وضبط الكلمة في مخطوطة N.
عنــطس: ثمرة الآس وهي حلوة مرة. (ابن البيطار 1: 301) وفي مخطوطة 1: عطِس (كذا) وفي مخطوطة ب: قنطس، وفي مخطوطة Sقبطس.
عنــبس: الــعَنْــبَس: من أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قلت عَنْــبَس
وعُنــابِس، وإِذا خصصته باسم قلت عَنْــبَسَة كما يقال أُسامة وسَاعدة. أَبو عبيد:
الــعَنْــبَس الأَسَد لأَنه عَبُوس. أَبو عمرو: الــعَنــبَسُ
(* قوله «أَبو عمرو:
الــعنــبس الأمة إلخ» عبارة شرح القاموس في هذه المادة: وأَورد صاحب اللسان
هنا الــعنــبس الأمة الرعنــاء عن أَبي عمرو، وكذلك تــعنــبس الرجل إذا ذلّ
بخدمة أَو غيرها، قلت: والصواب أنهما البــعنــس وبــعنــس، بتقديم الموحدة، وقد ذكر
في محله فليتنبه لذلك.) الأَمة الرَّــعْنــاء. ابن الأَعرابي: تَــعَنْــبَس
الرجل إِذا ذلَّ بخدمة أَو غيرها، وعَنْــبَس إِذا خرَج، وسُمِّي الرجل
الــعَنْــبَس باسم الأَسَد، وهو فنعل من العُبُوس.
والــعَنــابِس من قُرَيْش: أَولادُ أُمَيَّة بنِ عبد شمس الأَكبر وهم ستة:
حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وسُفْيان وأَبو سُفيان وعَمرو وأَبو عمرو وسُمُّوا
بالأَسد والباقون يقال لهم الأَعْياصُ.
عنــت: الــعَنَــتُ: دُخُولُ المَشَقَّةِ على الإِنسان، ولقاءُ الشدَّةِ؛
يقال: أَــعْنَــتَ فلانٌ فلاناً إِــعنــاتاً إِذا أَدْخَل عليه عَنَــتاً أَي
مَشَقَّةً. وفي الحديث: الباغُونَ البُرَآءَ الــعَنَــتَ؛ قال ابن الأَثير:
الــعَنَــتُ المَشَقَّةُ، والفساد، والهلاكُ، والإِثم، والغَلَطُ، والخَطَأُ،
والزنا: كلُّ ذلك قد جاء، وأُطْلِقَ الــعَنَــتُ عليه، والحديثُ يَحْتَمِلُ
كلَّها؛ والبُرَآء جمع بَريءٍ، وهو والــعَنَــتُ منصوبان مفعولان للباغين؛ يقال:
بَغَيْتُ فلاناً خيراً، وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبتُه لك، وبَغَيتُ الشيءَ:
طَلَبْتُه؛ ومنه الحديث: فيُــعنِــتُوا عليكم دينَكم أَي يُدْخِلوا عليكم
الضَّرَر في دينكم؛ والحديث الآخر: حتى تُــعْنِــتَه أَي تشُقَّ عليه.
وفي الحديث: أَيُّما طَبيب تَطَبَّبَ، ولم يَعْرفْ بالطِّبِّ فأَــعْنَــتَ،
فهو ضامِنٌ؛ أَي أَضَرَّ المريضَ وأَفسده.
وأَــعْنَــتَه وتَــعَنَّــته تَــعَنُّــتاً: سأَله عن شيء أَراد به اللَّبْسَ
عليه والمَشَقَّةَ. وفي حديث عمر: أَرَدْتَ أَن تُــعْنِــتَني أَي تَطْلُبَ
عَنَــتِي، وتُسْقِطَني.
والــعَنَــتُ. الهَلاكُ.
وأَــعْنَــتَه أَوْقَعَه في الهَلَكة؛ وقوله عز وجل: واعْلَمُوا أَن فيكم
رسولَ الله، لو يُطِيعُكم في كثير من الأَمرِ لَــعَنِــتُّم؛ أَي لو أَطاعَ
مثلَ المُخْبِرِ الذي أَخْبَره بما لا أَصلَ له، وقد كانَ سَعَى بقوم من
العرب إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمنهم ارْتَدُّوا، لوقَعْتُم في
عَنَــتٍ أَي في فَساد وهلاك. وهو قول الله، عز وجل: يا أَيها الذين آمنوا،
إِنْ جاءكم فاسقٌ بنَبإٍ فَتَبَيَنُوا أَن تُصِيبُوا قوماً بجهالة،
فتُصْبِحوا على ما فَعَلْتُم نادمين، واعْلَمُوا أَن فيكم رسولَ الله، لو
يُطيعُكم في كثير من الأَمر لَــعَنِــتُّم. وفي التنزيل: ولو شاء اللهُ
لأَــعْنَــتَكم؛ مــعنــاه: لو شاء لَشَدَّد عليكم، وتَعَبَّدكم بما يَصْعُبُ عليكم
أَداؤُه، كما فَعَل بمن كان قَبْلَكُمْ. وقد يُوضَع الــعَنَــتُ موضعَ الهَلاكِ،
فيجوز أَن يكون مــعنــاه: لو شاء اللهُ لأَــعْنَــتَكُم أَي لأَهْلَككم
بحُكْمٍ يكون فيه غيرَ ظَالم.
قال ابن الأَنباري: أَصلُ التَّــعَنُّــتِ التشديد، فإِذا قالت العربُ:
فلان يتــعَنَّــتُ فلاناً ويُــعْنِــتُه، فمرادهم يُشَدِّدُ عليه، ويُلزِمُه بما
يَصعُب عليه أَداؤُه؛ قال: ثم نُقِلَتْ إِلى مــعنــى الهلاك، والأَصل ما
وَصَفْنا.
قال ابن الأَعرابي: الإِــعْنــاتُ تَكْلِيفُ غيرِ الطاقةِ. والــعَنَــت:
الزنا. وفي التنزيل: ذلك لمن خَشِيَ الــعَنَــتَ منكم؛ يــعنــي الفُجُورَ والزنا؛
وقال الأَزهري: نزلت هذه الآية فيمن لم يَسْتَطِع طَوْلاً أَي فَضْلَ مالٍ
يَنْكِحُ به حُرَّةً، فله أَن يَنْكِحَ أَمَةً؛ ثم قال: ذلك لمن خَشِي
الــعَنَــتَ منكم، وهذا يُوجِبُ أَن من لم يَخْشَ الــعَنَــتَ،ولم يجد طَوْلاً
لحُرَّة، أَنه لا يحل له أَن ينكح أَمة؛ قال: واخْتَلَفَ الناسُ في تفسير
هذه الآية؛ فقال بعضهم: مــعنــاه ذلك لمن خاف أَن يَحْمِلَه شدّةُ الشَّبَق
والغُلْمةِ على الزنا، فيَلْقى العذابَ العظيم في الآخرة، والحَدَّ في
الدنيا، وقال بعضهم: مــعنــاه أَن يَعْشِقَ أَمَةً؛ وليس في الآية ذِكْرُ
عِشْقٍ، ولكنّ ذا العِشْقِ يَلْقَى عَنَــتاً؛ وقال أَبو العباس محمد بن يزيد
الثُّمَاليّ: الــعَنَــتُ، ههنا، الهلاك؛ وقيل: الهلاك في الزنا؛ وأَنشد:
أُحاولُ إِــعْنَــاتي بما قالَ أَو رَجا
أَراد: أُحاولُ إِهلاكي.
وروى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَم أَنه قال: الــعَنَــتُ في كلام العرب
الجَوْرُ والإِثم والأَذى؛ قال: فقلت له التَّــعَنُّــتُ من هذا؟ قال: نعم؛
يقال: تَــعَنَّــتَ فلانٌ فلاناً إِذا أَدخَلَ عليه الأَذى؛ وقال أَبو
إِسحق الزجاج: الــعَنَــتُ في اللغة المَشَقَّة الشديدة، والــعَنَــتُ الوُقوع في
أَمرٍ شاقٍّ، وقد عَنِــتَ، وأَــعْنَــتَه غيرهُ؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله
أَبو إِسحق صحيح، فإِذا شَقَّ على الرجل العُزْبة، وغَلَبَتْه الغُلْمَة،
ولم يجد ما يتزوّج به حُرَّة، فله أَن ينكح أَمة، لأَِنَّ غَلَبَة
الشهْوَة، واجتماعَ الماء في الصُّلْب، ربما أَدَّى إِلى العلَّة الصَّعبة،
والله أَعلم؛ قال الجوهري:الــعَنَــتُ الإِثم؛ وقد عَنِــتَ الرجلُ. قال تعالى:
عزيزٌ عليه ما عَنِــتُّم؛ قال الأَزهري: مــعنــاه عزيز عليه عَنَــتُكم، وهو
لقاءُ الشِّدَّة والمَشَقَّة؛ وقال بعضهم: مــعنــاه عزيز أَي شديدٌ ما
أَــعْنَــتَكم أَي أَوْرَدَكم الــعَنَــتَ والمَشَقَّة.
ويقال: أَكَمةٌ عَنُــوتٌ طويلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد، وهي الــعُنْــتُوتُ
أَيضاً؛ قال الأَزهري: والــعَنَــتُ الكسرُ، وقد عَنِــتَتْ يَدُه أَو رجْلُه أَي
انْكَسرتْ، وكذلك كلُّ عَظْم؛ قال الشاعر:
فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَيْكَ بَعْدما
عَنِــتنَ، وأَعْيَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ
ويقال: عَنِــتَ العظمُ عَنَــتاً، فهو عَنِــتٌ: وَهَى وانكسر؛ قال رؤْبة:
فأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّما:
مَجْدُوعَها،والــعَنِــتَ المُخَشَّما
وقال الليث: الوَثْءُ ليس بــعَنَــتٍ؛ لا يكون الــعَنَــتُ إِلاَّ الكَسْرَ؛
والوَثْءُ الضَّرْبُ حتى يَرْهَصَ الجِلدَ واللحمَ، ويَصِلَ الضربُ إِلى
العظم، من غير أَن ينكسر.
ويقال: أَــعْنَــتَ الجابرُ الكَسِيرَ إِذا لم يَرْفُقْ به، فزاد الكَسْرَ
فَساداً، وكذلك راكبُ الدابة إِذا حَمَلَه على ما لا يَحْتَمِلُه من
الــعُنْــفِ حتى يَظْلَع، فقد أَــعْنَــته، وقد عَنِــتَت الدابةُ. وجملةُ الــعَنَــت:
الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذي. وفي حديث الزهريّ: في رجل أَنْعَلَ دابَّةً
فَــعَنِــتَتْ؛ هكذا جاء في رواية، أَي عَرِجَتْ؛ وسماه عَنَــتاً لأَنه ضَرَرٌ
وفَساد. والرواية: فَعَتِبَتْ، بتاء فوقها نقطتان، ثم باء تحتها نقطة،
قال القتيبي: والأَوَّلُ أَحَبُّ الوجهين إِليَّ. ويقال للعظم المجبور
إِذا أَصابه شيء فَهاضَه: قد أَــعْنَــتَه، فهو عَنِــتٌ ومُــعْنِــتٌ. قال
الأَزهري: مــعنــاه أَنه يَهِيضُه، وهو كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ، وذلك أَشَدُّ من
الكَسر الأَوّلِ.
وعَنِــتَ عَنَــتاً: اكتسب مَأْثَماً.
وجاءَني فلانٌ مُتَــعَنِّــتاً إِذا جاءَ يَطْلُب زَلَّتَكَ.
والــعُنْــتُوتُ: جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ في السماء، وقيل: دُوَيْنَ
الحَرَّة؛ قال:
أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ الــعُنْــتُوتْ،
تِلْكَ الهَلُوكُ والخَريعُ السُّلْحُوتْ
الأَفْرُ: سَيْرٌ سريع. والــعُنْــتُوتُ: الحَزّ في القَوْس؛ قال الأَزهري:
عُنْــتُوتُ القَوْس هو الحزُّ الذي تُدْخَلُ فيه الغانةُ، والغانةُ:
حَلْقةُ رأْس الوتر.
عنــجف: الــعُنْــجُفُ والــعُنْــجُوفُ جميعاً: اليابسُ من هُزال أَو مرض.
والــعُنْــجُوف: القَصير المتداخِل الخَلْق، وربما وُصفت به العجوز.
طــعن: طَــعَنــه بالرُّمْحِ يَطْــعُنــه ويَطْــعَنُــه طَــعْنــاً، فهو مَطْعُون
وطَعِينٌ، من قوم طُــعَْنٍ: وخَزَه بحربة ونحوها، الجمع عن أَبي زيد ولم يقل
طَــعْنــى. والطَّــعْنــة: أَثر الطَّــعْنِ؛ وقول الهذلي: فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ، قد
عَلِمْتُمْ مكانه،
أَذاعَ به ضَرْبٌ وطَــعْنٌ جَوائِفُ
الطَّــعْنُ ههنا: جمع طَــعْنــة بدليل قوله جوائف. ورجل مِطْــعَنٌ ومِطْعانٌ:
كثير الطَّــعْنِ للعَدُوِّ، وهم مطاعينُ؛ قال:
مَطاعِينُ في الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى،
إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ.
وطاعَنــه مُطاعَنــةً وطِعاناً؛ قال:
كأَنه وَجْهُ تَرُكِيَّيْنِ قد غَضِبا،
مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فيه تَذْبِيبُ
وتَطَاعَنَ القومُ في الحروب تَطَاعُنــاً وطِــعِنَّــاناً، الأَخيرة نادرة،
واطَّــعَنُــوا على افْتَعَلوا، أَبدلت تاء اطْتَــعَنَ طاء البتةَ ثم
أَدغمتها. قال الأَزهري: التَّفاعلُ والافتعال لا يكاد يكون إلا بالاشتراك من
الفاعلين منه مثل التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ. ورجل
طِعِّينٌ: حاذق بالطِّعَانِ في الحرب. وطَــعَنَــه بلسانه وطَــعَنَ عليه
يَطْــعُنُ ويَطَــعَنُ طَــعْنــاً وطَــعَنَــاناً: ثَلَبَهُ، على المَثَل، وقيل:
الطَّــعْن بالرمح، والطَّــعَنَــانُ بالقول؛ قال أَبو زُبيد:
وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إلا
طَــعَنــاناً، وقولَ ما لا يقال
(* قوله «وأبى المظهر إلخ» كذا في الأصل والجوهري والمحكم، والذي في
التهذيب:
وأبى الكاشحون يا هند إلا * طــعنــاناً وقول ما لا يقال.)
ففرَق بين المصدرين، وغير الليث لم يَفْرِقْ بينهما، وأَجاز للشاعر
طَــعَنــاناً في البيت لأَنه أَراد أَنهم طَــعَنُــوا فأَكْثَرُوا فيه وتطاوَل ذلك
منهم، وفَعَلانٌ يجيء في مصادر ما يُتَطَاوَلُ فيه ويُتَمادَى ويكون
مناسباً
للمَيْل والجَوْر؛ قال الليث: والعين من يَطْــعُنُ مضمومة. قال: وبعضهم
يقول يَطْــعُن بالرمح، ويَطْــعَن بالقول، ففرق بينهما، ثم قال الليث:
وكلاهما يَطْــعَُنُ؛ وقال الكسائي: لم أَسمع أَحداً من العرب يقول يَطْــعَنُ
بالرمح ولا في الحَسَب إنما سمعت يَطْــعُن، وقال الفراء: سمعت أَنا يَطْــعَنُ
بالرمح، ورجل طَعَّانٌ بالقول. وفي الحديث: لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً أعي
وَقَّاعاً في أَعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما، وهو فَعَّال من طَــعَن
فيه وعليه بالقول يَطْــعَن، بالفتح والضم، إذا عابه، ومنه الطَّــعْنُ في
النَّسَب؛ ومنه حديث رَجَاء بن حَيْوَة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ ولا
طَعَّانٍ. وطَــعَنَ في المفازة ونحوها يَطْــعُن: مضى فيها وأَمْــعَنَ،
وقيل: ويَطْــعَنُ أَيضاً ذهب ومضى؛ قال دِرْهَمُ بن زيد الأَنصاري:
وأَطْــعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُو
كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ،
أَمَرْتُ صحابي بأَن يَنْزِلُوا،
فباتُوا قليلاً، وقد أَصْبَحُوا.
قال ابن بري: ورواه القالي وأَظْــعَنُ، بالظاء المعجمة؛ وقال حميد بن
ثور:
وطَــعْنــي إليك الليلَ حِضْنَيْه إنني
لِتِلك، إذا هابَ الهِدَانُ، فَعُولُ.
قال أَبو عبيدة: أَراد وطَــعْنــي حِضْنَيِ الليل إليك. قال ابن بري: ويقال
طَــعَنَ في جنازته إذا أَشرف على الموت؛ قال الشاعر:
ويْلُ أمِّ قومٍ طَــعَنْــتُم في جَنازَتِهم، بني كِلابٍ، غَدَاةَ
الرَّوْعِ والرَّهَقِ
ويروى: والرَّهَب أَي عملتم لهم في شبيه بالموت وفي حديث علي، كرم الله
وجهه: والله لوَدَّ معاويةُ أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرَمةٍ إلا
طَــعَنَ في نَيْطِه؛ يقال: طَــعَنَ في نَيْطِه أَي في جنازته. ومن ابتدأَ
بشيء أَو دخله فقد طَــعَنَ فيه، ويروى طُــعِنَ، على ما لم يسم فاعله؛
والنَّيْطُ: نِياطُ القَلْبِ وهو عِلاقَتُه. وطَــعَن الليلَ: سار فيه، كله في
المثل. قال الأَزهري: وطَــعَنَ غُصْنٌ من أَغصان هذه الشجرة في دار فلان إذا
مال فيها شاخصاً؛ وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْنٍ يعاتب قومه:
وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ طَــعَنَ ابْنُها
إليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ.
قال: طَــعَنَ ابنُها إليها أَي نَهَضَ إليها وشَخَص برأْسه إلى ثديها كما
يَطْــعَنُ الحائطُ في دار فلان إذا شَخَص فيها، وقد روي هذا البيت
ظَــعَنَ، بالظاء، وقد ذكرناه في ترجمة سعد. ويقال: طَــعَنَــتِ المرأَة في الحيضة
الثالثة أَي دخلت. وقال بعضهم: الطَّــعْنُ الدخولُ في الشيءِ. وفي الحديث:
كان إذا خُطِبَ إليه بعضُ بناته أَتى الخِدْرَ فقال: إن فلاناً يذكر
فلانة، فإِن طَــعَنَــتْ في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها؛ قال ابن الأَثير: أَي
طَــعَنَــتْ بإِصبعها ويدها على السِّتْرِ المَرْخِيِّ على الخِدْرِ، وقيل:
طَــعَنَــتْ فيه أَي دخلته، وقد ذكر في الراءِ؛ ومنه الحديث: أَنه طَــعَنَ
بإِصبعه في بَطْنِه أَي ضربه برأْسها. وطَــعَن فلانٌ في السِّنِّ يَطْــعُنُ،
بالضم، طَــعْنــاً إذا شَخَص فيها. والفرس يَطْــعُنُ في الــعِنــانِ إذا مَدَّه
وتَبَسَّط في السير؛ قال لبيد:
تَرْقى وتَطْــعُنُ في الــعِنــانِ وتَنْتَحي
وِرْدَ الحَمامةِ، إذْ أَجَدَّ حَمامُها
أَي كوِرْدِ الحَمامة، والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك والطاعُون: داء
معروف، والجمع الطَّواعِينُ. وطُــعِنَ الرجلُ والبعير، فهو مَطْعون
وطَعِين: أَصابه الطاعُون. وفي الحديث: نزلتُ على أَبي هاشم ابن عُتْبة وهو
طَعين. وفي الحديث: فَنَاءُ أُمتي بالطَّــعْنِ والطاعُون؛ الطَّــعْنُ: القتل
بالرماح، والطَّاعُون: المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد
به الأَمْزِجة والأَبدان؛ أَراد أَن الغالب على فَناء الأُمة بالفتن التي
تُسْفَك فيها الدِّماءُ وبالوباء.