Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لب

حَلَبَ 

(حَــلَبَالْحَاءُ وَاللَّامُ وَالْبَــاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ اسْتِمْدَادُ الشَّيْءِ.

يُقَالُ الْحَــلَبُ حَــلَبُ الشَّاءِ وَهُوَ اسْمٌ وَمَصْدَرُ، وَالْمِحْــلَبُ: الْإِنَاءُ يُحْــلَبُ فِيهِ. وَالْإِحْلَابَةُ: أَنْ تَحْــلُبَ لِأَهْلِكَ وَأَنْتَ فِي الْمَرْعَى، تَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِمْ. تَقُولُ أَحْــلَبَــهُمْ إِحْلَابًا. وَنَاقَةٌ حَلُوبٌ: ذَاتُ لَبَــنٍ ; فَإِذَا جَعَلْتَ ذَلِكَ اسْمًا قُلْتَ هَذِهِ الْحَلُوبَةُ لِفُلَانٍ. وَنَاقَةٌ حَــلْبَــانَةٌ مِثْلُ الْحَلُوبِ. وَيُقَالُ أَحْــلَبْــتُكَ: أَعَنْتُكَ عَلَى حَــلْبِ النَّاقَةِ. وَأَحْــلَبَ الرَّجُلُ، إِذَا نُتِجَتْ إِبِلُهُ إِنَاثًا، وَأَجْــلَبَ إِذَا نُتِجَتْ ذُكُورًا ; لِأَنَّهَا تُجْــلَبُ أَوْلَادُهَا فَتُبَاعُ.

وَمِنَ الْبَــابِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَيْهِ الْمُحْــلِبِ، وَهُوَ النَّاصِرُ. قَالَ:

أَشَارَ بِهِمْ لَمَعَ الْأَصَمِّ فَأَقْبَلُوا ... عَرَانَيْنَ لَا يَأْتِيهِ لِلنَّصْرِ مُحْــلِبُ

وَذَلِكَ أَنْ يَجِيئَكَ نَاصِرًا مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ ; وَهُوَ مِنَ الْبَــابِ لِأَنِّي قَدْ ذَكَرْتُ أَنَّهُ مِنَ الْإِمْدَادِ وَالِاسْتِمْدَادِ.

وَالْحَــلْبَــةُ: خَيْلٌ تُجْمَعُ لِلسِّبَاقِ مَنْ كُلِّ أَوْبٍ، كَمَا يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا جَاؤُوا مَنْ كُلِّ أَوْبٍ لِلنُّصْرَةِ: قَدْ أَحْــلَبُــوا.

طلب المواثبة والاشهاد والخصومة

طــلب المواثبة والاشهاد والخصومة:
[فى الانكليزية] Request ,petition of emergcncy ,of pre
[ في الفرنسية] emption or of execution -Requete d'urgence ,de preemption ou d'execution أمّا طــلب المواثبة أيّ المسارعة من الوثوب فهو عند الفقهاء طــلب الشفيع الشّفعة في مجلس علم فيه بالبــيع، سمّى به ليدلّ على غاية التعجيل. وطــلب الإشهاد ويسمى بطــلب التقرير أيضا، وهو إشهاد الشفيع على طــلبــه للشّفعة عند العقار بأن يقول يا قوم اشهدوا أنّي طــلبــت الشّفعة في هذا العقار. وطــلب الخصومة هو أن يطــلب الشّفعة عند القاضي إذا لم يسلّم المشتري العقار إليه بأن يقول للقاضي إنّ فلانا اشترى عقارا حدوده كذا، وأنا شفيعه بعقار لي حدوده كذا، فمره ليسلّمه إليّ كذا في جامع الرموز في كتاب الشفعة.

بلب

بــلب: بُــلْب (أسبانية): اخطبوط، دولة، وهو حيوان بحري من فصيلة الرخويات (الكالا).
بَــلْبَــة: زيت رديء يستخرج من الثفالة (بليسية ص351) وفيه أيضاً: ((بــلبــة - في تورا " belba-fi- toura")) زيت أغلظ من الأول وهو الذي يستخرج من عصارة الثفل الثانية.
بُــلْبَــة (بالأسبانية vulva) وتجمع على بُــلَب: فرج (مجموع الأعضاء التناسلية الخارجية لدى المرأة وأنثى الحيوان) (فوك).
بلابي: الحمص بعد تحميصه (شيرب).

لَبَدَ

(لَبَــدَ)
(هـ) فِيهِ «أنَّ عائشةَ أخْرَجَت كِسَاءً لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُــلَبَّــداً» أَيْ مُرَقَّعاً. يُقَالُ: لَبَــدْتُ القَميصَ أَــلْبُــدُهُ ولَبَّــدْته . وَيُقَالُ للْخِرقَة الَّتِي يُرْقَع بِهَا صَدْر القَميص:
الــلبْــدَةُ. وَالَّتِي يُرقَع بِهَا قَبُّهُ: الْقَبِيلَةُ.
وَقِيلَ: المُــلَبَّــد: الَّذِي ثَخُنَ وَسَطُه وصَفُقَ حَتَّى صَارَ يُشْبِه الــلِّبْــدَة.
(س [هـ] ) وَفِي حَدِيثِ المُحْرِم «لَا تُخَمِّرُوا رَأسه فَإِنَّهُ يُبْعث يومَ الْقِيَامَةِ مُــلَبِّــدا» هَكَذَا جَاءَ فِي رِواية . وتَــلْبِــيد الشَّعَرِ: أَنْ يُجْعَل فِيهِ شيءٌ مِن صَمْغ عِنْدَ الإحْرامِ؛ لِئَّلا يَشْعَثَ ويَقْمَل إبْقَاءً عَلَى الشَّعَر. وإنَّما يُــلَبِّــد مَن يَطُول مُكْثُه فِي الإحْرام.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن لَبَّــدَ أوْ عَقَص فَعَلَيْهِ الحَلْقُ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَة الغَيْث «فَــلَبَّــدَتِ الدِّمَاثَ» أَيْ جَعَلَتْها قَويَّة لَا تَسُوخ فِيهَا الأرْجُل. والدِّماثُ: الأرَضون السَّهْلة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «لَيْسَ بِــلَبِــدٍ فَيُتَوَقَّلُ، وَلَا لَه عِنْدِي مُعَوَّل» أَيْ لَيْسَ بمُسْتَمِسك مُتَــلَبِّــد، فَيُسرَعَ المَشْيُ فِيهِ ويُعْتَلَي.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيفة، وذَكَر فِتْنة فَقال «الْبُــدُوا لُبُــودَ الرَّاعي عَلَى عَصَاهُ، لَا يذْهَب بِكُمُ السَّيْل» أَيِ الْزَمُوا الأرَض واقْعُدوا فِي بيُوتِكم، لا تَخْرجُوا منها فَتَهْلِكُوا، وتكونوا كَمّن ذَهَب بِهِ السَّيل. يُقْال: لَبَــد بِالْأَرْضِ وأَــلْبَــدَ بِهَا، إِذَا لَزِمها وَأقام.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «قَالَ لرجُلَين أتَياه يَسْألانهِ: الْبَــدَا بِالْأَرْضِ حَتّى تَفْهما» أَيْ أَقِيمَا.
(هـ) وَحَدِيثُ قَتَادَةَ «الخشوعُ فِي القــلْب، وإِــلْبَــادُ البَــصَرِ فِي الصَّلَاةِ» أَيْ ألْزامه مَوْضعَ السُّجود مِنَ الْأَرْضِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَرزَة «مَا أرَى الْيَوْمَ خَيْراً مِنْ عِصَابةٍ مُــلْبــدة» يَعْني لَصِقوا بِالْأَرْضِ وأخْمَلُوا أنْفُسَهم.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ كَانَ يَحــلُبُ فَيَقُولُ: أُــلْبِــدُ أمْ أُرْغِي؟ فَإِنْ قَالُوا: أَــلْبِــدْ ألصَقَ العُــلْبَــة بالضَّرْع وحَــلَبَ، فَلَا يَكُونُ لِلْحَليب رَغْوة، وإنْ أبَان العُــلْبــةَ، رَغَا لِشدَّة وَقْعِه» .
وَفِي صِفَةِ طَلْح الْجَنَّةِ «إنَّ اللَّهَ يَجْعَل مكانَ كُلِّ شَوْكة مِنْهَا مِثْلَ خُصوة التَّيْس المَــلْبُــود» أَيِ المكْتَنِز اللَّحْم، الَّذِي لزِم بَعْضُه بَعْضاً فَتَــلَبَّــد.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَــداً»
أَيْ مُجْتَمِعين بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، واحِدتُها: لِبْــدَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَميْد بْنِ ثَور:
وَبَيْنَ نِسْعَيْهِ خِدَبَّاً مُــلْبِــدَا
أَيْ عَلَيْهِ لِبْــدَة مِنَ الوَبَر.
(س) وَفِيهِ ذِكْر «لُبَــيْدا» وَهِيَ اسْمُ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ.
لَبَــدَ، كنَصَرَ وفَرِحَ،
لُبُــوداً ولَبَــداً: أقامَ، ولَزِقَ،
كأَــلْبَــدَ، وكصُرَدٍ وكتِفٍ: مَنْ لا يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ، ولا يَطْــلُب مَعاشاً.
وكصُرَدٍ: آخِرُ نُسورِ لُقْمانَ، بَعَثَتْهُ عادٌ إلى الحَرَمِ يسْتَسقِي لَها، فلما أُهْلِكوا، خُيِّرَ لُقْمانُ بَيْنَ بَقاءِ سَبْعِ بَعَراتٍ سُمْرٍ، مِنْ أَظْبٍ عُفْرٍ، في جَبَلٍ وَعْرٍ، لا يَمَسُّها القَطْرُ، أو بَقاءِ سَبْعَةِ أنْسُرٍ، كُلَّما هَلَكَ نَسْرٌ خَلَفَ بعدَهُ نَسْرٌ، فاخْتارَ النُّسورَ، وكانَ آخِرُها لُبَــداً.
ولُبَّــدَى ولُبَّــادَى، ويُخَفَّفُ: طائِرٌ يقالُ له:
لُبــادَى البُــدِي، ويُكَرَّرُ حتى يَلْتَزِقَ بالأرضِ، فَيُؤْخَذَ.
والمُــلْبِــدُ: البَــعيرُ الضَّارِبُ فَخِذَيْهِ بِذَنَبِهِ.
وتَــلَبَّــدَ الصُّوفُ ونحوُهُ: تَداخَلَ، ولَزقَ بعضُه ببعضٍ،
وـ الطَّائِرُ بالأرضِ: جَثَمَ عليها،
وكُلُّ شَعَرٍ أو صُوفٍ مُتَــلَبِّــدٍ: لِبْــدٌ ولِبْــدَةٌ ولُبْــدَةٌ، ج: ألْبَــادٌ ولُبــودٌ.
والــلَّبَّــادُ: عاملُها.
والــلِّبْــدَةُ، بالكسرِ: شَعَرُ زُبْرَةِ الأَسَدِ،
وكُنْيَتُه: ذُو لِبْــدَةَ، ونُسالُ الصِّلِّيانِ، وداخِلُ الفَخِذِ، والجَرادَةُ، والخِرْقَةُ يُرْقَعُ بها صَدْرُ القَميصِ، أو القَبيلَةُ يُرْقَعُ بها قَبُّهُ،
ود بَيْنَ بَرْقَةَ وإِفْرِيقيَّةَ، وبلا هاءٍ: الأَمْرُ،
وبِساطٌ م، وما تَحْتَ السَّرْجِ.
وذُو لِبْــدٍ: ع بِبِلادِ هُذَيْلٍ، وبالتحريكِ: الصُّوفُ، ودَعَصُ الإِبِلِ مِنَ الصِّلِّيانِ.
وألْبَــدَ السَّرْجَ: عَمِلَ لِبْــدَهُ،
وـ الفَرَسَ: شَدَّه،
وـ القِرْبَةَ: جَعَلَها في جُوالق،
وـ رأسَهُ: طأطأهُ عند الدُّخولِ،
وـ الشيءَ بالشيءِ: ألصَقَهُ،
وـ الإِبِلُ: خَرَجَتْ أَوْبارُها، وتَهَيَّأَت لِلسِّمَنِ،
وـ بَصَرُ المُصَلِّي: لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجودِ.
والــلُّبَّــادَةُ، كَرُمَّانةٍ: ما يُــلْبَــس من الــلُّبُــودِ لِلمَطَرِ.
والــلَّبِــيد: الجُوالِقُ، والمِخْلاةُ، وابنُ رَبيعَةَ بنِ مالِكٍ، وابنُ عُطارِدِ بنِ حاجِبٍ، وابنُ أزْنَمَ الغَطَفَانِيُّ: شُعَراءُ.
وكَزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ: طائِرٌ. وأبو لُبَــيْدِ بنُ عَبَدَةَ: شاعِرٌ فارِسٌ.
ولَبَــدَ الصُوفَ، كَضَرَبَ: نَفَشَهُ، وبَلَّهُ بِماءٍ ثم خاطَهُ، وجَعَلَه في رَأسِ العَمَدِ وِقايَةً لِــلبِــجادِ أنْ يَخْرِقَهُ، كــلَبَّــدَهُ.
ومالٌ لُبَــدٌ ولابِدٌ ولُبَّــدٌ: كَثيرٌ.
والــلُّبَّــدَى: القَوْمُ المُجْتَمِعُ.
والتَّــلْبِــيد: التَّرْقِيعُ،
كالإِــلْبــادِ، وأنْ يَجْعَلَ المُحْرمُ في رَأسِهِ شَيْئاً منْ صَمْغٍ لِيَتَــلَبَّــدَ شَعْرُهُ.
والــلَّبُــودُ: القُرادُ.
والْتَبَدَ الوَرَقُ: تَــلَبَّــدَتْ،
وـ الشَّجَرَةُ: كَثُرَتْ أوراقُها.
واللاّبِدُ والمُــلْبِــدُ وأبو لُبَــدٍ، كصُرَدٍ وعِنَبٍ: الأَسدُ.

لبب

لبــب: {الألبــاب}: العقول.
(لبــب) الْحبّ جرى فِيهِ الدَّقِيق وَالرجل جَمِيع ثِيَابه عِنْد نَحره فِي الْخُصُومَة ثمَّ جَرّه وَيُقَال صرخَ إِلَيْهِم ولبــب جعل ثَوْبه فِي عُنُقه ثمَّ قبض على تــلبــيب نَفسه وصرخ وَهَكَذَا يفعل منذرهم
(لبــب) : كَــلْبٌ تقُولُ: لَبَّــبَ بالثَّوب: أَشارَ به.
(ل ب ب) : (التَّــلْبِــيَةُ) مَصْدَرُ لَبَّــى إذَا قَالَ لَبَّــيْكَ وَالتَّثْنِيَةُ لِلتَّكْرِيرِ وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ وَمَعْنَاهُ إلْبَــابًا لَكَ بَعْدَ إلْبَــابٍ أَيْ لُزُومًا لِطَاعَتِكَ بَعْدَ لُزُومٍ مِنْ أَــلَبَّ بِالْمَكَانِ إذَا قَامَ (وَالــلَّبَّــةُ) الْمَنْحَرُ مِنْ الصَّدْرِ (وَــلَبَــبُ الدَّابَّةِ) مِنْ سُيُورِ السَّرْجِ مَا يَقَعُ عَلَى لَبَــنِهِ (وَــلَبَّــبَ) خَصْمُهُ فَعَتَلَهُ إلَى الْقَاضِي أَيْ أَخَذَ تَــلْبِــيبَهُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ مَا عَلَى مَوْضِعِ الــلَّبَــبِ مِنْ ثِيَابِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَنَّهُ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَــلَبِّــبًا» أَيْ مُتَحَزِّمًا وَأَمَّا قَوْلُهُ إذَا لَبَّــبَ قَمِيصَهُ حَرِيرًا فَمِنْ اسْتِعْمَالِ الْفُقَهَاءِ وَمَعْنَاهُ خَاطَ الْحَرِيرَ عَلَى مَوْضِعِ الــلَّبَــبِ مِنْهُ (وَــلُبَــابَةُ) بِنْتُ الْحَارِثِ الْعَامِرِيَّةُ أُمُّ الْفَضْلِ زَوْجَةُ الْعَبَّاسِ عَمِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
(لبــب) - في حديث صَفيَّة - رضي الله عنها -: "أَضْرِبُه كى يَــلَبَّ" من الــلُّبّ وهو العَقْلُ.
يُقَال: لَبِــبْتُ ألَبُّ لُبًّــا، ولَبُــبتُ أَــلَبّ: عَقَلتُ فهو لَبِــيبٌ.
- في حدِيث عُمَر: "فــلبَــبْتُه"
: أي اخذتُ بِتَــلْبِــيبه، وجَعلتُ في عُنُقه حَبلاً أو نَحوَه
- وفي حديث عبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "أنه أَتى الطَّائفَ فإذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَــلِبُّ " من الــلَّبلَبَــةِ؛ وهي حِكايَةُ صَوْت التَّيّسِ عند السِّفَاد.
وأهلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَــلِبُّ، كفَرَّ يَفِرُّ.
- في الحديث : "لَبَّــىْ يدَيْك"
جوابُ لَبَّــيْكَ في حديث علقمة: إنّي أطيعُكَ وأتَصرّفُ بإرادَتك كالشىّءِ الذي تُصَرِّفُه بيدَيكَ.
قال يونس: هو لَبَّــى قُــلِبَــتْ ألِفُه ياءً عند الإضافة إلى المُضمَرِ، كما فعل بعَلَيكَ وإليكَ. وقال سيبويه: إنّما هو لَبَّ.
لبــب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه لما خرج إِلَى مَكَّة عرض لَهُ رجل فَقَالَ: إِن كنت تُرِيدُ النِّسَاء الْبــيض والنوق الْأدم فَعَلَيْك ببني مُدْلِج فَقَالَ: [إِن -] اللَّه منع من بني مُدلج لصلتهم الرَّحِم وطعنهم فِي ألبــاب الْإِبِل. وَبَعْضهمْ يرويهِ: فِي لَبّــات [الْإِبِل -] . قَوْله: وطعنهم فِي ألبــاب الْإِبِل فقد يكون ألبــاب فِي مَعْنيين: أَحدهمَا أَن يكون أَرَادَ جمع الــلب ولب كل شَيْء خالصه كَقَوْلِك: 75 / الف لب الطَّعَام / ولب النَّخْلَة وَغير ذَلِك يَقُول: فَإِنَّمَا ينحرون خَالص إبلهم وكرائمها. وَالْوَجْه الآخر أَن يكون أَرَادَ جمع الــلبــب وَهُوَ مَوضِع المنحر من كل شَيْء. ونرى أَن لبــب الْفرس إِنَّمَا سمي بِهِ لهَذَا وَلِهَذَا قيل: لبّــبت فلَانا إِذا جمعت ثِيَابه عِنْد صَدره ونحره ثمَّ جررته وَإِنَّمَا وَصفهم أَنهم أهل جود بِأَمْوَالِهِمْ وصلَة لأرحامهم. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَن الْإِحْسَان والصلة يدفعان السوء وَالْمَكْرُوه. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ هُوَ لبــات فان الــلبــة مَوضِع النَّحْر ثمَّ جمعهَا لبــات.
ل ب ب: (أَــلَبَّ) بِالْمَكَانِ (إِــلْبَــابًا) أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَهُ. وَ (لَبَّ) لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ (لَبَّــيْكَ) أَيْ أَنَا مُقِيمٌ عَلَى طَاعَتِكَ وَنُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ كَقَوْلِكَ: حَمْدًا لِلَّهِ وَشُكْرًا. وَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يُقَالَ: لَبًّــا لَكَ. وَثُنِّيَ عَلَى مَعْنَى التَّأْكِيدِ أَيْ إِــلْبَــابًا بِكَ بَعْدَ إِــلْبَــابٍ وَإِقَامَةً بَعْدَ إِقَامَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَارُ فُلَانٍ تَــلُبُّ دَارِي بِوَزْنِ تَرُدُّ أَيْ تُحَاذِيهَا أَيْ أَنَا مُوَاجِهُكَ بِمَا تُحِبُّ إِجَابَةً لَكَ. وَالْيَاءُ لِلتَّثْنِيَةِ وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى النَّصْبِ لِلْمَصْدَرِ. وَ (الــلُّبُّ) الْعَقْلُ وَجَمْعُهُ (أَــلْبَــابٌ) وَ (أَــلُبٍّ) كَأَشُدٍّ. وَرُبَّمَا أَظْهَرُوا التَّضْعِيفَ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فَقَالُوا: (أَــلْبُــبٍ) كَأَرْجُلٍ. وَ (الــلَّبِــيبُ) الْعَاقِلُ وَجَمْعُهُ (أَــلِبَّــاءُ) بِوَزْنِ أَشِدَّاءَ وَقَدْ (لَبِــبْتَ) يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ (لَبَــابَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ صِرْتَ ذَا لُبٍّ. وَحَكَى يُونُسُ: (لَبُــبْتَ) بِالضَّمِّ وَهُوَ نَادِرٌ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُضَاعَفِ. وَخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ (لُبُّــهُ) . وَالْحَسَبُ (الــلُّبَــابُ) بِالضَّمِّ الْخَالِصُ. وَ (الــلَّبَّــةُ) بِوَزْنِ الْحَبَّةِ الْمَنْحَرُ. 
ل ب ب

هو لبّ اللوز وغيره ولبــابه. وفي حديث الحسن: " لبــاب البــر بلعاب النحل " ورأيته يــلب اللوز: يكسره ويستخرج لبــه. وحبب البــر ولبــب: صار له حبّ ولب. وألبّ بالمكان وأربّ: أقام. وامرأة واضحة الــلبــاب، وطعن في لبّــة البــعير وهي منحره وموضع قلادتها، وألبــبت الفرس: عرضت الــلبــب على لبــته، وأخذ بتــلبــيبه وهو ما في موضع الــلبــب من ثيابه. ولبّــبه فعتله. وصرخ إليهم ولبّــب: جعل قوسه في عنقه ثم قبض على تــلبــيب نفسه وصرخ وهكذا يفعل صارخهم. قال:

إنا إذا الداعي اعترى ولبــباً

وتــلبــب الرجل: تحزم. وفي الحديث: " إنه صلى في ثوب واحد متــلبّــباً به " وقال:

واستلأموا وتــلّبــبوا ... إن التــلبّــب للمغير

ولبلبــت الشاة بولدها إذا لحسته وألطفته بشفتيها وتعطّفت عليه، ومنه: الــلّبــلاب: لالتوائه على الغصوب.

ومن المجاز: هو ذو لب، وهو من أولي الألبــاب، وهو لبــيب من الألبــاء، وقد لب يــلب لبــابةً. وأخذ لبــابه: خالصه. وهو من لبــاب الإبل. ورجل لبــاب من قوم لبــاب. وحسب لبــاب. قال:

أليس بذي المكارم في قريش ... إذا عدّت وذي الحسب الــلبــاب

وأقبل عليه بــلبــه وببنات ألبــبه وألبــبه بالفتح والضمّ، وأنا أحبك من بنات أببي أي من أصل نفسي. وأخذوا في لبــب الرمل وهو ما بين يده من الرمل الرقيق إلى جلد الأرض. وهو بــلبــب الوادي، ولبّــبوا واستــلبــبوا: أخذوا فيه. وهو رخيّ الــلبــب: واسع الصدر. وهو في لبــبٍ رخيٍّ: في سعة حال. وذاك الأمر منه في لبــب رخيّ: في بال واسع. ولبلبــت به: أشفقت. قال:

ومنا إذا حزبتك الأمور ... عليك المــلبلب والمشبل

وهو محبّ له بــلبــالب قــلبــه. ومررت بحيّ ذي لبــالب وظباظب: ذي جــلبــتين جــلبــة الغنم وجــلبــة الإبل. قال:

وخصفاء في عام مياسير شاؤه ... لها حول أطناب البــيوت لبــالب

الخصفاء: غنم مختلطة من ضأن ومعز، والمياسير: من يسّرت الغنم إذا ولدت وكثرت ألبــانها.
[لبــب] نه: فيه: "لبــيك" اللهم، من التــلبــية: إجابة المنادي، أي إجابتي لك يا رب، من لب بالمكان وألب- إذا أقام به، وألب عليه- إذا لم يفارقه، أو اتجاهي وقصدي إليك يا رب، نحو: داري تــلب دارك، أي تواجهها، أو إخلاصي لك كحسب لبــاب أي خالص مخلص، ومنه لب الطعام ولبــابه. ومنه ح علقمة قال للأسود: يا أبا عمر! قال: "لبــيك" قال: لبــي يديك، أي سلمت يداك وصحتا، وحقه: يداك، فقال: يديك، لمشاكلة: لبــيك، وقيل: معناه أطيعك وأتصرف بإرادتك وأكون كشيء تصرفه بيديك كيف شئت. ط: ومنه: إلا "لبــى" من على يمينه، أتى بمن إخراجًا إلى جملة ذوي العقول، منقطع الأرض من هنا وههنا أي إلى منتهى الأرض من جانب الشرق والغرب، أي يوافقه في التــلبــية كل شيء في الأرض. نه: وفيه: إن اللع منع مني بني مدلج لصلتهم الرحم وطعنهم في "ألبــاب" الإبل، هي جمع لب: خالص كل شيء، أراد خالص إبلهم وكرائمها، وقيل: جمع لبــب وهو المنحر، وبه سمي لبــب السرج، وروى: لبــات الإبل جمع لبــة: الهزمة التي فوق الصدر منحر الإبل. ومنه ح: أما تكون الذكاة إلا في الحلق و"الــلبــة". ط: الهمزة للاستفهام و"ما" نافية، سأل أن الذكاة منحصرة فيهما دائمًا، فأجاب: إلا في الضرورة. ك: هو بفتح لام فموحدة مشددة: موضع قلادة من الصدر. ومنه: فشق ما بين نحره إلى "لبــته" وفرغ- بتشديد راء، ومنه: فانفجر من "لبــته" وفي بعضها: من ليته: بكسر لام فتحتيه ساكنة: صفحة العنق، وروى: من ليلته. نه: وفيه: إنا حي من مذحج عباب سلفها و"لبــاب" شرفها، هو الخالص من كل شيء كالــلب. فيه: إنه صلى في ثوب واحد "متــلبــبًا" به، أي متحزمًا به عند صدره، تــلبــب بثوبه- إذا جمعه عليه. ومنه: إن رجلًا خاصم أباه عنده فأمر به "فــلبلبــبته ولبــيته- إذا جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره وجررته به، وأخذت بتــلبــيب فلان- إذا جمعت عليه ثوبه الذي لبــسه وقبضت عليه تجره، والتــلبــيب مجمع ما في موضع الــلبــب من ثياب الرجل. ومنه ح: أمر بإخراج المنافقين من المسجد فقام أبو أيوب إلى ابن وديعة "فــلبــبه" بردائه ثم نتره نترًا شديدًا. ك: لبــبته بردائه- بالتشديد. ج: ومنه: تى بالموت "مــلبــبًا" كأنه أخذ بتلابيبه، وهو استعارة. نه: وفي ح صفية أم الزبير: أضربه كي "يــلب"، أي يصير ذا لب أي عقل، وجمعه ألبــاب، لب يــلب كعض يعض، أي صار لبــيبًا، وعند أهل نجد كفر يفر، ويقال: لبــب- بالكسر، يــلب- بالفتح، أي صار ذا لب، وحكى: لبــب- بالضم، وهو نادر. وفيه: فإذا هو يرى التيوس "تــلب" أو تنب على الغنم، هو حكاية صوت التيوس عند السفاد، لب يــلب كفر يفر. ك: أذهب "لــلب" الرجل الحازم من إحداكن، "أذهب" من الإذهاب، والــلب: العقل الخالص من الشوائب، والحازم: الضابط لأمره، وهو مبالغة فإنه إذا كان الضابط لأمره ينقاد لهن فغيره أولى. ط: ومن ناقصات- صفة محذوف، أي أحدًا من ناقصات، ومن إحداكن- متعلق بأذهب، قوله: أريتكن أكثر أهل النار- ضمير المتكلم والمخاطب وأكثر: ثلاث مفاعيل "أريت" والمفضل عليه لأكثر محذوف، وفيه أن كفران العشير كبيرة.
ل ب ب :
لُبُّ النَّخْلَةِ قَــلْبُــهَا وَــلُبُّ الْجَوْزِ وَاللَّوْزِ وَنَحْوِهِمَا مَا فِي جَوْفِهِ وَالْجَمْعُ لُبُــوبٌ وَالــلُّبَــابُ مِثْلُ غُرَابٍ لُغَةٌ فِيهِ وَــلُبُّ كُلِّ شَيْءٍ خَالِصُهُ وَــلُبَــابُهُ مِثْلُهُ.

وَالــلُّبُّ الْعَقْلُ وَالْجَمْعُ أَــلْبَــابٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَــلَبِــبْتُ أَــلِبُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُضَاعَفِ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ لَبَــابَةً بِالْفَتْحِ صِرْتُ ذَا لُبٍّ وَالْفَاعِلُ لَبِــيبٌ وَالْجَمْعُ أَــلِبَّــاءُ مِثْلُ شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ.

وَــلَبَّــةُ الْبَــعِيرِ مَوْضِعُ نَحْرِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ الــلَّبَّــةُ الْمَنْحَرُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَنْ قَالَ إنَّهَا النُّقْرَةُ فِي الْحَلْقِ فَقَدْ غَلِطَ وَالْجَمْعُ لَبَّــاتٌ مِثْلُ حَبَّةٍ وَحَبَّاتٍ.

وَالــلَّبَــبُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ سُيُورِ السَّرْجِ مَا يَقَعُ عَلَى الــلَّبَّــةِ.

وَتَــلَبَّــبَ تَحَزَّمَ وَــلَبَّــبْتُهُ تَــلْبِــيبًا أَخَذْتُ مِنْ ثِيَابِهِ مَا يَقَعُ عَلَى مَوْضِعِ الــلَّبَــبِ.

وَأَــلَبَّ بِالْمَكَانِ إلْبَــابًا أَقَامَ وَــلَبَّ لَبًّــا مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ فِيهِ وَثُنِّيَ هَذَا الْمَصْدَرُ مُضَافًا إلَى كَافِ الْمُخَاطَبِ وَقِيلَ.

لَبَّــيْكَ وَسَعْدَيْكَ أَيْ أَنَا مُلَازِمٌ طَاعَتَكَ لُزُومًا بَعْدَ لُزُومٍ وَعَنْ الْخَلِيلِ أَنَّهُمْ ثَنَّوْهُ عَلَى جِهَةِ التَّأْكِيدِ وَقَالَ الــلَّبُّ الْإِقَامَةُ وَأَصْلُ لَبَّــيْكَ لَبَّــيْنَ لَك فَحُذِفَتْ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ وَعَنْ يُونُسَ أَنَّهُ غَيْرُ مُثَنًّى بَلْ اسْمٌ مُفْرَدٌ يَتَّصِلُ بِهِ الضَّمِيرُ بِمَنْزِلَةِ عَلَى وَلَدَى إذَا اتَّصَلَ بِهِ الضَّمِيرُ وَأَنْكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ لَوْ كَانَ مِثْلَ عَلَى وَلَدَى ثَبَتَتْ الْيَاءُ مَعَ الْمُضْمَرِ وَبَقِيَتْ الْأَلِفُ مَعَ الظَّاهِرِ وَحَكَى مِنْ كَلَامِهِمْ لَبَّــى زَيْدٌ بِالْيَاءِ مَعَ الْإِضَافَةِ إلَى الظَّاهِرِ فَثُبُوتُ الْيَاءِ مَعَ الْإِضَافَةِ إلَى الظَّاهِرِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلَ عَلَى وَلَدَى وَــلَبَّــى الرَّجُلُ تَــلْبِــيَةً إذَا قَالَ لَبَّــيْكَ وَــلَبَّــى بِالْحَجِّ كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَتْ الْعَرَبُ لَبَّــأْتُ بِالْحَجِّ بِالْهَمْزِ وَلَيْسَ أَصْلُهُ الْهَمْزَ بَلْ الْيَاءَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَرُبَّمَا خَرَجَتْ بِهِمْ فَصَاحَتُهُمْ حَتَّى هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ فَقَالُوا لَبَّــأْتُ بِالْحَجِّ وَرَثَأْتُ الْمَيِّتَ وَنَحْوَ ذَلِكَ كَمَا يَتْرُكُونَ الْهَمْزَ إلَى غَيْرِهِ فَصَاحَةً وَبَلَاغَةً. 
[لبــب] ابن السكيت: ألَبَّ بالمكان، أي أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لب لغة فيه. حكاها عنه أبو عبيد. قال الفراء: ومنه قولهم لَبَّــيْكَ، أي أنا مقيم على طاعتك. ونُصب على المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لبــا لك. وثنى على معنى التأكيد، أي إلبــاباً بك بعد إلبــابٍ، وإقامة بعد إقامة. قال الخليل: هو من قولهم دارُ فلان تَــلُبُّ داري أي تُحاذيها، أي أنا مواجهك بما تحب، إجابة لك. والياء للتثنية، وفيها دليل على النصب للمصدر. ونحن نذكر حجته على يونس في باب المعتل إن شاء الله تعالى. والــلب: العقل، والجمع الألبــاب، وقد جمع على ألب، كما جمع بؤس على أبؤس، ونعم على أنعم. قال أبو طالب:

قــلبــى إليه مُشْرِفُ الأَــلُبِّ * وربَّما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر، كما قال الكميت: إليكمْ ذَوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ * نوازِعُ من قــلبــي ظماء وألبــب ويقال بنات ألبــب: عروقٌ في القــلب يكون منها الرِقَّة. وقيل لأعرابيَّة تعاتب ابناً لها: مالَكِ لا تَدعينَ عليه؟ قالت: " تَأْبى له بناتُ أَــلْبُــبي ". وقال المبرّد في قول الشاعر:

قد عَلِمَتْ منه بَناتُ أَــلْبَــبِه * يريد بناتِ أَعْقَلِ هذا الحيّ. فإنْ جمعتَ أَــلْبُــباً قلت أَلابِبُ، والتصغير أليبب، وهو أولى من قول من أعلها . والــلبــيب: العاقل، والجمع أَــلِبَّــاءُ. وقد لَبِــبْتَ يا رجل بالكسر تَــلَبُّ لَبــابَةً، أي صرت ذا لُبٍّ. وحكى يونس بن حبيب: لبــبت بالضم، وهو نادر لا نظير له في المضاعف. ولب النخل: قــلبــها. وخالص كل شئ لبــه. ولُبُّ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما في جوفه، والجمع الــلُبــوب. تقول منه: ألَبَّ الزرع، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأكلُ. ولَبَّــبَ الحَبُّ تــلبــيباً، أي صار له لُبٌّ. والــلبــيبة: ثوبٌ كالبَــقيرة. ولبَّــبْتُ الرجلَ تــلبــيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحرِه في الخصومة ثم جررته. والحَسَبُ الــلبــابُ: الخالص، ومنه سميت المرأة لبــابة. والــلبــة: المَنْحَرُ، والجمع الــلَبــاتُ. وكذلك الــلَبَــبُ، وهو موضع القلادة من الصدر من كل شئ، والجمع الالبــاب. والــلَبَــبُ أيضاً: ما يشدُّ على صدر الدابَّة والناقة يمنع الرَحْل من الاستِئخار. تقول منه: أَــلْبَــبْتُ الدابة فهو مــلبــب. وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت وغيره بإظهار التضعيف. قال ابن كيسان: هو غلط، وقياسه مــلب، كما يقال مُحَبٌّ من أحببته. ومنه قولهم: فلان في لَبَــبٍ رَخِيّ، إذا كان في حال واسعة. قال الأحمر: الــلَّبَــبُ: ما استرق من الرمل، لان معظمه العقنقل، فإذا نقص قيل كثيب، فإذا نقص قيل عوكل، فإذا نقص قيل سقط، فإذا نقص قيل عداب، فإذا نقص قيل لبــب. قال ذو الرمّة: برَّاقَةُ الجيدِ والــلَّبَّــاتِ واضِحة * كأنها ظبية أفضى بها لبــب والــلبــلاب: نبت يلتوى على الشجر. والــلبلبــة: الرقة على الولد،: يقال لبلبــت الشاة على ولدها، إذا لحسته وأشبلت عليه حين تضعه. ولبــالب الغنم: جــلبــتها وأصواتها. ورجلٌ لَبٌّ، أي لازمٌ للأمر، يقال رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ. وأنشد أبو عمرو:

لَبًّــا بأعجاز المَطِيِّ لاحقا * وامرأة لَبَّــةٌ، قال أبو عبيد: أي قريبة من الناس لطيفة. ورجلٌ لبــيب مثل لَبٍّ. قال المُضَرِّبُ ابن كعبٍ: فقلتُ لها فِيئي إليكِ فإنَّني * حرامٌ وإنِّي بعد ذاكَ لبــيبُ أي مع ذاك مقيم. وقال بعضهم: أراد مــلب من التــلبــية. ولبــبته لبــا: ضربت لَبَّــتَه. وتَــلَبَّــبَ الرجل، أي تحزم وتشمر.
لبــب
لبَّ1/ لبَّ بـ لَبَــبْتُ، يَــلُبّ، الْبُــبْ/ لُبَّ، لَبًّــا ولُبُــوبًا، فهو لابّ، والمفعول مَــلْبــوب
لبَّ الشَّخصَ: ضربَ لبّــتَه، وهي موضع القلادة من العنق.
لبَّ اللّوْزَ ونحوَه: كسره واستخرج لُبَّــه.
لبَّ بالمكان: أقام به ولزمه. 

لبَّ2 لبَــبْتُ، يَــلِبّ، الْبِــبْ/ لِبَّ، لَبًّــا ولَبَــابَةً، فهو لبــيب
لبَّ الشَّخصُ: صار ذا عقل، أدرك وميَّز "كلّ لبــيب بالإشارة يفهم". 

تــلبَّــبَ يتــلبَّــب، تــلبُّــبًا، فهو مُتــلبِّــب
• تــلبَّــب الرَّجلان:
1 - أخذ كلٌّ منهما بــلُبَّــة صاحبه، جمع كلّ منهما ثوبَ الآخر إلى عنقه.
2 - لبــسا السِّلاح "تــلبَّــبا للقتال". 

لبَّــبَ يــلبِّــب، تــلبــيبًا، فهو مُــلبِّــب، والمفعول مُــلبَّــب
لبَّــب الشّخصَ: أخذ بتــلبــيبه، أي: جمع ثيابَه عند صدره ونحره في الخصومة وجرَّه. 

تَــلْبــيب [مفرد]: ج تلابيبُ (لغير المصدر):
1 - مصدر لبَّــبَ.
2 - طوقُ الثَّوب "أخذ بتلابيبه: أمسكه من أعلى ثوبه كأنّه يريد ضربَه". 

لُبــاب [مفرد]: خالص كلّ شيء "فلانٌ لُبــابُ قومه" ° لُبــاب الأمر: لُبُّــه- هو لُبــاب قومه: أفضلهم.
لُبــاب اللَّوزِ ونحوِه: الثَّمرة التي تُؤْكلُ وهي تحت القشرة.
لُبــاب الخُبْزِ: داخله الطَّريّ غير المُنْضَج جيّدًا. 

لَبــابة [مفرد]: مصدر لبَّ2. 

لَبّ [مفرد]: مصدر لبَّ1/ لبَّ بـ ولبَّ2. 

لُبّ1 [مفرد]: خالصُ كُلّ شيء، جوهره وحقيقته "تفهَّم لُبّ المشكلة- دخل في لُبّ الموضوع مباشرة: دخل في قــلبــه ووسطه".
لُبُّ الأرض: (جو) النطاق الصخريّ المحيط بسطح الأرض من داخلها، قــلب الأرض الكثيف الذي يتكوّن منه أغــلب كتلتها. 

لُبّ2 [مفرد]: ج ألبــاب:
1 - عقل "مَلَك عليه لُبَّــه- {فَاتَّقُوا اللهَ يَاأُولِي الأَــلْبَــابِ} - {وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُو الأَــلْبَــابِ}: عقول سليمة مستنيرة بنور الله".
2 - (شر) جزء أوسط مركزيّ من جوف العضو، ويقابله قشرة. 

لُبّ3 [مفرد]: ج لُبُــوب: ما في جوف بعض الفواكه من ثمرة تُؤكل "لبُّ الجَوْز/ اللّوز".
لُبّ الثَّمرة: الطبقة الوسطى من جدار ثمرة فواكه، الجزء القاسي أو الليفيّ في قــلب ثمرة يحتوي على البــذور ° ثمرة لُبِّــيَّة: ثمرة بسيطة غير منفتحة عند النضج، لبــيَّة صالحة للأكل مثل الفراولة والعنب والعليق. 

لَبَّــة [مفرد]: ج لَبَّــات ولِبــاب: موضع القلادة من العنق. 

لَبَّــيْكَ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ل ب ب ي ك - لَبَّــيْكَ). 

لُبــوب [مفرد]: مصدر لبَّ1/ لبَّ بـ. 

لَبــيب [مفرد]: ج أَــلِبّــاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لبَّ2: عاقل، ذكيّ. 
[ل ب ب] لُبُّ كلِّ شيءٍ ولُبَــابُهُ خالِصُهُ وَخِيارُهُ وقد غَــلَبَ الــلُّبُّ على ما يُؤْكلُ دَاخِلُه ويُرْمَى خارجُه من الثَّمرِ وشيءٌ لُبَــابٌ خالصٌ ابنُ جِنِّي هو لُبــابُ قَومِهِ وهُم لُبــابُ قومِهم وهي لُبــابُ قومِها قال جرير

(تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُرونًا ... على بَشَرٍ وآنِسَةٍ لُبــابُ)

قال ذو الرُّمَّةِ

(سِبَحْلاً أبا شرخَيْنِ أحْيا بَناتِهِ ... مَقَالِيتُها فهي الــلُّبــابُ الحَبَائِسُ)

والــلُّبــابُ طَحِينٌ مُرَقَّقٌ ولَبَــبَ الحَبُّ جرى فيه الدَّقيقُ ولُبُّ كلِّ شيءٍ نَفْسُهُ وحَقِيقَتُهُ وربما سُمِّيَ سُمُّ الحيَّةِ لُبّــا والــلُّبُّ العَقْلُ والجمع أَــلْبــابٌ وأَــلْبُــبٌ قال الكُمَيْتُ(إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَــلْبــي ظِمَاءٌ وألْبُــبُ)

وقد لَبُــبْتُ أَــلُبُّ ولَبِــبْتُ لُبّــا وَــلَبّــا ولَبَــابَةً وقيل لصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّــلِبِ وَضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ لِمَ تَضْرِبينَهُ فقالت لِيَــلَبْ وَيقودَ الجَيْشَ ذا الجَــلَبْ ورواه بعضهم أضْرِبُه لكي يَــلَبْ وَيقودَ الجيشَ ذا اللَّجَبْ ورجُلٌ مَــلْبــوبٌ مَوْصوفٌ بالــلَّبــابَةِ ولَبِــيبٌ ذو لُبٍّ من قوم أَــلِبَّــاءَ قال سيبويه لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والأنثى لَبــيبَةٌ واسْتَــلَبَّــهُ امْتَحَنَ لُبَّــهُ وقد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ ألْبَــبِهِ يَعْنون لُبَّــهُ وهو أَحَدُ ما شَذَّ عن المُضَاعَفِ فَجاءَ على الأصْلِ هذا مَذْهبُ سيبويه قال يَعنونَ لُبَّــهُ والــلَّبُّ اللَّطيفُ القَريبُ من النَّاسِ والأنثى لَبَّــةٌ وجَمْعُها لِبَــابٌ والــلَّبُّ الحَادِي اللاَّزِمُ لِسَوْقِ الإبلِ لا يَفْتُرُ عنها ولا يُفارِقُها ورَجُلٌ لَبٌّ لازِمٌ لِضَيْعَتِهِ ولا يُفارقُها ولَبَّ بالمكانِ لَبّــا وأَــلَبَّ أَقامَ وأَــلَبَّ على الأمْرِ لَزِمَهُ فلم يُفارِقْهُ وقَولُهم لَبَّــيْكَ وَــلَبَّــيْهِ منه أي لُزومًا لِطاعَتِكَ قال

(إنك لو دَعَوْتَنِي ودُوني ... )

(زَوْراءُ ذَاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ ... )

(لَقُلْتُ لَبَّــيْهِ لمَنْ يَدْعونِي ... )

أصلُه لَبِّــبتُ فَعَّلْتُ من أَــلَبَّ بالمكانِ فأُبْدِلَتِ البــاءُ ياءً لأجْلِ التَّضْعيفِ قال سيبويه انْتَصَبَ لبَّــيْكَ على الفِعْلِ كما انْتَصَبَ سبحانَ اللهِ قال وزعم يُونسُ أن لَبَّــيْكَ اسم مُفْرَدٌ بِمَنْزِلةِ عَلَيْكَ ولكنه جاء على هذا اللَّفْظِ في حَدِّ الإضافَةِ وزعم الخليلُ أنَّها تَثنِيةٌ كأنهُ قال كُلَّما أجَبْتُكَ في شيءٍ فأنا في الآخَرِ لكَ مُجيبٌ قال سيبويه ويَدُلُّكَ على صِحَّةِ قولِ الخليل قول بعضِ العربِ لَبِّ يُجْرِيه مُجْرَى أَمْسِ وَغاقِ قال ويَدُلُّكَ على أن لَبَّــيْكَ ليْسَتْ بِمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ أنك إذا أظْهَرْتَ الاسمَ قُلْتَ لَبَّــيْ زَيْدٍ وأنْشَدَ

(دَعَوْتُ لما نَابَنِي مِسْوَرًا ... فَــلَبَّــى فَــلَبَّــى يَدَيْ مِسْوَرِ)

فلو كان بِمَنْزِلَةِ على لَقُلْتَ فَــلَبَّــى يَدَيْ لأنك تقول على زيدٍ إذا أظهرت الاسمَ قال ابن جِنِّي الألِفُ في لَبَّــى عند بَعْضِهم هي ياءُ التَّثْنِيَةِ في لبَّــيْكَ لأنه اشْتَقَّ من الاسمِ المثَنَّى الذي هو الصوتُ مع حرف التَّثْنِيَةِ فِعْلاً فجموعه من حُروفِهِ كما قالوا مِنْ لا إِله إِلاّ اللهُ هَلَّلْتُ ونَحوُ ذلكَ فاشْتَقُّوا لَبَّــيْتُ من لفظِ لَبَّــيْكَ فجاءوا في لفظِ لَبَّــيْتُ بالياءِ التي للتَّثْنِيَةِ في لَبَّــيْكَ وهذا قول سيبويه وأمَّا يونسُ فَزَعَمَ أن لَبَّــيْكَ اسمٌ مُفْرَدٌ وأصلُه عِنْدَه لَبَّــبٌ وَزْنُه فَعْلَلٌ قال ولا يجوز أن تَحْمِلَهُ على فَعَّلِ لِقلَّةِ فَعَّلٍ في الكلام وكثرةِ فَعْلَلٍ فقَــلَبَ البــاءَ التي هي اللاَّمُ الثانيةُ من لَبَّــبٍ ياءً هربا من التَّضْعيفِ فصار لَبَّــيْ ثُمَّ أَبْدَلَ الياءَ ألفًا لِتَحرُّكها وانفتاحِ ما قبلها فصار لَبَّــيْ ثمَّ إنَّه لمَّا وُصِلَتْ بالكافِ في لَبَّــيْكَ وبالهاء في لَبَّــيْهِ قــلبــتِ الألفُ ياءً كما قُــلِبَــتْ في إِلَي وَعَلَى وَلَدَى إذا وَصَلْتَها بالضَّميرِ فقلتَ إِلَيكَ وعليكَ ولدَيْكَ واحْتَجَّ سيبويه على يونسَ فقال لو كانت ياءُ لبــيكَ بمنزلة ياءِ عليكَ وَلَدَيْكَ لَوَجَبَ متى أَضَفْتَها إلى المُظْهَرِ أن تُقِرَّها ألِفًا كما أنَّك إذا أَضَفْتَ عليك وأُخْتَيْها إلى المُظْهَرِ أَقْرَرْتَ أَلِفَها بِحالِها ولَكُنْتَ تقولُ على هذا لَبَّــا زَيْدٍ ولَبَّــا جَعْفَرٍ كما تقولُ إلى زَيْدٍ وعلى عمرو وَلَدَى خالدٍ وأنشدَ قولُه

(فَــلَبَّــيْ يَدَيْ مِسْوَرٍ ... )

قال فقوْلُه لَبَّــيْ بالياء مع إضافَتِهِ إلى المُظْهَرِ يَدُلُّ على أنه اسمٌ مُثَنّى بِمَنْزِلَةِ غُلامَيْ زَيْدٍ وَــلبَّــاهُ قال لَبَّــيكَ ولَبَّــى بالحَجِّ كذلك وقول المُضَرِّبِ بنِ كَعْبٍ

(فقُلْتُ لها بَيْئِي إليكِ فإنني ... حرامٌ وإنِّي بعدَ ذاكِ لَبِــيبُ) إنما أراد مُــلَبٍّ بالحَجِّ وقولُه بعد ذاكِ مع ذاكِ أى وحكى ثَعْــلَبٌ لَبَّــأْتُ بالحَجِّ قال وكان يَنْبَغِى أن يكون لَبَّــيْتُ بالحَجِّ ولكنَّ العربَ قد قالَتْه بالهَمْزِ وهو على غير القياسِ ولَبــابِ لَبَــابِ يراد به لا بأس بِلُغَةِ حِمْيَر وهو عندي مما تَقدَّم كأنَّه إذا نَفَى البَــأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَه والــلّبَــبُ مَعْروفٌ يكونُ للرَّحْلِ والسَّرْجِ يَمْنَعُهما منَ الاسْتِئْخارِ والجَمْعُ ألْبَــابٌ قال سيبويه لم يُجاوِزُوا به هذا البِــناءَ وأَــلْبَــبْتُ السَّرْجَ عَمِلْتُ له لَبَــباً وألْبَــبْتُ الفَرَسَ فهو مُــلْبَــبٌ جاء على الأصل وهو نادِرٌ جَعَلْتُ له لَبَــبًا ولَبَــبْتُه مُخَفَّفٌ كذلك عن ابن الأعرابي والــلَّبَــبُ الْبَــالُ يُقالُ إنه لَرَخِيُّ الــلَّبَــبِ والــلَّبَــبُ منَ الرَّمْلِ ما اسْتَرَقَّ وانحدَرَ مِنْ مُعْظَمِهِ فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغِلَظِ الأَرْضِ وقيل لَبَــبُ الكَثِيبِ مُقَدَّمُه قال

(كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضَى بها لَبَــبُ ... )

والــلَّبَّــةُ وَسطُ الصَّدْرِ والجمعُ لَبَّــاتٌ ولِبَــابٌ عن ثعــلبٍ وحَكَى اللِّحيانيُّ إنها لحَسَنَةُ الــلَّبَّــاتِ كأنهم جعلوا كلَّ جُزءٍ منه لَبَّــةً ثم جمعوا على هذا والــلَّبَــبُ كالــلَّبَّــةِ وأمَّا ما جاءَ في الحديثِ

إن الله مَنَعَ مِنِّي بَني مُدْلِجٍ لَصِلَتِهمُ الرَّحِمَ وطَعْنِهم في ألْبــابِ الإِبِلِ قيل ألْبَــابٌ جمعُ الــلُّبِّ الذي هو الخالصُ من كلِّ شَيءٍ وقيلَ هو جمعُ الــلَّبَــبِ من الصَّدْرِ ورُوِيَ في لَبَّــاتِها جَمْعِ لَبَّــةٍ من الصدرِ أيضًا وهو الصَّحيحُ عندي ولَبَّــهُ يَــلُبُّــهُ لَبّــا ضَرَبَ لَبَّــتَهُ ولَبَّــةُ القِلاَدَةِ واسِطَتُها والمُتــلَبٍّ بُ المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ وغَيْرِه وكلُّ مُجَمِّعٍ لِثِيابِهِ مُتَــلَبِّــبٌ قال عَنتَرةُ

(إِنِّي أُحاذِرُ أنْ تَقولَ حَلِيلَتي ... هذا غُبارٌ ساطعٌ فَتَــلبَّــبِ)

واسم ما يُتَــلَبَّــبُ به الــلَّبَــابَةُ قال

(وَلقد شَهِدتُ الخَيْلَ يوم طِرادِها ... فَطَعَنْتُ تحتَ لَبــابَةِ المُتَمَطِّرِ)

وتَــلَبُّــبُ المرأةِ بِمِنْطَقَتِها أن تَضَعَ أَحَدَ طَرَفَيْها على مَنْكِبها الأَيْمَنِ وتُخْرِجُ وَسَطَها من تحتِ يدِها اليُمْنَى فَتُغَطِّي بها صدرَها وتَرُدّ الطًّرفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأيْسَرِ والتَّــلْبــيبُ من الإنسانِ ما في مَوْضِعِ الــلَّبَــبِ مِنْ ثيابه ولَبَّــبَ الرَّجُلَ جَمعَ ثيابَه في عُنُقِهِ ثم قَبَضَهُ وأَخَذَ بِتَــلْبــيبِهِ كذلك وهو اسم كالتَمْتِينِ وتَلَيَّبَ الرَّجُلانِ أخذ كلُّ واحدٍ منهما بِــلَبَّــةِ صاحبِه والتَّــلْبــيبُ التَّرَدُّدُ هكذا يُحْكى ولا أَدْرِي ما هُوَ ودَارُه تُــلِبُّ دَاري أي تَمْتَدُّ معها وألَبَّ لك الشَّيءُ عَرَضَ قال رُؤْبَةُ

(وإِنْ قَراً أو مَنْكِبًا أَــلَبَّــا ... )

والــلّبْلَبَــةُ لَحْسُ الشَّاةِ ولَدَها وقِيلَ هو أن تُخْرِجَ الشَّاةِ لِسانَهَا كأنَّها تَلْحَسُ وَلَدَها ويكونَ مِنْها صَوْتٌ كأنها تقولُ لَبْ لَبْ والــلَّبْلَبَــةُ عَطْفُكَ على الإنْسَانِ ومَعُونَتُه وقد لَبْلَبْــتُ عليه قال الكُمَيْتُ

(ومِنَّا إذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ ... عليكَ المُــلَبْلِبُ والمُشْبِلُ)

والــلَّبْلَبُ النَّحْرُ ولَبْلِبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ نَبَّ وقد يقال ذلك للظَّبْيِ والــلَّبَــابَةُ من النَّباتِ الشَّيءُ القليلُ غَيرُ الواسِعِ حكاه أبو حنيفة والــلَّبْــلابُ حَشِيشَةٌ ولُبَــابَةُ اسمُ امْرأَةٍ ولَبَّــى ولِبَّــى ولُبَّــى مَوْضِعٌ قال

(أَسِيرُ وَما أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتي ... بِــلَبَّــى إِلى أَعْراقِها قَدْ تَدَلَّتِ)

لبــب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبــابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَــلَبَ

الــلُّبُّ على ما يؤكل داخلُه، ويُرْمى خارجُه من الثَّمر. ولُبُّ الجَوْز واللَّوز، ونحوهما: ما في جَوْفه، والجمعُ الــلُّـبُــوبُ؛ تقول منه: أَــلَبَّ الزَّرْعُ، مثل أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ.

ولَـبَّــبَ الـحَبَّ تَــلْبِـــيباً: صار له لُبٌّ. ولُبُّ النَّخلةِ: قَــلْبُــها. وخالِصُ كلِّ شيءٍ: لُبُّــه. الليث: لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه، نحو لُبِّ الجَوْز واللَّوز. قال: ولُبُّ الرَّجُل: ما جُعِل في قَــلْبــه من العَقْل.

وشيءٌ لُبــابٌ: خالِصٌ. ابن جني: هو لُبــابُ قَومِه، وهم لُبــابُ قومهم، وهي لُبــابُ قَوْمها؛ قال جرير:

تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً * على بَشَرٍ، وآنِسَـةٌ لُبــابُ

والـحَسَبُ: الــلُّبــابُ الخالصُ، ومنه سميت المرأَة لُبــابَة. وفي الحديث: إِنـَّا حَيٌّ من مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها ولُبــابُ شرَفِها. الــلُّبــابُ: الخالِصُ من كل شيءٍ، كالــلُّبِّ. والــلُّبــابُ: طَحِـينٌ مُرَقَّقٌ. ولَبَّــبَ الـحَبُّ: جَرَى فيه الدَّقيقُ. ولُبــابُ القَمْح، ولُبــابُ الفُسْتُقِ، ولُبــابُ الإِبلِ: خِيارُها. ولُبــابُ الـحَسَبِ: مَحْضُه. والــلُّبــابُ: الخالِصُ من كلِّ شيءٍ؛ قال ذو الرمة يصف فحلاً مِئناثاً:

سِـبَحْلاً أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه * مَقالِـيتُها، فهي الــلُّبــابُ الـحَبائسُ

وقال أَبو الحسن في الفالوذَج: لُبــابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل.

ولُبُّ كلِّ شيءٍ: نفسُه وحَقِـيقَتُه. وربما سمي سمُّ الحيةِ: لُبّــاً.

والــلُّبُّ: العَقْلُ، والجمع أَــلبــابٌ وأَــلْـبُــبٌ؛ قال الكُمَيْتُ:

إِليكُمْ، بني آلِ النبـيِّ، تَطَلَّعَتْ * نَوازِعُ من قَــلْبــي، ظِماءٌ، وأَــلْـبُــبُ

وقد جُمعَ على أَــلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على

أَنْعُم؛ قال أَبو طالب:

قــلْبــي إِليه مُشْرِفُ الأَــلُبِّ

والــلَّبــابةُ: مصدرُ الــلَّبِـــيب. وقد لَبُــبْتُ أَــلَبُّ، ولَبِـــبْتَ تَــلَبُّ، بالكسر، لُبّــاً ولَبّــاً ولَبــابةً: صِرْتَ ذا لُبٍّ. وفي التهذيب: حكى لَبُــبْتُ، بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف. وقيل لِصَفِـيَّة بنت

عبدالمطَّــلب، وضَرَبَت الزُّبَير: لم تَضْرِبينَهُ؟ فقالتْ: لِـيَــلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذا الجَــلَب أَي يصير ذا لُبٍّ. ورواه بعضهم: أَضْرِبُه

لكيْ يَــلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذا اللَّجَب. قال ابن الأَثير: هذه لغةُ

أَهلِ الـحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَــلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ.

ورجل مــلبــوبٌ: موصوف بالــلَّبــابة.

ولَبــيبٌ: عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَــلِبَّــاء؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنثى لبــيبةٌ. الجوهري: رجلٌ لَبــيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال الـمُضَرِّبُ ابن كَعْب:

فقلتُ لها: فِـيئي إِلَيكِ، فإِنَّني * حَرامٌ، وإِني بعد ذاكَ لَبِـــيبُ

التهذيب: وقال حسان:

وجارِيَةٍ مَــلْبُــوبةٍ ومُنَجَّسٍ * وطارِقةٍ، في طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ

واسْتَــلَبَّــهُ: امْتَحَنَ لُبَّــهُ.

ويقال: بناتُ أَــلْبُــبٍ عُروق في القَــلْبِ، يكون منها الرِّقَّةُ. وقيل

لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: ما لَكِ لا تَدْعِـينَ عليه؟ قالت: تَـأْبى

له ذلك بناتُ أَــلْبُـــبـي. الأَصمعي قال: كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة

فَبَرِمَ بها، فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا

هَمْهَمَتَها من البــئر، فاسْتَخْرجوها، وقالوا: من فَعَلَ هذا بك؟ فقالت: زوجي، فقالوا ادعِـي اللّهَ عليه، فقالَتْ: لا تُطاوعُني بناتُ أَــلبُـــبـي. قالوا: وبَناتُ أَــلبُــبٍ عُروقٌ متصلة بالقــلب. ابن سيده: قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَــلبُــبِه؛ يَعْنونَ لُبَّــه، وهو أَحدُ ما شَذَّ من الـمُضاعَف، فجاءَ على الأَصل؛ هذا مذهب سيبويه، قال يَعْنُونَ لُبَّــه؛ وقال المبرد في قول الشاعر:

قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَــلبَـــبِهْ

يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الـحَيِّ، فإِن جمعت أَــلبُـــباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِـيبٌ، وهو أَولى من قول من أَعَلَّها.

والــلَّبُّ: اللَّطِـيفُ القَريبُ من الناس، والأُنْثى: لَبَّــةٌ، وجمعها

لِـبــابٌ. والــلَّبُّ: الحادِي اللاَّزم لسَوقِ الإِبل، لا يَفْتُر عنها

ولا يُفارِقُها. ورجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا يفارقها. ويقال: رجلٌ

لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

لَبّــاً، بأَعْجازِ الـمَطِـيِّ، لاحقا

ولَبَّ بالمكان لَبّــاً، وأَــلَبَّ: أَقام به ولزمَه. وأَــلَبَّ على الأَمرِ: لَزِمَه فلم يفارقْه.

وقولُهم: لَبَّــيكَ ولَبَّــيهِ، مِنه، أَي لُزوماً لطاعَتِكَ؛ وفي الصحاح: أَي أَنا مُقيمٌ على طاعَتك؛ قال:

إِنَّكَ لو دَعَوتَني، ودوني

زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ،

لَقُلْتُ: لَبَّــيْهِ، لـمَنْ يَدعُوني

أَصله لَبَّـــبْت فعَّلْت، من أَــلَبَّ بالمكان، فأُبدلت البــاء ياءً لأَجلِ التضعيف. قال الخليل، هو من قولهم: دار فلان تُــلِبُّ داري أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك، والياء للتثنية، وفيها

دليل على النصب للـمَصدر. وقال سيبويه: انْتَصَب لَبَّــيْكَ، على الفِعْل، كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه. وفي الصحاح: نُصِبَ على المصدر، كقولك: حَمْداً للّه وشكراً، وكان حقه أَن يقال: لَبّــاً لكَ، وثُنِّي على معنى التوكيد أَي إِــلْبــاباً بك بعد إِــلبــابٍ، وإِقامةً بعد إِقامةٍ. قال الأَزهري: سمعت أَبا الفضل الـمُنْذِرِيَّ يقول: عُرضَ على أَبي العباس ما سمعتُ من أَبي طالب النحويّ في قولهم لَبَّــيْكَ وسَعْدَيْكَ، قال: قال الفراء: معنى لَبَّــيْكَ، إِجابةً لك بعد إِجابة؛ قال: ونصبه على المصدر.

قال: وقال الأَحْمَرُ: هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، وأَــلَبَّ به إِذا

أَقام؛ وأَنشد:

لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ

قال ومنه قول طُفَيْل:

رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطِهِ، * وتَيْمٌ تُــلَبِّــي في العُروجِ، وتَحْــلُبُ

أَي تُلازمُها وتُقيمُ فيها؛ وقال أَبوالهيثم قوله:

وتيم تــلبــي في العروج، وتحــلب

أَي تَحْــلُبُ الــلِّبَـــأَ وتَشْرَبهُ؛ جعله من الــلِّبـــإِ، فترك همزه، ولم يجعله من لَبَّ بالمكان وأَــلَبَّ. قال أَبو منصور: والذي قاله أَبو الهيثم أَصوبُ. لقوله بعده وتَحْــلُبُ. قال وقال الأَحمر: كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ

بك، لَبَّــبَ بك، فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقــلبــوا إِحداهن ياءً، كما

قالوا: تَظَنَّيْتُ، من الظَّنِّ. وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَنه قال: أَصله من أَــلبَــبْتُ بالمكان، فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه، أَجابه: لَبَّــيْكَ أَي أَنا مقيم عندك، ثم وكد ذلك بــلَبَّــيكَ أَي إِقامةً بعد إِقامة. وحكي عن الخليل أَنه قال: هو مأْخوذ من قولهم: أُمٌّ لَبَّــةٌ أَي مُحِـبَّة عاطفة؛ قال: فإِن كان كذلك، فمعناه إِقْبالاً إِليك ومَحَبَّـةً لك؛ وأَنشد:

وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّــةٍ، طَعَنَ ابْنُها * إِليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ

قال، ويقال: هو مأْخوذ من قولهم: داري تَــلُبُّ دارَك، ويكون معناه: اتِّجاهي إِليك وإِقبالي على أَمرك. وقال ابن الأَعرابي: الــلَّبُّ الطاعةُ، وأَصله من الإِقامة. وقولهم: لَبَّــيْكَ، الــلَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثنيت، قلت في الرفع: لَبَّــانِ، وفي النصب والخفض: لَبَّــينِ؛ وكان في الأَصل لَبَّــيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مرتين، ثم حُذِفَت النون للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طاعةً، مقيماً عندك إِقامةً بعد إِقامة. ابن سيده: قال سيبويه وزعم يونس أَن لَبَّــيْكَ اسم مفرد، بمنزلة عَلَيكَ، ولكنه جاءَ على هذا اللفظ في حَدِّ الإِضافة، وزعم الخليل أَنها تثنية، كأَنه قال: كلما أَجَبْتُكَ في شيءٍ، فأَنا في الآخر لك مُجِـيبٌ. قال سيبويه: ويَدُلُّك على صحة قول الخليل قولُ بعض العرب: لَبِّ، يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ؛ قال: ويَدُلُّك على أَن لبَّــيكَ ليست بمنزلة عليك، أَنك إِذا أَظهرت الاسم، قلت:

لَبَّــيْ زَيْدٍ؛ وأَنشد:

دَعَوْتُ لِـمَانا بَني مِسْوَراً، * فَــلَبَّـــى، فَــلَبَّـــيْ يَدَيْ مِسْوَرِ

فلو كان بمنزلة على لقلتَ: فَــلَبَّــى يَدَيْ، لأَنك لا تقول: عَلَيْ زَيدٍ إِذا أَظهرتَ الاسم. قال ابن جني: الأَلف في لَبَّـــى عند بعضهم هي ياء التثنية في لَبَّــيْكَ، لأَنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلاً، فجمعوه من حروفه، كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه: هَلَّلْتُ، ونحو ذلك، فاشتقوا لبَّــيتُ من لفظ لبَّــيكَ، فجاؤُوا في لفظ لبَّــيْت بالياءِ التي للتثنية في لبَّــيْكَ، وهذا قول سيبويه. قال: وأَما يونس فزعم أَن لبَّــيْكَ اسم مفرد، وأَصله عنده لَبَّــبٌ، وزنه فَعْلَل، قال: ولا يجوز أَن تَحْمِلَه على فَعَّلَ، لقلة فَعَّلَ في الكلام، وكثرة فَعْلَلَ، فقُــلِـبَــت البــاء، التي هي اللام الثانية من لَبَّــبٍ، ياءً، هَرباً من التضعيف، فصار لَبَّـــيٌ، ثم أَبدل الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لَبَّـــى، ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف في لبَّــيْك، وبالهاءِ في لَبَّــيْه، قُــلِـبَــت الأَلفُ ياء كما قُــلِـبَــتْ في إِلى وعَلى ولدَى إِذا وصلتها بالضمير، فقلت إِليك وعليك ولديك؛ واحتج سيبويه على يونس فقال: لو كانت ياءُ لَبَّــيْكَ، بمنزلة ياء عليك ولديك، لوجب، مَتى أَضَفْتَها إِلى الـمُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كما أَنك إِذا أَضَفْتَ عليك وأُختيها إِلى الـمُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها، ولكُنْتَ تقول على هذا: لَـبَّــى زيدٍ، ولَـبَّــى جَعْفَرٍ، كما تقول: إِلى زيدٍ، وعلى عمرو، ولدَى خالدٍ؛ وأَنشد قوله: فــلَبَّــيْ يَدَيْ مِسْوَرِ؛ قال: فقوله لَبَّــيْ، بالياءِ مع إِضافته إِلى الـمُظْهَر، يدل على أَنه اسم مثنى، بمنزلة غلامَيْ زيدٍ، ولَبَّــاهُ قالَ:

لَبَّــيْكَ، ولَبَّـــى بالـحَجِّ كذلك؛ وقولُ الـمُضَرِّبِ بن كعبٍ:

وإِني بعد ذاكَ لَبــيبُ

إِنما أَراد مُــلَبٍّ بالـحَج. وقوله بعد ذاك أَي مع ذاك. وحكى ثعــلب:

لَبَّـــأْتُ بالحج. قال: وكان ينبغي أَن يقول: لَبَّــيْتُ بالحج. ولكن العرب قد قالته بالهمز، وهو على غير القياس. وفي حديث الإِهْلالِ بالحج: لَبَّــيْكَ اللهمَّ لبَّــيْكَ، هو من التَّــلْبــية، وهي إِجابةُ الـمُنادِي أَي إِجابَتي لك يا ربِّ، وهو مأْخوذٌ مما تقدم. وقيل: معناه إِخلاصِـي لك؛ مِن قولهم: حَسَبٌ لُبــابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً، ومنه لُبُّ الطَّعام ولُبــابُه. وفي حديث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ: يا أَبا عَمْرو. قال: لبَّــيْكَ!قال: لبَّــى يَدَيكَ. قال الخَطّابي: معناه سَلِمَتْ يداك وصَحَّتا، وإِنما ترك الإِعراب في قوله يديك، وكان حقه أَن يقول: يداك، لِـيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بــلَبَّـــيْكَ. وقال الزمخشري: معنى لَبَّــى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ، وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك، وأَكونُ كالشيءِ الذي تُصَرِّفُه بيديك كيف شئت. ولَبــابِ لَبَــابِ يُريدُ به: لا بأْس، بلغة حمير. قال ابن سيده: وهو عندي مما تقدم، كأَنه إِذا نَفَى البــأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته.

والــلَّبَــبُ: معروف، وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو الناقة؛ قال ابن سيده وغيرُه: يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار، والجمعُ أَــلبــابٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البــناءَ.

وأَــلْبَــبْتُ السَّرْجَ: عَمِلْتُ له لَبَـــباً. وأَــلْبَـــبْتُ الفرسَ، فهو مُــلْبَــبٌ، جاءَ على الأَصل، وهو نادر: جَعَلْتُ له لَبَـــباً. قال: وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت، بإِظهار التضعيف. وقال ابن كَيْسان: هو غلط، وقياسُه مُــلَبٌّ، كما يقال مُحَبٌّ، مِن

أَحْبَبْتُه، ومنه قولهم: فلان في لَبَــبٍ رخِـيٍّ إِذا كان في حال واسعة؛ ولَبَــبْتُهُ، مخفف، كذلك عن ابن الأَعرابي: والــلَّبَــبُ: البــالُ، يقال: إِنه لَرَخِـيُّ الــلَّبَــبِ. التهذيب، يقال: فلانٌ في بالٍ رَخِـيٍّ ولَبَــبٍ رَخِـيٍّ أَي في سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ.

والــلَّبَــبُ من الرَّمْل: ما اسْتَرَقَّ وانحَدَرَ من مُعْظَمه، فصار بين

الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ؛ وقيل: لَبَــبُ الكَثِـيبِ: مُقَدَّمُه؛ قال ذو

الرمة:

بَرَّاقةُ الجِـيدِ والــلَّبَّــاتِ واضحةٌ، * كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بها لَبَــبُ

قال الأَحمر: مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قيل: كَثِيبٌ؛

فإِذا نقَص قيل: عَوْكَلٌ؛ فإِذا نقص قيل: سِقْطٌ؛ فإِذا نقص قيل:

عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قيل: لَبَــبٌ. التهذيب: والــلَّبَــبُ من الرمل ما كان قريباً من حَبْل الرَّمْل.

والــلَّبَّــةُ: وَسَطُ الصَّدْر والـمَنْحَر، والجمع لَبَّــاتٌ ولِـبــابٌ، عن ثعــلب. وحكى اللحياني: إِنها لَـحَسنةُ الــلَّبَّــاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّــةً، ثم جَمَعُوا على هذا. والــلَّبَــبُ كالــلَّبَّــةِ: وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيءٍ، والجمع الأَــلْبــابُ؛ وأَما ما جاءَ في الحديث: إِن اللّه منع مِنِّي بَني مُدْلِـجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، وطَعْنِهم في أَــلْبــابِ الإِبل، ورواه بعضهم: في لَبَّــاتِ الإِبل. قال أَبو عبيد: من رواه في أَــلبــاب الإِبلِ، فله معنيان: أَحدهما أَن يكون أَراد جمعَ الــلُّبِّ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وكرائمها،

والمعنى الثاني أَنه أَراد جمعَ الــلَّـبَــب، وهو موضع الـمَنْحَر من كل شيءٍ. قال: ونُرَى أَن لَبَــبَ الفرس إِنما سمي به، ولهذا قيل: لَبَّـــبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عند صَدْره ونحْره، ثم جَرَرْتَه؛ وإِن كان المحفوظُ الــلَّبَّــات، فهي جمعُ الــلَّبَّــةِ، وهي اللِّهْزِمةُ التي فوق الصدر، وفيها تُنْحَرُ الإِبل. قال ابن سيده: وهو الصحيح عندي.

ولَبَـــبْتُه لَبّــاً: ضَرَبْتُ لَبَّـــتَه. وفي الحديث: أَما تكونُ الذكاةُ إِلاَّ في الـحَلْقِ والــلَّبَّــة. ولَبَّــه يَــلُبُّــه لَبّــاً: ضَرَبَ لَبَّــتَه. ولَبَّــةُ القلادة: واسطتُها.

(يتبع...)

(تابع... 1): لبــب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبــابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَــلَبَ... ...

وتَــلَبَّــبَ الرجلُ: تَحَزَّم وتَشَمَّر. والـمُتَــلَبِّــبُ: الـمُتَحَزِّمُ بالسلاح وغيره. وكل مُجَمِّعٍ لثيابِه: مُتَــلَبِّــبٌ؛ قال عنترة:

إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِـيلَتي: * هذا غُبارٌ ساطِـعٌ، فَتَــلَبَّــبِ

واسم ما يُتَــلَبَّــبُ: الــلَّبــابَةُ؛ قال:

ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها، * فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبــابةِ الـمُتَمَطِّر

وتَــلَبُّــب المرأَة بمِنْطَقَتِها: أَن تضع أَحد طرفيها على مَنكِـبها

الأَيسر، وتُخْرِجَ وسطَها من تحت يدها اليمنى، فتُغَطِّـيَ به صَدرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخر على مَنكِـبِها الأَيسر.

والتَّــلْبــيبُ من الإِنسان: ما في موضع الــلَّبَــبِ من ثيابه. ولَبَّــبَ الرجلَ: جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة، ثم قَبَضَه وجَرَّه. وأَخَذَ بتَــلْبـــيبِه كذلك، وهو اسم كالتَّمْتِـينِ.

التهذيب، يقال: أَخَذ فلانٌ بتَــلْبِـــيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي

هو لابسه عند صدره، وقَبَض عليه يَجُرُّه. وفي الحديث: فأَخَذْتُ

بتَــلْبــيبِه وجَرَرْتُه؛

يقال لَبَّــبَه: أَخذَ بتَــلْبــيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره، ثم جَرَرْته، وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً، وأَمْسَكْتَه به. والـمُتَــلَبَّــبُ: موضعُ القِلادة. والــلَّبَّــة: موضعُ الذَّبْح، والتاء زائدة. وتَــلَبَّــبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلٌّ منهما بــلَبَّــةِ صاحِـبه.

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَــلَبِّـــباً به. الـمُتَــلَبِّــبُ: الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره. وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً، فقد تَــلَبَّــبَ به؛ قال أَبو ذؤيب:

وتَمِـيمَةٍ من قانِصٍ مُتَــلَبِّــبٍ، * في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

ومن هذا قيل للذي لبــس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال: مُتَــلَبِّــبٌ؛ ومنه قول

الـمُتَنَخِّل:

واسْتَلأَموا وتَــلَـبَّــبوا، * إِنَّ التَّــلَبُّــبَ للـمُغِـير

وفي الحديث: أَن رجلاً خاصم أَباه عنده، فأَمَرَ به فــلُبَّ له.

يقال: لَبَــبْتُ الرجلَ ولَبَّــبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره،

وجَرَرْتَه به.

والتَّــلْبــيبُ: مَجْمَعُ ما في موضع الــلَّبَــب من ثياب الرجل. وفي الحديث: أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد، فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ، فــلَبَّــبَه بردائه، ثم نَتَره نَتْراً شديداً.

والــلَّبــيبةُ: ثوبٌ كالبَــقِـيرة.

والتَّــلْبــيبُ: التَّرَدُّد. قال ابن سيده: هكذا حُكِيَ، ولا أَدرِي ما

هو. الليث: والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ واسْتَصْرَخَ: لَبَّــبَ، وذلك أَن

يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه في عُنقه، ثم يَقْبِضَ على تَــلْبــيبِ نَفْسِه؛

وأَنشد:

إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّــبا

ويقال: تَــلْبــيبُه تَرَدُّدُه. ودارُه تُــلِبُّ داري أَي تَمتَدُّ معها.

وأَــلَبَّ لك الشيءُ: عَرَضَ؛ قال رؤبة:

وإِن قَراً أَو مَنْكِبٌ أَــلَبَّــا

والــلَّبْلَبــةُ: لَحْسُ الشاة ولدَها، وقيل: هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، ويكون منها صوتٌ، كأَنها تَقول: لَبْ لَبْ.

والــلَّبْلَبــة: الرِّقَّة على الولد، ومنه: لَبْلَبَــتِ الشاةُ على ولدها إِذا لَحِسَتْه، وأَشْبَلَتْ عليه حين تضَعُه. والــلَّبْلَبــة: فِعْلُ الشاةِ بولدها إِذا لَحِسَتْه بشفتها. التهذيب، أَبو عمرو: الــلَّبْلَبَــةُ التَّفَرُّق؛ وقال مُخَارِقُ بنُ شهاب في صفة تَيْسِ غَنَمِه:

وراحَتْ أُصَيْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها * دِلاءٌ، وفيها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ

أَراد بالــلَّبْلَب: شَفَقَتَه على الـمِعْزى التي أُرْسِلَ فيها، فهو ذو

لَبْلَبــةٍ عليها أَي ذو شَفَقةٍ.

ولَبــالِبُ الغَنم: جَــلَبَــتُها وصَوتها. والــلَّبْلَبَــة: عَطْفُك على الإِنسان ومَعُونتُه. والــلَّبْلَبــة: الشَّفَقة على الإِنسان، وقد لَبْلَبْــتُ عليه؛ قال الكميت:

ومِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ، * علَيْكَ الـمُــلَبْلِبُ والـمُشْبِلُ

وحُكيَ عن يونس أَنه قال: تقول العرب للرجل تَعْطِفُ عليه: لَبــابِ، لَبــابِ، بالكسر، مثل حَذامِ وقَطامِ.

والــلَّبْلَبُ: النَّحْرُ. ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ: نَبَّ، وقد يقال ذلك للظبي. وفي حديث ابن عمرو: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هو يَرى

التُّيوسَ تَــلِبُّ، أَو

تَنِبُّ على الغَنم؛ قال: هو حكاية صوتِ التُّيوس عند السِّفادِ؛ لَبَّ يَــلِبُّ، كَفَرَّ يَفِرُّ.

والــلَّبــابُ من النَّبات: الشيءُ القليل غير الواسع، حكاه أَبو حنيفة.

والــلَّبْــلابُ: حَشيشة. والــلَّبْــلابُ: نَبْتٌ يَلْتَوي على الشجر.

والــلَّبْــلابُ: بقلة معروفة يُتَداوَى بها.

ولُبــابةُ: اسم امرأَة. ولَبَّــى ولُبَّــى ولِـبَّــى: موضعٌ؛ قال:

أَسيرُ وما أَدْرِي، لَعَلَّ مَنِـيَّتي * بــلَبَّـــى، إِلى أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ

لبــب
: ( {أَــلَبَّ) بالمكانِ،} إِــلْبــاباً: (أَقَام) بِهِ، ( {كَــلَبَّ) ثُلاثِيّاً، نقلَها الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي عُبَيْدٍ، عَن الخَلِيل.
} وأَــلَبَّ على الأَمْرِ: لَزِمَهُ فَلم يُفَارِقْه.
(وَمِنْه) قولُهم: ( {لَبَّــيْكَ) ،} ولَبَّــيْه: (أَيْ) : لُزُوماً لِطَاعَتِك. وَفِي الصَّحاح: أَي (أَنا مُقِيمٌ على طاعَتِك) ؛ قَالَ:
إِنَّكَ لَوْ دَعَوْتَنِي ودُونِي
زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ
لَقُلْتُ {لَبَّــيْهِ لمن يَدْعُونِي
أَصلُه:} لَبَّــيْتُ، من أَــلَبَّ بِالْمَكَانِ، فأُبدلت البــاءُ يَاء لأَجْل التّضعيف. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: انْتَصَبَ {لبَّــيْكَ، على الفِعْل، كَمَا انتصبَ سُبْحَانَ اللَّهِ. وَفِي الصَّحاح: نُصِبَ على الْمصدر، كَقَوْلِك: حَمْداً لِلَّهِ وشُكْراً، وَكَانَ حقُّه أَنْ يُقال:} لَبّــاً لَك، وثَنَّى على معنى التّوكيد، أَي: ( {إِــلْبــاباً) بك (بَعْدَ} إِــلْبــابِ) ، وإِقامةً بعدَ إِقامةٍ. (و) قَالَ الأَزهريّ: سمِعْتُ أَبا الفَضْلِ المُنْذِرِيَّ يقولُ: عُرِضَ على أَبي العبّاس مَا سَمعْتُ من أَبي طَالب النحْوِيّ فِي قَوْلهم: لَبَّــيْكَ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: قالَ الفَراءُ: معنى لَبَّــيْكَ (إِجابَةً) لَك (بَعْدَ إِجابَةِ) ؛ قَالَ: ونَصبه على المصْدر. قَالَ: وَقَالَ الأَحمرُ: هُوَ مأْخوذٌ من {لَبَّ بالمكانِ، وأَــلَبَّ بِهِ. إِذا أَقامَ، وأَنشد:
لَبَّ بأَرْضٍ مَا تخَطَّاها الغَنَمْ
قَالَ: وَمِنْه قَول طُفَيْل:
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيَ وَرهْطِهِ
وتَيْمٌ تُــلَبِّــي فِي العُرُوجِ وتَحْــلُبُ
أَي: تُلازِمُها وتُقِيمُ فِيهَا. وقيلَ: مَعْنَاهُ: أَي تَحْــلُبُ الــلِّبَــأَ وتَشْرَبُهُ، جعَلَه من الــلِّبَــإِ، فَترك الهمزَ، وَهُوَ قولُ أَبي الهَيْثَمِ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهُوَ الصَّواب. وَحكى أَبُو عُبَيْدٍ، عَن الْخَلِيل أَنّه قَالَ: أَصله من: أَــلْبَــبْتُ بالمكانِ، فإِذا دَعَا الرَّجُلُ صاحبَهُ، أَجابَه: لَبَّــيْكَ، أَي: أَنا مُقِيمٌ عندَك؛ ثُمَّ وَكّدَ ذالك بــلَبَّــيْك، أَي: إِقامةً بعدَ إِقامة. (أَو مَعْنَاهُ: اتِّجَاهِي) إِليك، (وقَصْدِي لَكَ) ، وإِقبالي على أَمْرِك. مأْخوذٌ (منْ) قَوْلهم: (دارِي تَــلُبُّ دارَهُ، أَي: تُوَاجِهُها) وتُحاذيها ويكونُ حاصلُ الْمَعْنى: أَنا مُواجِهُك بِمَا تُحبّ إِجابةً لَك، والياءُ لِلتَّثْنيَة، قَالَه الخَليل، وفيهَا دَلِيل على النَّصب للمصدر. وَقَالَ الأَحمرُ: كَانَ أَصله لَبَّــب بِكَ، فاستثقَلُوا ثلاثَ باءآت، فقــلَبُــوا إِحداهُنَّ يَاء، كَمَا قالُوا: تَظَنَّيْتُ، منَ الظنّ، (أَو مَعْنَاهُ: مَحَبَّتِي لَكَ) ، وإِقبالي إِليك، مأْخوذ (من) قَوْلهم: (امْرَأَةٌ} لَبَّــةٌ) ، أَي: (مُحِبَّةٌ) عاطِفةٌ (لِزَوْجِها) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ. والّذي حُكِيَ عَن الْخَلِيل فِي هاذا القَوْل: أُمٌّ لَبَّــةٌ، بدل امْرَأَة، ويدُلُّ على ذالك، مَا أَنشدَ:
وكنتم كَأُمَ لَبَّــةِ طَعَنَ ابْنُها
إِلَيْهَا فَمَا دَرَّتْ عليهِ بساعِدِ
وَفِي حَدِيث الإِهلال بالحجّ: (لَبَّــيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّــيْكَ) هُوَ من التَّــلْبِــيَة، وَهِي إِجابةُ المُنَادِي، أَي: إِجابَتِي لَك يَا رَبِّ، وَهُوَ مأْخوذٌ ممَّا تقدَّم؛ (أَو مَعْنَاهُ: إِخلاصي لَكَ) مأْخوذٌ (مِنْ) قَوْلهم: (حَسَبٌ {لُبَــابٌ) ، بالضَّمّ، أَي: (خالصٌ) مَحْضٌ، وَمِنْه:} لُبُّ الطَّعَام، لُبَــابُهُ. وَفِي حديثِ عَلْقَمَةَ: (أَنّه قالَ للأَسْودِ: يَا أَبا عَمْرٍ و، قَالَ: لَبَّــيْكَ، قَالَ: لَبَّــى يَدَيْكَ) . قَالَ الخَطّابِيُّ: معناهُ: سَلِمَتْ يَدَاكَ وصَحَّتَا، وإِنَّمَا تَرَك الإِعرابَ فِي قَوْله: يَدَيْكَ، وَكَانَ حقُّه أَن يقولَ: يَداك، لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بــلَبَّــيْكَ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: معنى لَبَّــى يَدَيك، أَي: أُطِيعُك، وأَتَصرَّفُ بإِرادَتِك، وأَكونُ كالشَّيْءِ الّذي تُصَرِّفُهُ بيَدَيْك كيفَ شِئْتَ.
(} والــلَّبُّ) ، بالفَتْح: الحادِي (اللاّزِمُ) لِسَوْقِ الإِبِل، لَا يَفْتُرُ عَنْهَا وَلَا يُفارِقها.
وَرجل لَبٌّ: لازِمٌ لِصَنْعَتِه، لَا يُفَارِقُهَا ويُقَال: رجلٌ {لَبٌّ طَبٌّ، أَي: لازِمٌ للأَمْر. وأَنشد أَبو عَمْرو:
} لَبّــاً بأَعْجَازِ المَطِيّ لاحِقاً
والــلَّبُّ: (المُقِيمُ) بالأَمْر.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: الــلَّبُّ: الطاعةُ: وأَصلُه من الإِقامَة. وَقَوْلهمْ: لَبَّــيْكَ: الــلَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثَنَّيْت، قُلْتَ فِي الرّفع: لَبَّــانِ، وَفِي النَّصْب والخَفْض: لَبَّــيْنِ. وَكَانَ فِي الأَصل: لَبَّــيْنِكَ، أَي أَطَعْتُك مرّتَيْن، ثمَّ حذفت النّون للإِضافة، أَي أَطعتُك طَاعَة، مُقيماً عِنْدَكَ إِقامةً بعدَ إِقامةٍ.
وَفِي المُحْكَم: قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزعَمَ يُونُسُ أَنَّ لَبَّــيْك اسْمٌ مُفْرد، بِمَنْزِلَة عَلَيْك، ولاكِنَّهُ جاءَ على هاذا اللَّفْظ فِي حَدِّ الإِضافَة. وزَعم الخليلُ أَنّها تَثْنِيَةٌ، كأَنّه قَالَ: كلّما أَجَبْتُك فِي شَيْءٍ، فأَنَا فِي الآخَرِ لَك مُجِيبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: ويَدُلُّكَ على صِحَّة قولِ الخَلِيل قولُ بعضِ الْعَرَب: لَبِّ، يُجْرِيهِ مُجْرَى أَمْسِ وَغَاقِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الأَلِفُ فِي لَبَّــى عندَ بَعضهم، هِيَ ياءُ التَّثْنِيَة فِي: لَبَّــيْكَ، لاِءَنّهم اشْتَقُّوا من الِاسْم المَبْنِيّ الّذي هُوَ الصَّوْت مَعَ حرف التّثنية فعْلاً، فجَمعوه من حُروفه، كَمَا قالُوا من لَا إِلللهه إِلاّ اللَّهُ: هَلَّلْتُ، وَنَحْو ذالك، فاشْتَقُّوا لَبَّــيْتُ من لَفْظ لَبّــيْكَ، فَجَاؤُوا فِي لفظ لَبَّــيْت بِالْيَاءِ الّتِي للتّثنية فِي لَبَّــيْك، وهاذا قَول سِيبَويهِ. قَالَ: وأَما قولُ يُونُسَ، فزَعَمَ أَن لَبَّــيْكَ اسْمٌ مُفْرَد، وأَصلُه عندَهُ: {لَبَّــبٌ، وزنُهُ فَعْلَلٌ، قَالَ: وَلَا يجوزُ أَن تَحْمِلَهُ على فَعَّلَ، لِقِلَّة فَعَّلَ فِي الْكَلَام، وكَثرة فَعْلَلَ، فَقــلب البــاءَ، الّتي هِيَ الّلام الثّانية من لَبَّــبَ، يَاء، هَرَباً من التّضعيف، فَصَارَ لَبَّــيٌ، ثُمَّ أَبدل الياءَ أَلفاً لِتَحَرُّكِها وانفتاح مَا قبلَها، فصارَ لَبَّــى، ثمَّ إِنّه لَما وُصِلَتْ بِالْكَاف فِي لَبَّــيْك، وبالهاء فِي لَبَّــيْه، قُــلِبــت الأَلفُ يَاء، كَمَا قــلبــت فِي إِلَى وعَلَى ولَدَى، إِذا وَصَلْتَها بالضَّمير، فقلتَ: إِلَيْكَ، وعَلَيْكَ، ولَدَيْكَ. وَقد أَطال شيخُنا الْكَلَام فِي هَذَا المَبْحث، وَهُوَ مأْخوذٌ من لِسَان الْعَرَب، وَمن كتاب المُحْتَسِب لابْنِ جِنِّي، وغيرِهما؛ وَفِيمَا ذَكرْنَاهُ كفايةٌ.
(و) } الــلُّبُّ، (بالضَّمِّ: السَّمُّ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب، عَن أَبي الْحسن: وربّما سُمِّي سُمٌّ الحَيَّةِ {لُبّــاً.
(و) الــلُّبُّ: (خالِصُ كُلِّ شَيءٍ) ،} كالــلُّبــابِ، بالضَّمّ أَيضاً.
(ومِنَ النَّخْلِ) : جَوْفُهُ. وَقد غــلب على مَا يُؤْكَلُ داخلُهُ ويُرْمَى خارِجُهُ من الثَّمَر.
(و) {لُبُّ (الجَوْزِ ونَحْوِه) كاللَّوْز وشِبْهِهِ: مَا فِي جَوْفِه، وَالْجمع} الــلُّبُــوبُ. ومثلُهُ قولُ اللَّيْث: {ولُبُّ النَّخلَةِ: (قَــلْبُــها) .
(و) من المَجاز: لُبُّ الرَّجُل: مَا جُعلَ فِي قــلْبــه من (العَقْل) ، سُمِّيَ بِه لاِءَنّه خُلاصَة الإِنسان، أَو أَنَّهُ لَا يُسمَّى ذالك إِلاّ إِذا خَلُصَ من الهَوَى وشوائبِ الأَوْهَام، فعلى هاذا هُوَ أَخَصُّ من العَقْل. كَذَا فِي كشف الكَشَّاف، فِي أَوائل البَــقَرَة، نَقله شيخُنا. (ج:} أَــلْبــابٌ، {وأَــلُبُّ) بالإِدْغام، وَهُوَ قَلِيل. قَالَ أَو طالبٍ:
قَــلْبِــي إِليهِ مُشْرِفُ} الأَــلُبِّ
(و) قَالَ الجَوْهَرِيُّ. وربَّما أَظهروا التَّضْعيفَ فِي ضرورَة الشّعر، قَالَ الكُمَيْتُ:
إِلَيْكُمْ بَنِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَت
نَوَازِعُ من قَــلْبِــي ظِماءٌ و ( {أَــلْبُــبُ)
(وَقد} لَبُــبِتُ، بالكَسر وبالضّم) ، أَي: من بابِ: فَرِحَ وقَرُبَ، ( {تَــلَبّ) بِالْفَتْح،} لُبّــاً بالضَّمِّ {ولَبّــاً، و (} لَبَــابَةً) بِالْفَتْح فيهمَا: صرْتَ ذَا {لُبٍّ. وَفِي التّهذيب: حُكِيَ:} لَبُــبْتَ، بالضَّمِّ، وَهُوَ نادِرٌ، لَا نظيرَ لَهُ فِي المضاعف.
وَقيل لِصَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّــلِب، وضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ: لِمَ تَضْرِبِينَه؟ فَقَالَت: {لِيَــلَبَّ، ويَقُودَ الجَيْشَ ذَا الجَــلَبْ، أَي يصيرَ ذَا لُبَ وَرَوَاهُ بعضهُم أَضْرِبه لكَي} يَــلَبَّ، ويَقُودَ الجَيْشَ ذَا اللَّجَب. قَالَ ابْنخ الأَثيرِ: هاذه لغةُ أَهلِ الحِجاز، وأَهلُ نَجْدِ يقولُونَ: لَبَّ يَــلبُّ، بِوَزْن فَرَّ يَفِرّ.
(وَلَيْسَ فَعُلَ) بالضّمّ (يَفْعَلُ) بِالْفَتْح (سِوَى لَبُــبْت، بالضَّمّ، تَــلَبُّ بِالْفَتْح) ؛ فإِن الْقَاعِدَة أَنّ المضموم من الماضيات لَا يكونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً وشذّ هاذا الحَرْفُ وحدَهُ لَا نظيرَ لَهُ، وَهُوَ الّذي صرّح بِهِ شُرّاحُ اللاّمِيَّة والتَّسْهِيل وغَيْرُهم، وَحَكَاهُ الزَّجّاجُ عَن الْعَرَب، واليَزِيديُّ، وَنَقله ابْنُ القَطّاع فِي صَرْفه، زادَ: وَحكى اليَزِيدِيُّ أَيضاً: لَبِــبْتَ تَــلُبّ، بِكَسْر عين الْمَاضِي، وضَمِّها فِي الْمُسْتَقْبل. قَالَ: وَحَكَاهُ يُونُسُ بضَمِّهما جَمِيعًا. والأَعَمُّ: لَبِــبَ، كفَرِحَ.
وَفِي المِصْباح مَا يقْضِي أَنّ الضَّمَّ، وإِن كَانَ فيهمَا مَعًا، قليلٌ، شاذٌّ فِي المضاعف، وَاقْتصر فِي: لَبَّ، على هاذا الْفِعْل، وَزَاد عَلَيْهِ فِي دَمم حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ، قَالَ: دَمَّ الرَّجُلُ، يَدمُّ، دَمَامَةً، من بابَيْ: ضَرَبَ وتَعِبَ، وَمن بابِ قَرُبَ لغةٌ، فيُقَال: دَمُمْتَ، تَدُمُّ، ومثلُهُ: لَبُــبْتَ تَــلُبُّ، وشَرُرْت تَشُرُّ من الشَّرّ، وَلَا يكادُ يُوجَدُ لَهَا رابعٌ فِي المضاعَفِ.
وصرّح غَيره بأَنّ الثّلاثةَ وَرَدَتْ بالضَّمّ فِي الْمَاضِي، والفتحِ فِي المُضَارع، على خلاف الأَصلِ، وَلَا رابعَ لَهَا. وَذكرهَا فِي الأَشباه والنظائر غيرُ وَاحِد. والأَكثرونَ اقتصرُوا على لَبُــبَ، وبعضُهم عَلَيْهِ مَعَ دَمُمَ، وقالُوا: لَا ثالثَ لَهما. انْتهى.
قَالَ شيخُنا: دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عَن الْخَلِيل، وشَرَّ: نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ فِي شرح الفصيح عَن قُطْرُبٍ، وَاقْتصر القَزّاز فِي الْجَامِع على: لَبَّ، ودَمَّ؛ وَقَالَ: لَا نظيرَ لَهما. وَزَاد ابْنُ خالَوَيْهِ: عَزُزَتِ الشّاة: قلّ لَبَــنُهَا. فَتكون أَربعة. وقيّدَ الفَيُّومِيُّ بالمُضَاعَف، لاِءَنّه وَرَدَ فِي غير المُضَاعَف نظائرُه، وإِن كَانَت شاذَّة.
قَالَ ابْنُ القَطّاع فِي كتاب الأَبْنِيَة لَهُ: وأَمّا مَا كَانَ ماضيه على فَعُلَ، بالضَّمّ، فمضارعه يأْتي على يَفْعُلُ، بالضَّمّ، ككَرُمَ وشَرُفَ، مَا خلا حرْفاً وَاحِدًا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، وَهُوَ: كُدْتَ تَكادُ، بضمّ الْكَاف فِي الْمَاضِي، وَفتحهَا فِي الْمُضَارع، وَهُوَ شاذٌّ، والجَيِّدُ كِدْتَ تَكَادُ. وَحكى غيرُه: دُمْتَ تَدام، ومُتَّ تَماتُ، وجُدْتَ تَجاد. ثمَّ نقل لَبَّ عَن الزجّاج واليَزِيديّ كَمَا مَرَّ، ودَمَّ عَن الْخَلِيل، وعَزَّ عَن ابْنِ خالَوَيْهِ. وَلم يتعرّض لِشَرَّ الّذي فِي الْمِصْبَاح. انْتهى.
ويأْتي فِي فكك: وَلَقَد فَكُكْت، كعَلِمت وكَرُمت، فيستدرك على هاذه الأَلفاظ.
( {والــلَّبَــبُ) : مَوْضِعُ (المَنْحَرِ) من كُلّ شَيْءٍ، قيل: وَبِه سُمِّيَ لَبَــبُ الفَرَس.
والــلَّبَــبُ: (} كالــلَّبَّــة، و) هُوَ (مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ) من كُل شَيْءٍ، أَو النُّقْرَة فوقَه، وَالْجمع {الأَــلْبــابُ. وَفِي لِسَان الْعَرَب:} الــلَّبَّــةُ وَسَطُ الصَّدْرِ والمَنْحَرِ، وَالْجمع {لَبّــاتٌ} ولِبــابٌ، عَن ثَعْــلَب. وَحكى اللِّحْيَانيُّ: إِنَّهَا لَحَسَنَةُ الــلَّبَّــاتِ، كأَنّهم جعلُوا كلَّ جزءٍ مِنْهَا لَبَّــةً، ثمَّ جمعُوا على هادا. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هِيَ العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بَين التَّرْقُوَتَيْنِ، وفيهَا تُنْحَرُ الإِبِلُ. وَمن قَالَ: إِنها النُّقْرَةُ فِي الحَلْقِ، فقد غَلِطَ. انْتهى.
(و) من الْمجَاز: أَخَذَ فِي {لَبَــبِ الرَّمْل، هُوَ: (مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ) ، وانْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ، فَصَارَ بَيْنَ الجَلَدِ وغَلْظِ الأَرْض.
وَقيل: لَبَــبُ الكَثِيبُ: مُقَدَّمُهُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
بَرَّاقَةُ الجِيدِ} والــلَّبَّــاتِ واضِحَةٌ
كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِها لَبَــبُ
قَالَ الأَحْمَرُ: مُعْظَمُ الرَّمْلِ: العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ، قيل: كَثِيبٌ، فإِذا نَقَصَ، قِيلَ: عَوْكَلٌ، فإِذا نَقَصَ، قيل: سِقْطٌ، فإِذا نقص، قيلَ: عَدَابٌ، فإِذا نَقَصَ، قيلَ: لَبَــبٌ.
وَفِي التَّهْذِيب: الــلَّبَــبُ من الرَّمْل: مَا كَانَ قَريباً من حَبْلِ الرَّمْل.
(و) الــلَّبَــبُ: معروفٌ، وَهُوَ (مَا يُشَدُّ فِي) ، وَفِي نسخةٍ: على (صَدْرِ الدّابَّةِ) ، أَو النّاقة، كَمَا فِي نُسْخَة بدل الدَّابّةِ. قَالَ ابْنُ سيدَهْ وغيرُهُ: يكون للرَّحْلِ والسَّرْج (لِيَمْنَعَ اسْتِئْخَارَ الرَّحْل) والسَّرْجِ، أَي: يَمْنَعُهُمَا من التّأْخير، (ج أَــلْبــابٌ) ، قَالَ سيبويهِ: لم يُجاوِزُوا بِهِ هاذا البِــناءَ.
( {وأَــلْبَــبْتُ) السَّرْجَ: عَمِلْتُ لَهُ} لَبَــباً، وأَــلْبَــبْتُ (الدّابَّةَ، فَهِيَ {مُــلْبَــبٌ) جاءَ على الأَصل، وَهُوَ نادرٌ: جعلتَ لَهُ لَبَــباً. قالَ: وهاذا الحرفُ، هاكذا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِإِظْهَار التّضعيف. (و) قَالَ ابْنُ كَيْسَان: هُوَ غَلَطٌ وقياسُه (} مُــلَبٌّ) ، كَمَا يُقَال مُحَبٌّ، من: أَحْبَبْتُهُ. (و) كذالك ( {لَبَــبْتُهَا) ، أَي: الدّابَّةَ، (فَهِيَ} مَــلْبُــوبَةٌ) من الثُّلاثيّ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(! والــلَّبْــلابُ) : حَشِيشَةٌ، و (نَبْتٌ) يَلْتَوِي على الشَّجَر. والــلَّبْــلابُ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَة، يُتداوَى بهَا.
( {والــلَّبْلَبَــةُ: الرِّقَّةُ على الوَلَد) ، وَمِنْه: لَبْلَبَــةُ الشّاةِ، على مَا يأْتي.
والــلَّبْلَبَــةُ: الشَّفَقَةُ على الإِنسان، وَقد لَبْلَبْــتُ عَلَيْهِ. والــلَّبْلَبَــة: عَطْفُكَ على الإِنْسَان، ومَعُونته؛ قَالَ الكُمَيْتُ:
ومِنَّا إِذا حَزَبَتْكَ الأُمُورُ
عَلَيْكَ} المُــلَبْلِبُ والمُشْبِلُ
( {والــلَّبِــيبَةُ: ثَوْبٌ كالبَــقِيرَةِ) ، وسيأْتي بيانُهَا فِي حرف الرّاءِ.
(والــلَّبَــابُ كسَحابٍ) ، وَفِي لِسَان الْعَرَب: الــلَّبَــابَةُ، بِزِيَادَة الْهَاء: (الكَلأُ) ، وَفِي أُخرى: من النَّبات: الشَّيْءُ (القَلِيلُ) غيرُ الواسِع، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، قَالَ:
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وفُحُولٍ كُومِ
باتَتْ تَعشَّى اللَّيْلَ بالقَصِيمِ
لَبَــابَةً من هَمِقٍ هَيْشُومِ
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ لُبَــايَةٌ، بالضَّمّ والياءِ التَّحْتيّة، وأَنشد الرَّجزَ، وَقَالَ: هِيَ شجرةُ الأُمْطِيّ الّذي يُعْمَلُ مِنْهُ العِلْكُ.
(و) لُبَــاب، (كغُرَابٍ: جَبَلٌ لبَــنِي جَذِيمَةَ) .
(و) فِي الحديثُ: (أَنَّ رجلا خاصَمَ أَباهُ عندَهُ، فَأَمَرَ بهِ فَــلُبَّ لَهُ) يُقَال: (} لَبَّــبَهُ {تَــلْبِــيباً) : إِذا (جَمَع ثِيابَهُ) الّتي عَلَيْهِ (عِنْدَ نَحْرِهِ) وصدرِه (فِي الخُصُومَة. ثُمّ جَرَّهُ) وقَبَضَهُ إِليه، وَكَذَلِكَ إِذا جعل فِي عُنُقِه حَبْلاً أَو ثَوْباً، وأَمْسَكه بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه أَمَرَ بإِخْراجِ المُنَافِقِينَ من الْمَسْجِد، فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ إِلى رافعِ بْنِ وَدِيعَةَ،} فــلَبَّــبَهُ برِدائِه، ثمَّ نَتَرَهُ نَتْراً شَدِيدا) .
لَبَّــبَ الحَبُّ) تَــلْبِــيباً: (صارَ لَهُ {لُبٌّ) يُؤْكَلُ.
(والــلَّبَّــةُ: المَرْأَةُ اللَّطِيفَةُ) الحَسَنَة العِشْرةِ مَعَ زوجِها، وَقد تقدَّمَ.
} ولَبَّ اللَّوْزَ: كَسَرَهُ، واسْتَخْرَجَ قَــلْبَــهُ. لَبَّــهُ) ، لَبّــاً: إِذا (ضَرَبَ {لَبَّــتَهُ) ، وَهِي اللِّهْزِمَةُ الّتِي فوقَ الصَّدر، وفيهَا تُنْحَرُ الإِبِلِ؛ وَقد سبَق. وَفِي الحَديثه: (أَما تَكُونُ الذَّكاةُ إِلاَّ فِي الحَلْقِ والــلَّبَّــةِ) .
(وتَــلَبَّــبَ) الرَّجُلُ، وَفِي الأَساس: لَبَّــبَ: تَحَزَّم، و (تَشَمَّر) .
} والمُتَــلَبِّــبُ: المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ وَغَيره.
وكُلُّ مُجَمِّعٍ لثيابِهِ، {مُتَــلَبِّــبٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِنِّي أُحاذِرُ أَنْ تَقُولَ حَلِيلَتِي
هاذا غُبَارٌ ساطِعٌ،} فتَــلَبَّــبِ
والمُتَــلَبَّــبُ: مَوْضِعُ القِلادَةِ.
{وتَــلَبَّــبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلُّ مِنْهُمَا} بِــلَبَّــةِ صاحِبِه. وَفِي الحديثِ: (أَنّ النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ {مُتَــلَبِّــباً بِهِ) والمُتَــلَبِّــب: الّذِي تَحزَّم بِثَوْبِهِ عِنْد صَدره، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
ونَمِيمَة من قانِصٍ} مُتَــلَبِّــبٍ
فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ
وَمن هاذا قِيلَ للَّذي لبــس السّلاحَ، وتَشمَّرَ للقِتَال: مُتَــلَبِّــبٌ: وَمِنْه قولُ المُنَخَّلِ:
واسْتَلأَمُوا {وتَــلَبَّــبُوا
إِنَّ} التَّــلَبُّــبَ لِلْمُغِير
( {والــلَّبْلَبُ) } والــلُّبْلُب، (كَسَبْسَبِ وبُــلْبُــلٍ: البَــارُّ بِأَهْلِه، و) المُحْسِنُ إِلى (جِيرَانِهِ) ، والمُشْفِقُ عَلَيْهِم.
( {والــلَّبْلَبَــة: التَّفَرُّقُ) ، حَكَاهُ فِي التَّهذيب عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) } الــلَّبْلَبَــةُ: (حِكايَةُ صَوْت التَّيْسِ عِنْدَ السِّفادِ) ، يقالُ: لَبْلَبَ: إِذا نَبَّ؛ وَقد يُقالُ ذالك للظَّبْيِ. وَفِي حديثِ ابْن عَمْرٍ و (أَنَّه أَتَى الطَّائفَ، فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ! تَــلِبُّ، أَو تَنِبُّ، الَّتِى الغَنَم) . لَبَّ يَــلِب كَفَرَّ يَفِرُّ.
(و) الــلَّبْلَبَــةُ: (أَنْ تُشْبِلَ الشّاةُ على وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْعِ) وَحين الوَضْع (وتَلْحسَهَا) بشَفَتَيْها، وَيكون مِنْهَا صَوت؛ كأَنّها تقولُ: {لَبْ} لَبْ.
) ، {والأُــلْبُــوبُ) ، بالضّم: (حَبُّ نَوَى النَّبِقِ) خاصَّةً، وَقد يُؤْكَلُ.
(والتَّــلْبِــيبُ: التَرَدُّدُ) ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا حُكِيَ، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.
(و) } التَّــلْبِــيبُ من الإِنسان: (مَا فِي مَوْضِعِ الــلَّبَــبِ من الثِّيَاب) .
وأَخَذَ {بتَــلْبِــيبِهِ: أَي لَبَــبِهِ وَهُوَ (اسْمٌ كالتَّمْتينِ) . وَفِي التّهْذيب: يُقَال: أَخَذَ} بتَــلْبِــيبِ فُلانٍ: إِذا جَمَعَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ الَّذِي هُوَ لابسُهُ عندَ صدرِه، وقَبَضَ عَلَيْهِ يَجُرُّهُ. وَفِي الحَدِيث: (أَخَذْتُ بتَــلْبِــيبِه، وجَرَرْتُه) . وكذالك: أَخَذْتُ بتَلابِيبِه.
(و) أَــلَبَّ الزَّرْعُ، مثلُ أَحَبَّ: إِذا دَخَلَ فيهِ الأُكْلُ.
( {أَــلَبَّ لهُ الشَّيْءُ: عَرَضَ) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
وإِنْ قَرَاً أَوْ مَنْكِبٌ} أَــلَبّــا
(و) عَن الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ عندَهُ امْرَأَةٌ، فَبَرِمَ بهَا، فأَلْقاها فِي بِئْرٍ غَرَضاً بهَا، فمرّ بهَا نفر، فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِــئر، فاستخرجُوها وَقَالُوا: منْ فَعَلَ هاذا بِكِ؟ فَقَالَت: زَوجي، فقالُوا: ادْعِي اللَّهَ عَلَيْهِ، فَقَالَت: لَا تُطاوِعُني بَنَاتُ {- أَــلْبُــبِي. قالُوا: (بَناتُ} أَــلْبُــبٍ، بضمّ البــاءِ) المُوَحَّدة الأُولى، (و) قد (فَتَحَها) أَبو العَبَّاس (المُبَرّدُ) فِي قَول الشّاعر:
قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ! أَــلْبَــبِهْ
وَهِي (عُروقٌ فِي القَــلْبِ) متّصلةٌ بِهِ، (تكونُ مِنْهَا الرَّقَّةُ) والشَّفَقَةُ. ولاكنْ يُقَالُ: لَيْسَ لنا فِي الْجمع أَفْعَل بالفَتح كأَحْمَدَ.
وَفِي المُحْكَم: قد عَلِمَتْ بذالِك بَنَاتُ {أَــلْبُــبِهِ، يَعْنُونَ لُبُّــهُ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ من المُضَاعَفَ، فجاءَ على الأَصل، هاذا مَذْهَب سِيبَوَيْهِ.
وَقَالَ المُبَرِّدُ فِي قَول الشَّاعر يُرِيدُ بَنَاتِ أَعْقَلَ هَذا الحَيِّ، فإِنْ جَمَعْتَ} أَــلْبُــباً، قلتَ: {أَلابِبُ، والتَّصْغيرُ} أُلَيْبِبٌ، وَهُوَ أَوْلَى من قولِ مَنْ أَعَلَّها.
(و) من المَجَاز: مررتُ بِحيَ ذِي لَبــالِبَ، وظَبَاظِبَ. (لَبَــالِبُ الغَنَم: جَــلَبَــتُهَا وصَوتُها) ، وظَبَاظِبُ الإِبِلِ، جَــلَبَــتُها، كَذَا فِي الأَساس.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ لَبٌّ ولَبِــيبٌ) ، أَي: (لازِمٌ للأَمْرِ) ، مُقِيمٌ عَلَيْهِ، لَا يَفْتُرُ عَنهُ.
والــلَّبُّ، أَيضاً: اللَّطِيف القَرِيبُ من النّاس، والأُنثى لَبَّــةٌ، وجمعُهَا لِبــابٌ.
(و) من المَجَاز: رَجُلٌ ( {مَــلْبُــوبٌ) ، أَي: (مَوْصُوفٌ بالعَقْلِ) } والــلُّبِّ. قَالَه اللَّيثُ. وَفِي التّهذيب: قَالَ حَسّانٌ:
وجارِيَة مَــلْبُــوبَة ومُنَجَّسٍ
وطارِقَةٍ فِي طَرْقِها لَمْ تَشَدَّدِ
(و) من المَجاز: ( {الــلَّبِــيبُ: العاقِلُ) ذُو لُبَ، وَمن أُولِي الأَــلْبــابِ، (ج} أَــلِبَّــاءُ) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يُكَسَّرُ على غير ذالك، والأُنْثَى {لَبــيبَةٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِي: رَجُلٌ} لَبِــيبٌ، مثلُ لَبَ. قَالَ المُضَرِّب بْنُ كَعْب:
فَقُلْتُ لَهَا فِيئِي إِليك فإِنَّني
حَرامٌ وإِنّي بَعْدَ ذاكِ لَبِــيبُ
قيل: إِنَّمَا أَراد:! مُــلَبّ بِالْحَجِّ، وَقَوله: (بعدَ ذاكِ) ، أَي: مَعَ ذاكِ.
(و) حُكِيَ عَن يُونُسَ أَنّه قَالَ: تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ عَلَيْهِ: (لَبَــابِ لَبَــابِ) ، بِالْكَسْرِ (كَقَطَامِ) وحَذَامِ. وَقيل: إِنّه (أَي: لَا بأْسَ) بلُغةِ حِمْيَرَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ عِنْدِي مِمّا تقدّم، كأَنّه إِذا نَفَى البَــأْسَ عَنهُ، اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ.
(ودَيْرُ {لَبَّــى، كحَتَّى، مُثَلَّثَةَ اللاّم: ع بالمَوْصِل) ، قَالَ:
أَسِيرُ وَلَا أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتِي
} بِــلَبَّــى إِلى أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِ
قلت: زَعَمَ المُصَنِّفُ التّثليثَ فِي هاذا الْموضع الّذِي بالمَوْصِل، والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ كَمَا قيَّده الصّاغانيّ ونَصْرٌ، وَهُوَ بالقُرْب من بَلَدَ بَيْنَهُ وَبَين العقْر، وأَما لُبَّــى، بالضَّم والتّشديد وَالْبَــاء مُمَالةً، فإِنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ، وبالفَتح: مَوضِع آخَرُ، فتأَمَّلْ.
لَبَــبٌ) ، محرّكةً: (ع) نَقله الصّاغانيُّ.
(و) فِي التَّهْذِيب، فِي الثُّنَائيّ. فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَــب مَا نَصُّه: و (يُقَالُ لِلْمَاءِ الكَثِيرِ الَّذِي يَحْمِلُ مِنْهُ الفَتْحُ) .
وَفِي التَّهْذِيب: المِفْتَحُ، بِالْمِيم، (مَا يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ) ، بالضَّمّ، هُوَ مِثْقَبُ الماءِ (عَنْهُ من كَثْرَتِه) أَي: الماءِ (فَيَسْتَدِيرُ الماءُ عندَ فَمِهِ، ويَصِيرُ كأَنَّه بُــلْبُــلُ آنِيَةٍ: لَولَبٌ) ، وَجمعه لوَاليبُ. قَالَ أَبو منصورٍ: وَلَا أَدْرِي أَعَرَبيّ هُوَ، أَم مُعَرَّب؟ غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أُولِعُوا باسْتِعْمَالِ اللَّوْــلَبِ، وَقَالَ الجوهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ لوب: وأَمّا المِرْوَدُ، ونَحْوُهُ، فَهُوَ المُلَوْــلَبُ، على مُفَوْعَل، كَمَا سيأْتي وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ فولف: ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ: لَوْــلَبُ الماءِ.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قَالَ ابْنُ جنِّي هُوَ لُبَــابُ قَوْمِهِ، وهم لُبَــابُ قَومهم، وَهِي لُبَــابُ قَوْمِها؛ قَالَ جَرِير:
تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً
على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَــابُ
والحَسَبُ الــلُّبَــابُ: الخالِصُ، وَمِنْه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ لُبَــابَةَ. وَفِي الحَدِيث: (إِنّا حَيٌّ من مَذْحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها، ولُبَــابُ شَرَفِها) . الــلُّبَــابُ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ.
والــلُّبــابُ: طَحِينٌ مُرَقَّقُ.
ولَبَّــبَ الحَبُّ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ.
ولُبَــابُ القَمْحِ، ولُبَــابُ الفُسْتُق. وَفِي الأَساس، من المَجَاز: لُبَــابُ الإِبِلِ: خِيارُها، ولُبَــابُ الحَسَب: مَحْضُهُ. انْتهى.
قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناناً:
مَقاليتُهَا فَهِيَ الــلُّبَــابُ الحَبَائِسُ
وَقَالَ أَبو الحَسَن فِي الفالُوذَجِ: لُبَــابُ القَمْحِ، بِلُعابِ النَّحْلِ.
ولُبُّ كلِّ شَيْءٍ: نَفْسُه، وحَقِيقَتُهُ.
وامْرَأَةٌ واضِحةُ الــلِّبَــابِ.
{واسْتَــلَبَّــهُ: امْتَحَنَ لُبَّــهُ.
وَمن المَجَاز: هُوَ بِــلَبَــبِ الوادِي،} ولَبَّــبُوا، {واسْتَــلَبُّــوا: أَخَذُوا فِيهِ، كَذَا فِي الأَساس.
وَعَن ثعــلبٍ: لَبَّــأْتُ، قالته العربُ بِالْهَمْز، وَهُوَ على غيرِ القِيَاس، وَقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه فِي حَلأَ.
وَمن المَجَاز: قَوْلهم: فُلانٌ فِي لَبَــبٍ رَخِيَ: إِذا كَانَ فِي بَال، وسَعَة ورَخِيُّ الــلَّبَــب واسعُ الصَّدْر. وَفِي لبَــبٍ رَخِيَ: فِي سَعَة، وخِصْبٍ، وأَمْنٍ. وَفِي الحَدِيث: (إِنَّ اللَّهَ مَنَعَ مِنِّي بَنِي مُدْلِج، لصِلَتِهِم الرَّحِمَ، وطعنِهِم فِي أَــلْبــابِ الإِبِل) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: على هاذه الرِّوايةِ لَهُ معنيانِ: أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمعَ الــلُّبِّ بِمَعْنى الْخَالِص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلهم وكَرَائمَهَا. والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ الــلَّبَــبِ، وَهُوَ مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ. وَرَوَاهُ بعضُهم: فِي لَبَّــاتِ الإِبِلِ.
واسْمُ مَا} يُتَــلَبَّــبُ: {الــلَّبَــابَةُ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا
فطَعَنْتُ تَحْتَ} لَبَــابَةِ المُتَمَطِّرِ وتَــلَبُّــبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا: أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ، وتُخْرِجَ وَسَطَها من تَحت يدهَا اليُمْنَى، فَتُغَطِّيَ بِهِ صَدْرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ.
وَعَن اللَّيْث: والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ، واستَصْرخَ: لَبَّــبَ، وذالك أَن يَجعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه فِي عُنُقِه، ثُمّ يَقْبِضَ على {تَــلْبِــيبِ نَفْسِه، وأَنشد:
إِنَّا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّــبا
ويُقَالُ:} تَــلْبــيبُهُ. تَرَدُّدُه، وَقد تقدَّم.
وَقَالَ مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ فِي صفة تَيْسِ غَنَمِه:
ورَاحَتْ أُصَيْلاناً كَأَنَّ ضَرُوعَها
دِلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُ
أَراد {بالــلَّبْلَب: شَفَقَتَهُ على المِعْزَى الّتي أُرْسِلَ فِيهَا، فَهُوَ ذُو} لَبْلَبَــة، أَي: ذُو شَفَقَة.
{- ولبّــى بنُ سعدِ بْنِ شَطَن، ولبّــى بنُ صبيرةَ بن عِنَبَةَ: بَطْنانِ من بني سامةَ بن لُؤَيَ، ذكره الأَميرُ عَن سَيّارٍ النَّسَّابةِ.
وَمن المَجَاز: هُوَ مُحِبٌّ لَهُ} بــلَبَــالِبِ قَــلْبِــهِ.
والــلُّبُّ، بالضَّمّ فِي لُغَة الأَنْدَلُسِ والعُدْوَةِ: سَبُعٌ مَعْرُوف عِنْدهم، شَبِيهٌ بالذِّئب. قَالَ أَبو حَيّانَ فِي شَرح التَّسْهِيل: وَلَيْسَ يكون فِي غَيرهَا من البِــلاد.
وأَبو {لُبَــابَةَ: بِشْرُ بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنْصَارِيُّ، من النُّقَباءِ، وأَبو لبــيبَةَ الأَشْهَليُّ: صَحَابِيّانِ.
} ولُبَــابَةُ بنتُ عبدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّــلِب: هِيَ أُمُّ نَفيسة بنتِ زيدِ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ.

لبــب


لَبَّ(n. ac. لَبّ)
a. [Bi], Remained, stayed in; kept to.
b. Hurt in the chest.
c. Put the breast-girth on (animal).
d. Faced, fronted.
e.
(n. ac.
لَبَــب
لَبَــاْبَة), Was intelligent; was brave.
f. I, Uttered a cry.
g. Shelled (almond).
لَبَّــبَa. Seized by the collar, collared.
b. Went to & fro.
c. see IV (c) (e) & V (d).
أَــلْبَــبَa. see 1 (a) (c).
c. [La], Happened, occurred to; appeared to.
d. ['Ala], Kept to.
e. Was pulpy.

تَــلَبَّــبَa. Girded himself.
b. [La], Made ready for (fight).
c. Grappled each other.
d. Traversed (valley).
إِسْتَــلْبَــبَa. see V (d)b. Made trial of.

لَبّa. Service; obedience.
b. (pl.
لِبَــاْب), Courteous, affable, polite; affectionate, kind; fond.
c. see 25 (b)
لَبَّــةa. see 1 (b)b. (pl.
لِبَــاْب
& reg.), Throat; thorax.
لُبّ
(pl.
لُبُــوْب)
a. Heart; middle, inside; kernel; pith, pulp.
b. Fecula, farina.
c. Crumb.
d. (pl.
أَــلُبّ
أَــلْبُــب

أَــلْبَــاب
a. Heart; spirit; understanding, intelligence, intellect
mind.
e. The best, choice, flower of; the essence, quintessence
substance of.
f. Poison.

لَبَــب
(pl.
أَــلْبَــاْب)
a. see 1t (b)b. Breast-girth.
c. Sandy tract.

لَبَــاْبa. Small quantity of herbage.

لَبَــاْبَةa. see 22
لِبَــاْبَةa. A coat of mail.

لُبَــاْبa. Pure; stainless.
b. see 3 (e)c. Fine flour. —

لَبِــيْب
(pl.
أَــلْبِــبَآءُ)
a. Intelligent, gifted; genius.
b. Assiduous, persevering.

لَبِــيْبَةa. A certain garment.

N. P.
لَبــڤبَa. Intelligent.
b. see
N. P.
أَــلْبَــبَ
N. P.
أَــلْبَــبَa. Girded, girt.

N. Ac.
لَبَّــبَa. Collar; upper part of the dress.
مُــلْبَــب
a. see N. P.
أَــلْبَــبَ
أَــلْبُــوْب
a. Kernel of the lote-tree.

بَنَات أَــلْبُــب
a. The veins of the heart.
b. Heart-strings.

لَبَّــيْكَ
a. At thy service!

لَبَــابِ لَبَــابِ
a. No harm! Have no fear!

لَوْــلَب (pl.
لَوَالِب)
a. Spout; cock, tap; tube.

مَخْلَب

مَخْــلَب
الجذر: خ ل ب

مثال: مَخْــلَب الطائر
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد مفتوحة الميم في المعاجم.
المعنى: ظُفْرُه

الصواب والرتبة: -مِخْــلَب الطائر [فصيحة]
التعليق: وردت الكلمة في المعاجم بكسر الميم لا بفتحها.

ذعلب

[ذعــلب] نه فيه: "الذعــلب" والذعــلبــة الناقة السريعة.
(ذعــلب) - في حديث سَوادِ بن مُطَرَّف: "الذِّعْــلِب الوَجنَاء"
: أي النَّاقَةُ السَّريعَة.
[ذعــلب] الذِعْــلِبُ والذِعْــلِبَــةُ: الناقةُ السريعةُ والتذعــلب: الانطلاق في استخفاء. واذ لعب الجمل إذ لعبابا: انطلق، وذلك من النَجاءِ والسُرْعَةِ. قال الأغــلب العِجْليّ:

ماضٍ أَمامَ الرَكْبِ مُذْلَعِبّ * والذّعاليبُ: قِطَعُ الخِرَق. وقال الشاعر :

مُنْسَرِحاً عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ * وقال أبو عمرو: وأطرافُ الثيابِ يقال لها الذَعاليبُ، واحدها ذُعْلوبٌ. وأنشدَ لجرير: وقد أكون على الحاجاتِ ذا لَبَــثٍ * وأَحْوَذِيَّاً إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ
ذعــلب: الذِّعْــلِبَــة: الناقةُ الشديدةُ البــاقيةُ على السير، وتجمع على ذَعالِب، قال نَهارُ بنُ تَوْسِعة:

سَتُخبِرُ قُفّالٌ غَدَت بسُروجها ... ذعالِبُ قُودٌ سَيرُهُنَّ وَجيفُ 

. والذِعــلبــةُ: النَّعامة وهي الظليم الأنثى، وإنما تُشَبَّه بها الناقةُ لسرعتها. وكذلك جَمَل ذِعْــلِبٌ. والذِعْــلِبُ: القِطَعُ من الخِرَقِ المُتَشَقِّقَةِ، قال:

مُنْسَرِحاً إلاّ ذَعاليبَ الخِرَقْ

وتقول: إذلَعَبَّ الجَمَلُ في سيره إذلِعْباباً من النَّجاء والسرعة، قال الراجز:

ناجٍ أمام الرَّكبِ مُذْلَعِبُّ

وإنَّما اشتُقَّ من الذِعْــلِب. وكلُّ فعلٍ رُباعيٍّ ثُقِّلَ آخره فإنّ تَثقيله معتمدٌ على حرف من حروف الحلق. 

ذعــلب: الذِّعْــلِبُ والذِّعْــلِبَــة: النَّاقةُ السريعةُ، شُبِّهَتْ بالذِّعْــلِبَــة، وهي النَّعامةُ لسُرْعَتِها. وفي حديث سَوَادِ بنِ مُطَرّفٍ: الذِّعْــلِبُ الوَجْناءُ هي الناقةُ السريعةُ. وقال خالدُ بنُ جَنَبة: الذِّعْــلِبَــة النُّوَيْقَةُ التي هي صَدَعٌ في جسمِها، وأَنت تَحْقِرُها، وهي نَجِـيبَة؛ وقال غيره: هي البَــكْرَة الـحَدَثَة. وقال ابن شميل: هي الخفيفةُ الجَوَادُ. قال: ولا يقال جَمَلٌ ذِعْــلِبٌ، وجَمْعُ الذِّعْــلِبَــة الذَّعالِـيبُ.

والتَّذَعْــلُب: الانْطِلاقُ في اسْتِخْفاءٍ. وقد تَذَعْــلَبَ تَذَعْــلُبــاً.وجَمَلٌ ذِعْــلِبٌ: سريعٌ، باقٍ على السَّيْرِ، والأُنْثَى بالهاءِ.والذِّعْــلِبــة: النَّعَامة لسُرْعتِها. والذِّعْــلِبــة والذُّعْلوبُ: طَرَف الثَّوْبِ؛ وقيل: هُما ما تقَطَّع من الثَّوْب فَتَعَلَّق. والذِّعْــلِبُ من الخِرَق: القِطَع الـمُشَقَّقَة. والذُّعْلوبُ أَيضاً: القِطعة من الخِرْقةِ، والذَّعالِـيب: قِطَعُ الخِرَق؛ قال رؤْبة:

كأَنه، إِذْ راحَ، مَسْلُوسُ الشَّمَقْ، * مُنْسَرِحاً عنه ذَعالِـيبُ الخِرَقْ(1)

(1 قوله: «منسرحاً عنه ذعاليب الخرق» قال في التكملة الرواية منسرحاً إِلا ذعاليب بالنصب اهـ. وسيأتي في مادة سرح كذلك.)

والـمَسْلوسُ: الـمَجْنُونُ. والشَّمَقُ: النَّشاطُ. والـمُنْسَرِحُ: الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه. والذَّعالِـيبُ: ما تَقَطَّع من الثِّيابِ.

قال أَبو عَمْرو: وأَطْرافُ الثِّيابِ وأَطْرافُ القَميصِ يقالُ لها:

الذَّعالِـيبُ، واحدُها ذُعْلُوبٌ، وأَكثرُ ما يُسْتَعـمل ذلك جَمْعاً؛ أَنشد

ابن الأَعرابي لجرير:

لقد أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَــثٍ، * وأَحْوَذِيّاً، إِذا انْضَمَّ الذَّعالِـيبُ

واسْتَعارَه ذو الرُّمَّة، لِـما تَقَطَّع من مَنْسِج العنكبوتِ؛ قال:

فجاءت بنَسْجٍ، من صَناعٍ ضعيفةٍ، * تَنُوسُ، كأَخْلاقِ الشُّفُوفِ، ذَعالِـبُــهْ

وثَوْبٌ ذَعاليبُ: خَلَقٌ، عن اللحياني. وأَما قول أَعْرابيّ، من بنِـي عَوْفِ بنِ سَعْدٍ:

صَفْقَة ذِي ذَعالِتٍ سُمُولِ، * بَيْع امْرِئٍ ليس بِمُسْتَقِيلِ

قيل: هو يريدُ الذَّعالِبَ، فينبغي أَن تكونا لغتين، وغيرُ بعيدٍ أَنْ

تُبْدَل التاءُ من البــاء، إِذ قد أُبْدِلَتْ من الواو، وهي شريكة البــاء في الشَّفَة. قال ابن جني: والوجه أَن تَكونَ التاءُ بدلاً من البــاءِ، لأَن البــاءَ أَكثر استعمالاً، كما ذكرنا أَيضاً من إِبدالِهم البــاءَ من

الواوِ.

ذعــلب
: (الذِّعْــلِبَــةُ بالكَسْرِ: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ) السَّيْرِ (كالذِّعْبِبِ) بغَيْرِ هاءٍ (و) قد شُبِّهَتُ بالذِّعْــلِبَــةِ وهِيَ (النَّعَامَةُ) لِسُرْعَتِهَا (و: الحَاجَةُ الخَفِيفَةُ) ، عَن أبي عُبَيْدَة، والجَمْعُ: الذَّعَالِيبُ، وَفِي حَدِيث سَوَادِ بنِ مُطَرِّفٍ (الذِّعْــلِبُ الوَجْنَاءُ) هِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنَبَةَ: الذِّعْــلِبَــةُ: النُّوَيْقَةُ الَّتِي هِيَ صَدَعٌ فِي جِسْمِهَا، وأَنْتَ تَحْقِرْهَا وَهِي نَجِيبَةٌ وَقَالَ غيرُه: هِيَ البَــكْرَةُ الحَدَثَةُ، وَقَالَ ابنُ شُميل: هِيَ (الخَفِيفَةُ) الجَوَادُ، وجَمْعُ الذِّعْــلِبَــةِ: الذَّعَالِيبُ، وجَمَلٌ ذِعْــلِبٌ: سَرِيعٌ بَاقٍ عَلَى السَّيْرِ، والأُنْثَى بالهَاءِ، وأَنكر ابنُ شُميل فَقَالَ: وَلا يُقَالُ: جَمَلٌ ذِعْــلِبٌ (و) الذِّعْــلِبَــةُ (: طَرَفُ الثَّوْبِ أَوْ مَا تَقَذَّعَ مِنْهُ) أَيِ الثَّوْبِ (فَتَعَلَّقَ، كالذُّعْلوبِ) فِيهِمَا.
والذِّعْــلِبُ مِنَ الخِرقِ: القِطَعُ المُشَقَّقَةُ.
والذُّعْلُوبُ أَيضاً: القِطْعَةُ مِنَ الخِرْقَةِ، والذَّعَالِيبُ: قِطَعُ الخِرَقِ، قَالَ رُؤْبة:
كَأَنَّهُ إِذْ رَاحَ مَسْلُوسَ الشَّمَقْ
مُنْسَرِحاً عَنْهُ ذَعَالِيبُ الخِرَقْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الذَّعَالِيبُ: مَا تَقَطَّعَ مِنَ الثَّيَابِ، وأَطْرَافُ الثِّيابِ، وأَطْرَافُ القَمِيصِ يُقَالُ لَهَا: الذَّعَالِيب وَاحِدُهَا: ذُعْلُوبٌ، وأَكثر مَا يسْتَعْمل ذَلِك جَمْعاً، أَنسد ابْن الأَعرابيّ لجرير:
لَقَدْ أَكُونُ عَلَى الحَاجَاتِ ذَا لَبَــثٍ
وأَحْوَذِيًّا إِذَا انْضَمَّ الذعَالِيبُ
واسْتَعَارَهُ ذُو الرُّمَّة لِمَا تَقْطَّعَ من منْسِجِ العنْكَبُوتِ قَالَ:
فَجَاءَ بِنَسْجٍ مِنْ صَنعاعٍ ضَعِيفَةٍ
يَنُوس كأَخْلاَقِ الشُّفُوفِ ذَعَالِبُــهْ
(وتَوْبٌ ذَعَالِيبُ: خَلَقٌ) عَن اللِّحْيَانيّ وَنَقله السَّيُوطِيُّ عَن ثعــلبٍ فِي أَمَالِيه، وَقد تُبْدَلُ البَــاءُ تَاء فيلغة، كَمَا يأْتي فِي مَحَلّه.
(و) التَّذَعْــلُب: انْطِلاق فِي اسْتِخفاءٍ وقَدْ تَذَعْــلَبَ تَذَعْــلُبــاً.
(والمُتَذَعْــلِبُ: الخَفِيفقُ الثِّيَابِ والمنطق) ، هَكَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب: والمُنطَلِقُ (فِي اسْتِخفَاءٍ و) المُتَذَعْــلِبُ (: المُضطَجِعُ، كالمُتَذَلْعِبِ كَمَا يأْتي) .

عِلْبٌ

عِــلْبٌ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحدة، عــلب الكرمة: آخر حدّ اليمامة إذا خرجت منها تريد البــصرة، فأما العــلب فهو الأرض الغليظة التي لو مطرت دهرا لم تنبت خضرا، وكل موضع صــلب خشن من الأرض فهو عــلب، والعــلب: منبت السّدر، وجمعه علوب، والعــلب: أثنة غليظة من الشجر تتخذ مقطرة، وأما الكرمة فمعناها الكرامة، ومنه: أفعل ذلك كرمة لك وكرمى لك.

لَبَس

لَبَــس
الجذر: ل ب س

مثال: لَبَــسَ ثوبَه
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط عين الفعل بالفتح.
المعنى: ارتداه

الصواب والرتبة: -لَبِــسَ ثوبَه [فصيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل «لَبِــس» بمعنى ارتدى، مكسور العين في الماضي، من باب «سَمِعَ».

قِياسِيَّة «استفعل» للدلالة على الطلب

قِياسِيَّة «استفعل» للدلالة على الطــلب
الأمثلة: 1 - اسْتَجْمَعَ أفكاره 2 - اسْتَخْدَمَ المصعد 3 - اسْتَعْرَض القائد جنوده 4 - اسْتَقْطَب الحفل جمهورًا غفيرًا 5 - اسْتَنْزَفَ جهده فيما لا يفيد
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود الكلمة في المعاجم القديمة.

الصواب والرتبة:
1 - استجمع أفكاره [فصيحة]
2 - اسْتَخْدَمَ المصعد [فصيحة]-استعمل المصعد [فصيحة]
3 - استعرض القائد جنوده [فصيحة]
4 - اجتذب الحفل جمهورًا غفيرًا [فصيحة]-استقطب الحفل جمهورًا غفيرًا [فصيحة]
5 - استنزف جهده فيما لا يفيد [فصيحة]
التعليق: أقرَّ مجمع اللغة المصري قياسية استخدام «استفعل» للدلالة على الطــلب الحقيقي أو المجازي، كما أجاز المجمع بعض الأفعال بصورة خاصة، وهي: استعرض واستجمع واستقطب، وقد وردت الأفعال المرفوضة في بعض المعاجم الحديثة بمعانٍ دالة على الطــلب الحقيقي أو المجازي.

جَلَبَ 

(جَــلَبَالْجِيمُ وَاللَّامُ وَالْبَــاءُ [أَصْلَانِ] : أَحَدُهُمَا الْإِتْيَانُ بِالشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ، وَالْآخَرُ شَيْءٌ يُغَشِّي شَيْئًا.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ جَــلَبْــتُ الشَّيْءَ جَــلْبًــا. قَالَ:

أُتِيحَ لَهُ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ ... وَقَدْ تَجْــلُِبُ الشَّيْءَ الْبَــعِيدَ الْجَوَالِبُ

وَالْجَــلَبُ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنْ يَقْعُدَ السَّاعِي عَنْ إِتْيَانِ أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ فِي مِيَاهِهِمْ لِأَخْذِ الصَّدَقَاتِ، لَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَــلْبِ نَعَمِهِمْ، فَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ حِينَئِذٍ. وَيُقَالُ بَلْ ذَلِكَ فِي الْمُسَابَقَةِ، أَنْ يُهَيِّئَ الرَّجُلُ رَجُلًا يُجَــلِّبُ عَلَى فَرَسِهِ عِنْدَ الْجَرْيِ فَيَكُونُ أَسْرَعَ لِمَنْ يُجَــلَّبُ عَلَيْهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الْجُــلْبَــةُ، جِلْدَةٌ تُجْعَلُ عَلَى الْقَتَبِ. وَالْجُــلْبَــةُ الْقِشْرَةُ عَلَى الْجُرْحِ إِذَا بَرَأَ. يُقَالُ جَــلَبَ الْجُرْحُ وَأَجْــلَبَ. وَجُِــلْبُ الرَّحْلِ عِيدَانُهُ ; فَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ عَلَى الْقُرْبِ. وَالْجُِــلْبُ: سَحَابٌ يَعْتَرِضُ رَقِيقٌ، وَلَيْسَ فِيهِ مَاءٌ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْجُــلْبَــةُ السَّحَابُ الَّذِي كَأَنَّهُ جَبَلٌ، وَكَذَلِكَ الْجُِــلْبُ. وَأَنْشَدَ: وَلَسْتُ بِجِــلْبٍ جِــلْبِ رِيحٍ وَقِرَّةٍ ... وَلَا بِصَفَا صَلْدٍ عَنِ الْخَيْرِ مَعْزِلِ

وَمِنْ هَذَا اشْتِقَاقُ الْجِــلْبَــابِ، وَهُوَ الْقَمِيصُ، وَالْجَمْعُ جَلَابِيبُ. وَأَنْشَدَ:

تَمْشِي النُّسُورُ إِلَيْهِ وَهْيَ لَاهِيَةٌ ... مَشْيَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ الْجَلَالِيبُ

يَقُولُ: النُّسُورُ فِي خَلَاءٍ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يَذْعَرُهَا، فَهِيَ آمِنَةٌ لَا تَعْجَلُ.

طَلَبَ يَدَهَا

طَــلَبَ يَدَهَا
الجذر: ط ل ب

مثال: طَــلَبَ يَدَهَا من والدها
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأنه من التعبيرات التي استحدثت نتيجة الترجمة.
المعنى: خَطَبها منه

الصواب والرتبة: -خطبَها من والدها [فصيحة]-طَــلَبَ يدها من والدها [مقبولة]
التعليق: هذا التعبير لم يرد عن العرب في معنى الخطبة، ولكن يمكن قبوله، لأنه تركيب عربيّ، استخدمت فيه اليد استخدامًا مجازيًّا، بمعنى الحيازة والملكية.

حَرَّةُ لُبْنٍ

حَرَّةُ لُبْــنٍ:
بضم اللام، وتسكين البــاء الموحدة، والــلّبــن جمع الــلّبــون من النوق، قال ابن الأعرابي:
الــلّبــن الأكل الكثير والضرب الشديد، وقد ذكر لبــن في موضعه، قال الشاعر:
بحرّة لبــن يبرق جانباها، ... ركود ما تهدّ من الصياح

كَلَبَ

(كَــلَبَ)
- فِيهِ «سيَخْرج فِي أُمَّتِي أقوامٌ تَتَجارى بِهِمُ الأهْوَاء كَمَا يَتجارى الكَــلَبُ بصاحِبه» الكَــلَب بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مِنْ عَضِّ الكَــلْب الكَــلِبِ، فيُصِيبُه شِبْه الجُنون، فَلَا يَعَضُّ أَحَدًا إِلَّا كَــلِبَ، وتَعْرِض لَهُ أعْراضٌ رَدِيئة، ويَمْتَنِع مِنْ شُرْب الْمَاءِ حَتَّى يَمُوتَ عَطَشاً.
وأجَمَعت العَرب عَلَى أنَّ دَواءه قَطْرة مِنْ دَم مَلِك، تُخْلط بِمَاءٍ فيُسْقاه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كتبَ إِلَى ابْن عبَّاس حِينَ أخَذَ مَالَ البَــصْرة: فَلَمَّا رأيتَ الزَّمان عَلَى ابْنِ عَمَّك قَدْ كَــلِبَ، والعَدُوَّ قَدْ حَرِب» كَــلِب أَيِ اشْتدّ. يُقَالُ: كَــلِب الدَّهُر عَلَى أهلِه: إِذَا ألَحَّ عَلَيْهِمْ واشْتدّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «إِنَّ الدُّنْيَا لَّما فُتِحَت عَلَى أَهْلِهَا كَــلِبــوا فِيهَا أسْوَأَ الكَــلَب وَأَنْتَ تَجَشَّأ مِنَ الشِّبَع بَشَماً، وجارُك قَدْ دَمِيَ فُوهُ مِنَ الجُوع كَــلَبــا» أَيْ حِرْصاً عَلَى شَيْءٍ يُصِيبه.
وَفِي حَدِيثِ الصَّيْد «إنَّ لِي كِلَاباً مُكَــلَّبَــةً فأفْتِني فِي صَيْدها» المُكَــلَّبَــةُ: المُسَلَّطة عَلَى الصيَّد، المُعَوّدة بالاصْطِياد، الَّتِي قَدْ ضَرِيَتْ بِهِ.
والمُكَــلِّب، بِالْكَسْرِ: صاحِبُها وَالَّذِي يَصْطاد بِهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّة «يَبْدُو فِي رأسِ ثَدْية شُعَيْراتٌ كَأَنَّهَا كُــلْبَــةُ كَــلْب» يَعْنِي مَخالِبــه. هَكَذَا قَالَ الْهَرَوِيُّ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كَأَنَّهَا كُــلْبَــة كَــلْب، أَوْ كُــلْبَــة سِنْور، وَهِيَ الشَّعْرُ النابِت فِي جانبَيِ أنْفِه. وَيُقَالُ لِلشَّعْرِ الَّذِي يَخْرِزُ بِهِ الإسْكاف: كُــلْبــة.
قَالَ: ومَن فَسَّرَها بالمخَالِب نَظَراً إِلَى مَجِيء الكَلالِيب فِي مَخالِب البــازِي فَقَدْ أبْعَد.
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤيا «وَإِذَا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبٍ مِنْ حَديد» الكَلُّوب، بالتشديد: حَديدة مُعْوَجَّة الرأس. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُحُد «أَنَّ فَرَساً ذَبَّ بذَنَبه فَأَصَابَ كُلَّابَ سَيفٍ فاسْتَلَّه» الكُلَّابُ والكَــلْب: الحَلْقَة أَوِ المِسْمار الَّذِي يَكُونُ فِي قَائِمِ السَّيف، تَكُونُ فِيهِ عِلاقَتُه.
وَفِي حَدِيثِ عَرْفَجة «إِنَّ أنْفَه أصِيب يَوْمَ الكُلَاب فاتَّخَذ أنْفاً مِنْ فِضَّة» الكُلَاب بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: اسْمُ ماءٍ، وَكَانَ بِهِ يومٌ مَعْرُوفٌ مِنْ أَيَّامِ العَرب بَيْنَ البَــصْرة وَالْكُوفَةِ.

بئرُ مُطّلِب

بئرُ مُطّــلِب:
بضم الميم، وفتح الطاء، وكسر اللام، قال أحمد بن يحيى بن جابر: بئر المطــلب على طريق العراق، وهي منسوبة إلى المطــلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، هكذا يقول النّسّابون، حنظب، بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة، والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون الطاء، والحنطب: الذكر من الجدي، والحنظب لا أدري ما هو، قيل: قدم صخر بن الجعد الحضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيّار فابتاع منه بزّا وعطرا، وقال له: تأتيني غدوة فأقضيك، وركب من تحت ليلته وخرج إلى البــادية فلما أصبح سيّار سأل عنه فعرّف خبره، فركب في جماعة من أصحابه في طــلبــه حتى أتوا بئر مطّــلب، وهي على سبعة أميال من المدينة، وقد جهدوا من الحرّ فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم، وأراحوا دوابّهم وسقوها، حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين، وبلغ الخبر صخرا فقال:
أهون عليّ بسيّار وصفوته، ... إذا جعلت صرارا دون سيّار
إن القضاء سيأتي بعده زمن، ... فاطو الصحيفة واحفظها من الفار
يسائل الناس: هل أحسستم أحدا ... محاربيّا أتى من دون أظفار؟
وما جــلبــت إليهم غير راحلة، ... وغير قوس وسيف جفنه عار
وما أريتهم، إلا ليدفعهم ... عنّي ويخرجني نقضي وإمراري
حتى استغاثوا بألوى بئر مطّــلب، ... وقد تحرّق منهم كلّ تمّار
وقال أوّلهم نصحا لآخرهم: ... ألا ارجعوا واتركوا الأعراب في النار

طلب الْخُصُومَة

طــلب الْخُصُومَة: وَهُوَ طــلب عِنْد القَاضِي بِأَن يَقُول عِنْده اشْترى فلَان دَارا كَذَا وَأَنا شفيعها بدار كَذَا أَي فمره يسلم إِلَيّ وَإِذا طــلب الشَّفِيع سَأَلَ القَاضِي الْخصم وَسَائِر التَّفْصِيل فِي كتب الْفِقْه.

لَبِقٌ

رَجُلٌ لَبِــقٌ، ككتِفٍ وأميرٍ: حاذِقٌ بما عَمِلَ،
لَبِــقَ، كفَرِحَ وكَرُمَ،
لَبَــقاً ولَبــاقَةً: حَذَقَ،
وـ به الثوبُ: لاقَ، فهو لَبِــقٌ، ككتِفٍ وأميرٍ، والأُنْثَى: بهاءٍ فيهما،
أو الــلَّبــيقَةُ والــلَّبِــقَةُ: الحَسَنَةُ الدَّلِّ والــلِّبْــسَةِ.
أو الــلَّبَــقُ: الظَّرْفُ.
ولَبَــقَهُ: لَيَّنَهُ،
كــلَبَّــقَه.
وثَريدٌ مُــلَبَّــقٌ: مُلَيَّنٌ بالدَّسَمِ.
لَبِــقٌ
الجذر: ل ب ق

مثال: مُفَاوِضٌ لَبِــقٌ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن اللفظ لم يرد عن العرب.
المعنى: حاذق في إدارة الحوار

الصواب والرتبة: -مُفَاوِضٌ لَبِــقٌ [فصيحة]-مُفَاوِضٌ لَبــيق [فصيحة مهملة]
التعليق: ذكر ابن السكيت أنه يقال: «لبــيق ولبــيقة، ولم يعرفوا لبِــق»، ولكن جاء في التاج: الــلَّبِــق، الحاذق الرفيق، وكذا الحُلْو اللَّيِّن الأخلاق، وفي الوسيط: الــلبــق: الظريف، كما أورد الأساسي الكلمة بالمعنى المذكور.

ثَلَبَ 

(ثَــلَبَالثَّاءُ وَاللَّامُ وَالْبَــاءُ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ مُطَّرِدَةُ الْقِيَاسِ فِي خَوَرِ الشَّيْءِ وَتَشَعُّثِهِ. فَالثَّــلِبُ الرُّمْحُ الْخَوَّارُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

وَمُطَّرِدٌ مِنَ الْخَطِّ ... يِّ لَا عَارٍ وَلَا ثَــلِبُ

وَالثِّــلْبُ: الْهِمُّ الْكَبِيرُ. وَقَدْ ثَــلِبَ ثَــلْبًــا. وَيُقَالُ ثَــلَبْــتُهُ إِذَا عِبْتَهُ. وَهُوَ ذُو ثَــلِبَــةٍ أَيْ عَيْبٍ. وَالْقِيَاسُ ذَاكَ، لِأَنَّهُ يَضَعُ مِنْهُ وَيُشَعِّثُهُ. وَامْرَأَةٌ ثَالِبَــةُ الشَّوَى، أَيْ مُنْشَقَّةُ الْقَدَمَيْنِ. قَالَ:

لَقَدْ وَلَدَتْ غَسَّانَ ثَالِبَــةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السَّرَى لَا يَعْرِفُ الْكَرْمَ جِيدُهَا

وَالثَّــلَبُ: الْوَسَخُ، يُقَالُ إِنَّهُ لَثَــلِبُ الْجِلْدِ، وَذَاكَ هُوَ الْقَشَفُ. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ.

في طَلَب

في طَــلَب
الجذر: ط ل ب

مثال: جَاء في طَــلَب الدَّيْن
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «في» بدلاً من حرف الجرّ «اللام».

الصواب والرتبة: -جاء لطَــلَب الدَّيْن [فصيحة]-جاء في طَــلَب الدَّيْن [صحيحة]
التعليق: أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، كما أن حرف الجر «في» يأتي أحيانًا للتعليل، وهو نفس معنى حرف الجر «اللام»، كما في الحديث: «عُذِّبت امرأة في هِرَّة»، وهو ما يمكن أن تحمل عليه الجملة المرفوضة.

طَلَبَ

(طَــلَبَ)
فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «قَالَ سُرَاقةُ: فاللهَ لَكُما أَنْ أُرّد عَنْكما الطَّــلَبَ» هُوَ جمعُ طَالِب، أَوْ مَصْدَر أُقيم مُقَامه، أَوْ عَلَى حَذْف الْمُضَافِ: أَيْ أهْل الطَّــلَب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ فِي الْهِجْرَةِ «قَالَ لَهُ: أمْشي خَلْفَك أخْشَى الطَّــلَب» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ نُقَادَة الأَسِدي «قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اطْــلُبْ إليَّ طَــلِبَــةً فَإِنِّي أُحب أَنْ أُطْــلِبَــكَها» الطَّــلِبَــة: الحاجَةُ. والإِطْلَاب: إنجازُها وقَضاؤها. يُقَالُ: طَــلَبَ إليَّ فأَطْــلَبْــتُه: أَيْ أسْعَفْته بِمَا طَــلَبَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «لَيْسَ لِي مُطْــلِبٌ سِواك» .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.