أبــد: الــأَبَــدُ: الدهر، والجمع آباد وأُبــود؛ وفي حديث الحج قال سراقة بن
مالك: أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للــأَبــد؟ فقال: بل هي للــأَبــد؛
وفي رواية: أَلعامنا هذا أَم لــأَبَــدٍ؟ فقال: بل لــأَبَــدِ أَبَــدٍ؛ وفي
أُخرى: بل لــأَبَــدِ الــأَبَــد أَي هي لآخر الدهر. وأَبَــدٌ أَبــيد: كقولهم دهر
دَهير. ولا أَفعل ذلك أَبــد الــأَبــيد وأَبَــد الآباد وأَبَــدَ الدَّهر وأَبــيد
وأَبــعدَ الــأَبَــدِيَّة؛ وأَبــدَ الــأَبَــدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك
لكانوا خلقاء أَن يقولوا الــأَبــديّينِ؛ قال ابن سيده: ولم نسمعه؛ قال:
وعندي أَنه جمع الــأَبــد بالواو والنون، على التشنيع والتعظيم كما قالوا
أَرضون، وقولهم لا أَفعله أَبــدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ
العائضين، وقالوا في المثل: طال الــأَبــعدُ على لُبَد؛ يضرب ذلك لكل ما قدُمَ.
والــأَبَــدُ: الدائم والتأْييد: التخليد.
وأَبَــدَ بالمكان يــأْبِــد، بالكسر، أُبــوداً: أَقام به ولم يَبْرَحْه.
وأَبَــدْتُ به آبُدُ أُبــوداً؛ كذلك. وأَبَــدَت البهيمةُ تــأْبُــد وتــأْبِــدُ أَي
توحشت. وأَبَــدَت الوحش تــأْبُــد وأْبِــدُ أُبــوداً وتــأْبَّــدت تــأَبُّــداً: توحشت.
والتــأَبُّــد: التوحش. وأَبِــدَ الرجلُ، بالكسر: توحش، فهو أَبِــدٌ؛ قال
أَبــو ذؤَيب:
فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ، ناجيةً،
مثل الهراوة ثِنْياً، بَكْرُها أَبِــدُ
أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها.
والأَوايد والــأُبَّــدُ: الوحش، الذكَر آبد والأُنثى آبدة، وقيل: سميت
بذلك لبقائها على الــأَبــد؛ قال الأَصمعي: لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما
موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا؛ وقال عديّ بن زيد:
وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ،
يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا
يعني بالأَمهار جحاشها. وأَفلين: صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن
الأُمهات. والــأُبــود: كالأَوابد؛ قال ساعدة بن جؤَية:
أَرى الدهر لا يَبقْى، على حَدَثانه،
أُبــودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ
قال رافع بن خديج: أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم
فحبسه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ
الوحش، فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا؛ الأَوابد جمع آبدة؛ وهي
التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس؛ ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها
وخلفتهم الوحش بها؛ قد تــأَبــدت؛ قال لبيد:
بِمِنىَ، تَــأَبَّــد غَوْلُها فرجامُها
وتــأَبــد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش. وفي حديث أُم زرع: فأَراح عليّ
من كل سائمةٍ زَوْجَيْن، ومن كل آبِدَةٍ اثنتين؛ تريد أَنواعاً من ضروب
الوحوش؛ ومنه قولهم: جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش.
وتــأَبَّــدت الدار: خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه. وأَتان أَبَــدٌ:
وحشية. والآبدة: الداهية تبقى على الــأَبــد. والآبدة: الكلمة أَو الفعلة
الغريبة. وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الــأَبــد. ويقال للشوارد
من القوافي أَوابد؛ قال الفرزدق:
لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبــيكُمُ،
وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ
ويقال للكلمة الوحشية: آبدة، وجمعها الأَوابد. ويقال للطير المقيمة
بأَرضٍ شتاءَها وصيفها: أَوابد من أَبَــدَ بالمكان يــأْبِــدُ فهو آبد، فإِذا
كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع، والأَوابد ضد القواطع من الطير. وأَتان
أَبِــد: في كل عام تلد. قال: وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِــدٌ وأَبِــلٌ
وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم
يسمع عن العرب؛ ابن شميل: الــأَبِــدُ الأَتان تَلد كل عام؛ قال أَبــو منصور:
أَبَــلٌ وأَبِــد مسموعان، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن
ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ. وقال أَبــو مالك: ناقة أَبِــدَةٌ إِذا كانت
ولوداً، قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة؛ قال الأَزهري: وأَحسبهما لغتين أَبِــد
وإِبِدٌ. الجوهري: الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان؛
وقولهم:
لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ،
إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ،
في كلِّ ما عامٍ تَلِدْ
والإِبِد ههنا: الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد
إِلا شرّاً. والإِبِدُ: الجوارح من المال، وهي الأَمة والفرس الأُنثى
والأَتان يُنْتَجن في كل عام. وقالوا: لن يبلغ الجدّ النكِد، إِلا الإِبِد،
في كل عام تلد؛ يقول: لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه
المال.
ويقال: وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث.
وقال عبيد بن عمير: الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَــدٌ. وأَبِــدَ عليه أَبَــداً:
غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً.
وأَبــيدَةُ: موضع؛ قال:
فما أَبِــيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها،
وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر
ومــأْبِــد: موضع؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره في
مبد. والــأُبَــيْدُ: نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة
فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً.