الحراني، الحافظ، حسين بن محمد السلمي.
المتوفى: سنة 316.
أبــض: ابن الأَعرابي: الــأَبْــضُ الشَّدُّ، والــأَبْــضُ التَّخْلِيةُ،
والــأَبْــضُ السكون، والــأَبْــضُ الحركة؛ وأَنشد:
تَشْكُو العُرُوق الآبِضات أَبْــضا
ابن سيده: والــأُبْــضُ، بالضم، الدهر؛ قال رؤبة:
في حِقْبةٍ عِشْنا بذاك أُبْــضا،
خِدْن اللَّواتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا
وجمعه آباضٌ. قال أَبــو منصور: والــأَبْــضُ الشدُّ بالإِبَاضِ، وهو عِقَال
يُنْشَب في رسغ البعير وهو قائم فيرفع يده فتُثْنَى بالعِقال إِلى عضده
وتُشَدّ.
وأَبَــضْت البَعِيرَ آبُضُهُ وآبِضُهُ أَبْــضاً: وهو أَن تشدّ رسغ يده
إِلى عضده حتى ترتفع يده عن الأَرض، وذلك الحبل هو الإِبَاضُ، بالكسر؛
وأَنشد ابن بري للفقعسي:
أَكْلَفُ لم يَثْنِ يَدَيهِ آبِضُ
وأَبَــضَ البعيرَ يــأْبِــضُه ويــأْبُــضُه: شدّ رسغ يديه إِلى ذراعيه لئلا
يَحْرَدَ. وأَخذ يــأْبِــضُه: جعل يديه من تحت ركبتيه من خلفه ثم احتمله.
والمَــأْبِــضُ: كل ما يَثْبُت عليه فخذُك، وقيل: المــأْبِــضانِ ما تحت
الفخذين في مثاني أَسافلهما، وقيل: المــأْبِــضان باطنا الركبتين والمرفقين.
التهذيب: ومــأْبِــضا الساقين ما بطَنَ من الركبتين وهما في يدي البعير باطنا
المرفقين. الجوهري: المــأْبِــضُ باطِنُ الركبة من كل شيء، والجمع مآبِضُ؛
وأَنشد ابن بري لهميان بن قحافة:
أَو مُلْتَقَى فائِله ومــأْبِــضِهْ
وقيل في تفسير البيت: الفائلان عرقان في الفخذين، والمَــأْبِــضُ باطنُ
الفخذين الى البطن. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، بالَ
قائماً لِعِلّةٍ بمَــأْبِــضَيه؛ المَــأْبِــضُ: باطن الركبة ههنا، وأَصله من
الإِباض، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به رسغ البعير إِلى عضده. والمَــأْبِــض،
مَفْعِل منه، أَي موضع الإِباضِ، والميم زائدة. تقول العرب: إِن البول قائماً
يَشفي من تلك العلة.
والتَّــأَبُّــضُ: انقباض النسا وهو عرق؛ يقال: أَبِــضَ نَساه وأَبَــضَ
وتــأَبَّــضَ تقبّضَ وشدّ رجليه؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة:
إِذا جَلَسَتْ في الدار يوماً، تــأَبَّــضَتْ
تَــأَبُّــضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ
أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعى، وإِذا تــأَبَّــضَ على
التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً. قال أَبــو عبيدة: يستحب من الفرس تــأَبُّــضُ رجليه
وشَنَجُ نَساه. قال: ويعرف شَنْجُ نَساه بِتَــأَبُّــضِ رجليه وتَوْتِيرهما
إِذا مشى. والإِباضُ: عِرْقٌ في الرِّجْل. يقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك
العرقُ منه: مُتَــأَبِّــضٌ. وقال ابن شميل: فرس أَبُــوضُ النَّسا كأَنما
يَــأْبِــضُ رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما؛ وقول لبيد:
كأَنَّ هِجانَها مُتَــأَبِّــضاتٍ،
وفي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ
مُتَــأَبِّــضات: معقولات بالــأُبُــضِ، وهي منصوبة على الحال. والمَــأْبِــضُ:
الرُّسْغ وهو مَوْصِل الكف في الذراع، وتصغير الإِباضِ أُبَــيِّضٌ؛ قال
الشاعر:
أَقولُ لِصاحِبي، والليلُ داجٍ:
أُبَــيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ
يقول: احفظ إِباضَك الأَسودَ لا يضيع فصغّره. ويقال: تَــأَبَّــضَ البعيرُ
فهو مُتَــأَبِّــضٌ، وتَــأَبَّــضَه غيرُه كما يقال زاد الشيءُ وزِدْتُه. ويقال
للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مــأْبُــوضٌ؛ قال الشاعر:
وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا،
له في دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ
وإِباضٌ: اسم رجل. والإِباضِيّة: قوم من الحرورية لهم هَوىً يُنْسَبون
إِليه، وقيل: الإِباضِيّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبدالله بنِ إِباضٍ
التميمي. وأُبْــضَة: ماءٌ لِطَيِّءٍ وبني مِلْقَط كثير النخل؛ قال مساور بن
هند:
وجَلَبْتُه من أَهل أُبْــضةَ طائِعاً،
حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ أُرابِ
وأُبــاضُ: عِرْضٌ باليمامة كثير النخل والزرع؛ حكاه أَبــو حنيفة؛ وأَنشد:
أَلا يا جارَتا بِــأُبــاضَ، إِنِّي
رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا
تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ علينا،
وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا
وقد قِيلَ: به قُتِلَ زيد بن الخطاب.
أبــغ: عَيْنُ أُبــاغَ، بالضم: موضع بين الكوفة والرَّقَّةِ؛ قالت امرأَة
من بني شيبان:
وقالوا: فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا
فَقلنا: الرُّمْحُ يَكْلَف بالكَرِيمِ
بِعَيْنِ أُبــاغَ قاسَمْنا المَنايا،
فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ
قال ابن بري: الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موه، والذي قُتِلَ بــأُبــاغ هو
المنذر
(* قوله« هو المنذر إلخ» كذا بالأصل، والذي في معجم ياقوت: المنذر
بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، وفي شرح القاموس: المنذر بن المنذر بن
ماء السماء) بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن
نصر اللخميّ، قتله الحرث بن أَبــي شَمِرٍ الغسانيّ؛ ومنه يوم عين أُبــاغ
يومٌ من أَيام العرب قتل فيه المنذر بن ماء السماء.