حلــل: حَلَّ بالمكان يَــحُلُّ حُلــولاً ومَــحَلــاًّ وحَلــاًّ وحَلَــلاً، بفك
التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمَــحَلَّــة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأَسود
بن يعفر:
كَمْ فاتَني من كَريمٍ كان ذا ثِقَة،
يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الــحَلَــل
وحَلَّــه واحْتَلَّ به واحْتَلَّه: نزل به. الليث: الــحَلُّ الــحُلــول
والنزول؛ قال الأَزهري: حَلَّ يَــحُلُّ حَلــاًّ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي:
أَكُلَّ الدهر حَلٌّ وارتحال،
أَما تُبْقِي عليّ ولا تَقِيني؟
ويقال للرجل إِذا لم يكن عنده غَنَاء: لا حُلِّــي ولا سِيرِي، قال ابن
سيده: كأَن هذا إِنما قيل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنيث، ثم
قيل ذلك للمذكر والاثنين والاثنتين والجماعة مَحْكِيًّا بلفظ المؤنث،
وكذلك حَلَّ بالقوم وحَلَّــهُم واحْتَلَّ بهم، واحْتَلَّهم، فإِما أَن تكونا
لغتين كلتاهما وُضِع، وإِمَّا أَن يكون الأَصل حَلَّ بهم، ثم حذفت الباء
وأُوصل الفعل إِلى ما بعده فقيل حَلَّــه؛ ورَجُل حَالٌّ من قوم حُلُــول
وحُلــاَّلٍ وحُلَّــل. وأَــحَلَّــه المكانَ وأَــحَلَّــه به وحَلَّــله به وحَلَّ به:
جَعَله يَــحُلُّ، عاقَبَت الباء الهمزة؛ قال قيس بن الخَطِيم:
دِيَار التي كانت ونحن على مِنًى
تَــحُلُّ بنا، لولا نَجَاءُ الرَّكائب
أَي تَجْعلُنا نَــحُلُّ. وحَالَّه: حَلَّ معه. والمَــحَلُّ: نقيض
المُرْتَــحَل؛ وأَنشد:
إِنَّ مَــحَلــاًّ وإِن مُرْتَــحَلــا،
وإِنَّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلا
قال الليث: قلت للخليل: أَلست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلاً
في الدار لا تبدأْ بالنكرة ولكنها تقول إِن في الدار رجلاً؟ قال: ليس
هذا على قياس ما تقول، هذا حكاية سمعها رجل من رجل: إِنَّ مَــحَلــاًّ وإِنَّ
مُرْتَــحَلــا؛ ويصف بعد حيث يقول:
هل تَذْكُرُ العَهْد في تقمّص، إِذ
تَضْرِب لي قاعداً بها مَثَلا؛
إِنَّ مَــحَلــاًّ وإِنَّ مُرْتَــحَلــا
المَــحَلُّ: الآخرة والمُرْتَــحَل؛ . . .
(* هكذا ترك بياض في الأصل)
وأَراد بالسَّفْر الذين ماتوا فصاروا في البَرْزَخ، والمَهَل البقاء
والانتظار؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح من قول الخليل، فإِذا قال الليث قلت للخليل
أَو قال سمعت الخليل، فهو الخليل بن أَحمد لأَنه ليس فيه شك، وإِذا قال
قال الخليل ففيه نظر، وقد قَدَّم الأَزهري في خطبة كتابه التهذيب أَنه في
قول الليث قال الخليل إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه
الخَليل؛ قال: ويكون المَــحَلُّ الموضع الذي يُــحَلُّ فيه ويكون مصدراً، وكلاهما
بفتح الحاء لأَنهما من حَلِّ يَــحُلُّ أَي نزل، وإِذا قلت المَــحِلّ، بكسر
الحاء، فهو من حَلَّ يَــحِلُّ أَي وَجَب يَجِب. قال الله عز وجل: حتى
يبلغ الهَدْيُ مَــحِلَّــه؛ أَي الموضع الذي يَــحِلُّ فيه نَحْرُه، والمصدر من
هذا بالفتح أَيضاً، والمكان بالكسر، وجمع المَــحَلِّ مَحَالُّ، ويقال
مَــحَلٌّ ومَــحَلَّــة بالهاء كما يقال مَنْزِل ومنزِلة. وفي حديث الهَدْي: لا
يُنْحَر حتى يبلغ مَــحِلَّــه أَي الموضع أَو الوقت اللذين يَــحِلُّ فيهما
نَحْرُه؛ قال ابن الأَثير: وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان؛ ومنه حديث
عائشة: قال لها هل عندكم شيء؟ قالت: لا، إِلا شيء بَعَثَتْ به إِلينا
نُسَيْبَة من الشاة التي بَعَثْتَ إِليها من الصدقة، فقال: هاتي فقد
بَلَغَتْ مَــحِلَّــها أَي وصلت إِلى الموضع الذي تَــحِلُّ فيه وقُضِيَ الواجبُ فيها
من التَّصَدّق بها، وصارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها عليه، يصح له التصرف
فيها ويصح قبول ما أُهدي منها وأَكله، وإِنما قال ذلك لأَنه كان يحرم
عليه أَكل الصدقة. وفي الحديث: أَنه كره التَّبَرُّج بالزينة لغير
مَــحِلِّــها؛ يجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الــحِلِّ ومفتوحة من الــحُلُــول، أَراد به
الذين ذكرهم الله في كتابه: ولا يبدين زينتهن إِلا لبُعُولتهن، الآية،
والتَّبَرُّج: إِظهار الزينة. أَبو زيد: حَلَــلْت بالرجل وحَلَــلْته ونَزَلْت
به ونَزَلْته وحَلَــلْت القومَ وحَلَــلْت بهم بمعنًى. ويقال: أَــحَلَّ فلان
أَهله بمكان كذا وكذا إِذا أَنزلهم. ويقال: هو في حِلَّــة صِدْق أَي
بمَــحَلَّــة صِدْق. والمَــحَلَّــة: مَنْزِل القوم.
وحَلِــيلة الرجل: امرأَته، وهو حَلِــيلُها، لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ
صاحبه، وهو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الــحَلــال أَي أَنه يَــحِلُّ لها
وتَــحِلُّ له، وذلك لأَنه ليس باسم شرعي وإِنما هو من قديم الأَسماء.
والــحَلِــيل والــحَلِــيلة: الزَّوْجان؛ قال عنترة:
وحَلِــيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً،
تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم
وقيل: حَلِــيلَته جارَتُه، وهو من ذلك لأَنهما يَــحُلــاَّن بموضع واحد،
والجمع الــحَلــائل؛ وقال أَبو عبيد: سُمِّيا بذلك لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ
صاحبَه. وفي الحديث: أَن تُزَاني حَلِــيلة جارك، قال: وكل من نَازَلَكَ
وجَاوَرَك فهو حَلــيلك أَيضاً. يقال: هذا حَلــيله وهذه حَلــيلته لمن
تُحَالُّه في دار واحدة؛ وأَنشد:
ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي
حَلِــيلَته، إِذا هَدَأَ النِّيَامُ
قال: لم يرد بالــحَلِــيلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه
في المنزل. ويقال: إِنما سميت الزوجة حَلِــيلة لأَن كل واحد منهما
مَــحَلُّ إِزار صاحبه. وحكي عن أَبي زيد: أَن الــحَلِــيل يكون للمؤنث بغير
هاء.والــحِلَّــة: القوم النزول، اسم للجمع، وفي التهذيب: قوم نزول؛ وقال
الأَعشى:
لقد كان في شَيْبان، لو كُنْتَ عالماً،
قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّــة وقَبائل
وحَيٌّ حِلَّــة أَي نُزُول وفيهم كثرة؛ هذا البيت استشهد به الجوهري،
وقال فيه:
وحَوْلي حِلَّــة ودَراهم
(* قوله «وحولي» هكذا في الأصل، والذي في نسخة الصحاح التي بايدينا:
وحيّ).
قال ابن بري: وصوابه وقبائل لأَن القصيدة لاميَّة؛ وأَولها:
أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قيس بن خالدٍ،
وأَنتَ امْرُؤ يرجو شَبَابَك وائل
قال: وللأَعشى قصيدة أُخرى ميمية أَولها:
هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لام لائم
يقول فيها:
طَعَام العراق المُسْتفيضُ الذي ترى،
وفي كل عام حُلَّــة وَدَارهِم
قال: وحُلَّــة هنا مضمومة الحاء، وكذلك حَيٌّ حِلــال؛ قال زهير:
لِحَيٍّ حِلــالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم،
إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم
والــحِلَّــة: هَيئة الــحُلُــول. والــحِلَّــة: جماعة بيوت الناس لأَنها
تُــحَلُّ؛ قال كراع: هي مائة بيت، والجمع حِلــال؛ قال الأَزهري: الــحِلــال جمع بيوت
الناس، واحدتها حِلَّــة؛ قال: وحَيٌّ حِلــال أَي كثير؛ وأَنشد شمر:
حَيٌّ حِلــالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا
قال ابن بري: وأَنشد الأَصمعي:
أَقَوْمٌ يبعثون العِيرَ نَجْداً
أَحَبُّ إِليك، أَم حَيٌّ حِلــال؟
وفي حديث عبد المطلب:
لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْـ
ـنَعُ رَــحْلَــه، فامْنَعْ حِلــالَك
الــحِلــال، بالكسر: القومُ المقيمون المتجاورون يريد بهم سُكَّان الحَرَم.
وفي الحديث: أَنهم وَجَدوا ناساً أَــحِلَّــة، كأَنه جمع حِلــال كعِماد
وأَعْمِدَة وإِنما هو جمع فَعال، بالفتح؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال بعضهم
وليس أَفْعِلة في جمع فِعال، بالكسر، أَولى منها في جمع فَعال، بالفتح،
كفَدَان وأَفْدِنة. والــحِلَّــة: مجلس القوم لأَنهم يَــحُلُّــونه. والــحِلَّــة:
مُجْتَمَع القوم؛ هذه عن اللحياني. والمَــحَلَّــة: منزل القوم.
ورَوْضة مِــحْلــال إِذا أَكثر الناسُ الــحُلــول بها. قال ابن سيده: وعندي
أَنها تُــحِلُّ الناس كثيراً، لأَن مِفْعالاً إِنما هي في معنى فاعل لا في
معنى مفعول، وكذلك أَرض مِــحْلــال. ابن شميل: أَرض مِــحْلــال وهي السَّهْلة
اللَّيِّنة، ورَحَبة مِــحْلــال أَي جَيِّدة لمــحَلّ الناس؛ وقال ابن الأَعرابي
في قول الأَخطل:
وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِــحْلــال
قال: الأَرِيضَة المُخْصِبة، قال: والمِــحْلــال المُخْتارة للــحِلَّــة
والنُّزول وهي العَذاة الطَّيِّبة؛ قال الأَزهري: لا يقال لها مِــحْلــال حتى
تُمْرِع وتُخْصِب ويكون نباتها ناجعاً للمال؛ وقال ذو الرمة:
بأَجْرَعَ مِــحْلــالٍ مِرَبٍّ مُــحَلَّــل
والمُــحِلَّــتانِ: القِدْر والرَّحى، فإِذا قلت المُــحِلــاَّت فهي القِدْر
والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد،
لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حيث شاء، وإِلا فلا بُدَّ له من أَن يجاور
الناس يستعير منهم بعض هذه الأَشياء؛ قال:
لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم
نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُــحِلــاَّت
الأَتاويُّون: الغُرَباء أَي لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب
المُــحِلــاَّت؛ قال أَبو علي الفارسي: هذا على حذف المفعول كما قال تعالى:
يوم تُبَدَّل الأَرضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ أَي والسمواتُ غيرَ
السمواتِ، ويروى: لا يُعْدَلَنَّ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي لا ينبغي أَن
يُعْدل فعلى هذا لا حذف فيه.
وتَلْعة مُــحِلَّــة: تَضُمُّ بيتاً أَو بيتين. قال أَعرابي: أَصابنا
مُطَيْر كسَيْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُــحِلَّــة، ويروى: سَيَّل
شِعابَ السَّخْبَر، وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، وهي مَنابِته، لأَن
عَرْضَها ضَيِّق وطولها قدر رَمْية حَجَر.
وحَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه يَــحِلُّ حِلــاًّ وحَلــالاً إِذا خَرج من
حِرْمه. وأَــحَلَّ: خَرَج، وهو حَلــال، ولا يقال حالٌّ على أَنه القياس. قال
ابن الأَثير: وأَــحَلَّ يُــحِلُّ إِــحْلــالاً إِذا حَلَّ له ما حَرُم عليه من
مَحْظورات الحَجِّ؛ قال الأَزهري: وأَــحَلَّ لغة وكَرِهها الأَصمَعي وقال:
أَــحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان عليه. ويقال
للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها: حَلَّــتْ. ورجل حِلٌّ من الإِحرام أَي حَلــال.
والــحَلــال: ضد الحرام. رَجُل حَلــال أَي غير مُحْرِم ولا متلبس بأَسباب
الحج، وأَــحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلى الــحِلِّ عن الحَرَم، وأَــحَلَّ إِذا
دخل في شهور الــحِلِّ، وأَحْرَمْنا أَي دخلنا في الشهور الحُرُم. الأَزهري:
ويقال رجل حِلٌّ وحَلــال ورجل حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم؛ وأَما قول زهير:
جَعَلْن القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَه،
وكم بالقَنان من مُــحِلّ ومُحْرِم
فإِن بعضهم فسره وقال: أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ يرمي دَماً
حَلــالاً ومن مُحْرم أَي يراه حَراماً. ويقال: المُــحِلُّ الذي يَــحِلُّ لنا
قِتالُه، والمُحْرِم الذي يَحْرُم علينا قتاله. ويقال: المُــحِلُّ الذي لا
عَهْد له ولا حُرْمة، وقال الجوهري: من له ذمة ومن لا ذمة له. والمُحْرِم:
الذي له حُرْمة. ويقال للذي هو في الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، وللذي خرج
منها: مُــحِلٌّ. ويقال للنازل في الحَرَم: مُحْرِم، والخارج منه: مُــحِلّ،
وذلك أَنه ما دام في الحَرَم يحرم عليه الصيد والقتال، وإِذا خرج منه حَلَّ
له ذلك. وفي حديث النخعي: أَــحِلَّ بمن أَــحَلَّ بك؛ قال الليث: معناه من
ترك الإِحرام وأَــحَلَّ بك فقاتَلَك فأَــحْلِــل أَنت أَيضاً به فقائِلُه
وإِن كنت مُحْرماً، وفيه قول آخر وهو: أَن المؤمنين حَرُم عليهم أَن يقتل
بعضهم بعضاً ويأْخذ بعضهم مال بعضهم، فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه،
يقول: فإِذا أَــحَلَّ رجل ما حَرُم عليه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَيَّأَ لك
دفعُه به من سلاح وغيره وإِن أَتى الدفع بالسلاح عليه، وإَــحْلــال البادئ
ظُلْم وإِــحْلــال الدافع مباح؛ قال الأَزهري: هذا تفسير الفقهاء وهو غير
مخالف لظاهر الخبر. وفي حديث آخر: من حَلَّ بك فاحْلِــلْ به أَي من صار
بسببك حَلــالاً فَصِرْ أَنت به أَيضاً حَلــالاً؛ هكذا ذكره الهروي وغيره، والذي
جاء في كتاب أَبي عبيد عن النخعي في المُحْرِم يَعْدو عليه السَّبُع أَو
اللِّصُّ: أَــحِلَّ بمن أَــحَلَّ بك. وفي حديث دُرَيد بن الصِّمَّة: قال
لمالك بن عوف أَنت مُــحِلٌّ بقومك أَي أَنك قد أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم
للهلاك، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَــحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعين
بالمُقام في بيوتهم فــحَلُّــوا بالخروج منها. وفعل ذلك في حُلِّــه وحُرْمه وحِلِّــه
وحِرْمه أَي في وقت إحْلــاله وإِحرامه. والــحِلُّ: الرجل الــحَلــال الذي خرج
من إِحرامه أَو لم يُحْرِم أَو كان أَحرم فــحَلَّ من إِحرامه. وفي حديث
عائشة: قالت طَيَّبْت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لــحِلِّــه وحِرْمه؛ وفي
حديث آخر: لحِرْمِه حين أَحْرَم ولــحِلِّــه حين حَلَّ من إِحرامه، وفي
النهاية لابن الأَثير: لإِــحْلــاله حين أَــحَلَّ.
والــحِلَّــة: مصدر قولك حَلَّ الهَدْيُ. وقوله تعالى: حتى يَبْلغ الهَدْيُ
مَــحِلَّــه؛ قيل مَــحِلُّ من كان حاجّاً يوم النَّحر، ومَــحِلُّ من كان
معتمراً يوم يدخل مكة؛ الأَزهري: مَــحِلُّ الهدي يوم النحر بمِنًى، وقال:
مَــحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحج بمكة إِذا قَدِمها وطاف
بالبيت وسعى بين الصفا والمروة. ومَــحِلُّ هَدْيِ القارن: يوم النحر بمنًى،
ومَــحِلُّ الدَّيْن: أَجَلُه، وكانت العرب إِذا نظرت إِلى الهلال قالت: لا
مَرْحَباً بمُــحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل. وفي حديث مكة: وإِنما
أُــحِلَّــت لي ساعة من نهار، يعني مَكَّة يوم الفتح حيث دخلها عَنْوَة غير
مُحْرِم. وفي حديث العُمْرة: حَلَّــت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ أَي صارت لكم
حَلــالاً جائزة، وذلك أَنهم كانوا لا يعتمرون في الأَشهر الحُرُم، فذلك معنى
قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّــت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر.
والــحِلُّ والــحَلــال والــحِلــال والــحَلِــيل: نَقِيض الحرام، حَلَّ يَــحِلُّ
حِلــاًّ وأَــحَلَّــه الله وحَلَّــله. وقوله تعالى: يُــحِلُّــونه عاماً
ويُحَرِّمونه عاماً؛ فسره ثعلب فقال: هذا هو النسِيء، كانوا في الجاهلية يجمعون
أَياماً حتى تصير شهراً، فلما حَجَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الآنَ
اسْتَدارَ الزمانُ كهيئته. وهذا لك حِلٌّ أَي حَلــال. يقال: هو حِلٌّ
وبِلٌّ أَي طَلْق، وكذلك الأُنثى. ومن كلام عبد المطلب: لا أُــحِلُّــها لمغتسل
وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ أَي حَلــال، بِلٌّ إِتباع، وقيل: البِلُّ مباح،
حِمْيَرِيَّة. الأَزهري: روى سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس
يقول: هي حِلٌّ وبِلٌّ يعني زمزم، فسُئِل سفيان: ما حِلٌّ وبِلٌّ؟ فقال:
حِلٌّ مُــحَلَّــل. ويقال: هذا لك حِلٌّ وحَلــال كما يقال لضدّه حِرْم وحَرام
أَي مُحَرَّم. وأَــحْلَــلت له الشيءَ. جعلته له حَلــالاً. واسْتَــحَلَّ
الشيءَ: عَدَّه حَلــالاً. ويقال: أَــحْلَــلت المرأَةَ لزوجها. وفي الحديث: لعن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المُــحَلِّــل والمُــحَلَّــل له، وفي رواية:
المُــحِلَّ والمُــحَلَّ له، وهو أَن يطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فيتزوجها رجل
آخر بشرط أَن يطلقها بعد مُوَاقَعته إِياها لتَــحِلَّ للزوج الأَول. وكل شيء
أَباحه الله فهو حَلــال، وما حَرَّمه فهو حَرَام. وفي حديث بعض الصحابة:
ولا أُوتي بحَالٍّ ولا مُــحَلَّــل إِلا رَجَمْتُهما؛ جعل الزمخشري هذا
القول حديثاً لا أَثراً؛ قال ابن الأَثير: وفي هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّــلْت
وأَــحْلَــلت وحَلَــلْت، فعلى الأَول جاء الحديث الأَول، يقال حَلَّــل فهو
مُــحَلِّــل ومُــحَلَّــل، وعلى الثانية جاء الثاني تقول أَــحَلَّ فهو مُــحِلٌّ
ومُــحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث تقول حَلَــلْت فأَنا حَالٌّ وهو
مَــحْلــول له؛ وقيل: أَراد بقوله لا أُوتَى بحالٍّ أَي بذي إِــحْلــال مثل قولهم
رِيحٌ لاقِح أَي ذات إِلْقاح، وقيل: سُمِّي مُــحَلِّــلاً بقصده إِلى التــحلــيل
كما يسمى مشترياً إِذا قصد الشراء. وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته
الأَمة فيُطَلِّقها طلقتين ثم يشتريها قال: لا تَــحِلُّ له إِلا من حيث
حَرُمت عليه أَي أَنها لا تَــحِلُّ له وإِن اشتراها حتى تنكح زوجاً غيره، يعني
أَنها حَرُمت عليه بالتطليقتين، فلا تَــحِلُّ له حتى يطلقها الزوج الثاني
تطليقتين، فتَــحِلّ له بهما كما حَرُمت عليه بهما. واسْتَــحَلَّ الشيءَ:
اتخذه حَلــالاً أَو سأَله أَن يُــحِلَّــه له. والــحُلْــو الــحَلــال: الكلام الذي
لا رِيبة فيه؛ أَنشد ثعلب:
تَصَيَّدُ بالــحُلْــوِ الــحَلــالِ، ولا تُرَى
على مَكْرَهٍ يَبْدو بها فيَعِيب
وحَلَّــلَ اليمينَ تــحلــيلاً وتَــحِلَّــة وتَــحِلــاًّ، الأَخيرة شاذة:
كَفَّرَها، والتَّــحِلَّــة: ما كُفِّر به. وفي التنزيل: قد فرض الله لكم تَــحِلَّــة
أَيمانكم؛ والاسم من كل ذلك الــحِلُّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ولا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِيَّةٍ،
ولا عِدَةً في الناظر المُتَغَيَّب
قال ابن سيده: هكذا وجدته المُتَغَيَّب، مفتوحة الياء، بخَطِّ الحامِض،
والصحيح المُتَغَيِّب، بالكسر. وحكى اللحياني: أَعْطِ الحالف حُلــاَّنَ
يَمينه أَي ما يُــحَلِّــل يمينه، وحكى سيبويه: لأَفعلن كذا إِلاَّ حِلُّ ذلك
أَن أَفعل كذا أَي ولكن حِلُّ ذلك، فــحِلُّ مبتدأ وما بعدها مبنيّ عليها؛
قال أَبو الحسن: معناه تَــحِلَّــةُ قَسَمِي أَو تــحلــيلُه أَن أَفعل كذا.
وقولهم: فعلته تَــحِلَّــة القَسَم أَي لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّــلت به
قَسَمي ولم أُبالِغ. الأَزهري: وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يموت
لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَــحِلَّــة القَسَم؛ قال أَبو
عبيد: معنى قوله تَــحِلَّــة القَسَم قول الله عز وجل: وإِنْ منكم إِلا
واردُها، قال: فإِذا مَرَّ بها وجازها فقدأَبَرَّ الله قَسَمَه. وقال غير أَبي
عبيد: لا قَسَم في قوله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، فكيف تكون له
تَــحِلَّــة وإِنما التَّــحِلَّــة للأَيْمان؟ قال: ومعنى قوله إِلا تَــحِلَّــة
القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه منه مكروه؛ ومنه قول العَرَب: ضَرَبْته
تــحلــيلاً ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لم أُبالِغ في ضربه ووَعْظِه؛ قال ابن
الأَثير: هذا مَثَل في القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وهو أَن يُباشِر من
الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُــحَلِّــلُه،
مثل أَن يــحلــف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفيفة أَجزأَته فتلك
تَــحِلَّــة قَسَمِه، والمعنى لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة يسيرة مثل
تَــحِلَّــة قَسَم الحالف، ويريد بتَــحِلَّــتِه الوُرودَ على النار والاجْتيازَ
بها، قال: والتاء في التَّــحِلَّــة زائدة؛ وفي الحديث الآخر: من حَرَس ليلة من
وراء المسلمين مُتَطَوِّعاً لم يأْخذه الشيطان ولم ير النار تَمَسُّه
إِلا تَــحِلَّــة القَسَم؛ قال الله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، قال
الأَزهري: وأَصل هذا كله من تــحلــيل اليمين وهو أَن يــحلــف الرجل ثم يستثني استثناء
متصلاً باليمين غير منفصل عنها، يقال: آلى فلان أَلِيَّة لم يَتَــحَلَّــل
فيها أَي لم يَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلاً للتقليل؛ ومنه قول كعب بن زهير:
تَخْدِي على يَسَراتٍ، وهي لاحقة،
بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَــحْلِــيل
(* قوله «لاحقة» في نسخة النهاية التي بأيدينا: لاهية).
وفي حواشي ابن بري:
تَخْدِي على يَسَرات، وهي لاحقة،
ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَــحْلِــيل
أَي قليل
(* قوله «أي قليل» هذا تفسير لتــحلــيل في البيت) كما يــحلــف
الإِنسان على الشيء أَن يفعله فيفعل منه اليسير يُــحَلِّــل به يَمِينه؛ وقال
الجوهري: يريد وَقْعَ مَناسِم الناقة على الأَرض من غير مبالغة؛ وقال
الآخر:أَرَى إِبلي عافت جَدُودَ، فلم تَذُقْ
بها قَطْرَةً إِلا تَــحِلَّــة مُقْسِم
قال ابن بري: ومثله لعَبْدَةَ بن الطبيب:
تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية
في أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَــحْلِــيلُ
أَي قليل هَيِّن يسير. ويقال للرجل إِذا أَمْعَن في وَعِيد أَو أَفرط في
فَخْر أَو كلام: حِلــاًّ أَبا فلان أَي تَــحَلَّــلْ في يمينك، جعله في
وعيده إِياه كاليمين فأَمره بالاستثناء أَي اسْتَثْن يا حالف واذْكُر حِلــاًّ.
وفي حديث أَبي بكر: أَنه قال لامرأَة حَلَــفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها
فقال لها: حِلــاًّ أُمَّ فلان، واشتراها وأَعتقها، أَي تَــحَلَّــلِي من
يمينك، وهو منصوب على المصدر؛ ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: قال لعمر حِلــاًّ
يا أَمير المؤمنين فيما تقول أَي تَــحَلَّــلْ من قولك. وفي حديث أَنس: قيل
له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
وأَتَــحلَّــل أَي أَستثني. ويقال: تَــحَلَّــل فلان من يمينه إِذا خرج منها
بكفارة أَو حِنْث يوجب الكفارة؛ قال امرؤ القيس:
وآلَتْ حِلْــفةً لم تَــحَلَّــل
وتَــحَلَّــل في يمينه أَي استثنى.
والمُــحَلِّــل من الخيل: الفَرَسُ الثالث من خيل الرِّهان، وذلك أَن يضع
الرَّجُلانِ رَهْنَين بينهما ثم يأْتي رجل سواهما فيرسل معهما فرسه ولا
يضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صاحبه وكان
حَلــالاً له من أَجل الثالث وهو المُــحَلِّــل، وإِن سبَقَ المُــحَلِّــلُ ولم
يَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنين جميعاً، وإِن سُبِقَ هو لم يكن عليه
شيء، وهذا لا يكون إِلاَّ في الذي لا يُؤْمَن أَن يَسْبق، وأَما إِذا كان
بليداً بطيئاً قد أُمِن أَن يَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهيّ عنه،
ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل.
وضَرَبه ضَرْباً تَــحْلِــيلاً أَي شبه التعزير، وإِنما اشتق ذلك من
تَــحْلِــيل اليمين ثم أُجْري في سائر الكلام حتى قيل في وصف الإِبل إِذا
بَرَكَتْ؛ ومنه قول كعب
بن زهير:
نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَــحْلــيل
أَي هَيِّن. وحَلَّ العُقْدة يَــحُلُّــها حَلــاًّ: فتَحَها ونَقَضَها
فانْــحَلَّــتْ. والــحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. وفي المثل السائر: يا عاقِدُ اذْكُرْ
حَلــاًّ، هذا المثل ذكره الأَزهري والجوهري؛ قال ابن بري: هذا قول
الأَصمعي وأَما ابن الأَعرابي فخالفه وقال: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلــاًّ وقال: كذا
سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابي فما رواه أَحد منهم يا عاقِدُ، قال:
ومعناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا نُؤَرِّب ما عَقَدْت، وذكره ابن سيده على هذه
الصورة في ترجمة حبل: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلــاًّ. وكل جامد أُذِيب فقد
حُلَّ.والمُــحَلَّــل: الشيء اليسير، كقول امرئ القيس يصف جارية:
كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة،
غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُــحَلَّــل
وهذا يحتمل معنيين: أَحدهما أَن يُعْنَى به أَنه غَذَاها غِذَاء ليس
بمُــحَلَّــل أَي ليس بيسير ولكنه مُبالَغ فيه، وفي التهذيب: مَرِيءٌ ناجِعٌ،
والآخر أَن يُعْنى به غير مــحلــول عليه فيَكْدُر ويَفْسُد. وقال أَبو
الهيثم: غير مُــحَلَّــل يقال إِنه أَراد ماء البحر أَي أَن البحر لا يُنْزَل عليه
لأَن ماءه زُعَاق لا يُذَاق فهو غير مُــحَلَّــل أَي غير مَنْزولٍ عليه،
قال: ومن قال غير مُــحَلَّــل أَي غير قليل فليس بشيء لأَن ماء البحر لا يوصف
بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ، وأَورد الجوهري هذا البيت
مستشهداً به على قوله: ومكان مُــحَلَّــل إِذا أَكثر الناسُ به الــحُلُــولَ، وفسره
بأَنه إِذا أَكثروا به الــحُلــول كدَّروه. وكلُّ ماء حَلَّــتْه الإِبل
فكَدَّرَتْه مُــحَلَّــل، وعَنى امرُؤ القيس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غير
مثقوبة. وحَلَّ عليه أَمرُ الله يَــحِلُّ حُلــولاً: وجَبَ. وفي التنزيل:
أَن يَــحِلَّ عليكم غَضَبٌ من ربكم، ومن قرأَ: أَن يَــحُلَّ، فمعناه أَن
يَنْزِل. وأَــحَلَّــه اللهُ عليه: أَوجبه؛ وحَلَّ عليه حَقِّي يَــحِلُّ
مَــحِلــاًّ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ
والمَحِيص وليس ذلك بمطَّرد، إِنما يقتصر على ما سمع منه، هذا مذهب سيبويه.
وقوله تعالى: ومن يَــحْلُِــلْ عليه غَضَبي فقد هَوَى؛ قرئَ ومن يَــحْلُــل
ويَــحْلِــل، بضم اللام وكسرها، وكذلك قرئَ: فيَــحُِلُّ عليكم غضبي، بكسر الحاء
وضمها؛ قال الفراء: والكسر فيه أَحَبُّ إِليَّ من الضم لأَن الــحُلــول ما
وقع من يَــحُلُّ، ويَــحِلُّ يجب، وجاء بالتفسير بالوجوب لا بالوقوع، قال:
وكلٌّ صواب، قال: وأَما قوله تعالى: أَم أَردتم أَن يَــحِلَّ عليكم، فهذه
مكسورة، وإِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَــحُلُّ لا غير، وإِذا قلت
عَليَّ أَو قلت يَــحِلُّ لك كذا وكذا، فهو بالكسر؛ وقال الزجاج: ومن قال
يَــحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر، قال: ومن قرأَ فيَــحِلُّ عليكم فمعناه فيَجِب
عليكم، ومن قرأَ فيَــحُلُّ فمعناه فيَنْزِل؛ قال: والقراءة ومن يَــحْلِــل
بكسر اللام أَكثر. وحَلَّ المَهْرُ يَــحِلُّ أَي وجب. وحَلَّ العذاب يَــحِلُّ،
بالكسر، أَي وَجَب، ويَــحُلُّ، بالضم، أَي نزل. وأَما قوله أَو تَــحُلُّ
قريباً من دارهم، فبالضم، أَي تَنْزل. وفي الحديث: فلا يَــحِلُّ لكافر
يَجِد ريح نَفَسه إِلاَّ مات أَي هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالى: وحَرَام
على قَرْية؛ أَي حَقٌّ واجب عليها؛ ومنه الحديث: حَلَّــت له شفاعتي، وقيل:
هي بمعنى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ به، فأَما قوله: لا يَــحُلُّ المُمْرِض على
المُصِحّ، فبضم الحاء، من الــحُلــول النزولِ، وكذلك فَلْيَــحْلُــل، بضم اللام.
وأَما قوله تعالى: حتى يبلغ الهَدْيُ مَــحِلَّــه، فقد يكون المصدرَ ويكون
الموضعَ. وأَــحَلَّــت الشاةُ والناقةُ وهي مُــحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، وقيل:
يَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت، وعبر عنه بعضهم بأَنه نزول
اللبن من غير نَتاج، والمعنيان متقاربان، وكذلك الناقة؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
ولكنها كانت ثلاثاً مَيَاسِراً،
وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَــحَلَّــتِ
(* قوله «أَنهزت» أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، وقال بعده:
ورواه ابن الاعرابي أنهزت بالزاي ولا وجه له).
يصف إِبلاً وليست بغنم لأَن قبل هذا:
فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِي كَثيرةً،
لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ وعَلَّت
(* قوله «من ماء جد» روي بالجيم والحاء كما أورده في المــحلــين).
وأَنشد الجوهري لأُمية بن أَبي الصلت الثقفي:
غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فيها،
تُــحِلُّ بها الطَّروقةُ واللِّجاب
وأَــحَلَّــت الناقةُ على ولدها: دَرَّ لبنُها، عُدِّي بعَلى لأَنه في معنى
دَرَّت. وأَــحَلَّ المالُ فهو يُــحِلُّ إِــحْلــالاً إِذا نزل دَرُّه حين
يأْكل الربيع. الأَزهري عن الليث وغيره: المَحالُّ الغنم التي ينزل اللبن في
ضروعها من غير نَتاج ولا وِلاد.
وتَــحَلَّــل السَّفَرُ بالرجل: اعْتَلَّ بعد قدومه.
والإِــحْلِــيل والتِّــحْلِــيل: مَخْرَج البول من الإِنسان ومَخْرج اللبن من
الثدي والضَّرْع. الأَزهري: الإِــحْلِــيل مَخْرج اللبن من طُبْي الناقة
وغيرها. وإِــحْلِــيل الذَّكَرِ: ثَقْبه الذي يخرج منه البول، وجمعه
الأَحالِيل؛ وفي قصيد كعب بن زهير:
تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النخل ذا خُصَلٍ،
بغارب، لم تُخَوِّنْه الأَحالِيل
هو جمع إِــحْلِــيل، وهو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنْقُصه،
يعني أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها.
والإِــحْلِــليل: يقع على ذَكَرِ الرجل وفَرْج المرأَة، ومنه حديث ابن عباس:
أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِــحْلِــيل أَي غَسْل الذكر. وأَــحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا
استوجب العقوبة. ابن الأَعرابي: حُلَّ إِذا سُكِن، وحلَّ إِذا عَدا،
وامرأَة حَلــاَّء رَسْحاء، وذِئْب أَــحَلُّ بَيِّن الــحَلَــل كذلك. ابن
الأَعرابي: ذئب أَــحَلُّ وبه حَلَــل، وليس بالذئب عَرَج، وإِنما يوصف به لخَمَع
يُؤنَس منه إِذا عَدا؛ وقال الطِّرِمَّاح:
يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَــحَلُّ، وَقُوتُه
ذَوات المَرادِي، من مَناقٍ ورُزّح
(* قوله «المرادي» هكذا في الأصل، وفي الصحاح: الهوادي، وهي الأعناق.
وفي ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق).
وقال أَبو عمرو: الأَــحَلُّ أَن يكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح
الرِّجلين. والــحَلَــل: استرخاء عَصَب الدابة، فَرَسٌ أَــحَلُّ. وقال الفراء:
الــحَلَــل في البعير ضعف في عُرْقوبه، فهو أَــحَلُّ بَيِّن الــحَلَــل، فإِن كان في
الرُّكْبة فهو الطَّرَق. والأَــحَلُّ: الذي في رجله استرخاء، وهو مذموم في
كل شيء إِلا في الذئب. وأَنشد الجوهري بيت الطرماح: يُحِيلُ به الذِّئبُ
الأَــحَلُّ، ونسبه إِلى الشماخ وقال: يُحِيلُ أَي يُقِيم به حَوْلاً. وقال
أَبو عبيدة: فَرَس أَــحَلُّ، وحَلَــلُه ضعف نَساه ورَخاوة كَعْبه، وخَصّ
أَبو عبيدة به الإِبل. والــحَلَــل: رخاوة في الكعب، وقد حَلِــلْت حَلَــلاً.
وفيه حَلَّــة وحِلَّــة أَي تَكَسُّر وضعف؛ الفتح عن ثعلب والكسر عن ابن
الأَعرابي. وفي حديث أَبي قتادة: ثم تَرَك فتَــحَلَّــل أَي لما انْــحَلَّــت قُواه
ترك ضَمَّه إِليه، وهو تَفَعُّل من الــحَلِّ نقيض الشَّدّ؛ وأَنشد ابن بري
لشاعر:
إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها
بصَدْرٍ، لا أَــحَلَّ ولا عَموج
وفي الحديث: أَنه بَعَث رجلاً على الصدقة فجاء بفَصِيل مَــحْلُــول أَو
مَخْلول بالشك؛ المــحلــول، بالحاء المهملة: الهَزِيل الذي حُلَّ اللحم عن
أَوصاله فعَرِيَ منه، والمَخْلُول يجيء في بابه.
وفي الحديث: الصلاة تحريمها التكبير وتَــحْلِــيلها التسليم أَي صار
المُصَلِّي بالتسليم يَــحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال
الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها، كما يَــحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ
منه ما كان حَراماً عليه. وفي الحديث: أَــحِلُّــوا الله يغفر لكم أَي
أَسلموا؛ هكذا فسر في الحديث، قال الخطابي: معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلى
حِلِّ الإِسلام وسَعَته، من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم
إِلى الــحِلِّ، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن الأَثير: وهذا الحديث هو عند
الأَكثر من كلام أَبي الدرداء، ومنهم من جعله حديثاً. وفي الحديث: من
كانت عنده مَظْلِمة من أَخيه فَلْيسْتَــحِلَّــه. وفي حديث عائشة أَنها قالت
لامرأَة مَرَّتْ بها: ما أَطول ذَيْلَها فقال: اغْتَبْتِها قُومي إِليها
فَتَــحلَّــليها؛ يقال: تَــحَلَّــلته واسْتَــحْلَــلْته إِذا سأَلته أَن يجعلك في
حِلٍّ من قِبَله. وفي الحديث: أَنه سئل أَيّ الأَعمال أَفضل فقال:
الحالُّ المُرْتَــحِل، قيل: وما ذاك؟ قال: الخاتِم المفتَتِح هو الذي يَخْتم
القرآن بتلاوته ثم يَفْتَتح التلاوة من أَوّله؛ شبَّهه بالمُسافر يبلغ
المنزل فيَــحُلُّ فيه ثم يفتتح سيره أَي يبتدئه، وكذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا
ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا وقرأُوا الفاتحة وخمس آيات من أَول سورة
البقرة إِلى قوله: أُولئك هم المفلحون، ثم يقطعون القراءة ويُسَمُّون ذلك
الحالَّ المُرْتَــحِل أَي أَنه ختم القرآن وابتدأَ بأَوَّله ولم يَفْصِل
بينهما زمان، وقيل: أَراد بالحالِّ المرتــحل الغازِيَ الذي لا يَقْفُل عن
غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر.
والــحِلــال: مَرْكَبٌ من مراكب النساء؛ قال طُفَيْل:
وراكضةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة،
بَعِيرَ حِلــالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ
مُجَعْفَل: مصروع؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:
ولا يَعْدِلْنَ من ميل حِلــالا
قال: وقد يجوز أَن يكون متاعَ رَــحْل البعير. والــحِلُّ: الغَرَض الذي
يُرْمى إِليه. والــحِلــال: مَتاع الرَّــحْل؛ قال الأَعشى:
وكأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر
ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلــالَها
قال أَبو عبيد: بلغتني هذه الرواية عن القاسم بن مَعْن، قال: وبعضهم
يرويه جِلالَها، بالجيم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غارة،
على عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِــحِلــالِها
فسره فقال: حِلــالُها ثِيابُ بدنها وما على بعيرها، والمعروف أَن الــحِلــال
المَرْكَب أَو متاع الرَّــحْل لا أَن ثياب المرأَة مَعْدودة في الــحِلــال،
ومعنى البيت عنده: قلت لها ضُمِّي إِليك ثِيابَك وقد كانت رَفَعَتْها من
الفَزَع. وفي حديث عيسى، عليه السلام، عند نزوله: أَنه يزيد في الــحِلــال؛
قيل: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فيما أَــحَلَّ اللهُ له أَي
ازداد منه لأَنه لم يَنْكِح إِلى أَن رُفِع.
وفي الحديث: أَنه كسا عليّاً، كرّم الله وجهه، حُلَّــة سِيَراء؛ قال خالد
بن جَنْبة: الــحُلَّــة رِداء وقميص وتمامها العِمامة، قال: ولا يزال الثوب
الجَيِّد يقال له في الثياب حُلَّــة، فإِذا وقع على الإِنسان ذهبت
حُلَّــته حتى يجتمعن له إِمَّا اثنان وإِما ثلاثة، وأَنكر أَن تكون الــحُلَّــة
إِزاراً ورِداء وَحْدَه. قال: والــحُلَــل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ
والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير، وقال اليَمامي: الــحُلَّــة كل ثوب
جَيِّد جديد تَلْبسه غليظٍ أَو دقيق ولا يكون إِلا ذا ثوبَين، وقال ابن
شميل: الــحُلَّــة القميص والإِزار والرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة، وقال
شمر: الــحُلَّــة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب، وقال ابن الأَعرابي: يقال
للإِزار والرداء حُلَّــة، ولكل واحد منهما على انفراده حُلَّــة؛ قال الأَزهري:
وأَما أَبو عبيد فإِنه جعل الــحُلَّــة ثوبين. وفي الحديث: خَيْرُ الكَفَن
الــحُلَّــة، وخير الضَّحِيَّة الكبش الأَقْرَن. والــحُلَــل: بُرود اليمن ولا
تسمى حُلَّــة حتى تكون ثوبين، وقيل ثوبين من جنس واحد؛ قال: ومما يبين ذلك
حديث عمر: أَنه رأَى رجلاً عليه حُلَّــة قد ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى
بالآخر فهذان ثوبان؛ وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بــحُلَّــة فباعها واشترى
بها خمسة أَرؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْن
يَلْبَسُهما على عِتْق هؤلاء لَغَبينُ الرأْي: أَراد بالقِشْرَتَين
الثوبين؛ قال: والــحُلَّــة إِزار ورداء بُرْد أَو غيره ولا يقال لها حُلَّــة حتى
تكون من ثوبين والجمع حُلَــل وحِلــال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ليس الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال،
ولا الذي يَرْفُل في الــحِلــال
وحَلَّــله الــحُلَّــة: أَلبسه إِياها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
لَبِسْتَ عليك عِطاف الحَياء،
وحَلَّــلَك المَجْدَ بَنْيُ العُلى
أَي أَلْبَسك حُلَّــته، وروى غيره: وجَلَّلَك. وفي حديث أَبي اليَسَر: لو
أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك وأَعْطَيْتَه مُعافِرِيَّك أَو أَخَذْت
مُعافِريَّه وأَعطيته بُرْدتك فكانت عليك حُلَّــة وعليه حُلَّــة. وفي حديث
عَليّ: أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلى عمر، رضي الله عنهم، لمَّا خَطَبَها
فقال لها: قُولي له أَبي يقول هل رَضِيت الــحُلَّــة؟ كَنى عنها بالــحُلَّــة
لأَن الــحُلَّــة من اللباس ويكنى به عن النساء؛ ومنه قوله تعالى: هُنَّ لِباس
لكم وأَنتم لباس لهن. الأَزهري: لَبِس فلان حُلَّــته أَي سِلاحه.
الأَزهري: أَبو عَمْرو الــحُلَّــة القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَة.
وفي حديث أَبي اليَسَر
(* قوله «وفي حديث أَبي اليسر» الذي في نسخة
النهاية التي بأيدينا أنه حديث عمر) والــحُلــاَّن الجَدْيُ، وسنذكره في
حلــن.والــحِلَّــة: شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة يسميها أَهل البادية
الشِّبْرِق، وقال ابن الأَعرابي: هي شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج
أَلبانها، وقيل: هي شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك
تأْكلها الدواب، وهو سريع النبات ينبت بالجَدَد والآكام والحَصباء، ولا ينبت
في سَهْل ولا جَبَل؛ وقال أَبو حنيفة: الــحِلَّــة شجرة شاكَة تنبت في غَلْظ
الأَرض أَصغر من العَوْسَجة ووَرَقُها صغار ولا ثمر لها وهي مَرْعى
صِدْقٍ؛ قال:
تأْكل من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم،
وحِلَّــة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم
والــحِلَّــة: موضع حَزْن وصُخور في بلاد بني ضَبَّة متصل برَمْل.
وإحْلِــيل: اسم واد؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد:
فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ آنَّنا
بإِــحْلِــيل، لا نُزْوى ولا نتَخَشَّع
وإِــحْلِــيلاء: موضع. وحَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم.
والتَّــحَلْحُل: التحرُّك والذهاب. وحَلْحَلْــتهم: حَرَّكْتهم. وتَــحَلْحَلْــت عن المكان
كتَزَحْزَحْت؛ عن يعقوب. وفلان ما يَتَــحَلْحل عن مكانه أَي ما يتحرك؛
وأَنشد للفرزدق:
ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما يَتَــحَلْحَل
قال ابن بري: صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات، بالنصب، لأَن صدره:
فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا
قال: ومثله لليلى الأَخيلية:
لنا تامِكٌ دون السماء، وأَصْلُه
مقيم طُوال الدهر، لن يَتَــحَلْحلــا
ويقال: تَــحَلْحَل إِذا تَحَرَّك وذهب، وتَلَــحْلَــح إِذا أَقام ولم
يتحرَّك. والــحَلُّ: الشَّيْرَج. قال الجوهري: والــحَلُّ دُهْن السمسم؛ وأَما
الــحَلــال في قول الراعي:
وعَيَّرني الإِبْلَ الــحَلــالُ، ولم يكن
ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثة خالِقُه
فهو لقب رجل من بني نُمَيْر؛ وأَما قول الفرزدق:
فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَــمائنا،
ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنَّف
أَراد حُلَّ، على ما لم يسم فاعله، فطرح كسرة اللام على الحاء؛ قال
الأَخفش: سمعنا من ينشده كذا، قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يُشِمُّها
الكسر كما يروم في قيل الضم، وكذلك لغَتُهم في المُضعَّف مثل رُدَّ
وشُدَّ.والــحُلــاحِل: السَّيِّد في عشيرته الشجاع الرَّكين في مجلسه، وقيل: هو
الضَّخْم المروءة، وقيل: هو الرَّزِين مع ثَخانة، ولا يقال ذلك للنساء،
وليس له فعل، وحكى ابن جني: رجل مُــحَلْحَل ومُلَــحْلَــح في ذلك المعنى، والجمع
الــحَلــاحِل؛ قال امرؤ القيس:
يا لَهْفَ نفسي إِن خَطِئْن كاهِلا،
القاتِلِينَ المَلِكَ الــحُلــاحِلــا
قال ابن بري: والــحُلــاحِل أَيضاً التامّ؛ يقال: حَوْلٌ حُلــاحِل أَي تام؛
قال بُجَير بن
لأْي بن حُجْر:
تُبِين رُسوماً بالرُّوَيْتِج قد عَفَتْ
لعَنْزة، قد عُرِّين حَوْلاً حُلــاحِلــا
وحَلْحَل: اسم موضع. وحَلْحَلــة: اسم رجل. وحُلــاحِل: موضع، والجيم أَعلى.
وحَلْحَل بالإِبل: قال لها حَلْ حَلْ، بالتخفيف؛ وأَنشد:
قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْــحَلُ
أُخْراً، وإِن صاحوا به وحَلْحَلــوا
الأَصمعي: يقال للناقة إِذا زَجَرَتْها: حَلْ جَزْم، وحَلٍ مُنَوَّن،
وحَلــى جزم لا حَلــيت؛ قال رؤبة:
ما زال سُوءُ الرَّعْي والتَّنَاجِي،
وطُولُ زَجْرٍ بــحَلٍ وعاجِ
قال ابن سيده: ومن خفيف هذا الاسم حَلْ وحَلٍ، لإِناث الإِبل خاصة.
ويقال: حَلــا وحَلِــيَ لا حَلــيت، وقد اشتق منه اسم فقيل الــحَلْــحال؛ قال
كُثَيِّر عَزَّة:
نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه،
فَلَحِقْنه وثُنِينَ بالــحَلْــحال
قال الجوهري: حَلْحَلْــت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ، قال: وهو زَجْر
للناقة، وحَوْبٌ زَجْر للبعير؛ قال أَبو النجم:
وقد حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ
وفي حديث ابن عباس: إِن حَلْ لَتُوطِيءُ الناس وتُؤْذِي وتَشْغَل عن ذكر
الله عز وجل، قال: حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها على السير أَي إِن
زجرك إِياها عند الإِفاضة من عرفات يُؤَدِّي إِلى ذلك من الإِيذاء
والشَّغْل عن ذكر الله، فَسِرْ على هِينَتِك.