للشيخ، أبي منصور: محمد بن محمود الماتريدي، الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
همــم: الــهَمُّ: الحُزْن، وجمعه هُمــومٌ، وهَمَّــه الأَمرُ
هَمّــاً ومَــهَمَّــةً وأَــهَمَّــه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ به. ولا هَمــامِ لي:
مبنية على الكسر مثل قَطامِ أَي لا أَــهُمُّ. ويقال: لا مَــهَمّــةَ لي،
بالفتح، ولا هَمــامِ، أَي لا أَــهُمّ بذلك ولا أَفْعَلُه؛ قال الكميت يمدح أَهل
البيت:
إِن أَمُتْ لا أَمُتْ، ونَفْسِيَ نَفْسا
نِ من الشَّكِّ في عَمىً أَو تَعامِ
عادِلاً غيرَــهم من الناسِ طُرّاً
بِــهِمُ، لا هَمــامِ لي لا هَمــامِ
أَي لا أَــهُمُّ بذلك، وهو مبني على الكسر مثل قَطامِ؛ يقول: لا أَعْدِل
بــهم أَحداً، قال: ومثلُ
قوله لا هَمــامِ قراءةُ من قرأَ: لا مَساسِ؛ قال ابن جني: هو الحكاية
كأَنه قال مَساسِ
فقال لا مَساسِ، وكذلك قال في هَمــامِ إِنه على الحكاية لأَنه لا يبنى
على الكسر، وهو يريد به الخبر. وأَــهَمَّــني الأَمرُ
إِذا أَقْلَقَك وحَزَنَك. والاهتمامُ: الاغتمامُ، واهْتَمِّ له
بأَْمرِه. قال أَبو عبيد في باب قلّة اهتِمامِ
الرجلِ بشأْن صاحِبه: هَمُّــك ما هَمَّــك، ويقال: هَمُّــك ما أَــهَمَّــك؛
جعلَ ما نَفْياً في قوله ما أَــهَمَّــك أََي لم يُــهِمَّــك هَمُّــك، ويقال: معنى
ما أَــهَمَّــكَ أَي ما أَحْزَنَك، وقيل: ما أَقْلَقَك، وقيل: ما أَذابَك.
والــهِمَّــةُ: واحدةُ الــهِمَــمِ.
والمُــهِمَّــاتُ من الأُمور: الشائدُ المُحْرِقةُ. وهَمَّــه السُّقْمُ
يَــهُمُّــه هَمّــاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَحمه. وهَمَّــني المرضُ: أَذابَني. وهَمَّ
الشحمَ يَــهُمُّــه هَمّــاً: أَذابَه؛ وانْــهَمَّ هو.
والهامومُ: ما أُذِيبَ من السنام؛ قال العجاج يصف بَعيرَه:
وانْــهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهاري
عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري
(* قوله «الهاري» أنشده في مادة جرز: الواري، وكذا المحكم والتهذيب).
أَي ذهب سِمَنُه. والهامومُ من الشحمِ: كثيرُ الإِهالةِ. والهامومُ: ما
يَسيل من الشَّحْمةِ إِذا شُوِيَت، وكلُّ شيء ذائبٍ يُسمَّى هاموماً. ابن
الأَعرابي: هُمَّ إِذا أُغْلِيَ، وهَمَّ إِذا غَلى. الليث: الانْــهِمــامُ
في ذَوَبانِ
الشيء واسْتِرْخائه بعد جُمودِه وصَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ، تقول:
انْــهَمَّ. وانْــهَمَّــت البقُولُ إِذا طُبِخَتْ في القدر. وهَمَّــت الشمسُ
الثلجَ: أَذابَتْه. وهَمَّ الغُزْرُ الناقةَ يَــهُمُّــها هَمّــاً: جَهَدَها
كأَنه أَذابَها. وانْــهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذابا؛ قال:
يَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْــهَمِّ،
تحتَ عَرَانِينِ أُنوفٍ شُمِّ
والــهُمــامُ: ما ذابَ منه، وقيل: كلُّ مُذابٍ مَــهْمــومٌ؛ وقوله:
يُــهَمُّ فيها القوْمُ هَمَّ الحَمِّ
معناه يَسيل عرقــهم حتى كأَنــهم يَذُوبون. وهُمــامُ الثلج: ما سالَ منْ
مائِه إِذا ذابَ؛ وقال أَبو وجزة:
نواصح بين حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتا
مُمَنَّعاً، كــهُمــامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ
أَراد بالنواصح الثَّنايا. ويقال: همَّ اللبَنَ في الصحْنِ إِذ حَلَبَه،
وانْــهَمَّ العرَقُ في جَبينِه إِذا سالَ؛ وقال الراعي في الــهَمــاهِمِ
بمعنى الــهُمــوم:
طَرَقا، فتِلكَ هَمــاهِمِــي أَقْرِيــهِمــا
قُلُصاً لَواقحَ كالقِسيِّ وحُولا
وهَمَّ بالشيءَ يــهمُّ هَمّــاً: نواه وأَرادَه وعزَم عليه. وسئل ثعلب عن
قوله عز وجل: ولقد هَمَّــت به وهمَّ بها لولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربِّه؛
قال: هَمَّــت زَلِيخا بالمعصية مُصِرّةً على ذلك، وهَمَّ يوسفُ، عليه
السلام، بالمعصية ولم يأْتِها ولم يُصِرَّ عليها، فَبَيْن الــهَمَّــتَيْن
فَرْقٌ. قال أَبو حاتم: وقرأْتُ غريبَ القرآن على أَبي عبيدة فلما أَتيتُ على
قولِه: ولقد هَمَّــت به وهَمَّ بها (الآية) قال أَبو عبيدة: هذا على
التقديم والتأْخير كأَنه أَراد: ولقد هَمَّــت به، ولولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ
ربّه لَــهَمَّ بها. وقوله عز وجل: وهَمُّــوا بما لم يَنالوا؛ كان طائفةٌ
عَزَمُوا على أَن يغْتالُوا سيّدنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في سفَرٍ
وقَفُوا له على طريقِه، فلما بَلغــهم أَمَرَ بتَنْحيَتِــهم عن طريقِه
وسَمّاهم رجلاً رجلاً؛ وفي حديث سَطِيح:
شَمِّرْ فإِنّك ماضي الــهَمِّ شِمِّيرُ
أَي إِذَا عَزمت على أَمرٍ أَمْضَيْتَه. والــهَمُّ: ما همّ به في
نَفْسِه، تقول: أَــهَمَّــني هذا الأَمرُ. والــهَمَّــةُ والــهِمَّــةُ: ما هَمَّ به من
أَمر ليفعله. وتقول: إِنه لَعظيمُ الــهَمّ وإِنه لَصغيرُ الــهِمّــة، وإِنه
لَبَعيدُ الــهِمَّــةِ والــهَمّــةِ، بالفتح.
والــهُمــامُ: الملكُ العظيم الــهِمّــة، وفي حديث قُسٍّ: أَيها الملكُ
الــهُمــامُ، أَي العظيمُ الــهِمَّــة. ابن سيده: الــهُمــام اسمٌ من أَسماء الملك
لِعِظمِ هِمّــته، وقيل: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا يُرَدُّ عنه بل
يَنْفُذ كما أَراد، وقيل: الــهُمــامُ السيِّدُ الشجاعُ السَّخيّ ولا يكون ذلك
في النساء. والــهُمــامُ: الأَسدُ، على التشبيه، وما يَكادُ ولا يَــهُمُّ
كَوْداً ولا مَكادَةً وهَمّــاً ولا مَــهَمَّــةً.
والــهَمَّــةُ والــهِمَّــةُ: الهَوى. وهذا رجلٌ هَمُّــك من رجلٍ وهِمَّــتُك من
رجل أَي حسْبُك. والــهِمُّ، بالكسر: الشيخ الكبيرُ البالي، وجمعه
أَــهْمــامٌ. وحكى كراع: شيخٌ هِمَّــةٌ، بالهاء، والأُنثى هِمَّــةٌ بيِّنة الــهَمَــامةِ،
والجمع هِمَّــات وهَمــائمُ، على غير قياس، والمصدر الــهُمــومةُ والــهَمــامةُ،
وقد انْــهَمَّ، وقد يكون الــهِمُّ والــهِمَّــةُ من الإِبل؛ قال:
ونابٌ هِمَّــةٌ لا خَيْرَ فيها،
مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي
ابن السكيت: الــهَمُّ من الحُزْن، والــهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ
يَــهُمُّــه إِذا أَذابَه. والــهَمُّ: مصدر هَمَــمْت بالشيء هَمّــاً. والــهِمُّ:
الشيخ البالي؛ قال الشاعر:
وما أَنا بالــهِمِّ الكبيرِ ولا الطِّفْلِ
وفي الحديث: أَنه أُتِيَ برجل هِمٍّ؛ الــهِمُّ، بالكسر: الكبيرُ الفاني.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان يأْمرُ جُيُوشه أَن لا يَقْتُلوا هِمّــاً
ولا امرأَةً؛ وفي شعر حُميد:
فحَمَّلَ الــهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا
(* قوله «كنازاً إلخ» تقدم هذا البيت في مادة جلعد بلفظ كباراً والصواب
ما هنا)
والهامّةُ: الدابّةُ. ونِعْمَ الهامّةُ هذا: يعني الفرسَ؛ وقال ابن
الأَعرابي: ما رأَيتُ هامّةً أَحسنَ منه، يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال
لغيرهمــا. ويقال للدابّة: نِعْمَ الهامّةُ هذا، وما رأَيت هامَّةً أَكْرمَ
من هذه الدابّة، يعني الفرس، الميمُ مشدَّدة. والــهَمِــيمُ: الدَّبِيبُ. وقد
هَمَــمْتُ أَــهِمُّ، بالكسر، هَمِــيماً. والــهَمِــيمُ: دوابُّ هوامِّ الأَرض.
والهوامُّ: ما كان من خَشاش الأَرض نحو العقارب وما أَشبهها، الواحدة
هامّة، لأَنها تَــهِمّ أَي تَدِبّ، وهَمِــيمُها دبِيبُها؛ قال ساعدة بن
جُؤَيَّة الهذليّ يصف سيفاً:
تَرى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْه، كأَنه
مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِــيمُ
وقد هَمَّــتْ تَــهِمُّ، ولا يقع هذا الاسم إِلاَّ على المَخُوف من
الأَحْناش. وروى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يُعَوِّذ
الحسنَ والحسَينَ فيقول: أُعيذُكُما بكلمات الله التامه، من شرّ كل شيطانٍ
وهامّه، ومن شرِّ كل عين لامّه، ويقول: هكذا كان إِبراهيمُ يعوّذ إِسمعيل
وإِسحق، عليــهم السلام؛ قال شمر: هامّة واحدة الهوامِّ، والهوامُّ:
الحيَّاتُ وكلُّ ذي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه، وأَما ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فهو
السَّوامُّ، مشدَّدة الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلُغ أَن تَقتل مثل
الزُّنْبورِ والعقرب وأَشباهِها، قال: ومنها القَوامُّ، وهي أَمثال القَنافِذ
والفأْرِ واليَرابيع والخَنافِس، فهذه ليست بهَوامَّ ولا سَوامَّ،
والواحدة من هذه كلها هامّة وسامّة وقامّة. وقال ابن بُزُرْج: الهامّة الحيّةُ
والسامّة العقربُ. يقال للحية: قد همّــت الرجلَ، وللعقرب: قد سمَّتْه،
وتقع الهامّة على غير ذواتِ السّمّ القاتِل، أَلا ترى أَن النبي، صلى الله
عليه وسلم، قال لكعب بن عُجْرة: أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك؟ أَراد بها
القَمْل، سمّاها هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ في الرأْس وتَــهِمُّ فيه. وفي
التهذيب: وتقع الهوامُّ على غير ما يَدِبُّ من الحيوان، وإِن لم يَقْتُلْ
كالحَشَرات.
ابن الأَعرابي: هُمَّ لنَفْسِك ولا تَــهُمَّ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها
واحْتَل. الفراء: ذهبْتُ أَتَــهَمَّــمُه أَنْظر أَينَ هو، وروي عنه أَيضاً:
ذهبتُ أَتَــهَمَّــمُه أَي أَطلُبه. وتَــهمَّــم الشيءَ: طلَبه.
والــهَمِــيمةُ: المطرُ الضعيف، وقيل: الــهَمــيمةُ من المطر الشيءُ الهيِّنُ،
والتَّــهْمــيمُ نحوُه؛ قال ذو الرمة:
مَهْطولة من رياض الخُرْج هيَّجها،
مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ، تَــهْمــيمُ
(* قوله «من لف» كذا في الأصل والمحكم، وفي التهذيب: من لفح، وفي
التكملة: من صوب)
والــهَمــيمةُ: مطرٌ ليّنٌ دُقاقُ القَطْر. والــهَمــومُ: البئر الكثيرة
الماء؛ وقال:
إِنَّ لنا قَلَيْذَماً هَمــوما،
يَزيدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما
وسحابة هَمــومٌ: صَبوبٌ للمطر. والــهَمــيمةُ من اللبَن: ما حُقِن في
السِّقاء الجديد ثم شُرب ولم يُمْخَض. وتــهَمَّــمَ رأْسَه: فَلاه. وهَمَّــمَت
المرأَةُ في رأْس الصبي: وذلك إِذا نوَّمَتْه بصوت تُرَقِّقُه له. ويقال: هو
يَتَــهَمَّــمُ رأْسَه أَي يَفْلِيه. وهَمَّــمَت المرأَةُ في رأْس الرجل:
فلَّتْه. وهو من هُمَّــانِــهم أَي خُشارَتــهم كقولك من خُمَّانِــهم.
وهَمَّــام: اسم رجل.
والــهَمْهَمــة: الكلام الخفيّ، وقيل: الــهَمْهَمــة تَرَدُّد الزَّئير في
الصَّدْر من الــهمّ والحَزَن، وقيل: الــهَمْهَمــة تَرْديد الصوت في الصدر؛
أَنشد ابن بري لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأَته:
إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ،
إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَهْ،
وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ،
واسْتَقْبَلَتْــهُم بالسيوف المُسْلِمَهْ،
يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ
ضَرْباً، فما تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ،
لــهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَــهْ،
لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَهْ
(* رواية هذه الأبيات في مادة خندم تختلف عما هي عليه هنا)
وأَنشد هذا الرجز هنا الحَنْدَمة، بالحاء المــهمــلة، وأَنشده في ترجمة
خندم بالخاء المعجمة. والــهَمْهَمــة: نحوُ أَصوات البقر والفِيَلَة وأَشباه
ذلك. والــهَمــاهِم: من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم. وهَمْهَمَ الرَّعْدُ
إِذا سمعتَ له دَوِيّاً. وهَمْهَم الأَسدُ، وهمْهَم الرجلُ إِذا لم يُبَيِّن
كلامه. والــهمْهَمــة: الصوت الخفيّ، وقيل: هو صوت معه بحَحٌ.
ويقال للقصَب إِذا هزَّته الريح: إِنه لَــهُمْــهوم. قال ابن بري:
الــهُمْــهوم المُصَوِّت؛ قال رؤبة:
هزّ الرياحِ القَصَبَ الــهُمْــهوما
وقيل: الــهَمْهمــةُ ترديد الصوت في الصدر. وفي حديث ظبْيان: خرج في
الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمــةً أَي كلاماً خفيّاً لا يُفْــهَم، قال: وأَصل
الــهَمْهَمــة صوت البقرة. وقَصَبٌ هُمْــهوم: مُصوِّت عند تَهْزيز الريح. وعَكَرٌ
هُمْــهوم: كثير الأَصوات: قال الحَكَم الخُضْريّ وأَنشده ابن بري مستشهداً به
على الــهُمْــهوم الكثير:
جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الــهُمْــهوما
السَّجْوَرِيُّ لا رَعى مُسِيما
والــهُمْــهومة والــهَمْــهامة: العَكَرة العظيمة. وحِمار هِمْــهيم: يُــهَمْهِم
في صوته يُردِّد النهيق في صدره؛ قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن:
خَلَّى لها سَرْبَ أُولاها وهَيَّجها،
مِن خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ هِمْــهيمُ
والــهِمْــهيم: الأَسد، وقد هَمْهَم. قال اللحياني: وسمع الكسائي رجلاً من
بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: هَمْــهامْ
وهَمْــهامِ يا هذا، أَي لم يَبْقَ شيء؛ قال:
أَوْلَمْتَ، يا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِيلامْ،
في يومِ نَحْسٍ ذي عجاجٍ مِظْلامْ
ما كان إِلاّ كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ،
حتى أَتيناهم فقالوا: هَمْــهامْ
أَي لم يبق شيء. قال ابن بري: رواه ابن خالويه خِنَّوْت على مثال
سِنَّوْرٍ، قال: وسأَلت عنه أَبا عُمر الزاهد فقال: هو الخَسيس. وقال ابن جني:
هَمْــهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ اسم لفتىً مثل سَِرْعانَِ ووَشْكان وغيرهمــا
من أَسماء الأَفعال التي استُعْمِلت في الخبر. وجاء في الحديث: أَحبُّ
الأَسماء إِلى الله عبدُ الله وهَمَّــامٌ. وفي رواية: أَصدقُ الأَسماء
حارثة وهَمَّــام، وهو فَعَّال من هَمَّ بالأَمر يَــهُمّ إِذا عزَم عليه، وإِنما
كان أَصدَقها لأَنه ما من أَحد إِلا وهو يَــهُمّ بأَمرٍ، رَشَِدَ أَم
غَوِيَ.
أَبو عمرو: الــهَمــوم الناقة الحسَنة المِشْية، والقِرْواحُ التي تَعافُ
الشُّربَ مع الكِبار، فإِذا جاءت الدَّهْداهُ شرِبت معهنّ، وهي الصغار.
والــهَمــوم: الناقة تُــهَمِّــم الأَرضَ بفيها وترتَع أَدنى شيء تجده، قال: ومنه
قول ابنة الخسّ: خيرُ النوق الــهَمــوم الرَّموم التي كأَنَّ عَينَيْها
عَيْنا محموم. وقوله في الحديث في أَولاد المشركين: هُمْ من آبائــهم، وفي
رواية: هم منــهم، أَي حكمُــهم حكم آبائــهم وأَهلِــهم.
حرهم: قال ابن بري: ناقة حُراهِمَــةٌ
أَي ضخمة؛ قال ساعدة بن جؤَيَّة يصف ضبعاً:
تراها، الضَّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً،
حُراهِمَــةً لها حِرَةٌ وثِيلُ
الضَّبُعُ حُراهِمَــةٌ عُراهِمَــةٌ.