائنة بكونها فتارة يمثلونها بالجنس مع النوع في كل موجود كما ذكرناه وتارة بالكل مع الجزء على طريقة المــثال وهم في هذا كله يفرون من التركيب والكثرة بوجه من الوجوه وإنما أوجبها عندهم الوهم والخيال.
والذي يظهر من كلام ابن دهقان في تقرير هذا المــذهب أن حقيقة ما يقولونه في الوحدة شبيه بما يقوله الحكماء في الألوان: من أن وجودها مشروطة بالضوء فإذا عدم الضوء لم تكن الألوان موجودة بوجه وكذا عندهم المــوجودات المــحسوسة كلها مشروطة بوجود المــدرك الحسي بل والمــوجودات المــعقولة والمــتوهمة أيضا مشروطة بوجود المــدرك العقلي فإذا الوجود المــفصل كله مشروط بوجود المــدرك البشري فلو فرضنا عدم المــدرك البشري جملة لم يكن هناك تفصيل الوجود بل هو بسيط واحد فالحر والبرد والصلابة واللين بل والأرض والمــاء والنار والسماء والكواكب إنما وجدت لوجود الحواس المــدركة لها لمــا جعل في المــدرك من التفصيل الذي ليس في المــوجود وإنما هو في المــدرك فقط فإذا فقدت المــدارك المــفصلة فلا تفصيل إنما هو إدراك واحد وهو أنا لا غيره ويعتبرون ذلك بحال النائم فإنه إذا نام وفقد الحس الظاهر فقد كل محسوس وهو في تلك الحالة إلا ما يفصله له الخيال.
قالوا: فكذا اليقظان إنما يعتبر تلك المــدركات كلها على التفصيل بنوع مدركه البشري ولو قدر فقد مدركة فقد التفصيل وهذا هو معنى قولهم: المــوهم لا الوهم الذي هو من جملة المــدارك البشرية.
وهذا ملخص رأيهم على ما يفهم من كلام ابن دهقان وهو في غاية السقوط لأنا نقطع بوجود البلد الذي نحن مسافرون عنه وإليه يقينا مع غيبته عن أعيننا وبوجود السماء المــظلة والكواكب وسائر الأشياء الغائبة عنا.
والإنسان قاطع بذلك ولا يكابر أحد نفسه في اليقين مع أن المــحققين من المــتصوفة المــتأخرين يقولون: إن المــريد عند الكشف ربما يعرض له توهم هذه الوحدة ويسمى ذلك عندهم مقام الجمع ثم يترقى عنه إلى التمييز بين المــوجودات ويعبرون عن ذلك بمقام الفرق وهو مقام العارف المــحقق ولا بد لــلمــريد عندهم من عقبة الجمع وهي عقبة صعبة لأنه يخشى على المــريد من وقوفه عندها فتخسر صفقته فقد تبينت مراتب أهل هذه الطريقة.
ثم إن هؤلاء المــتأخرين من المــتصوفة المــتكــلمــين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه وملأوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب: المــقامات له وغيره وتبعهم ابن العربي وابن سبعين وتــلمــيذهما ابن العفيف وابن الفارض والنجم الإسرائيلي في قصائدهم. وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المــتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلاهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم وظهر في كلام المــتصوفة القول بالقطب معناه: رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن يساويه أحد في مقامه في المــعرفة حتى يقبضه الله ثم يورث مقامه الآخر من أهل العرفان.
وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب: الإشارات في فصول التصوف منها فقال: جل جناب الحق أن يكون شرحه لكل وارد أو يطلع عليه إلا الواحد بعد الواحد وهذا كلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي وإنما هو من أنواع الخطابة وهو بعينه ما تقوله الرافضة ودانوا به.
ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في: النقباء حتى أنهم لمــا أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلا لطريقتهم وتخليهم رفعوه إلى علي - رضي الله عنه - وهو من هذا المــعنى أيضا وإلا فعلي - رضي الله عنه - لم يختص من بين الصحابة بتخلية ولا طريقة في لباس ولا حال بل كان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - أزهد الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وســلم - وأكثرهم عبادة ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمــجاهدة يشهد لذلك من كلام هؤلاء المــتصوفة في أمر الفاطمي وما شجنوا كتبهم به في ذلك مما ليس لسلف المــتصوفة فيه كلام بنفي أو إثبات وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة والرافضة ومذاهبهم في كتبهم - والله يهدي إلى الحق.
ثم إن كثيرا من الفقهاء وأهل الفتيا انتدبوا للرد على هؤلاء المــتأخرين في هذه المــقالات وأمثالها وشملوا بالنكير وسائر ما وقع لهم في الطريقة والحق أن كلامهم معهم فيه تفصيل فإن كلامهم في أربعة مواضع: أحدها الكلام على المــجاهدات وما يحصل من الأذواق والمــواجد ومحاسبة النفس على الأعمال لتحصل تلك الأذواق التي تصير مقاما ويترقى منه إلى غيره كما قلناه.
وثانيها: الكلام في الكشف والحقيقة المــدركة من عالم الغيب مثل: الصفات الربانية والعرش والكرسي والمــلائكة والوحي والنبوة والروح وحقائق كل موجود غائب أو شاهد وتركيب الأكوان في صدورها عن موجدها وتكونها كما مر.
وثالثها: التصرفات في العوالم والأكوان بأنواع الكرامات.
ورابعها: ألفاظ موهمة الظاهر صدرت من كثير من أئمة القوم يعبرون عنها في اصطلاحهم بالشطحيات تستشكل ظواهرها فمنكر ومحسن ومتأول.
فأما الكلام في المــجاهدات والمــقامات وما يحصل من الأذواق والمــواجد في نتائجها ومحاسبة النفس على التقصير في أسبابها فأمر لا مدفع فيه لأحد وأذواقهم فيه صحيحة والتحقيق بها هو عين السعادة.
وأما الكلام في كرامات القوم وأخبارهم1 بالمــغيبات وتصرفهم في الكائنات فأمر صحيح غير منكر، وإن مال بعض العــلمــاء إلى إنكارها فليس ذلك من الحق وما احتج به الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني من أئمة الأشعرية على إنكارها لالتباسها بالمــعجزة فقد فرق المــحققون من أهل السنة بينهما بالتحدي وهو: دعوى وقوع المــعجزة على وفق ما جاء به قالوا: ثم إن وقوعها على وفق دعوى الكاذب غير مقدور: لأن دلالة المــعجرة على الصدق عقلية فإن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكاذب لتبدلت صفة نفسها وهو محال هذا مع أن الوجود شاهد بوقوع الكثير من هذه الكرامات وإنكارها نوع مكابرة وقد وقع للصحابة وأكابر السلف كثير من ذلك وهو معلوم مشهور.
وأما الكلام في الكشف وإعطاء حقائق العلويات وترتيب صدور الكائنات فأكثر كلامهم فيه نوع من المــتشابه لمــا أنه وجداني عندهم وفاقد الوجدان عندهم بمعزل عن أذواقهم فيه واللغات لا تعطي دلالة على مرادهم منه لأنها لم توضع إلا لــلمــتعارف وأكثر من المــحسوسات فينبغي أن لا نتعرض لكلامهم في ذلك ونتركه فيما تركناه من المــتشابه ومن رزقه الله فهم شيء من هذه الكــلمــات على الوجه المــوافق لظاهر الشريعة - فأكرم بها سعادة.
وأما الألفاظ المــوهمة التي يعبرون عنها بالشطيحات ويؤاخذهم بها أهل الشرع فاعــلم أن الإنصاف في شأن القوم أنهم أهل غيبة عن الحس والواردات تملكهم حتى ينطقوا عنهما بما لا يقصدونه وصاحب الغيبة غير مخاطب والمــجبور معذور فمن عــلم منهم فضله واقتداؤه حمل على القصد الجميل من هذا وإن العبارة عن المــواجد صعبة: لفقدان الوضع لها كما وقع لأبي يزيد وأمثاله ومن لم يعــلم فضله ولا اشتهر فمؤاخذ بما صدر عنه من ذلك إذا لم يتبين لنا ما يحملنا على تأويل كلامه وأما من تكــلم بمثلها وهو حاضر في حسه ولم يملكه الحال فمؤاخذ أيضا ولهذا أفتى الفقهاء وأكابر المــتصوفة بقتل الحلاج: لأنه تكــلم في حضور وهو مالك لحاله والله أعــلم.
وسلف المــتصوفة من أهل الرسالة أعلام المــلة الذين أشرنا إليهم من قبل لم يكن لهم حرص على كشف الحجاب ولا هذا النوع من الإدراك إنما همهم الاتباع والاقتداء ما استطاعوا ومن عرض له شيء من ذلك عرض عنه ولم يحفل به بل يفرون منه ويرون أنه من العوائق والمــحن وأنه إدراك من إدراكات النفس مخلوق حادث وأن المــوجودات لا تنحصر في مدارك الإنسان وعــلم الله أوسع وخلقه أكبر وشريعته بالهداية أملك فلا ينطقون بشيء مما يدركون بل حظروا الخوض في ذلك ومنعوا من يكشف له الحجاب من أصحابهم من الخوض فيه والوقوف عنده بل يلتزمون طريقتهم كما كانوا في عالم الحس قبل الكشف من الاتباع والاقتداء ويأمرون أصحابهم بالتزامها.
وهكذا ينبغي أن يكون حال المــريد والله المــوفق للصواب. انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله.
وما ذكر من كرامات الأولياء فهو حق يدل عليه القرآن والسنة وما ذكر من التصرفات في العوالم والأخبار عن المــغيبات ففيه نظر وتفصيل ذكر في محله فليعــلم - والله أعــلم.

علم التصرف بالحروف والأسماء

عــلم التصرف بالحروف والأسماء
قال أبو الخير وهذا عــلم شريف يتوصل بالمــداومة عليه على شرائط معينة ورياضة خاصة إلى ما يناسب تلك الحروف أو الأسماء من الخواص قال في: مدينة العلوم: هذا عــلم لا يتوصل إليه إلا برياضة ومجاهدة مراعيا لقواعد الشريعة حتى ينفتح له باب المــلكوت فيتصرف في روحانيات تلك الحروف ويتوصل بها إلى مقاصدهم الدنيوية والأخروية. انتهى. وموضوعه وغايته ظاهرة وقيل: تحت هذا العــلم مائة وثمانية وأربعون عــلمــا وكتب الشيخ أحمد البوني والبسطامي مشهورة في هذا العــلم. انتهى وقد جعله أبو الخير من فروع عــلم التفسير وسيأتي تفصيله في عــلم الحروف مع كتبها.

ظَلَمَ 

(ظَــلَمَالظَّاءُ وَاللَّامُ وَالْمِــيمُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، أَحَدُهُمَا خِلَافُ الضِّيَاءِ وَالنُّورِ، وَالْآخَرُ وَضْعُ الشَّيْءِ غَيْرَ مَوْضِعِهِ تَعَدِّيًا.

فَالْأَوَّلُ الظُّــلْمَــةُ، وَالْجَمْعُ ظُــلُمَــاتٌ. وَالظَّلَامُ: اسْمُ الظُّــلْمَــةِ ; وَقَدْ أَظْــلَمَ الْمَــكَانُ إِظْلَامًا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَا حَكَاهُ الْخَلِيلُ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِي ظُــلْمَــةٍ. قَالَ: وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَدَّ بَصَرَكَ فِي الرُّؤْيَةِ، لَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: لَقِيتُهُ أَدْنَى ظَــلَمٍ، لِلْقَرِيبِ. وَيَقُولُونَهُ بِأَلْفَاظٍ أُخَرَ مُرَكَّبَةٍ مِنَ الظَّاءِ وَاللَّامِ وَالْمِــيمِ، وَأَصْلُ ذَلِكَ الظُّــلْمَــةُ، كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الشَّخْصَ ظُــلْمَــةً فِي التَّشْبِيهِ، وَذَلِكَ كَتَسْمِيَتِهِمُ الشَّخْصَ سَوَادًا. فَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ الْبَابُ، وَهُوَ مِنْ غَرِيبِ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ كَلَامُهُمْ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: ظَــلَمَــهُ يَظْــلِمُــهُ ظُــلْمًــا. وَالْأَصْلُ: وَضْعُ الشَّيْءِ [فِي] غَيْرِ مَوْضِعِهِ ; أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: " مَنْ أَشْبَهَ [أَبَاهُ] فَمَا ظَــلَمَ "، أَيْ مَا وَضَعَ الشَّبَهَ غَيْرَ مَوْضِعِهِ. قَالَ كَعْبٌ:

أَنَا ابْنُ الَّذِي لَمْ يُخْزِنِي فِي حَيَاتِهِ ... قَدِيمًا وَمَنْ يُشْبِهْ أَبَاهُ فَمَا ظَــلَمْ وَيُقَالُ ظَــلَّمْــتُ فُلَانًا: نَسَبْتُهُ إِلَى الظُّــلْمِ. وَظَــلَمْــتُ فُلَانًا فَاظَّــلَمَ وَانْظَــلَمَ، إِذَا احْتَمَلَ الظُّــلْمَ. وَأَنْشَدَ بَيْتَ زُهَيْرٍ:

هُوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ ... عَفْوًا وَيُظْــلَمُ أَحْيَانًا فَيَظَّــلِمُ

بِالظَّاءِ وَالطَّاءِ. وَالْأَرْضُ الْمَــظْلُومَةُ: الَّتِي لَمْ تُحْفَرْ قَطُّ ثُمَّ حُفِرَتْ ; وَذَلِكَ التُّرَابُ ظَلِيمٌ. قَالَ:

فَأَصْبَحَ فِي غَبْرَاءَ بَعْدَ إِشَاحَةٍ ... عَلَى الْعَيْشِ مَرْدُودٍ عَلَيْهَا ظَلِيمُهَا

وَإِذَا نُحِرَ الْبَعِيرُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَقَدْ ظُــلِمَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

عَادَ الْأَذِلَّةُ فِي دَارٍ وَكَانَ بِهَا ... هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلَّامُونَ لِلْجُزُرِ

وَالظُّلَامَةُ: مَا تَطْلُبُهُ مِنْ مَظْــلَمَــتِكَ عِنْدَ الظَّالِمِ. وَيُقَالُ: سَقَانَا ظَلِيمَةً طَيِّبَةً. وَقَدْ ظَــلَمَ وَطْبَهُ، إِذَا سَقَى مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرُوبَ وَيُخْرِجَ زُبَدَهُ. وَيُقَالُ لِذَلِكَ اللَّبَنِ: ظَلِيمٌ أَيْضًا. قَالَ:

وَقَائِلَةٍ ظَــلَمْــتُ لَكُمْ سِقَائِي ... وَهَلْ يَخْفَى عَلَى الْعَكِدِ الظَّلِيمُ

وَاللَّهُ أَعْــلَمُ بِالصَّوَابِ. 

علم التأويل

عــلم التأويل
أصله: من الأول وهو الرجوع فكان المــأول صرف الآية إلى ما تحتمله من المــعاني.
وقيل: من الإيالة وهي: السياسة فكأنه ساس الكلام ووضع المــعنى موضعه واختلف في التفسير والتأويل فقال أبو عبيد وطائفة: هما بمعنى وقد أنكر ذلك قوم.
وقال الراغب: التفسير أعم من التأويل وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها وأكثر استعمال التأويل في المــعاني والجمل وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية.
وقال غيره: التفسير: بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة.
وقال المــاتريدي: التفسير: القطع على أن المــراد من اللفظ هذا والشهادة على الله - سبحانه وتعالى - أنه عني باللفظ هذا والتأويل: ترجيح أحد المــحتملات بدون القطع والشهادة وقال أبو طالب الثعلبي: التفسير: بيان وضع اللفظ: إما حقيقة أو: مجازا والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الأول وهو: الرجوع لعاقبة الأمر فالتأويل: إخبار عن حقيقة المــراد والتفسير: إخبار عن دليل المــراد مثاله: قوله - سبحانه وتعالى - {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِــرْصَادِ} وتفسيره: أنه من الرصد مفعال منه وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله سبحانه وتعالى.
وقال الأصبهاني: التفسير: كشف معاني القرآن وبيان المــراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ أو بحسب المــعنى والتأويل: أكثره باعتبار المــعنى.
والتفسير: إما أن يستعمل في غريب الألفاظ أو في وجيز يتبين بشرحه وإما في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها.
وأما التأويل: فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصا نحو الكفر المــستعمل تارة في الجحود المــطلق وتارة في جحود الباري خاصة.
وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة.
وقيل: يتعلق التفسير بالرواية والتأويل بالدراية.
وقال أبو نصر القشيري: التفسير مقصور على السماع والاتباع والاستنباط فيما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم: ما وقع مبينا في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وســلم -: يسمى تفسير أو ليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد بل يحمل على المــعنى الذي ورد فلا يتعداه والتأويل: ما استنبطه العــلمــاء العالمــون بمعنى الخطاب المــاهرون في آلات العلوم.
وقال قوم منهم: البغوي والكواشي: هو صرف الآية إلى معنى موافق لمــا قبلها وبعدها تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط انتهى ولعله هو الصواب هذا خلاصة ما ذكره أبو الخير في مقدمة عــلم التفسير.
وقد ذكر في فروع عــلم الحديث عــلم تأويل أقوال النبي - صلى الله عليه وســلم - وقال: هذا عــلم معلوم موضوعه وبين نفعه وظاهر غايته وغرضه وفيه رسالة نافعة لمــولانا شمس الدين الفناري.
وقد استخرج للأحاديث تأويلات موافقة للشرع بحيث يقول من رآها: لله دره وعلى الله أجره.
وأيضا للشيخ صدر الدين القونوي شرح بعض الأحاديث على التأويلات لكن بعضها مخالف لمــا عرف من ظاهر الشرع مثل قوله: إن الفلك الأطلس المــسمى بلسان الشارع العرش وفلك الثوابت المــسمى عند أهل الشرع الكرسي قديمان وأحال ذلك إلى الكشف الصحيح والعيان الصريح وادعى أن هذا غير مخالف للشرع. لأن الوارد فيه حدوث السموات السبع والأرضين إلا أن هذا الشيخ قد أبدع في سائر التأويلات بحيث ينشرح الصدر والبال والله - سبحانه وتعالى - أعــلم بحقيقة الحال. انتهى.
أقول شرح تسعة وعشرين حديثا سماه: كشف أسرار جواهر الحكم وما ذكره من القول بالقدم ليس هو أول من يقول به بل هو مذهب شيخه ابن عربي وشيوخ شيخه كما لا يخفى على من تتبع كلامهم.
عــلم التأويل
أصله من الأول، وهو: الرجوع.
فكان المــأول: صرف الآية إلى ما يحتمله من المــعاني.
وقيل: من الإيالة، وهي: السياسة.
فكأنه ساس الكلام، ووضع المــعنى موضعه.
واختلف في التفسير والتأويل:
فقال أبو عبيد، وطائفة: هما بمعنى.
وقد أنكر ذلك قوم.
وقال الراغب الأصبهاني: التفسير أعم من التأويل؛ وأكثر استعماله في الألفاظ، ومفرداتها؛ وأكثر استعمال التأويل في المــعاني، والجمل؛ وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية.
وقال غيره: التفسير: بيان لفظ، لا يحتاج إلا وجها واحدا، والتأويل: توجيه لفظ متوجه، إلى معان مختلفة، إلى واحد منها، بما يظهر من الأدلة.
وقال المــاتريدي: التفسير: القطع على أن المــراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله - سبحانه وتعالى - أنه عني باللفظ هذا؛ والتأويل: ترجيح أحد المــحتملات بدون القطع والشهادة.
وقال أبو طالب التغلبي: التفسير: بيان وضع اللفظ، إما: حقيقة، أو مجازا؛ والتأويل: تفسير، باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، وهو الرجوع لعاقبة الأمر، فالتأويل: إخبار عن حقيقة المــراد، والتفسير: إخبار عن دليل المــراد.
مثاله: قوله - سبحانه وتعالى -: (إن ربك لبالمــرصاد)، تفسيره: إنه من الرصد مفعال منه، وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله - سبحانه وتعالى -.
وقال الراغب الأصبهاني: التفسير: تكشف معاني القرآن، وبيان المــراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ، وبحسب المــعنى؛ والتأويل: أكثره في المــعاني، والتفسير.
إما أن يستعمل في غريب الألفاظ، أو في وجيز يبين بشرحه، وإما في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره، إلا بمعرفتها، وأما التأويل: فإنه يستعمل مرة عاما، ومرة خاصا، نحو: الكفر المــستعمل تارة في: الجحود المــطلق، وتارة في: جحود الباري خاصة، وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة.
وقيل: يتعلق التفسير بالرواية والتأويل بالدراية.
وقال أبو نصر القشيري: التفسير: مقصور على السماع، والاتباع، والاستنباط فيما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم: ما وقع مبينا في كتاب الله - تعالى -، وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَــلَّمَ - يسمى: تفسيرا، وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد، بل يحمل على المــعنى الذي ورد فلا يتعداه؛ والتأويل: ما استنبطه العــلمــاء العالمــون، بمعنى: الخطاب المــاهرون في آلات العلوم.
وقال قوم - منهم: البغوي، والكواشي -: هو: صرف الآية إلى معنى موافق لمــا قبلها وبعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة، من طريق الاستنباط. انتهى.
ولعله هو الصواب، هذا خلاصة ما ذكره: أبو الخير في (مقدمة عــلم التفسير).
وقد ذكر في فروع عــلم الحديث: عــلم تأويل أقوال النبي - صلى الله تعالى عليه وســلم -، وقال: هذا عــلم معلوم موضوعه، وبين نفعه، وظاهر غايته، وغرضه.
وفيه: رسالة.
لمــولانا: شمس الدين الفناري.
وقد استخرج للأحاديث تأويلات موافقة للشرع، بحيث يقول: من رآها لله دره، وعلى الله أجره.
وأيضا: للشيخ: صدر الدين القنوي.
شرح بعض الأحاديث على التأويلات.
لكن بعضها مخالف لمــا عرف من ظاهر الشرع، مثل قوله: إن الفلك الأطلس، المــسمى بلسان الشارع: (العرش)، وفلك الثوابت، المــسمى عند أهل الشرع: (الكرسي) : قديمان، وأحال ذلك إلى الكشف الصحيح، والعيان الصريح، وادعى: أن هذا غير مخالف للشرع، لأن الوارد فيه: حدوث السموات السبع، والأرضين، إلا أن هذا الشيخ قد أبدع في سائر التأويلات، بحيث ينشرح الصدور والبال، والله - سبحانه وتعالى - أعــلم بحقيقة الحال. انتهى.
أقول: شرح تسعة وعشرين حديثا.
وسماه: (كشف أسرار جواهر الحكم).
وسيأتي.
وما ذكره من القول القدم، ليس هو أول من يقول به، بل هو مذهب شيخه: ابن عربي، وشيوخ شيخه، كما لا يخفى على من تتبع كلامهم.

علم المقلوب

عــلم المــقلوب
هكذا في كشف الظنون وهو من فروع عــلم البديع والمــحاضرات كما عرفت في عــلم التصحيف وهو: أن يكون الكلام بحيث إذا قلبته وابتدأت من حرفه الأخير إلى الحرف الأول كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام وهذا مغائر لتجنيس القلب المــذكور في عــلم البديع فإن المــقلوب ههنا يجب أن يكون اللفظ الذي ذكر بخلافه ثمه ويجب ثمه ذكر اللفظين جميعا بخلافه هنا.
والقلب قد يكون في النثر كقوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} .
أما في النظم: فقد يكون بحيث يكون كل من المــصراعين قلبا للآخر كقوله1:
أرانا الإله هلالا أنارا
وقد لا يكون كذلك بل يكون مجموع البيت قلبا لمــجموعه كقول الأرجاني:
مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم وقول الحريري:
إس أرملا إذا عرى ... وارع إذا المــرء أسا
إلا أن في قول الحريري نوع تكلف وهو زيادة همزة مرء وحذفها في القلب.
وأما في النثر: فإما في مفرد نحو: سلس أو مركب كما في قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} وقوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} وللحروف المــشددة في هذا الباب حكم المــخفف لأن المــعتبر هو الحروف المــكتوبة ومنه: سر فلا كبا بك الفرس وهو قول عماد الكاتب.
وقوله القاضي الفاضل دام علاء العماد.
ومنه كمالك تحت كلامك ومنه عقرب تحت برقع.
ومنه كبر رجا اجر ربك.
ومنه لابقا للإقبال وله نظائر كثيرة وأمثال غير قليلة كذا في مدينة العلوم.

علم استنزال الأرواح، واستحضارها في قوالب الأشباح

عــلم استنزال الأرواح، واستحضارها في قوالب الأشباح
وهو من: فروع عــلم السحر.
واعــلم: أن تسخير الجن، أو المــلك، من غير تجسدها، وحضورها عندك، يسمى: عــلم العزائم، بشرط تحصيل مقاصدك بواسطتها.
وأما: حضور الجن عندك، وتجسدها في حسك، يسمى: عــلم الاستحضار، ولا يشترط تحصيل مقاصدك بها.
وأما: استحضار المــلك، فإن كان سماويا فتجده، لا يمكن إلا في الأنبياء، وإن كان أرضيا ففيه الخلاف.
كذا في: (مفتاح السعادة).
ومن الكتب المــصنفة: كتاب: (ذات الدوائر)، وغيره.

تَكَلَّمَ عَنْ

تَكَــلَّمَ عَنْ
الجذر: ك ل م

مثال: تَكَــلَّمَ عن الشيء
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يرد تعدي الفعل بحرف الجر «عن».
المــعنى: تحدَّث عنه

الصواب والرتبة: -تَكَــلَّم على الشيء [فصيحة]-تَكَــلَّم عن الشيء [فصيحة]
التعليق: يمكن تصويب تعدي الفعل «تكــلَّم» بـ «عن» بناءً على ما أجازته كتب اللغة والنحو من مجيء «عن» بمعنى «على» للاستعلاء، أو على تضمينه معنى الفعل «تَحَدَّث»، وقد ورد الفعل متعديًا بـ «عن» في الأساسي.

علم مواقيت الصلاة

عــلم مواقيت الصلاة
عــلم يتعرف منه أوقات الصلوات الخمس على الوجه الوارد في الشرع ويفترض عــلم تلك المــواقيت تقريبا وأما عــلمــه تحقيقا ففرض كفاية فلا بد في كل بلد من يعرفها على وجه التحقيق كذا في مدينة العلوم.
قلت: للسيد الإمام العلامة المــجتهد شيخ شيوخنا محمد بن إسماعيل الأمير اليماني رحمه الله رسالة سماها اليواقيت في المــواقيت ألفها في ذكر أوقات الصلوات الخمس على ما وردت به السنة المــطهرة صرح فيها بأن العمل في الصلاة والصوم على عــلم المــواقيت بدعة قبيحة من أحداث المــلوك ولا يتوقف عليه معرفة أوقات الصلاة وهذه الرسالة نفيسة جداً.

لَمَّحَ بـ

لَمَّــحَ بـ
الجذر: ل م ح

مثال: لَمَّــحَ بتفوقه العــلمــيّ
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الفعل بـ «الباء»، والوارد تعديته بـ «إلى».

الصواب والرتبة: -لَمَّــحَ إلى تفوقه العــلمــيّ [صحيحة]-لَمَّــحَ بتفوقه العــلمــيّ [صحيحة]
التعليق: لم يرد عن العرب استعمال الفعل «لمَّــح» بمعنى أشار، ولكن يمكن تصحيحه لوجود علاقة بين مدلول كل من الإشارة، والنظر إلى الشيء باختلاس، وقد أثبتت المــعاجم الحديثة هذا الاستعمال. وقد أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المــصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المــصري هذا وذاك؛ ومن ثَمَّ يمكن استعمال الفعل «لَمّــح» متعديًا بـ «الباء»، و «اللام» و «إلى»، كقول طه حسين: «كان المــتنبي يــلمــح برأيه»، وقوله: «فيــلمــح لهم تــلمــيحًا»، وقول زين العابدين السنوسي: «يــلمــح بعضهم إلى أنهم يشعرون بجرأة الخطيب».

علم معرفة حقيقة القرآن ومجازها

عــلم معرفة حقيقة القرآن ومجازها
لم يختلف أحد في وقوع الحقائق في القرآن واختلف العــلمــاء في وقوع المــجاز فيه والأصح وقوعه فيه والتفصيل في عــلم الأصول. عــلم معرفة حصر القرآن والاختصاص
أما الحصر فيقال له: القصر: وهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص ويقال أيضا: إثبات الحكم لــلمــذكور ونفيه عما عداه وقد يفرق بين الحصر والاختصاص والتفصيل في عــلم المــعاني والسيوطي ذكر في كتاب الإتقان تفاصيل أقسامهما.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.