هرر: هَرَّ الشيءَ يَــهُرُّــه ويَــهِرُّــه هَرّــاً وهَريراً: كَرِهَهُ؛ قال
المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ:
ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى،
فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ
وهَرَــرْتُه أَي كَرِهْتُه أَــهُرُّــه وأَــهِرُّــه، بالضم والكسر. وقال ابن
الأَعرابي: أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّــةً وهَرِــيرَةً أَي كراهية. الجوهري:
والــهِرُّ الاسم من وقولك هَرَــرْتُه هَرّــاً أَي كرهته. وهَرَّ فلان الكأْسَ
والحرْبَ هَرِــيراً أَي كرهها؛ قال عنترة:
حَلَفْنا لهم، والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً:
نُزايِلُكُمْ حتى تَــهِرُّــوا العَوالِيا
الرَّدَيانُ: ضَرْبٌ من السَّيْرِ،وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ
رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ. وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا
نزايلكم، فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح،
ونزايلكم: نُبارِحُكُمْ، يقال: ما زايلته أَي ما بارحته. والعوالي: جمع
عاليةِ الرمح، وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع. وفلان هَرَّــهُ الناسُ إِذا
كرهوا ناحِيته؛ قال الأَعشى:
أَرَى الناسَ هَرُّــونِي وشُــهِّرَ مَدْخَلِي،
ففي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا
وهَرَّ الكلبُ إِليه يَــهِرُّ هَرِــيراً وهِرَّــةً، وهَرِــيرُ الكلبِ: صوته
وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد؛ قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة
البرد:
أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه،
إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُرِّ ضائِفُ
إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ،
على حينَ هَرَّ الكلبُ، والثَّلْجُ خاشِفُ
ضائف: من الضيف. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ: يريد بالنجم الثريا،
وكَبَّدَ: صار في وسط السماء عند شدَّة البرد. وخاشف: تسمع له خَشْفَة عند المشي
وذلك من شدة البرد. ابن سيده: وبالــهَرِــيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ
إِلى بعض في الحرب. وفي الحديث: أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال
رجل: يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل؟
فقال: ليستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الكلب يَــهِرُّ من وراءِ أَهله؛ معناه أَن
الشجاعة غَرِِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً
وحَمِيَّةً لا حِسبَةً، فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَــهِرَّ دون أَهله
ويَذُبَّ عنهم، يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة.
يقال: هَرَّ الكلبُ يَــهِرُّ هَرِــيراً، فهو هارٌّ وهَرَّــارٌ إِذا نَبَحَ
وكَشَرَ عن أَنيابه، وقيل: هو صوته دون نُباحه. وفي حديث شُرَيْحٍ: لا
أَعْقِلُ الكلبَ الــهَرَّــارَ أَي إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه
شيئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه. وفي حديث أَبي الأَسود:
المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَــهِرُّ في وجهه كما يَــهِرُّ الكلب. وفي
حديث خزيمة: وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَــهِرُّ بعضها في وجه بعض من
الجهد. وقد يطلق الــهرير على صوت غير الكلب، ومنه الحديث: إِني سمعت
هَرِــيراً كَــهَرِــيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها. ابن سيده: وكلب هَرَّــارٌ كثير
الــهَرِــير، وكذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَــهَرَّــه ما أَحَسَّ به.
قال سيبويه: وفي المثل: شَرٌّ أَــهَرَّ ذا نابٍ، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة
لأَنه في معنى ما أَــهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ، أَعني أَنَّ الكلام عائد
إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى، أَلا
ترى أَنك لو قلت: أَــهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ، لكنت على طرف من الإِخبار غير
مؤَكدف فإِذا قلت: ما أَــهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ، كان أَوْكَدَ، أَلا ترى
أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد؟ قال: وإِنما
احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً، وذلك أَن قائل
هذا القول سمع هَرِــيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ
شَرٍّ، فقال: شَرٌّ أَــهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَــهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ
تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه، وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه
ضيف أَو مسترشد، فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ
به. وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه. وهَرْهَرْــتُ الشيءَ: لغة في مَرْمَرْتُه
إِذا حَرَّكْتَه؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ
لأَبي تُرابٍ من غير سماع. وهرَّــت القوسُ هَرِــيراً: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي
حنيفة؛ وأَنشد:
مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه
هَرِــيرٌ، إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ
والــهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والجمع هِرَــرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ،
والأُنثى هِرَّــةٌ بالهاء، وجمعها هِرَــرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ. وفي الحديث: أَنه
نهى عن أَكل الــهرِّ وثَمَنِه؛ قال ابن الأَثير: وإِنما نهى عنه لأَنه
كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان
واحد، فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إِذا انتقل
عنهم، وقيل: إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي. وهِرّ: اسم امرأَة، من
ذلك؛ قال الشاعر:
أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟
وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّــاً: اشتدَّ يُبْسُه
وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الــهِرِّ وأَنيابه؛ قال:
رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى
إِذا ما هَرَّ، وامْتَنَعَ المَذاقُ
وقولهم في المثل: ما يعرف هِرّــاً من بِرٍّ؛ قيل: معناه ما يعرف من
يَــهُرُّــه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه. وقال الفَزاريُّ:
البِرُّ اللُّطف، والــهِرُّ العُقُوق، وهو من الــهَرِــيرِ؛ ابن الأَعرابي:
البِرُّ الإِكرام والــهِرُّ الخُصُومَةُ، وقيل: الــهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ
والبِرُّ الفأْر. وقال ابن الأَعرابي: لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ
له، وقيل: أَرادوا هِرْهِرْ، وهو سَوْقُ الغنم، وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها؛
وقيل: الــهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها. وقال أَبو عبيد: ما يعرف
الــهَرْهَرَــةَ من البَرْبَرَةِ؛ الــهَرْهَرَــةُ: صوت الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ
المِعْزَى. وقال يونس: الــهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دعاءُ الغنم. وقال
ابن الأَعرابي: الــهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، والبِرُّ دعاؤُها
إِلى الماء. وهَرْهَرْــتُ بالغنم إِذا دعوتها.
والــهُرارُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم؛ قال
غَيْلانُ بن حُرَيْث:
فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ، فإِنَّني
بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ
أَي خائِفٌ سِلاَّ، والباء زائدة؛ تقول منه: هُرَّــتِ الإِبِلُ تُــهَرُّ
هَرّــاً. وبعير مَــهْرُــورٌ أَصابه الــهُرارُ، وناقة مَــهْرُــورَةٌ؛ قال الكميت
يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ:
ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً،
ولا يُــهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ
قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ، وذكر الإِبِلَ وهو
يريد أَصحابها. قال ابن سيده: وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن
الممدوح هنيءُ العطية، وقيل: هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه، وقيل: الــهُرارُ
سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان. الكسائيُّ والأُمَوِيُّ: من أَدواءِ
الإِبل الــهُرَــارُ، وهو استطلاق بطونها، وقد هَرَّــتْ هَرّــاً وهُراراً، وهَرَّ
سَلْحُه وأَرَّ: اسْتَطْلَقَ حتى مات. وهَرَّــهُ هو وأَرَّهُ: أَطلقه من
بطنه، الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء. ابن الأَعرابي: هَرَّ بِسَلْحِهِ
وهَكَّ به إِذا رمى به. وبه هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت.
والــهَرَّــارَانِ: نَجْمانِ؛ قال ابن سيده: الــهَرَّــارانِ النَّسْرُ
الواقِعُ وقلبُ العقرب؛ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ:
وساق الفَجْرُ هَرَّــارَيْهِ، حتى
بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ
وقد يفرد في الشعر؛ قال أَبو النجم يصف امرأَة:
وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الــهَرَّــارِ
والــهَرُّ: ضَرْبٌ من زجر الإِبل. وهِرٌّ: بلد وموضع؛ قال:
فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لقيتُه
بصَحْراءِ هِرٍّ، ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا
ورأْس هِرّ: موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه. والــهُرُّ والــهُرّــهُورُ
والــهَرْــهارُ والــهُراهِرُ: الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إِذا جَرى
سمعت له هَرْهَرْ، وهو حكاية جَرْيِهِ. الأَزهري: والــهُرْــهُورُ الكثير من
الماءِ واللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَــةً؛ وقال:
سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا،
إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَــا
وسمعت له هَرْهَرَــةً أَي صوتاً عند الحَلْب. والــهَرُــورُ والــهُرْــهُورُ:
ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأزهري: في أَصل الكَرْم. قال أَعرابي:
مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَــهْرارُها
فأَكلتُ هُرْــهُورَةً فما وقعت ولا طارت؛ قال الأَصمعي: الجفنة الكَرْمَة،
والسُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغين، والقطوف العناقيد،
قال: ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ. وهرّ يَــهُرُّ إِذا أَكل
الــهَرُــور، وهو ما يتساقط من الكرم، وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى. ابن السكيت: يقال
للناقة الــهَرِــمَة هِرْهِرٌ، وقال النضر: الــهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ
رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ؛ والجمع الــهَراهِرُ؛ وقال
غيره: هي الــهِرْــشَفَّةُ والــهِرْــدِشَةُ أَيضاً. ومن أَسماءِ الحيات: القَزَازُ
والــهِرْــهِيرُ. ابن الأَعرابي: هَرَّ يَــهَرُّ إِذا ساءَ
خُلُقُه.والــهُرْــهُور: ضرب من السُّفُن. ويقال للكانُونَيْنِ: هما الــهَرَّــارانِ وهما
شَيْبان ومِلْحانُ. وهَرْهَرَ بالغنم: دعاها إِلى الماءِ فقال لها: هَرْهَرْ.
وقال يعقوب: هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز. والــهَرْهَرَــةُ: حكاية
أَصوات الهند في الحرب. غيره: والــهَرْهَرَــةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض
أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب. وهَرْهرَ: دعا الإِبل إِلى الماءِ.
وهَرْهَرةُ الأَسد: تَرْديدُ زئِيرِه، وهي الي تسمى الغرغرة. والــهَرْهَرَــةُ:
الضحك في الباطل. ورجل هَرْــهارٌ: ضَحَّاك في الباطل. الأَزهري في ترجمة
عقر: التَّــهَرْهُرُ صوت الريح، تَــهَرْهَرَــتْ وهَرْهَرَــتْ واحدٌ؛ قال وأَنشد
المؤَرِّجُ:
وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ،
يَجْري عليك المُورُ بالتَّــهَرْهُرِ
يا لك من قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ
كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّرِ
أَي في صر وجلادة، والله أَعلم.