لــعن: أَبيتَ اللَّــعْنَ: كلمةٌ كانت العرب تُحَيِّي بها مُلوكها في
الجاهلية، تقول للملِك: أَبَيْتَ اللَّــعْنَ؛ مــعنــاه أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن
تأْتي ما تُلْــعَنُ عليه. واللَّــعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير،
وقيل: الطَّرْد والإِبعادُ من الله، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء،
واللَّــعْنــةُ الاسم، والجمع لِعانٌ ولَــعَنــاتٌ. ولَــعَنــه يَلْــعَنــه لَــعْنــاً:
طَرَدَه وأَبعده. ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، والجمع مَلاعِين؛ عن سيبويه، قال:
إِنما أَذكُرُ
(* قوله «قال إنما اذكر إلخ» القائل هو ابن سيده وعبارته
عن سيبويه: قال ابن سيده إنما إلخ) . مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا
أَن يُجْمَع بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لكنهم
كَسَّرُوه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. وقوله تعالى: بل
لــعَنَــهم الله بكُفرهم؛ أَي أَبعَدهم. وقوله تعالى: ويَلْــعَنُــهم
اللاَّــعِنُــون؛ قال ابن عباس: اللاَّــعِنُــونَ كلُّ شيء في الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن،
ويروى عن ابن مسعود أَنه قال: اللاَّــعِنــون الاثنان إِذا تَلاعَنَــا لَحِقَتِ
اللــعْنــة بمُسْتَحِقها منهما، فإِن لم يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت على
اليهود، وقيل: اللاَّــعِنُــون كلُّ من آمن بالله من الإِنس والجن والملائكة.
واللِّعَانُ والمُلاعَنــة: اللَّــعْنُ بين اثنين فصاعداً. واللُّــعَنــة: الكثير
اللَّــعْن للناس. واللُّــعْنــة: الذي لا يزال يُلْــعَنُ لشَرارته، والأَوّل
فاعل، وهو اللُّــعَنــة، والثاني مفعول، وهو اللُّــعْنــة، وجمعه اللُّــعَن؛ قال:
والضَّيْفَ أَكْرِمْه، فإِنَّ مَبِيتَه
حَقٌّ، ولا تَكُ لُــعْنَــةً للنُّزَّلِ
ويطرد عليهما باب. وحكى اللحياني: لا تَكُ لُــعْنــةً على أَهل بيتك أَي لا
يُسَبَّنَّ أَهل بيتك بسببك. وامرأَة لَعِين، بغير هاء، فإِذا لم تذكر
الموصوفة فبالهاء. واللَّعِين: الذي يَلْــعَنــه كل أَحد. قال الأَزهري:
اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ، واللَّعِينُ: المَطْرود؛ قال
الشماخ:ذَعَرْتُ به القَطَا، ونَفَيْتُ عنــه
مَقامَ الذئبِ، كالرَّجُلِ اللَّعينِ
أَراد مقام الذئب اللَّعِين الطَّرِيد كالرجل؛ ويقال: أَراد مقام الذي
هو كالرجل اللعين، وهو المَنْفِيّ، والرجل اللعين لا يزال مُنْتَبِذاً عن
الناس، شبَّه الذئبَ به. وكلُّ من لــعنــه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق
العذابَ فصار هالكاً. واللَّــعْنُ: التعذيب، ومن أَبعده الله لم تلحقه
رحمته وخُلِّدَ في العذاب. واللعينُ: الشيطان، صفة غالبة لأَنه طرد من
السماء، وقيل: لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله. واللَّــعْنَــة: الدعاء عليه. وحكى
اللحياني: أَصابته لَــعْنَــةٌ من السماء ولُــعْنَــةٌ. والْتَــعَنَ الرجلُ:
أَنصف في الدعاء على نفسه. ورجل مُلَــعَّنٌ إِذا كان يُلْــعَنُ كثيراً. قال
الليث: المُلَــعَّنُ المُعَذَّبُ؛ وبيت زهير يدل على غير ما قال الليث:
ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ، يُحْمَدُ في الـ
ـلأْواءٍ، غيرُ مَلَــعَّن القِدْرِ
أَراد: أَن قدره لا تُلْــعن لأَنه يكثر لحمها وشحمها. وتَلاعَنَ القومُ:
لَــعَنَ بعضهم بعضاً. ولاعَنَ امرأَته في الحُكم مُلاعنــة ولِعاناً،
ولاعَنَ الحاكمُ بينهما لِعاناً: حكم. والمُلاعَنَــة بين الزوجين إِذا قَذَفَ
الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنى بها، فالإمام يُلاعِنُ بينهما
ويبدأُ بالرجل ويَقِفُه حتى يقول: أَشهد بالله أَنها زنت بفلان، وإِنه لصادق
فيما رماها به، فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال في الخامسة: وعليه لــعنــة
الله إِن كان من الكاذبين فيما رماها به، ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَيضاً
أَربع مرات: أَشهد بالله أَنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، ثم
تقول في الخامسة: وعليَّ غَضَبُ الله إِن كان من الصادقين؛ فإِذا فرغت من
ذلك بانت منه ولم تحل له أَبداً، وإِن كانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها
ولا يلحق بالزوج، لأَن السُّنَّة نَفته عنــه، سمي ذلك كله لِعاناً لقول
الزوج: عليه لَــعْنــة الله إِن كان من الكاذبين، وقول المرأَة: عليها غضب الله
إِن كان من الصادقين؛ وجائز أَن يقال للزوجين إِذا فعلا ذلك: قد تَلاعنــا
ولاعَنــا والْتَــعنــا، وجائز أَن يقال للزوج: قد الْتَــعَنَ ولم تَلْتَــعِنِ
المرأَةُ، وقد الْتَــعَنــتْ هي ولم يَلْتَــعِنِ الزوجُ. وفي الحديث:
فالْتَــعَنَ هو، افتعل من اللَّــعْن، أَي لَــعَنَ نفسه. والتَّلاعُنُ: كالتَّشاتُم
في اللفظ، غير أَن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه،
والتَّلاعُن ربما استعمل في فعل أَحدهما. والتَّلاعُن: أَن يقع فعل كل واحد
منهما بنفسه. واللَّــعْنَــة في القرآن: العذابُ. ولَــعَنــه الله يَلْــعَنــه
لَــعْنــاً: عذبه. وقوله تعالى: والشجرةَ المَلْعونة في القرآن؛ قال ثعلب: يــعنــي
شجرة الزَّقُّوم، قيل: أَراد المَلْعُون آكلُها. واللَّعِينُ:
المَمْسُوخ. وقال الفراء: اللَّــعْنُ المَسْخُ أَيضاً. قال الله عز وجل: أَو
نَلْــعَنَــهم كما لَــعَنَّــا أَصحاب السَّبْت، أَي نَمْسَخَهم. قال: واللَّعينُ
المُخْزَى المُهْلَك. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول فلان يَتلاعَنُ علينا
إِذا كان يتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به
اللَّــعْنَ. والمُلاعَنــة واللِّعانُ: المُباهَلَةُ.
والمَلاعِنُ: مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة. والمَلْــعَنــة: قارعة
الطريق ومَنْزِل الناس. وفي الحديث: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا
النَّبْلَ؛ المَلاعِنُ: جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن
يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْــعَنُــون من جَلَسَ
للغائط عليها. قال ابن الأَثير: وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛
قال: هي جمع مَلْــعَنــة، وهي الفَعْلة التي يُلْــعَنُ بها فاعلها كأَنها
مَظِنَّة للَّــعْنِ ومحلٌّ له، وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق
أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر، فإِذا مر بها الناس لــعنــوا فاعله. وفي
الحديث: اتقوا اللاَّــعِنَــيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّــعْنَ الباعِثَيْن
للناسِ عليه، فإِنه سبب لِلَــعْنِ من فعله في هذه المواضع، وليس ذا في كل
ظلٍّ، وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً،
واللاعِن اسم فاعل من لَــعَنَ، فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنــةً لأَنها سبب
اللَّــعْن. وفي الحديث: ثلاثٌ لَعِيناتٌ؛ اللَّعِينة: اسم المَلْعون
كالرَّهِينة في المَرْهُون، أَو هي بمــعنــى اللَّــعْن كالشَّتِيمةِ من الشَّتْم، ولا
بُدَّ على هذا الثاني من تقدير مضاف محذوف. ومنه حديثُ المرأَة التي
لَــعَنَــتْ ناقَتها في السفر فقال: ضَعُوا عنــها فإِنها مَلْعُونة؛ قيل؛ إِنما
فعل ذلك لأَنه استجيب دعاؤُها فيها، وقيل: فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا
تعود إِلى مثلها وليعتبر بها غيرها. واللَّعِينُ: ما يُتخذ في المزارع
كهيئة الرجل أَو الخيال تُذْعَرُ
به السباعُ والطيور. قال الجوهري: والرجل اللَّعِينُ شيء يُنْصَبُ وسَطَ
الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش، وأَنشد بيت الشماخ: كالرجل اللَّعِين؛
قال شمر: أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لــعنــترة:
هل تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ،
لُــعِنَــتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ
وفسره فقال: سُبَّتْ بذلك فقيل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ ولا بها لبن،
قال: ورواه أَبو عدنان عن الأَصمعي: لُــعِنَــتْ لمحروم الشراب، وقال: يريد
بقوله لمحروم الشراب أَي قُذِفَت بضرع لا لبن فيه مُصَرَّم. واللَّعِينُ
المِنْقَرِيّ
(* قوله «واللعين المنقري إلخ» اسمه منازل بضم الميم وكسر
الزاي ابن زمعة محركاً وكنيته أبو الا كيدر اه. تكملة): من فُرسانهم
وشُعرائهم.