الجذر: ذ ق ن
مثال: حَلَــقَ فلان ذقنه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الذقن مجتمع اللحيين.
الصواب والرتبة: -حلــق فلان لحيته [فصيحة]-حلــق فلان ذقنه [صحيحة]
التعليق: الذقن جزءٌ من اللحية؛ لذلك يصح القول: حلــق فلان ذقنه، وذلك من باب تسمية الكل باسم جزئه.
حلــب: الــحَلَــبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر. والــحَلَــبُ: مَصْدَرُ حَلَــبها يَــحْلُــبُها ويَــحْلِــبُها
حَلْــباً وحَلَــباً وحِلــاباً، الأَخيرة عن الزجاجي، وكذلك احْتَلَبها، فهو
حالِبٌ. وفي حديث الزكاة: ومِن حَقِّها حَلَــبُها على الماءِ، وفي رواية: حَلَــبُها يومَ وِرْدِها.
يقال: حَلَــبْت الناقَة والشاةَ حَلَــباً، بفتح اللام؛ والمراد بــحَلْــبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها. وفي الحديث أَنه قال لقَوْمٍ: لا
تسْقُونِي حَلَــبَ امرأَةٍ؛ وذلك أَن حَلَــب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب
يُعَيَّرون به، فلذلك تَنَزَّه عنه؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ: هل يُوافِقُكم
عَدُوُّكم حَلَــبَ شاةٍ نَثُورٍ؟ أَي وَقْتَ حَلَــب شاةٍ، فحذف المضاف.
وقومٌ حَلَــبةٌ؛ وفي المثل: شَتَّى حتى تؤُوب(1)
(1 قوله «شتى حتى تؤوب إلخ» هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم.)
الــحَلَــبةُ، ولا تَقُل الــحَلَــمة، لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لــحَلْــبِ النَّوقِ،
اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بــحَلْــبِ ناقَتِه أَو حَلــائِبِه، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ
فالأَوَّلُ منهم؛
قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا المثل ذكره الجوهري:
شتى تؤُوبُ الــحَلَــبةُ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى
حَتَّى، ونَصَبَ بها تَؤُوب؛ قال: والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ، وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي، وقال: أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً، فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم، فــحَلَــب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه؛ وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم؛ ومثله:
الناسُ إِخوانٌ، وَشتَّى في الشِّيَمْ، * وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ
الأَزهري أَبو عبيد: حَلَــبْتُ حَلَــباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً.
والــحَلُــوبُ: ما يُــحْلَــب؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه:
يَبِيتُ النَّدَى، يا أُمَّ عَمْرٍو، ضَجِيعَهُ، * إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُــوبُ
حَلِــيمٌ، إِذا ما الــحِلْــمُ زَيَّنَ أَهلَه، * مع الــحِلْــمِ، في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ
إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا، * فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ، وهْوَ قَريب
الـمُنْقِياتُ: ذَواتُ النِقْيِ، وهُو الشَّحْمُ؛ يُقال: ناقةٌ مُنْقِيَةٌ، إِذا كانت سَمينَةً، وكذلك الــحَلُــوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُــحْلَــبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَــحْلُــبوه، وليس لتكثيرِ الفعْلِ؛ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها. وناقةٌ حلــوبة وحلــوبٌ: للتي
تُــحْلَــبُ، والهاءُ أَكثر، لأَنها بمعنى مفعولةٍ. قال ثعلب: ناقة حَلــوبة:
مَــحْلــوبة؛ وقول صخر الغيّ:
أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ: إِنَّ * الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ
أَراد: لا تُصابِرُها على الــحَلْــبِ، وهذا نادرٌ. وفي الحديث: إِياكَ
والــحلــوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ. يقالُ: ناقةٌ حلــوبٌ أَي هي مـما يُــحلَــب؛
والــحَلــوبُ والــحَلــوبةُ سواءٌ؛ وقيل: الــحلــوبُ الاسمُ، والــحَلُــوبةُ الصفة؛ وقيل: الواحدة والجماعة؛ ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: ولا حَلــوبَةَ في البيت أَي شاة تُــحْلَــبُ، ورجلٌ حلــوبٌ حالِبٌ؛ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ، تثبُتُ فيه الهاءُ، وإِذا كان في معنى فاعِلٍ، لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ. وجمعُ الــحلــوبة حَلــائِبُ وحُلُــبٌ؛ قال اللحياني: كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ، وإِن شئتَ حذَفْتَه.
وحَلــوبةُ الإِبلِ والغنم: الواحدةُ فَما زادتْ؛ وقال ابن بري: ومن العرب مَن يجعل الــحلــوبَ واحدةً، وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه:
إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُــوبُ
ومنهم من يجعله جمعاً، وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري:
تَقَسَّم جيراني حَلُــوبي كأَنما، * تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ
أَي تَقَسَّم جِيراني حَلــائِبي؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر: حيّان مِن أَعدائه؛
وكذلك الــحَلُــوبة تكونُ واحدةً وجمعاً، فالــحَلُــوبة الواحدة؛ شاهِدُه قول الشاعر:
ما إِنْ رَأَيْنَا، في الزَّمانِ، ذي الكلَبْ، * حَلُــوبةً واحدةً، فتُحْتَلَبْ
والــحَلُــوبة للجميع؛ شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ:
لـمَّا رأَت إِبلي، قَلَّتْ حَلُــوبَتُها، * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ
والتَّجْنيب: قلةُ اللَّبَنِ يقال: أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها.
التهذيبُ: أَنشد الباهلي للجَعْدي:
وبنُو فَزَارة إِنـَّها * لا تُلْبِثُ الــحَلَــبَ الــحَلــائِبْ
قال: حُكي عن الأَصمعي أَنه قال: لا تُلْبِثُ الــحَلــائِبَ حَلَــبَ ناقةٍ،
حتى تَهْزِمَهُم. قال وقال بعضهم: لا تُلْبِثُ الــحلــائبَ أَن يُــحْلَــب
عليها، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد. قال: وهذا زَعمٌ
أَثْبَتُ.اللحياني: هذه غَنَم حُلْــبٌ، بسكون اللام، للضأْنِ والـمَعَز. قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُــب. وناقةٌ حلــوبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً، قلتَ: هذه الــحَلُــوبة لفلان؛ وقد يُخرجون الهاءَ من الــحَلُــوبة، وهم يَعْنُونها، ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون، وكذلك الــحَلــوبُ والــحلــوبةُ لما يَــحْلُــبُون. والمِــحْلَــب، بالكسر والــحلــابُ: الإِناءُ الذي يَــحْلَــبُ فيه اللبَنُ؛ قال:
صَاحِ! هَلْ رَيْتَ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ * رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الــحِلــابِ؟
ويُروى: في العِلابِ؛ وجمعه الـمَحَالِبُ. وفي الحديث: فَإِنْ رَضِيَ حِلــابَها أَمـْسَكَها. الــحِلــابُ: اللَّبَنُ الذي تَــحْلُــبُه. وفي الحديث: كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الــحِلــابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ، ثم الأَيْسَرِ؛ قال ابن الأَثير: وقد رُوِيَتْ
بالجيم. وحُكي عن الأَزهري أَنه قال: قال أَصحاب المعاني إِنَّه الــحِلــابُ، وهو ما يُــحْلَــب فيهِ الغَنم كالمِــحْلَــب سَواءً، فصُحِّفَ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الــحِلــابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه. قال: واخْتارَ الجُلاّب، بالجيم، وفسَّره بماءِ الوَرْد. قال: وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ، وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب، فقال: بابُ مَن بَدأَ بالــحِلــابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ. قال: وفي بعض النسخ: أَو الطيب، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث، أَنـَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الــحِلــابِ. قال: وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا الـمَعْنى، في موضِعٍ واحدٍ، وهذا الحديث منها. قال: وذلك من فِعْلِهِ، يدُلُّك على أَنـَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ.
قال: ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب، بالجيم، ولهذا تَرْجَم البابَ بِه، وبالطِّيب، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ، وهو بها أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل،
أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى، لأَنـَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل، أَذْهَبَه الماءُ.
والــحَلَــبُ، بالتحريك: اللَّبَنُ الـمَــحْلُــوبُ، سُمِّيَ بالـمَصْدَرِ، ونحوُه كثير.
والــحلِــيب: كالــحَلَــب، وقيل: الــحَلَــبُ: المــحلــوب من اللَّبن، والــحَلِــيبُ
مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه؛ وقوله أَنشده ثعلب:
كانَ رَبيب حَلَــبٍ وقارِصِ
قال ابن سيده: عندي أَنَّ الــحَلَــب ههنا، هو الــحَلِــيبُ
لـمُعادلَته إِياه بالقارِصِ، حتى كأَنـَّه قال: كان ربيب لَبَنٍ حلِــيبٍ، ولبنٍ قارِصٍ، وليس هو الــحَلَــب الذي هو اللَّبن الـمَــحْلُــوبُ. الأَزهري: الــحَلَــب: اللَّبَنُ الــحَلِــيبُ؛ تَقولُ: شَرِبْتُ لَبَناً حَلِــيباً وحَلَــباً؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الــحَلِــيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل:
لهَا حَلِــيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه، * يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق
والإِــحْلــابَة: أَن تَــحلُــب لأَهْلِكَ وأَنتَ في الـمَرْعى لَبَناً، ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم، وقد أَــحْلَــبَهُم. واسمُ اللَّبَنِ: الإِــحْلــابَة أَيضاً.
قال أَبو منصور: وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب، صَحِيحٌ؛ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ. وقيل: الإِــحْلــابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ، إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن، فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِــحْلــابَةُ الحَيِّ. وقيل: الإِــحْلــابُ والإِــحلــابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في الـمَرْعَى، فمَهْما حَلَــبُوا جَمَعُوا، فَبَلَغَ
وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ. تقولُ مِنهُ: أَــحْلَــبْتُ أَهْلي. يقال:
قد جاءَ بإِــحْلــابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ، وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر،
ففَعلوا ما وَصَفْت، قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ.
ابن الأَعرابي: ناقَةٌ حَلْــباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُــحْلَــبُ وتُرْكَبُ، وهي أَيضاً الــحَلْــبانَةُ والرَّكْبانَة. ابن سيده: وقالوا: ناقةٌ حَلْــبانَةٌ وحَلْــباةٌ وحَلَــبُوت: ذاتُ لَبَنٍ؛ كما قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ؛ قال الشاعر يصف ناقة:
أَكْرِمْ لـنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ
حَلْــبانَةٍ، رَكْبانَةٍ، صَفُوفِ،
تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ
قوله رَكْبانَةٍ: تَصْلُح للرُّكُوب؛ وقوله صَفُوفٍ: أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها، إِذا حُلِــبَت، لكَثْرة ذلك اللَّبن. وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ: أَبْغِني ناقَةً حَلْــبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُــحْلَــبُ، وذَلُولاً تُرْكَبُ، فهي صالِحَة للأَمـْرَين؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما، للمبالغة. وحكى أَبو زيد: ناقَةٌ حَلَــبَاتٌ، بلَفْظِ الجمع، وكذلك حكى: ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُــحْلُــبَةٌ(1)
(1 قوله «وشاة تــحلــبة إلخ» في القاموس وشاة تــحلــابة بالكسر وتــحلــبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام.) وتِــحْلِــبة وتُــحْلَــبة إِذا خَرَج من
ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها، وكذلك الناقَة التي تُــحْلَــب قبلَ
أَن تَحمِلَ، عن السيرافي.
وحَلَــبَه الشاةَ والناقَةَ: جَعَلَهُما لَه يَــحْلُــبُهُما، وأَــحْلَــبَه إِيَّاهما كذلك؛ وقوله:
مَوَالِيَ حِلْــفٍ، لا مَوالي قَرابَةٍ، * ولكِنْ قَطِيناً يُــحْلَــبُونَ الأَتَاوِيا
فإِنه جَعَلَ الإِــحْلــابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ، وعدَّى يُــحْلَــبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ.
وفي الحديث: الرَّهْن مَــحْلُــوبٌ أَي لِـمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ، بقدر نَظَرهِ عليه، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه.
وأَــحْلَــبَ الرَّجُلُ: ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً؛ وأَجْلَبَ: وَلدَتْ لهُ ذُكوراً. ومِن كلامهم: أَأَــحْلَــبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ فمعنى أَأَــحْلَــبْتَ: أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت: أَم نُتِجَت ذكوراً؟
وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب. قال، ويقال: ما لَه أَجْلَبَ ولا أَــحْلَــبَ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً، ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُــحْلَــب. وفي
الدعاءِ على الإِنْسانِ: ما لَه حَلَــبَ ولا جَلَبَ، عن ابن الأَعرابي، ولم يفسره؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ وَجْهَه. ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول: ما لَه أَــحلــب ولا أَجْلَبَ، ومعنى أَــحْلَــبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور، ولا أَجْلَب: إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ، لأَنه الـمَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ
النَّسْلِ.واستَــحْلَــبَ اللبنَ: اسْتَدَرَّه.
وحَلَــبْتُ الرجُلَ أَي حَلَــبْتُ له، تقول منه: احلُــبْني أَي اكْفِني
الــحَلْــبَ، وأَــحْلِــبْني، بقَطْعِ الأَلِفِ، أَي أَْعِنِّي على الــحَلــبِ.
والــحَلْــبَتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، عن ابن الأَعرابي؛ وإِنما سُمِّيَتا
بذلك للــحَلَــبِ الذي يكونُ فيهما.
وهاجِرةٌ حَلُــوبٌ: تَــحلُــبُ العَرَقَ.
وتَــحَلَّــبَ العَرَقُ وانْــحَلَــبَ: سال. وتَــحَلَّــبَ بَدَنُه عَرَقاً: سالَ
عَرَقُه؛ أَنشد ثعلب:
وحَبَشِيَّيْنِ، إِذا تَــحَلَّــبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبَا
تَــحَلَّــبا: عَرِقا.
وتَــحَلَّــبَ فُوه: سالَ، وكذلك تَــحَلَّــب النَّدَى إِذا سالَ؛ وأَنشد:
وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ، يَنْفُضُ مَتْنَه، * أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَــحَلِّــبِ
شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَــحَلَّــبَ عليه صائِكُ الـمَطَرِ مِن الشَّجَر؛ والصائِك: الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه.
وفي حديث ابن عُمَر، رضي اللّه عنهما، قال: رأَيت عمر يَتَــحَلَّــبُ فُوه، فقال: أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ؛
وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَــحْلِــبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ.
وتَــحَلَّــبَتْ عَيْناهُ وانْــحَلَــبَتا؛ قال:
وانْــحَلَــبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى
وحَوالِبُ البِئْرِ: منابع مائِها، وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ؛ قال الكميت:
تَدَفَّق جُوداً، إِذا ما الْبِحا * رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ
أَي غارَتْ مَوَادُّها.
ودَمٌ حَلِــيبٌ: طرِيٌّ، عن السُكَّري؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ
الهُذَلِيُّ:
هُدُوءًا، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ، * يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الــحَلِــيبِ
والــحَلَــبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مـما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ: وهي الإِــحْلــابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ، وقد تَــحَلَّــبَ الفَيْءُ.
الأَزهري أَبو زيد: بَقَرةٌ مُــحِلٌّ، وشاة مُــحِلٌّ، وقد أَــحَلَّــتْ إِــحْلــالاً إِذا حَلَــبَتْ، بفتح الحاءِ، قبلَ وِلادها؛ قال: وحَلَــبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها.
والــحَلْــبَة: الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة، والجمعُ حَلــائِبُ على غير قياسٍ؛ قال الأَزهري:
(يتبع...)
(تابع... 1): حلــب: الــحَلَــبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ... ...
ولا يقال للواحدِ منها حَلِــيبَة ولا حِلــابَة؛ وقال العجاج:
وسابِقُ الــحَلــائِبِ اللِّهَمُّ
يريد جَماعَة الــحَلْــبة. والــحَلْــبَة، بالتَّسْكِين: خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ، لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ، ولكن من كلِّ حَيٍّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:
نَحْنُ سَبَقْنَا الــحَلَــبَاتِ الأَرْبَعَا، * الفَــحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا
وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَــحْلَــبُوا. الأَزهري: إِذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْهٍ، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ
أَو غير ذلك، قيل: قد أَــحْلَــبُوا؛ وأَنشد:
إِذا نَفَرٌ، منهم، رَؤبة أَــحْلَــبُوا * عَلى عامِلٍ، جاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو 1
(1 قوله «رؤبة» هكذا في الأصول.)
ابن شميل: أَــحْلَــبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم.
والـمُــحْلِــبُ: الناصِرُ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ، * مَتى تَدْعُهُمْ، يوماً، إِلى الرَّوْعِ، يَرْكَبوا
أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه، للنَّصْرِ، مُــحْلِــبُ
قوله: لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ، والضمير في
أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش؛ وقوله مُــحْلِــبُ، يقول: لا يَأْتِيهِ
أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه. وعَرانِينَ: رُؤَساءَ. وقال في التهذيب: كأَنـَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ
الجوابَ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ، وقوله: لا يَأْتِيهِ مُــحْلِــبُ أَي لا
يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ، وإِذا كان الـمُعِين مِن قَوْمِه، لم
يَكُنْ مُــحْلِــباً؛ وقال:
صَريحٌ مُــحْلِــبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، * لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ(2)
(2 قوله «صريح» البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم:
نزيعاً مــحلــباً من أَهل لفت
إلخ. وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء.)
وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه. وحَلــائِبُ الرجُلِ:أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً؛ قال الحرِثُ بن حلــزة:
ونَحْنُ، غَداةَ العَيْن، لَـمَّا دَعَوْتَنَا، * مَنَعْناكَ، إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الــحَلــائِبُ
وحَلَــبَ القَوْمُ يَــحْلُــبونَ حَلْــباً وحُلُــوباً: اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه.
وأَــحْلَــبُوا عَلَيك: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ. وأَــحْلَــبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم: أَعانُوهُم. وأَــحْلَــبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ: دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ، وهو رَجُلٌ مُــحْلِــبٌ. وأَــحْلَــبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الــحَلْــبِ. وفي المثل: لَيْسَ لهَا رَاعٍ، ولكِنْ حَلَــبَة؛ يُضْرَب للرجُل، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه.
وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا
يَسْتَــحْلِــبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون؛ يقال: أَــحْلَــبَ القَو مُ
واسْتَــحْلَــبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ، وأَصلُ الإِــحْلــابِ
الإِعانَةُ على الــحَلْــبِ؛ ومن أَمثالهم:
لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الــحَلــائِب
يعني الجَماعَاتِ. ومن أَمْثالِهِم: حَلَــبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ. ومن أَمـْثالِهِم في الـمَنْع: لَيْسَ في كلِّ حين أُــحْلَــبُ فأُشْرَبُ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه الـمُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم؛ قال أَبو عبيد: وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، قاله في حديث سُئِلَ عنه، وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع. قال، وقد يقال: ليس كلّ حِينٍ أَــحْلُــبُ فأَشْرَب. ومن
أَمثالهم: حَلَــبَتْ حَلْــبَتَها، ثم أَقْلَعَتْ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ
يَصْخَبُ ويَجْلُبُ، ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير
جَلَبَتِه وصِياحِه.
والحالِبانِ: عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن؛ وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن. الأَزهري: وأَما قولُ الشمَّاخ:
تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ، أَنْصَبَتْه، * حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
فإِن أَبا عمرو قال: أَسْهَراهُ: ذكَرُه وأَنْفُه؛ وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ، والـمَذْيَ مِن قَضِيبِه. ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه.
والــحَلْــبُ: الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنـْتَ تَأْكُلُ؛ يقال: احْلُــبْ فكُلْ. وفي الحديث: كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الــحَلَــبِ؛ هو
الجلوسُ على الرُّكْبة ليَــحْلُــبَ الشاةَ. يقال: احْلُــبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ، وأَراد به جُلوسَ الـمُتَواضِعِين.
ابن الأَعرابي: حَلَــبَ يَــحْلُــبُ: إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ.
أَبو عمرو: الــحَلْــبُ: البُروكُ، والشَّرْبُ: الفَهْم. يقال: حَلَــبَ يَــحْلُــبُ حَلْــباً إِذا بَرَكَ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ. ويقال للبَلِيدِ: احْلُــبْ ثم اشْرُبْ.
والــحلــباءُ: الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها؛ وقد حَلَــبَتْ تَــحْلُــب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها.
وحَلَــبُ كلِّ شيءٍ: قشره، عن كُراع.
والــحُلْــبة والــحُلُــبة: الفَريقةُ. وقال أَبو حنيفة: الــحُلْــبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر، يُتَعالَجُ به، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ. والــحُلْــبة: العَرْفَجُ والقَتَادُ. وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْــبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه. والــحُلْــبة: نَبْتٌ معروفٌ، والجمع حُلَــب. وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ: لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الــحُلْــبةِ لاشْتَرَوْها، ولو بوزنِها ذَهَباً. قال ابن الأَثير: الــحُلْــبةُ: حَبٌّ معروف؛ وقيل: هو من ثَمَرِ العِضاه؛ قال: وقد تُضَمُّ اللامُ.
والــحُلَّــبُ: نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ، وشُطْآنِ الأَوْدية، ويَلْزَقُ بالأَرضِ، حتى يَكادَ يَسوخُ، ولا تأْكلُه الإِبل، إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ، وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ، وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ. يقال: تَيْسُ حُلَّــبٍ، وتَيْسٌ ذُو
حُلَّــبٍ، وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ، تَنْبسِطُ على الأَرضِ، يَسِيلُ منها اللَّبَنُ، إِذا قُطِعَ منها شيءٌ؛ قال النابغة يصف فرساً:
بعارِي النَّواهِقِ، صَلْتِ الجَبِينِ، * يَسْتَنُّ، كالتَّيْسِ ذي الــحُلَّــبِ
ومنه قوله:
أَقَبَّ كَتَيْسِ الــحُلَّــبِ الغَذَوانِ
وقال أَبو حنيفة: الــحُلَّــبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض، وتَدُومُ
خُضْرتُه، له ورقٌ صِغارٌ، يُدبَغُ به. وقال أَبو زيادٍ: من الخِلْفةِ
الــحُلَّــبُ، وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض، لازِقةٌ بها، شديدةُ الخُضْرةِ، وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ. قال، وعن الأَعراب القُدُم: الــحُلَّــبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ، وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض، وله قُضْبانٌ صِغارٌ، وسِقاءٌ حُلَّــبيٌّ ومَــحْلــوبٌ، الأَخيرة عن أَبي حنيفة، دُبِغَ بالــحُلَّــبِ؛ قال الراجز:
دَلْوٌ تَمَأّى، دُبِغَتْ بالــحُلَّــبِ
تَمَأّى أَي اتَّسَعَ. الأَصمعي: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الــحُلَّــبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الــحُلَّــبِ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والـمَكْرِ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه.
والـمَــحْلَــبُ: شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ، واسمُ ذلك الطِّيبِ الـمَــحْلَــبِيَّةُ، على النَّسَبِ إِليه؛ قال أَبو حنيفة: لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ. وحَبُّ الـمَــحْلَــبِ: دواءٌ من الأَفاويهِ، وموضِعُه الـمَــحْلَــبِيَّة.
والــحِلِــبْلابُ: نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ، وله ورقٌ أَعْرَضُ
من الكَفِّ، تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ؛ وقيل: هو نَباتٌ سُهْليٌّ
ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ، وليس برُباعِيٍّ، لأَنه ليس في الكَلامِ
كَسِفِرْجالٍ.
وحَلــاَّبٌ، بالتشديد: اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ. التهذيبُ: حَلــاَّبٌ من
أَسماءِ خيلِ العرب السابقة. أَبو عبيدة: حَلــاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ.
الأَزهري، عن شمر: يومٌ حَلــاَّبٌ، ويومٌ هَلاَّبٌ، ويومٌ همَّامٌ، ويومٌ
صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ؛ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً، وأَما
الــحَلــاَّب ففيه نَدىً، وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد.
وحَلَــبُ: مدينةٌ بالشامِ؛ وفي التهذيب: حَلَــبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة.
وحَلَــبانُ: اسمُ مَوْضعٍ؛ قال الـمُخَبَّل السعدي:
صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ، مَــحَلُّــها * حَلَــبانُ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ
ومَــحْلَــبةُ ومُــحْلِــب: مَوْضِعانِ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
يا جارَ حَمْراءَ، بأَعْلى مُــحْلِــبِ،
مُذْنِبَةٌ، فالقـــــــــاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ،
لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب
قوله:
مُذنِبَة، فالْقـــــــاعُ غيرُ مُذْنِبِ
يقول: هي المذنبة لا القاعُ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ.
ابن الأَعرابي: الــحُلُــبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ. قال: والــحُلُــبُ
الفُهَماءُ من الرِّجالِ.
الأَزهري: الــحُلْــبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ؛ قال رؤْبة:
واللَّوْنُ، في حُوَّتِه، حُلْــبُوبُ
والــحُلْــبُوبُ: الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره. يقال: أَسْوَدُ حُلْــبُوبٌ أَي حالِكٌ. ابن الأَعرابي: أَسْوَدُ حُلْــبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ؛ وأَنشد:
أَمـَا تَرانِي، اليَوْمَ، عَشّاً ناخِصَا، * أَسْوَدَ حُلْــبوباً، وكنتُ وابِصَا
عَشّاً ناخِصاً: قليلَ اللحم مَهْزُولاً. ووابِصاً: بَرَّاقاً.
حلــس: الــحِلْــسُ والــحَلَــسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ: كلُّ شيء
وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج، وهي بمنزلة
المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، وقيل: هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة،
والجمع أَــحْلــاس وحُلُــوسٌ. وحَلَــس الناقة والدابة يَــحْلِــسُها ويَــحْلُــسُها
حَلْــساً: غَشَّاهما بــحلــس. وقال شمر: اُــحْلَــسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه
الــحِلْــسَ. وحِلْــسُ البيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه،
والجمع أَــحْلــاسٌ. ابن الأَعرابي: يقال لِبِساطِ البيت الــحِلْــسُ ولحُصُرِه
الفُحولُ. وفلانٌ حِلْــسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه، على المَثَل. الأَزهري عن
الغِتَّريفيِّ: يقال فلانٌ حِلْــسٌ من أَــحْلــاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ
لبيت، قال: وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت، قال: ويقال
فلان من أَــحْلــاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها، وهذا مدح، أَي
أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى
تُخْصِب البلادُ. ويقال: هو مُتَــحَلِّــسٌ بها أَي مقيم. وقال غيره: هو
حِلْــسٌ بها. وفي الحديث في الفتنة: كنْ حِلْــساً من أَــحْلــاسِ بيتك حتى
تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية، أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته
وترك القتال في الفتنة. وفي حديث أَبي موسى: قالوا يا رسول اللَّه فما
تأْمرنا؟ قال: كونوا أَــحْلــاسَ بُيُوتِكم، أَي الزموها. وفي حديث الفتن: عدَّ
منها فتنة الأَــحْلــاس، هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب، شبهها
بها للزومها ودوامها. وفي حديث عثمان: في تجهيز جيش العُسْرة على مائة
بعير بأَــحْلــاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه،
في أَعلام النبوَّة: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها، ولُحوقََها
بالقِلاصِ وأَــحْلــاسَها؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة: مُــحْلَــسٌ أَخفافُها
شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد
وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَــحْلــاسُها. ورجل حِلْــسٌ
وحَلِــسٌ ومُسْتَــحْلِــس: ملازم لا يبرح القتال، وقيل. لا يبرح مكانه،
شُبِّه بِــحِلْــسِ البعير أَو البيت. وفلان من أَــحْلــاسِ الخيلِ أَي هو في
الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالــحِلْــسِ اللازم لظهر الفرس. وفي حديث أَبي بكر:
قام إِليه بنو فزارة فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أَــحلــاس الخيل؛
يريدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَــحْلــاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم
راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها، ونحن أَهل الفُروسية؛ وقولهم نحن
أَــحْلــاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها.
ورجل حَلُــوسٌ: حريص ملازم. ويقال: رجل حَلِــسٌ للحريص، وكذلك حِلْــسَمٌّ،
بزيادة الميم، مثل سِلْغَدٍّ؛ وأَنشد أَبو عمرو:
ليس بقِصْلٍ حَلِــسٍ حِلْــسَمِّ،
عند البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ
وأَــحْلَــسَتِ الأَرضُ واسْتَــحْلَــسَت: كثر بذرها فأَلبسها، وقيل: اخضرت
واستوى نَباتها. وأَرضٌ مُــحْلِــسَة: قد اخضرت كلها. وقال الليث: عُشْبٌ
مُسْتَــحْلِــسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده. الأَصمعي: إِذا
غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَــحْلَــسَ، فإذا بلغ والتف قيل قد
استأْسد؛ واسْتَــحْلَــسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته، واستَــحْلَــسَ الليل
بالظلام: تراكم، واسْتَــحْلَــسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم
ورواكِبُه.
وبعير أَــحْلَــسُ: كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من
كَتِفَيْه. والــحَلْــساءُ من المَعَزِ: التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها
كلون ظهرها. والأَــحْلَــسُ الذي لونه بين السواد والحمرة، تقول منه: احْلَــسَّ
احْلِــساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً:
لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً،
في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُــحْلَــسُ
(* قوله «قال المعطل إلخ» كذا بالأصل ومثله في الصحاك، لكن كتب السيد
مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اهـ. وقوله
«لين» كذا بالأصل والصحاح، وكتب بالهامش الصواب: عضب.)
وقول رؤبة:
كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ،
من حَلِــسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ،
مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ
وقال: الــحَلِــسُ والأَــحْلَــسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة.
والــحَلِــسُ، بكسر اللام: الشجاع الذي يلازم قِرْنَه؛ وأَنشد:
إِذا اسْمَهَرَّ الــحَلِــسُ المُغالِبُ
وقد حَلِــسَ حَلَــساً. والــحَلِــسُ والــحُلــابِسُ: الذي لا يبرح ويلازم
قِرْنه؛ وأَنشد قول الشاعر:
فقلتُ لها: كأَيٍّ من جَبانٍ
يُصابُ، ويُخْطَأُ الــحَلِــسُ المُحامي
كأَيٍّ بمعنى كم. وأَــحْلَــسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً.
وفي التهذيب: وتقول حَلَــسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل.
والــحَلْــسُ: أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، وفي التهذيب:
مكان الفريضة. وأَــحْلَــسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه.
والإِــحْلــاسُ: الحَمْلُ على الشيء؛ قال:
وما كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِــحْلــاسَ مُسْلِمٍ
من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما
المعنى ما كنت أَخشى إِــحلــاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، وهو يرد هو على
ما في جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب
ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه.
وما تَــحَلَّــسَ منه بشيء وما تَــحَلَّــسَ شيئاً أَي أَصاب منه. الأَزهري:
والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر: هو مَــحْلــوسٌ على الدَّبَرِ
أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الــحِلْــسِ الدَّبَرَ. وسَيْرٌ مُــحْلَــسٌ:
لا يُفْتَر عنه. وفي النوادر: تَــحَلَّــسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام
به. وتَــحَلَّــسَ بالمكان وتَــحَلَّــز به إِذا أَقام به. وقال أَبو سعيد:
حَلَــسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ.
والــحِلْــسُ والــحَلْــسُ، بفتح الحاء وكسرها: هو العهد الوثيق. وتقول:
أَــحْلَــسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْــساً أَي عهداً يأْمن به قومك، وذلك مثل
سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده.
واسْتَــحْلَــس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن. وروي عن
الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه
وقال: إِنا قد اسْتَــحْلَــسْنا الخوفَ واكتَــحَلْــنا السَّهَرَ وأَصابتنا
خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء، قال: للَّه
أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه. الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها
وسُرْسُورِها وحِلْــسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد.
والــحِلْــسُ: الرابع من قداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: فيه أَر بعة فروض، وله
غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز.
وأُم حُلَــيْسٍ: كنية الأَتان. وبنو حِلْــس: بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون
نَهْر المَلِك. وأَبو الــحُلَــيْس: رجل. والأَــحْلَــسُ العَبْدِي: من رجالهم؛
ذكره ابن الأَعرابي.
ســحل: السَّــحْلُ والسَّحِيلُ: ثوب لا يُبْرَم غَزْلُه أَي لا يُفْتَل
طاقتَين، سَــحَلَــه يَسْــحَلــه سَــحْلــاً.يقال: سَــحَلــوه أَي لم يَفْتِلوا سَداه؛
وقال زهير:
على كل حالٍ من سَحِيل ومُبْرَم
وقيل: السَّحِيل الغَزْل الذي لم يُبْرَم، فأَما الثوب فإِنه لا
يُسَمَّى سَحِيلاً، ولكن يقال للثوب سَــحْلٌ. والسَّــحْلُ والسَّحِيل أَيضاً:
الحبْل الذي على قُوَّة واحدة. والسَّــحْل: ثوب أَبيض، وخَصَّ بعضهم به الثوب
من القُطْن، وقيل: السَّــحْل ثوب أَبيض رَقِيق، زاد الأَزهري: من قُطْن،
وجمعُ كلِّ ذلك أَسْحالٌ وسُحولٌ وسُــحُلٌ؛ قال المتنخل الهذلي:
كالسُّــحُلِ البِيضِ جَلا لَوْنَها
سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ
قال الأَزهري: جمعه على سُــحُلٍ مثل سَقْفٍ وسُقُف؛ قال ابن بري: ومثله
رَهْنٌ ورُهُن وخَطْب وخُطُب وحَجْل وحُجُل وحَلْــق وحُلُــق ونَجْم
ونُجُم.الجوهري: السَّحِيل الخَيطُ غير مفتول. والسَّحِيل من الثياب: ما كان
غَزْلُه طاقاً واحداً، والمُبْرَم المفتول الغَزْل طاقَيْن، والمِتْآم ما
كان سدَاه ولُحْمته طاقَيْن طاقَيْن، ليس بِمُبْرَم ولا مُسْــحَل.
والسَّحِيل من الحِبَال: الذي يُفْتل فَتْلاً واحداً كما يَفْتِل الخَيَّاطُ
سِلْكه، والمُبْرَم أَن يجمع بين نَسِيجَتَين فَتُفْتَلا حَبْلاً واحداً، وقد
سَــحَلْــت الحَبْلَ فهو مَسْحُول، ويقال مُسْــحَل لأَجل المُبْرَم. وفي
حديث معاوية: قال له عمرو بن مسعود ما تَسْأَل عمن سُــحِلَــتْ مَرِيرتُه أَي
جُعِل حَبْلُه المُبْرَم سَحِيلاً؛ السَّحِيل: الحَبْل المُبْرم على طاق،
والمُبْرَم على طاقَيْن هو المَرِيرُ والمَرِيرة، يريد استرخاء قُوَّته
بعد شدّة؛ وأَنشد أَبو عمرو في السَّحِيل:
فَتَلَ السَّحِيلَ بمُبْرَم ذي مِرَّة،
دون الرجال بفَضْل عَقْل راجح
وسَــحَلْــت الحَبْلَ، وقد يقال أَسْــحَلْــته، فهو مُسْــحَل، واللغة العالية
سَــحَلْــته. أَبو عمرو: المُسَــحَّلــة كُبَّة الغَزْل وهي الوَشِيعة
والمُسَمَّطة. الجوهري: السَّــحْل الثوب الأَبيض من الكُرْسُف من ثياب اليمن؛ قال
المُسَيَّب بن عَلَس يذكر ظُعُناً:
ولقد أَرَى ظُعُناً أُبيِّنها
تُحْدَى، كأَنَّ زُهَاءَها الأَثْلُ
في الآل يَخْفِضُها ويَرْفَعُها
رِيعٌ يَلُوح كأَنَّه سَــحْلُ
شَبَّه الطريق بثوب أَبيض. وفي الحديث: كُفّن رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، في ثلاثة أَثواب سَحُولِيَّة كُرْسُف ليس فيها قميص ولا عمامة،
يروى بفتح السين وضمها، فالفتح منسوب إِلى السَّحُول وهو القَصَّار لأَنه
يَسْــحَلُــها أَي يَغْسِلُها أَو إِلى سَحُول قرية باليمن، وأَما الضم فهو
جمع سَــحْل وهو الثوب الأَبيض النَّقِيُّ ولا يكون إِلا من قطن، وفيه شذوذ
لأَنه نسب إِلى الجمع، وقيل: إِن اسم القرية بالضم أَيضاً. قال ابن
الأَثير: وفي الحديث أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه السُّــحَّل؛ قال أَبو موسى:
هكذا يرويه بعضهم بالحاء المهملة، وهو الرُّطَب الذي لم يتم إِدراكه
وقُوَّته، ولعله أُخذ من السَّحِيل الحَبْلِ، ويروى بالخاء المعجمة، وسيأْتي
ذكره.
وسَــحَلَــه يَسْــحَلــه سَــحْلــاً فانْسَــحَل: قَشَره ونَحَته. والمِسْــحَل:
المِنْحَت. والرِّياح تَسْــحَل الأَرضَ سَــحْلــاً: تَكْشِط ما عليها وتَنْزِع
عنها أَدَمَتها. وفي الحديث أَن أُم حكيم بنت الزبير أَتَتْه بكَتِف
فجَعَلَتْ تَسْــحَلُــها له فأَكل منها ثم صَلَّى ولم يتوضأ؛ السَّــحْل: القَشْر
والكَشْط، أَي تكْشِط ما عليها من اللحم، ومنه قيل للمِبْرَد مِسْــحَل؛
ويروى: فجَعَلَتْ تَسْحَاها أَي تَقْشِرُها، وهو بمعناه، وسنذكره في
موضعه.والسَّاحِل: شَاطِئ البحر. والسَّاحِل: رِيفُ البحر، فاعِلٌ بمعنى
مفعول لأَن الماء سَــحَلَــه أَي قَشَره أَو عَلاه، وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من
الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه. وسَاحَلَ
القومُ: أَتَوا السَّاحِلَ وأَخَذوا عليه. وفي حديث بدر: فَساحَل أَبو سفيان
بالعِير أَي أَتَى بهم ساحِلَ البحر.
والسَّــحْلُ: النَّقْد من الدراهم. وسَــحَلَ الدراهمَ يَسْــحَلُــها سَــحْلــاً:
انْتَقَدها. وسَــحَلَــه مائةَ دِرْهَم سَــحْلــاً: نَقَده؛ قال أَبو ذؤيب:
فبات بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى،
فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّــحْل
فجاء بمَزْجٍ لم يرَ الناس مِثْلَه،
هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النَّــحْل
قوله: يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّــحْل أَي النَّقْد، وضع المصدر موضع
الاسم. والسَّــحْل: الضَّرْب بالسِّياط يَكْشِط الجِلْد. وسَــحَلَــه مائةَ
سَوْطٍ سَــحْلــاً: ضَرَبه فَقَشر جِلْدَه. وقال ابن الأَعرابي: سَــحَلــه بالسَّوْط
ضَرَبه، فعدّاه بالباء؛ وقوله:
مِثْلُ انْسِحالِ الوَرِق انْسِحَالُها
يعني أَن يُحَكَّ بعضُها ببعض. وانْسَــحَلَــت الدراهمُ إِذا امْلاسَّتْ.
وسَــحَلْــتُ الدَّراهم: صَبَبْتها كأَنَّك حَكَكْت بعضها ببعض. وسَــحَلْــت
الشيءَ: سَحَقْته. وسَــحَلَ الشيءَ: بَرَدَه. والمِسْــحَل: المِبْرَد.
والسُّحَالة: ما سَقَط من الذهب والفضة ونحوهما إِذا بُرِدا. وهو من سُحَالتهم
أَي خُشَارتهم؛ عن ابن الأَعرابي. وسُحَالَة البُرِّ والشَّعير: قِشْرُهما
إِذا جُرِدا منه، وكذلك غيرهما من الحُبوب كالأَرُزِّ والدُّخْن. قال
الأَزهري: وما تَحَاتَّ من الأَرُزِّ والذُّرَة إِذا دُقَّ شبه النُّخَالة
فهي أَيضاً سُحَالة، وكُلُّ ما سُــحِل من شيء فما سَقَط منه سُحَالة.
الليث: السَّــحْل نَحْتُكَ الخَشَبةَ بالمِسْــحَل وهو المِبْرَد. والسُّحالة:
ما تَحَاتَّ من الحديد وبُرِد من الموازين.
وانْسِحالُ الناقة: إِسراعُها في سَيْرها.
وسَــحَلَــتِ العَينُ تَسْــحَل سَــحْلــاً وسُحُولاً: صَبَّت الدمعَ. وباتت
السماء تَسْــحَلُ ليلتَها أَي تَصُبُّ الماء. وسَــحَلَ البَغْلُ والحمارُ
يَسْــحَلُ ويَسْــحِل سَحِيلاً وسُحالاً: نَهَق.
والمِسْــحَل: الحِمار الوحشيُّ، وهو صفة غالبة، وسَحِيلُه أَشَدُّ
نَهِيقه. والسَّحِيل والسُّحَال، بالضم: الصوت الذي يدور في صدر الحمار. قال
الجوهري: وقد سَــحَلَ يَسْــحِلُ، بالكسر، ومنه قيل لعَيْر الفَلاة مِسْــحَلٌ.
والمِسْــحَل: اللِّجام، وقيل فَأْس اللِّجام. والمِسْــحَلــانِ: حَلْــقتان
إِحداهما مُدْخَلة في الأُخرى على طَرَفي شَكِيم اللِّجام وهي الحديدة التي
تحت الجَحْفَلة السُّفْلى؛ قال رؤبة:
لولا شَكِيمُ المِسْــحَلَــين انْدَقَّا
والجمع المَساحِل؛ ومنه قول الأَعشى:
صَدَدْتَ عن الأَعداء يوم عُبَاعِبٍ،
صُدُودَ المَذاكِي أَفْرَعَتها المَساحِلُ
وقال ابن شميل: مِسْــحَل اللِّجام الحديدةُ التي تحت الحَنَك، قال:
والفَأْس الحديدة القائمة في الشَّكِيمة، والشَّكِيمة الحديدة المُعْتَرِضة في
الفم. وفي الحديث: أَن الله عز وجل قال لأَيوب، على نبينا وعليه الصلاة
والسلام: لا يَنْبغي لأَحد أَن يُخَاصِمني إِلا مَنْ يَجْعَل الزِّيارَ
في فَم الأَسَد والسِّحَال في فَمِ العَنْقاء؛ السِّحالُ والمِسْــحَل واحد،
كما تقول مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ومِئْزَرٌ وإِزَارٌ، وهي الحَديدة التي تكون
على طَرَفَيْ شَكِيم اللِّجام، وقيل: هي الحديدة التي تجعل في فم الفرَس
ليَخْضَعَ، ويروى بالشين المعجمة والكاف، وهو مذكور في موضعه. قال ابن
سيده: والمِسْــحلــانِ جانبا اللحية، وقيل: هما أَسفلا العِذَارَيْن إِلى
مُقَدَّم اللحية، وقيل: هو الصُّدْغ، يقال شَابَ مِسْــحَلــاه؛ قال الأَزهري:
والمِسْــحَلُ موضع العِذَار في قول جَندل الطُّهَوي:
عُلِّقْتُها وقد تَرَى في مِسْــحَلــي
أَي في موضع عِذاري من لحيتي، يعني الشيب؛ قال الأَزهري: وأَما قول
الشاعر:
الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ أَعْلى مِسْــحَلــي
فالمِسْــحَلــانِ ههنا الصُّدْغانِ وهما من اللِّجَام الخَدَّانِ.
والمِسْــحَل: اللسان. قال الأَزهري: والمِسْــحَل العَزْم الصارم، يقال: قد ركب فلان
مِسْــحَلــه ورَدْعَه إِذا عَزَم على الأَمر وجَدَّ فيه؛ وأَنشد:
وإِنَّ عِنْدي، إِن رَكِبْتُ مِسْــحَلــي،
سُمَّ ذَراريِحَ رِطابٍ وخَشِي
وأَورد ابن سيده هذا الرجز مستشهداً به على قوله والمِسْــحَل اللسان.
والمِسْــحَل: الثوب النَّقِيُّ من القطن. والمِسْــحل: الشُّجاع الذي يَعْمل
وحده. والمِسْــحَل: المِيزاب الذي لا يُطاق ماؤُه. والمِسْــحَل: المَطَر
الجَوْد. والمِسْــحَل: الغاية في السخاء. والمِسْــحَل: الجَلاَّد الذي يقيم
الحدود بين يدي السلطان. والمِسْــحَلُ: الساقي النَّشِيط. والمِسْــحَل:
المُنْخُلُ. والمِسْــحَل: فَمُ المَزَادة. والمِسْــحَل: الماهر بالقرآن.
والمِسْــحَل: الخيط يُفْتَل وحده، يقال: سَــحَلْــت الحَبْلَ، فإِن كان معه غيره فهو
مُبْرَمٌ ومُغَارٌ. والمِسْــحَل: الخَطِيب الماضي. وانْسَــحَل بالكلام:
جَرَى به. وانْسَــحَل الخَطِيبُ إِذا اسْحَنْفَر في كلامه. ورَكِب مِسْــحَلــه
إِذا مضى في خُطْبته. ويقال: رَكِب فلان مِسْــحَلــه إِذا رَكِب غَيَّه ولم
يَنْتَه عنه، وأَصل ذلك الفرس الجَمُوح يَرْكَبُ رأْسَه ويَعَضُّ على
لِجامه.
وفي الحديث: أَن ابن مسعود افتتح سورة النساء فَسَــحَلَــها أَي قَرَأَها
كُلَّها متتابعة متصلة، وهو من السَّــحْل بمعنى السَّحَّ والصَّبِّ، وقد
روي بالجيم، وهو مذكور في موضعه. وقال بعض العرب: وذكر الشِّعْر فقال
الوَقْف والسَّــحْلُ، قال: والسَّــحْل أَن يتبع بعضه بعضاً وهو السِّرْد، قال:
ولا يجيءُ الكِتابُ إِلاَّ على الوَقْف. وفي حديث عَليٍّ: إِنَّ بني
أُمَيَّةَ لا يَزَالون يَطْعُنُون في مِسْــحَلِ ضلالةٍ؛ قال القتيبي: هو من
قولهم رَكِب مِسْــحَلَــه إِذا أَخذ في أَمر فيه كلام ومَضَى فيه مُجِدّاً،
وقال غيره: أَراد أَنهم يُسْرِعون في الضلالة ويُجِدُّون فيها. يقال: طَعَنَ
في العِنَان يَطْعُنُ، وطَعَنَ في مِسْــحَلــه يَطْعُن. يقال: يَطْعُن
باللسان ويَطْعُن بالسِّنان. وسَــحَلَــه بلسانه: شَتَمه؛ ومنه قيل لِلِّسان
مِسْــحَل؛ قال ابن أَحمر:
ومن خَطِيبٍ، إِذا ما انساح مِسْــحَلُــه
مُفَرِّجُ القول مَيْسُوراً ومَعْسُورا
والسِّحَالُ والمُسَاحَلَــة: المُلاحاة بين الرَّجُلَين. يقال: هو
يُسَاحِلــه أَي يُلاحِيه.
ورَجُلٌ إِسْــحِلــانيُّ اللحية: طَوِيلُها حَسَنُها؛ قال سيبويه:
الإِسْــحِلــانُ صفة، والإِسْــحِلــانِيَّة من النساء الرائعةُ الجَمِيلة الطويلة.
وشابٌّ مُسْــحُلــانٌ ومُسْــحُلــانيٌّ: طويل يوصف بالطول وحُسْن القَوَام.
والمُسْــحُلــانُ والمُسْــحُلــانيُّ: السَّبْط الشعر الأَفْرَع، والأُنثى
بالهاء.والسِّــحْلــال: العظيم البطن؛ قال الأَعلم يصف ضِبَاعاً:
سُودٍ سَحَالِيلٍ كَأَنْـ
ـنَ جُلودَهُنَّ ثِيابُ راهِبْ
أَبو زيد: السِّــحْلِــيل الناقة العظيمة الضَّرع التي ليس في الإِبل
مثلها، فتلك ناقة سِــحْلــيلٌ.
ومِسْــحَلٌ: اسم رجل؛ ومِسْــحَلٌ: اسم جِنِّيِّ الأَعشى في قوله:
دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْــحَلــاً، ودَعَوْا له
جِهِنَّامَ، جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ
وقال الجوهري: ومِسْــحَلٌ اسم تابِعَة الأَعشى. والسُّــحَلَــةُ مثال
الهُمَزَة: الأَرنب الصُّغرى التي قد ارتفعت عن الخِرْنِق وفارقت أُمَّها؛
ومُسْــحُلــانُ: اسم واد ذَكَره النابغةُ في شعره فقال:
فأَعْلى مُســحُلــانَ فَحَامِرا
(* قوله «فأعلى مســحلــان إلخ» هكذا في الأصل، والذي في التهذيب ومعجم
ياقوت من شعر النابغة قوله:
ساربط كلبي أن يريبك نبحه * وإن كنت أرعى مســحلــان
فحامرا)وسَحُول: قرية من قُرى اليمن يُحْمل منها ثيابُ قُطْنٍ بِيضٌ تسمى
السُّحُوليَّة، بضم السين، وقال ابن سيده: هو موضع باليمن تنسب إِليه الثياب
السَّحُوليَّة؛ قال طَرَفة:
وبالسَّفْح آياتٌ كأَنَّ رُسُومَها
يَمَانٍ، وَشَتْه رَيْدَةٌ وسَحُول
رَيْدَةُ وسَحُول: قريتان، أَراد وَشَتْه أَهل رَيْدَة وسَحُول.
والإِسْــحِل، بالكسر: شَجَرٌ يُستاك به، وقيل: هو شجر يَعْظُم يَنْبُت
بالحجاز بأَعالي نَجْد؛ قال أَبو حنيفة: الإِسْــحِل يشبه الأَثْل ويَغْلُظ
حتى تُتَّخَذ منه الرِّحال؛ وقال مُرَّة؛ يَغْلُظ كما يَغْلُظ الأَثْل،
واحدته إِسْــحِلــةٌ ولا نظير لها إِلاَّ إِجْرِد وإِذْخِر، وهما نَبْتان،
وإِبْلِم وهو الخُوصُ، وإِثْمِد ضرب من الكُــحْل، وقولهم لَقِيته ببَلْدة
إِصْمِت؛ وقال الأَزهري: الإِسْــحِلُ شجرة من شجر المَسَاويك؛ ومنه قول امرئ
القيس:
وتَعْطُو برَخْصٍ غَير شَثْنٍ كأَنَّه
أَسَارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاوِيكُ إِسْــحِلِ
حلــك: الــحُلْــكة والــحَلَــكُ: شدة السواد كلون الغراب، وقد حَلَــكَ الشيء
يَــحْلُــكُ حُلُــوكةً وحلُــوكاً واحْلَــوْلكَ مثله: اشْتد سواده. وأَسود حالِكٌ
وحانكٌ ومُــحْلَــوْلِكٌ وحُلْــكُوك بمعنى. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وتركَت
الفَرِيشَ مُسْتَــحلِــكاً، المستــحلــك: الشديد السواد كالمحترق من قولهم
أَسود حالِكٌ. والــحَلَــكُوك، بالتحريك: الشديد السواد. وأَسود مثلُ حَلَــكِ
الغرابِ وحَنَكِ الغراب، وشيء حالِكٌ ومْــحْلَــولِك ومْــحْلَــنْكِكٌ وحُلْــكُوك،
ولم يأْت في الأَلوان فُعْلُول إلاّ هذا؛ قال ابن سيده: قالوا وهو أشد
سواداً من حَلَــكِ الغراب، وأنكرها بعضهم وقال: إنما هو من حَنَك الغراب
أَي مِنقاره، وقيل: سواده، وقيل: نون حَنَك بدل من لام حَلَــك. قال يعقوب:
قال الفراء قلت لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَــكه فقال:
لا أقول حلــكه أبداً، وقال أبو زيد: الــحَلَــك اللون والحَنَك المنقار؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب،
وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ
يجوز أَن يكون لغة في حَلَــك الغراب، ويجوز أَن يعني به ريشته خافِيتَه
أَو قادِمته أَو غير ذلك من ريشه. وفي لسانه حُلْــكة كحُكْلَةٍ. والــحُلْــكةُ
والــحُلْــكاءُ والــحُلَــكاءُ والــحَلَــكاءُ والــحُلُــكَّى على فُعُلَّى: دويبة
شبيهة بالعَظَاءة. الأَزهري: والــحُلَــكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء،
ويقال دُويْبة تغوص في الرمل؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز:
يا ذا النِّجادِ الــحُلَــكَهْ،
والزوجةِ المُشْتَركه،
ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ
وكذلك الــحَلْــقاءُ مثل العنقاء.