Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عن

عنا

عنــا
وَــعَنَــتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ
[طه/ 111] ، أي: خضعت مستأسرة بــعنــاء، يقال:
عَنَــيْتُهُ بكذا، أي: أنصبته، وعَنِــيَ: نصب واستأسر، ومنه العَانِي للأسير، وقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنّساء خيرا فإنّهنّ عنــدكم عَوَانٍ» وعُنِــيَ بحاجته فهو مَــعْنِــيٌّ بها، وقيل: عُنِــيَ فهو عَانٍ، وقرئ: لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يُــعْنِــيهِ والــعَنِــيَّةُ: شيء يطلى به البعير الأجرب وفي الأمثال: عَنِــيَّةٌ تشفي الجرب . والمَــعْنَــى: إظهار ما تضمّنه اللّفظ، من قولهم: عَنَــتِ الأرض بالنّبات: أنبتته حسنا، وعَنَــتِ القربة: أظهرت ماءها، ومنه: عِنْــوَانُ الكتابِ في قول من يجعله من: عُنِــيَ .
والمَــعْنَــى يقارن التّفسير وإن كان بينهما فرق .
ع ن ا: (عَنَــا) خَضَعَ وَذَلَّ وَبَابُهُ سَمَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَــعَنَــتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] وَ (الْعَانِي) الْأَسِيرُ. يُقَالُ: (عَنَــا) فُلَانٌ فِيهِمْ أَسِيرًا مِنْ بَابِ سَمَا أَيْ أَقَامَ عَلَى إِسَارِهِ فَهُوَ (عَانٍ) وَقَوْمٌ (عُنَــاةٌ) وَنِسْوَةٌ (عَوَانٍ) . وَ (عَنَــى) بِقَوْلِهِ كَذَا أَيْ أَرَادَ (يَــعْنِــي) (عِنَــايَةً) . وَ (مَــعْنَــى) الْكَلَامِ وَ (مَــعْنَــاتُهُ) وَاحِدٌ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي مَــعْنَــى كَلَامِهِ وَفِي مَــعْنَــاةِ كَلَامِهِ وَفِي مَــعْنِــيِّ كَلَامِهِ. وَ (عَنِــيَ) بِالْكَسْرِ عَنَــاءً أَيْ تَعِبَ وَنَصِبَ. وَ (عَنَّــاهُ) غَيْرُهُ (تَــعْنِــيَةً) وَ (تَــعَنَّــاهُ) أَيْضًا (فَتَــعَنَّــى) . وَ (عُنِــيَ) بِحَاجَتِهِ يُــعْنَــى بِهَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ (عِنَــايَةً) فَهُوَ بِهَا (مَــعْنِــيٌّ) عَلَى مَفْعُولٍ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ: لِتُــعْنَ بِحَاجَتِي. وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَــعْنِــيهِ» ، أَيْ مَا لَا يُهِمُّهُ. وَ (عَنْــوَنَ) الْكِتَابَ وَ (عَلْوَنَهُ) وَالِاسْمُ (الْــعُنْــوَانُ) . وَ (الْمُعَانَاةُ) الْمُقَاسَاةُ. يُقَالُ: (عَانَاهُ) وَ (تَــعَنَّــاهُ) وَ (تَــعَنَّــى) هُوَ. 
(عنــا) - في الحديث: "أَنَّه دَخَل مَكّة عَنْــوَة"
قال ثَعْلَب : يقال: أَخذتُ الشيءَ عَنْــوةً: أي قَهْرًا في عُنْــف، وأَخذْتُه عَنْــوةً: أي صُلْحًا في رِفْق.
وما رُوي: أَنَّه صَالَح أَهلَ الحُدَيْبِيَة أن لا يدخُلُوا مكّة إلّا بجُلُبَّان السِّلاح" فإنّما اشترطوا دخوله مكّةَ والسيوف في قُرُبها، ليكون عَلَماً للسَّلْم والصُّلح؛ إذ كان دُخولُه صُلْحًا. كذا ذكره ثَعلَب. ودخوله بِجُلُبَّان السِّلاحِ كان في عُمْرة القَضاء بدَلاً من يوم الحُدَيْبِية. وما ذُكِر أنَّه دخلَها عَنْــوةً، فيَومَ الفَتْح، على أنّه اختُلِف فيه أيضا، إلّا أنّ هَذَا غَيرُ ذاك.
- في حديثِ المِقْدام - رضي الله عنــه -: "الخَالُ وارِثُ مَن لَا وَارِثَ له يَفُكُّ عَانَه"
: أي عَانِيَه، فحَذَف اليَاءَ. وفي روَايةٍ: "عُنِــيَّه"
يقال: عَنَــا يَــعْنُــو عُنُــوًّا وعُنِــيًّا، فهو عانٍ، والعَاني: الأَسِير، وفي لُغَة عِنــىَ يَــعْنَــى، ومَــعنَــى الإسار - ها هنا: ما يَلزَمه وَيتَعلَّق به بِسبَبِ الجنَايَات التي سَبِيلُها أن تتَحَمَّلها العَاقِلَة.
وفي رواية: "يَعقِل عِنــه"
وعنــد مَنْ لا يُوَرِّثُ الخَالَ يَكُونُ مــعنــاه: أنه طُعْمَة أُطْعِمُها الخَالُ، لا أن يَكُونَ وَارِثًا.
عنــاة. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: عَودوا الْمَرِيض وأطعموا الجائع وفكوا العاني. يَــعْنِــي الْأَسير وَلَا أَظن هَذَا مأخوذا إِلَّا من الذل والخضوع لِأَنَّهُ يُقَال لكل من ذل واستكان: قد عَنَّــا يــعنــو. [و -] قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَــعَنَــتِ الْوُجُوُه لِلْحَيَّ الْقَيُّوم} - وَالِاسْم من ذَلِك الــعَنــوة قَالَ الْقطَامِي يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل]

ونأت بحاجتنا ورُبّت عنْــوَة ... لَك من مواعدها الَّتِي لم تصدقِ

يَقُول: استكانة لكَ وخضوعا لمواعدها ثمَّ لَا تصدق. وَمِنْه قيل: أخذت الْبِلَاد عنْــوَة - أَي هُوَ بالقهر والإذلال: وَقد يُقَال للأسير: الهديّ قَالَ المتلمس يذكر طرفَة ومقتل عَمْرو بْن هِنْد إِيَّاه بعد أَن كَانَ سجنه:

[الْكَامِل]

كطُريفة بْن العَبْد كَانَ هديّهم ... ضربوا صميمَ قذاله بمهندِ

وأظن الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت هدّيا لهَذَا الْمَــعْنــى لِأَنَّهَا كالأسيرة عِنْــد زَوجهَا قَالَ عنــترة: [الوافر]

أَلا يَا دَار عبلة بالطوى ... كرجع الوشم فِي كف الْهدى

وَقد يكون أَن يكون سميت هَديا لِأَنَّهَا تهدى إِلَى زَوجهَا فَهِيَ هدى - فعيل فِي مَوضِع مفعول فَقَالَ: هدى - يُرِيد مهدية يُقَال مِنْهُ: هديت الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا أهديها هداء - بِغَيْر ألف قَالَ زُهَيْر: [الوافر]

فَإِن تكن النِّسَاء مخبّاتٍ ... فَحق لكل مُحصنَة هداءُ

بِمَــعْنــى أَن تهدى إِلَى زَوجهَا. وَلَيْسَ هَذَا من الْهَدِيَّة [فِي شَيْء لَا يُقَال من الْهَدِيَّة -] إِلَّا أهديت - بِالْألف - إهداء وَمن الْمَرْأَة: هُدِيت وَقد زعم بعض النَّاس أَن فِي الْمَرْأَة لُغَة أُخْرَى أَيْضا: أهديت وَالْأولَى أفشى فِي كَلَامهم وَأكْثر.
[عنــا] فيه: بسم الله أرقيك من كل داء "يــعنــيك"، أي يقصدك، من: عنــيته عنــيًا إذا قصدته، أو من كل داء يشغلك، وهذا أمر لا يــعنــيني، أي لا يشغلني ويهمني. ومنه ح: من حسن إسلام المرء تركه ما لا "يــعنــيه"، أي لا يهمه، عنــيت بحاجتك فأنا بها مــعنــي، وعنــيت به فأنا به عان، والأول أكثر، أي اهتممت بها واشتغلت. ومنه ح: لقد "عنــي" الله بك، أي حفظك فإن من عنــي بشيء حفظه، أي حفظ عليك دينك وأمرك. ك: ومنه: فقال: "لم أعنــك"، هو من الــعنــاية بوزن لم أرم. وح: "مــعنــى" وقع سوطه، هو كلام الراوي فسر به ما يدل عليه لا يــعنــيك عليه، أي قالوا: لا نعينك على أخذ السوط، ويتراءون يتفاعلون. وح: ليس "يــعنــي" الكفارة- يشرح في لان يلج من ل. وفي ح الرمي بالسهام: لولا ما سمعته منه صلى الله عليه وسلم "لم أعانه"، معاناة الشيء ملابسته ومباشرته، يعانون ما لهم يقومون عليه. ن: "لم أعانيه"- بالياء في معظمها، وبحذفها في بعضها وهو الفصيح. وح: قد "عنــانا"، أوهم أنه عنــاه عنــاء مكروهًا وأراد عنــاء محبوبًا بأدب الشرع وتعبأ في رضاء الله تعالى. ج: فلأقل أي أقول عنــي وعنــك ما هو مصلحة من التعريض وكان قتله غرة لا غدرًا. ك:باب العين مع الواو
[عنــا] عَنــا يَــعْنــو: خضَع وذلّ. وأعْنــاهُ غيره. ومنه قوله تعالى: (وعَنَــتِ الوجوهُ للحيِّ القيُّوم) . ويقال أيضاً: عَنــا فيهم فلانٌ أسيراً، أي أقام فيهم على إساره واحتُبس. وعَنَّــاهُ غيره تَــعْنِــيَةً: حبسه وأسره. والعاني: الأسير ; وقومٌ عنــاةٌ ونسوةٌ عَوانٍ. وعَنَــتْ به أمورٌ: نزلت. وعنــوت الشئ: أخرجته وأظهرته. قال ابن السكيت: عَنَــتِ الأرض بالنبات تَــعْنــو عُنُــوًّا، وتَــعْنــي أيضاً عن الكسائي، إذا ظهر نبتها. يقال: لم تــعن بلادنا بشئ ولم تَــعْنِ، إذا لم تنبت شيئاً. قال ذو الرمّة: ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ مِمَّا عَنَــتْ به * من الرُطْبِ إلا يُبْسُها وهجيرُها وما أعْنَــتِ الأرض شيئاً، أي ما أنبتت. وقال عدي بن زيد: ويَأكُلْنَ ما أعْنــى الوَليُّ فلم يَلِتْ * كأنَّ بَحافاتِ النِهاءِ المزارعا قوله: " فلم يلت "، أي ينقص منه شيئا. وعنــيت بالقول كذا ، أي أردت وقصدت. ومــعنــى الكلام ومَــعْنــاتُهُ واحد، تقول: عرفتُ ذلك في مَــعنَــى كلامه وفي مَــعْنــاة كلامه، وفي مَــعْنــيِّ كلامه، أي فحواه. والــعنــية على فعيلة: بول البعير يعقد في الشمس يطلى به الاجرب، عن أبى عمرو. وفى المثل: " الــعَنِــيَّةُ تشفي الجرب ". ويقال: عَنَّــيْتُ البعير تَــعْنــيَةً، إذا طليتَه بها. وعَنــيَ الإنسان بالكسر عَنــاءً، أي تعب ونصب. وعَنَّــيْتُهُ أنا تَــعْنِــيَةً، وتَــعَنَّــيْتُهُ أيضاً فَتَــعَنَّــى. وعُنــيتُ بحاجتك أُــعْنــى بها عِنــايَةً، وأنا بها مَــعْنِــيُّ على مفعول. وإذا أمرت منه قلت: لِتُــعْنَ بحاجتي. وفي الحديث: " مِن حُسن إسلامِ المرء تركه ما لا يَــعْنــيه "، أي ما لا يهمُّه. والدم العاني هو السائل. والأعْنــاءُ: الجوانب والنواحى، واحدها عنــو بالكسر. وقال ابن الاعرابي: واحدها عنــا مقصورا. قال ابن مُقْبل: لا تُحْرِزُ المرَء أعْنــاءُ البلادِ ولا * تُبْنى له في السموات السلاليم ويروى: " أحجاء ". وجاءنا أعْنــاءٌ من الناس، واحدهم عِنْــوٌ بالكسر، وهم قومٌ من قبائل شتى. وعَنْــوَنْتُ الكتاب وعَلْوَنْتُهُ. والاسم الــعُنْــوانُ والعُلْوانُ. والمُــعَنَّــى في قول الوليد بن عُقبة: قَطَعْتَ الدَهْرَ كالسَدِمِ المُــعَنَّــى * تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تريم هو الفحل اللئيم إذا هاج حُبِس في الــعُنَّــةِ ; لأنه يُرغَب عن فِحلته. ويقال: أصله مُــعَنَّــنٌ من الــعُنَّــةِ، فأبدل من إحدى النونات ياء. والمــعنــى في قول الفرزدق: غلبتك بالمفقئ والمــعنــى * وبيت المحتبى والخافقات يقول: غلبتك بأربع قصائد. منها قوله: فإنك لو فقأت عينك لم تجد * لنفسك جدا مثل سعد ودارم  (*) ومنها قوله: فإنك إذ تسعى لتدرك دارما * لانت المــعنــى يا جرير المكلف ومنها قوله: بيتا زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل وأما الخافقات فقوله: وأين تقضى المالكان أمورها * بحق وأين الخافقات اللوامع والمعاناة: المقاساة. يقال: عاناهُ وتَــعَنَّــاهُ، وتَــعَنَّــى هو. قال الشاعر: فقلتُ لها الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتى * وهَمٍّ تَــعَنَّــاني مُــعَنَّــى ركائبه وهم يعانون مالهم، أي يقومون عليه.

عنــا: قال الله تعالى: وعَنَــتِ الوُجُوهُ للْحَيِّ القَيُّوم. قال الفراء:

عَنَــتِ الوُجوهُ نَصِبَتْ له وعَمِلتْ له، وذكر أَيضاً أَنه وضْعُ

المُسْلِمِ يَدَيْه وجَبْهَته وركْبَتَيْه إِذا سَجَد ورَكَع، وهو في مــعنــى

العَرَبيَّة أَن تقول للرجل: عَنَــوْتُ لَكَ خَضَعْت لك وأَطَعْتُك، وعَنَــوْتُ

للْحَقِّ عُنُــوّاً خَضَعْت. قال ابن سيده: وقيل: كلُّ خاضِعٍ لِحَقٍّ

أَو غيرِه عانٍ، والاسم من كلّ ذلك الــعَنْــوة.

والــعَنْــوة: القَهْرُ. وأَخَذْتُه عَنْــوةً أَي قَسْراً وقَهْراً، من باب

أَتَيْته عَدْواً. قال ابن سيده: ولا يَطَّرِدُ عنــدَ سيبويه، وقيل:

أَخَذَه عَنْــوة أَي عن طَاعَة وعن غيرِ طاعَةٍ. وفُتِحَتْ هذه البلدةُ عَنْــوةً

أَي فُتِحَت بالقتال، قُوتِل أَهلُها حتى غُلِبوا عليها، وفُتِحَت

البلدةُ الأُخرى صُلْحاً أَي لم يُغْلبوا، ولكن صُولِحُوا على خَرْج يؤدُّنه.

وفي حديث الفتح: أَنه دَخَل مَكَّة عَنْــوَةً أَي قَهْراً وغَلَبةً. قال

ابن الأَثير: هو من عَنــا يَــعْنُــو إِذا ذلَّ وخَضَع، والــعَنْــوَة المَرَّة

منه، كأَنَّ المأْخُوذَ بها يَخْضَع ويَذلُّ. وأُخِذَتِ البلادُ عَنْــوَةً

بالقَهْرِ والإِذْلالِ. ابن الأَعرابي: عَنــا يَــعْنُــو إِذا أَخَذَ الشيءَ

قَهْراً. وعَنَــا يَــعْنُــو عَنْــوَةً فيهما إِذا أَخَذَ الشيءَ صُلْحاً

بإكْرام ورِفْقٍ. والــعَنْــوة أَيضاً: الموَدَّة. قال الأَزهري: قولهم أَخَذْتُ

الشيءَ عَنْــوةً يكون غَلَبَةً، ويكون عن تَسْلِيمٍ وطاعة ممن يؤْخَذُ

منه الشيء؛ وأَنشد الفراء لكُثَيِّر:

فما أَخَذُوها عَنْــوةً عن مَوَدَّة،

ولكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفيِّ اسْتَقالهَا

فهذا على مــعنــى التَّسْلِيم والطَّاعَة بلا قِتالٍ. وقال الأَخْفش في

قوله تعالى: وْــعَنَــتِ الوُجوهُ؛ اسْتَأْسَرَتْ. قال: والعاني الأَسِيرُ.

وقال أَبو الهيثم: العاني الخاضِعُ، والعاني العَبْدُ، والعاني السائِلُ من

ماءٍ أَوْ دَمٍ. يقال: عَنَــت القِرْبة تَــعْنُــو إِذا سالَ ماؤُها، وفي

المحكم: وعَنَــتِ القِرْبَةُ بماءٍ كَثِيرٍ تَــعْنُــو، لم تَحْفَظْه فظهر؛ قال

المُتَنَخِّل الهُذَلي:

تَــعْنُــو بمَخْرُوتٍ له ناضحٌ،

ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو، وذُو شَلْشَل

ويروى: قاطِر بدَلَ ناضِحٍ. قال شمر: تــعْنُــو تَسِيلُ بمَخْرُوتٍ أَي من

شَقّ مَخْرُوتٍ، والخَرْتُ: الشَّقُّ في الشِّنَّة، والمَخْرُوتُ:

المَشْقُوقُ، رَوَّاه ذُو شَلْشَلٍ. قال الأَزهري: مــعنــاه ذو قَطَرانٍ من

الواشن، وهو القاطِرُ، ويروى: ذو رَوْنَقٍ. ودَمٌ عانٍ: سائِلٌ؛ قال:

لمَّا رأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه،

على يَدَيْها دَمٌ من رَأْسِه عانِ

وعَنَــوْت فيهم وعَنَــيْت عُنُــوّاً وعَنــاءً: صرتُ أَسيراً. وأَــعْنَــيْته:

أَسَرْته. وقال أَبو الهيثم: الــعَنــاء الحَبْس في شدة وذُلٍّ. يقال: عَنــا

الرجُلُ يَــعْنُــو عُنُــوّاً وعَنــاءً إِذا ذلَّ لك واسْتَأْسَرَ. قال:

وعَنَّــيْتُه أُــعَنّــيه تَــعْنِــيَةً إِذا أَسَرْتَه وحَبَسْته مُضَيِّقاً عليه.

وفي الحديث: اتَّقُوا اللهَ في النِّساء فإِنَّهُنَّ عنــدكم عَوانٍ أَي أَسْرى

أَو كالأَسْرَى، واحدة العَواني عانِيَةٌ، وهي الأَسيرة؛ يقول: إنما

هُنَّ عنــدكم بمنزلة الأَسْرى. قال ابن سيده: والعَواني النساءُ لأَنَّهُنَّ

يُظْلَمْنَ فلا يَنْتَصِرْنَ. وفي حديث المِقْدامِ: الخالُ وارِثُ منْ لا

وارِثَ له يَفُكُّ عانَه أَي عانِيَه، فحذَف الياء، وفي رواية: يَفُكُّ

عُنِــيَّه، بضم العين وتشديد الياء. يقال: عَنَــا يَــعْنُــو عُنُــوّاً

وعُنِــيّاً، ومــعنــى الأَسر في هذا الحديث ما يَلْزَمهُ ويتعلق به بسبب الجنايات

التي سَبيلُها أَن يَتَحَمَّلَها العاقلَة، هذا عنــد من يُوَرِّث الخالَ،

ومن لا يُوَرِّثه يكونُ مــعنــاه أَنها طُعْمَة يُطْعَمُها الخالُ لا أَن يكون

وارثاً، ورجلٌ عانٍ وقوم عُنــاة ونِسْوَةٌ عَوانٍ؛ ومنه قول النبي، صلى

الله عليه وسلم: عُودُوا المَرْضى وفُكُّوا العانيَ، يــعنــي الأسيرَ. وفي

حديث آخر: أَطْعِموا الجائِعَ وفُكُّوا العانيَ، قال: ولا أُراه مأْخُوذاً

إِلا من الذُّلِّ والخُضُوع. وكلُّ مَن ذَلَّ واسْتَكان وخَضَع فقد

عَنَــا، والاسم منه الــعَنْــوَة؛ قال القُطاميّ:

ونَأَتْ بحاجَتِنا، ورُبَّتَ عَنْــوَةٍ

لكَ مِنْ مَواعِدِها التي لم تَصْدُقِ

الليث: يقال للأَسِير عَنَــا يَــعْنُــو وعَنِــيَ يَــعْنــى، قال: وإِذا قلت

أَــعْنُــوه فمــعنــاه أَبْقُوه في الإِسار. قال الجوهري: يقال عَنــى فيهم فلانٌ

أَسيراً أَي أَقامَ فيهم على إِسارِه واحْتَبسَ. وعَنَّــاه غيرُه تَــعْنِــيةً:

حَبَسه. والتَّــعْنِــية: الحَبس؛ قال أَبو ذؤيب:

مُشَعْشَعة من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها

رِكابٌ، وعَنَّــتْها الزِّقاقُ وَقارُها

وقال ساعدة بن جُؤيَّة:

فإن يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بِسَهْمِه

حَشاه، فــعَنَّــاه الجَوَى والمَحارِفُ

دَعا عليه بالحَبْسِ والثِّقَلِ من الجِراحِ. وفي حديث عليّ، كرم الله

وجهه: أَنه كان يُحَرِّضُ أَصحابَه يومَ صِفِّينَ ويقولُ: اسْتَشْعِرُوا

الخَشْيَةَ وعَنُّــوا بالأَصْواتِ أَي احْبِسُوها وأَخْفُوها. من التَّــعْنِــية

الحَبْسِ والأَسْرِ، كأَنه نَهاهُمْ عن اللَّغَط ورفْعِ الأَصواتِ.

والأَــعْنــاء: الأَخْلاطُ من الناس خاصَّة، وقيل: من الناس وغيرهم،

واحدُها عِنْــوٌ.

وعَنَــى فيه الأَكْلُ يَــعْنَــى، شاذَّةٌ: نَجَعَ؛ لم يَحكِها غيرُ أَبي

عبيد. قال ابن سيده: حكمنا علَيها أَنَّها يائيَّة لأَنَّ انْقِلاب الأَلف

لاماً عن الياء أَكثرُ من انقلابها عن الواو. الفراء: ما يَــعْنَــى فيه

الأَكْلُ أَي ما يَنْجَعُ، عَنَــى يَــعْنَــى. الفراء: شَرِبَ اللبنَ شهراً فلم

يَــعْنَ فيه، كقولك لم يُغْنِ عنــه شيئاً، وقد عَنِــيَ يَــعْنَــى عُنِــيّاً،

بكسر النون من عَنِــيَ. ومن أَمثالهم: عَنِــيَّتُه تَشْفِي الجَرب؛ يضرب

مثلاً للرجل إِذا كان جَيِّد الرأْي، وأَصل الــعَنِــيَّة، فيما روى أَبو عبيد،

أَبوالُ الإِبل يؤخذ معها أَخلاط فتخلط ثم تُحْبس زماناً في الشمس ثم

تعالج بها الإِبل الجَرْبَى، سُمِّيت عَنِــيَّةً من التَّــعْنِــيَة وهو الحبس.

قال ابن سيده: والــعَنِــيَّة على فَعيلَةٍ. والتَّــعْنِــية: أَخلاطٌ من

بَعَرٍ وبَوْلٍ يُحْبَس مُدَّة ثم يُطْلى به البعير الجَرِبُ؛ قال أَوْسُ بن

حجر:

كأَنَّ كُحَيلاً مُعْقَداً أَو عَنِــيَّةً،

على رَجْعِ ذِفْراها، من الليِّتِ، واكِفُ

وقيل: الــعَنِــيَّة أَبوالُ الإِبلِ تُسْتَبالُ في الربيع حين تَجْزَأُ عن

الماءِ، ثم تُطْبَخ حتى تَخْثُر، ثم يُلْقَى عليها من زَهْرِ ضُروبِ

العُشْبِ وحبِّ المَحْلَبِ فتُعْقدُ بذلك ثم تُجْعلُ في بساتِيقَ صغارٍ،

وقيل: هو البول يُؤخذُ وأَشْياءَ معه فيُخْلَط ويُحْبَس زمناً، وقيل: هو

البَوْلُ يوضَعُ في الشمس حتى يَخْثُر، وقيل: الــعَنِــيَّة الهِناءُ ما كان،

وكله من الخَلْط والحَبْسِ. وعَنَّــيت البعير تَــعْنــية: طَلَيْته

بالــعَنِــيَّة؛ عن اللحياني أَيضاً. والــعَنِــيَّة: أَبوالٌ يُطْبَخ معها شيءٌ من

الشجرِ ثم يُهْنَأُ به البعيرُ، واحِدُها عِنْــو. وفي حديث الشَّعبي: لأَنْ

أَتَــعَنَّــى بــعَنِــيَّةٍ أَحَبُّ إِليَّ من أَن أَقولَ في مسأَلة بِرَأْيي؛

الــعَنِــيَّة: بولٌ فيه أَخلاطٌ تُطْلَى به الإِبل الجَرْبَى، والتَّــعَنِّــي

التَّطَلِّي بها، سميت عَنِــيَّة لطول الحَبسِ؛ قال الشاعر:

عنــدي دَواءُ الأَجْرَبِ المُعَبَّدِ،

عنِــيَّةٌ من قَطِرانٍ مُعْقَدِ

وقال ذو الرمة:

كأَنَّ بذِفْراها عَنِــيَّةَ مُجْربٍ،

لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللَِّيت يَنْتَح

والقُنْفُذُ: ما يَعْرَقُ خَلْف أُذُن البعيرِ. وأَــعْنــاءُ السماءِ:

نواحيها، الواحدُ عِنْــوٌ. وأَــعْنــاءُ الوجه: جوانِبُه؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

فما بَرِحتْ تَقْرِِيه أَــعنــاءَ وَجْهِها

وجَبْهَتها، حتى ثَنَته قُرونُها

ابن الأَعرابي: الأَــعنــاء النَّواحي، واحدُها عَنــاً، وهي الأَــعْنــان

أَيضاً؛ قال ابن مقبل:

لا تُحْرِز المَرْء أَــعْنــاءُ البلادِ ولا

تُبْنَى له، في السمواتِ، السَّلالِيمُ

ويروى: أَحجاء. وأَورد الأَزهري هنا حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:

أَنه سئل عن الإِبل فقال أعْنــانُ الشياطِين؛ أَراد أَنها مثلُها، كأَنه

أَراد أَنها من نَواحِي الشياطين. وقال اللحياني: يقال فيها أَــعْنــاءٌ من

الناس وأَعْراءٌ من الناس، واحدهما عِنْــوٌ وعِرْوٌ أَي جماعات. وقال أَحمد

بن يحيى: بها أَــعْنــاءٌ من الناس وأَفْناءٌ أَي أَخلاط، الواحد عِنْــوٌ

وفِنْوٌ، وهم قومٌ من قبَائِلَ شَتَّى. وقال الأَصمعي: أَــعْنــاءُ الشيء

جَوانِبُه، واحدها عِنْــوٌ، بالكسر. وعنَــوْت الشيءَ: أَبْدَيْته. وعَنَــوْت به

وعَنَــوْته: أَخْرَجْته وأَظْهَرْته، وأَــعْنَــى الغَيْثُ النَّباتَ كذلك؛ قال

عَدِيُّ بنُ زيد:

ويَأْكُلْنَ ما أَــعْنَــى الوَلِيُّ فلم يَلِتْ،

كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا

فَلم يَلِتْ أَي فلم يَنْقُصْ منه شيئاً؛ قال ابن سيده: هذه الكلمة

واوِيَّة وبائِيَّة. وأَــعْنــاه المَطَرُ: أَنبَته. ولَمْ تَــعْنِ بلادُنا

العامَ بشيء أَي لم تُنْبِتْ شيئاً، والواو لغة. الأَزهري: يقال للأَرض لم

تَــعْنُ بشيء أَي لم تُنْبِت شيئاً، ولم تَــعْنِ بشيء، والمــعنــى واحد كما يقال

حَثَوْت عليه التراب وحَثَيْت. وقال الأَصمعي: سأَلته فلم يَــعْنُ لي

بشيء، كقولك: لم يَنْدَ لي بشيء ولم يَبِضَّ لي بشيء. وما أَــعْنَــتِ الأَرضُ

شيئاً أَي ما أَنْبَتَت؛ وقال ابن بري في قول عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَــعْنَــى الوَلِيُّ

قال: حذف الضمير العائد على ما أَي ما أَــعْنــاهُ الوَلِيُّ، وهو فعل

منقول بالهمز، وقد يَتَعدَّى بالباء فيقال: عَنَــتْ به في مــعنــى أَــعْنَــتْهُ؛

وعليه قول ذي الرمة:

مما عَنَــتْ به

وسنذكره عقبها. وعَنَــت الأَرضُ بالنباتِ تَــعْنُــو عُنُــوّاً وتَــعْنــي

أَيضاً وأَــعْنَــتْهُ: أَظْهَرَتْه. وْــعَنَــوْت الشيءَ: أَخرجته؛ قال ذو

الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَــتْ به

مِن الرُّطْبِ، إِلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها

وأَنشد بيت المُتَنَخِّل الهُذَلي:

تَــعْنُــو بمَخْرُوتٍ له ناضِحٌ

وعَنَــا النَّبْتُ يَــعْنُــو إِذا ظهر، وأَــعْنــاهُ المَطَرُ إِــعْنــاءً. وعَنــا

الماءُ إِذا سالَ، وأَــعْنَــى الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قد أَمْشَرَتْ

وكَثُرَ كَلَؤُها. ويقال: خُذْ هذا وما عاناه أَي ما شاكَلَه. وعَنَــا الكلبُ

للشيء يَــعْنُــو: أَتاهُ فشَمَّه. ابن الأَعرابي: هذا يَــعْنُــو هذا أَي

يأْتيه فيَشَمُّه. والهُمُومُ تُعاني فلاناً أَي تأْتيه؛ وأَنشد:

وإِذا تُعانِيني الهُمُومُ قَرَيْتُها

سُرُحَ اليَدَيْنِ، تُخالِس الخَطَرانا

ابن الأَعرابي: عَنَــيْت بأَمره عِنــاية وعُنِــيّاً وعَنــاني أَمره سواءٌ في

المــعنــى؛ ومنه قولهم:

إِيَّاكِ أَــعْنــي؛ واسْمَعي يا جارَهْ

ويقال: عَنِــيتُ وتــعَنَّــيْت، كلٌّ يقال. ابن الأَعرابي: عَنَــا عليه

الأَمرُ أَي شَقَّ عليه؛ وأَنشد قول مُزَرِّد:

وشَقَّ على امْرِئٍ، وعَنــا عليه

تَكاليفُ الذي لَنْ يَسْتَطِيعا

ويقال: عُنِــيَ بالشيء، فهو مَــعْنِــيٌّ به، وأَــعْنَــيْته وعَنَّــيْتُه بمــعنــى

واحد؛ وأَنشد:

ولم أَخْلُ في قَفْرٍ ولم أُوفِ مَرْبَأً

يَفاعاً، ولم أُــعنِ المَطِيَّ النَّواجِيا

وعَنَّــيْتُه: حَبَسْتُه حَبْساً طويلاً، وكل حَبْسٍ طويل تَــعْنِــيَةٌ؛

ومنه قول الوليد بن عقبة:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُــعَنَّــى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ، وما تَريمُ

قال الجوهري: وقيل إن المُــعَنَّــى في هذا البيت فَحْلٌ لَئيمٌ إِذا هاج

حُبِسَ في الــعُنَّــة، لأَنه يُرغبُ عن فِحْلتِه، ويقال: أَصلُه مــعَنَّــن

فأُبدِلت من إِحدى النونات ياءٌ. قال ابن سيده: والمُــعَنَّــى فَحْلٌ مُقْرِفٌ

يُقَمَّط إِذا هاج لأَنه يُرغب عن فِحْلتِه. ويقال: لَقِيتُ من فلان

عَنْــيةً وعَنَــاءً أَي تَعَباً. وعَنــاهُ الأَمرُ يَــعْنــيه عِنــايةً وعُنِــيّاً:

أَهَمَّه. وقوله تعالى: لكلِّ امْرئٍ منهم يَوْمئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه،

وقرئ يــعْنــيه، فمن قرأَ يــعْنــيه، بالعين المهملة، فمــعنــاه له شأْن لا

يُهِمُّه معه غيرهُ، وكذلك شأْن يُغنِيه أَي لا يقدر مع الاهتمام به على

الاهتمام بغيره. وقال أَبو تراب: يقال ما أَــعْنــى شيئاً وما أَغنى شيئاً بمــعنــى

واحد.

واعْتَنى هو بأَمره: اهْتَمَّ. وعُنِــيَ بالأَمر عنــايةً، ولا يقال ما

أَــعْنــاني بالأَمر، لأَن الصيغة موضوعة لما لم يُسَمَّ فاعله، وصيغة التعجب

إنما هي لما سُمِّي فاعله. وجلس أَبو عثمان إِلى أَبي عبيدة فجاءه رجل

فسأَله فقال له: كيف تأْمر من قولنا عُنِــيتُ بحاجتك؟ فقال له أَبو عبيدة:

أُــعْنَ بحاجتي، فأَوْمأْتُ إِلى الرجل أَنْ ليس كذلك، فلما خَلَوْنا قلت

له: إِنما يقال لِتُــعْنَ بحاجتي، قال: فقال لي أَبو عبيدة لا تدخُلْ إِليّ،

قلت: لِمَ؟ قال: لأَنك كنت مع رجل دوري سَرَقَ مني عامَ أَولَ قطِيفةً

لي، فقلت: لا والله ما الأَمر كذلك، ولكنَّك سمعتني أَقول ما سمعت، أَو

كلاماً هذا مــعنــاه. وحكى ابن الأَعرابي وحده: عَنِــيتُ بأَمره، بصيغة الفاعل،

عنــايةً وعُنِــيّاً فأَنا به عَنٍ، وعُنِــيتُ بأَمرك فأَنا مَــعْنِــيٌّ،

وعَنِــيتُ بأَمرك فأَنا عانٍ. وقال الفراء: يقال هو مَــعْنِــيٌّ بأَمره وعانٍ

بأَمره وعَنٍ بأَمره بمــعنــى واحد. قال ابن بري: إِذا قلت عُنِــيتُ بحاجتك،

فعدَّيتُه بالباء، كان الفعلُ مضمومَ الأَولِ، فإِذا عَدَّيتَه بفي فالوجه

فتحُ العين فتقول عَنِــيت؛ قال الشاعر:

إِذا لمْ تَكُنْ في حاجةِ المَرءِ عانِياً

نَسِيتَ، ولمْ يَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ

وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال عُنِــيتُ بحاجتك إِلا على مَــعْنــى

قصَدْتُها،من قولك عَنَــيْتُ الشيء أَــعنِــيه إِذا كنت قاصِداً له، فأَمَّا من

الــعَنــاء، وهو الــعِنــايةُ، فبالفتح نحوُ عَنَــيتُ بكذا وعَنَــيت في كذا. وقال

البطليوسي: أَجاز ابن الأَعرابي عَنِــيتُ بالشيء أَــعنَــى به، فأَنا عانٍ؛

وأَنشد:عانٍ بأُخراها طَويلُ الشُّغْلِ،

له جَفِيرانِ وأَيُّ نَبْلِ

وعُنِــيتُ بحاجتك أُــعْنــى بها وأَنا بها مَــعْنِّــيٌّ، على مفعول. وفي

الحديث: مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا يَــعْنِــيه أَي لا يُهِمُّه.

وفي الحديث عن عائشة، رضي الله عنــها: كان النبيُّ،صلى الله عليه وسلم،

إِذا اشْتَكى أتاه جبريلُ فقال بسْمِ الله أَرْقِيكَ من كلِّ داءٍ يَــعْنــيك، من

شرِّ كلِّ حاسدٍ ومن شرِّ كلِّ عَين؛ قوله يَــعْنِــيك أَي يشغَلُك. ويقال:

هذا الأَمر لا يَــعْنِــيني أَي لا يَشْغَلُني ولا يُهِمُّني؛ وأَنشد:

عَنــاني عنــكَ، والأَنْصاب حَرْبٌ،

كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِيمُ

أَراد: شَغَلَني؛ وقال آخر:

لا تَلُمْني على البُكاء خَلِيلي،

إِنه ما عَنــاكَ قِدْماً عَنــاني

وقال آخر:

إِنَّ الفَتى ليس يَــعْنِــيهِ ويَقمَعُه

إِلاَّ تَكَلُّفُهُ ما ليس يَــعْنِــيهِ

أَي لا يَشْغَله، وقيل: مــعنــى قول جبريل، عليه السلام، يَــعْنِــيكَ أَي

يَقْصِدُك. يقال: عَنَــيْتُ فلاناً عَنْــياً أَي قَصَدْتُه. ومَنْ تَــعْنــي

بقولك أَي مَنْ تَقْصِد. وعَنــانِي أَمرُك أَي قَصَدني؛ وقال أَبو عمرو في

قوله الجعدي:

وأَعْضادُ المَطِيّ عَوَاني

أَي عَوامِلُ. وقال أَبو سعيد: مــعنــى قوله عَوَاني أَي قَواصِدُ في

السير. وفُلانٌ تَتَــعَنَّــاه الحُمَّى أَي تَتَعَهَّده، ولا تقال هذه اللفظة في

غير الحُمَّى. ويقال: عَنِــيتُ في الأَمر أَي تَــعَنَّــيْتُ فيه، فأَنا

أَــعْنــى وأَنا عَنٍ، فإِذا سألت قلت: كيف مَن تُــعْنــى بأَمره؟ مضموم لأَن

الأَمْرَ عَنَّــاهُ، ولا يقال كيف مَنْ تَــعْنَــى بأَمره.

وعانى الشيءَ: قاساه. والمُعاناةُ: المُقاساة. يقال:

عاناه وتَــعَنَّــاه وتَــعَنَّــى هو؛ وقال:

فَقُلْتُ لها: الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى،

وهَمّ تَــعَنَّــاه مُــعَنّــىً رَكائبُهْ

وروى أَبو سعيد: المُعاناة المُدارة؛ قال الأَخطل:

فإِن أَكُ قد عانَيْتُ قَوْمي وهِبْتُهُمْ،

فَهَلْهِلْ وأَوِّلْ عَنْ نُعَيْم بنِ أَخْثَما

هَلْهِلْ: تَأَنَّ وانْتَظِرْ. وقال الأَصمعي: المُعاناة والمُقَاناةُ

حُسْنُ السِّياسة. ويقال: ما يُعانُونَ مالَهُم ولا يُقانُونه أَي ما

يقومون عليه. وفي حديث عُقُبَة بن عامِرٍ في الرمي بالسهام: لَوْلا كلامٌ

سَمِعْتُه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمْ أُعانِهِ؛ مُعاناةُ الشيءِ:

مُلابَسَته ومُباشَرَته. والقَوْمُ يُعانُون مالَهُم أَي يقومون عليه.

وعَنــى الأَمْرُ يــعنــي واعْتَنى: نَزَلَ؛ قال رؤبة:

إِني وقد تَــعْنــي أُمورٌ تَعْتَني

على طريقِ العُذْر، إِنْ عَذَرْتَني

وعَنَــتْ به أُمورٌ: نَزَلَتْ. وعَنَــى عَنــاءً وتَــعَنَّــى: نَصِبَ.

وعَنَّــيْتُه أَنا تَــعْنِــيَةً وتَــعَنَّــيْتُه أَيضاً فَتَــعَنَّــى، وتَــعنَّــى

الــعَنــاء: تَجَشَّمَه، وعَنَّــاه هو وأَــعْنــاه؛ قال أُمَيَّة:

وإِني بِلَيْلَى، والدِّيارِ التي أَرَى،

لَكالْمُبْتَلَى المُــعْنَــى بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عَنْــساً تُــعَنِّــيها وعَنْــساً تَرْحَلُ

فسره فقال: تُــعَنِّــيها تَحْرُثُها وتُسْقِطُها. والــعَنْــيَةُ: الــعَنــاء.

وعَنــاءٌ عانٍ ومُــعَنٍّ: كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ ومَوْتٌ مائتٌ؛ قال تَميم

بن مُقْبِل:

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إِقامَةٍ،

وبَعْدَ عَنــاءٍ مِنْ فُؤادِك عانِ

(* قوله« من جبان» هو هكذا في الأصل بالباء الموحدة والجيم.)

وقال الأَعشى:

لَعَمْرُكَ ما طُولُ هذا الزَّمَنْ،

على المَرْءِ، إِلاَّ عَنــاءٌ مُــعَنُّ

ومَــعْنــى كلِّ شيء: مِحْنَتُه وحالُه التي يصير إليها أَمْرُه. وروى

الأَزهري عن أَحمد بن يحيى قال: المَــعْنَــى والتفسيرُ والتَّأْوِيل واحدٌ.

وعَنَــيْتُ بالقول كذا: أَردت. ومَــعْنَــى كلّ كلامٍ ومَــعْنــاتُه ومَــعْنِــيَّتُه:

مَقْصِدُه، والاسم الــعَنــاء. يقال: عَرَفْتُ ذلك في مَــعْنَــى كلامِه

ومَــعْنــاةِ كلامه وفي مَــعْنِــيِّ كلامِه.

ولا تُعانِ أَصحابَك أَي لا تُشاجِرْهُم؛ عن ثعلب. والــعَنــاء: الضُّرُّ.

وعُنْــوانُ الكتاب: مُشْتَقّ فيما ذكروا من المَــعْنَــى، وفيه لغات:

عَنْــونْتُ وعَنَّــيْتُ وعَنَّــنْتُ. وقال الأَخْفش: عَنَــوْتُ الكتاب واعْنُــه؛

وأَنشد يونس:

فَطِنِ الكِتابَ إِذا أَرَدْتَ جوابَه،

واعْنُ الكتابَ لِكَيْ يُسَرَّ ويُكْتما

قال ابن سيده: الــعُنْــوانُ والــعِنْــوانُ سِمَةُ الكِتابِ. وعَنْــوَنَه

عَنْــوَنَةً وعِنْــواناً وعَنَّــاهُ، كِلاهُما: وَسَمَه بالــعُنــوان. وقال أَيضاً:

والــعُنْــيانُ سِمَةُ الكتاب، وقد عَنَّــاه وأَــعْنــاه، وعَنْــوَنْتُ الكتاب

وعَلْوَنْته. قال يعقوب: وسَمِعْتُ من يقول أَطِنْ وأَــعِنْ أَي عَنْــوِنْه

واخْتِمْه. قال ابن سيده: وفي جَبْهَتِه عُنْــوانٌ من كَثْرَةِ السُّجودِ

أَي أَثَر؛ حكاه اللحياني؛ وأَنشد:

وأَشْمَطَ عُنْــوانٌ به مِنْ سُجودِه،

كَرُكْبَةِ عَنــزٍ من عُنــوزِ بَني نَصْرِ

والمُــعَنَّــى: جَمَلٌ كان أَهلُ الجاهلية يَنزِعُونَ سناسِنَ فِقْرَتِهِ

ويَعْقِرُون سَنامَه لئلاَّ يُرْكَب ولا يُنْتَفَع بظَهْرِه. قال الليث:

كان أَهل الجاهلية إِذا بَلَغَتْ إِبلُ الرجل مائةً عمدوا إِلى البعير

الذي أَمْأَتْ به إِبلُه فأَغْلقوا ظَهْرَه لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَع

بظَهْره، ليعرف أَن صاحِبَها مُمْئٍ، وإِغْلاق ظَهْرِه أَن يُنْزَع منه

سناسِنُ من فَقْرته ويُعْقر سَنامَه؛ قال ابن سيده: وهذا يجوز أَن يكونَ من

الــعَنــاءِ الذي هو التَّعَب، فهو بذلك من المُعْتلّ بالياء، ويجوز أَن

يكونَ من الحَبْسِ عن التَّصَرُّفِ فهو على هذا من المعتَلِّ بالواو؛ وقال

في قول الفرزدق:

غَلَبْتُكَ بالمُفَقَّئِ والمُــعَنِّــي،

وبَيْتِ المُحْتَبي والخافقاتِ

يقول: غَلَبْتُك بأَربع قصائد منها المُفَتِّئُ، وهو بيته:

فلَسْتَ، ولو فَقَّأْتَ عَينَك، واجداً

أَباً لكَ، إِن عُدَّ المَساعِي، كَدارِم

قال: وأَراد بالمُــعَنِّــي قوله تَــعَنَّــى في بيته:

تــعَنَّــى يا جَرِيرُ، لِغَيرِ شيءٍ،

وقد ذهَبَ القَصائدُ للرُّواةِ

فكيف تَرُدُّ ما بعُمانَ منها،

وما بِجِبالِ مِصْرَ مُشَهَّراتِ؟

قال الجوهري: ومنها قوله:

فإِنّكَ، إِذ تَسْعَى لتُدْرِكَ دارِماً،

لأَنْتَ المُــعَنَّــى يا جَرِيرُ، المُكَلَّف

وأَراد بالمُحْتَبي قوله:

بَيْتاً زُرارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائه،

ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارسِ نَهْشَلُ

لا يَحْتَبي بفِناءِ بَيْتِك مِثْلُهُم

أَبداً، إِذا عُدَّ الفعالُ الأَفْضَلُ

وأَراد بالخافقات قوله:

وأَيْنَ يُقَضِّي المالِكانِ أُمُورَها

بِحَقٍّ، وأَينَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟

أَخَذْنا بآفاقِ السَّماءِ عَلَيْكُمُ،

لنا قَمَرَاها والنُّجُومُ الطَّوالِعُ

عَنَى 

(عَنَــى) الْعَيْنُ وَالنُّونُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: الْأَوَّلُ الْقَصْدُ لِلشَّيْءِ بِانْكِمَاشٍ فِيهِ وَحِرْصٍ عَلَيْهِ، وَالثَّانِي دَالٌّ عَلَى خُضُوعٍ وَذُلٍّ، وَالثَّالِثُ ظُهُورُ شَيْءٍ وَبُرُوزُهُ.

فَالْأَوَّلُ مِنْهُ عُنِــيتُ بِالْأَمْرِ وَبِالْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَنِــيَ بِحَاجَتِي وَــعُنِــيَ - وَغَيْرُهُ قَالَ أَيْضًا ذَلِكَ. وَيُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ: تَــعَنَّــيْتُ أَيْضًا، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ - عِنَــايَةً وَــعُنِــيًّا فَأَنَا مَــعْنِــيٌّ بِهِ وَــعَنٍ بِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ عَنِــيَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ عَانٍ بِأَمْرِي، أَيْ مَــعْنِــيٌّ بِهِ. وَأَنْشَدَ:

عَانٍ بِقَصْوَاهَا طَوِيلُ الشُّغْلِ ... لَهُ جَفِيرَانِ وَأَيُّ نَبْلِ

وَمِنَ الْبَابِ: عَنَــانِي هَذَا الْأَمْرُ يَــعْنِــينِي عِنَــايَةً، وَأَنَا مَــعْنِــيٌّ [بِهِ] وَاعْتَنَيْتُ بِهِ وَبِأَمْرِهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي قَوْلُهُمْ: عَنَــا يَــعْنُــو، إِذَا خَضَعَ. وَالْأَسِيرُ عَانٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَــعْنِ هَذَا الْأَسِيرَ، أَيْ دَعْهُ حَتَّى يَيْبَسَ الْقِدُّ عَلَيْهِ. قَالَ زُهَيْرٌ: وَلَوْلَا أَنْ يَنَالَ أَبَا طَرِيفٍ ... إِسَارٌ مِنْ مَلِيكٍ أَوْ عَنَــاءُ

قَالَ الْخَلِيلُ: الْــعُنُــوُّ وَالْــعَنَــاءُ: مَصْدَرٌ لِلْعَانِي. يُقَالُ عَانٍ أَقَرَّ بِالْــعُنُــوِّ، وَهُوَ الْأَسِيرُ. وَالْعَانِي: الْخَاضِعُ الْمُتَذَلِّلُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَــعَنَــتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] . وَهِيَ تَــعْنُــو عُنُــوًّا. وَيُقَالُ لِلْأَسِيرِ: عَنَّــا يَــعْنُــو. قَالَ:

وَلَا يُقَالُ طَوَالَ الدَّهْرِ عَانِيهَا

وَرُبَّمَا قَالُوا: أَــعْنُــوهُ، أَيْ أَلْقُوهُ فِي الْإِسَارِ. وَكَانَتْ تَلْبِيَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هَذَا:

جَاءَتْ إِلَيْكَ عَانِيَهْ ... عِبَادُكَ الْيَمَانِيَهْ كَيْمَا تَحُجَّ الثَّانِيَهْ

عَلَى قِلَاصٍ نَاجِيَهْ

وَيَقُولُونَ: الْعَانِي: الْعَبْدُ. وَالْعَانِيَةُ: الْأَمَةُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَأَــعْنَــيْتُهُ إِذَا جَعَلْتَهُ مَمْلُوكًا. وَهُوَ عَانٍ بَيِّنُ الْــعَنَــاءِ. وَالْــعَنْــوَةُ: الْقَهْرُ. يُقَالُ أَخَذْنَاهَا عَنْــوَةً، أَيْ قَهْرًا بِالسَّيْفِ. وَيُقَالُ: جِئْتُ إِلَيْكَ عَانِيًا، أَيْ خَاضِعًا. وَيَقُولُونَ: الْــعَنْــوَةُ: الطَّاعَةُ. قَالَ:

هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي أَيُّهَا الْقَلْبُ عَنْــوَةً

وَالْــعَنَــاءُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنْ هَذَا. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: رُبَّتْ عَنْــوَةٍ لَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ: عَنَــاءٍ. قَالَ الْقَطَامِيُّ:

وَنَأَتْ بِحَاجَتِنَا وَرُبَّتَ عَنْــوَةٍ ... لَكَ مِنْ مُوَاعِدِهَا الَّتِي لَمْ تَصْدُقِ قَالُوا: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَنَــوْتُ عِنْــدَ فُلَانٍ عُنُــوًّا، إِذَا كُنْتَ أَسِيرًا عِنْــدَهُ. وَيَقُولُونَ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الْأَسِيرِ: لَا فَكَّ اللَّهُ عُنْــوَتَهُ! بِالضَّمِّ، أَيْ إِسَارَهُ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ عِنْــدَنَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ: الْــعَنِــيَّةُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُــعَنِّــي كَأَنَّهَا تُذِلُّ وَتَقْهَرُ وَتَشْتَدُّ عَلَى مَنْ طُلِيَ بِهَا. وَالْــعَنِــيَّةُ: أَبْوَالُ الْإِبِلِ تَخْثُرُ، وَذَلِكَ إِذَا وُضِعَتْ فِي الشَّمْسِ. وَيَقُولُونَ: بَلِ الْــعَنِــيَّةُ بَوْلٌ يُعْقَدُ بِالْبَعْرِ. قَالَ أَوْسٌ:

كَأَنَّ كُحَيْلًا مُعْقَدًا أَوْ عَنِــيَّةً عَلَى ... رَجْعِ ذِفْرَاهَا مِنَ اللِّيثِ وَاكِفُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: " عَنِــيَّةٌ تَشْفِي الْجَرَبَ "، يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُتَدَاوَى بِعَقْلِهِ وَرَأْيِهِ، كَمَا تُدَاوَى الْإِبِلُ الْجَرْبَى بِالْــعَنِــيَّةِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَّــيْتُ الْبَعِيرَ، أَيْ طَلَيْتُهُ بِالْــعَنِــيَّةِ. وَأَنْشَدَ:

عَلَى كُلِّ حَرْبَاءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ ... حَمُولَةُ طَالٍ بِالْــعَنِــيَّةِ مُمْهِلِ

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: عُنْــيَانُ الْكِتَابِ، وَــعُنْــوَانُهُ، وَــعُنْــيَانُهُ. وَتَفْسِيرُهُ عِنْــدَنَا أَنَّهُ الْبَارِزُ مِنْهُ إِذَا خُتِمَ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَــعْنَــى الشَّيْءِ. وَلَمْ يَزِدِ الْخَلِيلُ عَلَى أَنْ قَالَ: مَــعْنَــى كُلِّ شَيْءٍ: مِحْنَتُهُ وَحَالُهُ الَّتِي يَصِيرُ إِلَيْهَا أَمْرُهُ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ مَا أَعْرِفُ مَــعْنَــاهُ وَمَــعْنَــاتَهُ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ قِيَاسُ اللُّغَةِ أَنَّ الْمَــعْنَــى هُوَ الْقَصْدُ الَّذِي يَبْرُزُ وَيَظْهَرُ فِي الشَّيْءِ إِذَا بُحِثَ عَنْــهُ. يُقَالُ: هَذَا مَــعْنَــى الْكَلَامِ وَمَــعْنَــى الشِّعْرِ، أَيِ الَّذِي يَبْرُزُ مِنْ مَكْنُونِ مَا تَضَمَّنَهُ اللَّفْظُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى الْقِيَاسِ قَوْلُ الْعَرَبِ: لَمْ تَــعْنِ هَذِهِ الْأَرْضُ شَيْئًا وَلَمْ تَــعْنُ أَيْضًا، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ تُنْبِتْ، فَكَأَنَّهَا إِذْ كَانَتْ كَذَا فَإِنَّهَا لَمْ تُفِدْ شَيْئًا وَلَمْ تُبْرِزْ خَيْرًا. وَمِمَّا يُصَحِّحُهُ قَوْلُ الْقَائِلِ:

وَلَمْ يَبْقَ بِالْخُلَصَاءِ مِمَّابِهِ ... مِنَ الْبَقْلِ إِلَّا يُبْسُهَا وَهَجِيرُهَا

وَمِمَّا يُصَحِّحُهُ أَيْضًا قَوْلُهُمْ: عَنَــتِ الْقِرْبَةُ تَــعْنُــو، وَذَلِكَ إِذَا سَالَ مَاؤُهَا. قَالَ الْمُتَنَخِّلُ:

تَــعْنُــو بِمَخْرُوتٍ

قَالَ الْخَلِيلُ: عُنْــوَانُ الْكِتَابِ يُقَالُ مِنْهُ: عَنَّــيْتُ الْكِتَابَ، وَــعَنَّــنْتُهُ، وَــعَنْــوَنْتُهُ. قَالَ: وَهُوَ فِيمَا ذَكَرُوا مُشْتَقٌّ مِنَ الْمَــعْنَــى. قَالَ غَيْرُهُ: مَنْ جَعَلَ الْــعُنْــوَانَ مِنَ الْمَــعْنَــى قَالَ: عَنَّــيْتُ بِالْيَاءِ فِي الْأَصْلِ. وَــعُنْــوَانٌ تَقْدِيرُهُ فُعْوَالٌ. وَقَوْلُكَ عَنْــوَنْتُ فَهُوَ فَعْوَلْتُ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: يُقَالُ مَا عَنَــا مِنْ فُلَانٍ خَيْرٌ، وَمَا يَــعْنُــو مِنْ عَمَلِكَ هَذَا خَيْرٌ عَنْــوًا.

عَنَزَ

(عَنَــزَ)
(هـ) فِيهِ «لمَّا طَــعَن [رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أُبَيّ بْنَ خَلَف بالــعَنَــزَة بَيْنَ ثَدْيَيْه قَالَ: قَتَلني ابنُ أَبِي كَبْشَة» الــعَنَــزَة: مِثْل نِصْف الرُّمْح أَوْ أَكْبَرُ شَيْئًا، وَفِيهَا سِنَانٌ مِثْل سِنَان الرُّمْح، والعُكَّازة: قَريب مِنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.

عَنَاقانِ

عَنَــاقانِ:
تثنية الــعنــاق من المعز، يذكر اشتقاقه في الــعنــاق بعده: وهو اسم موضع ذكره كثير فقال:
قوارض حضني بطن ينبع غدوة ... قواصد شرقيّ الــعنــاقين عيرها

فَعَن

فَــعَن
: (فَــعَنُ، بالمُهْملةِ محرَّكةً: أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهِي (ة باليَمنِ مِن حُصون بَني زُبَيْدِ بنِ صَعْب بنِ سعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحجٍ.

عند الكريم

عنــد الكريم:
[في الانكليزية] Servant of the Generous
[ في الفرنسية] Serviteur du Genereux
هو في اصطلاح الصوفية من جعله الله نمودجا لاسمه الكريم، وتجلّى عليه بكرمه، وقد تحقّق بحقيقة العبودية، وكذلك هو من يستر عيوب الناس ويسامح الآخرين فيما يفعلونه به من تقصير، ويعذرهم بسبب كرم طبعه وحسن أفعاله، كذا في كشف اللغات.

عَنَفَ

(عَنَــفَ)
فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يُعْطي عَلَى الرِّفق مَا لَا يُعْطي عَلَى الــعُنْــف» هُوَ بِالضَّمِّ الشِّدَّة والمَشقة، وَكُلُّ مَا فِي الرِّفْق مِنَ الْخَيْرِ فَفِي الــعُنْــف مِنَ الشَرِّ مِثْله. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «إِذَا زَنَتْ أمَةُ أحَدكم فلْيَجْلِدْها وَلَا يُــعَنِّــفْها» التَّــعْنِــيف: التَّوْبِيخُ والتَّقريع واللَّوم. يُقَالُ: أَــعْنَــفْتُه وعَنَّــفْتُه: أَيْ لَا يَجَمع عَلَيْهَا بَيْنَ الحدِّ والتَّوبيخ.
وَقَالَ الخطَّابي: أَرَادَ لَا يَقْنع بتَــعْنِــيفِها عَلَى فِعْلها، بَلْ يُقيم عَلَيْهَا الْحَدَّ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُنكرون زِنا الْإِمَاءِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْــدَهُمْ عَيْبا.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.