Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حل

حَلْقوس أو حَلْقُوس

حَلْــقوس أو حَلْــقُوس: ويقال أيضا: حرقوص وخالقوس وهو في المغرب الحديد المحرق أو المتكلس (المستعيني) ويضيف إليه: ((يقال إنها كلمة بربرية)). غير أن هذا خطأ لأنها الكلمة اليونانية حالكوس، ففي معجم المنصوري روسختج هو النحاس المحرق بالكبريت المسمى بالمغرب حلــقوساً.

حَلَبُ

حَلَــبُ:
بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة جند قنّسرين في أيامنا هذه، والــحلــب في اللغة: مصدر قولك حلــبت أحلــب حلــبا وهربت هربا وطربت طربا، والــحلــب أيضا: اللبن الــحلــيب، يقال: حلــبنا وشربنا لبنا حلــيبا وحلــبا، والــحلــب من الجباية مثل الصدقة ونحوها، قال الزّجّاجي: سمّيت حلــب لأن إبراهيم، عليه السلام، كان يــحلــب فيها غنمه في الجمعات ويتصدّق به فيقول الفقراء حلــب حلــب، فسمي به، قلت أنا: وهذا فيه نظر لأن إبراهيم، عليه السلام، وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عربا إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل، عليه السلام، وقحطان، على أن إبراهيم في قلعة حلــب مقامين يزاران إلى الآن، فإن كان لهذه اللفظة، أعني حلــب، أصل في العبرانية أو السريانية لجاز ذلك لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة كقولهم كهنّم في جهنم، وقال قوم: إن حلــب وحمص وبرذعة كانوا إخوة من بني عمليق فبنى كلّ واحد منهم مدينة فسمّيت به، وهم بنو مهر بن حيص بن جان بن مكنّف، وقال الشرقي: عمليق بن يلمع بن عائذ ابن اسليخ بن لوذ بن سام، وقال غيره: عمليق بن لوذ بن سام، وكانت العرب تسميه غريبا وتقول في مثل: من يطع غريبا يمس غريبا، يعنون عمليق ابن لوذ، ويقال: إن لهم بقية في العرب لأنهم كانوا قد اختلطوا بهم، ومنهم الزّبّاء، فعلى هذا يصحّ أن يكون أهل هذه المدينة كانوا يتكلمون بالعربية فيقولون حلــب إذا حلــب إبراهيم، عليه السلام.
قال بطليموس: طول مدينة حلــب تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب، وبيت حياتها إحدى وعشرون درجة من القوس، لها شركة في النسر الطائر تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، وخمس وثلاثون دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال أبو عون في زيجه: طول حلــب ثلاث وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث، وهي في الإقليم الرابع، وذكر أبو نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في كتاب ألّفه أن سلوقوس الموصلي ملك خمسا وأربعين سنة، وأول ملكه كان في سنة ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسع وخمسين لآدم، عليه السلام، قال:
وفي سنة تسع وخمسين من مملكته، وهي سنة أربعة آلاف وثماني عشرة لآدم، ملك طوسا المسمّاة سميرم مع أبيها وهو الذي بنى حلــب بعد دولة الإسكندر وموته باثنتي عشرة سنة، وقال في موضع آخر:
كان الملك على سوريا وبابل والبلاد العليا سلوقوس نيقطور، وهو سريانيّ، وملك في السنة الثالثة عشرة لبطليموس بن لاغوس بعد ممات الإسكندر، وفي السنة الثالثة عشرة من مملكته بنى سلوقوس اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروّا وهي حلــب واداسا وهي الرّها وكمل بناء أنطاكية، وكان بناها قبله، يعني أنطاكية، انطيقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر، وذكر آخرون في سبب عمارة حلــب أن العماليق لما استولوا على البلاد الشامية وتقاسموها بينهم استوطن ملوكهم مدينة عمّان ومدينة أريحا الغور ودعاهم الناس الجبارين، وكانت قنّسرين مدينة عامرة ولم يكن يومئذ اسمها قنّسرين وإنما كان اسمها صوبا، وكان هذا الجبل المعروف الآن بسمعان
يعرف بجبل بني صنم، وبنو صنم كانوا يعبدونه في موضع يعرف اليوم بكفرنبو، والعمائر الموجودة في هذا الجبل إلى اليوم هي آثار المقيمين في جوار هذا الصنم، وقيل: إن بلعام بن باعور البالسي إنما بعثه الله إلى عبّاد هذا الصنم لينهاهم عن عبادته، وقد جاء ذكر هذا الصنم في بعض كتب بني إسرائيل، وأمر الله بعض أنبيائهم بكسره، ولما ملك بلقورس الأثوري الموصل وقصبتها يومئذ نينوى كان المستولي على خطّة قنسرين حلــب بن المهر أحد بني الجان بن مكنّف من العماليق، فاختط مدينة سمّيت به، وكان ذلك على مضي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة لآدم، وكانت مدة ملك بلقورس هذا ثلاثين عاما، وكان بناها بعد ورود إبراهيم، عليه السلام، إلى الديار الشامية بخمسمائة وتسع وأربعين سنة لأن إبراهيم ابتلي بما ابتلي به من نمرود زمانه، واسمه راميس، وهو الرابع من ملوك أثورا، ومدة ملكه تسع وثلاثون سنة، ومدة ما بينه وبين آدم، عليه السلام، ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة، وفي السنة الرابعة والعشرين من ملكه ابتلي به إبراهيم فهرب منه مع عشيرته إلى ناحية حرّان ثم انتقل إلى جبل البيت المقدس، وكانت عمارتها بعد خروج موسى، عليه السلام، من مصر ببني إسرائيل إلى التيه وغرق فرعون بمائة وعشرة أعوام، وكان أكبر الأسباب في عمارتها ما حل بالعماليق في البلاد الشامية من خلفاء موسى، وذلك أن يوشع بن نون، عليه السلام، لما خلف موسى قاتل أريحا الغور وافتتحها وسبى وأحرق وأخرب ثم افتتح بعد ذلك مدينة عمّان، وارتفع العماليق عن تلك الديار إلى أرض صوبا، وهي قنّسرين، وبنوا حلــب وجعلوها حصنا لأنفسهم وأموالهم ثم اختطوا بعد ذلك العواصم، ولم يزل الجبارون مستولين عليها متحصّنين بعواصمها إلى أن بعث الله داود، عليه السلام، فانتزعهم عنها.
وقرأت في رسالة كتبها ابن بطلان المتطبّب إلى هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي في نحو سنة 440 في دولة بني مرداس فقال: دخلنا من الرّصافة إلى حلــب في أربع مراحل، وحلــب بلد مسوّر بحجر أبيض وفيه ستة أبواب وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان وفي إحداهما كان المذبح الذي قرّب عليه إبراهيم، عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلــبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون حلــب أم لا؟
ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك، فسميت لذلك حلــبا، وفي البلد جامع وست بيع وبيمارستان صغير، والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية، وشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر، وعلى بابه نهر يعرف بقويق يمد في الشتاء وينضب في الصيف، وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري، وهو بلد قليل الفواكه والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم، وفيها من الشعراء جماعة، منهم: شاعر يعرف بأبي الفتح بن أبي حصينة، ومن جملة شعره قوله:
ولما التقينا للوداع، ودمعها ... ودمعي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا، ففاضت مدامعي ... عقيقا، فصار الكل في نحرها عقدا
وفيها كاتب نصراني له في قطعة في الخمر أظنه صاعد بن شمّامة:
خافت صوارم أيدي المازجين لها، ... فألبست جسمها درعا من الحبب
وفيها حدث يعرف بأبي محمد بن سنان قد ناهز العشرين وعلا في الشعر طبقة المحنّكين، فمن قوله:
إذا هجوتكم لم أخش صولتكم، ... وإن مدحت فكيف الريّ باللهب
فحين لم ألق لا خوفا ولا طمعا ... رغبت في الهجو، إشفاقا من الكذب
وفيها شاعر يعرف بأبي العباس يكنى بأبي المشكور، مليح الشعر سريع الجواب حلــو الشمائل، له في المجون بضاعة قوية وفي الخلاعة يد باسطة، وله أبيات إلى والده:
يا أبا العباس والفضل! ... أبا العباس تكنى
أنت مع أمّي، بلا شكّ، ... تحاكي الكركدنّا
أنبتت، في كل مجرى ... شعرة في الرأس، قرنا
فأجابه أبوه:
أنت أولى بأبي المذمو ... م بين الناس تكنى
ليت لي بنتا، ولا أنت، ... ولو بنت يحنّا
بنت يحنّا: مغنية بأنطاكية تحنّ إلى القرباء وتضيف الغرباء مشهورة بالعهر، قال: ومن عجائب حلــب أن في قيسارية البزّ عشرين. دكانا للوكلاء يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمرّ ذلك منذ عشرين سنة وإلى الآن، وما في حلــب موضع خراب أصلا، وخرجنا من حلــب طالبين أنطاكية، وبينها وبين حلــب يوم وليلة، آخر ما ذكر ابن بطلان.
وقلعة حلــب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق به قطعة من رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ظهرت سنة 435، وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خطّ علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون أنه سقط لما جيء بالسّبي من العراق ليحمل إلى دمشق أو طفل كان معهم بــحلــب فدفن هنالك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصّب الــحلــبيّون وبنوه أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليّا، رضي الله عنه، في المنام في ذلك المكان، وفي قبلي الجبل جبّانة واحدة يسمونها المقام، بها مقام لإبراهيم، عليه السلام، وبظاهر باب اليهود حجر على الطريق ينذر له ويصبّ عليه ماء الورد والطيب ويشترك المسلمون واليهود والنصارى في زيارته، يقال إن تحته قبر بعض الأنبياء.
وأما المسافات فمنها إلى قنّسرين يوم وإلى المعرّة يومان وإلى أنطاكية ثلاثة أيام وإلى الرّقّة أربعة أيام وإلى الأثارب يوم وإلى توزين يوم وإلى منبج يومان وإلى بالس يومان وإلى خناصرة يومان وإلى حماة ثلاثة أيام وإلى حمص أربعة أيام وإلى حرّان خمسة أيام وإلى اللاذقية ثلاثة أيام وإلى جبلة ثلاثة أيام وإلى طرابلس أربعة أيام وإلى دمشق تسعة أيام، قال المؤلف، رحمة الله عليه: وشاهدت من حلــب وأعمالها ما استدللت به على أن الله تعالى خصّها بالبركة وفضّلها على جميع البلاد، فمن ذلك أنه يزرع في أراضيها القطن والسمسم والبطيخ والخيار والدخن والكروم والذرة والمشمش والتين والتفاح عذيا لا يسقى إلا بماء المطر ويجيء مع ذلك رخصا
غضّا رويّا يفوق ما يسقى بالمياه والسيح في جميع البلاد، وهذا لم أره فيما طوّفت من البلاد في غير أرضها، ومن ذلك أن مسافة ما بيد مالكها في أيامنا هذه، وهو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ومدبّر دولته والقائم بجميع أموره شهاب الدين طغرل، وهو خادم روميّ زاهد متعبّد، حسن العدل والرأفة برعيته، لا نظير له في أيامه في جميع أقطار الأرض، حاشا الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن الظاهر ابن الناصر لدين الله، فإن كرمه وعدله ورأفته قد تجاوزت الحدّ فالله بكرمه يرحم رعيتهما بطول بقائمها، من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونيف وعشرون قرية ملك لأهلها ليس للسلطان فيها إلا مقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مشتركة بين الرعية والسلطان، وقفني الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله تعالى أيامه وختم بالصالحات أعماله، وهو يومئذ وزير صاحبها ومدبر دواوينها، على الجريدة بذلك وأسماء القرى وأسماء ملّاكها، وهي بعد ذلك تقوم برزق خمسة آلاف فارس مراخي الغلة موسع عليهم، قال لي الوزير الأكرم، أدام الله تعالى علوّه: لو لم يقع إسراف في خواصّ الأمراء وجماعة من أعيان المفاريد لقامت بأرزاق سبعة آلاف فارس لأن فيها من الطواشية المفاريد ما يزيد على ألف فارس يحصل للواحد منهم في العام من عشرة آلاف درهم إلى خمسة عشر ألف درهم، ويمكن أن يستخدم من فضلات خواصّ الأمراء ألف فارس، وفي أعمالها إحدى وعشرون قلعة، يقام بذخائرها وأرزاق مستحفظيها خارجا عن جميع ما ذكرناه، وهو جملة أخرى كثيرة، ثم يرتفع بعد ذلك كله من فضلات الإقطاعات الخاصة بالسلطان من سائر الجبايات إلى قلعتها عنبا وحبوبا ما يقارب في كل يوم عشرة آلاف درهم، وقد ارتفع إليها في العام الماضي، وهو سنة 625، من جهة واحدة، وهي دار الزكاة التي يجبى فيها العشور من الأفرنج والزكاة من المسلمين وحق البيع، سبعمائة ألف درهم، وهذا مع العدل الكامل والرفق الشامل بحيث لا يرى فيها متظلّم ولا متهضّم ولا مهتضم، وهذا من بركة العدل وحسن النية.
وأما فتحها فذكر البلاذري أن أبا عبيدة رحل إلى حلــب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، وكان أبوه يسمّى عبد غنم، فلما أسلم عياض كره أن يقال له ابن عبد غنم فقال: أنا عياض بن غنم، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأنفذ أبو عبيدة صلحه، وقيل: بل صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بــحلــب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية وأنهم إنما صالحوا على مدينتهم بها ثم رجعوا إليها.
وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة لأن مدينة حلــب في وطاء من الأرض وفي وسط ذلك الوطإ جبل عال مدوّر صحيح التدوير مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنيّة في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، وكان الملك الظاهر غازي بن
صلاح الدين يوسف بن أيوب قد اعتنى بها بهمّته العالية فعمّرها بعمارة عادية وحفر خندقها وبنى رصيفها بالحجارة المهندمة فجاءت عجبا للناظرين إليها، لكن المنية حالت بينه وبين تتمّتها، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدّد عمارته وسمّاه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنّسرين، وباب العراق، وباب السرّ، وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقلّ ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثّروة ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان، وقد أكثر الشعراء من ذكرها ووصفها والحنين إليها، وأنا أقتنع من ذلك بقصيدة لأبي بكر محمد بن الحسن بن مرّار الصّنوبري وقد أجاد فيها ووصف متنزهاتها وقراها القريبة منها فقال:
احبسا العيس احبساها، ... وسلا الدار سلاها
واسألا أين ظباء ال ... دّار أم أين مهاها
أين قطّان محاهم ... ريب دهر ومحاها
صمّت الدار عن السا ... ئل، لا صمّ صداها
بليت بعدهم الدا ... ر، وأبلاني بلاها
آية شطّت نوى الإظ ... عان، لا شطّت نواها
من بدور من دجاها، ... وشموس من ضحاها
ليس ينهى النفس ناه ... ما أطاعت من عصاها
بأبي من عرسها وسخ ... طي، ومن عرسي رضاها
دمية إن جلّيت كا ... نت حلــى الحسن حلــاها
دمية ألقت إليها ... راية الحسن دماها
دمية تسقيك عينا ... ها، كما تسقي مداها
أعطيت لونا من الور ... د، وزيدت وجنتاها
حبّذا الباءات باءت، ... وقويق ورباها
بانقوساها بها با ... هي المباهي، حين باهى
وبباصفرا وبابل ... لا ربا مثلي وتاها
لا قلى صحراء نافر ... قلّ شوقي، لا قلاها [1]
لا سلا أجبال باسل ... لين قلبي، لا سلاها
وبباسلّين فليب ... غ ركابي من بغاها
وإلى باشقلّيشا ... ذو التناهي يتناهى [1] قوله: نافر، بسكون الراء، هكذا في الأصل.
وبعاذين، فواها ... لبعاذين، وواها
بين نهر وقناة ... قد تلته وتلاها
ومجاري برك، يجلو ... همومي مجتلاها
ورياض تلتقي آ ... مالنا في ملتقاها
زاد أعلاها علوّا ... جوشنا لمّا علاها
وازدهت برج أبي الحا ... رث حسنا وازدهاها
واطّبت مستشرف الحص ... ن، اشتياقا، واطّباها
وأرى المنية فازت ... كلّ نفس بمناها
إذ هواي العوجان السا ... لب النفس هواها
ومقيلي بركة التّل ... ل وسيبات رحاها
بركة تربتها الكا ... فوز، والدّرّ حصاها
كم غراني طربي حي ... تانها لما غراها
إذ تلى مطبّخ الحي ... تان منها مشتواها
بمروج اللهو ألقت ... عير لذّاتي عصاها
وبمغنى الكامليّ اس ... تكملت نفسي مناها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن غيثا، وغراها
كلأ الراموسة الحس ... ناء ربي، وكلاها
وجزى الجنّات بالسّع ... دى بنعمى، وجزاها
وفدى البستان من فا ... رس صبّ وفداها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن، مــحلــولا عراها
واذكرا دار السّليما ... نيّة اليوم، اذكراها
حيث عجنا نحوها العي ... س تبارى في براها
وصفا العافية المو ... سومة الوصف صفاها
فهي في معنى اسمها حذ ... وبحذو، وكفاها
وصلا سطحي وأحوا ... ضي، خليليّ، صلاها
وردا ساحة صهري ... جي على سوق رداها
وامزجا الراح بماء ... منه، أو لا تمزجاها
حلــب بدر دجّى، أن ... جمها الزّهر قراها
حبّذا جامعها الجا ... مع للنفس تقاها
موطن مرسي دور ألب ... رّ بمرساة حباها [1]
شهوات الطرف فيه، ... فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرّمها الل ... هـ بنور، وحباها
ورآها ذهبا في ... لازورد من رآها
ومراقي منبر، أع ... ظم شيء مرتقاها
وذرى مئذنة، طا ... لت ذرى النجم ذراها
والنّواريّة ما لا ... ترياه لسواها
قصعة ما عدت الكع ... ب، ولا الكعب عداها
أبدا، يستقبل السّح ... ب بسحب من حشاها
فهي تسقي الغيث إن لم ... يسقها، أو إن سقاها
كنفتها قبّة يض ... حك عنها كنفاها
قبّة أبدع بانى ... ها بناء، إذ بناها
ضاهت الوشي نقوشا، ... فحكته وحكاها
لو رآها مبتني قب ... بة كسرى ما ابتناها
فبذا الجامع سرو ... يتباهى من تباهي
جنّبا السارية الخض ... راء منه، جنّباها
قبلة المستشرف الأع ... لى، إذا قابلتماها
حيث يأتي خلفه الآ ... داب منها من أتاها
من رجالات حبّى لم ... يــحلــل الجهل حباها
من رآهم من سفيه ... باع بالعلم السفاها
وعلى ذاك سرور ال ... نفس منّي وأساها
شجو نفسي باب قنّس ... رين، وهنا، وشجاها
حدث أبكي التي في ... هـ، ومثلي من بكاها
أنا أحمي حلــبا دا ... را، وأحمي من حماها
أيّ حسن ما حوته ... حلــب، أو ما حواها
سروها الداني، كما تد ... نو فتاة من فتاها
آسها الثاني القدود ال ... هيف، لمّا أن ثناها [1] هذا البيت مختل الوزن ولعل فيه تصحيفا.
نخلها زيتونها، أو ... لا فأرطاها عصاها
قبجها درّاجها، أو ... فحباراها قطاها
ضحكت دبسيّتاها، ... وبكت قمريّتاها
بين أفنان، تناجي ... طائريها طائراها
تدرجاها حبرجاها ... صلصلاها بلبلاها
ربّ ملقي الرّــحل منها، ... حيث تلقى بيعتاها
طيّرت عنه الكرى طا ... ئرة، طار كراها
ودّ، إذ فاه بشجو، ... أنه قبّل فاها
صبّة تندب صبّا، ... قد شجته وشجاها
زيّنت، حتى انتهت ... في زينة في منتهاها
فهي مرجان شواها، ... لازورد دفّتاها
وهي تبر منتهاها، ... فضّة قرطمتاها
قلّدت بالجزع، لمّا ... قلّدت، سالفتاها
حلــب أكرم مأوى، ... وكريم من أواها
بسط الغيث عليها ... بسط نور، ما طواها
وكساها حلــلا، أب ... دع فيها إذ كساها
حلــلا لحمتها السّو ... سن، والورد سداها
إجن خيرياتها بال ... لحظ، لا تحرم جناها
وعيون النرجس المن ... هلّ، كالدمع نداها
وخدودا من شقيق، ... كاللظى الحمر لظاها
وثنايا أقحوانا ... ت، سنا الدّرّ سناها
ضاع آذريونها، إذ ... ضاء، من تبر، ثراها
وطلى الطّلّ خزاما ... ها بمسك، إذ طلاها
وانتشى النّيلوفر الشّو ... ق قلوبا، واقتضاها
بحواش قد حشاها ... كلّ طيب، إذ حشاها
وبأوساط على حذ ... والزنابير حذاها
فاخري، يا حلــب، المد ... ن يزد جاهك جاها
إنه إن لم تك المد ... ن رخاخا، كنت شاها
وقال كشاجم:
أرتك ندى الغيث آثارها، ... وأخرجت الأرض أزهارها
وما أمتعت جارها بلدة ... كما أمتعت حلــب جارها
هي الخلد يجمع ما تشتهي، ... فزرها، فطوبى لمن زارها!
وكفر حلــب: من قرى حلــب. وحلــب الساجور:
في نواحي حلــب، ذكرها في نواحي الفتوح، قال:
وأتى أبو عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، حلــب الساجور بعد فتح حلــب وقدم عياض بن غنم إلى منبج.
وحلــب أيضا: مــحلّــة كبيرة في شارع القاهرة بينها وبين الفسطاط، رأيتها غير مرّة.

حُلْوانُ

حُلْــوانُ:
بالضم ثم السكون، والــحلــوان في اللغة الهبة، يقال: حلــوت فلانا كذا مالا أحلــوه حلــوا وحلــوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلــوان الكاهن، والــحلــوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلــوان في عدة مواضع: حلــوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بــحلــوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلــوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلــوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلــوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلــوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلــوان وعاد إلى حلــوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بــحلــوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلــوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بــحلــوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بــحلــوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والــحلــائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلــوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلــوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلــوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الــحلــواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلــوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلــوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلــوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلــوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلــوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلــوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلــوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلــوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلــوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلــوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلــوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بــحلــوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلــوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلــوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلــوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلــوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلــوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلــوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلــوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلــوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لــحلــوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلــوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلــوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

حلى

(حلــى) الطَّعَام وَغَيره جعله حلــوا وَيُقَال حلــى الشَّيْء فِي عينه
(حلــى)
الْمَرْأَة حلــيا جعل لَهَا حلــيا وَالْمَرْأَة وَالسيف وَغَيرهمَا زينها بالــحلــي
(حلــى) الْجَارِيَة اتخذ الْــحلِــيّ لَهَا لتلبسه وألبسها الْــحلِــيّ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يــحلــونَ فِيهَا من أساور من ذهب} وَالسيف جعل لَهُ حلــية وَفُلَانًا وَصفه ونعته بِمَا يــحلــيه وَالشَّيْء فِي عين فلَان زينه
حلــى
الــحُلِــيّ جمع الــحَلْــي، نحو: ثدي وثديّ، قال تعالى: مِنْ حُلِــيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ [الأعراف/ 148] ، يقال: حَلِــيَ يَــحْلَــى ، قال الله تعالى: يُــحَلَّــوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ
[الكهف/ 31] ، وقال تعالى: وَــحُلُّــوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ
[الإنسان/ 21] ، وقيل: الــحِلْــيَة والجميع حِلِــيّ ، قال تعالى: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْــحِلْــيَةِ [الزخرف/ 18] .
حلــى: حَلــيَ: رصع الفولاذ بالذهب (بوشر).
حَلِــي شعره: سقط (محيط المحيط).
حُلَّــى: جمل، حُسَّن (بوشر).
أحلــى: أرخى القوس (ألكالا).
تــحَلَّــى: تزين، تجمل ويقال: تــحلــى به وتــحلــاه (فليشر في تعليقه على المقري 6261 في بريشت ص208).
احتلي به: تزين تجمل (معجم مسلم).
حلــأ (انظر لين). قُلاع. بثور في جلدة الفم.
وحلــأ: نفاط، تبثر، طفح جلدي (بوشر).
حَلِــيا: صفيح، تنك (همبرت ص171 بالجزائر، غدامس ص42، وفي معجم هلو: حلــية).
حِلْــيَة: أشياء ثمينة، زينة. وفي حيان (ص58 ق): وجمع حلــيته وثيابه وفرشه في بيت من القصر.
وحِلْــيَة: بزَّة، ثوب. ففي ألف ليلة (1: 43): الملك غيَّر حلــيته.
وحِلْــيَة، لقب مثل الألقاب المركبة تركيبا إضافيا مع الدين مثل نور الدين وعلاء الدين (ابن جبير ص242).
وحلــية: غطاء السرج، جُلّ، كنبوش (ألكالا) وفي كوسج مختار (ص108) وعلى الفرس سرج مغربي أحمر بجلية جديدة).
وفي حيان - بسام (3: 140و): فوق فرس دون مراكب الملوك بــحلــية مختصرة ولعل صواب المعنى في هذه العبارة: جهاز الفرس وعدته الكاملة من السرج وغيه. ففي تاريخ اليمن (مخطوطة ص62): أمر ولد مولانا بحصان عليه حلــيه كاملة.
وحلــية: مشبك، لسان الإبزيم، وهي شوكة من الحديد في إبزيم الحزام تستعمل لتثبيت الحزام حين يدخل ف الإبزيم (ألكالا).
وحلــية في مصطلح الموسيقة نغمة (ألكالا) وائتلاف موسيقي، تساوق (ألكالا).
وحلــية: قصدير، تنك (انظر المادة السابقة).
حَلــاَّء: صائغ جوهري (المقري 1: 403).
سيف حالٍ: مزين بالجواهر (المقري 7: 251).
مُــحَلٍ: موسيقار (فوك).
نرجس مــحلــا زمانه: نرجس أصفر (بوشر) غير أني أجهل من أين اشتقت هذه الكلمة.
مُــحَلَّــى، حصان مــحلــى: حصان مجهز بعدة كاملة (ألكالا، تعليقات 13: 184).

حل

ى1 حَلَــيْتُ المَرْأَةَ, aor. ـِ inf. n. حَلْــىٌ, I assigned, or gave, to the woman حُلِــىّ [or ornaments]; and so حَلَــوْتُهَا. (S.) [See also 2.]

A2: حَلِــيَتْ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. as above, (Msb, K,) She (a woman) acquired an ornament, or orna ments: (K:) or she wore on ornament, or orna ments; as also ↓ تــحلّــت: (Msb, K:) or the former signifies she had an ornament, or orna ments: (S, K:) and ↓ the latter, she adorned herself with an ornament, or ornaments: (S, Mgh, * TA:) or she made for herself an orna ment, or ornaments. (Msb, TA.) b2: لَمْ يَــحْلَ مِنْهُ بِطَائِلٍ He gained not, or derived not, from him, or it, any great profit, advantage, or benefit: the verb is not used in this sense except in nega tive phrases; (S, TA;) and is from الــحَلْــىُ and الــحِلْــيَةُ; because the mind reckons an ornament as an acquisition: not from حلــو. (TA.) [But an affirmative phrase, with the verb حَلِــىَ used in a similar sense, is mentioned in the K in art. حلــو: see 1 in that art. See also 1 in art. حلــأ.] b3: See also حَلِــى, below.

A3: حَلِــيَتِ الشَّفَةُ: see حَلِــئَت, in art. حلــأ.2 حلّــى المَرْأَةَ, (S, Msb, K,) inf. n. تَــحْلِــيَةٌ, (K,) He decked the woman with an ornament, or ornaments: (S, Msb, K: [see also 1, first sen tence: and in like manner, السَّيْفَ the sword:]) or he made for her an ornament, or ornaments: or he described her: (K:) or you say also حَلَّــيْتُ الرَّجُلَ as meaning I described the حِلْــيَة [i. e. quality, or qualities or attributes, or state or con dition,] of the man: (S:) and you say also, حلّــاهُ عَلَيْهِ [he described it to him]. (L in art. سملج.) The verb in the first of these senses is doubly trans., as in the saying in the Kur [xviii. 30, &c.], يُــحَلّــوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ [They shall be decked therein with bracelets of gold]. (TA.) A2: حَلَّــيْتُمْ for حَلَّــأْتُمْ: see 2 in art. حلــأ.5 تَــحَلَّــتْ: see 1, in two places. b2: [Hence,] تــحلّــى فُلَانٌ بِمَا لَيْسَ فِيهِ Such a one affected that which was not in him. (TA.) A2: تــحلّــاهُ He knew his [حِلْــيَة, i. e.] quality, or qualities or attributes, or state or condition. (TA.) حَلًــا Pustules breaking out in the mouths of children [app. after a fever; like حَلَــأٌ]. (Kr, M.) حَلْــىٌ An ornament (Mgh, Msb, *, K) of a woman, (S, Mgh, Msb,) of moulded metal, or of stones, (K,) or of gold, or of silver, and some say, or of jewels, or gems: (Mgh:) pl. حُلِــىٌّ (S, Mgh, Msb, K) and حِلِــىٌّ, also, because of the حُلِــىٌّ like عِصِىٌّ: (S, TA:) or حَلْــىٌ is a pl. [or coll. gen. n.], and its sing. [or n. un.] is ↓ حَلْــيَةٌ: (K:) so says AAF: (TA:) ↓ حِلْــيَةٌ, also, signifies the same as حَلْــىٌ; (K; [in the CK حُلِــىّ;]) and particularly, (K,) the ornament, or ornaments, حَلْــىٌ, K, or زِينَةٌ, Mgh and Msb,) of gold or silver, (Mgh,) of a sword, (S, Mgh, Msb, K,) as also ↓ حَلَــاةٌ, (K,) or of a lamp, and of other things: (Mgh:) accord. to Lth, حَلْــىٌ signifies any حِلْــيَة [i. e. ornament, or ornaments,] with which one decks a woman or a sword and the like: but accord. to others, only of a woman; and one says only ↓ حِلْــيَةٌ in relation to other things, to a sword [for instance], and the like: (TA:) the pl. of حِلْــيَةٌ is حِلًــى and حُلًــى; (S, K;) or, accord. to IF, it has no pl. (Msb.) حَلِــى A cry by which a she-camel is chidden; as also حَلِ and حَلْ; like as a he-camel is by the cry حَوْبِ and حَوْبُ &c.: (TA voce حَوْبِ:) or by which female camels are chidden; as also حَلْ, and, when in connexion with a following word, حَلٍ. (TA voce حَلْ, in art. حل.) One says, in chiding the she-camel, ↓ حَلِــى لَا حَلِــيتِ [On! mayest thou not gain any great benefit: like as one says, in chiding the he-camel, حَبْ لَا مَشِيتَ, &c.]. (TA in the present art.) حَلَــاةٌ: see حَلْــىٌ.

حَلْــيَةٌ: see حَلْــىٌ.

حِلْــيَةٌ: see حَلْــىٌ, in two places. b2: Also The quality, or the aggregate of the attributes or qualities, or the state or condition, (S, Mgh, Msb, K,) and the make, and form, (K,) and the appearance in respect of colour, or complexion, &c., (Mgh,) of a man: (S, Mgh:) pl. حِلًــى and حُلًــى. (Mgh, Msb, TA.) A description of the face, or countenance, of a man. (TA.) b3: الــحِلْــيَةُ in a trad. respecting الوُضُوْء means [The mode of ablution termed] التَّحْجِيلُ. (TA. [See 2 in art. حجل.]) حَلِــىٌّ Dry, dried up, or tough. (TA.) b2: What has become dry (S, K) and white (K [but see نَصِىٌّ]) of the [plant called] نَصِىّ, (S, K,) and سَبَط: Az says, it is one of the best kinds of pasture of the people of the desert for camels and horses; and when its produce appears, it resembles eared corn: accord. to Lth, it is every plant that resembles corn, or seed-produce, in its manner of growth; but this, says Az, is a mistake: (TA:) n. un. with ة: (K:) and pl. أَــحْلِــيَةٌ. (S.) A2: The pole, or long piece of wood, [app. of a plough,] that is between the two bulls: of the dial. of El Yemen. (TA.) حَلِــيَّةٌ: see حَالٍ.

حُلَــيَّا A certain plant. (K.) b2: And A certain food of the Arabs, (Sgh, K,) in which dates are rubbed and pressed [or mashed] with the hand. (Sgh.) حَالٍ (K) and حَالِيَةٌ (S, K) A woman having an ornament or ornaments; (S, K;) as also ↓ حَلِــيَّةٌ: (S:) or wearing an ornament or ornaments; as also ↓ مُتَــحَلِّــيَةٌ: (K:) pl. حَوَالٍ. (S.) b2: and [hence,] حَالِيَةٌ means (tropical:) Trees having leaves and fruit. (TA.) مُــحَلًّــى Ornamented: applied to a sword [&c.] (S.) b2: [Described.]

مُتَــحَلِّــيَةٌ: see حم.

حَلِيمَةُ

حَلِــيمَةُ:
بالفتح ثم الكسر، قال العمراني: وهو موضع كانت فيه وقعة، ومنه: ما يوم حلــيمة بسرّ، وهذا غلط إنما حلــيمة اسم امرأة بنت الحارث الغساني نائب قيصر بدمشق، وهو يوم سار فيه المنذر بن المنذر بعرب العراق إلى الحارث الأعرج الغسّاني وهو الأكبر، وسار الحارث في عرب الشام فالتقوا بعين أباغ، وهو من أشهر أيام العرب، فيقال: إن الغبار يوم حلــيمة سدّ عين الشمس فظهرت الكواكب المتباعدة من مطلع الشمس، وقيل: بل كان الضجاعمة وهم عرب من قضاعة عمّالا للروم بالشام، فلما خرجت غسان من مأرب، كما ذكرناه في مأرب، نزلت الشام، وكانت الضجاعمة يأخذون من كل رجل دينارا، فأتى العامل جذعا، وهو رجل من غسان، وطالبه بدينار فاستمهله فلم يفعل فقتله، فثارت الحرب بين غسّان والضجاعم، فضربت العرب جذعا مثلا وقالوا: خذ من جذع ما أعطاك، وكان لرئيس غسّان ابنة جميلة يقال لها حلــيمة فأعطاها تورا فيه خلوق وقال لها: خلّقي به قومك، فلما خلّقتهم تناوحوا وأجلوا الضجاعم وملكوا الشام، فقالوا: ما يوم حلــيمة بسرّ، وقيل: إن يوم حلــيمة هو اليوم الذي قتل فيه الحارث بن أبي شمر الغساني المنذر بن ماء السماء، وجعلت حلــيمة بنت الحارث تخلّق قومها وتحرضهم على القتال فمرّ بها شابّ فلما خلّقته تناولها وقبلها فصاحت وشكت ذلك إلى أبويها فقالا لها: اسكتي فما في القوم أجلد منه حين اجترأ وفعل هذا بك، فإما إن يبل غدا بلاء حسنا فأنت امرأته، وإما إن يقتل فتنالي الذي تريدين منه، فأبلى الفتى بلاء عظيما ورجع سالما فزوجوه حلــيمة،
وقال النابغة:
تخيّرن من أزمان يوم حلــيمة ... إلى اليوم قد جرّبن كلّ التجارب

نحل

نــحل

1 نَــحَِلَ جِسْمُهُ His body became lean, or emaciated. (S.) نِــحْلَــةٌ i. q.

فَرِيضَةٌ; or دِيَانَةٌ; and دِينٌ, as in the saying مَا نِــحْلَــتُكَ [What is thy religion?]. (TA.)
(نــحل)
نحولا دق وهزل يُقَال نــحل جِسْمه فَهُوَ ناحل ونحيل وَفُلَانًا نــحلــا تبرع لَهُ بِشَيْء وَالْمَرْأَة أَعْطَاهَا مهرهَا وَفُلَانًا القَوْل نــحلــا نسبه إِلَيْهِ وَلَيْسَ بقائله وَفُلَانًا الْمَرَض أرق جِسْمه وأضناه

(نــحل) نحولا نــحل

(نــحل) نحولا نــحل
(ن ح ل) : (نَــحَلَــهُ) كَذَا أَيْ أَعْطَاهُ إيَّاهُ بِطِيبَةٍ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ (نَــحَلَ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا وَقِيلَ الْمُرَادُ التَّسْمِيَةُ لَا التَّسْلِيمُ لِأَنَّهُ قَالَ بَعْدُ لَمْ تَكُونِي قَبَضْتِهِ وَالنُّــحْلَــى (وَالنِّــحْلَــةُ) وَالنُّــحْلُ الْعَطِيَّةُ وَمِنْهُ {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِــحْلَــةً} [النساء: 4] .
ن ح ل : النَّــحْلُ مُؤَنَّثَةٌ الْوَاحِدَةُ نَــحْلَــةُ وَنَــحَلْــتُهُ أَنْــحَلُــهُ بِفَتْحَتَيْنِ نَــحْلًــا مِثْلُ قُفْلٍ أَعْطَيْتُهُ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ بِطِيبِ نَفْسٍ.

وَنَــحَلْــتُ الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا نِــحْلَــةً بِالْكَسْرِ أَعْطَيْتُهَا وَالنِّــحْلَــةُ الدَّعْوَى.

وَنَــحَلَ الْجِسْمُ يَنْــحَلُ بِفَتْحَتَيْنِ نُحُولًا سَقُمَ وَمِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَأَنْــحَلَــهُ الْهَمُّ بِالْأَلِفِ. 

نــحل


نَــحَلَ(n. ac. نُــحْل)
a. Made a present to; dowered (woman).
b. Insulted.
c. Ascribed to.
d. [ coll. ], Swarmed (
bees ).
e.(n. ac. نُحُوْل)
see infra.
_ast;
نَــحِلَ(n. ac. نَــحَل)
نَــحُلَ(n. ac. نُحُوْل) Was wasted, worn, sick.
نَــحَّلَa. see IV (a)b. [ coll. ], Heated the room of
the silk-worms.
أَنْــحَلَa. Gave, conceded to.
b. Extenuated.
c. [ coll. ]
see I (d)
تَنَــحَّلَa. Plagiarized.

إِنْتَــحَلَa. see Vb. Embraced, professed (religion).
c. see (نَــحِلَ).

نَــحْلa. Gift, present.
b. see 25 (a)
نَــحْلَــة
(pl.
نَــحْل)
a. Bee.

نِــحْلَــة
(pl.
نِــحَل)
a. see 1 (a)b. Dowry, jointure; marriage-settlement.
c. Claim; pretension.
d. Law-suit.
e. Sect.

نُــحْلa. see 1 (a)
نُــحْلَــة
(pl.
نُــحَل)
a. see 1 (a) & 2t
(b), (c), (d).

نُــحْلَــىa. see 1 (a)
مَنْــحَل
a. [ coll. ], Room heated for
silk-worms.
نَاْــحِل
(pl.
نَــحْلَــى)
a. see 25 (a)
نَاْــحِلَــة
(pl.
نَوَاْــحِلُ)
a. fem. of
نَاْــحِلb. Worn (sword).
نَحِيْل
(pl.
نَــحْلَــى)
a. Thin, lean; wasted, extenuated.
b. [ coll. ], Swarm of bees.

نُحُوْلa. Thinness, leanness.

نَــحْلَــاْنُa. Donation, grant, concession.

نُــحْلَــاْنa. see 1 (a)
N. Ac.
إِنْتَــحَلَa. Plagiarism.
ن ح ل: (النَّــحْلُ) وَ (النَّــحْلَــةُ) الدَّبْرُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، حَتَّى تَقُولَ: يَعْسُوبٌ. وَ (النُّــحْلُ) بِالضَّمِّ مَصْدَرُ (نَــحَلَــهُ) يَنْــحَلُــهُ بِالْفَتْحِ (نُــحْلًــا) أَيْ أَعْطَاهُ. وَ (النُّــحْلَــى) الْعَطِيَّةُ بِوَزْنِ الْحُبْلَى. وَ (نَــحَلَ) الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا يَنْــحَلُــهَا (نِــحْلَــةً) بِالْكَسْرِ أَعْطَاهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ. وَقِيلَ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ عِوَضًا. وَيُقَالُ: أَعْطَاهَا مَهْرَهَا نِــحْلَــةً. وَقِيلَ: الْنِــحْلَــةُ التَّسْمِيَةُ وَهِيَ أَنْ يُقَالَ: (نَــحَلْــتُهَا) كَذَا وَكَذَا فَيَحُدَّ الصَّدَاقَ وَيُبَيِّنَهُ. وَ (النِّــحْلَــةُ) أَيْضًا الدَّعْوَى. وَ (النُّحُولُ) الْهُزَالُ وَقَدْ (نَــحَلَ) جِسْمُهُ مِنْ بَابِ خَضَعَ. وَ (نَــحِلَ) بِالْكَسْرِ (نُحُولًا) لُغَةٌ فِيهِ وَالْفَتْحَ أَفْصَحُ. وَ (نَــحَلَــهُ) الْقَوْلَ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ أَضَافَ إِلَيْهِ قَوْلًا قَالَهُ غَيْرُهُ وَادَّعَاهُ عَلَيْهِ. وَ (انْتَــحَلَ) فُلَانٌ شِعْرَ غَيْرِهِ أَوْ قَوْلَ غَيْرِهِ إِذَا ادَّعَاهُ لِنَفْسِهِ وَ (تَنَــحَّلَ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ (يَنْتَــحِلُ) مَذْهَبَ كَذَا، وَقَبِيلَةَ كَذَا إِذَا انْتَسَبَ إِلَيْهِ. 
[نــحل] النــحْلُ والنــحْلَــةُ: الدبْرُ، يقع على الذكر والأنثى، حتَّى تقول يعسوب. والنــحل: الناحل. وقال ذو الرمّة:

فَيافٍ يَدَعْن الجَلْسَ نَــحْلــاً قَتالُها * والنُــحْلُ: بالضم: مصدر قولك نَــحَلْــتُهُ من العَطِيَّةِ أنْــحَلُــه نَــحلــاً. والنــحلــى: العطية، على فعلى. ونــحلــت المرأة مهرها عن طيب نفسٍ من غير مطالبةٍ، أنــحَلُــها. ويقال من غير أن تأخذ عِوَضاً. يقال: أعطاها مَهرَها نِــحلــةً، بالكسر. وقال أبو عمرو: هي التسمِيَةُ أن تقول نــحلــتُها كذا وكذا، فتحُدَّ الصداقَ وتبيِّنه. والنِــحلــةُ أيضاً: الدَعوى. والنُحول: الهُزالُ. وقد نَــحَل جِسْمه يَنْــحَلُ وأنــحلــه الهمُّ، ونــحِل جسمُه أيضاً بالكسر نُحولاً. والفتحُ أفصحُ. وجَملٌ ناحِلٌ: مَهْزول. والنواحِل: السيوفُ التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال. ونــحلْــتُهُ القولَ أنــحُلُــه نَــحلــاً، بالفتح، إذا أضفتَ إليه قولاً قاله غيره وادعيته عليه. وانتــحل فلان شِعر غيره، أو قولَ غيره، إذا ادَّعاه لنفسِه. قال الأعشى: فكيف أنا وانتِحالي القَوا في بعد المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا وتنَــحَّلــه مثله. قال الفرزدق: إذا ما قلتُ قافيَةً شَروداً تنَــحَّلَــها ابنُ حَمراءِ العِجانِ وفلانٌ يَنْتَــحِلُ مَذْهبَ كذا وقبيلةَ كذا، إذا انتسب إليه.
[نــحل] نه: فيه: ما "نــحل" والد ولدًا أفضل من أدب حسن، النــحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، نــحلــه نــحلًــا- بالضم، والنــحلــة بالكسر: العطية. ومنه ح النعمان: إن أباه "نــحلــه". ن: هو من باب منع. ط: وفيه أنه ندب التسوية في هبة الأولاد الذكور والإناث، وقيل: للذكر مثل حظ الأنثيين، والصحيح الأول. ن: كل ما "نــحلــته" عبدًا حلــال، أي قال الله تعالى: كل مال أعطيته حلــال، وهو إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة. ط: أي أيس لأحد أن يحوم حوله ويمنعه عن التصرف فيه، وهو حكاية ما أوحي إليه في نومه ذلك؛ شرح البغوي: "وآتوا النساء صدقاتهن "نــحلــة"" هي العطية بلا عوض لأنه بمنزلة ما يحصل للمرأة عن غير عوض، لأن الزوجين يشتركان في الاستمتاع وابتغاء اللذة وربما يكون شهوتها أغلب ولذتها أكثر، وقيل: كان المهر في شرع من قبلنا للأولياء لقوله تعالى "على أن تأجرني ثماني حجج" فجعل الله تعالى لهن نــحلــة منه. نه: ومنه: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان مال الله "نــحلــا"، أراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإيثار والتخصيص. وفيه: لم تعبه "نــحلــة"، أي دقة وهزال، ونــحل جسمه نحولًا. وفيه: كان بشير ابن أبيرق يقول الشعر ويهجو به أصحاب محمد و"ينــحلــه" بعض العرب، أي ينسبه إليهم، من النــحلــة وهي النسبة بالباطل. ط: يحمل هذا الدين من كل خلف- هو من يخلف أحدًا بالإصلاح، عدوله- فاعل يحمل، و"من" بيانية، أو بدل منه على أن من تبعيضية فاعله، ينفون عنه تحريف الغالين و"انتحال" المبطلين، أي يحمون الشريعة ومتون الروايات من تحريف غلاة الدين، والأسانيد من القلب والانتحال، والمتشابه من تحريف تأويل الزائغين، والنــحلــة هو التشبه بالباطل. مف: أو ادعاء الشيء لنفسه كادعاء شعر غيره أو قوله لنفسه، يعين إذا اعتزى إلى علمنا ما لم يكن ليستدل به إلى باطله نفوا عنه. نه: وفيه: مثل المؤمن مثل "النــحلــة"، روى في غير المشهور بحاء مهملة أي نــحلــة العسل، ووجه الشبه حذق النــحل وفطنته وقلة أذاه وحقارته ومنفعته وقنوعه وسعيه في الليل وتنزهه عن الأقذار وطيب أكله وأنه لا يأكل من كسب غيره ونحوله وطاعته لأميره، وأن للنــحل آفات تقطعه عن عمله منها: الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار، كالمؤمن له آفات تفتره عن عمله: ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام وماء السعة ونار الهوى.
(ن ح ل)

النَّــحْلُ: ذُبَاب الْعَسَل، واحدته نَــحْلَــةٌ.

ونَــحْلــةُ: فرس سبيع بن الخطيم.

والنُّــحْلُ: إعطاؤك الْإِنْسَان شَيْئا بِلَا استعاضة، وَعم بِهِ بَعضهم جَمِيع أَنْوَاع الْعَطاء، وَقيل: هُوَ الشَّيْء الْمُعْطى. وَقد أنْــحَلَــه مَالا ونــحَلَــه إِيَّاه، وأبى بَعضهم هَذِه الْأَخِيرَة.

ونُــحْلُ الْمَرْأَة: مهرهَا، وَالِاسْم النِّــحلَــةُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وآتوا النساءَ صدُقاتِهن نِــحْلَــةً) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قد قيل فِيهِ غير قَول، قَالَ بَعضهم: فَرِيضَة. وَقَالَبَعضهم: ديانَة، وَقَالَ بَعضهم: هِيَ نِــحلَــةٌ من الله لَهُنَّ، أَن جعل على الرجل الصَدَاق وَلم يَجْعَل على الْمَرْأَة شَيْئا من الْغرم.

وأنْــحلَ وَلَده مَالا ونَــحلَــه: خصّه بِشَيْء مِنْهُ، والنُّــحْلُ والنُــحْلــانُ اسْم ذَلِك الشَّيْء الْمُعْطى.

وانتَــحلَ الشّعْر وتَنَــحَّلَــه: ادَّعَاهُ وَهُوَ لغيره. وَفِي الْخَبَر أَن عُرْوَة بن الزبير، وَعبيد الله بن عتبَة بن مَسْعُود دخلا على عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِير الْمَدِينَة، فَجرى بَينهم الحَدِيث حَتَّى قَالَ عُرْوَة فِي شَيْء جرى من ذكر عَائِشَة وَابْن الزبير: سَمِعت عَائِشَة تَقول: مَا أَحْبَبْت أحدا حبي عبد الله ابْن الزبير، لَا أَعنِي رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبَوي. فَقَالَ لَهُ عمر: إِنَّكُم لتنتــحِلــونَ عَائِشَة لِابْنِ الزبير انِتحالَ من لَا يرى لأحد مَعَه فِيهَا نَصِيبا. فاستعاره لَهَا. وَقَالَ ابْن هرمة:

وَلم أتَنَــحَّلِ الأشعارَ فِيهَا ... وَلم تُعجِزْنَي المِدَحُ الجِيادُ

ونَــحَلــه القَوْل يَنْــحَلُــه نَــحْلــاً: نسبه إِلَيْهِ.

ونَــحِل جِسْمه ونَــحَلَ ينْــحَلُ ويَنــحُلُ نحولاً: ذهب من مرض أَو سفر. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وكنتُ كعظمِ العاجماتِ اكتنفْهَ ... بأطرافِها حَتَّى استدقَّ نُحولُها

إِنَّمَا أَرَادَ: ناحِلَــها، فَوضع الْمصدر مَوضِع الِاسْم. وَقد يكون جمع ناحِلٍ، كَأَنَّهُ جعل كل طَائِفَة من الْعظم ناحِلــاً، ثمَّ جمعه على فعول، كشاهد وشهود. وَرجل نحيلٌ، من قوم نَــحْلَــى، وناحِلٌ. وَالْأُنْثَى ناحِلَــةٌ.

وجمل ناحِلٌ: رَقِيق.

وَسيف ناحِلٌ: رَقِيق، على الْمثل. وَقَول ذِي الرمة:

ألم تَعْلمِي يامَيُّ أنَّا وبيننا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسِ نَــحْلــاً قَتالُها

هُوَ جمع ناحِلٍ، جعل كل جُزْء مِنْهَا ناحلــاً، وَهُوَ عِنْدِي اسْم للْجمع، وَلِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على فعل وَلم اسْمَع إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت. 
نــحل: نــحل العبادة: مثل انتــحل: انصرف للعبادة (البربرية 1: 36).
نــحل: أنحف (فوك).
أنــحل: في محيط المحيط ( .. والعامة تقول أنــحل النــحل إذا ولد).
انتــحل: نسب لنفسه أنه من (ذوي الكرامة) (على سبيل المثال) أي ممن له القدرة على صنع الخوارق (الخطيب 29): رجل ممخرق من بني الشعوذة ومنــحلــي الكرامة وفي (معيار الاختبار 23: 9) يجب أن نقرأ بيت الشعر الذي ورد فيه على النحو الآتي (حول جمال مدينة غرناطة):
وإذا الجمال المطلق استشهدته ... ألغيت ما انتــحل الخيال وزورا
انتــحل: في محيط المحيط (فلان ينتــحل مذهب كذا أو قبيلة كذا إذا انتسب إليه). وكذلك المنتــحل نسب الشرف (البربرية 2: 432= الشريف 1: 14).
انتــحل اتخذ لنفسه اسما أو لقبا (المقدمة 2: 10): ثم صارت إلى انتحال الأسماء والألقاب (2: 2 و 12: 6).
انتــحل: استعمل (2: 42 المقدمة أيضا): اعلم أن للسلطان شارات وأحوالا تقتضيها الأبهة والبذخ فيختص بها ويتميز بانتحالها عن الرعية والبطانة.
انتــحل: احتاز تملك. اقتطع S'approprier ( البربرية 1: 150): فنقموا عليهم أحوالهم وما كانوا يطالبونهم به من الوصائف البربريات والافرية العسلية الألوان وأنواع طرف المغرب وكانوا يتغالبون في جميع ذلك وانتحاله.
انتــحل: انطبق على S'appliquer. عكف على، تفرغ ل S'addoner a، جعلها مهنته أو عمله (قرطاس 23: 1): وأكثرهم ينتــحل الحراث والفلاحة (وفي ملاحظات في المرجع نفسه ص364): جعل ينتــحل الطب (وفي شيكوري 186): من ينتــحل الصناعة (= الطبابة) (وفي الملاحظات نفسها 182 رقم 501 اقرأ كثيرا طبقا لمخطوطة B) ( المقدمة 1: 56 و 10: 220 و13: 221 و1: 222 و4: 221 وفي الجزء الثاني 86: 11 و177: 7 والبربرية 1: 366 و367: 1 و1: 432 و1: 465 و544: 8 وفي الجزء الثاني 32: 7 و276: 14 و350: 7 و363: 7 و365: 10 و366: 1) وهناك التعبير الذي كثيرا ما يتكرر: انتــحل العبادة أي انصرف إليها بكليته (البربرية 1: 35 و15: 50 و5: 97 وفي الجزء الثاني 90: 7 دي سلان المقدمة 1: Lxxr b وفي معجم 150: 15) ينتــحل طريق البلاغة: (229: 7): ينتــحل طريقة الوعظ. (اسم المصدر: جهود) (مولر 47: 2 وماكني 1: 2 و1: 6).
انتــحل: علق أهمية على ance a attacher de l'imprt ( حيان بسام 3: 5): وكانت دولته أكثر الدول خاصة وأسراها صحابة لانتحاله العلم والفهم (المقدمة 2: 195): لم يصح منها قول إلا على تأويل تحرفه العامة أو يجازف فيه من ينتــحلــها من الخاصة.
انتــحل: أصبح نحيلا (فريتاج، يوشر، باين سميث 1811).
نــحلــة: يبدو أن اصطلاح نــحلــة أو زنبور هو من مصطلحات الراقصات المصريات (العوالم) حيث تتظاهر العالمة أثناء الرقص أن هناك زنبورا يلاحقها (انظر فيسكيه 75).
نــحلــة والجمع نــحل: مهنة، مصلحة، عمل (المقدمة 2: 359): كانت البداوة اغلب نــحلــهم (التصويب الذي قام به دي سلان لا تؤيده مخطوطتينا).
نــحلــته من المعاش: أي المعاش وسيلته في الارتزاق (المقدمة 1: 220).
نــحلــة: هي، مجازا، بضاعة (اوتوب 198): كانت بضاعته في الحديث وافرة ونــحلــته في التقييد والحفظ كاملة.
نــحلــي: نبات يزرع بالقرب من مواضع النــحل يدعى القصاص أيضا وباللاتينية arborea medicago ( ابن البيطار 2: 304). نحيل: نحيف والجمع نحال في (فوك). خصر نحيل (بوشر، ألف ليلة 3: 540، 557 برسل 11: 78).
نحيل: شاحب، متغير اللون (الكالا).
نحيل: في محيط المحيط (العامة تقول انــحل النــحل إذا ولد. وولده نحيل).
نحولة: سقم ووهن (الكالا).
ناحل والجمع نــحل: (دي ساسي كرست 2: 138) والجمع عند (فوك) نحال.
منــحلــة: خلية النــحل (شيرب، الجريدة الآسيوية 1849، 1: 194 ورقم 14 ص 211).
منتــحل: والجمع منتــحلــات: مهن وأعمال (البربرية 1: 128) (اوتوب 201): نشأ في كفالة جده القاضي فنشأ له بذلك ميل إلى انتحال العلم عن الجندية التي كانت منتــحل أبيه وفي (الخطيب 33) مقصود في العلاج بالرقا والعزائم من أولى المس والخبال تعلق بسبب هذه المنتــحلــات بأذيال الدول.
منتــحل: في (البربرية 1: 300): وبخه القاضي على منتــحلــه (أي على المذاهب والآراء التي جاهر بها التي هي خلاف الشائع وخلافه لأهل قطره.
(نــحل) - في صِفَتِه صلّى الله عليه وسلّم: "لم تَعِبْهُ نُــحْلَــةٌ"
: أي دِقَّةٌ وضُمْرَةٌ.
وقد نَــحُل جِسْمُه: هَزُلَ نُحُولًا. والنُّــحْلُ اسم مَأخُوذٌ مِنه.
قال القُتَبِىُّ: ولم أسْمَع بالنُّــحْلِ في غير هذا الموضع إلَّا في العَطِيَّةِ.
- حديث ابنِ عُمَر: "مَثَل المؤمن مثل النخل" بالخاء المعجمة.
ورَوَى أبو سَبْرة، وعَطاءٌ، والِدُ يَعلَى ، عن عبد الله بن عمر: "ومَثَل المؤمن مَثَل النَّــحْلَــةِ" - بالحاء المهملة.
أَمْلَى الإمامُ في سنة ثلاث عشرة قال: قال بعض العلماء: تَفْصِيل الخِصالِ المجُتَمِعة في النَّــحلــة الموجودة مِثلُها في المؤمن.
مَثَل مِن ذلك: أَن جميعَ أجناسِ الخير لو اجتمعوا على أن يعملوا مِثَل عَمَل النــحل لم يقدروا عليه، كذلك لو اجتَمع غَيرُ المؤمن على أن يَعمَل عَملًا يشبِه عَمَل المؤمن ما قَدَر عليه. الثانية: أنّ النــحلَ يَخافُ من أَذَى أَجناس الطير ويَكُفُّ أذاه عنها، كذلك المؤمن يَصِل إليه أَذى الخَلْق، ولا يصل أَذاهُ إلى الخلق.
الثالثة: أن النــحلَ يحتَقِره جميعُ الطير، ولو علموا ما في جوفه لأَكرَموه، كذلك المؤمن يَحتَقِره الجاهِلُ، ولو علم ما في قلبه لأَكرمَه.
الرابعة؛ كل أجناس الطير يسعون في الطَّلَب لأنفسهم، والنّــحلُ يسعى في حاجة مالكِه، كذلك كل الناس يسعون لِراحةِ نفوسِهم، غير المؤمن فإنه يريد حياتَه لطاعة الله تعالى.
الخامس: الطير إذا جَنّ عليهم الليل يَأوُون إلى أوكارهم ويستريحون بالنوم عن السَّعْى، والنَّــحل يَعملُ بالليل أكثرَ مما يعمل بالنهار؛ كذلك الناس إذا جَنَّ عليهم الليلُ اضطجعوا على فرش الغفلة والمؤمن ينصب قدميه ويخشع في صلاته بين يَدَىْ مَولاه، يشكو إليه بلَوْاه.
السادسة: عمل النــحل في السرّ، وكذلك المؤمن.
السابعة: النّــحلُ يأخذ ما يحتاج إليه من الشجرة لا يضرّ بالأصل، كذلك المؤمن يتزوَّد من الدنيا بما يحتاج إليه لا يفسد في المملكة.
الثامنة: النــحل لا يخرج من موضعه في يوم غَيْمِ ومَطَرٍ وَرِيح، كذلك المؤمن إذا ظهرت الفِتَنُ والمنكرات يلزم بيته بحفظ لسانِه ويَدَيه ويُقبِل على شأنه.
التاسعة: النــحل يتنَزَّه عن الأنجاس، كذلك المؤمن يتورع عن المعاصى والحَرام.
العاشرة: النــحل لا يجتَمع مع مَنْ ليس من جنسه، كذلك المؤمن.
الحادى عشر: النــحل تُخرج من بطونها شَرابٌ مُختَلِف الألوان في كل لَون مَنفعَة، كذلك المؤمن يَخرُج منه علومٌ مُتفاوتة المنافعِ.
الثاني عشر: النــحل يأكل الطيب، ويضع الطَّيِّب ويُطعِم غيرَه الطَّيِّب، كذلك المؤمن طُعمتُه حَلــال، وعَملُه صالح وقوله طَيِّب.
الثالث عشر: النــحل إذا وقعت على عود لم تكسِره، وإذا حملت حاجتَها من الماء لم تكدره، كذلك المؤمنُ يعامل الناسَ بالنَّصَفَة والعَدْل، ويَسْلم منه الناسُ.
الرابع عشر: ومَنْ تَعرَّض للنــحل بمكروه لَسَعَته، ومَن لم يتعرّض له سَلِم منها، كذلك المؤمن من أخفى المنكر عنه لم يطلب عَثَراتِه، ومَنْ أَظهَره أنكر عليه.
الخامس عشر: النــحل أبدا يدور حولَ رياضِ الزهر، وعلى شطوط الأنهار، كذلك المؤمن يدور حول مجالس الذكر والعلم.
السادس عشر: النــحل إذا هجم على وَرْد ورَيْحان لم ينقطعِ عن الاختلاف إليه، كذلك المؤمن إذا شَمّ من عالم ناصح رَوْحَ نسِيم القُربِ من الله عزّ وجلّ دَاومَ الاختلافَ إليه.
السابع عشر: النــحل إذا كان زمان الربيع والصيف ينقل سُمَّه الخارج إلى الداخل وإذا أَقْبَلَ النهارُ وتغيّر الهَواءُ دخل البيتَ وأَقبلَ على عمله، كذلك المؤمن إذا أصلح أَمرَ معاشه أقبل على عبادة ربّه عز وجلّ.
الثامن عشر: النــحل يأكل زكِيَّة ويُطعِم غَيرَه، ولا يتعرض لشىءِ غيره، كذلك المؤمن يأكل من كَدِّ يدهِ ويُواسِى غَيرَه ولا يَتعَرَّض لشىءِ غيرهِ.
التاسع عشر: النــحل لا يَعمَل بهَواه بل يَتْبَع أميرَه، ولا يخرج عن طاعته، كذلك المؤمن لا يعمل بهواه بل يَقتَدى بأئِمّة الدِّين.
العشرون: النــحل لا يتمكن حتى يَسُدَّ على نفسِه بابَ البيت، كذلك المؤمن لا يَجد حَلــاوةَ الطاعة إلّا في الخَلْوة.
الحادى والعشرونَ: النــحل لاحاجة له في الدنيا إلّا في شيئين؛ الماءِ والزهرِ، كذلك المؤمن حاجَتُه في العلم والعمل الصالح.
الثاني والعشرون: للنــحل رئيسٌ ما دام بينهم لا يَقْرَبُهم العَدوُّ، فإذا مات هلكوا، وكذلك المؤمِن لا يَظْفَرُ به الشّيطانُ ما دام عَاِلمٌ بَيْن ظَهْرانِيهم.
الثالث والعشرون: إذا خرج رئيسُ النــحل معتديا يُفْسِدُ النــحلُ عَملَه، وإذا كان صالحًا صلحت أمورهم، كذلك المؤمنون إذا كان عُلماؤُهم عامِلين تَصلُح أمورهم وإلَّا هلكوا.
الرابع والعشرون: النــحل في أي موضع أسكنته يَكِنُّ، كذلك المؤمن إلى أي مَرجع دعوتَه أجابَ، ما لم يكن فيه نَقْص في الدين.
الخامس والعشرون: النــحل يخاف من شيئين: من سَمُوِم الصيف، وزَمْهَرير الشِّتَاء، كذلك المؤْمِنُ بين مخافَتَين أجَلٍ مَضَى لا يدرى ما الله صَانعٌ به، وبَيْن أجلٍ قد بَقِى لا يَدرى ما الله تعالى قاضٍ فيه.
السادس والعشرون: النّــحلُ يَحرُمُ قَتلُه وأَذاه، كذلك المؤمن.
السابع والعشرون: النــحل صغير الجسْمِ كبير الخطر، كذلك المؤمن.
الثامن والعشرون: النــحل إذا لم يَكن في بيته شىءٌ يأكلُه، لا يأكلُ من بيتِ غيرِه، كذلك المؤمن يَصْبِر على الجوع، فلا يَذِلّ نفسَه بالطَّمَع.
التاسع والعشرون: النَّــحلُ يتقَيَّأ العَسلَ والشّمعَ مِن فيه، كذلك المؤمن يُخرج شهادة التوحيد وتِلاوةَ القرآن من فمه.
الثلاثون: للنــحل آفات، منهَا: انقِطاعُه عن عمله، ومنها: الظّلْمَةُ والغَيْم، والريح، والدخان. والماء، والنار، والعَدُوُّ الخارجى.
كذلك الؤمن له آفاتٌ فيهن فُتورُه عن عَمَله: ظُلمةُ الغَفْلة، وغَيْم الشكِّ، ورِيحُ الفِتنة، ودُخَان الحَرام، وطُوفان حُبِّ الدنيا، ونَارُ الهَوَى، والمُنافق، والمُبتَدع.
نــحل
نــحَلَ1 يَنــحُل، نُحولاً، فهو ناحِل ونَحِيل
• نــحَل فلانٌ: دقّ، وهُزِل، وضَعُف جِسمُه "مَرِض فنــحَل جسمُه/ وجهُه". 

نــحَلَ2 يَنــحَل، نَــحْلــاً، فهو ناحِل، والمفعول مَنْحول
• نــحَل الشّخصُ القولَ: نسبَه إلى نفسِه وليس بقائله "شعر منحول".
• نــحَلــه القولَ: أضاف إليه قولَ غيره وادّعاه عليه.
• نــحَل المرضُ فلانًا: أَرَقَّ جِسْمَه وأهزله وأضناه "نــحَلــه السُّلُّ". 

نــحَلَ3 يَنــحَل، نُــحْلــاً، فهو ناحِل، والمفعول مَنْحول
• نــحَل فلانًا: تبرّع له بشيء.
• نــحَل المرأةَ: أعطاها مهرَها عن طيب نفسٍ من غير مطالبة. 

نــحُلَ يَنــحُل، نُحولاً، فهو ناحِل ونَحِيل
• نــحُل الشّخصُ: نــحَل، نــحِلَ؛ دقّ، هُزِل، وضَعُف جِسمه "نَــحُلــتِ الفتاةُ- نــحُل من الشيخوخة- ولد ناحِل/ نحيل". 

نــحِلَ ينــحَل، نُحولاً، فهو ناحِل
• نــحِل الشّخصُ: نَــحَل، نَــحُل؛ دقّ، هُزِل، ضَعُف جِسمه
 "نــحِل من السَّهر- وجه ناحِل". 

أنــحلَ يُنــحل، إنحالاً، فهو مُنــحِل، والمفعول مُنــحَل
• أنــحل المرضُ الشَّخصَ: أهزله، وأضعفه "أنــحَلــه السّهرُ/ الهمُّ- أنــحَل الجوعُ وجهَه". 

انتــحلَ ينتــحل، انتحالاً، فهو مُنتــحِل، والمفعول مُنتــحَل
• انتــحل الشَّيءَ:
1 - ادّعاه لنفسه، وهو لغيره "انتــحل فلانٌ هذا الشِّعر/ الرأيَ/ قصّةً/ عملاً فنّيًّا/ مؤلّفات أديب/ وظيفةَ طبيب- انتــحل اسمَ/ صفةَ فلان/ شخصية/ علامة تجارية- شغلت قضيةُ الانتحال النقادَ في القديم والحديث".
2 - انتسب إليه، ودان به "انتــحل الإسلامَ/ عقيدةً/ مذهبَ التقدُّميين" ° انتــحل الأعذارَ: التمسها. 

انتِحال [مفرد]:
1 - مصدر انتــحلَ.
2 - (دب) محاكاةُ شخص للغة ومعاني مؤلِّفٍ آخر وتقديمها كما لو كانت من بنات أفكاره ° انتحال الأعذار: التماسُها- انتحال صفة: إقدام شخصٍ بدون وجه حقّ على ارتداء زيٍّ رسميّ- انتحال هويَّة: تقدُّم شخص من سُلطةٍ عامّة بهويَّة كاذبة- انتحال وظيفة: إقدام شخصٍ بشكلٍ علنيّ ومن دون وجه حقّ على انتحال وظيفة عامّة مدنيَّة أو عسكريّة. 

مُنتــحَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من انتــحلَ.
2 - صفة تُطلق على أيّ كتاب أو مؤلَّف منسوب إلى غير مؤلِّفه أو زمنه. 

مَنْــحَلــة [مفرد]: ج مناحِلُ:
1 - مجموع خلايا النَّــحل في حديقة أو سقيفة أو غيرهما من الأرض.
2 - مكان تربية النــحل خاصّة للحصول على العسل. 

ناحِل [مفرد]: ج ناحلــون ونُــحَّل ونُحول، مؤ ناحِلــة، ج مؤ ناحلــات ونواحِلُ:
1 - اسم فاعل من نــحَلَ2 ونــحَلَ3 ° سيوف نواحل: رقَّت من كثرة الاستعمال.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نــحُلَ ونــحِلَ ونــحَلَ1. 

نِحالة [مفرد]: تربية النــحْل للحصول على العَسَل والشمع والاستفادة منهما في التجارة أو الزراعة "أكسبته النِّحالة خبرة واسعة في معرفة أنواع العسل". 

نَحَّال [مفرد]: مُربِّي النَّــحْل

نَــحْل1 [مفرد]: مصدر نــحَلَ2. 

نَــحْل2 [جمع]: مف نَــحْلــة:
1 - (حن) حشرة تُربَّى للحصول على عسلها وشمعها، وهي من رتبة غشائيّات الأجنحة من الفصيلة النــحلــيّة وتتميّز بأنّ لها أجزاء من الفم تعمل على المصّ لجمْع الرحيق وإليها تُنْسب فصيلة النــحلــيَّات، أجسامها أسطوانيّة الشكل، قُوتُها رحيق الأزهار، تعيش في مستعمرات واسعة (تؤنَّث وقد تذكّر) "عسل النــحْل غذاء وشفاء- هذا النــحل قليل العسل- {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّــحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} " ° في خِفّة النَّــحْل: نشيط- لا بُدَّ دون الشَّهد من إبر النَّــحل: لا راحة بدون تعب- لُعاب النَّــحل: العَسَلُ.
2 - لُعْبة أطفال ذات حركة دوَّارة.
• إبرة النَّــحلــة: (حن) ما تلسع به.
• النَّــحل: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 16 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون ومائة آية. 

نُــحْل [مفرد]: مصدر نــحَلَ3. 

نِــحْلــة1 [مفرد]: عطاءٌ، وفَرْضٌ، دون عوض مادّيّ، خالص عن طيب نفس " {وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِــحْلَــةً} ". 

نِــحْلَــة2 [مفرد]: ج نِــحْلــات ونِــحَل: مذهب وعقيدة ودين "قرأتُ كتاب الملل والنِّــحَل للشهرستاني: ". 

نَــحْلِــيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من غِشائيَّات الأجنحة. 

نُحول [مفرد]: مصدر نــحُلَ ونــحِلَ ونــحَلَ1. 

نَحيل [مفرد]: ج نَــحْلَــى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نــحُلَ ونــحَلَ1. 

نــحل: النَّــحْل: ذُباب العسل، واحدته نَــحْلــة. وفي حديث ابن عباس: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهَى عن قَتْل النَّــحْلــة والنَّمْلة والصُّرَد

والهُدْهُد؛ وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال: إِنما نهى عن قتلهنَّ

لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ، وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس، ليس

هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره، قيل له:

فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قال: النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر، قيل

له: إِذا عضَّت الذرة تُقتَل؟ قال: إِذا آذَتْك فاقتلها. والنَّــحْل:

دَبْر العسل، الواحدة نــحلــة. وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وأَوحَى

ربُّك إِلى النَّــحْل؛ جائز أَن يكون سمي نَــحْلــاً لأَن الله عز وجل نَــحَل

الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها. وقال غيره من أَهل العربية:

النَّــحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال: أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال

بيوتاً؛ ومن ذكَّر النَّــحْل فلأَنَّ لفظه مذكر، ومن أَنثه فلأَنه جمع

نَــحْلــة. وفي حديث ابن عمر: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّــحْلــة؛ المشهور في

الرواية بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء المهملة، يريد

نَــحْلــة العسل، ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّــحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه

وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ

أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإِنّ

للنَّــحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها: الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء

والنارُ، وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله: ظلمةُ الغفلة وغيمُ

الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى. الجوهري:

النَّــحْل والنــحْلــة الدَّبْر، يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب.

والنَّــحْل: الناحِلُ؛ وقال ذو الرمة:

يَدَعْنَ الجَلْسَ نَــحْلــاً قَتالُها

(* انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة).

ونَــحِل جسمُه ونَــحَل يَنْــحَل ويَنْــحُل نُحولاً، فهو ناحِل: ذهَب من مرض

أَو سفَر، والفتح أَفصح؛ وقول أَبي ذؤَيب:

وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافها، حتى استَدقَّ نُحولُها

إِنما أَراد ناحِلــها، فوضع المصدر موضع الاسم، وقد يكون جمع ناحِل كأَنه

جعل كل طائفة من العظم ناحِلــاً، ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود، ورجل

نَحِيل من قوم نَــحْلَــى وناحِل، والأُنثى ناحِلــة، ونساءٌ نَواحِل ورجال

نُــحَّل. وفي حديث أُم معبَد: لم تَعِبْه نــحْلَــة أَي دِقَّة وهُزال.

والنُّــحْل الاسم؛ قال القتيبي: لم أَسمع بالنُّــحْل في غير هذا الموضع إِلا في

العَطِيَّة. والنُّحُول: الهُزال، وأَنْــحَلــه الهمُّ، وجملٌ ناحِل: مهزول

دَقِيقٌ. وجمل ناحِل: رقيق. والنواحِلُ: السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة

الاستعمال. وسيف ناحل: رقيق، على المَثل؛ وقول ذي الرمة:

أَلم تَعْلَمِي، يا مَيُّ، أَنَّا وبيننا

مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَــحْلــاً قَتالُها

هو جمع ناحِل، جعل كل جزءٍ منها ناحِلــاً؛ قال ابن سيده: وهو عندي اسم

للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل، قال: ولم أَسمع به إِلا في

هذا البيت. الأَزهري: السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد

أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله، وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم

انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله؛

ومنه قول الأَعشى:

مَضارِبُها، من طُول ما ضَرَبوا بها،

ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ

وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس. ونَــحْلــةُ: فرس سُبَيْع بن الخَطِيم.

والنُّــحْل، بالضم: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ به

بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء، وقيل: هو الشيء المُعْطى، وقد أَنْــحَلــه

مالاً ونَــحَلــه إِياه، وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة. ونُــحْل المرأَةِ: مَهْرُها،

والاسم النِّــحْلــة، تقول: أَعطيتها مهرَها نِــحْلــة، بالكسر، إِذا لم تُرِد

منها عِوَضاً. وفي التنزيل العزيز: وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ

نِــحْلــةً. وقال أَبو إِسحق: قد قيل فيه غيرُ هذا القول، قال بعضهم: فَرِيضةً،

وقال بعضهم: دِيانةً، كما تقول فلان يَنْتَــحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به،

وقيل: نِــحْلــةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وقيل: أَراد هِبةً، وقال بعضهم: هي

نِــحْلــة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة

شيئاً من الغُرْم، فتلك نِــحْلــة من الله للنِّساء. ونَــحَلْــت الرجلَ

والمرأَةَ إِذا وهبت له نِــحْلــة ونُــحْلــاً، ومثلُ نِــحْلــة ونُــحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ.

وفي التهذيب: والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء

من مُهورِهنَّ شيئاً، فقال الله تعالى: وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نــحلــة،

هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج، كان أَهل الجاهلية إِذا

زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الــحُلْــوان، وكانوا يسمون

ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة، كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة

فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم. الجوهري: النُّــحْل، بالضم،

مصدر قولك نَــحَلْــته من العطيَّة أَنْــحَلُــه نُــحْلــاً، بالضم. والنِّــحْلــة،

بالكسر: العطيَّة. والنُّــحْلــى: العطية، على فُعْلى. ونَــحَلْــتُ المرأَة

مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْــحَلُــها، ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً،

يقال: أَعطاها مهرَها نِــحْلــةً، بالكسر؛ وقال أَبو عمرو: هي التسمية أَن

يقول نَــحَلْــتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه. وفي الحديث: ما

نَــحَلَ والدٌ ولداً من نُــحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ؛ النُّــحْلُ: العطية

والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا بلغ بنو

أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُــحْلــاً؛ أَراد يصير الفيء عطاء من غير

استحقاق على الإِيثار والتخصيص. المحكم: وأَنْــحَلَ ولدَه مالاً ونَــحَلــه

خصَّه بشيء منه، والنُّــحْل والنُّــحْلــانُ اسم ذلك الشيء المعطى.

والنِّــحْلــةُ: الدَّعْوَى. وانْتَــحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قالَ فلانٍ

إِذا ادّعاه أَنه قائلُه. وتَنَــحَّلَــه: ادَّعاه وهو لغيره. وفي الخبر:

أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد

العزيز، وهو يومئذ أَمير المدينة، فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في

شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير: سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ

أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير، لا أَعني رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ولا أَبَوَيَّ، فقال له عمر: إِنكم لتَنْتَــحِلــون عائشة لابن الزبير

انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها؛ وقال ابن

هَرْمة:

ولم أَتَنَــحَّلِ الأَشعارَ فيها،

ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ

ونَــحَلــه القولَ يَنْــحَلــه نَــحْلــاً: نَسَبه إِليه. ونَــحَلْــتُه القولَ

أَنْــحَلُــه نَــحْلــاً، بالفتح: إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه

عليه. وفلان يَنْتَــحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه. ويقال:

نُــحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره؛ وقال الأَعشى

في الانتحال:

فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا

فِيَ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذاك عارا

وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه،

كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا

أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء

فحذفها، كما قال الله عز وجل: وجِفانٍ كالجوابِ، وتَنَــحَّلَــه مثلُه؛ قال

الفرزدق:

إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً،

تَنَــحَّلَــها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ

وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَــحَلَ فلانٌ كذا وكذا:

معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له، وهي الهبة

(* قوله «كالملك له

وهي الهبة» كذا في الأصل. وعبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النــحلــة وهي

الهبة وبها يظهر مرجع الضمير) والعطية يُعْطاها الإِنسانُ. وفي حديث قتادة

بن النعمان: كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ

النبي، صلى الله عليه وسلم، ويَنْــحَلُــه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من

النِّــحْلــة وهي النِّسْبة بالباطِل. ويقال: ما نِــحْلَــتُكَ أَي ما دِينُكَ؟

الأَزهري: الليث يقال نَــحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْــحَلــه

يُسابُّه؛ قال طرفة:

فَدَعْ ذا، وانْــحَل النُّعمانَ قَوْلاً

كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري: نَــحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ، وهو تصحيف لنَجَل

فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة. ويروى الحديث: من نَجَل الناسَ

نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه، وهو مثل ما روي عن أَبي

الدرداء: إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك؛

قوله: إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رفَع اللهُ

الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج، وقد فسر في

موضعه.

نــحل
النَّــحْل: ذُبابُ العسَل، يُقَال للذَّكَرِ والأُنثى، وَقد أنَّثَها اللهُ سُبحانَه، فَقَالَ: أنِ اتَّخِذي من الجبالِ بُيُوتًا فَمَنْ ذكَّرَ النَّــحلَ فلأنَّ لَفْظَهُ مُذَكّرٌ، وَمن أنَّثَه فلأنّه جَمْعُ نَــحْلَــةٍ، وَقَالَ الزّجّاجُ: جائزٌ أَن يكون سُمِّيَ نَــحْلــاً لأنّ الله عزَّ وجلَّ نَــحَلَ الناسَ العسَلَ الَّذِي يخرجُ من بطونِها، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الوليدِ النَّــحْلــيُّ الأديبُ ذَكَرَه ابنُ بَسّامٍ فِي الذَّخيرَةِ، لَهُ حكايةٌ مَعَ المُعتَمِدِ بنِ عَبَّادٍ، قَالَه الذهَبيُّ.
واحدَتُها بهاءٍ، وَفِي الصِّحاح: النَّــحْلُ والنَّــحْلَــة: الدَّبْر، يقعُ على الذَّكَرِ والأُنثى، حَتَّى تقولَ يَعْسُوبَ، انْتهى. وَفِي الحَدِيث: نهى عَن قَتْلِ النَّــحْلَــةِ والنَّملةِ والصُّرَدِ والهُدْهُدِ، قَالَ الحَرْبيُّ: لأنهنَّ لَا يُؤذينَ الناسَ، وَفِي حديثِ ابنِ عمرَ: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ النَّخْلةِ، المشهورُ فِي الروايةِ بالخاءِ المُعجَمة، ويُروى بالحاءِ المُهمَلة، يريدُ نَــحْلَــةَ العسَلِ، وَوَجْهُ المُشابَهةِ بَينهمَا: حِذْقُ النَّــحْلِ، وفِطنَتُه وقِلّةُ أَذَاهُ، وحقارَتُه، ومَنْفَعتُه، وقُنوعُه، وسَعْيُه فِي اللَّيْل، وتنَزُّهُه عَن الأقذار، وطِيبُ أكلِه، وأنّه لَا يأكلُ من كَسْبِ غيرِه، ونُحولُه وطاعَتِه لأميرِه، وأنَّ للنَّــحْلِ آفاتٍ تَقْطَعُه عَن عمَلِه مِنْهَا: الظُّلمة، والغَيم، والرِّيح، والدُّخَان، وَالْمَاء، والنارُ، وَكَذَلِكَ المؤمنُ لَهُ آفاتٌ تُفَتِّرُه عَن عملِه: ظُلمةُ الغَفلَةِ، وَغَيْمُ الشكِّ، ورِيحُ الفِتنةِ، ودُخانُ الحَرامِ، وماءُ السَّعَةِ، ونارُ الْهوى. النَّــحْل: العَطاءُ بِلَا عِوَضٍ هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ يَقْتَضِي أنْ يكونَ بالفَتْح، وَلَيْسَ كَذَلِك فالصَّواب: وبالضَّمّ: العَطاءُ بِلَا عِوَضٍ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ سِيدَه، والأَزْهَرِيّ، وَفِي الحَدِيث: مَا نَــحَلَ والدٌ وَلَدَاً من نُــحْلٍ أَفْضَلَ من أدَبٍ حسَنٍ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: النُّــحْل، بالضَّمّ: العَطيّةُ والهِبةُ ابْتِدَاء من غيرِ عِوَضٍ وَلَا استحقاقٍ، وَفِي حديثِ أبي هُرَيْرةَ: إِذا بَلَغَ بَنو أبي العاصِ ثلاثينَ، كَانَ مالُ اللهِ نُــحْلــاً، أرادَ يصيرُ الفَيءُ عَطاء من غيرِ استحقاقٍ على الإيثارِ والتخصيصِ، أَو عامٌّ فِي جميعِ أنواعِ الْعَطاء. النُّــحْل: اسمُ الشيءِ المُعطى وَهُوَ أَيْضا بالضَّمّ، كَمَا فِي المُحْكَم.
النَّــحْل، بالفَتْح: الناحِل، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لذِي الرُّمّة:
(أَلَمْ تَعْلَمي يَا مَيُّ أنِّي وَبَيْننا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَــحْلــاً قَتالُها)
النَّــحْل: ة من سَوادِ بُخارا مِنْهَا مَنيحُ بن سَيْف بنِ الخليلِ النَّــحْلِــيُّ البُخارِيُّ، عَن المُسَيّب بن إِسْحَاق، وَعنهُ ابنُه عَبْد الله، مَاتَ سنة، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا، قَالَ الْحَافِظ: وروى عَن ابنِه عَبْد الله بنُ عليٍّ الأديب، وماتَ عَبْد الله فِي سنة. منَ المَجاز: النَّــحْل: الأَهِلّة، جمعُ هِلالٍ ناحِلٍ ونَحيلٍ، سُمِّيت لدِقَّتِها أَو هُوَ اسمٌ للجَمع لأنّ فاعِلاً لَيْسَ ممّا يُكَسّرُ على فَعْلٍ، وَفِي)
العُباب: ويقالُ للأهِلَّةِ النُّــحْلُ، وَضَبَطه بضمِّ النُّون، وَهُوَ الصَّوَاب. فِي الصِّحاح: النُّــحْل بالضَّمّ: مصدرُ نَــحَلَــه يَنْــحَلُــه نُــحْلــاً: أعطَاهُ وَهَذَا بعينِه هُوَ القولُ الأوّلُ الَّذِي نَقَلْناه عَن المُحْكَم والتهذيب، فضَبطُه أَولا بالفَتْح، وَثَانِيا بالضَّمّ تَخْلِيطٌ، وسوءُ تَحريرٍ، فَتدبر. النُّــحْل: مَهْرُ المرأةِ، والاسمُ النِّــحْلَــة، بالكَسْر، يُقَال: نَــحَلْــتُ المرأةَ مَهْرَها عَن طِيبِ نَفسٍ من غَيْرِ مُطالَبةٍ أَنْــحَلُــها، وَيُقَال من غيرِ أَن تأخذَه عِوَضاً، يُقَال: أَعْطَاهَا مَهْرَها نِــحْلَــةً، بالكَسْر، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: وَهِي التسميةُ أَن تَقول: نَــحَلْــتُها كَذَا وَكَذَا، فتحُدَّ الصّداقَ وتُبَيِّنَه، كَمَا فِي الصِّحاح، ويُضمُّ وَهَذِه عَن ابْن دُرَيْدٍ، ومِثلُ نِــحْلَــةٍ ونُــحْلٍ، حِكةٌ وحُكْمٌ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: وَآتوا النساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِــحْلَــةً وَقد اختُلفَ فِي تفسيرِ هَذَا على أَوْجُهٍ: فَقَالَ بعضُهم: فَريضَةً، وَقيل: دِيانَةً، وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي دِيناً وتَديُّناً، وَقيل: أرادَ هِبَةً، وَقَالَ بعضُهم: هِيَ نِــحلَــةٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ لهُنَّ، أَي جَعَلَ على الرجلِ الصَّداقَ وَلم يَجْعَلْ على المرأةِ شَيْئا من الغُرْمِ، فتلكَ نِــحلَــةٌ من اللهِ للنِّسَاء. النُّــحْلــى، كبُشْرى: العَطيّة، كَمَا فِي الصِّحاح، وَكَذَلِكَ النُّــحْلــان، كَمَا فِي العُباب. وأَنْــحَلَــه مَاء: أعطَاهُ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: أَنْــحَلَ الرجلُ وَلَدَه مَالا: إِذا خصَّه بشيءٍ مِنْهُ، وَلم أرَ مَن ذَكَرَ أَنْــحَلــه مَاء، وكأنّه تحريفٌ من أَنْــحَلــه مَالا، فتأمَّلْ، كَنَــحَلــه فيهمَا نَــحْلــاً، وأبى بعضُهم هَذِه. والنُّــحْلُ والنُّــحْلــان، بضمِّهما: اسمُ ذَلِك المُعطى، وَقد تقدّمَ النُّــحْلُ بِهَذَا الْمَعْنى، وَهُوَ الَّذِي ضَبَطَه المُصَنِّف بالفَتْح، ونبَّهْنا عَلَيْهِ، وقولُه هَذَا هُنَا يؤَيِّدُ مَا قُلناه. وانْتَــحلَــه وَتَنَــحَّلَــه: ادَّعاهُ لنَفسِه وَهُوَ لغَيرِه، يُقَال: انْتَــحلَ فلانٌ شِعرَ فلانٍ أَو قَوْلَه: ادَّعاه أنّه قائلُه، وَتَنَــحَّلَــه: ادَّعاه وَهُوَ لغَيرِه، قَالَ الْأَعْشَى:
(فَكَيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا ... فِ بَعْدَ المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا)

(وقيَّدَني الشِّعرُ فِي بَيْتِهِ ... كَمَا قيَّدَ الآسراتِ الحِمارا) وَقَالَ الفرَزْدق:
(إِذا مَا قلتُ قافيَةً شَرُوداً ... تنَــحَّلَــها ابنُ حَمْرَاءِ العِجانِ)
ويُروى: تنَخَّلَها، بِالْخَاءِ، أَي أَخَذَ خِيارَها، وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(وَلم أَتَنَخَّلِ الأشْعارَ فِيهَا ... وَلم تُعجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ)
وَيُقَال: فلانٌ يَنْتَــحِلُ مَذْهَبَ كَذَا وقَبيلَةَ كَذَا: إِذا انتسبَ إِلَيْهِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ، فِي قولِهم: انْتــحلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ: قد أَلْزَمَه نَفْسَه وَجعله كالمِلْكِ لَهُ، وَهِي الهِبَةُ يُعطاها الإنسانُ. وَنَــحَلــه القَولَ: كَمَنَعه نَــحْلــاً: إِذا نَسَبَه إِلَيْهِ قَولاً قَالَه غيرُه، وادَّعاهُ عَلَيْهِ، وَيُقَال: نُــحِلَ الشاعرُ قَصيدةً: إِذا نُسِبَتْ)
إِلَيْهِ وَهِي من قِبَلِ غيرِه، وَمِنْه حديثُ قَتادَةَ بنِ النُّعْمَان: كَانَ بُشَيْرُ بنُ أُبَيْرِقٍ يقولُ الشِّعرَ ويهجو بِهِ أصحابَ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم ويَنْــحُلُــه بعضَ العربِ أَي يَنْسُبُه إِلَيْهِ، من النِّــحْلَــةِ، وَهِي النِّسبَةُ بِالْبَاطِلِ. قَالَ الليثُ: يُقَال: نَــحَلَ فلانٌ فلَانا: إِذا سابَّه، فَهُوَ يَنْــحَلُــه: يُسابُّه، وأنشدَ لطَرفَةَ:
(فَدَعْ ذَا وانْــحَلِ النُّعمانَ قَوْلاً ... كَنَحْتِ الفأسِ يُنجِدُ أَو يَغُورُ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا باطلٌ، وَهُوَ تصحيفٌ لنَجَلَ فلانٌ فلَانا، بِالْجِيم: إِذا قَطَعَه بالغِيبَةِ، وأشارَ إِلَيْهِ الصَّاغانِيّ أَيْضا، وكأنّ المُصَنِّف تَبِعَ الليثَ فِيمَا قَالَه، وَلم يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِ الأَزْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وَهُوَ غريبٌ. نَــحَلَ جِسمُه، كَمَنَعَ وعَلِمَ ونَصَرَ وكَرُمَ، نُحولاً، واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الأولى وَالثَّانيَِة، وَقَالَ: الفتحُ أَفْصَحُ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ لِلرَّاعِي: (فكأنَّ أَعْظُمَهُ مَحاجِنُ نَبْعَةٍ ... عُوجٌ قَدُمْنَ فَقَدْ أَرَدْنَ نُحولا)
ذَهَبَ من مرضٍ أَو سفَرٍ، فَهُوَ ناحِلٌ ونَحيلٌ، ج: كَسَكْرى، هُوَ جَمْعُ نَحيلٍ، وأمّا جمعُ ناحِلٍ فنُــحَّلٍ، كرُكَّعٍ، وَهِي ناحِلَــةٌ من نساءٍ نَواحِلَ، وأمّا قولُ أبي ذُؤَيْبٍ: وكنتُ كَعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنفْنَهُبأَطْرافِها حَتَّى استدَقَّ نُحولُها إنّما أرادَ ناحِلَــها فَوَضَعَ المصدرَ موضعَ الِاسْم. وأَنْــحَلَــه الهَمُّ: أَهْزَلَه. وَجَمَلٌ ناحِلٌ: مَهْزُولٌ دقيقٌ. منَ المَجاز: سَيْفٌ ناحِلٌ: أَي رَقيقٌ، والجمعُ النَّواحِل، وَقيل: النَّواحِل: هِيَ السيوفُ الَّتِي رَقَّتْ ظُباها من كثرةِ الاستعمالِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: السيفُ الناحِل: الَّذِي فِيهِ فُلولٌ فيُسَنُّ مرّةً بعد أُخرى حَتَّى يَرِقَّ ويَرْهَفَ أَثْرَ فُلولِه، وَذَلِكَ أنّه إِذا ضُرِبَ فصمَّمَ انْفَلَّ، فيُحنى القَيْنُ عَلَيْهِ بالمَداوِسِ والصَّقْلِ حَتَّى يُذهِبَ فُلولَه، وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(مَضارِبُها مِن طُولِ مَا ضربوا بهَا ... وَمِنْ عَضِّ هامِ الدارِعينَ نَواحِلَ)
وَنَــحْلَــةُ: فرَسٌ لكِندَةَ، قَالَ سُبَيْعُ بنُ الخَطيمِ التَّيْميُّ:
(أَرْبَابُ نَــحْلَــةَ والقُرَيْطِ وساهِمٍ ... إنِّي هنالِكَ آلِفٌ مَأْلُوفُ)
نَــحْلَــةٌ أَيْضا: فرَسٌ لسُبَيعِ بنِ الخَطيمِ الْمَذْكُور، وَهُوَ القائلُ فِيهِ:
(يقولُ نَــحْلَــةُ أَوْدِعيني فقُلتُ لهُ ... عَوِّلْ عليَّ بأَبْكارٍ هَراجيبِ)
نَــحْلَــةُ: ة، قُربَ بَعْلَبَكَّ على ثلاثةِ أَمْيَالٍ، قَالَه نَصْرٌ. وكجُهَيْنة: أَبُو نُحَيْلةَ البَجَليُّ: صحابيٌّ، أَو هُوَ بالخاءِ كَمَا سَيَأْتِي، قَالَ الصَّاغانِيّ، قيل: والأوّلُ أصحُّ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عبدِ الغنيِّ بنِ سعيدٍ)
الحافظِ، روى عَنهُ أَبُو وائلٍ قولَه لمّا أُصيبَ فِي غَزاةٍ، وَقَالَ بعضُهم: لَا صُحبةَ لَهُ، وَقَالَ المِزِّيُّ: روى عَن جَريرِ بن عَبْد الله حديثَ: بايعْتُ رسولَ اللهِ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم على إقامِ الصَّلَاة روى عَنهُ أَبُو وائلٍ، وَقيل: عَن أبي وائلٍ عَن أبي جَميلةَ عَن جَريرٍ، وَقيل: عَن أبي وائلٍ عَن جَريرٍ نَفْسِه. ونِــحْلِــين، كغِسْلِين: ة بــحلَــبَ، مِنْهَا أَبُو مُحَمَّد عامرُ بنُ سَيّارٍ النِّــحْلِــيُّ، بالكَسْر المُحدِّث، روى عَن فُراتِ بن السائبِ، وَعنهُ عُمرُ بنُ الحسينِ الــحلَــبيُّ. والنِّــحْلَــة، بالكَسْر: الدَّعوى، وَمِنْه الانتِحال، وَهُوَ ادِّعاءُ مَا لَا أصلَ لَهُ، أَو ادِّعاءُ مَا لغيرِه، كَمَا تقدّم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّــحَل، مُحَرَّكَةً: لغةٌ فِي النَّــحْلِ بالفَتْح، وَبِه قَرَأَ ابنُ وَثّابٍ: وَأوحى ربُّكَ إِلَى النَّــحَلِ. ويُجمَعُ الناحِلُ على نُحُولٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا قولُ أبي ذُؤَيْبٍ السابقُ: ... . حَتَّى استدَقَّ نُحولُها كأنّه جَعَلَ كلَّ طائفةٍ منَ العَظْمِ ناحِلــاً، ثمّ جَمَعَه على فُعولٍ. وَفِي حديثِ أمِّ مَعْبَدٍ: لم تَعِبْهُ نُــحْلَــةٌ، بالضَّمّ، أَي دِقَّةٌ وهُزالٌ، والنُّــحْل: الِاسْم، قَالَ القُتَيبيُّ: لم أَسْمَعْ بالنُّــحْلِ فِي غيرِ هَذَا الموضعِ إلاّ فِي العَطيّةِ. وَحَبْلٌ ناحِلٌ: رَقيقٌ. وَقد يُجمَعُ الناحِلُ على النَّــحْلِ، وَقيل: هُوَ اسمٌ للجَمعِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّة: ... . نَــحْلــاً قَتالُها وَقَمَرٌ ناحِلٌ: دَقَّ واسْتَقْوَسَ. وَهُوَ يَنْتَــحِلُ كَذَا وَكَذَا: أَي يَدينُ بِهِ. والنِّــحْلَــة، بالكَسْر: الفَريضةُ، وَقيل: الدِّيانَة، وَيُقَال: مَا نِــحْلَــتُكَ أَي مَا دِينُك. والنَّحّال: العَسّال. وَنَــحَلــه المرَضُ، كَأَنْــحلَــه، فَهُوَ مَنْحُولٌ.
نــحل النَّــحْلُ دَبْرُ العَسَلِ. والنُّــحْلُ إِعْطاؤكَ شَيْئاً بلا اسْتِعْواضٍ. ونُــحْلُ المَرْأةِ مَهْرُها، وكذلك النِّــحْلَــةُ. وانْتَــحَلَ فلانٌ شِعْرَ فلانٍ ادَّعاه. ونَــحِلَ الجِسْمُ نُحُوْلاً فهو ناحِلٌ، وأنْــحَلَــه الهَمُّ. وسَيْفٌ ناحِلٌ دَقِيقٌ. وجَمَلٌ ناحِلٌ مَهْزُوْلٌ. ويُقال للأهِلَّةِ النُّــحْلُ؛ لِدِقَّتِها.
ن ح ل
نــحل جسمه نحولاً، وجسم ناحل ونحيل، ونــحل نــحل، وأنــحلــه المرض ونــحّلــه. ونــحل ولده مالاً. ونــحلــت المرأة زوجها المهر. هذا نــحل مني ونــحل ونــحلــان ونــحلــة وهو العطاء بغير عوض. وقال شعراً فنــحلــه غيره، وانتــحل شعر غيره وتنــحّلــه. قال جرير:

إذا ما قلت قافية شروداً ... تنــحّلــها ابن حمراء العجان

ومن المجاز: سيوف نواحل: رقاق الظبي. وهلال ناحل ونحيل، وأهلّة نــحلٌ. قال:

ومجاز معتسف تركت به ... أدم الركاب كأنها النــحل

حلف

ح ل ف : حَلَــفَ بِاَللَّهِ حَلْــفًا بِكَسْرِ اللَّامِ وَسُكُونُهَا تَخْفِيفٌ وَتُؤَنَّثُ الْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ حِلْــفَةٌ وَيُقَالُ فِي التَّعَدِّي أَــحْلَــفْتُهُ إحْلَــافًا وَــحَلَّــفْتُهُ تَــحْلِــيفًا وَاسْتَــحْلَــفْتُهُ وَالْــحَلِــيفُ الْمُعَاهِدُ يُقَالُ مِنْهُ تَحَالَفَا إذَا تَعَاهَدَا وَتَعَاقَدَا عَلَى أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمَا وَاحِدًا فِي النُّصْرَةِ وَالْحِمَايَةِ وَبَيْنَهُمَا حِلْــفٌ وَــحِلْــفَةٌ بِالْكَسْرِ أَيْ عَهْدٌ وَذُو الْــحُلَــيْفَةِ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي جُشَمَ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْمَوْضِعُ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نَحْوُ مَرْــحَلَــةٍ عَنْهَا وَيُقَالُ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ وَالْــحَلْــفَاءُ وِزَانُ حَمْرَاءَ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ حَلْــفَاةٌ . 
(حلــف)
حلــفا وحلــفا ومــحلــوفا ومــحلــوفة أقسم فَهُوَ حَالف وحلــاف وحلــافة وَهِي حالفة وحلــافة

(حلــف) الشَّيْء حلــافة كَانَ مَاضِيا حديدا يُقَال حلــف السَّيْف والنصل وَــحلــف اللِّسَان فَهُوَ حَلِــيف

حلــف


حَلَــفَ(n. ac. حَلْــف
حِلْــف
حَلِــف)
a. Swore, took an oath, affirmed by oath.
b. [La & Bi], Swore to.... by.
c. [La & 'Ala], Took his oath to.... upon.
حَلَّــفَa. Made to swear, administered an oath to.
b. Caused to be sworn.

حَاْلَفَa. Bound by an oath; formed covenant &c. with by
oath.

أَــحْلَــفَa. see II
تَحَاْلَفَa. Swore to one another; bound themselves by oath.

إِسْتَــحْلَــفَa. see II (a)
. (b), Adjured.
حَلْــف
حَلْــفَةa. Oath.

حِلْــف
حِلْــفَة
(pl.
أَــحْلَــاْف)
a. Confederacy. league; compact, covenant.
b. Friendship.
c. Confederate, ally.

حَلَــف
حَلِــف
5a. see 1
حَلِــيْف
(pl.
حُلَــفَآءُ)
a. Confederate, ally; sworn friend.

حَلَّــاْفa. Swearer.

حِلْــفَاْنa. Swearing.

N. P.
حَلــڤفَ
( )
a. Oath.

حَلِــيْف اللِسَان
a. Voluble, fluent.
حلــف الــحَلِــفُ والــحَلْــفُ القَسَمُ. ويقولونَ مَــحْلُــوْفَهُ باللهِ ما قال - نَصْبٌ -. ورَجُلٌ حَلــاّفٌ حَلــاّفَةٌ كَثيرُ الــحَلِــفِ. وغُلامٌ مُــحْلِــفٌ يُتَمارى في إِدْراكِهِ فَيَــحْلِــفُ عليه. ويقولون حَضَارِ والوَزْنُ مُــحْلِــفَانِ لكَوْكَبَيْنِ يَطْلُعَانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ فَيُظَنُّ أحَدُهما أنَّه سُهَيْلٌ. وكُلُّ شَيْءٍ مُخْتَلَفٍ فيه مُــحْلِــفٌ. والأُــحْلُــوْفَةُ اليَمِيْنُ التي يُــحْلَــفُ بها. والــحَلْــفَاءُ شَجَرٌ حَمْلُه قَصَبُ النُّشّابِ، واحِدَتُه حَلْــفَاءةٌ وحَلَــفَةٌ؛ كقَصْباءَ وقَصَبَةٍ. وقد أحْلَــفَ الــحَلْــفَاء. والــحِلــاَفُ جَمْعُ الــحَلْــفَاءِ. ووادٍ حَلــاَفيٌّ يُنْبِتُ الــحَلْــفاءَ. وقال أبو عمرو الــحَلِــيْفُ من النِّصَالِ العَرِيْضُ الشَّفْرَةِ. والــحَلِــيْفُ الحَدِيْدُ اللِّسَانِ.
ح ل ف: (حَلَــفَ) يَــحْلِــفُ بِالْكَسْرِ (حَلِــفًا) بِكَسْرِ اللَّامِ وَ (مَــحْلُــوفًا) وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى مَفْعُولٍ وَ (أَــحْلَــفَهُ) وَ (حَلَّــفَهُ) وَ (اسْتَــحْلَــفَهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (الْــحِلْــفُ) بِوَزْنِ الْحِقْفِ الْعَهْدُ يَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَقَدْ (حَالَفَهُ) أَيْ عَاهَدَهُ وَ (تَحَالَفُوا) تَعَاهَدُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ» يَعْنِي آخَى بَيْنَهُمْ لِأَنَّهُ لَا حِلْــفَ فِي الْإِسْلَامِ. وَ (الْــحَلِــيفُ الْمُحَالِفُ) وَالْمَوْلَى. وَ (الْــحَلْــفَاءُ) نَبْتٌ فِي الْمَاءِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَاحِدَتُهَا (حَلَــفَةٌ) كَقَصَبَةٍ وَطَرَفَةٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (حَلِــفَةٌ) بِكَسْرِ اللَّامِ. وَذُو (الْــحُلَــيْفَةِ) مَوْضِعٌ. 
حلــف
الــحِلْــف: العهد بين القوم، والمُحَالَفَة:
المعاهدة، وجعلت للملازمة التي تكون بمعاهدة، وفلان حَلِــفُ كرم، وحَلِــيف كرم، والأحلــاف جمع حلــيف، قال الشاعر وهو زهير:
تداركتما الأحلــاف قد ثلّ عرشها
أي: كاد يزول استقامة أمورها، وعرش الرجل: قوام أمره.
والــحَلِــفُ أصله اليمين الذي يأخذ بعضهم من بعض بها العهد، ثمّ عبّر به عن كلّ يمين، قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّــافٍ مَهِينٍ
[القلم/ 10] ، أي: مكثار للــحلــف، وقال تعالى: يَــحْلِــفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا
[التوبة/ 74] ، يَــحْلِــفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ [التوبة/ 56] ، يَــحْلِــفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ [التوبة/ 62] ، وشيء مُــحْلِــف:
يحمل الإنسان على الــحلــف، وكميت مــحلــف:
إذا كان يشكّ في كميتته وشقرته، فيــحلــف واحد أنه كميت، وآخر أنه أشقر.
والمُحَالَفَة: أن يــحلــف كلّ للآخر، ثم جعلت عبارة عن الملازمة مجرّدا، فقيل: حِلْــفُ فلان وحَلِــيفُه، وقال صلّى الله عليه وسلم: «لا حِلْــفَ في الإسلام» . وفلان حَلِــيف اللسان، أي: حديده، كأنه يحالف الكلام فلا يتباطأ عنه، وحلــيف الفصاحة.
ح ل ف

قال: حلــف بالله على كذا حلــفاً، وهو حلــاف وحلــافة. وحلــف حلــفة فاجر، وأحلــوفة كاذبة. وحالفه على كذان وتحالفوا عليه واحتلفوا. وحلــف خصمه وأحلــفه واستــحلــفه القاضي. ووقع الحريق في الــحلــفاء وكأنه أخو الــحلــفاء أي الأسد.

ومن المجاز: بينهم حلــف أي عهد. وهم حلــفاء بني فلان وأحلــافهم. وهذا حلــيفي، وهو حلــيف الندى، وحلــيف السهر. وقال جرير:

محالفهم جوع قديم وذلة ... وبئس الــحلــيفان المذلّة والفقر

وفلان محالف لفلان: لازم له. وسنان حلــيف. ورجل حلــيف اللسان: يوافق صاحبه على ما يريد لحدته، كأنه حلــيفه. قال ساعدة بن العجلان الهذليّ:

ولحفته منها حلــيفاً نصله ... خذم كحد الرمح ليس بمنزع

وسمع الأصمعي بعض العرب: إن فلاناً لحسن الوجه، حلــيف اللسان، طويل الإمة. وهذا شيء مــحلــف ومحنث: للذي يختلف فيه فيحتلف عليه. يقال: ناقة مــحلــفة السنام: مشكوك في سمنه. وحضار والوزن مــحلــفان، وهما كوكبان يطلعان قبل سهيل، فيظن بكل واحد منهما أنه سهيل، فيقع التحالف. وكميت مــحلــفة: بين الأحوى والأحم، وكميت غير مــحلــفة: للصافية الكمشة. قال خالد بن الصقعب:

كميت غير مــحلــفة ولكن ... كلون الصرف علَّ به الأديم

وأحلــف الغلام: جاوز رهاق الــحلــم، فشك في بلوغه.
[حلــف] حَلَــفَ أي أقسم، يَــحْلِــفُ حلــفا وحلــفا ومــحلــوفا. وهو أحد ما جاء من المصادر على مفعول، مثل المجلود، والمعقول، والميسور ، والمعسور. وأحلــفته أنا وحَلّــفْتُهُ واسْتَــحْلَــفْتُهُ، كلُّه بمعنىً. والــحِلْــفُ بالكسر: العهدُ يكون بين القوم. وقد حالَفَهُ، أي عاهده. وتَحالَفوا، أي تَعاهدوا. وفي الحديث أنّه صلى الله عليه وسلم " حالَفَ بين قريش والأنصار "، يعني آخَى بينهم، لانه لاحلــف في الاسلام. والاحلــاف الذين في شعر زهير ، هم أسد وغطفان، لانهم تحالفوا على التناصر. والاحلــاف أيضا: قوم من ثقيف، لان ثقيفا فرقتان: بنو مالك، والاحلــاف. والــحلــيف: المحالف. ويقال لبنى أسد وطيئ: الــحلــيفان. ويقال أيضا لفزارة ولاسد: حلــيفان، لان خزاعة لما أجلت بنى أسد عن الحرم خرجت فحالفت طيئا ثم حالفت بنى فزارة. ورجل حلــيف اللسان، إذا كان حديدَ اللسان فصيحاً. وقولهم " حَضارِ والوزنُ مُــحْلِــفانِ "، وهما نجمانِ يطلُعان قبل سهيلٍ فيظنُّ الناس بكلِّ واحدٍ منهما أنّه سُهيلٌ، فيــحلــف واحدٌ أنه سهيل ويــحلــف آخرُ أنَّه ليس به. ومنه قولهم: كُمَيْتٌ مُــحْلــفَةٌ. قال الشاعر : كُمَيْتٌ غيرُ مُــحْلِــفَةٍ ولكنْ كَلَوْنِ الصِرْفِ عُلَّ به الأَديمُ  يقول: هي خالصةُ اللونِ لا يُــحْلَــفُ عليها أنَّها ليست كذلك. والــحلــفاء: نبت في الماء. قال أبو زيد: واحدتها حلــفة مثل قصبة وطرفة. وقال الاصمعي: حلــفة بكسر اللام. ذوالــحلــيفة: موضع.
(حلــف)- في حَديِث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "وجَدْنا وِلاية المُطَيَّبِىّ خَيرًا من وِلايَةِ الأَــحْلــافِىّ ".
لأن أَبَا بَكْر كان في بَنِى تَيْم، وكانُوا من المُطَيَّبِين ، وعُمَر من بَنِى عَدِىّ، وكانوا من الأَــحْلــاف ، ولَمَّا مات عُمَر قالت امرأَة: "واسَيِّدَ الأَــحْلــاف".
- في الحَدِيثِ: "أَنَّ عُتْبَة بَرَزَ لِعُبَيْدة ، فقال: من أَنتَ؟ قال: أنا الذي في الــحَلْــفاء".
: أي أَنَا الأَسَد، لأن مَأوَى الأَسَد الآجامُ ومنابِتُ الــحَلْــفاء، وهو نبت، واحِدتُه حَلْــفَاءة. وقيل: هي قَصَب لم يُدرِك أَنَاه، فإذا مَسَّته النّارُ أَسرعَت في إِحراقه. يقال: نَارُ الــحَلْــفاء سَرِيعَة الانْطِفاء. وقيل: إنه حَشيش يَابِس، واحده حَلَــفة، كقَصَبة وقَصْباء، وقد تُكسَر لامُه.
وقيل: لا يَجُوز إدخالُ تَاءِ التَّأْنِيث في الــحَلْــفاءة، لأَنَّ فيها أَلِفَ التَّأْنيث التي صارَتْ هَمزةً. وقد أَــحلَــف الــحَلــفاءُ: ظهر قَصَبُها.
- في الحَدِيثِ: "مَنْ حَلَــفَ على يَمِين" .
الــحَلِــف: هو اليَمِين، وأَصلُها العَقْد بالعَزْم والنَّيَّة، بدَلِيل أَنَّ يَمِينَ الَّلغو لا يُؤخَذ به، فكأَنَّ معناه: مَنْ عَزَم على عَقد يمينِ فخَالَف بين اللَّفْظين تَأكِيداً لِعَقْده، وإِعلامًا أَنَّ لَغْوَه لا يَنْدَرِج تَحتَه، والله أعلم.
في حَدِيثِ أَنَسَ: "حَالَف رَسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين المُهاجِرِين والأَنْصار في دَارِنا مَرَّتَين".
قال سُفيان: مَعنَى حَالَف آخَى.
- فأما قَولُه تَعالَى: {والَّذِين عَاقَدَتْ أَيْمَانَكم} فمنسوخ. - وقوله: "لا حِلْــفَ في الِإسْلام" .
قَاله في فَتْح مكة على ما رواه عَمْرو بنُ شُعَيب عن أَبِيه عن جَدِّه.
حلــف:
حلــف عليه: استــحلــفه بالله، ناشده بالله (فوك) وفي رحلــة ابن بطوطة (2، 87): حلــف عليَّ أي ناشدني الله أن أبقى.
ويقال: أيضا: حلــفه: ففي راض النفوس (ص88 ق): قلت له سألتك بالله يا أبا سليمان وبحق ما بيننا من الخوة من هذا الذي كان يحدثك فقال لا تــحلــفني فأعدت عليه السؤال بالله فقال من الذي وقع بقلبك فقلت الخضر فقال نعم هو والله كان معي.
وحلــف عليه: دعاه إلى وليمة (عزمه) (دلابورت ص127).
تــحلّــضف: ذكرها فوك في مادة ( inrare) وفي معجم بوشر المصدر تــحلــف: قسم يمين.
تحالفوا بالصلبان: تعاهدوا بالصليب (كرتاس ص150).
احتلف: تحالف (لين) وله أمثلة عند روتجرز (ص155 وانظر ص157).
حِلــف: يستعمل بالمعنى الذي ذكره لن في مادة حلــيف. يقال مثلا: أحلــاف الضرورة أي الفقراء (عباد 2: 159) وحِلُ صياح من يلازم الصياح (المقري 1: 662) وانظر إضافات، وحِلــف النوى: الغائب (المقري 2: 279).
حَلْــفَة: أو حَلْــفَاء أو حَلْــفاءة: (انظر مملوك 1، 2: 16): أسل، قصب، بوص. وحلــفة: نوع من قصب السكر. ولعله الصواب خَلْفَة.
وحلــفة: ضرس العجوز، حسك السعدان. (معجم الأسبانية ص100) وهي أيضاً حَلْــفَة في معجم فوك.
حلــفة مكة: نبات اسمه العلمي: ( Andropogon schoenanthus) (= ذخر) (سنج).
حَلْــفاء أو حَلْــفاة: انظر المادة السابقة.
حَلْــفان وجمعه حلــفانات: قسم، يمين، ويقال حلــفان على شيء. كثير الــحلــفان: حلــاَّف، كثير الــحَلِــف (بوشر).
حَلْــفَاوي: بائع الأشياء المصنوعة من الــحَلْــفة أو الــحلــفاء، ويذكر مارمول (2: 90): الــحلــفاوين في تونس وهو الشارع الذي يسكنه صانعو القبعات من الــحلــفة التي تحس بها الخيل (براكس، مجلة الشرق والجزائر 6: 276).
حلــوف: جبنة، شجيرة (ترجمة العقد الصقلي، ليللو ص23).
حَلِــيف. حُلَــفاء الحُجّاب (كوسج مختارات ص107، 109) وأرى انه خطأ والصواب خُلفاء. أنره في مادة خليفة.
حَلَّــوف (بالبربرية إيلف) وتجمع على حلــاليف: خنزير بري (جاكسون ص34، 179، دوماس صحاري ص260، ريشاردسون مراكش 2: 166، 183، بارت 1: 16، وهو يعني أيضا: خنزير (دومب ص64، هوست ص294) وهو يذكر خنزير حين يعني خنزير بري (بوشر، بربرية، هلو). وتطلق كلمة حلــوف عند القبائل على الجندي الفرنسي شتيمة له (لامينج 1: 56، 186، 2: 7، 121).
وحَلَــوف: في معجم جوليوس - فريتاج خطأ.
خام حُلُــوفِيّ: نوع خشن من نسيج القطن يصنع في مالطة (اسبينا مجلة الشرق والجزائر13: 152).
حالِف: مُــحَلَّــف: كان يطلق في الأندلس في عهد الأمويين على موظف يتولى معرفة كل شيء يمكن أن يهتم به الملك ويخبره به (معجم الأسبانية ص175 - 176) وعليك أن تنظره في مادة مستخلف بالخاء المعجمة.
مَــحْلُــوف: مُــحَلَّــف. من يقسم اليمين (ألكالا).
مُتحالف: متعاهد (بوشر).
مٌسْتَــحْلَــف: مُــحَلَّــف، وهو في صقلية موظف عند الملك مكلف باستنطاق الغرباء الذين يصلون إلى الجزيرة.
أما في أسبانية فقد كان هناك أصناف من المستــحلــفين فقد كان يطلق هذا الاسم مثلا على الأشخاص الذين تعينهم مجالس الكهنة والمجلس البلدية سنويا ويكلفون بمراقبة الخبز والنبيذ وانهما يباعان بالسعر المناسب، ومراقبة أسعار اللحم والسمك ورواتب العمل وهل هي مطبقة. وأخيرا فإن عليهم المحافظة على الكروم.
ومستــحلــف: مفتش مصانع الحرير.
ومستــحلــف: وزَّان الصوف (معجم الأسبانية ص175 - 177). ولابد أن أعترف بأن المعجم اللاتيني - العربي قد زعزع رأيي بصحة كتابة هذه الكلمة. انظر في مادة مستخلف بالخاء المعجمة.
[حلــف] نه فيه: "حالف" بين قريش والأنصار، أي أخى بينهم. وفيه: لا "حلــف" في الإسلام، أصله المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك منهي عنه بالحديث، وما كان فيها على نصر المظلوم وصلة الأرحام كــحلــف المطيبين ونحوه فورد فيه: وأيما حلــف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة، وقد يجمع بأن الأمر كان قبل الفتح والنهي بعده، وكان صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلــاف، والأحلــاف ست قبائل: عبد الدار وجمح ومخزوم وعدي وكعب وسهم، سموا به لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت عبد الدار عقد كل قوم على أمرهم حلــفاً مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعتها لأحلــافهم وهم أسد وزهرة، ويتم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا فسموا "المطيبين" وتعاقدت بنو عبد الدار وحلــفاؤها حلــفاً آخر مؤكداً فسموا "الأحلــاف" لذلك. ومنه ح ابن عباس: وجدنا ولاية المطيبي خيراً من ولاية "الأحلــافي" يريد أبا بكر وعمر. ومنه: لما صاحت الصائحة على عمر قالت: وأسيد "الأحلــاف" قال ابن عباس: نعم والمــحلــف عليهم، يعني المطيبين. وفيه: من "حلــف" على يمين فرأى غيرها خيراً منها، الــحلــف هو اليمين، وأصلهما العقد بالعزم والنية، فخالف بين اللفظين تأكيداً لعقده وإعلاماً أن لغو اليمين لا ينعقد تحته.نصر المظلوم وصلة الأرحام فلم يزده الإسلام إلا شدة. ج: بجريدة "حلــفائك" جمع حلــيف، وهو من يــحلــف لك وتــحلــف له على التناصر، قوله: فهو كما قال، أي من الكفر وغيره، حمله الترمذي على التغليظ، وعند أبي حنيفة فيه الكفارة، وعند الشافعي ليس يميناً ولا كفارة فيه. ح: من "حلــف" باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، فيه أنه لا يلزمه الكفارة بل الإنابة والاستغفار.
الْحَاء وَاللَّام وَالْفَاء

الــحِلْــفُ والــحَلِــفُ: القَسَمُ. حَلَــفَ يَــحْلِــفُ حِلْــفا وحَلِــفا وحَلْــفا ومَــحْلــوفا. وَيَقُولُونَ: مَــحْلُــوفة بِاللَّه مَا قَالَ ذَاك، على إِضْمَار يَــحلِــفُ. وحَلَــف أُــحْلــوفَةً، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وَرجل حالِفٌ وحَلــاَّفٌ وحَلــاَّفَةٌ: كثير الــحَلِــفِ. وَقد اسْتَــحْلَــفه بِاللَّه، وحلَّــفه وأحْلَــفه، قَالَ النمر بن تولب:

قَامَتْ أليَّ فأحْلَــفْتُها ... بهَدْيٍ قَلائِدُهُ تَخْتَفِقْ

وكل شَيْء مُخْتَلف فِيهِ فَهُوَ مُــحْلِــفٌ، لِأَنَّهُ دَاع إِلَى الــحِلِــف، وَلذَلِك قيل: حَضِار وَالْوَزْن، مُــحلِــفان وَذَلِكَ انهما نجمان يطلعان قبل سُهَيْل فيظن النَّاس بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا انه سُهَيْل فَيــحلــف الْوَاحِد انه ذَاك، ويــحلِــفُ الآخر انه لَيْسَ بِهِ.

وناقة مُــحْلِــفَةٌ: إِذا شكّ فِي سمنها حَتَّى يَدْعُو ذَلِك إِلَى الــحَلِــفِ.

وَفرس مُــحْلِــفٌ ومُــحْلِــفَةٌ، وَهُوَ الْكُمَيْت الأحمُّ والأحوى لِأَنَّهُمَا متدانيان حَتَّى يشك فيهمَا البصيران، فيَــحْلِــفُ هَذَا انه كميت أحوى، وَيــحلــف هَذَا انه كميت أحم، قَالَ الْيَرْبُوعي:

تُسائِلُني بَنو جُشَمِ بن بكرٍ ... أغرَّاءُ العَرَادَةُ أم بهيمُ

كُميْتٌ غيرُ مُــحْلِــفَةٍ ولكنْ ... كَلَونِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الأديمُ

يَعْنِي أنَّها خَالِصَة اللَّوْن لَا يُــحلَــفُ عَلَيْهَا أَنَّهَا لَيست كَذَلِك. وَالصرْف شَيْء أَحْمَر يدبغ بِهِ الْجلد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معنى مُــحْلِــفَةٍ هُنَا إِنَّهَا فرس لَا تحوج صَاحبهَا إِلَى أَن يَــحْلِــفَ أنَّه رأى مثلهَا كرما، وَالصَّحِيح هُوَ الأول.

والمُــحْلِــفُ من الغلمان: الْمَشْكُوك فِي احتلامه لِأَن ذَلِك رُبمَا دَعَا إِلَى الــحَلِــف.

والــحِلْــفُ: الْعَهْد، لِأَنَّهُ لَا يعْقد إِلَّا بالــحَلِــفِ، وَالْجمع أحْلــافٌ. وَقد حالَفه مُحالَفَةً وحِلــافاً. وَهُوَ حِلْــفُه وحَلِــيفُه. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فسوفَ تقولُ إنْ هِيَ لم تجدْني ... أخانَ العهدَ أم أثِمَ الــحلــيفُ الــحلــيفُ: الحالِفُ فِيمَا كَانَ بَينه وَبَينهَا، ليفين. وَالْجمع أحلــافٌ وحُلَــفاءُ، وَهُوَ من ذَلِك لِأَنَّهُمَا تحالَفا أَن يكون أَمرهمَا وَاحِدًا بِالْوَفَاءِ.

والــحلــيفانِ أَسد وغَطَفَان، صفة لَازِمَة لَهما لُزُوم الِاسْم.

والــحلــيفُ: الْجَدِيد من كل شَيْء وَفِيه حِلــافَةٌ. وَإنَّهُ لــحَلــيفُ اللِّسَان، على الْمثل بذلك.

والــحَلَــفُ والــحَلْــفاءُ، من نَبَات الأغلاث، واحدتها حَلَــفَةٌ وحَلِــفَةٌ وحَلْــفاءُ وحَلْــفاةٌ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَلْــفاءُ وَاحِدَة وحلْــفاءُ للْجَمِيع، لما كَانَ يَقع للْجَمِيع وَلم يكن اسْما كسر عَلَيْهِ الْوَاحِد، أَرَادوا أَن يكون الْوَاحِد من بِنَاء فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي الْأَكْثَر الَّذِي لَيست فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث وَيَقَع مذكرا، نَحْو التَّمْر وَالْبر وَالشعِير وَأَشْبَاه ذَلِك، وَلم يجاوزوا الْبناء الَّذِي يَقع للْجَمِيع حَيْثُ أَرَادوا وَاحِدًا فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث لِأَنَّهُ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، فاكتفوا بذلك وبينوا الْوَاحِدَة بِأَن وصفوها بِوَاحِدَة وَلم يجيئوا بعلامة سوى الَّتِي فِي الْجَمِيع ليفرق بَين هَذَا وَبَين الِاسْم الَّذِي يَقع للْجَمِيع وَلَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث نَحْو التَّمْر والبسر.

وَأَرْض حَلِــفَةٌ ومُــحْلِــفَةٌ: كَثِيرَة الــحَلْــفاءِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أَرض حَلِــفة تنْبت الــحَلــفاءَ. وَقد أبنت تَــحلِــيةَ الــحلْــفاءِ وأوضحت تصريفها فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".

وحُلَــيفٌ وحَلــيفٌ: اسمان.

وَذُو الــحُلَــيْفَة: مَوضِع، قَالَ ابْن هرمة:

لم يَنْسَ ركبُكَ يومَ زالَ مَطُّيهم ... من ذِي الــحُلُــيَفِ فصبَّحوا المسْلوقا

يجوز أَن يكون ذُو الــحُلــيْفِ لُغَة فِي ذِي الــحلــيفة، وَيجوز أَن يكون حذف الْهَاء من ذِي الــحُلــيفةِ فِي الشّعْر كَمَا حذفهَا الآخر من العذيبة فِي قَوْله:

لَعَمري لَئِنْ أمُّ الحكيمِ ترحَّلَــت ... وأخْلَتْ بخيماتِ العُذيبِ ظِلالَها

وَإِنَّمَا اسْم المَاء العذيبة.
باب الحاء واللام والفاء معهما ح ل ف، ح ف ل، ف ح ل، ف ل ح، ل ف ح، ل ف ح، ل ح ف كلهن مستعملات

حلــف: الــحَلْــفُ والــحَلِــفُ [لغتان] ، في القَسَم، الواحدة حَلْــفة، ويقال: مَــحْلُــوفةً بالله ما قال ذاكَ، يُنصَبُ على ضمير يــحلــف بالله مــحلــوفةً أي قَسَماً فالمــحلــوفة هي القَسَم، قال النابغة:

فاصبَحْتُ لا ذو الضغن عني مكذِّبٌ ... ولا حَلِــفي على البراءة نافع

ورجل حَلــاّف وحَلــافّة كثير الــحَلْــف. واستَــحْلــفْتُه بالله ما فَعَل ذاكَ. وحالَفَ فلانٌ فلاناً، فهو حَلــيفُه، وبينَهما حِلْــفٌ لأنَّهُما تَحالَفا بالأَيْمانِ أنْ يَفيَ كُلٌّ لكُلٍّ، فلمّا لَزِمَ ذلكَ عندهم في الأحلــاف التي في العشائر والقبائل صارَ كل شيءٍ لَزِمَ شيئاً لم يُفارقْه حَلــيفَه، حتى يقال: فلانٌ حَلــيفُ الجُود ِوحلــيف الإكثار وحلــيف الإقلال، [وأنشد:

وشَريكَيْنِ في كثير من المال ... وكانا مُحالِفَي إقلال]

وأَــحْلَــفَ الغُلامُ: جاوَزَ رِهاق الــحُلُــمِ، فهو مــحلــف ، وقال بعضهم: أخْلَفَ بالخاء. والــحَلْــفاء: نباتٌ حَمْلُه قَصَبُ النَّشّاب، الواحدة حَلَــفَة والجميع الــحَلَــف ، وقياسُه: قَصْباء وقَصَبة وقَصَب، وطَرْفاء وطَرَفة وطَرَف، وشَجْراء وشَجَرة وشَجَر سواء.

لحف: اللَّحْفُ: تَغطيتُكَ الشيءَ باللِّحاف، لَحَفْتُ فلاناً لِحافاً: أَلبَسْتُه إيّاه. واللِّحاف: اللباس الذي فوق سائر اللبِّاس، ولَحَّفْتُ لِحافاً وهو جَعْلُكَهُ، وتَلَحَّفْتِ لِحافاً: اتَّخَذْتُه لنفسي والتَحْفَتُ مثلُه، [وقال طرفة:

يَلْحَفُونَ الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ

أي يجرونها على الأرض] . والمِلْحفةُ: المُلاءَة التَحَفْتَ بها. والإلحافُ في المسألة: الإلحاح وقال؟ : نسأل الناس إلحافاً ونأكُلُه إسرافاً.

فلح: الفلاحُ، والفَلَحُ لغة، البقاء في الخَير، وفَلاحُ الدَّهْر: بَقاؤه. وحَيَّ على الفَلاح أي: [هَلُمَّ] على بقاء الخير، وفي الشعر فَلَحٌ، قال:

أخْبَرَ المُخبِرُ عنكم أنكم ... يوم فيف الرِّيح أُبْتُم بالفَلَحْ

أريد به الفَلاحُ فقَصَرَ، وقد يَطْرَحون الألفَ من الفلاح والواوَ من الكُفُوف فيقولون: كُفُف احتياجاً إلى القوافي، ولا يَتَغَيَّرُ المعنى. والفَلَحُ: الشَّقُّ في الشَّفَة في وَسَطِها، رجلٌ أَفْلَحُ وامرأةٌ فَلْحاءُ دونَ العَلَم. وقَوْلهُم:

إنَّ الحَديدَ بالحَديدِ يُفْلَحُ أيْ يُفَرَّج لأحَدهما بالآخَر حتى يَخْرُجَ من مضيق موضِعه، أو يُقْطَعَ به أي: يُشَقَّ أحدُهما. والفَلاّحوُن: الزَّرَاعُون. والفَلاحُ: السَّحُورُ، أي من تَسَحَّرَ بَقِيَتْ له قُوَّة يومِه. والفَلاّح: المُكاري [وإنما قيل له فلاّح تشبيها بالأكّار] ، قال:

وفَلاّحٌ يَسْوقُ له حِمارا

لفح: لَفَحَتْه النّارُ أي أصابَتْ وَجْهَه وأعالي جَسَده فأَحْرَقَتْ، [والسَّمُومُ تَلْفَحُ الإنسانَ] . واللُّفّاحُ: شَيءٌ أصفر مثلُ الباذنجان طيِّبُ الرِّيح.

فــحل: الفُحُول والفُحُولةُ جَمْعُ الفَــحْل، والفِــحْلــةُ: افتِحالُ الإنسان فَــحْلــاً لدَوابِّه، قال:

نحن افتَــحَلْــنا جُهْدَنا لم نَأْتَلِهْ

والاستِفحالُ خَطَأٌ، وإنّما الاستِفحالُ على ما بَلَغَني من أهل كابُل عن عُلُوجها أنّهم إذا وَجَدوا رجلاً من العرب جسيماً جميلاً خَلَّوْا بينه وبينَ نسائهم رجاءَ أنْ يولد فيهم مثله. وفَــحْلٌ فَحيلٌ: كريم المُنْتَجَب. والفَــحْل: الحَصير، سُمِّيَ به لأنّه يُعْمَلُ من سَعَفِ النّخْل من الفَــحْل، ويقال للنّخْلة الذَّكَر [الذي يُلْقَحُ به حوائل] النخل فُحّالة، والجميع فُحّال. واستَفْــحَلَ الأمرُ: عَظُمَ واشتَدَّ.

حفل: حَفَلَ الماءُ حُفُولاً وحَفْلاً أي: اجتمع في مَحْفِلهِ أي مجتمعِه، والمَحْفِل: المَجْلِس، وقد حَفَلُوا أي اجتمعوا، وهو المجتمع في غير مَجْلِسٍ أيضاً، واحتَفَلوا أي: اجْتَمَعُوا، ويقال: تَعالَوا بأجمعكم الأحْفَلَى يُريد الجماعة، قال:

نحن في المَشْتاةِ ندعو الأحَفْلَىَ ... لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

ومن روى بالجيم فانه يُريد الجُفالة من الناس أي الجَماعة. وشاةٌ حافِل قد حَفَلَتْ حُفُولاً إذا اجتمع لبَنُها في ضَرْعِها وكثر، ويجمع حُفَّل وحَوافِل. والحَفْل: المُبالاة، وما أحْفِل: ما أُبالي، قال لبيد:

فمَتَى أَهلِكْ فلا أَحفِلُه ... بَجَلِي الآنَ من العَيْش بَجَلْ

والتَّحفيلُ: التَّزيين، والتَّحَفُّل: التَزَيُّن، وتَحَفَّلي أي: تزيني. 
حلــف
حلَــفَ/ حلَــفَ بـ/ حلَــفَ على يَــحلِــف، حَلْــفًا وحَلِــفًا وحِلْــفًا، فهو حالف، والمفعول مــحلــوف به
حلَــف الشَّخصُ/ حلَــف الشَّخصُ بالمصحف/ حلَــف الشَّخصُ على المصحف: أقسَم "حلَــف المتّهمُ يمينًا أنّه بريء ممّا نسب إليه- {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَــفْتُمْ} - {يَــحْلِــفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} " ° حلَــفَ عليه: استــحلــفه بالله، ناشده الله. 

أحلــفَ يُــحلــف، إحلــافًا، فهو مُــحلِــف، والمفعول مُــحلَــف (للمتعدِّي)
• أحلــفتِ الأرضُ: أنبتت الــحَلْــفاءَ، وهو نبات عُشْبيّ من الفصيلة النجيليَّة.
• أحلــف فلانًا: طلب منه أن يُقسِم "أحلــف القاضي الشَّاهدَ قبل الإدلاء بشهادته". 

استــحلــفَ يستــحلــف، استــحلــافًا، فهو مُستــحلِــف، والمفعول مُستــحلَــف
• استــحلــف فلانًا: أَــحْلَــفه؛ طلب منه أن يُقْسم "استــحلــفوه فنكل عن اليمين: امتنع منها أو رجع فيها- أستــحلــفك بالله". 

تحالَفَ يتحالف، تحالُفًا، فهو مُتحالِف
• تحالفَ القومُ: مُطاوع حالفَ: تعاهدوا "نأمل في تحالف الدول الإسلاميّة- لقد اتخذ موقفًا لا يتّفق وروح التحالف- عقدوا تحالُفًا انتخابيًّا". 

حالفَ يحالف، مُحالفةً، فهو مُحالِف، والمفعول مُحالَف (للمتعدِّي)
• حالف فلانٌ بين الفريقين: آخى بينهما "حالف النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين المهاجرين والأنصار- حالف المحكِّمون بين العائلتين المتنازعتين".
• حالف فلانًا: عاهده "حالف صديقَه/ الأعداءَ".
• حالف الأمرُ فلانًا: لازمه ورافقه وكان حلــيفه "الحظُّ يحالف الشُّجعان- حالفه الحظّ/ النَّجاحُ/ التَّفوُّقُ". 

حلَّــفَ يــحلِّــف، تــحلــيفًا، فهو مُــحلِّــف، والمفعول مُــحلَّــف
حلَّــف فلانًا: أحْلَــفه؛ طلب منه أن يقسم "حلَّــف صديقَه- حلّــف القاضي الشَّاهَد". 

تحالُف [مفرد]:
1 - مصدر تحالَفَ.
2 - (سة) تعاهد بين أفراد أو دول على عمل موحَّد في مواجهة العدُوّ المشترك "التحالُف العربيّ مطلوب في الفترة الراهنة". 

تحالفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحالُف: "لقاءات/ اتصالات/ أوراق تحالفيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تحالُف: تعاهُد على النُّصرة، تفاهُم بين طرفين أو أكثر على العمل معًا "أقيمت تحالفيّة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق: تعاون عسكريّ بينهما". 

حَلْــف/ حَلِــف [مفرد]:
1 - مصدر حلَــفَ/ حلَــفَ بـ/ حلَــفَ على.
2 - يمين، قَسَم. 

حَلَــف [جمع]: مف حَلِــفَة: (نت) حَلْــفاءُ؛ نبات عُشْبيّ، مُعَمَّر من الفصيلة النَّجيليَّة، أوراقه مستطيلة خيطيَّة أو أَسَليَّةُ النَّصل، يلتفُّ بعضُها على بعض وتُصنع منها أنواع من الحُصُرُ والقُفَفُ والحِبالُ. 

حِلْــف [مفرد]: ج أَــحلــاف (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَــفَ/ حلَــفَ بـ/ حلَــفَ على.
2 - معاهدة على التّعاون والتّكاتف والاتّفاق، تُعقد بين طرفين أو أكثر من الدول أو الجماعات في المجال العسكريّ أو السِّياسيّ أو الاقتصاديّ أو غيرهما من المجالات "حِلْــف دفاعيّ/ عسكريّ/ انتخابيّ/ اقتصاديّ".
3 - ما يلازم الشّيء ولا يفارقه "فلان حِْلــف فلان".
حِلْــف الفضول: جرى بين قبائل من قريش قبل بعثة الرسول صلَّى الله عليه وسلّم، حيث تعاهدوا فيه على ألا يجدوا مظلومًا في مكّة إلاّ نصروه. 

حَلْــفاءُ [جمع]: مف حَلَــفة وحلــفاة: (نت) حَلَــف؛ نبات عُشبِيّ مُعَمَّر من الفصيلة النَّجيليَّة، أوراقُه مستطيلة خيطيَّة أو أَسَلِيَّةُ النَّصل، يلتفُّ بعضُها على بعضٍ وتُصنَع منها الحُصُرُ والقُفَفُ والحِبالُ. 

حَلــاَّف [مفرد]: صيغة مبالغة من حلَــفَ/ حلَــفَ بـ/ حلَــفَ على: كثير الــحَلِــف بالباطل " {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلــاَّفٍ مَهِينٍ} ". 

حَلّــوف [مفرد]: ج حلــاليفُ: خنزير برّيّ. 

حَلــيف [مفرد]: ج أَــحلــاف وحُلَــفاءُ:
1 - متعاهد على التَّناصر "ناصر حلــفاءَه- تمَّ إعادة تنظيم قوّة الــحلــفاء الدفاعيّة" ° الــحُلــفاء: الدُّول التي تحالفت ضدّ دول المحور (ألمانيا وإيطاليا ثم اليابان) في الحرب العالميّة الثانية، وكانت تشمل بالدرجة الأولى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
2 - ملازمٌ "حلــيف السَّهَر/ الجود/ الكرم/ الفصاحة/ العلماء/ مجالس الشِّعْر".
• الــحلــيفان: المذلَّة والفقر. 

مُــحلَّــف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حلَّــفَ.
2 - (قن) عضو في هيئة مــحلَّــفين، يستعين به القاضي في المحاكمات الجنائيّة في بعض البلدان.
• هيئة المُــحلَّــفين: (قن) نوعٌ من القضاء يمثُلُ أمامه المتهم، ويضمُّ عددًا من أصحاب الرَّأي يُقسمون على تحرِّي الصَّواب، وإعطاء الحكم الصَّحيح. 

حلــف

1 حَلَــفَ, aor. ـِ inf. n. حَلِــفٌ and حَلْــفٌ (S, Msb, K) and حِلْــفٌ (K) and مَــحْلُــوفٌ, (S, K,) like مَجْلُودٌ and مَعْقُولٌ and مَعْسُورٌ, (S,) and مَــحْلُــوفَةٌ (Lth, K) [and مَــحْلُــوفَآءُ, like مَشْعُورَآءُ, as will be seen from what follows], He swore. (S.) You say, حَلَــبَ بِاللّٰهِ [He swore by God]. (Msb.) [And حَلَــفَ إِنّهُ كَذَا He swore it was so. and حَلَــفَ لَهُ عَلَى كَذَا He swore to him to do such a thing.] And حَلَــفَ يَمِينًا (T in art. ثنى, &c.) and عَلَى يَمِينٍ (El-Jámi' es Sagheer voce مَنْ, &c.) [He swore an oath]. And لَا وَمَــحْلُــوفَائِهِ لَا أَفْعَلُ [No, by the swearing it, (meaning no, I swear it,) I will not do such a thing]. (Ibn-Buzurj, K. *) And مَــحْلُــوفَةً بِاللّٰهِ, meaning أَــحْلِــفُ مَــحْلُــوفَةً, i. e. [I swear] an oath [by God]. (Lth, K.) Accord. to IAth, the primary signification of حَلِــفٌ is The act of confederating, or making a compact or confederacy, to aid, or assist; and making an agreement: [but this meaning is afterwards said in the TA to be tropical:] when the object of this, in the time of paganism, was to aid in sedition or the like, and in fighting, and incursions into the territories of enemies, it was forbidden by Mohammad: when the object was to aid the wronged, and for making close the ties of relationship, and the like, he confirmed it. (TA.) 2 حَلَّــفَ see 4, in three places.3 حالفهُ عَلَى كَذَا He swore with him respecting, or to do, such a thing. (TA.) b2: Also, (S, * K, * TA,) inf. n. مُحَالَفَةٌ and حِلَــافٌ, (TA,) (tropical:) He united with him in a confederacy, league, compact, or covenant, (S, K, TA,) [respecting, or to do, such a thing.] b3: And حالفهُ (tropical:) He clave, clung, kept, or held fast, to it: (K, TA:) see a verse of Aboo-Dhu-eyb in art. خلف, voce خَالَفَ. (TA.) You say, حالف بَثَّهُ, and حُزْنَهُ, (tropical:) He clave to his grief, or sorrow. (TA.) b4: مُحَالَفَةٌ also signifies (assumed tropical:) The establishing a brotherhood. (TA.) It is said in a trad., حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ (assumed tropical:) He established a brotherhood between Kureysh and the Assistants. (S, TA.) 4 احلــفهُ, (S, Msb, K,) inf. n. إِــحْلَــافٌ; (Msb;) and ↓ حلّــفهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَــحْلِــيفٌ; (Msb, K;) and ↓ استــحلــفهُ; all signify the same; (S, Msb, K;) [He made him to swear: and ↓ the last, he asked him, or required him, to swear: and he conjured him, or adjured him; as is shown in the M in art. بلو; (see 8 in that art. in the present work;) and so ↓ the second; as is shown in the explanation of the phrase أُعَمِّرُكَ اللّٰهَ أَنْ تَفْعَلَ in the K and TA:) said [for instance] of a judge. (TA.) You say, بِاللّٰهِ مَا فَعَلَ ↓ استــحلــفهُ and ↓ حلّــفهُ and احلــفهُ [He made him to swear by God he did not, or had not done, such a thing]. (TA.) b2: [Hence,] أَــحْلَــفَ الغُلَامُ The boy passed the time when he had nearly attained to puberty: (K:) so says Lth; adding that some say, قَدْ أُــحْلِــفَ: and this Z mentions also, and he adds, so that it was doubted whether he had attained to puberty: but Az says that أَــحْلَــفَ الغُلَامُ in this sense is a mistake; and that it means only he nearly attained to puberty; so that those who looked at him differed in opinion; one saying and swearing that he had attained to puberty, and another saying and swearing the contrary. (TA.) b3: and أَــحْلَــفَتِ الــحَلْــفَآءُ The حلــفاء attained to maturity. (IAar, K.) [By الــحلــفاء would seem to be here meant the clamorous female slave: for when this word means a kind of grass, the ا is not that which denotes the fem. gender, but is a letter of quasicoordination, if its n. of un. be حَلْــفَآءَةٌ, as in the Msb: but accord. to Sb, it is in this sense sing. and pl.; and as pl., it is fem.; and in a description of it by Aboo-Ziyád, cited by AHn, it is made fem.]6 تحالفوا عَلَى كَذَا They swore, one to another, respecting, or to do, such a thing; as also ↓ احتلفوا. (TA.) b2: And تحالفوا (tropical:) They confederated; or united in a confederacy, league, compact, or covenant. (S. K, TA.) And تحالفا (assumed tropical:) They two united in a confederacy &c. that their case should be one in respect of aiding and defending. (Msb.) and تحالفا بِالأَيْمَانِ أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمَا وَاحِدًا (assumed tropical:) They two united in a confederacy &c., by oaths, that their case should be one. (Lth, TA.) 8 إِحْتَلَفَ see 6.10 إِسْتَــحْلَــفَ see 4, in three places.

حِلْــفٌ (assumed tropical:) A confederacy, league, compact, or covenant, (S, Msb, K,) between persons; (S, K;) as also ↓ حِلْــفَةٌ: (Msb:) because it is not concluded, or ratified, but by swearing. (ISd, TA.) b2: (assumed tropical:) Friendship; or true, or sincere, friendship. (K.) A2: (tropical:) A confederate of another; one who unites in a confederacy, league, compact, or covenant; (TA;) as also ↓ حَلِــيفٌ: (S, Msb, K, TA:) or a friend, or sincere friend, who swears to his companion that he will not act unfaithfully with him: (K:) or a friend, or true friend, is thus called because he so swears; as also ↓ حَلِــيفٌ: (TA:) pl. of the former أَــحْلَــافٌ; (S, * K;) and of the latter حُلَــفَآءُ. (TA.) By the احلــاف are meant, in a poem of Zuheyr, Asad and Ghatafán; because they united in a confederacy to aid each other; and the same appellation is applied to a party of Thakeef; (S, K;) and to six tribes of Kureysh, namely, 'Abd-ed-Dár, Kaab, Jumah, Sahm, Makhzoom, and 'Adee: (K:) and ↓ الــحَلِــيفَانِ to Benoo-Asad and Teiyi, (S, O, K,) or Asad and Ghatafán; (ISd, TA;) and Fezárah and Asad also (S, K) are termed حَلِــيفَانِ. (S.) حَلَــفٌ: see حَلْــفَآء.

حَلْــفَةٌ An oath. (Msb, TA. *) You say, حَلَــفَ حَلْــفَةً, (TA,) and ↓ مَــحْلُــوفَةً, i. e. He swore an oath; (Lth, K;) and ↓ حَلَــفَ أُــحْلُــوفَةً [which means the same]: (Lh, TA:) this last word is of the measure أُفْعُولَة from الــحَلِــفُ. (K.) b2: See also حِلْــفٌ.

حَلَــفَةٌ: see حَلْــفَآء.

حَلِــفَةٌ: see حَلْــفَآء. b2: أَرْضٌ حَلِــفَةٌ Land abounding with [the kind of grass called] حَلْــفَآء; as also ↓ مــحلــفة [app. مَــحْلَــفَةٌ]: (TA:) or producing حلــفاء. (AHn, TA.) حَلْــفَآء [app. حَلْــفَآءٌ accord. to some, and حَلْــفَآءٌ accord. to others, (in the CK, erroneously, حُلَــفاء,)], (S, Msb, K, &c.,) in measure like حَمْرَآء, [and if so, حَلْــفَآءُ, but see what follows,] (Msb,) and ↓ حَلَــفٌ, (Akh, K,) [A kind of high, coarse grass; called by the botanists poa multiflora, and poa cynosuroïdes;] a certain plant, (S, Msb, K,) [growing] in water, (S,) well known, (Msb,) of those termed أَغْلَاث: (TA:) Aboo-Ziyád says of the حلــفاء that it seldom grows anywhere but near to water or to the bottom of a valley; and is long, or tall, (سلبة,) rough to the touch; seldom, or never, does any one lay hold upon it, for fear of his hand being cut; sometimes camels and sheep or goats eat a little of it; and it is much liked by oxen: (AHn, TA:) [a coll. gen. n.:] n. un.حَلَــفَةٌ, (S, K,) accord. to Az, (S,) or Aboo-Ziyád, and AHn, (TA,) and ↓ حَلِــفَةٌ, (S, K,) accord. to As, (S,) and حَلْــفَآءَةٌ, (Msb, K,) like صَحْرَآءَةٌ: (K: [in the CK like صَحْرَةٌ, and omitted in my copy of the TA:]) [this last n. un. requires that the coll. gen. n. should be حَلْــفَآءٌ: (see 4, last sentence:) but] Sb says that حلــفاء is sing. and pl.: [see شَجَرٌ:] (TA:) [as pl., it is fem.; and it is made fem. in the description by Aboo-Ziyád, cited above:] sometimes it has حَلَــافِىُّ for pl.: and its dim. is ↓ حُلَــيْفَيَّةٌ. (O, TA.) أَنَا الَّذِي فِى الــحَلْــفَآءِ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) I am the lion; because that beast repairs to the places where the حلــفاء grows: and [hence,] كَأَنَّهُ أَخُو الــحَلْــفَآءِ means (assumed tropical:) As though he were the lion. (TA.) A2: حَلْــفَآءُ also signifies A clamorous female slave: (IAar, K:) pl. حُلُــفٌ. (K.) حَلِــيفٌ: see حِلْــفٌ, in three places. b2: (assumed tropical:) Whatever cleaves, clings, keeps, or holds fast, to another thing, is termed its حَلِــيف: whence one says, فُلَانٌ حَلِــيفُ الجُودِ (assumed tropical:) [Such a one cleaves to liberality], &c. (TA.) You say also, هُوَ حَلِــيفُ السَّهَرِ, meaning (tropical:) He is sleepless. (TA.) b3: حَلِــيفُ اللِّسَانِ (tropical:) Sharp-tongued; (S, Z, K;) chaste, or eloquent, in speech; (S;) who conforms to the desire of his companion, as though he were a confederate. (Z, TA.) b4: حَلِــيفُ الغَرْبِ, in a poem of Sa'ideh Ibn-Ju-eiyeh, (Skr, K, * TA,) means (tropical:) A sharp spear-head, (K,) or a spear with a sharp head: (Skr, TA:) or it means a brisk, lively, or sprightly, horse. (Skr, K.) Az says, سِنَانٌ حَلِــيفٌ means (tropical:) A sharp spear-head: and I think that it is termed حلــيف because the sharpness of its point is likened to the sharpness of the points of [the grass called] حَلْــفَآء. (TA.) حَلَــافَةٌ (assumed tropical:) Sharpness, in anything. (TA.) وَادٍ حُلَــافِىٌّ A valley that produces [the grass called] حَلْــفَآء. (Sgh, K.) حُلَــيْفِيَّةٌ: see حَلْــفَآء.

حَلَّــافٌ and حَلَّــافَةٌ: see what next follows.

حَالِفٌ [Swearing:] and ↓ حَلَّــافٌ that swears much, or often; and so ↓ حَلَّــافَةٌ [but in a more intensive sense]. (TA.) مَا أَــحْلَــفَ لِسَانَهُ (tropical:) How sharp-tongued is he, (K, * TA,) and how chaste, or eloquent, in speech! (TA.) أُــحْلُــوفَةٌ: see حِلْــفَةٌ.

مُــحْلِــفٌ (tropical:) Anything respecting which one doubts, so that people swear respecting it; (ISd, L, K, TA;) so called because it occasions swearing: (ISd, TA:) such is also termed مُحْنِثٌ. (L.) [Hence,] (tropical:) A boy of whom one doubts whether he have attained to puberty. (IAar, TA.) [and hence] it is said, حَضَارِ وَالوَزْنُ مُــحْلَــفَانِ (tropical:) [Hadári and El-Wezn are two causes of swearing]: these are two stars: the reason of the saying is that which is explained in art. حضر, voce حَضَارِ. (S, K.) Hence, also, كُمَيْتٌ مُــحْلِــفَةٌ, (S,) or كميت مُــحْلِــفٌ, (K,) i. e. (tropical:) [A bay] not of a clear hue; (S, TA;) between that termed أَحْوَى and that termed أَحَمُّ: accord. to the K, of a clear hue; but this is the meaning of غَيْرُ مُــحْلِــفٍ. (TA.) A poet says, (S,) namely Hubeyreh Ibn-'Abd-Menáf El-Yarboo'ee, also called, after his mother, Ibn-El-Kelhabeh, (IB,) كُمَيْتٌ غَيْرُ مُــحْلِــفَةٍ وَلٰكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ [A bay not of a dubious hue, but like the colour of the صرف (q. v.) with which the hide is dyed a second time]; i. e., of a clear hue, so that one does not swear that she is otherwise than such: (S, L:) accord. to IAar, not requiring her owner to swear that he has seen her like in generousness: but the former is the right meaning. (L.) Also نَاقَةٌ مُــحْلِــفَةٌ (tropical:) A she-camel respecting the fatness of which one doubts. (TA.) مــحلــفة [app. مَــحْلَــفَةٌ]: see حَلِــفَةٌ.

مَــحْلُــوفَةٌ: see حِلْــفَةٌ.

حلــف: الــحِلْــفُ والــحَلِــفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَــفَ أَي أَقْسَم يَــحْلِــفُ

حَلْــفاً وحِلْــفاً وحَلِــفاً ومَــحْلُــوفاً، وهو أَحد ما جاء من المصادر على

مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ،

والواحدة حَلْــفةٌ؛ قال امْرؤُ القيس:

حَلَــفْتُ لَها باللّهِ حَلْــفةَ فاجِرٍ:

لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي

ويقولون: مَــحْلُــوفةً باللّه ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يَــحْلِــفُ

باللّه مَــحْلُــوفةً أَي قَسَماً، والمــحلــوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهري عن

الأَحمر: حَلَــفْتُ مــحلــوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا ومَــحْلُــوفائه لا أَفْعَلُ، يريد

ومَــحْلُــوفِه فمَدَّها. وحَلَــفَ أُــحْلُــوفة؛ هذه عن اللحياني. ورجل حالِفٌ

وحَلــاَّفٌ وحَلــاَّفةٌ: كثير الــحَلِــفِ. وأَــحْلَــفْتُ الرجُلَ وحَلَّــفْتُه

واسْتَــحْلــفته بمعنًى واحد، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وقد

اسْتَــحْلَــفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّــفَه وأَــحْلَــفَه؛ قال النمر بن

تَوْلَبٍ:

قامَتْ إليَّ فأَــحْلَــفْتُها

بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ

وفي الحديث: مَن حَلَــفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها؛ الــحَلِــفُ:

اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً

لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته.

وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد

سَمِعْته من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فلا تَنهاني؛ أُحالِفُكَ

أُفاعِلُكَ من الــحلــف اليمين. والــحِلْــفُ، بالكسر، العَهْد يكون بين القوم.

وقد حالَفَه أَي عاهَدَه، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا. وفي حديث أَنس: حالَفَ

رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا

مرَّتين أَي آخَى بينهم، وفي رواية: حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى

بينهم لأَنه لا حِلْــف في الإسْلام. وفي حديث آخر: لا حِلْــف في الإسلام. قال

ابن الأَثير: أَصل الــحِلْــف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ

والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ

بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله،

صلى اللّه عليه وسلم: لا حِلْــف في الإسلام، وما كان منه في الجاهلية على

نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كــحِلْــفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى

مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وأَيُّمَا

حِلْــفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً، يريد من

الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الــحِلْــفُ

الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام،

وقيل: الـمُحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حِلْــفَ في الإسلام قاله زمن

الفتح؛ فكان ناسخاً وكان، عليه السلام، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان

عمر من الأَــحْلــافِ، والأَــحْلــافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ

ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ.

والــحَلِــيفُ: الـمُحالِفُ. الليث: يقال حالَف فلان فلاناً، فهو حَلــيفه،

وبينهما حِلْــف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً

بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم في الأَــحْلــافِ التي في العشائر والقبائل صار

كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِــيفُه حتى يقال: فلان حَلِــيفُ

الجُودِ وفلان حَلِــيفُ الإكْثارِ وفلان حلِــيفُ الإقْلالِ؛ وأَنشد قول

الأَعشى:وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما

لِ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ

وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابن الأَعرابي: الأَــحْلــافُ

في قريش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب،

سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ

الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عبد

الدار، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْــفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا،

فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَــحْلــافهم في المسجد

عند الكعبة، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها

وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين، وتَعاقَدت

بنو عبد الدار وحُلــفاؤها حلــفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو

الأَــحْلــافَ؛ وقال الكميت يذكرهم:

نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْـ

ـلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا

قال: وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال: كنت عند

ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَــحْلــافِ

كانت لكم قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه

وسلم، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأَــحْلــافِ،

يعني إمارة عمر. وسمع ابن عباس نادِبة عمر، رضي اللّه عنه، وهي تقول: يا

سيِّدَ الأَــحْلــافِ فقال ابن عباس: نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم، يعني

الـمُطيبين. قال الأَزهري: وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن

القُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَــحْلــافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة

على وجهها، قال: وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً.

وفي حديث ابن عباس: وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية

الأَــحْلــافيِّ، يريد أَبا بكر وعمر، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من

الأَــحْلــاف؛ قال ابن الأَثير: وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن

الأَــحْلــاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج،

والأَــحْلــافُ الذين في شعر زهير هم: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على

التَّناصُرِ؛ قال ابن بري: والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله:

تَدارَكْتُما الأَــحْلــافَ قد ثُلَّ عَرْشُها،

وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْلُ

قال: وفي قوله أَيضاً:

أَلا أَبْلِغِ الأَــحْلــافَ عَنِّي رِسالةً

وذِبْيان: هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟

قال ابن سيده: والــحَلِــيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ

الاسم. ابن سيده: الــحِلْــفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالــحَلِــفِ.

والجمع أَــحلــاف. وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلــافاً، وهو حِلْــفُه وحَلــيفه؛ وقول

أَبي ذؤيب:

فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني:

أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الــحَلِــيفُ؟

الــحَلِــيف: الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ، والجمع أَــحْلــافٌ

وحُلَــفاء، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء.

الجوهري: والأَــحْلــافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك

والأَــحْلــافُ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الــحَلِــيفان، ويقال أَيضاً

لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِــيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم

خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة.

ابن سيده: كل شيء مُخْتَلَف فيه، فهو مُــحْلِــفٌ لأَنه داعٍ إلى الــحَلِــفِ،

ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُــحْلِــفانِ، وذلك أَنهما نَجْمانِ

يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل،

فيــحلــف الواحد أَنه سهيل ويــحلــف الآخر أَنه ليس به. وناقة مُــحْلِــفةٌ إذا شُكَّ

في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الــحلــف. الأَزهري: ناقة مُــحْلِــفةُ

السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكميت:

أَطْلال مُــحْلِــفةِ الرُّسُو

مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ

أَي يَــحْلِــفُ اثْنان: أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس

بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر، وهو الفاجر. ويقال: كُمَيْتٌ

مُــحْلِــفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته، وكُمَيْتٌ

غير مُــحلــف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ.

وفي الصحاح: كُمَيْتٌ مُــحْلِــفةٌ وفرس مُــحْلِــفٌ ومُــحْلِــفةٌ، وهو الكُمَيْت

الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ

فيــحلــف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، ويــحلــف هذا أَنه كميت أَحَمُّ؛ قال ابن

كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه:

تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ:

أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ؟

كَمَيْتٌ غيرُ مُــحْلِــفةٍ، ولكِنْ

كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ

يعني أَنها خالصة اللون لا يُــحْلَــفُ عليها أَنها ليست كذلك، والصِّرْفُ:

شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ. وقال ابن الأَعرابي: معنى مُــحلــفة هنا

أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يــحلــف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً،

والصحيح هو الأَول. والـمُــحْلِــفُ من الغِلمان: المشكوك في احتلامه لأَن

ذلك ربما دعا إلى الــحلــف. الليث: أَــحْلَــفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق

الــحُلُــم، قال: وقال بعضهم قد أَــحْلَــفَ. قال أَبو منصور: أَــحْلَــفَ الغُلام بهذا

المعنى خطأ، إنما يقال أَــحْلَــفَ الغلامُ إذا راهَقَ الــحُلُــم فاختلف

الناظرون إليه، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويــحلــف على ذلك، وقائل يقول

غير مُدْرِكٍ ويــحلــف على قوله. وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على

أَمر صحيح، فهو مُــحْلِــفٌ. والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه:

مُــحْلِــفٌ ومُحْنِثٌ.

والــحَلِــيفُ: الحَديدُ من كل شيء، وفيه حَلــافةٌ، وإنه لَــحَلِــيفُ اللسانِ

على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ. وسِنانٌ حَلِــيفٌ أَي حَديد. قال

الأَزهري: أَراه جُعِلَ حلــيفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ

أَطْرافِ الــحَلْــفاء. وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن الـمُهَلَّب: ما

أَمْضى جَنانَه وأَــحْلَــفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم

سِنانٌ حَلِــيفٌ أَي حديد ماض.

والــحَلَــفُ والــحَلْــفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِــفةٌ وحَلَــفةٌ

وحَلْــفاء وحَلْــفاة؛ قال سيبويه: حَلْــفاء واحدة وحَلْــفاء للجميع لما كان

يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد، أَرادوا أَن يكون الواحدُ

من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة

التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك، ولم

يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه

فيه علامة التأْنيث، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها

بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا

وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر

والبُسْر.، وأَرض حَلِــفةٌ ومُــحْلِــفةٌ: كثيرة الــحَلْــفاء. وقال أَبو حنيفة: أَرض

حَلِــفةٌ تُنْبِتُ الــحلــفاء. الليث: الــحلــفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ.

قال الأَزهري: الــحلــفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ

النخل والخوص، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ، الواحدة حَلَــفةٌ مثل

قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ. وقال سيبويه: الــحلــفاء واحد وجمع،

وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع. ابن الأَعرابي: الــحَلْــفاء

الأَمـَةُ الصَّخَّابة. الجوهري: الــحَلْــفاء نبت في الماء، وقال الأَصمعي:

حَلِــفة، بكسر اللام. وفي حديث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ

لعُبيدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذي في الــحَلْــفاء؛ أَراد أَنا الأَسد

لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الــحلــفاء، وهو نبت معروف، وقيل: هو

قصب لم يُدْرِكْ. والــحلــفاء: واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء، وقيل:

واحدته حَلْــفاةٌ.

وحُلَــيْفٌ وحَلِــيفٌ: اسْمان. وذو الــحُلَــيْفةِ: موضعٌ؛ وقال ابن هَرْمةَ:

لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ

مِنْ ذي الــحُلَــيْفِ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا

يجوز أَن يكون ذو الــحُلَــيْفِ عنده لُغةً في ذي الــحُلَــيْفةِ، ويجوز أَن

يكون حذف الهاء من ذي الــحلــيفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في

قوله وهو كثير عَزَّةَ:

لَعَمْري، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَــحَّلَــتْ

وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها

وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، واللّه أَعلم.

حلــف
) حَلَــفَ، يَــحْلِــفُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، حَلْــفاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وهما لُغَتَانِ صَحِيحَتان، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأُولَى، وحَلِــفاً، ككَتِفٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومُــحْلُــوفاً قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ مِن المَصَادِرِ علَى مَفْعُولٍ، مِثْل: المَجْلُودِ والمَعْقُولِ، والمَعْسُورِ، ومَــحْلُــوفَةً، نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: يُقَال: لَا ومَــحْلُــوفَائِهِ: لَا أَفْعَلُ، بِالْمَدِّ، يُرِيدُ: ومَــحْلُــوفِه، فمَدَّهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: يقولونَ: مَــحْلُــوفَةً بِاللهِ مَا قالَ ذَلِك، ينْصِبُونَ علَى الإِضْمَارِ، أَي: أَــحْلِــفُ مَــحْلُــوفَةً، أَي: قَسَماً، فالمَــحْلُــوفَةُ: هِيَ القَسَمُ.
والأُــحْلُــوفَةَ: أُفْعُولَةٌ مِن الــحَلِــفِ وَقَالَ اللِّحْياني: حَلَــفَ أُــحْلُــوفَةً. والْــحِلْــفُ، بالْكَسْرِ: الْعَهْدُ يكونُ بَيْنَ الْقَوْمِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قالَ ابنُ سِيدَه: لأَنَّه لَا يُعْقَدُ إِلاَّ بالــحَلِــفِ والــحِلْــفُ: الصَّدَاقَةُ، وأَيضاً: الصَّدِيقُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَــحْلِــفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لَا يَغْدِرَ بِهِ، يُقَال: هُوَ حِلْــفُهُ، كَمَا يُقَالُ: حَلِــيفُهُ ج: أَــحْلــاَفٌ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الــحِلْــفُ فِي الأَصلِ: المعَاقَدَةُ والمَعَاهَدَةُ علَى التَّعَاضُدِ والتَّسَاعُدِ والاتِّفَاقِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ علَى الفِتَنِ والقتالِ والغَارَاتِ، فَذَلِك الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنهُ فِي الإِسلامِ بِقَولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلَّم لَا حشلْفَ فِي الإِسلاَمِ، وَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ على نصرِ المَظلُومِ وصِلَةِ الأَرحَامِ، كــحِلْــفِ المُطَيَّبِين وَمَا جَرَى مَجرَاهُ، ذَلِك الَّذِي قالَ فِيهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: وأَيُّمَا حِلــفٍ كَان فِي الجَاهِلِيَّةِ لم يَزِدهُ الإِسلامُ إِلاَّ شِدَّةً، يُرِيدُ مِن المُعَاقَدَةِ علَى الخيرِ، ونُصرةِ الحَقِّ، وَبِذَلِك يَجْتَمِعُ الحَدِيثَان، وَهَذَا هُوَ الــحِلْــفُ الَّذِي يقْتَضِيه الإِسْلامُ، والمَمْنُوعُ مِنْهُ مَا خالفَ حُكْمَ الإِسْلامِ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والأَــحْلــاَفُ الَّذين فِي قَوْلِ زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمَى، وَهُوَ:
(تدَارَكْتُمَا الأَــحْلــافَ قد ثُلَّ عَرْشُهَا ... وذُبْيَانَ قد زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ)
هم: أَسَدٌ، وغَطَفَانُ، لأَنَّهُمْ تَحَالَفُوا وَفِي الصِّحاح: حَلَــفُوا علَى التَّنَاصُرِ، وَكَذَا فِي قَوْلِهِ أَيضاً أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ:
(أَلاَ أَبْلِغِ الأَــحْلــاَفَ عَنِّي رِسَالَةً ... وذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مَقْسَمِ)
والأَــحْلــافُ أَيضاً: قَوْمٌ مِن ثَقِيفٍ، لأَنَّ ثَقِيفاً فِرْقَتَانِ: بَنو مالِكٍ، والأَــحْلــافُ، نَقَلَُ الجَوْهَرِيُّ، والأَــحْلــاَفُ فِي قُرَيْشٍ: سِتُّ قبَائِلَ، وهم: عبدُ الدَّارِ، وكَعْبٌ، وجَمْعُ، وسَهْمٌ، ومَخْزُومٌ، وعَدِيُّ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: خَمْسُ قَبَائِلَ، فأَسْقَطَ كَعْباً، سُمُّوا بذلك لأَنَّهُم لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو عبدِ مَنَافٍ أَخْذَ) مَا فِي أَيْدِي بَنِي عبدِ الدَّارِ مِن الْحِجَابَةِ والرِّفَادَةِ، واللِّوَاءِ، والسِّقَايَةِ، وأَبَت بَنُو عبدِ الدَّارِ، عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ علَى أَمْرِهِمْ حِلْــفاً مُؤَكَّداً علَى أَنْ لَا يَتَخَاذَلُوا، فَأَخْرَجَتْ عبدُ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيباً، فَوَضعَتْهَا لأَــحْلــاَفِهِمْ، وهم أَسَدٌ، وزَهْرَةُ، وتَيْمٌ فِي المَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَغَمَسُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا، وتَعَاقَدُوا ثمَّ مَسَحُوا الكَعْبَةَ بأَيْدِيهم تَوْكِيداً، فسُمُّوا المُطَيَّبِينَ، وتَعَاقَدَتْ بَنُو عبدِ الدَّارِ وحُلَــفَاؤُهُمْ حِلْــفاً آخَرَ مُؤَكَّداً علَى أَن لَا يَتَخَاذَلُوا، فَسْمُّوا الأَــحْلــاَفَ، وَقَالَ الكُمَيْتُ يَذْكُرُهم: (نَسَباً فِي الْمُطَيَّبِينَ وَفِي الأَحْ ... لاَفِ حَلَّ الذُّؤابَةَ الْجُمْهُورَا)
وقِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَــحْلــاَفِيٌّ لأَنَّهُ عَدَوِيٌّ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهَذَا أَحَدُ مَا جَاءَ مِن النَّسَبِ إِلى الجَمْعِ، لأَنَّ الأَــحْلــافَ صَار اسْماً لَهُم، كَمَا صَار الأَنْصَارُ اسْماً للأَوْسِ والخَزْرَجِ، وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وأَبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِن المُطَيَّبِينَ.
والــحَلِــيفُ، كأَمِيرٍ: الْمُحَالِفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، كالْعَهِيدِ، بمَعْنَى المُعَاهِدِ، وهُو مَجَازٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(فَسَوْفَ تَقُولُ إِنْ هِيَ لم تَجِدْنِي ... أَخَانَ الْعَهْدَ أَم أَثِمَ الْــحَلِــيفُ)
وَقَالَ الكُمَيْتُ: تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِــيفَيْنْ كَانَا مَعاً فِي مَهْدِهِ رَضِيعَيْنْ وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: حَالَفَ فُلانٌ فُلاناً، فَهُوَ حَلِــيفَهٌ، وَبَينهمَا حِلْــفٌ، لأَنَّهما تحالَفَا بالأَيْمَانِ أَن يكونَ أَمْرُهما وَاحِداً بالْوَفَاءِ، فلَمَّ لَزِمَ ذَلِك عندَهم فِي الأَــحْلــاَفِ الَّتِي فِي العَشَائِرِ والقَبَائِلِ، صَار كلُّ شَيْءٍ لَزِمَ سَبَباً فَلم يُفَارِقْهُ فَهُوَ حَلِــيفُهُ، حَتَّى يُقَالَ: فُلانٌ حَلِــيفُ الجَودِ، وحَلِــيفُ الإِكْثَارِ، وحَلِــيفُ الإِقْلالِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى:
(وشَرِيكَيْنِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَا ... لِ وَكَانَا مُحَالِفَيْ إِقْلاَلِ)
والْــحَلِــيفَانِ: بَنُو أَسَدٍ وَطِيِّيءٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَسَدٌ وغَطَفَانُ، صِفَةٌ لاَزِمَةٌ لَهما لُزُومَ الاسْمِ. قَالَ: وفَزَارَةُ وأَسَدٌ أَيْضاً حَلِــيفَانِ، لأَنَّ خُزَاعَةَ لَمَّا أَجْلَتْ بني أَسَدٍ عَن الحَرَمِ، خَرَجتْ فَحَالَفَتْ طَيِّئاً، ثمَّ حَالَفَتْ بني فَزَازَةَ. ومِن المَجَازِ: هُوَ حَسَنُ الوَجْهِ حَلِــيفُ اللِّسَانِ، طَوِيلُ الإِمَّةِ، أَي: حَدِيدُهُ، يُوَافِقُ صَاحِبَهُ علَى مَا يُرِيدُ لِحِدَّتِهِ، كأَنَّهُ حَلِــيفٌ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، وَبِهَذَا يُجَابُ عَن قَوْلِ الصَّاغَانِيِّ فِي آخَرِ التَّرْكِيبِ:)
وَقد شَذَّ عَنهُ لِسَانٌ حَلِــيفٌ، فتَأَمَّلْ.
وَفِي حَدِيثِ الحَجَّاجِ، أَنه أُتِيَ بيَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ يَرْسُفُ فِي حَدِيدِهِ، فأَقْبَلَ يخْطِرُ بيَدَيْهِ، فغَاظَ الحَجَّاجَ، فَقَالَ: جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذَا مَشَى وَقد وَلَّى عَنهُ، فالْتَفَتَ إِليه، فَقَالَ: وَفِي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِنَاقُ فَقَالَ الحَجَّاجُ: قَاتلَهُ اللهُ، مَا أَمْضَى جَنانَهُ، وأَــحْلَــفَ لِسَانَهُ: أَي أَحَدَّ وأَفْصَحَ. والْــحَلِــيفُ فِي قَوْلِ سَاعِدَةَ بنِ جُؤْيَّةَ الهُذَلِيِّ:
(حَتَّى إِذا مَا تَجَلَّى لَيْلُهَا فَزِعَتْ ... مِنْ فَارِسٍ وحَلِــيفِ الْغَرْبِ مُلْتَئِمِ)
قِيلَ: سِنَانٌ حَدِيدٌ، أَو فَرَسٌ نَشِيطٌ، والقَوْلانِ ذَكَرهما السُّكَّرِيُّ فِي شَرْحِ الدِّيوان، ونَصُّه: يَعْنِي رُمْحاً حَدِيدَ السِّنَانِ، وغَرْبُ كلُّ شَيْءٍ: حَدُّه، ومُلْتَئِم: يَشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، لَا يكونُ كَعْبٌ منهُ دَقِيقاً والآخَرُ غَلِيظاً، ويُقَال: حَلِــيفُ الغَرْبِ، يَعْنِي فَرَسَهُ، والغَرْبُ: نَشاطُهُ وحِدَّتُه. انْتهى.
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ويُرْوَى: مُلْتَحِم وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُهم: سِنَانٌ حَلِــيفٌ: أَي حَدِيدٌ، أُراهُ جُعِلَ حَلِــيفاً لأَنَّهُ شبَّه حِدَّةَ طَرَفِهِ بِحِدَّةِ أَطْرَافِ الــحَلْــفَاءِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
والــحُلَــيْفُ كزُبَيْرٍ: ع، بِنَجْدٍ وَقَالَ ابنُ حَبِيبَ: كُلُّ شَيْءٍ فِي العَرَبِ خُلَيْفٌ ي، بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، إِلاَّ فِي خَثْعَم بنِ أَنْمَار حُلَــيْفُ بنُ مَازِنِ بن جُشَمَ بنِ حَارِثَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عَامِرِ بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ، فإِنَّه بالحاءِ المُهْمَلَةِ.
وذُو الْــحُلَــيْفَةِ: ع، علَى مِقْدارِ سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِن الْمَدِينَةِ، علَى ساكِنِهَا الصلاةُ والسلامُ، مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، حَرَسَهَا اللهُ، وهُوَ مَاءٌ لِبَنِي جُشَمَ، ومِيقَاتٌ لِلْمَدِينَة والشَّأْم. هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُمَا: وَقَّتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ لأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الــحُلَــيْفَةِ، ولأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، ولأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، فهُنَّ لَهُنَّ، ولِمَنْ أَتَى عليهِنَّ من غَيْرِ أَهْلِهِنَّ الحدِيث، فتَأَمَّلْ. ذُو الــحُلَــيْفَةِ، الَّذِي فِي حَدِيثِ رَافِعِ بنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنه: كُنَّا مَعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ بِذِي الــحُلَــيْفَةِ مِن تِهَامَةَ، وأَصَبْنَا نَهْبَ غَنَمٍ فَهُوَ: ع بَيْنَ حَاذَةَ وذَاتِ عِرْقٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والــحُلَــيْفَاتُ: ع. وَقَالَ ابنُ حَبِيبَ: حَلْــفُ، بسُكُونِ اللاَّمِ: هُوَ ابنُ أَفْتَلَ، وَهُوَ خَثْعَمُ بنُ أَنْمَارٍ، قَالَ) أَبو عُبَيْدٍ القاسمُ بنُ سَلاَّمٍ: وأُمُّ حَلْــفٍ: عَاتِكَةُ بنتُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَارٍ: فوَلَدَ حَلْــفٌ عِفْرِساً، وناهِساً وشَهْرَانَ، ورَبِيعَةَ، وطرْداً.
والْــحَلْــفَاءُ، والْــحَلَــفُ، مُحَرَّكَةً، الأَخِيرُ عَن الأَخْفَشِ: نَبْتٌ مِن الأَغْلاثِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيادٍ: وقَلَّما تَنْبُتُ الــحَلْــفَاءُ إِلاَّ قَرِيباً مِنْ مَاءٍ أَو بَطْنِ وَادٍ، وَهِي سَلِيبَةٌ غَلِيظَةُ المَسِّ، لَا يكادُ أَحَدٌ يقْبِضُ عَلَيْهَا مَخافَةَ أَن تَقْطَعَ يَدَهُ، وَقد يأْكُلُ مِنْهَا الإِبِلُ والغَنَمُ أَكْلاً قَلِيلاً، وَهِي أَحَبُّ شَجَرَةٍ إِلَى البَقَرِ، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا: حَلِــفَةٌ، كفَرِحَةٍ، قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقيل: حَلَــفَةٌ، مِثَالُ خَشَبةٍ، قَالَهُ أَبو زِيَادٍ، ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الــحَلْــفاءُ: وَاحِدٌ وجَمْعٌ، وَكَذَلِكَ طَرفاءُ، ونَقَلَهُ أَبو عَمْرٍ وأَيْضاً هَكَذَا، وَقَالَ الشاعرُ:
(يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُودِ رَقَّةَ والشَّرَى ... خَرَجَتْ مِن البَرْدِيِّ والــحَلْــفَاءِ)
وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:
(إِنَّا لَتَعْمَلُ بالصُّفوفِ سُيُوفُنَا ... عَمَلَ الحَرِيقِ بِيَابِسِ الــحَلْــفاءِ)
وَفِي حديثِ بَدْرٍ أَنَّ عُتْبةَ بنَ ربيعَةَ بَرَزَ لعُبَيْدَةَ، فَقَالَ: مَن أَنْتَ قَالَ: أَنا الَّذِي فِي الــحَلْــفاءِ أَرادَ: أَنا الأَسَدُ، لأَنَّ مَأْوَى الأَسَدِ الآجَامُ ومَنَابِتُ الــحَلْــفَاءِ. وَوَادٍ حُلــاَفِيٌّ، كغُرَابِيٍّ: يُنْبِتُهُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. والْــحَلْــفَاءُ: الأَمَةُ الصَّخَّابَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ج: حُلُــفٌ، ككُتُبٍ. وأَــحْلَــفَتِ الْــحَلْــفَاءُ: أَدْرَكَتْ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
قَالَ: المُــحْلِــفُ مِن الغِلْمَانِ: المَشْكُوكُ فِي احْتِلامِه، لأَنَّ ذلِك ربَّمَا عادَ إِلى الــحِلِــفِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَــحْلَــفَ الْغُلاَمُ إِذا جَاوَزَ رِهَاقَ الْــحُلُــمِ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهُم: قد أَــحْلَــفَ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً كَذَا، وزَادَ: فيُشَكُّ فِي بُلُوغِهِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَــحْلَــفَ الغلامُ، بهذَا المعنَى خطأٌ، إِنَّمَا يُقَالُ: أَــحْلَــفَ الغلامُ: إِذا رَاهَقَ الــحُلُــمَ، فاخْتَلَفَ النَّاظِرُون إِليه، فقائلٌ يَقُول: قد احْتَلَمَ وأَدْرَكَ، ويَــحْلِــفُ على ذلِكَ، وقائلٌ يَقُول: غيرُ مُدْرِكٍ، ويَــحْلِــفُ علَى ذَلِك.
وأَــحْلَــفَ فُلاَناً: حَلَّــفَهُ تَــحْلِــيفاً، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
(قَامَتْ إِلَيَّ فَأَــحْلَــفْتُهَا ... بِهَدْيٍ قَلاَئِدُهُ تَخْتَنِقْ)
وقَوْلُهُمْ: حَضَارِ والْوَزْنُ مُــحْلِــفَانِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُمَا نَجْمَانِ يَطْلُعَانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ أَي مِن مَطْلَعِه، كَمَا فِي المُحْكَمِ، فيَظُنُّ النَّاظِرُ، وَفِي الصِّحاح: النَّاسُ بِكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ سُهَيْلٌ، ويَــحْلِــفُ أَنَّهُ سُهَيْلٌ، ويَــحْلِــفُ آخَرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَفِي اللِّسَانِ: وكُلُّ مَا يُشَكُّ فِيهِ فيُتَحَالَفُ عَلَيْهِ فهُوَ مُــحْلِــفٌ،)
ومُحْنِثٌ عندَ العَرَبِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: لأَنَّه دَاعٍ إِلى الــحَلِــفِ، وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْهُ كُمَيْتٌ مُــحْلِــفٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: مُــحْلِــفَةٌ: أَي بَيْنَ الأَحْوَى والأَحَمِّ، حَتَّى يُخْتَلَفَ فِي كُمْتَتِهِ، وكُمَيْتٌ غيرُ مُــحْلِــفٍ: إِذا كَانَ أَحْوَى خَالِصَ الحُوَّةِ، أَو أَحَمَّ بَيِّنَ الحُمَّةِ، ويُقَال: فَرَسٌ مُــحْلِــفٌ ومُــحْلِــفَةٌ، وَهُوَ الكُمَيْتُ الأَحَمُّ والأَحْوَى، لأَنَّهُمَا مُتَدَانِيَان حَتَّى يَشُكَّ فيهمَا البَصِيرَانِ، فيــحْلِــفَ هَذَا أَنَّه كُمَيْتٌ أَحْوَى، ويَــحْلِــفَ هَذَا أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ.
فإِذا عَرَفْتَ ذَلِك ظهَرَ لَك أَنَّ قَوْلَ المُصنِّفِ: خَالِصُ اللَّوْنِ إِنَّمَا هُوَ تَفْسِيرٌ لغيرِ مُــحْلِــفٍ، فالصَّوَابُ: غيرُ خالِصِ اللَّوْنِ، وَمِنْه قولُ ابنُ كَلْحَبَةَ اليَرْبُوعِيْ:
(كُمَيْتٌ غَيْرُ مُــحْلِــفَةٍ ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ)
يَعْنِي أَنَّهَا خَالِصَةُ اللَّوْنِ، لَا يُــحْلَــفُ عَلَيْهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ كَذَلِك، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: مَعْنَى مُــحْلِــفَةٍ هُنَا، أَنَّه فَرَسٌ لَا تُحْوِجُ صاحبَها إِلى أَن يَــحْلِــفَ أَنه رأَى مِثْلَها كَرَماً، والصحيحُ هُوَ الأَوَّلُ.
وحَلَّــفَهُ القاضِي تَــحْلِــفاً، واسْتَــحْلَــفَهُ: بِمَعْنى واحدٍ، وَكَذَلِكَ أَــحْلَــفَهُ، وَقد تقدَّم، كأَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وَقد اسْتَــحْلَــفَهُ باللهِ مَا فَعَل ذَلِك، وحَلَّــفَهُ، وأَــحْلَــفَهُ. ومِن المَجَازِ: حَالَفَهُ على ذَلِك مُحَالَفَةً وحِلــافاً: أَي عَاهَدَهُ، وَهُوَ حِلْــفُه، وحَلِــيفُه. ومِن المَجَازِ: حَالَفَ فُلاناً بَثُّهُ وحُزْنُهُ: أَي لاَزَمَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: حَالَفها إِلَى مَوْضِع كَذَا، وخَالَفَهَا، بالحاءِ والخاءِ، أَي: لاَزَمَها، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وحَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ وَقيل: الحاؤُ خَطَأٌ، وسيأْتي البَحْثُ فِيهِ فِي خَ ل ف إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى. وتَحَالَفُوا: تَعَاهَدُوا، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُحالَفَةُ: المُؤَاخاةُ، وَمِنْه الحديثُ: حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنْصَارِ: أَي آخَى، لأَنَّهُ لَا حِلْــفَ فِي الإِسْلام. والــحَلِــيفُ: الحَالِفُ، وجَمْعُهُ: الــحُلَــفَاءُ، وَهُوَ حَلِــيفُ السَّهَرِ: إِذا لم يَنَمْ، وَهُوَ مَجَازٌ.
ونَاقَةٌ مُــحْلِــفَةٌ: إِذا شُكَّ فِي سِمَنِهَا حَتَّى يَدْعُوَ ذَلِك إِلَى الــحَلِــفِ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورجلٌ حَالِفٌ، وحَلــاَّفٌ، وحَلــاَّفَةٌ: كثِيرُ الــحَلِــفِ. وحَلَــفَ حِلْــفَةً فاجِرةً، وحَالَفَهُ علَى كَذَا، وتَحَالَفُوا عَلَيْهِ، واحْتَلَفُوا، كلُّ ذَلِك مِن الــحَلِــفِ، وَهُوَ القَسَمُ.
والــحَلــاَفَةُ، بالفَتْحِ: الحِدَّةُ فِي كلِّ شَيْءٍ، وكأَنَّهُ أَخُو الــحَلْــفاءِ، أَي: الأَسَد، وأَرْضٌ حَلِــفَةٌ، كفَرِحَةٍ، ومُــحْلِــفَةٌ: كثيرةُ الــحَلْــفاءِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرْضٌ حَلِــفَةٌ: تُنْبِتُ الــحَلْــفَاءَ.)
وحَلِــيفٌ، كأَمِيرٍ: اسْمٌ. وذُو الــحُلَــيْفِ فِي قَوْلِ ابْن هَرْمَةَ:
(لم يُنْسَ رَكْبُكَ يَوْمَ زَالَ مُطِيُّهُمْ ... مِنْ ذِي الْــحُلَــيْفِ فَصْبَحُّوا الْمَسْلُوقَا) لُغَةٌ فِي ذِي الــحُلَــيْفَةِ، الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ، أَو حَذْفُ الهاءِ ضَرُورَةٌ للشّعْرِ. وَقد تُجْمَعُ الــحَلْــفاءُ علَى حَلــاَفِيٍّ، كبَخَاتيٍّ. وتَصْغِيرُ الــحَلْــفَاءِ حُلَــيْفِيَة، كَمَا فِي العُبَابِ. ومُنْيَةُ الــحَلْــفاءِ: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ.
وحُسَيْنُ بنُ مُعَاذِ بنِ حُلَــيْفٍ، كزُبَيْرٍ ك شَيْخٌ لأَبِي دَاوُد.
(ح ل ف) : (ذُو الْــحُلَــيْفَةِ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حِلْــفُ أَبِينَا فِي نش.

حلأ

ح ل أ

حلــأت الإبل عن الماء. وتقول ذاك جنابٌ لا يجد رائد فيه كلأً، ولايزال وارده مــحلــأً.
(حلــأ)
الْجلد حلــئا قشره وَفُلَانًا ضربه وَيُقَال حلــاه بِالسَّوْطِ وحلــاه بِالسَّيْفِ وَبِه الأَرْض صرعه
ح ل أ: يُقَالُ (حَلَّــأَ) السَّوِيقَ (تَــحْلِــئَةً) قَالَ الْفَرَّاءُ: قَدْ هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ لِأَنَّهُ مِنَ الْــحَلْــوَاءِ. 
[حلــأ] نه فيه: يرد يوم القيامة رهط "فيــحلــأون" عن الحوض، أي يصدون عنه ويمنعون من وروده. ومنه ح عمر: سأل وفدًا: ما لإبلكم خماصًا؟ قالوا: "حلــأنا" بنو ثعلبة، فأجلاهم، أي نفاهم عن موضعهم. ومنه: وهو على الماء الذي "حلــيتهم" عنه بذي قرد، روي بياء وهي بدل من الهمزة بلا قياس.
حلــأ
حَلــأ [مفرد]: (طب) مرض فيروسيّ ينتج عنه فقاقيعُ جلديّة وقد يكون بسيطًا حيث تظهر الفقاقيعُ ممتلئة بسائل ثم تزول وتعود ثانية، وهناك التي تظهر حول الأعضاء التناسليّة، وقد يصيب المرض أيضًا الأعصابَ ويظهر الطفحُ حول الصدر والبطن وغيرها. 
(حلــأ) - في الحَدِيث: "ثم جِئْتُه على المَاء الذي حَلَّــيْتُهم عنه" .
: أي طَردْتُهم.
وأَصلُه الهَمْز، يقال: حلَّــأتُ الرجلَ عن الماءِ، إذا مَنعتَه الوُرودَ، ورجل مُــحَلَّــأُ: مَصْدُود عن وُرُودِ المَاءِ.
- ومنه الحَدِيث: "يَرِد علىَّ يَوَمَ القِيامة رَهْط فَيُــحلَّــأُون عن الحوض".
: أي يُذَادُون تَــحلِّــئًا وتَــحْلِــئَةً، قال الشاعر :
لِحَائمٍ حَامَ حتى لا حَرَاكَ به ... مُــحَلَّــأٍ عن سَبِيلِ المَاءِ مَطرْود
حلــأ
مَهْمُوْزٌ. الــحُلــاَءةُ: حُكَاكَةُ حَجَريْنِ تُكْــحَلُ به العَيْنُ، حَلَــأْتُ فلاناً حَلْــأ. والــحَلُــوْءُ: الحَجَرُ للدَّوَاءِ. وأحْلَــأْتُ الرَّجُلَ إحْلَــاءً: فَعَلْتَ به ذاك. وحَلَّــأتُ الإبِلَ: حَبَسْتَها عن الوُرُوْد. وحَلَّــأْتُ الأدِيْمَ: قَشَرْتَ عنه التِّــحْلِــيءَ. وفي المَثَل: أحْمَقُ من الدّابغِ على التِّــحْلِــئِ " و: حَلَــأَتْ حالِئةٌ عن كُوْعِها أي أنَّ حالِئَةَ الأدِيْمِ إنْ رَفَقَتْ سَلِمَتْ وإنْ خَرُقَتْ قَطَعَتْ كُوْعَها.
وحَلِــئتْ شَفَتُه تَــحْلَــأ حَلَــأً: إذا شَرِبَ فَخَرَجَ بها الــحَلَــأُ الذي يُقال له: قُبْلَهُ الحُمّى، ومنهم مَنْ لا يَهْمِزُه.
ورَجُلٌ تِــحْلِــئةٌ: يَلْزَقُ بالإنسان فَيَغُمّه. وحَلَــأْتُ الرَّجُلَ: ضَرَبْتَه بالأرْضِ. وحَلَــأْتُه بالسَّوْطِ وحَلَــوْتُه. والحالِئةُ: حَيَّةٌ من الحَيّاتِ، والجَميعُ: الحَوَاليءُ.
حلــأ
ابن الكِّيت: حَلــأْتُ له حَلُــوْءً - على فَعُوْلٍ -: إذا حَكَكْتَ له حجراً على حَجَرٍ ثم جَعَلْتَ الحُكَاكَةَ على كفِّك وصدَّأْتَ به المِرْآةَ ثم كَــحَلْــتَه بها.
والــحُلــاءَةُ - على فُعَالَةَ بالضمِّ -: مِثْلُ الــحَلُــوْءِ.
والــحُلــاءَةُ - أيضاً -: قِشرَة الجلد يَقْشِرُها الدَّبّاغ ممّا يلي اللحم، تقول: حَلــأتُ الجِلدَ: إذا قَشَرتَه. وفي المَثَل: حلــأَتْ حالئَةٌ عن كُوعِها، لأنَّ المرأةَ الصَّناعَ ربَّما استجعلتْ فَقَشَرَتْ كوعَها. والمِــحلــأَةُ: آلَتُها.
وقال شَمِرٌ: الحالئَةُ: ضَربٌ من الحَيّات تَــحلــأُ مَن تَلسَعُه السَّمَّ كما يَــحلــأُ الكَحّالُ الأرمَدَ حُكاكَةً فَيَكــحُلُــه بها. واسمُ تلك الحُكاكَةِ: الــحُلــاءُ بالضمِّ والمدِّ، قال أبو المثَلَّم الهُذَليُّ يخاطِبُ عامِرَ بنَ العَجلان الهذلي:
مَتى ما أشَأ غيرَ زَهو الملوك ... أجعَلكَ رَهطاً على حُيَّضِ
وأكــحُلــكَ بالصَّابِ أو بالــحُلــاَء ... فَفَقِّح لِكُــحلِــكَ أو غَمِّضِ
ويُروى: " بالــحَلُــوء ".
ورَجُلٌ تِــحلــئَةٌ: يَلزَقُ بالانسانِ فيَغُمُّه.
والتِّــحلــيءُ - بالكَسْر -: ما أفسَدَه السِّكِّينُ من الجِلدِ اذا قُشِرَ، تقول منه: حَلــيءَ الأديمُ - بالكَسر - حَلــأً - بالتَّحريك -: إذا صار فيه التِّــحلــيءُ.
والــحَلــأُ - أيضاً -: العُقبولُ، وقد حَلــئتْ شَفَتي: أي بَثُرَت.
أبو زيد: حلــأْتُه بالسَّوط حَلــأً: اذا جَلَدتَه به. وحَلــأْتُه بالسَّيف: ضَرَبتُه به.
وحَلــأْته مائةَ درهمٍ: أعطَيتُه.
والــحَلــاَءَةُ - بالفَتح والمَدِّ -: الأرضُ الكثيرةُ الشَّجَر. والــحِلــاءُ - بالكَسر والمَدِّ -: جِبالٌ قُربَ مَيطانَ لا نباتَ بها، واحِدُهما: حِلــاءةٌ، تُنْحَتُ " 24 - ب " منها الأرحِيَةُ وتُحمَلُ إلى المدينة ساكنيها السَّلام.
وقال أبو زيد: أحلــأْتُ الرجُل اِــحلــاَءً: إذا حَكَكتَ له حُكاكَةَ حَجَرَين فَداوى بِحُكتاكَتهِما عَينَيه من الرَّمَد.
وما أحلــأَتِ الأرضُ بشيءٍ: أي ما أنبَتَت.
وأحلــأْتُ السَّويقَ وحلــأْْتُه تَــحلــئَةً، قال الفَرَّاءُ: قد هَزَموا ما ليس بمَهموزٍ؛ لأنَّه من الــحَلــواء.
وحَلــأَّْتُ الابلَ عن الماء تَــحلــئةً وتَــحلــئاً: إذا طَرَدتَها عنه ومَنَعتَها أنْ تَرِدَ، قال إسحاق بن إبراهيم الموصليُ في مُعاتَبَة المأمون أنار اللهُ بُرهانَه:
لحائمٍ حامَ حتّى لا حَوامَ به ... مَــحَلــأٍَّ عن سبيل الماء مَطرودِ
وأنشَدَه الأصمعيَّ فقال: أحسنتَ في الشِّعر غي أنَّ هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكرسيِّ لعابَتها، وكذلك غيرُ الاِبل، قال امرؤ القيس:
وأعجَبَني مَشيُ الحُزُقَّةِ خالدٍ ... كَمشي الاتانِ حُلِّــئَت بالمناهلِ
وروى ابو عبيدة: " وأعجَبَني يَمشي الحِزِقَّةَ خالدٌ " بكَسر الحاء والزاي ونَصب الهاء ورَفع الدال، ويُروى: " مَشيُ الحِبِقَّةِ " أي القَصير.
والتركيب يدلُّ على تنحية الشيء.

حل

أ1 حَلَــأَهُ, aor. ـَ and ↓ أَــحْلَــأَهُ; He applied the collyrium called حُلَــآءَة and حَلُــوْء to his eyes: (K:) or, accord. to Az, ↓ أَــحْلَــأَهُ, inf. n. إِــحْلَــآءٌ, signifies, he rubbed for him powder from two stones, and applied their powder as a collyrium to his eyes when they were diseased: (TA:) and accord. to ISk, حَلَــأَ لَهُ حَلُــوْءًا signifies he rubbed for him a stone upon another stone, then put the powder [thus obtained] upon the palm of his hand, and rubbed off with it the rust of a mirror, [see صَدَأَ and صَدَّأَ, the mirror being of bronze, or other metallic substance,] then applied it as a collyrium to his eyes. (K, * S.) A2: حَلَــأَهُ, inf. n. حَلْــءٌ, He flogged him with a whip. (S.) b2: And, as also ↓ حَلَّــأَهُ, He struck him with a sword, (S, K,) or a staff or stick. (TA.) b3: حَلَــأَ بِهِ الأَرْضَ He threw him down on the ground, prostrate: (K:) like جَلَأَ به الارض, which, accord. to Az, is a dial. var. of حلــأ. (TA.) b4: حَلَــأَهَا (tropical:) He lay with her; or compressed her. (K, TA.) A3: حَلَــأَهُ, (S, K,) and ↓ حلّــأهُ, (K,) and ↓ احلــأهُ, (TA,) He gave him money. (Az, S, K.) [Hence,] مَا حُلِــئْتُ مِنْهُ بِطَائِلٍ

[I gained not, or derived not, any great profit from him, or it]. (T.) [See also 1 in art. حلــى.]

A4: حَلَــأَ الجِلْدَ, aor. ـَ inf. n. حَلْ ءٌ and حَلْــأَةٌ, He (a currier) shaved the hide; (S, K;) i. e., removed what remained of the flesh. (K.) b2: Hence the prov., حَلَــأَتْ حَالِئَةٌ عِنْ كُوعِهَا [A woman shaving a hide grazed the shin of the extremity of the bone of her fore arm next the thumb: see also حَزَّ]: for the dexterous woman sometimes hurries, and so grazes the skin of her wrist-bone. (S.) The prov., however, is differently explained: see حَالِئَةٌ. (TA.) b3: حَلَــأْتُ الصُّوفَ, inf. n. حَلْــءٌ; as also حَلَــتُّهُ; I tore the wool from the sheep. (Lh, TA in art. حلــت) A5: حَلِــىءَ الأَدِيمُ, inf. n. حَلَــإٌ, The hide had in it what is called تِــحْلِــىءٌ. (S.) b2: حَلِــىءَ He had pustules (حَلَــإٌ, for which is put in the K تِــحْلِــىءٌ) upon his lips after a fever. (TA.) And حَلــئَت الشَّفَةُ The lip broke out with pustules after an illness; (S, K;) as also حَلِــيَت. (T.) 2 حَلَّــاَ see 1, in two places.

A2: حلّــأ, inf. n. تَــحْلِــىْءٌ and تَــحْلِــئَةٌ, He drove away, and debarred, (camels or other animals, S, or people, TA,) from the water. (S, K.) حَلَّــيْتُمْ occurs in a trad. for حَلَّــأْتُمْ, like قَرَيْتُ for قَرَأْتُ, contr. to analogy; it being a rule not to change hemzeh into ى unless the next preceding letter is meksoor. (TA.) A3: حلّــأ السَّوِيقَ, inf. n. تَــحْلِــئَةٌ; as also ↓ احلــأ; He sweetened the سويق [or mess made of the meal of parched barley]: but hemzeh does not properly belong to this verb; for it is from الــحَلْــوَآء. (Fr, S, K.) [See 2 in art. حلــو.]4 أَــحْلَــاَ see 1, in three places: A2: and see also 2.

حَلَــأٌ Pustules breaking out upon the lips after a fever. (S, K.) [See also حَلًــا, in art. حلــى.]

حَلُــوْءٌ: see حُلَــآءَةٌ.

حَلَــآءَةٌ A land abounding with trees: (K:) or the name of a certain place, (K,) intensely cold; (TA;) as also حِلَــآءة. (K.) حُلَــآءَةٌ and ↓ حَلُــوْءٌ What is rubbed between two stones, to be applied as a collyrium (S, K) for a pain in the eyes: (TA:) [but see the verb, in the explanations of which this collyrium seems to be more correctly described:] or حَلُــوْءٌ is a stone which a person with diseased eyes uses as a remedy: (K:) or, accord. to ISk, a stone that is rubbed upon, and then used as a collyrium; [i. e., its powder is so used.] (TA.) تُحَكُّ ↓ حَلُــوْءَةٌ بِالذَّرَارِيحِ [A powder for the eyes, that is rubbed together with cantharides,] is a prov., applied to him whose words are fair, and whose actions are foul. (TA.) b2: حُلَــآءَةٌ also signifies That which a currier shaves off from the inner side of a hide. (S, K.) حَلُــوْءَةٌ: see the next preceding paragraph.

حَالِئَةٌ A malignant serpent, (Sh, K,) the action of which, in poisoning him whom it bites, is like that of the oculist who rubs powder [form two stones] for him who has diseased eyes, and applies it to them. (Sh.) [Hence, accord. to some, the prov. above mentioned, as is stated (but without explanation) in the TA.]

تِــحْلِــىءٌ and ↓ تِــحْلِــئَةٌ The hair on the surface of a hide, and its dirt, and blackness: (K:) or what is pared off from the back of a hide. (Lh, TA in art. بشر.) b2: Also What the knife spoils, of a hide, in the process of shaving it. (S, K.) b3: رَجُلٌ تِــحْلِــئَةٌ (tropical:) A heavy, or dull, or troublesome, man, (TA,) who sticks to another [like dirt], and vexes him. (K.) تِــحْلِــئَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِــحْلَــأٌ: see what next follows.

مِــحْلَــأَةٌ A currier's knife, used for shaving the inner surface of the hide: (K:) and ↓ مــحْلَــأٌ the iron instrument, or stone, with which one shaves off the تِــحْلِــىء of a hide, and with which one skins. (TA voce مِحْمَرٌ, q. v.)

حلــأ: حَلــأْتُ له حَلُــوءاً، على فَعُولٍ: إِذا حَكَكْتَ له حجَراً على

حجَر ثم جَعَلْتَ الحُكاكةَ على كفِّك وصَدَّأْتَ بها المِرآةَ ثم كَــحَلْــتَه

بها.

والــحُلــاءة، بمنزلة فُعالةٍ، بالضم.

والــحَلُــوء: الذي يُحَكُّ بين حجرين ليُكتَــحَل به؛ وقيل الــحَلُــوءُ: حجر

بعينه يُسْتَشْفَى من الرَّمد بحُكاكتِه؛ وقال ابن السكِّيت: الــحَلُــوءُ:

حجر يُدْلَكُ عليه دواءٌ ثم تُكْــحَلُ به العين.

حَلــأَه يَــحْلَــؤُه حَلــأ وأَــحْلــأَه: كَــحَلــه بالــحَلُــوء.

والحالئةُ: ضَرْب من الحَيَّات تَــحْلــأُ لِمَنْ تَلْسَعُه السَّمَّ كما يَــحْلــأُ الكَحَّالُ الأَرْمَدَ حُكاكةً فيَكْــحُلــه بها. وقال الفرَّاء: احْلِــئْ لي حَلُــوءاً؛ وقال أَبو زيد: أَــحْلــأْت للرَّجل إِــحْلــاءً إِذا حكَكْتَ له حُكاكةَ حَجَرَين فَداوَى بِحُكاكَتِهما عينيه إِذا رَمِدَتا.

أَبو زيد، يقال: حَلــأْتُه بالسوط حَلــأ إِذا جلدته به. وحَلــأَه بالسَّوْط

والسَّيف حَلــأ: ضرَبَه به؛ وعَمَّ به بعضُهم فقال: حَلــأَه حَلــأ: ضَرَبه.

وحَـَّلــأَ الإِبلَ والماشِيةَ عن الماء تَــحْلِــيئاً وتَــحْلِــئةً: طَرَدها

أَو حبَسَها عن الوُرُود ومَنَعَها أَن تَرِده، قال الشاعر إِسحقُ بنُ

ابراهيم الـمَوْصلِي:

يا سَرْحةَ الماءِ، قد سُدَّتْ مَوارِدُه، * أَما إِليْكِ سَبيلٌ غَيْرُ مَسْدُودِ

لِحائمٍ حامَ، حتَّى لا حَوامَ به، * مُــحَلــإٍ عن سَبِيلِ الماءِ، مَطْرودِ

هكذا رواه ابن بري، وقال: كذا ذكره أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه، وكذلك حَلــأَ القَوْمَ عن الماء؛ وقال ابن الأَعرابي: قالت قُرَيْبةُ: كان رجل عاشق لمرأَة فتزوجها فجاءَها النساءُ فقال بعضهن لبعض:

قَدْ طالما حَلــأْتُماها لا تَرِدْ، * فخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ

وقال امرؤ القيس:

وأَعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ، خالِدٍ، * كَمَشْيِ أَتانٍ حُلِّــئت عَن مَناهِلِ

وفي الحديث: يَرِدُ عليَّ يومَ القِيامةِ رَهْطٌ فيُــحَلَّــؤُونَ عن

الحَوْضِ أَي يُصَدُّون عنه ويُمْنَعُون من وُروده؛ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه: سأَل وَفْداً فقال: ما لإِبلكُم خِماصاً؟ فقالوا: حَلــأَنا بنو ثعلبة.

فأَجْلاهم أَي نفاهم عن موضعهم؛ ومنه حديث سلمة بن الأَكوع: فأَتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو على الماء الذي حَلَّــيتُهُمْ عنه بذي قَرَدٍ، هكذا جاء في الرواية غير مهموز، فقُلبت الهمزة ياءً وليس بالقياس لأَن الياءَ لا تبدل من الهمزة الاَّ أَن يكون ما قبلها مكسوراً نحو بيرٍ وإيلافٍ، وقد شذ قَرَيْتُ في قَرأْت، وليس بالكثير، والأَصل الهمز.

وحَلــأْت الأَديم إِذا قَشَرْت عنه التِّــحْلِــئ.

<ص:60>

والتِّــحْلِــئُ: القِشْر على وجه الأَديم مـما يلي الشَّعَر. وحَلــأَ الجِلْدَ يَــحْلَــؤُه حَلــأ وحَلِــيئة(1)

(1 قوله «حلــأ وحلــيئة» المصدر الثاني لم نره إلا في نسخة المحكم ورسمه يحتمل أن يكون حلــئة كفرحة وحلــيئة كخطيئة. ورسم شارح القاموس له حلــاءة مـما لا يعوّل عليه ولا يلتفت إليه.): قشره وبشره. والــحُلــاءة: قشرة الجلد التي يَقْشُرُها الدَّبَّاغ مـما يلي اللحم.والتِّــحْلِــئُ، بالكسر: ما أَفسده السكين من الجلد إِذا قُشِرَ. تقول منه: حَلِــئَ

ديمُ حَلــأ، بالتحريك إِذا صار فيه التِّــحْلِــئُ، وفي المثل: لا يَنْفَعُ الدَّبْغُ على التِّــحْلِــئ.

والتِّــحْلِــئُ والتِّــحْلِــئةُ: شعر وَجْه الأَدِيم ووَسَخُه وسَواده.

والمِــحْلــأَة: ما حُلِــئَ به.

وفي المثل في حَذَر الإِنسان على نفسه ومُدافَعَتِه عنها: حَلــأَتْ حالِئةٌ عن كُوعها أَي إِنَّ حَلــأَها عن كُوعها إِنما هو حذَرَ الشَّفْرة عليه لا عَنِ الجلد، لأَنَّ المرأَة الصَّناعَ ربما اسْتَعْجَلَتْ فَقَشَرَتْ

كُوعَها؛ وقال ابن الأَعرابي: حَلــأَتْ حالِئةٌ عن كوعِها معناه أَنها إِذا حَلــأَت ما على الإِهاب أَخذَت مِــحْلــأَةً من حديد، فُوها وقَفاها سَواء، فَتَــحْلــأُ ما على الإِهاب من تِــحْلــئة، وهو ما عليه من سَواده ووسخه وشعره، فان لم تُبالِغ المِــحْلــأَةُ ولم تَقْلَع ذلك عن الإِهاب، أَخذت الحالِئةُ نَشْفةً، وهو حجر خَشِن مُثَقَّب، ثم لَفَّت جانباً من الإِهابِ على يدها، ثم اعتَمَدَتْ بتلك النَّشْفة عيه لتَقْلَعَ عنه ما لم تُخرج عنه المِــحلــأَةُ، فيقال ذلك للذي يَدْفَع عن نفسه ويَحُضُّ على إِصلاح شأْنه، ويُضْربُ هذا المثل له، أَي عن كُوعِها عَمِلَتْ ما عَمِلَتْ وبِحِيلتِها وعَمَلِها نالتْ ما نالتْ، أَي فهي أَحقُّ بشَيْئِها وعَمَلِها، كما تقول: عن حِيلتي نِلتُ ما نِلتُ، وعن عملي كان ذلك. قال الكميت:

كَحالِئةٍ عن كُوعِها، وهْيَ تَبْتَغِي * صَلاحَ أَدِيمٍ ضَيَّعَتْه، وتَعْمَلُ

وقال الأَصمعي: أَصله أَن المرأَة تَــحْلــأُ الأَديم، وهو نَزْعُ

تِــحْلِــئِه، فإِن هي رَفَقَتْ سَلِمَتْ، وإِن هي خَرُقَتْ أَخْطأَت، فقطَعَت

بالشَّفْرَة كُوعها؛ وروي عن الفرَّاء يقال: حَلــأَتْ حالِئةٌ عن كوعها أَي لِتَغْسِلْ غاسِلةٌ عن كوعها أَي ليَعْمَلْ كلُّ عامل لنفسه؛ قال: ويقال اغْسِلْ عن وجهك ويدك، ولا يقال اغْسِلْ عن ثوبك.

وحَلــأَ به الأَرضَ: ضَرَبها به، قال الأَزهري: ويجوز جَلأْتُ به الأَرضَ بالجيم؛ ابن الأَعرابي: حَلــأْتُه عشرين سَوْطاً ومتَحْتُه ومَشَقْتُه ومَشَنْتُه بمعنى واحد؛ وحَلــأَ المرأَة: نَكَحَها. والــحَلــأُ: العُقْبُولُ.

وحَلِــئَتْ شَفَتِي تَــحْلــأُ حَلــأ إِذا بَثُرَتْ(2)

(2 قوله «بثرت» الثاء بالحركات الثلاث كما في المختار.) أَي خرج فيها غِبَّ الحُمَّى بُثُورُها؛ قال: وبعضهم لا يهمز فيقول: حَلِــيَتْ شَفَتُه حَلًــى، مقصور. ابن السكيت في باب المقصور المهموز، الــحَلــأُ: هو الحَرُّ الذي يَخرج على شَفةِ الرَّجلِ غِبَّ الحُمَّى.

وحَلــأْته مائة درهم إِذا أَعْطَيْته. التهذيب: حكى أَبو جعفر الرُّؤَاسي: ما حَلِــئتُ منه بطائل، فهمز؛ ويقال: حَّلــأْت السَّوِيقَ؛ قال الفرَّاء: همزوا ما ليس بمهموز لأَنه من الــحلْــواء.

والــحَلــاءةُ: أَرضٌ، حكاه ابن دريد، قال: وليس بِثَبَتٍ؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه ثَبَتٌ؛ وقيل: هو اسم ماء؛ وقيل: هو اسم موضع. قال صخر الغي:

<ص:61> كأَنِّي أَراهُ، بالــحَلــاءة، شاتِياً، * تُقَفِّعُ، أَعْلَى أَنْفِه، أُمُّ مِرزَمِ(1)

(1 قوله «كأني اراه إلخ» في معجم ياقوت الــحلــاءة بالكسر ويروى بالفتح ثم قال وهو موضع شديد البرد وفسر أم مرزم بالريح البارد.)

أُمُّ مِرْزم هي الشَّمالُ، فأَجابه أَبو الـمُثَلَّم:

أَعَيَّرْتَني قُرَّ الــحِلــاءة شاتِياً، * وأَنْت بأَرْضٍ، قُرُّها غَيْر مُنْجِمِ

أَي غير مُقْلِعٍ. قال ابن سيده: وانما قضينا بأَن همزتها وضعية مُعاملة للفظ إِذا لم تَجْتَذِبْه مادَّة ياء ولا واو.

حلــأ
: (} الــحُلــاَءَة كَبُرَادَةٍ و) {حَلُــوءٌ مثل (صَبُور) : مَا يُحَكُّ بَين حَجَرَيْنِ لِيُكْتَــحَلَ بِهِ (و) من ذَلِك (} حَلــأَه كَمَنَعه) إِذا (كَــحَلَــه بِهِ، {كأَــحْلــأَه) قَالَ أَبو زيد:} أَــحلــأَت الرجل َ {إِــحلــاءً إِذا حَكَكْت لَهُ حُكَاكَةَ حَجرَيْنِ فدَاوَي بحُكاكتهما عَيْنَيْه إِذا رَمِدَتَا.
(و) } حَلــأَه بالسَّوْط: جَلَده، و (بالسَّيْف: ضَرَبه) يُقَال {حَلــأْتُه عشْرين سَوْطًا ومتَحْتُه ومَشَقْتُه وَمَشَنْتُه، بِمَعْنى واحدٍ.
(و) } حَلــأَ (بِه الأَرحضَ: صَرَعه) وضَرَبها بِهِ، قَالَ الأَزهري: وَالْجِيم لغةٌ.
(و) {حَلــأَ (المرأَةَ: نَكَحَهَا) مجَاز من حَلــأَ الجِلْدَ.
(و) عَن أَبي زيدٍ:} حَلــأَ (فُلاناً كَذَا دِرْهَماً: أَعطاه إِيَّاه) وَحكى أَبو جَعْفَر الرُّؤَاسي: مَا {حَلِــئْتُ مِنْهُ بطائل، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) (و) } حَلــأَ (الجِلْدَ) ! يَــحْلَــؤُه {حَلــأً} وحِلــاَءَة (قَشَرَه وبَشَرَه) وَمِنْه الْمثل: ( {حَلــأَتْ} حَالِئَةٌ عَن كُوعِها) لأَن المرأَة ربَّما استَعجلَتْ فقشَرَتْ كُوعَها، {والمِــحْلــأَةُ: آلتُها، وَقيل فِي معنى الْمثل غير ذَلِك (و) } حَلــأَ (لَهُ حَلُــوءًا: حَكَّه لَهُ) حَجَراً على حَجرٍ، ثمَّ جعل الحُكاكَة على كَفِّه وصَدَّأَ بِهِ المِرْآةَ ثمَّ كَــحَلــه بِها، قَالَه ابنُ السِّكِّيت.
( {والــحَلــاَءَة، كَسَحابةٍ: الأَرضُ الكَثيرةُ الشجَرِ) وَقيل: اسمُ أَرْضٍ، حَكَاهُ ابنُ دُرَيد، وَلَيْسَ بِثَبتٍ، قَالَه الأَزهري، (و) قيل: اسمُ (ع) شَديد البَرْدِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
كَأَنِّي أَراهُ} بِالــحُلــاَءَةِ شَاتِياً
يُقَفِّعُ أَعْلَى أَنْفِه أُمُّ مِرْزَمِ
(ويُكْسَر) وَالَّذِي قرأْتُ فِي أَشعارِ الهُذَلِيّين، قَالَ صَخْرُ بنُ عبدِ الله يهجو أَبا المُثَلَّمِ:
إِذَا هُوَ أَمْسَى {بِالــحَلــاَءَةِ شَاتِياً
تُقَشِّرُ أَعْلَى أَنْفِهِ أُمُّ مِرْزَمِ
الــحلــاءَة بِفَتْح الْحَاء وبالكسر رِوَايَة أَبي سعيدٍ السُّكَّرِيّ: مَوْضِعُ قُرَ وبَرْد وأُمُّ مِرْزم: الشَّمَال، عَيَّره أَنه نازِلٌ بمكانٍ بَارِدٍ سَوْءٍ. فأَجابه أَبو المُثَلَّم:
أَعَيَّرَتْنِي قُرّ} َ الــحِلــاَءَةِ شَاتِياً
وَأَنْتَ بِأَرْضٍ قُرُّهَا غَيْرُ مُنْجِمِ
أَي غير مُقْلِع (و) {الــحَلــاَءَةُ (بالضَّمِّ قِشْرَةُ الجِلْدِ) الَّتِي (يَقْشِرُها الدَّبَّاغُ) مِمَّا يَلِي اللحْمَ (و) } الــحِلــاءَة (بالكَسْرِ واحدةُ الــحِلــاءِ) بِالْكَسْرِ والمَدِّ، وَهِي اسْم (لجِبَالٍ قُرْبَ مِيطَانَ) لَا نَبات بهَا (تُنْحَتُ مِنْهَاغ الأَرْحِيَةُ وتُحْمَل إِلى المَدينة) على ساكنها السلامُ ( {والــحَلُــوءُ، كَصَبور: حَجَرٌ يَشْتَشْفِي بهِ) بِالْبِنَاءِ للمعلوم (الرَّمِدُ) ككتِفٍ فاعلُه، وَقَالَ ابْن السكِّيت:} الــحَلُــوء: حَجرٌ يُدْلَك عَلَيْهِ ثمَّ تُكْــحَلُ بِهِ العَيْنُ، قَالَ أَبو المُثَلَّم الهُذَلِيُّ يُخاطب عامِرَ بنَ عَجْلاَنَ الهُذليّ:
مَتَى مَا أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو
كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ
وَأَكْــحُلْــكَ بِالصَّابِ أَوْ بالــحَلُــوءِ
فَفَتِّحْ لِعَيْنِكَ أَوْ غَمِّضِ
ويروي: بِالجَلاَءِ.
( {وَــحَلَّــأَهُ) أَي الإِبلَ (عَن الماءِ} تَــحْلِــيئاً {وتَــحْلِــئَةً: طَرَدَه) عَنهُ (ومَنَعه) قَالَ إِسحاق بن إِبراهيم المَوْصلّي فِي مُعاتبة المأْمون:
يَا سَرْحَة الماءِ قَدْ سُدَّتْ مَوَارِدُهُ
أَمَا إِليكِ سَبِيلٌ غَيْرُ مَسْدُودِ
لِحَائِمٍ حَامَ حَتَّى لاَحَوَامَ بِهِ
} مُــحَلــإٍ عَنْ سَبِيلِ المَاءِ مَطْرُودِ
هَكَذَا رَوَاهُ ابْن بَرّيّ، وَقَالَ: كَذَا ذكره أَبو الْقَاسِم الزجّاجي فِي أَماليه، وَفِي (الْعباب) : وأَنشده الأَصمعيَّ فَقَالَ: أَحسَنْت فِي الشّعر، غير أَنَّ هَذِه الحاءَات لَو اجْتمعت فِي آيةِ الكُرْسِيّ لَعابَتْهَا.
قَالَ: وَكَذَلِكَ غَيْرَ الإِبلِ، قَالَ امرؤُ القَيس:
وَأَعْجَبَنِي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خَالِدٍ
كَمَشْيِ أَتَانٍ {حُلِّــئَتْ عَنْ مَنَاهلِ
وَفِي (اللِّسَان) : وَكَذَلِكَ} حَلــأَ القَوْمَ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: قَالَت قُرَيْبَةُ: كَانَ رجلٌ عاشِقاً لِمَرأَةٍ، فتَزَوَّجَها فجاءَها النساءُ، فَقَالَ بعضُهنّ لبعضٍ:
قَدْ طَالَمَا حَلــأْتُمَاهَا لاَ تَرِدْ
فَخَلِّيَاهَا والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
وَفِي الحَدِيث: (يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيامَة رَهْطٌ! فَيُــحَلَّــئُونَ عَنِ الحَوْشِ) ، أَي يُصَدُّونَ عَنهُ ويُمْنَعونَ من وُرُوده، وَفِي حَدِيث سَلَمَة بنِ الأَكْوَعِ: (فَأَتَيتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموهو عَلَى الماءِ الَّذِي حَلَّــيْتُهم عَنهُ بِذِي قَرَدِ) هَكَذَا جاءَ فِي الرِّوَايَة غيرَ مَهْمُوز، قُلِبَت الهمزةُ يَاء، وَلَيْسَ بالقِياس، لأَنّ الياءَ لَا تُبدَل من الْهمزَة إِلاّ أَن يكون مَا قبلهَا مكسوراً، وَقد شَذَّ قَرَيْتُ فِي قرَأْت، وَلَيْسَ بالكثير والأَصل الْهَمْز.
(و) {حَلــأَه كَذَا (دِرْهَماً: أَعطاه إِيَّاه) } كَــحَلــأَهُ {وأَــحْلــأَهُ.
(و) } حَلــأَ (السَّوِيقَ) {تَــحْلِــئَةً: (} حَلــاَّهُ) ، وَكَذَلِكَ {أَــحْلــأْتُ السَّوِيقَ، قَالَ الفَرَّاءُ: قد (هَمَزُوا غَيْرَ مَهموزٍ) ، لأَنه من الــحَلْــوَاءِ بالمَدّ، وَكَذَلِكَ رَثأْتُ المَيتَ، وسيأْتي فِي درأَ توضيح لذَلِك.
(} والتِّــحْلِــيءُ، بِالكسر: شَعَرُوَجْهِ الأَدِيمِ وَوَسَخُه وسَوَادُه {كالتِّــحْلِــئَةِ) بِالْهَاءِ، وَقد صرح أَبو حَيَّان بِزِيَادَة تاءَيهما.
(و) فِي (العُباب) : التِّــحْلِــيءُ (: مَا أَفْسَدَه السِّكِّين مِنَ الجِلْدِ إِذا قُشِرَ) تَقول مِنْهُ حَلِــيءَ الأَدِيمُ، بِالْكَسْرِ، حَلــأً، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا صَار فِيهِ التِّــحْلِــيءُ.
(والــحَلــأُه محركَةً) أَيضاً (: العُقْبُولُ، و) تَقول من ذَلِك (} حَلِــئَ) الرجلُ (كَفَرِح) إِذا (صَارَ فِيهِ التِّــحْلِــيءُ) هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، والأَوْلَى: إِذا صَار فِيهِ {الــحَلــأُ (و) يُقَال} حَلِــئَت (الشَّفَةُ) إِذا (بَثُرَتْ بعد المَرَضِ) قَالَ الأَزهري: وَبَعْضهمْ لَا يَهمِز فَيَقُول حَلِــيَتْ شَفَتُه حَلــى، مَقْصُور، وَقَالَ ابْن السكّيت فِي بَاب الْمَقْصُور والمهموز: {الــحَلــأُ هُوَ الحَرُّ الَّذِي يَخْرُج على شَفةِ الرجُلِ غِبَّ الحُمَّى (} والمِــحْلــأَةُ) بِالْكَسْرِ اسْم (مَا {حُلِــئَ، بِهِ) الأَديم أَي قُشِر (و) قَالَ شَمِرٌ: (} الحَالِئَةُ: حَيَّةٌ خَبيثةٌ) تَــحْلــأُ مَنْ تَلْسَعه السَّمَّ، كَمَا يَــحْلــأُ الكَحَّالُ الأَرْمَدَ حُكَاكَةً فيكْــحُلُــه بهَا، وَبِه فُسِّر المَثلُ المُتقدِّم.
(و) من الْمجَاز (رَجُلٌ {تِــحْلِــئةٌ) إِذا كَانَ ثقيلاً (يَلْزَقُ بالإِنسان فَيَغُمُّه) .
وَمن الأَمثال (} حَلُــوءَةٌ تُحَكَّ بِالذَّرَارِيح) يُضْرَب لمن قولُه حسن وفِعله قَبِيح والتركيب يدلُّ على تنحية الشَّيْء.

حلم

الــحلــم: هو الطمأنينة عند سَوْرة الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظالم.
(حلــم)
حلــما وحلــما رأى فِي نَومه رُؤْيا وَالصَّبِيّ أدْرك وَبلغ مبلغ الرِّجَال وَبِه وَعنهُ رأى لَهُ رُؤْيا وَالشَّيْء وَبِه رَآهُ فِي نَومه وَالْجَلد حلــما نزع عَنهُ حلــمه

(حلــم) الْبَعِير حلــما كثر عَلَيْهِ الْــحلــم وَالْجَلد وَقع فِيهِ دود فتثقب وَفَسَد

(حلــم) حلــما تأنى وَسكن عِنْد غضب أَو مَكْرُوه مَعَ قدرَة وَقُوَّة وصفح وعقل

حلــم


حَلِــمَ(n. ac. حَلَــم)
a. Had ticks; was worm-eaten.

حَلُــمَ(n. ac. حِلْــم)
a. ['An], Was gentle, clement, patient, forbearing to.

حَلَّــمَa. Rendered gentle, mild.
b. Plucked out the ticks from.

تَــحَلَّــمَ
a. ['An], Became gentle, forbearing &c.
b. Told false dreams.

تَحَاْلَمَa. Affected forbearance, kindliness.

إِحْتَلَمَa. Attained to puberty.

حِلْــم
(pl.
حُلُــوْم
أَــحْلَــاْم)
a. Gentleness, mildness, clemency, patience, forbearance
long-suffering.

حُلْــم
(pl.
أَــحْلَــاْم)
a. Dream, vision.

حَلَــمa. Tick.

حَلَــمَةa. see 4b. Nipple, teat; mouth-piece ( of a pipe ).

حَلِــم
حَلِــمَةa. Full of ticks; wormeaten.

حُلُــمa. Puberty.
b. see 3
حَاْلِمa. Dreamer.

حَلِــيْم
(pl.
أَــحْلَــاْم
حُلَــمَآءُ)
a. Gentle, mild, patient, forbearing
longsuffering.

حَلُّــوْم
حَاْلُوْمa. Coagulated milk; cheese.
ح ل م: (الْــحُلُــمُ) بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِهَا مَا يَرَاهُ النَّائِمُ وَقَدْ (حَلَــمَ) يَــحْلُــمُ بِالضَّمِّ (حُلْــمًا) وَ (حُلُــمًا) وَ (احْتَلَمَ) أَيْضًا. وَ (حَلَــمَ) بِكَذَا وَــحَلَــمَ كَذَا بِمَعْنًى أَيْ رَآهُ فِي النَّوْمِ. وَ (الْــحِلْــمُ) بِالْكَسْرِ الْأَنَاةُ وَقَدْ (حَلُــمَ) بِالضَّمِّ (حِلْــمًا) وَ (تَــحَلَّــمَ) تَكَلَّفَ الْــحِلْــمَ وَ (تَحَالَمَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (الْــحَلَــمَةُ) رَأَسُ الثَّدْيِ وَهُمَا حَلَــمَتَانِ. وَالْــحَلَــمَةُ أَيْضًا الْقُرَادُ الْعَظِيمُ وَجَمْعُهَا (حَلَــمٌ) . وَ (حَلَّــمَهُ تَــحْلِــيمًا) جَعَلَهُ حَلِــيمًا. وَ (الْحَالُومُ) لَبَنٌ يُغَلَّظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بِالْجُبْنِ الرَّطْبِ وَلَيْسَ بِهِ. 
حلــم
الــحُلْــمُ: الرُّؤْيا، وهو الاحْتِلامُ، ويُجْمَعُ على الأحْلــام. والفاعِلُ: حالِمٌ ومُحْتَلِمٌ.
وأحْلــامُ نائمٍ: ثِيَابٌ غِلاظٌ مُخَطَّطةٌ. والــحِلْــمُ: الأناةُ، والجَميعُ: الأحْلــامُ، والــحَلِــيْمُ والــحُلَــمَاءُ. وأحْلَــمَتِ المَرْأةُ: وَلَدَتِ الــحُلَــمَاءَ. والأحْلــامُ: الأجْسامُ. والــحَلَــمَةُ - والجَيمعُ الــحَلَــمُ -: القُرَادُ الكَبيرُ. وبَعيرٌ حَلِــمٌ: كَثيرُ الــحَلَــمِ. وأدِيْمٌ حَلِــمٌ. وعَنَاقٌ تَــحْلِــمَهٌ - وجَمْعُه تَحَالِمُ -: كَثُرَ عليها الــحَلَــمُ. وفي المَثَلِ: " أبْطَأُ من حَلَــمَةٍ " وأقْطَفُ من حَلَــمَةٍ و:
كدابِغَةٍ وقد حَلِــمَ الأدِيْمُ
والــحَلَــمَةُ: شَجَرُ السَّعْدانِ. ورأْسُ الثَّدْي.
ومُــحَلِّــمٌ: نهرٌ باليَمَامَةِ. ويَوْمُ حَلِــيْمَةَ: يَوْمٌ مَعْروفٌ للعَرَب. والــحُلــاّمُ: الجَدْيُ. ودَمٌ حُلّــامٌ: أي هَدَرٌ، من قولهم:
كُلُّ قَتِيْلٍ في كُلَيْبٍ حُلّــامْ
وقيل: هي الجَدْيُ. وحُلَــامٌ: حَيٌّ من عُدْاونَ.
والحالُوْمُ: اللَّبَنُ الذي يُجَمَّدُ كالجُبْن. وشاةٌ حَلِــيْمَة: سَمِيْنَةٌ، وتَــحَلَّــمَتِ الإبِلُ: سَمِنَتْ.
ح ل م : حَلَــمَ يَــحْلُــمُ مِنْ بَابِ قَتَلَ حُلُــمًا بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ وَاحْتَلَمَ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا وَــحَلَــمَ الصَّبِيُّ وَاحْتَلَمَ أَدْرَكَ وَبَلَغَ مَبَالِغَ الرِّجَالِ فَهُوَ حَالِمٌ وَمُحْتَلِمٌ وَــحَلُــمَ بِالضَّمِّ حِلْــمًا بِالْكَسْرِ صَفَحَ وَسَتَرَ فَهُوَ حَلِــيمٌ وَــحَلَّــمْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبْتُهُ إلَى الْــحِلْــمِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُــحَلِّــمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ رَجُلًا بِذَــحَلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَعْدَمَا قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «اللَّهُمَّ لَا تَرْحَمْ مُــحَلِّــمًا» فَلَمَّا مَاتَ وَدُفِنَ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَالْــحَلَــمُ الْقُرَادُ الضَّخْمُ الْوَاحِدَةُ حَلَــمَةٌ مِثْلُ: قَصَب وَقَصَبَةٍ وَقِيلَ لِرَأْسِ الثَّدْيِ وَهِيَ اللَّحْمَةُ النَّاتِئَةُ
حَلَــمَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بِقَدْرِهَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْــحَلَــمَةُ الْحَبَّةُ عَلَى رَأْسِ الثَّدْيِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَرَأْسِ الثَّنْدُوَةِ مِنْ الرَّجُلِ. 
حلــم: حَلَّــم (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة ( Sompniare) وفي مادة ( Polui in Sopniis) تــحلَّــم: تكلف الــحلــم وأظهر أنه حلــيم ففي كتاب محمد بن الحارث (ص307): فاطرق عمرو بن عبد الله واستعمل احِلــم والأَخْذَ بالفضل فقال له سليمان وتتعامل أيضاً وتتــحلَّــم كأَنَّا لا نعرفك.
احتلم به: حَلَــم به. رآه في نومه. ففي تحفة العروس (مخطوطة 330، ص156 ق) وكان في غزاة غاليسيا وكانت بقرطبة جارية يهواها فاحتلم ببعض الليالي بها (وفي مخطوطة ب: يهوها، وفي الأخرى هواها وهو خطأ).
حُلْــم: رؤيا أي ما يراه النائم في نومه، ويجمع أيضاً على حلــومات (بوشر، أبو الوليد ص228، رقم 42).
وحُلْــم: هذيان، بحران (المعجم اللاتيني - العربي).
حَلْــمَة: نبات اسمه العلمي: ( Lithospermum callosum) . ( براكس مجلو الشرق والجزائر 4: 196).
حُلْــمِيّ: نسبة إلى الــحُلْــم (الألفية طبعة وبتريشي ص114).
حَلَــوم: متثاقل، متراخ، كسول، متوان (المقدمة 2: 359).
حَلَــوم: نبات اسمه العلمي ( Anchusa) ( المستعيني). حالوم: يقول تفينو (1: 495): ((جبن مملح يسميه المصريون جبن الحالوم)). ويقول كوين (ص221): ((جبنة الــحلــوم (جبن الــحلــوم): جبن مملح. وتقول العامة: حَلُّــوم (محيط المحيط).
وحالوم: نبات اسمه العلمي ( Anchusa) ابن البيطار (1: 272).
حالومَة: بعض الكلمات البربرية تردد قبل النوم فتجلب رؤيا تنبئ بما يرغب في معرفته (المقدمة 1: 190).
ح ل م

حلــم الغلام واحتلم، وغلام حالم ومحتلم، وبلغ الــحلــم. ورأى في حلــمه كذا. وهو من أضغاث الأحلــام. وحلــمت بفلانة، وحلــمتها. قال الأخطل:

فــحلــمتها وبنو رفيدة دونها ... لايبعدن خيالها المــحلــوم

وتــحلــم فلان ما لم يحتلم إذا قال: حلــمت بكذا وهو كاذب. وحلــم فلان، فهو حلــيم، وفيه حلــم أي أناة وعقل. وهو من ذوي الأحلــام، ولهم أحلــام عاد. وتــحلــم: تكلف الــحلــم. قال حاتم:

تــحلــم عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الــحلــم حتى تــحلــما

وحلــم عن السفيه. والله حلــيم عن العصاة: لا يعاجلهم بالعقاب. وقد حلــم الأديم: وقع فيه الــحلــم. وحلــمت بعيري وقردته: ومن المجاز: اسودت حلــمتا ثدييه، وقرادا ثدييه. وحلــم الأديم أي فسد الأمر. وهذه أحلــام نائم: للأمانيّ الكاذبة. ولأهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلــام نائم. قال:

تبدلت بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخزّ أحلــام نائم

يقول كبرت فاستبدلت بقد في لين الخيزران قداً في يبس الجريدة، وبجلد في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب.
(حلــم) في الحَدِيث: "الرُّؤْيا من اللهِ، والــحُلْــم من الشَّيطان".
قال الحَرْبِىُّ: رأَيتُ الأَحادِيثَ على أَنَّ الرُّؤْيَا: ما رَأَى الرَّجلُ من حَسَن، وقد جاء في القَبِيح أيضا. والــحُلْــم: ما رَأَى من القَبِيح. قاَلَ اللهُ تَعالى: {أَضْغَاثُ أَــحْلَــامٍ} قال الضَّحَّاك: هي الأَــحْلــام الكَاذِبَة.
- في الحَدِيث: "مَنْ تَــحَلَّــم كُلِّفَ أن يَعقِد بين شَعِيرَتَيْن".
أي: تَكذَّب بما لم يَرَه في مَنامِه. يقال: حَلَــم يَــحلُــم حُلْــماً، إذا رَأَى. وتَــحَلَّــم، إذا ادَّعَى كَاذِباً.
- حَدِيث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "إنه كان يَنهَى أن تُنزَع الــحَلَــمَةُ عن دَابَّتِه".
قال الأصْمَعىُّ: هي القُرادُ الكَبِير الذي يكون في الِإبِل، والــحَلــمَة أيضا: الدُّودَةُ تكُون بين جِلْدَى الشَّاة حَيَّةً. ومنه يُقالُ: حَلِــم الأَدِيمُ، وجِلد حَلِــمٌ.
- حَدِيثُ مكحول: "في حَلَــمة ثَدْى المَرْأة رُبعُ دِيَتها".
قال الأَصمَعِىُّ: هي رَأسُ الثَّدْى من الرَّجُل والمَرْأة، وهي الهَنَأة النَّاتِئَة منها. - في الحَدِيث: "غُسلُ يوم الجُمُعة وَاجِبٌ على كُلِّ مُحتَلِم" .
: أي بَالِغ مُدْرِك، ولم يُرِد الذي احْتَلَم فأَجْنَب، لأن ذَلِك يَجِب عليه الغُسْل جُمُعَةً كان أو غَيْره، وإنَّما أَرادَ الذي بَلَغ الــحُلُــم.
(ح ل م) : (الْــحَلَــمَةُ) وَاحِدَةُ الْــحَلَــمِ وَهِيَ الْقُرَادُ الضَّخْمُ الْعَظِيمُ (وَيُقَالُ) لِرَأْسِ الثَّدْيِ حَلَــمَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ وَيَشْهَدُ لَهُ بَيْتُ الْحَمَاسَةِ
كَأَنَّ قُرَادَيْ زَوْرِهِ طَبَعَتْهُمَا ... بِطِينٍ مِنْ الْجَوْلَانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ
(وَــحَلَــمَ) الْغُلَامُ وَاحْتَلَمَ حُلْــمًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْحَالِمُ الْمُحْتَلِمُ فِي الْأَصْلِ ثُمَّ عَمَّ فَقِيلَ لِمَنْ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ حَالِمٌ وَهُوَ الْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ «خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ وَحَالِمَةٍ دِينَارًا» (وَالْــحَلِــيمُ) ذُو الْــحِلْــمِ وَبِمُؤَنَّثِهِ سُمِّيَتْ حَلِــيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ظِئْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَلُــمَ حِلْــمًا مِنْ بَابِ قَرُبَ (وَــحَلَّــمَهُ) نَسَبَهُ إلَى الْــحِلْــمِ وَبِاسْمِ فَاعِلِهِ سُمِّيَ مُــحَلِّــمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَهُوَ الَّذِي قَتْلَ رَجُلًا بِذَــحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «اللَّهُمَّ لَا تَرْحَمْ مُــحَلِّــمًا فَلَمَّا مَاتَ وَدُفِنَ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» .
حلــم
الــحِلْــم: ضبط النّفس والطبع عن هيجان الغضب، وجمعه أَــحْلَــام، قال الله تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَــحْلــامُهُمْ بِهذا [الطور/ 32] ، قيل معناه: عقولهم ، وليس الــحلــم في الحقيقة هو العقل، لكن فسّروه بذلك لكونه من مسبّبات العقل ، وقد حَلُــمَ وحَلَّــمَهُ العقل وتَــحَلَّــمَ، وأَــحْلَــمَتِ المرأة: ولدت أولادا حلــماء ، قال الله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَــحَلِــيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
[هود/ 75] ، وقوله تعالى: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِــيمٍ [الصافات/ 101] ، أي: وجدت فيه قوّة الــحلــم، وقوله عزّ وجل: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْــحُلُــمَ
[النور/ 59] ، أي: زمان البلوغ، وسمي الــحلــم لكون صاحبه جديرا بالــحلــم، ويقال: حَلَــمَ في نومه يَــحْلُــمُ حُلْــماً وحُلَــماً، وقيل: حُلُــماً نحو: ربع، وتَــحَلَّــمَ واحتلم، وحَلَــمْتُ به في نومي، أي: رأيته في المنام، قال الله تعالى: قالُوا أَضْغاثُ أَــحْلــامٍ [يوسف/ 54] ، والــحَلَــمَة: القراد الكبير، قيل: سميت بذلك لتصوّرها بصورة ذي حلــم، لكثرة هدوئها، فأمّا حَلَــمَة الثدي فتشبيها بالــحلــمة من القراد في الهيئة، بدلالة تسميتها بالقراد في قول الشاعر:
كأنّ قرادي زوره طبعتهما بطين من الجولان كتّاب أعجمي
وحَلِــمَ الجلد: وقعت فيه الــحلــمة، وحَلَّــمْتُ البعير: نزعت عنه الــحلــمة، ثم يقال: حَلَّــمْتُ فلانا: إذا داريته ليسكن وتتمكّن منه تمكّنك من البعير إذا سكّنته بنزع القراد عنه .
[حلــم] الــحُلْــمُ بالضم: ما يراه النائم. تقول منه: حَلَــمَ بالفتح واحْتَلَمَ. وتقول: حَلَــمْتُ بكذا، وحَلَــمْتُهُ أيضا. قال: فــحلــمتها وبنور فيدة دونها لا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المــحلــومُ والــحِلْــمُ: بالكسر الأناةُ. تقول منه: حَلُــمَ الرجل بالضم. وتَــحَلَّــمَ: تكلّفَ الخلم. وقال : تــحلــم عن الادنين واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ ولن تستطيعَ الــحِلْــمَ حتّى تَــحَلّــما وتَحالَم: أرى من نفسِهِ ذلك وليس به. والــحَلَــمُ، بالتحريك: أن يَفْسُدَ الإهابُ في الغَمْل ويقع فيه دودٌ فَيَتَثَقَّبَ. تقول منه: حَلــمَ الأَديمُ بالكسر. وقال: فإنَّكَ والكتاب إلى عَليٍّ كدابِغَةٍ وقد حَلِــمَ الأَديمُ والــحَلَــمَةُ: رأس الثَدي، وهما حَلَــمتانِ. والــحَلَــمَةُ أيضاً: ضرب من النبت. قال الاصمعي: هي الــحلــمة والينمة. وتــحلــم الصبيُّ والضَبُّ، أي سَمِن واكتنز. قال أوس : لحونهم لحو العصا فطردنهم إلى سنة جرذانها لم تــحلــم وبعير حلــيم، أي سمين. وقال :

من النى في أصلاب كل حلــيم * والــحلــمة: القُرادُ العظيم، وهو مثل العَلِّ، وجمعها حَلَــمٌ. والــحَلَــمَةُ أيضاً: دُودة تقع في جِلد الشاة الأعلى وجلدِها الأسفل، هذا لفظ الأصمعيّ، فإذا دُبِغَ لم يزلْ ذلك الموضعُ رقيقاً. يقال منه تَعيَّنَ الجلد، وحلــم الاديم. وحلــيمات بضم الحاء: موضع، وهن أكمات ببطن فلج. ومــحلــم في قول الاعشى: ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بين شيبان شرب مــحلــم نهر يأخذ من عين هجر. قال لبيد يصف ظعنا ويشبهها بنخيل كرعت في هذا النهر: عصب كوارع في خليج مــحلــم حملت فمنها موقر مكموم ومــحلــم أيضا: اسم رجل. وحلــمت الرجل تَــحْلــيماً: جعلته حَلــيماً. قال المخبَّل: ورَدُّوا صدور الخيل حتى تَنَهْنَهَتْ إلى ذي النُهى واسْتَيْدَهوا للمُــحَلِّــم يقول: أطاعوا الذي يأمرهم بالــحِلْــمِ. والــحُلــاَّمُ: الجَديُ يؤخذ من بطن أمِّه. قال الأصمعيّ: الــحُلــاَّمُ والــحُلــاَّنُ، بالميم والنون: صغار الغنم. والحالومُ: لبنٌ يغلظ فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به.
[حلــم] نه فيه: "الــحلــيم" تعالى لا يستخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو منته إليه. وفيه: ليليني أولوا "الأحلــام" والنهي، أي ذوو الألباب والعقول، جمع حلــم بالسر وكأنه من الــحلــم الأناة والتثبت في الأمور، وذلك من شعار العقلاء، ويتم في ولي. وفيه: أمره أن يأخذ من كل "حالم" ديناراً، أي يأخذ الجزية من كل بالغ سواء احتلم أو لم يحتلم. ومنه: غسل الجمعة على كل "محتلم" وروى: حالم. وفيه: الرؤيا من الله و"الــحلــم" من الشيطان، هما ما يراه النائم لكن غلب الرؤيا على الخير والحسن، والــحلــم على الشر والقبيح. ومنه: أضغاث "أحلــام" ويستعمل كل مكان الآخر، ويضم لام الــحلــم ويسكن. ومنه: من "تــحلــم" كلف أن يعقد بين شعيرتين، أي قال إنه رأى في النوم ما لم يره. و"حلــم" بالفتح أي رأى و"تــحلــم" أي ادعى الرؤياالأرنب يقتله المحرم "بــحلــام" فسره بالجدي، وقيل: يقع على الجدي والحمل حين تضعه أمه، ويروى بنون وقيل هو الصغير الذي حلــمه الرضاع أي سمنه أمه.
حلــم
حلَــمَ1/ حلَــمَ بـ يَــحلُــم، حُلْــمًا، فهو حالم، والمفعول مــحلــوم (للمتعدِّي)
حلَــم الشَّخصُ: رأى في نومه رُؤْيا "سأل الشَّيخَ عن تفسير حُلْــمِه".
حلَــم الشَّيءَ/ حلَــم بالشَّيء: رآه في نومه "يَــحلُــم دائمًا بالمسجد الحرام". 

حلَــمَ2 يَــحلُــم، حُلُــمًا، فهو حالم
حلَــم الصَّبيُّ: أدرك وبلغ مبلغَ الرِّجال " {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْــحُلُــمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا} ". 

حلُــمَ/ حلُــمَ على/ حلُــمَ عن يَــحلُــم، حِلــمًا، فهو حلــيم، والمفعول مَــحْلُــوم عليه
حلُــم الشَّخصُ:
1 - تأنّى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوّة "احتمل ذلك بطول حِلْــمِه- حلْــم ساعة يردُّ سبعين آفة [مثل]- {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِــيمٌ} " ° أحلــم من أحنف [مثل]: يُضرب في الشَّخص الكثير التأنّي والسُّكون.
2 - عقل، رزُن "جعلته تجارب الحياة يــحلُــم ويكون حكيمًا".
حلُــم القائدُ/ حلُــم القائدُ على الجنديّ/ حلُــم القائدُ عن الجنديّ: صفح عنه "احلُــم فإنَّ الله حلــيم- من عفا ساد ومن حلُــمَ عَظُم [مثل] ". 

احتلمَ يحتلم، احتلامًا، فهو مُحتَلِم
• احتلم الشَّخصُ: حلَــم1؛ رأى في نومه رُؤيا.
• احتلم الصَّبيُّ:
1 - حلَــم2؛ أدرك وبلغ مبلغَ الرِّجال.
2 - خرَج منه المَنيُّ في المنام "وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ [حديث] ". 

تحالمَ يتحالم، تَحالُمًا، فهو مُتحالِم
• تحالم فلانٌ: تظاهر بضبط النفس "استطاع بتحالمه أن يكسب خَصْمَه". 

تــحلَّــمَ يتــحلَّــم، تــحلُّــمًا، فهو متــحلِّــم
• تــحلَّــم فلانٌ: تكلَّف ضبطَ النَّفْس "رأيت كرام النَّاس إن كُفَّ عَنْهُمُ ... بــحلــم رأوا فضلاً لمن قد تــحلَّــما- إِنَّما الْــحِلْــمُ بِالتَّــحَلُّــمِ [حديث] ". 

حالِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حلَــمَ1/ حلَــمَ بـ وحلَــمَ2.
2 - من أو ما يغلب عليه الخيال "هو دائمًا في حالٍ حالمة". 

حُلْــم [مفرد]: ج أَــحلــام (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَــمَ1/ حلَــمَ بـ.
2 - ما يراه النَّائم في نومه "رأى حُلْــمًا أسعده- {قَالُوا أَضْغَاثُ أَــحْلــاَمٍ} " ° أضغاث أحلــام: ما كان منها ملتبسًا مضطربًا يصعب تأويله- الوعْي الــحُلْــميّ: شعور النَّفس بذاتها وقت الأحلــام.
3 - ما يبدو بعيدًا عن الواقع "يتمنَّى كلُّ شابٍّ أن يحقّق أحلــامَه" ° أحلــام نائم/ أضغاث أحلــام: أمانٍ كاذبة- أَرْض الأحلــام: مكان مثاليّ وخياليّ- ذهَبت أحلــامُه أدراجَ الرِّياح: فشل في تحقيق شيء
 منها فكانت بلا طائل- فتى الأحلــام: صورة خياليّة لشابّ في ذهن الفتاة تتمنّاه زوجًا لها.
حُلْــم اليقظة: (نف) تأمُّل خياليّ واسترسال في رُؤى أثناء اليقظة، يعدّ وسيلة نفسيّة لتحقيق الأمانيّ والرَّغبات غير المُشْبَعة وكأنَّها قد تحقَّقت. 

حُلُــم [مفرد]: مصدر حلَــمَ2. 

حِلْــم [مفرد]: ج أَــحلــام (لغير المصدر) وحُلــوم (لغير المصدر):
1 - مصدر حلُــمَ/ حلُــمَ على/ حلُــمَ عن.
2 - عَقْلٌ ولُبٌّ "إنَّ العصا قُرعت لذي حِلْــم [مثل]: يُضرب لمن يتّعظ إذا وُعظ ويتنبّه إذا نُبّه- *جسم البغال وأحلــام العصافير*- {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَــحْلــاَمُهُمْ بِهَذَا} " ° أولو الأحلــام والنُّهى: ذوو الألباب والعقول- صِغَار الأحلــام: سُذَّجٌ بُسَطَاء. 

حَلَــمة [مفرد]: ج حَلَــمات وحَلَــم:
1 - جزء بارز من رأس الثّدي ترضع منه صغار الثّدييّات.
2 - رأس الثَّنْدوة عند الرجُل.
حَلَــمة اللسان: (طب) نتوء على السطح العلويّ للِّسان. 

حلــيم [مفرد]: ج حُلَــماءُ، مؤ حلــيمة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلُــمَ/ حلُــمَ على/ حلُــمَ عن ° لا يَنْتَصف حلــيمٌ من جهول [مثل]: يُضْرب في غلبة الجهول للــحلــيم؛ لأنّ الجاهل يُزيد عليه في المهاترة والــحلــيم يربَأ بنفسه عن مغالبته في السَّفاهة.
• الــحلــيم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يُعجِّل بالعقوبة والانتقام، والذي لا يحبس إنعامَه عن عباده لأجل ذنوبهم، بل يرزق العاصي كما يرزق المُطيع، وذو الصَّفح مع القدرة على العقاب " {إِنَّهُ كَانَ حَلِــيمًا غَفُورًا} ". 

حُلَــيْمَات [جمع]
• الــحُلَــيْمَات: (جو) رواسب كلسيّة متحجِّرة من تــحلُّــب المياه، وهي تكون إمَّا في سقوف المغاور أو في أراضيها. 
الْحَاء وَاللَّام وَالْمِيم

الــحُلْــمُ والــحُلُــم: الرُّؤْيَا. وَالْجمع أحْلــامٌ. وَقد حَلَــم فِي نَومه يَــحلُــم حُلْــما، واحتَلَم وانــحَلَــم، قَالَ بشر بن أبي خازم:

أحَقٌّ مَا رأيتَ أم احتلامُ؟

ويروى: أم انــحِلــامُ. وتــحلَّــمَ الــحُلْــمَ: اسْتَعْملهُ. وحَلَــم بِهِ، وحَلَــم عَنهُ، وتــحلَّــم عَنهُ: رأى لَهُ رُؤْيا، أَو رَآهُ فِي النّوم.

والــحُلْــمُ والاحتلامُ: الْجِمَاع وَنَحْوه فِي النّوم. وَالِاسْم الــحُلُــم. وَفِي التَّنْزِيل: (والذينَ لم يَبلُغوا الــحُلُــم) . وَالْفِعْل كالفعل.

والــحِلْــمُ: الأناة وَالْعقل، وَجمعه أحْلــامٌ وحُلــومٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (أم تأمرُهم أحلــامُهم بِهَذَا) قَالَ جرير:

هَل من حُلــومٍ لأقوامٍ فتُنذِرَهم ... مَا جَرَّبَ الناسُ من عَضِّى وتَضْريسي

وَهَذَا أحد مَا جمع من المصادر.

وَرجل حَلــيمٌ من قوم أحْلــامٍ وحُلَــماءَ. وحَلُــمَ حِلْــما، صَار حَلــيما. وحَلُــم عَنهُ وتَــحلَّــم، سَوَاء. وتَــحلَّــم: تكلّف الــحِلْــمَ. وحَلَّــمه، جعله حَلــيما، قَالَ المخبل السَّعْدِيّ:

رَدُّوا صُدورَ الخيْلِ حتَّى تَنهنَهتْ ... إِلَى ذِي النُّهى واستيقهتْ للمُــحَلِّــمِ

أَي أطاعوا الَّذِي يأمُرُهم بالــحِلْــمِ. وَقيل: حلَّــمه، أمره بالــحِلْــمِ.

وأحَْمت الْمَرْأَة، ولدت الــحُلَــماءَ.

والأحْلــامُ: الْأَجْسَام لَا أعرف وَاحِدهَا.

والــحَلَــمةُ: الصَّغِيرَة من القردان، وَقيل: الضخم مِنْهَا، وَقيل: هُوَ آخر أسنانها.

وحَلــم الْبَعِير حَلَــما فَهُوَ حَلِــمٌ: كثر عَلَيْهِ الــحَلَــمُ.

وعناق حَلِــمَةٌ وتِــحْلِــمةٌ، وحَلِــمَةٌ: نزع عَنْهَا الــحَلَــمُ.

والــحَلَــمةُ: دودة تكون بَين جلد الشَّاة الْأَعْلَى وجلدها الْأَسْفَل. وَقيل: الــحَلَــمةُ دود يَقع فِي الْجلد فيأكله، فَإِذا دبغ وهى مَوضِع الْأكل. وَالْجمع من ذَلِك كُله حَلَــمٌ. وَقد حَلِــمَ الْأَدِيم حَلَــما، قَالَ:

فانَّك والكتِابَ إِلَى عَليّ ... كَدابِغةٍ وَقد حَلَــم الأديمُ قَالَ أَبُو عبيد: الــحَلَــمُ أَن يَقع فِي الْأَدِيم دَوَاب، فَلم يخص الــحَلَــمَ، وَهَذَا مِنْهُ إغفال.

وأديم حَلِــمٌ وحَلــيمٌ: فِيهِ الــحَلَــمُ.

وحَلَــمتا الثديين: طرفاهما.

والــحلَــمَةُ: الثؤلول الَّذِي فِي وسط الثدي.

وتــحلَّــمَ المَال: سمن.

وتــحلَّــمَ الصَّبِي والضب واليربوع والجرذ والقراد: أقْبَلَ شحمه، قَالَ:

لَحَيْنَهم لَحْىَ العَصا فطردَنْهم ... إِلَى سَنَةٍ قِردانُها لم تَــحَلَّــمِ

ويروى: جرذانها. وَأما أَبُو حنيفَة فَخص بِهِ الْإِنْسَان. والــحَلــيمُ، الشَّحْم الْمقبل، وَأنْشد:

فإنَّ قضاءَ المَــحْلِ أهْوَنُ ضَيْعةً ... من المُخّ فِي أنقاءِ كُلِّ حَلــيمِ

وَقيل: الــحلــيمُ هُنَا، الْبَعِير الْمقبل السّمن، فَهُوَ على هَذَا صفة، وَلَا أعرف لَهُ فعلا إِلَّا مزيداً.

وقتيلٌ حُلــاَّمٌ: ذهب بَاطِلا قَالَ:

كُلُّ قتيلٍ فِي كُليب حُلــاَّمْ

حَتَّى ينالَ القَتلُ آلَ هَمَّامْ

والــحُلــاَّمُ أَيْضا: ولد الْمعز. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ الجدي وَالْحمل الصَّغِير، يَعْنِي بِالْحملِ الخروف.

والحالومْ: ضرب من الأقط.

والــحَلــمَةُ: نَبَات ينْبت بِنَجْد فِي الرمل، فِي جعيثنة لَهَا زهر وورقها أخيشن وَعَلِيهِ شوك كَأَنَّهُ اظافير الْإِنْسَان، تطنى الْإِبِل وتزل أحناكها إِذا رعته، من العيدان الْيَابِسَة.

والــحَلَــمةُ: شَجَرَة السعدان وَهِي من أفاضل المرعى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الــحَلــمَةُ دون الذِّرَاع، لَهَا ورقة غَلِيظَة وأفنان وزهرة كزهرة شقائق النُّعْمَان، إِلَّا إِنَّهَا أكبر وَأَغْلظ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الــحلــمَةُ نبت من العشب فِيهِ غبرة، لَهُ مس أخشن، أَحْمَر الثَّمَرَة.

ومُــحَلِّــمٌ: نهر بِالْيَمَامَةِ، قَالَ الشَّاعِر:

فَسيْلٌ دَنا جَبَّارُه من مُــحَلِّــمِ

وَبَنُو مُــحَلِّــمٍ، وَبَنُو حلــمَةَ: قبيلتان. وحَلــيمةُ: اسْم امْرَأَة.

وَيَوْم حَلــيمةَ: يَوْم مَعْرُوف. قَالَ:

يُورَّثْنَ من أزمانِ يومِ حلــيمةٍ ... إِلَى اليومِ قد جُرّبْنَ كلَّ التجارِبِ

وأحْلــامُ نائمٍ: ضَرْبٌ من الثيابِ، وَلَا أَحُقُّها.

والــحُلــاَمُ: اسْم قبائل.

وحُلَــيْمات: مَوضِع، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

كأنَّ أعناقَ المَطيّ البُزْلِ

بينَ حلــيماتٍ وبينَ الحَبْلِ

من آخرِ الليلِ جُذوعُ النخلِ

أَرَادَ أنَّها تمد أعناقها من التَّعَب وحُلَــيمةُ، على لفظ التصغير: مَوضِع، قَالَ ابْن أَحْمَر يصف إبِلا:

تَتَبَّعُ أَوْضَاحًا بسُرَّةِ يَذبُلِ ... وتَرعى هَشيماً من حُلَــيمةَ بالِيا

ومُــحَلِّــمٌ: نهر بِالْبَحْرَيْنِ. قَالَ الأخطل:

تَسلْسَلَ فِيهَا جدولٌ من مُــحَلِّــم ... إِذا زعزعْتها الريحُ كادتْ تُميلُها

حلــم

1 حَلَــمَ, (S, Msb, K, [in the CK, erroneously, حَلُــمَ,]) aor. ـُ inf. n. حُلْــمٌ (Msb, TA) and حُلُــمٌ, of which the former is a contraction, (Msb,) [both used also as simple substs.,] He dreamed, or saw a dream or vision (S, Msb, K) فِى نَوْمِهِ (K) in his sleep; (S, * Msb, K;) as also ↓ احتلم (S, ISd, Msb, K,) and ↓ انــحلــم, (ISd, K,) and ↓ تــحلّــم. (K.) You say, حَلَــمَ بِهِ, (S, K, [in the CK, again, erroneously, حَلُــمَ,]) and عَنْهُ, (K,) and عَنْهُ ↓ تــحلّــم, (TA,) and حَلَــمَهُ also, (S,) He dreamed, or saw a dream or vision, of it: (S, K:) or he saw it in sleep. (M, K.) And حَلَــمَ بِالمَرْأَةِ He (a man) dreamed in his sleep that he was compressing the woman. (TA.) b2: [Hence,] حُلْــمٌ and ↓ اِحْتِلَامٌ signify [The dreaming of] copulation in sleep: (K:) and the verbs are حَلَــمَ and ↓ احتلم. (TA.) And [hence,] both signify The experiencing an emission of the seminal fluid; properly, in dreaming; and tropically if meaning, without dreaming, whether awake or in sleep, or by extension of the signification. (TA.) And hence, (Mgh,) حَلَــمَ, (Mgh, Msb,) aor. ـُ inf. n. حُلْــمٌ; (Mgh;) and ↓ احتلم; (Mgh, Msb;) He (a boy) attained to puberty, (Msb,) [or] to virility. (Mgh, Msb.) A2: حَلُــمَ, with damm [to the ل], inf. n. حِلْــمٌ, (S, Msb, K,) [He was, or became, forbearing, or clement;] he forgave and concealed [offences]: or he was, or became, moderate, gentle, deliberate, leisurely in his manner of proceeding or of deportment &c., patient as meaning contr. of hasty, grave, staid, sedate, or calm; (S, K;) and (assumed tropical:) intelligent: (K:) or he managed his soul and temper on the occasion of excitement of anger. (TA.) [See حِلْــمٌ below.] You say, حَلْــمَ عَنْهُ and ↓ تــحلّــم [He treated him with forbearance, or clemency, &c.]: both signify the same. (TA.) And يَــحْلُــمُ عَمَّنْ يَسُبُّهُ [He treats with forbearance, or clemency, &c., him who reviles him]. (TA in art. حمل.) A3: حَلِــمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَلَــمٌ, (TA,) He (a camel) had [upon him] many ticks, such as are termed حَلَــم. (K.) b2: Also the same verb, (S, K,) with the same inf. n., (S,) It (a hide, or skin,) had in it worms, such as are termed حَلَــم, (S, K, TA,) whereby it was spoilt and perforated, (S, TA,) so that it became useless. (TA.) A poet says, (S,) namely, El-Weleed Ibn-'Okbeh, TA,) فَإِنَّكَ وَالكِتَابَ إِلَى عَلِىٍّ

كَذَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِــمَ الأَدِيمُ [For verily thou, as to the letter, or writing, to 'Alee, art like a woman tanning when the hide has become spoilt and perforated by worms]: (S, TA:) he was urging Mo'áwiyeh to contend in battle with 'Alee, [as though] saying to him, Thou labourest to rectify a matter that has become completely corrupt, like this woman who tans the hide that has become perforated and spoilt by the حَلَــم. (TA.) [The latter hemistich of this verse is a prov.: see Freytag's Arab. Prov. ii. 346.]

A4: حَلَــمَهُ, (K,) inf. n. حَلْــمٌ, (TA,) He plucked the حَلَــم from it; [app., accord. to the K, the worms thus called from a hide, or skin;] as also ↓ حلّــمهُ: (K:) or, accord. to Az, he took from him, namely, a camel, the [ticks called]

حَلَــم. (TA.) 2 حلّــمهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَــحْلِــيمٌ (S, K) and حِلَّــامٌ, like كِذَّابٌ, (K,) signifies جَعَلَهُ حَلِــيمًا [i. e. He made him to be forbearing, or clement, &c.; or he pronounced him to be so; or he called him so; or he held, or believed, or though, him to be so]: (S, K:) or he enjoined him الــحِلْــم [i. e. forbearance, or clemency, &c.]: (K:) or he attributed to him الــحِلْــم. (Mgh, Msb.) A2: حلــم [so in the TA, evidently حلّــم, (see 5, its quasi-pass.,)] also signifies It fattened a lamb, or kid; said of sucking. (TA.) b2: and He filled a skin. (TA.) A3: See also 1, last sentence.4 احلــمت She (a woman) brought forth حُلَــمَآء

[i. e. children that were forbearing, or clement, &c.]. (K.) 5 تــحلّــم: see 1, first and second sentences. b2: Also He affected, or pretended, to dream, or see a vision in sleep: whence, in a trad., تَــحَلَّــمَ مَا لَمْ يَــحْلُــمْ [He affected, or pretended, to have dreamed that which he did not dream]. (TA.) And He asserted himself falsely to have dreamed, or seen a vision in sleep. (TA.) And تــحلّــم الــحُلْــمَ i. q. اِسْتَعْمَلَهُ [He feigned the dream; or made use of it as a pretext]. (K.) A2: He affected, or endeavoured to acquire, (تَكَلَّفَ) [the quality termed] الــحِلْــم [i. e. forbearance, or clemency, &c.]. (S, K.) A poet says, تَــحَلَّــمْ عَنِ الأَدْنَيْنَ وَاسْتَبْقِ وُدَّهُمْ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الــحِلْــمَ حَتَّى تَــحَلَّــمَا [Endeavour thou to treat with forbearance the meaner sort of people, and preserve their love; for thou wilt not be able to be forbearing unless thou endeavour to be so]. (S.) b2: See also حَلُــمَ عَنْهُ. b3: [Hence,] تَــحَلَّــمَتِ القِدْرُ (tropical:) The cooking-pot ceased to boil; contr. of جَهِلَت (TA in art. جهل.) b4: See also 6.

A3: It became fat; said of the [kind of lizard called] ضَبّ; (L in art. ملح;) and likewise of cattle: (K:) [or] it became fat and compact; said of a child, and of the ضَبّ: (S:) [or] it began to be fat; said of a child, and of the ضَبّ, (K,) and of the jerboa, and of the قُرَاد [or tick]; in the K, erroneously, جَرَاد. (TA.) b2: تَــحَلَّــمَتِ القِرْبَةُ The skin became full. (TA.) 6 تحالم He made a show of having الــحِلْــم [i. e. forbearance, or clemency, &c.], not having it; (S, TA; *) and ↓ تــحلّــم [in like manner] signifies [sometimes] he made a show of الــحِلْــم; expl. by أَظْهَرَ الــحِلْــمَ. (TA in art. فصح.) 7 إِنْــحَلَــمَ see 1.8 إِحْتَلَمَ see 1, in four places.

حَلْــمٌ: see حِلْــمٌ.

حُلْــمٌ an inf. n. of حَلَــمَ; as also ↓ حُلُــمٌ. (Msb.) b2: And A dream, or vision in sleep; (S, K;) as also ↓ حُلُــمٌ: (K:) accord. to most of the lexicologists, as well as F, syn. with رُؤْيَا: or it is specially such as is evil; and رؤيا is the contr.: this is corroborated by the trad., الرُّؤْيَا مِنَ اللّٰهِ وَالــحُلْــمُ مِنَ الشَّيْطَانِ [The رؤيا is from God, and the حلــم is from the Devil]: (MF:) and by the phrase, in the Kur [xii. 44 and xxi. 5], أَضْغَاثُ

أَــحْلَــامٍ [The confused circumstances of dreams, or of evil dreams]: but each is used in the place of the other: (TA:) أَــحْلَــامٌ is the pl. (K.) b3: أَــحْلَــامُ نَائِمٍ [lit. The dreams of a sleeper;] a kind of thick cloths, or garments, (IKh, Z, TA,) striped, of the people of El-Medeeneh. (Z, TA.) حِلْــمٌ [Forbearance; clemency;] the quality of forgiving and concealing [offences]: (Msb:) or moderation; gentleness; deliberateness; a leisurely manner of proceding, or of deportment, &c.; patience, as meaning contr. of hastiness: gravity; staidness; sedateness; calmness: syn. أَنَاةٌ: (S, K:) or these qualities with power or ability [to exercise the contrary qualities]; expl. by أَنَاةٌ and سُكُونٌ with قُدْرَةٌ and قُوَّةٌ: (Kull p. 167:) or the management of one's soul and temper on the occasion of excitement of anger: (TA:) or tranquillity on the occasion of emotion of anger: or delay in requiting the wrongdoer: (KT:) it is described by the term ثِقَلٌ, or gravity; like as its contr. [سَفَهٌ] is described by the terms خِقَّةٌ and عَجَلٌ, or levity, or lightness, and hastiness: (TA in art. رجح:) also (assumed tropical:) intelligence; (K;) which is not its proper signification, but a meaning assigned because it is one of the results of intelligence: and ↓ حَلْــمٌ, with fet-h, is likewise said to have this last meaning; but this requires consideration: (TA:) the former is one of those inf. ns. that are [used as simple substs., and therefore] pluralized: (ISd, TA:) the pl. [of pauc.] is أَــحْلَــامٌ and [of mult.] حُلُــومٌ. (K.) Hence, in the Kur [lii. 32], أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَــحْلَــامُهُمْ بِهٰذَا (K,) said to mean (assumed tropical:) Do their understandings enjoin them this? (TA.) And أُولُو الأَــحْلَــامِ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) Persons of understanding. (TA.) حَلَــمٌ: see حَلَــمَةٌ, in two places.

حَلِــمٌ A camel having [upon him] many ticks, such as are called حَلَــم. (K.) And A camel spoilt by the abundance of those ticks that were upon him. (TA.) b2: Also A hide, or skin, spoilt and perforated by [the worms termed] حَلَــم: and ↓ حَلِــيمٌ, [in like manner,] a hide, or skin, spoilt by the حَلَــم before it is stripped off. (TA.) And عَنَاقٌ حَلِــمَةٌ A she-kid whose skin has been spoilt by the حَلَــم; (K, * TA;) as also ↓ تَــحْلِــمَةٌ, of which the pl. is تَحَالِمُ: (K:) the pl. of حَلِــمَةٌ is حِلَــامٌ. (TA.) حُلُــمٌ: see حُلْــمٌ, in two places. b2: Also A [dream of] copulation in sleep. (K.) Hence, بَلَغَ الــحُلُــمَ He attained to puberty, or virility, in an absolute sense. (TA.) It is said in the Kur [xxiv. 58], وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الــحُلُــمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا [And when your children attain to puberty, or virility, they shall ask permission to come into your presence]. (TA.) [And hence,] أَضْرَاسُ الــحُلُــمِ, (also called أَضْرَاسُ العَقْلِ, TA in art. ضرس,) [The teeth of puberty, or wisdom-teeth,] so called because they grow after the attaining to puberty, and the completion of the intellectual faculties: (S, L, Msb, all in art. نجذ:) they are four teeth that come forth after the [other] teeth have become strong. (TA in art. ضرس.) حَلَــمَةٌ A small tick: (K:) or a large tick; (S, Mgh, Msb, K;) like عُلٌّ; (S;) and said to be like the head [or nipple, when small,] of a woman's breast: (Msb:) or a tick in the last stage of its growth; for at first, when small, it is called قَمْقَامَةٌ; then, حَمْنَانَةٌ; then, قُرَادٌ; and then, حَلَــمَةٌ: (As, TA:) the pl., (S,) or [rather] coll. gen. n., (Mgh, Msb,) is ↓ حَلَــمٌ. (S, Mgh, Msb.) b2: And hence, as being likened thereto, (Mgh,) (assumed tropical:) The head [or nipple, when small,] of a woman's breast, (T, S, Mgh,) in the middle of the سَعْدَانَة [or areola]; (T, TA;) in like manner called قُرَادٌ: (Mgh:) the little thing rising from the breast of a woman: (TA:) the حَبَّة [or small extuberance like a pimple] upon the head of the breast of a woman: (Msb:) the ثُؤْلُول [or small excrescence] in the middle of the breast of a woman: (K:) and the head [or nipple] of each of the two breasts of a man: (Msb:) the two together are termed ِــحَلَــمَتَان: (S:) the protuberant piece of flesh is termed حَلَــمَةٌ as being likened in size to a large tick. (Msb.) b3: Also A certain worm, incident to the upper and lower skin of a sheep or goat, (As, S,) in consequence of which, when the skin is tanned, the place thereof remains thin: (S:) or a certain worm, incident to skin, which it eats, so that, when the skin is tanned, the place of the eating rends: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَلَــمٌ. (K.) A2: And A species of plant; (S, K;) accord. to As, also called يَنَمَةٌ: (S:) As is also related to have said that it is a plant of the kind termed عُشْب, having a dusty hue, a rough feel, and a red flower: another says that it grows in Nejd, in the sands, has a blossom, and roughish leaves, and thorns resembling the nails of a man; and that the camels suffer adhesion of the spleen to the side, and their young are cast, [for وتزل اخياكها (an evident mistranscription in the TA), I read وَتزِلُّ أَحْبَالُها,] when they depasture it from the dry branches: accord. to AHn, it is [a plant] less than a cubit [in height], having a thick, or rough, leaf, and branches, and a flower like that of the anemone, except that it is larger, and thicker, or rougher: accord. to the K, it signifies also the tree [or plant] called سَعْدَان; which is one of the most excellent kinds of pasture: but Az says, it has nothing in common with the سعدان, which is a herb having round [heads of] prickles; whereas the حلــمة has no prickles, but is a well-known kind of جَنْبَة; and I have seen it: (TA:) [Dmr, accord. to Golius, describes it as “ a herb less than the arnoglossa ” (or arnoglossum), “ whitening in the leaves, and downy. ”]

حَلِــيمٌ Having حِلْــم [i. e. forbearance, or clemency, &c.; forbearing, or clement, &c.]: (Mgh, Msb, K:) pl. حُلَــمَآءُ and أَــحْلَــامٌ. (K.) In the Kur xi. 89, it is said to be used by way of scoffing [or irony]. (TA.) الــحَلِــيمُ is one of the names of God; meaning [The Forbearing, or Clement, &c.; or] He Whom the disobedience of the disobedient does not flurry, nor anger against them disquiet, but Who has appointed to everything a term to which it must finally come. (TA.) b2: حَلِــيمَةٌ مُغْتَاظَةٌ (tropical:) [lit. Calm, angry; or the like; because what it contains is sometimes still and sometimes boiling;] is an appellation given to a stone cooking-pot. (A and TA in art. غيظ.) A2: A fat camel: (S:) or a camel becoming fat. (ISd, K.) ISd says, I know not any unaugmented verb belonging to it in this sense. (TA.) A3: and Coming fat. (ISd, K.) A4: See also حَلِــمٌ.

حَالِمٌ originally signifies ↓ مُحْتَلِمٌ [i. e. Dreaming: and particularly dreaming of copulation: and experiencing an emission of the seminal fluid in dreaming]. (Mgh.) b2: Hence used in a general sense, (Mgh,) meaning One who has attained to puberty, or virility; (A Heyth, Mgh, Msb, TA;) as also ↓ مُحْتَلِمٌ. (Msb, TA.) حَالُومٌ A sort of أَقِط [q. v. ; i. e. a certain preparation of dried curd]: (ISd, K:) or milk that is made thick, so that it becomes like fresh cheese; (S, K;) but this it is not: (S:) a word of the dial. of Egypt. (TA.) أَــحْلَــامٌ Bodies; syn. أَجْسَامٌ. (ISd, K.) ISd says, I know not any sing. of it [in this sense]. (TA.) A2: It is also pl. of حُلْــمٌ: A3: and of حِلْــمٌ: A4: and of حَلِــيمٌ. (K.) تَــحْلِــمَةٌ: see حَلِــمٌ.

مُحْتَلِمٌ: see حَالِمٌ, in two places.

حلــم: الــحُلْــمُ والــحُلُــم: الرُّؤْيا، والجمع أَــحْلــام. يقال: حَلَــمَ

يَــحْلُــمُ إذا رأَى في المَنام. ابن سيده: حَلَــمَ في نومه يَــحْلُــمُ حُلُــماً

واحْتَلَم وانْــحَلَــمَ؛ قال بشر بن أبي خازم:

أَحَقٌّ ما رأَيتَ أمِ احْتِلامُ؟

ويروى أم انْــحِلــامُ. وتَــحَلَّــمَ الــحُلْــمَ: استعمله. وحَلَــمَ به وحَلَــمَ

عنه وتَــحَلَّــم عنه: رأَى له رُؤْيا أو رآه في النوم. وفي الحديث: من

تَــحَلَّــم ما لم يَــحْلُــمْ كُلِّفَ أنْ يَعقِدَ بين شَعيرتين، أي قال إنه رأى

في النوم ما لم يَرَهُ. وتَكَلَّفَ حُلُــماً: لم يَرَه. يقال: حَلَــم،

بالفتح، إذا رأَى، وتَــحَلَّــم إذا ادعى الرؤْيا كاذباً، قال: فإن قيل كَذِبُ

الكاذِبِ في منامِه لا يزيد على كَذبه في يَقَظَتِه، فلِمَ زادَتْ عُقوبته

ووعيده وتَكليفه عَقْدَ الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخَبَرُ أَن الرؤيا

الصادقة جُزْءٌ من النُّبُوَّة، والنبوةُ لا تكون إلاَّ وَحْياً، والكاذب في

رؤياه يَدَّعِي أن الله تعالى أراه ما لم يُرِهِ، وأَعطاه جزءاً من النبوة

ولم يعطه إياه، والكذِبُ على الله أَعظم فِرْيَةً ممن كذب على الخلق أو

على نفسه. والــحُلْــمُ: الاحتلام أيضاً، يجمع على الأحْلــامِ. وفي الحديث:

الرؤيا من الله والــحُلْــمُ من الشيطان، والرؤيا والــحُلْــمُ عبارة عما يراه

النائم في نومه من الأَشياء، ولكن غَلَبت الرؤيا على ما يراه من الخير

والشيء الحسن، وغلب الــحُلْــمُ على ما يراه من الشر والقبيح؛ ومنه قوله:

أَضْغاثُ أَــحْلــامٍ، ويُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر، وتُضَم لامُ

الــحُلُــمِ وتسكن. الجوهري: الــحُلُــمُ، بالضم، ما يراه النائم. وتقول: حَلَــمْتُ

بكذا وحَلَــمْتُه أيضاً؛ قال:

فَــحَلَــمْتُها وبنُو رُفَيْدَةَ دونها،

لا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَــحْلُــومُ

(* هذا البيت للأخطل).

ويقال: قد حَلَــم الرجلُ بالمرأَة إذا حَلَــم في نومه أنه يباشرها، قال:

وهذا البيت شاهد عليه. وقال ابن خالوَيْه: أَــحْلــامُ نائمٍ ثِيابٌ غِلاظٌ

(* قوله «أحلــام نائم ثياب غلاظ» عبارة الأساس: وهذه أحلــام نائم للأماني

الكاذبة. ولأهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلــام نائم، قال:

تبدلت بعد الخيزران جريدة * وبعد ثياب الخز أحلــام نائم

يقول: كبرت فاستبدلت بقدّ في لين الخيزران قدّاً في يبس الجريدة وبجلد

في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب). والــحُلْــم والاحْتِلامُ: الجِماع

ونحوه في النوم، والاسم الــحُلُــم. وفي التنزيل العزيز: لم يبلغوا

الــحُلُــمَ؛ والفِعْل كالفِعْل. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر

مُعاذاً أن يأْخذ من كل حالِمٍ ديناراً يعني الجزية؛ قال أَبو الهيثم: أراد

بالحالِمِ كلَّ من بَلَغَ الــحُلُــمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال، احتَلَمَ

أو لم يَحْتَلِم. وفي الحديث: الغُسْلُ يومَ الجمعة واجب على كل حالِمٍ

إنما هو على من بلغ الــحُلُــم أي بلغ أن يَحْتَلم أو احْتَلَم قبل ذلك، وفي

رواية: مُحْتَلِمٍ أي بالغ مُدْرِك.

والــحِلْــمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل، وجمعه أَــحْلــام وحُلُــومٌ. وفي

التنزيل العزيز: أمْ تَأْمُرُهُم أَــحْلــامُهم بهذا؛ قال جرير:

هَلْ مِنْ حُلُــومٍ لأَقوامٍ، فَتُنْذِرَهُم

ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي؟

قال ابن سيده: وهذا أحد ما جُمِعَ من المصادر. وأَــحْلــامُ القوم:

حُلَــماؤهم، ورجل حَلِــيمٌ من قوم أَــحْلــامٍ وحُلَــماء، وحَلُــمَ، بالضم، يــحْلُــم

حِلْــماً: صار حَلــيماً، وحلُــم عنه وتَــحَلَّــم سواء. وتَــحَلَّــم: تكلف الــحِلْــمَ؛

قال:

تَــحَلَّــمْ عن الأدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم،

ولن تستطيعَ الــحِلْــمَ حتى تَــحَلَّــما

وتَحالَم: أَرَى من نفسه ذلك وليس به. والــحِلْــم: نقيضُ السَّفَه؛ وشاهدُ

حَلُــمَ الرجُلُ، بالضم، قولُ عبد الله بن قَيْس الرُّقَيَّات:

مُجَرَّبُ الحَزْمِِ في الأُمورِ، وإن

خَفَّتْ حُلُــومٌ بأَهلِها حَلُــمَا

وحَلَّــمه تَــحلــيماً: جعله حَلِــيماً؛ قال المُخَبَّل السعدي:

ورَدُّوا صُدورَ الخَيْل حتى تَنَهْنَهَتْ

إلى ذي النُّهَى، واسْتَيْدَهُوا للمُــحَلِّــمِ

أي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالــحِلْــمِ، وقيل

(* قوله «أي أطاعوا الذي

يأمرهم بالــحلــم وقيل إلخ» هذه عبارة المحكم، والمناسب أن يقول: أي أطاعوا من

يعلمهم الــحلــم كما في التهذيب، ثم يقول: وقيل حلــمه أمره بالــحلــم، وعليه فمعنى

البيت أطاعوا الذي يأمرهم بالــحلــم): حَلَّــمه أمره بالــحِلْــمِ. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاة الجماعة: لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا

الأَــحْلــام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول، واحدها حِلْــمٌ، بالكسر، وكأَنه

من الــحِلْــم الأَناة والتثبُّت في الأُمور، وذلك من شِعار العقلاء.

وأَــحْلَــمَت المرأَةُ إذا ولدت الــحُلَــماء.

والــحَلِــيمُ في صفة الله عز وجل: معناه الصَّبور، وقال: معناه أنه الذي

لا يسْتَخِفُّهُ عِصْيان العُصاة ولا يستفِزّه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل

شيءٍ مِقْداراً، فهو مُنْتَهٍ إليه. وقوله تعالى: إنك لأنت الــحَلِــيمُ

الرَّشِيدُ؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير أَنه كِنايةٌ عن أَنهم قالوا إنك

لأَنتَ السَّفِيهُ الجاهل، وقيل: إنهم قالوه على جهة الاستهزاء؛ قال ابن

عرفة: هذا من أَشدّ سِباب العرب أن يقول الرجل لصاحبه إذا استجهله يا

حَلِــيمُ أَي أنت عند نفسك حَلِــيمٌ وعند الناس سَفِيهٌ؛ ومنه قوله عز وجل:

ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم؛ أي بزعمك وعند نفسك وأَنتَ المَهِينُ

عندنا.ابن سيده: الأَــحْلــامُ الأَجسام، قال: لا أعرف واحدها.

والــحَلَــمَةُ: الصغيرة من القِرْدانِ، وقيل: الضخم منها، وقيل: هو آخر

أَسنانها، والجمع الــحَلَــمُ وهو مثل العَلّ؟؟، وفي حديث ابن عمر: أَنه كان

يَنْهَى أن تُنْزَع الــحَلَــمَةُ عن دابته؛ الــحَلَــمَةُ، بالتحريك: القرادة

الكبيرة. وحَلِــمَ البعيرُ حَلَــماً، فهو حَلِــمٌ: كثر عليه الــحَلَــمُ، وبعِير

حَلِــمٌ: قد أفسده الــحَلَــمُ من كثرتها عليه. الأصمعي: القرادُ أَوّل ما

يكونُ صغيراً قَمْقامَةٌ، ثم يصير حَمْنانةً، ثم يصير قُراداً، ثم حَلَــمَة.

وحَلَّــمْتُ البعير: نزعت حَلَــمَهُ. ويقال: تَــحَلَّــمَتِ القِرْبةُ امتلأت

ماء، وحَلَّــمْتُها ملأْتها. وعَناقٌ حَلِــمة وتِــحْلِــمَةٌ

(* قوله «وعناق

حلــمة وتــحلــمة» كذا هو مضبوط في المحكم بالرفع على الوصفية وبكسر التاء

الأولى من تحملمة وفي التكملة مضبوط بكسر تاء تــحلــمة والجر بالاضافة وكذا

فيما يأتي من قوله وجماعة تــحلــمة تحالم): قد أَفسد جلدَها الــحَلَــمُ، والجمع

الــحُلــاَّمُ. وحَلَّــمَهُ: نزع عنه الــحَلَــمَ، وخصصه الأزهري فقال:

وحَلَّــمْتُ الإبل أخذت عنها الــحَلَــم، وجماعة تِــحْلِــمَةٌ تَحالِمُ: قد كثر الــحَلَــمُ

عليها.

والــحَلَــمُ، بالتحريك: أن يَفْسُد الإهابُ في العمل ويقعَ فيه دود

فيَتَثَقَّبَ، تقول منه: حَلِــمَ، بالكسر.

والــحَلَــمَةُ: دودة تكون بين جلد الشاة الأَعلى وجلدها الأسفل، وقيل:

الــحَلَــمةُ دودة تقع في الجلد فتأْكله، فإذا دُبغَ وَهَي موضعُ الأَكل فبقي

رقيقاً، والجمع من ذلك كلِّه حَلَــمٌ، تقول منه: تَعَيَّب الجلدُ وحَلِــمَ

الأَديمُ يَــحْلَــمُ حَلَــماً؛ قال الوَليد بن عُقْبَةَ ابن أبي عُقْبَةَ

(*

قوله «عقبة بن أبي عقبة» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: عقبة بن أبي

معيط اهـ. ومثله في القاموس في مادة م ع ط). من أبيات يَحُضُّ فيها

مُعاوية على قتال عليّ، عليه السلام، ويقول له: أنتَ تسعى في إصلاح أمر قد

تمَّ فسادُه، كهذه المرأَة التي تَدْبُغُ الأَديم الــحَلِــمَ الذي وقعت فيه

الــحَلَــمَةُ، فنَقَّبَته وأفسدته فلا ينتفع به:

أَلا أَبْلِغْ معاوِيةَ بنَ حَرْبٍ

بأَنَّكَ، من أَخي ثِقَةٍ، مُلِيمُ

قطعتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْق وما تَرِيمُ

فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍ،

كدابِغةٍ وقد حَلِــمَ الأَدِيمُ

لكَ الوَيْلاتُ، أقْحِمْها عليهم،

فخير الطالِبي التِّرَةِ الغَشُومُ

فقَوْمُكُ بالمدينة قد تَرَدَّوْا،

فَهُمْ صَرْعى كأَنَّهُمُ الهَشِيمُ

فلو كنتَ المُصابَ وكان حَيّاً،

تَجَرَّدَ لا أَلَفُّ ولا سَؤْومُ

يُهَنِّيكَ الإمارةَ كلُّ رَكْبٍ

من الآفاق، سَيْرُهُمُ الرَّسِيمُ

ويروى:

يُهَنِّيك الإمارةَ كلُّ ركبٍ،

لانْضاءِ الفِراقِ بهم رَسِيمُ

قال أبو عبيد: الــحَلَــمُ أن يقع في الأَديم دوابُّ فلم يَخُصَّ الــحَلَــم؛

قال ابن سيده: وهذا منه إغفال. وأَديم حَلِــمٌ وحَلِــيم: أَفسده الــحَلَــمُ

قبل أن يسلخ. والــحَلَــمَةُ: رأْس الثَّدْي، وهما حَلَــمتان، وحَلَــمَتا

الثَّدْيَيْن: طَرَفاهما. والــحَلَــمَةُ: الثُّؤْلول الذي في وسط

الثَّدْيِ.وتَــحَلَّــم المالُ: سمن. وتَــحَلَّــم الصبيُّ والضَّبُّ واليَرْبوع

والجُرَذ والقُراد: أقبل شحمه وسَمن واكتنز؛ قال أوس بن حَجَر:

لحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصا فطرَدْنَهُمْ

إلى سَنةٍ، قِرْدانُها لم تَــحَلَّــمِ

ويروى: لحَوْنَهم، ويروى: جِرْذانها، وأما أَبو حنيفة فخص به الإنسان.

والــحَلِــيم: الشحم المقبل؛ وأَنشد:

فإن قَضاءَ المَــحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً

من المُخِّ في أَنقاءِ كلِّ حَلِــيم

وقيل: الــحَلِــيمُ هنا البعير المُقْبِلُ السِّمَنِ فهو على هذا صفة؛ قال

ابن سيده: ولا أعرف له فعلاً إلاَّ مَزيداً.

وبعير حَلِــيمٌ أي سمين.

ومُــحَلِّــم في قول الأعشى:

ونحن غداةَ العَيْنِ، يومَ فُطَيْمةٍ،

مَنَعْنا بني شَيْبان شُرْبَ مُــحَلِّــمِ

هو نهر يأْخذ من عين هَجَرَ؛ قال لبيد يصف ظُعُناً ويشبهها بنخيل

كَرَعَتْ في هذا النهر:

عُصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُــحَلِّــمٍ

حَمَلَت، فمنها مُوقَرٌ مكْمومُ

وقيل: مُــحَلِّــمٌ نهر باليمامة؛ قال الشاعر:

فَسِيلٌ دنا جَبَّارُه من مُــحَلِّــمٍ

وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وبَضَّت الــحَلَــمَةُ أَي دَرَّتْ حَلَــمةُ

الثدي وهي رأْسه، وقيل: الــحَلَــمةُ نبات ينبت في السهل، والحديثُ يحتملهما،

وفي حديث مكحول: في حَلَــمَةِ ثدي المرأَة رُبع دِيَتِها. وقَتيلٌ

حُلــاَّمٌ: ذهب باطلاً؛ قال مُهَلْهِلٌ:

كلُّ قتيلٍ في كُلَيْبٍ حُلــاَّمْ،

حتى ينال القَتْلُ آل هَمّامْ

والــحُلــامُ والــحُلــاَّمُ: ولد المعز؛ وقال اللحياني: هو الجَدْيُ

والحَمَلُ الصغير، يعني بالحمل الخروفَ. والــحُلــاَّمُ: الجدي يؤخذ من بطن أُمه؛

قال الأصمعي: الــحُلــاَّمُ والــحُلــاَّنُ، بالميم والنون، صغار الغنم. قال ابن

بري: سمي الجدي حُلــاَّماً لملازمته الــحَلَــمَةَ يرضعها؛ قال مُهَلْهِلٌ:

كل قتيل في كليب حُلــاَّمْ

ويروى: حُلــاّن؛ والبيتُ الثاني:

حتى ينال القتلُ آل شَيْبانْ

يقول: كلُّ من قُتِلَ من كُلَيْبٍ ناقصٌ عن الوفاء به إلا آل همام أو

شيبان. وفي حديث عمر: أنه قَضى في الأَرْنَب يقتلُه المُحْرِمُ بــحُلــاَّم،

جاء تفسيره في الحديث: أنه هو الجَدْيُ، وقيل: يقع على الجَدْي والحَمَل

حين تضعه أُمّه، ويروى بالنون، والميم بدل منها، وقيل: هو الصغير الذي

حَلَّــمهُ الرَّضاعُ أي سَمَّنَهُ فتكون الميم أَصلية؛ قال أَبو منصور: الأصل

حُلــاَّن، وهو فُعْلان من التــحلــيل، فقلبت النونُ ميماً. وقال عَرّام:

الــحُلــاَّنُ ما بَقَرْتَ عنه بطن أُمه فوجدته قد حَمَّمَ وشَعَّرَ، فإن لم

يكن كذلك فهو غَضِينٌ، وقد أَغْضَنَتِ الناقةُ إذا فعلت ذلك. وشاة

حَلِــيمةٌ: سمينة. ويقال: حَلَــمْتُ خَيالَ فلانة، فهو مَــحْلُــومٌ؛ وأَنشد بيت

الأخطل:

لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَــحْلُــوم

والحالُوم، بلغة أَهل مصر: جُبْنٌ لهم. الجوهري: الحالُومُ لبن يغلُط

فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به. ابن سيده: الحالُومُ ضرب من

الأَقِط.والــحَلَــمةُ: نبت؛ قال الأصمعي: هي الــحَلَــمةُ واليَنَمة، وقيل: الــحَلَــمةُ

نبات ينبت بنَجْدٍ في الرمل في جُعَيْثنة، لها زهر وورقها أُخَيْشِنٌ

عليه شوك كأَنه أَظافير الإنسان، تَطْنى الإبل وتَزِلُّ أَحناكُها، إذا

رعته، من العيدان اليابسة. والــحَلَــمَةُ: شجرة السَّعْدان وهي من أَفاضل

المَرْعَى، وقال أَبو حنيفة: الــحَلَــمةُ دون الذراع، لها ورقة غليظة وأفْنانٌ

وزَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إلا أنها أكبر وأَغلظ، وقال

الأَصمعي: الــحَلَــمةُ نبت من العُشْبِ فيه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر

الثمرة، وجمعها حَلَــمٌ؛ قال أَبو منصور: ليست الــحَلَــمَةُ من شجر السَّعْدان في

شيء؛ السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدير له شوك مستدير

(* قوله «له شوك

مستدير» كذا بالأصل، وعبارة ابي منصور في التهذيب: له حسك مستدير ذو شوك

كثير)، والــحَلَــمةُ لا شوك لها، وهي من الجَنْبةِ معروفة؛ قال الأزهري:

وقد رأَيتها، ويقال للــحَلَــمَةِ الحَماطةُ، قال: والــحَلَــمةُ رأْس الثَّدْيِ

في وسط السَّعْدانة؛ قال أَبو منصور: الــحَلَــمةُ الهُنَيَّةُ الشاخصة من

ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرجل، وهي القُراد، وأَما السَّعْدانة فما

أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْيِ، واللَّوْعَةُ السواد حول

الــحَلَــمةِ.

ومُــحَلِّــم: اسم رجل، ومن أَسماء الرجل مُــحَلِّــمٌ، وهو الذي يُعَلّم

الــحِلْــمَ؛ قال الأعشى:

فأَمَّا إذا جَلَسُوا بالعَشِيّ

فأَــحْلــامُ عادٍ، وأَيْدي هُضُمْ

ابن سيده: وبنو مُــحَلَّــمٍ وبنو حَلَــمَةَ قبيلتان. وحَلِــيمةُ: اسم

امرأَة. ويوم حَلِــيمةَ: يوم معروف أحد أَيام العرب المشهورة، وهو يوم التقى

المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ، والعرب تَضْرِبُ المَثَلَ

في كل أمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول: ما يَوْمُ حَلِــيمةَ بِسِرٍّ، وقد

يضرب مثلاً للرجل النابهِ الذِّكْرِ، ورواه ابن الأَعرابي وحده: ما يوم

حَلِــيمةَ بشَرٍّ، قال: والأَول هو المشهور؛ قال النابغة يصف السيوف:

تُوُرِّثْنَ من أَزمان يومِ حَلِــيمةٍ

إلى اليوم، قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ

وقال الكلبي: هي حَلــيمةُ بنت الحَرِث بن أَبي شِمْر، وَجَّهَ أَبوها

جيشاً إلى المُنْذِرِ بن ماء السماء، فأَخْرجَتْ حلــيمةُ لهم مِرْكَناً

فطَيَّبتهم.

وأَــحْلــام نائمٍ: ضرب من الثياب؛ قال ابن سيده: ولا أَحقُّها.

والــحُلــاَّمُ: اسم قبائل. وحُلَــيْماتٌ، بضم الحاء: موضع، وهُنَّ أكمات بطن فَلْج؛

وأَنشد:

كأَنَّ أَعْناقَ المَطِيِّ البُزْلِ،

بين حُلَــيْماتٍ وبين الجَبْلِ

من آخر الليل، جُذُوعُ النَّخلِ

أَراد أنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب. وحُلَــيْمَةُ، على لفظ التحقير:

موضع؛ قال ابن أَحمر يصف إبلاً:

تَتَبَّعُ أوضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ،

وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَــيْمةَ بالِياً

ومُــحَلِّــمٌ: نهر بالبحرين؛ قال الأخطل:

تَسَلسَلَ فيها جَدْوَلٌ من مُــحَلِّــمٍ،

إذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيلُها

الأزهري: مُــحَلِّــمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرين وما رأَيت عيناً

أكثر ماء منها، وماؤها حارّ في مَنْبَعِه، وإذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ؛ قال:

وأَرى مُــحَلِّــماً اسمَ رجل نُسِبَت العينُ إليه، ولهذه العين إذا جرت في

نهرها خُلُجٌ كثيرة، تسقي نخيل جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى

هَجَرَ.

حلــم

(الــحُلْــمُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن: الرُّؤْيَا) ، وعَلى الضَّمّ اقْتصر الجوهريُّ، وَقَالَ: هُوَ مَا يَراهُ النائمُ. قَالَ شيخُنا: فَهْمَا مُتَرادِفان، وَعَلِيهِ مَشى أكثرُ أهلِ اللَّغة، وَفرق بَينهمَا الشارعُ فَخَصّ الرُؤْيا بالخَيْر وخَصّ الــحُلْــمَ بِضِدّه، ويؤيّده حَدِيثُ: ((الرُؤْيا مِنَ اللهِ والــحُلْــمُ من الشَّيْطان)) . وَقد أَوْضَح الفَرْقَ بَينهمَا صاحبُ حاشِيَة المَواهِب فِي الْأَوَائِل.
قلتُ: ويؤيّده أَيْضا قولُه تعالَى: {أَضْغَثُ أَــحْلَــمٍ} وَقد يُسْتَعْمَل كلّ مِنْهُمَا فِي موضعِ الآخَرِ: (ج: أَــحْلــاَمٌ) ، كَقُفْلٍ وَأَقْفالٍ، وعُنُقٍ وَأَعْناقٍ. و (حَلَــمَ فِي نَوْمِهِ) يَــحْلُــمُ حُلْــمًا (واحْتَلَمَ، وتَــحَلَّــمَ، وانْــحَلَــمَ) ، قَالَ بِشْرُ بن أبي خازِم:

(أَحَقٌّ مَا رَأَيْت أَمِ احْتِلامُ ... )

ويُرْوَى أم انْــحِلــام، وَاقْتصر الجوهريّ على الأُوليَيْن، وَلم يذكر ابنُ سِيدَه تَــحَلَّــم.
(وتَــحَلَّــمَ الــحُلْــمَ) أَي: (اسْتَعْمَلَهُ) .
حَلَــمَ بِه، و) حَلَــمَ (عَنْهُ) ، وتَــحَلَّــمَ عَنهُ: (رَأَى لَهُ رُؤْيَا، أَو رَآهُ فِي النَّوْمِ) ، وَفِي الْمُحكم: أَي: رَآه فِي النَّوْم.
وَقَالَ الجوهريّ: حَلَــمْتُ بِكَذَا وحَلَــمْتُه أَيْضا، وَأنْشد:
(فــحَلَــمْتُها وبَنُو رُفَيْدَةَ دُونَها ... لَا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَــحْلُــومُ)

انْتهى. ويُقال: حَلَــمَ الرجلُ بالمَرْأَةِ: إِذا حَلَــم فِي نَوْمِه أَنّه يُباشِرُها.
(والــحُلْــمُ، بالضَّمِّ والاحْتِلامُ: الجِماعُ فِي النَّوْمِ، والاسْمُ الــحُلُــمُ، كَعُنُقٍ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {لم يبلغُوا الْــحلــم} والفِعْلُ كالفِعْلِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَمَرَ مُعاذًا أَنْ يَأْخُذَ من كُلّ حالِمٍ دِينارًا)) ، يَعْنِي: الجِزْيَةَ، قَالَ أَبُو الهَيْثَم: أَرَادَ بالحالِمِ كُلَّ مَنْ بَلَغَ الــحُلُــمَ وجَرَى عَلَيْهِ حُكْم الرِّجال، حَلَــمَ أَو لم يَحْتَلِم، وَفِي حديثٍ آخر: ((الغُسْلُ يَوْم الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلّ حالِمٍ)) إِنَّما هُوَ على من بَلَغ الــحُلُــمَ، أَي: بَلَغ أَنْ يَحْتَلِمَ أَو احْتَلَم قَبْلَ ذلِك، وَفِي رِوايةٍ: ((مُحْتَلِم)) ، أَي: بالِغٍ مُدْرِك.
وَقَالَ التَّقِيُّ السُّبْكِيّ فِي ((إِبْراز الحِكَمِ فِي شَرْحِ حَدِيث: رُفِعَ القَلَم)) مَا نَصُّهُ: أَجْمَعَ العُلماءَ أَنَّ الاحْتِلامَ يَحْصُلُ بِهِ البُلُوغ فِي حقّ الرَّجُلِ، ويَدُلّ لذلِكَ قولُه تعَالَى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَلُ مِنكُمُ الــحُلُــمَ فَلْيَسْتَئذِنُوا} ، وقولُهُ

فِي هَذَا الحَدِيث: ((وَعَن الصَّبِيّ حَتَّى يَحْتَلِمَ)) وَهِي روايةُ ابْن أبي السَّرْح عَن ابنِ عَبّاس، قَالَ: والآيةُ أَصْرَحُ فَإِنَّها ناطِقَةٌ بالأَمْر بعد الــحُلُــم، وَورد أَيْضا عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ رَفَعَه: ((لَا يُتْمَ بعد احْتِلامٍ وَلَا صَمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْل)) رَوَاهُ أَبُو داوُدَ، وَالْمرَاد بالاحْتِلام خُروجُ المَنِيّ سَوَاء كَانَ فِي اليَقَظَةِ أم فِي المَنامِ بِــحُلْــمٍ أَو غير حُلْــمٍ. ولمّا كَانَ فِي الغَالِبِ لَا يَحْصُلُ إِلاّ فِي النَّوْمِ بِــحُلْــمٍ أُطْلِقَ عَلَيْهِ الــحُلْــمُ والاحْتِلامُ، وَلَو وُجِد الاحتلامُ من غير خُرُوج مَنِيّ فَلَا حُلْــمَ لَهُ. ثمَّ قَالَ: وقولُه فِي الحَديث: ((حَتَّى يَحْتَلِمَ)) دليلُ البُلُوغ بِذلِك وَهُوَ إِجْماعٌ، وَهُوَ حقيقةٌ فِي خُرُوج المَنِيّ بالاحْتِلام، ومجازٌ فِي خُرُوجه بغيرِ احْتلامٍ يقظَةً أَو مَنامًا، أَو منقولٌ فِيمَا هُوَ أَعَمّ من ذَلِك، وَيخرج مِنْهُ الاحْتِلام بِغَيْر خُرُوجِ مَنِيٍّ إِنْ أَطْلَقْناه عَلَيْهِ مَنْقُولًا عَنهُ، أَو لكَوْنه فَرْدًا من أَفْرادِ الاحْتِلام، انْتهى.
(والــحِلْــمُ، بالكَسْرِ: الأَناةُ والعَقْلُ) وَقيل: ضَبْطُ النَّفْسِ والطَّبْعِ عَن هَيَجانِ الغَضَب، (ج: أَــحْلــامٌ وحُلُــومٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ أَحَدُ مَا جُمِعَ من المَصادِر، (وَمِنْه) قولُه تَعَالَى: { (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَــحْلَــمُهُم بِهَذَا} } . قيل: مَعْناهُ عُقُولُهم وَلَيْسَ الــحِلْــم فِي الْحَقِيقَة العَقْل، لَكِن فَسَّرُوه بِذلِك لكَوْنِهِ من مُسَبِّبات العَقْل، وَفِي الحَدِيث: ((لَيَلِيَنِّي مِنْكُم أُولُو الأَــحْلــامِ والنُّهَى)) أَي:: ذَوُو الأَلْباب والعُقول، وَقَالَ جَرِيرٌ:
(هَلْ مِنْ حُلُــومٍ لأَقْوامٍ فَتُنْذِرَهُم ... مَا جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي)

(وهُوَ حَلِــيمٌ) كَأَمِيرٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {إِنَّكَ لأَنَتَ الْــحَلِــيمُ الرَّشِيدُ} . قيل: إِنَّهم قَالُوهُ على جِهَة الاسْتِهْزاء. (ج: حُلَــماءُ وَأَــحْلــامٌ)) كَكُرَماء وكَرِيم وشَهِيدٍ وَأَشْهاد، (وَقد حَلُــمَ، بالضَّمِّ،
حِلْــماً) : صَار حَلِــيمًا، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّات:
(مُجَرَّبُ الحَزْمِ فِي الأُمُورِ وإِنْ ... خَفَّتْ حُلُــومٌ بِأَهْلِها حَلُــمَا)

(وَتَــحَلَّــمَ) الرجلُ: (تَكَلَّفَهُ) ، أنشَدَ الجَوْهَريّ:
(تَــحَلَّــمْ عَن الأَدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ ... ولَنْ تَسْتَطِيعَ الــحِلْــمَ حَتَّى تَــحَلَّــما)

(و) تَــحَلَّــمَ (المالُ: سَمِنَ، و) تَــحَلَّــم، (الصَّبِيُّ والضَّبُّ) واليَرْبُوعُ (والجَرادُ) ، كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب والجِرْذانُ، والقِرْدانُ: (أَقْبَلَ شَحْمُه) وسَمِنَ واكْتَنَزَ، وأَنْشد الجوهريُّ لأَوْسِ بن حَجَرٍ:
(لَحَوْنَهُمُ لَحْوَ العَصَا فَطَردْنَهُمْ ... إِلَى سَنَةٍ جِرْذانُها لَمْ تَــحَلَّــمِ) ويُرْوى قِرْدانُها. وَأما أَبُو حنيفةَ فَخَصّ بِهِ الإِنْسان.
حَلَّــمَه تَــحْلِــيمًا وحِلــاّمًا، كَكِذّابٍ: جَعَلَهُ حَلِــيمًا) ، قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ:
(وَرَدَّوا صَدُورَ الخَيْل حَتَّى تَنَهْنَهَت ... إِلَى ذِي النُّهَى واسْتَيْدَهُوا للمُــحَلِّــمِ)

(أَو) حَلَّــمَه: (أَمَرَهُ بالــحِلْــمِ) ، وَبِه فُسِّر البيتُ أَيْضا، أَي: أَطاعُوا الَّذِي يَأْمُرُهم بالــحِلْــم.
(وَأَــحْلَــمَت) المرأةُ: إِذا (وَلَدَتِ الــحُلَــماءَ) .
(وذُو الــحِلْــم) ، بِالْكَسْرِ: (عامِرُ بنُ الظَّرِبِ) العَدْوانِيُّ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الــحِلْــمِ ... )

وَقد ذكر فِي ((ق ر ع)) مُسْتَوْفَى.
(والأَــحْلــام: الأَجْسامُ بِلَا واحِدٍ) قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَعْرِفُ لَهَا وَاحِدًا.
(وَأَــحْلُــم، بِضَمِّ اللاّمِ، ابنُ عُبَيْدٍ البُخارِيّ) ، عَن عِيسَى غُنْجار، وَعنهُ نَصْرُ بنُ محمَّد (وعُمَرُ بنُ حَفْص) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ والصَّوابُ عُمَر أَبُو حَفْص (بن أَــحْلُــم) ، كَذَا هُوَ نَص التَّبْصِير، عَن سَهْلِ بن المُتَوَكّل وجَماعَة: (محدّثان) .
(والــحَلَــمَةُ، محرَّكَة: الثُّؤْلُول فِي وَسَطِ الثَّدْي) ، وَفِي الصِّحَاح: الــحَلَــمَة رأْسُ الثَّدْي، وهُما حَلَــمَتانِ.
وَفِي التَّهْذيب: الــحَلَــمَةُ رأسُ الثَّدْي فِي وسَطِ السَّعْدانة، وَقيل: هِيَ الهُنَيَّةُ الشاخِصَة من ثَدْي المَرْأَة.
(و) الــحَلَــمَةُ: (شَجَرَةُ السَّعْدانِ) وَهِي من أفاضِل المَرْعَى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الــحَلَــمَة دُونَ الذِّراعِ، لَهَا وَرَقَةٌ غليظَةٌ وَأَفْنانٌ وزَهْرَة كَزَهْرَةِ شَقائِقِ النُّعْمان إِلاَّ أنّها أَكْبَرُ وأَغْلَظُ. قَالَ الأزهريّ: لَيست الــحَلَــمَة من السَّعْدان فِي شيءٍ، السَّعْدانُ بَقْلٌ لَهُ شَوْكٌ مستديرٌ، والــحَلَــمَة لَا شَوْكَ لَهَا، وَهِي من الجَنْبَة معروفةٌ وَقد رَأَيْتُها.
(و) الــحَلَــمَةُ (نَباتٌ آخَرُ) ، وَفِي الصِّحَاح: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، قَالَ الأصمعيّ: هِيَ الــحَلَــمَةُ واليَنَمَةُ، ونَقَل غيرُه عَن الأَصْمَعِيّ أَنّها نَبْتٌ من العُشْبِ فِيهِ غُبْرَةٌ لَهُ مَسٌّ أَخْشَنُ، أَحْمَرُ الثَّمَرَة. وَقَالَ غيرُه: يَنْبُت بِنَجْدٍ فِي الرَّمْل فِي جُعَيْثِنَةٍ لَهَا زَهْرٌ وَوَرَقُها أُخَيْشِنُ، عَلَيْه شَوْكٌ كَأَنّه أظافِيرُ الإِنْسانِ، تَطْنَى الإِبْلُ وَتَزِلُّ أَحْناكُها إِذا رَعَتْه من العِيدانِ اليابِسَة.
(و) الــحَلَــمةُ: (الصَّغِيرَةُ من القِرْدانِ) ، جَمْع قُراد، (أَو الضَّخْمَةُ) مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: القُرادُ العَظِيم، وَهُوَ مِثْل العَلّ، (ضِدٌّ) ، وقِيلَ: هُوَ آخِرُ أَسْنانِها، وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَر:
((أَنَّه كَانَ يَنْهَى أَنْ تُنْزَعَ الــحَلَــمَةُ عَن دابَّتِه)) . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: القُرادُ أَوَّلَ مَا يَكُونُ صَغِيرًا قَمْقامَةٌ، ثُمَّ يصير حَمْنانَةً، ثمّ يَصِيرُ قُرادًا، ثمَّ حَلَــمَة.
حَلِــمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ) ، حَلَــمًا: (كَثُرَ حَلَــمُهُ، فَهُوَ حَلِــمٌ) ككَتِفٍ، وَيُقَال: أَيْضا: بَعِيرٌ حَلِــمٌ: قد أَفْسَدَهُ الــحَلَــم من كَثْرته عَلَيْهِ، (وعَناقٌ حَلِــمةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (وتَــحْلِــمَةٌ من تَحالِمَ) قد أَفْسَدَ جِلْدَها الــحَلَــمُ، وَالْجمع الــحُلــاّم.
(و) الــحَلَــمَة أَيْضا: (دُودَةٌ تَقَعُ) فِي جلْدِ الشاةِ الأَعْلَى وجِلْدِها الأَسْفَل، قَالَ الجَوْهَرِيُّ هَذَا لفظُ الأصمعيّ، فَإِذا دُبغَ لم يَزَلْ ذلِكَ المَوضعُ رَقِيقًا. وَقَالَ غيرُه: دُودَةٌ تقع (فِي الجِلْدِ فَتَأْكُلُهُ، فَإِذا دُبغَ وَهَى مَوْضِعُ الأَكْلِ) وبَقِيَ رَقِيقًا، (ج: حَلَــمٌ) .
(و) بَنو حَلَــمَة: (حَيٌّ) من العَرَبِ.
(و) الــحَلَــمَةُ: (الهَدَرُ من الدِّماء) . حَلِــمَ الجِلْدُ كَفَرِحَ: وَقَعَ فِيهِ الــحَلَــمُ) ، وَهِي الدُودةُ الْمَذْكُورَة فَنَقَبَتْه وَأَفْسَدَتْه فَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الــحَلَــمُ أَنْ يقعَ فِي الأدِيمِ دَوابّ فَلم يَخُصَّ الــحَلَــم. قَالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا مِنْهُ إِغْفال. وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أبي مُعَيْط يَحضُّ مُعاوِيَةَ على قِتالِ عَلِيّ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا _ ويَقُولُ لَهُ: أَنْتَ تسعَى فِي إِصْلاحِ أَمْرٍ قد تَمَّ فَسادُه كَهذِهِ المَرْأَة الَّتِي تَدْبُغُ الأَدِيمَ الــحَلِــمَ الَّذِي قد نَقَبَتْه الــحَلَــم، فأَفْسَدَته - فِي أبياتٍ مِنْهَا:
(فَإِنَّكَ والكِتابَ إِلَى عَلِيٍّ ... كدابِغَةٍ وَقد حَلِــمَ الأَدِيمُ)

حَلَــمَهُ) حَلْــمًا (وحَلَّــمَهُ) ، بالتَّشْدِيد: (نَزَعَهُ عَنْهُ) ، وخَصَّصَه الأزهريُّ فقالَ: وحَلَّــمْتُ الإِبِلَ: أَخَذْتُ عَنْهَا الــحَلَــم.
(والــحُلــاَّمُ، كَزُنّارٍ: الجَدْيُ) يُؤْخَذ مِنْ بَطْنِ أُمّه، كَمَا فِي الصّحاح. (و) قَالَ اللّحْيانِيّ: هُوَ الجَدْيُ والحَمَلُ الصَّغِيرُ يَعْنِي (الخَرُوف) . قَالَ ابنُ بَرّي: سُمِّي الجَدْيُ حُلــاّمًا لِمُلازَمَته الــحَلَــمَة يَرْضَعُها، وَنقل الجوهريّ عَن الأَصْمَعِيّ: الــحُلــاّم والــحُلــاّن بالمِيم والنُّون: صِغارُ الغَنَم.
قلتُ: وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف فِي ((ح ل ل)) على أَنَّ النونَ زائِدَةٌ.
وصَرَّحَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ بِأَنَّ النونَ بدلُ المِيم. وَقيل: الــحُلــاّم: هُوَ الصَّغِير الَّذِي حَلَّــمَهُ الرَّضاعُ، أَي: سَمَّنَه، فتكونُ الْمِيم أَصْلِيّة، وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الأَصْلُ حُلــاّن، وَهُوَ فُعْلان من التَّــحْلِــيل، فقلبت النُّونُ ميمًا. وَقَالَ عَرّام: الــحُلــاّم: مَا بَقَرْتَ عَنهُ بَطْنَ أُمِّه فَوَجَدْته قد حَمَّمَ وشَعَّر، فَإِن لم يَكُنْ كذلِكَ فَهُوَ غَضِينٌ، وَقد أَغْضَنَتِ الناقةُ: إِذا فَعَلَت ذَلِك. (و) الــحُلــاّمُ: (حَيٌّ من عَدْوانَ) وَيُقَال: هُمْ وَــحَلَــمَةُ بَطْنٌ واحدٌ، وَيُقَال: هم قَبائلُ شَتَّى.
(ودَمٌ حُلــاّمٌ: هَدَرٌ) باطِلُ، قَالَ مُهلْهِلٌ:
(كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلــاّمْ ... حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ هَمّامْ)

ويُرْوَى حُلــاّن، والشطر الثَّانِي:
(حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ ... )

(والحالُومُ: ضَرْبٌ من الأَقِطِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، (أَو لَبَنٌ يَغْلُظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بالجُبْنِ الطَّرِيِّ) ، وَفِي الصّحاح: بالجُبْن الرَّطْبِ ولَيْسَ بِهِ. قلتُ: وَهِي لُغَةٌ مِصْرِيّة.
(والــحَلِــيمُ: الشَّحْمُ المُقْبِلُ) ، عَن ابْن سِيدَه، وَأَنْشَدَ:

(فإنَّ قَضاءَ المَــحْلِ أَهْونُ ضَيْعةً ... من المُخِّ فِي أَنْقاءِ كُلِّ حَلِــيمِ)

(و) قِيل: الــحَلِــيمُ هُنَا: (البَعِيرُ المُقْبِلُ السِّمَنِ) ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ، قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِعْلاً إِلاَّ مَزِيدًا.
(و) حَلِــيمُ (بنُ وَضَّاحٍ الفَقِيهُ) شيخٌ لأبي سَعْدٍ الإِدْرِيسيّ.
(و) حَلِــيمٌ (جَدٌّ لأَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ مُحَمِّدٍ) ، هَكَذَا فِي النّسَخ، وَالصَّوَاب الحُسَيْن (بن الحَسَنِ) بن محمَّد بن حَلِــيم (الــحَلِــيمِيّ) الْفَقِيه الشافعيّ (ذِي التّصانِيفِ) ، وُلِدَ بِجُرْجانَ سنة ثلاثمائةٍ وثمانٍ وثلاثِينَ، وحُمِلَ إِلَى بُخَارَى وكَتَبَ بهَا الحديثَ وصارَ إِمامًا مُعَظَّمًا، توفّى سنة ثلاثٍ وأربَعِمائةٍ. وسِياقُ عِبارة الرُّشاطِيّ يَقْتَضِي أَنّه منسوبٌ إِلَى حَلِــيمَةَ السَّعْدِيَّة، (وأَخِيهِ الحَسَن) هكَذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والمُسَمَّى بالحَسَن بن محمّد رَجُلان، وكلاهُما يُنْسَبان إِلَى الجَدِّ، أحدُهُما: أَبُو محمّد الحَسَن بن مُحَمّد بنِ حَلِــيمِ ابْن إِبْراهيمَ بن مَيْمُون الصَّائِغ المَرْوَزِيّ الــحَلِــيمِيّ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي قَرِيبًا ذِكْرُ أَبيه، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عبد الله، وَالثَّانِي: أَبُو الفُتُوح الحَسَنُ ابنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسابُورِيّ الــحَلِــيمِيّ، سَمِع مِنْهُ ابنُ السَّمْعانِيّ، فَتَأَمّل ذَلِك.
حَلِــيمُ بنُ دَاوُدَ) الكَشِّي، شَيْخٌ لأَسبْاط بنِ اليَسَع.
(ومُحَمَّدُ بنُ حَلِــيمِ) بن إِبْراهِيمَ ابْن مَيْمون الصَّائِغ (المَرْوَزِيّ) ، عَن عليّ بن حُجر، وَعنهُ ابنُه الحَسَنُ بنُ محمّدٍ: (مُحَدِّثان) .
(وكَسَفِينَةٍ: أَبُو حَلِــيمَةَ مُعاذ) بن
الحارِثِ الخَزْرَجِيّ البُخارِي (القارِئُ، صَحابِيٌّ) شَهِدَ الخَنْدَقَ، وقِيلَ: لم يُدْرِكْ من حَياةِ النبيّ
إِلاّ ستّ سِنِين، وقُتِلَ يَوْمَ الحَرَّة.
حَلِــيمَةُ بِنْتُ أبي ذُوَيْبٍ) عبدِ الله بنِ الحارِثِ (مُرْضِعَةُ النِّبِيّ
) ، من بني سَعْدٍ من قَيْسِ عَيلان، أَخْرَجَ لَهَا الثَّلاثَةُ، وَلم يَذْكُروا مَا يَدُلُّ على إِسْلامِها، إِلاّ مَا جاءَ فِي الاسْتِيعابِ لابْنِ عبد البَرّ مَا نصّه: رَوَى زَيْدُ بن أَسْلَمَ عَن عَطاءِ بن يَسارٍ، قَالَ: ((جاءَت حَلِــيمَةُ بنتُ عبد اللهِ أُمُّ النبيّ
من الرَّضاعَة إِلَيْه يَوْمَ حُنَيْنٍ، فقامَ إِلَيْها، وَبَسَطَ لَها رِداءَه، فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ)) .
(و) حَلِــيمَةُ (بِنْتُ الحارِثِ) الأَكْبَرِ (ابنْ أَبِي شِمْرٍ) الغَسّاني، (وَجَّهَ أَبُوها جَيْشًا إِلَى المُنْذِر بنِ ماءِ السَّمَاء فَأَخْرَجَتْ لَهُم مِرْكَنًا من طِيبٍ فَطَيَّبَتْهُم مِنْهُ) ، قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، (فَقالُوا: ((مَا يَوْمُ حَلِــيمَةَ بِسِرٍّ)) . يُضْرَبُ لِكُلِّ أَمْرٍ مُتعالَمٍ مَشْهُورٍ، ويُضْرَبُ أَيْضا للشَّرِيفِ النابِهِ الذِّكْرِ) ، ورَواه ابنُ الأعرابيّ وحْدَهُ: مَا يَوْمُ حَلِــيمَةَ بِشَرٍّ، قَالَ: والأولّ هُوَ المَشْهُور، وَقَالَ النابِغَة يصف السُّيوفَ:
(تُوُرِّثْنَ من أَزْمانِ يَوْمِ حَلِــيمَةٍ ... إِلَى اليَوْم قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجارِبِ)

(و) حُلَــيْمة، (كَجُهَيْنَة: ع) ، قَالَ ابنُ أَحْمَر يصف إِبِلاً:
(تَتَبّعُ أَوْضَاحًا بسُرَّةِ يَذْبُلٍ ... وتَرْعَى هَشِيمًا من حُلَــيْمَةَ بالِيَا)
حَلَــيْماتٌ، كَجُهَيْناتٍ: أَنْقاءٌ بالدَّهْناءِ، أَو أَكَماتٌ بِبَطْنِ فَلْجٍ) ، كَمَا فِي الصّحاح قَالَ:
(كَأَنّ أَعْناقَ المَطِيّ البُزْلِ ...
بَيْنَ حُلَــيْماتٍ وَبَين الجَبْلِ)

(مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ جُذَوعُ النَّخْلِ ... )

أَرَادَ أَنّها تَمُدّ أَعْناقَها من التَّعَب.
(والــحَلَــمَتانِ، مُحَرَّكَةً: ع، و) الحَيْلَم، (كَحَيْدَرٍ: دَوابُّ صِغارٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الــحَلِــيمُ فِي صِفَات اللهِ تَعَالَى: الّذي لَا يَسْتَخِفُّه عِصْيانُ العُصاةِ وَلَا يَسْتَفِزُّه الغَضَب عَلَيْهم، ولكنّه جَعَلَ لكلّ شَيْءٍ مِقْدَارًا فَهُوَ مُنْتَهٍ إِلَيْه.
وتَــحَلَّــم: تَكَلَّفَ الــحِلْــمَ، وَمِنْه الحَدِيث: ((مَنْ تَــحَلَّــم مَا لَمْ يَــحْلُــمْ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَين شَعِيرَتَيْن))
يُقَال:: تَــحَلَّــمَ: إِذا ادَّعَى الرُّؤْيا كاذِبًا.
وَأَــحْلــامُ نائمٍ: ثِيابٌ غِلاظٌ، نَقله ابنُ خالَوَيْهِ، زَاد الزمخشريّ: مُخَطَّطَه لأَهْلِ المَدِينَة، وأَنْشَدَ:
(تَبَدَّلْتُ بعد الخَيْزرانِ جَرِيدَةً ... وبَعْدَ ثِيابِ الخَزِّ أَــحْلــامَ نائِمِ) وَفِي المُحكم: وَأَــحْلــامُ نَائِم: ضَرْبٌ من الثِيابِ وَلَا أَحُقُّها.
وحَلُــمَ عَنهُ كَكَرُمَ وتَــحَلَّــم سَواءٌ.
وتَحالَمَ: أَرَى من نَفْسِه ذلِكَ ولَيْسَ بِهِ، نَقله الجوهريّ.
وَتَــحَلَّــمَت القِرْبَةُ: امْتَلأَتْ.
وحَلَّــمْتُها: مَلأْتُها.
وَأَدِيمٌ حَلِــيمٌ، كأميرٍ: أَفْسَدَه الــحَلَــم قَبْلَ أَن يُسْلَخَ.
ومُــحَلَّــم كَمُعَظّم: نهرٌ يأخذُ من عَيْنِ هَجَرَ، نَقله الجوهريّ وَأنْشد للأَعْشَى:
(وَنَحْنُ غَداةَ العَيْنِ يَوْمَ فُطَيْمَةٍ ... مَنَعْنا بَنِي شَيْبانَ شُرْبَ مُــحَلِّــمِ)

وَقَالَ الأزْهَريّ: مُــحَلّــم: عَيْنٌ ثَرَّةٌ، فَوّارةٌ بالبَحْرَيْن وَمَا رأيتُ عَينًا أكثرَ مَاء مِنْهَا، وماؤها حارٌّ فِي مَنْبَعِهِ وإِذا بَرَدَ فَهُوَ ماءٌ عُذْبٌ. قَالَ: وَأَرَى مُــحَلَّــما اسمَ رَجُلٍ نُسِبَت العَينُ إِلَيْهِ، ولهذه العَيْنُ إِذا جَرَت فِي نَهْرِها خُلُجٌ كثيرةٌ
تَسْقِي نَخِيل جُؤاثَى وَعَسَلَّجَ وقُرَيّاتٍ من قُرَى هَجَرَ، وَقَالَ الأَخطل:
(تَسَلْسَل فِيهَا جَدْوَلٌ من مُــحَلَّــمٍ ... إِذا زَعْزَعَتْها الرِّيحُ كادَتْ تُمِيلُها)

والــحُلــام، كغُرابٍ: وَلَدُ المَعَزِ.
وَبَنُو مُــحَلَّــم كَمُعَظَّم: بطنٌ، عَن ابْن سِيدَه. قلتُ: وَهُوَ مُــحلّــم بن ذُهْلِ ابْن شَيْبانَ بن ثَعْلَبَة، وَذكر ابنُ الأثِيرِ مُــحَلَّــم بن تَمِيمٍ، وَقَالَ: مِنْهُم: جَعْفَرُ ابْن الصَّلْتِ. وَأَبُو عَلِيّ زاهِرُ بن أَحْمَدَ ابنِ الحُسَيْن الــحَلِــيمِيّ النَّسَفِيّ، وَأَبُو المُظَفَّر محمّد بن أَسْعَد بن نَصْرٍ الفَقَيه الحَنَفِيّ، يُعْرَف بابْنِ حَلِــيم: مُحَدّثان. وَعبد الْعَزِيز بنُ حَلِــيمٍ البَهْرانِيّ من أهلِ الشامِ، عَن عبد الرَّحمْن بن ثابِتٍ، وَعنهُ ابنُه وَحِيدُ بن عَبْدِ العَزِيز، وَعَن وحيد ابنُه أَبُو ضَبارة عبدِ العَزِيز بن وَحِيد. والقاسِمُ بن أبي حَلِــيم الجُرْجانِيّ القاضِي، ذكره حَمْزَةُ فِي تاريِخِه.
وإبراهيمُ بنُ يَحْيَى بنِ حَلَــمَة، مُحَرَّكَة، المُقْرِئ حَدَّثَ بعد الخَمْسِمائة.
وَنقل شيخُنا عَن عبد الحِكِيم فِي حاشِيَة البَيْضاوِيّ مَا نَصُّه: الــحَلْــمُ، بِالْفَتْح: العَقْل، وَفِيه نَظَر.
وحَلــاّم بن صالِحٍ العَبْسِيّ الكُوفِيّ من أَتبَاع التابِعِين، ثِقَةٌ رَوَى عَنهُ أَهْلُ الكُوفة.
والحالِمَيْنِ، مُثَنًّى: كورَةٌ باليَمَن.

طحل

(طــحل) طــحلــا عظم طحاله وَكَانَ أطــحل اللَّوْن وَالْمَاء وَغَيره كدر واغبر وطــحلــب وَكثر طــحلــبه وَفُلَان اربد لَونه من غضب وَنَحْوه
ط ح ل: (الطِّحَالُ) عُضْوٌ مَعْرُوفٌ. 
طــحل: طــحل: حثالة، ثفل، راسب (بوشر).
طحال: مرض يصيب الطِحال (جوليوس) واللفظة مذكورة في لطائف الثعالبي (ص132) والبكري (ص158) وبراون (2: 147).
طِحاليّ: نسبة إلى الطِحال (بوشر).
طِحاليّ: انظر فيما يلي مادة طيــحل.
طــحل الطِّحَالُ مَعْروفٌ، تقول طَــحِلَ يَطْــحَلُ طَــحَلــاً عَظُمَ طِحَالُه. وطَــحَلْــتُه أصَبْتُ طِحالَه. ورَجُلٌ طَــحِلٌ. والطَّــحَلُ الْتِزَاقُ الرِّئِة بالجَنْب. وطَــحِلَ الماءُ يَطْــحَلُ تَغَيَّرَ وفَسَدَ رِيْحُه وكَثُرَ طُــحْلُــبُه. والطُّــحْلَــةُ لَوْنٌ بين الغُبْرَةِ والبَيَاضِ في سَوَادٍ قَليلٍ. ورَمَادٌ أطْــحَلُ. وذِئبٌ أطْــحَلُ. والشَّرَابُ الطّاحِلُ الذي ليس بِصافي اللَّوْنِ.

طــحل


طَــحَلَ(n. ac. طَــحْل
طَــحَل)
a. Hurt in the spleen.
b. see infra.

طَــحِلَ(n. ac. طَــحْل
طَــحَل)
a. Had an enlarged or diseased spleen.
b. Smelt, stank (water).
c. Was of a grayish-black colour (animal).

طُــحْلَــةa. Grayish-black colour.

طَــحِلa. Having an enlarged spleen; spleenful
splenetic.
b. Slimy (water).
c. Black, dusky.
d. Full.

أَطْــحَلُa. Grayish-black.
b. Turbid, thick (beverage).
طِحَاْل
(pl.
طُــحُل)
a. Spleen.

طُحَاْلa. Disease of the spleen.

N. P.
طَحڤلَa. see 5 (a)
طــحل
طُحَال [مفرد]: (طب) مرض يصيب الطِّحال بالالتهاب "شفاه اللهُ من مرض الطُّحال بعد إجراء العملية". 

طِحَال [مفرد]: ج طحالات وأطْــحِلــة وطُــحُل: (شر) عضو كبير في الجسد يقع بين المعدة والحجاب الحاجز في يسار البطن، وظيفته تتعلّق بتكوين الدم، وإتلاف القديم من كُرَيّاته "عانى المريضُ من تضخُّمٍ في الطِّحال". 
[طــحل] الطُــحْلَــةُ: لونٌ بين الغُبرة والبياض. ورمادٌ أطْــحَلُ، وشرابٌ أطْــحَلُ، إذا لم يكن صافياً. ويقال: فَرَسٌ أخضرُ أطْــحَلُ، للذي يعلو خضرته قليل صفرة. وأطــحل: جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة. يقال ثور أطــحل، لانه نزله. والطحال معروف. يقال: إنَّ الفرس لا طِحالَ له. وهو مثلٌ لسُرعته وجَريه، كما يقال: البعير لا مرارة له، أي لا جَسارة له. وطَــحَلْــتُهُ، أي أصبتُ طِحالَهُ، فهو مَطْحولٌ. وطَــحِلَ بالكسر طَــحَلــاً: اشتكى طِحالَهُ. وطَــحِلَ الماءُ، إذا فسَدَ وتغيّرت رائحتُه. وطهِلَ بالهاء مثله. 
ط ح ل

به طحال وهو داء الطحال، وطــحلــته: أصبت طحاله، وقد طــحل وطــحل فهو مطحول وطــحل. ورماد أطــحل، وشراب أطــحل: كدر على لون الطحال، وفيه طــحلــة. وماء طــحل. وقد طــحل إذا فسد وتغير وعلاه الطــحلــب. قال زهير:

يعمن في شربات ماؤها طــحل ... على الجذوع يخفن الغم والغرقا

وفيه وجهان أن يكون من الطحال أو من معنى الطــحلــب. وطــحلــب الماء. وعين مطــحلــبة. قال ذو الرمة:

عيناً مطــحلــبة الأرجاء طامية وفي مثل " ضيعت البكار على طحال " يضرب لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه، وذلك أن سويد ابن أبي كاهل هجا بني الغبر بقوله:

من سره النيك بغير مال ... فالغبريات على طحال

شواغر يلمعن بالرجال

وهو مكان ثم طلب إليهم بعد أن يفتكوه من أسر وقع فيه.
(ط ح ل)

الطِّحالُ: لحْمَة سَوْدَاء عريضة فِي بطن الْإِنْسَان وَغَيره عَن الْيَسَار، لَازِقَة بالجنب، مُذَكّر، صرح بذلك الَّلحيانيّ. وَالْجمع طُــحُلٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك. وطَــحِل طَــحَلــاً فَهُوَ طَــحِلٌ: عظم طِحالُه. وطُــحِلَ طَــحْلــاً: شكا طِحالَه. وطَــحَلَــه يطْــحَلُــه طَــحْلــاً وطَــحَلــاً: أصَاب طِحالَه.

وطَــحَل المَاء طَــحَلــاً فَهُوَ طَــحِلٌ: فسد وتغيرت رَائِحَته من حمأته.

والطُّــحْلَــةُ: لون بَين الغبرة وَالْبَيَاض بسواد قَلِيل كلون الرماد. ذِئْب أطْــحَلُ وشَاة طَــحْلــاء، وَالْفِعْل من ذَلِك كُله، طَــحِلَ طَــحَلــاً. وَجعل أَبُو عبيد الأطْــحَلَ اسْما للون فَقَالَ: هُوَ لون الرماد. وَأرى أَبَا حنيفَة حكى: نصل أطْــحَلُ.

وشراب طاحِلٌ: كدر اللَّوْن. وَكَذَلِكَ غُبَار طِاٌــحل، قَالَ:

وبلْدَةٍ تُكْسَى القَتامَ الطَّاحِلــا

وأطْــحَلُ: اسْم جبل.

وطَحالٌ: اسْم كلب.

ومِطْــحَلٌ: اسْم رجل وَهُوَ أَبُو قَبيلَة.

وَيَوْم المَطاحِلِ: يَوْم قتلوا فِيهِ، أَرَادوا المِطْــحَلِــيَّين.

والمَطاحِل أَيْضا: مَوضِع.

طــحل: الطِّحالُ: لَحْمة سوداء عَريضة في بطن الإِنسان وغيره عن اليسار

لازِقةٌ بالجَنْب، مُذَكَّر؛ صَرَّحَ اللحياني بذلك، والجمع طُــحُلٌ، لا

يُكَسَّر على غير ذلك. وطَــحِلَ طَــحَلــاً: عَظُم طِحالُه، فهو طَــحِلٌ،

وطُــحِلَ طَــحْلــاً: شَكا طِحالَه؛ أَنشد ابن بري للحَرِث بن

مُصَرِّف:

أَكْوِيه، إِمَّا أَراد الكَيَّ مُعْتَرِضاً،

كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَّني الطَّــحِلــا

وطَــحَلَــه يَطْــحَلُــه طَــحْلــاً وطَــحَلــاً: أَصاب طِحَالَه، فهو مَطْحُول.

ويقال: إِنّ الفرس لا طِحالَ له، وهو مَثَلٌ لسرعته وجَرْيه، كما يقال

البعير لا مَرارة له أَي لا جَسارة له. وطَــحِلَ الماءُ طَــحَلــاً، فهو طَــحِلٌ:

فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه من حَمْأَته. الأَزهري: أَبو زيد ماء طَــحِلٌ

أَي كثير الطُّــحْلُــب. وماء طَــحِلٌ: كَدِرٌ؛ قال زهير:

يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ، ماؤها طَــحِلٌ،

على الجُذُوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا

والطَّــحِلُ: الغَضْبانُ. والطَّــحِلُ: المَلآن؛ وأَنشد:

ما إِنْ يَرُودُ ولا يَزالُ فِراغُه

طَــحِلــاً، ويَمْنَعُه من الأَعْيالِ

وكِساءٌ أَطْــحَلُ: على لون الطِّحال. ورَمادٌ أَطْــحَل إِذا لم يكن

صافياً. ابن سيده: الطُّــحْلــة لون بين الغُبْرة والبياض بسواد قليل كَلَوْن

الرَّماد، ذِئبٌ أَطْــحَل وشاة طَــحْلــاء، والفعل من ذلك كله طَــحِل طَــحَلــاً،

وجعل أَبو عبيدة الأَطْــحَل اسم اللون فقال: هو لون الرماد، وأُرى أَبا

حنيفة حكى نَصْلٌ أَطْــحَل وشَرابٌ طاحِلٌ إِذا لم يكن صافي اللَّون، وكذلك

غُبارٌ طاحل؛ قال رؤبة:

وبَلْدة تُكْسى القَتَامَ الطَّاحِلــا

ابن الأَعرابي: الطَّــحِل الأَسْود، ويقال: فَرَس أَخضر أَطْــحَل للذي

يعلو خُضْرتَه قليل صُفرة. الأَزهري: ومن أَمثال العرب ضَيَّعْتَ البِكارَ

على طِحالٍ؛ يُضْرب مثلاً لمن طَلب حاجة إِلى من أَساء إِليه، وأَصل ذلك

أَن سُوَيد بن أَبي كاهِلٍ هَجا بَني غُبَر في رجز له فقال:

مَنْ سَرَّه النَّيْكُ بغير مالِ،

فالغُبَريَّاتُ على طِحالِ

شَواغِراً، يُلْمِعْنَ بالقُفّالِ

ثم إِن سُوَيْداً أُسر فَطَلب إِلى بني غُبَر

(* قوله «بني غبر إلخ» ضبط

في القاموس بالضم والتشديد ووزنه شارحه بسكر، وفي معجم ياقوت والتكملة

والتهذيب بالتخفيف) أَن يُعينوه في فَكَاكِه فقالوا له: ضَيَّعْتَ

البِكَارَ على طِحالٍ، والبِكارُ: جمع بَكْر وهو الفَتِيُّ من الإِبل؛ الأَزهري:

طِحال موضع وقد ذكره ابن مقبل فقال:

ليْتَ اللَّيالي، يا كُبَيْشةُ، لم تكُنْ

إِلاَّ كَلَيْلتنا بحَزْمِ طِحال

وقال الأَخطل فيه أَيضاً:

وعَلا البَسيطةَ فالشَّقِيقَ بِرَيِّقٍ،

فالضَّوْجَ بَيْنَ رُوَيَّةٍ فطِحالِ

الجوهري: وأَطْــحَلَ جَبَلٌ بمَكَّة يُضاف إِليه ثَوْرُ ابن عبد مَناة بن

أُدِّ بن طابخة، يقال: ثوْرُ أَطْــحَل لأَنه نَزَله. ابن سيده: أَطْــحَل

اسم جَبل، ولم يَخُصَّه بمكة ولا بغيرها. وطِحال: اسم كلب.

طــحل

1 طَــحَلَــهُ, (S, O, K,) aor. ـَ inf. n. طَــحْلٌ and طَــحَلٌ, (K,) He hit, or hurt, his طِحَال [or spleen]. (S, O, K.) A2: And طَــحَلَــهُ, (O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. طَــحْلٌ, (O,) He filled it; (O, K;) namely, a vessel. (O.) A3: طَــحِلَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. طَــحَلٌ, (S, O, Msb,) He had a complaint of his طِحَال [or spleen]: (S:) or he became large in his طِحَال: (O, Msb, K:) and طُــحِلَ, like عُنِىَ, inf. n. طَــحْلٌ, [accord. to the CK طَــحَلٌ,] has the former of these two meanings. (K, TA.) b2: And طَــحِلَ, (K, TA,) inf. n. طَــحَلٌ, (TA,) He was, or became, of the colour termed طُــحْلَــة; said of a wolf; and in like manner one says of a sheep or goat. (K, TA.) b3: And طَــحِلَ said of water, (S, O, K,) as also طَهِلَ, (S, O,) It was, or became, corrupt, (S, O, K,) and altered in odour, (S, O,) or stinking, by reason of black mud. (K.) طَــحِلٌ Having his طِحَال [or spleen] large, or enlarged: (Msb, K:) or having pain therein; as also ↓ مَطْحُولٌ; (O;) or this latter signifies having a complaint of the طِحَال; (TA;) or it signifies, (S,) or signifies also, (TA,) hit, or hurt, therein. (S, TA.) b2: And (assumed tropical:) [Spleenful, as meaning] angry. (IAar, O, K.) b3: And Black: (O, K:) or of a dusky, or dingy, black colour; (IAar, TA;) which, Z says, may be from [the colour of] the طِحَال, or from the meaning of الطُّــحْلُــبُ: (TA: [see also أَطْــحَلُ:]) [for it signifies also] b4: Overspread with [the green substance termed طُــحْلُــب; (IAar, O, K;) or having much طــحلــب; applied to water: (Az, IAar, * O, * Msb, K:) and in like manner one says عَيْنٌ طَــحِلَــةٌ a source having much طــحلــب. (Msb.) A2: Also Full; (IAar, O, K;) and so ↓ مَطْحُولٌ; applied to a vessel. (K.) طُــحْلَــةٌ A colour between that of dust and whiteness, (S, M, O, TA,) with a little blackness, like the colour of ashes: (M, TA:) or a colour between that of dust and blackness, with a little whiteness. (K.) طِحَالٌ [The spleen;] one of the intestines, (Msb,) or a piece of flesh, (K, TA,) well known, (S, O, Msb, K,) black, (or rather blackish,] and broad, in the belly of man and of others, on the left, cleaving to the side, (TA,) or cleaving to the ribs on the left side, (Zj in his “ Khalk el-Insán,”) and said to pertain to every ruminant except the horse, which has none: (Msb: [a strange assertion, involving a double mistake; partly originating from a saying which will be mentioned in what follows:]) it is of the masc. gender: (Lh, TA:) the pl. is طُــحُلٌ (Msb, K, TA) and أَطْــحِلَــةٌ and طِحَالَاتٌ. (Msb. [The second and third of these pls. appear to be rare; for it is said in the TA that the first is the only pl. form: and the last is anomalous.]) One says of the horse, لَا طِحَالَ لَهُ [lit. He has no spleen]; which is a metaphor, meaning (tropical:) he is quick, or swift, in his running; like as one says of the camel, لَا مَرَارَةَ لَهُ [lit. “ he has no gall-bladder ”]; meaning “ he has no daring. ” (S, O.) طَاحِلٌ: see the next paragraph, in two places.

أَطْــحَلُ Of a colour like that of the طَحَال [or spleen], (Ham p. 96, and TA,) thus applied to a [garment of the kind called] كِسَآء, (TA,) and this is said to be the primary signification: or of the colour of ashes: (Ham ubi suprà:) or of the colour termed طُــحْلَــة expl. above, (S, O, K,) thus applied to a wolf, (O, K,) and thus the fem.

طَــحْلَــآءُ applied to a sheep or goat (شَاةٌ), (K,) and the masc. applied to ashes (رَمَادٌ): (S, O:) also, (S, O,) and (O) ↓ طَاحِلٌ, (O, K, [in the CK طَــحِلٌ, q. v.,]) applied to beverage or wine (شَرَابٌ), (S, O, K,) meaning not clear, (S, O,) or turbid; and so ↓ طَاحِلٌ applied to dust (غُبَارٌ, K, TA, [in the CK غُرَابٌ,] and قَتَامٌ, O and TA). And one says فَرَسٌ أَخْضَرُ أَطْــحَلُ meaning A horse whose خُضْرَة [i. e. dingy ash-colour, or dark dust-colour,] is overspread by a little yellowness. (S, O.) مَطْحُولٌ: see طَــحِلْ, first sentence: b2: and the same, also, last sentence.
طــحل
الطِّحَالُ، ككِتَابٍ: لَحْمَةٌ م مَعْرُوفَةٌ، وَهِي لَحْمَةٌ سَوْدَاءُ عَرِيضَةٌ، فِي بَطْنِ الإِنْسانِ، وغيرِه، عَن الْيَسارِ، لاَزِقَةٌ بالجَنْبِ، مُذَكَّرٌ، صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيانِيُّ، ج: طُــحُلٌ، كَكُتُبٍ، لَا يُكَسَّرُ على غَيرِ ذلكَ.
وطَــحِلَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ، فهُوَ طَــحِلٌ، إِذا عَظُمَ طَحَالُهُ، قالَ الْحَارِثُ بنُ مُصَرِّفِ بنِ أَصْمَعٍ:
(أَكْوِيهِ إِمَّا أِرادَ الْكَيَّ مُعْتَرِضاً ... كَيَّ المُطَنِّى مِنَ النَّحْزِ الطَّنِي الطَّــحِلــاَ)
وطَــحِلَ الْمَاءُ، وطَهِلَ: فَسَدَ، وأَنْتَنَ، وتَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، مِنْ حَمْأَةٍ. وطُــحِلَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ، طَــحْلــاً: شَكاهُ، فَهُوَ مَطْحُولٌ. وطَــحَلَــهُ كمَنَعَهُ، طَــحْلــاً، بالفتحِ، ويُحَرَّكُ: أَصَابَ طِحَالَهُ، فَهُوَ مَطْحُولٌ.
والطُّــحْلَــةُ، بالضَّمِّ: لَوْنٌ بَيْنَ الغُبْرَةِ والسَّوادِ بِبِيَاضٍ قَلِيلٍ، ونَصُّ الْمُحْكَمِ: بَيْنَ الغُبْرَةِ والْبَياضِ بِسَوادٍ قَلِيلٍ، كَلَوْنِ الرَّمادِ. ذِئْبٌ أطْــحَلُ، قَالَ الشَّنْفَرَى: أَزَلُّ تَهادَاهُ التَّنَائِفُ أَطْــحَلُ وشاةٌ طَــحْلــاَءُ، والْفِعْلُ مِنْهُ طَــحِلَ، كفَرِحَ، طَــحَلــاً، وجَعَلَ أَبُو عُبَيدٍ الأَطْــحَلَ اسْمَ اللَّوْنِ، فقالَ: هُوَ لَوْنُ الرَّمادِ، وأُرَى أَبَا حَنِيفَةَ حَكَى: نَصْلٌ أطْــحَلُ. وشَرَابٌ طَاحِلٌ، إِذا لَمْ يَكُنْ صَافِي، وَكَذَلِكَ شَرَابٌ أَطْــحَلُ، وغُبَارٌ طَاحِلٌ: كَدِرٌ، قالَ رُؤْبَةُ: وبَلْدَةٍ تُكْسَى الْقَتَامَ الطَّاحِلــاَ ومَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ واثِلَةَ بنِ مَطْــحَلٍ، كمِنْبَرٍ، ورَأيتُهُ فِي دِيوانِ أَشْعارِهِمْ مَضْبُوطاً، كمُحْسِنٍ: شاعِرٌ هُذَلِيٌّ، وهوَ الْوافِدُ على النَّجاشِيِّ فِي الأَسْرَى، كانُوا مِنْ قَوْمِهِ، فكَلَّمَهُ فيهم، فوَهبَهُم لَهُ، أَو هُوَ أَبُو الْمَطاحِلِ. ويَوْمُ الْمَطَاحِلِ: يَوْمٌ لَهُم، قُتِلُوا فيهِ، أَو الْمَطاحِلُ: ع، قالَ عبدُ مَنافِ ابنِ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(هُمُ مَنَعُوكُمْ مِنْ حُنَيْنٍ ومائِهِ ... وهُمْ أَسْلَكُوكُمْ أَنْفَ عاذِ المَطاحِلِ)
ورَوَى أَبُو عَمْرٍ و: عَاد المَطاحِلِ، بالدَّالِ المُهْمَلَةِ، وأَنْفُها: أَوَّلُها، ويُرْوَى: المَطَافِلِ. والطَّــحِلُ، ككَتِفٍ: الْغَضْبَانُ. وَأَيْضًا المَلآنُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(مَا إِنْ يَرُودُ وَلَا يزالُ فِراغُهُ ... طَــحِلــاً ويَمْنَعُهُ مِنَ الأَعْيالِ)
قالَ: كُلُّ إِنَاءٍ عِنْدَ العَرَبِ فِرَاغٌ. وَأَيْضًا: الْماءُ الْمُطَــحْلَــبُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: ماءٌ طَــحِلٌ: كَثِيرُ الطُّــحْلُــبِ، قالَ زُهَيْرٌ:
(يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُها طَــحِلٌ ... عَلى الْجُذُوعِ يَخَفْنَ الْغَمَّ والغَرَقا)

وَأَيْضًا: الأَسْوَدُ الْكَدِرُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَفِيه وَجْهَانِ، أنْ يكونَ مِنَ الطِّحالِ، أَو مِنْ مَعْنَى الطُّــحْلُــبِ. وطَــحَلَــهُ، كَمَنَعَهُ، طَــحْلــاً: مَلأَهُ، وإِنَاءٌ مَطْحُولٌ: مَمْلُوءٌ. وطِحَالٌ، ككِتَابٍ: اسْمُ كَلْبٍ. وَأَيْضًا: ع لِبَنِي الغُبَّرِ، كسُكَّرٍ، وقيلَ: جَبَلٌ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(لَيْتَ اللِّيَالِيَ يَا كُبَيْشَةُ لَمْ تَكُنْ ... إِلاَّ كَلَيْلَتِنَا بِحَزْمِ طِحَالِ)
وقالَ الأخَطَلُ:
(وعَلاَ البَسِيطَةَ فالشَّقِيقَ بِرَيِّقٍ ... فالضَّوْجَ بَيْنَ رُؤَيَّةٍ فطِحالِ)
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ومِنْهُ الْمَثَلُ: ضَيَّعَتِ الْبِكَارَ عَلى طِحَالٍ يُضْرَبُ لِمَنْ طَلَبَ حَاجَةً إِلى مَنْ أَساءَ إِلَيْهِ، لأنَ سُوَيْدَ بنَ أبِي كاهِلٍ الْيَشْكُرِيَّ هَجَا بَنِي غُبَّرٍ، فِي رَجَزٍ لَهُ، بِقَوْلِهِ: مَنْ يَرَّهُ النَّيْكُ بِغَيْرِ مَالِ فالْغُبِّرِيَّاتُ عَلى طَحَالِ شَواغِراً يُلْمِعْنَ بالقُفَّالِ ثُمَّ أُسِرَ سُوَيْدٌ، فَطَلَبَ إِلَى بَنِي غُبَّرٍ أنْ يُعِينُوهُ فِي فَكَاكِهِ، وَفِي نُسْخِةٍ: عَلى فَكاكِهِ، فَقَالُوا لَهُ ذلكَ، والبِكَارُ: جَمْعُ بَكْرٍ، وَهُوَ الْفَتِيُّ مِنَ الإِبِلِ. وطَــحْلــاَءُ: قَرْيَتَانِ، بل ثَلاثُ قُرىً بِمِصْرَ، مِنْ أَعْمالِ الشَّرْقِيَّةِ، مِنْ إِحْداهَا وَهِي المَشْهُورَةُ المُشْرِفَةُ على النِّيلِ شيخُنا المُفَنِّنُ المُحَدِّثُ أَبُو عليٍّ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ بنِ يَحْيَى بنِ مُصْطَفَى الْمَالِكِيُّ الطَّــحْلــاَوِيُّ المُتَوَفَّى سنة. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقالُ: إِنَّ الْفَرَسَ لَا طِحَالَ لَهُ، وَهُوَ مَثَلٌ لِسُرْعَةِ جَرْيِهِ، كَما يُقالُ لِلْبَعِيرِ: لَا مَرَارَةَ لَهُ، أَي لَا جَسَارَةَ لَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وكِسَاءٌ أطْــحَلُ: على لَوْنِ الطِّحالِ، ورَمَادٌ أَطْــحَلُ، إِذا لَمْ يَكُنْ صَافِياً. ويُقالُ: فَرَسٌ أَخْضَرُ أَطْــحَلُ، لِلَّذِي تَعْلُو خُضْرَتَهُ قَلِيلُ صُفْرَةٍ. وأَطْــحَلُ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، حَرَسَها اللهُ تَعالَى، يُضافُ إليهِ ثَوْرُ بنُ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طَابِخَةَ، يُقالُ: ثَوْرُ أَطْــحَلَ، لأنَّهُ نَزَلَهُ، وفيهِ الْغَارُ المَذْكُورُ فِي القُرْآنِ. ومحمدُ بنُ طَــحْلــاَءَ الْمَدَنِيُّ، عَن أبي سَلَمَةَ، والأَعْرَجِ، وعنهُ أَبْناءُ يَعْقُوبَ وَيحيى، والدَّرَاوَرْدِيُّ: صَدُوقٌ مِنْ رِجالِ النَّسائِيِّ، وَأبي دَاوُدَ.

محل

(م ح ل) : (تَمَــحَّلَــهُ) طَلَبَهُ بِحِيلَةٍ وَتَكَلُّفٍ.
مــحل: {المحال}: العقوبة. وقيل: الكيد والمكر، يقال مــحل فلان بفلان: سعى به إلى السلطان وعرضه للهلاك.
(مــحل) - في الحديث: "أما مَررْتَ بوادِى أهلِكَ مَــحْلــاً؟ "
اَلمــحْلُ: انقِطاعُ المَطَرِ.
وأرضٌ مَــحْلٌ ومُمْــحِلَــةٌ ومَاحِلَــةٌ ومَحُولٌ، وأمْــحَلَــت الأرضُ والقومُ، وَزَمانٌ ماحِلٌ.
وقيل: هو من الهَلاكِ. وقد مــحَلَ به؛ إذَا فعَلَ به فِعْلاً يُهلِكُه، ومَــحَل به: مَكَرَ به . 
(مــحل) - في حديث ابن وَاقدٍ: "كُنَّا نَتَماقَلُ في ماجِلٍ أو صِهْرِيج"
الماجِلُ: الماء الكثير المُجْتَمِع.
والجمعُ: المآجِلُ، قاله ابن الأعرابِىِّ، بِكَسْرِ الجيم بِلاَ هَمْزٍ.
وقال الأزهَرِىُّ: هو بفَتح الجيم وبالهَمْزِ مأجَلٌ, مثل مَطْلَعٌ.
وقيل: إنّه مِن بَابِ أجْلٍ، وقيل: هو مُعَرَّبٌ.
م ح ل : مَــحَلَ الْبَلَدُ يَمْــحَلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ مَاحِلٌ وَأَمْــحَلَ بِالْأَلِفِ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مَاحِلٌ أَيْضًا عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَرُبَّمَا قِيلَ فِي الشِّعْرِ مُمْــحَلٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَالِاسْمُ الْمَــحْلُ.

وَأَمْــحَلَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ أَصَابَهُمْ الْمَــحْلُ فَهُمْ مُمْــحِلُــونَ عَلَى الْقِيَاسِ وَأَرْضٌ مَــحْلٌ وَمَحُولٌ. 

مــحل

4 أَمْــحَلَــتِ النُّجُومُ The stars set aurorally and brought no rain. (S, K * in art. خوى.) 5 تَمَــحَّلْــتُ مَالًا بِغَيْرِ ثَمَنٍ I laboured to acquire property without price: (Msb:) or, accord. to Az, تَمَــحَّلَ مَالًا means he laboured, and exercised art or management, in seeking [to acquire] property. (TA.) See also تَعَلَّثَ.

مَــحْلٌ Drought, or suspension of rain, (S, K, Msb in art. جدب,) and dryness of the earth (S, Msb ubi suprà) depriving it of herbage; (S, TA;) and i. q. جَدْبٌ. (K.) مَحَالَةٌ : see art. حول; and see also فَوْهَآءُ voce

أَفْوَهُ, and فَوْقَآءُ voce أَفْوَقُ, and قَبٌّ.

لَبَنٌ مُمَــحَّلٌ Sour milk upon which much fresh is milked: see قَارِصٌ.

مُتَمَاحِلٌ : see رَدَاحٌ.
مــحل
المَــحْلُ: انْقِطاعُ المَطَرِ، ويُبْسُ الأرْضِ: مَــحْلٌ: وأرَضُوْن مُحُوْلٌ وأمْحالٌ ومَحُوْلٌ، وأمْــحَلَــتِ الأرْضُ فهي مُمْــحِلٌ. وأمْــحَلَ القَوْمُ. وزَمَانٌ ماحِلٌ. والمِحَالُ: من المَكِيْدَةِ، ومنه: تَمَــحَّلْــتُ الدَّارهِمَ: ومَــحَلَ فلانٌ بفلانٍ ومَــحِلَ به، إذا كادَهُ، وإِنَّه لَمَــحِلٌ دَــحِلٌ.
ومَــحَلْــتُ بفلانٍ: سَعَيْتُ به. ولَبَنٌ مُمَــحَّلٌ: حُقِنَ فلم يُتْرَكْ يأْخُذُ الطَّعْمَ حتّى شُرِبَ. والمَحَالُ - والواحِدَةُ: مَحَالَةٌ -: وهي الفَقَارَةُ من فَقَارِ الظَّهْرِ.
والمَحَالُ: ضَرْبٌ من الــحُلِــيِّ. وذَكَرَ الخَليلُ: المَحَالَةَ التي يَسْتَقي عليها الطَّيّانُوْنَ، وقَوْلهم لا مَحَالَةَ؛ في هذا البابِ، وهو من المُعْتَلِّ. والتَّمَاحُلُ: الطُّوْلُ، وناقَةٌ مُتَمَاحِلَــةٌ وجَمَلٌ مُتَماحِلٌ. والمُمَــحَّلُ: المُطَوَّلُ. وسَبْسَبٌ مُتَماحِلٌ: بَعِيدٌ.

مــحل


مَــحَلَ(n. ac. مَــحْل
مُحُوْل)
a. Was barren.
b.(n. ac. مَــحْل
مِحَاْل) [Bi & Ila], Injured, did an ill turn to, lost the favour of.

مَــحِلَ(n. ac. مَــحْل)
a. see supra
(b)
مَــحُلَ(n. ac. مَحَاْلَة)
a. see supra
(a) (b).
مَــحَّلَa. Strengthened, invigorated.

مَاْــحَلَa. Intrigued against.
b. Vied with in strength.

أَمْــحَلَa. see I (a)b. Rendered barren.
c. Was faminestricken.

تَمَــحَّلَa. Schemed.
b. [La], Plotted on behalf of.
تَمَاْــحَلَ
a. [acc. & La], Schemed.
b. Was vast (desert).
مَــحْلa. Barrenness, sterility; dearth; drought.
b. Barren, sterile, dry.
c. Stratagem, ruse.
d. Useless, worthless.
e. Dust.
f. Adversity.

مَمْــحَلَــةa. New milk-skin.

مَاْــحِلa. see 1 (b)b. Informer.

مَحَاْلَة
(pl.
مُــحْل
مَحَاْل
22)
a. Pulley; water-wheel.
b. Vertebra.
c. Power; possibility.

مِحَاْلa. Stratagem, ruse, artifice.
b. Astuteness; deceit; cleverness.
c. Dispute.
d. Enmity.
e. Misfortune.
f. Punishment.
g. Industry.

مُحَاْلa. Impossible, nonsensical, absurd; impossibility.

مَحُوْلa. Crafty; plotting; schemer, intriguer.
b. see 1 (b)
مَحَّاْلa. Cunning; astute.
b. Devil.

مِمْحَاْلa. see 1 (b)
N. P.
مَحڤلَa. see 1 (b)
N. P.
مَــحَّلَa. Long.
b. Sourish (milk).
N. Ag.
مَاْــحَلَa. Small, weakly.

N. Ag.
أَمْــحَلَa. see 1 (b)
N. Ag.
تَمَاْــحَلَa. see N. P.
مَــحَّلَb. Lanky.
c. Distant.

لَا مَحَالَة
a. Doubtless, without a doubt; necessarily; of
course.
م ح ل: (الْمَــحْلُ) الْجَدْبُ وَهُوَ انْقِطَاعُ الْمَطَرِ وَيُبْسُ الْأَرْضِ مِنَ الْكَلَأِ. يُقَالُ: بَلَدٌ (مَاحِلٌ) وَزَمَانٌ (مَاحِلٌ) وَأَرْضٌ (مَــحْلٌ) وَأَرْضٌ (مُحُولٌ) كَمَا قَالُوا: أَرْضٌ جَدْبَةٌ وَأَرْضٌ جُدُوبٌ يُرِيدُونَ بِالْوَاحِدِ الْجَمْعَ وَقَدْ (أَمْــحَلَــتْ) . وَ (أَمْــحَلَ) الْبَلَدُ فَهُوَ (مَاحِلٌ) وَلَمْ يَقُولُوا: (مُمْــحِلٌ) وَرُبَّمَا قَالُوهُ فِي الشِّعْرِ. وَ (أَمْــحَلَ) الْقَوْمُ أَجْدَبُوا. وَ (الْمَــحْلُ) الْمَكْرُ وَالْكَيْدُ، يُقَالُ: (مَــحَلَ) بِهِ إِذَا سَعَى بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَهُوَ (مَاحِلٌ) وَ (مَحُولٌ) وَبَابُهُ قَطَعَ. وَفِي الدُّعَاءِ: وَلَا تَجْعَلْهُ مَاحِلًــا مُصَدَّقًا. قُلْتُ: كَأَنَّ الضَّمِيرَ فِي تَجْعَلْهُ لِلْقُرْآنِ فَإِنَّهُ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ» جَعَلَهُ يَمْــحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذَا لَمْ يَتَّبِعْ مَا فِيهِ أَيْ يَسْعَى بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَخَصْمٌ مُجَادِلٌ مُصَدَّقٌ. وَ (الْمُمَاحَلَــةُ) الْمُمَاكَرَةُ وَالْمُكَايَدَةُ. وَ (تَمَــحَّلَ) احْتَالَ فَهُوَ (مُتَمَــحِّلٌ) . وَرَجُلٌ (مُتَمَاحِلٌ) أَيْ طَوِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُمُورٌ مُتَمَاحِلَــةٌ» أَيْ فِتَنٌ يَطُولُ أَمْرُهَا. 
[مــحل] المَــحْلُ: الجَدبُ، وهو انقطاع المطر ويبس الارض من الكلاء. يقال: بلدٌ ماحِلٌ، وزمانٌ ماحلٌ، وأرض مــحل وأرض محول، كما قالوا: بلد سبسب وبلد سباسب، وأرض جدبة وأرض جدوب، يريدون بالواحد الجمع. وقد أَمْــحَلَــتْ. قال ابن السكيت: أَمْــحَلَ البلدُ فهو ما حل، ولم يقولوا ممــحل. وربما جاء ذلك في الشعر. قال حسَّان بن ثابت: إمَّا تَرَيْ رأسي تَغَيَّرَ لونُه شَمَطاً فأصبَحَ كالثغامِ المُمْــحِلِ وأَمْــحَلَ القومُ: أجدبوا. والمَــحْلُ: المكرُ والكيد. يقال: مَــحَلَ . به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ما حل ومحول. وفي الدعاء " ولا تجعله ماحلــاً مُصَدَّقاً ". والمُماحَلَــةُ: المماكرة والمكايدة. وتَمَــحَّلَ، أي احتال، فهو مُتَمَــحِّلٌ. ورجلٌ متماحلٌ، إذا كان طويلاً. وسَبْسَبٌ مُتماحل، أي بعيدُ ما بين الطرَفين. وفي الحديث " أمورٌ مُتماحلــةٌ " أي فتن يطول أمرها. وقول أبى ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتماحِلِ فهو من صفة أَشْعَثَ. والمَحالُ والمَحالَةُ: البَكَرَةُ العظيمةُ التي تستقي بها الابل. وقال حميد الارقط : يردن والليل مرم طائره مرخى رواقاه هجودا سامره ورد المحال قلقت محاوره والمحالة أيضا: الفقارة. والممــحل، بفتح الحاء مشدّداً: اللبنُ الذي ذهبت عنه حلــاوةُ الــحَلَــب وتغيَّر طعمه قليلا. وقال: ما ذقت ثفلا منذ عام أول إلا من القارص والممــحل
م ح ل

أصابهم مــحلٌ ومحولٌ. وقد أمــحلــت الأرض، وأمــحل أهلها. وبلد وزمان ما حلٌ وممــحلٌ، وعن ابن دريد: أمــحل الله الأرض، وأرض مــحلٌ، وأرضون مــحل ومحولٌ وأمحال. ومــحل به إلى السلطان: سعى به. وفي الدعاء " ولا تجعله علينا ماحلــاً مصدّقاً ". وإنه لحوّل قلّب دحل مــحل: محتال كبّاد، وهو يتمــحّل: يحتال، وماحلــه: كايده " وهو شديد المحال ". ورجل متماحل: فاحش الطول. وبلد متماحل: بعيد. قال يصف فرساً:

من المسبطّرات الجياد طمرة ... لجوج هواها السبسب المتماحل

وقال آخر يصف بعيراً:

بعيد من الحادي إذا ما ترقّصت ... بنات الصّوى في السبسب المتماحل وفرس قويّ المحال وهو الفقار الواحدة: محالة والميم أصلية بدليل قول جندل:

أصهب تغتال فضول الأحبل ... منه حوابٍ كقرون الإبل

عوج تساندن إلى ممــحّل

إلى مركّب المحال وهو وسط الظهر.

ومن المجاز: أمر متماحل، وفتنة متماحلــة: متطاولة لا تكاد تنقضي. وفي حديث عليّ: إن من ورائك أموراً متماحلــة. واستقى على المحالة وهي البكرة. وتــحلّــت المرأة بالمحال والفقر وهو صوغ من الذهب صيغ مفقّراً أي على شكل الفقار. قال مسكين الدارميّ يصف رجلين:

هما حبيا بديباجٍ كريم ... وياقوت يفصّل بالمحال

يريد حاجباً وعطارداً توجهما كسرى بتاجين حين افتكّ حاجب قوسه.
[مــحل] نه: في ح كذبات الخليل: ما فيها كذبة إلا وهو "يماحل" بها عن الإسلام، أي يدافع ويجادل، من المحال- بالكسر: الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدة، ورحل مــحل أي ذو كيد. ن: وإنما خص في الثنتين في بعضها بأنهما في الله لتضمن الثالثة نفعًا له. نه: ومنه ح: القرآن "ماحل" مصدق، أي خصم مجادل مصدق، وقيل: ساع مصدق، من مــحل بفلان- إذا سعى به إلى السلطان، يعني أن من اتبعه وعمل به فإنه شافع له مقبول الشفاعة مصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به. ومنه ح: لا تجعله "ماحلًــا" مصدقًا. وح: لا ينقض عهدهم عن شية "ماحل"، أي عن وشي واش وسعاية ساع، ويروى: سنة- بسين مهملة ونون. وفي ح عبد المطلب:
لا يغلبن صليبهم ... و"محالهم" غدوا "محالك"
أي كيدك وقوتك. وفيه: إن من ورائكم أمورًا "متماحلــة"، أي فتنا طويلة المدة، والمتماحل من الرجال: الطويل. وفيه: أما مررت بوادي أهلك "مــحلــا"، أي جدبا، وأصل المــحل: انقطاع المطر، وأمــحلــت الأرض والقوم، وأرض مــحل، وزمن مــحل وماحل. ك: ومنه: فيصبحون "مــحلــين"، أي أصابهم المــحل. نه: وفيه: حرمت شجر المدينة إلا مسد "محالة"، هي البكرة العظيمة التي يستقي عليها، وكثيرًا ما يستعملها السفارة على الآبار العميقة. وفي ح قس:
ايقنت أني لا "محا ... لة" حيث صار القوم صائر
أي لا حيلة، أو هو من الحول والقوة أو الحركة وهي مفعلة منهما، وأكثر ما يستعمل بمعنى اليقين والحقيقة أو بمعنى لابد، والميم زائدة. ك: وهو بفتح ميم، ومنه: أدركه لا محالة، أي لا حيلة له في التخلص من إدراك ما كتب عليه. نه: وفيه: إن حولناها عنك "بمحول"، هو بالكسر: آلة التحويل، ويروى بالفتح وهو موضع التحويل، وميمه زائدة. غ: "شديد "المحال"" من مــحل به وعرضه لما يهلكه، تمــحلــت الدراهم: سعيت في طلبها، أو شديد القوة والشدة، والمحال: الجدال، وقرئ: المحال- بالفتح، وهو الحول.
مــحل: مــحل: جف، جدب، عقم وتقال عن الأشجار أيضا: مــحلــت الأشجار (ابن الأثير 1: 293): نخل ماحلــة (معجم الادريسي).
مــحل: أفنى، أجدب (فوك). تمــحل: التي وردت في كليلة ودمنة (5: 124) ليست تمهل التي ذكرها فريتاج بل أن لها معناها الخاص بها.
تمــحل: فني، زال، بطل (فوك).
مــحل: تقال عن الرجل الذي لا فائدة منه ولا يصلح لشيء والجمع محول (حيان بسام 1: 24): قتل الملوك والأئمة بأيدي المحول من عبيدهم وأصحابهم.
مــحل: جدب، عقم والجمع محول (الأساس، فوك، ديوان الهذليين 245 البيت الرابع عشر عباد 2: 159، أمــحل ديوان الهذليين 214 البيت 33 وأمحال معجم مسلم وابن دريد): قد كلبت الامحال.
مــحل: نوع سمك (معجم الادريسي).
ماحل: مخبر، مذيع وباللاتينية ( delator) والجمع محال (باين سميث).
أمــحل: مشقة من محال: سخيف جدا (عبد المسيح الكندي): فإن قلنا أنها ثلاثة آلهة فقد أشركنا وجئنا بأشنع القول وأمــحلــه.
أمحال: وهي جمع شاذ لمــحلــة من الجذر الاشتقاقي حل: حملة عسكرية، غزوة عسكرية، رتل عسكري (تاريخ تونس 123).
امحال: معسكر، مخيم (تاريخ تونس 123).
امحال: حملة، غزوة. خدمت تسعة امحال (تاريخ تونس 123). وامتدت أعناق الآمال لعودهم لمقر عزهم لولا ما دبره حسن باي قسميطينة، من الغدر ورد الأمحال على أعقابها فتفرقت جموعهم (وفيه ص127): ومن الاتفاق أن ولاية الباشا أمارة الامحال كانت في صفر (وفيه ص136): جمع امحالا ضخمة أوعب (؟) فيها أبطال جنده واعيان مخازنيته (وفيه ص137): وخرجت الأمحال المذكورة لنظر وزيره المذكور (وفي 142): بعث الباشا لأخيه بأمحال مجهزة ليقاوموا المتمردين. ونقرأ أيضا في (تاريخ تونس لسانت جيرفيه 114) (أن الباي يخرج مرتين في السنة لجمع الخراج وبقية العوائد، الأولى في الشتاء والثانية في الصيف يرافقه ثلاثة آلاف جندي نصفهم مشاة والنصف الآخر فرسان بمعسكرين معسكر الأتراك ومعسكر المغاربة يقود الباي معسكر المغاربة وولده معسكر الترك) وعند (دونانت ص63): (ويكون القائد للحملة هو الوارث الظني لأنه مكلف أصلا بقيادة الحملات والمعسكرات التي تقام مرتين في السنة لاستحصال الضرائب المفروضة على القبائل داخل المملكة. وفي (ص133) ورد ما يأتي في (تاريخ تونس): ويباشر ابنه (أي ابن الباشا) الرحلــة بالمــحلــة صيفا وشتاءا التي يطلق عليها: سفر الامحال ففي (ص93): نزل لابنه حموده عن سفر الامحال وفي (ص93) في الحديث عن الداي: ونزل عن سفر الامحال لابنه مراد وفي (ص121): فلما أتاه الله الملك أولاه سفر الامحال وفيه وأولى ابنه محمد باي سفر الامحال وأحيانا تستعمل كلمة السفر وحدها ففيه (ص93): وتداولا السفر والجباية.
مــحل
مــحَلَ يَمــحَل، مَــحْلــاً، فهو ماحِل
• مــحَل المكانُ: أجدَب ولم يُنْبِت "بلد ماحل- أرض ماحلــة". 

مــحُلَ يَمــحُل، مَحالَةً، فهو ماحِل
• مــحُل المكانُ: مــحَل، مَــحِلَ؛ أجدب ولم ينْبت. 

مــحِلَ/ مــحِلَ بـ يمــحَل، مــحْلــاً، فهو ماحِل، والمفعول ممحول به
• مــحِل المكانُ: مــحَل، مَــحُلَ؛ أجدب ولم ينبت "أرض ماحِلــة".
• مــحِل به إلى الشّرطة: كاد له وأبلغ عنه. 

أمــحلَ يُمــحل، إمحالاً، فهو مُمْــحِل، والمفعول مُمــحَل (للمتعدِّي)
• أمــحل المكانُ: أصابه المــحلُ وانحبس عنه المطرُ "أمــحلــتِ البلادُ لشحِّ المطرِ- أمــحل العامُ/ الزمانُ".
• أمــحل اللهُ الأرضَ: جعلها مُجْدبة. 

تماحلَ يتماحل، تماحُلــاً، فهو مُتماحِل
• تماحل القومُ: تنازعوا، جادل بعضُهم بعضًا "لا تتماحلــوا في سفاسف الأمور". 

تمــحَّلَ لـ يتمــحَّل، تمــحُّلــاً، فهو مُتمــحِّل، والمفعول مُتمــحَّل له
• تمــحَّل الشَّخصُ لبلوغ هدفه: احتال، التمس حيلة، سلك طرقًا ملتوية للوصول إلى الأمرِ "تمــحَّل عُذْرًا- يحصل على المال بالتّمــحُّل" ° تمــحَّلْ لي خيرًا: اطلبْه لي. 

ماحلَ يماحل، مِحالاً ومماحلــةً، فهو مُماحِل، والمفعول مُماحَل
• ماحلَ الشَّخصَ:
1 - جادله "ماحل الطالبُ أستاذَه".
2 - ماكره، عاداه وكايده " {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}: شديد الكيد والبطش سبحانه".
3 - عاقبه، نكَّل به " {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}: شديد العقوبة والنَّكال". 

مَحالة [مفرد]: مصدر مــحُلَ

مَــحْل [مفرد]: ج أمحال (لغير المصدر) ومحول (لغير
 المصدر):
1 - مصدر مــحَلَ ومــحِلَ/ مــحِلَ بـ.
2 - انقطاع المطر ويُبس الأرض من النّبات، قحط، جدْب، جفاف "تميّز فصلُ الشتاء في هذه السنة بمــحْل شديد- زمان/ عام/ أرض مــحْل" ° رَجُل مــحْل الأخلاق: فاجِر. 
(م ح ل)

المَــحْلُ: الشدَّة.

والمــحْلُ: نقيض الخصب. وَجمعه مُحولٌ وأمحالٌ. وَأَرْض مَــحْلَــةٌ ومَــحْلٌ ومَحُولٌ، وَأرى أَبَا حنيفَة قد حكى: أَرض مُحُولٌ بِضَم الْمِيم. وأرضون مَــحْلٌ ومَــحْلَــةٌ ومُحُول. وَأَرْض مُمْــحلَــةٌ ومُمْــحِلٌ، الْأَخِيرَة على النّسَب. وأمْــحَلَ الْبَلَد فَهُوَ ماحِلٌ، على غير قِيَاس. وَقد حكى: مَــحُلَــت الأَرْض ومَــحَلَــتْ. وأمــحَلَ الزَّمَان.

والمــحْلُ: الْغُبَار، عَن كرَاع.

والمُتَماحِلُ من الرِّجَال: الطَّوِيل المضطرب الْخلق، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وأشْعثَ بَوْشِيّ شَفَيْنا أُحاحَه ... غداتئِذٍ، ذِي جَردةٍ مُتَماحِلِ

وناقة مُتَماحِلَــةٌ، كَذَلِك. وبعير متماحِلٌ كَذَلِك: طَوِيل بعيد مَا بَين الطَّرفَيْنِ، مساند الْخلق مرتفعه.

وَمَكَان مُتَماحلٌ: متباعد. أنْشد ثَعْلَب:

من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ

وتماحَلَــت بهم الدَّار: تَبَاعَدت، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأعْرِضُ إِنِّي عَن هواكُنَّ مُعْرِضٌ ... تماحَلَ غِيطانٌ بِكُنَّ وبِيدُ

دَعَا عَلَيْهِنَّ حِين سلا عَنْهُن، بكبر أَو شغل أَو تبَاعد.

ومَــحَّلَ لفُلَان حَقه: تكلفه لَهُ.

والمُمَــحَّلُ من اللَّبن، الَّذِي قد أَخذ طعما من الحموضة. وَقيل: هُوَ الَّذِي حقن ثمَّ لم يتْرك يَأْخُذ الطّعْم حَتَّى شرب.

وتَمَــحَّلَ الدَّرَاهِم: انتقدها.

والمِحالُ: الكيد وروم الْأَمر بالحيل. ومَــحَلَ بِهِ يَمْــحَلُ مَــحْلــاً، كاده بسعاية إِلَى السُّلْطَان.

وماحَلــه مُماحَلَــةً ومِحَالاً، قاواه حَتَّى يتَبَيَّن أَيهمَا أَشد.

وَقَوله تَعَالَى: (وهُوَ شديدُ المِحالِ) ، قيل: مَعْنَاهُ، شَدِيد الْقُدْرَة وَالْعَذَاب، قَالَ ثَعْلَب: أَصله أَن تسْعَى بِالرجلِ، ثمَّ ينْتَقل إِلَى الهلكة. وَفِي الحَدِيث: " الْقُرْآن ماحِلٌ مُصدق ". يَمْــحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذا ضيعه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَــحَلَ بِهِ كاده، وَلم يعين، أعند السُّلْطَان كاده أم عِنْد غَيره، وَأنْشد:

مَصادُ بن كَعْبٍ والخطوبُ كثيرةٌ ... ألم تَرَ أنَّ اللهَ يَمْــحَلُ بالألفِ والمَحالُ من الله: الْعقَاب، وَبِه فسر بَعضهم قَوْله تَعَالَى: (وهُوَ شديدُ المحالِ) ، وَهُوَ من النَّاس الْعَدَاوَة. وماحَلــه مُماحَلــةً ومحالاً، عَادَاهُ.

والمَحالةُ: الْفَقْرَة من فقار الْبَعِير، وَجمعه مَحالٌ، وَجمع المحالِ مُــحُلٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّ حَيْثُ تلتقي مِنْهُ المُــحُلْ

من قُطُرَيْهِ وعِلانِ ووَعِلْ

يَعْنِي قُرُون وعلين ووعل، شبه ضلوعه فِي اشتباكها بقرون الأوعال.

والمَحالُ، ضرب من الْــحلِــيّ يصاغ مفقرا أَي محززا على تفقير وسط الْجَرَاد، قَالَ:

مَحالٌ كأجوازِ الجَرادِ ولؤلؤٌ ... من القَلَعِيّ والكبيسِ المُلَوَّبِ

والمَحالَةُ: الَّتِي يستقى عَلَيْهَا الطيانون، سميت بفقارة الْبَعِير فَعالة، وَقيل: مَفْعَلَةٌ، لتحولها فِي دورانها.

والمَحالَةُ أَيْضا: البكرة الْعَظِيمَة.

مــحل: المَــحْلُ: الشدّة. والمَــحْلُ: الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب.

والمَــحْل: نقيض الخِصْب، جمعه مُحول وأَمْحال. الأَزهري: المُحولُ والقُحوطُ

احتباس المطر. وأَرض مَــحْلٌ وقَحْطٌ: لم يصبها المطر في حينه. الجوهري:

المَــحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ. غيره قال:

وربما جمع المَــحْل أَمْحالاً؛ وأَنشد:

لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله

صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ

ابن السكيت: أَمْــحَلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُمْــحِل، قال: وربما

جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْــحِلِ

فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني

في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ

ابن سيدَه: أرض مَــحْلــة ومَــحْلٌ ومَحُول، وفي التهذيب: ومَحُولة أَيضاً،

بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَبا حنيفة قد

حكى أَرض مُحُولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَــحْل ومَــحْلــة ومُحُولٌ وأَرض

مُمْــحِلــة ومُمْــحِل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري: وأَرض مِمْحال؛ قال

الأَخطل:

وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها،

بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ

وفي الحديث: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَــحْلــاً أَي جَدْباً؛ والمَــحْل

في الأَصْل: انقطاع المطر. وأَمْــحَلَــت الأَرْضُ والقومُ وأَمْــحَل

البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَــحْل: لا يُنْتفع به. وأَمْــحَل المطرُ

أَي احتبس، وأَمْــحَلْــنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ

الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ. ويقال: قد أَمْــحَلْــنا

منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده: وقد حكي مَــحُلَــت الأَرض ومَــحَلَــت. وأَمْــحَل

القومُ: أَجْدبوا، وأَمْــحَلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر:

والقائل القَوْل الذي مِثْلُه

يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

الجوهري: بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَــحْل وأَرض مُحُول، كما قالوا

بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد

الجمع، وقد أَمْــحَلَــت. والمَــحْل: الغُبار؛ عن كراع. والمُتماحِل من الرجال:

الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب:

وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه،

غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل

قال الجوهري: هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الكثير البَوْشِ

والعِيال، وأُحاحُه: ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من

غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر:

يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ

والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق. والمُتماحِلُ: الطويل. وفي حديث علي: إِنّ من

وَرائكم أُموراً مُتماحِلــة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم

خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل: يطول أَمرها. وسَبْسَب مُتماحل أَي

بعيد ما بين الطرَفين. وفَلاة مُتماحلــة: بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري

لأَبي وجزة:

كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ،

هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل

وقال آخر:

بَعِيدٌ من الحادي، إِذا ما تَدَفَّعَتْ

بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل

وقال مزرّد:

هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

وناقة مُتماحِلــة: طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً. وبعير مُتماحِل: طويل

بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ. والمَــحْلُ: البُعد.

ومكان مُتَماحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثعلب:

من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ

لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به.

وتَماحَلَــتْ بهم الدارُ: تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأُعْرِض، إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض؛

تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ

دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد. ومَــحَلَ لفلان حقه:

تكلَّفه له.

والمُمَــحَّل من اللبن: الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة، وقيل: هو الذي

حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب؛ وأَنشد:

ما ذُقْتُ ثُفْلاً، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ،

إِلاَّ من القارِصِ والمُمَــحَّلِ

قال ابن بري: الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً، وصوابه: ما ذاقَ

ثُفْلاً؛ وقبله:

صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ،

يــحلِــف بالله سِوى التَّــحَلُّــلِ

والثُّفْل: طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما. الأَصمعي: إِذا

حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلــاوة الــحَلَــب ولم يتغير طعمُه فهو

سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو

المُمَــحَّل.

ويقال: مع فلان مَمْــحَلــة أَي شَكْوة يُمَــحِّل فيها اللبن، وهو

المُمَــحَّل ويديرها . . .

(* هكذا بياض في الأصل) الجوهري: والمُمَــحَّل، بفتح

الحاء مشددة، اللبن الذي ذهبت منه حلــاوة الــحَلَــب وتغيَّر طعمُه قليلاً.

وتَمَــحَّل الدراهمَ: انْتَقَدَها.

والمِحالُ: الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل. ومَــحَِل به يَمْــحَل

(*

قوله «ومــحل به يمــحل إلخ» عبارة القاموس: ومــحل به مثلثة الحاء مــحلــاً

ومحالاً؛ كاده بسعاية إلى السلطان) مَــحْلــاً: كاده بسِعاية إِلى السلطان. قال ابن

الأَنباري: سمعت أَحمد بن يحيى يقول: المِحال مأْخوذ من قول العرب مَــحَل

فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فهو

ماحِل ومَحُول، والماحِلُ: الساعي؛ يقال: مَــحَلْــت بفلان أَمْــحَل إِذا سعيت

به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به. الأَزهري: وأَما

قول الناس تمَــحَّلْــت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ

وقدَّر أَنه من المحالة، بفتح الميم، وهي مَفْعلة من الحيلة، ثم وُجِّهت

الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَــحَّلْــت، كما قالوا مَكان

وأَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا،

قال: وليس التمَــحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء، ولكنه من المَــحْل وهو

السعي، كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه. والمَــحْل: السِّعايةُ من ناصح وغير

ناصح. والمَــحْل: المَكْر والكيد. والمِحال: المكر بالحقِّ. وفلان يُماحِلُ

عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع. والمِحالُ: الغضب. والمِحالُ: التدبير.

والمُماحَلــة: المُماكَرة والمُكايَدة؛ ومنه قوله تعالى: شدِيد المِحال؛

وقال عبد المطلب بن هاشم:

لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم

ومِحالُهم، عَدْواً، مِحالَك

أَي كيدَك وقوّتك؛ وقال الأَعشى:

فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْـ

ـدِ، غزِير النَّدَى، شديد المِحال

(* قوله «في غصن المجد» هكذا ضبط في الأصل بضمتين).

أَي شديد المكر؛ وقال ذو الرمة:

ولبّسَ بين أَقوامٍ، فكُلٌّ

أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا

وفي حديث الشفاعة: إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ

ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: واللهِ ما فيها

كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، من المِحال،

بالكسر، وهو الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدَّة، وميمه أَصلية.

ورجل مَــحِل أَي ذو كَيْد. وتمَــحَّلَ أَي احتال، فهو مُتَمَــحِّلٌ. يقال:

تَمَــحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه.

الأَزهري: والمِحالُ مُماحَلــة الإِنسان، وهي مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر

الذي قاله. ومَــحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَــحِل به إِذا بَهَتَه وقال: إِنه قال

شيئاً لم يَقُلْه.

وماحَلَــه مُماحَلــةً ومِحالاً: قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ. والمَــحْل

في اللغة: الشدة، وقوله تعالى: وهو شديد المِحالِ؛ قيل: معناه شديد

القدرة والعذاب، وقيل: شديد القوّة والعذاب؛ قال ثعلب: أَصل أَن يسعى بالرجل

ثم ينتقل إِلى الهَلَكة. وفي الحديث عن ابن مسعود: إِن هذا القرآن شافِعٌ

مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبيد: جعله يَمْــحَل بصاحبه إِذا لم

يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه؛ قال ابن الأَثير: أَي خَصْم مُجادل

مُصدَّق، وقيل: ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَــحَل بفلان إِذا سعى به إِلى

السلطان، يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة

ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به. وفي حديث

الدعاء: لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ،

ويروى: سنَّة ماحل، بالنون والسين المهملة. وقال ابن الأَعرابي: مَــحَل به

كادَه، ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره؛ وأَنشد:

مَصادُ بنَ كعب، والخطوبُ كثيرة،

أَلم تَرَ أَن الله يَمْــحَل بالأَلْف؟

وفي الدعاء: ولا تجْعَلْه ماحِلــاً مُصدَّقاً. والمِحالُ من الله:

العِقابُ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: وهو شديد المِحال؛ وهو من الناس

العَداوةُ. وماحَلــه مُماحَلــة ومِحالاً: عاداه؛ وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في

قوله تعالى: وهو شديدُ المِحال؛ قال: شديد الانتِقام، وروي عن قتادة: شديد

الحِيلة، وروي عن ابن جُريج: أَي شديد الحَوْل، قال: وقال أَبو عبيد

أَراه أَراد المَحال، بفتح الميم، كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ،

قال: والمِحال الكيد والمكر؛ قال عدي:

مَــحَلُــوا مَــحْلَــهم بصَرْعَتِنا العا

م، فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال

قال: مكَروا وسَعَوْا. والمِحال، بكسر الميم: المُماكَرة؛ وقال القتيبي:

شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر، قال: وأَصلُ المِحال الحِيلةُ؛

وأَنشد قول ذي الرمة:

أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا

قال ابن عرفة: المِحالُ الجِدالُ؛ ماحَلَ أَي جادَلَ؛ قال أَبو منصور:

قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش،

وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة، وليس كما توهَّمه

لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو

والياء، مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل

وما شاكلها، قال: وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة

فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها؛ وقال الفراء

في كتاب المصادر: المِحال المماحلــة. يقال في فَعَلْت: مَــحَلْــت أَمْــحَل

مَــحْلــاً، قال: وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة، قال أَبو منصور:

وهذا كله صحيح كما قاله؛ قال الأَزهري: وقرأَ الأَعرج: وهو شديد المَحال،

بفتح الميم، قال: وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال: المعنى

وهو شديد الحَوْل، وقال اللحياني عن الكسائي: قال مَــحِّلْــني يا فلان أَي

قَوِّني؛ قال أَبو منصور: وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة.

والمَحالة: الفَقارة. ابن سيده: والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير،

وجمعه مَحال، وجمع المَحال مُــحُل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُــحُلْ،

من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ

يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون

الأَوْعال؛ الأَزهري: وأَما قول جندل الطَّهَويّ:

عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْــحَلِ

فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر، جعل الميم لما لزمت المَحالة، وهي

الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلية. والمَــحِلُ: الذي قد طُرِد حتى أَعيا؛ قال

العجاج:

نَمْشِي كَمَشْيِ المَــحِلِ المَبْهور

وفي النوادر: رأَيت فلاناً مُتماحِلــاً وماحِلــاً وناحِلــاً إِذا تغير

بدَنه. والمَحالُ: ضرْب من الــحَلــي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير

وسط الجراد؛ قال:

مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، ولؤلؤ

من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب

والمَحالةُ: التي يستقي عليها الطيَّانون، سميت بفَقارة البعير، فَعالة

أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها. والمحالة والمحال أَيضاً:

البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل؛ قال حميد الأَرقط:

يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه،

مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه،

وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ

والمَحالةُ: البكَرة، هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل،

وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة، وكذلك المَحالة

لفِقْرة الظهر، هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من المَحالة التي

هي البكَرة، قال ابن بري: فحق هذا أَن يذكر في حول. غيره: المَحالة

البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية. وفي الحديث: حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ

مَسَدَ مَحالة؛ هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها، وكثيراً ما

تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة. وقولهم: لا مَحالةَ بوضع موضع لا

بُدَّ ولا حيلة، مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة؛ وفي حديث قس:

أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحا

لةَ، حيث صار القومُ، صائِرْ

أَي لا حيلة، ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، وهي مَفْعَلة

منهما، وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا

بدّ، والميم زائدة.

وقوله في حديث الشعبي: إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ؛ المحول،

بالكسر: آلةُ التحويلِ، ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل، والميم زائدة.

حلق

(حلــق) : حَلَّــقَتْ عُيُونُ الإِبِلِ: إذا غارَتْ (حيق) : إِنَّ فُلاناً لُيحايِقُ فُلاناً: إذا كانَ يُحْسُدُه ويُبِغِضُه.
(ح ل ق) : (الْــحَلْــقَةُ) حَلْــقَةُ الدِّرْعِ وَغَيْرِهَا وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ «وَعَلَى مَا حَمَلَتْ الْإِبِلُ إلَّا الْــحَلْــقَةَ» السِّلَاحُ كُلُّهُ وَقِيلَ الدُّرُوعُ خَاصَّةً (وَقَوْلُهُ) نُقْسِمُ بِاَللَّهِ نُسْلِمُ الْــحَلَــقَةَ فَالتَّحْرِيكُ ضَرُورَةً وَقِيلَ لُغَةً (حَلْــقَى) فِي (ع ق) .
(حلــق) - في الحَدِيث: "أَنَّه نَهَى عن حِلَــقَ الذهب".
قال الحَربِىّ: هي جمع حَلْــقَة؛ وهَى خَاتَم بلا فَصٍّ.
وقال الأزهَرِىُّ: الخَاتَم بلا فَصٍّ هو حِلْــق، وأنشد:
* ونَاولَ مِنَّا الــحِلْــقَ أَبيضُ مَاجِدٌ *  وقال غَيرُه الــحِلْــق: خَاتَم فِضَّة بلا فَصًّ، وهو خَاتَم المَلِكِ.
(حلــق)
الضَّرع حلــوقا ارْتَفع وانضم لقلَّة لبنه وَيُقَال حلــق لبن الضَّرع ذهب أَو قل وَفُلَانًا حلــقا أصَاب حلــقه وَيُقَال حلــقه الدَّاء أوجع حلــقه والإناء وَنَحْوه ملأَهُ فَبَلع حلــقه وَالشَّيْء حلــقا وتــحلــاقا وحلــاقا وحلــاقة قشره وَرَأسه أَزَال الشّعْر عَنهُ فَهُوَ مــحلــوق وحلــيق وحلــقت الْمَاشِيَة النَّبَات أَتَت عَلَيْهِ وَــحلــق الْقَوْم أعداءهم أفنوهم وحلــقتهم حلــاق أهلكتهم الشدَّة 
(حلــق) الْقَمَر صَارَت حوله دَائِرَة وَيُقَال حلــق على اسْم فلَان جعل حوله حَلــقَة فَأبْطل رزقه والإناء وَنَحْوه بلغ مَا فِيهِ حلــقه والبسر بلغ الإرطاب ثُلثَيْهِ والضرع امْتَلَأَ لَبَنًا فارتفع والطائر ارْتَفع فِي طيرانه واستدار والنجم ارْتَفع وَيُقَال حلــق ببصره إِلَى كَذَا رَفعه إِلَيْهِ وبالشيء إِلَى فلَان رمى بِهِ إِلَيْهِ وَمَاء الْبِئْر قل وَذهب وَعين الْبَعِير غارت وَالشعر بَالغ فِي حلــقه وَالشَّيْء جعله كالــحلــقة وحلــقة أدَار دَائِرَة وَالدَّابَّة وسمها بِــحَلــقَة
(حلــق) - في الحَدِيث: "مَنْ فَكَّ حَلْــقةً، فَكَّ اللهُ عنه حَلْــقةً يومَ القِيامة".
قال ثَعْلب، عن ابنِ الأًعرِابى: أي أَعتَق مَملُوكًا، مِثْل قَولِهِ تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} .
- في الحَدِيث: "الجَالِسُ وَسْط الــحَلْــقَةِ مَلْعُون" .
- وفي حديث آخر: "لا حِمَى إلاَّ في ثَلاثٍ: ثَلَّةِ البِئْر، وطِوَلِ الفَرَس وحَلْــقَةِ القَوْم" .
فلِلقَوم أن يَحْمُوها حتى لا يتَخَطَّاها أَحدٌ، ولا يَجْلِسَ وَسْطَها، ذَكَره الصُّولِىّ. 

حلــق


حَلَــقَ(n. ac. حَلْــق
حِلَــاْق
تَــحْلَــاْق)
a. Shaved.

حَلَّــقَa. Circled, hovered in the air (bird).
b. Had a halo round it (moon).
c. Became swollen with milk (teat).
d. Shaved off, plucked out (hair).

تَــحَلَّــقَa. Sat in a circle.
b. see II (b)
حَلْــق
(pl.
حُلُــق
حُلُــوْق أَــحْلَــاْق)
a. Throat, gullet; fauces.
b. Mouth.

حَلْــقَة
(pl.
حَلَــق)
a. Circle; ring; ferrule; hoop; ear-ring.
b. Coat of mail.
c. Cord, rope.

حَلْــقِيّa. Guttural, faucial.

حِلْــقَة
حَلَــقَة
4t
حَلِــقَة
(pl.
حِلَــق
حِلَــاْق)
a. see 1t (a)
مِــحْلَــق
(pl.
مَحَاْلِقُ)
a. Razor.

حَاْلِق
(pl.
حَلَــقَة)
a. Shaving; shaver, barber.
b. (pl.
حُلَّــق
حَوَاْلِقُ), Teat or udder swollen with milk.
c. Mound, hillock.

حَاْلِقَة
(pl.
حَوَاْلِقُ)
a. Woman who shaves her head as a sign of
mourning.
d. Unlucky, unhappy.

حَلَــاْقa. Death.

حَلَــاْقَةa. Hair-dressing.

حَلِــيْق
(pl.
حَلْــقَى
حِلَــاْق)
a. Shaven, shorn.

حَلَّــاْقa. Barber, hair-dresser.
حلــق
الــحَلْــق: العضو المعروف، وحَلَــقَهُ: قطع حلــقه، ثم جعل الــحَلْــق لقطع الشعر وجزّه، فقيل: حلــق شعره، قال تعالى: وَلا تَــحْلِــقُوا رُؤُسَكُمْ
[البقرة/ 196] ، وقال تعالى:
مُــحَلِّــقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
[الفتح/ 27] ، ورأس حَلِــيق، ولحية حلــيق، و «عقرى حَلْــقَى» في الدعاء على الإنسان، أي: أصابته مصيبة تــحلــق النساء شعورهنّ، وقيل معناه: قطع الله حلــقها. وقيل للأكسية الخشنة التي تــحلــق الشعر بخشونتها: مَحَالِق ، والــحَلْــقَة سمّيت تشبيها بالــحلــق في الهيئة، وقيل: حلــقه، وقال بعضهم : لا أعرف الــحَلَــقَة إلا في الذين يــحلــقون الشعر، وهو جمع حالق، ككافر وكفرة، والــحَلَــقَة بفتح اللام لغة غير جيدة. وإبل مُــحَلَّــقَة:
سمتها حلــق. واعتبر في الــحلــقة معنى الدوران، فقيل: حَلْــقَة القوم، وقيل: حَلَّــقَ الطائر: إذا ارتفع ودار في طيرانه.
ح ل ق: (الْــحَلْــقَةُ) بِالتَّسْكِينِ الدُّرُوعُ وَكَذَا حَلْــقَةُ الْبَابِ وَــحَلْــقَةُ الْقَوْمِ وَالْجَمْعُ (الْــحَلَــقُ) بِفَتْحَتَيْنِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْجَمْعُ (حِلَــقٌ) كَبَدْرَةٍ وَبِدَرٍوَقَصْعَةٍ وَقِصَعٍ. وَحَكَى يُونُسُ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ (حَلَــقَةٌ) فِي الْوَاحِدِ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْجَمْعُ (حَلَــقٌ) وَ (حَلَــقَاتٌ) . قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّهُمْ يُجِيزُهُ عَلَى ضَعْفِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَلَــقَةٌ بِالتَّحْرِيكِ إِلَّا فِي قَوْلِهِمْ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ (حَلَــقَةٌ) لِلَّذِينِ يَــحْلِــقُونَ الشَّعَرَ، جَمْعُ (حَالِقٍ) . وَ (الْــحَلْــقُ) الْــحُلْــقُومُ وَالْجَمْعُ (الْــحُلُــوقُ) . وَ (تَــحْلِــيقُ) الطَّائِرِ ارْتِفَاعُهُ فِي طَيَرَانِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ حِينَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ صَفِيَّةَ حَائِضٌ: «عَقْرَى (حَلْــقَى) مَا أُرَاهَا إِلَّا حَابِسَتَنَا» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ عَقْرًا حَلْــقًا بِالتَّنْوِينِ. وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: عَقْرَى حَلْــقَى وَمَعْنَاهُ عَقَرَهَا اللَّهُ وَــحَلَــقَهَا يَعْنِي عَقَرَ جَسَدَهَا وَ (حَلَــقَهَا) أَيْ أَصَابَهَا اللَّهُ بِوَجَعٍ فِي حَلْــقِهَا كَمَا يُقَالُ رَأَسَهُ وَعَضَدَهُ وَصَدَرَهُ إِذَا ضَرَبَ رَأْسَهَ وَعَضُدَهُ وَصَدْرَهُ. وَــحَلَــقَ رَأَسَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَــحَلَّــقُوا رُءُوسَهُمْ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الِاحْتِلَاقُ) الْــحَلْــقُ وَيُقَالُ: (حَلَــقَ) مَعَزَهُ، وَلَا يُقَالُ: جَزَّهُ إِلَّا فِي الضَّأْنِ. وَعَنْزٌ (مَــحْلُــوقَةٌ) وَشِعْرٌ (حَلِــيقٌ) وَلِحْيَةٌ حَلِــيقٌ وَلَا يُقَالُ: حَلِــيقَةٌ. وَ (تَــحَلَّــقَ) الْقَوْمُ جَلَسُوا حَلْــقَةً حَلْــقَةً. وَ (الْحَوْلَقَةُ) قَوْلُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. 
ح ل ق : حَلَــقَ شَعْرَهُ حَلْــقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَــحِلَــاقًا بِالْكَسْرِ وَــحَلَّــقَ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَالْــحَلْــقُ مِنْ الْحَيَوَانِ جَمْعُهُ حُلُــوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ مُذَكَّرٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَيَجُوزُ فِي الْقِيَاسِ أَــحْلُــقٌ مِثْلُ: أَفْلُسٍ لَكِنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ الْعَرَبِ وَرُبَّمَا قِيلَ حُلُــقٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: رَهْنٍ وَرُهُنٍ وَالْــحُلْــقُومُ هُوَ الْــحَلْــقُ وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ وَالْجَمْعُ حَلَــاقِيمُ بِالْيَاءِ وَحَذْفُهَا تَخْفِيفٌ وَــحَلْــقَمْتُهُ حَلْــقَمَةً قَطَعْتُ حُلْــقُومَهُ قَالَ الزَّجَّاجُ الْــحُلْــقُومُ بَعْدَ الْفَمِ وَهُوَ مَوْضِعُ النَّفَسِ وَفِيهِ شُعَبٌ تَتَشَعَّبُ مِنْهُ وَهُوَ مَجْرَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَــحَلْــقَةُ الْبَابِ بِالسُّكُونِ مِنْ حَدِيدٍ وَغَيْرِهِ وَــحَلْــقَةُ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ مُسْتَدِيرِينَ وَالْــحَلْــقَةُ السِّلَاحُ كُلُّهُ وَالْجَمْعُ حَلَــقٌ بِفَتْحَتَيْنِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَالْجَمْعُ حِلَــقٌ بِالْكَسْرِ
مِثْلُ: قَصْعَةٍ وَقِصَعٍ وَبَدْرَةٍ وَبِدَرٍ وَحَكَى يُونُسُ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنَّ الْــحَلَــقَةَ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِي السُّكُونِ وَعَلَى هَذَا فَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ قِيَاسٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ وَجَمَعَ ابْنُ السَّرَّاجِ بَيْنَهُمَا وَقَالَ فَقَالُوا حَلَــقٌ ثُمَّ خَفَّفُوا الْوَاحِدَ حِينَ أَلْحَقُوهُ الزِّيَادَةَ وَغُيِّرَ الْمَعْنَى قَالَ وَهَذَا لَفْظُ سِيبَوَيْهِ وَفِي الدُّعَاءِ حَلْــقًا لَهُ وَعَقْرًا أَيْ أَصَابَهُ اللَّهُ بِوَجَعٍ فِي حَلْــقِهِ وَعَقْرٍ فِي جَسَدِهِ وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ حَلْــقَى عَقْرَى بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَقَالَ السَّرَقُسْطِيّ عَقَرَتْ الْمَرْأَةُ قَوْمَهَا آذَتْهُمْ فَهِيَ عَقْرَى فَجَعَلَهَا اسْمَ فَاعِلٍ بِمَنْزِلَةِ غَضْبَى وَسَكْرَى وَعَلَى هَذَا فَالتَّنْوِين لِصِيغَةِ الدُّعَاءِ وَهُوَ غَيْرُ مُرَادٍ وَأَلِفُ التَّأْنِيثِ لِأَنَّهَا اسْمُ فَاعِلٍ فَهُمَا بِمَعْنَيَيْنِ. 
ح ل ق

" هم كالــحلــقة المفرغة " وحلــق حلــقة إذا أدار دائرة. وحلــق الــحلــاق رأسه. واحتلق الرجل. وهم حلــقة الحمام. ورمى بالــحلــاقة. وإذا تجشأ الصبي قالوا: حلــقة وكبره، وشحمة في السره؛ أي بقيت حتى يــحلــق رأسك وتكبر. وأخذ بــحلــقه. و" بلغت الــحلــقوم " ولأمك الــحلــق أي حلــق الرأس، بوزن الثكل والعبر.

ومن المجاز: كساء مــحلــق: خشن، واكسية محالق. واحتلقت النورة الشعر. قال يصف قحطاً:

مثل احتلاق النورة الجموش

واحتلقت السنة المال، وحلــقتهم حلــاق أي السنة الحالقة. وسقوا بكأس حلــاق وهو الموت. قال:

ما أرجّي بالعيش بعد أناس ... قد أراهم سقوا بكأس حلــاق

وكنت في حلــقة القوم. وقعدوا حلــقاً. ولهم الــحلــقة والكراع، والــحلــقة. قال:

نقسم بالله نسلم الــحلــقة ... ولا حريقاً وأخته حرقه

وهي اسم للسلاح كله. ووقعت النطفة في حلــقة الرحم وهي بابها. وضع رجليك في حلــقته أي استأسر مكانه. وحلــق على اسم فلان أي أبطل رزقه. وأعطى الــحلــق أي أمر. قال المخبل:

وأعطي منا الــحلــق أبيض ماجد ... رديف ملوك ما تغب نوافله

وهو خاتم الملك وكان حلــقة من فضة بلا فص. وأخذوا في حلــوق الطرق وهي مضايقها. قال الفرزدق:

فما تم ظمء الركب حتى تضمنت ... سوابقها من شمطتين حلــوق

وحلــق الطائر في الهواء. وحلــق الإناء: دنا من الامتلاء وهو أن يمتليء إلى حلــقه، يقال مكوك واف ومــحلــق. قال عبدة بن الطبيب:

شآمية تجزي الجنوب بقرضها ... مرارا فواف كيلها ومــحلــق

يعني أن الجنوب والشمال تختلفان على الدار، تتقارضان سفى التراب عليها، فإذا جاءت نوبة الشمال، ملأتها تارة، ونقصت من الملء أخرى. وحلــق الحوض، وفي الحوض حلــقة من ماء. ويقولون: حلــق ماء الحوض وعرد أي تراد عن تمام الملء إلى ما دونه. وضرع حالق: ممتليء. وهوى من حالق أي هلك، والحالق الجبل المنيف، وهو من تــحلــيق الطائر، أو من البلوغ إلى حلــق الجو.
حلــق الــحَلْــقُ: مَسَاغُ الطَّعَامِ والشَّرَابِ في المَرِيءِ والــحُلْــقُوْمِ، وجَمْعُهُ: حُلُــوْقٌ وحُلُــقٌ. وحَلَــقَه: ضَرَبَه فأصَابَ حَلْــقَه. والــحَلْــقُ: في الشَّعَرِ. وجَمْعُ حالِق الرَّأْسِ: حَلَــقَةٌ، مِثْلُ كاتِبٍ وكَتَبَةٍ. والمَحَالِقُ من الثِّيَابِ: الأكْسِيَةُ التي تَــحْلِــقُ الشَّعَرَ من خُشُوْنَتِها، والواحِدُ: مِــحْلَــقٌ. وعَنْزٌ مَــحْلُــوْقَةٌ: جُزَّ شَعَرُها. وهذه حُلــاَقَةُ المِعْزى. والمُــحَلَّــقُ: مَوْضِعُ حَلْــقِ الرَّأْسِ بِمنىً. والــحَلَــقُ: نَبَاتٌ لِوَرَقِه حُمُوْضَةٌ، يُخْلَطُ بالوَسْمَةِ للخِضَابِ، الواحِدَةُ: حَلَــقَةٌ. والحالِقُ: المَشْؤوْمُ، والحالُوْقَةُ: مِثْلُه، يَــحْلِــقُ قَوْمَه: يَقِشِرُهُم. وفي الشَّتْمِ للمَرْأةِ: عقْرى حَلْــقى أي مَشْؤُوْمَةٌ مُؤْذِيَةٌ، وعَقْراً حَلْــقاً - مُنَوَّنٌ -، وقيل: يُرَادُ حَلَــقَها اللَّهُ وعَقَرَها. وسُقُوا بكأْسِ حَلــاَقِ أي بكأسِ المَنِيَّةِ الحالِقَةِ. ولأُمِّه الــحلــقي: يَعْنِي حَلْــقَ الرَّأْسِ. والحالُوْقَةُ: المَشْؤُوْمُ أيضاً. والــحَلْــقَةُ - بالتَّخْفِيفِ -: حَلْــقَةُ القَوْمِ، والجَميعُ: الــحَلَــقُ، ومنهم مَنْ يُثَقِّلُه. وقيل: الــحَلْــقَةُ - من القَوم - مُخَفَّفَةٌ، والــحَلَــقَةُ - من الحَديد - مُثَقَّلَةٌ. وكان للنُّعْمانِ دِرْعٌ يُسَمِّيْها الــحَلَــقَةَ. والسِّلاَحُ كُلُّه يُسَمّى: الــحَلَــقَة. والــحِلــاَقُ: جَمْعُ حَلْــقَةِ القَيْدِ. وحَلْــقَةُ البابِ، وحِلْــقَةٌ: لُغَةٌ لِبَلْحَرْثِ. والــحِلْــقُ: الخاتمُ من فِضَّةٍ بلا فَصٍّ. وهو المالُ الكَثيرُ، وجاءَ بالــحِلْــقِ. وحُلُــوْقُ الأرْضِ: مَجَارِيْها وأودِيَتُها ومَضَائقُها. والحالِقُ: الجَبَلُ المُنِيْفُ. وهو من الكَرْمِ: ما تَعَلَّقَ بالقُضْبَانِ. والمَحَالِقُ: من تَعَارِيْش الكَرْم. وحَلَــقَ الضَّرْعُ يَــحْلِــقُ حُلُــوْقاً: ارْتَفَعَ إلى البَطْنِ وانْضَمَّ. والحالِقُ: الضّرْعُ نَفْسُه في قَوْلِ لَبِيْدٍ. وحَلَّــقَ الطّائرُ تَــحْلِــيْقاً: ارْتَفَعَ في الهَوَاء. وتَــحَلَّــقَ القَمَرُ: صارَتْ فَوْقَه دَوّارَةٌ. ووَفَّيْتُ حَلْــقَةَ الحَوْضِ والإِناءِ: وهو ما بَقِيَ منه بعد أنْ يُجْعَلَ فيه الماءُ إلى نِصْفِه فما فَوْقَه، والنِّصْفُ إلى أعْلاه: حَلْــقَةٌ. وفي الإناءِ: هو البَقِّيَّةُ الصّالِحَةُ. وحَلَّــقَ الماءُ قَلَصَ وغارَ. وحَلِــقَ قَضِيْبُ الحِنمَارِ يَــحْلَــقُ حَلَــقاً: احْمَرَّ وَتَقَشَّرَ. وحَلِــقَ الفَرَسُ: سَفِدَ فأصَابَه ذلك. وفَرَسٌ حَلِــقٌ: مُنْتَفِخُ الخُصْيَةِ. ورُطَبٌ: إذا نَضِجَ بَعْضُه ولم يَنْضَج البَعْضُ. وشَاةٌ مُــحَلِّــقٌ مَهْزُوْلَةٌ. وشَرِبْتُ صُوَاخاً فَــحَلَّــقَ بي: أي نَفَخ بَطْني. ومُــحَلَّــقٌ: اسْمُ رَجُلٍ في قَوْلِ الأعْشى. والــحَلَــقُ: سِمَةٌ من سِمَاتِ الإبلِ، إبلٌ مُــحَلَّــقَةٌ. والــحَلْــقَةُ: الكرُّ الذي يُصْعَدُ به النَّخْلُ. وانْتَزَعْتُ حَلْــقَتَهُ: كأنَّه سَبَقه. ويُقال للصَّبِيِّ المَحْبُوب إذا تجَشَّأ: حَلْــقَةٌ وكَبرَةٌ وشَحْمَةٌ في السُّرَّةِ: أي حُلِــقَ رأْسُكَ حَلْــقَةً بعد حَلْــقَةٍ حتّى تَكْبُرَ. واكْثَرْتُ من الحَوْلَقَةِ: أي من قَوْلِ لا حولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بالله. والحَوْلَقُ: من أسْمَاءِ الدّاهِيَةِ، وكذلك حَيْلَقٌ. وسَيْفٌ حالُوْقَةٌ، ورجُلٌ حالُوْقٌ: ماضٍ.
[حلــق] الــحَلْــقَةُ بالتسكين: الدُروعُ. وكذلك حَلْــقَةُ الباب وحَلْــقَةُ القومِ، والجمع الــحَلَــقُ على غير قياس. وقال الاصمعي: الجمع حلــق، مثل بدرة وبِدَرٍ، وقَصْعَةٍ وقِصَعٍ. وحكى يونس عن أبي عمرو بن العلاء حَلَــقَةً في الواحد بالتحريك، والجمع حلــق وحلــقات. وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه. وأنشد: أرطوا فقد أقلقتم حَلَــقاتِكُمْ عَسى أن تَفوزوا أَنْ تكونوا رطائطا قال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو الشيبانيّ يقول: ليس في الكلام حَلَــقَةٌ بالتحريك إلاّ في قولهم: هؤلاء قومٌ حَلَــقَةٌ، للذين يَــحْلِــقونَ الشَعَرَ: جمعُ حالق. والــحَلْــقُ. الــحُلْــقومُ، والجمع الــحُلــوقُ. والــحلــق، بالكسر: خاتم الملك. قال الشاعر : ففار بــحلــق المنذر بن محرق فتى منهم رخو النجاد كريم والــحلــق أيضاً: المالُ الكثير. يقال: جاء فلان بالــحِلْــقِ والإحرافِ. وتَــحْلــيقُ الطائر: ارتفاعه في طيرانه. وإبلٌ مُــحَلَّــقَةٌ: وسمها الــحلــق. ومنه قول الشاعر  * وذو حَلَــقٍ تُقضى العَواذيرُ بينها ، وقال الآخر يخاطب لقيط بن زراة : وذكرت من لبن المــحلــق شربة والخيل تعدو في الصعيد بداد والمــحلــق بكسر اللام: اسم رجل من ولد أبى بكر بن كلاب، من بنى عامر، الذى قال فيه الاعشى:

وبات على النار الندى والمــحلــق * وقال أيضا: تروح على آل المــحلــق جفنة كجابية الشيخ العراقى تفهق وكساء مــحلــق بكسر الميم، إذا كان كأنَّه. يَــحْلِــقُ الشعر من خشونته. قال الراجز: ينفضن بالمشافر الهدالق نفضك بالمحاشئ المحالق والحالق: الضرع الممتلئ كأنَّ اللبن فيه إلى حلــقه. ومنه قول لبيد. * حتى إذا يبست وأسحق حالق * والجمع حلــق وحوالق. قال الحطيئة : إذا لم تكن إلا الا ما ليس أصبحت لها حلــق ضَرَّاتُها شَكِراتِ أي ممتلئةٌ من اللبن. والحالِقُ من الكَرْمِ: ما التوى منه وتَعَلَّقَ بالقُضبانِ والحالِقُ: الجبل المرتفع. ويقال: جاءَ من حالِقٍ، أي من مكان مُشْرِفٍ. وقولهم: لا تفعل ذاك أُمُّكَ حالِقٌ! أي أثكلها الله حتّى تــحلــق شعرها. قال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال عند الامر يعجب منه: خمشى عقرى حلــقى! كأنه من الــحلــق والعقر والخمش، وهو الخدش. قال: ألا قومي أولو عقرى وحلــقى لما لاقت سلامان بن غنم وفى الحديث حين قيل له صلى الله عليه وسلمإن صفية بنت حيى حائض، فقال: " عقرى حلــقى، ما أراها إلا حابستنا ". قال أبو عبيد: هو عقرا حلــقا بالتنوين. والمحدثون يقولون: عقرى حلــقى. وأصل هذا ومعناه عقرها الله وحلــقها، يعنى عقر جسدها. وحلــقها أي أصابها الله بوجع في حلــقها. قال: وهكذا كما تقول: رأسته، وعضدته، وصدرته، إذا ضربت رأسه، وعضده، وصدره. وكذلك حلــقه، إذا أصاب حَلْــقِهِ. والــحَلْــقُ: مصدر قولك حَلَــقَ رأسه . وحلــقوا رؤوسهم، شدد للكثرة. والاحْتِلاقُ: الــحَلْــقُ. يقال حَلَــقَ مَعْزَهُ، ولا يقال جَزَّهُ إلاّ في الضأْن. قال أبو زيد: عنزٌ مَــحْلــوقَةٌ، وشَعْرٌ حَلــيقٌ، ولحيةٌ حَلــيقٌ ولا يقال حَلــيقَةٌ. وحَلــاقِ: اسمٌ للمنية، مثال قطام، بنيت على الكسر لانه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغلبة. وهى معدولة عن حالقة. ومنه قول الشاعر : لحقت حلــاق بهم على أكسائهم ضرب الرقاب ولا يهم المغنم وحلــاقة المعزى بالضم: ما حُلِــقَ من شَعَره. والــحُلــاقُ أيضاً: وَجَعٌ في الــحَلْــقِ ويقال: إنَّ رأسَه لَجَيِّدُ الــحِلــاقِ بالكسر. وتَــحَلَّــقَ القومُ: جلسوا حَلْــقّةً حَلْــقَةً. وحَلِــقَ الفرسُ والحمارُ بالكسر يَــحْلَــقُ حَلَــقاً، إذا سَفِدَ فأصابه فسادٌ في قضيبه من تَقَشُّرٍ وَاحْمِرارٍ، فيُداوى بالخِصاء. قال الشاعر: خَصَيْتُكَ يا ابنَ جَمْرَةَ بالقَوافي كما يُخْصى من الــحَلَــقِ الحِمارُ ويوم تــحلــاق اللمم: يوم لتغلب على بكر ابني وائل، لان الــحلــق كان شعارهم يومئذ. والــحُلْــقانُ بالضم: البسر إذا بلغ الارطاب ثلثيه. وكذلك المــحلــقن. والبسرة الواحدة حلــقانة ومــحلــقنة. قال ابن السكِّيت: يقال قدْ أكثرت من الحولقة، إذا أكثرت من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
حلــق: حَلــقَ: حصر، أحاط، حاصر. فعند رينو (ف ج ص69): فأخذ في حَلْــقها ونَشْر الحرب عليها. إن ملاحظات كاترمبر على هذه العبارة في الجريدة الآسيوية (1850، 1: 255) تبدو لي غير موفقة.
حَلَــق ماله: صرف نقوده وأنفقها (معجم المتفرقات).
حَلَّــق (بالتشديد): دار، دوَّر (معجم الادريسي، فوك، رحلــة ابن جبير ص69، 302).
وحلَّــق: أحدق، أحاط ومن هذا صار معناه: سوَّر، سيَّج، حصَّن (فوك، الكالا، بوشر، رحلــة ابن جبير ص213، المقدمة 418).
وحلَّــق: احتبل، صاده بالحبالة (الكالا).
وحلَّــق: على اسم فلان (لين نقلا من التاج). وفي رياض النفوس (ص83 و): إن أحد الأتقياء قال بعد أن قضى صلاته يا بُنَيّ أخاف أن يُــحلَّــق على اسمي، فقلت يا سيدي كيف يــحلــق على اسمك قال انظر إلى السلطان إذا بدا بالعرض فيقال أين فلان بن فلان فيقال هذا هو فيقول يا مولاي أنا لازم بالباب وقائم بالخدمة فيعده بالحسان فيُنادَى أين فلان بن فلان فيقال ما رأيناه بالباب فيقول ما لنا به حاجة حَلَّــقوا على اسمه اطردوه فأنا أخاف أن يــحلــق على اسمي وأطرد. (كان يخشى أن الله يفعل ذلك).
وحلَّــق: انتظم في دائرة، اجتمع حول شخص (مملوك 1، 2: 199، ألكالا).
وحلَّــق: ترأس حلــقة أي دائرة الطلبة، وحلَّــق الأستاذ ألقة درسا (انظر تعليقي في الجريدة الآسيوية 1869: 2: 167). وفي كتاب ابن عبد الملك (ص136 و): وكان يُــحلَّــق بالجامع أثر صلوات الجُمع فتُتْلَى عليه آي من كتاب الله عز وجل فيأخذ في تفسيرها.
وحلَّــق ب: درَّس علما (الجريدة الآسيوية 1: 1).
وحلَّــق النهر: ضاق، وذلك إذا جرى في مــحل ضيق (الكالا).
تــحلَّــق على: التف على، ففي ابن البيطار (1: 180): وهو يضر بها كمثل الكشوت بما يتــحلَّــق عليه. وفي (2: 380) منه: يتــحلــق على الكتان.
وتــحلَّــق: أحيط به، اكتنف، أحدق به (فوك).
حَلْــق وجمعه حَلُــوق: الفم عند العامة (محيط المحيط).
وحَلْــق: مصب النهر - وممر ضيق بين الجبال، مضيق (ألكالا).
وحَلْــق: مضيق، ممر ضيق يربط بين بحرين.
وحُلْــوق: جون (خلجان صغيرة) يتكون منها الخليج.
وحَبْق: فتحة الجسر (معجم الادريسي).
وحَلْــق: صوت (ألكالا، هلو).
وحَلْــق: سور، سياج، حائط (انظر رحلــة ابن جبير ومعجم الإسبانية ص263) وفي كتاب ابن الخطيب (ص110 و) وقد ذهب اثر المسجد وبقي القبرُ يحفٌّ به خلق (حلــقٌ) له باب.
وحَلْــق: قرط: بوشر) وفيه وجمعه حلــقان (هلو) وفيه وجمعه حَلــاَق.
حَلْــق: اسم نبات (سونثيمر) ويرى ابن البيطار (1: 314) إنه النبات الذي اسمه اعلمي: ( Vitis hederaceae) واسم طعام يصنع من هذا النبات. ففي ابن البيطار (1: 315): هو نوع من الكشك يعمل من حشيشة باليمن حامض جدا. وحَلــق: عند دوماس (قبيل ص270): نوع من القصب (البوص). ويستعمل مجازا بمعنى: جحِيف، مخرقة، هذر (فشار).
حلــق الفكَّ: سلسلة اللجام (بوشر) المماليك الــحلــق؟ (ألف ليلة برسل 9: 226) وفي طبعة ماكن: المماليك الــحلــيق.
حَلْــقة وحَلَــقَة: بمعنى السلاح والدروع (انظر لين، معجم أبي الفداء، ومعجم البلاذري).
وفي الماوردي (ص293) الــحلــقة وهي السلاح.
وحَلْــقة وحَلَــقَة: قرط (بوشر، لين عادات 2: 404، ألف ليلة 1: 40).
حلــقة شعر: زرفين، سبيسة، خصلة شعر (بوشر).
وحلْــقة وحَلَــقَة: قطعة مدورة من لحم البقر ومن سمك سليمان، شريحة سمك (بوشر).
وحَلْــقَة: دائرة الإسطرلاب (دورن) وعند ألفا استرون (2: 261): ( Alhelca) .
ذات الــحَلَــق: مُــحَلَّــقة، آلة فلكية قديمة مؤلفة من حلــقات تمثل مواقع الدوائر الرئيسية في الكرة السماوية (المقدمة 3: 105).
وحلــقة: كُلاَّب، مخلب (برجرن).
وحلــقة: مجتمع الطلاب حول الأستاذ ومن هذا أطلقت الكلمة على الدرس. كما أطلقت على البهو الذي يعقد فيه ذو المكانة اجتماعاته ويلقي محاضراته والموضع الذي يلقى فيه الأستاذ دروسه (مملوك 1، 2: 198 - 199، ألكالاوفيه حَلَــقَة).
وحَلْــقة: كتيبة من الجند تحيط بالأمير وتكون حرسا له (مملوك 1، 2: 200).
وحَلْــقة: دائرة يكونها آلاف الصائدين ليحيطوا بعدد كبير من الحيوانات الوحشية، ويسمى تكوين هذه الدائرة: ضرب حلــقة (مملوك 1، 1: 246، 1، 2: 197 - 198) ألف ليلة (1: 30).
وحلْــقة: دائرة الخندق: خط الحصار (1،2: 198).
ضرب حلــقة البلد: محاصرة، حصار (بوشر).
وحَلْــقة: سور، نطاق (بوشر).
وحَلْــقة: ميدان السباق (بوشر).
وحَلْــقة: دار المجانين (مملوك 1، 2: 200) وحَلْــقة: مَزاد، بيع بالمزاد العلني (أماري ديب ص51، 76، 103، 405) وتراه أيضاً في العبارة المنقولة في مملوك 1، 2: 198).
دار حلــقة: استدار ذاهبا ذات اليمين وتارة ذات الشمال وهو راكب (بوشر).
وحلــقة: لعبة تشبه الدامة وتلعب ببعر الإبل أو بنوى التمر يرمى بها في حفرة تحفر في الرمل (ليون ص52) وفيه: ( Helga) .
حِلْــقَة: وجمعها حِلَــق: حِلــقة الخِيَاطَة: قمع الخياط، كشتبان (فوك) ويقال أيضاً حلــقة الخياط، (رحلــة ابن جبير ص195، المقري 2: 562) ويقال حلــقة وحدها (الكلا، المقري 2: 429، دومب ص96).
وهي عند دومب: حَلْــقَة. غير انها عند فوك وألكالا: حِلــقة.
حَلْــقِيّة: حلــقية على بلد: حصار.
وضرب حلــقية البلد: حاصره.
وضرب حلــقية العدو: أحاط به وحاصره (بوشر).
حَلــاَق: إسهال، استطلاق البطن، مُشاء (دوماس حياة العرب ص426).
المماليك الــحلــيق (؟) (ألف ليلة وفي طبعة برسل: المماليك الــحلــق.
حَلــاَقة وجمعها حَلــائق: بمعنى حلــقة (انظر العمود السابق، ألكالا وفيه: شيء من الــحلــاقة).
حلــاقة شماس: إكليل الرأس وهي دائرة مــحلــوقة في قمة رأس رجل الأكليروس حين يقبل في صفوفهم. وحفلة إكليل الرأس للشماس (بوشر).
حُلَــيْقَة: قرط صغير مدور (ألكالا).
حَلــاَقة: موسى الــحلــاقة (أبو الوليد ص136، رقم 18).
حالق وجمعها حَلْــقَى: (أبو الوليد ص36؟).
حالق الشعر: نبات اسمه العلمي: ( Bryonic dioica) ( ابن البيطار 1: 278). مُــحَلَّــق: مسيَّج، بستان محاط بحائط (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: ( Consitus) مشبك ومُــحَلَّــق وغَيْضة وغَلْق للثمار).
مــحلــقات: قطع النقود (محيط المحيط).
[حلــق] نه: كان يصلي العصر والشمس بيضاء "مــحلــقة" أي مرتفعة، والتــحلــيق الارتفاع، ومنه حلــق الطائر في كبد السماء أي صعد، وقيل: تــحلــيق الشمس من أول النهار ارتفاعها ومن آخره انحدارها. ومنه: "فــحلــق" ببصره إلى السماء، أي رفعه. وح: نهى عن بيع "المــحلــقات" أي بيع الطير في الهواء. وفي ح المبعث: فهممت أن أطرح نفسي من "حالق" أي جبل عال. ش: هو بلام مكسورة فقاف. نه وفي ح عائشة: فبعثت إليهم بقميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتحب الناس "فــحلــق" به أبو بكر إلي وقال: تزود منه واطوه، أي رماه إلي. وفيه: أنه نهى عن "الــحلــق" قبل الصلاة، أي صلاة الجمعة، الــحلــق بكسر حاء وفتح لام جمع الــحلــقة مثل القصعة، وهي الجماعة من الناس مستديرون كــحلــقة الباب وغيره، وروى: عن التــحلــق، وهو تفعل منها وهو أن يتعمدوا ذلك، الجوهري: جمع الــحلــقة حلــق بفتح حاء وحكى أن الواحد حلــقة بالتحريك والجمع حلــق بالفتح، وقيل: ليس حلــقة بالتحريك إلا جمع حالق، ويتم في ط. ومنه: لا تصلوا خلف النيام ولا "المتــحلــقين" أي الجلوس حلــقاً حلــقاً. وفيه: الجالس وسط "الــحلــقة" ملعون، لأنه يستدبر بعضهم بظهره فيؤذيهم به فيسبونه ويلعنونه. ط: بأن يأتي حلــقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يجلس حيث ينتهي به المجلس، وقيل: أراد به الماجن الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بينهم ونحوه من المتأكلين بالشعوذة. نه ومنه: لا حمى إلا في ثلاث- وذكر منها "حلــقة" القوم، أي لهم أن يحموها حتى لا يتخطاهمبالصلاة والصوم، أو يراد تــحلــيق القوم وإجلاسهم حلــقاً حلــقاً. ج: التحالف تفاعل وكان بعضهم يــحلــق بعضاً. وفيه: أنكم أهل "الــحلــقة" واحلــصون، أي السلاح. وح: مر معاوية على "حلــقة" أي جماعة مستديرين. ومنه: نهانا عن "الــحلــق". ط: و"أن يتــحلــقوا" قبل الجمعة، أي يجلسوا حلــقة لأنه يخالف هيئة المصلين، ولأنهم يغلب التكلم عليهم ح فلا يستمعون الخطبة، وفيه كراهة التــحلــق لمذاكرة العلم بل يشتغل بالذكر والإنصات للخطبة والصلاة، ولا بأس به بعد الجمعة. ومنه: فرآنا "حلــقا" عزين، ويزيد بيانه في ع. ن: هو بكسر حاء وفتحها. وفيه: فصاغ خاتماً "حلــقة" فضة، بالنصب والإضافة بدل من خاتما.
حلــق
حلَــقَ يَــحلِــق، حَلْــقًا وحِلــاقةً، فهو حالق، والمفعول مَــحْلــوق وحلــيق
حلَــق رأسَه ونحوَه: أزال الشَّعرَ أو قسمًا منه "حلَــق ذقنَه/ شاربَه- {وَلاَ تَــحْلِــقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَــحِلَّــهُ} " ° حلــق القومُ أعداءَهم: قتلوهم أو أهلكوهم- حلــق فلانًا: أوجعه. 

تــحلَّــقَ يتــحلَّــق، تــحلُّــقًا، فهو متــحلِّــق
• تــحلَّــق القومُ: جلَسوا في حلــقة أو في مجلس على هيئة دائرة "كان طلاب الأزهر يتــحلَّــقون حول أعْمِدة المَسْجد". 

حلَّــقَ/ حلَّــقَ بـ يــحلِّــق، تــحلــيقًا، فهو مــحلِّــق، والمفعول مُــحلَّــق (للمتعدِّي)
حلَّــق القمرُ: صارت حوله دائرةٌ ° حلَّــق النَّهرُ: ضاق وذلك إذا جرى في مــحلّ ضيّق.
حلَّــق الطَّائرُ وغيرُه: ارتفع في طيرانه واستدار "حلّــقتِ الطائرةُ فوق العاصمة- حلّــق النجمُ: ارتفع"? حلَّــق ببصره إلى كذا: رفعه إليه.
حلَّــق الشَّاعرُ والأديبُ: سما مبدعًا في عمله "حلَّــق

الشَّاعرُ في أجواء الكون العُلْيا".
حلَّــق الشَّعْرَ: بالغ في إزالته " {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ ءَامِنِينَ مُــحَلِّــقِينَ رُءُوسَكُمْ} ".
حلَّــق الشَّيءَ: جعله كالــحلْــقة وهي كلّ شيء استدار "حلَّــق السِّلسلةَ".
حلَّــق بالشَّيء إلى فلان: رَمَى به إليه "حلَّــق بالكرة إلى زميله". 

تــحلــيق [مفرد]:
1 - مصدر حلَّــقَ/ حلَّــقَ بـ.
2 - (لغ) تضييق الــحلــق (مجرى الطَّعام والشَّراب إلى المريء) في إخراج بعض الأصوات، وهو يُعدّ عنصرًا من عناصر التَّفخيم ويتمَّ عن طريق تقريب مؤخّر اللّسان من الجدار الخلفيّ للــحلــق كما يحدث مع أصوات مثل الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والغين والخاء والقاف. 

تــحلــيقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تــحلــيق.
2 - مأخوذ عن ارتفاع أو من مسافة "استشعار تــحلــيقيّ: عن بُعد". 

حالِق [مفرد]: ج حُلَّــق وحوالقُ:
1 - اسم فاعل من حلَــقَ.
2 - مكان مرتفع ° هوى من حالقٍ: هلك. 

حُلــاقة [مفرد]: ما تناثر من الشَّعر عند حلــاقته "نظَّف المكانَ من الــحُلــاقة". 

حِلــاقة [مفرد]:
1 - مصدر حلَــقَ ° صابون الــحلــاقة/ كريم الــحلــاقة: خاصّ بالــحلــاقة ويكون على أنواع منه ما لا يحتاج إلى الفرشة- صالون حلــاقة: مــحل حلــاقة- فُرشَة الــحلــاقة/ فُرشاة الــحلــاقة: يُنشر بها الصابون على الوجه قبل الــحلــاقة- ماكينة الــحلــاقة/ آلة الــحلــاقة: الآلة من موسى ونحوه تستعمل للــحلــاقة.
2 - حرفة الــحلــاّق الذّي يزيل الشَّعر أو قسمًا منه عن الرَّأس والذّقن وغيرهما. 

حَلْــق [مفرد]: ج أحلــاق (لغير المصدر {وحُلُــق} لغير المصدر) وحُلــوق (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَــقَ.
2 - (شر) جزءٌ من القناة الهضميّة يوصل ما بين الفم والمريء، وهو مساغ الطّعام والشّراب إلى المريء "بلَّ حلــقَه بقليلٍ من الماء- في حلــقه حشرجة" ° حلــوق الآنية والحياض: مجاريها- شوكة في الــحلــق: مصدر قلق ومتاعب، عائق، مصدر إزعاج.
3 - مخرج النَّفَس من الــحلــقوم.
• لوزتا الــحَلْــق: (شر) غُدَّتان ليمفاويَّتان صغيرتان في مؤخَّر البلعوم.
• الْتِهاب الــحَلْــق: (طب) التهاب يصيب اللوزتين أو الحنجرة أو البلعوم مسبِّبًا ألمًا عند البلع.
• الْتِهاب الــحَلْــق المتقرِّح: (طب) مرض معدٍ وبائيّ عادة ناتج عن المكوِّرات العقديّة الخاصَّة بــحلِّ الدَّمِ وتتَّسم بالحمَّى والتهاب اللّوزتين.
• حروف الــحَلْــق: (لغ) الأصوات التي تخرج من الــحَلْــق عند النُّطق، وهي الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء. 

حَلَــق [مفرد]: ج حُلْــقان: قُرْطٌ في الأذُنُ أو الأنف "وضعت في أذنها حَلَــقًا ذهبيًّا". 

حَلْــقَة/ حَلَــقَة [مفرد]: ج حَلَــقات وحَلْــقات وحِلــاَق وحَلَــق (على غير قياس) وحِلَــق:
1 - كلّ شيءٍ استدار "يمثِّل جهاز الشُّرطة حلــقة جوهريّة في نظام أمننا" ° حَلْــقة المفاتيح/ حَلَــقة المفاتيح: سلك معدنيّ مستدير تعلّق به المفاتيح- حَلْــقة الملاكمة: ميدان مباراة الملاكمة- حَلْــقة تجسُّس: عصبة من الجواسيس- كالــحلــقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها [مثل]: للدلالة على تعذّر القطع في أمر.
2 - جماعة يجلسون في شكل دائرة "تلقَّى العلمَ في حلــقة فلان- تُعقد حلــقة تعليم التجويد يوميًّا- حَلْــقة الأسماك" ° حَلْــقة الذِّكر/ حَلْــقات الأذكار: مجالس الذكر يؤدِّي فيها بعض أعضاء الطرق الصوفيّة ابتهالاتهم- حَلْــقة القوم/ حَلَــقة القوم: دائرتهم- حَلْــقَة دراسيّة/ حَلَــقَة دراسيّة: مجموعة صغيرة من طلاب الجامعة المتخصِّصين منصرفة إلى دراسة موضوع من الموضوعات.
3 - حَلَــق؛ قُرط (في الأذن أو الأنف) "اتّخذت في أنفها حلــقة كبيرة من الذهب" ° حَلْــقة الأنف: حلــقة تُوضع في أنف حيوان.
4 - خاتم من ذهب أو فضّة.
5 - جزء من سلسلة "وظيفة اللغة هي أنّها حلــقة في سلسلة النشاط الإنسانيّ- فرد القوَّات المسلَّحة حَلْــقة من حَلَــقات القوَّة العسكريّة" ° الــحلــقة المفقودة: عامل أو سبب يؤدِّي اختفاؤه إلى تعقيد أمرٍ ما أو التباسه- حَلْــقة اتِّصال/ حَلْــقة وصل: ما يصل بين طرفين أو أكثر- حَلْــقة بحث/ حَلَــقة بحث: مجموعة صغيرة من الطَّلبة الخريجين من جامعة أو
 مدرسة مُنخرطة في البحث العلميّ أو الدراسة المكثَّفة تحت إشراف أستاذ معيَّن- حَلْــقة من رواية: فصل أو جزء منها.
6 - (دب) أحد أقسام السرد المسلسل، تمثيليًّا كان أو روائيًّا كــحلــقات التمثيليات المسلسلة في الإذاعة وحلــقات القصّة التي تنشر تباعًا في مجلّة من المجلاّت.
7 - (سف) جملة أبحاث تدور حول موضوع واحد. 

حَلْــقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَلْــق.
• الغضروف الــحلْــقيّ: (شر) غضروف بشكل الخاتم في المنطقة السُّفلى للحنجرة، يتَّحد بمفاصل مع الغضروف الدَّرقيّ.
• الحروف الــحَلْــقيَّة: (لغ) حروف الــحَلْــق؛ الأصوات التي تخرج من الــحَلْــق عند النُّطق، وهي الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء. 

حَلــاَّق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حلَــقَ.
2 - مِهْنةُ الــحلــاَّق الذي يُزيل شعر الرَّأس أو الذّقن أو قسمًا منه، ويُعرف كذلك باسم المزيِّن "انتهى عصر حلــاّق الصِّحَّة- يذهب إلى الــحلــاَّق أسبوعيًّا". 

حَلــيق [مفرد]: ج حُلَــقاءُ، مؤ حلــيق وحلــيقة: صفة ثابتة للمفعول من حلَــقَ. 

مِــحلَــق [مفرد]: ج محالِقُ: اسم آلة من حلَــقَ: مُوسى أو ماكينة الــحلــاقة ° مِــحلَــق كهربائيّ: آلة صغيرة للــحلــاقة بالكهرباء. 

مُحلَّــق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حلَّــقَ/ حلَّــقَ بـ.
2 - مُشَكَّل من حلــقات أو أجزاء أو أقسام شبيهة بالــحَلَــقَة "الذهب المــحلَّــق: الخواتم والأساور". 
(ح ل ق)

الــحَلْــقُ: مساغ الطَّعَام وَالشرَاب، وَالْجمع الْقَلِيل أحلــاقٌ، قَالَ:

إِن الَّذين يسوغُ فِي أحْلــاقِهم ... زادٌ يُمَنُّ عليهمُ للِئامُ وأنشده الْمبرد: فِي أَعْنَاقهم، فَرد ذَلِك عَلَيْهِ عَليّ بن حَمْزَة.

وَالْكثير حُلُــوقٌ وحُلُــق الْأَخِيرَة عزيزة، أنْشد الْفَارِسِي:

حَتَّى إِذا ابتلَّتْ حلــاقِيمُ الــحُلُــقْ

وحلَــقه يــحلُــقُه حلــقا: أصَاب حلْــقه. وحُلِــقَ شكا حَلْــقَه، يطَّرد عَلَيْهِمَا بَاب.

والــحُلــقومُ: كالــحلــقِ فعلوم عِنْد الْخَلِيل، وفعلولٌ عِنْد غَيره، وسياتي.

وحُلــوقُ الأَرْض: مجاريها وأوديتها، على التَّشْبِيه بالــحلــوق الَّتِي هِيَ مساوغ الطَّعَام وَالشرَاب. وَكَذَلِكَ حُلــوقُ الأودية والحياض.

وحلَّــق الْإِنَاء من الشَّرَاب: امْتَلَأَ إِلَّا قَلِيلا، كَأَن مَا فِيهِ من المَاء انْتهى إِلَى حَلْــقه. ووفى حَلــقَة حَوْضه، وَذَلِكَ إِذا قَارب أَن يملأه إِلَى حلــقه.

وحَلْــقُ التمرة والبسرة: مُنْتَهى ثلثهَا، كَأَن ذَلِك مَوضِع الــحلــقِ مِنْهَا.

وبسرة حُلْــقانةٌ: بلغ الإرطاب حَلْــقَها، وَقيل: هِيَ الَّتِي بلغ الإرطاب قَرِيبا من التفروق من أَسْفَلهَا، وَالْجمع حُلــقان.

ومُــحَلْــقِنةٌ: كــحُلــقانةٍ، وَالْجمع مُــحلــقنٌ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال: حلَّــق الْبُسْر، وَهِي، الحواليق - بثبات الْيَاء. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ عِنْدِي على النّسَب، إِذْ لَو كَانَ على الْفِعْل لقَالَ: محاليق وَأَيْضًا فَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا وَجه ثبات الْيَاء فِي حَواليقَ.

والــحلْــقُ فِي الشّعْر من النَّاس والمعز، كالجز فِي الصُّوف، حَلَــقُه يَــحلِــقِ حلْــقا فَهُوَ حالق وحَلــاَّقٌ، وحلَّــقه واحتلقه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لَا هُمَّ إِن كَانَ بَنو عَمِيرَة

أهلَ التِّلِبّ هَؤُلا مَقُصورَه

فَابْعَثْ عَليهم سَنَةً قاشوره

تحتلِقُ المالَ احتِلاقَ النُّورَه

وَرَأس حلــيق: مــحلــوق، قَالَت الخنساء:

وَلَكِنِّي رَأَيْت الصَّبرَ خيرا ... من النَّعْلَيْنِ وَالرَّأْس الــحلــيقِ والــحُلــاقةُ: مَا حُلِــقَ مِنْهُ، يكون ذَلِك فِي النَّاس والمعز.

والــحلــيق: الشّعْر المــحلــوقُ، وَالْجمع حِلــاقٌ. وَقد احتَلَق بِالْمُوسَى وَغَيرهَا.

والمِــحلَــقُ: الكساء الَّذِي يُــحْلَــقُ فِيهِ الشّعْر من خشونته، قَالَ الشَّاعِر:

يَنفِضن بالمشافرِ الهَدَالقِ

نَفْضَك بالمحاشيءِ المَحالقِ

وضرع حالِقٌ: ضخم يَــحلِــق شعر الفخذين من ضخمه.

وَقَالُوا: " بَينهم، احلــقي وقومي " أَي بَينهم بلَاء وَشدَّة، وَهُوَ من حلــق الشّعْر، كَأَن النِّسَاء يئمن فيــحلــقن شعورهن، قَالَ:

يومُ أديمِ بَقَّةِ الشَّرِيمِ

أفضلُ من يومِ احلِــقي وقومي

وَإِنَّمَا أضيف إِلَى الْفِعْل على الْحِكَايَة، فحقيقته من يَوْم يُقَال فِيهِ.

وَمِمَّا يدعى بِهِ على الْمَرْأَة: عقرى. حَلْــقى، وعقرا حلــقا، فَأَما عقرى وعقرا فقد تقدم، وَأما حلــقى وحلــقا فَمَعْنَاه انه دعِي عَلَيْهَا بِأَن تئيم فتــحلــق شعرهَا، وَقيل: مَعْنَاهُ، أوجع الله حلْــقَها، وَلَيْسَ بِقَوي، وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا مشئومة، وَلَا أحقه.

وجبل حالِقٌ: لَا نَبَات فِيهِ، كَأَنَّهُ حُلِــقَ، وَهُوَ فَاعل بِمَعْنى فعول، كَقَوْل بشربن أبي خازم:

ذكرتُ بهَا سلمى فبِتُّ كأنَّما ... ذكرتُ حبيبا فاقدا تَحت مَرْمسِ

أَي مفقودا. وَقيل: الحالِقُ من الْجبَال، المنيف المشرف، وَلَا يكون إِلَّا مَعَ عدم نَبَات.

والــحَلْــقَةُ: كل شَيْء اسْتَدَارَ كــحلــقة الْحَدِيد وَالْفِضَّة وَالذَّهَب، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس، وَالْجمع حِلــاقٌ على الْغَالِب، وحِلَــقٌ على النَّادِر، كهضبة وهضب، والــحَلَــقُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم للْجمع وَلَيْسَ بِجمع، لِأَن فعلة لَيست مِمَّا يكسر على فَعَلِ، وَنَظِير هَذَا مَا حَكَاهُ من قَوْلهم: فلكة وفلك. وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ فِي الــحَلْــقة فتح اللَّام، وأنكرها ابْن السّكيت وَغَيره، فعلى هَذِه الْحِكَايَة حَلَــقٌ جمع حلَــقةٍ، وَلَيْسَ حِينَئِذٍ اسْم جمع، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي حلَــقٍ الَّذِي هُوَ اسْم لجمع حَلْــقَةٍ. وَلم يحمل سِيبَوَيْهٍ حَلَــقا إِلَّا على انه جمع حَلْــقَةٍ بِسُكُون اللَّام، وَإِن كَانَ قد حكى حَلــقَة بِفَتْحِهَا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حلْــقةُ الْبَاب وحلَــقتُه بِإِسْكَان اللَّام وَفتحهَا وَقَالَ كرَاع: حلْــقةُ الْقَوْم وحلَــقتهم. وَحكى الْأمَوِي: حِلْــقةُ الْقَوْم، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَهِي لُغَة بني الْحَارِث بن كَعْب. وَجمع الْــحلــقَة وحِلَــقٌ وحَلَــقٌ وحِلــاقٌ، فَأَما حِلَــق فَهُوَ بَابه، وَأما حَلَــقٌ فَإِنَّهُ اسْم لجمع حِلْــقة كَمَا كَانَ اسْما لجمع حَلْــقَةٍ، وَأما حِلــاقٌ فنادر لِأَن فِعالاً لَيْسَ مِمَّا يغلب على جمع فِعلة.

وَأما قَول الْعَرَب " الْتَقت حَلْــقتا الْبَطن " بِغَيْر حذف ألف " حلــقتا " لسكونها وَسُكُون اللَّام، فَإِنَّهُم جمعُوا فِيهِ بَين ساكنين فِي الْوَصْل غير مدغم أَحدهمَا فِي الآخر، وعَلى هَذَا قِرَاءَة نَافِع: (مَحْيايْ ومماتي) بِسُكُون يَاء محياي، لَكِنَّهَا ملفوظ بهَا ممدودة، وَهَذَا مَعَ كَون الأول مِنْهُمَا حرف مد. وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ بِغَيْر حرف لين، وَهُوَ شَاذ لَا يُقَاس عَلَيْهِ، قَوْله:

رَخَّين أذيالَ اُلحِقىّ وارتَعْنْ

مَشىَ حَييَّاتٍ كَأَن لم يُفْزَعْن

إِن تُمنَع اليومَ نساءٌ تُمنَعْن

قَالَ الْأَخْفَش: اخبرني بعض من أَثِق بِهِ انه سمع:

أَنا جريرٌ كُنيتي أَبُو عَمْرْو

أجُبْنا وغيرةً خلفَ السِّتْرْ

قَالَ: وَقد سَمِعت من الْعَرَب:

أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جدَّ النَّقْرْ

قَالَ ابْن جني لهَذَا ضرب من الْقيَاس، وَذَلِكَ أَن السَّاكِن الأول وَإِن لم يكن مدا فَإِنَّهُ قد ضارع بسكونه الْمدَّة، فَكَمَا أَن حرف اللين إِذا تحرّك جرى مجْرى الصَّحِيح، فصح فِي نَحْو عوض وحول، أَلا تراهما لم تقلب الْحَرَكَة فيهمَا كَمَا قلبت فِي ريح وديمة لسكونهما؟ وَكَذَلِكَ مَا أُعل للكسرة قبله نَحْو ميعاد وميقات، أَو الضمة قبله نَحْو مُوسر وموقن، إِذا تحرّك صَحَّ فَقَالُوا: مواعيد ومواقيت، ومياسر ومياقن، فَكَمَا جرى الْمَدّ مجْرى الصَّحِيح لحركته، كَذَلِك يجْرِي الْحَرْف الصَّحِيح مجْرى حرف اللين لسكونه، أَو لَا ترى إِلَى مَا يعرض للصحيح إِذا سكن من الْإِدْغَام وَالْقلب نَحْو: من رَأَيْت وَمن لقِيت، وعمبر، وَامْرَأَة شمباء، فَإِذا تحرّك صَحَّ فَقَالُوا: الشنب وَالْعِنَب وَأَنا رَأَيْت وَأَنا لقِيت، وَكَذَلِكَ أَيْضا تجْرِي الْعين من " ارتَعْنْ " وَالْمِيم من " أبي عَمْرو " وَالْقَاف من " النقر " سكونها، مجْرى حرف الْمَدّ فَيجوز اجتماعها من السَّاكِن بعْدهَا.

وَفِي الرَّحِم حلْــقتان: إِحْدَاهمَا على فَم الْفرج عِنْد طرفه، وَالْأُخْرَى الَّتِي تنضم على المَاء وتنفتح للْحيض، وَقيل: إِنَّمَا الْأُخْرَى الَّتِي يبال مِنْهَا.

وحلَّــق الْقَمَر: صَار حوله دارة كالــحلْــقةِ.

وضربوا بُيُوتهم حِلــاقا، أَي صفا وَاحِدًا حَتَّى كَأَنَّهَا حَلْــقةٌ.

وحلَّــق الطَّائِر: إِذا ارْتَفع فِي الْهَوَاء واستدار، وَهُوَ من ذَلِك، قَالَ النَّابِغَة:

إِذا مَا التقى الجمعانِ حلَّــق فَوْقهم ... عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ

وَقَالَ غَيره:

وَلَوْلَا سُليمانُ الأميرُ لــحلَّــقت ... بِهِ من عِتاقِ الطيرِ عنقاءُ مُغرِبُ

إِنَّمَا يُرِيد: حلَّــقت فِي الْهَوَاء فَذَهَبت بِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله أنْشدهُ ثَعْلَب:

فحَيَّت فحيَّاها فهبَّ فــحلَّــقت ... مَعَ النجمِ رُؤْيا فِي المنامِ كذُوبُ

والمُــحَلَّــق: اسْم رجل سمي بذلك لِأَن فرسه عضته فِي وَجهه فَتركت فِيهِ أثرا على شكل الــحَلْــقةِ، وإياه عَنى الْأَعْشَى بقوله:

تُشَبُّ لمقرورين يصطلْيانها ... وَبَات على النارِ النَّدَى والمُــحَّلــق

فَأَما قَول النَّابِغَة الْجَعْدِي: وذكرتُ من لبن المــحلَّــق شربةً ... والخيلُ تعدو بالصعيدِ بَدادِ

فَإِنَّهُ زعم بعض أهل اللُّغَة انه عَنى نَاقَة سمتها على شكل الْــحلــقَة، وَذكر على إِرَادَة الشَّخْص أَو الضَّرع.

والــحَلْــقةُ: اسْم لجملة السِّلَاح، وَإِنَّمَا ذَلِك لمَكَان الدروع، غلبوا هَذَا النَّوْع من السِّلَاح، أَعنِي الدروع، لشدَّة غنائه، ويدلك على أَن المراعي فِي هَذَا إِنَّمَا هِيَ الدروع أَن " النُّعْمَان " قد سمى دروعه حَلْــقةً.

والــحِلْــقُ الْخَاتم من الْفضة بِغَيْر فص.

والــحِلــق خَاتم الْملك، قَالَ:

وأُعطيَ مِنَّا الــحِلْــقَ أبيضُ ماجِدٌ ... رديفُ مُلوكٍ مَا تَغبُّ نوافِلُهْ

والــحِلْــقُ: المَال الْكثير.

وناقة حالقٌ: حافل، وَالْجمع حَوالقُ وحُلَّــق. والحالقُ: الضَّرع الممتلئ، لذَلِك. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الضَّرع، وَلم يــحلــه. وَعِنْدِي انه الممتلئ. وَالْجمع كالجمع. قَالَ الحطيئة:

وَإِن لم تكن إِلَّا الأماليسُ أَصبَحت ... لَهَا حُلَّــقٌ ضَرَّاتُها شَكِراتِ

أبدل ضراتها من حُلَّــق، وَجعل شكرات خبر أَصبَحت. وشكرات: ممتلئة من اللَّبن.

وحَلَــق اللَّبن: ذهب، والحالقُ: الَّتِي ذهب لَبنهَا كِلَاهُمَا عَن كرَاع. وَــحلــق الضَّرع يــحلِــقُ حلــوقا: ذهب لبنه، وَقيل: حُلــوقُه ارتفاعه إِلَى الْبَطن وانضمامه.

والحالِقُ: الضامر.

والحاِلُق: السَّرِيع الْخَفِيف.

وحَلِــق قضيب الْفرس وَالْحمار حَلَــقا: أحمرَّ وتقشَّر، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ ثَوْر النمري يكون ذَلِك من دَاء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أَن يُخصى فَرُبمَا سلم وَرُبمَا مَاتَ، قَالَ الشَّاعِر:

خَصَيْتُكَ يَا ابنَ جَمْرَة بالقَوافي ... كَمَا يُخصى من الــحَلَــقِ الحمارُ والــحلــاوُقُ: صفة سوء، وَهُوَ مِنْهُ، كَأَن مَتَاع الْإِنْسَان يفْسد فتعود حرارته إِلَى مَا هُنَالك.

والــحُلــاق فِي الأتان: أَن لَا تشبع من السفاد وَلَا تعلق مَعَ ذَلِك، وَهُوَ مِنْهُ.

وحَلَــقَ الشَّيْء يَــحْلِــقُه حَلْــقا: قشره.

والحالِقُ: المشئوم على قومه، كَأَن يَــحلِــقُهم أَي يقشرهم.

وحَلــاقِ: الْمنية، معدولة عَن الحالقة لِأَنَّهَا تَــحْلــقُ أَي تقشر. قَالَ مهلهل:

مَا أُرجِّى بالعيش بعد نَدَامى ... قد أَرَاهُم سُقُوا بكأسِ حَلــاقِ

وحَلــاقِ: السّنة المجدبة، كَأَنَّهَا تقشر النَّبَات. والحالوق: الْمَوْت، لذَلِك.

والــحُلَّــقُ: نَبَات لورقه حموضة يخلط بالوسمة للخضاب، الْوَاحِدَة حُلَّــقَة.

والحالقُ من الْكَرم وَنَحْوه: مَا التوى وَتعلق بالقضبان. والمحالقُ والمحاليقُ: مَا تعلق بالقضبان من تعاريش الْكَرم.

والــحَلْــق: شجر ينْبت نَبَات الْكَرم يرتقى فِي الشّجر وَله ورق شَبيه بورق الْعِنَب، حامض يطْبخ بِهِ اللَّحْم، وَله عناقيد صغَار كعناقيد الْعِنَب الْبري، يحمر ثمَّ يسود فَيكون مرا، وَيُؤْخَذ ورقه فيطبخ، وَيجْعَل مَاؤُهُ فِي العصفر فَيكون أَجود لَهُ من حب الرُّمَّان، واحدته: حَلْــقةٌ، هَذِه عَن أبي حنيفَة.

والحوْلَقُ والحَيْلَقُ: من أَسمَاء الداهية.

والــحلــائقُ: مَوَاضِع، قَالَ أَبُو الربيس الثَّعْلَبِيّ:

أُحبُّ ترابَ الأرضِ أَن تنزِليِ بهَا ... وَذَا عوسجٍ، والجِزعَ جِزْعَ الــحلــائق

حلــق: الــحَلْــقُ: مَساغ الطعام والشراب في المَريء، والجمع القليل

أَــحْلــاقٌ؛ قال:

إِنَّ الذين يَسُوغُ في أَــحْلــاقِهم

زادٌ يُمَنُّ عليهمُ، للِئامُ

وأَنشد المبرد: في أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذلك عليه عليّ بن حَمزَة،

والكثير حُلــوق وحُلُــقٌ؛ الأَخيرة عَزِيزة؛ أَنشد الفارسي:

حتى إِذا ابْتَلَّتْ حلــاقِيمُ الــحُلُــقْ

الأَزهري: مخرج النفس من الــحُلْــقُوم وموضع الذبح هو أَيضاً من الــحَلْــق.

وقال أَبو زيد: الــحلــق موضع الغَلْصَمة والمَذْبَح. وحَلَــقه يَــحْلُــقُه

حَلْــقاً: ضربه فأَصاب حَلْــقَه. وحَلِــقَ حَلَــقاً: شكا حَلْــقَه، يطرد عليهما

باب. ابن الأَعرابي: حلَــق إِذا أَوجَع، وحَلِــقَ إِذا وجِعَ. والــحُلــاقُ:

وجَعٌ في الــحَلْــق والــحُلْــقُوم كالــحَلْــق، فُعْلُوم عن الخليل، وفُعْلُول عند

غيره، وسيأْتي. وحُلُــوق الأَرض: مَجارِيها وأَوْدِيتها على التشبيه

بالــحُلــوق التي هي مَساوِغُ الطعام والشراب وكذلك حُلــوق الآنية والحِياض.

وحَلَّــقَ

الإِناءُ من الشراب: امْتلأَ إِلاَّ قليلاً كأَنَّ ما فيه من الماء

انتهى إِلى حَلْــقِه، ووَفَّى حلْــقَةَ حوضه: وذلك إِذا قارب أَن يملأَه إلى

حَلْــقه. أَبو زيد: يقال وفَّيْت حَلْــقة الحوض تَوفِيةً والإِناء كذلك.

وحَلْــقةُ الإِناء: ما بقي بعد أَن تجعل فيه من الشراب أَو الطعام إِلى نصفه،

فما كان فوق النصف إِلى أَعلاه فهو الــحلــقة؛ وأَنشد:

قامَ يُوَفِّي حَلْــقَةَ الحَوْضِ فَلَجْ

قال أَبو مالك: حَلْــقة الحوض امْتِلاؤُه، وحلــقته أَيضاً دون الامتلاء؛

وأَنشد:

فَوافٍ كَيْلُها ومُــحَلِّــقُ

والمُــحلِّــق: دون المَلْء؛ وقال الفرزدق:

أَخافُ بأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُــحْلِّــقٌ،

إِذا كان يومُ الحَتْف يومَ حِمامِي

(* وفي قصيدة الفرزدق: إِذا كان يوم الوِردِ يومَ خِصامِ)

وحَلَّــق ماءُ الحوض إِذا قلَّ وذهب. وحلَّــق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال

الزَّفَيانُ:

ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ،

نائي المياه، ناضبًٌ مُــحَلِّــقُ

(* قوله «مسراها» كذا في الأصل، والذي في شرح القاموس مرآها).

وحَلَّــقَ

المكُّوكُ إِذا بلغ ما يُجعل فيه حَلْــقَه. والــحُلُــق: الأَهْوِية بين

السماء والأَرض، واحدها حالِقٌ. وجبل حالق: لا نبات فيه كأَنه حُلِــق، وهو

فاعل بمعنى مفعول؛ كقول بشر بن أَبي خازم:

ذَكَرْتُ بها سَلْمَى، فبِتُّ كأَنَّني

ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ

أَراد مَفْقوداً، وقيل: الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف، ولا يكون

إِلا مع عدم نبات. ويقال: جاء من حالق أَي من مكان مُشرف. وفي حديث

المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ.

وفي حديث أَبي هريرة: لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الــحُلْــقانةِ

فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها؛ يقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل

ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه

فهو حُلْــقان ومُــحَلْــقِنٌ؛ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند

الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب؛ ومنه حديث بَكَّار:

مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والــحُلْــقان. قال ابن سيده: بُسرة حُلْــقانة

بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُلْــقانٌ حلْــقها،

وقيل: هي التي بلغ الإِرطاب ومُــحَلْــقِنة والجمع مُــحَلْــقِنٌ. وقال أَبو

حنيفة: يقال حلَّــق البُسر وهي الحَواليقُ، بثبات الياء؛ قال ابن سيده: وهذا

البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقال: مَحاليق، وأَيضاً فإِني

لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق. وحَلْــق التمرة والبُسرة: منتهى

ثُلثيها كأَن ذلك موضع الــحلــق منها.

والــحَلْــقُ: حَلْــقُ الشعر. والــحَلْــقُ: مصدر قولك حَلــق رأْسه. وحَلَّــقوا

رؤُوسهم: شدّد للكثرة. والاحْتِلاقُ: الــحَلْــق. يقال: حَلــق مَعَزه، ولا

يقال: جَزَّه إِلا في الضأْن، وعنز مَــحْلــوقة، وحُلــاقة المِعزى، بالضم: ما

حُلِــق من شعره. ويقال: إِن رأْسه لَجيِّد الــحِلــاق. قال ابن سيده: الــحَلْــق

في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف، حلَــقه يَــحلِــقه حَلْــقاً فهو

حالقٌ وحلــاقٌ وحلَــقَه واحْتَلَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لاهُمَّ، إِن كان بنُو عَمِيرهْ

أَهْلُ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورهْ

(* قوله «مقصورة» فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال:

مقصورة أي خلصوا فلم يخالصهم غيرهم)،

فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورة،

تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ

ويقال: حَلــق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه، وهي مِعْزى

مَــحْلُــوقة وحَلِــيقة، وشعر مَــحْلــوق. ويقال: لحية حَلــيق، ولا يقال حَلِــيقة. قال

ابن سيده: ورأْس حلــيق مــحلــوق؛ قالت الخنساء:

ولكني رأَيتُ الصبْر خَيْراً

من النَّعْلَينِ والرأْسِ الــحَلِــيق

والــحُلــاقةُ: ما حُلِــقَ

منه يكون ذلك في الناس والمعز. والــحَلِــيقُ: الشعر المــحلــوق، والجمع

حِلــاقٌ. واحْتلقَ بالمُوسَى. وفي التنزيل: مُــحَلِّــقين رُؤُوسكم ومُقَصِّرين.

وفي الحديث: ليس مِنَّا من صَلَق أَو حَلــق أَي ليس من أَهل سُنَّتنا من

حلَــق شعره عند المُصيبة إِذا حلَّــت به. ومنه الحديث: لُعِنَ من النساء

الحالقة والسالِقةُ والخارِقةُ. وقيل: أَراد به التي تَــحلِــق وجهها للزينة؛

وفي حديث: ليس منا من سلَق أَو حلَــق أَو خَرق أَي ليس من سنَّتنا رَفْعُ

الصوت في المَصائب ولا حلْــقُ

الشعر ولا خَرْقُ الثياب. وفي حديث الحَجّ: اللهمَّ اغْفر

للمُــحَلِّــقِين قالها ثلاثاً؛ المــحلِّــقون الذين حلَــقوا شعورهم في الحج أَو العُمرة

وخصَّهم بالدعاء دون المقصوين، وهم الذين أَخذوا من شعورهم ولم يَــحلِــقوا

لأَن أَكثر من أَحرم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معهم هَدْيٌ ،

وكان عليه السلام قد ساق الهَدْيَ، ومَن منه هَدْيْ لا يَــحلِــق حتى يَنْحَر

هديَه، فلما أَمرَ

من ليس معه هدي أَن يــحلــق ويــحِلَّ، وجَدُوا في أَنفسهم من ذلك وأَحبُّوا

أَن يأَذَن لهم في المُقام على إِحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعةُ

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَولى بهم، فلما لم يكن لهم بُدُّ من الإِــحْلــال

كان التقصير في نُفوسهم أَخفّ من الــحلــق، فمال أَكثرهم إِليه، وكان فيهم

من بادر إِلى الطاعة وحلــق ولم يُراجِع، فلذلك قدَّم المــحلِّــقين وأَخَّر

المقصِّرين.

والمِــحْلَــقُ، بكسر الميم: الكِساءُ الذي يَــحْلِــق الشعر من خِشونته؛ قال

عُمارة بن طارِقٍ يصف إِبلاً ترد الماءَ فتشرب:

يَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ،

نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ

والمَحاشِئُ: أَكْسِية خَشِنةٌ تَــحْلِــقُ الجسد، واحدها مِحْشأ، بالهمز،

ويقال: مِحْشاة، بغير همز، والهَدالِقُ: جمع هِدْلق وهي

المُسْتَرْخِيَةُ.

والــحَلَــقةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ. وضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم يــحلــق شعر

الفخذين من ضِخَمِه. وقالوا: بينهم احْلِــقِي وقُومي أَي بينهم بَلاءٌ وشدَّة

وهو من حَلْــق الشعر كان النساءٌ يَئمْن فيَــحلِــقْن شُعورَهنَّ؛ قال:

يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ

أَفضلُ من يومِ احْلِــقي وقُومِي

الأَعرابي: الــحَلْــقُ الشُّؤْم. ومما يُدعَى به على المرأَة: عَقْرَى

حَلْــقَى، وعَقْراً حَلْــقاً فأَمّا عقرَى وعقراً فسنذكره في حرف العين،

وأَما حلْــقَى وحلــقاً فمعناه أَنه دُعِيَ عليها أَن تئيم من بعلها فتْــحْلِــق

شعرها، وقيل: معناه أَوجع الله حَلْــقها، وليس بقويّ؛ قال ابن سيده: وقيل

معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، ولا أَحُقُّها. وقال الأَزهري: حَلْــقَى عقْرى

مشؤُومة مُؤْذِية. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لصَفِيَّة بنت

حُيَيٍّ حين قيل له يوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال: عقرى حلــقى

ما أَراها إِلاَّ حابِسَتنا؛ معناه عَقَر الله جَسدَها وحلَــقها أَي

أَصابها بوجع في حَلْــقها، كما يقال رأَسَه وعضَده وصَدَره إِذا أَصاب رأْسَه

وعضُدَه وصَدْره. قال الأَزهري: وأَصله عقراً حلــقاً، وأَصحاب الحديث

يقولون عقرَى حلــقَى بوزن غَضْبَى، حيث هو جارٍ على المؤَنث، والمعروف في

اللغة التنوين على أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ، تقديره عقَرها الله عقْراً

وحلَــقها الله حلــقاً. ويقال للأَمر تَعْجَبُ منه: عقْراً حلــقاً، ويقال

أَيضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِية مشؤُومة؛ ومن مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبي

الذي تكلَّم: عَقْرَى أَو كان هذا منه قال الأَصمعي: يقال عند الأَمر

تَعْجَبُ

منه: خَمْشَى وعَقْرى وحَلْــقى كأَنه من العَقْر والــحَلْــق والخَمْش؛

وأَنشد:

أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَلْــقَى

لِما لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ

ومعناه قَومِي أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخذَشْنَها وحَلَــقْن

شعورهن مُتَسَلِّباتٍ على من قُتل من رجالها؛ قال ابن بري: هذا البيت رواه

ابن القطَّاع:

أَلا قَومي أُولو عَقْرَى وحَلْــقَى

يريدون أَلا قومي ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ وحلــقن رؤُوسهن، قال:

وكذلك رواه الهَرَوِيّ في الغريبين قال: والذي رواه ابن السكيت:

أَلا قُومِي إِلى عقْرى وحلْــقى

قال: وفسَّره عثمان بن جني فقال: قولهم عقرى حلــقى، الأَصل فيه أَن

المرأَة كانت إِذا أُصِيب لها كريم حلَــقَت رأْسها وأَخذت نَعْلين تضرب بهما

رأْسَها وتعقِره؛ وعلى ذلك قول الخنساء:

فلا وأَبِيكَ، ما سَلَّيْتُ نفسي

بِفاحِشةٍ أَتَيتُ، ولا عُقوقِ

ولكنِّي رأَيتُ الصَّبْر خَيراً

من النَّعلين والرأْسِ الــحَلــيقِ

يريد إِن قومي هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما يبلُغ بالمرأَة المعقورة

المــحلــوقة، ومعناه أَهم صاروا إِلى حال النساءِ المَعْقُورات المــحلــوقات.

قال شمر: روى أَبو عبيد عقراً حلــقاً، فقلت له: لم أَسمع هذا إِلا عقرَى

حلــقَى، فقال: لكني لم أَسمع فَعْلى على الدعاء، قال شمر: فقلت له قال ابن

شميل إِن صِبيانَ

البادية يلعبون ويقولون مُطَّيْرَى على فُعَّيْلى، وهو أَثقل من

حَلْــقَى، قال: فصيره في كتابه على وجهين: منوّناً وغير منوَّن. ويقال: لا

تَفعلْذلك أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتى تَــحلِــق شعرها،

والمرأَةُ إِذا حلَــقت شعرها عند المصيبة حالِقةٌ وحَلْــقَى. ومثَلٌ للعرب:

لأُمّك الــحَلْــقُ ولعينك العُبْرُ.

والــحَلْــقَةُ: كلُّ شيءٍ استدار كــحَلْــقةِ الحديد والفِضّة والذهب، وكذلك

هو في الناس، والجمع حِلــاقٌ على الغالب، وحِلَــقٌ على النادر كهَضْبة

وهِضَب، والــحَلَــقُ عند سيبويه: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فَعْلة ليست مما

يكسَّر على فَعَلٍ، ونظير هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ وفَلَكٌ، وقد حكى

سيبويه في الــحَلْــقة فتح اللام وأَنكرها ابن السكيت وغيره، فعلى هذه

الحكاية حلَــقٌ جمع حلَــقة وليس حينئذ اسم جميع كما كان ذلك في حلَــق الذي هو اسم

جمع لــحَلْــقة، وإِن كان قد حكى حلَــقة بفتحها. وقال اللحياني: حَلْــقة الباب

وحلَــقته، بإِسكان اللام وفتحها، وقال كراع: حلْــقةُ القوم وحلَــقتهم، وحكى

الأُمَوِيُّ: حِلْــقة القوم، بالكسر، قال: وهي لغة بني الحرت بن كعب،

وجمع الــحِلْــقةِ حِلَــقٌ وحَلَــق وحِلــاقٌ، فأَما حِلَــقٌ فهو بابُه، وأَما

حَلَــقٌ فإِنه اسم لجمع حِلْــقة كما كان اسماً لجمع حَلْــقةٍ، وأَما حِلــاقٌ فنادر

لأَن فِعالاً ليس مما يغلب على جمع فِعْلة. الأَزهري: قال الليث

الــحَلْــقةُ، بالتخفِيف، من القوم، ومنهم من يقول حَلَــقة، وقال الأَصمعي: حَلْــقة

من الناس ومن حديد، والجمع حِلَــقٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ؛

وقال أَبو عبيد: أَختار في حلَــقة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم، وأَختار

في حلْــقة القوم الجزم ويجوز التثقيل؛ وقال أَبو العباس: أَختار في حلَــقة

الحديد وحلَــقة الناس التخفيف، ويجوز فيهما التثقيل، والجمع عنده حَلَــقٌ؛

وقال ابن السكيت: هي حلْــقة الباب وحلَــقة القوم، والجمع حِلَــق وحِلــاق.

وحكى يونس عن أَبي عمرو بن العلاء حلَــقة في الواحد، بالتحريك، والجمع حَلَــقٌ

وحَلَــقات؛ وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه وأَنشد:

مَهْلاً بَني رُومانَ، بعضَ وَعيدكم

وإِيّاكمُ والهُلْبَ منِّي عَضارِطا

أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَــقاتِكمْ،

عسَى أَن تَفُوزوا أَن تكونوا رَطائطا

قال ابن بري: يقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ والعقل فتَحامَقُوا

عسى أَن تفُوزوا؛ والهُلْبُ: جمع أَهْلَبَ، وهو الكثير شعر الأُنثيين،

والعِضْرِطُ: العِجانُ، ويقال: إِن الأَهلَبَ

العِضرِطِ لا يُطاق؛ وقد استعمل الفرزدق حَلَــقة في حلْــقةِ القوم قال:

يا أَيُّها الجالِسُ، وسْطَ الــحَلَــقهْ،

أَفي زِناً قُطِعْتَ أَمْ في سَرِقَهْ؟

وقال الراجز:

أُقْسِمُ بالله نُسْلِمُ الــحَلَــقهْ

ولا حُرَيْقاً، وأُخْتَه الحُرَقهْ

وقال آخر:

حَلَــفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالنـ

ـارِ وبالله نُسْلِمُ الــحَلَــقهْ

حتى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً،

ويَخْضِبَ القَيْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ

ابن الأَعرابي: هم كالــحَلَــقةِ المُفْرَغة لا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها؛

يضرب مثلاً للقوم إِذا كانوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة

لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فيهم ولا يَنال منهم. وفي الحديث: أَنه نَهى عن

الــحِلَــقِ قبل الصَّلاةِ ، وفي رواية: عن التَّــحَلُّــقِ؛ أَراد قبل صلاة

الجُمعة؛ الــحِلَــقُ، بكسر الحاء وفتح اللام: جمع الــحَلْــقة مثل قَصْعة وقِصَعٍ،

وهي الجماعة من الناس مستديرون كــحلْــقة الباب وغيرها. والتَّــحَلُّــق،

تفَعُّل منها: وهو أَن يتَعمَّدوا ذلك. وتَــحلَّــق القومُ: جلسوا حَلْــقة حَلْــقة.

وفي الحديث: لا تصلوا خَلْف النيِّام ولا المُتَــحَلِّــقين أَي الجُلوسِ

حِلَــقاً حِلَــقاً. وفي الحديث: الجالس وسْط الــحلَــقة ملعون لأَنه إِذا جلس

في وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فيُؤذيهم بذلك فيَسبُّونه ويلْعَنُونه، ؛

ومنه الحديث: لا حِمَى إِلا في ثلاث، وذكر حَلْــقة القوم أَي لهم أَن

يَحْمُوها حتى لا يَتَخَطَّاهم أَحَد ولا يَجلس في وسطها. وفي الحديث: نهى

عن حِلَــقِ الذهب؛ هي جمع حَلْــقةٍ وهي الخاتمُ بلا فَصّ؛ ومنه الحديث: من

أَحَبّ أَن يُــحَلِّــق جبينه حَلْــقة من نار فلْيُــحَلِّــقْه حَلْــقة من ذهب؛

ومنه حديث يأْجُوج ومأْجُوج: فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ

مِثْلُ

هذه وحَلَّــق بإِصْبَعِه الإِبْهام والتي تليها وعقَد عَشْراً أَي جعل

إِصْبَعيْه كالــحَلْــقة، وعَقْدُ العشرة: من مُواضَعات الحُسّاب، وهو أَن

يجعل رأْس إِصْبَعه السبابة في وسط إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالــحَلْــقة.

الجوهري: قال أَبو يوسف سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول: ليس في الكلام

حلَــقة، بالتحريك، إِلا في قولهم هؤلاء قوم حَلَــقةٌ للذين يَــحلِــقون الشعر، وفي

التهذيب: للذين يــحلــقونَ المِعْزى، جمع حالِقٍ. وأَما قول العرب:

التَقَتْ حلَــقتا البِطان، بغير حذف أَلف حلْــقتا لسكونها وسكون اللام، فإِنهم

جمعوا فيها بين ساكنين في الوصل غير مدغم أَحدهما في الآخر، وعلى هذا قراءة

نافع: مَحْيايْ ومَماتي، بسكون ياء مَحيايْ، ولكنها ملفوظ بها ممدودة

وهذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ؛ وممّا جاء فيه بغير حرف لين، وهو شاذٌّ

لا يقاس عليه، قوله:

رَخِّينَ أَذْيالَ الحِقِيِّ وارْتَعْنْ

مَشْيَ حَمِيّات كأَنْ لم يُفْزَعْنْ،

إِنْ يُمْنَعِ اليومِ نِساء تُمْنَعْنْ

قال الأَخفش: أَخبرني بعض من أَثق به أَنه سمع:

أَنا جَريرٌ كُنْيَتي أَبو عَمْرْ،

أَجُبُناً وغَيْرةً خَلْفَ السِّتْرْ

قال: وسمعت من العرب:

أَنا ابنُ ماوِيّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ

قال ابن سيده: قال ابن جني لهذا ضرب من القياس، وذلك أَنّ الساكن

الأَوّل وإن لم يكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة، كما أَن حرف اللين

إِذا تحرك جرى مَجرى الصحيح، فصحّ في نحو عِوَضٍ وحِولٍ، أَلا تراهما لم

تُقْلب الحركةُ فيهما كما قلبت في ريح ودِيمة لسكونها؟ وكذلك ما أُعِلّ

للكسرة قبله نحو مِيعاد ومِيقات، والضمة قبله نحو مُوسر ومُوقن إِذا تحرك صح

فقالوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ

ومَياقِينُ، فكما جرى المدّ مجرى الصحيح بحركته كذلك يجري الحرف الصحيح

مجرى حرف اللين لسكونه، أَوَلا ترى ما يَعرِض للصحيح إِذا سكن من

الإِدغام والقلب نحو من رأَيت ومن لقِيت وعنبر وامرأَة شَنْباء؟ فإِذا تحرك صح

فقالوا الشنَب والعبر وأَنا رأَيت وأَنا لقِيت، فكذلك أَيضاً تجري العين

من ارتعْن، والميم من أَبي عمْرو، والقاف من النقْر لسكونها مجرى حرف المد

فيجوز اجتماعها مع الساكن بعدها. وفي الرحم حَلْــقتانِ: إِحداهما التي

على فم الفرْج عند طرَفه، والأُخرى التي تنضمُّ على الماء وتنفتح للحيض،

وقيل: إِنما الأُخرى التي يُبالُ منها. وحَلَّــق القمرُ

وتــحلَّــق: صار حولَه دارةٌ. وضربوا بيوتهم حِلــاقاً أَي صفّاً واحداً حتى

كأَنها حَلْــقة. وحلَّــقَ

الطائرُ إِذا ارتفع في الهواء واسْتدارَ، وهو من ذلك؛ قال النابغة:

إِذا ما التَقَى الجَمْعانِ، حَلَّــقَ فوقَهمْ

عَصائبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائبِ

(* وفي ديوان النابغة: إِذا ما غَزَوا بالجيش، حلَّــق فوقهم

وقال غيره:

ولوْلا سُليْمانُ الأَمِيرُ لــحَلَّــقَتْ

به، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِب

وإِنما يريد حلَّــقت في الهَواء فذهبت به؛ وكذلك قوله أَنشده ثعلب:

فحَيَّتْ فحيَّاها، فهْبَّتْ فــحَلَّــقَتْ

مع النجْمِ رُؤْيا، في المَنامِ، كذُوبُ

وفي الحديث: نَهَى عن بيع المُــحلِّــقاتِ

أَي بيعِ الطير في الهواء. وروى أَنس بن مالك قال: كان النبي، صلى الله

عليه وسلم، يصلي العصر والشمسُ بيضاء مُــحَلِّــقةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي

فأَقول صلُّوا؛ قال شمر: مُــحلِّــقة أَي مرتفعة؛ قال: تــحلــيق الشمس من أَوَّل

النهار ارتفاعها من المَشرِق ومن آخر النهار انْحِدارُها. وقال شمر: لا

أَدري التــحلــيق إِلا الارتفاعَ في الهواء. يقال: حلَّــق النجمُ إِذا ارتفع،

وتَــحْلِــيقُ الطائرِ ارتفاعه في طَيَرانه، ومنه حلّــق الطائرُ في كَبِد

السماء إِذا ارتفع واستدار؛ قال ابن الزبير الأَسَدي في النجم:

رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ، وقد خَوَى

نَجْمٌ، وحَلَّــقَ في السماء نُجومُ

خَوى: غابَ؛ وقال ذو الرمة في الطائر:

ورَدْتُ احْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها،

على قِمّةِ الرأْسِ، ابنُ ماء مُــحَلِّــقُ

وفي حديث: فــحلَّــقَ ببصره إِلى السماء كما يُــحلِّــقُ

الطائر إِذا ارتفع في الهواء أَي رفَعه؛ ومنه الحالِقُ: الجبل المُنِيفُ

المُشْرِف.

والمُــحلَّــقُ: موضع حَلْــقِ الرأْسِ بِمنًى؛ وأَنشد:

كلاَّ ورَبِّ البيْتِ والمُــحلَّــقِ

والمُــحلِّــق، بكسر اللام: اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بني عامر

ممدوح الأَعشى؛ قال ابن سيده: المُــحلِّــق اسم رجل سمي بذلك لأَن فرسه عضَّته

في وجهه فتركَتْ به أَثراً على شكل الــحَلــقة؛ وإِياه عنى الأَعشى بقوله:

تُشَبُّ لِمَقْرورَيْنِ يَصْطَلِيانِها،

وباتَ على النارِ النَّدَى والمُــحَلِّــقُ

وقال أَيضاً:

تَرُوحَ على آلِ المُــحَلِّــقِ جَفْنةٌ،

كجابِيةِ الشيخِ العِراقِيِّ تَفْهَقُ

وأَما قول النابغة الجَعْدِي:

وذكَرْتَ من لبَنِ المُــحَلَّــق شَرْبَةً،

والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيدِ بَدادِ

فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنى ناقةً سمَتُها على شكل الــحَلْــقة وذكَّر

على إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع؛ هذا قول ابن سيده، وأَورد الجوهري هذا

البيت وقال: قال عَوْقُ بن الخَرِع يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ، وأَيده ابن

بري فقال: قاله يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حيث أَسَرَه بنو عامر في يوم

رَحْرَحان وفرَّ عنه؛ وقبل البيت:

هَلاَّ كَرَرْتَ على ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ،

والعامِرِيُّ يَقُودُه بصِفادِ

(* قوله «هلا كررت إلخ» أورد المؤلف هذا البيت في مادة صفد:

هلا مننت على أخيك معبد * والعامريّ يقوده أصفاد

والصواب ما هنا؛ والصفاد، بالكسر: حبل يوثق به.)

والمُــحَلَّــقُ

من الإِبل: المَوْسوم بــحلْــقة في فخذه أَو في أَصل أُذنه، ويقال للإِبل

المُــحَلَّــقة حلَــقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوي:

قد خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الــحَلَــقْ

من كلَ بالٍ وجْهُه بَلْيَ الخِرَقْ

يقول: خَرَّبوا أَنْضادَ بيوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الجوهري:

إِبل مُــحلَّــقة وسْمُها الــحَلَــقُ؛ ومنه قول أَبي وجْزة السعدي:

وذُو حَلَــقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بينها،

تَرُوحَ بأَخْطارٍ عِظامِ اللَّقائحِ

(* قوله «تقضي» أي تفصل وتميز، وضبطناه في مادة عذر بالبناء للمفعول).

ابن بري: العَواذِيرُ جمع عاذُور وهو وَسْم كالخَطّ، وواحد الأَخْطار

خِطْر وهي الإِبل الكثيرة، وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد.

والدُّرُوع تسمى حَلْــقةً؛ ابن سيده: الــحَلْــقَةُ اسم لجُملة السِّلاح

والدُّروع وما أَشبهها وإِنما ذلك لمكان الدروع، وغلبَّوا هذا النوع من

السلاح، أَعني الدروع، لشدَّة غَنائه، ويدُلك على أَن المراعاة في هذا إِنما

هي للدُّروع أَن النعمان قد سمَّى دُروعه حَلْــقة. وفي صلح خيبر: ولرسول

الله، صلى الله عليه وسلم، الصفْراء والبيْضاء والــحلْــقةُ؛ الــحلْــقةُ، بسكون

اللام: السلاحُ عامّاً، وقيل: هي الدروع خاصّة؛ ومنه الحديث: وإِن لنا

أَغْفالَ الأَرض والــحَلْــقَةَ. ابن سيده: الــحِلْــق الخاتم من الفضة بغير

فَصّ، والــحِلــق، بالكسر، خاتم المُلْك. ابن الأَعرابي: أُعْطِيَ فلان

الــحِلْــقَ أَي خاتمَ المُلك يكون في يده؛ قال:

وأُعْطِيَ مِنّا الــحِلْــقَ أَبيضُ ماجِدٌ

رَدِيفُ مُلوكٍ، ما تُغبُّ نَوافِلُهْ

وأَنشد الجوهري لجرير:

ففازَ، بِــحِلْــقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ.

فَتىً منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِيمُ

والــحِلْــقُ: المال الكثير. يقال: جاء فلان بالــحِلْــق والإِحْرافِ.

وناقة حالِقٌ: حافِل، والجمع حوَالِقُ

وحُلَّــقٌ. والحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأََنَّ اللبَن فيه

إِلى حَلْــقه. وقال أَبو عبيد: الحالق الضرع، ولم يُــحَلِّــه، وعندي أَنه

المُمْتلئ، والجمع كالجمع؛ قال الحطيئة يصف الإِبل بالغَزارة:

وإِن لم يكنْ إِلاَّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ

لها حُلَّــقٌ ضَرّاتُها، شَكِراتِ

حُلَّــقٌ: جمع حالِق، أَبدل ضراتُها من حُلَّــق وجعل شكرات خبر أَصبحت،

وشَكِرات: مُمتلِئة من اللبن؛ ورواه غيره:

إِذا لم يكن إِلا الأمالِيسُ رُوِّحَتْ،

مُــحَلّــقةً، ضَرّاتُها شَكِراتِ

وقال: مُــحلّــقة حُفَّلاً كثيرة اللبن، وكذلك حُلَّــق مُمتلئة. وقال النضر:

الحالق من الإِبل الشديدة الحَفْل العظيمة الضَّرّة، وقد حَلَــقَت

تــحْلِــقُ حَلْــقاً. قال الأَزهري: الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنيين

مُتضادَّين، والحالق: المرتفع المنضم إِلى البطن لقلة لبنه؛ ومنه قول

لبيد:حتى إِذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ،

لم يُبْلِه إِرْضاعُها وفِطامُها

(* في معلقة لبيد: يَئِستَ بدل يبست).

فالحالق هنا: الضَّرْعُ

المرتفع الذي قلَّ لبنه، وإِسْحاقُه دليل على هذا المعنى. والحالق

أَيضاً: الضرع الممتلئ وشاهده ما تقدَّم من بيت الحطيئة لأَن قوله في آخر

البيت شكرات يدل على كثرة اللبن. وقال الأَصمعي: أَصبحت ضرةُ الناقة حالقاً

إِذا قاربت المَلْء ولم تفعل. قال ابن سيده: حلَّــق اللبن ذهب، والحالق

التي ذهب لبنها؛ كلاهما عن كراع. وحلَــق الضرعُ: ذهب لبنه يَــحْلِــق حُلــوقاً،

فهو حالق، وحُلــوقُه ارتفاعه إِلى البطن وانضمامُه، وهو في قول آخر كثرة

لبنه. والحالق: الضامر. والحالقُ السريع الخفيف.

وحَلِــقَ قضيب الفرس والحمار يَــحْلَــق حَلَــقاً: احمرَّ وتقشَّر؛ قال أَبو

عبيد: قال ثور النَّمِرِي يكون ذلك من داء ليس له دَواء إِلا أَن يُخْصَى

فربما سلم وربما مات؛ قال:

خَصَيْتُكَ يا ابنَ حَمْزَةَ بالقَوافي،

كما يُخُصَى من الــحَلَــقِ الحِمارُ

قال الأَصمعي: يكون ذلك من كثرة السِّفاد. وحَلِــقَ الفرسُ

والحمار، بالكسر، إِذا سَفَد فأَصابه فَساد في قَضِيبه من تقشُّر أَوِ

احْمرار فيُداوَى بالخِصاء. قال ابن بري: الشعراء يجعلون الهِجاء

والغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول؛ ومنه قول جرير:

خُصِيَ الفَرَزْدَقُ، والخِصاءُ هَذَلَّةٌ،

يَرْجُو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ

قال ابن سيده: الــحُلــاقُ صفة سوء وهو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد

فتعُود حَرارتُه إِلى هنالك. والــحُلــاقُ في الأَتان: أَن لا تشبَع من

السِّفاد ولا تَعْلَقُ

مع ذلك، وهو منه، قال شمر: يقال أَتانٌ حَلَــقِيّةً إِذا تداولَتْها

الحُمْر فأَصابها داء في رحِمها.

وحلَــق الشيءَ يَــحْلِــقُه حَلْــقاً: قشَره، وحَلَّــقَتْ

عينُ البعير إِذا غارَتْ. وفي الحديث: مَن فَكَّ حَلْــقةً فكَّ الله عنه

حَلْــقة يوم القيامة؛ حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه من أَعْتق مملوكاً

كقوله تعالى: فَكّ رَقَبة. والحالِقُ: المَشْؤوم على قومه كأَنه

يَــحْلِــقهم أَي يَقْشِرُهم. وفي الحديث روي: دَبَّ إِليكم داء الأُمَمِ قبلكم

البَغْضاء، وهي الحالِقةُ أَي التي من شأْنها أَن تَــحْلــق أَي تُهْلِك

وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كما تَسْتأْصِل المُوسَى الشعر. وقال خالد بن جَنْبةَ:

الحالِقةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقولُ السيء. ويقال: وقَعَت

فيهم حالِقةٌ لا تدَعُ شيئاً إِلا أَهْلكَتْه. والحالِقةُ: السنة التي

تَــحلِــق كلّ شيء. والقوم يَــحلِــق بعضهم بعضاً إِذا قَتل بعضهم بعضاً.

والحالِقةُ: المَنِيّة، وتسمى حَلــاقِ. قال ابن سيده: وحَلــاقِ

مثل قَطامِ المنيّةُ، مَعدُولة عن الحالقةِ، لأَنها تَــحلِــق أَي

تَقْشِرُ؛ قال مُهَلْهل:

ما أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى،

قد أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلــاقِ

وبنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة؛ وأَنشد

الجوهري:

لَحِقَتْ حَلــاقِ بهم على أَكْسائهم،

ضَرْبَ الرِّقابِ، ولا يُهِمُّ المَغْنَمُ

قال ابن بري: البيت للأَخْزم بن قاربٍ الطائي، وقيل: هو للمُقْعَد بن

عَمرو؛ وأَكساؤهم: مآخِرُهم، الواحد كسْء وكُسْء، بالضم أَيضاً. وحَلــاقِ:

السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات، والحالُوق: الموت، لذلك. وفي حديث

عائشة: فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

فانْتَحَبَ الناسُ فــحلَّــق به أَبو بكر إِليّ وقال: تزوَّدِي منه واطْوِيه، أَي

رماه إِليّ.

والــحَلْــقُ: نَبات لورقه حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الواحدة

حَلْــقة. والحالقُ

من الكَرْم والشَّرْي ونحوه: ما التَوى منه وتعلَّق بالقُضْبان.

والمَحالِقُ والمَحاليقُ: ما تعلَّق بالقُضْبان. من تعاريش الكرم؛ قال الأَزهري:

كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالــحَلْــقة. والــحَلْــقُ: شجر ينبت نبات

الكَرْم يَرْتَقي في الشجر وله ورق شبيه بورق العنب حامض يُطبخ به اللحم، وله

عَناقيدُ صغار كعناقيد العنب البّري الذي يخضرّ ثم يَسودُّ فيكون مرّاً،

ويؤخذ ورقه ويطبخ ويجعل ماؤه في العُصْفُر فيكون أَجود له من حبّ

الرمان، واحدته حَلْــقة؛ هذه عن أَبي حنيفة.

ويومُ تَــحْلــاقِ

اللِّمَمِ: يومٌ لتَغْلِب على بكر بن وائل لأَن الــحَلْــقَ كان شِعارهم

يومئذ.

والــحَلــائقُ: موضع؛ قال أَبو الزبير التَّغْلَبيّ:

أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلي به،

وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الــحَلــائقِ

ويقال: قد أَكثرت من الحَوْلقة إِذا أَكثر من قول: لا حولَ

ولا قوّة إِلا بالله؛ قال ابن بري: أَنشد ابن الأَنباري شاهداً عليه:

فِداكَ من الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ

يُحَوْلِقُ، إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ

وفي الحديث ذكر الحَوْلَقةِ، هي لفظة مبنيّة من لا حول ولا قوة إِلا

بالله، كالبسملة من بسم الله، والحمدَلةِ من الحمد لله؛ قال ابن الأَثير:

هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف، وغيره يقول الحوْقلةُ، بتقديم

القاف على اللام، والمراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلى الله بطلب

المَعُونة منه على ما يُحاوِلُ من الأُمور وهي حَقِيقة العُبودِيّة؛ وروي عن

ابن مسعود أَنه قال: معناه لا حول عن معصية ا لله إِلا بعصمة الله، ولا

قوّة على طاعة الله إِلا بمعونته.

حلــق
الْــحلــقَة بتسكين اللَّام: السِّلَاح عَاما وَقيل: الدرْع خَاصَّة، وَفِي الصِّحَاح: الدروع وَفِي الْمُحكم اسْم لجملة السِّلَاح والدروع وَمَا أشبههَا وَإِنَّمَا ذَلِك لمَكَان الدروع وغلبوا هَذَا النَّوْع من السِّلَاح أَعنِي الدروع لشدَّة غنائه، وَيدل على أَن المراعاة فِي هَذَا إِنَّمَا هِيَ للدروع أَن النُّعْمَان قد سمى دروعه حَلــقَة. وَمن الحَدِيث إِنَّكُم أهل الْــحلــقَة والحصون، الْــحلــقَة الْكر أَي الْحَبل. وَالْــحَلــقَة من الْإِنَاء مَا بَقِي خَالِيا بعد أَن جعل فِيهِ شَيْء من الطَّعَام وَالشرَاب إِلَى نصفه فَمَا كَانَ فَوق النّصْف إِلَى أَعْلَاهُ فَهُوَ الْــحلــقَة قَالَه أَبُو زيد. وَقَالَ أَبُو مَالك الْــحلــقَة من الْحَوْض امتلاؤه أَو دونه قَالَ أَبُو زَيْد: وفَّيْتُ حَلْــقةَ الحوْضِ تَوْفِيَةً، والإِناء كَذلك، وَهُوَ مَجازٌ. والــحَلْــقةُ: سمَةٌ فِي الإِبِلِ مُدورة، شِبْهُ حَلْــقةِ البابِ. وَالْــحلــق مُحَرَّكَةً: الإِبلُ المَوْسومَةُ بهَا، كالمــحَلَّــقَةِ كمُعَظَّمَةِ، وأَنْشدَ الجَوهَرِيُ لأبِي وَجْزَةَ السعدِيَ:
(وَذُو حَلَــقٍ تَقْضي العَواذِيرُ بَيْنَها ... يَروح بأَخْطارٍ عِظام اللَّقائِح)
وقالَ عَوفُ بن الخَرِع يخاطبُ لّقِيطَ بن زرارةَ:
(وذكرتَ مِن لَبَنِ المــحَلَــقِ شَرْبَةً ... والخَيْلُ تَعدو فِي الصَّعِيدِ بَدادِ)
وأًنْشَدَه ابنُ سِيدَه للنابِغَةِ الْجَعْدِي: وَلَكِن ابنَ بَرِّيّ أَيَّدَ قولَ الجَوْهَرِيَ. وحَلْــقَةُ البابِ والقوْم بالفَتْح، وكَذا كُلّ شَيْء اسْتَدَارَ، كــحلْــقَةِ الحَدِيدِ والفِضَّةِ والذَّهبِ وَقد تُفْتَحُ لامُهُما حَكاه يُونس عَن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاءَ، كَمَا فِي الصِّحاح، وحَكاه سِيبوَيهِ أَيضاً، واخْتارَه أَبو عُبَيْدِ فِي الحَدِيدِ، كَمَا سيأْتِي قَرِيبا وَقد تُكْسَرُ أَي: حاؤُهُما، كَمَا فِي اللسانِ، وَفِي العبابِ تكسَرُ الّلامُ، نَقله الفَرّاءُ والأموي، وَقَالا: هِيَ لغَة لبَلْحارِثِ بنِ كَعب فِي الــحَلْــقَة والــحَلَــقَة. أَو لَيسَ فِي الكَلام الفَصِيح حَلَــقَةٌ محَرَّكَةً إلاّ فِي قَوْلِهم: هؤلاءَ قَوْم حَلَــقَةٌ، للَّذِينَ يَــحْلــقُونَ الشعرَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَــحْلــقونَ المِعْزَى جَمع حالِقٍ قالَ الجَوْهَرِي: قالَ أَبو يُوسُف: سَمِعتُ أَبا عَمرو الشَّيْبانيَّ، يَقول هكَذا. قالَ شيخُنا، وَقد جَزَم بِهِ أَكثرُ أَئِمةِ التحقِيق، وَعَلِيهِ اقْتَصَر التَبْرِيزِي فِي تَهْذيب إِصْلاح المنطَقِ، وجَماعَةٌ من شُرّاحِِ الفصِيحِ. أَو التَّحْرِيكُ لغَة ضعِيفَةٌ وقالَ ثَعلَب: كلُّهُم يُجِيزُه على ضَعْفه وَقَالَ)
اللحْيانِيُّ: حَلــقَة البابِ، وحَلَــقتَه، بإِسْكانِ اللَّام وفَتْحِها، وقالَ كُراع: حَلْــقَةُ القَوْم وحَلَــقَتهم، وقالَ اللَّيْثُ: الــحَلْــقة بالتَّخْفِيفِ من القَوْم، ومِنْهُم من يَقُول: حَلَــقةٌ، وقالَ أَبو عبَيْدٍ: أَخْتارُ فِي حَلــقَةِ الحَدِيدِ فتحَ الّلام، ويَجُوزُ الجَزْمُ، وأَخْتار فِي حَلْــقَةِ القَوْم الجزْمَ، ويَجُوز التثقيل، وَقَالَ أَبو العَبَّاس: وأَختارُ فِي حَلْــقَة الحَدِيدِ وحَلــقَةِ النّاسِ التَّخْفِيف، ويَجوز فِيهما التثْقِيلُ، وعِندَه ج: حَلَــقٌ مُحَرَّكَة وَهُوَ عَلَى غيرِ قِياسِ، قالَه الجَوْهَرِي، وَهُوَ عِنْد سيبَوَيْهِ اسْم للجَمْع، وَلَيْسَ بجَمْعٍ، لأَنَّ فَعْلَةَ لَيْسَتْ مِمَّا يكَسَّر على فَعَل، ونَظِيرُ هَذَا مَا حَكاهُ من قَوْلِهم: فَلْكَةٌّ وفَلَكٌ، وَقد حَكَى سِيبوَيْهِ فِي الــحَلْــقةِ فتحَ اللَّام، وأَنْكَرَها ابنُ السِّكِّيتِ وغيرُه، فعَلى هَذِه الحِكَاية حَلَــقٌ جَمْعُ حَلَــقَةٍ، وَلَيْسَ حينئَذٍ اسمَ جَمْع، كَمَا كانَ ذلِك فِي حَلَــق الّذِي هُوَ اسمُ جَمْعٍ لــحَلْــقَة، وَلم يَحْمِل سِيبَوَيْه حَلَــقاً إِلاّ عَلَى أَنّه جمْعُ حَلْــقَة، وإِن كانَ قد حَكَى حَلَــقَةً، بِفَتْحِهَا. قلتُ وَقد اسْتَعْمَلَ الفَرَزْدَقُ حَلَــقَة فِي حَلْــقَةِ القَوم، قَالَ: يَا أَيُّها الجاَلِسُ وَسْطَ الــحَلَــقَه أَفِي زِناً قُطِعتَ أَمْ فِي سَرِقَهْ وَقَالَ الرّاجِزُ: أُقْسِمُ باللهِ نُسْلِمُ الــحَلَــقَهْ وَلَا حرَيْقاً وأخْتَه الحُرَقَهْ وَقَالَ آخَرُ:
(حَلَــفْتُ بالملْح والرَّمادِ وبالنّ ... ارِ وباللهِ نُسْلِمُ الــحَلَــقَهْ)

(حَتَّى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً ... ويَخْضبُ القَيْل عُرْوَةَ الدَّرَقَهْ)
وقالَ الأَصمَعِي: حَلْــقَةٌ من النّاس، وَمن الحَدِيد، وَالْجمع: حلَــق كبِدَرٍ فِي بَدْرَة، وقصع فِي قَصْعَة، وعَلَى قَوْلِ الأمَوِيِّ والفَرّاءَ: جمع حِلْــقَة بالكسرِ، على بابِه وحالَقاتٌ، مُحَرَّكَةً حَكَاهُ يُونُسُ عَن أَبِى عَمْرو، هُوَ جَمْعُ حَلَــقَة مُحَرَّكَةً، وكذلِكَ حَلَــقٌ، وأَنشدَ ثَعْلَبٌ:
(أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتمُ حَلَــقاتِكُم ... عَسَى أَن تَفُوزُوا أَن تَكُونوا رَطائِطَا)
وتقَّدَم تفسيرُه فِي: ر ط ط وَفِي الحَدِيثِ: نَهَى عَن الــحِلَــقِ قَبْلَ الصَّلاةِ وَفِي رِوايَةٍ: عَن التَّــحَلُّــقِ هِيَ: الجَماعَةُ من الناسِ مُسْتَدِيرِين كــحَلْــقَةِ البابِ وغَيْرِها، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الجالِسُ وَسَطَ الــحَلْــقَةِ مَلْعُونٌ وَفِي آخر نَهَى عَن حَلَــقِ الذَّهَبِ وتُكْسَرُ الحاءُ فحِينَئذٍ يَكُون جَمْعَ حِلْــقَة، بالكسرِ.)
وقالَ أَهْلُ التَّشريح للرَّحِمِ حَلْــقَتانِ: حَلْــقَةٌ على فَم الفَرْجِ عِنْد طَرَفِه، والــحَلْــقَةُ الأخرَى تَنْضمّ على الماءِ وتَنْفَتِحُ للحَيْضِ وقِيلَ: إِنَّما الأخرَى الَّتِي يُبالُ مِنْهَا، يُقالُ: وَقَعَت النُّطْفَةُ فِي حَلْــقَةِ الرَّحِم، أَي: بابِها، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقالُ: انْتَزَعْتُ حَلْــقَتَهُ كأَنّه يُريدُ سَبَقْتُه. وقَوْلُهم للصَّبِيِّ المَحْبوبِ إِذا تَجَشَّأَ: حَلْــقَةً وكَبْرَة، وشَحْمَةً فِي السُّرَّة أَي: حُلِــقَ رَأْسُكَ حَلْــقَةً بعدَ حَلْــقَةِ حَتّى تَكْبَرَ، نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً، وَفِي الأَساسِ: أَي: بَقِيتَ حَتَّى يُــحْلَــقَ رَأْسُكَ وتَكْبَرَ. وحَلَــقَ رَأسَه يَــحْلِــقُه حَلْــقاً، وتَــحْلــاقاً بفَتْحِهما: أزالَ شَعْرَه عَنهُ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيّ على الــحَلْــقِ. كــحَلَّــقَه تَــحلــيقاً، وَفِي الصِّحَاح: حلَّــقوا رُؤوسَهُمْ، شُدِّدَ للكَثْرَة، وَفِي العُباب: التَّــحْلِــيقُ مُبالَغَةُ الــحَلْــقِ، قالَ الله تَعالَى: مُــحَلِّــقِينَ رؤُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ. وَفِي المُحْكَم: الــحَلْــق فِي الشَّعَرِ من النّاسِ والمَعزِ، كالجَزِّ فِي الصُّوفِ، حَلَــقَه حَلْــقاً، فَهُوَ حالِقٌ وحلــاّقٌ، وحَلــقهُ واحْتَلَقَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيَ: فابْعَثْ عليهِم سَنَة قاشُورَة تَّحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النّورَهْ وَيُقَال: رَأسٌ جَيَدُ الــحِلــاقِ، ككِتابٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ. ونُقِل عَن أَبِي زَيْدٍ: عَنْز مَخلُوقَةٌ، وشَعَر حَلِــيق، ولحْيَة حَلِــيق وَلَا يقالُ: حَلِــيقَة وقالَ ابنُ سِيده: رَأس حلِــيقٌ، أَي: مَــحْلــوق، قَالَت الخَنْساء:
(ولكِني رأَيْتُ الصبْرَ خَيْراً ... من النَّعلَيْن، والرأسِ الــحَلِــيقِ)
وحلَــقَهُ كنَصَره. ضربه فأصابٌ حَلْــقَه وكذلِكَ: رَأسَهُ، وعَضدَه، وصَدَرَه، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمن المَجازِ: حَلَــقَ الحَوْضَ: إِذا مَلأه فوَصَلَ بهِ إِلى حَلــقه، كأَــحْلَــقَه. نَقله الصّاغانِيُّ: وحَلَــقَ الشَّيْء: قَدره كخلَقَه، بالخاءَ المعجَمة، نَقله الصاغانِي. وَمن الْمجَاز: أَخَذوا فِي حلــوقِ الأَرضِ وكذلِك الطُّوق: مَضايِقها وَهُوَ عَلَى التَّشبِيهَ أَيضاً. ويَوْمُ تَــحلــاقِ اللمَمَ كانَ لتَغلب عَلى بكرِ بن وائِل لأَنَّ شعارَهم كَانَ الــحَلــقَ يومَئذِ، نَقله الْجَوْهَرِي. وَفِي الحَديثِ: دَبَّ إِلَيكُم دَاء الأمَم قَبْلَكُمْ: الْبغضَاء والحالقة قالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ: هِيَ قَطيعَةُ الرحِم والتَّظالمُ، والفولُ السَّيئ، وَهُوَ مجَاز، وقالَ غيرُه: هِيَ الَّتِي من شَأْنهَا أنْ تــحلــق، أَي: تهْلِكَ وتَستَأْصِلَ الدينَ، كَمَا يَستّأصِل الموسَى الشَعَرَ.
ولَعَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ من النِّساءَ الحالقَةَ، والخارقَةَ، والسّالِقَةَ فالحالقَةُ: الَّتِي تــحْلــقٌ شَعرَها فِي المُصِيبَةِ وقِيلَ: أَرادَ الَّتِي تَــحْلِــقُ وَجهَها للزِّينَةِ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: ليسَ مِنّا من سلَق، أَو حَلَــق، أَو خَرَقَ. وَمن المَجازِ: الحالِقُ: الضَّرْع المُمتَلِئ وكأَنَ اللبَنَ فِيهِ إِلَى حَلْــقِه، وَمِنْه قولُ لَبِيد رَضِي اللهُ عَنهُ يَصف مَهاةً:)
(حَتّى إِذا يَبِسَتْ وأَستحَقَ حالِق ... لم يُبْلِهِ إِرْضاعُها وفِطامُها)
قالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الحالِق: الضَّرع المُرْتَفِع الَّذِي قلَّ لَبَنه، وأَنْشدَ هَذَا البَيْتَ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ، والجمعُ: حلَّــق، وحَوالقُ، وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحالِقُ: الضرْعُ، وَلم يــحَلِّــه، قالَ ابنُ سيدَه: وعِندي أَنَّه الممْتَلِئ، وَفِي التَهْذِيب: الحالِقُ، من نَعْتِ الضُّروع جاءَ بمَعْنَيَينِ مَتَضاديْنِ، فالحالِقُ: المرتفِعُ المنْضَمُّ الَّذِي قَلَّ لبَنه، وإِسْحاقُه دَلِيل على هَذَا المَعنَى، والحالِقُ أَيضاً: الضَّرْع المُمْتَلئ ودَلِيلُه قَول الحطَيْئَةِ يصف الإِبِلَ بالغَزارَةِ:
(وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاّ الأمالِيسُ أَصبَحَتْ ... لَها حُلَّــق ضَرّاتُها شَكِراتِ)
لأَن قولَه: شَكِراتٌ يَدُلُّ على كَثْرةِ اللَبَنِ، فانْظُر هَذَا مَعَ مَا نَقَلهُ الصاغانِي، وَلم يُفْصِح المُصَنِّف بالضدِّيّةِ، وَهُوَ قصُور مِنْهُ مَعَ تَأَمّل فِي سياقِه. وَقَالَ الأصمَعِي: أَصبحت ضَرَّةُ الناقَةِ حالِقاً: إِذا قارَبت المَلء وَلم تَفْعَلْ، ونَقَلَ ابنُ سِيدَه عَن كُراع: الحالِقُ: الَّتِي ذَهَبَ لبَنها، وحَلَــقَ الضَّرعُ يَــحْلِــقُ حُلُــوقاً فَهُوَ حالِقٌ، وحُلُــوقُه: ارْتِفاعُه إِلى البَطْنِ وانْضِمامُه، قالَ: وَهُوَ فِي قَول آخَر: كثرَة لَبَنِه. قلتُ: فَفِيهِ إشارَة إِلى الضِّدِّيَّة. والحالقُ: من الكَرْمَ والشَّرْىِ ونَحْوِه: مَا الْتَوَى مِنْهُ وتَعَلَّقَ بالقُضْبانِ قالَ الأزهرِيُّ: مَأْخُوذٌ من اسْتِدارَتِه كالــحَلْــقَةِ. وَمن المَجازِ: الحالِقُ: الجَبَلُ المُرْتفعُ المُنِيفُ المُشْرِفُ، وَلَا يَكُونُ إلاَّ مَعَ عَدَم نَباتٍ، ويُقالُ: جاءَ من حالِقٍ، أَي: مِنْ مَكانٍ مُشْرِفٍ، وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فهَمَمْتُ أَن أَطْرَح نَفْسي من حالِقٍ أَي: من جَبَلٍ عالِ، وأَنشدَ اللَّيْثُ:
(فخَرَّ مِنْ وَجْأتِه مَيِّتاً ... كأنَّما دُهْدِهَ مِنْ حالِقِ)
وَقيل: جَبَل حالِقٌ: لَا نَبات فِيهِ، كأَنّه حُلِــقَ، وَهُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفْعُول، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ من تَــحْلــيقِ الطّائِرِ، أَو من البُلُوغ إِلَى حَلْــقِ الجَوِّ. وَمن المجازِ: الحالِقُ: المَشْؤومُ على قَوْم، كأَنَّه يَــحْلِــقُهم، أَي: يَقْشِرُهم كالحالِقةِ هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي العُبابِ والتكْمِلَة: كالحالُوقَةِ، وَهُوَ الصَّواب.
وقالَ ابنُ الأَعرابِي: الــحَلْــقُ: الشُّؤْمُ وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه قَوْلهم فِي الدُّعاء: عَقْراً حَلْــقاً. والــحَلْــق: مساغٌ الطَّعام والشَّرابِ فِي المَرِئ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ مَخْرَجُ النَّفَسِ من الــحُلْــقُوم ومَوْضِعُ الذَّبْح. وقالَ أَبو زَيْدٍ: الــحَلْــق: موضِع الغَلْصَمَة، والمَذْبَحَ. والــحُلْــقُوم: فعْلومٌ عِنْد الخَليلِ، وفعْلُول عندَ غيرِه، وسيَأْتي ذكره. قَالَ أبُو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَنِي أَعْرابِي من السَّراةِ أَن الــحَلْــقَ: شَجَر كالكَرْم يرتَقِي فِي الشَّجَرِ، وَله وَرَقٌ كوَرَقِ العِنَبِ حامِضٌ يطْبخ بِهِ اللَّحْمُ، وَلهعَناقِيدُ صِغارٌ كعَناقِيدِ العِنَب البَريِّ يَحْمَرُّ، ثمَّ يَسْوَد فيكونُ مُراً، ويُؤْخَذ وَرَقُه فيُطْبَخُ، ويُجْعَلُ ماؤُه فِي العُصْفُرِ فيَكُونُ) أَجْوَدَ لَهُ مِنْ ماءَ حَبِّ الرُّمّانِ ومَنابِتُه جَلَدُ الأَرْضِ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضَةٌ، يُخلَطُ بالوَسْمَةِ للخِضابِ، الواحِدَةُ حَلْــقَةٌ، أَو تُجْمَعُ عِيدانُها وتُلْقَى فِي تَنورٍ سَكَن نارُه، فتَصِيرُ قِطَعاً سُوداً، كالكَشْكِ البابِليِّ، حامِضٌ جِدّاً، يَقْمَعُ الصَّفْراءَ، ويُسَكًّنُ اللَّهِيبَ. وقالَ ابنُ عَبّادِ: سَيْفٌ حالُوقَةٌ: ماضٍ، وَكَذَا رَجلٌ حَالُوقَةٌ: إِذا كَانَ ماضِياً، وَهُوَ مجازٌ. وحَلِــقَ الفَرَسُ والحِمارُ، كفَرِحَ يَــحْلَــقُ حَلَــقاً، بالتَّحْرِيكِ: إِذا سَفَدَ فأَصابَهُ فَسادٌ فِي قَضِيبِه من تَقَشُّرٍ واحْمِرارٍ فيُداوَى بالخِصاء، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، قالَ ثَوْر النّمَرِي: يكونُ ذَلِك من داءِ ليسَ لَهُ دَواءٌ إِلا أَنْ يُخْصَى، فرُبّما سَلِم، ورُبّما ماتَ، قَالَ:
(خَصَيْتُكَ يَا ابْنَ جَمْرَةَ بالقَوافِي ... كَمَا يُخْصَى مِنَ الــحَلَــقِ الحِمارُ)
وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: يكون ذلِكَ من كَثْرَةِ السِّفادِ، قالَ ابنُ بَرَيّ: الشُّعَراءُ يَجْعَلُونَ الهِجاءَ والغَلَبَة خِصاءً، كأَنَّه خَرَج من الفُحُولِ. وقالَ شمر: أتانٌ حَلَــقِيَّةٌ، مُحَرَّكَةً: إِذا تَداوَلَتْها الحُمُرُ حَتّى أَصابَها داءٌ فِي رَحِمِها. وقالَ ابنُ درَيْد: الحَوْلَقُ كجَوْهَرٍ: وَجَعٌ فِي حَلْــقِ الإِنسانِ وليسَ بثَبَتٍ.
قالَ والحَوْلَقُ أَيضاً: الدّاهِيَةُ، كالحَيْلَقِ كحَيْدَرٍ، وَهُوَ مجازٌ. قالَ: وحَوْلَقٌ أَيْضا: اسمُ رَجلٍ. قالَ: ومَثَلٌ للعَرَبِ: لأمِّكَ الــحُلــقُ بالضَّمِّ وَهُوَ الثكْل كَمَا يَقُولُونَ: لعَيْنَيكَ العُبرُ، وَفِي الأَساس أَي: حَلْــقُ الرأسَ. والــحِلْــقُ بالكَسرِ: خاتَمُ المَلِكِ الَّذِي يَكُونُ فِي يَدِه، عَن ابْنِ الأَعرابِيِّ، وأَنشدَ:
(وأعْطى مِنّا الــحِلْــقَ أَبيَضُ ماجِدٌ ... رَدِيفُ مُلوكٍ مَا تغِبّ نوافِلُهْ)
وأَنشدَ الجَوْهرِي لجَريرٍ:
(ففاز بــحِلــقِ المُنْذرِ بنِ مُحَرِّقٍ ... فَتى منهمُ رَخْوُ النِّجادِ كَرِيمُ)
أَو الــحِلْــقُ: خاتَمٌ من فِضَّةٍ بِلَا فَص نَقَلَه ابنُ سِيدَه. والــحِلــق: المَال الكَثِير يُقَال: جاءَ فُلانٌ.
بالــحِلــقِ والإِحْرافِ لِأَنَّهُ يَــحْلِــقُ النَّباتَ، كَمَا يَــحْلِــقُ الشَّعَرَ وَهُوَ مَجازٌ. والمــحْلَــقُ كمنبَرٍ: المُوسَى لأَنّه آلةُ الــحَلْــقِ. وَمن المَجازِ: المِــحْلَــقُ: الخشِن من الأكْسِيَةِ جِداً، كأنّه لخُشونتِه يَــحْلِــقُ الشَّعَر وأنشَدَ الجَوهرِي للراجِز، وَهُوَ عُمارَ بنُ طارِق، يصِف إبِلا تَرِدُ الماءَ فتَشْرَبُ: يَنْفُضْن بالمشافِرِ الهَدالِق نفضكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ وَمن المَجازِ: سُقوّا بكأسِ حَلــاقِ كقطام وَعَلِيهِ اقتَصر الجَوْهَرِيُّ، وبُنِيَت على الكَسْرِ لأَنَّه حَصَلَ فِيهَا العَدْلُ والتأنِيث والصِّفةُ الغالِبَةُ، وَهِي مَعْدولَةٌ عَن حالقَةٍ وجَوّزَ ابنُ عَبّادِ حَلــاقٍ بالتَّنوينِ،) مِثْل سَحاب ووقَعَ فِي التَّكْملَة مثل كِتاب أَي: المَنِيَّة الحالِقَةُ، أَي: القاشِرة، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(لَحِقَت حَلــاقِ بِهِم عَلَى أكسائِهِم ... ضَرْبَ الرِّقابِ وَلَا يهِم المَغنَم) قالَ ابْن بَرِّيّ: البَيْتُ للأَخْزَم بنِ قارِبٍ الطّائي، وقِيلَ: هُوَ للمُقْعَدَِ بنِ عَمْرو، وَعَلِيهِ اقتَصَر الصّاغانِيُّ، وأَنشَدَ ابْن سِيدَه للمهلْهِلٍ:
(مَا أُرَجِّى بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى ... قَدْ أُراهُم سُقُوا بكَأْسِ حَلــاقِ)
وحُلــاقةُ المِعْزَى، بالضَّمِّ: مَا حُلِــقَ من شَعرِه نَقله الجَوهَرِي. قالَ: والــحلــاقُ كغراب: وَجَعُ الــحَلْــقِ. وَفِي المُحْكَم: الــحُلــاقُ: أَن لَا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ، وَلَا تَعْلَقَ على ذلِكَ أَي: مَعَ ذَلِك وكذَا المَرْأَةُ قالَ ابنُ سِيدَه: الــحُلــاقُ: صِفَةُ سَوْء، كأَنَّ مَتاعَ الإِنسانِ يفْسُدُ، فتعُودُ حَرارَتُه إِلى هُنالكَ وَقد اسْتــحْلَــقَت الأتانُ والمرْأَةُ. والــحُلْــقانُ بالضَّمِّ، والمُــحَلْــقِنُ نَقَلَهما الجَوْهرِيُّ والمُــحَلِّــقُ كمُحَدِّثِ، وهذِه عَن أَبي حَنِيفَةَ: البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ وإِذا بَدَا من قِبَل ذَنَبِه فتُذْنُوب، وإِذا بَلَغَ نِصْفَه فَهُوَ مُجَزع، وَفِي حَدِيثِ بَكّارٍ: أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ عَلَى قَوْم وهُمْ يَأكُلونَ رُطَباً حُلْــقانيّاً، وثَعْداً، وهم يَضْحَكُون، فَقَالَ: لَو عَلِمْتُم مَا أَعْلَمُ لضَحِكْتُم قَلِيلاً، ولبَكَيْتُم كَثِيراً الواحِدَة بهاءِ قالَ ابنُ سِيدَه: بُسْرَةٌ حُلْــقانَةٌ: بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْــقَها، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَلغ الإِرْطابُ حَلْــقَها قَرِيباً من الثُّفْرُوق من أَسْفَلِها. وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ حَلَّــقَ البُسْرُ تَــحْلِــيقاً وَهِي الحَوالِيقُ، بثَباتِ الياءَ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا البناءُ عِنْدِي على النَّسَبِ، إِذْ لَو كانَ على الفِعْلِ لقالَ: مَحالِيقُ، وأَيْضاً فإِنِّي لَا أَدْرِي مَا وَجْهُ ثَباتِ الياءَ فِي حَوالِيقَ. وَفِي الحَدِيثِ: قالَ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَي حِينَ قِيلَ لَهُ يوْمَ النقرِ: إِنّها نَفِسَتْ، أَو حاضَت فقالَ: عقراً حَلْــقاً مَا أُراها إِلا حابِسَتَنَا قالَ الأَزْهَرِيُّ: عقراً حَلْــقاً بالتَّنْوِينِ علَى أَنَّهُ مصدَرُ فِعْلٍ مَتْرُوكِ اللَّفْظِ، تقديرُه: عَقَرَها اللهُ عَقْراً، وحَلَــقَها اللهُ حَلْــقاً وتَرْكهُ قَلِيل بل غيرُ مَعْرُوفِ فِي اللُّغَةِ أَو هُوَ من لَحْنِ المُحدِّثِينَ وَفِي التَّهْذِيب: وأصحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ: عقْرَى حَلْــقى، بوَزْنِ غَضْبىَ، حَيْثُ هُوَ جارٍ عَلَى المُؤَنَّثِ والمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ التَّنْوِينُ، ومَعْنى هَذَا أَنَّه دَعى عَلَيْهَا أَنْ تَئَيمَ مِنْ بَعْلِها، فتَــحْلِــقَ شَعْرَها، وقِيلَ: مَعناه: أَصابَها الله تَعالَى بوَجَع فِي حَلْــقِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وليسَ بقَويّ. وقالَ ابنُ سيدَه: قِيل: مَعْنَاهُ أَنّها مَشْؤُومَة، وَلَا أُحقها، وقالَ الأَزْهَرِيّ: حَلْــقَى عَقْرَى: مَشْؤومَةٌ مُؤْذِيَة، وقالَ أَبو نَصْرٍ: يُقالُ عِنْدَ الأَمْرِ تَعْجَبُ مِنْهُ: خَمْشَى عَقْرَى حلــقى، كأَنَّه من الخَمْشِ والعَقر والــحَلْــقِ، وأَنشد:)
(أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحلْــقَى ... لِما لاقَتْ سلامانُ بنُ غنم)
هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، والمَعْنىَ: قَوْمِي أُولُو نساءَ قد عَقَرنَ وجُوُهَهُن فخَدَشْنَها، وحَلَــقْنَ شُعُورَهُن، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَقد رَوَى هَذَا البَيْتَ ابنُ القَطّاع هَكَذَا، وكَذَا الهَرَوىُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وَالَّذِي رَواهُ ابنُ السكًّيتِ. أَلا قُومِى إِلى عقرَى وحَلْــقَى وفسَّرَهُ ابنُ جِنِّي فَقَالَ: قولُهم: عَقْرَى وحَلْــقَى الأَصْلُ فِيهِ أَنَّ المَرْأَةَ كَانَت إِذا أصِيبَ لَهَا كَرِيمٌ حَلَــقَتْ رَأسها، وَأَخَذَتْ نَعْليْنِ تَضْرِبُ بهما رأسَها، وتَعْقرُهُ، وعَلى ذلِك قولُ الخَنْساءَ:
(ولكِنّي رأَيتُ الصَّبْرَ خيرا ... من النَّعْلَيْنِ والرَّأْس الــحَلــيق)
يُرِيدُ أنَّ قَوْمِي هؤُلاءَ قد بَلَغ بهم من الَبلاءِ مَا يبلغ بالمَرْأَةِ المَعْقُورَةِ المَــحْلُــوقَةِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهم صارُوا إِلى حَال النِّساءَ المَعْقُوراتِ المَــحْلُــوقاتِ، وَقَالَ شَمِر: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ: عَقْراً حَلْــقاً فقُلْتُ لَهُ: لم أَسْمَعْ هَذَا إِلا عَقْرَى حَلْــقَى، فَقَالَ: لكِنِّي لم أَسْمَعْ فَعْلَى على الدُّعاءَ، قَالَ شَمِرٌ: فقلتُ لَهُ: قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِنَّ صِبْيانَ البادِيَةِ يَلْعَبُون ويَقُولُون: مِطِّيرَى، على فِعِّيلَى، وَهُوَ أَثقلُ من حَلْــقَى، قَالَ: فَصَيَّرَه فِي كِتابِه على وَجْهيْنِ: مُنَوَّناً، وغَيْرَ مُنَوَّنٍ. وتَــحْلِــيقُ الطّائِرِ: ارْتِفاعُه فِي طَيَرانِه واسْتِدارَتُه فِي الهَواءَ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ مَاء وَرَدَهُ:
(وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيّا كأَنَّه ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابنُ ماءَ مُــحَلِّــقُ)
وقالَ النّابِغَةُ الذُّبْيانِيّ:
(إِذا مَا غَزَوْا بالجَيْشِ حَلَّــقَ فَوْقَهُم ... عَصائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بعَصائِبِ)
وقالَ ابنُ دُرَيْد: حَلَّــقَ ضَرْع النّاقَةِ تَــحْلِــيقاً: إِذا ارْتفع لَبَنُها إِلى بَطْنِها. وقالَ ابنُ سِيدَه: حَلَّــقَ اللَّبَنُ: ذَهَبَ. وقالَ أَبو عَمْرو: حَلَّــقَتْ عيُونُ الإِبِلِ: إِذا غارَتْ وَهُوَ مَجازٌ. وحَلَّــقَ القَمَرُ: صارَتْ حَوْلَه دَوّارَة أَي: دارة كتَــحَلَّــقَ. وحَلَّــقَ النَّجْمُ: ارْتَفع ورَوَى أَنَس رضِي اللهُ عَنهُ: كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ يُصَلى العَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضاءُ مُــحَلِّــقَةٌ قَالَ شَمِر: أَي: مُرْتَفِعَةٌ، وَقَالَ غَيْرُه: تَــحْلِــيقُ الشَّمْسِ من أَوَّلِ النَّهارِ: ارْتِفاعُها من المَشْرِق، وَمن آخِرِ النَّهار: انْحِدارُها، وَقَالَ شَمِر: لَا أَدْرِي التَّــحْلِــيقَ إِلاّ الارْتِفاعَ، قَالَ ابنُ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ فِي النَّجْمَ:
(رُبَ مَنْهَلٍ طاوٍ وَرَدْتُ وَقد خَوَى ... نَجْم وحَلَّــقَ فِي السَّماءَ نُجُومُ)
خَوَى، أَي: غابَ. وحَلَّــقَ بالشَّيءَ إِليه: رَمَى وَمِنْه الحَدِيثُ: فبَعَثَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا) إِليهِم بقَمِيصِ رَسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم فانْتَحَبَ النّاس، فــحَلَّــقَ بِهِ أَبُو بَكرٍ رَضِي الله عَنْه إِلي، وَقَالَ: تَزَوَّدِي بِهِ، واطْوِهِ. وقالَ ابنَ عَبّاد: يُقال: شَرِبتُ صُواجاً فــحَلَّــقَ بِي، أَي: نَفخ بَطْني وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ الليْثُ: المُــحَلَّــقُ، كمُعَظَّمٍ: موضِعُ حَلْــقِ الرَّأْسِ بمنى وأَنْشدَ: كَلاّ ورَبَ البَيْتِ والمُــحَلَّــق وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(بمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كنْتُما بهِ ... وزَمزمَ والمَسْعَى، وعندَ المُــحلَّــقِ)
والمُــحَلَّــقُ: لقبُ عَبْدِ العُزَّى ابنِ حنْتَمِ بنِ شدّادِ بن رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُبَيْدِ بنِ كِلابٍ العامري وضَبَله صاحِبُ اللِّسانِ كمحَدث لأَنَّ حِصاناً لَهُ عَضَّه فِي خَدِّه وكانَت العَضَّةُ كالــحَلْــقَة هَذَا قولُ أَبي عُبيدَة أَو أصابَه سهم غَرب فكوى بــحلْــقة مِقْراضِ، فبَقِي أَثَرها فِي وَجْهِه، قَالَ الأَعْشى:
(تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصطلِيانِها ... وباتَ على النّارِ النَّدَى والمُــحلــق)
والمــحلــق بِكَسْر اللَّام الْإِنَاء دون الملء وَأنْشد أَبُو مَالك:. . فَوافِ كيلها ومُــحَلِّــق وحَلَّــقَ مَاء الحَوْضِ: إِذا قل وذَهبَ، قَالَ الفرَزْدَقُ:
(أُحاذِرُ أَنْ أدعى وحَوْضى مُــحَلِّــق ... إِذا كانٌ يَوْمُ الورْدِ يَوْمَ خصامَ)
وقالَ ابْن عَبّاد: المــحَلِّــقُ: الرُّطَبُ نَضِجَ بعضُه وَلم يَنْضَجْ بعض، وَهَذَا قد تَقَدَّم عِنْد ذِكر الــحُلْــقان. والمُــحَلِّــقُ من الشِّياهِ: المهْزولَة عَن ابنِ عَبّادِ. والمــحلــقة، كمُعَظَّمة: فرس عبَيْدِ اللهِ بنِ الحُرِّ الجُعْنفيِّ. وتَــحَلَّــقوا: إِذا جَلَسُوا حَلْــقَةً حَلْــقَةً مِنْهُ الحَدِيثُ: نهى عَن التــحلّــق قَبْلَ الصَّلاةِ وَقد تَقَدم، وَهُوَ تَفعل من الــحلْــقة. وَيُقَال: ضَرَبُوا بَيتهمْ حِلــاقاً، ككتاب أَي: صفا واحِداً حَتَّى كأَنَّها حَلْــقَةٌ، والــحِلــاقُ هُنَا: جَمْعُ الْــحلــقَة بِالْفَتْح على الغالِبِ، أَو جمع حِلــقةٍ بالكسرِ، على النَّادِر.
وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: حَلــق التَمْرَةِ والبُسْرَةِ: مُنْتَهى ثُلُثيها، كأَن ذَلِك مَوْضِع الــحَلْــقِ مِنْهَا. وجَمع حَلْــقِ الرَجُلِ: أَــحلــاقٌ فِي الْقَلِيل، وحلــوق وَــحلــق فِي الكثيرِ، والأَخِيرةُ عَزِيزَةٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِن الَّذين يسوغ فِي أحلــاقِهم ... زادٌ يمرُّ عليهِمُ لَلِئام)
وأَنشدَه المبَرَدُ: فِي أَعْناقِهم فرَدَّ ذلِكَ عَلَيْهِ عَليّ بنُ حمْزَةَ: وأَنشَد الفارِسِيُّ. حَتى إِذا ابْتَلَّتْ حَلــاقِيمُ الــحُلُــقْ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ: حَلَــقَ الرَجُلُ كضرَبَ: إِذا أَوْجَعَ، وحلِــقَ، كفرِحَ: إِذا وَجِعَ، وَقَالَ غَيْرُه: شَكَى حَلْــقَه. وحلــوق الآنيةِ والحِياضِ: مجارِيها والــحُلُــق بضَمَّتَيْنِ: الأهوِيَةُ بَين السَّمَاء والأَرْضِ، واحِدها حالِقٌ. وفَلاةٌ مُــحَلِّــقٌ، كمُحَدِّث: لَا ماءَ بِها، قَالَ الزَّفَيانُ: ودُونَ مَرْآها فَلاةٌ خَيفَق نائِى المِياهِ ناضِبٌ مُــحَلّــقُ وهوَى من حالِقٍ: هَلَكَ، وَهُوَ مَجازٌ. وجَمعُ المُــحلِّــقِ من البُسرِ: مَحالِيقُ. والــحلــاقُ، بالكَسْرِ: جمحُ حلِــيق، للشَّعرِ المَــحْلــوق، وجَمْع حَلــقَةِ القَوْم أَيضاً. وكَشّدادِ: الحالِقُ. والــحَلَــقَةُ، محرَّكَةً: الضرُوعُ المُرْتَفِعةُ، جمعُ حالِقٍ، يُقال: ضَرْع حالِقٌ: إِذا كَانَ ضَخْماً يَــحْلِــقُ شَعرَ الفَخِذَيْنِ من ضِخَمه. وقالُوا: بَيْنَهُمِ احْلِــقي وقومِي أَي: بَيْنَهُم بَلاءٌ وشِدةٌ، قَالَ: يَوْمُ أَدِيم بَقةَ الشَرِيم أَفْضَلُ من يَوْم احْلِــقِي وقُومِي وامرأَةٌ حَلْــقَى عَقرَى: مَشْؤُومَة مُؤْذِيَة، نقلَهُ الأزْهَرِي. ويُقال: لَا تفْعَلْ ذَلِك أمُّكَ حالِق، أَي: أَثْكَلَ اللهُ أمكَ بكَ حَتَّى تَــحْلِــقَ شَعرها. وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: كالــحَلْــقَةِ المُفْرَغَةِ يُضرَبُ مَثَلاً للقَوْم إِذا كانُوا مُؤْتَلفِينَ الكلمةَ والأيدِيَ. وحَلَّــقَه حَلْــقَةً: ألْبَسَها إِيّاه. وحَلــقَ بإِصْبَعِه: أدارَهَا كالــحَلْــقَةِ.
وحَلــقَ ببَصَرِه إِلى السّماء: رفَعَهُ. وحَلَّــقَ حَلــقَةً: أَدارَ دائِرَةً. وسكِّينٌ حالقِ وحاذِقٌ، أَي: حَدِيدٌ، وَهُوَ مجَاز. وناقَةٌ حالِق: حافِل، والجمعُ: حَوالقِ، وحُلَّــقٌ، وَمِنْه قَول الخطَيْئةِ: لَها حُلَّــقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ وقالَ النَّضْرُ: الحالِقُ من الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ الحَفْلِ، العَظِيمَةُ الضرَّةِ، وإِبِلٌ مــحَلَّــقَةٌ: كثيرةُ اللَّبَنِ، ويرْوى قَول الحُطيْئةِ: مُــحَلَّــقَةٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ والحالِقُ: الضامِرُ. والحالِقُ: السرِيعُ الخَفِيفُ. وحَلَــقَ الشَّيء يَــحْلِــقه حَلْــقاً: قَشَرَه. ويُقال: وَقَعَت فِيهم حالِقَة، لَا تَدَعُ شَيْئاً إِلا أَهْلَكَتْه، وَهِي السَّنَة المُجْدِبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وحُلِّــقَ على اسْم فُلانٍ، أَي: أُبْطِل رِزْقُه، وَهُوَ مَجازٌ. وأعْطِىَ فُلانٌ الــحِلْــقَ: إِذا أمِّرَ. والحُروفُ الــحَلْــقِيَّةُ سِتَّةٌ: الهَمْزَةُ، والهاءُ، ولهُما أَقْصَى الــحَلْــقِ، والعَيْنُ والحاءُ المُهْمَلَتَانِ، ولَهُما أَوْسَطُ الــحَلْــق، والغَيْنُ والخاءُ المُعْجَمَتانِ، ولَهُما أَدْنَى الــحَلْــقِ. ومِــحْلَــقٌ، كمِنْبَرٍ: اسمُ رَجُلٍ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:)
(أَحَقّاً عبادَ اللهِ جُرْأَةُ مِــحْلَــقٍ ... عَلَىَّ وقَدْ أَعْيَيْتُ عاداً وتُبَّعَا)
والحَوْلَقَةُ: قَوْلُ الإِنْسانِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاّ باللهِ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، قالَ ابنُ بَرِّي: أَنْشَدَ ابنُ الأنْبارِيِّ شاهِداً عَلَيْهِ:
(فِداكَ من الأَقْوام كُل مُبَخَّلٍ ... يُحَوْلِقُ إِمّا سالهُ العُرْفَ سائِلُ)
قالَ ابنُ الأَثِير: هَكَذَا أَوْرَدَها الجَوهرِيُّ بتَقْدِيم الّلام على القافِ، وغيرُه يَقُول: الحَوْقَلَةُ، بتَقْدِيم القافِ على الّلامَ، وسَيَأْتِي. وَمن كُناهُم: أَبو حُلَــيْقَة، مُصَغَّراً، مِنْهُم: المُهَلَّبُ بنُ أبِي حُلَــيْقَةَ الطَّبِيبُ، مِصْرِي مشهورٌ. وحَلْــقُ الجَرَّةِ: موضِعٌ خارِجَ مِصْر.
[حلــق] حلــقن البسر فهو مــحلــقن، إذا بلغ الارطاب ثلثيه.

حلــق

1 حَلَــقَ رَأْسَهُ, (S, K,) and شَعَرَهُ, (S, M, Msb,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. حَلْــقٌ (S, * M, Msb, K) and حِلَــاقٌ (S, * Msb, K *) and تَــحْلَــاقٌ, (S, * K,) He removed the hair of his head [with a razor, or shaved his head], (K,) [and he shaved off his hair;] as also ↓ احتلقهُ; (S, K;) and ↓ حلّــقهُ, (K,) inf. n. تَــحْلِــيقٌ: (TA:) or the latter verb has an intensive signification, (O, Msb,) and applies to many objects, (S, Msb,) as in the phrase, حَلَّــقُوا رُؤُوسَهُمْ [they shaved their heads]: (S:) and you say also, حَلَــقَ مَعْزَهُ [he shore his goats]; but not جَزَّ save in the case of sheep: (S:) [for] الــحَلْــقُ with respect to the hair of human beings and of goats is like الجَزُّ with respect to wool. (M, TA.) [Hence,] إِنَّ رَأْسَهُ لَجَيِّدُ الــحِلَــاقِ [Verily his head is well shaven]. (S, K. *) And يَوْمُ تَــحْلَــاق اللَّمَمِ [The day of the shaving off of the locks termed لمم]; which was a day fought by Teghlib (S, K) against Bekr Ibn-Wáïl; (S;) because their [i. e. Teghlib's] distinctive sign was shaving (الــحَلْــق), (S, K,) on that day. (S.) b2: عَقْرًا حَلْــقًا, or ↓ عَقْرَى حَلْــقَى, (S, K, *) is an expression occurring in a trad.: (S:) the latter is rare; or is an incorrect variation of the relaters of traditions: (K:) A 'Obeyd says, it is عَقْرًا حَلْــقًا, for which the relaters of traditions say ↓ عَقْرَى حَلْــقَى; and the original form and meaning is عَقَرَهَا اللّٰهُ وَــحَلَــقَهَا, (S,) or عَقَرَهَا اللّٰهُ عَقْرًا وَــحَلَــقَهَا حَلْــقًا, (TA,) i. e., [accord. to A 'Obeyd,] May God wound her body, and afflict her with pain in her حَلْــق [or fauces]: (S, K: *) but this explanation is not valid: accord. to the T, it is a form of imprecation uttered against a woman, [not in earnest, though denoting a degree of displeasure,] meaning may she be bereft of her husband, or became a widow, so that she shall shave off her hair: and Az says that عَقْرَى ↓ حَلْــقَى means she is unlucky [to others] and annoying: ISd says, it is said to mean she is unlucky [to others]; but I am not sure of it. (TA.) Accord. to Aboo-Nasr (S, TA) Ahmad Ibn-Hátim, (S,) one says on the occasion of an event at which one wonders, خَمْشَى

↓ عَقْرَى حَلْــقَى, as though [meaning May she who has occasioned this, scratch and wound her face, and shave off her hair:] from الــحَلْــقُ [the act of shaving] and العَقْرُ [the act of wounding] and الخَمْشُ syn. with الخَدْشُ [the act of scratching]: (S, TA: *) and he cites this verse: ↓ أَلَا قَوْمِى أُولُو عَقْرَى وَــحَلْــقَى

لِمَا لَا قَتْ سَلَامَانُ بْنُ غَنْمِ (TA, and so in some copies of the S,) meaning [Now surely] my people have women who have wounded and scratched their faces and shaven off their hair [on account of what the tribe of Selámán Ibn-Ghanm has experienced]: so, says IB, IKtt relates this verse, and so Hr in the Ghareebeyn: but ISk, thus: أَلَا قَوْمِى إِلَى عَقْرَى وَــحَلْــقَى

[and so I find it in one copy of the S:] and IJ explains it by saying that عقرى وحلــقى originally denotes the case of a woman who, when some one honourable in her estimation has been smitten, or wounded, takes a pair of sandals, and beats with them her head, and wounds or scratches it, and shaves off her hair; and the poet means, my people have come to the condition of wounded, or scratched, and shaven, women. (TA.) [Fei says,] حَلْــقًا لَهُ وَعَقْرًا is a form of imprecation, meaning May God afflict him with pain in his حَلْــق [or fauces], and wound his body: but the relaters of traditions say عَقْرَى ↓ حَلْــقَى, with the fem. alif, making them act. part. ns.; [the former meaning, accord. to one of the explanations given above, an unlucky woman to others, though this is doubtful; and] the latter meaning a woman annoying her people: (Msb:) or both these words are inf. ns., like دَعْوَى. (TA in art. عقر.

[See more in that art]) b3: They said also, بَيْنَهُمُ احْلِــقِى وَقُومِى [Among them is heard the saying, Shave, O woman, and arise]; i. e. among them is trial, or trouble, and distress, affliction, calamity, or adversity: and يُوْمُ احْلِــقِى وَقُومِى [A day of the saying Shave, &c.; i. e., of trial, &c.]. (TA.) b4: Also حَلَــقَ الشَّىْءَ. aor. ـِ inf. n. حلْــقٌ, He peeled the thing; or stripped off, or otherwise removed, its superficial part: or he peeled, stripped, pared, scraped, or rubbed, off the thing: syn. قَشَرَهُ. (TA.) b5: And حَلَــقَ (assumed tropical:) He, or it, destroyed; and cut off entirely, like as the razor does hair. (TA.) b6: And, aor. as above, (assumed tropical:) He (a man) pained, or caused to suffer pain. (IAar, TA.) A2: حَلَــقَهُ, (S, K,) aor. ـُ (K) and حَلِــقَ, (TA,) He hit, or hurt, his حَلْــق [or fauces]; (S, K;) a verb similar to رَأَسَهُ, and عَضَدَهُ and صَدَرَهُ, meaning “ he struck his head ” and “ his upper arm ” and “ his breast: ” and He (God) afflicted him with pain in his حَلْــق; as explained in a phrase mentioned above. (S.) b2: And (tropical:) He filled it, namely, a watering-trough or tank, (K, TA,) up to its حَلْــق [q. v.]; (TA;) as also ↓ احلــقهُ. (Sgh, K.) A3: حَلَــقَ الشَّىْءَ i. q. قَدَّرَهُ [He made the thing according to a measure; &c.]; (K;) like خَلَقَهُ [q. v.], with the pointed خ. (TA.) A4: حَلَــقَ الضَّرْعُ, aor. ـَ [so in the TA, app. a mistranscription for حَلُــقَ, since neither the medial nor final radical letter is faucial,] inf. n. حُلُــوقٌ, (assumed tropical:) The udder rose to the belly, and became contracted: b2: and also (assumed tropical:) The udder contained much milk: (Kr, ISd, TA:) thus it has two contr. meanings. (TA.) [See the part. n. حَالِقٌ.]

A5: حَلِــقَ, aor. ـَ He (a man) suffered pain: or had a complaint of his حَلْــق [or fauces]. (IAar, TA.) 2 حلّــق, inf. n. تَــحْلِــيقٌ: see 1, first sentence.

A2: حلّــقهُ حَلْــقَةً He clad him with a حلــقة [or coat of mail, &c.]. (TA.) b2: حلٌّــق حَلْــقَةً He turned [or drew] a circle. (TA.) b3: [Hence, perhaps,] حلّــق عَلَى اسْمِ فُلَانٍ [if, as I suppose, originally meaning He drew a line round the name of such a one;] (tropical:) he cancelled the stipend, or pay, or allowance, of such a one. (TA.) b4: [حلّــق الإِبِلَ He branded the camels with a mark in the form of a ring: see the pass. part. n.] b5: حلَــق بِإِصْبعِهِ He bent his finger round like a حَلْــقَة [or ring]. (TA.) b6: حلّــق said of the moon, It had a halo around it; (K, * TA;) as also ↓ تــحلّــق. (K.) b7: Said of a bird, inf. n. as above, (tropical:) It soared in its flight, (S, K, TA,) and circled in the air. (TA.) b8: Said of the نَجْم, (K,) meaning the Pleiades (الثُّرَيَّا), (T in art. فغر,) (assumed tropical:) It was, or became, high: (K:) or it became overhead. (T ubi suprà: see فَغَرَ.) It is said that تَــحْلِــيقُ الشَّمْسِ, in the former part of the day, means (assumed tropical:) The sun's rising high from the east: and in the latter part of the day, the sun's going down: but Sh says, I know not التــحلــيق except as meaning the being, or becoming, high. (TA.) b9: حلّــق بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمآءِ (assumed tropical:) He raised his eyes towards the sky. (TA.) b10: حلّــق ضَرْعُ النَّاقَةِ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The she-camel's milk became drawn up [and consequently her udder also] (IDrd, K) to her belly (IDrd, TA.) And accord. to ISd, حلّــق اللَّبَنُ (assumed tropical:) The milk [became drawn up, or withdrawn, i. e.,] went away. (TA.) And حلّــق is said of the water in a drinking-trough, meaning (assumed tropical:) It became little in quantity; and went away. (TA.) b11: حَلَّــقَتْ عُيُونُ الإِبِلِ (tropical:) The eyes of the camels sank, or became depressed, in their heads. (AA, K, TA.) b12: حلّــق البُسْرُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The ripening dates became ripe [as far as the حَلْــق, i. e.,] to the extent of two thirds: (AHn, K:) and ↓ حَلْــقَنَ signifies the same; or they began to be ripe (K in art. حلــقن) next the base; (TA in that art.;) as also ↓ حَلْــقَمَ. (TA in art. حلــقم.) b13: حلّــق بِهِ (tropical:) It (a draught of [milk and water such as is termed] صُوَاح) caused his belly to become inflated. (Ibn-' Abbád, K, TA.) b14: حلّــق بِالشَّىْءَ إِلَيْهِ He threw the thing to him. (K.) 4 أَــحْلَــقَ see 1, near the end.5 تــحلّــقوا They sat in rings, or circles. (S, K.) The doing thus before prayers [in the mosque] is forbidden. (TA.) b2: See also 2.7 انــحلــق شَعَرُهُ [His hair came off; as though it were shaven]. (K voce مُتَقَوِّبٌ.) 8 إِحْتَلَقَ see 1, first sentence. Q. Q. 1 حَلْــقَمَهُ He cut, or severed, his حُلْــقُوم [q. v. voce حَلْــقٌ]. (Msb, See also art. حلــقم.) A2: حَلْــقَمَ and حَلْــقَنَ: see 2.

A3: حَوْلَقَ, (TA,) inf. n. حَوْلَقَةٌ, (S,) He said لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ: [see art. حول:] so says ISk: (S:) others say حَوْقَلَ. (IAth, TA.) حَلْــقٌ [The fauces: and hence, by a synecdoche, the throat, or gullet, i. e. the œsophagus:] the place of the غَلْصَمَة [or epiglottis]; and the place of slaughter in an animal: (Az, TA:) or the fore part of the neck: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or the passage of, or place by which pass, the food and drink, into the مَرِىْء [or œsophagus]: (TA:) or i. q.حُلْــقُومٌ: (S, Msb, K:) [but] the latter is the windpipe; the passage of the breath; (Zj ubi suprà, Az, Msb;) which has branches branching from it into the lungs, [namely, the bronchi, consisting of two main branches, which divide into smaller and smaller,] called the قَصَب: (Zj ubi suprà, and Msb:) [this word (حلــقوم), however, as well as the former, is sometimes applied to the throat, or gullet: but the former (حلــق) generally signifies the fauces; and the latter (حلــقوم), the windpipe: (see another explanation of the latter word in art. حلــقم, from the M:) a morsel of food, or the like, is commonly said to stick in the حلــق, but not in the حلــقوم:] حَلْــقٌ is of the masc. gender: (Msb:) and its pl. is حُلُــوقٌ, (S, Msb,) and sometimes حُلُــقٌ; (Msb;) or حِلَــقٌ, which is extr.; and pl. of pauc. أَــحْلَــاقٌ; (TA;) and أَــحْلُــقٌ is allowable [as a pl. of pauc.] on the ground of analogy; but it has not been heard from the Arabs: (Msb:) ↓ حُلْــقُومٌ is of the measure فُعْلُومٌ, (TA,) the م being augmentative, (Msb,) accord. to Kh; but of the measure فُعْلُولٌ accord. to others: (TA:) and its pl. is حَلَــاقِيمُ, and, by contraction, حَلَــاقِمُ. (Msb.) b2: (tropical:) The part through which the water runs of a watering-trough or tank, and of a vessel: pl. حُلُــوقٌ. (TA.) b3: and [the pl.] حُلُــوقٌ signifies (tropical:) The water-courses, and valleys, of a land; and the narrow, or strait, places, of a land, (K, TA,) and of roads. (TA.) b4: حَلْــقُ الجَوِّ [app. (assumed tropical:) The upper region of the air: see 2, as said of a bird, &c.]. (Z, TA.) b5: The حَلْــق of a date is (assumed tropical:) The part at the extremity of two thirds thereof: or a part near to the base thereof. (TA.) A2: Unluckiness [to others]. (IAar, K.) Hence, [accord. to some,] عَقْرًا حَلْــقًا [explained above: see 1]. (TA.) حُلْــقٌ The state of being bereft of a child by death; syn. ثُكْلٌ [in the CK, erroneously, شُكْل]. (K, TA.) So in the prov., لِأُمِّكَ الــحُلْــقُ [May bereavement of her child befall thy mother]: or, accord. to the A, it means shaving of the head [on account of such, or a similar, bereavement]. (TA.) حِلْــقٌ (tropical:) Numerous cattle: (S, K:) because the herbage is cropped by them like as hair is shaven or shorn. (K.) You say, جَآءَ فُلَانٌ بِالــحِلْــقِ وَالإِحْرَافِ (S) Such a one came with, or brought, much cattle. (Az, S in art. حرف.) A2: The sealring (IAar, S, K) that is on the hand [or finger], or in the hand, (IAar, TA,) of a king: (IAar, S, K:) or a seal-ring of silver, without a فَصّ [or gem set in it]. (ISd, K.) [Hence,] أُعْطِىَ فُلَانٌ الــحِلْــقَ Such a one was made prince, or governor, or commander. (TA.) حَلَــقٌ: see حَلْــقَةٌ. b2: Also Camels branded with the mark termed حَلْــقَةٌ; (K;) and so ↓ مُــحَلَّــقَةٌ. (S, K.) حَلْــقَةٌ [A single act of shaving]. One says to a beloved child, when he belches, حَلْــقَةً وَكَبْرَةً

وَشَحْمَةً فِى السُّرَّةِ, i. e. May thy head be shaven time after time, (Ibn-'Abbád, K, *) so that thou mayest grow old, (Ibn-'Abbád, TA,) [and acquire fat at the navel:] or mayest thou be preserved so as to have thy head shaven, and to grow old. (A, TA.) A2: As meaning A ring; i. e. anything circular; as a حلــقة of iron, and of silver, and of gold; (TA;) a حلــقة of a coat of mail, &c.; (Mgh;) the حلــقة of a door; and a حلــقة of people; (S, K;) in this last instance meaning a ring of people; (Msb, TA;) it is also with fet-h to the ل; i. e. ↓ حَلَــقَةٌ; (S, Mgh, Msb, K;) mentioned by Yoo, on the authority of Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, (S, Msb,) and with kesr; (K;) i. e. ↓ حَلِــقَةٌ; mentioned by Fr and El-Umawee, as of the dial. of Belhárith Ibn-Kaab; accord. to the O; or ↓ حِلْــقَةٌ, accord. to the L: (TA:) or there is no such word as ↓ حَلَــقَةٌ, (S, K,) in chaste speech, (TA,) except as pl. of حَالِقٌ; (S, K;) accord. to Aboo-'Amr Esh-Sheybánee; (S;) or it is a dial. var. of weak authority; (K;) accord. to Th, allowed by all, though of weak authority; (S;) or it is used by poetic license; (Mgh:) Lh says that the حلــقة of a door is حَلْــقَةٌ and ↓ حَلَــقَةٌ; Kr says the same of the حلــقة of a company of men; Lth says that it is the former in this case, but that some say the latter; A 'Obeyd prefers the latter in the case of a حلــقة of iron, but allows the former; and prefers the former in the case of a حلــقة of people, but allows the latter; and Abu-l-'Abbás prefers the former in both cases, but allows the latter: (L:) the pl. is ↓ حَلَــقٌ, (S, Msb, K,) which is anomalous in relation to حَلْــقَةٌ, (S, Msb,) or [rather] a quasipl. n., (TA,) but regular in relation to حَلَــقَةٌ, (Msb, TA,) [as a coll. gen. n.,] like قَصَبٌ in relation to قَصَبَةٌ; (Msb;) and, (K,) accord. to As, (S,) حِلَــقٌ, (S, K,) as pl. of حَلْــقَةٌ meaning a حلــقة of men and of iron, (TA,) like بِدَرٌ (S, K) pl. of بَدْرَةٌ, and قِصَعٌ pl. of قَصْعَةٌ; (S;) or this is a regular pl. of حِلْــقَةٌ; (TA;) and حَلَــقَاتٌ, (AA, Yoo, S, K,) which is pl. of حَلَــقَةٌ; (TA;) and حِلَــقَاتٌ, (K,) which is pl. of حِلْــقَةٌ; (TA;) and حِلَــاقٌ in relation to a company of men. (TA.) You say, اِنْتَزَعْتُ حَلْــقَتَهُ [lit. I pulled off his ring], meaning, (app., Ibn-'Abbád,) (assumed tropical:) I outwent him, or preceded him. (Ibn-'Abbád, K.) and كَالــحَلْــقَةِ المُفْرَغَةِ [Like the solid and continuous ring]: a prov., applied to a company of men united in words and action. (TA.) And ضَرَبُوا بُيُوتَهُمْ حِلَــاقًا They pitched their tents in one series, (K, TA,) so as to form a ring [or rings]: the last word being a pl. of حَلْــقَةٌ or of حلــقَةٌ. (TA.) And it is said in a trad., نُهِىَ عَنِ الــحِلَــقِ قَبْلَ الصَّلَاةِ, i. e. Rings of men [sitting in the mosque before prayer are forbidden]. (TA.) b2: [Hence,] حَلْــقَتَا الرَّحِمِ (tropical:) [The two rings of the womb]: one of these is the mouth of the vulva, at its extremity; [the meatus of the vagina:] and the other is that which closes upon the مَآء [or seminal fluid] and opens for the menstrual discharge; [the os uteri:] (K:) or, as some say, the other is that whence the urine is emitted; [the meatus urinarius: but the former is the right explanation: and hence] one says, مَآء

النُّطْفَةُ فِى حَلْــقَةِ الرَّحِمِ (tropical:) The seminal fluid fell into the entrance of the womb. (TA.) [Hence also,] حَلْــقَةُ الدُّبُرِ (assumed tropical:) The anus; syn. حِتَارُهُ and شَرَجُهُ. (Mgh in art. شرج.) [See also خَاتَمٌ, last sentence but two.] b3: حَلْــقَةٌ also signifies A brand upon camels, (K, TA,) of a round form, like the حلــقة [or ring] of a door. (TA.) b4: And A coat of mail: [because made of rings:] (K:) or coats of mail: (S, Mgh:) or arms, or weapons, in general, (M, Mgh, Msb,) and coats of mail, and the like. (M, TA.) It is said in a trad., إِنَّكُمْ

أَهْلُ الــحَلْــقَةِ والحُصُونِ [Verily ye are people of the coat of mail, &c., and of fortresses]. (TA.) b5: And A rope. (K, TA.) b6: And, of a vessel, (Az, K,) and of a watering-trough, (Az,) (tropical:) The portion that remains vacant after one has put in it somewhat (Az, K) of food or beverage, up to the half; the portion that is above the half being thus called: (Az:) [or] of a wateringtrough, (tropical:) the fulness; or less than that. (Aboo-Málik, K.) One says, وَفَّيْتُ حَلْــقَةَ الحَوْضِ and الإِنَآءَ (tropical:) [I filled up the حلــقة of the watering-trough and of the vessel]. (Az, TA.) حِلْــقَةٌ: see حَلْــقَةٌ.

حَلَــقَةٌ: see حَلْــقَةٌ, in three places.

حَلِــقَةٌ: see حَلْــقَةٌ.

حَلْــقَى: see 1, in six places.

حَلْــقِىٌّ [Of, or relating to, the حَلْــق; faucial; guttural]. الحُرُوفُ الــحَلْــقِيَّةُ [The faucial, or guttural, letters] are six; namely, ء and ه, to which are appropriated the furthest part of the حَلْــق; and ع and ح, to which are appropriated the middle thereof; and غ and خ, to which are appropriated the nearest part thereof. (TA.) بُسْرٌ حُلْــقَانُ (assumed tropical:) Ripening dates that have become ripe as far as the حَلْــق; which is said by some to be near the base: (TA:) or that have begun to be ripe (K in art. حلــقن) next the base; (TA in that art.;) and so ↓ رُطَبٌ مُــحَلْــقِمٌ; and a single date in that state is termed ↓ رُطَبَةٌ حُلْــقَامَةٌ: (K in art. حلــقم:) or ripening dates that have become ripe to the extent of two thirds; as also ↓ مُــحَلْــقِنٌ, (S, K,) and ↓ مُــحَلِّــقٌ, (K, TA,) like مُحَدِّثٌ: (TA:) [in the CK مُــحَلَّــق, like مُعَظَّم:]) and the last signifies, (K,) accord. to Ibn-'Abbád, (TA,) dates partly ripe (K, TA) and partly unripe: (TA:) n. un. with ة: (S, K:) such dates are also termed ↓ حَوَالِيقُ, held by ISd to be a kind of rel. n., [as though pl. of حَالِقَةٌ,] though the reason of the insertion of the ى in this word, he says, was unknown to him: (TA:) and ↓ رُطَبٌ حُلْــقَانِىٌّ: (TA from a trad.:) the pl. of مُــحَلِّــقٌ is مَحَالِيقُ. (TA.) حُلْــقُومٌ: see حَلْــقٌ, in two places.

رُطَبَةٌ حُلْــقَامَةٌ: see حُلْــقَانٌ.

رُطَبٌ حُلْــقَانِىٌّ: see حُلْــقَانٌ.

حَلَــاقِ, (S, K,) indecl., with kesr for its termination, because changed from its original form, which is حَالِقَةٌ, of the fem. gender, and an epithet in which the quality of a subst. is predominant; (S;) (tropical:) Death (S, K, TA) that peels [people] off; (TA;) as also حَلَــاقٌ, (K,) allowed by Ibn-'Abbád; and, accord. to the Tekmileh, ↓ حِلَــاقٌ also. (TA.) One says, سُقُوا بِكَأْسِ حَلَــاقِ (tropical:) [They were given to drink the cup of death]. (ISd, TA.) [See also جَعَارِ.]

حُلَــاقٌ Pain in the حَلْــق [or fauces]. (S, K.) حِلَــاقٌ: see حَلَــاقِ.

رَأْسٌ حَلِــيقٌ i. q. ↓ مَــحْلُــوقٌ [A shaven head]: (ISd, TA:) and شَعَرٌ حَلِــيقٌ [hair shaven off]: (Az, S:) and لِحْيَةٌ حَلِــيقٌ [a beard shaven off]; not حَلِــيقَةٌ: (Az, S, K:) and ↓ عَنْزٌ مَــحْلُــوقَةٌ [a shorn she-goat]. (Az, S.) The pl. of حَلِــيقٌ is [حَلْــقِى and] حِلَــاقٌ. (TA.) حُلَــاقَةٌ Shorn hair of a goat. (S, K.) حَلَّــاقٌ: see what next follows.

حَالِقٌ [Shaving: and] a shaver; (S, TA;) and a shearer of goats: (T, TA:) pl. حَلَــقَةٌ: (T, S, K:) and ↓ حَلَّــاقٌ is syn. with حَالِقٌ; (TA;) [or has an intensive signification, or denotes frequency of the action.] The saying لَا تَفْعَلْ ذَاكَ أُمُّكَ حَالِقٌ means [Do not thou that:] may God cause thy mother to be bereft of her child so that she shall shave off her hair. (S.) And حَالِقَةٌ occurs in a trad. as an epithet applied to a woman cursed by Mohammad; (TA;) meaning One who shaves off her hair in the case of an affliction: (K, TA:) or who shares her face for the sake of embellishment. (TA.) It is also applied to a wound on the head (شَجَّةٌ) That scrapes off the skin from the flesh. (TA in art. دمغ.) b2: (tropical:) Sharp; applied to a knife: (TA:) and so ↓ حَالُوقَةٌ; applied to a sword; and also to a man. (Ibn-'Abbád, K.) [Hence, perhaps,] فُلَانٌ حَالِقٌ إِلَىَّ بِعَيْنِهِ (assumed tropical:) Such a one is looking at me intently, or sharply; as also ↓ مُــحَلِّــقٌ. (T, TA in art. زنر.) b3: (assumed tropical:) Quick, or swift; and light, active, or agile. (TA.) b4: (assumed tropical:) Lean, or light of flesh; slender, and lean; or lean, and lank in the belly. (TA.) b5: Accord. to A'Obeyd and the K, it means An udder: and accord. to the K, it means also full: (TA:) but it is an epithet applied to an udder; and thus applied, it has this latter meaning, i. e. (tropical:) full; (T, S, TA;) so ISd thinks; (TA;) as though the milk in it reached to its حَلْــق: (S, TA:) or big, so that it rubs off the hair of the thighs by reason of its bigness: (TA:) and it has also the contr. meaning; (T, TA;) raised (IAar, T, Kr, ISd, TA) towards the belly, (Kr, ISd, TA,) and contracted, (T, Kr, ISd, TA,) so that its milk has become scanty, (IAar, T, TA,) or has gone away: (Kr, ISd, TA:) pl. حُلَّــقٌ and حَوَالِقُ (S, TA) and حَلَــقَةٌ. (TA. [The last is mentioned as pl. of حالق in the latter sense.]) Accord. to As, أَصْبَحَتْ ضَرَّةُ النَّاقَةِ حَالِقًا means (assumed tropical:) The she-camel's udder became nearly full. (TA.) And one says نَاقَةٌ حَالقٌ meaning A she-camel having much milk: (TA:) or having great abundance of milk, and a large udder: and ↓ إبِلٌ مُــحَلِّــقَةٌ camels having much milk: (En-Nadr, TA:) and the pl. of حالق is حَوَالِقُ and حُلَّــقٌ. (TA.) b6: (tropical:) A high mountain, (S, K, TA,) rising above what surrounds it, and without vegetable produce: or, as some say, a mountain having no vegetable produce; as though it were shaven, or shorn; of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: but Z says that it is from حَلَّــقَ, said of a bird: (TA:) and a high, or an overtopping or overlooking, place. (S.) One says also, هَوَى مِنْ حَالِقٍ, meaning (assumed tropical:) He fell from a high to a low place. (Har p. 37.) And its pl. حُلُــقٌ signifies (assumed tropical:) The vacant spaces between heaven and earth. (TA.) A2: (tropical:) Unlucky (K, TA) to a people; as though peeling them; and so ↓ حَالِقَةٌ, accord. to the copies of the K; but correctly ↓ حَالُوقَةٌ, as in the O and Tekmileh. (TA.) A3: A tendril, or twining portion, of a grape-vine, (S, K, TA,) and of a colocynth and the like, (TA,) hanging to the shoots: (S, K, TA:) because it has a circular form, like a حَلْــقَة [or ring]. (T, TA.) حَالِقَةٌ [an epithet (being fem. of حَالِقٌ q. v.) in which the quality of a subst. predominates] (tropical:) A year of drought, barrenness, or dearth: so in the saying, وَقَعَتْ فِيهِمْ حَالِقَةٌ لَا تَدَعُ شَيْئًا إِلَّا أَهْلَكَتْهُ (tropical:) [A year of drought, &c., happened among them, not leaving anything without its destroying it]. (TA.) b2: And الحَالِقَةُ (tropical:) The cutting, or abandoning, or forsaking, of kindred, or relations; syn. قَطِيعَةُ الرَّحِمِ; (Khálid Ibn-Jenebeh, K, TA;) and mutual wronging, and evil-speaking: (Khálid Ibn-Jenebeh, TA:) or that which destroys, and utterly cuts off, religion; like as the razor utterly cuts off hair: occurring in a trad., in which البَغْضَآءُ [i. e. vehement hatred] and الحَالِقَةُ are termed the disease of the nations (دَآءُ الأُمَمِ). (TA.) b3: See also حَالِقٌ, last sentence but one.

حَالُوقَةٌ: see حَالِقٌ, fifth sentence, and last sentence but one.

حَوَالِيقُ: see حُلْــقَانٌ مِــحْلَــقٌ A razor; (K;) the instrument of shaving. (TA.) b2: [Hence,] كِسَآءٌ مِــحْلَــقٌ (S, K) (assumed tropical:) A very rough [garment of the kind called] كساء; (K, TA;) as though it shaved off the hair, (S, K,) by reason of its roughness: pl. مَحَالِقُ. (S.) المُــحَلَّــقُ The place of the shaving of the head, in [the valley of] Minè. (Lth, K.) A2: مُــحَلَّــقَةٌ, applied to camels: see حَلَــقٌ.

مُــحَلِّــقٌ: see حُلْــقَانٌ: b2: and حَالِقٌ, in two places. b3: Also A vessel less than full. (K.) b4: (assumed tropical:) Lean, or emaciated; applied to sheep or goats. (Ib-'Abbád, K.) b5: فَلَاةٌ مُــحَلِّــقٌ (assumed tropical:) A desert in which is no water. (TA.) مَــحْلُــوقٌ: see حَلِــيقٌ, in two places.

مُــحَلْــقِمٌ: see حُلْــقَانٌ.

مُــحَلْــقِنٌ: see حُلْــقَانٌ.

حَلِفَ

(حَلِــفَ)
(هـ س) فِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ السلام حَالَف بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَالَف رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِنَا مرَّتينِ» أَيْ آخَى بَيْنَهُمْ وَعَاهَدَ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا حِلْــفَ فِي الْإِسْلَامِ» أَصْلُ الــحِلْــف: المُعاقَدةُ وَالْمُعَاهَدَةُ عَلَى التَّعاضُد والتَّساعُد وَالِاتِّفَاقِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى الفِتَن وَالْقِتَالِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ والغاراتِ فَذَلِكَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْي عَنْهُ فِي الْإِسْلَامِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا حِلْــف فِي الْإِسْلَامِ» وَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى نَصْر المَظْلوم وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ كَــحِلْــفِ المُطَيَّبين وَمَا جرى مَجْراه، فذلك الذي قَالَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وأَيُّمَا حِلْــفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْه الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً» يُرِيدُ مِنَ المُعاقدة عَلَى الْخَيْرِ ونصرة الحق، وَبِذَلِكَ يَجْتَمِعُ الْحَدِيثَانِ، وَهَذَا هُوَ الــحِلْــفُ الَّذِي يَقْتَضِيه الْإِسْلَامُ، والمَمْنُوع مِنْهُ مَا خَالَفَ حُكْم الْإِسْلَامِ. وَقِيلَ المُحَالَفَة كَانَتْ قَبْلَ الْفَتْحِ.
وقوْله «لَا حِلْــفَ فِي الْإِسْلَامِ» قَالَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ، فَكَانَ نَاسِخًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمطَيَّبين، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الأَــحْلَــاف. والأَــحْلَــاف ستُّ قَبَائِلَ: عبدُ الدَّارِ، وجُمَحُ، ومَخْزُوم، وعَدِيٌّ، وكَعْب، وسَهْم، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لمَّا أَرَادَتْ بَنُو عَبْدِ مَناف أَخْذَ مَا فِي أَيْدِي عَبْدِ الدَّارِ مِنَ الحِجابة والرِّفادة واللِّواء والسِّقاية، وأبْتْ عَبْدُ الدَّارِ عَقَدَ كلُّ قَوْمٍ عَلَى أمْرهم حِلْــفا مؤكَّدا عَلَى أَنْ لَا يَتَخَاذَلُوا، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيباً فَوَضَعْتَهَا لِأَــحْلَــافِهِم، وهمْ أسَدٌ، وزُهرة، وتَيْم، في المسجد عند الكعبة، تم غَمَس الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وتَعاقدوا، وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وحُلَــفَاؤُهَا حِلْــفًا آخَرَ مؤكَّدا، فُسمُّوا الأَــحْلَــاف لِذَلِكَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «وَجَدْنَا وِلايةَ المُطَيَّبيّ خَيْرًا مِنْ وِلاية الأَــحْلَــافِىّ» يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ مِنَ المُطَيِّبين وَعُمَرَ مِنَ الأَــحْلَــاف. وَهَذَا أحد ما جاء من النَّسَب إِلَى الْجَمْعِ؛ لِأَنَّ الأَــحْلَــاف صَارَ اسْماً لَهُمْ، كَمَا صَارَ الْأَنْصَارُ اسْمًا للأَوْس والخَزْرج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ لَمَّا صَاحَتِ الصَّائِحَةُ عَلَى عمر، قالت: وا سيّد الأَــحْلَــاف، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ، والمُحْتَلَفُ عَلَيْهِمْ» يَعْنِي المُطَيَّبين. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مَن حَلَــفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غيرَها خَيْرًا مِنْهَا» الــحَلْــفُ: هُوَ الْيَمِينُ. حَلَــفَ يَــحْلِــفُ حَلْــفًا، وَأَصْلُهَا العَقْد بالعَزْم والنِّية، فَخَالَفَ بَيْنَ اللَّفظين تَأْكِيدًا لعَقْده. وَإِعْلَامًا أَنَّ لَغْو الْيَمِينِ لَا يَنْعَقِدُ تَحْتَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ «قَالَ لَهُ جُنْدَب: تسمَعُنى أُحَالِفُك مُنْذُ الْيَوْمِ، وَقَدْ سمعْتُه مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَنْهاني» أُحَالِفُك: أُفاعِلُك، مِنَ الــحَلْــفِ: الْيَمِينِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ ليزيد بن المُهَلّب: ما أمضى جَنَانَه وأَــحْلَــفَ لِسانَه» أَيْ مَا أَمْضَاهُ وأذْرَبَه، مِنْ قَوْلِهِمْ: سِنانٌ حَلِــيفٌ: أَيْ حديدٌ ماضٍ.
وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «إنَّ عُتْبَة بْنَ رَبيعة بَرَز لعُبيدة، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي في الــحَلْــفَاء» أَرَادَ أَنَا الأسَد، لِأَنَّ مَأوَى الأسُود الْآجَامُ وَمَنَابِتُ الــحَلْــفَاء، وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وَقِيلَ هُوَ قَصَب لَمْ يُدْرِك. والــحَلْــفَاء واحدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، كالقَصْباء والطَّرْفاء. وَقِيلَ وَاحِدَتُهَا حَلْــفَاة.

كحل

(كــحل) الْعين كــحلــها وَيُقَال كــحل الرجل
(كــحل)
الْعين كــحلــا جعل فِيهَا الْكــحل فَهِيَ مكحولة وكحيل وكحيلة (ج) الثَّانِيَة كــحلــى والأخيرة كحائل وَيُقَال كــحل الرجل جعل الْكــحل فِي عَيْنَيْهِ فَهُوَ كاحل وكــحل السهاد عَيْنَيْهِ أرق
[كــحل] في صفته صلى الله عليه وسلم: في عينيه "كــحل"- بفتحتين، سواد في أجفان العين خلقة، والرجل أكــحل وكحيل. ومنه ح: إن جاءت به "أكــحل" العين. وح أهل الجنة: جرد مرد "كــحلــى"- جمع كحيل، كقتيل وقتلى. ك: ومنه: اشتكت عينها- بالرفع- "فتكــحلــها"، بضم حاء. ن: ومنه: لا "أكتــحل" بنوم، أي لا أنام. نه: وفيه: إن سعدًا رمى في "أكــحلــه"، هو عرق في وسط الذراع يكثر فصده. ط: وهو عرق الحياة في اليد، وفي كل عضو منه شعبة، وهو في الفخذ نسا وفي اليد أكــحل، فإذا قطع لم يرقأ الدم.
(ك ح ل) : (الْمُكْــحُلَــةُ) بِضَمَّتَيْنِ وِعَاءُ الْكُــحْلِ وَالْجَمْعُ مَكَاحِلُ (وَكَــحَلَ عَيْنَهُ) كَــحْلًــا مِنْ بَاب طَلَبَ وَكَــحَّلَــهَا تَكْحِيلًا مِثْلُهُ (وَمِنْهُ) الدَّرَاهِمُ الْمُكَــحَّلَــةُ وَهِيَ الَّتِي يُلْصَقُ بِهَا الْكُــحْلُ فَيَزِيدُ مِنْهُ الدِّرْهَمُ دَانَقًا أَوْ دَانَقَيْنِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي الرِّسَالَةِ الْوَاجِبُ أَنْ يَحُتَّ عَنْهُ الْكُــحْلَ (وَرَجُلٌ أَكْــحَلُ) وَعَيْنٌ كَــحْلَــاءُ سَوْدَاءُ خِلْقَةً كَأَنَّهَا كُــحِّلَــتْ وَتَكَــحَّلَ وَاكْتَــحَلَ تَوَلَّى الْكَــحْلَ مِنْ نَفْسِهِ (وَمِنْهُ)
لَيْسَ التَّكَــحُّلُ فِي الْعَيْنَيْنِ كَالْكَــحْلِ
(وَاكْتِحَالُ السَّهَرِ) عِبَارَةٌ عَنْ الْأَرَقِ وَذَهَابِ النَّوْمِ.
ك ح ل : كَــحَلْــتُ الرَّجُلَ كَــحْلًــا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ الْكُــحْلَ فِي عَيْنِهِ فَالْفَاعِلُ كَاحِلٌ وَكَحَّالٌ وَالْمَفْعُولُ مَكْحُولٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَالْأَصْلُ كَــحَلْــتُ عَيْنَ الرَّجُلِ فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مُقَامَهُ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَلِهَذَا يُقَالُ عَيْنٌ كَحِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَاكْتَــحَلْــتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِنَفْسِي وَتَكَــحَّلْــتُ كَذَلِكَ وَالْمُكْــحُلَــةُ بِضَمِّ الْمِيمِ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ بِالضَّمِّ وَقِيَاسُهَا الْكَسْرُ لِأَنَّهَا آلَةٌ وَالْمِكْــحَلُ وَالْمِكْحَالُ وِزَانُ
مِفْتَحٍ وَمِفْتَاحٍ الْمِيلُ وَكَــحَلَــتْ الْعَيْنُ كَــحَلًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ سَوَادٌ يَعْلُو جُفُونَهَا خِلْقَةً وَرَجُلٌ أَكْــحَلُ وَامْرَأَةٌ كَــحْلَــاءُ مِثْلُ أَحْمَرُ وَحَمْرَاءُ وَكَــحَلَ السُّهَادُ عَيْنَهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ كِنَايَةٌ عَنْ الْأَرَقِ وَالسَّهَرِ.

وَالْأَكْــحَلُ عِرْقٌ فِي الذِّرَاعِ يُفْصَدُ. 

كــحل


كَــحَلَ(n. ac. كَــحْل)
a. Painted with collyrium (eyes).
b. Became covered with vegetation (ground).

c.
(n. ac.
كَــحْل), Was barren (year).
d. Distressed, straitened.

كَــحِلَ(n. ac. كَــحَل)
a. Had black eyelashes.

كَــحَّلَa. see I (a)b. [ coll. ], Cemented, mortared (
wall ).
أَكْــحَلَa. see I (b) (d).
تَكَــحَّلَa. Painted his eyes with collyrium.
b. see I (b)
إِكْتَــحَلَa. see I (b)
& V (a).
إِكْحَاْلَّa. see I (b)
كَــحْلa. Sky, firmament.

كَــحْلَــةa. see 23 (b)
كُــحْلa. Collyrium, antimonypowder; eye-salve.
b. see 1c. Wealth, riches.

كَــحَلa. Blackness of the eyebrows.

كَــحِلa. see 25
أَكْــحَلُ
(pl.
كُــحْل)
a. One having black eye-lashes; black-eyed.
b. A certain vein in the hand.
c. A certain plant.
d. A certain bird.
e. A kind of sheep.

مِكْــحَلa. Instrument for applying collyrium.

مِكْــحَلَــة
(pl.
مَكَاْــحِلُ)
a. Collyrium-box.

كَاْــحِل
(pl.
كَوَاْــحِلُ)
a. [ coll. ], Ankle.
كِحَاْلa. see 3 (a)b. Charm, amulet.

كَحِيْل
(pl.
كَــحْلَــى
كَحَاْئِلُ)
a. Painted black with collyrium (eye).

كَحَّاْل
a. [ coll. ], Oculist, eye-doctor.

كَــحْلَــآءُ
fem.
a. of
أَكْــحَلُ
مِكْحَاْلa. see 20
N. P.
كَحڤلَكَــحَّلَa. see 25
مُكْــحُلَــة
a. see 20t
كُحَيْل (pl.
كِحَاْل كَحَاْئِلُ)
a. [ coll. ], Bloodhorse.

صَرَّحَت الكَُــحْل
a. The sky became serene.

كَحْمَة
a. Eye.
كــحل الكُــحْلُ: ما يُكْتَــحَلُ به. والمِكْحَالُ: المِيْلُ. والمُكْــحُلَــةُ: مَعْروفةٌ. والكَــحَلُ: مَصْدَرُ الأكْــحَلِ والكَــحْلــاءِ. والكِحَالُ: الكُــحْلُ. واكْحَالَّتِ العَيْنُ: صَارتْ كَــحْلــاءَ. والأكْــحَلُ: عِرْقُ الحَيَاةِ. والكَــحْلُ - مَجْزُومٌ -: شِدَّةُ المَــحْلِ. كَــحَلَــتْهُم السَّنَةُ. وصَرَّحَتْ هذه السَّنَةُ كَــحْلــاً: أي سَنَةٌ مُنْكَرَةٌ. والكَــحْلــاءُ مِثْلُه. والكُحَيْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرَانِ. والمِكْحالانِ في ذِرَاعي الفَرَسِ: عَظْمَانِ شاخِصَانِ ممّا يَلي باطِنِ الذِّراعَيْنِ من مُرَكَّبِهما في الرُّكْبَةِ. والكَــحْلَــةُ: من خَرَزاتِ العَرَبِ تُؤخِّذُ بها الرِّجَالَ. والكَــحْلــاءُ: نَبْتٌ. والكُــحْلَــةُ: بَقْلَةٌ، وتُجْمَعُ: أكاحِلَ. ورأيْتُ كُــحْلَ الغَيْثِ والحَشِيْشِ: وهو ما يَنْبُتُ في الأُصُولُ الكِبَارِ. وأصْبَحَتِ الأرْضُ قد تَكَــحَّلَــتْ واكْتَــحَلَــتْ. والنَّعْجَةُ تُدْعى للــحَلــبِ فيُقال لها: مُكْــحُلْ مُكْــحُلْ: أي كأنَّها مُكْــحُلَــةٌ مَلأى كُــحْلــاً من سَوَادِها. وإذا زُجِرَتْ قِيْلَ لها: كُــحْلُ كُحَيْلَهْ سُوْدُ سُوَيْدَهْ. وفي المَثَلِ: باءتْ عَرَارِ بكَــحْل وهُما بَقَرَتانِ انْتَطَحَتا فَماتتا، يُضْرَبُ لِكُلِّ مُسْتَوِيَيْنِ.
باب الحاء والكاف واللام معهما ك ح ل، ل ح ك، ح ل ك، ك ل ح مستعملات

كــحل: الكُــحْل: ما يُكْتَــحَلُ [به] والمِكحال: المِيلُ تُكــحَلُ به العَيْنُ من المُكْــحُلَــة، والكَــحَلُ: مصدره. والأكْــحَل الذي يَعلُو مَنابِتَ أشفاره سَوادٌ خِلقةً. والأكــحَلُ: عِرْق الحياة في اليَد وفي كُلِّ عُضو منه شعبة على حدة. والكــحل: شِدَّة المَــحْل. والكُحَيل: ضَرْبٌ من القَطِران.

لحك: اللَّحْك: شِدَّة لأَم الشّيء بالشيء، تقول: قد لوحِكَت فَقارُ هذه الناقة، أي دَخَلَ بعضُها في بعض. والمُلاحَكة في البُنيْان ونحوه، قال الأعشى:  ودأبا تلاحك مثل الفئوس ... لاحم فيه السليل الفِقارا

حلــك: الــحَلَــكُ: شدَّة السَّواد، حالِكٌ حلــكوك، وحَلَــكَ يَــحلُــكُ [حلــوكا] . والــحَلَــك: شِدَّة السَواد كلَون الغُراب، يقال: إنّه لأشدُّ سواداً من حَلَــك الغُراب.

كلح: الكُلُوح: بُدُوّ الأسنان عند العُبُوس. وكَلَح كُلُوحاً. وأَكْلَحَه كذا. قال لبيد:

تُكلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ

حكل: تقُول: في لِسانِه حُكْلةٌ أي عُجْمة.
[كــحل] يقال للسَنَةِ المُجْدِبَةِ كَــحْلُ، وهي مَعرِفة لا تدخلها الألف واللام، تُجرى ولا تُجْرى. يقال: كَــحَلَــتْهُمُ السنونَ، أي أصابَتْهُم. وقال الأمويّ: كَــحْلُ: السماء. قال الكميت: إذا ما المَراضيعُ الخِماصُ تأوّهَتْ ولم تَنْدَمِنْ أنْواءِ كَــحْلٍ جَنوبُها ويقال: صَرَّحَتْ كَــحْلُ، إذا لم يكن في السماءِ غَيْمٌ. قال سَلامةُ بن جَنْدَلٍ: قَوْمٌ إذا صَرَّحَتْ كَــحْلٌ بُيوتُهُمُ مَأوى الضَريكِ ومأوى كلِّ قُرْضوب والقُرْضوبُ ههنا: الفقيرُ ومن أمثالهم: " باءَتْ عَرارِ بِكَــحْلَ " إذا قُتل القاتلُ بمقتولِه. يقال: كانَتا بقَرَتيْنِ قُتْلَتْ إحداهُما بالأخرى. والكُــحْلُ بالضم معروفٌ. أبو عبيد: يقال: مضى فلان كــحل، أي مالٌ كَثيرٌ. والأكــحلُ: عِرْقٌ في اليد يُفْصَدُ. ولا يقال عِرقٌ الأكــحلِ. ورجلٌ أكْــحَلُ بيِّن الكَــحَلِ، وهو الذي يعلو جفونَ عينيه سوادٌ مثلُ الكُــحْلِ من غيرِ اكتحالٍ. وعينٌ كَحيلٌ وامرأةٌ كَــحْلــاءُ. والمِكْــحَلُ والمِكْحالُ: المُلْمولُ الذي يُكْتَــحَلُ به. والمِكْحالانِ: عَظْما الذِراعَينِ من الفرس. والمُكْــحَلَــةُ: التي فيها الكُــحْلُ، وهو أحد ما جاء على الضم من الادوات.

(228 - صحاح - 5) وتمكــحل الرجل، إذا أخذ مُكْــحُلَــةً. وكَــحَلْــتُ عَيْني وتَكَــحَّلْــتُ واكْتَــحَلْــتُ . الأصمعي: الكُحَيْلُ مبنيٌّ على التصغير: الذي تُطْلى به الإبل للجَرَب، وهو النِفْط. قال: والقطران إنما يطلى به للدبر والقردان وأشباه ذلك.
ك ح ل

عين كــحلــاء: بينة الكــحل، وكحيل، وكــحلــت عينه، وكــحل عينه وكــحّلــها، وهو مكــحّل العين، واكتــحل وتكــحّل، " وليس التكــحل كالكــحل ". وتقول: في عينها كــحل، وفي صوتها صــحل، وكــحلــه بالمكــحل وبالمكحال: بالميل، والكــحل في المكــحلــة، والأكحال في المكاحل. قال أبو النجم:

قتلتنا في المشي باختيالها ... وبالحديث اللهو من بطالها

وبالعيون النجل في أكحالها

وتقول: يمتاح من مكاحلــه، بمكاحلــه.

ومن المجاز: هو أسود كالكحيل المعقد وهو القطران شبّه بالكــحل في سواده. ولفلان كــحل: مال كثير، كما يقال: لفلان سواد. ورأيت في الأرض حلــاً: شيئاً من خضرة، واكتــحلــت الأرض بالخضرة وتكــحّلــت. وما اكتــحلــت عيني بك أي ما رأيتك. قال:

إن اكتحالاً بالنّقيّ الأفلج ... ونظرا في الحاجب المزجّج

مئنّةٌ من الفعال الأعوج

واكتــحل وجهك بالهمّ إذا ظهر فيه أثره. قال الراعي:

إذا اكتــحلــت بعد اللّقاح نحورها ... بنسء حمت أغبارها وازمهرّت

واكتــحل فلان بسوء حال: ظهر فيه أثره. وجذب كاحل. قال بشير بن النّكث:

إن كــحل الجدب وعضّت لزبه ... كفاه من كلّ طعام يجلبه

كوم الذرى يطلبها وتلطبه

وقد كــحلــتهم السنة، وسنة كاحلــة وكــحلــاء وكــحلٌ. قال مسكين الدارميّ:

لسنا كأقوام إذا كــحلــت ... إحدى السنين فجارهم تمر

أي يؤكل جارهم كما يؤكل التمر. وقال المرّار الفقعسيّ:

إن قبرين بالقنان لقبرا ... ن هما ما هما لدى الكــحلــاء

وصرّحت هذه السنة كــحلــاً أي صرّحت سنةً منكرةً. وأصابهم كــحلٌ ومــحلٌ، وتقول: قد أناخ بهم المــحل، وخانتهم كــحل، مؤنثاً معرفة مخيراً في صرفه ومنعه. وفي مثل " باءت عرار بكــحل " وهما بقرتان كانتا في بني إسرائيل عقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى.
كــحل
كــحَلَ يَكــحَل، كَــحْلــاً، فهو كاحِل، والمفعول مَكْحول وكَحيل
• كــحَلــتِ المرأةُ عَيْنَيها: جعلت فيهما الكُــحْلَ ° كــحَل السُّهادُ عينيه/ كــحَل الأرقُ عينيه: أرق وسهِر وذهَب عنه النّومُ. 

كــحِلَ يَكــحَل، كَــحَلــاً، فهو أكْــحَلُ
• كــحِلَــتِ العينُ: اسْودَّتْ أجفانُها خِلْقة "كــحِل الرّجُلُ- ليس التَّكــحُّل في العينين كالكَــحَل [مثل] ". 

اكتــحلَ/ اكتــحلَ بـ يكتــحل، اكتحالاً، فهو مُكتــحِل، والمفعول مُكتــحَل به
• اكتــحلــتِ المرأةُ/ اكتــحلــتِ المرأةُ بالكُــحل: وضعت الكُــحْلَ في عَيْنَيْها ° اكتــحلــتِ الأرضُ بالخضرة: بَدَتْ أوّل خُضرة النبات- اكتــحل وجهُه بالهَمّ: بدا أثرُ الهمّ على وجهه- ما اكتــحلــت عيناه بالنّوم: أصابه الأرقُ- ما اكتــحلــت عَيْناي بِك: ما رأيتك. 

تكــحَّلَ يتكــحَّل، تَكــحُّلــاً، فهو مُتكــحِّل
• تكــحَّلــتِ المرأةُ: اكتــحلَــت؛ وضعت الكُــحْل في عَيْنَيْها "ليس التَّكــحُّل في العينين كالكَــحَل [مثل] " ° تكــحّل النَّباتُ بالخضرة: بَدَتْ فيه أوّلُ خضرة النّبات- تكــحّلــت عيناه بالسُّهاد/ لم تتكــحّل عيناه بالنّوم: لم ينم. 

كــحَّلَ يُكــحِّل، تَكحيلاً، فهو مُكــحِّل، والمفعول مُكــحَّل
• كــحَّلــتِ الفتاةُ عَيْنَيْها: كــحَلــتهما؛ جعلت فيهما الكــحلَ "يا حبيبي كــحَّل السهدُ جفوني ... مذ نبا طيفُك عن عيني وغابَ" ° كــحَّل السُّهادُ عينيه: أرق وسهِر وذهَب عنه النّوم. 

أكْــحَلُ [مفرد]: ج كُــحْل، مؤ كَــحْلــاءُ، ج مؤ كَــحْلــاوات وكُــحْل:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كــحِلَ.
2 - أسودُ "قُماش أكْــحَلُ" ° هذا عامٌ أكْــحَلُ: أي قاسٍ به جفافٌ.
• الأكــحلُ: (شر) وريدٌ في وسط الذِّراع يُفصَد أو يُحقَن، وهو عِرْق الحياة، ويسمَّى نهر البدن. 

كَــحْل [مفرد]: مصدر كــحَلَ

كَــحَل [مفرد]: مصدر كــحِلَ

كُــحْل [مفرد]: ج أكْحال: كلّ ما يوضع في العين للتجميل أو للتدواي ممّا ليس بسائل، كالإثْمد ونحوِه "وضعتِ المرأةُ الكُــحْلَ في عَيْنَيْها" ° يسرق الكــحلَ من
 العَيْن: ماهر في الاختلاس. 

كَــحْلــاءُ [جمع]: (نت) عشب مُعَمَّر مفترش، أزغب شائك، ورقه مستطيل، وزهره أزرق، وثمرته على شكل البندقة، له جوز أحمر يستخرج منه مادّة ملوّنة. 

كُــحْلــة [جمع]: جج أكاحِلُ: (نت) عشب حَوليّ أو مُعَمَّر، ينبُت في المناطق المعتدلة، مغطَّى بشعر وَبَرِيّ، وله نورة برتقاليّة اللّون. 

كُــحْلِــيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى كُــحْل.
2 - لون أزرق ضارب إلى السّواد "قميص كــحلِــيّ".
3 - من يصنع الكُــحل

كُحول [مفرد]: ج كُحُولات: (كم) سائل عديم اللّون له رائحة خاصّة، يُنتَج من تخَمّر السُّكر والنّشاء وغيرهما، يدخل في صناعة المشروبات الروحيَّة، وفي تحضير الأدوية والعطور والصِّبغ، ويستخدم كمادّة مذيبة "تناوُل الكُحُول مُضرّ بالصِّحَّة" ° المشروبات الكُحوليَّة: المشروبات المسكِرة.
• مقياس الكحول: (كم) جهاز تقدَّر به نسبة الكحول في سائل ما.
كَحيل [مفرد]: ج كَــحْلــى، مؤ كحيلة، ج مؤ كحيلات وكحائلُ: صفة ثابتة للمفعول من كــحَلَ ° عين كحيل: موضوع فيه الكُــحْل

مِكْحال [مفرد]: ج مَكاحِلُ ومكاحيلُ:
1 - مرْوَدٌ، أداة من زجاج أو معدن يكتــحل بها.
2 - قلم الحواجب. 

مِكْــحَل [مفرد]: ج مَكاحِلُ: مكحالٌ؛ مِرْوَد، وهو أداة من زجاج أو معدن يكتــحل بها. 

مُكْــحُلــة/ مِكْــحَلــة [مفرد]: ج مكــحلــات ومَكاحِلُ: وعاء يوضع فيه الكُــحْل
(ك ح ل)

والكُــحْلُ: مَا وضع فِي الْعين يشتفى بِهِ. كَــحَلَــها يَكْــحَلُــها ويكْــحُلُــها كَــحْلــاً فَهِيَ مَكْحُولَةٌ وكَحيلٌ، من أعين كَــحْلــى وكحائل، عَن الَّلحيانيّ، وكَــحَّلَــها، أنْشد ثَعْلَب:

فَمَا لكَ بالسلْطانِ أَن تحمِلَ القذى ... جُفونُ عُيونٍ بالقَذىَ لم تَكــحَّلِ

وَقد اكْتَــحل وتكَــحَّلَ.

والمِكْــحَلُ والمِكْحالُ، الْآلَة الَّتِي يُكتَــحَل بهَا، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا الْفَتى لم يَرْكَب الأهْوَالا

وخالفَ الأعمامَ والأخوَالا

فأعْطِه المِرْآةَ والمِكْحَالا

واسعَ لَهُ وعُدَّه عيالا والمُكْــحُلَــةُ، الْوِعَاء، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ مِمَّا يرتفق بِهِ فجَاء على مُفْعُلٍ، وبابه مِفْعَلٌ، وَنَظِيره المدهن والمسعط، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ على الْمَكَان، إِذْ لَو كَانَ عَلَيْهِ لفتح، لِأَنَّهُ من " يفعَل ". وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَهُوَ للبيد فِيمَا زَعَمُوا:

كمِيشُ الإزَارِ يكْــحَلُ العينَ إثمِداً ... ويَغدُو علينا مُسْفِرا غير واجمِ

فسره فَقَالَ: معنى " يكــحل الْعين إثمدا "، يُرِيد انه يركب فَحْمَة اللَّيْل وسواده. والكَــحَلُ فِي الْعين، أَن يَعْلُو منابت الأشفار سَواد خلقَة من غير كُــحْلٍ، وَرجل أكْــحَلُ، وَقد كَــحِلَ. وَقيل: الكَــحَلُ فِي الْعين أَن تسود مَوَاضِع الكُــحْلِ.

وَقيل: الكَــحْلــاءُ، الشَّدِيدَة السوَاد، وَقيل: هِيَ الَّتِي ترَاهَا كَأَنَّهَا مَكْحُولةٌ وَإِن لم تُكْــحَل.

والكَــحْلــاءُ من النعاج: الْبَيْضَاء السَّوْدَاء الْعَينَيْنِ.

وَجَاء من المَال بِكُــحْلِ عينين، أَي بِقدر مَا يملؤها أَو يغشى سوادهما.

والكَــحْلَــةُ: خرزة سَوْدَاء تجْعَل على الصّبيان، وَهِي خرزة الْعين وَالنَّفس تجْعَل من الْجِنّ وَالْإِنْس، فِيهَا لونان: بَيَاض وَسَوَاد كالرب وَالسمن إِذا اختلطا، وَقيل: هِيَ خرزة يستعطف بهَا الرِّجَال. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ خرزة يُؤْخَذ بهَا النِّسَاء الرِّجَال.

وكُــحْلُ لغيث، أَن يرى النبت فِي الْأُصُول الْكِبَار وَفِي الْحَشِيش مخضرا إِذا كَانَ قد أكل، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي العضاه.

واكْتَــحَلَــت الأَرْض بالخضرة وكَــحَّلــتْ وتكَــحَّلَــتْ واكْحالَّتْ، وَذَلِكَ حِين ترى أول خضرَة النَّبَات.

والكَــحْلــاءُ: عشبة روية سَوْدَاء اللَّوْن ذَات ورق وقضب وَلها بطُون حمر وعرق أَحْمَر تنْبت بِنَجْد فِي أحوية الرمل. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكَــحْلــاءُ عشبة سهلية تنْبت على سَاق، وَلها أفنان قَليلَة لينَة، وورق كورق الريحان اللطاف خضر، ووردة ناضرة لَا يرعاها شَيْء، وَلكنهَا حَسَنَة المنظر.

والإكْحالُ والكَــحْلُ: شدَّة الْمــحل.

وكَــحْلُ: السّنة الشَّدِيدَة، تصرف وَلَا تصرف، على مَا يجب فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُؤَنَّث الْعلم، قَالَ: قَوْمٌ إِذا صَرَّحَتْ كَــحْلٌ بيوتَهمُ ... مَأوى الضَّريكِ ومأوى كُلّ قُرْضوب

وَحكى أَبُو عبيد، وَأَبُو حنيفَة فِيهَا: الكَــحْلَ، بِالْألف وَاللَّام، وَكَرِهَهُ بَعضهم وكَــحَلَــتْهمُ السنون، أَصَابَتْهُم. قَالَ:

لسْنا كأقوامٍ إِذا كــحلَــتْ ... إحْدَى السِّنُونَ فجارُهُمُ تَمرُ

يَقُول: يَأْكُلُون جارهم كَمَا يُؤْكَل التَّمْر.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كَــحلَــت السّنة تَكْــحَلُ كَــحْلــاً، إِذا اشتدت.

وكَــحْلَــةُ: من أَسمَاء السَّمَاء، قَالَ الْفَارِسِي: وتأله قيس بن نشبة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ منجما متفلسفا يخبر بمبعث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بعث أَتَاهُ قيس فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد: مَا كَــحْلــةُ؟ فَقَالَ: السَّمَاء. فَقَالَ: مَا مــحْلَــةُ؟ فَقَالَ: الأَرْض فَقَالَ: اشْهَدْ انك لرَسُول الله، فَإنَّا قد وجدنَا فِي بعض الْكتب انه لَا يعرف هَذَا إِلَّا نَبِي.

وَقد يُقَال لَهَا الكَــحْلُ.

والأكْــحَلُ: عرق فِي الْيَد يُقَال لَهُ النسا، فِي الْفَخْذ، وَفِي الظّهْر الْأَبْهَر. وَقيل: الأكْــحَل عرق الْحَيَاة يدعى نهر الْبدن، وَفِي كل عُضْو مِنْهُ شُعْبَة، لَهُ اسْم على حِدة، فَإِذا قطع فِي الْيَد لم يرقأ الدَّم.

والمِكْحالانِ: عظمان شاخصان فِيمَا يَلِي بَاطِن الذراعين فِي مركبهما، وَقيل: هما فِي أَسْفَل بَاطِن الذِّرَاع. وَقيل هما عظما الْوَرِكَيْنِ من الْفرس.

والكُحَيْلُ: الَّذِي تطلى بِهِ الْإِبِل للجرب، لَا يسْتَعْمل إِلَّا مُصَغرًا.

وكَحيلةُ وكَــحْلٌ: موضعان.
كــحل: كَــحَل، وكَــحَّل، وأكْــحَل: أعمى عين الرجل بإدخال ميل من الفضة محميّ بين جفنيه. وهذا الميل يستعمل عادة لتكحيل العين بالكــحل لتكون أكثر إشراقاً وجمالاً .. وتكحيل العين هذا بالميل المحمي لا يؤذي حدقة العين ولا يترك أي أثر للعمى على الشخص على الرغم من إنه قد فَقَدَ البصر لأن حرارة النار تخفف الأخلاط في العين.
أنظر كاترمير في الجريدة الآسيوية (1386، 357:2) وفي تعليقات ومختارات 14، 49:1، دي يونج). وقد يُستعمل لذلك ميلان في بعض الأحيان. ففي بدورن (ص161) كُــحِل بميلَيْن بعد أن أُحْميا كَــحَّل (بالتشديد): أنظر كَــحَل. ويقال لمَنْ يدعي إنه كحال (طبيب عيون) وليس له من دواء لكل أمراض العيون إلا كُــحْلــه ومِيله: كــحَّلْــه بالرمح يا أخي والله أحسن من مِيلك لأن كَــحَّلــه بالرمح عن أعماه. (زيشر 487:11 رقم 19).
كَــحَّل: جَصَّص: جبَّس، أصلع بالجص.
(المعجم الجغرافي).
كَــحَّل: فصد عين الفرس (ابن العوام 34:1، 672:2 وما يليها).
كَــحَّلــت الأرض: يقال هذا حين يبدو أول خضرة النبات. (محيط المحيط).
كَــحَّل: سوَّد، جعله أسود اللون .. (فوك، ألكالا، همبرت ص80 (بربرية)، (ابن جبير ص85).
أكــحل: أنظرها في مادة كــحل.
تكــحَّل: اصطبغ بلون أسود. (فوك، ألكالا).
أكــحلَّ، أو إكحالّ: اسوَدَّ. (ألكالا).
كُــحْل، ويجمع على اكْحال. (فوك، بوشر ديوان الهذليين ص53) وكُحُول (فوك) (والكُــحْل هو كبريت الرصاص أو سلفات الرصاص وهو الذي عُرف بعينة (نموذج) جلبتها) وكثير من المؤلفين ترجموا كلمة كــحل بكلمة انتيمون، إثمد وهو خطأ (براكس ص29).
ويقال له أيضاً كــحل سليمان وكــحل الجلا.
(ابن البيطار 351:2). وفي المستعيني: إثْمِد هو الصخرة السوداء وهو الكــحل الأسود والعامة تعرفه بكــحل الصخرة.
كــحل أصفهاني أو كــحل حجر: انتيمون، إثمد (بوشر).
من الكــحل الحجر: انتموني، إثمدي. (بوشر).
كــحل أحمر: مركَّب من توتياء (أكسيد الزنك) كرمان وحلــزون البحر والسكّر. (سنج).
كــحل أصفر مركَّب من التوتياء (أكسيد الزنك) والكركم والاهليلج الأترجي اللون والزنجبيل والفلفل الطويل وملح الراتنج الهندي والعروق الصُفر. وكان يُستعمل في مصر في مداواة الرَمد عند انحطاط طب العيون. (سنج).
كــحل عزيز أو كــحل عزيزي: خليط من أكسيد الذهب وخبث النحاس وتوتياء الهند، وأكمام القرنفل والصبر وأوراق فلينوفوديون وملح الراتينج الهندي وزبد البحر وملح الأمونياق أو ملح النشادر والمسك. (سنج).
كــحل السودان= كمون أسود وشونيز.
(أنظر المستعيني في مادة كمون).
كُــحْلــيّ: أزرق (بوشر). وهو الأزرق الغامق المائل إلى السواد. ففي ألف ليلة (472:4): والأسْوَاد ألواناً مختلفة كفحمي وكــحلــي. (عبد الواحد ص223). وفي رياض النفوس (ص39 ق): رأيتُ لسحنون ساجاً كــحلــياً وأزرقاً (وأزرق). غير إنه الأرجواني الفرفيري في المعجم اللاتيني- العربي ففيه: purpura لَوْن كُــحْلــي. وفي آخر الكتاب: هو لون الياقوت الجمري والعقيق الأحمر أيضاً، ولونه أحمر قانٍ.
وفيه: الياقوت الكُــحْلــي الذي يُدْعا (يدعى) صبِيعاً. وهو أيضاً الياقوت الجمري والعقيق الأحمر عند أبي الوليد. (ص443).
العمى الكلحي: فالج وشلل عصب البصر.
(دوماس حياة العرب ص425).
كــحلــاني، وكَحِيل، والجمع كحائل، وكحيلان، والجمع كحيل وكُحَيلى: الأصيل من الخيل، والجواد الأصيل يتخذ للزينة والاستعراض. (بوشر، همبرت ص58).
وفيهما: كحيل وكحيلان و (نيبور رحلــة ص153) وفيها: كــحلــاني وكُحَيْلي. و (زيشر 477:11 رقم 2) وفيه كُحَيلي. وفي محيط المحيط: والكحائل من الخيل أصائلها. ويقول دارفيو (241:3) ويطلقون اسم كحيلان أي الأصائل على الخيل التي من أصل كريم وقديم.
ويقول فريير- سوفبوف (92:2): أحسن الخيل وأفضلها وأكرهما أصلاً تسمى كحيلان وعند ديسكرياك (ص323): فرس كــحلــي: أصيل. وعند فيسكيه (ص126): الخيول النجدية وأفضل أنواعها هي ما تسمّى كحيل وهي أقدم الخيل أصلاً.
كــحلــوان: أنظرها في مادة أكــحل.
كحيل: أنظر كــحلــاني.
كُحُولَة: سواد. (فوك).
كُحُولَة: مصدر كَــحَل بمعنى وضع قطرة (شيافاً) في العين. (باين سميث 1720).
كُحَيْلَة: سمك بوري، بيَّاج. (دومب ص68).
كُحَيْلي: أنظر كــحلــاني.
كُحَيْلِيَّة: صنف من التمر. (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 311:1).
كَحِيلاء: في معجم فريتاج وهو خطأ والصواب كُحَيْلاء. وهي في طليطلة الكُحَيْلَة وهي الهندباء واللُعاع وقد أطلق عليها هذا الاسم وهو تصغير كــحلــاء ليزرها الأسود. (معجم الإسبانية ص92).
كحيلان: أنظر كــحلــاني.
كَحَّال: طبيب العيون (فوك، باين سميث 1720، بار علي 4695، بوشر، زيشر 354:8، 487:11، 498:20. دي ساسي طرائف 189:2).
كَحَّال: اسم طائر، ولعله الليل. بار علي أيضاً وهو خطأ فيما يظهر.
كاحِلَــة: قطرة، شِياف. (معجم مسلم).
أكْــحَل: أسود. (فوك، بوشر بربرية) يقال مثلاً: عبد أكــحل (جاكسون ص189).
الكُــحْلــان: الزنوج. (ريشاردسن صحارى 312:1، سنترال 189:2).
فرس أكــحل: فرس لونه أسود غامق لمّاع (ألكالا).
صفراء كــحلــاء: مِرَّة سوداء. وهي مادة صفراء تفرزها الكبد. (ألكالا).
جبل أكــحل: ترجم بها ألكالا سلسلة جبال مورينا.
الأكــحل: لا يعني الوريد المتوسط في الذراع فقط، بل يعني أيضاً الوريد في الركبة. ففي طرائف فريتاج (ص106): فضرب بنشاب زنبورك فأصاب ركبته فوقع في الأكــحل فبقي أياماً ومات.
كــحلــاء: (مؤنث): لسان الثور (ابن البيطار351:2). وعلى الرغم من أن سونثيمر قد أساء الترجمة كعادته فانه قد خلط بين مادتين هما كحيلاء وكــحلــاء وجعلهما مادة واحدة.
ويقول صاحب معجم المنصوري أن أهل الأندلس يسمون بوغلص بلسان الثور ويضيف: إن الذين يقولون إنه كُحَيْلاء (مثل ابن البيطار) مخطئون، فهو وإن كان قريب الشبه بلسان الثور غير أن الكــحلــاء تؤكل والكحيلا لا تؤكل.
والنبات الذي اسمه لسان فقط وهو ليس بلسان الثور وإن قريب الشبه به فله جميع منافعه الطبية (ابن البيطار 351:2) وهو نبات اسمه العلمي ( echium plantagineum) ( أنظر في مادة لسان). كــحلــاء: شنجار. وهو نبات اسمه العلمي anchusa tinctoria ( ابن البيطار 108:2).
كــحلــا، وحلــوان: نوع من العَيْنُون. (ابن البيطار 226:2، 351).
أكــحل: سمك في بحيرة بنزرت. (معجم الادريسي).
مُكــحَّل. الدراهم المكــحَّلــة: هي التي يُلصق بها الكــحل فيزيد منه الدرهم دانقاً أو دانقين (محيط المحيط). نقلاً عن المطرَّزي.
مُكْــحُلَــة، والجمع مَكاحِل: أنظر لين (عادات50:1) ودوماس (عادات ص77 - 78).
مُكْــحَلَــة: وعاء تجعل فيه المواد المحرقة التي تقذفها الآلات الحربية. (الجريدة الآسيوية 1850، 248:1).
مُكْــحُلَــة: كانت في الأصل تُطلق على العرّادة والمنجنيق التي تقذف الحجارة والنيران المحرقة وغيرها من القذائف، فلما أُخترع البارود أُطلقت على نوع من المدافع القديمة وهو مدفع الحجري، يُستعمل في حالة حصار الحصون أو في الأراضي المكشوفة (مونج ص290 - 291).
مُكْــحُلَــة: بارودة، بندقية الفتيلة، وهي بندقية من نوع قديم كانت تُطلق بفتيلة ملتهبة. (بوشر، هلو هوست س 138، جاكسون ص177، جاكسون تمبكتو ص360).
مكــحلــاني: كَحَّال، طبيب العيون (بوشر).
مَكْحُولَة: تصحيف مُكْــحُلَــة وهو وعاء يوضع فيه الكــحل. وجمعها مكاحل (فوك).

كــحل: الكُــحْل: ما يكتــحل به. قال ابن سيده: الكُــحْل ما وُضِع في العين

يُشتَفى به، كَــحَلَــها يَكْــحَلــها ويَكْــحُلــها كَــحْلــاً، فهي مَكْحولة وكَحِيل،

من أَعين كُــحْلــاء وكَحائل؛ عن اللحياني؛ وكَــحَّلَــها، أَنشد ثعلب:

فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى

جُفُونُ عُيون، بالقَذَى لم تُكَــحَّل

وقد اكْتَــحَل وتَكَــحَّل.

والمِكْحال: المِيلُ تكــحل به العين من المُكْــحُلــة؛ قال ابن سيده:

المِكْــحَل والمِكْحَال الآلة التي يُكْتَــحَل بها؛ وقال الجوهري: المِكْــحَل

والمِكْحال المُلْمُول الذي يُكْتَــحَل به؛ قال الشاعر:

إِذا الفَتَى لم يَرْكَب الأَهْوالا،

وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا

فأَعْطِهِ المرآة والمِكْحَالا،

واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا

وتَمَكْــحَل الرجل إِذا أَخذ مُكْــحُلــة. والمُكْــحُلــة: الوِعاء، أَحد ما

شذَّ مما يرتَِفق به فجاء على مُفْعُل وبابه مِفْعَل، ونظيره المُدْهُن

والمُسْعُط؛ قال سيبويه: وليس على المكان إِذ لو كان عليه لفتح لأَنه من

يَفْعُ، قال ابن السكيت: ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلة مما يعمل به فهو

مكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة، إِلا

أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي: مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْــحُلــة

ومُنْصُل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو للبيد فيما زعموا:

كَمِيش الإِزار يَكْــحُل العين إِثْمداً،

ويغدو علينا مُسْفِراً غيرَ واجِم

فسره فقال: معنى يكْــحُل العين إِثْمداً أَنه يركب فحمة الليل وسواده.

الأَزهري: الكَــحَل مصدر الأَكْــحَل والكَــحْلــاء من الرجال والنساء؛ قال

ابن سيده: والكــحَل في العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُــحْل

من غير كَــحْل، رجل أَكْــحَل بيِّن الكَــحَل وكَحِيل وقد كَــحِل، وقيل:

الكَــحَل في العين أَن تسودّ مواضع الكُــحْل، وقيل: الكَــحْلــاء الشديدة السواد،

وقيل: هي التي تراها كأَنها مَكْحولة وإِن لم تُكْــحَل؛ وأَنشد:

كأَنَّ بها كُــحْلــاً وإِن لم تُكَــحَّل

الفراء: يقال عين كَحيلٌ، بغير هاء، أَي مَكْحولة. وفي صفته، صلى الله

عليه وسلم، في عينه كَــحَل؛ الكَــحَل، بفتحتين: سواد في أَجفان العين

(*

قوله «في اجفان العين» صوابه في اشفار العين كما في هامش الأصل) خلقة . وفي

حديث أَهل الجنة: جُرْد مُرْد كَــحْلــى؛ كَــحْلــى: جمع كَحيل مثل قتيل وقتلى.

وفي حديث المُلاعَنة: إِن جاءت به أَدْعَج أَكْــحَل العينين. والكَــحْلــاء

من النعاج: البيضاء السوداء العينين. وجاء من المال بكُــحْل عَيْنيْن أَي

بقدر ما يملؤهما أَو يغَشِّي سوادهما.

أَبو عبيد: ويقال لفلان كُــحْل ولفلان سَواد أَي مال كثير. قال: وكان

الأَصمعس يتأَول في سَواد العراق أَنه سمي به للكثرة؛ قال الأَزهري: وأَما

أَنا فأَحسبه للخُضْرة. ويقال: مضى لفلان كُــحْل أَي مال كثير.

والكَــحْلــة: خرزة سواد تجعل على الصبيان. وهي خرزة العين والنفس تجعل من

الجن والإِنس، فيها لونان بياض وسواد كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اختلطا،

وقيل: هي خرزة تُستعطَف بها الرجال؛ وقال اللحياني: هي خرزة تُؤخِّذ بها

النساءُ الرجال.

وكُــحْل العُشْبِ: أَن يُرَى النبت في الأُصول الكبار وفي الحشيش

مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل، ولا يقال ذلك في العِضاه. واكْتَــحَلَــت الأَرض

بالخُضْرة وكَــحَّلَــت وتَكَــحَّلَــت وأَكْــحَلَــت واكْحالَّت: وذلك حين تُرِي

أَوَّلَ خضرةِ النبات.

والكَــحْلــاء: عُشْبة رَوْضِيَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق وقُضُب، ولها

بُطون حمر وعِرْق أَحمر ينبت بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل. وقال أَبو

حنيفة: الكَــحْلــاء عُشْبة سُهْلية تنبُت على ساقٍ، ولها أَفْنان قليلة ليِّنة

وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة ناضرة، لا يرعاها شيء

ولكنها حسنة المَنْظَر؛ قال ابن بري: الكَــحْلــاء نبت ترعاه النــحل؛ قال الجعدي

في صفة النــحل:

قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ،

في النَّبْع والكــحْلــاء والسِّدْر

والإِكْحال والكَــحْل: شدَّة المَــحْل. يقال: أَصابهم كَــحْل ومَــحْل.

وكَــحْلُ: السنة الشديدة، تصرف ولا تصرف على ما يجب في هذا الضرْب من المؤنث

العلم؛ قال سلامة بن جندل:

قومٌ، إِذا صَرَّحت كَــحْلٌ، بُيوتُهُمُ

مأْوَى الضَّرِيكِ، ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب

فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلى إِجْرائه؛ القُرْضوب ههنا: الفقير. ويقال:

صٍرَّحت كَــحْلُ إِذا لم يكن في السماء غَيْم. وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة

فيها الكَــحْل، وبالأَلف واللام، وكرهه بعضهم. الجوهري: يقال للسنة

المجدبة كَــحْل، وهي معرفة لا تدخلها الأَلف واللام. وكَــحَلَــتْهم السِّنون:

أَصابتهم؛ قال:

لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَــحَلَــتْ

إِحدى السِّنين، فَجارُهم تَمْرُ

يقول: يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر. وقال أَبو حنيفة: كَــحَلَــت السنةُ

تَكْــحَل كَــحْلــاً إِذا اشتدَّت. الفراء: اكْتَــحَل الرجل إِذا وقع بشدَّة

بعد رخاء. ومن أَمثالهم: باءت عَرَارِ بِكَــحْلٍ؛ إِذا قُتِل القاتل

بمقتولة. يقال: كانتا بَقَرَتين في بني إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى؛ قال

الأَزهري: من أَمثال العرب القديمة قولهم في التساوي: باءتْ عَرارِ

بكَــحْلٍ؛ قال ابن بري: كَــحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد، يصرف ولا يصرف، فشاهد

الصرف قول ابن عنقاء الفزاري:

باءتْ عَرارٌ بكَــحْلٍ والرِّفاق معاً،

فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل

وشاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن ذبيان:

باءتْ عَرارِ بكَــحْل فيما بيننا،

والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب

وكَــحْلَــةُ: من أَسماء السماء. قال الفارسي: وتأَلَّهَ قيس بن نُشْبة في

الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي، صلى الله عليه

وسلم، فلما بعث أَتاه قيس فقال له: يا محمد ما كَــحْلــة؟ فقال: السماء، فقال:

ما مَــحْلــة؟ فقال: الأَرض، فقال: أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا

في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلاَّ نبيّ؛ وقد يقال لها الكَــحْل، قال

الأُموي: كَــحْلٌ السماء؛ وأَنشد للكميت:

إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ،

ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَــحْلٍ جَنُوبها

والأَكْــحَل: عِرْق في اليد يُفْصَد، قال: ولا يقال عرق الأَكْــحَل. قال

ابن سيده: يقال له النَّسا في الفخِذ، وفي الظهر الأَبْهَرَ، وقيل:

الأَكْــحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن، وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على

حِدَة، فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ. وفي الحديث: أَن سعداً رمي

في أَكْــحَلــه؛ الأَكْــحَل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده.

والمِكْحالان: عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما، وقيل:

هما في أَسفل باطن الذراع، وقيل: هما عَظْما الوَرِكين من الفرس.

والكُحَيْل، مبني على التصغير: الذي تطلى به الإِبل للجرَب، لا يستعمل

إِلاَّ مصغَّراً؛ قال الشاعر:

مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ

قيل: هو النِّفْط والقَطِران، إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان

وأَشباه ذلك؛ قال علي بن حمزة: هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا

يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران، وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر

والقِرْدان كما ذكر؛ ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر:

أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى،

وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ

وكذلك قول القُلاَّخ المِنْقَري:

إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ

وكُحَيْلَةُ وكُــحْل: موضعان.

كــحل
الكُــحْل، بالضَّمّ: المالُ الْكثير، يُقَال: مضى لفلانٍ كُــحْلٌ: أَي مالٌ كثيرٌ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ. زادَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَمَا يُقَال لفلانٍ سَوادٌ، وَهُوَ مَجاز، وَكَانَ الأَصْمَعِيّ يَتَأَوَّلُ فِي سَوادِ العراقِ أنّه سُمِّي بِهِ للكَثرةِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأمّا أَنا فأحْسَبُه للخُضرَةِ. الكُــحْل: الإثْمِدُ وَهُوَ الَّذِي يُؤتى بِهِ من جبالِ أَصْفَهانَ، كالكِحالِ، ككِتابٍ. فِي المُحْكَم: الكُــحْل: كل مَا وُضِعَ فِي العَينِ يُشتَفى بِهِ، وكُــحْلُ السُّودانِ هِيَ: البَشْمَةُ، وكُــحْلُ فارِس: الأَنْزَروت، وَهُوَ صِمغٌ يُؤتى بِهِ من فارِس، فِيهِ مَرارةٌ، مِنْهُ أبيضُ وأحمرُ، وكُــحْلُ خَوْلانَ: الحُضُض، وَقد ذُكِرَ. وَكَــحَلَ العَينَ، كَمَنَعَ ونَصَرَ كَــحْلــاً، فَهِيَ مَكْحُولةٌ وكَحيلٌ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وكَحيلَةٌ وكَــحِلٌ، كخَجِلٍ وَكَــحْلَــةٌ، من أَعْيُنٍ كَــحْلَــى، وكَحائِلَ، عَن اللِّحْيانِيّ. وكَــحَّلَــها تَكْحِيلاً، أنشدَ ثعلبٌ:
(فمالَك بالسُّلطانِ أَن تَحْمِلَ القَذى ... جُفونُ عُيونٍ بالقَذى لم تُكَــحَّلِ)
وَفِي حديثِ أهلِ الجنّة: جُرْدٌ مُرْدٌ كَــحْلَــى جمع كَحيلٍ، كقَتيلٍ وقَتْلَى. والكَــحَل، مُحَرَّكَةً: أَن يَعْلُو مَنابتَ الأشْفارِ سَوادٌ مثلُ الكُــحْلِ خِلقَةً من غيرِ كُــحْلٍ. أَو هُوَ أَن تَسْوَدَّ مواضِعُ الكُــحْلِ، وَقد كَــحِلَ كفَرِحَ فَهُوَ أَكْــحَلُ، وَهِي كَــحْلــاء. قيل: الكَــحْلــاء: الشديدةُ السَّوادِ سَوادِ العَينِ، أَو الَّتِي ترَاهَا كأنّها مَكْحُولَةٌ وإنْ لم تُكْــحَلْ، قَالَ: كأنَّ بهَا كُــحْلــاً وإنْ لم تَكَــحَّلِ وَقَالَ ابنُ النَّبيه:
(كَــحْلــاء نَجْلاء لَهَا ناظِرٌ ... مُنَزَّهٌ عَن لَوْثَةِ المِرْوَدِ)
وَقَالَ الأَبُوصيريّ:
(قُلْ للذينَ تكَلَّفوا زِيَّ التُّقى ... وَتَخَيَّروا للدَّرْسِ أَلْفَ مُجَلَّدِ)

(لَا تَحْسَبوا كَــحَلَ الجُفونِ بحِيلَةٍ ... إنَّ المَها لم تَكْتَــحِلْ بالإثْمِدِ)
الكَــحْلــاءُ من النعاج: البَيضاءُ السَّوداءُ العَينَيْن. قَالَ ابنُ بَرِّي والصَّاغانِيّ: الكَــحْلــاء: نبتٌ، مَرْعَىً للنــحلِ تَجْرُسُها، عَن أبي حَنيفةَ، وأنشدَ للَبيدٍ: (قُرْعُ الرُّؤوسِ لصَوتِها زَجَلٌ ... فِي النَّبْعِ والكَــحْلــاءِ والسِّدْرِ)
أَو عُشبةٌ رَوْضِيّةٌ سَوْدَاءُ اللونِ ذاتُ ورَقٍ وقُضُبٍ، وَلها بُطونٌ حُمْرٌ، وعِرقٌ أَحْمَرُ، تَنْبُتُ بنَجْد فِي أَحْوِيَةِ الرملِ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: عُشبةٌ سُهْلِيَّةٌ تَنْبُتُ على ساقٍ، وَلها أَفْنَانٌ قَليلَة ليِّنَةٌ، وَوَرَقٌ) كَوَرَقِ الرَّيْحانِ اللّطاف، وَلها وَرْدَةٌ ناضِرَةٌ لَا يَرْعَاها شيءٌ، ولكنّها حَسَنَة المَنظر، قيل: الكَــحْلــاء: لِسانُ الثَّورِ، كالكُحَيْلاء، مُصغَّراً مُشدَّداً. الكَــحْلــاء: طائرٌ، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: هِيَ طائرةٌ من الدُّخَّلِ دَهْمَاءُ كَــحْلــاءُ العَينَيْنِ تَعْرِفُها بتَكْحيلِهما، وَهِي بعِظَمِ الهَوْزَنَةِ، والجمعُ الكُــحْلُ والكَــحْلــاوات. والكَــحْلَــة: خَرَزَةٌ من خَرَزَاتِ العربِ للتأخيذِ تُؤَخَّذُ بهَا النساءُ الرجالَ، قَالَه اللِّحْيانِيّ، وَقَالَ غيرُه: تُسْتَعْطَفُ بهَا الرِّجالُ. أَو هِيَ خَرَزَةٌ سَوْدَاءُ تُجعَلُ على الصِّبيانِ للعَينِ والنَّفسِ من الجِنِّ والإنسِ، فِيهَا لَوْنَان: بياضٌ وسوادٌ، كالرُّبَّ والسَّمْنِ إِذا اخْتَلَطا، كالكِحالِ والكِــحْلِ بكسرِهما. الكُــحْلَــة، بالضَّمّ: بَقْلَةٌ، ج: أكاحِلٌ، وَهُوَ نادرٌ على غيرِ قِيَاس، نَقله الصَّاغانِيّ. وَكَــحْلَــةُ مَعْرِفةٍ: اسمٌ للسماءِ، قَالَ الفارسيُّ: تألَّه قَيْسُ بنُ نُشْبَةَ فِي الجاهليّةِ، وَكَانَ مُنَجِّماً مُتَفَلْسِفاً يُخبرُ بمَبْعَثِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فلمّا بُعِثَ أَتَاهُ قَيسٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد مَا كَــحْلَــةُ فَقَالَ: السماءُ، فَقَالَ: مَا مَــحْلَــةُ فَقَالَ: الأَرْض، فَقَالَ: أَشْهَدُ أنّكَ لرسولُ الله فإنّا قد وَجَدْنا فِي بعضِ الكتُبِ أنّه لَا يعرفُ هَذَا إلاّ نبيٌّ، قد يُقَال لَهَا: الكَــحْلُ بالألِفِ واللامِ، حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حنيفةَ وكَرِهَه بعضُهم، قَالَ الأُمَوِيُّ: كَــحْل: السماءُ، وأنشدَ للكُمَيْت:
(إِذا مَا المَراضيعُ الخِماصُ تأوَّهَتْ ... وَلم تَنْدَ من أَنْوَاءِ كَــحْلٍ جَنوبُها)
منَ المَجاز: كَــحَلَــتِ السنَةُ كَمَنَع، كَــحْلــاً: اشتَدَّتْ، عَن أبي حنيفَة. كَــحَلَــت السِّنونَ القَومَ: أصابَتْهم فَهِيَ كاحِلَــةٌ، وَكَــحْلــاء، وَكَــحْلٌ، قَالَ:
(لَسْنَا كَأَقْوامٍ إِذا كَــحَلَــتْ ... إحْدى السِّنينَ فجارُهم تَمْرُ)
يَقُول: يأكلونَ جارَهم كَمَا يُؤكَلُ التمْرُ. وَكَــحْل يُصرَفُ ويُمنَعُ على مَا يجبُ فِي هَذَا الضربِ من المُؤنَّثِ العَلَمِ، وَفِي الأساس: خانَتْهم كَــحْل، مؤنَّثاً مَعْرِفةً مُخَيّراً فِي صَرْفِه ومَنْعِه: السنَةُ الشديدةُ المُجدِبَةُ، وَفِي الصِّحاح: وَيُقَال للسنةِ المُجدِبة: كَــحْل، وَهِي مَعْرِفةٌ لَا تَدْخُلُها الألِفُ وَاللَّام. وَيُقَال: صرَّحَتْ كَــحْل: إِذا لم يكن فِي السماءِ غَيْمٌ، قَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(قَوْمٌ إِذا صرَّحَتْ كَــحْلٌ بُيوتُهمُ ... عِزُّ الذليلِ ومأوى كلِّ قُرْضوبِ)
والكَــحْلُ والإكْحال: شِدّةُ المَــحْل، يُقَال: أصابَهم كَــحْلٌ وَمَــحْلٌ. منَ المَجاز: اكْتَــحلَــت الأرضُ بالنباتِ والخُضرَةِ وكــحَّلَــتْ تَكْحِيلاً، وَتَكَــحَّلَــتْ وأَكْــحَلَــتْ، كَأَكْرمَتْ، واكْحالَّتْ، كاحْمارَّتْ، وَذَلِكَ حِين تُرِي أوّلَ خُضرَةِ النَّبَات، كَمَا فِي التهذيبِ والمُحْكَم. والأكْــحَل: عِرْقٌ فِي اليدِ، أَي فِي وسَطِ الذِّراع، يُفْصَدُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: يُقَال لَهُ النَّسا فِي الفَخِذِ، وَفِي الظَّهْرِ الأَبْهَرُ، أَو هُوَ عِرقُ)
الحَياةِ يُدعى نَهْر البَدَنِ، وَفِي كلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ لَهُ اسمٌ على حِدَةٍ، فَإِذا قُطِعَ فِي اليدِ لَا يَرْقَأُ الدمُ، وَمِنْه الحَدِيث: أنَّ سَعْدَاً رُمِيَ فِي أَكْــحَلِــه، وَلَا تقل: عِرقُ الأَكْــحَلِ لأنّه يَلْزَمُ مِنْهُ إضافةُ الشيءِ إِلَى نَفْسِه، قَالَ شيخُنا: وهم تابعونَ لأبي العبّاسِ فِي الفَصيح، ولأنّه مَنَعَ عِرقَ النَّسا، وعلَّلوه بِمَا ذَكَرْنا، وتعَقَّبوه بأنّه منْ إضافةِ العامِّ إِلَى الخاصِّ، كَشَجَرِ أراكٍ، ونحوُه ممّا بسطناه فِي شَرْحِ نَظْمِ الفَصيحِ وغيرِه. المِكْــحَل، والمِكْحالُ، كمِنبَرٍ ومِفْتاح: المُلْمول الَّذِي يُكتَــحَلُ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحْكَم: الآلَةُ الَّتِي يُكْتَــحَلُ بهَا، وَفِي التَّهْذِيب: المِيلُ تُكْــحَلُ بِهِ العَينُ من المُكْــحُلَــةُ، قَالَ الشاعرُ: إِذا الْفَتى لم يَرْكَبِ الأهْوالا وخالَفَ الأعْمامَ والأخْوالا فَأَعْطهِ المِرْآةَ والمِكْحالا واسْعَ لَهُ وعُدَّهُ عِيالا والمِكْحالان: عَظْمَانِ شاخِصانِ فِيمَا يَلِي بَطْنَ الذِّرَاع، ونصُّ المُحْكَم: ممّا يَلِي باطنَ الذِّراعَيْنِ فِي مُرَكَّبِهما، وَقيل: هما فِي أَسْفَلِ باطنِ الذِّراع، أَو هما عَظْمَا الوَرِكَيْنِ منَ الفرَسِ، ونصُّ الصِّحاح: عَظْمَا الذِّراعَيْن من الفرَس. الكُحَيْل، كزُبَيْرٍ: النَّفْطُ يُطْلى بِهِ الإبلُ للجَرَب، وَهُوَ مَبْنِيٌّ على التصغير، وَلَا يُستعمَلُ إلاّ هَكَذَا، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. أَو هُوَ القَطِرانُ الَّذِي يُطلى بِهِ الإبلُ، ورَدَّه الأَصْمَعِيّ فَقَالَ: القَطِرانُ إنّما يُطلى بِهِ للدَّبَرِ والقِرْدانِ وأشباهِ ذَلِك، وإنّما هُوَ النَّفْطُ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ لعنترةَ بنِ شَدّادٍ:
(وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيْلاً مُعْقَداً ... حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوانبَ قُمْقُمِ) وَقَالَ غيرُه: مِثلِ الكُحَيْلِ أَو عَقيدِ الرُّبِّ قَالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: هَذَا من مشهورِ غَلَطِ الأَصْمَعِيّ لأنّ النَّفْطَ لَا يُطلى بِهِ الجرَبِ، وإنّما يُطلى بالقَطِرانِ، وَلَيْسَ القَطِرانُ مَخْصُوصاً بالدَّبَرِ والقِرْدانِ كَمَا ذَكَرَ، ويُفسِدُ ذَلِك قَوْلُ القَطِرانِ الشَّاعِر:
(أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبَى ... وَفِي القَطِرانِ للجَرْبى شِفاءُ)
وَكَذَلِكَ قولُ القُلاخِ المِنْقَريِّ:)
إنِّي أَنا القَطِرانُ أَشْفِي ذَا الجَرَبْ وَفِي الأساس: ومنَ المَجاز: هُوَ أَسْوَدُ كالكُحَيْلِ المُعَقَّدِ، وَهُوَ القَطِران، شُبِّهَ بالكُــحْلِ فِي سَوادِه.
الكُحَيْل: ع، بالجزيرةِ، نَقله الصَّاغانِيّ. كُحَيْلَةُ كجُهَيْنة: ع، عَن ابْن دُرَيْدٍ. ومُكْــحُلْ مُكْــحُلْ، بضمِّهما: دعاءٌ للنَّعجةِ إِلَى الــحَلْــب، عَن ابنِ عَبَّادٍ، قَالَ: أَي كأنّها مُكْــحُلَــةٌ مُلِئَتْ كُــحْلــاً من سَوادِها. قَالَ: وكُــحْلُ كُحَيْلَهْ بضمِّهما: زَجْرٌ لَهَا، أَي سودُ سُوَيْدَهْ، كَمَا فِي العُباب. كُــحْلٌ، كقُفْلٍ: ع، عَن ابْن دُرَيْدٍ. وكُــحْلــان، بالضَّمّ: ابنُ شُرَيْحٍ أَبُو قبيلةٍ من الْيمن، كَمَا فِي العُباب. قلتُ: من ذِي رُعَيْن، مِنْهُم الحسنُ بن يَزيدَ بن وَفاء الرُّعَيْنيِّ الكُــحْلــانيُّ. وَمَكْحولٌ: مَوْلَىً للنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، أوردَه المُسْتَغْفِريُّ فِي الصَّحابةِ. مَكْحُولُ بنُ عَبْد الله، أَبُو عَبْد الله التابعيُّ الدمشقيُّ، كَانَ هِندِيّاً من سَبْيِ كابُلَ لسعيدَ بنِ الْعَاصِ، فَوَهَبه لامرأةٍ من هُذَيْلٍ، فأعتقَتْه بمِصر، ثمّ تحوَّلَ إِلَى دمشق، يروي عَن أنسٍ وابنِ عمرَ، وواثِلَةَ بن الأَسْقَعِ وَأبي أُمامةَ، وَهُوَ فَقيهُ الشامِ وربّما دُلِّسَ، روى عَنهُ أهلُ الشَّام، مَاتَ سنة بِالشَّام، وَقيل: ثلاثَ عشرَة، وَهَذَا نصُّ ابنِ حِبّان، وَقَالَ الذهبِيُّ فِي الكاشِف: روى عَن عائشةَ وَأبي هُرَيْرةَ مُرْسَلاً، وَعنهُ الزُّبَيْريُّ والأَوْزاعيُّ وسعيدُ بن عبدِ الْعَزِيز، وَقَالَ فِي الدِّيوان: حكى مُحَمَّد بنُ سَعدٍ أنّه ضعيفٌ، ووثَّقَه غيرُه.
وفاتَه: مَكْحُولُ بنُ عَبْد الله الرُّعَيْنيُّ، عَن ابنِ عُيَيْنةَ. مَكْحُول: فرَسُ عليِّ بن شَبيبِ بن عامرٍ الأزْديِّ، قَالَ سُراقَةُ بنٌ مِرْداسٍ البارِقيُّ: سُبِّقَ مَكْحُولٌ وصلَّى نادِرُ وخُلِّفَ المَزْنوقُ والمُساوِرُ وَكَــحَلــةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ماءٌ لجُشَمَ، نَقله الصَّاغانِيّ. والمُكْــحُلَــة، بالضَّمّ: مَا فِيهِ الكُــحْلُ، وَهُوَ أحدُ مَا جاءَ بالضَّمّ من الأدوات، كَمَا فِي الصِّحاح، وبابه مِفْعَل بالكَسْر، والجمعُ المَكاحِل، ونَظيرُه المُدْهُنُ والمُسْعُطُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ على المكانِ إِذْ لَو كَانَ عَلَيْهِ لفُتِح، لأنّه من يَفْعُلُ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: مَا كَانَ على مِفْعَلٍ ومِفْعَلَةٍ ممّا يُعْتَمَلُ بِهِ فَهُوَ مَكْسُورُ الميمِ مثل: مِخْرَزٍ ومِبْضَعٍ ومِسَلَّةٍ ومِزْرَعةٍ ومِخْلاةٍ، إلاّ أَحْرُفاً جاءَتْ نوادِرَ بضمِّ الميمِ والعَينِ، وَهِي مُسْعُطٌ ومُنْخُلٌ ومُدْهُنٌ ومُكْــحُلَــةٌ ومُنْصُلٌ. وَتَمَكْــحَلَ الرجلُ: أَخَذَ مُكْــحُلَــةً، نَقله الجَوْهَرِيّ. منَ المَجاز: اكْتَــحلَ الرجلُ: وَقَعَ فِي شِدّةٍ بعدَ رَخاءٍ، نَقله الفَرّاءُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: جاءَ من المالِ بكُــحْلِ عَيْنَيْن: أَي بقَدرِ مَا يملؤُهما أَو يُغَشِّي سَوادَهما. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: وَهُوَ للَبيدٍ فِيمَا)
زَعَمُوا:
(كَميشُ الإزارِ يَكْــحَلُ العَينَ إثْمِداً ... وَيَغْدو عَلَيْنا مُسْفِراً غيرَ واجِمِ)
فسَّرَه فَقَالَ: أَي يركبُ فَحْمَةَ الليلِ وسَوادَه، وَهُوَ مَجاز. وكُــحْلُ العُشبِ: أَن يُرى النبتُ فِي الأُصولِ الكِبارِ وَفِي الحَشيشِ مُخْضَرّاً إِذا كَانَ قد أُكِلَ، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي العِضاه. وَمن أمثالِهم: باءَتْ عَرارِ بكَــحْلٍ إِذا قُتِلَ القاتلُ بمَقْتولِه، يُقَال: كَانَتَا بَقَرَتَيْن فِي بني إسرائيلَ قُتِلَتْ إحداهُما بالأُخرى، ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، والأَزْهَرِيّ، والزَّمَخْشَرِيّ، وأوردَه المُصَنِّف فِي عرر، وذِكرُ كَــحْلَ واجبٌ هُنَا لَا المثَل، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: يُصرَفُ وَلَا يُصرَفُ، فشاهِدُ الصَّرفِ قولُ ابنِ عَنْقَاءَ الفَزاريِّ:
(باءَتْ عَرارٌ بكَــحْلٍ والرِّفاقُ مَعًا ... فَلَا تمَنَّوْا أمانِيَّ الأباطيلِ)
وشاهدُ تَرْكِ الصرفِ قولُ عَبْد الله بنِ الحَجّاجِ الثعلبيِّ من بني ثَعْلَبةَ بن ذُبْيانَ:
(باءَتْ عَرارِ بكَــحْلَ فِيمَا بَيْننَا ... والحقُّ يَعْرِفُه ذَوو الألبابِ)
واكْتَــحلَ عَيْنَه، وَتَكَــحَّلَ، مثل كَــحَلَ وكــحَّلَ، وَمِنْه: ليسَ التَّكَــحُّلُ فِي العَينَيْنِ كالكَــحَلِ والمُكْــحُلَــة، بالضَّمّ: هَذِه الآلةُ الَّتِي يُضربُ بهَا بُندقُ الرصاصِ فِي لغةِ المَغارِبةِ، وَهُوَ يَرْمِي بالمَكاحِلِ، وَهُوَ مَجاز شُبِّهَتْ بمُكْــحُلَــةِ العينِ لما فِيهَا من السَّواد. ورأيتُ فِي الأرضِ كُــحْلــاً: أَي شَيْئا من الخُضرَة. وَهُوَ يَمْتَاحُ من مَكاحِلِــه بمَكاحِلِــه: إِحْدَاهمَا جمع المِكْحالِ للمِيلِ، والثانيةُ جمعُ المُكْــحُلَــة. وَمَا اكْتَــحلَــتْ عَيْنِي بك: أَي مَا رأيتُكَ، وَهُوَ مَجاز. واكْتَــحلَ وجهُه بالهَمِّ: ظهرَ فِيهِ أثرُه، وَهُوَ مَجاز. واكْتَــحلَ فلانٌ بشَرِّ حالٍ: ظَهَرَ فِيهِ أثرُه. والمُكَــحَّل، كمُعَظَّمٍ: لقَبُ عَمْرِو بنِ الأهتَمِ الصحابيِّ، لُقِّبَ بِهِ لجمالِه. والكُــحْلِــيُّ، بالضَّمّ: من يصنعُ الكُــحْلَ، مِنْهُم: أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن احمدَ بن عليٍّ الكُــحْلِــيُّ الأديبُ النَّيْسابوريّ. والكَحّال: من يُداوي العَينَ بالكُــحْلِ، مِنْهُم: أَبُو سُلَيْمانَ إسماعيلُ بنُ سُلَيْمانَ البَصْريُّ الضَّبِّيُّ من شيوخِ النَّضرِ بنِ شُمَيْلٍ. والكُحَيْل، كزُبَيْر: اسْم عَلَم للنَّجيبِ من الأفْراس، وَيُقَال أَيْضا: كُحَيْلان. وكُحَيْلٌ: اسمٌ، وَكَانَ بالفَيُّومِ رجلٌ يُسمّى بذلك، وَكَانَ يَسْبِقُ الخَيلَ فِي عَدْوِه، فِيمَا يُقَال، أَدْرَكتُ عَصْرَه. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: اكْحالَّتِ العَينُ، كاحْمارَّتْ: صارتْ كَــحْلــاء. والأكاحِل: مَوْضِعٌ فِي بلادِ مُزَيْنَةَ، نَقله ياقوت، وأنشدَ لمعَنِ بنِ أَوْسٍ:)
(أعاذِلَ مَن يَحْتَلُّ فَيْفَاً وَفَيْحةً ... وَثَوْراً وَمن يحمي الأكاحِلَ بَعْدَنا)
ك ح ل: (الْكُــحْلُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْأَكْــحَلُ) عِرْقٌ فِي الْيَدِ يُفْصَدُ، وَلَا يُقَالُ: عِرْقُ الْأَكْــحَلِ. وَرَجُلٌ (أَكْــحَلُ) بَيِّنُ (الْكَــحَلِ) وَهُوَ الَّذِي يَعْلُو جُفُونَ عَيْنَيْهِ سَوَادٌ مِثْلُ الْكُــحْلِ مِنْ غَيْرِ (اكْتِحَالٍ) . وَعَيْنٌ (كَحِيلٌ) وَامْرَأَةٌ (كَــحْلَــاءُ) . وَ (الْمِكْــحَلُ) وَ (الْمِكْحَالُ) الْمُلْمُولُ الَّذِي يُكْتَــحَلُ بِهِ. وَ (الْمُكْــحُلَــةُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْحَاءِ الَّتِي فِيهَا الْكُــحْلُ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ عَلَى الضَّمِّ مِنَ الْأَدَوَاتِ. وَ (تَمَكْــحَلَ) الرَّجُلُ أَخَذَ مُكْــحُلَــةً. وَ (كَــحَلَ) عَيْنَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (تَكَــحَّلَ) وَ (اكْتَــحَلَ) . 

كــحل

1 كَــحَلَ (assumed tropical:) He put out, or blinded, an eye with a heated nail, &c.: see an ex. voce سَمَرَ.8 مَا اكْتَــحَلْــتُ غَمَاضًا and غِمَاضًا

&c.: see أَغْمَضَ. See also حَثاَثٌ.10 اِسْتَكْــحَلَ السَّهَرَ (assumed tropical:) [He became sleepless; as though he took sleeplessness as a collyrium]. (TA in art. حلــس, from a trad.) كَــحْلٌ and كَــحْلُ (S, K) A year of drought, barrenness, or dearth; (S;) a hard year. (K.) كُحَيْلٌ a proper name for A horse of high breed; as also ↓ كُحَيْلاَنٌ. (TA.) b2: كُحَيْلٌ Tar (قَطِرَان) in the dial. of El-Hijáz. (TA, voce غَرْبٌ; from the T.) See نفْظٌ.

كُحَيْلاَنٌ

: see كُحَيْلٌ.

عَيْنٌ كَــحْلَــآءُ An eye that is black, [or black in the edges of the lids,] by nature, as though it had كُــحْل applied to it. (Mgh.) Not in the TA. [It seems to have both of these meanings.]

كَــحْلَــآءُ A certain plant: see K, voce شِنْجَار: calendula arvensis: see Delile, Flor. Aeg., no.

864.

الأَكْــحَلُ The median vein. See وَرِيدٌ and أَبْجَلُ and أَبْهَرُ and الصَّافِنُ.

قحل

قــحل



قَحُولٌ

, applied to a man and to a horse, i. q. عِنِّينٌ. (IAar in TA, art. عجر.) إِنْقَــحْلٌ: see إِنْزَهْوٌ.
(قــحل)
الشَّيْء قــحلــا وقــحلــا يبس يُقَال قــحل الْعود وقــحل الْجلد وَيُقَال قــحل الشَّيْخ يبس جلده وقــحلــت الأَرْض يَبِسَتْ وأجدبت فَهُوَ قــحل وقــحل
قــحل القاحِلُ: اليابسُ من الجُلُوْد. وشَيْخٌ قاحِلٌ، قَــحِلَ يَقْــحَلُ قُحُوْلاً، وقَــحَلَ - أيضاً -: لُغَةٌ. والتَّقَــحُّلُ: كالتَّقَهُّلِ. وشَرِبْنا مُقَاحَلَــةً ومُوَاظَفَةً: أي مُلاَزَمَةً.
ق ح ل : شَيْخٌ قَــحْلٌ وِزَانُ فَلْسٍ وَهُوَ الْفَانِي وَقَــحَلَ الشَّيْءُ قَــحْلًــا مِنْ بَابِ نَفَعَ يَبِسَ فَهُوَ قَاحِلٌ وَقَــحِلَ قَــحَلًــا فَهُوَ قَــحِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ مِثْلُهُ. 
ق ح ل

عود قاحل وقــحلٌ: يابس. وقد قــحل قحولاً وقــحل قــحلــاً.

ومن المجاز: قــحل الشيخ وقَــحِلَ. وإنه لقاحل الجسم. وشيخ قــحلٌ وإنقــحلٌ. وأقــحلــه الصوم. وتقــحّل في لبوسه وحاله. وتقول: فلان في بلد ماحل، وعيش قاحل.
قــحل: قــحل، وهي قــحلــة: مجدب، قاحل. جدب، جديبن أجدب. (ابن العوام 1: 45، 161) واقرأ فيه: تصيرها قــحلــة (1: 167) وفقا لما جاء وفي مخطوطتنا.
قــحلــة: لزقة من القطران. (فوك).
قحولة: جفاف، يبوسة. (جولينوس) وكذلك في معجم (بوشر ومحيط المحيط).
فخيلة: لسان الثور (المستعيني في مادة لسان الثور).
انقــحل: الأنثى إنقــحلــة. (الكامل ص697).

قــحل


قَــحَلَ(n. ac. قَــحْل
قُحُوْل) [& pass. ]
a. Was withered, shrivelled; was lean, skinny; was old
decrepit.

قَــحِلَ(n. ac. قَــحَل)
a. see supra.

قَاْــحَلَa. Adhered, attended to.

أَقْــحَلَa. Dried, shrivelled up; wasted, emaciated.

تَقَــحَّلَa. see I
قِــحْل
قَــحِلa. see 21
قَاْــحِلa. Dry, shrivelled, lean, skinny, shrunken.

قُحَاْلa. Wasting away; dry rot ( in sheep ).

قُحُوْلَةa. Dryness.

N. Ag.
تَقَــحَّلَa. see 21
ق ح ل: (قَــحَلَ) الشَّيْءُ يَبِسَ وَبَابُهُ خَضَعَ
فَهُوَ (قَاحِلٌ) . وَ (قَــحِلَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ لُغَةٌ فِيهِ فَهُوَ (قَــحِلٌ) . وَ (قَــحِلَ) الشَّيْخُ (قَــحَلًــا) يَبِسَ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ وَشَيْخٌ (قَــحْلٌ) بِالتَّسْكِينِ وَ (إِنْقَــحْلٌ) أَيْضًا بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ مُسِنٌّ جِدًّا. 
[قــحل] قــحل الشئ يقــحل قحولا: يبسَ، فهو قاحِلٌ. والمُتَقَــحِّلُ: الرجلُ اليابس الجلد السيئ الحال، وقــحل بالكسر قــحلــا مثلا، فهو قــحل. وقــحل الشيخ قــحلــا: يبس جلده على عظمه. وشيخٌ قَــحْلٌ بالتسكين، وإِنْقُــحْلٌ أيضا بكسر الهمزة، أي مسن جدا. وأقــحلــت الشئ: أيبسته. والقحال: داء يصيب الغنم فتجف جلودها.
[قــحل] فيه: "قــحل الناس"، أي يبسوا من شدة القحط، قــحل قــحلًــا -إذا إلتزق جلده بعظمه من الهزال والبلى، وأقــحلــته أنا، وشيخ قــحل-بالسكون. ومنه ح: تتابعت على قريش سنو جدبأقــحلــت" الظلف، أي ذوات الظلف أي أهزلت الماشية وألصقت جلودها بعظامها. وح: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا "نقــحل" أيدينا من خضاب. وح: لأنه يعصبه أحدكم بقدّ حتى "يقــحل" خير من أن يسأل الناس في نكاح، يعني الذكر حتى ينكسر. وفي ح وقعة الجمل:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ... الموت أحلــى عندنا من العسل
ردوا علينا شيخنا ثم مجل
فأجيب:
كيف نرد شيخكم وقد "قــحل"
أي مات وجف جلده.
(ق ح ل)

قَــحلَ الشَّيْء يقــحَلُ قُحولا، وقَــحِل قحولا وقَــحَلــا: كِلَاهُمَا، يبس. وقَــحَل جلده، وتقــحَّل، وتَقَهَّل - على الْبَدَل - يبس من الْعِبَادَة خَاصَّة، عَن يَعْقُوب. والقُحال: دَاء يُصِيب الْغنم فتجف جلودها حَتَّى تَمُوت.

وَرجل قَــحْلٌ، وَامْرَأَة قَــحْلــةٌ: مسنان. وَرجل اِنقَــحْلٌ، وَامْرَأَة اِنقَــحْلــةٌ: مخلقان من الْكبر والهرم، أنْشد الْأَصْمَعِي:

لمَّا رأتْني خَلَقا اِنْقَــحْلــا

وَقد يُقَال الإنقَــحْلُ فِي الْبَعِير.

قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون الْهمزَة فِي أول اِنقَــحْلٍ للإلحاق بِمَا اقْترن بهَا من النُّون بِبَاب جردحل، وَمثله مَا روى عَنْهُم من قَوْلهم: رجل إنزهوا وَامْرَأَة إنزهوة، إِذا كَانَا ذَوي زهو، وَلم يحك سِيبَوَيْهٍ من هَذَا الْوَزْن إِلَّا انقــحلــا وَحده.
قــحل
قــحَلَ يَقــحَل، قُحُولاً، فهو قاحِل
• قــحَلــتِ الأرضُ: يَبِسَت "قــحَلــتِ البحيرةُ بعد نضوب مائها". 

قــحِلَ يَقــحَل، قَــحْلــاً وقَــحَلــاً، فهو قَــحْل وقَــحِل
• قــحِلــتِ الأرضُ: قــحَلَــت، يَبِست وأجدبت "أرض قاحلــة".
• قــحِل الشَّيخُ: يبس جلدُه. 

أقــحلَ يُقــحل، إقْحالاً، فهو مُقْــحِل، والمفعول مُقْــحَل
• أقــحل القحطُ الأرضَ: أيبسها. 

قُحال [مفرد]: (طب) داءٌ يصيب الأغنام فتجفّ منه جلودُها وتموت. 

قــحَل [مفرد]: مصدر قــحِلَ

قَــحْل [مفرد]:
1 - مصدر قــحِلَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قــحِلَ.
3 - منطقة أو مناخ يفتقران إلى الرطوبة الكافية للزراعة التي لا تعتمد على الريّ الصناعيّ. 

قَــحِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قــحِلَ

قُحول [مفرد]: مصدر قــحَلَ

قُحولة [مفرد]
• قُحولة الأرض: يُبُوستها. 

قــحل: القاحِل: اليابس من الجلود. وسِقاءٌ قاحِل وشيخ قاحِل وشيخ قَــحْل،

بالسكون، وقد قَــحَل، بالفتح، يَقْــحَل قُحُولاً، فهو قاحِل؛ وفي حديث

وَقْعة الجمل:

كيف نردُّ شَيْخَكم وقد قَــحَل؟

أَي مات وجف جلده؛ قال ابن الأَثير: أَخرجه الهروي في يومِ صِفِّين،

والخبر إِنما هو في يوم الجمل؛ والشِّعرُ:

نحنُ بنو ضَبَّة أَصحاب الجملْ،

الموتُ أَــحْلــى عندنا من العَسَلْ،

رُدُّوا علينا شيخَنا ثم بَجَلْ

فأُجيب:

كيف نردُّ شيخَكم وقد قَــحَلْ؟

ابن سيده: قَــحَل الشيءُ يَقْــحَل قُحولاً وقُــحِل قُحُولاً كلاهما يَبِس،

فهو قاحِل. وقال الجوهري: قَــحِل، بالكسر، قَــحْلــاً مثله، فهو قَــحِلٌ.

وقَــحِل جلده وتَقَــحَّل وتَقَهَّل على البدل: يَبِسَ من العبادة خاصة؛ عن

يعقوب. وقال أَبو عبيد: قَــحِل الرجل وقَفَِل قُحُولاً وقُفُولاً إِذا يَبِس

وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً؛ وقال الراجز في صفة الذئب:

صبَّ عليها، في الظلام الغَيْطَلِ،

كلَّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ

يَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُــحَّلِ،

لا يَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ

ويقال: تقــحَّل الشيخ تقــحُّلــاً وتقهَّل تقهُّلاً إِذا يَبس جلده على عظمه

من البُؤْس والكِبَر. وقال ابن الأَعرابي: لا أَقول قَــحِل ولكن قَــحَل

وفي الحديث: قَــحَل الناس على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي

يَبِسوا من شدة القَحْط. وقد قَــحِل يَقْــحل قَــحَلــاً إِذا التزق جلده بعظمه من

الهزال والبِلَى، وأَقْــحَلْــته أَنا؛ ومنه حديث استسقاء عبدِ المطلب:

تتابعتْ على قريش سِنُو جدْب قد أَقْــحَلَــت الظِّلْف أَي أَهزلت الماشية

وأَلصقت جلودَها بعِظامها، وأَراد ذات الظِّلفِ؛ ومنه حديث أُمِّ ليلى: أَمرنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لا نُقْــحِل أَيديَنا من خِضاب. وفي

حديث: لأَنْ يَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حتى يَقْــحَل خيرٌ من أَن يسأَل الناس

في نكاح، يعني الذكر أَي حتى يَيْبَس.

والقُحَال: داء يصيب الغنم فتجفّ جلودها فتموت. ورجل قَــحْل وامرأَة

قَــحْلــة: مُسِنَّان. ورجل إِنْقَــحْل وامرأَة إِنْقَــحْلــة، بكسر الهمزة:

مُخْلَقان من الكِبَر والهَرَم؛ أَنشد الأَصمعي:

لمَّا رأَتْني خَلَقاً انْقَــحْلــا

وقد يقال الإِنْقَــحْل في البعير؛ قال ابن جني: ينبغي أَن تكون الهمزة في

إِنْقَــحْل للإِلحاق بما اقْترن بها من النون من باب جِرْدَــحْل، ومثله ما

روي عنهم من قولهم إِنْزَهْوٌ، وامرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كانا ذوَي

زَهْوٍ، ولم يَحْك سيبويه من هذا الوزن إِلاّ إِنْقَــحْلــاً وحده. الجوهري:

المُتَقَــحِّل الرجل اليابس الجِلْد السيّء الحال. وأَقْــحَلْــت الشيء:

أَيْبَسْته.

قــحل
قَــحَلَ العُودُ والجِلدُ، كَمَنَع، قُحولاً، بالضَّمّ، وكعَلِمَ، قَــحْلــاً، بالفَتْح، أَو يُحرّك، الفتحُ عَن الجَوْهَرِيّ والتحريكُ عَن الصَّاغانِيّ: إِذا يَبِسَ. قُــحِلَ، كعُنِيَ عَن ابْن الأَعْرابِيّ قُحولاً: يَبِسَ جِلدُه على عَظْمِه من البُؤسِ والكِبَر، وَهُوَ مَجاز، وَفِي المُحْكَم: قَــحَلَ الشيءُ يَقْــحَلُ قُحولاً، وقُــحِلَ قُحولاً، كِلاهما: يَبِسَ، فَهُوَ قاحِلٌ، وقَــحِلَ جِلدُه كَتَقَــحَّلَ وَتَقَهَّلَ، على البدَلِ، عَن يَعْقُوب.القُحال، كغُرابٍ: داءٌ فِي الغنَمِ يُصيبُها فتَجِفَّ جُلودُها فتموت. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَــحْلُ بنُ عَيّاشٍ الَّذِي قَتَلَ يَزيدَ بن المُهَلَّبِ، وَقَتَله يزيدُ، هَذَا هُوَ الصوابُ فِي الضبطِ، ومثلُه فِي العُباب والتبصير، وأوردَه المُصَنِّف فِي فَــحل فصحَّفَه. وسعيدُ بنُ القَــحْل: مُحدِّثٌ، روى عَن سالمِ بن عَبْد الله بن عمر، وَمِنْهُم من ضَبَطَه بالفاءِ أَيْضا.

أَطْحَلُ

أَطْــحَلُ:
بالفتح ثم السكون، وفتح الحاء المهملة، ولام، والطّــحلــة لون بين الغبرة والبياض، ورماد أطــحل وشراب أطــحل إذا لم يكن صافيا: وهو جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، فيقال له ثور أطــحل، قال البعيث: وجئنا بأسلاب الملوك، وأحرزت ... أسنّتنا مجد الأسنّة والأكل
وجئنا بعمرو، بعد ما حلّ سربها ... مــحلّ الذليل، خلف أطــحل أو عكل
وإلى ثور أطــحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري، مات في البصرة سنة 161.

وحل

وحل



وَــحَلٌ (S. Msb, K) and وَــحْلٌ (Msb, K) Slime, mire, or then mud, (S, Msb, K,) in which beast of carriage slick. (K.)
وحل
الوَــحَلُ: الطِّيْنُ، وَــحِلَ يَوْــحَلُ ويَأْــحَلُ وَــحَلــاً، والجَميعُ: الوُحُوْلُ والأوْحَالُ، واسْتَوْــحَلَ المَكانُ. والمُتَــحَلِّــلُ والمُتَّــحِلُ: المُسْتَثْنى المُتَــحَلِّــلُ، قال النابغة:
وفي مَيْسَرِ الأيْسَارِ مُتَّــحِلــا
حل) - في حديث سُراقة - رضي الله عنه -: "فَوَــحِلَ بِى فَرسى وَإنِّي لَفِى جَلَدٍ من الأَرْض"
: أي أوْقَعَنِى في الوَــحَل، وهو الطِّينُ، يعنى كَأَنَّهُ يَسِيرُ في طِينٍ.
والجَلَدُ: ما صَلُبَ من الأَرْض.
حل] نه: في ح سراقة: "فوحل" بي فرسي وإني لفي جلد من الأرض، أي أوقعني في الوحل، يريد كأنه يسير بي في طين وأنا في صلب من الأرض. ومنه ح عقبة: "فوحل" به فرسه في جدد من الأرض، أي مستو منها، الجوهري: الوحل - بالحركة: الطين الرقيق، وهو بالفتح مصدر، وبالكسر مكان، وبالسكون لغة رديئة، ووحل - بالكسر: وقع في الوحل، وأوحلــه غيره - إذا أوقعه فيه.
و ح ل : وَــحِلَ الرَّجُلُ يَوْــحَلُ وَــحَلًــا فَهُوَ وَــحِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَتَوَــحَّلَ أَيْضًا وَأَوْــحَلَــهُ غَيْرُهُ وَالْوَــحْلُ بِالسُّكُونِ اسْمٌ وَجَمْعُهُ وُحُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْوَــحَلُ بِالْفَتْحِ جَمْعُهُ أَوْحَالٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَاسْتَوْــحَلَ الْمَكَانُ صَارَ ذَا وَــحْلٍ وَهُوَ الطِّينُ الرَّقِيقُ. 
وحل:
وحلّ: ربك، أوقع في مَوحل (بقطر).
وحلّ: لوّث بالطين (بقطر).
وحلّ: وقع في مأزق (بقطر).
أوحل: آثار العقبات في وجهه، أزعجه (بقطر).
توحّل: وقع في موحل (بقطر) (معجم أبي الفداء).
توحل: تلوث بالطين (بقطر، محيط المحيط).
وحلــة: طين، خطوة رديئة، موحلــة، موضع خطر، انزعاج (بقطر) مأزق (هلو).
وحلــة: ورطة crotte gâchis ( بقطر).
وحيل: مطيّن، موحل (معجم الجغرافيا).
موحل: مطيّن، موحل (بقطر).
و ح ل

طريق ذو وحل ووحول وأوحال. قال الأعشى:

تدبّ كمشي القطاة القطو ... ف في وحل النّهي تخشى رقيباً

وهذا موحل لا يطاق فيه المشي، واستوحل المكان. ووحل الرّجل: وقع في الوحل يوحل وحلــاً فهو وحلٌ، ووحل وحلــاً فهو موحولٌ، وأوحلــته أنا.

ومن المجاز: أوحلــه شراً: ورّطه فيه.

وحل


وَــحِلَ(n. ac. وَــحَل
مَوْــحَل)
a. Fell into, stuck in the mud; muddied himself.

وَــحَّلَ
a. [ coll. ]
see IV (a)b. [ coll. ], Became muddy.

أَوْــحَلَa. Threw into the mud; splashed, soiled.
b. Afflicted with (evil).
تَوَــحَّلَa. Was muddy.
b. see I
إِسْتَوْــحَلَa. see V (a)
وَــحْل
وَــحَل (pl.
وُحُوْل
أَوْحَاْل)
a. Mud, mire; slush.

وَــحِلa. Muddy, miry.

مَوْــحِلa. Puddle.

وَــحْلَــاْنُa. see 5
إِتَّــحَلَ فِى يَمِيْنِهِ
a. He made a reservation in swearing.
و ح ل: (الْوَــحَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الطِّينُ الرَّقِيقُ وَ (الْمَوْــحَلُ) بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمَصْدَرُ وَبِكَسْرِهَا الْمَكَانُ. وَ (الْوَــحْلُ) بِالسُّكُونِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَ (وَــحِلَ) الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ يَوْــحَلُ (وَــحَلًــا) وَ (مَوْــحَلًــا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْحَاءِ فِيهِمَا أَيْ وَقَعَ فِي الْوَــحْلِ
حل] الوَــحَلُ بالتحريك: الطينُ الرقيقُ. والموحل بالفتح: المصدر، وبالكسر المكان والاسم على ما فسرناه. قال الشاعر : فأصبح العين رُكوداً على الأوْ شازِ أن يَرْسَخْنَ في المَوحَلِ يروى بالفتح والكسر. يقول: وقَفتْ بقرُ الوحش على الروابي مخافةَ الوحلِ، لكثرة المطر. والوَــحْلُ بالتسكين، لغةٌ رديئة. واسْتَوْــحَلَ المكانُ. ووَــحِلَ الرجلُ بالكسر : وقع في الوَــحَلِ. وأوْــحَلَــهُ غيره. وواحلــه فوحلــه، أي غلبه فيه.
(وح ل)

الوَــحَلُ: الطين الَّذِي ترتطم فِيهِ الدَّوَابّ. وَالْجمع أوْحال ووُحُول.

واسَتْوْــحَل الْمَكَان: صَار فِيهِ الوَــحَلُ.

ووَــحِلَ وَــحَلــاً، فَهُوَ وَــحِلٌ: وَقع فِي الوَــحَلِ. قَالَ لبيد:

فَتَوَلَّوْا فَاتِراً مَشْيُهُمْ ... كَرَوَايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بِالوَــحَلْ

ووَاحَلَــني فَوَــحَلْــتُه أحِلُــه: كنت أخوض لِلْوَــحَلِ مِنْهُ.

والمَوْــحِل: الْموضع الَّذِي فِيهِ الوحلوأوْــحَلَ فلَان فلَانا شرا: أثقله بِهِ.

ومَوْــحَلٌ: مَوضِع، قَالَ:

مِنْ قُللِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْــحَلِ

وحل: الوَــحَل، بالتحريك: الطينُ الرَّقيق الذي ترتَطِمُ فيه الدوابّ،

والوَــحْل، بالتسكين، لغة رديَّة، والجمع أَوْحالٌ ووُحُولٌ. والمَوْــحَل

بالفتح المصدر، وبالكسر المكان.

واسْتَوْــحَل المكان: صار فيه الوَــحَل.

ووَــحِل، بالكسر، يَوْــحَل وَــحَلــاً، فهو وَــحِلٌ: وقع في الوَــحَل؛ قال

لبيد:فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،

كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَــحَلْ

وأَوْــحَلــه غيرُه إِذا أَوقعَه فيه. وفي حديث سُراقة: فوَــحِل بي فَرَسي

وإِنني لَفي جَلَدٍ من الأَرض أَي أَوقعني في الوَــحَل؛ يريد كأَنه يسِير

بي في طِينٍ وأَنا في صُلْب من الأَرض. وفي حديث أَسْرِ عُقْبة بن أَبي

مُعَيْط: فوَــحِل به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض، والجَدَدُ: ما استوى من

الأَرض. وواحَلَــني فوحَلــته أَــحِلُــه: كنتُ أَخْوَضَ للوَــحَل منه، وواحَلَــه

فوَــحَلَــه. والمَوْــحِل: الموضع الذي فيه الوَــحَل؛ قال المتنخل الهُذلي:

فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على الـ

أَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ في المَوْــحَلِ

يروى بالفتح والكسر من المصدر والمكان، يقول: وقفتْ بقَرُ الوَحْش على

الرَّوابي مَخافة الوَــحَل لكثرة الأَمطار. وأَوْــحَل فلانٌ فلاناً شرّاً:

أَثقله به. ومَوْــحَل: موضع

(* قوله «وموحل موضع» كذا في الأصل مضبوطاً) ؛

قال:

من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْــحَل

وحل
وحِلَ يوحَل، وَــحَلــاً، فهو وَــحِل
• وحِل الشّخصُ أو الحيوانُ: وقع في طينٍ وتخبَّط فيه "وحِلــت السيَّارة- وحِل بي فرسي في أرضٍ مُسْتويةٍ- طريق وَــحِلٌ". 

أوحلَ يُوحل، إيحالاً، فهو مُوحِل، والمفعول مُوحَل
• أوحل السَّيَّارةَ: أوقعها في الوَــحْل، أي خليط الطّين والماء "أوحلــه عدم انتباهه وهو يسير".
• أوحل الشَّخصَ شرًّا: أثقله وورّطه فيه "أوحلــته العصابةُ وهو غافل عما يجري". 

استوحلَ يستوحل، استيحالاً، فهو مُستوحِل
• استوحل المكانُ: صار فيه الوحل، أي الطين "هطل المطرُ فاستوحلــت الأرض التَّربة". 

توحَّلَ يتوحَّل، توحُّلــاً، فهو متوحِّل
• توحَّل الشَّخصُ: وَــحِلَ؛ وقع في طينٍ وتخبّط فيه ° توحَّلــتْ سمعته: تلطَّخت بالدَّنس.
• توحَّل المكانُ: صار ذا وَــحَلٍ، أي خليط من الطِّين والماء "توحَّل الطّريقُ التُّرابيّ بسقوط المطر". 

وَــحْل/ وَــحَل1 [مفرد]: ج أَوْحال ووُحول: (جو) خليط من التُّربات الغرينيّة التي تصير طينًا كالعجينة إذا خالطها الماء "وَــحْل مستنقع- غاصت قدَمي في الوَــحل" ° غرِق في الوَــحْل/ غرِق في الوَــحَل: تورَّط في أعمال غير مشروعة. 

وَــحَل2 [مفرد]: مصدر وحِلَ

وَــحِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحِلَ
وحل

(} الوَــحْلُ، وَيُحَرَّكُ) اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وَالصّاغانِيُّ عَلَى التَّحْرِيْكِ، وَقَالاَ: إِنَّ التَّسْكِينَ لُغَةٌ رَدِيْئَةٌ، قَالَ الرَّاعِي: (فَلاَ رَدَّها رَبِّي إِلى مَرْجِ رَاهِطٍ ... وَلاَ أَصْبَحَتْ تَمْشِي بِسَكَّاءَ فِي {وَــحْلِ)
فَإِذَنْ تَقْدِيم المُصَنَّف إِيّاها فِي الذِّكْرِ غَيْرُ سَدِيْدٍ: (الطِّينُ الرَّقِيقُ) ، زادَ ابْنُ سِيْدَه: الَّذِي (تَرْتَطِمُ فِيْهِ الدَّوَابُّ) ، قَالَ لَبِيْدٌ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -:
(فَتَوَلَّوْا فَاتِرًا مَشْيُهُمُ ... كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ} بِالوَــحَلْ)
(ج: {أَوْحَالٌ} وَوُحُولٌ. {وَاسْتَوْــحَلَ المَكانُ} وَتَوَــحَّلَ) : صَارَ ذَا وَــحَلٍ، الأُُوْلَى فِي الصِّحَاح. ( {والمَوْــحِلُ، كَمَنْزِلٍ: المَوْضِعُ وَالاسْمُ) ، وَأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لِلْمُتَنَخِّل:
(فَأَصْبَحَ العِينُ رُكُودًا عَلَى الأَوْشازِ ... أَنْ يَرْسَخْنَ فِي} المَوْــحِلِ)
قَالَ: يُرْوَى بِالفَتْحِ والكَسْرِ، يَقُولُ: وَقَفَتْ بَقَرُ الوَحْش عَلَى الرَّوابِي مَخَافَة الوَــحَل لِكَثْرَةِ المَطَر. (و) {المَوْــحَلُ، (كَمَقْعَدٍ: المَصْدَرُ) عَلى قِيَاسِ مَا ذُكِرَ فِي " وع د ".
(و) } مَوْــحَلٌ: (ع) ، قَالَ:
(مِنْ قُلَلِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْــحَلِ ... )
( {وَوَــحِلَ، كَفَرِحَ: وَقَعَ فِيْه) ، فَهُو} وَــحِلٌ. ( {وَأَوْــحَلْــتُهُ: أَوْقَعْتُهُ) فِيْه، وَفِي حَدِيْثِ سُراقَةَ: "} فَوَــحِلَ بِي فَرَسِي وَإِنَّنِي لَفِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ " أَيْ: وَقَعَ بِي فِي {الوَــحَل، يُرِيْدُ كَأَنَّهُ يَسِيْرُ بِي فِي طِينٍ وَأَنَا فِي صُلْبٍ مِنَ الأَرْضِ.
(} وَوَاحَلَــنِي {فَوَــحَلْــتُهُ} أَــحِلُــهُ) {وَــحَلــاً: (كُنْتُ أَخْوَضَ} لِلْوَــحْلِ مِنْهُ) .
(و) مِنَ المَجاز: (! أَوْــحَلَ فُلاَنًا شَرًّا) : إِذَا (أَثْقَلَهُ بِهِ) ، وَفِي الأَساسِ: وَرَّطَهُ فِيْه، (و) فِي المُحِيط: ( {اتَّــحَلَ أَيْ: تَــحَلَّــلَ وَاسْتَثْنَى) ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ.

الشُّبْهَة فِي الْمحل

الشُّبْهَة فِي الْمــحل: هِيَ شُبْهَة ناشئة عَن وجود دَلِيل يَنْفِي ذَاته الْحُرْمَة فِي الْمــحل أَي الْمَوْطُوءَة أَي يكون ذَات الدَّلِيل ناف للْحُرْمَة من غير النّظر إِلَى مَا يمْنَع عمله وَتسَمى هَذِه الشُّبْهَة شُبْهَة حكمِيَّة وشبهة ملك أَيْضا فَإِن الشُّبْهَة إِذا كَانَت فِي الْمــحل يثبت بِهِ الْملك من وَجه فَلم يبْق مَعَه اسْم الزِّنَا فَامْتنعَ الْحَد وَإِن قَالَ الْوَاطِئ أَنِّي عَالم بِحرْمَة الوطئ فِي هَذَا الْمــحل كوطئ أمة وَلَده ووطئ أمة ولد وَلَده وَإِن سفل ووطئ مُعْتَدَّة الْكِنَايَات فَإِن قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنْت وَمَالك لأَبِيك يَقْتَضِي الْملك لِأَن اللَّام فِيهِ للتَّمْلِيك فَلَمَّا أضَاف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَال الْوَلَد إِلَى الْأَب بلام التَّمْلِيك وَلم يثبت حَقِيقَة الْملك فَثَبت شبهته عملا بِحرف اللَّام بِقدر الْإِمْكَان وَأما الشُّبْهَة الْمَذْكُورَة فِي مُعْتَدَّة الْكِنَايَات فَلِأَن اخْتِلَاف الصَّحَابَة رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ فِي وُقُوع الْبَيْنُونَة بهَا.وَقَول بَعضهم أَن الْكِنَايَات رواجع توجب شُبْهَة قيام النِّكَاح وَلَا يحد الْوَاطِئ عِنْد هَذِه الشُّبْهَة وَإِن ظن حُرْمَة الوطئ فِي ذَلِك الْمــحل كَمَا مر. وَفِي الْهِدَايَة الشُّبْهَة فِي الْمــحل فِي سِتَّة مَوَاضِع جَارِيَة ابْنه - والمطلقة طَلَاقا بَائِنا بالكنايات - وَالْجَارِيَة الْمَبِيعَة فِي حق البَائِع قبل التَّسْلِيم - والممهورة فِي حق الزَّوْج قبل الْقَبْض - والمشتركة بَينه وَبَين غَيره - والمرهونة فِي حق الْمُرْتَهن - فِي رِوَايَة كتاب الرَّهْن. فَفِي هَذِه الْمَوَاضِع لَا يجب الْحَد وَإِن قَالَ علمت أَنَّهَا عَليّ حرَام انْتهى.
وَاعْلَم أَنه يثبت النّسَب عِنْد هَذِه الشُّبْهَة إِذا ادّعى الْوَاطِئ الْوَلَد.

فَحَلَ

(فَــحَلَ)
(هـ) فِيهِ «أنَّه دَخَل عَلَى رجُل مِنَ الْأَنْصَارِ وَفِي ناحِية الْبَيْتِ فَــحْلٌ مِنْ تِلْكَ الفُحُول، فأمَر بِهِ فكُنِس ورُشَّ فَصَلَّى عَلَيْهِ» الفَــحْل هَاهُنَا: حَصِير مَعْمول مِنْ سَعَف فُحَّال النَّخْل، وَهُوَ فَــحْلُــها وذَكَرُها الَّذِي تُلَقَّح مِنْهُ، فسُمّي الحصيرُ فَــحْلًــا مَجازا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «لَا شُفْعَةَ فِي بِئر وَلَا فَــحْلَ» أَرَادَ بِهِ فَــحْلَ النَّخْلة، لِأَنَّهُ لَا يَنْقَسم.
وَقِيلَ: لَا يُقال لَهُ إِلَّا فُحَّال، ويُجْمع الفَــحْل عَلَى فُحُول، والفُحَّال عَلَى فَحَاحِيل.
وإنَّما لَمْ تَثْبُت فِيهِ الشُّفْعة، لِأَنَّ القَوم كَانَتْ لهم نَخِيل في حائط فَيَتَوارثونَها ويَقْتَسِمونها، وَلَهُمْ فَــحْل يُلْقِحُون مِنْهُ نَخِيلَهم، فَإِذَا بَاعَ أحَدُهم نَصِيَبه المقْسُوم مِنْ ذَلِكَ الْحَائِطِ بِحقُوقه مِنَ ــالفُحَّال وَغَيْرِهِ، فَلَا شُفْعَةَ للشُّركاء فِي الفُحَّال، لِأَنَّهُ لَا تُمْكِن قِسْمَتُه .
وَفِي حَدِيثِ الرَّضَاعِ ذِكر «لَبن الفَــحْل» وسَيَرِد فِي حَرْفِ اللَّامِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ بَعَث رجُلا يَشْتَرِي لَهُ أُضحَّية، فَقَالَ: اشْتَرِه كَبْشاً فَحِيلًا» الفَحِيل: المُنْجِب فِي ضِرَابه. واخْتار الفَــحْل عَلَى الخَصِيِّ والنَّعْجة طَلَبَ نُبْله وعِظَمه .
وَقِيلَ: الفَحِيل: الَّذِي يُشْبه الفُحُولَة فِي عِظَم خَلْقه.
وفيه «لِمَ يَضْرب أحَدُكم امْرَأته ضَرْبَ الفَــحْل؟» . هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، يُريد فَــحْلَ الْإِبِلِ إِذَا عَلا ناقَةً دُونه أَوْ فَوْقَه فِي الكَرَم والنَّجَابة، فَإِنَّهُمْ يضْربونه عَلَى ذَلِكَ ويَمْنَعونه عَنْهُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمر «لَمَّا قَدِم الشَّامَ تَفَــحَّلَ لَهُ أمَرَاء الشَّامِ» أَيْ أنَّهم تَلَقَّوه مُتَبَذِّلين غَيْرَ مُتَزَيِّنين، مُتَقَشِّفِين، مَأْخُوذٌ مِنَ الفَــحْل ضِدّ الأنثَى، لِأَنَّ التَّزَيُّن والتَّصَنُّع فِي الزِّيّ مِنْ شَأْنِ الْإِنَاثِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «فِــحْل» بِكَسْرِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْحَاءِ: مَوْضِع بالشَّام كَانَتْ بِهِ وقْعَة لِلْمُسْلِمِينَ مَعَ الرُّومِ. وَمِنْهُ يومُ فِــحْل.
وَفِيهِ ذِكْرُ «فَــحْلَــيْن» عَلَى التَّثْنية: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ أُحُدٍ.

حَلَبَتِ الناقةُ

حَلَــبَتِ الناقةُ
الجذر: ح ل ب

مثال: حَلَــبَتِ الناقةُ لبنًا كثيرًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لإسناد الفعل «حلــب» إلى الناقة وهو مبني للمعلوم.

الصواب والرتبة: -حُلِــبَتِ الناقةُ [فصيحة]-حَلَــبَتِ الناقةُ [صحيحة]
التعليق: جاء في المعاجم: حَلَــبَ الشاةَ ونحوها: استخرج ما في ضرعها من اللبن، ويستخدم هذا الفعل مبنيًّا للمجهول فيقال: حُلِــبَت الشاة، والناقة، ولا يستخدم هكذا مبنيًّا للمعلوم، وإن كان من الممكن إسناد الفعل إلى الناقة على سبيل المجاز، أو على تضمين الفعل معنى «أنتج» أو «درّ»، أو نحوهما.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.