Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أب

أَبْشَرْتُه

(أَبْــشَرْتُه) أَبْــشَرْتُه: أَي بَشَّرْتُه.
وقرأَ ابراهيمُ النَّخَعِيُّ، ويَحْيى ابنُ وَثَّاب (مُبْشِرينَ ومُنْذِرينَ) (الوَسْعُ) الوَسُع والوِسْعُ: لُغتان في الوُسْع، وقرأَ ابنُ أَبــي عَبْلَةَ (لا تُكَلَّف نَفْسٌ إلاَّ وَسْعَهَا) . السِّعةُ: لغة في السِّعة، وقرأَ زيدُ بن عليٍّ (ولم يُوتَ سِعَةُ من المال) .

أُبَيْر

أُبَــيْر:
بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وراء، بلفظ التصغير كأنه من الــأبــر وهو إصلاح النخل: عين بني أبــير من نواحي هجر دون الأحساء، يشرف عليها والغ، واد بالبحرين. وأبــير أيضا موضع في بلاد غطفان، وقيل ماء لبني القين بن جسر عن نصر.

سُوَيْقَةُ أبي الورد

سُوَيْقَةُ أبــي الورد:
بغربي بغداد بين الكرخ والصراة، تنسب إلى أبــي الورد عمرو بن مطرّف الخراساني ثمّ المروزي، وكان يلي المظالم للمهدي وينظر إلى القصص التي تلقى في البيت الذي يسمّى بيت العدل في مسجد الرّصافة، ويتصل بهذه السويقة قطيعة إسحاق الأزرق الشروي عن يمينها، وعن يسارها بركة زلزل.

أَبْخازُ

أَبْــخازُ:
بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف وزاي:
اسم ناحية من جبل القبق المتّصل بباب الــأبــواب، وهي جبال صعبة المسلك وعرة لا مجال للخيل فيها، تجاور بلاد اللّان، يسكنها أمّة من النصارى يقال لهم الكرج، وفيها تجمّعوا ونزلوا إلى نواحي تفليس، فصرفوا المسلمين عنها وملكوها في سنة 515 ولم يزالوا متملّكين عليها وأبــخاز معاقلهم حتى قصدهم خوارزم شاه جلال الدين في سنة 621 فأوقع بهم، واستنقذ تفليس من أيديهم، وهربت ملكتهم إلى أبــخاز، وكان لم يبق من بيت الملك غيرها.

صأب

ص أ ب

معه صبيان، كأنهم صئبان. وقد صئب رأسه.
صــأب
الصؤابَةُ: واحِدُ الصِّئْبانِ وهي بَيْضَةُ البُرْغُوْثِ والقَمْلِ. والصُّؤابُ من الذَّهَبِ: الدقَاقُ، شُبِّهَ بالأول.
[صــأب] الصُؤَابَةُ بالهمز: بيضةُ القملةِ، والجمع الصُؤَابُ والصِئْبانُ. وقد صَئِبَ رأسُهُ وأَصْــأَبَ أيضاً، إذا كَثُرَ صِئْبانُهُ. وصَئِبَ الرجلُ، إذا أكثر من شُرْبِ الماءِ فهو رجلٌ مصــأب، على مفعل.
ص أ ب: (الصُّؤَابَةُ) بِالْهَمْزَةِ بَيْضَةُ الْقَمْلَةِ وَجَمْعُهَا (صُؤَابٌ) وَ (صِئْبَانٌ) وَقَدْ (صَئِبَ) رَأْسُهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (أَصْــأَبَ) أَيْضًا أَيْ كَثُرَ (صِئْبَانُهُ) . 
صــأب: صؤابة: بيضة القَملة، وجمعها صئبان وهذه تستعمل اسم جنس، ففي ابن البيطار (2: 291): حيوان احمر كأنه الصئبان.
صِئْبانة أو صيبانة: اسم الواحدة من بيض القمل، اشتقت من صِئْبان جمع صُؤابة (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه ( Len dex صؤابة وهي الصيبانة). (ألكالا، بوشر) وفي معجم فوك: صِبانة (انظرها أيضاً في مادة صبن).
ص أب

صَئِبَ من الشرابِ صَــأُبــاً رَوِيَ وامْتلأَ والصُّؤابُ والصُّؤابَةُ بَيْضُ البُرْغوثِ والقَمْلِ جَمْعُ الصُّؤابِ صِئْبَانٌ قال جريرٌ

(كثيرةُ صِئْبانِ النِّطاقِ كأنَّها ... إذا رَشَحَتْ منها المَغَابِنُ كِيرُ) وقد غَلِطَ يعقوبُ في قَوْلِه ولا تَقُلْ صِئبانٌ وقد صَئِبَ رأسُه وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(يا رَبِّ أَوْجِدْنِي صُؤاباً حيَّا ... فما أَرَى الطَّيّارَ يُغْنِي شَيَّا)

أي أَوْجِدْنِي كالصُّؤابِ من الذَّهَبِ وعَنَى بالحَيِّ الصَّحيحَ الذي ليس بمُزَفَّتٍ ولا مُنَفَّتٍ والطَّيَّارُ ما طارتْ به الرِّيحُ من دَقِيقِ الذَّهَبِ
صــأب
صئِبَ يَصــأَب، صَــأَبًــا، فهو صائب
• صئِب رأسُ الطِّفل: كثُر بيضُ القَمْل فيه. 

أصــأبَ يُصئِب، إصآبًا، فهو مُصئِب
• أصــأب الرَّأسُ: صئِبَ؛ كثُر فيه الصُّؤابُ، أي بَيْض القَمْل. 

صُؤاب [جمع]: مف صُؤابة: بيض القمل "شعر الصبيّ مملوء بالصُؤاب". 

صَــأَب [مفرد]: مصدر صئِبَ. 

صِئْبان [جمع]: مف صُؤابة: صُؤاب. 

صِيبان [جمع]: صُؤاب، صئبان. 

صــأب: صَئِبَ من الشَّراب صــأَبــاً: رَوِيَ وامتَـلأَ، وأَكثر من شرب الماء. وصَئِبَ من الماءِ إِذا أَكثر شربه، فهو رجل مِصْـــأَبٌ، على مِفْعَل.والصُّـؤَابُ والصُّـؤَابة، بالهمز: بيض البرغوث والقمل، وجمع الصؤَاب صِئبان؛ قال جرير:

كثيرة صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها، * إِذا رَشَحَتْ منها المعابِنُ، كِـيرُ

وفي الصحاح: الصُّـؤَابة، بالهمز، بيضَةُ القملة، والجمع الصُّـؤَاب والصِّئبان؛ وقد غَلِطَ يعقوب في قوله: ولا تقل صئبان.

وقد صَئِبَ رأْسُه، وأَصْـــأَبَ أَيضاً، إِذا كثر صِئْبانُه؛ وقوله

أَنشده ابن الأَعرابي:

يا ربِّ!أَوجِدْني صُـؤَاباً حَـيَّا، * فما أَرَى الطَّـيَّارَ يُغْني شَـيَّا

أَي أَوجدني كالصـؤَاب من الذهب، وعنى بالحي الصحيح الذي ليس بِمُرْفَتٍّ ولا مُنْفَتٍّ، والطَّـيَّارُ: ما طارت به الريح من دقيق

الذهب.أَبــو عبيد: الصِّـئْبانُ ما يتحبب من الجليد كاللؤلؤ الصِّغار؛

وأَنشد:

فأَضحَى، وصِئْبانُ الصَّقيع كأَنه * جُمانٌ، بضاحي متْنِه، يَتَحدَّرُ

ص

أب1 صَئِبَ رَأْسُهُ His head abounded with صُؤَاب [or nits]; (S, M, K;) as also ↓ اصــأب. (S, K.) صَئِبَ مِنَ الشَّرَابِ, (M, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. صَــأْبٌ, (M,) He was, or became, satisfied, and filled, with drink: (M, K:) or صَئِبَ [alone] he drank much water. (S.) 4 أَصْاَ^َ see the preceding paragraph.

صُؤْبَةٌ A granary, or granaries, (أَنْبَار,) of wheat (طَعَام). (K.) b2: And A place where dates are dried: so in the dial. of the people of El-Felj. (TA in art. حضر.) صُؤَابٌ: see the next paragraph, in three places.

صُؤَابٌ, (S, K,) vulgarly pronounced صُوَابَة, without., (MF, TA,) A nit; i. e. an egg of a louse; (S, K;) and an egg of a flea; (K;) but accord. to some, not applied to the latter unless tropically: (MF, TA:) accord. to IDrst, a young louse: (TA:) or the eggs of the flea and of the louse; as also ↓ صُؤَابٌ: (M:) [or,] accord. to the S and K, ↓ صُؤَابٌ and صِئْبَانٌ, (TA,) the latter of which is vulgarly pronounced صِيبَان, without ء, (MF, TA,) are pls. of صُؤَابَةٌ; but the former of them is a coll. gen. n., of which صُؤَابَةٌ is the n. un.: (TA:) Yaakoob has erroneously asserted that one should not say صِئْبَانٌ. (M, TA.) b2: ↓ صُؤَابٌ is also sometimes applied to (assumed tropical:) The small pieces of gold that are taken forth from the dust, or earth, of the mine. (IDrst, TA.) In the following verse, cited by IAar, حَيَّا ↓ يَا رَبِّ أَوْجِدْنِى صُؤَابًا فَمَا أَرَى الطَّيَّارَ يُغْنِى شَيَّا the poet means, [O my Lord,] cause me to find gold like صُؤَاب [or nits], whole, or sound, not broken into minute parts; [for I see not the طَيَّار to stand in any stead; شَيَّا being for شَيْئًا;] by the طيّار meaning the minutest pieces of gold that the wind blows away. (M, L, TA.) b3: And [the pl.] صِئْبَانٌ signifies [also] (assumed tropical:) Hoar-frost formed into grains like small pearls. (A'Obeyd, L, TA.) [And drops of fine rain are said to be likened to صِئْبَان: see Ham p. 796. See also صَبِىٌّ (in art. صبو), last sentence.]

مِصْــأَبٌ A man who drinks much water: (S:) or who satisfies and fills himself with drink. (K.)

إنباء الغمر، في أبناء العمر

إنباء الغمر، في أبــناء العمر
في التاريخ.
للحافظ (1 / 171) شهاب الدين، أبــي الفضل: أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
أوله: (الحمد لله الباقي، وكل مخلوق يفنى... الخ).
ذكر فيه: أنه جمع الحوادث التي أدركها منذ ولد، سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
وأورد في: كل سنة أحوال الدول، ووفيات الأعيان، مستوعبا لرواة الحديث.
وغالب ما نقله من: (تاريخ ناصر الدين بن الفرات)، و(صارم الدين بن دقماق)، و(شهاب الدين بن حجي)، و(المقريزي)، و(التقي الفاسي)، و(الصلاح خليل الأقفهسي)، و(البدر العيني).
وأورد ما شاهده أيضا، قال: وهذا الكتاب يحسن من حيث الحوادث: أن يكون ذيلا على: (تاريخ الحافظ ابن كثير)، فإنه انتهى في (ذيل تاريخه) إلى هذه السنة.
ومن حيث الوفيات: أن يكون ذيلا على (وفيات بن رافع).
وانتهى فيه: إلى سنة خمسين وثمانمائة.
و (الذيل عليه).
لبرهان الدين: إبراهيم بن عمر البقاعي.
المتوفى: سنة خمس وثمانين وثمانمائة.
بلغ فيه: إلى آخر سنة سبعين.
وسماه: (إظهار العصر، لأسرار أهل العصر).
أوله: (الحمد لله الذي يبدئ ويعيد... الخ).
و (ذيل آخر)، المسمى: (بأنباء المصر، في أبــناء العصر).
من: سنة إحدى وخمسين، إلى سنة ست وثمانين.

زَأَبَ 

(زَــأَبَالزَّاءُ وَالْهَمْزَةُ وَالْبَاءُ كَلِمَتَانِ. يُقَالُ زَــأَبَ الشَّيْءَ، إِذَا حَمَلَهُ. وَالِازْدِئَابُ: الِاحْتِمَالُ. وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى زَــأَبَ، إِذَا شَرِبَ شُرْبًا شَدِيدًا. وَلَا قِيَاسَ لَهُمَا.

أبي

(أبــي) الْغذَاء وَمِنْه أبــي عافه فَامْتنعَ عَنهُ فَهُوَ أبــيان
(أ ب ي) : (أَبَــى) الْأَمْرَ لَمْ يَرْضَهُ وَــأَبَــى عَلَيْهِ امْتَنَعَ وَقَدْ يُقَالُ أَبَــى عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السِّيَرِ لَمْ يَسَعْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَــأْبَــوْا عَلَى أَهْلِ الْحِصْنِ مَا طَلَبُوا وَالْمَصْدَرُ الْإِبَاءُ عَلَى فِعَالٍ وَالْإِيبَاءُ فِي مَعْنَاهُ خَطَأٌ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ لُقِّبَ آبِي اللَّحْمِ الْغِفَارِيِّ لِأَنَّهُ كَانَ يَــأْبَــى أَكْلَ اللَّحْمِ وَعَنْ ابْنِ الْكَلْبِيِّ كَانَ لَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى الْأَصْنَامِ وَاسْمُهُ خَلَفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ قُتِلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

أبــي: الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبــى فلان يــأْبــى، بالفتح فيهما مع

خلوه من حُروف الحَلْق، وهو شاذ، أَي امتنع؛ أَنشد ابن بري لبشر بن أَبــي

خازم:

يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد،ٍ،

وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ

فهو آبٍ وأَبــيٌّ وأَبَــيانٌ، بالتحريك؛ قال أَبــو المجشِّر، جاهليّ:

وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي،

وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الــأَبَــيانِ

أَبــى الشيءَ يَــأْبــاه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه. قال يعقوب: أَبــى يَــأْبــى

نادر، وقال سيبويه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ. وقال

مرَّة: أَبــى يَــأْبــى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال:

وقالوا يِئْبى، وهو شاذ من وجهين: أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل، وما كان على

فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع

فَعِل، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل

الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا

الكسر في الياء من يِئْبَى، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل،

واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة.

قال ابن جني: وقد قالوا أَبــى يَــأْبــى؛ أَنشد أَبــو زيد:

يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتــأْبِــيَهْ،

ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ

جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي. قال ابن بري: وقد كُسِر أَول

المضارع فقيل تِيبى؛ وأَنشد:

ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ،

هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَهْ

قال الفراء: لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل، مفتوح العين في

الماضي والغابر، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبــى

يــأْبــى، فإِنه جاء نادراً، قال: وزاد أَبــو عمرو رَكَنَ يَرْكَن، وخالفه

الفراء فقال: إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن. وقال أَحمد بن يحيى:

لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق

إِلا أَبــى يَــأْبــى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وزاد

المبرّد: جَبى يَجْبى، قال أَبــو منصور: وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها، إِذا

تَنَغَّم، على قَلا يَقْلي، وغَشِيَ يَغْشى، وشَجاه يَشْجُوه، وشَجيَ

يَشْجى، وجَبا يَجْبي. ورجل أَبــيٌّ: ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً. ورجل

أَبَــيانٌ: ذو إِباءٍ شديد. ويقال: تَــأَبَّــى عليه تَــأَبِّــياً إِذا امتنع

عليه. ورجل أَبَّــاء إِذا أَبــى أَن يُضامَ. ويقال: أَخذه أُبــاءٌ إِذا كان

يَــأْبــى الطعام فلا يَشْتهيه. وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبــى

وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأَن من ترك

التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَبــاهُ. والإِباءُ: أَشدُّ

الامتناع. وفي حديث أَبــي هريرة: ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين، فقيل:

أَربعين سنة؟ فقال: أَبَــيْتَ، فقيل: شهراً؟ فقال: أَبَــيْتَ، فقيل: يوماً؟

فقال: أَبَــيْتَ أَي أَبَــيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ

ببَيانه، وإِن روي أَبَــيْتُ بالرفع فمعناه أَبَــيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم

أَسمعه، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبــى فلان

الماءَ وآبَيْتُه الماءَ. قال ابن سيده: قال الفارسي أَبــى زيد من شرب الماء

وآبَيْتُه إِباءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ:

قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ،

مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ

والآبِيةُ: التي تَعافُ الماء، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء. وفي

المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ

العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها. وماءٌ مــأْبــاةٌ: تَــأْبــاهُ الإِبلُ. وأَخذهُ

أُبــاءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء،

والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال، قال الجوهري: يقال أَخذه أُبــاءٌ،

على فُعال، إِذا جعل يــأْبــى الطعامَ. ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُبــاةٍ

وأُبِــيٍّ وأُبَّــاء، ورجل أَبــيٌّ من قوم أَبِــيِّينَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ

العَدْوانيُّ:

إِني أَبــيٌّ، أَبــيٌّ ذو مُحافَظةٍ،

وابنُ أَبــيٍّ، أَبــيٍّ من أَبِــيِّينِ

شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها. والــأَبِــيَّة من الإِبل: التي

ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَــتِ اللَّقاح. وأَبَــيْتَ اللَّعْنَ: من

تحيَّات المُلوك في الجاهلية، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول

أَبَــيْتَ اللَّعْنَ. وفي حديث ابن ذي يَزَن: قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل

عليه أَبَــيْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم،

معناه أَبَــيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه.

وأَبِــيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عنه من غير شِبَع. ورجل

أَبَــيانٌ: يــأْبــى الطعامَ، وقيل: هو الذي يــأْبــى الدَّنِيَّة، والجمع

إِبْيان؛ عن كراع. وقال بعضهم: آبى الماءُ

(* قوله «آبى الماء إلى قوله خاطر

بها» كذا في الأصل وشرح القاموس). أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه

إِلاَّ بتَغْرير، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر

بنفسه أَي خاطَرَ بها.

وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ

لامتلائه. وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها.

وأَبــيَ الفَصِيل أَبــىً وأُبــيَ: سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُبــاءٌ. أَبــو عمرو:

الــأَبــيُّ الفاس من الإِبل

(* قوله «الــأبــي النفاس من الإبل» هكذا في الأصل

بهذه الصورة)، والــأَبــيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها،

والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها.

والــأُبــاءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ

أَبــوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وهي الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها

فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ. قال أَبــو

حنيفة: الــأُبــاءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبــوال الأَرْوَى، فإِِذا رَعَته

المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز

هلَكت. قال أَبــو زيد: يقال أَبــيَ التَّيْسُ وهو يَــأْبَــى أَبــىً، مَنْقوص،

وتَيْس آبَى بَيّن الــأَبَــى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه. وعنز

أَبْــواءُ في تُيوس أُبْــوٍ وأَعْنُزٍ أُبْــوٍ: وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من

المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك

داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فلا يكاد يُقْدَر

على أَكل لحمه من مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك، غير أَنه

قَلَّما يكون ذلك في الضأْن؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها

الــأُبــاء:فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه

أُبــىً، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا

فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى،

ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا

لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته، وذلك أَن الضَّأْن لا

يضرُّها الــأُبــاء أَن يَقْتُلَها. تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِــيةٌ وأَبْــواء،

وقد أَبِــيَ أَبــىً. أَبــو زياد الكلابي والأَحمر: قد أَخذ الغنم الــأُبَــى،

مقصور، وهو أَن تشرَب أَبــوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء؛ قال أَبــو منصور:

قوله تشرَب أَبــوال الأَرْوَى خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: وكذلك

سمعت العرب. أَبــو الهيثم: إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ

الماعِزة الجَبَلِيَّة، وهي الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد

تَبْرأُ، فيقال: قد أَبِــيَتْ تَــأْبَــى أَبــىً. وفصيلٌ مُوبىً: وهو الذي يَسْنَق

حتى لا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع

(* هكذا بياض في

الأصل بمقدار كلمة) . . . أُخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو كهيئة الجُنون، وكذلك

الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً. والــأَبَــى: من قولك أَخذه أُبــىً إِذا أَبِــيَ أَن

يأْكل الطعام، كذلك لا يَشتهي العَلَف ولا يَتَناولُه.

والــأَبــاءَةُ: البَرديَّة، وقيل: الأَجَمَة، وقيل: هي من الحَلْفاء

خاصَّة. قال ابن جني: كان أَبــو بكر يشتقُّ الــأَبــاءَةَ من أَبَــيْت، وذلك أَن

الأَجمة تَمْتَنع وتَــأْبَــى على سالِكها، فأَصْلُها عنده أَبــايَةٌ، ثم عمل

فيها ما عُمِل في عَبايََة وصلايَةٍ وعَظايةٍ حتى صِرْن عَباءةً وصَلاءةً،

في قول من همز، ومن لم يهمز أَخرجهنَّ على أُصولهنَّ، وهو القياس القوي.

قال أَبــو الحسن: وكما قيل لها أَجَمَة من قولهم أَجِم الطعامَ كَرِهَه.

والــأَبــاءُ، بالفتح والمدّ: القَصَب، ويقال: هو أَجَمةُ الحَلْفاءِ

والقَصَب خاصَّة؛ قال كعب بن مالك الأَنصاريّ يوم حفر الخَنْدَق:

مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه

بعضاً، كَمَعْمَعَةِ الــأَبــاءِ المُحْرَقِ،

فَلْيأْتِ مأْسَدةً تُسَنُّ سُيوفُها،

بين المَذادِ، وبين جَزْعِ الخَنْدَقِِ

(* قوله «تسن» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت: تسل).

واحدته أَبــاءةٌ. والــأَبــاءةُ: القِطْعة من القَصب. وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى؛

عن ابن الأَعرابي، أَي لا يُنْزَح، ولا يقال يُوبى. ابن السكيت: يقال

فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته؛

وقال اللحياني: ماءٌ مُؤْبٍ قليل، وحكي: عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما

يَقِلُّ. وقال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، ولم يفسِّره؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي

أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَــيْتُ الماء. التهذيب: ابن

الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً، ويقال: عنده دَراهِمُ لا

تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع. أَبــو عمرو: آبَى أَي نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛

وأَنشد:

وما جُنِّبَتْ خَيْلِي، ولكِنْ وزَعْتُها،

تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُها

قال: نَقَص، ورواه أَبــو نصر عن الأَصمعي: فــأَبَّــى قَتالُها.

والــأَبُ: أَصله أَبَــوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء،

ورَحىً وأَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَــوانِ، وبعض

العرب يقول أَبــانِ على النَّقْص، وفي الإِضافة أَبَــيْكَ، وإِذا جمعت

بالواو والنون قلت أَبُــونَ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قال

الشاعر:فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا،

بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالــأَبِــينا

قال: وعلى هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبــيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق؛

يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِــينَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بري: شاهد

قولهم أَبــانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ:

باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبــانِ،

عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ

وقال آخر:

فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني

رَأَيتُ أَبَــيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا

وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ:

نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الــأَبَــيْنِ،

من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ

وقال الفَرَزْدق:

يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني

أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ

مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَو

فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ

واصْرِفا الكأْسَ عن الجا

هِلِ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ

لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً،

أَو يُفَدَّى بالــأَبَــيْنِ

قال: وشاهد قولهم أَبُــونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ:

أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ،

يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالــأَبِــينَا

ومثله قول الآخر:

كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه،

يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالــأَبِــينَا

وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ:

يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً

يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والــأَبِــينا

وقال آخر:

أَبُــونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً،

فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا

والــأَبَــوانِ: الــأَبُ والأُمُّ. ابن سيده: الــأَبُ الوالد، والجمع أَبُــونَ

وآباءٌ وأُبُــوٌّ وأُبُــوَّةٌ؛ عن اللحياني؛ وأَنشد للقَنانيِّ يمدح

الكسائي:

أَبــى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ، وانْتَمى

له الذِّرْوة العُلْيا الــأُبُــوُّ السَّوابِقُ

والــأَبــا: لغة في الــأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في

الــأَب. يقال: هذا أَبــاً ورأَيت أَبــاً ومررت بــأَبــاً، كما تقول: هذا قَفاً

ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحيى

قال: يقال هذا أَبــوك وهذا أَبــاك وهذا أَبُــكَ؛ قال الشاعر:

سِوَى أَبِــكَ الأَدْنى، وأَنَّ محمَّداً

عَلا كلَّ عالٍ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ

فَمَنْ قال هذا أَبُــوك أَو أَبــاكَ فتثنيتُه أَبَــوان، ومَنْ قال هذا

أَبُــكَ فتثنيته أَبــانِ على اللفظ، وأَبَــوان على الأَصل. ويقال: هُما أَبــواه

لــأَبــيه وأُمِّه، وجائز في الشعر: هُما أَبــاهُ، وكذلك رأَيت أَبَــيْهِ،

واللغة العالية رأَيت أَبَــوَيه. قال: ويجوز أَن يجمع الــأَبُ بالنُّونِ فيقال:

هؤلاء أَبُــونَكُمْ أَي آباؤكم، وهم الــأَبُــونَ. قال أَبــو منصور: والكلام

الجيِّد في جمع الــأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد. ومن العرب مَن يقول:

أُبُــوَّتُنا أَكرم الآباء، يجمعون الــأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء

عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا؛ قال الشاعر فيمن جمع الــأَبَ أَبِــين:

أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ،

وهْوَ يُفَدَّى بالــأَبِــينَ والخالْ

وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبي،

صلى الله عليه وسلم: أَفْلَح وأَبــيه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثير: هذه

كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها

التأْكيد، وقد نهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يحلِف الرجلُ بــأَبــيهِ

فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة

الكلام الجاري على الأَلْسُن، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها

من قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين، فإِن هذه

اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن: التعظيم وهو المراد بالقَسَم

المنهِيِّ عنه، والتوكيد كقول الشاعر:

لَعَمْرُ أَبــي الواشِينَ، لا عَمْرُ غيرهِمْ،

لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها

فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بــأَبــي الواشين، وهو

في كلامهم كثير؛ وقوله أَنشده أَبــو علي عن أَبــي الحسن:

تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً:

كأَنَّك فِينا يا أَبــاتَ غَرِيبُ

قال ابن جني: فهذا تأْنيثُ الآباء، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَبــاً

في قوله: قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل

وَإِسْحَق. وأَبَــوْتَ وأَبَــيْت: صِرْت أَبــاً. وأَبَــوْتُه إِباوَةً: صِرْتُ

له أَبــاً؛ قال بَخْدَج:

اطْلُب أَبــا نَخْلَة مَنْ يــأْبُــوكا،

فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا

إلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

التهذيب: ابن السكيت أَبَــوْتُ الرجُل أَــأْبُــوه إِذا كنتَ له أَبــاً.

ويقال: ما له أَبٌ يــأْبُــوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه

أَبَــويّ. أَبــو عبيد: تَــأَبَّــيْت أَبــاً أَي اتخذْتُ أَبــاً وتَأَمَّيْت أُمَّة

وتَعَمَّمْت عَمّاً. ابن الأَعرابي: فلان يــأْبــوك أَي يكون لك أَبــاً؛ وأَنشد

لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبــا نُخَيلة:

يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا،

بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِــيكا

إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا،

وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا

إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا،

فاطْلُب أَبــا نَخْلة مَنْ يَــأْبُــوكا،

وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيكا

قال ابن بري: وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي:

تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا

ءِ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَبــاها؟

أَي مَن كان أَبــاها. قال: ويجوز أَن يريد أَبَــوَيْها فَبناه على لُغَة

مَنْ يقول أَبــانِ وأَبُــونَ. الليث: يقال فُلان يَــأْبُــو هذا اليَتِيمَ

إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده. وبَيْني وبين فلان

أُبُــوَّة، والــأُبُــوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ؛ وكان الأَصمعي

يروي قِيلَ أَبــي ذؤيب:

لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً،

أَحْيا أُبُــوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ

وغيره يَرْويه:

أَحْيا أَبــاكُنَّ يا ليلى الأَماديحُ

قال ابن بري: ومثله قول لبيد:

وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُــوَّةً

كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائما

قال وقال الكُمَيت:

نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا

أُبُــوَّتُنا جَواري، أَوْ صُفُونا

(* قوله «جواري أو صفونا» هكذا في الأصل هنا بالجيم، وفي مادة صفن

بالحاء).

وتَــأَبَّــاه: اتَّخَذه أَبــاً، والاسم الــأُبُــوَّة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

أَيُوعِدُني الحجَّاج، والحَزْنُ بينَنا،

وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ

تَهَدَّدْ رُوَيْداً، لا أَرى لَكَ طاعَةً،

ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ

فإِنَّكُمُ والمُلْك، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ،

لَكالمُتــأَبِّــي، وهْو ليس له أَبُ

وما كنتَ أَبــاً ولقد أَبَــوْتَ أُبُــوَّةً، وقيل: ما كنتَ أَبــاً ولقد

أَبَــيْتَ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً، وما كنتَ أَخاً ولقد

أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ. ويقال: اسْتَئِبَّ

أَبّــاً واسْتــأْبِــبْ أَبّــاً وتَــأَبَّ أَبّــاً واسْتَئِمَّ أُمّاً

واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً. قال أَبــو منصور: وإِنما شدِّد الــأَبُ والفعلُ

منه، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الــأَبَ أَصله أَبَــوٌ، فزادوا بدل

الواو باءً كما قالوا قِنٌّ للعبد، وأَصله قِنْيٌ، ومن العرب من قال

لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ. وفي حديث أُم عطية: كانت إِذا

ذكَرَتْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت بِــأَبــاهُ؛ قال ابن الأَثير:

أَصله بــأَبــي هو. يقال: بَــأْبَــأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بــأَبــي أَنت

وأُمِّي، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا،

وفيها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بين الباءين، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة،

وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً، وهي هذه والباء الأُولى في بــأَبــي أَنت

وأُمِّي متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت

مَفْدِيٌّ بــأَبــي وأُمِّي، وقيل: هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بــأَبــي

وأُمِّي، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به.

الجوهري: وقولهم يا أَبَــةِ افعلْ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء

الإِضافة، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في

القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء

(* قوله «تقف عليها بالتاء» عبارة

الخطيب: وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء).

اتِّباعاً للكتاب، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون: يا

طَلْحَتْ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الــأَب، يعني في قوله يا

أَبَــةِ افْعَل، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الــأَبَ

لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً

وصارت الياءُ كأَنها بعدها. قال ابن بري: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حذفت منه

التاء، قال: وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ، كما

أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ، وقالوا في النداء يا

أَبــةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قال سيبويه: وسأَلت الخليلَ، رحمه الله،

عن قولهم يا أَبــةَ ويا أَبَــةِ لا تفعَل ويا أَبَــتاه ويا أُمَّتاه، فزعم

أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ، قال: ويدلُّك على أَن الهاء

بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَــهْ، كما تقول

يا خالَهْ، وتقول يا أَبــتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ، قال: وإنما يلزمون

هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها

عوَضاً من حذف الياء، قال: وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه

حذف النِّداء، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَبــاهُ، وصار هذا مُحْتَملاً

عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا

هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء

عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل

موضع، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل.

وذهب أَبــو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَــةَ، بفتح التاء، إِلى أَنه

أَراد يا أَبَــتاهُ فحذف الأَلف؛ وقوله أَنشده يعقوب:

تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي:

كأَنك فِينا، يا أَبــاتَ، غَريبُ

أَراد: يا أَبَــتاهُ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء، وهو تأْنيث الــأَبــا،

ذكره ابن سيده والجوهري؛ وقال ابن بري: الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة

إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله:

فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا

وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله:

إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا

وقوله أَنشده ثعلب:

فقامَ أَبــو ضَيْفٍ كَرِيمٌ، كأَنه،

وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ

فسره فقال: إِنما قال أَبــو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وقال

العُجَير السَّلُولي:

تَرَكْنا أَبــا الأَضْياف في ليلة الصَّبا

بمَرْوٍ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ

وقد يقلبون الياء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي

أَخَوَيْها، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة:

هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ،

إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما

وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما؛

وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِــأَبــا هُما؟

تريد: وابــأَبــي هُما. قال ابن بري: ويروى وَابِيَباهُما، على إِبدال

الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما؛ قال

ويدلُّك على ذلك قول الآخر:

يا بــأَبــي أَنتَ ويا فوق البِيَبْ

قال أَبــو عليّ: الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً، قال:

وحكى أَبــو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِــأَبــي، فهذا من البِيَبِ، قال:

وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا؛ قال: وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ

البِيَبِ لأَنه مشتق منه، قال: ورواه أَبــو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي:

ويا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: وهو مركَّب من قولهم بــأَبــي، فــأَبــقى

الهمزة لذلك؛ قال ابن بري: فينبغي على قول من قال البِيَب أَن يقول يا

بِيَبا، بالياء غير مهموز، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبــيات في كتاب البيان

والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له؛ وهي:

يا بِــأَبــي أَنتَ، ويا فَوق البِيَبْ،

يا بــأَبــي خُصْياك من خُصىً وزُبْ

أَنت المُحَبُّ، وكذا فِعْل المُحِبْ،

جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ

حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ،

وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ

بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ،

وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ

على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ،

وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ

الأَرِبُ: العاقِلُ.

خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ

لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ.

أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ،

حتى ترى الــأَبــصار أَمثال الشُّهُبْ

يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ،

مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ

وقال الفراء في قوله:

يا بــأَبــي أَنتَ ويا فوق البِيَبْ

قال: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام، وقال: يا أَبــةِ ويا

أَبــةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف. وحكى اللحياني عن الكسائي:

ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبــوه وما أَبــوه.

وقالوا: لابَ لك يريدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، ونظيره قولهم:

وَيْلُمِّه، يريدون وَيْلَ أُمِّه. وقالوا: لا أَبــا لَك؛ قال أَبــو علي: فيه

تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبــا من لا

أَبــا لَك دليل الإِضافة، فهذا وجه، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في

هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف،

ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان،

والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبــا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل، وذلك أَنك

إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَبــاهُ، وإِنما تُخْرِجُه

مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد

أَبــيه؛ وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله:

ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها

ولم يقل لا أُخْتَ لها، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا

أَبــا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر، فجرى

هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة:

الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه، وإِذا كان

الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبــا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع

صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى، ويؤكد عندك

خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن

لا أَبَ له، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو

فيه لا مَحالة، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله؟ فكما لا

تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَبــاك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ

له لا أَبــا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه، وإِنما هي خارجة مَخْرَج

المثل على ما فسره أَبــو علي؛ قال عنترة:

فاقْنَيْ حَياءَك، لا أَبــا لَك واعْلَمي

أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لم أُقْتَلِ

وقال المتَلَمِّس:

أَلْقِ الصَّحيفةَ، لا أَبــا لَك، إِنه

يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ

ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير:

يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ، لا أَبــا لَكُمُ

لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ

فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له، أَلا ترى أَنه

لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء

عليه والإِغلاظ له؟ ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبــا لَك، وهو مَدْح، وربما

قالوا لا أَبــاكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبــو حيَّة النُّمَيْري:

أَبِــالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني

مُلاقٍ، لا أَبــاكِ تُخَوِّفِيني؟

دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ،

ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني

أَراد: تُخَوِّفِينني، فحذف النون الأَخيرة؛ قال ابن بري: ومثله ما

أَنشده أَبــو العباس المبرّد في الكامل:

وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ،

وأَيُّ كَريمٍ، لا أَبــاكِ يُخَلَّدُ؟

قال ابن بري: وشاهد لا أَبــا لك قول الأَجْدَع:

فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ،

وإِن أَثْقَفْ أَبــاه فلا أَبَــا لَهْ

قال: وقال الــأَبْــرَشُ بَحْزَج

(* قوله «بحزج» كذا في الأصل هنا وتقدم

فيه قريباً: قال بخدج اطلب أبــا نخلة إلخ. وفي القاموس: بخدج اسم، زاد في

اللسان: شاعر). بن حسَّان يَهجُو أَبــا نُخَيلة:

إِنْ أَبــا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ

جُولٌ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ،

يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبــا لَهُ

وقال الأَعْور بن بَراء:

فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً،

بِذاتِ الغَضى، أَن لا أَبــا لَكُما بِيا؟

وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها:

أَرِيني سِلاحي، لا أَبــا لَكِ إِنَّني

أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا

أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه،

بِصالِح أَيّامي، وحُسْن بَلائِيا

ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة، قبلَ هذه،

فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا

وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى،

وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا

وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى:

فَأَنْت أَبــي ما لم تكن ليَ حاجةٌ،

فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبــا لِيا

وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله:

عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه،

وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما

وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ، وإِنما

صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما

وقد تكرَّر في الحديث لا أَبــا لَك، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح

أَي لا كافيَ لك غير نفسِك، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا

أُمَّ لكَ؛ قال: وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله

دَرُّك، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ

اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَبــاكَ بمعناه؛ وسمع

سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول:

رَبّ العِبادِ، ما لَنا وما لَكْ؟

قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ؟

أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ، لا أَبــا لَكْ

فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال: أَشهد أَن لا أَبــا له ولا صاحِبةَ

ولا وَلَد. وفي الحديث: لله أَبُــوكَ قال ابن الأَثير: إِذا أُضِيفَ الشيء

إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ

اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله

أَبُــوكَ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبــوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك

وأَتى بمِثْلِك. قال أَبــو الهيثم: إِذا قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له

فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة، وهو شَتْم، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا

بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف، وقيل: معنى قولهم لا

أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: ولا يقول الرجُل

لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً، وأَما إِذا قال

لا أَبــا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً، وإِذا أَراد كرامةً قال:

لا أَبــا لِشانِيكَ، ولا أَبَ لِشانِيكَ، وقال المبرّد: يقال لا أَبَ لكَ

ولا أَبَــكَ، بغير لام، وروي عن ابن شميل: أَنه سأَل الخليل عن قول العرب

لا أَبــا لك فقال: معناه لا كافيَ لك. وقال غيره: معناه أَنك تجرني أَمرك

حَمْدٌ

(* قوله «وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد» هكذا في الأصل).

وقال الفراء: قولهم لا أَبــا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها.

وأَبــو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبيب.

ومن المُكَنِّى بالــأَب قولهم: أَبــو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ،أَبــو

جَعْدَة كُنْية الذئب، أَبــو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبــو ضَوْطَرى

الأَحْمَقُ، أَبــو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها، أَبــو جُخادِب الجَراد، وأَبــو

بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبــو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً،

وأَبــو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبــو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو

الحَيْض، وأَبــو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال:

حَلَّ أَبــو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي

وأَبــو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال:

أَبــا مالِك، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني

أَبــا مالِكٍ، إِني أَظنُّك دائِبا

وفي حديث رُقَيْقَة: هَنِيئاً لك أَبــا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبــا

البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام

أَبــو الأَضْياف. وفي حديث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلى

المُهاجِر ابن أَبــو أُمَيَّة؛ قال ابن الأَثير: حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبــي

أُمَيَّة، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره، لم يجرَّ

كما قيل عليّ بن أَبــو طالب. وفي حديث عائشة: قالت عن حفصة وكانت بنتَ

أَبــيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى

الأَشياء. والــأَبْــواء، بالمدّ: موضع، وقد ذكر في الحديث الــأَبْــواء، وهو

بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ، جَبَل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسَب

إِليه. وكَفْرآبِيا: موضع. وفي الحديث: ذِكْر أَبَّــى، هي بفتح الهمزة

وتشديد الباء: بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّــى،

نَزَلها سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أَتى بني قُريظة.

أبــي: الــأَبَــى، مقصور: داءٌ يأخذ المعز في رءوسها، فلا تكادُ تَسلم ... أَبِــيَتِ العنز تَــأْبَــى أَبــىً شديداً.. وعنزٌ أبــية، وتيسٌ أبٍ، قال:

فقلت لكنّازٍ تحمّل فإِنّه ... أَبــىً لا أظنّ الضّأنَ منه نَواجيا

وأَبَــى فلانٌ يــأَبَــى إِباءً، أي: ترك الطّاعةَ، ومالَ إلى المعْصِيةِ، قال الله عزّ وجل: فَكَذَّبَ وَــأَبــى .. ووَجْهٌ آخر: كلّ من ترك أمراً وردّه، فقد أَبَــى. ورجلٌ أبــيّ: ذو إباء، وقوم أَبِــيّونَ وأُبــاةٌ، خفيف، قال:

أبــيّ الضّيم من قومٍ أُبــاة 
أبــي
أبَــى/ أبَــى على/ أبَــى عن/ أبَــى من يَــأبَــى، ائْبَ، إباءً وإباءةً، فهو آبٍ وأبِــيّ، والمفعول مَــأْبــيّ (للمتعدِّي)
أبَــى الشَّخصُ: ترفَّع عن الدنايا "رجلٌ أبــيّ- له نفسٌ أبــيّة- ليس في الإباء بَيْن بَيْن، فإمَّا أن يكون وافرًا وإمَّا ألاّ يكون كافيًا".
أبَــى الشَّيءَ: أنفه، كرِهه ولم يرض به "أبَــى الذلَّ- رضي

الخَصْمان وأبَــى القاضي [مَثَل]: يُضرب لمن يُطالب بحقّ نزل أصحابه عنه- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَّ إِبْلِيسَ أَبَــى وَاسْتَكْبَرَ} " ° أبَــى إلاّ أن يفعل كذا: أصرَّ على أن يفعله- شاء أم أبَــى/ رضي أم أبَــى: في كل الأحوال، سواء رضي أم لم يرضَ.
أبَــى عليَّ الأمرُ: استعصى وامتنع "أبــى عليه إباؤه أن يخون صديقه".
أبَــى عنه/ أبَــى منه: رغب عنه وعفَّه، امتنع عنه. 

أبِــيَ يَــأبَــى، ائبَ، أَبًــى، فهو أَبَــيَان، والمفعول مَــأْبِــيّ
أبِــيَ الغذاءَ: عافه فامتنع عنه. 

تــأبَّــى/ تــأبَّــى على/ تــأبَّــى عن يتــأبَّــى، تَــأَبَّ، تَــأَبّــيًا، فهو مُتــأبٍّ، والمفعول مُتــأبًّــى (للمتعدِّي)
• تــأبَّــى الشَّخصُ: امتنع.
• تــأبَّــى الشَّيءَ: كرهه ولم يَرْضَه "تــأبَّــى الذلَّ والظُّلمَ".
• تــأبَّــى عليه:
1 - تكبَّر وامتنع "تــأبَّــى عليه أخوه".
2 - استعصى وامتنع "تــأبَّــى عليه الأمرُ".
• تــأبَّــى على الدَّنيَّة/ تــأبَّــى عن الدَّنيَّة: ترفَّع عنها "تــأبَّــى على الصَّغائر". 

آبٍ [مفرد]: ج آبُون وأُبــاة:
1 - اسم فاعل من أبَــى/ أبَــى على/ أبَــى عن/ أبَــى من.
2 - معتزّ بنفسه "كم هو شجاعٌ آبٍ". 

إباء [مفرد]: مصدر أبَــى/ أبَــى على/ أبَــى عن/ أبَــى من. 

إباءة [مفرد]: مصدر أبَــى/ أبَــى على/ أبَــى عن/ أبَــى من. 

أَبًــى [مفرد]: مصدر أبِــيَ. 

أَبَــيَان [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أبِــيَ. 

أَبِــيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أبَــى/ أبَــى على/ أبَــى عن/ أبَــى من ° أَبِــيّ العِنان: عزيز لا يقبل الذلّ. 
[أب ي] أَبَــى الشَّيءَ يَــأْبَــاهُ إِباءً وإِباءَةً كَرِهَهُ قال يعقوبُ أَبَــى يَــأْبَــى نادِرٌ وقال سيبويه شَبَّهُوا الأَلِفَ بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وقال مَرَّةً أَبَــى يَــأبَــى ضَارَعُوا به حَسِبَ يَحْسِبُ فَتحُوا كما كسَرُوا قال وقالوا يِئْبَى وهو شاذٌّ منْ وجْهَيْنِ أَحَدُهما أَنَّهُ فَعَل يَفْعَلُ وما كانَ على فَعَلَ لم يُكْسَر أَوْلُهُ في المُضَارع فَكُسِرَ هذا لأنّ مضَارِعُهُ مشاكِلٌ لمُضَارِعِ فَعِلَ فلما كُسِرَ أَوَّلُ مضَارِع فَعِل في جميع اللُّغَاتِ إلاَّ في لُغَةِ أَهلِ الحجاز كذلِكَ كَسَرُوا يَفْعَلْ هُنَا والوَجْهُ الثاني مِنَ الشُّذُوذِ أَنَّهُم تَجَوَّزُوا الكَسْر في الياءِ مِنْ يِئبَى ولا يُكْسَرُ البتَّةَ إِلا في نَحوِ يِيْجَلُ واستجازُوا هذا الشُّذُوذَ في يَاءِ يِئبَى لأنَّ الشُّذُوذَ قد كَثُرَ في هذه الكَلِمَةِ قال ابنُ جِنّيٍّ وقد قالُوا أَبَــى يَــأْبِــيْ أَنشدَ أَبُــو زَيْدٍ

(يَا إِبِلي مَا ذامُهُ فَتَــأْبِــيَهْ ... )

(مَاءٌ رَوَاءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ ... )

جاءَ به على وَجْهِ القِيَاسِ كَأَتَى يَأتِي وقال الفارسيُّ أَبَــى زيدٌ مِنْ شُرْبِ الماءِ وآبَيْتُهُ إِيَّاهُ قال سَاعدةُ بن جُؤَيَّةَ

(قد أُوبِيَتْ كُلَّ مَاءٍ فَهْيَ طَاوِيَةٌ ... مَهْمَا تُصِبْ أُفُقًا مِنْ بَارقٍ تَشِمِ) والآبِيَةُ الّتي تَعَافُ الماءَ وهي أَيْضًا الَّتي لا تُريدُ العَشَاءَ وفي المَثَلِ العَاشِيَةُ تَهِيجُ الآبِيَة أَي إِذا رَأَتِ الآبِيَةُ الإِبلَ العَوَاشِيَ تَبِعَتْهَا فَرَعَتْ مَعَهَا وَمَاءٌ مَــأبــاةٌ تــأْبَــاهُ الإبلُ وَأَخَذَهُ أُبــاءٌ من الطَّعَامِ أي كَرَاهيَةٌ لَهُ جَاءُوا به على فُعَالٍ لأنَّهُ كالدَّاءِ والأَدْواءُ مِمَّا تغْلِبُ عَليها فُعَالٌ ورجُلٌ آبٍ مِن قومٍ آبِينَ وأُبَــاةٍ وَــأُبِــيٍّ وأُبَّــاءٍ ورجلٌ أَبِــيٌّ مِنْ قوْم أَبِــيِّينَ قال ذُو الإِصْبَع العَدْوَانيُّ

(إِنِّي أَبِــيٌّ ذو مُحافَظَةٍ ... وَابنُ أَبِــيٍّ أَبــيٍّ مِنْ أَبِــيِّينِ)

شَبَّهَ نُونَ الجَمعِ بِنُونِ الأَصْلِ فَجَرَّهَا والآبِيَةُ منَ الإِبِلِ الَّتي ضُرِبَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ كَأَنَّها أَبَــتِ اللِّقَاحَ وَــأَبَــيْتَ اللَّعْنَ مِن تَحِيَّاتِ المُلُوكِ في الجاهليَّةِ مَعْنَاهُ أَبَــيْتَ أَنْ تَأْتِيَ مَا تُلْعَنُ عَليه وأَبَــيْتُ مِنَ الطَّعَامِ واللَّبَنِ أَبًــى انْتَهَيْتُ عَنْهُ من غَيرِ شِبَعٍ ورجُلٌ أَبــيَانُ يَــأْبَــى الطَّعَامَ وقيل هُوَ الَّذِي يــأْبَــى الدَّنِيئَةَ والجمع إبيَانٌ عن كُرَاعَ وَــأَبِــيَ الفَصِيلُ أَبًــى وَــأُبِــيَ سَنِقَ من اللبَنِ وَأَخَذَهُ أُبَــاهٌ والــأَبَــاءَةُ البَرْدِيَةُ وقيلَ الأَجمَةُ وقيلَ هي منَ الحَلْفَاءِ خَاصَّةً قال ابنُ جِنِّيٍّ كانَ أَبُــو بَكْرٍ يشتَقُّ الــأَبَــاءَةَ من أَبَــيْتُ وذلك أَنَّ الأَجَمَةَ تَمْتَنِعُ وتَــأْبــى على سَالِكها فأَصْلُها عِندَهُ أَبَــايَةٌ ثُمَّ عُمِلَ فيها مَا عُمِلَ في عَبَايَةٍ وصَلاَيَةٍ وعَظَايَةٍ حتَّى صِرْنَ عَبَاءَةً وصَلاءَةً وعَظَاءَةً في قولِ مَنْ هَمَزَ ومنْ لم يَهْمِزْ أَخرَجَهُنَّ على أُصُولِهِنَّ وهو القِيَاسُ القَوِيُّ أَبُــو الحَسَنِ وهذا كما قِيلَ لَها أَجَمَةٌ مِنْ قَولِهم أَجِمَ الطَّعَامَ كَرِهَهُ والــأَبَــاءُ القَصَبُ قال كعبُ بنُ مالك

(مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ ... بَعضًا كمَعْمَعَةِ الــأَبَــاءِ المُحْرَقِ)

واحِدَتُهُ أَبَــاءَةٌ والــأَبَــاءَةُ القِطْعَةُ مِنَ القَصَبِ وقَلِيْبٌ لاَ يُؤْبِي عَنِ ابنِ الأَعرابِيّ أَي لا يُنْزَحُ ولا يقالُ بُوْبَى وقال اللحيانيُّ مَاءٌ مُؤْبٍ قَليلٌ وحكى عندنا مَاءٌ مَا يُؤْبِي أَي مَا يَقِلُّ وقال مَرَّةً مُؤْبٍ ولَمْ يُفَسِّرْهُ فَلا أَدْرِي أَعَنَى به القَلِيلَ أَمْ هُوَ مُفْعِلٌ من قَولِكَ أَبَــيْتُ الماءَ وَــأَبَــى المَاءُ امْتَنَع فَلَم يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُنْزِلَهُ إِلا بِتَغْرِيرٍ وكَفْرُ آبِيَا مَوْضِعٌ

كأب

كــأب: كاءَبَ: أكــأب، أحزن (فوك).
ك أ ب

هو كئيب ومكتئب، وكئب كآبة واكتــأب.

ومن المجاز: اكتــأب وجه الأرض، وهي كئيبة الوجه. قال النابغة:

إذا حلّ بالأرض البريئة أصبحت ... كئيبة وجهٍ غبّها غير طائل أي البريئة من الأدواء.
كــأب
الكَآبَة: سُوْءُ الهَيْئة والانْكِسَارُ من الحُزْنِ في الوَجْهِ خاصَّةً، كَئِبَ واكْتَــأبَ كَــأْبَــةً وكَآبَةً وكَــأبــاً، فهو كَئيْبٌ كَئبٌ مُكْتَئبٌ. وأكْــأبَ الرَّجُلُ: صارَ إلى الكَآبَةِ والحُزْنِ. والكَــأْبــى: الكَئِيْبَةُ.
ويُقال: ما بِه كُؤَبَةٌ - بوَزْنِ تُؤَبَةٍ ومَعْناه -: أي ما يَسْتَحْيِيْ.
ك أ ب: (الْكَآبَةُ) بِالْمَدِّ سُوءُ الْحَالِ وَالِانْكِسَارُ مِنَ الْحُزْنِ وَقَدْ (كَئِبَ) مِنْ بَابِ سَلِمَ وَ (كَــأْبَــةً) أَيْضًا بِوَزْنِ رَهْبَةٍ فَهُوَ (كَئِيبٌ) وَامْرَأَةٌ (كَئِيبَةٌ) وَ (كَــأْبَــاءُ) بِالْمَدِّ. وَ (اكْتَــأَبَ) مِثْلُهُ. 
[كــأب] الكــأبــة: سوء الحال والانكسارُ من الحزن. وقد كَئِبَ الرجُل يكــأب كــأبــة وكآبة، مثل رأفة ورآفة، ونشأة ونشاءة، فهو كئيب، وامرأة كئيبة وكــأبــاء أيضا. قال الراجز : عز على عمك أن تؤوقى * أو أن تبيتى ليلة لم تغبقى * أو أن ترى كــأبــاء لم تبر نشقى * واكتــأب الرجلُ مثله. ورَمادٌ مكتئبُ اللون، إذا ضربَ إلى السَواد كما يكون وجه الكئيب.
[كــأب] أعوذ بك من "كآبة" المنقلب، هو تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن، من كئب واكتــأب، المعنى أنه يرجع من سفره بأمره يحزنه إما أصابه من سفره، أو يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يجد أهله مرضى أو فقد بعضهم. ن: هو بفتح كاف وبمد همزة. ط: "وكآبة" المنظر، أي من كل منظر يعقب الكآبة عند النظر إليه. مف: نعوذ بك من أن يصيبنا غم بسبب أن نرى في أهلنا أو أموالنا تلف بعضهم أو مرضه أو غير ذلك من المكاره. 
أب)

كَئِب كَــأْبــا، وكَــأْبــة، وكآبة، واكتــأب: حزِن واغتمّ وانكسر.

وَرجل كئيب: مكتئب.

وأكْــأب: دخل فِي الكآبة.

وأكــأب: وَقع فِي هَلَكة، وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

يسير الدّليلُ بهَا خِيفةً ... وَمَا بكآبته من خَفَاءْ فسّره فَقَالَ: قد ضلّ الدَّلِيل بهَا.

وَعِنْدِي: أَن الكآبة هَاهُنَا الْحزن، لِأَن الْخَائِف محزون.
(كــأب) في الحديث: "أَعوذُ بك من كآبةِ المُنْقَلَب".
يعني: أن ينقلِبَ منِ سَفَرِه بأمرِ يكتئب منه، إما إصَابة في سَفَرِه وإمّا قَدِمَ عليه، مثل أن ينَقَلب غيرَ مَقْضىّ الحاجة، أو ذهب مَالُه أو أصَابته آفةٌ، أو يَقْدُمُ على أهِلِه فيجِدُهم مَرْضى، أو فُقِد بَعضُهم أو ما أَشْبَهَهُ.
والكآبة: سُوءُ الهَيئَة، والانِكسارُ من الحُزْنِ، على وَزن فَعالَة. وكذلك الكَــأْبَــةُ على وزن فَعْلَة، والكــأَب أيضًا على وَزْن فَعَل، وقد كئِبَ واكتــأب فهو كئِيبٌ وكَئِبٌ ومكتَئِبٌ وهو شِدّةُ الحُزْن.

ك

أب1 كَئِبَ, aor. ـَ inf. n. كَــأْبَــةٌ and كَآبَةٌ (S, K) and كَــأْبٌ (K) and كَــأْبَــآءُ; (TA;) and ↓ اكتــأب; (S, K;) He was in an evil state, and broken [in spirit] by grief, or mourning; (S, K;) he was in grief, unhappy, sorrowful, or sad. (K.) See also 4.4 اكــأبــهُ He caused him to grieve, or mourn, or to be unhappy, sorrowful, or sad; (K;) threw him into grief, or mourning, &c. (TA.) b2: اكــأب He was in grief, or mourning; was unhappy, sorrowful, or sad: (K:) or he entered upon a state of grief, mourning, unhappiness, sorrow, or sadness; or a state of being changed and broken in spirit by reason of intense anxiety. (TA.) See also 1.

A2: He fell into destruction, or ruin. (K.) 8 اكتــأب وَجْهُ الأَرْضِ (tropical:) [The face of the earth, or land, became of sad aspect]. (TA.) See 1.

كَئِبٌ: see كَئِيبٌ.

كَــأْبَــآءُ Grief, mourning, unhappiness, sorrow, or sadness: (K:) [in which sense the inf. n. كَآبَةٌ is more commonly used:] or intense grief, &c.: used both as an inf. n. and as an epithet. (TA.) See كَئِيبٌ.

كُؤَبَةٌ i. q. تُؤَبَةٌ, in the following phrase مَا بِهِ كؤبةٌ There is nothing in him for which he should be ashamed. (K.) كَئِيبٌ (S, K) and ↓ كَئِبٌ and ↓ مَكْتَئِبٌ (K) A man in an evil state, and broken [in spirit] by grief, or mourning; (S, K;) in grief, unhappy, sorrowful, or sad. (K.) كَئِيبَةٌ and ↓ كَــأْبَــآءُ the same, as applied to a woman. (S.) b2: الارض كَئِيبَةُ الوَجْهِ (tropical:) [The earth, or land, is of sad aspect.] (TA.) مُكْتَئِبٌ see كَئِيبٌ. b2: رَمَادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ Ashes of a colour inclining to black; (S, K;) as is the colour of him who is in an evil state, or broken [in spirit] by grief. (S.)

كــأب: الكآبةُ: سُوءُ الحالِ، والانكِسارُ من الـحُزن. كَئِبَ يَكْـــأَبُ

كَـــأْبــاً وكــأْبــةً وكآبة، كنَشْـأَةٍ ونشاءة، ورَأْفَةٍ ورَآفة، واكْتَـــأَبَ اكتِئاباً: حَزِنَ واغْتَمَّ وانكسر، فهو كَئِبٌ وكَئِـيبٌ.

وفي الحديث: أَعوذُ بك من كآبةِ الـمُنْقَلَبِ. الكآبةُ: تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار، مِن شِدَّةِ الهمِّ والـحُزْن، وهو كَئِـيبٌ ومُكْتَئِبٌ. المعنى: أَنه يرجع من سفره بأَمر يَحْزُنه، إِما أَصابه من سفره وإِما قَدِمَ عليه مثلُ أَن يعودَ غير مَقضِـيِّ الحاجة، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو يَقْدَمَ على أَهله فيجدَهم مَرْضَى، أَو فُقِدَ بعضهم. وامرأَةٌ كَئِـيبةٌ

وكَـــأْبــاءُ أَيضاً؛ قال جَنْدَلُ بنُ الـمُثَنَّى:

عَزَّ على عَمِّكِ أَنْ تَـأَوَّقي،

أَو أَن تَبِـيتي ليلةً لم تُغْبَقي،

أَو أَنْ تُرَيْ كَـــأْبــاء لم تَبْرَنشِقي

الأَوْقُ: الثِّقَلُ؛ والغَبُوقُ: شُرْبُ العَشِـيِّ؛ والإِبْرِنْشاقُ: الفَرَح والسُّرور. ويقال: ما أَكْـــأَبَــكَ! والكَـــأْبــاءُ: الـحُزْنُ الشديد، على فَعْلاء. وأَكْـــأَبَ: دَخَل في الكَـآبة. وأَكْـــأَبَ: وَقَعَ في هَلَكة؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يَسِـيرُ الدَّليلُ بها خِـيفةً، * وما بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ

فسره فقال: قد ضَلَّ الدليلُ بها؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الكآبةَ،

ههنا، الـحُزْنُ، لأَن الخائفَ محزون.

ورَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: إِذا ضَرَبَ إِلى السَّواد، كما يكون وجه

الكَئِـيبِ.

كــأب
كئِبَ يَكــأَب، كآبةً وكــأْبًــا، فهو كئيب وكَئِب
• كئِب الرجلُ لوفاة والده: اغتمَّ وحزِن وانكسر وساءتْ حالُه "امرأة كئيبة- أشدّ الناس كآبةً من لا يعرف سبب كآبته- فكيف يطيب العيش دون مَسرَّة ... وأيّ سرور للكئيب المؤرَّقِ" ° ما أكــأبــه!: ما أشدّ حزنه. 

أكــأبَ يُكئب، إكْآبًا، فهو مُكئِب، والمفعول مُكْــأب
• أكــأب الخبرُ محمّدًا: أحزنه، سبّب له الحزنَ والكآبةَ "يكئبني أن يشتدّ عليه المرضُ". 

اكتــأبَ يكتئب، اكتِئابًا، فهو مُكتَئِب
• اكتــأب الشَّخصُ: كئِب؛ اغتمّ وحزن وساءت حالُه، تغيّرت نفسُه من شدّة الحزن والهمّ "صار الفلسطينيّ مُكتئبًا لاحتلال أرضه- مكتئب نفسيًّا". 

اكتئاب [مفرد]:
1 - مصدر اكتــأبَ.
2 - (طب) مرض نفسيّ يصاحبه اتِّجاه للعزلة وهبوط في الجسم وفي القدرات الذهنيّة، وحالة نفسيّة أو عصبيّة تتّسم بعدم القدرة على التركيز، والأرق وشعور بالحزن الشديد واليأس "يُعدّ الاكتئابُ من أمراض العصر".
• الاكتئاب الزَّائد: (نف) أحد الاضطرابات العصبيَّة العاطفيّة التي تتَّصف بفقدان الاهتمام بأي شيء وضعف الشَّهيَّة وقلَّة النَّوم أو كثرته والتَّعب وفقدان الرَّغبة الجنسيّة والإحساس بالضِّيق والوهن. 

اكتئابيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى اكتئاب: "انتابته حالة اكتئابيّة شديدة".
• شخصيّة اكتئابيّة: شخصيّة انفعاليّة هستيريّة تتسم بالعبوس وشدة الحزن والانكسار "الشخصيّة الاكتئابيّة مدمّرة لصاحبها". 

كــأْب [مفرد]: مصدر كئِبَ. 

كَئِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كئِبَ. 

كآبة [مفرد]: مصدر كئِبَ ° استولت عليه الكآبة: تملّكت منه. 

كئيب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كئِبَ. 

أبز

(أبــز)
أبــزا وأبــوزا وثب وقفز فِي عدوه
أبــز
الــأبْــزُ: أنْ يَــأبِــزَالإنسانُ في عَدْوِه وَيسْتَرِيْحَ ساعَةً وَيمْضي أحْيَاناً. والــأبِــزُ: الذي يَــأبِــزُ بصاحِبه أي يَبْغِي عليه وُيعَرضُ به. والــأبَــزَى: اسْمٌ من أبَــزَ يَــأبَــزُ أي قَفَزَ وعَدَا.
وناقَة أبُــوْزٌ.
[أبــز] أبــز الظبى يــأبــز، أي قفز في عدوه، فهو أبــاز وأبــوز. قال الراجز: يا رب أبــاز من العفر صدع * تقيض الذئب إليه واجتمع * وقال آخر : لقد صبحت حمل بن كوز * علالة من وكرى أبــوز * تريح بعد النفس المحفوز إراحة الجداية النفوز * قال أبــو الحسن محمد بن كيسان: قرأته على ثعلب " جمل بن كوز " بالجيم، وأخذه على بالحاء. قال: وأنا إلى الحاء أميل. يقول: سقيته علالة من عدو فرس صبوحا، يعنى أنه أغار عليه وقت الصبح، فجعل ذلك صبوحا له. 
[أب ز] أَبَــزَ الظَّبْيُ يَــأْبِــزُ أَبْــزاً، وأُبُــوزاً: وَثَبَ، وقَيلَ: تَطَلَّقَ في عَدُوِه، قال:

(تَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ ... )

والاسُمُ الــأَبَــزَي. وظبْيٌ اَبَّازٌ، وأَبُــوزٌ، وكذَلِكَ الأُنْثَى، قال:

(لقَدْ صَبَحْتُ حَمَلَ بنَ كُوزِ ... )

(عُلالَةً من وَكَرَى أَبُــوزِ ... )

وأَبَــزَ الإنْسانُ في عَدْوِه يَــأْبِــزُ أَبْــزاً، وأُبُــوزاً: استَراحَ، ثم مَضَى. وأَبَــزَ يــأْبِــزُ أَبْــزاً: لَغَةٌ في هَبَزَ: إذاَ ماتَ مُغَافَصةً، وأرَى الهَمزَة بَدَلاً.

أبــز: أَبَــزَ الظَّبْيُ يــأْبِــزُ أَبْــزاً وأُبــوزاً: وثَبَ وقَفَزَ في

عَدْوِه، وقيل تَطَلَّقَ في عَدْوه؛ قال:

يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ

والاسم الــأَبَــزَى، وظبي أَبَّــازٌ وأَبُــوزٌ، وكذلك الأُنثى. ابن

الأَعرابي: الــأَبــوزُ القَفَّارُ من كل الحيوان، وهو أَبــوزٌ، والــأَبَّــازُ

الوَثَّابُ؛ قال الشاعر:

يا رُبَّ أَبَّــازٍ من العُفْرِ صَدَعْ،

تَقَبَّضَ الذئبُ إِليه، فاجْتَمَعْ

لَمَّا رَأَى أَن لا دَعَهْ ولا شِبَعْ،

مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

قال ابن السكيت: الــأَبَّــازُ القَفَّازُ. قال ابن بري: وصف ظيباً،

والعُفْر من الظباء التي يعلو بياضها حمرة. وتَقَبَّضَ: جمع قوائمه ليَثِبَ على

الظبي فلما رأَى الذئب أَنه لا دَعَةَ له ولا شِبَعَ لكونه لا يصل إِلى

الظبي فيأْكله مال إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ، والأَرطاة: واحدة الأَرْطَى،

وهو شجر يدبغ بورقه. والحِقْفُ: المُعْوَجُّ من الرمل، وجمعه أَحقاف

وحُقُوفٌ؛ وقال جِرانُ العَوْدِ:

لقد صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ

عُلالَةً من وَكَرَى أَبُــوزِ

تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ،

إِراحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ

قال أَبــو الحسن محمد بن كَيْسان: قرأْته على ثعلب جَمَلَ بن كُوز،

بالجيم، وأَخذه عليٌّ بالحاء، قال: وأَنا إِلى الحاءِ أَميل. وصبحته: سقيته

صبوحاً، وجعل الصبوح الذي سقاه له عُلالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرى، وهي

الشديدة العَدْوِ؛ يقول: سقيته عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صباحاً، يعني أَنه

أَغار عليه وقت الصبح فجعل ذلك صَبوحاً له؛ واسم جِرانِ العَوْدِ عامرُ

(* قوله « واسم جران العود عامر إلخ» في الصحاح: واسمه المستورد) بن

الحرث، وإِنما لقب جِرانَ العَوْدِ لقوله:

خُذَا حَذَراً يا خَِلَّتَيَّ، فإِنَّنِي

رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ

(* قوله « يا خلتي» تثنية خلة،

بكسر الخاء المعجمة، مؤنث الخل بمعنى الصديق. وفي الصحاح: يا جارتي.)

يقول لامرأَتيه: احذرا فإِني رأَيت السَّوْطَ قد قرب صلاحه. والجران:

باطن عنق البعير. والعَوْدُ: الجمل المسن. وحَمَلٌ: اسم رجل. وقوله: بعد

النَّفَسِ المحفوز، يريد النفس الشديد المتتابع الذي كأَن دافعاً يدفعه من

سِباق. وتُرِيح: تَتَنَفَّسُ؛ ومنه قول امرئ القيس:

لما مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع،

فمنه تُرِيحُ إِذا تَنْبَهِرْ

والجِدايَةُ: الظبية، والنَّفُوز: التي تَنْفِزُ أَي تَثِبُ. وأَبَــزَ

الإِنسانُ في عَدْوِه يــأْبِــزُ أَبْــزاً وأُبــوزاً: استراح ثم مضى. وأَبَــزَ

يَــأْبِــزُ أَبْــزاً: لغة في هَبَزَ إِذا مات مُغافَصَةً.

أبــز
{أَبَــزَ الظَبْيُ} يَــأْبِــزُ، من حدّ ضَرَبَ {أَبْــزَاً، بِالْفَتْح،} وأُبــوزاً، بالضمّ، {وأَبَــزَى، كَجَمَزى، هَكَذَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ: وَثَبَ وَقَفَزَ فِي عَدْوِه، أَو تَطَلَّقَ فِي عَدْوِه، قَالَ: يَمُرُّ كمَرِّ} الآبِزِ المُتَطَلِّقِ أَو {الــأَبَــزَى: اسمٌ من} الــأَبْــز، كَمَا صرّح بِهِ الصَّاغانِيّ. ومثلُه فِي اللِّسَان. وظَبْيٌ وظَبْيةٌ {آبِزٌ} وأبّــازٌ {وأَبُــوزٌ، كناصِرٍ وشَدّادٍ وصَبُور، أَي وَثّابٌ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت:} الــأبّــاز: القَفّاز. قَالَ الراجز يصفُ ظَبْياً:
(يَا رُبَّ {أَبّــازٍ من العُفْرِ صَدَعْ ... تقَبَّضَ الذئبُ إِلَيْهِ فاجْتمعْ)

(لمّا رأى أنْ لَا دَعَهْ وَلَا شَبِعْ ... مالَ إِلَى أَرْطَاةٍ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ)
وَقَالَ جِرَان العَوْد:
(لقدْ صَبَحْتُ جَمَلَ بن كُوزِ ... عُلالةً من وَكَرَى} أَبُــوزِ)

(تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوزِ ... إراحةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ)
قَالَ أَبُــو الْحسن مُحَمَّد بن كَيْسَان: قرأتُه على ثَعْلَب: جَمَلَ بن كُوزِ بِالْجِيم، وَأَخذه عليٌّ بالحاءِ قَالَ: وَأَنا إِلَى الحاءِ أَمْيَل. وصَبَحْتُه سَقَيْتُه صَبوحاً، وجعلَ الصَّبُوح الَّذِي سقَاهُ لَهُ عُلالةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرَى، وَهِي الشديدةُ العَدْو. أَبَــزَ الإنسانُ يَــأْبِــزُ أَبْــزَاً: استراحَ فِي عَدْوِه ثمَّ مضى. {أَبَــزَ} يَــأْبِــزُ {أَبْــزَاً، لُغَة فِي هَبَزَ: ماتَ مُغافَصَةً كَذَا فِي اللِّسَان، والهمزُ بدلٌ من الْهَاء. أَبَــزَ بصاحبِه يَــأْبِــزُ أَبْــزَاً: بغى عَلَيْهِ، نَقله الصَّاغانِيّ. يُقَال: نَجِيبَةٌ أَبُــوزٌ، كصَبور، تَصْبِرُ صَبْرَاً عَجيباً فِي عَدْوِها.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} أَبْــزَى، كَسَكْرى: والدُ عبد الرَّحْمَن الصّحابيّ الْمَشْهُور، وَقيل لِــأَبِــيهِ صُحبَة. قلتُ: وَهُوَ خُزاعيّ مَوْلَى نَافِع بن عبد الْحَارِث، استَعْمَله على خُراسان، وَكَانَ قَارِئًا فَرضِيّاً عالِماً، اسْتَعْملهُ مَوْلاه على مكّةَ زَمَنَ عمر، وروى عَن النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَــأبــي بكر، وعَمّارٍ. وابْناهُ سعيدٌ وعَبْد الله لَهما رِوايةٌ، وعَبْد الله بن الْحَارِث بن أَبْــزَى، عَن أمّه رائطة.
واستدركَ شَيْخُنا هُنَا نقلا عَن الرَّضِيّ فِي شَرْحِ الحاجِبِيّة: مَا بهَا {آبِزٌ، أَي أحدٌ. وَقَالَ: أَغْفَله المصنِّف والجَوْهَرِيّ. قلتُ: وَلَكِن لم يَضْبِطه، وظاهرُه أَنه بكَسرِ الْهَمْز وسُكونِ المُوَحّدة،)
والصّوابُ أنّه بالمَدِّ، كناصِرٍ، ثمَّ وَهُوَ مَجاز من} الآبِزِ وَهُوَ الوَثَّابُ فتأَمَّل.

أَبش

أَبــش
{الــأَبْــشُ، أهمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مِثْلُ الهَبْشِ، بمعنَى الجَمْع، يُقَال:} أَبَــشْتُه وهَبَشْتُه، إِذا جَمَعْتَه،! كالتَّــأْبــيشِ، شُدِّد للكَثْرَة، قَالَه الصّاغَانِيّ. {والــأُبَــاشَةُ، كثُمَامَة: الجَمَاعَةُ من النّاسِ، كالهُبَاشةِ والأُشاشَةِ، يُقَال: مَا عِنْدَه إلاّ} أُبَــاشَةٌ، أَي أَخْلاطٌ، نَقله الزّمَخْشَرِيّ عَن ابنِ عبّاد.
أَبــشَّتُ كَلاماً} تَــأبِــيشاً: أَخَذْتُه أَخْلاطاً، كهَبَّشْت. {والآبِشُ: الَّذِي يُزَيِّنُ فِنَاءَ الرَّجُلِ وبابَ دَارِه بِطَعَامِه وشَرَابِه، نَقله الصّاغَانيّ. قلْت: وَهُوَ الأَحْبَش، كَمَا سَيَأْتي. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ} أَبّــاشٌ، كشَدادٍ: مُكْتَسِبٌ. وَقد {أَبَــشَ لأَهْلِه} يَــأْبَــشُ {أَبْــشاً: كَسَبَ. ويُقَال:} تَــأَبَّــشَ القَوْمُ، وَتَهَبَّشُوا، إِذا تَجَيَّشُوا وتَجَمَّعُوا، كَذَا فِي اللْسَان والتَّكْمِلة. {- وأَبْــشَاي بالفَتْح: من قُرَى الصَّعِيدِ الأَدْنَى.
} وأَبْــشِيشُ: من قُرَى مِصْرَ من ناحِيَة السّمَنُّودِيّة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.