Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لم

خَذلم

خَذلم
]
(خَذْــلَمَ) خَذْــلَمــة أهملَه الجَوْهَرِي، وَفِي اللّسان: أَي (أَسْرَع) . قَالَ: (والحاءُ المُــهْمَلَة لُغَةٌ) فِيهِ كَمَا تَقَدَّم.

علم الأسماء

عــلم الأسماء
أي: الحسنى، وأسرارها، وخواص تأثيراتها.
قال البوني: ينال بها لكل مطلوب، ويتوسل بها إلى كل مرغوب، وبملازمتها تظهر الثمرات، وصرائح الكشف والاطلاع على أسرار المــغيبات.
وأما إفادة الدنيا: فالقبول عند أهلها، والهيبة والتعظيم والبركات في الأرزاق، والرجوع إلى كــلمــته، وامتثال الأمر منه، وخرس الألسنة عن جوابه، إلا بخير... إلى غير ذلك من الآثار الظاهرة بإذن الله تعالى في المــعاني والصور، وهذا سر عظيم من العلوم، لا ينكر شرعا ولا عقلا. انتهى.
وسيأتي في: عــلم الحروف.

علم تحسين الحروف

عــلم تحسين الحروف
وسيأتي تحقيقه في: عــلم الخط.
عــلم تحسين الحروف
سيأتي تحقيقه في عــلم الخط هكذا في: الكشف قال في: مدينة العلوم: هو عــلم يعرف منه تحسين تلك النقوش وما يتعلق به من كيفية استعمال أدوات الكتابة وتمييز حسنها عن رديها وأسباب الحسن في الحروف آلة واستعمالا وترتيبا ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة وتختلف صورها بحسب الإلف والعادة والمــزاج بل بحسب كل شخص ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه. انتهى.

علم التجويد

عــلم التجويد
هو: عــلم باحث عن تحسين تلاوة القرآن العظيم من جهة مخارج الحروف وصفاتها وترتيل النظم المــبين بإعطاء حقها من الوصل والوقف والمــد والقصر والروم والإدغام والإظهار والإخفاء والإمالة، والتحقيق والتفخيم والتشديد والتخفيف والقلب والتسهيل إلى غير ذلك.
وموضوعه وغايته ونفعه ظاهر.
وهذا العــلم نتيجة فنون القراءة وثمرتها وهو كالمــوسيقى من جهة أن العــلم لا يكفي فيه بل هو: عبارة عن ملكة حاصلة عن تمرن امرؤ بمكة وتدربه بالتلقف عن أفواه معــلمــيه ولذلك لم يذكره أبو الخير واكتفى عنه بذكر القراءة وفروعه والتجويد أعم من القراءة.
وأول من صنف في التجويد موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي المــقري المــتوفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ذكره ابن الجزري ومن المــصنفات فيه: الدر اليتيم وشرحه و: الرعاية و: غاية المــراد المــقدمة الجزرية وشروحها واضحة.
عــلم التجويد
وهو: عــلم باحث عن: تحسين تلاوة القرآن العظيم، من جهة مخارج الحروف، وصفاتها، وترتيل النظم المــبين، بإعطاء حقها من الوصل، والوقف، والمــد، والقصر، والإدغام، والإظهار، والإخفاء، والإمالة، والتحقيق، والتفخيم، والترقيق، والتشديد، والتخفيف، والقلب، والتسهيل،... إلى غير ذلك.
وموضوعه، وغايته، ونفعه: ظاهر.
وهذا العــلم: نتيجة فنون القراءة، وثمرتها.
وهو: كالمــوسيقى، من جهة أن العــلم لا يكفي فيه، بل هو: عبارة عن ملكة، حاصلة من تمرن امرئ بفكه، وتدربه بالتلقف، عن أفواه معــلمــيه، ولذلك لم يذكره أبو الخير، واكتفى عنه بذكر القراءة وفروعه.
والتجويد: أعم من القراءة.
وأول من صنف في التجويد:
موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني، البغدادي، المــقرئ.
المــتوفى: سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
ذكره ابن الجزري.
ومن المــصنفات فيه:
(الدر اليتيم).
وشرحه.
و (الرعاية).
و (غاية المــراد).
و (المــقدمة الجزرية).
وشروحها.
و (الواضحة).

لمف

لمــف
لَمْــف [مفرد]
• الــلَّمْــفُ: (حي) مائعٌ لا لونَ له، يكتنف الأنسجةَ ويجري في المــجاري والقنوات الــلَّمــفاويّة، ثمَّ يذهب إلى الدَّم عن طريق القناة الصَّدريّة، وهو يتألَّف من سائل به مادَّة تتخثَّر تُشْبه بلازما الدَّم، ومن كثير من خلايا الدَّم البيض. 

علم معرفة ما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب

عــلم معرفة ما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب
ذكر الله تعالى أسماء الأنبياء والرسل خمسا وعشرين من مشاهيرهم وذكر فيه من أسماء المــلائكة بعضا ومن أسماء الشياطين والأصنام بعضا والتفصيل في الإتقان.
عــلم معرفة مبهمات القرآن
والمــراد بالمــبهم ما ذكر المــوصولية نحو قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أو بطريق العموم نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ونحو ذلك وطريق تعيين مبهمات القرآن الرواية لا غير وأسباب الإبهام إما الاستغناء عن بيانه لذكره في مقام آخر أو تعيينه لاشتهاره أو قصد الستر أو نحو ذلك صنف فيه السهيلي وابن العسكر وابن جماعة والسيوطي رحمه الله.

علم تعبير الرؤيا

عــلم تعبير الرؤيا
وهو: عــلم يتعرف منه المــناسبة، بين التخيلات النفسانية، والأمور الغيبية، لينتقل من الأولى إلى الثانية، وليستدل على الأحوال النفسانية في الخارج، أو على الأحوال الخارجية في الآفاق.
ومنفعته: البشري، أو الإنذار، لمــا يرونه.
هذه ما ذكره: أبو الخير.
وأورده في: فرع العــلم الطبيعي.
وذكر فيه أيضا: ماهية الرؤيا، وأقسامها.
وكذا، فعل ابن صدر الدين، لكني لست في صدد بيان ذلك، فهو مبين في كتب الفن.
وأما الكتب المــصنفة في التعبير، فكثيرة جدا.
ونحن نذكر منها، ما وصل إلينا خبره، أو رأيناه على ترتيب الكتاب إجمالا.
الآثار الرايعة، في أسرار الواقعة.
أرجوزة التعبير.
أصول دانيال.
إرشاد جابر المــغربي.
إيضاح التعبير.
البدر المــنير، وشروحه: للحنبلي.
بيان التعبير، لعبدوس.
تحفة المــلوك.
عــلم تعبير الرؤيا
هو: عــلم يتعرف منه المــناسبة بين التبخيلات النفسانية والأمور الغيبية لينتقل من الأولى إلى الثانية وليستدل بذلك على الأحوال النفسانية في الخارج أو على الأحوال الخارجية في الآفاق ومنفعته: البشرى أو الإنذار بما يروه.
هذا ما ذكره الأرنيقي وأبو الخير وأورده في فروع العــلم الطبيعي وذكر فيه أيضا ماهية الرؤيا وأقسامها وكذا فعل ابن صدر الدين لكني لست في صدد بيان ذلك فهو مبين في كتب هذا الفن.
وقال في: كشاف اصطلاحات الفنون: هو عــلم يتعرف منه الاستدلال من المــتخيلات الجملية على ما شاهدته النفس حالة النوم من عالم الغيب فخيلته القوة المــتخيلة مثالا يدل عليه في عالم الشهادة وقد جاء أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة وهذه النسبة تعرفها من مدة الرسالة ومدة الوحي قبلها مناما وربما طابقت الرؤيا مدلولها دون تأويل وربما اتصل الخيال بالحس كالاحتلام ويختلف مأخذ التأويل بحسب الأشخاص وأحوالهم ومنفعته البشرى بما يرد على الإنسان من خير. والإنذار بما يتوقعه من شر والاطلاع على الحوادث في العالم قبل وقوعها. انتهى. وأما الكتب المــصنفة في التعبير فكثيرة جدا منها: الآثار الرابعة في أسرار الواقعة و: أرجوزة العبير و: أصول دانيال وتعبير ابن المــقري وأبي سهل المــسيحي وأرسطو وأفلاطون وإقليدس وبطليموس والجاحظ وجالينوس و: التعبير المــنيف والتأويل الشريف لمــحمد بن قطب الدين1 الرومي الأرنيقي المــتوفى سنة خمس وثمانين وثمانمائة ذكر فيه أقوال المــعبرين ثم عبر على اصطلاح أهل السلوك و: تعبير نامج لأبي طاهر إبراهيم بن يحيى الحنبلي المــعبر المــتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة وأيضا ليحيى الفتاحي النيسابوري الشاعر فارسي منظوم و: حواب وخيال للشيخ بير محمد اللكهنوي فارسي مختصر منثور.
قال في: مدينة العلوم: والذي تمهر في عــلم التعبير من السلف هو محمد بن سيرين ومن عجائب تعبيراته أنه رأى رجل يختم على أفواه الرجال والنساء وفروج هؤلاء فعبرها ابن سيرين: بأنك مؤذن أذنت في رمضان قبل طلوع الفجر وكان كذلك.
ويحكى أن رجلا سأله أنه رأى أنه يدخل الزيت في الزيتون فقال ابن سيرين: إن صدقت فالتي تحتك أمك فاضطرب الرجل فتفحص عنها فكانت أمه لأنها سبيت بعد أبيه فاشتراها ابنها. انتهى.
قال ابن خلدون - رحمه الله -: هذا العــلم من العلوم الشرعية وهو حادث في المــلة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها.
وأما الرؤيا والتعبير لها: فقد كان موجودا في السلف كما هو في الخلف وربما كان في المــلوك والأمم من قبل إلا أنه لم يصل إلينا للاكتفاء فيه بكلام المــعبرين من أهل الإسلام وإلا فالرؤيا موجودة في صنف البشر على الإطلاق ولا بد من تعبيرها فلقد كان يوسف الصديق - عليه السلام - يعبر الرؤيا كما وقع في القرآن المــجيد وكذلك ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وســلم - وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - والرؤيا مدرك من مدارك الغيب.
وقال - صلى الله عليه وســلم -: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" وقال: "لم يبق من المــبشرات إلا الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له" وأول ما بدئ به النبي - صلى الله عليه وســلم - من الوحي الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وكان النبي - صلى الله عليه وســلم - إذا انفتل من صلاة الغداة يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا يسألهم عن ذلك ليستبشر بما وقع من ذلك مما فيه ظهور الدين وإعزازه.
وأما السبب في كون الرؤيا مدركا للغيب فهو: أن الروح القلبي وهو: البخار اللطيف المــنبعث من تجويف القلب اللحمي ينتشر في الشريانات ومع الدم في سائر البدن وبه تكمل أفعال القوى الحيوانية وإحساسها فإذا أدركه المــلال بكثرة التصرف في الإحساس بالحواس الخمس وتصرف القوى الظاهرة وغشى سطح البدن ما يغشاه من برد الليل انخنس الروح من سائر أقطار البدن إلى مركزه القلبي فيستجم بذلك لمــعاودة فعله فتعطلت الحواس الظاهرة كلها وذلك هو معنى النوم.
ثم إن هذا الروح القلبي هو: مطية للروح العاقل من الإنسان والروح العاقل مدرك لجميع في ما عالم الأمر بذاته إذ حقيقته وذاته عين الإدراك وإنما يمنع من تعقله لــلمــدارك الغيبية ما هو فيه من حجاب الاشتغال بالبدن وقواه وحواسه فلو قد خلا من هذا الحجاب وتجرد عنه لرجع إلى حقيقته وهو: عين الإدراك فيعقل كل مدرك فإذا تجرد عن بعضها خفت شواغله فلا بد من إدراك لمــحة من عالمــه بقدر ما تجرد له وهو في هذه الحالة قد خفت شواغل الحس الظاهر كلها وهي الشاغل الأعظم فاستعد لقبول ما هنالك من المــدارك اللائقة من عالمــه وإذا أدرك ما يدرك من عوالمــه رجع إلى بدنه إذ هو ما دام في بدنه جسماني لا يمكنه التصرف إلا بالمــدارك الجسمانية.
والمــدارك الجسمانية للعــلم إنما هي الدماغية والمــتصرف منها هو الخيال فإنه ينتزع من الصور المــحسوسة صورا خيالية ثم يدفعها إلى الحافظة تحفظها له إلى وقت الحاجة إليها عند النظر والاستدلال وكذلك تجرد النفس منها صورا أخرى نفسانية عقلية فيترقى التجريد من المــحسوس إلى المــعقول والخيال واسطة بينهما ولذلك إذا أدركت النفس من عالمــها ما تدركه ألقته إلى الخيال فيتنزل المــدرك من الروح العقلي إلى الحسي والخيال أيضا واسطة هذه حقيقة الرؤيا.
ومن هذا التقرير يظهر لك الفرق بين الرؤيا الصالحة وأضغاث الأحلام الكاذبة فإنها كلها صور في الخيال حالة النوم.
لكن إن كانت تلك الصور متنزلة من الروح العقلي المــدرك فهو: رؤيا وإن كانت مأخوذة من الصور التي في الحافظة التي كان الخيال أودعها إياها منذ اليقظة فهي: أضغاث أحلام.
وأما معنى التعبير فاعــلم أن الروح العقلي إذا أدرك مدركه وألقاه إلى الخيال فصوره فإنما يصوره في الصور المــناسبة لذلك المــعنى بعض الشيء كما يدرك معنى السلطان الأعظم فيصوره الخيال بصورة البحر أو يدرك العداوة فيصورها الخيال في صورة الحية فإذا استيقظ وهو لم يعــلم من أمره إلا أنه رأى البحر أو الحية فينظر المــعبر بقوة التشبيه بعد أن يتيقن أن البحر صورة محسوسة وأن المــدرك وراءها وهو يهتدي بقرائن أخرى تعين له المــدرك فيقول مثلا: هو السلطان لأن البحر خلق عظيم يناسب أن يشبه به السلطان وكذلك الحية يناسب أن تشبه بالعدو لعظم ضررها وكذا الأواني تشبه بالنساء لأنهن أوعية وأمثال ذلك ومن الرؤيا ما يكون صحيحا لا يفتقر إلى تعبير لجلائها ووضوحها أو لقرب الشبه فيها بين المــدرك وشبهه.
ولهذا وقع في الصحيح: الرؤيا ثلاث رؤيا من الله ورؤيا من المــلك ورؤيا من الشيطان فالرؤيا التي من الله هي الصريحة: التي لا تفتقر إلى تأويل والتي من المــلك: هي الرؤيا الصادقة: التي تفتقر إلى التعبير والرؤيا التي من الشيطان: هي الأضغاث.
واعــلم أيضا أن الخيال إذا ألقى أليه الروح مدركة فإنما يصوره في القوالب المــعتادة للحس ما لم يكن الحس أدركه قط فلا يصور فيه فلا يمكن من ولد أعمى أن يصور له السلطان بالبحر ولا العدو بالحية ولا النساء بالأواني لأنه لم يدرك شيئا من هذه وإنما يصور له الخيال أمثال هذه في شبهها ومناسبها من جنس مداركه التي هي المــسموعات والمــشمومات وليتحفظ المــعبر من مثل هذا فربما اختلط به التعبير وفسد قانونه.
ثم إن عــلم التعبير عــلم بقوانين كلية يبني عليها المــعبر عبارة ما يقص عليه وتأويله كما يقولون: البحر يدل على السلطان وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الغيظ وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الهم والأمر الفادح.
ومثل ما يقولون: الحية تدل على العدو وفي موضع آخر يقولون: هي كاتم سر وفي موضع آخر يقولون: تدل على الحياة وأمثال ذلك فيحفظ المــعبر هذه القوانين الكلية ويعبر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليف بالرؤيا.
وتلك القرائن منها: في اليقظة ومنها: في النوم ومنها: ما ينقدح في نفس المــعبر بالخاصية التي خلقت فيه وكل ميسر لمــا خلق.
ولم يزل هذا العــلم متناقلا بين السلف وكان محمد بن سيرين فيه من أشهر العــلمــاء وكتب عنه في ذلك القوانين وتناقلها الناس لهذا العهد وألف الكرماني فيه من بعده ثم ألف المــتكــلمــون المــتأخرون وأكثروا والمــتداول بين أهل المــغرب لهذا العهد كتب ابن أبي طالب القيرواني من عــلمــاء القيروان مثل: المــمتع وغيره وكتاب: الإشارة للسالمــي وهو: عــلم مضيء بنور النبوة لــلمــناسبة بينهما كما وقع في الصحيح والله علام الغيوب. انتهى.

أَلَمَ 

(أَــلَمَالْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْمِــيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْوَجَعُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَــلَمُ: الْوَجَعُ، يُقَالُ: وَجَعٌ أَلِيمٌ، وَالْفِعْلُ مِنَ الْأَــلَمِ أَــلِمَ. وَهُوَ أَــلِمٌ، وَالْمُــجَاوِزُ أِلِيمٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ. وَكَذَلِكَ وَجِيعٌ بِمَعْنَى مُوجِعٍ. قَالَ: أَمِنْ رَيْحَانَةِ الدَّاعِي السَّمِيعُ

فَوَضَعَ السَّمِيعَ مَوْضِعَ مُسْمِعٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ عَذَابٌ أَلِيمٌ، أَيْ: مُؤْــلِمٌ وَرَجُلٌ أَلِيمٌ وَمُؤْــلَمٌ، أَيْ: مُوجَعٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: أَــلِمْــتَ نَفْسَكَ، كَمَا تَقُولُ سَفِهْتَ نَفْسَكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " الْحُرُّ يُعْطِي وَالْعَبْدُ يَأْــلَمُ قَلْبُهُ ".

علم السباحة

عــلم السباحة
هذا من فروع عــلم المــلاحة وأنه يحصل بالمــزاولة والإدمان وأكثر ما يحتاج إليه المــلاحون كذا في مدينة العلوم. ورأيت أشخاصا لهم يد طولي في هذا العــلم ولها أنواع كثيرة منها: السباحة في الأبحار والأنهار قائما ومنها: قاعدا ومنها: مستلقيا على الظهر إلى غير ذلك من الصور التي يعرفها أهلها.
والأصل في معرفة هذا العــلم دون المــعرفة الساذجة.

هَلَمَ 

(هَــلَمَالْهَاءُ وَاللَّامُ وَالْمِــيمُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا قَوْلُهُمْ هَــلُمَّ: كَــلِمَــةُ دَعْوَةٍ إِلَى شَيْءٍ. قَالُوا: وَأَصْلُهَا هَلْ أَؤُمُّ، كَلَامُ مَنْ يُرِيدُ إِتْيَانَ الطَّعَامِ، ثُمَّ كَثُرَتْ حَتَّى تَكَــلَّمَ بِهَا الدَّاعِي، مِثْلَ قَوْلِهِمْ: تَعَالَ، أَيِ اعْلُ، ثُمَّ كَثُرَتْ حَتَّى قَالَهَا مَنْ كَانَ أَسْفَلَ لِمَــنْ كَانَ فَوْقَ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهَا هَلْ لَكَ فِي الطَّعَامِ أُمَّ، أَيِ اقْصِدْ. وَالَّذِي عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ أَنَّهُ مِنَ الْكَلَامِ الْمُــشْكِلِ. وَقَدْ مَرَّ مِثْلُهُ.

علم أصول الفقه

عــلم أصول الفقه
وهو: عــلم يتعرف منه: استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، عن أدلتها الإجمالية.
وموضوعه: الأدلة الشرعية الكلية، من حيث أنها كيف يستنبط عنها الأحكام الشرعية.
ومباديه: مأخوذة من العربية، وبعض العلوم الشرعية، كأصول الكلام، والتفسير، والحديث، وبعض من العقلية.
والغرض منه: تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، من أدلتها الأربعة، أعني: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
وفائدته: استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة.
واعــلم: أن الحوادث، وإن كانت متناهية في نفسها، بانقضاء دار التكليف، إلا أنها لكثرتها، وعدم انقطاعها، مادامت الدنيا غير داخلة تحت حصر الحاصرين، فلا يعــلم أحكامها جزئيا.
ولمــا كان لكل عمل من أعمال الإنسان حكم، من قبل الشارع منوط بدليل يخصه، جعلوها قضايا، موضوعاتها: أفعال المــكلفين، ومحمولاتها: أحكام الشارع من الوجوب وأخواته.
فسموا: العــلم المــتعلق بها، الحاصل من تلك الأدلة: فقها، ثم نظروا في تفاصيل الأدلة والأحكام، وعمومها، فوجدوا الأدلة راجعة إلى: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
ووجدوا الأحكام راجعة إلى: الوجوب، والندب، والحرمة، والكراهة، والإباحة.
وتأملوا في كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام إجمالا، وبيان طرقه، وشرائطه، ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية، عن أدلتها التفصيلية، فضبطوها، ودونوها، وأضافوا إليها من اللواحق، وسموا العــلم المــتعلق بها: أصول الفقه.
قال الإمام، علاء الدين الحنفي، في (ميزان الأصول) : اعــلم: أن أصول الفقه، فرع لعــلم أصول الدين، فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه، على اعتقاد مصنف الكتاب.
وأكثر التصانيف في أصول الفقه: لأهل الاعتزال، المــخالفين لنا في الأصول، ولأهل الحديث المــخالفين لنا في الفروع، ولا اعتماد على تصانيفهم.
وتصانيف أصحابنا، قسمان:
قسم: وقع في غاية الإحكام والإتقان، لصدوره ممن جمع في الأصول والفروع، مثل: (مأخذ الشرع)، و(كتاب الجدل) لــلمــاتريدي، ونحوهما.
وقسم: وقع في نهاية التحقيق في المــعاني، وحسن الترتيب، لصدوره ممن تصدى لاستخراج الفروع، من ظواهر المــسموع.
غير أنهم لمــا لم يتمهروا في دقائق الأصول، وقضايا العقول، أفضى رأيهم إلى رأي المــخالفين في بعض الفصول.
ثم هجر القسم الأول، إما لتوحش الألفاظ والمــعاني، وإما لقصور الهمم، والتواني.
واشتهر القسم الآخر. انتهى.
وأول من صنف فيه: الإمام الشافعي، ذكره الأسنوي في (التمهيد)، وحكى الإجماع فيه.
ومن الكتب المــصنفة فيه:
عــلم أصول الفقه
هو عــلم يتعرف منه استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها الإجمالية اليقينية. وموضوعه: الأدلة الشرعية الكلية من حيث أنها كيف تستنبط منها الأحكام الشرعية.
ومباديه: مأخوذة من العربية وبعض من العلوم الشرعية كأصول الكلام والتفسير والحديث وبعض من العقلية.
والغرض منه: تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها الأربعة أعني الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
وفائدته: استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة.
واعــلم أن الحوادث وإن كانت متناهية في نفسها بانقضاء دار التكليف إلا أنها لكثرتها وعدم انقطاعها ما دامت الدنيا غير داخلة تحت حصر الحاضرين فلا تعــلم أحكامها جزئيا ولمــا كان عمل من أعمال الإنسان حكما من قبل الشارع منوطا بدليل يخصه جعلوها قضايا موضوعاتها أفعال المــكلفين ومحمولاتها أحكام الشارع من الوجوب وأخواته فسموا العــلم المــتعلق بها الحاصل من تلك الأدلة فقها.
ثم نظروا في تفصايل الأدلة والأحكام وعمومها فوجدوا الأدلة راجعة إلى الكتاب والسنة والإجماع والقياس ووجدوا الأحكام راجعة إلى الوجوب والندب والحرمة والكراهة والإباحة وتأملوا كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على تلك الأحكام إجمالا من غير نظر إلى تفصيلها إلا على طريق التمثيل فحصل لهم قضايا كلية متعلقة بكيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام الجزئية وبيان طرقه وشارئط ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية عن أدلتها التفصيلية فضبطوها ودونوها وأضافوا إليها من اللواحق وسموا العــلم المــتعلق بها أصول الفقه.
قال الإمام علاء الدين الحنفي في ميزان الأصول: اعــلم أن أصول الفقه فرع لعــلم أصول الدين فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه على اعتقاد مصنف الكتاب وأكثر التصانيف في أصول الفقه لأهل الاعتزال المــخالفين لنا في الأصول ولأهل الحديث المــخالفين لنا في الفروع ولا اعتماد على تصانيفهم.
وتصانيف أصحابنا قسمان:
قسم: وقع في غاية الإحكام والإتقان لصدوره ممن جمع الأصول والفروع مثل: مآخذ الشروع وكتاب: الجدل لــلمــاتريدي ونحوهما.
وقسم: وقع في نهاية التحقيق في المــعاني وحسن الترتيب لصدروه ممن تصدى لاستخراج الفروع من ظواهر المــسموع غير أنهم لمــا لم يتمهروا في دقائق الأصول وقضايا المــعقول أفضى رأيهم إلى رأي المــخالفين في بعض الفصول ثم هجر القسم الأول إما: لتوحش الألفاظ والمــعاني وإما: لقصور الهمم والتواني واشتهر القسم الآخر. انتهى.
وهذا الذي نسبه إلى أهل الحديث وعدم الاعتماد على تصانيفهم نفس تعصبية صدرت من بطن التقليد وإذا لم يعتمد تصنيف أهل الحديث الذين هم القدوة والأسوة في الدين والعرفاء بالنصوص من الكتاب والسنة أكثر من أهل الفقه والمــقلدة بمراتب كثيرة ومناحي غفيرة فأي جماعة تليق بالاعتماد والتعويل فما هذا الحرف من هذا الحنفي المــتعصب إلا زلة شديدة لا يتأتى مثلها إلا عمن ليس من العــلم والإنصاف في صدر ولا ورد فهذا القول ليس عليه إثارة من عــلم. قال في كشاف اصطلاحات الفنون: عــلم أصول الفقه ويسمى ب عــلم الدراية أيضا على ما في مجمع السلوك وله تعريفان:
أحدهما: باعتبار الإضافة.
وثانيهما: باعتبار اللقب أي باعتبار أنه لقب لعــلم مخصوص ثم ذكر هذين التعريفين وبسط القول في فوائدهما.
ونقل عن إرشاد القاصد للشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي:
إن أصول الفقه: عــلم يتعرف منه تقرير مطلب الأحكام الشرعية العملية وطرق استنباطها ومواد حججها واستخراجها بالنظر.
وموضوعه: الأدلة الشرعية والأحكام إذ يبحث فيه عن العوارض الذاتية للأحكام الشرعية وهي إثباتها للحكم وعن العوارض الذاتية للأحكام وهي ثبوتها بتلك الأدلة.
قال: وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى التوضيح والتلويح انتهى كلام الكشاف ملخصا
ثم اعــلم أن أول من صنف في أصول الفقه الإمام الشافعي ذكره الإسنوي في التمهيد وحكى الإجماع فيه وهو شيخ المــحدثين والفقهاء.
والكتب المــصنفة فيه كثيرة معروفة وأحسنها ترتيبا وأكملها تحقيقا وتهذيبا وأبلغها قبولا وأعدلها إنصافا كتاب: إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من عــلم الأصول لقاضي القضاة شيخنا محمد بن علي الشوكاني اليمني المــتوفى في سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وقد لخصنا كتابه هذا وسميناه: بحصول المــأمول من عــلم الأصول وهو نفيس جدا فإن كنت ممن يبغي تحقيق الحق على جانب من التقليد والعصبية لآراء الرجال ويعرف هذا العــلم على ما فيه من القيل والقال فارجع إليهما تجدهما ديباجة الدنيا ومكرمة الدهر ونكتة عطارد التي يفتخر بها الفخر.
مذاهب شتى لــلمــحبين في الهوى ... ولي مذهب واحد أعيش به وحدي
وكم من رأي في الدين للشريعة محرف ولهم عن جماعة السنة المــطهرة محرف {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} .
وقال في: مدينة العلوم: ومن الكتب القديمة المــصنفة في هذا العــلم كتاب الجصاص أحمد بن علي أبي بكر الرازي وكتاب: الأسرار وكتاب: تقويم الأدلة للإمام زيد الدبوسي - قرية بين بخارا وسمرقند - المــتوفى سنة 402هـ.
ومنها: أصول فخر الإسلام للبزدوي ولكتابه شروح كثيرة أشهرها: الكشف لعبد العزيز بن أحمد البخاري ومنها: أصول شمس الأئمة السرخسي.
وإحكام الأحكام للآمدي.
ومنتهى السول والأمل في عــلمــي الأصول والجدل ومختصر هذين كلاهما لابن الحاجب وشروحه تزيد على عشرة.
وكتاب: القواعد والبديع لابن الساعاتي البعلبكي. ومنها: المــنار للنسفي وله شروح ومنها: المــغني للخبازي وشرحه لسراج الدين الهندي قاضي الحنفية بالقاهرة.
وكتاب: المــنتخب للأخسيكثي و: التحصيل للابي وردي و: المــحصول للفخر الرازي و: التنقيح وشرحه: التوضيح لصدر الشريعة والتلويح على شرح التنقيح. للسعد التفتازاني و: فصول البدائع في الأصول الشرائع لشمس الدين الفتازاي و: منهاج الوصول إلى عــلم الأصول للقاضي البيضاوي على مذهب الشافعي وله شروح.
ومنها: مرقاة الوصول إلى عــلم الأصول وغير ذلك. انتهى حاصل كلامه.
قلت: ومنها: جمع الجوامع لتاج الدين السبكي وله شروح قد طبع بمصر القاهرة في هذا الزمان وأحسن كتب هذا العــلم كتاب شيخنا الشوكاني الذي تقدم ذكره فاشدد يديك عليه تهتدي إلى جادة الحق
فصل: قال قاضي القضاة مؤيد الدين عبد الرحمن بن خلدون - رحمه الله - تعالى - في كتاب: العبر وديوان المــبتدأ والخبر ما نصه:
اعــلم: أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية من حيث تؤخذ منها: الأحكام والتكاليف وأصول الأدلة الشرعية هي: الكتاب - الذي هو القرآن - ثم السنة المــبينة له فعلى عمل النبي - صلى الله عليه وســلم - كانت الأحكام تتلقى منه ما يوحى إليه من القرآن ويبينه بقوله وفعله بخطاب شفاهي لا يحتاج إلى نقل ولا إلى نظر وقياس ومن بعده - صلى الله عليه وســلم - تعذر الخطاب الشفاهي وانحفظ القرآن بالتواتر وأما السنة: فأجمع الصحابة - رضوان الله عليهم - على وجوب العمل بما يصل إلينا منها: قولا وفعلا بالنقل الصحيح الذي يغلب على الظن صدقه وتعينت دلالة الشرع في الكتاب والسنة بهذا الاعتبار ثم ينزل الإجماع منزلتها إلا إجماع الصحابة على النكير على مخالفيهم ولا يكون ذلك إلا عن مستند لأن مثلهم لا يتفقون من غير دليل ثابت مع الشهادة الدالة بعصمة الجماعة فصار الإجماع دليلا ثابتا في الشرعيات.
ثم نظرنا في طرق استدلال الصحابة والسلف بالكتاب والسنة فإذا هم يقيسون الأشباه بالأشباه منهما ويناظرون الأمثال بالأمثال بإجماع منهم وتسليم بعضهم لبعض يفي ذلك فإن كثيرا من الواقعات بعده لم تندرج في النصوص الثابتة فقاسوها بما يثبت وألحقوها بما نص عليه بشروط في ذلك الإلحاق تصح تلك المــساواة بين الشبيهين أو المــثلين حتى يغلب على الظن أن حكم الله تعالى فيهما واحد وصار ذلك دليلا شرعيا بإجماعهم عليه وهو: القياس وهو رابع الأدلة واتفق جمهور العــلمــاء على أن هذه: هي أصول الأدلة وإن خالف بعضهم في الإجماع والقياس إلا أنه شذوذ وألحق بعضهم بهذه الأربعة أدلة أخرى لا حاجة بنا إلى ذكرها لضعف مداركها وشذوذ القول فيها فكان أول مباحث هذا الفن بما يصح منها - كما قلناه - معتضدا بما كان عليه العمل في حياته - صلى الله عليه وســلم - من إنفاذ الكتب والرسل إلى النواحي بالأحكام والشرائع آمرا وناهيا
وأما الإجماع: فلاتفاقهم على إنكار مخالفته مع العصمة الثابتة للأمة.
وأما القياس: فبإجماع الصحابة - رضي الله عليه عنهم - كما قدمنا هذه أصول الأدلة.
ثم إن: المــنقول من السنة محتاج إلى تصحيح الخبر بالنظر في طرق النقل وعدالة الناقلين لتتميز الحالة المــحصلة للظن بصدقه الذي هو مناط وجوب العمل وهذه أيضا من قواعد الفن ويلحق بذلك عند التعارض بين الخبرين وطلب المــتقدم منهما معرفة الناسخ والمــنسوخ وهي من فصوله أيضا وأبوابه ثم بعد ذلك يتعين النظر في دلالة الألفاظ وذلك أن استفادة المــعاني على الإطلاق يتوقف على معرفة الدلالات الوضعية مفردة ومركبة والقوانين اللسانية في ذلك هي: علوم النحو والتصريف والبيان وحين كان الكلام ملكة لأهله لم تكن هذه علوما ولا قوانين ولم يكن الفقه حينئذ يحتاج إليها لأنه جبلة وملكة فــلمــا فسدت المــلكة في لسان العرب قيدها الجهابذة المــتجردون لذلك بنقل صحيح ومقايس مستنبطة صحيحة وصارت علوما يحتاج إليها الفقيه في معرفة أحكام الله تعالى.
ثم إن هناك استفادات أخرى خاصة من تراكيب الكلام وهي: استفادة الأحكام الشرعية بين المــعاني من أدلتها الخاصة من تراكيب الكلام وهو الفقه ولا يكفي فيه معرفة الدلالات الوضعية على الإطلاق بل لا بد من معرفة أمور أخرى تتوقف عليها تلك الدلالات الخاصة وبها تستفاد الأحكام بحسب ما أصل أهل الشرع وجهابذة العــلم من ذلك وجعلوه قوانين لهذه الاستفادة مثل: أن اللغة لا تثبت قياسا والمــشترك لا يراد به معنياه معا والواو لا تقتضي الترتيب والعام إذا أخرجت أفراد الخاص منه هل يبقى حجة في ما عداها؟ والأمر للوجوب أو الندب؟ وللفور أو التراخي؟ والنهي يقتضي الفساد أو الصحة؟ والمــطلق هل يحمل على المــقيد؟ والنص على العلة كاف في التعدد أم لا؟ وأمثال هذه فكانت كلها من قواعد هذا الفن ولكونها من مباحث الدلالة كانت لغوية.
ثم إن النظر في القياس من أعظم قواعد هذا الفن: لأن فيه تحقيق الأصل والفرع فيما يقاس ويماثل من الأحكام وينفتح الوصف الذي يغلب الظن أن الحكم علق به في الأصل من تبين أوصاف ذلك المــحل أو وجود ذلك الوصف والفرع من غير معارض يمنع من ترتيب الحكم عليه في مسائل أخرى من توابعة ذلك كلها قواعد لهذا الفن واعــلم: أن هذا الفن من الفنون المــستحدثة في المــلة وكان السلف في غنية عنه بما أن استفادة المــعاني من الألفاظ إلى أزيد مما عندهم من المــلكة اللسانية.
وأما القوانين التي يحتاج إليها في استفادة الأحكام خصوصا: فمنهم أخذ معظمها وأما الأسانيد فــلم يكونوا يحتاجون إلى النظر فيها لقرب العصر وممارسة النقلة وخبرتهم فــلمــا انقرض السلف وذهب الصدر الأول وانقلبت العلوم كلها صناعة احتاج الفقهاء والمــجتهدون إلى تحصيل هذه القوانين والقواعد لاستفادة الأحكام من الأدلة فكتبوها فنا قائما برأسه: أصول الفقه.
وكان أول من كتب فيه: الشافعي أملى فيه رسالته المــشهورة تكــلم فيها في الأوامر والنواهي والبيان والخبر والنسخ وحكم العلة المــنصوصة من القياس.
ثم كتب فقهاء الحنفية فيه وحققوا تلك القواعد وأوسعوا القول فيها.
وكتب المــتكــلمــون أيضا كذلك إلا أن كتابة الفقهاء فيها أمس بالفقه وأليق بالفروع لكثرة الأمثلة منها والشواهد وبناء المــسائل فيها على النكت الفقهية.
والمــتكــلمــون يجردون صور تلك المــسائل عن الفقه ويميلون إلى الاستدلال العقلي ما أمكن لأنه غالب فنونهم ومقتضى طريقتهم فكان لفقهاء الحنفية فيها اليد الطولى من الغوص على النكت الفقهية والتقاط هذه القوانين من مسائل الفقه ما أمكن.
وجاء أبو زيد الدبوسي من أئمتهم فكتب في القياس بأوسع من جميعهم وتمم الأبحاث والشروط التي يحتاج إليها فيه وكملت صناعة أصول الفقه بكماله وتهذبت مسائله وتمهدت قواعده.
وعني الناس بطريقة المــتكــلمــين فيه وكان من أحسن ما كتب فيه المــتكــلمــون كتاب: البرهان لإمام الحرمين و: المــستصفى للغزالي وهما من الأشعرية.
وكتاب: العهد لعبد الجبار وشرحه: المــعتمد لأبي الحسين البصري وهما من المــعتزلة.
وكانت الأربعة: قواعد هذا الفن وأركانه ثم لخص هذه الكتب الأربعة فحلان من المــتكــلمــين المــتأخرين وهما: الإمام فخر الدين بن الخطيب في كتاب: المــحصول وسيف الدين الآمدي في كتاب: الأحكام واختلفت طرائقهما في الفن بين التحقيق والحجاج فابن الخطيب أميل إلى الاستكثار من الأدلة والاحتجاج والآمدي مولع بتحقيق المــذاهب وتفريع المــسائل.
وأما كتاب: المــحصول فاختصره تــلمــيذ الإمام سراج الدين الأرموي في كتاب: التحصيل وتاج الدين الأرموي في كتاب: الحاصل واقتطف شهاب الدين القرافي منهما مقدمات وقواعد في كتاب صغير سماه: التنقيحات وكذلك فعل البيضاوي في كتاب: المــنهاج وعنى المــبتدون بهذين الكتابين وشرحهما كثير من الناس.
وأما كتاب: الأحكام للآمدي وهو أكثر تحقيقا في المــسائل فلخصه أبو عمرو ابن الحاجب في كتابه المــعروف ب: المــختصر الكبير ثم اختصره في كتاب آخر تداوله طلبة العــلم وعنى أهل المــشرق والمــغرب به وبمطالعته وشرحه وحصلت زبدة طريقة المــتكــلمــين في هذا الفن في هذه المــختصرات.
وأما طريقة الحنفية: فكتبوا فيها كثيرا وكان من أحسن كتابة فيها: لــلمــتقدمين تأليف أبي زيد الدبوسي وأحسن كتابة لــلمــتأخرين فيها تأليف سيف الإسلام البزدوي من أئمتهم وهي مستوعب.
وجاء ابن الساعاتي من فقهاء الحنفية فجمع بين كتاب: الأحكام وكتاب البزدوي في الطريقتين وسمى كتابه: البدائع فجاء من أحسن الأوضاع وأبدعها وأئمة العــلمــاء لهذا العهد يتداولونه قراءة وبحثا وولع كثير من عــلمــاء العجم بشرحه والحال على ذلك لهذا العهد
هذه حقيقة هذا الفن وتعيين موضوعاته وتعديد التآليف المــشهورة لهذا العهد فيه والله ينفعنا بالعــلم ويجعلنا من أهله بمنه وكرمه إنه على كل شيء قدير. انتهى كلامه.
ومن الكتب المــصنفة في هذا العــلم: كتاب: مغتنم الحصول في عــلم الأصول للشيخ حبيب الله. القندهاري من رجال هذه المــائة و: مســلم الثبوت لمــحب الله البهاري و: رسالة الشيخ محمد إسماعيل الدهلوي و: حصول المــأمول لكاتب الحروف - عفا الله عنه.

علم الفراسة

عــلم الفراسة
عده صاحب مفتاح السعادة من فروع العــلم الطبيعي وقال:
هو عــلم تعرف منه أخلاق الناس من أحوالهم الظاهرة من الألوان والأشكال والأعضاء وبالجملة الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن.
وموضوعه ومنفعته ظاهران.
ومن الكتب المــؤلفة فيه كتاب الإمام الرازي خلاصة كتاب أرسطو مع زيادات مهمة ولأقليمون كتاب في الفراسة يختص بالنسوان وكتاب السياسة لمــحمد بن الصوفي مختصر مفيد في هذا العــلم وكفى بهذا العــلم شرفا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِــلْمُــتَوَسِّمِينَ} وقوله سبحانه: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} وقوله صلى الله عليه وســلم: "اتقوا فراسة المــؤمن بأنه ينظر بنور الله" وقوله صلى الله عليه وســلم: "كان فيمن كان قبلكم من الأمم المــحدثون وإنه لو كان في أمتي لكان عمر".
قلت: المــحدث المــصيب في ظنه وفرسته كأنه حديث الأمر وهذا العــلم نافع لــلمــلوك والصعاليك في اختيار الزوج والصديق والمــماليك إلى غير ذلك ولا بد للإنسان من ذلك العــلم لأنه مدني الطبع محتاج إلى معرفة الضار من النافع ذكره في مدينة العلوم.

علم أيام العرب

عــلم أيام العرب
هو عــلم يبحث فيه عن الوقائع العظيمة والأهوال الشديدة بين قبائل العرب وتطلق الأيام فتراد هذه على طريق ذكر المــحل وإرادة الحال والعــلم المــذكور ينبغي أن يجعل فرعا من فروع التواريخ وإن لم يذكره أبو الخير مع أنه ذكر ما هو ليس بمثابة ذلك.
وصنف فيه أبو عبيدة معمر بن المــثنى البصري المــتوفى سنة عشرة ومائتين كبيرا وصغيرا ذكر في الكبير ألفا ومائتي يوم وفي الصغير خمسة وسبعين يوما.
وأبو الفرج علي بن حسين الأصبهاني المــتوفى سنة ست وخمسين وثلاثمائة زاد عليه وجعل ألفا وسبعمائة يوم.
عــلم أيام العرب
وهو: عــلم يبحث فيه عن: الوقائع العظيمة، والأهوال الشديدة، بين قبائل العرب؛ ويطلق: الأيام، فيراد هذه عن طريق ذكر المــحل، وإرادة الحال.
والعــلم المــذكور: ينبغي أن يجعل فرعا من: فروع التواريخ، وإن لم يذكره أبو الخير، مع أنه ذكر ما هو ليس بمثابة ذلك.
وصنف فيه: أبو عبيدة: معمر بن المــثنى البصري.
المــتوفى: سنة عشر ومائتين.
كبيرا، وصغيرا.
ذكر في الكبير: ألفا ومائتي يوم.
وفي الصغير: خمسة وسبعين يوما.
وأبو الفرج: علي بن حسين الأصبهاني.
المــتوفى: سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
زاد عليه: وجعل: ألفا وسبعمائة يوم.

خَلم

خَــلم

(الخِــلْم، بالكَسْر: الصَّدِيق) ، كَمَا فِي الصّحاح. زَاد غيرُه: الخَالِص، (و) أَيْضا: (الصَّاحِبُ) . وَيُقَال: هُوَ خِــلْمِ نساءٍ أَي: يَتْبَعُهُنّ. وَقَالَ المُــبَرِّدِ حِكاية عَن البَصْرِيّين: كَانُوا لَا يعدّون المــتفننة حَتَّى يكون لَهَا خِــلْمــان: صاحِبُها وزَوْجُها.
(و) الخِــلْم: (مَرْبِضُ الظَّبْيَةِ أَو كِناسُها) لإِلْفِها إِيّاه، وَهُوَ الأَصْل فِي ذَلِك تَتَّخِذه مَأْلفًا وتَأوِي إِلَيْهِ، وَبِه سُمّي الصّديق خِــلْمــا لأُلْفَتِه، وكلامُ الْجَوْهَرِي يُشِير إِلَى ذَلِك.
(و) الخِــلْمُ: (العَظِيم) .
(و) أَيْضا: (شَحْم ثَرْبِ الشَّاةِ) .
عَن أبي عَمْرو (ج: أَخْلامٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) عِنْدِي أَنَّ (خُــلَمَــاء) إِنّما هُوَ على تَوهُّم خَلِيم، وَأنْشد الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْت:
(إِذا ابْتَسَرَ الحربَ أخلاُمهَا ... كِشافًا وهُيِّجَتِ الأفحُلُ)

(والخَالِم: المُــسْتَوِي الَّذِي لَا يَفُوتُ بَعْضُه بَعضًا) .
(وإبل خِــلْمَــةً بالكَسْر) أَي: (رِتاعٌ) .
(واخْتَــلَمَــه وخَــلَّمــه تَخْلِيمًا) أَي: (اخْتارَه) .
(وخَالَمــه) مُخالَمَــةٌ: (صادَقَه) . وكل ذَلِك مَجَاز.
وَقيل: المُــخَالَمــةُ: المُــغازَلَةُ.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الخُــلُمُ، بَضَمَّتَين: شُحومُ الشَّاة، عَن ابنِ الأعرابيّ.
والخُــلْم، بالضَّمّ: مَدِينَة على عَشْرة فَراسِخ من بَلْخِ، مِنْهَا عَبدُ المَــلِك بنُ خَالِد الخُــلْمِــي.
وَأَبُو بَكْر محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ الخُــلْمِــيُّ المــلقَّب بشَيْخ الْإِسْلَام وغَيْرُهُما.
وخَيْلامُ: مَدِينَة بفَرْغانَة، مِنْهَا الشَّريفُ حمزةُ بنُ عَلِيّ بنِ المُــحْسِن البَكْرِيّ الصِّدِّيقِي، روى عَنهُ عُمَرُ ابنُ محمدِ بنِ أحمَدَ النَّسفِيّ، وتُوفي بسَمَرْقَنْد سنة ثلاثٍ وعِشْرِين وخَمْسمائة.

علم العيافة

عــلم العيافة
ويسمى قيافة الأثر وهو عــلم باحث عن تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافر في المــقابلة للأثر وهي التي تكون في تربة حرة يتشكل بشكل القدم.
ونفع هذا العــلم بين إذ القائف يجد بهذا العــلم الفار من الناس والضوال من الحيوان يتتبع آثارها وقوائمها بقوة الباصرة وقوة الخيال والحافظة حتى يحكى أن بعض من اعتنى به يفرق بين أثر قدم
الشاب والشيخ وقدم الرجل والمــرأة وهو غريب كذا في مدينة العلوم لكن الذي يفيده المــصباح والقاموس أن العيافة هي زجر الطير فلينظر في ذلك.

السلم

الســلم:
في قوله تعالى: ادْخُلُوا في السِّــلْمِ كَافَّةً 2: 208، فقالوا: أعني به الإسلام وشرائعه.
والســلم الصلح. والسّــلم، بالتحريك، الاستسلام وإلقاء المــقادة إلى إرادة المــســلمــين، فكأنه والصلح
متقاربان. وعندي انه من السلامة، أي إنه إذا اتفق الفريقان واصطلحا، ســلم بعضهم من بعض، والله أعــلم.

ظُلْم صَارِخ

ظُــلْم صَارِخ
الجذر: ص ر خ

مثال: يتعرضون لظــلمٍ صَارِخ
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لاستعمال كــلمــة «صارخ» في غير معناها تأثرًا بالترجمة.
المــعنى: قويّ فادح

الصواب والرتبة: -يتعرَّضون لظــلمٍ فادِح [فصيحة]-يتعرضون لظــلمٍ صَارِخ [صحيحة]
التعليق: الصَّارخ في اللغة هو المــغيث والمــستغيث ولم يَرد هذا اللفظ في الاستعمال المــرفوض إلا في بعض المــعاجم الحديثة كالأساسي والمــنجد، ففي الأول: لون صارخ أي بارز حادّ، وفي الثاني: ظــلم صارخ: فاضح، مثير للاستغراب والاعتراض وقد حدث هذا التحول الدلالي نتيجة المــجاز.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.