لبــب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبــابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَــلَبَ
الــلُّبُّ على ما يؤكل داخلُه، ويُرْمى خارجُه من الثَّمر. ولُبُّ الجَوْز واللَّوز، ونحوهما: ما في جَوْفه، والجمعُ الــلُّـبُــوبُ؛ تقول منه: أَــلَبَّ الزَّرْعُ، مثل أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ.
ولَـبَّــبَ الـحَبَّ تَــلْبِـــيباً: صار له لُبٌّ. ولُبُّ النَّخلةِ: قَــلْبُــها. وخالِصُ كلِّ شيءٍ: لُبُّــه. الليث: لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه، نحو لُبِّ الجَوْز واللَّوز. قال: ولُبُّ الرَّجُل: ما جُعِل في قَــلْبــه من العَقْل.
وشيءٌ لُبــابٌ: خالِصٌ. ابن جني: هو لُبــابُ قَومِه، وهم لُبــابُ قومهم، وهي لُبــابُ قَوْمها؛ قال جرير:
تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً * على بَشَرٍ، وآنِسَـةٌ لُبــابُ
والـحَسَبُ: الــلُّبــابُ الخالصُ، ومنه سميت المرأَة لُبــابَة. وفي الحديث: إِنـَّا حَيٌّ من مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها ولُبــابُ شرَفِها. الــلُّبــابُ: الخالِصُ من كل شيءٍ، كالــلُّبِّ. والــلُّبــابُ: طَحِـينٌ مُرَقَّقٌ. ولَبَّــبَ الـحَبُّ: جَرَى فيه الدَّقيقُ. ولُبــابُ القَمْح، ولُبــابُ الفُسْتُقِ، ولُبــابُ الإِبلِ: خِيارُها. ولُبــابُ الـحَسَبِ: مَحْضُه. والــلُّبــابُ: الخالِصُ من كلِّ شيءٍ؛ قال ذو الرمة يصف فحلاً مِئناثاً:
سِـبَحْلاً أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه * مَقالِـيتُها، فهي الــلُّبــابُ الـحَبائسُ
وقال أَبو الحسن في الفالوذَج: لُبــابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل.
ولُبُّ كلِّ شيءٍ: نفسُه وحَقِـيقَتُه. وربما سمي سمُّ الحيةِ: لُبّــاً.
والــلُّبُّ: العَقْلُ، والجمع أَــلبــابٌ وأَــلْـبُــبٌ؛ قال الكُمَيْتُ:
إِليكُمْ، بني آلِ النبـيِّ، تَطَلَّعَتْ * نَوازِعُ من قَــلْبــي، ظِماءٌ، وأَــلْـبُــبُ
وقد جُمعَ على أَــلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على
أَنْعُم؛ قال أَبو طالب:
قــلْبــي إِليه مُشْرِفُ الأَــلُبِّ
والــلَّبــابةُ: مصدرُ الــلَّبِـــيب. وقد لَبُــبْتُ أَــلَبُّ، ولَبِـــبْتَ تَــلَبُّ، بالكسر، لُبّــاً ولَبّــاً ولَبــابةً: صِرْتَ ذا لُبٍّ. وفي التهذيب: حكى لَبُــبْتُ، بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف. وقيل لِصَفِـيَّة بنت
عبدالمطَّــلب، وضَرَبَت الزُّبَير: لم تَضْرِبينَهُ؟ فقالتْ: لِـيَــلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذا الجَــلَب أَي يصير ذا لُبٍّ. ورواه بعضهم: أَضْرِبُه
لكيْ يَــلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذا اللَّجَب. قال ابن الأَثير: هذه لغةُ
أَهلِ الـحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَــلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ.
ورجل مــلبــوبٌ: موصوف بالــلَّبــابة.
ولَبــيبٌ: عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَــلِبَّــاء؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنثى لبــيبةٌ. الجوهري: رجلٌ لَبــيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال الـمُضَرِّبُ ابن كَعْب:
فقلتُ لها: فِـيئي إِلَيكِ، فإِنَّني * حَرامٌ، وإِني بعد ذاكَ لَبِـــيبُ
التهذيب: وقال حسان:
وجارِيَةٍ مَــلْبُــوبةٍ ومُنَجَّسٍ * وطارِقةٍ، في طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ
واسْتَــلَبَّــهُ: امْتَحَنَ لُبَّــهُ.
ويقال: بناتُ أَــلْبُــبٍ عُروق في القَــلْبِ، يكون منها الرِّقَّةُ. وقيل
لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: ما لَكِ لا تَدْعِـينَ عليه؟ قالت: تَـأْبى
له ذلك بناتُ أَــلْبُـــبـي. الأَصمعي قال: كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة
فَبَرِمَ بها، فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا
هَمْهَمَتَها من البــئر، فاسْتَخْرجوها، وقالوا: من فَعَلَ هذا بك؟ فقالت: زوجي، فقالوا ادعِـي اللّهَ عليه، فقالَتْ: لا تُطاوعُني بناتُ أَــلبُـــبـي. قالوا: وبَناتُ أَــلبُــبٍ عُروقٌ متصلة بالقــلب. ابن سيده: قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَــلبُــبِه؛ يَعْنونَ لُبَّــه، وهو أَحدُ ما شَذَّ من الـمُضاعَف، فجاءَ على الأَصل؛ هذا مذهب سيبويه، قال يَعْنُونَ لُبَّــه؛ وقال المبرد في قول الشاعر:
قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَــلبَـــبِهْ
يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الـحَيِّ، فإِن جمعت أَــلبُـــباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِـيبٌ، وهو أَولى من قول من أَعَلَّها.
والــلَّبُّ: اللَّطِـيفُ القَريبُ من الناس، والأُنْثى: لَبَّــةٌ، وجمعها
لِـبــابٌ. والــلَّبُّ: الحادِي اللاَّزم لسَوقِ الإِبل، لا يَفْتُر عنها
ولا يُفارِقُها. ورجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا يفارقها. ويقال: رجلٌ
لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:
لَبّــاً، بأَعْجازِ الـمَطِـيِّ، لاحقا
ولَبَّ بالمكان لَبّــاً، وأَــلَبَّ: أَقام به ولزمَه. وأَــلَبَّ على الأَمرِ: لَزِمَه فلم يفارقْه.
وقولُهم: لَبَّــيكَ ولَبَّــيهِ، مِنه، أَي لُزوماً لطاعَتِكَ؛ وفي الصحاح: أَي أَنا مُقيمٌ على طاعَتك؛ قال:
إِنَّكَ لو دَعَوتَني، ودوني
زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ،
لَقُلْتُ: لَبَّــيْهِ، لـمَنْ يَدعُوني
أَصله لَبَّـــبْت فعَّلْت، من أَــلَبَّ بالمكان، فأُبدلت البــاء ياءً لأَجلِ التضعيف. قال الخليل، هو من قولهم: دار فلان تُــلِبُّ داري أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك، والياء للتثنية، وفيها
دليل على النصب للـمَصدر. وقال سيبويه: انْتَصَب لَبَّــيْكَ، على الفِعْل، كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه. وفي الصحاح: نُصِبَ على المصدر، كقولك: حَمْداً للّه وشكراً، وكان حقه أَن يقال: لَبّــاً لكَ، وثُنِّي على معنى التوكيد أَي إِــلْبــاباً بك بعد إِــلبــابٍ، وإِقامةً بعد إِقامةٍ. قال الأَزهري: سمعت أَبا الفضل الـمُنْذِرِيَّ يقول: عُرضَ على أَبي العباس ما سمعتُ من أَبي طالب النحويّ في قولهم لَبَّــيْكَ وسَعْدَيْكَ، قال: قال الفراء: معنى لَبَّــيْكَ، إِجابةً لك بعد إِجابة؛ قال: ونصبه على المصدر.
قال: وقال الأَحْمَرُ: هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، وأَــلَبَّ به إِذا
أَقام؛ وأَنشد:
لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ
قال ومنه قول طُفَيْل:
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطِهِ، * وتَيْمٌ تُــلَبِّــي في العُروجِ، وتَحْــلُبُ
أَي تُلازمُها وتُقيمُ فيها؛ وقال أَبوالهيثم قوله:
وتيم تــلبــي في العروج، وتحــلب
أَي تَحْــلُبُ الــلِّبَـــأَ وتَشْرَبهُ؛ جعله من الــلِّبـــإِ، فترك همزه، ولم يجعله من لَبَّ بالمكان وأَــلَبَّ. قال أَبو منصور: والذي قاله أَبو الهيثم أَصوبُ. لقوله بعده وتَحْــلُبُ. قال وقال الأَحمر: كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ
بك، لَبَّــبَ بك، فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقــلبــوا إِحداهن ياءً، كما
قالوا: تَظَنَّيْتُ، من الظَّنِّ. وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَنه قال: أَصله من أَــلبَــبْتُ بالمكان، فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه، أَجابه: لَبَّــيْكَ أَي أَنا مقيم عندك، ثم وكد ذلك بــلَبَّــيكَ أَي إِقامةً بعد إِقامة. وحكي عن الخليل أَنه قال: هو مأْخوذ من قولهم: أُمٌّ لَبَّــةٌ أَي مُحِـبَّة عاطفة؛ قال: فإِن كان كذلك، فمعناه إِقْبالاً إِليك ومَحَبَّـةً لك؛ وأَنشد:
وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّــةٍ، طَعَنَ ابْنُها * إِليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ
قال، ويقال: هو مأْخوذ من قولهم: داري تَــلُبُّ دارَك، ويكون معناه: اتِّجاهي إِليك وإِقبالي على أَمرك. وقال ابن الأَعرابي: الــلَّبُّ الطاعةُ، وأَصله من الإِقامة. وقولهم: لَبَّــيْكَ، الــلَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثنيت، قلت في الرفع: لَبَّــانِ، وفي النصب والخفض: لَبَّــينِ؛ وكان في الأَصل لَبَّــيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مرتين، ثم حُذِفَت النون للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طاعةً، مقيماً عندك إِقامةً بعد إِقامة. ابن سيده: قال سيبويه وزعم يونس أَن لَبَّــيْكَ اسم مفرد، بمنزلة عَلَيكَ، ولكنه جاءَ على هذا اللفظ في حَدِّ الإِضافة، وزعم الخليل أَنها تثنية، كأَنه قال: كلما أَجَبْتُكَ في شيءٍ، فأَنا في الآخر لك مُجِـيبٌ. قال سيبويه: ويَدُلُّك على صحة قول الخليل قولُ بعض العرب: لَبِّ، يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ؛ قال: ويَدُلُّك على أَن لبَّــيكَ ليست بمنزلة عليك، أَنك إِذا أَظهرت الاسم، قلت:
لَبَّــيْ زَيْدٍ؛ وأَنشد:
دَعَوْتُ لِـمَانا بَني مِسْوَراً، * فَــلَبَّـــى، فَــلَبَّـــيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
فلو كان بمنزلة على لقلتَ: فَــلَبَّــى يَدَيْ، لأَنك لا تقول: عَلَيْ زَيدٍ إِذا أَظهرتَ الاسم. قال ابن جني: الأَلف في لَبَّـــى عند بعضهم هي ياء التثنية في لَبَّــيْكَ، لأَنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلاً، فجمعوه من حروفه، كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه: هَلَّلْتُ، ونحو ذلك، فاشتقوا لبَّــيتُ من لفظ لبَّــيكَ، فجاؤُوا في لفظ لبَّــيْت بالياءِ التي للتثنية في لبَّــيْكَ، وهذا قول سيبويه. قال: وأَما يونس فزعم أَن لبَّــيْكَ اسم مفرد، وأَصله عنده لَبَّــبٌ، وزنه فَعْلَل، قال: ولا يجوز أَن تَحْمِلَه على فَعَّلَ، لقلة فَعَّلَ في الكلام، وكثرة فَعْلَلَ، فقُــلِـبَــت البــاء، التي هي اللام الثانية من لَبَّــبٍ، ياءً، هَرباً من التضعيف، فصار لَبَّـــيٌ، ثم أَبدل الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لَبَّـــى، ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف في لبَّــيْك، وبالهاءِ في لَبَّــيْه، قُــلِـبَــت الأَلفُ ياء كما قُــلِـبَــتْ في إِلى وعَلى ولدَى إِذا وصلتها بالضمير، فقلت إِليك وعليك ولديك؛ واحتج سيبويه على يونس فقال: لو كانت ياءُ لَبَّــيْكَ، بمنزلة ياء عليك ولديك، لوجب، مَتى أَضَفْتَها إِلى الـمُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كما أَنك إِذا أَضَفْتَ عليك وأُختيها إِلى الـمُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها، ولكُنْتَ تقول على هذا: لَـبَّــى زيدٍ، ولَـبَّــى جَعْفَرٍ، كما تقول: إِلى زيدٍ، وعلى عمرو، ولدَى خالدٍ؛ وأَنشد قوله: فــلَبَّــيْ يَدَيْ مِسْوَرِ؛ قال: فقوله لَبَّــيْ، بالياءِ مع إِضافته إِلى الـمُظْهَر، يدل على أَنه اسم مثنى، بمنزلة غلامَيْ زيدٍ، ولَبَّــاهُ قالَ:
لَبَّــيْكَ، ولَبَّـــى بالـحَجِّ كذلك؛ وقولُ الـمُضَرِّبِ بن كعبٍ:
وإِني بعد ذاكَ لَبــيبُ
إِنما أَراد مُــلَبٍّ بالـحَج. وقوله بعد ذاك أَي مع ذاك. وحكى ثعــلب:
لَبَّـــأْتُ بالحج. قال: وكان ينبغي أَن يقول: لَبَّــيْتُ بالحج. ولكن العرب قد قالته بالهمز، وهو على غير القياس. وفي حديث الإِهْلالِ بالحج: لَبَّــيْكَ اللهمَّ لبَّــيْكَ، هو من التَّــلْبــية، وهي إِجابةُ الـمُنادِي أَي إِجابَتي لك يا ربِّ، وهو مأْخوذٌ مما تقدم. وقيل: معناه إِخلاصِـي لك؛ مِن قولهم: حَسَبٌ لُبــابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً، ومنه لُبُّ الطَّعام ولُبــابُه. وفي حديث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ: يا أَبا عَمْرو. قال: لبَّــيْكَ!قال: لبَّــى يَدَيكَ. قال الخَطّابي: معناه سَلِمَتْ يداك وصَحَّتا، وإِنما ترك الإِعراب في قوله يديك، وكان حقه أَن يقول: يداك، لِـيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بــلَبَّـــيْكَ. وقال الزمخشري: معنى لَبَّــى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ، وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك، وأَكونُ كالشيءِ الذي تُصَرِّفُه بيديك كيف شئت. ولَبــابِ لَبَــابِ يُريدُ به: لا بأْس، بلغة حمير. قال ابن سيده: وهو عندي مما تقدم، كأَنه إِذا نَفَى البــأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته.
والــلَّبَــبُ: معروف، وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو الناقة؛ قال ابن سيده وغيرُه: يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار، والجمعُ أَــلبــابٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البــناءَ.
وأَــلْبَــبْتُ السَّرْجَ: عَمِلْتُ له لَبَـــباً. وأَــلْبَـــبْتُ الفرسَ، فهو مُــلْبَــبٌ، جاءَ على الأَصل، وهو نادر: جَعَلْتُ له لَبَـــباً. قال: وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت، بإِظهار التضعيف. وقال ابن كَيْسان: هو غلط، وقياسُه مُــلَبٌّ، كما يقال مُحَبٌّ، مِن
أَحْبَبْتُه، ومنه قولهم: فلان في لَبَــبٍ رخِـيٍّ إِذا كان في حال واسعة؛ ولَبَــبْتُهُ، مخفف، كذلك عن ابن الأَعرابي: والــلَّبَــبُ: البــالُ، يقال: إِنه لَرَخِـيُّ الــلَّبَــبِ. التهذيب، يقال: فلانٌ في بالٍ رَخِـيٍّ ولَبَــبٍ رَخِـيٍّ أَي في سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ.
والــلَّبَــبُ من الرَّمْل: ما اسْتَرَقَّ وانحَدَرَ من مُعْظَمه، فصار بين
الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ؛ وقيل: لَبَــبُ الكَثِـيبِ: مُقَدَّمُه؛ قال ذو
الرمة:
بَرَّاقةُ الجِـيدِ والــلَّبَّــاتِ واضحةٌ، * كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بها لَبَــبُ
قال الأَحمر: مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قيل: كَثِيبٌ؛
فإِذا نقَص قيل: عَوْكَلٌ؛ فإِذا نقص قيل: سِقْطٌ؛ فإِذا نقص قيل:
عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قيل: لَبَــبٌ. التهذيب: والــلَّبَــبُ من الرمل ما كان قريباً من حَبْل الرَّمْل.
والــلَّبَّــةُ: وَسَطُ الصَّدْر والـمَنْحَر، والجمع لَبَّــاتٌ ولِـبــابٌ، عن ثعــلب. وحكى اللحياني: إِنها لَـحَسنةُ الــلَّبَّــاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّــةً، ثم جَمَعُوا على هذا. والــلَّبَــبُ كالــلَّبَّــةِ: وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيءٍ، والجمع الأَــلْبــابُ؛ وأَما ما جاءَ في الحديث: إِن اللّه منع مِنِّي بَني مُدْلِـجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، وطَعْنِهم في أَــلْبــابِ الإِبل، ورواه بعضهم: في لَبَّــاتِ الإِبل. قال أَبو عبيد: من رواه في أَــلبــاب الإِبلِ، فله معنيان: أَحدهما أَن يكون أَراد جمعَ الــلُّبِّ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وكرائمها،
والمعنى الثاني أَنه أَراد جمعَ الــلَّـبَــب، وهو موضع الـمَنْحَر من كل شيءٍ. قال: ونُرَى أَن لَبَــبَ الفرس إِنما سمي به، ولهذا قيل: لَبَّـــبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عند صَدْره ونحْره، ثم جَرَرْتَه؛ وإِن كان المحفوظُ الــلَّبَّــات، فهي جمعُ الــلَّبَّــةِ، وهي اللِّهْزِمةُ التي فوق الصدر، وفيها تُنْحَرُ الإِبل. قال ابن سيده: وهو الصحيح عندي.
ولَبَـــبْتُه لَبّــاً: ضَرَبْتُ لَبَّـــتَه. وفي الحديث: أَما تكونُ الذكاةُ إِلاَّ في الـحَلْقِ والــلَّبَّــة. ولَبَّــه يَــلُبُّــه لَبّــاً: ضَرَبَ لَبَّــتَه. ولَبَّــةُ القلادة: واسطتُها.
(يتبع...)
(تابع... 1): لبــب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبــابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَــلَبَ... ...
وتَــلَبَّــبَ الرجلُ: تَحَزَّم وتَشَمَّر. والـمُتَــلَبِّــبُ: الـمُتَحَزِّمُ بالسلاح وغيره. وكل مُجَمِّعٍ لثيابِه: مُتَــلَبِّــبٌ؛ قال عنترة:
إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِـيلَتي: * هذا غُبارٌ ساطِـعٌ، فَتَــلَبَّــبِ
واسم ما يُتَــلَبَّــبُ: الــلَّبــابَةُ؛ قال:
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها، * فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبــابةِ الـمُتَمَطِّر
وتَــلَبُّــب المرأَة بمِنْطَقَتِها: أَن تضع أَحد طرفيها على مَنكِـبها
الأَيسر، وتُخْرِجَ وسطَها من تحت يدها اليمنى، فتُغَطِّـيَ به صَدرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخر على مَنكِـبِها الأَيسر.
والتَّــلْبــيبُ من الإِنسان: ما في موضع الــلَّبَــبِ من ثيابه. ولَبَّــبَ الرجلَ: جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة، ثم قَبَضَه وجَرَّه. وأَخَذَ بتَــلْبـــيبِه كذلك، وهو اسم كالتَّمْتِـينِ.
التهذيب، يقال: أَخَذ فلانٌ بتَــلْبِـــيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي
هو لابسه عند صدره، وقَبَض عليه يَجُرُّه. وفي الحديث: فأَخَذْتُ
بتَــلْبــيبِه وجَرَرْتُه؛
يقال لَبَّــبَه: أَخذَ بتَــلْبــيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره، ثم جَرَرْته، وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً، وأَمْسَكْتَه به. والـمُتَــلَبَّــبُ: موضعُ القِلادة. والــلَّبَّــة: موضعُ الذَّبْح، والتاء زائدة. وتَــلَبَّــبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلٌّ منهما بــلَبَّــةِ صاحِـبه.
وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَــلَبِّـــباً به. الـمُتَــلَبِّــبُ: الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره. وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً، فقد تَــلَبَّــبَ به؛ قال أَبو ذؤيب:
وتَمِـيمَةٍ من قانِصٍ مُتَــلَبِّــبٍ، * في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ
ومن هذا قيل للذي لبــس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال: مُتَــلَبِّــبٌ؛ ومنه قول
الـمُتَنَخِّل:
واسْتَلأَموا وتَــلَـبَّــبوا، * إِنَّ التَّــلَبُّــبَ للـمُغِـير
وفي الحديث: أَن رجلاً خاصم أَباه عنده، فأَمَرَ به فــلُبَّ له.
يقال: لَبَــبْتُ الرجلَ ولَبَّــبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره،
وجَرَرْتَه به.
والتَّــلْبــيبُ: مَجْمَعُ ما في موضع الــلَّبَــب من ثياب الرجل. وفي الحديث: أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد، فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ، فــلَبَّــبَه بردائه، ثم نَتَره نَتْراً شديداً.
والــلَّبــيبةُ: ثوبٌ كالبَــقِـيرة.
والتَّــلْبــيبُ: التَّرَدُّد. قال ابن سيده: هكذا حُكِيَ، ولا أَدرِي ما
هو. الليث: والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ واسْتَصْرَخَ: لَبَّــبَ، وذلك أَن
يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه في عُنقه، ثم يَقْبِضَ على تَــلْبــيبِ نَفْسِه؛
وأَنشد:
إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّــبا
ويقال: تَــلْبــيبُه تَرَدُّدُه. ودارُه تُــلِبُّ داري أَي تَمتَدُّ معها.
وأَــلَبَّ لك الشيءُ: عَرَضَ؛ قال رؤبة:
وإِن قَراً أَو مَنْكِبٌ أَــلَبَّــا
والــلَّبْلَبــةُ: لَحْسُ الشاة ولدَها، وقيل: هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، ويكون منها صوتٌ، كأَنها تَقول: لَبْ لَبْ.
والــلَّبْلَبــة: الرِّقَّة على الولد، ومنه: لَبْلَبَــتِ الشاةُ على ولدها إِذا لَحِسَتْه، وأَشْبَلَتْ عليه حين تضَعُه. والــلَّبْلَبــة: فِعْلُ الشاةِ بولدها إِذا لَحِسَتْه بشفتها. التهذيب، أَبو عمرو: الــلَّبْلَبَــةُ التَّفَرُّق؛ وقال مُخَارِقُ بنُ شهاب في صفة تَيْسِ غَنَمِه:
وراحَتْ أُصَيْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها * دِلاءٌ، وفيها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ
أَراد بالــلَّبْلَب: شَفَقَتَه على الـمِعْزى التي أُرْسِلَ فيها، فهو ذو
لَبْلَبــةٍ عليها أَي ذو شَفَقةٍ.
ولَبــالِبُ الغَنم: جَــلَبَــتُها وصَوتها. والــلَّبْلَبَــة: عَطْفُك على الإِنسان ومَعُونتُه. والــلَّبْلَبــة: الشَّفَقة على الإِنسان، وقد لَبْلَبْــتُ عليه؛ قال الكميت:
ومِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ، * علَيْكَ الـمُــلَبْلِبُ والـمُشْبِلُ
وحُكيَ عن يونس أَنه قال: تقول العرب للرجل تَعْطِفُ عليه: لَبــابِ، لَبــابِ، بالكسر، مثل حَذامِ وقَطامِ.
والــلَّبْلَبُ: النَّحْرُ. ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ: نَبَّ، وقد يقال ذلك للظبي. وفي حديث ابن عمرو: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هو يَرى
التُّيوسَ تَــلِبُّ، أَو
تَنِبُّ على الغَنم؛ قال: هو حكاية صوتِ التُّيوس عند السِّفادِ؛ لَبَّ يَــلِبُّ، كَفَرَّ يَفِرُّ.
والــلَّبــابُ من النَّبات: الشيءُ القليل غير الواسع، حكاه أَبو حنيفة.
والــلَّبْــلابُ: حَشيشة. والــلَّبْــلابُ: نَبْتٌ يَلْتَوي على الشجر.
والــلَّبْــلابُ: بقلة معروفة يُتَداوَى بها.
ولُبــابةُ: اسم امرأَة. ولَبَّــى ولُبَّــى ولِـبَّــى: موضعٌ؛ قال:
أَسيرُ وما أَدْرِي، لَعَلَّ مَنِـيَّتي * بــلَبَّـــى، إِلى أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ