Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عم

عمد

ع م د: (الْــعَمُــودُ) عَمُــودُ الْبَيْتِ وَجَمْعُهُ فِي الْقِلَّةِ (أَــعْمِــدَةٌ) وَفِي الْكَثْرَةِ (عَمَــدٌ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (عُمُــدٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي عَمَــدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 9] وَسَطَعَ (عَمُــودُ) الصُّبْحِ. وَ (الْــعِمَــادُ) بِالْكَسْرِ الْأَبْنِيَةُ الرَّفِيعَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدَةُ عِمَــادَةً. وَ (عَمَــدَ) لِلشَّيْءِ قَصَدَ لَهُ أَيْ (تَــعَمَّــدَ) وَهُوَ ضِدُّ الْخَطَإِ. وَ (عَمَــدَ) الشَّيْءَ (فَانْــعَمَــدَ) أَيْ أَقَامَهُ بِــعِمَــادٍ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (عَمُــودُ) الْقَوْمِ وَ (عَمِــيدُهُمْ) سَيِّدُهُمْ. وَ (الْــعُمْــدَةُ) بِالضَّمِّ مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ. وَ (اعْتَمَدَ) عَلَى الشَّيْءِ اتَّكَأَ. وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي كَذَا اتَّكَلَ. 
(ع م د) : (الْــعَمُــودُ) مَا يُتَّخَذُ مِنْ الْحَدِيدِ فَيُضْرَبُ بِهِ وَجَمْعُهُ أَــعْمِــدَة (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الصُّورَةُ عَلَى الْمَسَارِجِ وَالْأَــعْمِــدَةِ وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَة تَصْحِيفٌ (وَالْــعَمُــودُ) أَيْضًا عَمُــودُ الْخَيْمَةِ (وَفِي حَدِيثِ عُمَــرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَيُّمَا جَالِبٍ جَلَبَ عَلَى عَمُــودِ بَطْنِهِ فَإِنَّهُ يَبِيعُ أَنَّى شَاءَ وَمَتَى شَاءَ يَعْنِي الظَّهْرَ لِأَنَّهُ قِوَامُ الْبَطْنِ وَمِسَاكُهُ (وَعَنْ اللَّيْثِ) هُوَ عِرْقٌ يَمْتَدُّ مِنْ الرَّهَابَةِ إلَى السُّرَّةِ (قَالَ) أَبُو عُبَيْدٍ هَذَا مَثَلٌ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَأْتِي بِهِ فِي تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ لَا أَنَّهُ يَحْمِلهُ عَلَى الظَّهْرِ أَوْ عَلَى هَذَا الْعِرْقِ (وَالْمَــعْمُــودِيَّة) مَاءٌ لِلنَّصَارَى أَصْفَرُ كَانُوا يَغْمِسُونَ بِهِ أَوْلَادَهُمْ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ ذَلِكَ تَطْهِيرٌ لِلْمَوْلُودِ كَالْخِتَانِ لِغَيْرِهِمْ وَلَمْ أَسْمَع هَذَا إلَّا فِي التَّفْسِيرِ.
[عمــد] نه: زوجي رفيع "الــعمــاد"، أي عمــاد بيت شرفه، والبيت توضع موضع الشرف في النسب والحسب، والــعمــاد والــعمــود خشبة يقوم عليها البيت. ومنه ح: يأتي به أحدهم على "عمــود" بطنه، أي ظهره لأنه يمسك البطن ويقويه فصار كالــعمــود له، وقيل: أراد أنه يأتي على تعب ومشقته وإن لم يكن على ظهره، وهو مثل، وقيل: عمــود البطن عرق يمتد من الرهابة إلى دوين السرة فكأنما حمله عليه. ج: جلب على "عمــود" كبده، أي ظهره وذلك أنه يأتي به على تعب وإن لم يكن جارية على ظهره، وسمي الظهر عمــودًا لأنه يــعمــدها أي يقيمها ويحفظها. نه: وقال أبو جهل حين قتل "أعمــد" من رجل قتله قومه! أي هل زاد على رجل قتله قومه وهل كان إلا هذا! أي ليس عليه بعار، وقيل: أعمــد بمعنى أعجب من رجل قتله قومه، وقيل: أعمــد بمعنى أغضب، وقيل: معناه أتوجع وأشتكي، من عمــدني الأمر فــعمــدت أي أوجعني فوجعت، والمراد أن يهون على نفسه ما حل به من الهلاك وأنه ليس بعار عليه أن يقتله قومه. وفي ح نادبةوا عمــراه! أقام الأود وشفا "الــعمــد"، هو بالحركة ورم ودبر يكون في البدن، أرادت أنه أحسن السياسة. ومنه ح: لله بلاء فلان فلقد قوم الأود وداوى "الــعمــد". وفيه: كم أداريكم كما يداري البكار "الــعمــدة"، هو جمع بكر الفتى من الإبل، والــعمــدة من الــعمــد الورم والدبر، وقيل: هي التي كسرها ثقل حملها. وفي ح الحسن في طالب العلم: و"أعمــدتاه" رجلاه، أي صيرتاه عمــيدًا وهو مريض لا يستطيع أن يثبت على المكان حتى يــعمــد من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليهما، من عمــدت الشيء: أقمته، وأعمــدته: جعلت له عمــادًا، وأعمــدتاه كأكلوني البراغيث. ك: "فــعمــد" الخضر، هو من ضرب. وح صلاته صلى الله عليه وسلم في الكعبة: جعل "عمــودًا" عن يساره و"عمــودًا" عن يمينه، الــعمــود جنس يشمل الواحد والاثنين لما في أخرى: وعمــودين عن يمينه، إذ هي ثلاثة فلابد من كونه في أحد الطرفين اثنين، أو يقال: الأعمــدة الثلاثة لم تكن على سمت واحد بل عمــودان سامتان والثالث على غير سمته. وأهل "عمــود"، أي كانوا بدويين غير مقيمين في بلد. وح: و"عمــده" خشب، بضم عين وميم وبفتحهما. ط: حمل جنازة سعد بين "الــعمــودين"، أي عمــودي الجنازة. وح: من زارني "متــعمــدًا"، أي لا يقصد فيه غيره ولذا لم يزره بعض العارفين في سفر الحج واستأنف له سفرًا أو لا يقصد شيئًا من أغراض الدنيا. ج: "عمــدتم" إلى الأنفال، أي قصدتم غليه. غ: "بغير "عمــد" ترونها" أي لا ترون تلك الــعمــد، وهي قدرة الله جمع عمــاد. و"في "عمــد" ممددة" أي شبه أخبية من النار. ك: أي موثقين في أعمــدة ممدودة مثل القاطرة التي يقطر فيها اللصوص. و"ارم ذات "الــعمــاد"" أي ذات البناء الرفيع، أو القدود الطوال، أو الرفعة والثبات.
(عمــد) الْخَيْمَة نصبها بالــعمــاد وَالْقَوْم فلَانا جَعَلُوهُ عمــيدا عَلَيْهِم أَو عُمْــدَة لَهُم (محدثة) والسيل سد مجْرَاه بِتُرَاب وَنَحْوه ليجتمع فِي مَوضِع والشوق فلَانا هده والطفل (عِنْد المسيحيين) غسله بِمَاء المــعمــودية فَهُوَ مــعمــد
(عمــد) في حديث الحَسَن: "وأَــعْمَــدَتَا رِجْلاه"
: أي صَيَّرتاه عَمِــيدًا، وهو المَريضُ الذي لا يستطيع أن يَثبُتَ على المَكانِ حتى يُــعمَــد من جَوانِبه لِطُولِ اعْتِماده في القيامِ عليهما، فَعِيل بمعنى مَفْعُول.
وقيل: عَمــدْتُ الشيّءَ: أَقمتُه. وأَــعمــدْتُه: جَعلْت تحتَه عِمــادًا. الأَلِف للتَّثْنِية لا لِلضَّمير ، وهي لُغَةُ طَيِّىء.
عمــد وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَــر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فِي الجالب قَالَ: يَأْتِي بِهِ أحدهم على عَمُــود بَطْنه. قَالَ أَبُو عَمْــرو: وعمــود بَطْنه هُوَ ظَهره وَيُقَال: إِنَّه الَّذِي يمسك الْبَطن ويقوّيه فَصَارَ كالــعمــود لَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي عَمُــود بطنهه أَنه أَرَادَ أَن يَأْتِي بِهِ على مشقة وتعب وَإِن لم يكن ذَلِك على ظَهره وَإِنَّمَا هَذَا مثل.
(عمــد)
الشَّيْء عمــدا أَقَامَهُ بــعمــاد ودعمــه وَفُلَانًا ضربه بالــعمــود وَيُقَال مَا عمــدك أَي مَا حزنك وَالشَّيْء وللشيء وَإِلَيْهِ قَصده وَالْمَرَض فلَانا أضناه وفدحه

(عمــد) الْبَعِير عمــدا ورم سنامه من عض الرحل وانفضخ بَاطِن سنامه وَظَاهره صَحِيح فَهُوَ عمــد وَيُقَال عَمَــدت أليتاه من الرّكُوب ورمتا وَالثَّرَى بلله الْمَطَر فتقبض وتراكب بعضه على بعض وَالْإِنْسَان جهده الْمَرَض وَالْخَرَاج عصر قبل أَن ينضج فورم وَلم تخرج بيضته ومدته
عمــد نجد رمد ندى سرح [أَبُو عُبَيْدٍ -] وحَدثني بعض أهل الْعلم أَن شَيخا كَبِيرا من الْعَرَب كَانَ قد أولِعَ بِهِ شَاب من شُبَّانهمْ فَكلما / رَآهُ قَالَ: أجززت يَا أَبَا فلَان عبره فَيَقُول: قد آن 70 / الف لَك أَن تُجَزّ يَا أَبَا فلَان [يَعْنِي الْمَوْت -] . فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: أَي بني وتختضرون أَي تموتون شبَابًا. وَمِنْه قيل: خُذ هَذَا الشَّيْء خَضِرا مَضِرا فالخضر: الغض الْحسن والمضر إتباع لَهُ. وَقَالَ اللَّه عز وَجل {فَأَخْرْجنَا مِنْهُ خَضِراً} - يُقَال: إِنَّه الْأَخْضَر وَهُوَ من هَذَا وَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْخضر لِأَنَّهُ كَانَ إِذا جلس فِي مَوضِع اخضر مَا حوله.
عمــد
الــعَمْــدُ: قصد الشيء والاستناد إليه، والــعِمَــادُ: ما يُعْتَمَدُ. قال تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْــعِمــادِ
[الفجر/ 7] ، أي: الذي كانوا يَعْتَمِدُونَهُ، يقال:
عَمَّــدْتُ الشيء: إذا أسندته، وعَمَّــدْتُ الحائِطَ مثلُهُ. والــعَمُــودُ: خشب تَعْتَمِدُ عليه الخيمة، وجمعه: عُمُــدٌ وعَمَــدٌ. قال: فِي عَمَــدٍ مُمَدَّدَةٍ
، [الهمزة/ 9] وقرئ: فِي عَمَــدٍ
، وقال:
بِغَيْرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَها
[الرعد/ 2] ، وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده مُعْتَمِداً عليه من حديد أو خشب. وعَمُــودُ الصّبحِ: ابتداء ضوئه تشبيها بالــعمــود في الهيئة، والــعَمْــدُ والتَّــعَمُّــدُ في التّعارف خلاف السّهو، وهو المقصود بالنّيّة، قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَــعَمِّــداً
[النساء/ 93] ، وَلكِنْ ما تَــعَمَّــدَتْ قُلُوبُكُمْ
[الأحزاب/ 5] ، وقيل: فلان رفيع الــعِمَــادِ أي: هو رفيع عند الِاعْتِمَادِ عليه، والــعُمْــدَةُ: كلُّ ما يعتمد عليه من مال وغيره، وجمعها: عُمُــدٌ. وقرئ: فِي عَمَــدٍ
والْــعَمِــيدُ: السَّيِّدُ الذي يَــعْمُــدُهُ الناسُ، والقلب الذي يَــعْمُــدُهُ الحزن، والسّقيم الذي يــعمــده السّقم، وقد عَمَــدَ : توجّع من حزن أو غضب أو سقم، وعَمِــدَ البعيرُ : توجّع من عقر ظهره.
ع م د : عَمَــدْتُ لِلشَّيْءِ عَمْــدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَــعَمَــدْتُ إلَيْهِ قَصَدْتُ وَتَــعَمَّــدْتُهُ قَصَدْتُ إلَيْهِ أَيْضًا وَنَبَّهَ الصَّغَانِيّ عَلَى دَقِيقَةٍ فِيهِ فَقَالَ فَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْــدًا عَلَى عَيْنٍ وَــعَمْــدَ عَيْنٍ أَيْ بِجِدٍّ وَيَقِينٍ وَهَذَا فِيهِ احْتِرَازٌ مِمَّنْ يَرَى شَبَحًا فَيَظُنُّهُ صَيْدًا فَيَرْمِيهِ فَإِنَّهُ لَا يُسَمَّى عَمْــدَ عَيْنٍ لِأَنَّهُ إنَّمَا تَــعَمَّــدَ صَيْدًا عَلَى ظَنِّهِ وَــعَمَــدْتُ الْحَائِطَ عَمْــدًا دَــعَمْــتُهُ وَأَــعْمَــدْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَالْــعِمَــادُ مَا يُسْنَدُ بِهِ وَالْجَمْعُ عَمَــدٌ بِفَتْحَتَيْنِ.

وَاعْتَمَدْتُ عَلَى الشَّيْءِ اتَّكَأْتُ.

وَاعْتَمَدْتُ عَلَى الْكِتَابِ رَكَنْتُ وَتَمَسَّكْتُ
مُسْتَعَارٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَالْــعُمْــدَةُ مِثْلُ الْــعِمَــادِ.

وَأَنْتَ عُمْــدَتُنَا فِي الشَّدَائِدِ أَيْ مُعْتَمَدُنَا.

وَــعُمْــدَةُ الْقَسْمِ اللَّيْلُ أَيْ مُعْتَمَدُهُ وَمَقْصُودُهُ الْأَعْظَمُ.

وَالْــعِمَــادُ الْأَبْنِيَةُ الرَّفِيعَةُ الْوَاحِدَةُ عِمَــادَةٌ.

وَالْــعَمُــودُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَــعْمِــدَةٌ وَــعُمُــدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ أَهْلُ عَمُــودٍ وَــعُمُــدٍ وَــعِمَــادٍ.

وَضَرَبَ الْفَجْرُ بِــعَمُــودِهِ سَطَعَ وَهُوَ الْمُسْتَطِيرُ. 
ع م د

أنت عمــدتنا أي الذي نــعمــده لحوائجنا. ويقال: الزم عمــدتك أي قصدك، وفلان مــعمــود مصمود أي مقصود بالحوائج. وعمــده واعتمده وتــعمــده، وهو عمــيد قومه وعمــود حيّه أي قوامهم. قالت أخت حجر بن عدي الكنديّ عمــة امريء القيس ترثي حجراً:

فإن تهلك فكلّ عمــود قوم ... من الدنيا إلى هلك يصير

ويقال للظّهر: عمــود البطن. ويقال لأصحاب الأخبية: هم أهل عمــود وأهل عمــاد وأهل عمــدٍ. ويقال: لكلّ أهل عمــود نوًى أي كل إنسان ينطلق على وجهه. وضرب الفجر بــعمــوده وهو الصبح المستطير. وفي الحديث " أوّل وقت الفجر إذا انشقّ عمــود الصبح ". والعقاب تبيض في رأس عمــود وهو الجبل المستدق المصعد في السماء. وهو مذكور في عمــود الكتاب أي في فصّه ومتنه. واجعل ذلك في عمــود قلبك أي في وسطه. ويقال: فلان عمــيد أي شديد المرض لا يقدر على القعود حتى يــعمــد بالوسائد، ثم اتسع فيه حتى قيل: قلب عمــيد، وقيل: هو الذي قطع عمــوده فهو مــعمــود وعمــيد، وقيل: هو الذي قطع عمــوده فهو مــعمــود وعمــيد. وطراف مــعمــد. ورجل مــعمــد: طويل. وعمــد الحائط ودعمــه: جعل له ما يعتمد عليه. وفلان رفيع الــعمــاد أي شريف لرفعة عمــاد خباء الشريف منهم. قال الأعشى:

طويل النجاد رفيع الــعمــا ... د يحمي المضاف ويعطي الفقيرا

واعتمدت ليلتي أسيرها إذا ركبتها سارياً. قال:

ليس لولدانك ليلٌ فاعتمد

أي هم سهود من الجوع فاطلب لهم، وروي بالغين أي اجعله لنفسك غمداً. وفعلت ذلك عمــد عين إذا فعلته بجدّ ويقين. قال عمــر بن أبي ربيعة:

ثم بوجهها عمــد عينٍ ... زينب للقضاء أم الحباب
عمــد
عَمَــدْته عَمْــداً وتَــعَمَّــدْتُهُ واعْتَمَدْتُه: قَصَدْته. وُيقال: الْزَمْ عُمْــدتَك: أي قَصدك.
والــعَمُــوْدُ والــعِمَــادُ: واحِدٌ، وجَمْعُها: أعْمِــدَة وعَمَــدٌ وعُمُــدٌ. ويُقال لأصحاب الأخْبِيَةِ الذين لا ينزلون غيرَها: هم أهْلُ عَمُــودٍ وعِمــادٍ.
وعَمَــدْتُ الشيءَ: أي أقَمته. وأعْمَــدْتُه: جَعَلْت تحتَه عِمــاداً. والــعَمُــوْدُ: عِرْقُ الكَبِد الذي يَسْقِيهما.
وُيقال للوَتيْنِ: عَمُــودُ السحْر.
وعَمُــوْدُ البَطْنِ: قيل هو الظَهْرُ، وفي الحديث: " أيما جالِبٍ جَلَبَ على عَمــودِ بَطْنِه ". وقيل: عِرْقٌ مَمْدُودٌ من لَدُنِ الرهَابَةِ الى دوينِ السرة. وعَمُــودُ السِّنانِ: ما تَوَسَّطَ شَفْرَتَيْه من أصلِه.
وُيسَمّى رجْلا الظلِيْم: الــعَمُــودَيْن.
وعَمــودُ الأذُنِ: مُعْظَمُها وقِوامُها. وكذلك عَمُــودُ الأمْر.
وُيقال للرئيس: عَمُــوْدٌ وعَمــيدٌ وعِمَــادٌ، وقد يُجمعُ الــعِمــادُ في هذا على الــعَمَــائد.
والــعَمِــيْدُ: الذي لا يستطيع الجُلوسَ من مَرَضِه حتى يُــعْمَــدَ بِوَسائِدَ، ومنا قَلْبٌ عَمِــيدٌ ومَــعْمــود ومُــعَمَــد. وقيل: بل الــعَمِــيدُ: الذي يَصِلُ الداءُ إلى جَوْف ويُقال: ما يَــعِمــدُكَ: أي يُوجِعك.
وعَمِــدَ من الوَصَب: اشْتَكى، ومنه قَوْلُ أبي جَهْل: أعْمَــدُ من سيد قَتَلَه قَوْمُهُ، ومَعْناه: ليس ذلك بِعَارٍ فأشْكُوه، وقيل: بل هو من قولهم أنا أعْمَــدُ من كذا: أي أعْجَبُ، وقيل معناه: هَلْ زادَ على ذلك. ويقولون: أعْمَــد ُمن كَيْل مُحِق: أي هَلْ زِدْنَا على هذا.
والــعَمِــدُ: المُتَمادي في الغَضَب. والمُــعْمَــدُ: الطوِيلُ. والــعِمَــادُ: الطوْل، ومنه قَوْله عز وجَلً: " إرَمَ ذاتِ الــعِمَــاد " وقَوْلُهم: رفِيْعُ الــعِمــاد.
والــعُمُــدانُ والــعُمُــدانِي والــعُمــد: المُمْتَلىءُ شَباباً العَبْلُ. وبَعيرٌ عَمِــدٌ وسَنَامٌ عَمِــدٌ: إذا كان عظيماً فحُمِلَ عليه ثِقْلٌ فتكسرَ وماتَ شَحْمُه فيه.
وثَرَىً عَمِــدٌ: مُبْتَل. وعَمِــدَتِ الأرْضُ: إذا رَسَخَ فيها المَطَرُ إلى الثرى.
[عمــد] الــعَمــودُ: عَمــودُ البيت، وجمع القلَّة أعمِــدَةٌ، وجمع الكثرة عَمَــدٌ وعمــدٌ . وقرئ بهما قوله تعالى:

(في عُمُــدٍ مُمَدَّدَةٍ) *. يقال: خِباءٌ مــعَمَّــدٌ وسطعَ عَمــود الصبح. والــعِمــادُ: الأبنية الرفيعة، تذكَّر وتؤنَّث. قال الشاعر عمــر وبن كلثوم: ونحن إذا عِمــادُ الحيِّ خرَّت * على الأحفاضِ نمنع من يلينا - والواحدة عِمــادَةٌ. وفلانٌ طويلُ الــعِمــادِ، إذا كان منزله مَعْلَماً لزائريه. وعَمَــدْتُ للشئ أعمــدت عمــدا: قصدت له، أي تــعمــدت، وهو نقيض الخطاء. وفعلت ذلك عَمــداً على عينٍ، وعَمْــدَ عينٍ، أي بجدٍّ ويقين. قال خفاف بن ندبة: إن تكُ خيْلي قد أصيبَ صَميمُها * فــعَمْــداً على عينٍ تيمَّمْتُ مالِكا - وعمــدت الشئ فانــعمــد، أي أقمته بــعِمــادٍ يَعْتَمِد عليه. وأعْمَــدْتُهُ: جعلت تحته عمــدا. وعمــد المرض، أي فدحَه. ورجلٌ مَــعْمــودٌ وعَمــيدٌ، أي هدَّه العشق. وقولهم: أنا أعْمَــدُ من كذا، أي أعجب منه. ومنه قول أبي جهل " أعْمَــدُ من سيِّدٍ قتله قومه ". والعرب تقول: " أعْمَــدُ من كيْلٍ مُحِقٍّ "، أي هل زاد على هذا. وقولهم: حملَه على عَمــودِ بطنِهِ، أي على ظهره. وعَمــيدُ القومِ وعَمــودُهُمْ: سيِّدهم. والــعُمْــدَةُ: ما يُعتمد عليه. واعتمد على الشئ: اتكأت. واعْتَمَدْتُ عليه في كذا، أي اتكلت عليه. وعمــد الثرى بالكسر يــعْمَــدُ عَمَــداً، إذا بلَّلَهُ المطر، وذلك إذا قبضت على شئ منه تعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّتِهِ. قال الراعي يصف بقرة: حتَّى غَدت في بياضِ الصُبْحِ طيَّبَةً * ريح المباءة تخدى والثرى عمــد - ويقال أيضاً: عَمِــدَ البعيرُ: إذا انفضح داخل سنامه من الركوب وظاهره صحيح: فهو بعيرٌ عَمِــدٌ. قال لبيد يصف مطر أسال الاودية: فبات السيل يركب جانبيه * من البقَّارِ كالــعَمِــدِ الثَقالِ - قال الأصمعيّ: يعني أنَّ السيل يركب جانبيه سحابٌ كالــعَمِــدِ، أي أحاط به سحابٌ من نواحيه بالمطر.
عمــد: عَمَــد الولد: استــعمــل له المــعمــودية. (محيط المحيط).
عَمَّــد ب (بالتشديد): سَند، عَمَــد، أقامه بــعمــاد ودعمــه. (فوك).
عَمــدَّ: شدَّ، مطَّ، وتّر، وأكَّد. (فوك).
عمــد: عَمَــد الولد: استــعمــل له المــعمــودية (م. المحيط ص631، فوك، بوشر هربرت 27، هيلو، تقويم 19: 5 حيث ينبغي أن تحل كلمة غمر محل كلمة عُمّــد.
عمّــد ولداً: بمعنى عَمَــده وهما من اصطلاح النصارى (م. المحيط ص631) أو شاله (بين ذراعيه)، أو كان شبيناً له (بوشر).
عمــد ب: اعتمد، استند إلى، اتكأ على (ديوان الهذليين 133، 3) حيث يجب أن تحل أتَــعمــد محل أتُــعمــد إذ أن الناشر قد وضع الضمة فوق الكلمة والكسرة تحت الكلمة مطالبي.
عمّــد- أنظر الكلمة في معجم (فوك) في مادة Baptizare: تــعمــد واعتمد (رحلة ابن جبير 347: 1، بوشر، م. المحيط). اعتمد على: عزم على، صمم، قصد أن .. (بوشر).
اعتمد على أن: عقد النية على: اعتمدت أروح (بوشر).
تــعمــد ب: وضع (فوك) هذه الكلمة في مادة apropiare اللاتينية مرادفاً ل خصّه ب، وأعتقد إنه كان يريد الإشارة إلى معنى: أبغضه، حقد عليه، وفقاً لما أورده المقري (1: 375، 17) لقد تــعمــدني منذر بخطبته وما عنى بها غيري.
تــعمــد: حرك، أدار، سير (البكري 74: 7) وربما ينبغي أن نقرأها اعتمده (= قصده).
تــعمــد: فلان قبل المــعمــودية (م. المحيط).
عمــد بدلاً من قتل الــعمــد (فنسنت، دراسات 64، ويقال، أيضاً، الــعمــد، فقط (من باب استــعمــال الحذف في علم البيان).
المقتول في الــعمــد. وفيه: ولاة الدم في الــعمــد. وفي (ص621): ولا يحلف أقَلَّ من رَجُليْن.
وفيه: لا يحلف في العهد إلا الذكور.
عمــد: وند (معجم الطرائف).
عَمَــد: في همبرت (ص51) عمــد من دون ضبط للحركات: غصن، فنن.
عمــدة: جمعه عُمَــدْ. (فوك).
عُمْــدة: مثال، قدوة، نموذج. (بوشر).
عُمْــدة، وجمعه عُمَــد: عند المولدين رجل أو أكثر يقام لأجل النظر في أمر ما والإفادة منه أو إجرائه أو لأجل قضاء مصلحة من المصالح. (محيط المحيط).
عِمــاد: ضد رفيع الــعمــاد (لين) ذليل الــعمــاد. (معجم البلاذري).
عَمــوُد: عمــد على النسيج، ومعناها الأصلي دعامة رأسية وتطلق على الخطوط في النسيج. (مملوك 2: 2: 70) وانظر لين في مادة وشيٌ مُــعَمَّــد، وترجمته لها إلى الإنجليزية بما معناه بناء رفيع أي عالٍ خطأ.
عَمُــود: قرش (عمــلة نقدية) ذو أعمــدة (محيط المحيط).
عمــل الــعمــود: اختصار عمــل أهل الــعمــود وهو ديوان البدو، أي دائرة أو مصلحة الضرائب التي تؤخذ من البدو .. (تاريخ البربر 1: 395).
عمــود: تطلق بالأندلس في الجيش الأموي على خيمة كبيرة يسجن فيها الأسرى. ففي حيان (ص86 و): وكان في حبس العسكر رجال من أسرى أهل شذونة كانوا في الــعمــود عند صاحب الصناعة بالعسكر.
عَمُــود: عمــود النسب، شجرة النسب. (المقدمة 1: 308، 309، تاريخ البربر 1: 292161، 2: 73، 560).
عَمــود: قضيب من الحديد لسد الأبواب والنوافذ، مثل alamud بالأسبانية (معجم الأسبانية ص56).
وفي المعجم اللاتيني العربي: Sera عُمُــود (كذَا) و (ضبَّة).
عَمُــود: مِقمَعة، (دبوس صغير تعلوه كتلة معدنية)، (دي يونج، معجم الطرائف).
عَمُــود السرير: يد النقالة أو السرير الذي يحمل عليه الميت. وهما عصوان متوازيتان تمتدان حتى تتجاوزا طرفي السرير، وتستــعمــلان لرفع السرير وحمله (الأغاني ص29).
عَمُــود: يد الآلة الموسيقية المسماة كمنجة. (صفة مصر 13: 322).
عَمــود: خشبة القذافة، حاضن القذافة. (فوك، ألكالا الجريدة الآسيوية 1/ 184، 2: 208).
عَمُــود: جذع، ساق القسم الأكبر من بعض الأشياء: يقال مثلاً عمــود الشجرة أي ساقها. (ابن العوام 1: 634) واقرأ في السطر الثاني عشر منه عنق وفقاً لما جاء في مخطوطتنا بدل (عمــق) وانظر مادة إنْسيّ.
عمــود النهر: الشعبة الرئيسة الأصلية من النهر (معجم الادريسي).
عَمــود: عمــودي، قائم رأسي. يقال مثلاً: خط عمــود (بوشر) وانظر لين.
عمَــادَة: لقب الــعمــيد، ومنصب الــعمــيد، وهو الرئيس، (جريدة الجنوب 1847ص177).
عِمــادة: عمَــاد، الغسل بماء المــعمــودية عند النصارى. (بوشر، همبرت ص154، محيط المحيط).
عمــادى. طلع قوس عمــادى؟ (ألف ليلة برسل 9: 254). ولم تذكر في طبعة ماكن.
عمــادى: نسبة إلى عمــاد وهو الغسل بماء المــعمــودية عند النصارى. (بوشر).
عمــودية: عمــاد، تــعمــيد. (كرتاس ص150).
عامِد. بالعامد= عَمــدّاً أي قصداً، وعن تــعمــد. (ألف ليلة برسل 4: 86).
عامُود، والجمع عواميد: عمــود، عمــاد، دعام دعامة. (بوشر، معجم أبي الفداء، باين سميث 1311، ياقوت 3: 762).
عامود: اسطوان. (بوشر).
عامود: عمــود، قضيب من حديد. (بوشر، ألف ليلة 4: 302).
عامود درابزين: ركيزة صغيرة للدرابزين، قائمة الدرابزين وعمــوده. (بوشر).
عامودة. عامودة الشمعدان: حاملة الشمعدان وهي لوح مدور على عمــود. (بوشر).
عامُوديّ: اسطواني. (بوشر).
إعمــاد: عِمــاد ففي المعجم اللاتيني - العربي tinctio babtismum إعمــاد وطُهْر.
رجل مُــعمَّــد: فسرت بطويل. (الكامل ص739) يوحنا المُــعْمــدَان (سريانية) أو المُــعْمــدانّي: سنت جان باتيست. (بوشر، محيط المحيط). الإدريسي الباب الثالث الفصل الخامس، أبو الفداء (تاريخ ما قبل الإسلام ص58).
يخص المــعمــاد: بيت الــعمــاد، مكان يــعمّــد فيه أو يتضمن أجراء الــعمــاد ومثبت الــعمــاد، سجلّ المــعمــودية. (بوشر).
دين المَــعْمــودَية: الديانة المسيحية. (أماري ديب ص69).
بنو المــعمــودية: النصارى. (أماري ديب ص ؤ222). ابن المــعمــودية. بنت المــعمــودية: ابن بالــعمــودية أو بنت بالــعمــودية. فليول أو فليولة (بوشر).
اِعْتمادَة: اجتهاد، جّد، مثابرة، (فوك).
مُعْتمَّداً: رسمياً، معوّل عليه، (بوشر).
(ع م د)

الــعَمْــدُ: ضد الْخَطَأ فِي الْقَتْل وَسَائِر الْجِنَايَة، وَقد تَــعمَّــدَه وتــعَمَّــد لَهُ.

وعَمَــدَهُ يَــعْمِــدُه عَمْــداً، وعَمَــد إِلَيْهِ وَله وتــعَمَّــده واعتَمَده: قَصَده.

وعَمَــدَ الشَّيْء يَــعْمِــدُه عَمْــداً: أَقَامَهُ.

والــعِمــادُ: مَا أُقيم بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: (بِعادٍ إرَمَ ذاتِ الــعِمــادِ) قيل: مَعْنَاهُ: ذَات الْبناء الرفيع المُــعَمَّــد، وَجمعه عُمُــدٌ.

والــعَمَــدُ: اسْم الْجمع.

وأعْمَــد الشَّيْء: جعل تَحْتَهُ عَمَــداً.

والــعَمــيدُ: الْمَرِيض لَا يَسْتَطِيع الْجُلُوس حَتَّى يُــعْمَــدَ من جوانبه، أَي يُقَام.

وَقد عَمَــدَه الْمَرَض يَــعْمِــدُه عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَدخل على بعض الْعَرَب وَهُوَ مَرِيض فَقيل لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فَقَالَ: أما الَّذِي يَــعْمِــدُنِي فَحَضَرَ وَأسر.

واعتمَد على الشَّيْء: توكَّأ، وَهُوَ مِنْهُ.

والــعَمُــود: الْعَصَا. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: يَهْدِي الــعَمُــودُ لَهُ الطريقَ إِذا هُمُ ... ظَعَنُوا ويَــعْمِــدُ للطَّرِيقِ الأسْهَل

واعتَمد عَلَيْهِ فِي الْأَمر: تورَّك، على الْمثل.

والاعتماد: اسْم لكل سَبَب زاحفته. وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّك إِنَّمَا تزاحف الْأَسْبَاب لاعتمادها على الْأَوْتَاد.

والــعَمــودُ: الْخَشَبَة الْقَائِمَة فِي وسط الخباء، وَالْجمع أعْمِــدَةٌ وعُمُــدٌ، والــعَمَــد: اسْم للْجمع. وَقَوله تَعَالَى: (خَلَقَ السَّموَاتِ بغَيرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَها) قَالَ الزّجاج: قيل فِي تَفْسِيره: إِنَّهَا بــعَمَــدٍ لَا ترونها، أَي لَا ترَوْنَ ذَلِك الــعَمَــد، وَقيل: خلقهَا بِغَيْر عَمَــدٍ وَكَذَلِكَ ترونها. قَالَ: وَالْمعْنَى فِي التَّفْسِير يؤول إِلَى شَيْء وَاحِد، وَيكون التَّأْوِيل بِغَيْر عَمَــدٍ ترونها التَّأْوِيل الَّذِي فسر بــعَمَــدٍ لَا ترونها، وَتَكون الــعَمَــدُ قدرته الَّتِي يمسك بهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض.

وَأهل الــعَمُــودِ: أَصْحَاب الأخبية الَّذين لَا ينزلون غَيرهَا.

وعَمُــودُ الْأذن: مَا اسْتَدَارَ فَوق الشحمة، وَهُوَ قوام الْأذن الَّتِي تثبت عَلَيْهِ.

وعَمُــودُ اللِّسَان: وَسطه طولا. وعَمُــودُ الْقلب كَذَلِك، وَقيل: هُوَ عروق تسقيه.

والــعَمُــودُ: الوتين.

وَفِي حَدِيث عمــر رَضِي الله عَنهُ فِي الجالب قَالَ: " يَأْتِي بِهِ أحدهم على عَمُــودِ بَطْنه " قَالَ أَبُو عَمْــرو: عَمُــودُ بَطْنه: ظَهره لِأَنَّهُ يمسك الْبَطن ويقويه فَصَارَ كالــعَمُــود لَهُ، وَقَالَ أَبُو عبيد: عِنْدِي انه كنى بــعمــود بَطْنه عَن الْمَشَقَّة والتعب، وَإِن لم يكن على ظهر.

والــعَمُــود: عرق من لدن الرهابة إِلَى السحر.

ودائرة الــعَمــودِ فِي الْفرس: الَّتِي فِي مَوَاضِع القلادة، وَالْعرب تستحبها.

وعَمُــودُ الْأَمر: قوامه الَّذِي لَا يَسْتَقِيم إِلَّا بِهِ.

وعَمُــودُ الصُّبْح: مَا تبلَّج من ضوئه، على التَّشْبِيه بذلك.

وعَمُــودُ النَّوَى: مَا استقامت عَلَيْهِ السيارة من بَيتهَا، على الْمثل.

وعَمــيد الْأَمر: قوامه.

والــعَمِــيدُ: السَّيِّد الْمُعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْأُمُور أَو المَــعْمُــودُ إِلَيْهِ. قَالَ:

إِذا مَا رأتْ شْمسا عَبُ الشَّمسِ شَمَّرَت ... إِلَى رَمْلِها والجُلْهُميُّ عَمــيدُها وَالْجمع: عُمَــدَاء.

وَكَذَلِكَ الــعُمْــدَةُ، الْوَاحِد والاثنان والجميع والمذكر والمؤنث فِيهِ سَوَاء.

والــعَمِــيد: الشَّديد الْحزن.

والــعمــيدةُ، والمــعْمــود: المشغوف عشقا. وَقيل: الَّذِي قد بلغ بِهِ الْحبّ مبلغا.

وقلب عَمِــيدٌ: هده الْعِشْق وكسره.

وعمــيدُ الوجع: مَكَانَهُ.

وعَمِــدَ الْبَعِير عَمَــداً فَهُوَ عَمِــدٌ - وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ - ورم سنامه من عض القتب والحلس وانشدخ، قَالَ لبيد:

فَبَاتَ السَّيْلُ يَركَبُ جانِبَيه ... مِنَ البَقَّار كالــعَمِــدِ الثَّقالِ

وَقيل: هُوَ أَن يكون السنام واريا فَيحمل عَلَيْهِ ثقل فيكسره فَيَمُوت فِيهِ شحمه فَلَا يَسْتَوِي وَقيل: هُوَ أَن يرم ظهر الْبَعِير مَعَ الغدة. وَقيل: هُوَ أَن ينشدخ السنام انشداخا، وَذَلِكَ أَن يركب وَعَلِيهِ شَحم كثير.

والــعِمْــدَةُ: الْموضع الَّذِي ينتفخ من سَنَام الْبَعِير وغاربه.

وعَمِــد الخرَّاج عَمَــداً: إِذا عُصر قبل أَن ينضج فورم وَلم تخرج بيضته.

وعَمِــدَ الثرى عَمَــداً فَهُوَ عَمِــدٌ: تقبض وجعد.

والــعَمُــودُ: قضيب الْحَدِيد.

وَمن كَلَامهم: أعْمَــدُ من كيل محق. أَي هَل زَاد على هَذَا. وَفِي الحَدِيث: " أَن أَبَا جهل لما صُرع يَوْم بدر قَالَ: أعْمَــدُ من سَيِّدٍ قَتله قومه "، أَي أعجب، يُرِيد: هَل زَاد على هَذَا؟ قَالَ ابْن ميادة:

وأعْمَــدُ من قومٍ كَفاهُمْ أخُوهُمُ ... صِدامَ الأعادي حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

والمُــعْمَــدُ والــعُمُــدُّ والــعُمُــدَّانُ والــعُمُــدَّانِيّ: الممتلي شبَابًا. وَقيل: هُوَ الضخم الطَّوِيل، وَالْأُنْثَى من كل ذَلِك بِالْهَاءِ.

وَقَوله تَعَالَى: (إرَمَ ذاتِ الــعِمــادِ) قيل: مَعْنَاهُ ذَات الطول، وَقيل: مَعْنَاهُ ذَات الْبناء الرفيع، وَقد تقدم.

وعَمِــدَ عَلَيْهِ: غضب، كَعبد، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْمُبدل.

وعَمُــودانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ حَاتِم الطَّائِي:

بكيْتَ وَمَا يُبْكيك من دِمْنَةٍ قَفْرِ ... بسُقْفٍ إِلَى وَادي عَمــودانَ فالغَمْرِ
عمــد
عمَــدَ/ عمَــدَ إلى/ عمَــدَ لـ يَــعمِــد، عَمْــدًا، فهو عامِد، والمفعول مَــعْمــود وعمــيد
عمَــد السَّقْفَ: أقامه بــعمــاد ودَــعَمــه.
عمَــده الشَّوقُ: هدّه، أوجَعه، أتعبه وأضناه "قلبٌ عمــيدٌ".
عمَــد إلى المسجد/ عمَــد للمسجد: قصده وتوجَّه إليه "عمَــد إلى الــعمــل- فعل هذا عمــدًا". 

اعتمدَ/ اعتمدَ على يعتمد، اعتمادًا، فهو مُعتمِد، والمفعول مُعتمَد
• اعتمد القرارَ: أمضاه، وافق عليه وأمر بتنفيذه "اعتمد الرَّئيسُ القانونَ- اعتمد الميزانيّةَ".
• اعتمد على نفسه: اتَّكل عليها "إذا أردت النّجاحَ فاعتمد على نفسك ولا تعتمد على أحد" ° شَخْصٌ يُعْتمد عليه: موثوق به.
• اعتمد على الكتاب والسُّنَّة: ركن إليهما وتمسَّك بهما. 

تعامدَ يتعامد، تعامُدًا، فهو مُتعامدِ
• تعامد الخطَّانِ: نزل أحدهما عمــوديًّا على الآخر "إذا تعامد الخطّان شكَّلا زاوية قائمة". 

تــعمَّــدَ يتــعمَّــد، تــعمُّــدًا، فهو متــعمِّــد، والمفعول متــعمَّــد
• تــعمَّــدَ عدَمَ الحضور: قصده، تغيَّب عن عمــد وإصرارٍ وعزم "كانت جريمته عن سابق إصرار وتــعمُّــد- هذا أسلوبٌ متــعمَّــدٌ- {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَــعَمِّــدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ". 

عمَّــدَ يُــعمِّــد، تــعمــيدًا، فهو مُــعمِّــد، والمفعول مُــعمَّــد
عمَّــده القومُ: جعلوه عمــيدًا عليهم، أي سيِّدًا يُعتمد عليه في الأمور أو عُمْــدةً لهم "عمَّــد القومُ أكبرهم سنًّا وأرجحَهم عقلاً".
عمَّــد القَسُّ الطفلَ: نضحه أو غسله بماء المــعمــوديّة. 

اعتماد [مفرد]: ج اعتمادات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتمدَ/ اعتمدَ على ° اعتمادًا على: استنادًا إلى- اعتماد الوزير: توقيعه بالموافقة والتنفيذ.
2 - (قص) مبلغٌ مقرَّر من المال يُرصد لمشروع أو سواه أو لقرض ممنوح من المصرف لــعمــلائه "طلب اعتمادًا إضافيًّا- اعتمادات مصرفيَّة- أوراق اعتماد" ° سند اعتماد/ خطاب اعتماد: خطاب محرَّر يكلِّف به شخص شخصًا آخر أن يدفع إلى ثالث مبلغًا معيّنًا ويتعهد له بتسديده- كتاب اعتماد: صكّ يعطيه المصرف لأحد عمــلائه يخوِّل له سحب أموال من مصرف في بلد أو مدينة أخرى.
• فتح الاعتماد:
1 - (قص) اتّفاق يتعهّد بموجبه البنك بوضع مبلغ من المال تحت تصرّف أحد عمــلائه خلال فترة محدودة "اعتماد طويل/ قصير الأجل" ° اعتماد ماليّ: كتاب يصدره المصرف يخوِّل بموجَبه حامل هذا الكتاب بسحب مبلغ من المال من مَصْرف معيَّن أو أحد فروعه أو البنوك المتعاملة معه.
2 - تأييد صفة مبعوث لدى دولة.
• أوراق الاعتماد:
1 - أوراق رسميَّة يقدِّمها الممثِّل السياسيّ لإحدى الدول إلى رئيس الدولة التي يعيَّن فيها إثباتًا لمهمّته.
2 - عمــلية مصرفية، وهي عبارة عن كتب تسلِّمها المصارف لزبائنها وتكون موجَّهة لأحد أو بعض عمــلاء أو وكلاء هذه المصارف، وتدعوهم فيها لكي يضعوا تحت تصرُّف حامليها المبالغ التي يحتاجون إليها لغاية مبلغ مُعيَّن، وضمن مهمَّة معيَّنة. 

اعتماديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اعتماد.
2 - مصدر صناعيّ من اعتماد: اتّكاليّة "نتيجة لاعتماديّة
 الأب المطلقة على الكبير حنِق الصغير".
3 - ضمان "يحتاج نجاح المشروع لطرق ومعلومات أكثر اعتماديّة- اشترى معدّات مُصنَّعة بأسعار مخفَّضة وباعتماديَّة ممتازة". 

عامد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عمَــدَ/ عمَــدَ إلى/ عمَــدَ لـ.
2 - (هس) عمــود ساقط من مركز المضلّع المنتظم على ضلع من أضلاع قاعدته. 

عامود [مفرد]: ج عواميدُ:
1 - عمــود؛ صفّ أو خطّ رأسيّ أو مساحة رأسيّة في صفحة "ظل يحرّر هذا العامود على مدار عشر سنوات- يتابِع القُرّاء بشغف ما يكتبه في عاموده اليوميّ".
2 - عمــود؛ دعامة رأسيّة "هدموا العواميد الخرسانيّة فتصدّع البناء- أقاموا العواميد تعلوها تيجان معظمها من أحدث طراز- غيّرت خط سيرها فاصطدمت بعامود كهرباء". 

عِمــاد1 [مفرد]: ج عَمَــد وعُمُــد:
1 - ما يُسند به الشّيء ويقوم عليه "عمــاد خيمة/ سقف- عمــاد الدِّين: ركنه وأساسه- عمــاد حزب: مرتكزه- {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَهَا} " ° طويل الــعمــاد/ رفيع الــعمــاد: شريف- عمــاد الأمر: قوامه.
2 - (سك) رُتْبة عسكريَّة عالية في القوّات البريَّة أو الجويَّة في بعض الدول "رتبة الــعمــاد تعلوها رتبة اللِّواء". 

عِمــاد2 [جمع]: جج عُمُــد، مف عِمــادة
• الــعمــاد: الأبنية المرفوعة على الــعُمُــد، وهي كناية عن القوّة والشّوكة " {إِرَمَ ذَاتِ الْــعِمَــادِ} ". 

عِمــادة [مفرد]:
1 - مَنْصِبُ الــعمــيد في الجامعة "عمــادةُ الكلِّيَّة- تولَّى الــعِمَــادةَ".
2 - نطاق سلطة أو مقرّ رئيس الكهنة في كاتدرائيّة. 

عَمْــد [مفرد]: مصدر عمَــدَ/ عمَــدَ إلى/ عمَــدَ لـ ° القَتْلُ الــعَمْــدُ: ما يتــعمّــده القاتل- القتلُ شبهُ الــعَمْــد: القتل بآلةٍ أو طريقة لا تَقْتُل غالبًا- فعل كذا عمــدًا/ فعل كذا عن عَمْــدٍ: قصَد فِعْلَه بجدّ ويقين. 

عَمَــد [جمع]: مف عمــود:
1 - أعمــدة " {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَهَا} ".
2 - أغلال وقيود وسلاسل " {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. فِي عَمَــدٍ مُمَدَّدَةٍ} ". 

عُمْــدَة [مفرد]: ج عُمُــدات وعُمْــدات وعُمَــد:
1 - ما يُعتمدُ ويُتّكلُ عليه "هذا عُمْــدَةُ الكلام".
2 - رئيس القرية، خاصَّةً في مصر، وذلك لاعتمادها عليه في مصالحها "عُمْــدةُ القرية- اجتماع لــعُمَــدِ المحافظة".
3 - (نح) ما لا يصحُّ حذفه من الكلام، عكْسه فضلة "المبتدأ/ الخبر عُمــدة". 

عُمُــديَّة [مفرد]:
1 - وظيفة الــعُمْــدة أو منصبه "قرّر اعتزال الــعُمُــديَّة".
2 - مَقرّ إقامة الــعُمْــدة أو بيته "انتقل إلى دوّار الــعُمُــديَّة بعد تعيينه عمــدة للقرية". 

عمــود [مفرد]: ج أَــعمِــدَة وعَمَــد وعُمُــد:
1 - دعامة رأسيَّة، قضيبٌ من حديد ونحوه "عمــود الشِّراع/ الخيمة/ الكهرباء/ المبنى- صفُّ أعمــدة- {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَهَا} " ° الــعمــود الكهربائيّ: ما تسند إليه الأسلاك الكهربائيَّة الهوائيَّة- الــعمــود من الإعصار: ما يسطع في السماء- عمــود الأذن: ما ارتفع فوق الشحمة فتثبت عليه الأذن- عمــود الأمر: قوامه الذي لا يستقيمُ إلاّ به- عمــود القلب: وسطه- عمــود اللِّسان: وسطه طولاً- عمــود الميزان: ما يعلَّق بطرفيه، كفَّتاه.
2 - سيِّد يعتمد عليه في الأمور.
3 - قضيب من الخرسانة أو الخشب أو الفولاذ، يزيد طوله عشر مرّات على طول قطره، لتحمُّل قوّة ضغط المباني والأرصفة البحريَّة والمنشآت الأخرى.
4 - فكرة مركَّزة تصاغ في شكل عمــود ينشر في صحيفة أو مجلة "عمــود يوميّ".
5 - (شر) عِرْق يسقي الكبد، عرق في البطن يمتدّ من عند الرُّهابة إلى ما تحت السُّرّة.
6 - (هس) خطّ مستقيم قائم على خط آخر مثله ويُحدث عن جانبيه زاويتين متساويتين.
عمــود فَقَريّ: (حي) سلسلة الظّهر في الإنسان والحيوانات الفقّاريّة، وهي تدعم بنيان الجسم وتحمي الحبل الشَّوكيّ.
عمــود الشِّعْر: (دب) طريقة الشِّعر الموروثة عن العرب في وزنه وقافيته وأسلوبه.
عمــود الإدارة: (فز) ساق مستديرة القطاع معدّة لنقل الحركة الدورانيّة.
• الــعمــودان: الكتاب والسُّنَّة. 

عمــوديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عمــود.
2 - متعامد،
 رأسيّ، عكسه أفقيّ.
• خطُّ عمــوديّ: (هس) خطّ قائم على خطّ أفقيّ بحيث تحدُث على جانبيه زاويتان متساويتان. 

عمــيد [مفرد]: ج عُمَــداءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من عمَــدَ/ عمَــدَ إلى/ عمَــدَ لـ: مديرُ الكلِّيَّة في الجامعة.
2 - (سك) رُتْبة عسكريَّة في الجيش والشُّرطة، فوق العقيد ودون اللّواء "عمــيد بحريَّة/ طيَّار- عمــداءُ الجيش".
3 - سيّد يُعتمد عليه في الأمور "عمــيد الأسرة/ القوم" ° عمــيد السِّلك السّياسيّ/ عمــيد السِّلك الدُّبلوماسيّ: لقبٌ يُطلق على أقدم السُّفراء في بلدٍ ما. 

مُعْتَمَد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اعتمدَ/ اعتمدَ على.
2 - مُمَثِّل رسميّ لبَلَدٍ أو نحوه يدافع عن مصالحِه "مُعتَمَدُ المنظَّمة/ حزبٍ- مُعتَمَدٌ قنصليٌّ".
3 - مُعتَرفٌ به "قرارٌ/ شيك/ موزِّع مُعتَمَد" ° خبير مُعتمد: مقبول. 

مــعمــوديَّة [مفرد]
• المــعمــوديَّة: (دن) آية التَّنصير عند النَّصارى، وهي أن يُغسَل الطفل أو البالغ بالماء مع تلاوة القسيس لفِقَر معيَّنة من الإنجيل "غسله بماء المــعمــوديَّة". 

عمــد: الــعَمْــدُ: ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات. وقد تَــعَمَّــده

وتــعمِــد له وعَمَــده يــعْمِــده عَمْــداً وعَمَــدَ إِليه وله يَــعْمَّــد عمــداً

وتــعمَّــده واعتَمَده: قصده، والــعمــد المصدر منه. قال الأَزهري: القتل على ثلاثة

أَوجه: قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه

ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، ففيه الدية على عاقلة الرامي

أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض، وعشرون ابنة لَبُون، وعشرون ابن

لبون، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة؛ وأَما شبه الــعمــد فهو أَن يضرب

الإِنسان بــعمــود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه

الدية مغلظة؛ وكذلك الــعمــد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما

بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه الــعمــد فالدية

على عاقلة القائل، وأَما الــعمــد المحض فهو في مال القاتل. وفعلت ذلك

عَمْــداً على عَيْن وعَمْــدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين؛ قال خفاف بن ندبة:

إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها.

فــعَمْــداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

وعَمَــد الحائط يَــعْمِــدُه عَمْــداً: دعَمَــه؛ والــعمــود الذي تحامل الثِّقْلُ

عليه من فوق كالسقف يُــعْمَــدُ بالأَساطينِ المنصوبة. وعَمَــد الشيءَ

يَــعْمِــدُه عمــداً: أَقامه. والــعِمــادُ: ما أُقِيمَ به. وعمــدتُ الشيءَ فانــعَمَــد

أَي أَقمته بِــعِمــادٍ يَعْتَمِدُ عليه. والــعِمــادُ: الأَبنية الرفيعة، يذكر

ويؤَنث، الواحدة عِمــادة؛ قال الشاعر:

ونَحْنُ، إِذا عِمــادُ الحَيِّ خَرَّتْ

على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا

وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ الــعِمــاد؛ قيل: معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل

أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُــعْمَــدِ، وجمعه

عُمُــدٌ والــعَمَــدُ اسم للجمع. وقال الفراء: ذاتِ الــعِمــاد إِنهم كانوا أَهل

عَمَــدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال

الليث: يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمــود وأَهل

عِمــاد. المبرد: رجل طويلُ الــعِمــاد إِذا كان مُــعْمَــداً أَي طويلاً. وفلان

طويلُ الــعِمــاد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه. وفي حديث أُم زرع: زوجي

رفيعُ الــعِمــادِ؛ أَرادت عِمــادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في

النسب والحسب. والــعِمــادُ والــعَمُــود: الخشبة التي يقوم عليها البيت.

وأَــعمَــدَ الشيءَ: جعل تحته عَمَــداً.

والــعَمِــيدُ: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُــعْمَــدَ من جوانبه

بالوَسائد أَي يُقامَ. وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم: وأَــعْمَــدَتاه

رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِــيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على

المكان حتى يُــعْمَــدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله:

أَــعمــدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء.

وقد عَمَــدَه المرضُ يَــعْمِــدُه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق

القلبُ الــعَمِــيدُ. يَــعْمِــدُه: يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه. قال: ودخل

أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تَجدُك؟ فقال: أَما الذي

يَــعْمِــدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. ويقال للمريض مَــعمــود، ويقال له: ما

يَــعْمِــدُكَ؟ أَي يُوجِعُك. وعَمَــده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر:

أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ

معناه: موجع. روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ:

كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه

وقال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً

(*

قوله «وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً» كذا بالأصل).

قال الأَزهري: وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة.

واعْتَمَد على الشيء: توكّأَ. والــعُمْــدَةُ: ما يُعتَمَدُ عليه.

واعْتَمَدْتُ على الشيء: اتكأْتُ عليه. واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه.

والــعمــود: العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي:

يَهْدي الــعَمُــودُ له الطريقَ إِذا هُمُ

ظَعَنُوا، ويَــعْمِــدُ للطريق الأَسْهَلِ

واعْتَمَد عليه في الأَمر: تَوَرَّك على المثل. والاعتماد: اسم لكل سبب

زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على

الأَوْتاد. والــعَمــود: الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَــعْمِــدَة

وعُمُــدٌ، والــعَمَــدُ اسم للجمع. ويقال: كل خباء مُــعَمَّــدٌ؛ وقيل: كل خباء

كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَــعمــدة كثيرة فيقال لأَهْلِه: عليكم

بأَهْل ذلك الــعمــود، ولا يقال: أَهل الــعَمَــد؛ وأَنشد:

وما أَهْلُ الــعَمُــودِ لنا بأَهْلٍ،

ولا النَّــعَمُ المُسامُ لنا بمالِ

وقال في قول النابغة:

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والــعَمَــدِ

قال: الــعمــد أَساطين الرخام. وأَما قوله تعالى: إِنها عليهم مؤصدة في

عَمَــدٍ مُمَدَّدة؛ قرئت في عُمُــدٍ، وهو جمع عِمــادً وعَمَــد، وعُمــعد كما قالوا

إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمــد من النار؛ نسب الأَزهري

هذا القول إِلى الزجاج، وقال: وقال الفراء: الــعَمَــد والــعُمُــد جميعاً جمعان

للــعمــود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ. وقوله تعالى:

خلق السموات بغير عمــد ترونها؛ قال الزجاج: قيل في تفسيره إِنها بــعمــد لا

ترونها أَي لا ترون تلك الــعمــد، وقيل خلقها بغير عمــد وكذلك ترونها؛ قال:

والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد، ويكون تأْويل بغير عمــد ترونها

التأْويل الذي فسر بــعمــد لا ترونها، وتكون الــعمــد قدرته التي يمسك بها السموات

والأَرض؛ وقال الفراء: فيه قولان: أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمــد

ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بــعمــد لا ترون تلك

الــعمــد؛ وقيل: الــعمــد التي لا ترى قدرته، وقال الليث: معناه أَنكم لا ترون

الــعمــد ولها عمــد، واحتج بأَن عمــدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل

القبة، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إِن خضرة السماء من ذلك

الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر.

وعَمُــودُ الأُذُنِ: ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت

عليه ومعظمها. وعمــود اللسان: وسَطُه طولاً، وعمــودُ القلب كذلك، وقيل: هو

عرق يسقيه، وكذلك عمــود الكَبِد. ويقال للوَتِينِ: عَمُــودُ السَّحْر، وقيل:

عمــود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً. ويقال: إِن

فلاناً لخارج عمــوده من كبده من الجوع. والــعمــودُ: الوَتِينُ. وفي حديث عمــر

بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالِبِ قال: يأْتي به أَحدهم على عمــود

بَطْنِه؛ قال أَبو عمــرو: عمــود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار

كالــعمــود له؛ وقال أَبو عبيد: عندي أَنه كنى بــعمــود بطنه عن المشقة والتعب

أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل،

والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد؛ يقولُ: يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له

حتى يبيع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى

السفر والنصَب. والــعمــودُ: عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ.

وقال الليث: عمــود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى

دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة. ودائرة الــعمــود في الفرس: التي

في مواضع القلادة، والعرب تستحبها. وعمــود الأَمر: قِوامُه الذي لا يستقيم

لا به. وعمــود السِّنانِ: ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في

وسطه. وقال النضر: عمــود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله،

وربما كان للسيف ثلاثة أَــعمــدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ.

وعمــودُ الصُّبْحِ: ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه، وسطع عمــودُ الصبح

على التشبيه بذلك. وعمــودُ النَّوَى: ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من

بيته على المثل. وعمــود الإِعْصارِ: ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل

على وجه الأَرض.

وعَمِــيدُ الأَمرِ: قِوامُه. والــعمــيدُ: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في

الأُمور أَو المــعمــود إِليه؛ قال:

إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ

إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِــيدُها

والجمع عُمَــداءُ، وكذلك الــعُمْــدَةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر

والمؤنث فيه سواء. ويقال للقوم: أَنتم عُمْــدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم.

وعَمِــيدُ القوم وعَمُــودُهم: سيدهم. وفلان عُمْــدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه

فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُمْــدتنا. والــعَمِــيدُ: سيد القوم؛ ومنه قول

الأَعشى:

حتى يَصِيرَ عَمِــيدُ القومِ مُتَّكِئاً،

يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

ويقال: استقامَ القومُ على عمــود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون

عليه.واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته

واعتمد عليه.

والــعَمِــيدُ: الشديد الحزن. يقال: ما عَمَــدَكَ؟ أَي ما أَحْزَنَك.

والــعَمِــيدُ والمَــعْمُــودُ: المشعوف عِشْقاً، وقيل: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً.

وقَلبٌ عَمِــيدٌ: هدّه العشق وكسره. وعَمِــيدُ الوجعِ: مكانه. وعَمِــدَ

البعَيرُ عَمَــداً، فهو عَمِــدٌ والأُنثى بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ

القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية:

فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ،

مِنَ البَقَّارِ، كالــعَمِــدِ الثَّقَالِ

قال الأَصمعي: يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالــعَمِــد أَي أَحاط به

سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل: هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه

ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل: هو أَن يَرِمَ ظهر

البعير مع الغُدَّةِ، وقيل: هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أَن

يُرْكَب وعليه شحم كثير.

والــعَمِــدُ: البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه. قال: ومنه قيل رجل عَمِــيدٌ

ومَــعْمُــودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً. وعَمِــدَ

البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير

عَمِــدٌ.

وفي حديث عمــر: أَنّ نادبته قالت: واعُمــراه أَقام الأَودَ وشفى

الــعَمَــدَ. الــعمــد، بالتحريك: ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن

السياسة؛ ومنه حديث عليّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى

الــعَمَــدَ؛ وفي حديثه الآخر: كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ الــعَمِــدَةُ؟

البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والــعَمِــدَةُ من الــعَمَــدِ:

الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل: الــعَمِــدَةُ التي كسرها ثقل حملها. والــعِمْــدَةُ:

الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه. وقال النضر: عَمــهدَتْ

أَلْيَتَاهُ من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا. وعَمــدْتُ الرَّجُلَ أَــعْمِــدُه

عَمْــداً إِذا

(* قوله «أعمــده عمــداً إذا إلخ» كذا ضبط بالأَصل ومقتضى

صنيع القاموس أنه من باب كتب.) ضربته بالــعمــود. وعَمَــدْتُه إِذا ضربت عمــود

بطنه. وعَمــدَ الخُراجُ عَمَــداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم

تخرج بيضته، وهو الجرح الــعَمِــدُ. وعَمِــدَ الثَّرى يَــعْمَــدُ عَمَــداً:

بَلَّلَه المطر، فهو عَمِــدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على

بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف

بقرة وحشية:

حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً،

رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِــدُ

أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة.

أَبو زيد: عَمِــدَتِ الأَرضُ عَمَــداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى

إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ. ويقال: إَن فلاناً لــعَمِــدُ

الثَّرَى أَي كثير المعروف.

وعَمَّــدْتُ السيلَ تَــعْمــيداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في

موضع بتراب أَو حجارة.

والــعمــودُ: قضِيبُ الحديد.

وأَــعْمَــدُ: بمعنى أَعْجَبُ، وقيل: أَــعْمَــدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم

عَمِــدَ عليه إِذا غَضِبَ؛ وقيل: معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمــعدَني

الأَمرُ فَــعَمِــدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ.

الغَنَويُّ: الــعَمَــدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ؛ قال الأَزهري: وهو الــعَمَــدُ

والأَمَدُ أَيضاً. وعَمِــدَ عليه: غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه يعقوب في المبدل.

ومن كلامهم: أَــعْمَــدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا. وروي عن أَبي

عبيد مُحِّقَ، بالتشديد. قال الأَزهري: ورأَيت في كتاب قديم مسموع من

كَيْلٍ مُحِقَ، بالتخفيف، من المَحْقِ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ

كَيْلُه أَي طُفِّفَ. قال: وحسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بري: ومنه قول

الراجز:

فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ،

وَيْحَكَ هَلْ أَــعْمَــدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ

وقال: معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي؟ وفي حديث ابن مسعود: أَنه

أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ

عليه، فقال له أَبو جهل: أَــعْمَــدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ؛ قال

أَبو عبيد: معناه هل زاد على سيد قتله قومه، هل كان إِلا هذا؟ أَي أَن هذا

ليس بعار، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك، وأَنه ليس

بعار عليه أَن يقتله قومه؛ وقال شمر: هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله

قومه؛ قال الأَزهري: كأَن الأَصل أَأَــعْمَــدُ من سيد فخففت إِحدى

الهمزتين؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل:

تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ،

ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها

وأَــعْمَــدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ

صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

يقول: هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا.

والمُــعْمَــدُ والــعُمُــدُّ والــعُمُــدَّات والــعُمَــدَّانيُّ: الشابُّ الممتلئ

شباباً، وقيل هو الضخم الطويل، والأُنثى من كل ذلك بالهاء، والجمع

الــعُمَــدَّانِيُّونَ. وامرأَة عُمُــدَانِيَّة: ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ. ابن

الأَعرابي: الــعَمــودُ والــعِمــادُ والــعُمْــدَةُ والــعُمْــدانُ رئيس العسكر وهو

الزُّوَيْرُ.

ويقال لرِجْلَي الظليم: عَمــودانِ. وعَمُــودانُ: اسم موضع؛ قال حاتم

الطائي:

بَكَيْتَ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ،

بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُــودانَ فالغَمْرِ؟

ابن بُزُرج: يقال: جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِــدَ به ولَزِبَ به إِذا

لَزِمَه. ابن المظفر: عُمْــدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد

غُمْدان، بالغين، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي

يزن؛ قال الأَزهري: وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام

العرب أَخرجه في الغين وصحفه.

عمــد

1 عَمَــدَهُ, (S, A, O, L, Msb, K,) aor. ـِ (L,) inf. n. عَمْــدٌ; (L, Msb;) and ↓ اعمــدهُ; (Msb, K;) He stayed it, propped it up, or supported it; (S, A, O, L, Msb, K;) namely, a wall, (A, L, Msb,) or other thing; (S, O, L;) i. q. دَــعَمَــهُ: (A, L, Msb:) or ↓ اعمــده, [and app. sometimes عَمَــدَهُ, (see مَــعْمُــودٌ,) and in a similar manner ↓ عمّــدهُ is expl. by Golius, as on the authority of J, whom I do not find to have anywhere mentioned it, but it is probably correct, (see its pass. part. n. in this art.,)] he placed beneath it columns, pillars, or props. (S, O. [See عَمُــودٌ, &c.]) b2: And عَمَــدَهُ, (L, K,) aor. ـِ (L,) or ـُ (TA,) inf. n. عَمْــدٌ, (L,) He struck him, or beat him, with an [iron weapon such as is called] عَمُــود. (O, L, K.) b3: And He struck him, or beat him, upon the part called عَمُــودُ البَطْن. (O, L, K.) A2: عَمَــدَ لَهُ, (S, A, O, L, Msb,) and عَمَــدَ إِلَيْهِ, (L, Msb,) and عَمَــدَهُ, (L, K,) aor. ـِ [or عَمِــدَ and عَمُــدَ, (Har p. 299,)] inf. n. عَمْــدٌ (S, O, L, Msb) and عَمَــدٌ and عِمَــادٌ and عُمْــدَةٌ (Mtr, TA) and عُمُــودٌ (Nawádir el-Aaráb, TA) and مَــعْمَــدٌ; (Ibn-'Arafeh, TA;) and ↓ تــعمّــدهُ, (L, Msb, K,) and لَهُ ↓ تــعمّــد; (S, L;) and ↓ اعتمدهُ; (L, TA;) He intended it, or purposed it; did it intentionally, or purposely; the inf. n. signifying the contr. of خَطَأٌ: (Az, S, L, TA:) he directed himself, or his course or aim, to it, or towards it; made for it, or towards it; made it his object; aimed at it; sought, or endeavoured, after it; or tended, repaired, or betook himself, to it, or towards it; syn. قَصَدَهُ; (L, K;) or قَصَدَ لَهُ, (S, A, O,) or إِلَيْهِ. (Msb.) You say, الأَمْرَ ↓ اعتمد He intended, or purposed, the affair; or aimed at it; &c.; syn. صَمَدَهُ; (A in art. صمد;) or صَمَدَ صَمْدَهُ, i. e. قَصَدَ قَصْدَهُ. (M in that art.) And ذَنْبًا ↓ تــعمّــد He committed a sin, or the like, intentionally. (TA in art. خطأ.) And تــعمّــد ↓ صَيْدًا [He aimed at an object of the chase]. (Sgh, in Msb.) And عَمَــدَ لِرَأْسِهِ بِالعَصَا He aimed at his head with the staff, or stick. (M in art. صمد.) And عَمَــدَهُ, [and عَمَــدَ إِلَيْهِ,] aor. ـِ and ↓ اعتمدهُ; and ↓ تــعمّــدهُ; He betook himself to him, or had recourse to him, in a case of need. (A.) b2: And [hence] one says, فَعَلْتُهُ عَمْــدًا عَلَى عَيْنٍ, (S, O, Msb, K,) and عَمْــدَ عَيْنٍ, (S, A, O, Msb, K,) I did it seriously, or in earnest, and with certain knowledge, or assurance. (S, A, O, Msb, K. [See also عَيْنٌ.]) When a man sees a bodily form and imagines it to be an object of the chase and therefore shoots at it, he cannot use this phrase, for he only aims at what is an object of the chase in his imagination: so says Sgh. (Msb.) A3: عَمَــدَهُ, (S, O, L, K,) aor. ـِ (L,) said of disease, (S, O, L,) It pressed heavily upon him, or oppressed him; (S, O, L, K;) on the authority of IAar: (TA:) and so said of straitness, or confinement, or imprisonment, and captivity; (O;) and it caused him to fall; (O, K;) in this sense in like manner said of confinement, &c.: (O:) also, (O, K,) said of a disease, (O,) it pained him. (O, K.) And عَمَــدَهُ, (K, TA,) aor., in this case, عَمُــدَ, (TA, [but this, I think, requires confirmation,]) It grieved him, or made him sorrowful. (K, TA.) One says, مَا عَمَــدَكَ What has grieved thee, or made thee sorrowful? (TA.) A4: عَمِــدَ, (S, O, L, K,) aor. ـَ inf. n. عَمَــدٌ, (S, O,) said of earth, It became moistened by rain so that when a portion of it was grasped in the hand it became compacted by reason of its moisture: (S, O, L, K:) or it became moistened by rain and compacted, layer upon layer. (L.) And عَمِــدَتِ الأَرْضُ, inf. n. as above, The land became moistened by the rain's sinking into the earth so that when a portion of it was grasped in the hand it became compacted by reason of its moisture. (Az.) b2: Also, (inf. n. as above, L,) said of a camel, He had the inner part of his hump broken [or bruised] by being [much] ridden, while the outer part remained whole, or sound: (S, O, L, K:) or he had his hump swollen in consequence of the galling of the saddle and the cloth beneath it, and broken [or bruised]: whence عَمِــيدٌ and مَــعْمُــودٌ as epithets applied to a man. (L.) And عَمِــدَتْ أَلْيَتَاهُ مِنَ الرُّكُوبِ His buttocks became swollen, and quivered, or throbbed, in consequence of [long and hard] riding. (En-Nadr, O, K.) And عَمِــدَ, aor. and inf. n. as above, said of a pustule, It became swollen in consequence of its having been squeezed before it had become ripe, and its egg [or white globule] did not come forth. (L, TA.) b3: Also He suffered pain. (L.) b4: And, (T, O, L, K,) inf. n. as above, (T, L,) He was, or became, angry: (T, O, L, K:) like عَبِدَ (T, L) [and أَمِدَ and أَبِدَ]. One says, عَمِــدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (T, L.) b5: [And He wondered.] One says, أَنَا أَــعْمَــدُ مِنْهُ I wonder at him, or it: (S, O, L, K:) or, as some say, I am angry at him, or it: and some say that it means I lament at, or complain of, him, or it. (L.) أَــعْمَــدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ (S, O, L) i. e. Do I wonder at a chief whom his [own] people have slain? (L) was said by Aboo-Jahl (S, O, L) when he lay prostrated at Bedr; meaning, hath anything more happened than the slaughter of a chief by his [own] people? this is not a disgrace [to him]: he meant thereby that the destruction that befell him was a light matter to him: (A'Obeyd, L:) the saying is interrogative; (Sh, L;) أَــعْمَــدُ being app. contracted from أَأَــعْمَــدُ, by the suppression of one of the two hemzehs. (Az, L.) And أَــعْمَــدُ مِنْ كَيْلٍ مُحِّقَ, as related by A'Obeyd, [and thus in the O, in two copies of the S written مُحِقّ, and in a third copy omitted,] or مُحِقَ, without teshdeed, as seen by Az written in an old book, [i. e. Do I wonder at a measure incompletely filled?] is a saying of the Arabs, expl. in the book above alluded to, and, Az thinks, correctly, as meaning is it anything more than a measure incompletely filled? [and in a similar manner, but not so fully, expl. in two copies of the S and in the O:] or, accord. to IB, is it anything more than the fact of my measure's being incompletely filled? (L:) thus expl. also by ISk: and in a similar manner the saying of Aboo-Jahl. (From a marginal note in one of my copies of the S.) b6: عَمِــدَ بِهِ means He kept, or clave, to it; (Ibn-Buzurj, O, K;) namely, a thing. (O.) 2 عمّــد السَّيْلَ, inf. n. تَــعْمِــيدٌ, He stopped, or obstructed, the course of the torrent, so as to make it collect in a place, by means of earth, (O, K,) or the like, (K,) or stones. (O.) b2: See also 1, first sentence. b3: [عمّــدهُ as used by the Christians, and held to be of Syriac origin, means He baptized him: see مَــعْمُــودِيَةٌ.]4 أَــعْمَــدَ see 1, first sentence, in two places. b2: أَــعْمَــدَتَاهُ رِجْلَاهُ occurs in a trad. as meaning His legs rendered him عَمِــيد, i. e. in such a state that he could not sit unless propped up by cushions placed at his sides: (L:) it is of the dial. of Teiyi, who say in like manner أَكَلُونِى البَرَاغِيثُ. (TA.) 5 تَــعَمَّــدَ see 1, former half, in five places.7 انــعمــد It became stayed, propped up, or supported; (S, O, L, K;) said of a wall, (L,) or other thing. (S, O, L.) 8 اِعْتَمَدْتُ عَلَى الشَّىْءِ I leaned, reclined, bore, or rested, upon the thing; stayed, propped, or supported, myself upon it. (S, O, L, Msb.) b2: and [hence] اعتمدت عَلَيْهِ فِى كَذَا (assumed tropical:) I relied upon him in such a thing, or case; (S, O, L;) as also اِعْتَمَدْتُهُ. (L.) And اعتمدت عَلَى الكِتَابِ [and اعتمدت الكِتَابَ, and perhaps بِالكِتَابِ (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., i. 315),] (tropical:) I relied upon the book, and held to it: a metaphorical phrase, from the first above. (Msb.) b3: [Hence also the phrase, used by grammarians, يَعْتَمِدُ عَلَى مَا قَبْلَهُ (assumed tropical:) It is syntactically dependent upon what is before it; as, for instance, an enunciative upon its inchoative, an epithet upon the subst. which it qualifies, and an objective complement of a verb upon its verb. b4: اعتمد المَطَرُ عَلَى الأَرْضِ, a phrase occurring in the K in art. نكح, app. meansThe rain rested upon the ground so as to soak into it: see عَمِــدَ.] b5: اعتمد عَلَى السَّيْرِ He went, or journeyed, gently; went a gentle pace. (L in art. هود.) And اعتمد لَيْلَتَهُ He rode on journeying during his night. (A, O, K.) A2: See also 1, former half, in three places. b2: [اعتمدهُ بِكَذَا means قَصَدَهُ بِكَذَا i. e. He brought to him such a thing; lit. he directed, or betook, himself to him with such a thing: see two exs. in the first paragraph of art. بى.]

عَمَــدٌ: see عَمُــودٌ (of which it is a quasi-pl. n., as it is also of عِمَــادٌ), in four places: and عُمْــدَةٌ.

A2: [It is also an inf. n. of عَمَــدَ لَهُ, q. v.: A3: and the inf. n. of عَمِــدَ, q. v.: b2: and hence it signifies] A swelling, with galls, in the back of a camel. (L.) عَمِــدٌ Earth moistened by rain so that when a portion of it is grasped in the hand it becomes compacted by reason of its moisture: (S, O, L:) or moistened by rain and compacted, layer upon layer. (L.) b2: [Hence] one says, هُوَ عَمِــدُ الثَّرَى abundant in goodness, beneficence, or bounty. (Az, Sh, O, K.) b3: عَمِــدٌ is also applied to a camel, meaning Having the inner part of his hump broken [or bruised] by his being [much] ridden, while the outer part remains whole, or sound: (S, O, L:) or having his hump swollen in consequence of the galling of the saddle and of the cloth beneath it, and broken [or bruised]: fem. with ة: and, with ة, a she-camel broken, or subdued, by the weight of her burden. (L.) Lebeed says, describing rain (S, O, L) that caused the valleys to flow, (S,) فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جَانِبَيْهِ مِنَ البَقَّارِ كَالــعَمِــدِ الثَّقَالِ [And the torrent continued during the night, what resembled the heavy, or slow-paced, camel such as is termed عَمِــد overlying its two sides, from the valley of El-Bakkár]: As says, he means that a collection of clouds resembling the [camel termed]

عَمِــد overlay the two sides of the torrent; i. e., that clouds encompassed it with rain. (S, O, L.) b4: Also, applied to a pustule, Swollen in consequence of its having been squeezed before it had become ripe, and retaining its egg [or white globule]. (L.) عُمْــدَةٌ A thing by which another thing is stayed, propped, or supported; a stay, prop, or support; as also ↓ عِمَــادٌ; of which latter the pl. [or rather quasi-pl. n.] is ↓ عَمَــدٌ; (Msb;) as it is also of عَمُــودٌ: (S, Msb, &c.:) a thing upon which one leans, reclines, or bears; upon which one stays, props, or supports, himself: a thing upon which one relies: (S, * O, * L, * K, TA:) and أَمْرٍ ↓ عِمَــادُ (S and K voce قِوَامٌ) and ↓ عَمُــودُهُ and ↓ عَمِــيدُهُ (L) signify the stay, or support, of a thing or an affair; that whereon it rests, or whereby it subsists; its efficient cause of subsistence; that without which it would not subsist: (L, and S * and K * ubi suprà:) and ↓ مُعْتَمَدٌ, applied to a man, is syn. with سَنَدٌ [meaning a person upon whom one leans, rests, stays himself, or relies; a man's stay, support, or object of reliance; like عَمْــدَةٌ and ↓ عِمَــادٌ]: (S and K * in art. سند:) عُمْــدَةٌ is used alike as masc. and fem. and as sing. and dual and pl.: (TA:) one says, أَنْتَ عُمْــدَتُنَا Thou art he to whom we betake ourselves, or have recourse, in our necessities; (A;) or عُمْــدَ تُنَا فِى الشَّدَائِدِ our stay, or support, or object of reliance, (↓ مُعْتَمَدُنَا,) in difficulties: (Msb:) and أَنْتُمْ عُمْــدَتُنَا Ye are they upon whom we stay ourselves, or rely: (TA:) and one says also حَيِّهِ ↓ هُوَ عَمُــودُ He is the stay, or support, of his tribe: (A:) and القَوْمِ ↓ عِمَــادُ means the stay, support, or object of reliance, of the people, or party; syn. سَنَدُهُمْ. (Ham p. 457.) See also عَمُــودٌ, second quarter. b2: [Hence, as used by grammarians,] (assumed tropical:) An indispensable member of a proposition; as, for instance, the agent; contr. of فَضْلَةٌ. (I'Ak p. 143.) b3: Also An intention, a purpose, an aim, or a course: so in the phrase اِلْزَمْ عُمْــدَتَكَ [Keep to thy intention, &c.]. (A.) عِمْــدَةٌ The place that swells, or becomes inflated, in the hump and withers of a camel. (L. [See عَمِــدَ and عَمَــدٌ.]) عُمْــدَانٌ: see عَمُــودٌ, second quarter.

عُمُــدٌّ and ↓ عُمُــدَّانِىٌّ (O, L, K) and ↓ عُمُــدَّانٌ and ↓ مُــعَمَّــدٌ (L) or ↓ مُــعْمَــدٌ (TA) A youth, or young man, full of the sap, or vigour, of youth: (O, L, K:) or bulky, or corpulent, and tall: (L:) the fem. (of every one of these, L) is with ة: (L, K:) and the pl. of the second is ↓ عُمُــدَّانِيُّونَ: and ↓ عُمُــدَّانِيَّةٌ signifies a corpulent, bulky, woman; (O, L;) as also ↓ عُمُــدَّانَةٌ. (O.) عُمُــدَّانٌ (O, K, TA, in the CK عُمَّــدان) Tall; (O, K;) applied to a man; fem. with ة, applied to a woman: (O:) and ↓ مُــعْمَــدٌ, (A, K,) like مُكْرَمٌ [in measure], (K,) or ↓ مُــعَمَّــدٌ, (O,) signifies the same, (A, O, K,) applied to a man; (A;) and so ↓ طَوِيلُ الــعِمَــادِ. (Mbr, L.) b2: See also عُمُــدٌّ, in two places.

عُمُــدَّانِىٌّ, and its pl., and fem.: see عُمُــدٌّ.

عِمَــادٌ: see عُمْــدَةٌ, in four places: b2: and عَمُــودٌ also, former half, in four places. b3: Also Lofty buildings: (S, O, L, Msb, K:) masc. and fem.: (S, O, L, K:) [being a coll. gen. n.:] one thereof is called عِمَــادَةٌ. (S, O, L, Msb, K.) b4: إِرَمُ ذَاتُ الــعِمَــادِ [mentioned in the Kur lxxxix. 6] means Irem possessing lofty buildings supported by columns: or possessing tallness: (L:) or possessing tallness and lofty buildings: (O:) or, accord. to Fr, the possessors of tents; i. e. who dwelt in tents, and were accustomed to remove to places of pasture and then to return to their usual places of abode. (O, L.) b5: طَوِيلُ الــعِمَــادِ: see عُمُــدَّانٌ. b6: Also (i. e. طويل الــعمــاد) (assumed tropical:) A man whose abode is a place known for its visiters. (S, O, L, K.) b7: And فُلَانٌ رَفِيعُ الــعِمَــادِ means (assumed tropical:) [Such a one is a person of exalted nobility; lit.] such a one has a high pole of the tent of nobility. (A.) عَمُــودٌ a word of well-known meaning, (Msb, K,) The عَمُــود of a بَيْت, (S, O,) or of a خَيْمَة; (Mgh;) [i. e.] a pole of a tent; as also ↓ عِمَــادٌ: and a column, or pillar, of a house or the like: (L:) pl. (of pauc., S, O) أَــعْمِــدَةٌ, and (of mult., S, O) عُمُــدٌ, and (quasi-pl. n., L) ↓ عَمَــدٌ. (S, O, L, Msb, K.) [The former is the primary, and more common, meaning: and hence the phrase]

أَهْلُ عَمُــودٍ (Lth, A, Msb) and عُمُــدٍ or ↓ عَمَــدٍ, (Msb,) or this last is not said, (L,) and ↓ أَهْلُ عِمَــادٍ, (Lth, A, Msb, K,) [The people of the tent-pole or of the tent-poles;] meaning the people of, or who dwell in, tents: (Lth, A, Msb, K:) or the last means the people of lofty tents, (K,) or of lofty structures. (TA.) تَرَوْنَهَا ↓ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ بِغَيْرِ عَمَــدٍ, in the Kur [xxxi. 9 (and see also xiii. 2)], (O, L,) accord. to Ibn-'Arafeh, (O,) or Fr, (L,) meanseither He created the heavens without عَمَــد [or pillars] as ye see them; and with the sight ye need not information: or He created the heavens with pillars (عَمَــد) that ye see not; [i. e., with invisible pillars;] (O, * L;) the pillars that are not seen being his power; or, accord. to Lth, Mount Káf, which surrounds the world [or earth]; the sky being like a cupola, whereof the extremities rest on that mountain, which is of green chrysolite, whence, it is said, results the greenness of the sky. (L.) And ↓ عَمَــدٍ and عُمُــدٍ in the Kur [civ., last verse], accord. to different readings, are pls. [or rather the former is a quasipl. n.] of عَمُــودٌ; (Fr, L;) or of ↓ عِمَــادٌ; and mean [pillars] of fire. (Zj, L.) b2: Also Any tent (خِبَآء) supported on poles: or any tent extending to a considerable length along the ground, supported on many poles. (L.) b3: See also عُمْــدَةٌ, in two places. b4: [Hence,] A lord, master, or chief, (S, O, K,) of a people, or party; (S, O;) as also ↓ عَمِــيدٌ; (S, A, O, K;) both signify a lord, master, or chief, upon whom persons stay themselves, or rely, in their affairs, or to whom they betake themselves, or have recourse; and the pl. of the latter is عُمَــدَآءُ. (TA.) And (accord. to IAar, O, L, TA) The رَئِيس [or chief, or commander], (so in the L, and in the copy of the K followed in the TA,) or رَسِيل [app. meaning, if correct, the scout, or emissary, or perhaps the advanced guard], (so in the O, and in the CK, and in my MS. copy of the K,) of an army; (O, L, K;) also called the زُوَيْر [which corroborates the former explanation, being syn. with رَئِيس]; (L, TA; [in the O written زَوِير;]) as also ↓ عِمَــادٌ and ↓ عُمْــدَةٌ and ↓ عُمْــدَانٌ. (O, L, K.) b5: Also, [from the same word in the first of the senses expl. above,] A staff, or stick. (L.) b6: And A weapon made of iron, with which one beats, or strikes; (Mgh;) a rod of iron; (L;) [a kind of mace; app. a rod of iron with a ball of the same metal at the head: I have heard this appellation applied to the kind of weapon which I have mentioned in an explanation of طَوَارِقُ, pl. of طَارِقَةٌ, q. v.; and it is vulgarly said, in Egypt, to have been used by the فِدَاوِيَّة, the sect called in our histories of the Crusades “ the Assassins: ”] pl. [of pauc.] أَــعْمِــدَةٌ. (Mgh.) b7: [And A bar of iron, or of any metal. b8: And A perpendicular.] b9: And A slender and lofty mountain: so in the saying, العُقَابُ تَبِيضُ فِى رَأْسِ عَمُــودٍ [The eagle lays her eggs in the top of a slender and lofty mountain]. (A.) b10: عَمُــودُ البِئْرِ [Each of] the two upright supports (قَائِمَتَانِ [or قَامَتَانِ]) upon which is [placed the horizontal cross-piece of wood whereto is suspended] the great pulley (مَحَالَة) of the well: (O, K:) [both together being termed the عَمُــودَانِ:] a poet says, إِذَا اسْتَقَلَّتْ رَجَفَ الــعَمُــودَانْ [When it (the bucket, الدَّلْوُ,) rises, the two upright supports of the piece of wood to which hangs the great pulley tremble]. (O.) b11: عَمُــودُ الظَّلِيم [Each of] the two legs of the male ostrich: (K:) his two legs are called his عَمُــودَانِ. (O, L, TA.) b12: عَمُــودُ الصَّلِيبِ [The upright timber of the cross] is an appellation applied by the vulgar to the star [e] upon the tail of the constellation Delphinus. (Kzw.) b13: عَمُــودُ المِيزَانِ The شَاهِين, (K voce شاهين,) i. e. the beam of the balance; the same as the مِنْجَم, except that it (the عَمُــود) is generally of the قَبَّان, or steelyard. (MA.) b14: عَمُــودُ السَّيْفِ The شَطِيبَة [or شُطْبَة, generally meaning a ridge, but sometimes a channel, or depressed line,] that is in the مَتْن [or broad side, or middle of the broad side, of the blade] of the sword, (En-Nadr, O, K,) in the middle of its مَتْن, extending to its lower part: (En-Nadr, O:) [the swords of the Arabs in the earlier ages being generally straight and twoedged:] and sometimes the sword had three أَــعْمِــدَة [pl. of pauc. of عَمُــودٌ] in its back, termed شُطُب and شَطَائِب. (En-Nadr, O.) b15: And عَمُــودُ السِّنَانِ The ridge (عَيْر, in the O and in copies of the K [erroneously] written غَيْر,) rising along the middle of the spear-head, between its two cutting sides. (ISh, O, L, K. *) b16: عَمُــودُ البَطْنِ The back; (S, A, Mgh, O, L, K;) because it supports the belly: (Mgh, O, L:) or a vein (عِرْق), (K,) or a thing resembling a vein, (O, L,) extending from the place of the رُهَابَة [or lower extremity of the sternum] to a little below the navel, (O, L, K,) in the middle whereof the belly of the sheep or goat is cut open; so says Lth: (O, L:) or, accord. to Lth, a vein extending from the رهابة to the navel. (Mgh.) They said, حمَلَهُ عَلَى عَمُــودِ بَطْنِهِ, meaning He carried it on his back: (S, O, L:) or, in the opinion of A'Obeyd, (tropical:) with difficulty, or trouble, and fatigue; whether upon his back or not. (O, L.) b17: عَمُــودُ الكَبِدِ The rising thing (المُشْرِفُ [app. meaning the longitudinal ligament]) in the middle of the liver: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or a certain vein that irrigates the liver: (Lth, O, L, K:) or عَمُــودَا الكَبِدِ signifies two large veins, on the right and left of the navel. (ISh, O, L.) One says, إِنَّ فُلَانًا لَخَارِجٌ عَمُــودُ كَبِدِهِ مِنَ الجُوعِ [Verily such a one has his عمــود of his liver coming forth in consequence of hunger]: (O:) or عَمُــودُهُ مِنْ كَبِدِهِ [his عمــود from his liver]; (L, TA;) and some say that by his عمــود in this saying is meant what here next follows. (TA.) b18: عَمُــودُ السَّحْرِ The وَتِين [app. meaning the aor. a, as though it were considered as the support of the lungs]. (O, K.) b19: عَمُــودُ الأُذُنِ The main part, and support, of the ear: (O, L, K, TA: [in the CK, قَوامُها is erroneously put for قِوَامُهَا:]) or the round part which is above the lobe. (L.) b20: عَمُــودُ القَلْبِ The middle of the heart, (A, L,) lengthwise: or, as some say, a certain vein that irrigates it. (L.) One says, اِجْعَلْ ذٰلِكَ فِى عَمُــودِ قَلْبِكَ Put thou that in the middle of thy heart. (A.) b21: عَمُــودُ اللِّسَانِ The middle of the tongue, lengthwise. (L.) b22: عَمُــودُ الكِتَابِ The text of the book: thus in the saying, هُوَ مَذْكُورٌ فِى عَمُــودِ الكِتَابِ [It is mentioned in the text of the book]. (A, TA.) b23: عَمُــودُ الصُّبْحِ The bright gleam of dawn; (L;) the dawn that rises and spreads, (A, L, Msb, *) filling the horizon with its whiteness: (Msb voce فَجْرٌ:) [app. thus called as being likened to a tent, or long tent:] it is the second, or true, فَجْر, and rises after the first, or false, فجر has disappeared; and with its rising, the day commences, and everything by which the fast would be broken becomes forbidden to the faster. (Msb voce فَجْرٌ.) One says, سَطَعَ عَمُــودُ الصُّبْحِ, (S, O, L,) or ضَرَبَ الصُّبْحُ بِــعَمُــودِهِ, (A,) or ضَرَبَ الفَجْرُ بِــعَمُــودِهِ, i. e. [The bright gleam of dawn] rose and spread. (Msb.) b24: عَمُــودُ الإِعْصَارِ That [meaning the dust] which rises into the sky, or extends along the surface of the earth, in consequence of the [wind called] إِعْصَار [q. v.]. (O, L.) b25: عَمُــودُ الحُسْنِ (assumed tropical:) Tallness of stature. (TA in art. ملأ.) b26: عَمُــودُ النَّوَى (tropical:) The state of distance, from their friends, in which travellers continue. (L.) b27: دَائِرَةُ الــعَمُــودِ The curl of the hair [which we term a feather] on a horse's neck, in the places of the collar: it is approved by the Arabs. (L.) b28: اِسْتَقَامُوا عَلَى عَمُــودِ رَأْيِهِمْ means They continued in the course upon which they placed reliance. (O, K.) A2: Also, i. e. عَمُــودٌ, (accord. to the O and K,) or ↓ عَمِــيدٌ, (accord. to the TA [agreeably with an explanation of the latter in the L],) Affected with vehement, or intense, grief or sorrow. (O, K, TA.) عَمِــيدٌ: see عُمْــدَةٌ b2: and see also عَمُــودٌ, first quarter. b3: Also A man sick, (L,) or very sick, (A,) so that he cannot sit unless propped up by cushions placed at his sides. (A, * L.) b4: Also, and ↓ مَــعْمُــودٌ, (S, O, L, K,) and ↓ مــعَمَّــدٌ, (K,) A man broken, or enervated, by the passion of love; (S, O, K;) and in like manner all the three are applied to a heart: (O:) or the first and second signify a man whose عَمُــود of his heart is severed: (A:) or a man much distressed, or afflicted, by love; likened to a camel's hump of which the interior is broken: (L. [See عَمِــدَ:]) and ↓ مَــعْمُــودٌ signifies diseased, or sick. (L.) b5: See also عَمُــودٌ, last sentence.

A2: عَمِــيدُ الوَجَعِ The place of pain. (L.) عَامِدٌ applied to the latter part of the night, Causing pain. (IAar, O.) And لَيْلَةٌ عَامِدَةٌ A night causing pain. (IAar, Az, O.) مُــعْمَــدٌ A tall [tent such as is called] طِرَافٌ. [So in a copy of the A. [Perhaps a mistranscription for مُــعَمَّــدٌ, q. v.]) See also عُمُــدَّانٌ. b2: And see عُمُــدٌّ.

مُــعَمَّــدٌ, applied to a tent, Set up with poles: (O, K:) occurring in a verse of [the Mo'allakah of] Tarafeh [p. 88 in the EM]. (O. [See also مُــعْمَــدٌ.]) b2: وَشْىٌ مُــعَمَّــدٌ (O, K, TA, in some copies of the K شَىْءٌ,) A sort of وَشْى [or variegated cloth] (O, K, TA) [figured] with the form of عِمَــاد [app. meaning lofty buildings]. (TA.) b3: See also عَمُــدَّانٌ: b4: and عُمُــدٌّ: and عَمِــيدٌ.

مُــعْمِــدَانٌ and مُــعْمِــدَانِىٌّ and مَــعْمُــودَانِىٌّ epithets used by the Christian Arabs, meaning A baptist.]

مَــعْمُــودٌ applied to a thing that presses heavily, such as a roof, Held [up, or supported,] by columns: differing from مَدْعُومٌ [q. v.]. (TA in art. دعم.) A2: Also A person resorted to in cases of need. (A.) A3: See also عَمِــيدٌ, in two places.

المَــعْمُــودِيَةُ, thus correctly, as in the 'Ináyeh, without teshdeed to the ى, but in the copies of the K with teshdeed, [and so in the O; held by some to be of Arabic origin, but by others, of Syriac;] said by Es-Sowlee to be an arabicized word, from مَــعْمُــوذِيت, with the pointed ذ, signifying الطَّهَارَةُ [app. as meaning “ ablution,” or “ purification ”]; (TA;) [Baptism: and baptismal water; expl. as signifying] a yellow water, pertaining to the Christians, (O, K, TA,) consecrated by what is recited over it from the Gospel, (TA,) in which they dip their children, believing that is is a purification to them, like circumcision to others. (O, K, TA.) [See also صِبْغَةٌ.]

مُعْتَمَدٌ: see عُمْــدَةٌ, in two places. b2: [Also A ground of reliance:] one says, مَا عَلَى فُلَانِ مَعْتَمَدٌ [There is not any ground of reliance upon such a one]. (S voce مَحْمِلٌ, q. v.)
عمــد
: (الــعَمُــودُ) ، كصَبُورٍ، (م) ، وَهُوَ الخَشَبَةُ القائمَةُ فِي وَسط الخِبَاءِ (ج: أَــعْمــدَةٌ) ، فِي القِلَّةِ، (وعَمَــدٌ) ، محرّكةً، (وعُمُــدٌ) ، بضمَّتين، وبضمّ فَسُكُون، تَخْفِيفًا، الثلاثةُ فِي القِلَّة.
وَفِي اللِّسَان: الــعَمَــدُ: اسمٌ للجَمْع، وَيُقَال: كلُّ خِبَاءٍ مُــعَمَّــدٌ. وَقيل: كلُّ خِبَاءٍ كَانَ طَويلا فِي الأَرضِ، يُضْرَب على أَــعْمِــدةٍ كثيرةٍ، فَيُقَال لأَهْله: عليكُم بأَهْل ذالك الــعَمُــودِ، وَلَا يُقَال: أَهْل الــعَمَــدِ، وأَنشد:
مَا أَهْلُ الــعَمُــودِ لنا بأَهْلٍ
وَلَا النَّــعَمُ المُسَامُ لنا بمالِ
وَقَالَ فِي قَوْله النَّابِغَة:
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والــعَمَــدِ
قَالَ: الــعَمَــد: أَساطِينُ الرُّخامِ.
وأَما قَوْله تَعَالَى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَــدٍ مُّمَدَّدَةِ} (الْهمزَة: 8، 9) . قُرِئتْ فِي عُمُــدٍ) ، وَهُوَ جمْع عِمــادٍ، وعَمَــدٌ وعُمُــدٌ كَمَا قَالُوا: إِهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. وَمَعْنَاهُ: أَنَّهَا فِي عُمُــدٍ من النّار، نَسب الأَزهَريُّ هاذا القَولَ إِلى الزَّجَّاجِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: الــعَمَــدُ الــعُمُــد جَمِيعًا: جَمْعَانِ للــعَمُــودِ، مثل أَدِيمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ، وقَضِيمٍ وقَضَمٍ وقُضُمٍ.
وَفِي الْمِصْبَاح: الــعَمُــود معروفٌ، وَالْجمع: أَــعمِــدَةٌ، وعُمُــدٌ، بضمّتين، وبفتحتين، والــعِمَــادِ مَا يُسْنَد بِه، والجَمْع عَمَــدٌ، بفحتين. قَالَ شيخُنَا: فالــعَمَــد، محرّكَةً، يَبْكُونَ جمْعاً لِــعَمُــودٍ، ولِــعِمَــادٍ. وهاذا لم يُنَبِّهُوا عَلَيْهِ.
وقولُه تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاواتِ بِغَيْرِ عَمَــدٍ تَرَوْنَهَا} (لُقْمَان: 10) قَالَ الفَرّاءُ: فِيهِ قَولَانِ: أَحدُها أَنَّه خَلَقَها مَرفُوعةً بِلَا عَمَــدٍ، وَلَا تَحْتَاجُون مَعَ الرؤْية إِلى خَبَرٍ. والقولُ الثَّانِي أَنه خَلَقَها بِــعَمَــدٍ لَا تَرَوْنَ تِلك الــعَمَــدَ، وَقيل: الــعَمَــدُ الَّتِي لَا تُرَى: قُدْرَتُه. واحتَجَّ اللَّيْثُ بأَنَّ عَمَــدَها جَبَلُ قَاف المحيطُ بالدُّنْيا، والسَّماءُ مثْلُ القُبَّةِ أَطرَافُها على قافٍ مِن زَبَرْجَدةٍ خَضراءَ، وَيُقَال: إِنَّ خُضرةَ السّمَاءِ من ذالك الجَبَلِ.
(و) الــعَمُــود: (السَّيِّدُ) المُعْتَمَد عَلَيْهِ فِي الأُمورِ، أَو المَــعْمُــودُ إِليه، (كالــعَمِــيدِ) ، وَمِنْه قَول الأَعشى:
حتَّى يَصِيرَ عَمِــيدُ الْقَوْم مُتَّكِئاً
بالرَّاحِ يَدفَعُ عَنهُ نُسْوَةٌ عُحُلُ
والجمْعُ عُمَــدَاءُ. وكذالك الــعُمْــدَةُ الْوَاحِد والإثنانِ، والجمْعُ، والمذكَّر الْمُؤَنَّث فِيهِ سواءٌ، وَيُقَال للقَوم: أَنتُم عُمْــدَتُنا الّذِين يُعْتَمَدُ عليهِم، وَهُوَ عَمِــيدُ قَومِه، وعَمُــودُ حَيِّه.
(و) قَالَ النَّضر: الــعَمــود (من السَّيْفِ: شَطِيبَتِ الّتي فِي مَتْنِه) إِلى أَسْفَلِه، وربَّمَا كَانَ للسّيفِ ثلاثةُ أَــعمــدةٍ فِي ظَهْرِه، وَهِي الشُّطَبُ، والشَّطَائِبُ.
(و) وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: الــعَمُــودُ: (رِئيسُ) ، كَذَا فِي النّسخ. وَفِي التكملة: رَسِيلُ (العَسْكَرِ، كالــعِمَــادِ، بِالْكَسْرِ، والــعُمْــدَةِ والــعُمْــدانِ، بضمِّهما) وَهُوَ الزُّوَيْرُ.
(و) فِي حديثِ عُمَــرَ بنِ الخَطَّابِ، رَضِي الله عَنهُ: (أَيمَا جالبٍ جَلَبَ على عَمُــودِ بَطْنِه فإِنه يَبِيع كَيفَ شاءَ ومَتَى شاءَ) . قَالَ اللَّيْث: الــعَمُــود (من البَطْنِ) : شِبْه (عِرْق يَمْتَدُّ من لَدُنِ الرُّهابَةِ) بالضمِّ، (إِلى دُوَيْنِ السُّرَّةِ) فِي وَسَطِه، يُشَقُّ مِن بَطْن الشَّاة. (أَو عَمُــودُ البَطْن الظَّهْرُ) ، لأَنه يُمْسِكُ البَطْنَ ويُقَوِّيه، فصارَ كالــعَمُــود لَهُ. وَبِه فَسَرَّ أَبو عمــرٍ والحَديثَ المتقدِّم.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: عِنْدِي أَنَّه كَنَى بــعَمُــود بَطْنه عَن المَشَقّة والتَّعَب، أَي أَنَّه يأْتي بِهِ على تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ وإِن لم يكنْ على ظَهْره، إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ. والجالب: الّذي يَجْلِبُ المَتَاعَ إِلى الْبِلَاد، يَقُول: يُتحرَك وبيعَه لَا يُتَعَرَّضُ لَهُ، حَتَّى يَبيعَ سلْعَته كَمَا شَاءَ، إِنَّه قد احْتَمَل المَشَقَّةَ والتَّعَبَ فِي اجتلابه، وقاسَى السَّفَرَ والنَّصَبَ.
قَالَ اللَّيْث: (و) الــعَمُــود (من الكَبد: عِرْقٌ يُسْقِيها) ، وَقيل: عَمُــودُ الكَبد: عِرْقانِ ضَخْمان جَنَابَتَيِ السُّرَّةِ، يَميناً وشِمَالاً، وَيُقَال: إِنَّ فُلاناً لَخارجٌ عَمُــودُه من كَبدِه من الجُوع: عَن ابْن شُمَيْلٍ.
(و) الــعَمُــود، (منَ السِّنان: مَا تَوَسَّطَ شَفْرتَيْه من عَيْره) الناتىء فِي وسَطه.
(و) الــعَمُــود، (من الاذُن: مُعْظَمُها وقِوَامُهَا) الَّتِي ثَبَتَ عَلَيْهِ، وَقيل عَمُــدُ الأُذُن: مَا استدارَ فوقَ الشَّحْمة.
(و) الــعَمُــود: (الحَزينُ الشَّديدُ الحُزْنِ، يُقَال: مَا عَمَــدَك، أَي مَا أَحْزَنك.
(و) الــعَمُــود، (من الظَّليم: رِجُلاهُ) وهما عَمُــوداه.
(و) الــعَمُــودُ (من البئْرِ: قائمَتاهُ) تكون (عَلَيْهِمَا المَحَالةُ) .
وعَمُــودُ السَّرِ: الوَتِينُ، (وَبِه فُسِّر قولُهُم: إِن فُلَاناً لَخارجٌ عَمُــودُه من كَبده من الجُوع.
(والــعِمَــادُ) ، بِالْكَسْرِ: (الأَبنيَةُ الرَّفِيعَةُ، جَمعُ عَمَــادَةٍ) ، يذكّر (ويُؤَنَّثُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
ونَحْنُ إِذا عَمَــادُ الحَيِّ خَرَّتْ
علَى الأَحفاض نَمْنَعُ مَن يَلينا وقولُه تَعَالَى: {إِرَمَ ذَاتِ الْــعِمَــادِ} (الْفجْر: 7) قيل: مَعْنَاهُ ذَا لاطُّول، وَقيل ذاتُ البِناءِ الرَّفيع المُــعْمَــد. وَجمعه: عُمُــدٌ. وَقَالَ الفرّاءُ: ذاتُ الــعمَــاد: أَنهم كَانُوا أَهْلَ عَمَــدٍ يَنْتَقلُون إِلى الكَلَإِ حيثُ كَانَ، ثمَّ يَرْجِعُون إِلى مَنازلهم.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال لأَصحاب الأَخْبِيَة الّذين لَا يَنْزِلُون غيرَهَا: هُم أَهلُ عَمُــودٍ، وأَهلُ عِمَــادِ.
(و) عَن المبرِّد: (هُوَ طَويلُ الــعِمَــاد) ، إِذا كَانَ مُــعْمَــداً، أَي طَويلاً، وفُلان طَويلُ الــعِمَــادِ: (مَنْزِلُهُ مُعْلَمُ لزائِرِيه) وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع. " زَزْجِي رَفِيعُ الــعِمَــاد "، أَرادتْ عمَــادَ بَيْتِ شَرَفهِ. والعَرب تَضَعُ البَيْتَ مَوضِعَ الشَّرَفِ فِي النَّسَبِ والحَسَبِ.
عَمَــدَه) يَــعْمِــدُه عَمْــداً: دَــعَمَــه و (أَقامَه بِــعِمَــاد) ، والــعِمَــادُ مَا أُقِيم بِهِ، (كأَــعْمَــدَهُ فانْــعَمَــدَ) ، ذَكَرَه يَعْقُوبُ فِي البَدَلِ، وَهُوَ مُطَاوِعُ الثُّلاثيِّ، كانْكَسر وانْجَبر، لَا الرُّباعيِّ، على مَا عُرِف من اصْطِلَاحه، قَالَه شيخُنا.
والــعَمُــود الّذي تَحامَلَ الثِّقْلُ عَلَيْهِ من فَوقِ السَّقْفِ يُــعْمَــد بالأَساطين المَنصوبة.
(و) عَمَــدَ (لِلَّشْيءِ) وعَمَــد إِلَيْهِ، وعَمَــدَه يَــعْمِــدُه، من حدِّ ضَرَب - كَمَا صرَّحَ بِهِ أَربابُ الأَفعال. وَلَا عِبرةَ بإِطلاقِ المصنِّف على مَا اصْطَلحه، وَبِه جَزَم عِيَاضٌ فِي " الْمَشَارِق " والفيُّوميُّ فِي " الْمِصْبَاح " عَمْــداً، بِالْفَتْح، وعَمَــداً، محرّكةً، وعِمــاداً، بِالْكَسْرِ، وعُمْــدَةً، بالضّمِّ، كُلُّها فِي " شرح الفصيح " للمطرِّز. وزادُوا: عُمُــوداً، بالضّمّ، على الْقيَاس، ومَــعْمَــداً، مصدر ميميّ، الأَوّل من نَوَادِر ابْن الأَعرابَّي، وَالثَّانِي من شّرْح ابنِ عَرفة لشِعْر ديوانِ سُحَيم، كَذَا فِي شرْح اللَّبليّ على " الفصيح " - (: قَصَدَهُ) ، وَزْنا وَمعنى وتَصريفاً، فِي كَونه يَتعدَّى بنفسْه، وباللام، وبإلى. (كتَــعَمَّــدَهُ) وتَــعَمَّــد لَهُ، واعْتَمَده.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: الــعَمْــدُ ضِدُّ الخَطَإ فِي القَتْلِ وسائرِ الجِنَايَاتِ.
والقَتْلُ على ثلاثةِ أَوْجهٍ: قَتْلُ الخطإِ المَحْضِ، والــعَمْــدِ المَحْضِ، وشِبْهِ الــعَمْــد.
(و) عَمَــدَ المَرَضُ (فُلاناً: أَضْنَاهُ وأَوجَعَهُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللَّيْلِ عامِدِ
مَعْنَاهُ: مُوجِع.
روى ثعلبٌ أَنَّ ابنَ الأَعرابيِّ أَنشدهُ لسِمَاكٍ العامِليِّ:
أَلَا مَنْ شَجَتْ لَيْلَةٌ عامِدَهْ
كَما أَبداً لَيْلةٌ واحدَهْ
قَالَ الأَزهريُّ: أَي مُمِضَّة مُوجعة.
(و) عَمَــدَه المَرضُ يَــعْمِــده (: فَدَحَهُ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَمِنْه اشتُقَّ القَلْبُ الــعَمِــيدُ.
(و) عَمَــدَهُ يَــعْمِــده: (أَسْقَطَهُ) ، قَالَ: ودَخَلَ أَعرابيٌّ على بَعْضِ العَرَبِ، وَهُوَ مَرِيض، فَقَالَ لَهُ: كيفَ تَجِدُك؟ فَقَالَ: أَمَّا الّذِي يَــعْمِــدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. وَيُقَال للْمَرِيض: مَــعْمُــودٌ. (و) عَمَــدَه (ضَرَبَهُ بالــعَمُــود) . (و) عَمَــدَه يَــعْمــده: (ضَرَبَ عَمُــودَ بَطْنِهِ. و) عَمَــده: (أَحْزَنَهُ) ، وَهَذَا، وَالَّذِي قبلَه من حَدِّ نَصَر.
(و) عَمِــدَ عَلَيْهِ، (كفَرِحَ: غَضِبَ) كعَبِدَ، حَكَاهُ يعقُوبُ فِي المُبْدلِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: هُوَ الــعَمَــدُ والأَمَدُ.
وَقَالَ الغَنَوِيُّ: الــعَمَــدُ والضَّمَدُ: الغضَبُ.
(و) عَن ابْن بُزُرج: يُقَال: حَلِسَ بِهِ، وعَرِسَ بِهِ، وعَمِــدَ (بِهِ) ، ولَزِبَ بِهِ، إِذا (لَزِمَهُ) .
(و) عَمِــدَ (البَعِيرُ: انفَضَخَ داخِلُ سَنَامِهِ من الرُّكُوبِ، وظاهِرُهُ صَحِيحٌ) فَهُوَ بَعِيرٌ عَمِــدٌ، وَهِي بهاءٍ. وَقيل عَمِــدَ البَعِيرُ، إِذا وَرِمَ سَنَامُه مِن عَضِّ القَتَبِ الحِلْسِ وانْشَدَخَ، وَمِنْه قيل: رجُلٌ عَمِــيدٌ وَمَــعْمُــودٌ.
(و) عَمِــدَ (الثَّرَى) يَــعْمَــدُ عَمَــداً: (بَلَّلَهُ المَطَرُ) ، فَهُوَ عَمِــدٌ: تَقَبَّضَ، وتعَّدَ، ونَدِيَ، وتَرَاكبَ بعضُه على بعْضٍ، فإِذا قَبَضْتَ مِنْهُ على شيْءٍ تَعقَّدَ واجْتَمَعَ من نُدُوَّتِه، قَالَ الراعِي يَصف بقرة وَحشيّةً:
حتَّى غَدَتْ فِي بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً
رِيحَ المَباءَ تَخْدِي والثَّرَى عَمِــدُ
أعراد: طَيّبَةَ رِيحِ المَبَاءَةِ، وَقَالَ أَبو زيد: عَم 2 ت الأَرضُ عَمَــداً، إِذا رَسَخَ فِيهَا المَطَرُ إِلى الثَّرَى (حَتَّى إِذا قَبَضْتَ عَلَيْهِ) فِي كَفِّكَ (تَعَقَّدَ) وجَعُد (لِنُدُوَّتِهِ) .
(و) قَالَ النَّضْر: عَمِــدَت (أَلْيَتاهُ من الرُّكُوبِ: وَرِمَتَا واخْتَلَجَتا) ، وَفِي بعض الأُمهات: خلجَتا (و) يُقَال: (هُو عَمِــدُ الثَّرَى، ككَتِفٍ، أَي كَثِيرُ المَعْرُوفِ) ، عَن أَبي زيدٍ وشَمِرٍ.
(وأَنا أَــعْمَــدُ مِنْهُ، أَي أَتَعَجَّبُ) ، وَقيل: أَــعْمَــدُ بمعنَى أَغْضَبُ، من قَوْلهم عَمِــدَ عَلَيْهِ، إِذا غَضِبَ، وَقيل: مَعْنَاهُ أَتَوَجَّعُ وأَشْتَكِي، من قَوْلهم: عَمَــدَنِي الأَمْرُ فَــعَمِــدْتُ: أَوْجَعَنِي فَوَجِعْ: 7 / 8:
7 - / 8 ً:،، ْس: 2222 22 وكَسَرَه، وَقيل: الّذِي بَلَغ بِه الحُبُّ مَبْلَغاً، شُبِّهَ بالسَّنامِ الَّذِي انُشَدَخَ انْشداخاً.
وَيُقَال للْمَرِيض: مَــعْمُــودٌ، وَيُقَال لَهُ: مَا يَــعْمِــدُك؟ أَي مَا يُوجِعُك؟ .
(والــعُمْــدَةُ، بالضّمِّ: مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ أَي يُتَّكأُ ويُتَّكَلُ) ، واعتَمدْتُ على الشيْءِ: اتَّكأْتُ عَلَيْهِ، واعْتَمدْتُ عَلَيْهِ فِي كَذَا، أَي اتَّكَلْت عَلَيْهِ.
(والــعُمُــدُّ، كعُتُلَ) ، والــعُمُــدَّنُ، (الــعُمُــدَّانِيُّ) ، والمُــعْمَــدُ، كمُكْرَمٍ: (الشَّابُّ الممتلِيءُ شَبَاباً، وَقيل: هُوَ الضَّخْمُ الطَّوِيلُ. (وَهِي) أَي الأُنثَى من كلِّ واحدٍ مِنْهَا (بهاءٍ) .
(والمَــعْمُــودِيَّة) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، بتَشْديد الياءِ التّحْتيّة، وَمثله فِي التكملة. وَالصَّوَاب تخفيفُها، كَمَا فِي (العنايَة) .
وَقَالَ الصُّوليُّ فِي (شرح ديوَان أبي نُوَاس) : إِن لفظَ مَــعْمُــودية مُعَرّب: مَــعمُــوذيت، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، ومعناهَا: الطَّهَارَة وَهُوَ: (ماءٌ) أَصفرُ (للنَّصارَى) يُقَدَّس مِمَّا يُتْلَى عبيه من الإِنْجِيل (يَغْمِسُونَ فِيهِ وَلَدَهُمْ مُعْتَقدينَ أَنه تَطهيرٌ لَهُ، كالخِتَان لغَيْرهمْ) .
وَفِي (الْعِنَايَة فِي أَثناءِ البقرةِ: وإِن: {صِبْغَةَ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 138) هُنَاكَ فِي مُقَابلَة مَا كَانَت النَّصَارَى تَفعَلُه فِي أَولادِهَا، على أَحدِ الْوُجُوه. أَشار لَهُ شيخُنا.
(و) يُقَال (استقامُوا عى عَمُــودِ رَأْيهِمْ أَي عَلَى وَجْهٍ يَعتَمِدُون عَلَيْهِ) . وَهُوَ مَجاز.
(وفَعَلْتُهُ عَمْــداً على عَيْنٍ، وعَمْــدَ عَيْنٍ، أَي بِجِدَ ويَقِينٍ) ، قَالَ خُفَاف بن نَدْبة:
وإِنْ تَكُ خَيْلِي قَد أُصِيبَ صَمِيمُهَا
فَــعَمْــداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكَا
قَال الصاغَانيُّ: وهَذَا فِيهِ احتِراز مِمَّن يَرى شَبَحاً، فيَظُنّه صَيْداً فَيَرْمِيه، فإِنَّه لَا يُسَمَّى عَمْــدَ عَيْنٍ، لأَنَّه تَــعَمَّــدَ صَيْداً على ظَنِّه. قَالَ شيخُنا: وهاذه دقيقةٌ.
(ووادِي عَمْــدٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون (بِحَضْرَمَوْت) اليَمَنِ.
عَمَّــدْتُ السَّيْلَ تَــعْمِــيداً: سَدَدْتُ) وَجْهَ (جِريَته بِتُرابٍ ونحْوِه) كالحِجَارةِ (حَتَّى يَجتمِعَ فِي مَوْضعٍ) . نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال (اعتَمَدَ) فلانٌ (لَيْلَتَهُ) ، إِذا (رَكبَ يَسْرِي فِيهَا) ، نَقله الصاغانيُّ.
(والمُــعْمَــدُ، كُكْرَمٍ: الطويلُ) ، عَن المبرِّد، (كالــعُمُــدَّانِ، كَجُلُبَّانٍ) ، والجَمْع: عُمُــدَّانِيُّونَ. وامرأَةٌ عُمُــدَّانِيَّةٌ: ذَاتُ جِسْمٍ، وعَبَالَةٍ.
(و) يُقَال كلُّ (خِبَاء مُــعَمَّــد) ، وَهُوَ (كمُعَظَّمٍ) ، بمعنَى (مَنْصُوب بالــعِمَــاد. و) يُقَال: (وَشْيٌ مُــعَمَّــدٌ) ، وَهُوَ (ضَرْبٌ مِنْهُ) على هَيْئَة الــعُمْــدَانِ.
(وأَهلُ الــعِمَــادِ: أَهلُ الأَخْبِيَةِ) وهم الَّذين لَا يَنْزِلُون غيرَهَا. وَيُقَال لَهُم: أَهْلِ الــعَمُــودِ أَيْضا. قَالَه اللَّيْثُ. (أَو) أَهلُ الــعِمَــاد: أَهلُ الأَبْنِيَةِ (العالِيَةِ الرَّفِيعَةِ، وَقد تقدَّم.
(وغَوْرُ الــعِمَــادِ: ع لِبَنه سُلَيْمٍ) فِي ديارِهِم.
عِمَــادُ الشَّبَى) ، بِكَسْر الْعين، وَفتح الشين الْمُعْجَمَة، والموحّدة وأَلف مَقْصُورَة: (ع بمِصْرَ) ، هاكذا نَقله الصاغانيُّ.
(والــعِمَــادِيَّةُ) ، بِالْكَسْرِ: (قَلْعَةٌ شَمالِيَّ المَوْصِلِ) حَصِينة، يسكُنُها الأَكرادُ.
عَمُــودُ غَرْيفَةَ) ، بِكَسْر الْغَيْن وَفتحهَا وَسُكُون الرّاءِ وفتْح التْحْتِيّ والفاءِ: (جَبَلٌ فِي أَرْضِ غَنِيّ) بن يَعْصُر.
عَمُــودُ المْحَدِّثِ) على صيغَة اسْم مفعُول: (ماءٌ لمُحَارِب) بن خَصَفة.
عَمُــودُ سَوَادِمَةَ أَطْوَلُ جَبَلٍ بالمَغْرِبِ) ، هاكذا فِي النّسخ. وَفِي التكملة: ببلادِ العَرَب.
عَمُــودُ الحَفِيرَةِ: ع) آخر.
عَمُــودُ الْبَانِ، وعَمُــودُ السَّفْحِ: جَبَلانِ طوِيلانِ، لَا يَرْقَاهُمَا إِلَّا طائِرٌ) لِعُلُوِّهما. وَمن ذالك قَوْلهم: (العُقَابُ يَبِيضُ فِي رأْسٍ عَمُــودٍ) والمُرادُ بِهِ الجَبَلُ المُسْتَدِقُّ المُصْعِدُ فِي السّماء.
عَمُــودُ الكَوْدِ: ماءٌ لِبَنِي جَعْفَرٍ) ، وَهُوَ جَرُورٌ أَنكَدُ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَــعْمَــدَ الشيْءَ: جعلَ تحتَه عَمَــداً.
والــعَمِــيدُ: المَرِيضُ لَا يَسْتَطِيعُ الجُلُوسَ، مِن مَرَضِهِ، حتّى يُــعمَــدَ من جَوَانِبِهِ بالوَسَائِدِ، أَي يُقَام.
وَفِي حَدِيث الحَسَن، وذَكَرَ طالِبَ العِلْم: (وأَــعْمَــدَتَاهُ رِجْلَاهُ، أَي صَيَّراه عَمِــيداً. وَهُوَ على لُغَةِ من قَالَ أَكَلُوني البراغيثُ. وَهِي لغةُ طَيِّءٍ.
والــعَمُــود: العَصا، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَليّ:
يَهْدِي الــعَمُــودُ لَهُ الطَّرِيقَ إِذا هُمُ
ظَعَنُوا ويَــعْمِــدُ للطَّرِيقِ الأَسْهَلِ
واعتَمد عَلَيْهِ فِي الأَمر: تَوَرَّكَ، على المَثَل. والاعْتِمَاد: اسمٌ لكلّ سَببٍ زاحَفْته.
الــعَمَــد، محرّكَةً: أَساطِينُ الرّخامِ.
وعَمُــودُ اللِّسانِ: وَسَطُه طُولاً. وعَمُــودُ القَلْبِ كذالك. وَمن ذالك قولُهم: اجعَل ذالك عَمُــودَ قَلْبِكَ. وَهُوَ مذكورٌ فِي عَمُــودِ الْكتاب: فِي فَصِّه ودائرةُ الــعَمُــودِ، فِي الفرسِ: الّتي فِي مواضِع القِلَادة، والعربُ تَسْتَحِبها. وعَمُــودُ الأَمْرِ: قِوَامُه الّذي لَا يَسْتَقِيمُ إِلّا بِهِ. وعَمُــود الصُّبْح: مَا تَبَلَّجَ من ضَوْئِهِ، وَهُوَ المُسْتَظْهِرُ مِنْه، وسَطَعَ عَمُــودُ الصُّبْحِ، على التشْبيه بذالك. وعَمُــودُ النَّوَى: مَا استقامَت عَلَيْهِ السَّيَّارةُ من نِيَّتِها، على المَثَل. وعَمُــود الإِعصارِ: مَا تسْطَع مِنْهُ فِي السماءِ، أَو يسْتَطِيل على وجْهِ الأَرض.
وعَمِــيدُ الأَمرِ: قِوَامَه.
والْزَمْ عُمْــدَتَك: قَصْدَك.
وفلانٌ مَــعْمُــودٌ مَصْمُودٌ، أَي مقصودٌ بالحَوائِجِ.
وعَمِــيدُ الوَجَعِ: مكانُه.
والــعَمَــدُ، محركةً: وَرَمٌ ودَبَرُ، يكون فِي الظَّهْرِ. وَفِي حَدِيث عُمَــر (أَنَّ نادِبَتَه قَالَت: واعمَــراه: أَقام الأَوَد، وشَفَى الــعَمَــد) . أَرادَتْ بِهِ أَنه أَحْسَنَ السِّيَاسَةَ.
وناقَةٌ عَمِــدَةٌ. كسَرَها ثِقَلُ حِمْلِها.
والــعِمْــدَةُ، بِالْكَسْرِ: الموضعُ الَّذِي يَنْتَفِخُ من سَنامِ البَعير وغارِبِهِ.
وعَمِــدَ الخُرَّاجُ، كفَرِحَ، عَمَــداً، إِذا عُصِرَ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ وَلم تَخرُج بَيضَته. وَهُوَ الجُرْح الــعَمِــد.
والــعَمُــود: قَضِيبُ الحَدِيد.
وَفِي كَلَامهم: أَــعْمَــدُ مِن كَيْلٍ مُحِقَ، ورُوِيَ عَن أَبي عُبيد: مُحِّقَ، بِالتَّشْدِيدِ. مَعْنَاهُ هَل أَزِيدُ على أَن مُحِقَ كَيْلِي.
وَقَول أَبي جَهْلٍ فِي بَدْر: (أَــعْمَــدُ مِن سَيِّدِ قَتَلَه قَومُه) ، أَي هَل زَاد على هاذا؟ أَي هَل كَانَ إِلّا هاذا، أَي أَنَّ هاذا لَيْسَ بعارٍ، ومُراده بذالك أَن يُهَوِّن على نَفْسِه مَا حَلَّ بِهِ من الهَلَاكِ، قَالَ ابنُ ميَّادَ، وَنسبه الأَزهريُّ لِابْنِ مُقْبِل:
تُقَدَّمُ قَيْسٌ كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
ويُثْنَى عَلَيْهَا فِي الرَّخَاءِ ذُنُوبُها
وأَــعْمَــدُ من قومٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ
صِدَامَ الأَعَادِي حَيْثُ فُلَّتْ نُيوبُها
يَقُول: زِدْنَا على أَن كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا.
وعَمُــودانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ حاتِم الطائِيُّ:
بَكَيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِن دِمْنَةٍ قَفْرِ
بِسُقْفٍ إِلى وادِي عَمُــودَانَ فالغَمْرِ
وَعَن اللَّيْث: عُمْــدَانُ: اسمُ جَبَل أَو موضعٍ قَالَ الأَزهريُّ: أُراه أَراد: غُمْدَانَ، بالغين فصَحَّفه كتَصْحِيفِه يَوْم بُعث.
وعِمْــدَانُ، بِالْكَسْرِ: موضِعٌ، ذَكره ابنُ دُرَيْد. وَذُو يَــعْمِــدَ كيَضْرِب قَرْيَةٌ باليَمَنِ. هاكذا ضَبَطَها التقيُّ الفاسِيّ، قَالَ: كَانَ بهَا بطَّال بنُ أَحمَدَ الركبيّ أَحدُ محدِّثِي اليَمَن، وشارِحُ البُخَارِيِّ.

عمى

(عمــى)
الــعمــاء وَالْمَاء وَغَيره عمــيا سَالَ والموج رمى بالزبد والقذى وَدفعه وَالْبَعِير بلعابه رمى بِهِ وَإِلَى كَذَا ذهب إِلَيْهِ لَا يخطئه
عمــى
عَمِــيَ عَمَــىً، وفي لُغَةٍ: اعْمَــايَّ. وَقَوْلُ العَجّاج:
وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْمَــاؤهُ.
كأنَّه جَمْعُ الــعَمــى. وأعْمَــيْتُه: وَجَدْتَه أعْمــى. وهو عَمٍ: أي أعْمــى القَلْب. والتَّــعْمِــيَةُ: التَّلْبِيْسُ. وهو في عُمْــيَانِه: أي في عَمَــاه، مَصْدرٌ كالطُّغْيَان، وفي عَمَــايَةٍ وعُمِّــيَّةٍ وعِمِّــيَّةٍ - بضمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: أي في ضلاَلةٍ، وقيل: عِمِــيّاً: وهي الكِبْرُ. وما أتَمَّ عَمَــاهُ: أي قامَتَه، ومنه الــعَمَــايَةُ: الجَبَلُ الطَّويلُ. والــعَمــى: الغُبَارُ. وعَمَــايَةُ: اسْمُ لِجَبَلٍ بِعينِه. والــعَمَــايَةُ والــعَمَــاءةُ - والجَميعُ: الــعَمَــاءُ -: السَّحَابَةُ الكَثِيْفَةُ السَّوْداءُ، وقيل: هي الجَهَامُ. وعَمَــا والله لأَفْعَلَنَّ: لُغَةُ في أما وللهِ. وأتَيْتُه صَكَّةَ عُمّــى وأعْمــى: أي نِصْفَ النَّهار إِذا كادَتِ الشَّمْسُ تُــعْمــي البَصَرَ، وقد يُصْرَفُ فَيُقال: عُمّــىً، ورواه أبو عمــرو: عُمَــىٌّ. على فُعَيْلٍ.
والــعَمْــيُ: رَفْعُ الأمْواجِ القَذَى والزَّبَدَ في أعاليها، ومنه: عَمــى البَعيرُ بِلُغَامِه. والاعْتِمَاءُ: الاختِيار، مَقْلُوْبُ الاعْتِيام.
ع م ى: (الْــعَمَــى) ذَهَابُ الْبَصَرِ وَقَدْ (عَمِــيَ) مِنْ بَابِ صَدِيَ فَهُوَ (أَــعْمَــى) وَقَوْمٌ (عُمْــيٌ) وَ (أَــعْمَــاهُ) اللَّهُ. وَ (تَعَامَى) الرَّجُلُ أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ. وَ (عَمِــيَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَــعَمِــيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} [القصص: 66] وَرَجُلٌ (عَمِــي) الْقَلْبِ أَيْ جَاهِلٌ وَامْرَأَةٌ (عَمِــيَةٌ) عَنِ الصَّوَابِ وَــعَمِــيَةُ الْقَلْبِ عَلَى فَعِلَةٍ فِيهِمَا. وَقَوْمٌ (عَمُــونَ) . وَفِيهِمْ (عُمِّــيَّتُهُمْ) أَيْ جَهْلُهُمْ. قُلْتُ: هُوَ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَالْيَاءِ يُعْرَفُ مِنَ التَّهْذِيبِ. وَ (عَمَّــيْتُ) مَعْنَى الْبَيْتِ (تَــعْمِــيَةً) وَمِنْهُ (الْمُــعَمَّــى) مِنَ الشِّعْرِ وَقُرِئَ: «فَــعُمِّــيَتْ عَلَيْهِمُ» بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَــعْمَــاهُ! إِنَّمَا يُرَادُ مَا أَــعْمَــى قَلْبَهُ! لِأَنَّ ذَلِكَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْكَثِيرُ الضَّلَالِ. وَلَا يُقَالُ فِي عَمَــى الْعُيُونِ: مَا أَــعْمَــاهُ! لِأَنَّ مَا لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. 
[عمــى] الــعَمــى: ذهاب البصر، وقد عَمِــيَ فهو أعمــى وقومٌ عُمْــيٌ، وأعْمــاه الله. وتَعامى الرجلُ: أرى من نفسه ذلك. وعَمِــيَ عليه الأمر، إذا التبس، ومنه قوله تعالى: (فَــعَمِــيَتْ عليهم الأنباءُ يومئذ) . ورجلٌ عَمِــي القلب، أي جاهلٌ، وامرأةٌ عَمِــيَةلصواب، وعَمِــيَةُ القلب على فَعِلَةٍ، وقوم عَمــونَ. وفيهم عَمِــيَّتُهُمْ، أي جهلهم. والنسبة إلى أعمــى أعْمْــوِيٌّ، وإلى عَمٍ عمــوى، كما قلناه في شجوى. والاعمــيان: السيل، والجمل الهائج الصئول. (*) وعمــى الموج بالفتح يــعمــى عَمْــياً، إذا رمى القذى والزَبَدَ. وعَمَّــيتُ معنى البيت تَــعْمــيَةً. ومنه المــعمــى من الشعر. وقرئ: (فــعمــيت عليكم) بالتشديد. أبو زيد: تركناهم عمًّــى، إذا أشرفوا على الموت. والــعمــاء ممدودٌ: السحاب. قال أبو زيد: هو شِبه الدخان يركب رءوس الجبال. وعمــاية: جبل من جبال هذيل. والمعامي من الأرَضين: الأغفال، التي ليس بها أثر عِمــارَةٍ ولا مَعْلَمٌ. وهي الأعْمــاءُ أيضاً. قال رؤبة: وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْمــاؤهُ * كأنَّ لون أرضه سماؤه يريد: ورب بلد. ويقال: أتيته صكة عمــى، أي وقت الهاجرة، وهو تصغير أعمــى مرخما. ويقال: هو اسم رجل من الــعمــالقة أغار على قوم ظهرا فاستأصلهم، فنسب الوقت إليه. واعتميت الشئ: اخترته، وهو قلب الاعتيام. وقولهم: ما أعْمــاهُ، إنَّما يراد به: ما أعمــى قبله ; لان ذلك ينسب إليه الكثيرُ الضلال. ولا يقال في عَمــى العيون ما أعمــاهُ، لأنَّ ما يتزيد لا يتعجب منه.
عمــى وصع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين سَأَلَهُ أَبُو رزين الْعقيلِيّ: أَيْنَ كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَقَالَ: كَانَ فِي عمــاء تَحْتَهُ هَوَاء وفوقه هَوَاء. قَوْله: فِي عمــاء فِي كَلَام الْعَرَب السَّحَاب الْأَبْيَض قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: هُوَ مَمْدُود وَقَالَ الْحَارِث بن حلزة الْيَشْكُرِي: [الْخَفِيف]

وكأنَّ المَنُوْنَ تَردِىْ بِنَا أع ... صمٍ يَنجاب عَنْهُ الــعمــاءُ

يَقُول: هُوَ فِي ارتفاعه قد بلغ السَّحَاب ينشق عَنْهُ يَقُول: نَحْنُ فِي عزنا 42 / ب مثل الأعصم / فالمنون إِذا أرادتنا فَكَأَنَّمَا تُرِيدُ أعصم قَالَ زُهَيْر يذكر ظباء وبقرا: [الوافر]

يَشِمْنَ بُرُوْقَهُ وَيَرُشّ أرْىَ الْ ... جَنُوْبِ على حواجبها الــعمــاء وَإِنَّمَا تأولنا هَذَا الحَدِيث عل كَلَام الْعَرَب الْمَعْقُول عَنْهُمْ وَلَا نَدْرِي كَيفَ كَانَ ذَلِك الــعمــاء وَمَا مبلغه وَالله أعلم وَأما الْــعَمــى فِي الْبَصَر فَإِنَّهُ مَقْصُور وَلَيْسَ هُوَ من معنى هَذَا الحَدِيث فِي شَيْء. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن الْعَرْش على منْكب إسْرَافيل وَإنَّهُ ليتواضع لله حَتَّى يصير مثل الْوَصع. يُقَال فِي الْوَصع: إِنَّه الصَّغِير من أَوْلَاد العصافير وَيُقَال: هُوَ طَائِر صَغِير يشبه بالعصفور الصَّغِير فِي صغر جِسْمه.
عمــى: عَمِــى: حولت عيناه كلتاهما. (ألكالا).
عمــى على: لم ينتبه الى، لم يشعر ب. (ألف ليلة برسل 11: 104).
عمــي النبت. (انظر لين في الآخر) ومن ما ذكره ابن العوَّام (1: 292): عن وعمــي عنها. وفيه (1: 447، 460، 505) حيث عليك أن تقرأ وفقاً لما جاء في مخطوطتنا: ويقطع ما عمــى من عيونه.
عَمَّــى (بالتشديد). عَمَّــى على فلان: أخفي الشيء ولبسه عليه. (ابن جبير ص229) حيث الصواب متــعمــداً.
ويقال أيضاً: عَمَّــى عنه، ففي حياة ابن خلدون (ص215 و): عَمَّــيْت عنه شَأنّ ابن الخطيب ابقاء لمودَّته.
عَمَّــى العُقد: ترك براعم النبات تنمو (انظر عَمِــىَ) وانظر مادة بلقار في الاضافات والتصحيحات.
عَمَّــى القلب: أزعج، أسأم، ضايق. يقال مثلاً: رُح عمــيت قلبي. (بوشر).
أعمــى، أعمــى فلانا عن: صيره أعمــى عن. (الكامل ص215).
عَمَّــى، الــعمــى الكحلى: شلل العصب البصري وتعطله. (دوماس حياة العرب ص 425).
الــعمــا: يا عجبا! يا له من. (بوشر).
الــعمــا عمــا: (ألف ليلة برسل 2: 89) مثل من الأمثال يعني أن الحمقى والمجانين لا يتصرفون إلا بحماقة وجنون. حسب تفسير كوسان دي برسفال له. وانظر (زيشر 7: 573).
العامَّة عمــا: هذا هو الصواب كما ورد في تاريخ الأقباط للمقريزي (ص56) طبعة وستيفلد، وهو أيضاً مثل من الأمثال، فيه أي ذوو عمــا ومعنى المثل أن العامّة يتصرفون بــعمــى وبلا تبصر. (زيشر 1:1).
عُمَــى: أحول، (ألكالا).
عَمِــىْ: أحمق، أبله، مجنون. ففي بسام (3: 30و): ما فيهم إلاّ دَنيء أو عَمِــيَّ أو مُضرّ.
عمــيان: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886).
على الــعمــياني: بغباوة، بلا تبصّر، بــعمــى. (بوشر).
عَمَــايَة: عمــى. (فوك).
عَمَــايَة: جهل، جهالة. (فوك).
عَمَــائيّ. الحَضْرَة الــعمــائية عند الصوفية: انظرها في مادة الحضرة.
أعمــى: يقال مجازاً: فاجئة عَمّــياء صَمّاء. (عباد 1: 254)، كما يقال: الفتنة الــعمــياء. (المقري 2: 14) عمــياء الفتنة (تاريخ البربر 2: 32).
العامَّة الــعمــياء: العامّة الجهال (المقري 1: 133).
الأمر أعمــى: الأمر غامض مبهم. هذا إذا كان السيد فليشر مصيب في تصحيحه للمقري (1: 369).
التركيب الأعمــى: التطعيم والتأبير بلا روية ولا تبصر، تطعيم عشوائي. وانظره في مادة تركيب.
دار الــعُمْــيان: نُزُل. فندق. (دومب ص97). أعمــى: لا أدري ما هو معنى هذه الكلمة في كلام ابن العوام (1: 97): الرمل الغليظ الاحرش السيال الأعمــى.
تَــعمِــيّة: أحجية، لغز، (بوشر).
مُــعَمــىَّ: محجي. لغزي (بوشر).
مُــعَمَّــى: أحجية، لغز. (بوشر، المقدمة 3: 23).
مَــعْمِــية: وردت في شعر الأخطل. وقد فسرت في شرحه ب (مَضِلَّةِ). (رايت).
عمــى
الــعَمَــى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأوّل: أَــعْمَــى، وفي الثاني: أَــعْمَــى وعَمٍ، وعلى الأوّل قوله: أَنْ جاءَهُ الْأَــعْمــى
[عبس/ 2] ، وعلى الثاني ما ورد من ذمّ الــعَمَــى في القرآن نحو قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْــيٌ
[البقرة/ 18] ، وقوله: فَــعَمُــوا وَصَمُّوا
[المائدة/ 71] ، بل لم يعدّ افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عَمًــى حتى قال: فَإِنَّها لا تَــعْمَــى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَــعْمَــى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
[الحج/ 46] ، وعلى هذا قوله:
الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي [الكهف/ 101] ، وقال: لَيْسَ عَلَى الْأَــعْمــى حَرَجٌ
[الفتح/ 17] ، وجمع أَــعْمَــى عُمْــيٌ وعُمْــيَانٌ. قال تعالى: بُكْمٌ عُمْــيٌ [البقرة/ 171] ، صُمًّا وَــعُمْــياناً [الفرقان/ 73] ، وقوله: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَــعْمــى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَــعْمــى وَأَضَلُّ سَبِيلًا [الإسراء/ 72] ، فالأوّل اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتّفضيل لأنّ ذلك من فقدان البصيرة، ويصحّ أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى:

وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَــعْمــى [الإسراء/ 72] ، على عمــى البصيرة والثاني على عمــى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمــرو ، فأمال الأولى لمّا كان من عمــى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة.
قال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًــى [فصلت/ 44] ، إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِــينَ
[الأعراف/ 64] ، وقوله: وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَــعْمــى [طه/ 124] ، وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْــياً وَبُكْماً وَصُمًّا [الإسراء/ 97] ، فيحتمل لــعمــى البصر والبصيرة جميعا. وَــعَمِــيَ عليه، أي: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمــى قال: فَــعَمِــيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ
[القصص/ 66] ، وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَــعُمِّــيَتْ عَلَيْكُمْ
[هود/ 28] .

والــعَمَــاءُ: السّحاب، والــعَمَــاءُ: الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روي أنه [قيل: أين كان ربّنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عمــاء تحته عمــاء وفوقه عمــاء] ، قال: إنّ ذلك إشارة إلى أنّ تلك حالة تجهل، ولا يمكن الوقوف عليها، والــعَمِــيَّةُ: الجهل، والْمَعَامِي:
الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.
[عمــى] ن: فيه ح: من قاتل تحت راية "عمــية"- بكسر عين وضمها وبكسر ميم وياء مشددتين هي الأمر الأعمــى لا يستبين وجهه كتقاتل القوم عصبية. نه: هو فعيلة من الــعمــى: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء، وحكى ضم العين. ط: هذا في تخارج القوم وقتل بعضهم بعضًا، قوله: يغضب لعصبية، أي يقاتل بغير بصيرة تعصبًا كقتال الجاهلية، أقول: تحت راية "عمــية"، كناية عن جماعة مجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل، وفيه أن من قاتل تعصبًا لا لإظهار دينالنجاة وقيل: الثاني للتفضيل ولذا عطف عليه "وأضل". نه: أي أضل طريقًا من الأعمــى. ك: "لم حشرتني "أعمــى"" أي عن حجتي "وقد كنت بصيرا" عالمًا بها. مد: "ونحشره يوم القيامة "أعمــى"" أي أعمــى القلب أو البصر ويؤيده "قال رب لم حشرتني" إلخ. ك: وفي ح الشجرة: "فــعمــيت" علينا، أي اشتبهت، قالوا: سبب خفائها خوف تعظيمها إياها وعبادتهم لها. ن: حتى انتهينا إلى الصخرة "فــعمــي" عليها، بفتح عين وكسر ميم، وروى بضم عين وتشديد ميم، وروى بغين معجمة. ط: حبك الشيء "يــعمــى" ويصم، من أعمــاه أي جعله أعمــى وأصمه جعله أصم، أي ترى من المحبوب القبيح حسنًا وتسمع منه الجفاء جميلًا:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
يعني حبه إياه يــعمــيه عن أني بصر الحق ويسمعه، والحديث ذو الوجهين. وح: أ"فــعمــياوان"، ظاهره تحريم نظرهن إلى الأجنبي مطلقًا، ومنهم من قيده بخوف الفتنة توفيقًا بينه وبين ح نظر عائشة إلى الحبشة، قوله: وميمونة- بالرفع عطفًا على ضمير كانت، وبالنصب عطفًا على ضمير إنها، وبالجر عطفًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عم

ى1 عَمِــىَ, [aor. ـْ inf. n. عَمًــى, He was, or became, blind, (S, Msb, K,) of both eyes; (Msb, K, * TA;) as also ↓ اِــعْمَــاىَ, aor. ـْ inf. n. اِــعْمِــيَآءٌ; (K;) [said by SM to be like اِرْعَوَى, aor. ـْ inf. n. اِرْعِوَآءٌ; as though اِــعْمَــاىَ were originally اِــعْمَــىَّ, like as اِرْعَوَى is originally اِرْعَوَّ, both being of the measure اِفْعلَّ; but he adds, correctly, that,] accord. to Sgh, اِــعْمَــاىَ is originally like اِدْهَامَمَ, which becomes اِدْهَامَّ, [i. e. it is originally اِــعْمَــايَىَ,] but the latter ى is changed into ا because of the fet-hah of the former, so that it becomes اِــعْمَــايَا, and the two, thus differing, do not easily admit of idghám (TA;) and sometimes the ى of اِــعْمَــاىَ is musheddedeh, (Sgh, K, TA,) so that it becomes [↓ اِــعْمَــاىَّ, aor. ـْ inf. n. اِــعمِــيَّآءٌ,] like اِدْهَامَّ, aor. ـْ inf. n. اِدْهِيمَامٌ; but this is by a straining of a point, and not in use: (Sgh, TA:) and ↓ تــعمّــى, likewise, signifies the same, (K, TA,) i. e., the same as عَمِــىَ. (TA.) And you say also, عَمِــيَتْ عَيْنَاهُ His two eyes were, or became, blind. (TA.) b2: Hence عَمًــى is metaphorically used in relation to the mind, as meaning (tropical:) An erring; the connection between the two meanings being the not finding, or not taking, the right way: (Msb:) or the being blind in respect of the mind: and in this sense, the verb is as above, with the exception of the measure اِفعَالَّ [and the abbreviated form of this]. (K, * TA. [اَفْعَالٍ in the CK in this passage is a mistranscription, for افْعَالَّ.]) You say, عَمِــىَ عَنْ رُشْدِهِ, and حُجَّتِهِ, meaning لَمْ يَهْتَدِ (assumed tropical:) [He did not, or could not, become guided to his right course, and his plea or the like; i. e. he was, or became, blind thereto]. (TA.) And عَمِــىَ عَنْ حَقِّهِ (assumed tropical:) [He was, or became, blind to his right, or due], like عَشِىَ عَنْهُ. (TA in art. عشو.) b3: One says also عَمِــىَ عَلَيْهِ الخَبَرُ (tropical:) The information was, or became, unapparent, obscure, or covert, to him. (Mgh, Msb. *) And عَمِــىَ عَلَيْهِ طَرِيقُهُ, (TA,) and الأَمْرُ, (S, TA,) and الشِّعْرُ, and الكَلَامُ, (Har p. 190,) i. e. (assumed tropical:) [His way, or road, and the affair, and the poetry, or verse, and the speech, or saying,] was, or became, obscure, or dubious, to him; (S, TA, and Har ubi suprá) and so ↓ عُمِّــىَ; (TA;) and ↓ تــعمّــى. (Har ubi suprá.) Hence, accord. to different readings, in the Kur [xxviii. 66], فَــعَمِــيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَآءُ and ↓ فَــعُمِّــيَتْ (assumed tropical:) [And the pleas shall be obscure, or dubious, to them]. (S, TA.) b4: and عَمِــيتُ إِلَى كَذَا (assumed tropical:) I betook myself to such a thing, not desiring any other; as also عَطِشْتُ. (TA. [Accord. to the TA, the inf. ns. of these two verbs, thus used, are عمــيان and عطشان: but they are correctly عَمًــى and عَطَشٌ.]) A2: عَمَــى

المَوْجُ, aor. ـْ (S, K,) inf. n. عَمْــىٌ, (S,) The waves cast the particles of rubbish, or the like, (S, K, TA,) driving them to their upper, or uppermost, parts, (TA,) and the foam. (S, TA.) b2: And عَمَــى بِلُغَامِهِ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) He (a camel) brayed, and cast the foam of his mouth upon his head, or the upper part of his head, or anywhere: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b3: And [hence] عَمَــانِى بِكَذَا (assumed tropical:) He cast upon me a suspicion of such a thing. (TA.) b4: عَمَــى, aor. ـْ said of water, (K, TA,) and of other things, (TA,) also signifies It flowed; (K, TA;) and so هَمَى. (TA.) b5: And عمــى النَّبْتُ [app. عَمَــى] and ↓ اعتمى and اِعْتَمَّ are three syn. dial. vars., (TA in this art.,) meaning (assumed tropical:) The plant, or herbage, became of its full height, and blossomed; (S, K, TA, in explanation of the last, in art. عم;) and became luxuriant, or abundant and dense. (TA in that art.) 2 عمّــاهُ, inf. n. تَــعْمِــيَةٌ, He rendered him blind, of both eyes: (K, TA:) and (TA) so ↓ اعمــاهُ, (S, Msb, TA,) said of God, (S, TA,) or of a man. (Msb.) Hence the saying of Sá'ideh Ibn-Jueiyeh, وَــعَمَّــى عَلَيْهِ المَوْتُ بَابَىْ طَرِيقِهِ [And death rendered blind, to him, the two doors of his way]; بابى طريقه meaning his two eyes. (TA.) b2: And [hence] عَمَّــيْتُ الخَبَرَ (assumed tropical:) I made the information unapparent, obscure, or covert. (Msb.) And عمّــى مَعْنَى البَيْتِ, inf. n. as above, (S, K,) (assumed tropical:) He made the meaning of the verse unapparent, obscure, or covert. (K.) And عمّــى مُرَادَهُ (assumed tropical:) He made his meaning enigmatical, or obscure, in his speech, or language. (S, A, K, in art. لغز.) and عمّــى عَلَى إِنْسَانٍ شَيْئًا (assumed tropical:) He made a thing obscure, or dubious, to a man. (TA.) See also 1, latter half, in two places. [And see مُــعَمَّــى.]4 اعمــاهُ: see 2, first sentence. b2: Also He found him to be blind [app. meaning properly, and also (assumed tropical:) in mind]. (K, TA.) b3: مَا أَــعْمَــاهُ meansonly مَا أَــعْمَــى قَلْبَهُ (assumed tropical:) [How blind is his mind!]: (S, K:) for the verb of wonder is not formed from that which is not significant of increase. (S.) 5 تــعمّــى [in its proper sense, and also in a tropical sense]: see 1, in two places.6 تعامى He feigned himself أَــعْمَــى (S, K, TA) [i. e. blind], in respect of the eyes [as is implied in the S], b2: and also (assumed tropical:) in respect of the mind [as is implied in the K]. (TA.) You say, تعامى عَنْ كَذَا (assumed tropical:) He feigned himself ignorant [of such a thing], as though he did not see it; like تَعَاشَى

عَنْهُ. (TA in art. عشو.) 8 اِعْتَمَاهُ He chose it, selected it, or preferred it; syn. اِخْتَارَهُ; (S, K, TA;) i. e., a thing; (S;) formed by transposition from اِعْتَامَهُ [mentioned in art. عيم]. (S, TA.) b2: And i. q. قَصَدَهُ [i. e. He tended, betook himself, or directed himself or his course or aim, to, or towards, him, or it; &c.]; (K, TA;) like اِعْتَامَهُ. (TA in art. عيم.) A2: See also 1, last sentence.11 اِــعْمَــاىَّ, and its abbreviated form اِــعْمَــاىَ: see 1, first quarter.

صَكَّةَ عُمْــىٍ: see صَكَّةَ عُمَــىٍّ.

عَمَــا in the phrase عَمَــا وَاللّٰهِ, i. q. أَمَا [expl. in art. اما]: (K, TA:) as also غَمَا, (K in art. غمى,) and هَمَا. (TA.) عَمًــى [sometimes written عَمًــا] inf. n. of عَمِــىَ [q. v.]. (S, * Msb, K.) [Hence the saying, لَا شَلَلًا وَلَا عَمًــى: see 1 in art. شل. Hence also one says, رَكِبَ أَمْرًا عَلَى الــعَمَــى, meaning He ventured upon, or embarked in, an affair blindly; like عَلَى

غَيْرِ بَصِيرَةِ.]

A2: See also أَــعْمَــآءٌ.

A3: And see عَمَــآءٌ, in two places.

A4: Also Stature: and height. (K.) One says, مَا أَحْسَنَ عَمَــى هٰذَا الرَّجُلِ i. e. [How goodly is] the height, or the stature, of this man! (TA.) A5: And Dust; syn. غُبَارٌ. (K.) A6: In the saying of a rájiz, describing a skin of milk, because of its whiteness, يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا كَانَ عَمَــا شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّةِ مُــعَمَّــمَا [The ignorant would think it, while there was remoteness, to be an old man upon his chair, turbaned,] the meaning is looking at it from afar; for الــعَمَــا in this case signifies remoteness. (TA.) عَمٍ, originally عَمِــىٌ: see أَــعْمَــى, in four places.

عَمْــيَةٌ, a contraction of عَمِــيَةٌ fem. of عَمٍ: see أَــعْمَــى.

عِمْــيَةٌ [in the CK erroneously عَمْــيَة] a subst. from اِعْتَمَاهُ in the sense of اِخْتَارَهُ [signifying A thing chosen, selected, or preferred; like خِيرَةٌ, a subst. from اِخْتَارَهُ]. (K, TA.) عَمَــوِىٌّ Of, or relating to, such as is termed عَمٍ

[q. v. voce أَــعْمَــى]. (S, TA.) عَمَــآءٌ, (S, K, TA,) in some of the copies of the Kعَمًــى, and by some thus related in a trad. mentioned in what follows, (TA,) Clouds: or, accord. to Az, [clouds] resembling smoke, surmounting the heads of mountains: (S, Msb:) or lofty clouds: or [in the CK “ and ”] dense: (K, TA:) or dense [clouds such as are termed] غَيْم: (TA:) or raining clouds: or thin clouds: or black: or white: or such as have poured forth their water; (K, TA;) but have not become dissundered like mountains: and ↓ عَمَــآءَةٌ [is the n. un., and] signifies a dense, covering, cloud; as also ↓ عَمَــايَةٌ: or a dense portion of cloud: but some disallow this, and make عَمَــآءٌ to be [only] a coll. n. (TA.) It is related in a trad. that, in reply to the question “ Where was our Lord (meaning the عَرْش [q. v.] of our Lord) before He created his creatures? ” it was said, كَانَ فِى عَمَــآءٍ تَحْتَهُ هَوَآءٌ وَفَوْقَهُ هَوَآءٌ [He (i. e. his عَرْش) was in clouds, or lofty clouds, &c., beneath which was a vacuity, and above which was a vacuity]: or, accord. to one relation, ↓ كَانَ فِى عَمًــى [meaning He was in a vacuity] i. e. there was not with Him anything: or, as some say, it means anything that the intellectual faculties cannot perceive, and to the definition of which the describer cannot attain. (TA.) b2: See also عَمَــآءَةٌ.

أَتَيْتُهُ صَكَّةَ عُمَــىٍّ, (S,) or لَقِيتهُ صَكَّةَ عُمَــىٍّ, and ↓ عُمْــىٍ, which occurs in poetry, (K, TA,) in a case in which the metre requires it, a verse of Ru-beh, who uses it for عَمَــىٍّ, (TA, [which shows, by citing that verse, that عَمًــى, the reading in the CK, is wrong,]) and ↓ أَــعْمَــى, (K,) i. e. [I came to him, or I met him,] in the time of midday when the heat was vehement, (S,) or in the most vehement heat of midday in summer (K, and Lh and O and TA in art. صك) when the heat almost blinded by its vehemence; (Lh and O and TA in that art.;) a time in which the divinelyappointed prayer [of midday] is forbidden: it is said only in the hot season; because when a man goes forth at that time, he cannot fill his eyes with the light of the sun; or, as ISd says, because the gazelle seeks the covert when the heat is vehement, and his eye becomes weak by reason of the whiteness of the sun, and the bright shining thereof, and he is dazzled, so that he knocks against his covert, not seeing it: (TA:) عُمَــىّ being an abbreviated dim. of أَــعْمَــى: (S:) or it is a name for the heat, (K, TA,) itself: (TA:) or the name of a certain man, (K, TA,) of [the tribe of] 'Adwán, who used to press forward with the pilgrims when the heat was vehement, as is related in the Nh, or (TA) who used to decide cases judicially in, or concerning, the pilgrimage, and he came among a company journeying upon their camels, (K, TA,) performing the religious visit called عُمْــرَة, (TA,) and they alighted at a station in a hot day, whereupon he said, “Upon whomsoever shall come this hour, or time, of tomorrow while he is حَرَام [i. e. in the condition of one performing the acts of the حَجّ or of the عُمْــرَة], (K, TA,) not having accomplished his عُمْــرَة, (TA,) he shall remain حَرَام until [this time] next year: ” and they immediately sprang up, (K, TA,) hastening, (TA,) so that they arrived at the House [of God, at Mekkeh, in the time required,] from a distance of a journey of two nights, using exertion; (K, TA;) and this saying became a prov., as is related in the M: (TA:) or it was the name of a certain man, (S, K, TA,) of the Amalekites, (S, TA,) who made a sudden attack upon a people, and exterminated them; (S, K, TA;) and the time became called in relation to him. (S, TA.) [See also art. صك.]

عَمَــآءَةٌ, (K, TA,) or ↓ عَمَــآءٌ, (CK, and so in my MS. copy of the K,) and ↓ عَمَــايَةٌ, and ↓ عَمِــيَّةٌ, and ↓ عُمِــيَّةٌ, (assumed tropical:) Error: and (assumed tropical:) persistence; or con-tention, or litigation, or wrangling; or persistence in contention or litigation or wrangling; syn. لَجَاجٌ; (K, TA;) in that which is false or vain or futile: (TA:) [or the last but one, or the last, signifies (assumed tropical:) ignorance; for] ↓ فِيهِمْ عَمِــيَّتُهُمْ or ↓ عُمِــيَّتُهُمْ (accord. to different copies of the S) means In them is their ignorance. (S.) [See also عِمِّــيَّةٌ, and عِمِّــيَّا.] b2: For the first (عَمَــآءَةٌ), see also عَمَــآءٌ.

عَمَــايَةٌ A remaining portion of the darkness of night. (TA.) b2: [And Dimness of the eyes from tears: so, accord. to Freytag, in the Deewán of the Hudhalees.] b3: See also عَمَــآءٌ. b4: And see عَمَــآءَةٌ.

عَمِــيَّةٌ: see عَمَــآءَةٌ, in two places. b2: Also i. q. دعوة عمــيأء [i. e., app., ↓ دِعْوَةٌ عَمْــيَآءُ, meaning (assumed tropical:) An obscure claim to relationship]. (TA.) عُمِــيَّةٌ: see عَمَــآءَةٌ, in two places.

عَمَّــا is a compound of عَنْ and مَا.

تَرَكْنَاهُمْ عُمَّــى, (S, K,) or تركناهم فى عُمَّــى, (so in some copies of the S, [thus in one of my copies,]) (assumed tropical:) We left them at the point of death. (S, K.) b2: See also أَــعْمَــآءُ.

عِمِّــيَّا, of the measure فِعِّيلَى, i. q. فِتْنَةٌ [i. e. (assumed tropical:) Trial, or probation; punishment; slaughter; civil war; conflict and faction, or sedition; &c.]. (Mz, 40th نوع.) [See also the next paragraph.]

b2: [In the TA, عمــياء, evidently a mistranscription for عِمِّــيَّا, is expl. as having the second of the meanings assigned above to عَمَــآءَةٌ &c., i. e. (assumed tropical:) Persistence; or contention, &c.] b3: قَتِيلُ عِمِّــيَّا, (Mz ubi suprà, and K,) [in the CK, erroneously, عَمِــيَّا, and in the TA قُتِلَ عِمِّــيَّا,] the latter word of the measure فِعِّيلَى, (Mz, TA,) like رِمِّيَّا, (K, TA, [in the CK like رَمِيَّا,]) and خِصِّيصَى, (TA,) means (assumed tropical:) A slain person whose slayer is not known. (Mz, K, TA.) The predicament of him who has been so slain is like that of the slain unintentionally; the bloodwit being obligatory in his case [on his عَاقِلَة, q. v. voce عَاقِلٌ]. (TA.) عِمِّــيَّةٌ and عُمِّــيَّةٌ, (K, TA,) of the measure فُعِّيلَةٌ from الــعَمَــى, (TA,) Pride; or self-magnification: or error; or deviation from that which is right. (K, TA. [See also عَمَــآءَةٌ, and عِمِّــيَّا.]) Hence, in a trad., مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةِ عُِمِّــيَّةٍ [Whoso has been slain under a banner of pride, &c.,] i. e. in فِتْنَة [meaning conflict and faction, or the like], or error, as in the fighting in the case of partisanship, and of erroneous opinions. (TA.) عَامٍ One who does not see his road, or way. (TA.) b2: عَامِيَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ): see أَــعْمَــى. b3: Also, [thus applied,] Of which the traces are becoming [or become] effaced, or obliterated. (TA.) b4: See also أَــعْمَــآءٌ, in three places. b5: Applied to a woman, (TA,) عَامِيَةٌ signifies بَكَّآءَةٌ, (K, TA,) [a strange epithet,] meaning (assumed tropical:) Having very little milk. (TK.) A2: Applied to a man, عَامٍ signifies also رَامٍ [i. e. Casting, &c.]. (TA.) أَــعْمَــى (S, Msb, K) and ↓ عَمٍ (K [but see what follows]) Blind, (S, Msb, K,) of both eyes: (Msb, K, * TA:) fem. of the former عَمْــيَآءُ: (Msb, K, TA:) and pl. [masc.] عُمْــىٌ (S, Msb, K, TA, but not in the CK) and عُمْــيَانٌ (Msb, K, TA, but not in the CK) and عُمَــاةٌ, as though this last were pl. of عَامٍ; (K, TA, but not in the CK;) and the dual of its fem. is عَمْــيَاوَانِ; and its pl. is عَمْــيَاوَاتٌ: (TA:) the fem. of ↓ عَمٍ is عَمِــيَةٌ, (S, K, TA, [in the CK عَمِــيَّةٌ, which is a mistranscription, for it is]) of the measure فَعِلَةٌ, (S,) like فَرِحَةٌ, (TA,) and ↓ عَمْــيَةٌ, (K, TA, but not in the CK,) which is [a contraction] like فَخْذٌ for فَخِذٌ: (TA:) and the pl. masc. is عَمُــونَ. (S, TA.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) Blind in respect of the mind: (K, TA:) [but more commonly] one says, ↓ هُوَ عَمٍ as meaning (tropical:) He is erring, or one who errs; and أَــعْمَــى القَلْبِ [meaning the same, or blind in respect of the mind]: (Msb:) or القَلْبِ ↓ رَجُلٌ عَمِــى i. e. (assumed tropical:) An ignorant man [or a man blind in respect of the mind]; and اِمْرَأَةٌ عَمِــيَةٌ عَنِ الصَّوَابِ [a woman ignorant of, or blind to, that which is right], and عَمِــيَةُ القَلْبِ [like عَمِــى القَلْبِ as applied to a man]. (S.) In the saying in the Kur [xvii. 74], وَمَنْ كَانَ فِى هٰذِهِ فَهُوَ فِى الْآخِرَةِ أَــعْمَــى, accord. to Er-Rághib, the former [اعمــى] is a part. n. and the second is like it; (TA;) and the meaning is, And whoso is in this state of existence blind in respect of the mind, not seeing his right course, he will be in the other blind with respect to the way of safety: (Bd:) or, as some say, the second is what is termed أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ, the complement of which is expressed by means of مِنْ, [meaning more blind &c.,] and therefore AA and Yaakoob did not pronounce it with الإِمَالَة, as not being like the first, (Bd, TA, *) which is subject to الامالة because its ا [written ى] becomes [really]

ى in the dual: but Hamzeh and Ks and Aboo-Bekr pronounced both with الامالة. (Bd.) b3: الأَــعْمَــيَانِ means (assumed tropical:) The torrent and the fire of a burning house or the like; (K, TA;) because of the perplexity that befalls him whom they befall; or because, when they occur, they spare not a place, nor avoid anything; like the أَــعْمَــى [or blind], who knows not where he is travelling, so that he goes whither his leg conveys him: (TA:) or the torrent and the night: (K:) or the torrent, (S, K) or the tumultuous torrent, (TA,) and the camel excited by lust. (S, K, TA.) b4: And الأَمْرُ الأَــعْمَــى (assumed tropical:) The case [such as that] of partisanship (العَصَبِيَّة) whereof the manner of proceeding is not distinguishable. (TA.) b5: And أَرْضٌ عَمْــيَآءُ and ↓ عَامِيَةٌ, and مَكَانٌ أَــعْمَــى, (assumed tropical:) A land, and a place, in which one will not, or cannot, be directed to his right course. (TA.) b6: See also صَكَّةَ عُمَــىٍّ: b7: and see عَمِــيَّةٌ.

أَــعْمَــآءٌ Tracts of land in which is no sign of the way, (S, K,) nor any habitation or cultivation, (K,) or nor any trace of habitation or cultivation; (S;) and ↓ مَعَامٍ signifies the same; (S, K;) this latter being a pl. of which the sing., said by ISd to be unknown to him, should by rule be مــعمــية [app. مُــعْمِــيَةٌ], but it is ↓ عُمَّــى, deviating from rule; (TA;) or it means مَجَاهِلُ, and its sing. is مــعمــاة [i. e. ↓ مَــعْمَــاةٌ] signifying a place of erring, or wandering from the right way: (Har p. 85:) in the K, أَــعْمَــآءٌ is also expl. as signifying جُهَّالٌ [pl. of جَاهِلٌ], and is said to be [in this sense] pl. of أَــعْمَــى: but this is a double mistake, for it signifies مَجَاهِلُ, [like as مَعَامٍ is said to do above,] and its sing. is عمــى [app.عَمًــى]. (TA.) In the phrase ↓ أَــعْمَــآءُ عَامِيَةٌ, [in the CK, erroneously, عامِيَّةٌ,] the latter word is added to give intensiveness to the meaning; i. e., it signifies [Tracts in which is no sign of the way, &c.,] in the utmost degree obscure or dubious: thus it is in the following verse: (TA:) Ru-beh says, أَــعْمَــاؤُهُ ↓ وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ

كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ [And many a desert, or waterless desert, whereof the tracts in which is no sign of the way are in the utmost degree obscure or dubious, as though the colour of its ground were like that of its sky]: (S, TA:) he means وَرُبَّ بَلَدٍ. (S.) b2: Also Tall; applied to men: (IAar, K:) pl. of ↓ عَامٍ, like as أَنْصَارٌ is of نَاصِرٌ. (IAar, TA.) أَــعْمَــوِىٌّ Of, or relating to, such as is termed أَــعْمَــى [q. v.]. (S, TA.) مَــعْمَــاةٌ; and the pl. مَعَامٍ: see أَــعْمَــآءٌ.

مُــعَمًّــى (assumed tropical:) A verse [or a saying] of which the meaning is made unapparent, obscure, or covert. (S, TA.) المُعْتَمِى The lion. (K.)

طَعَم

طَــعَم: أكل، والمصدر طُعُوم (فوك).
طَــعَّم الجدري: لقُح الجدري (بوشر).
طَــعَّم بالذهب أو الفضة: رصُّع. لبَّس (بوشر، مملوك 2، 1: 114، زيشر 22: 15، القزويني 2: 323، ألف ليلة 1: 238، برسل 10: 261).
ويقال: طــعَّم من بدل طــعَّم ب.
طــعَّم بالبولاد: خلط الحديد بالفولاذ ليكون أشحذ وأشد قطعاً، فَوْلَذ (بوشر) وكلمة تطعيم تدل على هذا المعنى، وليس على معنى الترصيع والتلبيس، في العبارة الأخيرة التي نقلها كاترمير في (مملوك 2، 1: 115) حيث الكلام عن السيوف من دون شك، وهي: الصناعة والسقي والتطعيم.
طــعّم وطــعَّم الصنّارة: جعل فيها طُــعمــاً (بوشر، (لايورت ص142، رولاندريال ص592) ففي الادريسي (القسم الأول للفصل السابع) (حِناش الطين وبه يطــعمــون للحون (مخطوطة سد) وفي مخطوطة أب: الحوت.
طاعم: اَبَّر، لقَّح، طــعَّم (ابن العوام 1: 269، 2: 339) وصحح فيه (تهرم (تقوم) وطاعمــناها) (ص411) و (يطاعمــونها) (ص412) وهذه التصحيحات وفقاً لما جاء في مخطوطتنا.
أطْــعَم: في كوسج (طرائف ص74): أخذ المال وأطــعمــه الرجال واستخدم به الأبطال.
أي استخدام هذا المال لإطعام الجنود والإنفاق عليهم.
أطــعمــت الشجرة: أثمرت (انظر لين، فوك، ابن العوام 1، 175، 184، 185، 186، 2: 193، 213) ويتعدى هذا الفعل بنفسه.
ففي (ص240): يطــعم عنباً مُراً (وهذا صواب العبارة وفقاً لمخطوطتنا) ويطــعم تيناً مُراً.
تطَــعَّم: تأبّر، تلقَّح (باين سمكيث).
تطَــعَّم: تلقح ضد الجدري (بوشر).
انطــعم: طــعم، أكل (فوك، ألكالا).
استطــعم: في ألف ليلة برسل (11: 125): وبقيت ثلاثة أيام لم أستطــعم بطعام ولا بشراب. أي لم أذق فيها طعاما ولا شراباً.
ويقال كذلك: لم يستطــعم في طعام. (قصة عنتر ص98).
استطــعم: تذوَّق، تلذّذ، تمتع بالملذات (بوشر).
طَــعْم. طــعم لقدام: تذّوق أوّلي، وطــعم ثاني: خُلْفه، ما يبقى في الفم من طــعم كريه بعد طعام أو دواء.
طَــعْم: نوع من الصوفان وهي مادة اسفنجية تستخدم في الجراحة. فعند دوماس عادات (ص345): (ثام نوع من الصوفان (الحراق) يتخذ من الشيخ والمقل).
وعند جاكو (ص56) تيم: غدد تنمو على الشيح، وهي كرات صغيرة لدنة إسفنجية باطنها أخضر فاتح وظاهرها أبيض بلون القطن.
والعرب يعرضونها للشمس ثم يبيعونها باسم تيم وهذا هو صوفان الصحراء. انظر المقدمة (3: 368) وفي مخطوطتنا: طــعم الزناد.
طُــعْم= طُــعْمَــة: بالمعنى الذي ذكره لين (معجم البلاذري) ويقول السيد دي غويه أن جمعه طعام (ولكني ارى أن كلمة طعام في نص الطرزي مفردة).
طُــعْم: لب نواة الفواكه (فوك، ألكالا) ويكتبها ألكالا طُــعَم وهي عامية طــعم ففي ابن العوام (1: 266) في كلامه عن الفستق: وذلك إنه كثير ما يكون قشره الصلب منفصلا بعضه من بعض فيَظْهر الطــعمُ الذي في جوفه (هكذا يجب أن تصحح هذه العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا) وفي المستعيني في مادة ميعة يابسة: وداخلها طــعمٌ دسم يُعْصرَ منه دهن (في مخطوطة ن طَــعْم) وفريتاج يذكر هذه المادة ويقول نفس الشيء ولكنه يضيف وتسمى ميعة سائلة.
طُــعْم: لُبّ البلوطة (ابن العوام 1: 254).
وفي المستعيني مادة جفت البلوط: هو القشرة الرقيقة التي على لحميَّة البلوط التي بين القشر الاعلى والطــعم وفي معجم فوك طُــعَم: لبّ.
طُــعْم: سمّ عند العامة (محيط المحيط).
طُــعْم السمك: بوصير، سمّ السمك: سيكران الحوت، ما هي زهره. وهو يميت السمك ويجعله يطفو على وجه الماء، كما يقتل القمل والبراغيث. (بوشر) ويقول راولف (ص140) في كلامه عن سمك الفرات: يرمي في ماء النهر بالطُــعم فيطفو السمك على وجه الماء.
طــعم الفار: الزرنيخ الأبيض أو سم الفار (بوشر) طــعم الفار المكلس: رَهْج الفار، زرنيخ احمر (بوشر).
طــعم القاق: جوز القيء (بوشر).
طــعم وجمعه طــعمــات: مِئبر، غصن شجرة يطــعم على غصن آخر (ألكالا، بوشر).
طــعم الجدري البقري: لقاح الجدري البقري، فيروس لدماميل البقر (بوشر).
طُــعْم: زودة، ما يعطيه المشتري إضافة لثمن السلعة، (أماري ديب ص93) وانظر معجمه.
طَــعِمِ: لذيذ، شهي (بوشر).
طُــعْمَــة: المعنى الاول في معجم لين، والفرق بين طــعمــة وإقطاع أن الإقطاع وراثي والطــعمــة ليست كذلك. (معجم البلاذري) ولاحظ هذه العبارة في تاريخ البربر (1: 95) لما يؤملونه طــعمــة من الدولة، وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه لكي يزادوا ثراء على حساب الدولة.
طُــعْمــة: وجبة: أكلة، طعام (معجم البلاذري).
طُــعْمــة: طُــعم، طعام يوضع في مصيدة وما يوضع في صِنّارة لصيد السمك (بوشر).
طُــعْمــة: غصن التطعيم، عسلوج شجرة يئبَّر على شجرة أخرى (بوشر).
طُــعْمــة ويجمع على طُــعَم: لُحمة، نير، خيط يدخل بين سداة النسيج (فوك، ألكالا).
طُــعْمــة: طَــعْم، مَذاق (بوشر).
طُــعْمــه: ذْوق، أسلوب، طريقة. ويقال: على طــعمــة فرنجية أي على الطريقة الأوربية ذوق الأوربيين (بوشر).
طــعمــية: مَذاق (بوشر).
طَعَام: يجمع عند بوشر بالألف والتاء ويجمع عند فوك على طُــعْمــان.
طَعَام: كسكي طعام يصنع في شمالي افريقية من البرغل المحبب واللحم والخضار والبهارات (كولومب ص20، دوماس حياة العرب ص254، جريدة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 406، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 305 رقم 14) ولعل هذه الكلمة تدل على نفس المعنى عند المقريزي (1: 585) طعام: طُــعْم السمك (هلو).
طَعام= طُــعْمَــة بالمعنى الذي ذكره لين، وهي ارض الدولة تمنح للمرء يستغلها ما دام حياً (المطرزي في معجم البلاذري انظر ما ذكرته في مادة طُــعْم).
طَعام: إطعام الفقراء (المقري 2: 467).
مع تعليقه فليشر (بريشت ص189).
طَعَّام: صاحب مطــعم أو مطبخ، ممونّ بالطعام (بوشر).
إطعْام: تتبيل اللحم، وضع الابازير والتابل عليه: (الكالا).
وصلصة، مرق التابل (ألكالا).
تطعيم: تأبير، وغصن التطعيم عسلوج شجرة يؤبر على شجرة أخرى (بوشر).
مَطْــعَم: ذوق، طَــعْم، مذاق (ويجرز ص251، 184 رقم 326، ابن العوام 1: 184) وقد ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها تذوُّق.
مطــعم: مصدر طــعم بمعنى أكل. ومحتمل المطــعم: قابل للتطعيم أي التأبير (ابن العوام 1: 234) مِطُــعَم: أكول، وتجمع على مَطَاعِم (ديوان الهذليين ص220 البيت 14).
مُطَــعِم: ما ينتج الفاكهة (الكالا) ومُطْــعِم هي التي تدل غالباً على هذا المعنى.
مَطُعُوم: عند العامة غصن ونحوه تطــعم به شجرة برية من شجرة بستانية (محيط المحيط).
مَطْعُوم: عند العامة المادة التي يطــعم بها الإنسان ضد الجدري (محيط المحيط).
مطْعُوم: عند العامة ما طــعّم من الأشجار ما دام صغيراً (محيط المحيط).
مَطْعُوم: مسموم (بوسيبه) وفي المقري (1: 869): توفي شهيدا مطعوما من أناس كانوا يحسدونه.
مَطْعُوم: من شرب شراب المحبة وهو شراب مزجه ساحر ذو قدرة على إحداث الحب (بوسيبه) وفي ألف ليلة (1: 46) سيدنا أبكم مطعوم لم يسأل عنها.

عُمَانُ

عُمَــانُ:
بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون:
اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وعمــان في الإقليم الأول، طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل، وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمــن وعمّــن إذا أتى عمــان، وقال رؤبة:
نوى شآم بان أو مــعمّــن ويقال: أعمــن يــعمــن إذا أتى عمــان، قال الممزق واسمه شاس بن نهار:
أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا ... على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، ... وإلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، ... فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، ... وان يــعمــنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة ... كفلت عليهم والكفالة تعتق
وقال ابن الأعرابي: الــعمــن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن وعمــون ومنه اشتق عمــان، وقيل:
أعمــن دام على المقام بــعمــان، وقصبة عمــان: صحار، وعمــان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وقال الزجاجي: سميت عمــان بــعمــان بن إبراهيم الخليل، وقال ابن الكلبي: سميت بــعمــان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمــان، وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدلّ على أنها المرادة في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى وصنعاء وما بين مكة وأيلة ومن مقامي هذا إلى عمــان، وفي مسلم: من المدينة إلى عمــان، وفيه ما بين أيلة وصنعاء اليمن، ومثله في البخاري، وفي مسلم: وعرضه من مقامي هذا إلى عمــان، وروى الحسن بن عادية قال: لقيت ابن عمــر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمــان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمــان على شاطئ البحر الحجة منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، وعن الحسن: يأتين من كل فجّ عمــيق، قال: عمــان، وعنه، عليه الصلاة والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بــعمــان، وقال القتال الكلابي:
حلفت بحجّ من عمــان تحللوا ... ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّة ... وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنة من ناسك متعبد ... يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها ... بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفة ومصالها
وينسب إلى عمــان داود بن عفان الــعمــاني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ الــعمــاني الشاعر، وأبو هارون غطريف الــعمــاني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمــان وسكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبة والبصريون.

عمر

(عمــر) الــعَمــائِر: رُؤُوسُ جبال برَقَّة سَهْلَة، الواحدَةُ عِمــارَةٌ، والــعِمــارَةُ: رُقْعةٌ مُزَيَّنَةٌ تُخاطُ في المِظَلَّة إلى الطَّريقَة مُكْتَنِفَةُ الطَّريقة من حَرْفَي الــعَمُــود.
(عمــر) الله فلَانا أَطَالَ عمــره فَهُوَ مــعمــر والمنزل جعله آهلا وَيُقَال عمــر الله بك مَنْزِلك وَالْأَرْض بنى عَلَيْهَا وَأَهْلهَا وَنَفسه قدر لَهَا قدرا محدودا وَفُلَانًا دَارا أعْمــرهُ إِيَّاهَا وَيُقَال أعمــرك الله أَن تفعل كَذَا تحلفه بِاللَّه أَن يفعل
(عمــر)
الرجل عمــرا عَاشَ زَمَانا طَويلا وَالْمَال صَار كثيرا وافرا والمنزل بأَهْله كَانَ مسكونا بهم فَهُوَ عَامر وَالله فلَانا أبقاه وَأطَال حَيَاته وَفُلَان الدَّار بناها فَهِيَ مــعمــورة وَالْقَوْم الْمَكَان سكنوه فَهُوَ مــعمــور وَيُقَال عمــر الله بك مَنْزِلك وَالْمَال عمــورا وعمــرانا أحسن الْقيام عَلَيْهِ فَهُوَ عَامر

(عمــر) المَال عمَــارَة عمــر فَهُوَ عُمَــيْر
(عمــر) - وقَولُه تَعالَى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ}
: أي زَارَ، والمُعْتَمِر: الزَّائر. قال الشاعر:
* لقد سَمَا ابنُ مَــعْمَــرٍ حينَ اعْتَمَر *
* مَغْزًى بَعيدًا من بَعيدٍ وَصَبَرْ *
: أي زَارَ البيْتَ. ويُقال: اعْتَمر: قَصَد.
- في الحديث: "لِــعَمَــائِرِ كَلْب"  وهو جمعُ عَمَــارَةَ، وهي فوق البَطْنِ من القَبائِل قال الكَلبيُّ: الشِّعْب أَكْثَر من القَبِيلة، ثم القَبِيلَة، ثم الــعَمَــارة، ثم البَطْن، ثم الفَخِذ.
وقيل الــعَمــارَةُ: الحَىُّ العظيم يُطيق الانفِرادَ.
ويقال : عَمــارَة - بالفتح - لالْتِفَاف بَعضِهم على بعض، كالــعَمَــارَة التي هي - الــعِمَــامة، ومن كَسَرَ - فلأَنَّ بهم عِمــارَة الأَرضِ.
وقيل: هي من العَوْمَرَة، وهي الجَلَبة.
ومنه اعْتَمر الحاجُّ؛ إذا رَفَع صوته بالــعَمْــر. وجئتم عُمَّــارًا،: أي مُعْتَمِرين، جمع عَامِر. ولا يقال: عَمَــر بمعنى اعْتَمر؛ ولكنه مِمَّا استَــعمِــل بَعضُ التّصاريفِ منه، أو يكون من عَمَــر اللَّهَ: أي عَبدَه؛ لأنَّ الــعُمــرةَ عِبادةُ الله، وعَمَــر رَكْعَتَيْن: صلاَّهُما.
بَاب الْــعُمــر

أخبرنَا أَبُو عمــر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْــعُمــر الْبَقَاء والــعمــر الْعَيْش وَمِنْه قَوْله عز وَجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لــعمــرك إِنَّهُم لفي سكرتهم يــعمــهون} أَي وعيشك يَا مُحَمَّد والــعمــر اللَّحْم بَين الْأَسْنَان وَجمعه عمــور وَمِنْه قَوْله لِابْنِ أَحْمَر

كَامِل أحذ مُضْمر

(ذهب الشَّبَاب وأخلف الْــعُمــر ... وتبدل الإخوان والدهر)

أَي جَاءَ الْكبر وتغيرت النكهة والــعمــر القرط يُقَال قد عمــر جَارِيَته إِذا قُرْطهَا

قَالَ ابْن خالويه والــعمــر نواة البسرة الخضراء والــعمــر جمع عمْــرَة وَهِي خرزة توخذ بهَا الْعَرَب يَا عمْــرَة اعمــريه يَا همرة اهمريه يَا كرار كريه أُعِيذهُ بالينجلب

وَأخْبرنَا أَبُو عمــر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْبر ضد الْبَحْر وَالْبر الْبَار وَالْبر جمع برة وَهِي الْخصْلَة الْحَسَنَة وَالْبر الرجل الصَّالح

قَالَ ابْن خالويه وَالْبر الله تَعَالَى {هُوَ الْبر الرَّحِيم} والدر النَّفس والدر الْــعَمَــل من خير أَو شَرّ والدر الْبُرْء

قَالَ ابْن خالويه سَمِعت ابْن دُرَيْد يَقُول معنى قَوْلهم لله دره أَي لله صَالح عمــله

ع م ر

استــعمــر الله تعالى عباده في الأرض أي طلب منهم الــعمــارة فيها. وتقول: ما الدنيا إلا عمــري، ولا خلود إلا في الأخرى؛ من أعمــره الدار إذا قال: هي لك عمــرك ثم هي لي. قال لبيد:

وما البر إلا مضمراتٌ من التّقى ... وما المال إلا مــعمــراتٌ ودائع

عمــرك الله: دعاء بالتــعمــير، ومنه: الــعمــارة: ريحانة كان الرجل يحيّي بها الملك مع قوله عمــرك الله، والجمع: عمــار. قال الأعشى:

فلما أتانا بعيد الكرى ... سجدنا له ورفعنا الــعمــارا

وقيل: هو أن يرفع صوته بالتــعمــير. وتقول: كم رفعوا لهم الــعمــار، وكم ألّفوا لهم الأعمــار؛ أي قالوا عش ألف سنة. ولــعمــرك، ويقال: رعمــلك. قال عمــارة بن عقيل الحنظليّ:

رعمــلك إن الطائر الواقع الذي ... تعرّض لي من طائر لصدوق

وتقول: بــعمــرك هل كان كذا؟ قال عمــر بن أبي ربيعة:

قالت لتربيها بــعمــركما ... هل تطمعان بأن نرى عمــراً

ونزل فلان في مــعمــر صدق أي في مسكن مرضيّ مــعمــور. وأنشد الباهلي:

عجبت لذي سنّين في الماء نبته ... له أثر في كل مصر ومــعمــر

هو القلم. وسئلت أعرابيّة عن قوم فقالت: تركتهم سامراً بمكان كذا وعامراً. وتقول: فلان من عمّــار الدار أي من جنّها.
ع م ر: (عَمِــرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ فَهِمَ وَ (عُمْــرًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ أَيْ عَاشَ زَمَانًا طَوِيلًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَطَالَ اللَّهُ (عُمْــرَكَ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِهَا. وَلَمْ يُسْتَــعْمَــلْ فِي الْقَسَمِ إِلَّا الْمَفْتُوحُ مِنْهُمَا تَقُولُ: (لَــعَمْــرُ) اللَّهِ فَاللَّامُ لِتَوْكِيدِ الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَــعَمْــرُ اللَّهِ قَسَمِي أَوْ لَــعَمْــرُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ. فَإِنْ لَمْ تُدْخِلْ عَلَيْهِ اللَّامَ نَصَبْتَهُ نَصْبَ الْمَصَادِرِ فَقُلْتَ: عَمْــرَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا. وَــعَمْــرَكَ اللَّهَ يَعْنِي (بِتَــعْمِــيرِكَ) اللَّهَ أَيْ بِإِقْرَارِكَ لَهُ بِالْبَقَاءِ. وَ (الْــعُمْــرَةُ) فِي الْحَجِّ وَأَصْلُهَا مِنَ الزِّيَارَةِ وَالْجَمْعُ (الْــعُمَــرُ) . وَ (عَمَــرْتُ) الْخَرَابَ مِنْ بَابِ كَتَبَ فَهُوَ (عَامِرٌ) أَيْ (مَــعْمُــورٌ) كَمَاءٍ دَافِقٍ وَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. وَ (الْــعِمَــارَةُ) أَيْضًا الْقَبِيلَةُ وَالْعَشِيرَةُ. وَمَكَانٌ (عَمِــيرٌ) أَيْ عَامِرٌ. وَ (أَــعْمَــرَهُ) دَارًا أَوْ أَرْضًا أَوْ إِبِلًا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: هِيَ لَكَ عُمْــرِي أَوْ عُمْــرَكَ فَإِذَا مِتَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ وَالِاسْمُ (الْــعُمْــرَى) . وَ (اعْتَمَرَهُ) زَارَهُ. وَ (اعْتَمَرَ) فِي الْحَجِّ. وَاعْتَمَرَ تَــعَمَّــمَ بِالْــعِمَــامَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاسْتَــعْمَــرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] أَيْ جَعَلَكُمْ عُمَّــارَهَا. وَ (عَمَّــرَهُ) اللَّهُ تَــعْمِــيرًا طَوَّلَ عُمْــرَهُ. وَ (عُمَّــارُ) الْبُيُوتِ سُكَّانُهَا مِنَ الْجِنِّ. وَ (الْــعُمَــرَانِ) أَبُو بَكْرٍ وَــعُمَــرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَقَالَ قَتَادَةُ: هُمَا عُمَــرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَــعُمَــرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 
(ع م ر) : (الْــعُمْــرُ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الْبَقَاءُ إلَّا أَنَّ الْفَتْحَ غَلَبَ فِي الْقَسَمِ حَتَّى لَا يَجُوزُ فِيهِ الضَّمُّ وَيُقَالُ لَــعَمْــرُك وَلَــعَمْــرُ اللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وَارْتِفَاعُهُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ عُمَــيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ أَيْ عَتِيقُهُ (وَبِهِ كُنِّيَ) أَبُو عُمَــيْرٍ أَخُو أَنَسٍ لِأُمِّهِ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «يَا أَبَا عُمَــيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» يُرْوَى أَنَّهُ كَانَ يُمَازِحُهُ بِهَذَا وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ يَوْمًا حَزِينًا فَقَالَ مَا لَهُ فَقِيلَ مَاتَ نُغَيْرُهُ وَهُوَ تَصْغِير نُغَرٍ وَهُوَ فَرْخُ الْعُصْفُورِ وَقِيلَ طَائِرٌ شَبَهُ الْعُصْفُور وَجَمْعُهُ نِغْرَان كَصُرَدٍ وَصِرْدَانٍ (وَأَــعْمَــرَهُ الدَّارَ) قَالَ لَهُ هِيَ لَك عُمُــرَكَ (وَمِنْهُ) أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لَا تُــعْمِــرُوهَا فَمَنْ أُــعْمِــرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ (وَمِنْهُ) الْــعُمْــرَى وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «أَجَازَ الْــعُمْــرَى وَالرُّقْبَى» وَعَنْهُ «لَا رُقْبَى وَلَا عُمْــرَى» وَعَنْ شُرَيْحٍ أَجَازَ الْــعُمْــرَى وَرَدَّ الرُّقْبَى وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ أَنْ يُرَادَ بِالرَّدِّ إبْطَالُ شَرْطِ الْجَاهِلِيَّةِ وَبِالْإِجَازَةِ أَنْ يَكُونَ تَمْلِيكًا مُطْلَقًا (وَــعِمَــارَةُ) الْأَرْضِ مَعْرُوفَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ أُبَيِّ بْنِ عُمَــارَةَ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ الصَّحَابَةِ هَكَذَا صَحَّ فِي النَّفْي وَغَيْرِهِ يَرْوِي عَنْهُ عَبَّادٌ (وَالْــعُمْــرَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاعْتِمَارِ وَأَصْلُهَا الْقَصْدُ إلَى مَكَان عَامِرٍ ثُمَّ غَلَبَتْ عَلَى الزِّيَارَة عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ (وَأَــعْمَــرَهُ) أَعَانَهُ عَلَى أَدَاءِ الْــعُمْــرَةِ وَهُوَ قِيَاسٌ لَا سَمَاعٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «أَمَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَخَاهَا أَنْ يُــعْمِــرَهَا» مِنْ التَّنْعِيمِ وَهُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - (وَــعَمُّــورِيَّةُ) بِتَشْدِيدَتَيْنِ مِنْ بِلَادِ الشَّامِ.

عمــر


عَمَــرَ(n. ac. عَمْــر)
a. Inhabited, peopled; frequented, visited; haunted
resorted to.
b. [Bi], Was inhabited, peopled by; was frequented
resorted to, visited by.
c. Constructed, built, erected (house).
d. Preserved, kept alive, prolonged the life of.
e.(n. ac. عِمَــاْرَة), Rendered prosperous, made to flourish.
f.
(n. ac.
عَمْــر
عُمْــر
عَمَــاْرَة), Lived long, prolonged his days.
عَمِــرَ(n. ac. عَمْــر
عَمَــر
عَمَــاْرَة)
a. see supra
(f)
& infra.

عَمُــرَ(n. ac. عَمَــاْرَة)
a. Prospered, flourished.

عَمَّــرَa. see I (d) (e).
c. Cultivated; peopled, populated, stocked, colonized (
country ).
d. Gave, granted to for life.
e. [ coll. ], Filled, replenished (
lamp ).
f. [ coll. ]
see I (c)
أَــعْمَــرَa. see I (e)
& II (c), (d).
d. Made to settle in, to colonize, inhabit &c.
e. Found inhabited, cultivated, prosperous
flourishing.

إِعْتَمَرَa. Visited, frequented; repaired, resorted to.
b. Put on a turban.

إِسْتَــعْمَــرَ
a. [acc. & Fī], Made to settle, dwell, live in.
عَمْــر
(pl.
أَــعْمَــاْر)
a. Life; life-time.
b. Religion.

عَمْــرَةa. Head-dress, head-gear: turban; diadem &c.

عُمْــر
(pl.
أَــعْمَــاْر)
a. Life; life-time; age; generation.

عُمْــرَة
(pl.
عُمَــر)
a. Visit; pilgrimage.

عُمْــرَىa. Gift for life; annuity; pension. —

عُمُــرa. see 3
مَــعْمَــرa. Populous, fertile country.

عَاْمِر
(pl.
عُمَّــر
عَوَاْمِرُ
41)
a. Inhabiting; inhabitant.
b. Inhabited; peopled, populated; cultivated; prosperous
flourishing, thriving.

عَمَــاْرa. Salutation, salute, greeting.
b. Flowers, decorations.

عَمَــاْرَةa. see 1t & 22
(a).
c. [ coll. ], Fleet; squadron.

عِمَــاْرَةa. Cultivation, culture; colonization.
b. Building, edifice, structure; construction.
c. Small, petty tribe.

عُمَــاْرَةa. Expenses, cost, outlay.

عَمِــيْرa. Cultivated; inhabited; peopled, populous; visited
frequented, resorted to; flourishing.

عَمِــيْرَة
(pl.
عَمَــاْئِرُ)
a. Bee-hive.
b. Numerous tribe, horde.
عَمَّــاْرa. Cultivator; settler, colonist.
b. Builder; architect.
c. Pious, devout; grave, serious; firm, constant, stanch
steadfast.
d. Mild, gentle.

عُمْــرَاْنa. Cultivation, culture: prosperity.
b. Culture, refinement; civilization.

مِــعْمَــاْرِيّ
(pl.
مِــعْمَــاْرِيَّة)
a. [ coll. ], Builder; mason.
b. [ coll. ], Architect.

N. P.
عَمــڤرَa. see 25
N. P.
عَمَّــرَa. see 25b. [ coll. ], Constructed.

N. Ag.
إِعْتَمَرَa. Visiting; visitor.
b. Turbaned.

مُسْتَــعْمَــرَة
a. Colony, settlement.

أَلــعُمْــرَانِ
a. Two generations: 80 years.

لَــعَمْــرِي
a. By my life!

عَمْــرَ اَلَلّٰه
لَــعَمْــرُ الَلّٰه
عَمْــرَك الَلّه
a. By the life of God! In the name of God!

أُــعَمِّــرُكَ اللّٰه أَن
a. I adjure thee by the name of God!

عَمَــرَّد عَمْــرُوْد
a. Long.
b. Bad, evil, malignant.

عَمَــرَّس
a. Strong; swift.

عُمْــرُوْط (pl.
عَمَــاْرِ4َة
عَمَــاْرِيْ4ُ)
a. Thief, robber; knave, scamp, rogue, scoundrel.
عمــر
الــعِمَــارَةُ: نقيض الخراب: يقال: عَمَــرَ أرضَهُ:
يَــعْمُــرُهَا عِمَــارَةً. قال تعالى: وَــعِمــارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[التوبة/ 19] . يقال: عَمَّــرْتُهُ فَــعَمَــرَ فهو مَــعْمُــورٌ. قال: وَــعَمَــرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَــرُوها [الروم/ 9] ، وَالْبَيْتِ الْمَــعْمُــورِ [الطور/ 4] ، وأَــعْمَــرْتُهُ الأرضَ واسْتَــعْمَــرْتُهُ: إذا فوّضت إليه الــعِمَــارَةُ، قال: وَاسْتَــعْمَــرَكُمْ فِيها
[هود/ 61] . والْــعَمْــرُ والْــعُمُــرُ: اسم لمدّة عمــارة البدن بالحياة، فهو دون البقاء، فإذا قيل: طال عُمُــرُهُ، فمعناه: عِمَــارَةُ بدنِهِ بروحه، وإذا قيل: بقاؤه فليس يقتضي ذلك، فإنّ البقاء ضدّ الفناء، ولفضل البقاء على الــعمــر وصف الله به، وقلّما وصف بالــعمــر. والتَّــعْمِــيرُ: إعطاء الــعمــر بالفعل، أو بالقول على سبيل الدّعاء. قال: أَوَلَمْ نُــعَمِّــرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ
[فاطر/ 37] ، وَما يُــعَمَّــرُ مِنْ مُــعَمَّــرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُــرِهِ
[فاطر/ 11] ، وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُــعَمَّــرَ
[البقرة/ 96] ، وقوله تعالى: وَمَنْ نُــعَمِّــرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس/ 68] ، قال تعالى: فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْــعُمُــرُ [القصص/ 45] ، وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُــرِكَ سِنِينَ [الشعراء/ 18] . والــعُمُــرُ والْــعَمْــرُ واحد لكن خُصَّ القَسَمُ بِالْــعَمْــرِ دون الــعُمُــرِ ، نحو: لَــعَمْــرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ [الحجر/ 72] ، وعمّــرك الله، أي:
سألت الله عمــرك، وخصّ هاهنا لفظ عمــر لما قصد به قصد القسم، والِاعْتِمَارُ والْــعُمْــرَةُ: الزيارة التي فيها عِمَــارَةُ الودّ، وجعل في الشّريعة للقصد المخصوص. وقوله: إِنَّما يَــعْمُــرُ مَساجِدَ اللَّهِ
[التوبة/ 18] ، إمّا من الــعِمَــارَةِ التي هي حفظ البناء، أو من الــعُمْــرَةِ التي هي الزّيارة، أو من قولهم: عَمَــرْتُ بمكان كذا، أي: أقمت به لأنه يقال: عَمَــرْتُ المكانَ وعَمَــرْتُ بالمكانِ، والــعِمَــارَةُ أخصّ من القبيلة، وهي اسم لجماعة بهم عِمَــارَةُ المكانِ، قال الشاعر:
لكلّ أناس من معدّ عمــارة
والــعَمــارُ: ما يضعه الرّئيس على رأسه عِمَــارَةً لرئاسته وحفظا له، ريحانا كان أو عمــامة. وإذا سمّي الرَّيْحان من دون ذلك عَمَــاراً فاستعارة منه واعتبار به. والْمَــعْمَــرُ: المَسْكَنُ ما دام عَامِراً بسكّانه. والْعَوْمَرَةُ : صَخَبٌ يدلّ على عمــارة الموضع بأربابه. والــعُمْــرَى في العطية: أن تجعل له شيئا مدّة عمــرك أو عمــره كالرّقبى ، وفي تخصيص لفظه تنبيه أنّ ذلك شيء معار.
والــعَمْــرُ: اللّحم الذي يُــعْمَــرُ به ما بين الأسنان، وجمعه عُمُــورٌ. ويقال للضّبع: أمّ عَامِرٍ ، وللإفلاس: أبو عُمْــرَةَ .
ع م ر : عَمَــرَ الْمَنْزِلُ بِأَهْلِهِ عَمْــرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ عَامِرٌ وَسُمِّيَ بِالْمُضَارِعِ.

وَــعَمَــرَهُ أَهْلُهُ سَكَنُوهُ وَأَقَامُوا بِهِ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وَــعَمَــرْتُ الدَّارَ عَمْــرًا أَيْضًا بَنَيْتُهَا وَالِاسْمُ الْــعِمَــارَةُ بِالْكَسْرِ.

وَالْــعِمَــارَةُ الْقَبِيلَةُ الْعَظِيمَةُ وَالْكَسْرُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْ الْفَتْحِ.

وَــعُمَــارَةُ بِالضَّمِّ اسْم رَجُلٍ.

وَالْــعُمْــرَانُ اسْمٌ لِلْبُنْيَانِ.

وَــعَمِــرَ يَــعْمَــرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ عَمَــرًا بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا طَالَ عُمْــرُهُ فَهُوَ عَامِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ تَفَاؤُلًا وَبِالْمُضَارِعِ وَمِنْهُ يَحْيَى بْنُ يَــعْمُــرَ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ عَمَــرَهُ اللَّهُ يَــعْمُــرُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَــعَمَّــرَهُ تَــعْمِــيرًا أَيْ أَطَالَ عُمْــرَهُ وَتَدْخُلُ لَامُ الْقَسَمِ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَفْتُوحِ فَتَقُولُ لَــعَمْــرُكَ لَأَفْعَلَنَّ وَالْمَعْنَى وَحَيَاتِكَ وَبَقَائِكَ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْــعُمْــرَى.

وَأَــعْمَــرْتُهُ الدَّارَ بِالْأَلِفِ جَعَلْت لَهُ سُكْنَاهَا عُمْــرَهُ.

وَالْــعُمْــرَةُ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ وَجَمْعُهَا عُمَــرٌ وَــعُمُــرَاتٌ مِثْلُ غُرَفٍ وَغُرُفَاتٍ فِي وُجُوهِهَا وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ الِاعْتِمَارِ وَهُوَ الزِّيَارَةُ.

وَأَــعْمَــرْتُ الرَّجُلَ إعْمَــارًا جَعَلْتُهُ يَعْتَمِرُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ اعْتَمَرْتُهُ إذَا قَصَدْتَ لَهُ.

وَالْــعَمْــرُ اللَّحْمُ الَّذِي بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْجَمْعُ عُمُــورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَسُمِّيَ بِالْوَاحِدِ وَيُصَغَّرُ عَلَى عُمَــيْرٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَكُنِّيَ وَمِنْهُ أَبُو عُمَــيْرٍ أَخُو أَنَسٍ لِأُمِّهِ وَهُوَ الَّذِي مَازَحَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ أَبَا عُمَــيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ وَقَالَ الْخَلِيلُ الْــعَمْــرُ مَا بَدَا مِنْ اللِّثَةِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْــعَمْــرُ اللَّحْمَةُ الْمُتَدَلِّيَةُ بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْــعَمْــرُ ضَرْبٌ مِنْ النَّخْلِ وَيُقَالُ لَهُ عَمْــرُ السُّكَّرِ.

وَــعَمَّــارٌ مُثَقَّلٌ اسْمُ رَجُلٍ.

وَــعَمَّــارَةُ اسْمُ امْرَأَةٍ قَالَ
تَقُولُ عَمَّــارَةُ لِي يَا عَنْتَرَهْ.

وَالْــعَمَّــارِيَّةُ الْكَجَاوَةُ كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إلَى الِاسْمِ. 
[عمــر] نه: فيه: "الــعمــرة" وهي الزيارة، "اعتمر" أي زار وقصد، وفي الشرع زيارة مخصوصة. ومنه: خرجنا "عمــارًا"، أي معتمرين؛ الزمخشري: لم يجيء عمــر بمعنى اعتمر ولكن عمــر الله إذا عبده، وعمــر ركعتين إذا صلاهما، وهو يــعمــر ربه أي يصلي ويصوم، ولعل غيرنا سمعه، أو هو مما استــعمــل منه بعض تصاريفه كيذر ويدع في المستقبل دون الماضي واسمي الفاعل والمفعول. مد: "إنما "يــعمــر" مسجد الله"، عمــارتها رم ما انكسر منها وقمها وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وصيانتهاقسطنطينية وهو أمارة مستعقبة لخروج الدجال، جعل صلى الله عليه وسلم كل واحد عين ما بعده، وبين فتح قسطنطينية وخروجه سبعة أشهر.
[عمــر] عَمِــرَ الرجل بالكسر يَــعْمَــرُ عَمــراً وعُمــراً على غير قياس، لأنَّ قياس مصدره التحريك، أي عاش زماناً طويلاً. ومنه قولهم: أطالَ الله عُمْــرَكُ وعَمْــرَكَ . وهما وإن كانا مصدرين بمعنًى، إلا أنه استــعمــل في القسم أحدهما وهو المفتوح، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء قلت: لــعمــر الله، واللام لتوكيد الابتداء والخبر محذوف، والتقدير لــعمــر الله قسمي ولــعمــر الله ما أقسم به. فإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر وقلت: عمــر الله ما فعلت كذا، وعمــرك الله ما فعلت كذا. ومعنى لــعمــر الله وعَمْــرَ الله: أحلف ببقاء الله ودَوامِهِ. وإذا قلت عَمْــرَكَ الله، فكأنَّك قلت بتــعمــيرك اللهَ، أي بإقرارك له بالبقاء. وقول عمــر بن أبي ربيعة المخزومي: أيُّها المنْكِحُ الثُرَيّا سُهَيْلاً * عَمْــرَكَ الله كيف يلتقيان - يريد سألت الله أن يطيل عمــرك. لأنَّه لم يُرِدْ القسمَ بذلك. والــعُمْــرُ: واحد عُمــورِ الأسنان، وهو ما بينها من اللحم. وعمــرو: اسم رجل، يكتب بالواو للفرق بينه وبين عمــر، وتسقطها في النصب لان الالف تخلفها، ويجمع على عمــور. قال الشاعر الفرزدق: وشيد لى زرارة باذخات * وعمــرو الخير إن ذكر الــعمــور - وعمــرويه: شيئان جعلا واحدا. وكذلك سيبويه، ونفطويه. وبنى على الكسر لان آخره أعجمى مضارع للاصوات، فشبه بغاق. فإن نكرته نونت فقلت مررت بــعمــرويه وعمــرويه آخر. وذكر المبرد في تثنيته وجمعه الــعمــرويهان والــعمــرويهون، وذكر غيره أن من قال: هذا عمــرويه وسيبويه، ورأيت عمــرويه وسيبويه فأعربه، ثناه وجمعه. ولم يشرطه المبرد. والــعمــرة في الحج، وأصلها من الزيارة، والجمع الــعُمَــرُ. والــعُمْــرَةُ: أن يبني الرجلُ بامرأته في أهلها، فإن نقلها إلى أهله فذلك العُرسُ. قاله ابن الأعرابي. وعَمَــرْتُ الخرابَ أعْمُــرُهُ عِمــارَةً، فهو عامِرٌ، أي مَــعْمــورٌ، مثل ماءٍ دافقٍ أي مدفوقٍ، وعيشةٍ راضية أي مرضية. والــعمــارة أيضا: القبيلة والعشيرة. قال التغلبيّ : لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمــارةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤونَ وجانِبِ - وعِمــارَةٍ خفض على أنّه بدل من أناس. ومكانٌ عَمــيرٌ، أي عامِرٌ. وثوبٌ عَمــيرٌ، أي صفيقٌ. ويقال: تركت القومَ في عَوْمرةٍ، أي في صِياحٍ وجَلَبَة. وأعْمَــرْتُهُ داراً أو أرضاً أو إبلاً، إذا أعطيته إياها وقلت: هي لك عُمْــري أو عُمْــرَكَ، فإذا متَّ رجعتْ إليَّ . قال لبيد: وما البرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُقى * وما المالُ إلا مُــعْمَــراتٌ ودائِعُ - والاسم الــعُمْــرى. وأعْمَــرْتُ الأرض: وجدتها عامِرَةً. أبو زيد: يقال عَمَــرَ الله بك منزلَك، وأعْمَــرَ الله بك منزلك. قال: ولا يقال أعمــر الرجل منزله بالالف. واعتمره، أي زاره. واعتمر في الحج واعتمر، أي تــعمــم بالــعمــامة. قال أبو عبيد: الــعَمــارَةُ بالفتح: كل شئ جعلته على رأسك من عمــامةٍ أو قَلنسُوةٍ * أو تاج أو غيرذلك. ومنه قول الأعشى: فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الكَرى * سَجُدْنا له ورَفَعنا الــعَمــارا - أي وضعناها عن رؤوسنا إعظاماً له. وقال غيره: رفعنا له أصواتنا بالدعاء وقلنا: عَمْــرَكَ الله. ويقال: الــعَمــارُ ها هنا: الرَيْحانُ يُزَيَّنُ به مجالسُ الشرابِ، وتسمية الفُرْسُ مَيُورانْ فإذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئا منه بأيديهم وحيوه به. وأمَّا قول أعشى باهلة. وجاشتِ النفسُ لمَّا جاء فَلُّهُمُ * وراكبٌ جاَء من تَثْليثَ مُعْتمِرُ - فإنَّ الأصمعيّ يقول: مُعْتَمِرٌ، أي زائر. وقال أبو عبيدة: أي متــعمِّــم بالــعمــامة. وأمَّا قول ابن أحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكُبانُها * كما يُهِلُّ الراكبُ المُعتمِرْ - فهو من عُمــرة الحج. وقوله تعالى:

(واستــعمــركم فيها) *، أي جعلكم عمــارها. وعمــره الله تــعْمــيراً، أي طوَّل الله عُمْــرَهُ. وعُمَّــار البيوت: سكَّانها من الجن. وقول عنترة: أحولى تنفض استك مذرويها * لتقتلني فهاأنا ذا عمــارا - هو ترخيم عمــارة، لانه يهجو به عمــارة بن زياد العبسى. وعمــارة بن عقيل بن بلال بن جرير: أديب جدا. والمــعمــر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ. قال الراجز :

يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَــعْمَــرِ * ومنه قول الساجع: " أرسل العراضات أثرا، يبغينك في الارض مــعمــرا "، أي يبغين لك، كقوله تعالى:

(يبغونها عوجا) *. ويحيى بن يــعمــر العدواني، لا ينصرف يــعمــر لانه مثل يذهب. قال الفراء: " الــعمــران ": أبو بكر وعمــر رضى الله عنهما. قال: وقال معاذ الهراء: لقد قيل سيرة الــعمــرين قبل عمــر بن عبد العزيز، لانهم قالوا لعثمان رضى الله عنه يوم الدار: نسألك سيرة الــعمــرين. وزعم الاصمعي عن أبى هلال الراسبى عن قتادة، أنه سئل عن عتق أمهات الاولاد فقال: أعتق الــعمــران فما بينهما من الخلفاء أمهات الاولاد. ففى قول قتادة أنه عمــر بن الخطاب وعمــر بن عبد العزيز، لانه لم يكن بين أبى بكر وعمــر خليفة. والــعمــران: عمــرو بن جابر بن هلال بن عقيل ابن سمى بن مازن بن فزارة، وبدر بن عمــرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدى بن فزارة، وهما روقا فزارة. قال قراد بن حنش الصادرى: إذا اجتمع الــعمــران عمــرو بن جابر * وبدر بن عمــرو خلت ذبيان تبعا * وألقوا مقاليد الامور إليهما * جميعا قماء كارهين وطوعا - ابن الأعرابي: اليَعاميرُ: الجِداءُ وصغار الضأن، واحدها يــعمــور. قال أبو زبيد الطائى: ترى لاخلافها من خلفها نسلا * مثل الذميم على قزم اليعامير - أي ينسل اللبن منها كأنه الذميم الذى يذم من الانف. وعامر: أبو قبيلة، وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وأم عامر: كنية الضبع. والعامران: عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة - وهو أبو براء ملاعب الاسنة - وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو أبو على.
عمــر: عَمَــر. يقال: عمــر السوق إذا كان فيه كل أنواع البضائع. ففي أماري (ص8): سوق عامر من أوله إلى اخره بضروب التجارة. (معجم الادريسي). وفي رياض النفوس (ص83 ق): فيأتي إلى سوق الخيّاطين في وقت عمــارته. وفي ألف ليلة (1: 232): عمــر السوق. حيث في طبعة برسلاو: أقيم السوق.
عَمَــر: امتلأ، يقال: طاس عامر وكأس عامر أي ممتلئ. (مارتن ص33).
عَمــر: سلّح سفينة وجهزها، جّهز أسطولاً. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص37 ق): عمــارة القطائع. والظاهر أن الفعل عَمَّــر هو المستــعمــل عادة بهذا المعنى.
عَمَــر: فرك، عرك، دلك اليدين والرجلين لشخص ما. (ألف ليلة برسل 8: 205) وهي مرادف كَبَّس المذكورة في طبعة ماكن.
عَمَــر: لبس الــعمــارة وهي كل شيء على الرأس من عمــامة وقلنسوة ونحوهما. (ألكالا) وفي اللغة الفصحى اعتمر بهذا المعنى.
عَمَّــر (بالتشديد): لغة المدثين تفضل استــعمــال هذه الصيغة على عَمــر.
عَمَّــر: أسكن، أعمــر، جعل المكان أهلاً. (فوك، بوشر).
عَمَّــر: بنى بناية، وبنى عمــارة وبنى سفينة وبارجة. (بوشر).
عَمَّــر: أصلح بناية ورممها، وأصلح مدينة (بوشر).
عَمَّــر: فلح الأرض وزرعها. (فوك) حرث الأرض البور ليزرعها. (ألكالا).
عَمَّــر: ملأ. (مارتن ص123، هلو). وفي الاكتفا (ص154 و): لما افتتحت بلاد الروم ومعاقلها عمــرتها بالأقوات. وفي ملر (ص123): عَمَّــر بحد الزقاق بالأجفان. وفي ألف ليلة (برسل 7: 3): اخذ دكانا وعمــرها بالصيني الرفيع الخ.
مــعَّمــر: مليء من، مترع (همبرت ص17). وفي ابن إياس (386): البحرة وهي مــعمــرة بالماء.
عمَّــر المراتب في الجيش: ملأ المراكز الشاغرة وعين فيها ممن يشغلها. ففي حياة ابن خلدون (ص206): بثَّ العطاء في عسكره وعمــر له المراتب والوظائف.
عَمَّــر: حشا السلاح الناري. (ألكالا، دمب ص129، بوشر، هلو، دلابورت ص140).
عَمــر القناديل: مًلأها زيتاً. (بوشر، ألف ليلة 1: 109) وفي برسل 1: 274).
عمــرّ الفوانيس (برسل 1: 212، 9: 377).
عمّــر سفينة: سلَّح سفينة وجهزها، وجهز أسطولاً. (رسالة إلى السيد فليشر ص229، فوك، بوشر، همبرت ص132) والفعل عمَّــر وحده يستــعمــل بهذا المعنى. (دي ساسي ديب 11: رقم ك).
عَمــروا المقاديف: جدف، جذّف، دفع قارباً بالمجذاف. (ألف ليلة برسل 10: 322).
عَمَّــر: لا بد أن لها معنى خاصاً عند لاعبي النرد. (زيشر 20: 506 وانظر 11: 276). عَمَّــر: هاجم وقتل الفرسان عمــر (الكامل ص220).
تــعَمَّــر: ذكرت في ديوان الهذليين (ص228 البيت الثالث).
تــعمَّــر: مطاوع عمَّــر بمعنى سكن المكان، وبناه ورممَّه. (فوك).
اعتمر: عَّمــر، رمَّم، جعله صالحاً للسكنى. (روجرز ص150، روجرز ص151).
أعتمر: حدث، فلح، كرب، أكر. (عباد 1: 243، المقري 1: 617).
اعتمر: اتخذ مجلساً يجلس فيه (الحريري ص498).
عُمــرْ. عمــر الأشياء غير الحية: مدتها وبقاؤها ودوامها. (ابن بطوطة 2: 1/ 1/2).
عمــر الزمان: مدة العالم، مدة الدنيا. (معجم أبي الفداء).
عُمْــر: عصر، عهد، زمن، سن (كوسج طرائف ص92).
عُمْــر: بمعنى نخلة، والجمع أعْمُــر. (معجم بدرون).
عُمْــران: حضارة، تمدن، مدنية. (بوشر)، المقدمة 1: 68، وكذلك عمــران الخليقة. (المقدمة 3: 87). عَمْــرونة، والجمع عَمــارين: عمــارة للرأس تلبسها نساء الأندلس. (ألكالا) وفيه: عمــرونة شاطبية. وفي العقد الغرناطي: ثمن عمــرونة تونسية.
عمــار: إصلاح، ترميم. (بوشر).
عُمــار بارود: شحنة بارود معدة للإطلاق، لفائف بارود، فشكة، خرطوشة. وحشوة مدفع. (بوشر).
عَمَــارة، والجمع عمــائر: قراوح، أرض مخلصة للزرع والفرس. وأرض محروثة لم تزرع. (ألكالا).
عمــارة مراكب: أسطول: (همبرت ص126، هلو) ويقال أيضاً عمــارة فقط (محيط المحيط) (بوشر، همبرت ص126، أماري ص530).
عَمَــارة: نوتية المركب، والمشرفون على إدارته. (ابن بطوطة 4: 165، أماري ص344، 345، 346، ملحق ص58). وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص31): فتحت الأبواب ودخلت عمــائر الأساطيل.
عَمَــارَة: لعبة شطرنج. (ألكالا).
عَمَــارة: والجمع عمــائر: مخلاة دواب الحمل، عليقة. (شيرب، دوماس عادات ص260).
عمــارة. والجمع عمــائر: قرط، شنف (فوك، هوست ص119).
عَمَــارَة (لعلها اللفظة البربرية أمْرار أي حبل): حبل صغير، فتيل، شريط، جديلة.
عَمَــارة: خيط صيد السمك.
عَمَــارة: جديلة من الذهب ومن الحرير مزينة بالحجارة الكريمة ولها شراريب مختلفة الألوان يتباهى بها الفرسان ويغطون بها ركابهم كله.
عَمَــارة: بريم وضفيرة من الحرير، وسلك من القصدير أو الفضة أو الذهب يخاط في حاشية الثوب، إما لتزيينه وزخرفته، وأما لتكون عرى وأزراراً لتزريره.
عمــارة: زخرف الثوب وحليته وزينته (انظر معجم الأسبانية ص54 - 56).
عِمَــارة، والجمع عمــارات وعمــائر: أرض مزروعة، حقل. (معجم البلاذري، الثعالبي لطائف ص70، عباد 1: 243، 248، الادريسي ص195، تاريخ البربر 1: 409 وأبدل فيه من بفي).
عمــارة: بناء، تشييد، مبنى، ريازة (بوشر).
عِمــارة، والجمع عمــارات وعمــائر وعمــائر: بناية، بناء، صرح. (بوشر، معجم الطرائف).
عِمــارة: مستشفى، مصح. (بوشر) وعند وايلد: بناية في تركية ينزل فيها الغرباء والمسافرون يأكلون فيها ويشربون ويستحمون مدة ثلاث ليالي، وتسمى عمــارة بالتركية. وفي العبدري (ص44،) فإنه رأيتُ به رباطا ليس بعسقلان عمــارة سواه.
عمــارة: محمل. محفَّة. (ألف ليلة 2: 333).
وانظر: عمــارية.
عِمــارة: السرجين تدحل به الارض. (محيط المحيط).
عمــورة: اسم كيل وهو وعاء لوزن السوائل والمواد الجافة في تلمسان. (البكري ص78).
عُمَــيْرة: علم بالكف (ألكالا) وفي المعاجم: جَلَد عمــيرة أي استمنى بيده.
عُمــيري: من يجلد عمــيره، ومن يستمني بيده. (انظر في مادة جلد) (ألكالا).
عمَّــار. عَمَّــار الأرض: مُــعَمّــر الارض، مستصلح الأرض. (بوشر).
عمّــار البلاد والممالك: حماية البلاد والممالك (بوشر).
عَمَّــار: مصاب بالاختلاف والرعشة (= مجذوب). (بربر وجر ص100).
عَمَّــاريِ: صنف من التمر. (انظر: عَمْــريّ في معجم فريتاج). وهذه الكلمة شائعة الاستــعمــال، وقد ذكرها دسكرياك (ص10) وهو يكتبها ammeri كما ذكرها براكس في مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة (1: 311) وهي فيها amari باجني (ص151) وهي عنده hammeri.
عَمَّــاريَّة: وهذا صواب كتابة الكلمة. وفي معجم فريتاج ومحيط المحيط عَمَّــارية من غير تشديد الميم (فوك). وفي مخطوطة رياض النفوس (ص22 ق): وركب ابراهيم عمّــارية. ووزن بيت من الشعر ذكره المقري (2: 224) يؤيد أن الصواب هو تشديد الميم.
أما معنى هذه الكلمة فهو محمل ومحفَّة كما ذكره ميهرن (ص32) وليس (هودج يُجلس فيه) كما ذكر صاحب محيط المحيط. ففي لطائف الثعالبي ص55: وكان معها أربــعمــائة عمــارية مدبَّجة ولا يدري في أيتها كانت. وفي المنتخب (ص21): وأركبه معه في الــعمــارية. ويقول لاتور، وهو يكتبها عَمَــريّة، إنها نوع من المحامل تحمل على بغل وتجلس فيها العروس حين تزف إلى بيت زوجها. وقد ذكرت في البيان 1: 283، 2: 260 أيضاً.
عَمَّــاريات: جمال وحيدة السنام سريعة الجري. (أبو الوليد ص337 رقم 57).
عُمــيري: طوط، طائر من نوع البواشق (شيرب).
عامِر: فلاح، حراث، أكار. (فوك).
بلاد الــعُمَّــار: أرض مأهولة مزروعة. (ألف ليلة 3: 19: 21) ويقال عمّــار فقط لهذا المعنى (ألف ليلة 3: 19: 67، 636). وفي القليوبي (طبعة ليس): فقال له مولاه اخترت الخراب فقال يا مولاي أما علمت أن الخراب يكون مع الله عمــارا وبستانا (ص64).
وقد كتبها ( Lees) عمــارا في الفقرة الأولى. وأرى أن قولهم بلاد الــعمــار كلام صحيح. وهو جمع عامر بالمعنى السابق.
عَمــرَة (الجمع): نوتية الأسطول والقائمين على إدارته. ففي تاريخ البربر (2: 330): عمــرة الأسطول. وفي رينو (ديب ص117): فإذا غرقت سفينة فالأمان شامل للجفن وعمــرته.
وقد ذكر فوك المفرد عامر بمعنى نوتي.
عامر: من يزور المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) في شهر ذي الحجة. ويطلق اسم حاجَ على من يزورهما في شهر غيره (بروجر ص24).
عُمّــار الدار: بمعنى عُمّــار البيوت في معجم لين: وفي الأساس: وتقول فلان من عُمّــار الدار أي من جنّها. ويظهر أن هذه الكلمة استــعمــلت بالأندلس باعتبارها لفظة مفردة، فهي مفردة في معجم الكالا، وفي معجم فوك أيضاً: عُمَّــار: جنّ. أما عوامر البيوت في معجم لين فالتفسير الذي نقله من تاج العروس ليس بالصحيح، لأنا نجد عند كرتاس في كلامه عن المساجد (ص32): وقيل أن ما وجد فيها من الحيات فهو من عُمَّــار الجنّ. ويقال أيضاً: عامر الماء ويريدون به الجني الذي يسكن في الماء وفي النهر. (همبرت، مختارات عربية ص3).
ونسيج عامر: متين، قويّ. (لابورت ص103).
تــعْمــير، والجمع تعامير. لا بد أن لها معنى خاصاً عند من يلعب النرد. (زيشر 20: 506).
مَــعْمَــري: أساء فريتاج تفسيرها، لأن المضارب المــعمــرية المذكورة في طرائف كوسج (ص82) تعنى: خيام مــعمْــر.
مُــعمَّــر: مثل haunted بالانجليزية، بيت مسكون بالجن، بــعمَّــار البيوت (فوك).
سيف مــعمــر بالفضة: سيف مرصع بالفضة (دوماس حياة العرب ص170).
مُــعَمَّــر: من مصطلح النجارة، ومعناها جائز رافدة، عارضة، جسر من خشب يمتد من زاوية إلى أخرى في هيكل البناء؟ انظر معجم الأسبانية (ص316).
مُــعمْــر الفساقي: حافظ الينابيع. (بوشر).
مِــعْمــرجي: بناء، مــعمــار مهندس مــعمــاري. (ألف ليلة برسل 9: 309).
مِــعْمــار: نفس المعنى السابق. (ألف ليلة 3: 478) والجمع مــعمــارون (ألف ليلة 1: 803) ومعامير السمهودي ص171).
مَــعْمــور: المــعمــور (معرفة بأل): الأرض المأهولة. (معجم أبي الفداء، دي ساسي طرائف 2: 48).
المخزن المــعمــور: مخزن الأمير. (مملوك 121: 22).
مــعمــور: قوم غرباء رحل (ألكالا).
مَــعمــور: ذكر (ألكالا) هذه الكلمة أيضاً مقابل establecimiento أو مرسوم غير أن معنى قانون أو مرسوم غير ملائم، ولعله أراد بها المعنى السابق.
مــعمــور القلب ب: شديد الرغبة في. ففي المقري (1: 20): ولم يزل منذ فارق الأندلس متطلعا لسكنى أفريقية مــعمــور القلب بسكناها.
مــعمــورة: سُكّان بلد، أهل بلد. (هلو).
استــعمــران: ضرب من التمر. (نيبور رحلة 2: 125).
عمــر
عمَــرَ/ عمَــرَ بـ يَــعمُــر ويَــعمِــر، عَمْــرًا وعَمــارةً، فهو عامر، والمفعول مــعمــور (للمتعدِّي)
عمَــر المكانُ/ عمَــر المكانُ بالنَّاس: كان مسكونًا بهم "عَمَــرتِ الأرضُ- دارٌ عامرةٌ بأصحابها".
عمَــر الإنسانُ/ عمَــر الحيوانُ: عاش زمانًا طويلاً "عمَــر الشّيخُ/ الجَملُ".
عمَــر المكانَ: أصلحه وبناه وأقام على زيارته "عمَــر منزلاً- {إِنَّمَا يَــعْمُــرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ ءَامَنَ} ".
عمَــره اللهُ: أبقاه وأطال حياتَه "عمــركَ الله يا أبي" ° عمَــر اللهُ بك المنزلَ: جعلك حيًّا وجعل المنزل عامرًا بك. 

عمِــرَ يَــعمَــر، عُمْــرًا وعَمــارةً وعَمْــرًا، فهو عامر
عمِــر الرَّجلُ: عمَــر، طال عمــرُه، عاش زمنًا طويلاً ° لــعَمْــرُك: قسم بمعنى وحياتك وبقائك. 

أعمــرَ يُــعمــر، إعمــارًا، فهو مُــعمِــر، والمفعول مُــعمَــر
• أعمــرَ الأرضَ: عمــرها، أصلحها لتــعمــيرها " {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يُــعْمِــرُوا مَسَاجِدَ اللهِ} [ق] " ° أعمــر الله بك الدَّار: أسكنك إيّاها، وجعلها عامرة بك. 

استــعمــرَ يستــعمــر، استــعمــارًا، فهو مُستــعمِــر، والمفعول مُستــعمَــر
• استــعمــرَ الأرضَ: عمــرها، أمدَّها بما تحتاج من الأيدي العاملة لتصلح وتــعمُــر "استــعمــر الصَّحراء".
• استــعمــرت دولةٌ دولةً أُخرى: احتلتها وفرضت سيطرتها عليها "دولةٌ مُستــعمَــرةٌ- تحرّرت معظم الدول من الاستــعمــار" ° الدُّول الاستــعمــاريّة: الدُّول التي تحتلّ غيرها وتفرض سيادتها وسيطرتها عليها- دَوْلَة مستــعمِــرة: دولة تفرض سلطتَها على دولة أُخرى وتستغلّها.
• استــعمــر اللهُ عبادَه في الأرض: جعلهم ساكنيها وعُمّــارًا لها " {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَــعْمَــرَكُمْ فِيهَا} ". 

اعتمرَ يعتمر، اعتمارًا، فهو مُعتمِر
• اعتمر المسلمُ: زار البيت الحرام لأداء الــعُمْــرة "اعتمر في رمضان- {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} ". 

تَــعَمَّــرَ يتــعمَّــر، تَــعَمُّــرًا، فهو مُتــعمِّــر
• تَــعَمَّــرَ المكانُ: مُطاوع عمَّــرَ: أهِل بالسكان. 

عمَّــرَ يُــعمِّــر، تــعمــيرًا، فهو مُــعمِّــر، والمفعول مُــعمَّــر (للمتعدِّي)
عمَّــر الإنسانُ/ عمَّــر الحيوانُ: عمَــر؛ عاش زمنًا طويلاً "طائِرٌ مُــعمِّــرٌ- عمَّــر قرنًا أو يزيد".
عمَّــره اللهُ: أطال حياتَه "نبات/ رجل مُــعمَّــرٌ- {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُــعَمَّــرُ أَلْفَ سَنَةٍ} ".
عمَّــر المكانَ: أصلحه، بناه، جعله آهلاً "بيتٌ مُــعَمَّــر". 

استــعمــاريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استــعمــار: "تُطلّ الحروب الاستــعمــاريّة برأسها من جديد- تكالبت القوى الاستــعمــاريّة على الشَّرق الأوسط".
 • سياسة استــعمــاريَّة: سياسة استيطانيّة تهدف إلى فرض الهيمنة على دولة أخرى واستغلال مواردها الاقتصاديّة "قامت الحرب الأمريكيّة على العراق استطرادًا لسياسةٍ استــعمــاريَّةٍ قديمة". 

تَــعَمُّــر [مفرد]: مصدر تَــعَمَّــرَ.
• التَّــعَمُّــر السُّكَّاني: زيادة نسبة السُّكان الأكبر سنًّا إلى مجموع السُّكان في بقعة أو بلد ما. 

تــعمــير [مفرد]: مصدر عمَّــرَ.
• التَّــعمــير:
1 - تحويل غير المنتج إلى منتج.
2 - تحويل الصَّحراء إلى أماكن آهلة بالسُّكّان عن طريق استصلاح الأرض وزراعتها ° وزارة الإسكان والتّــعمــير: الوزارة المسئولة عن الإنشاءات المختلفة. 

تــعمــيرة [مفرد]: ج تــعمــيرات وتعاميرُ:
1 - اسم مرَّة من عمَّــرَ.
2 - ما يوضع على دخان النَّارجيلة من حشيش وغيره. 

عَمــارة [مفرد]: مصدر عمِــرَ وعمَــرَ/ عمَــرَ بـ. 

عِمــارة [مفرد]: ج عِمــارات وعَمَــائِرُ:
1 - مبنى كبير فيه جملة مساكن في طوابق متعدّدة "عِمــارة من عشرة طوابق- سبعُ عِمــارات".
2 - تشييد وبناء وإصلاح وتــعمــير، عكْسه هدم وخراب "اكتملت عِمــارة المسجد- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَــعِمَــارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ} ".
• فنّ الــعمــارة: (هس) فنّ تشييد المنازل ونحوها وتزيينها وفق قواعدَ معيَّنة. 

عَمْــر [مفرد]: ج أعمــار (لغير المصدر):
1 - مصدر عمِــرَ وعمَــرَ/ عمَــرَ بـ.
2 - مُدَّة الحياة، ولا يكون إلاّ في القسم " {لَــعَمْــرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَــعْمَــهُونَ}: لــعمــرك قسمي بمعنى: أقسم بــعُمــرك". 

عُمْــر1 [مفرد]: مصدر عمِــرَ. 

عُمْــر2/ عُمُــر [مفرد]: ج أعمــار:
1 - مدّة الحياة من الولادة إلى الموت "أطال اللهُ عمــرك: دعاء بطول الــعمــر- في آخر عمــره- الأعمــار بيد الله- خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُــرُهُ وَحَسُنَ عَمَــلُهُ [حديث]- {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْــعُمْــرِ} [ق] " ° شريكة الــعمــر/ رفيقة الــعمــر: الزَّوجة- طول الــعمــر: امتداد الأجل- طوى الله عُمْــرَه: أفناه، أماته- عُمــر الورد: قِصَره- عُمــر نُوح: كناية عن طول الــعمــر- مُنْتصف الــعمــر: حياة الإنسان بين مرحلتي الشباب والشيخوخة.
2 - سِنّ؛ مدّة الحياة حتى زمن التَّكلُّم "كم عمــرك؟ ".
3 - (فز) زمن يستغرقه انحلال نصف عدد ذرّات عنصر مُشعّ، حيث يقلّ فيه عدد ذرّات العنصر إلى نصف ما كان.
• الــعُمْــر العقليّ: (نف) الــعمــر المكافئ لمتوسِّط ذكاء أفراد عمــرهم الزَّمنيّ واحد. 

عُمْــران [مفرد]: ما يُــعْمَــر به البلدُ من تجارة وصناعةٍ وبناء وتمدُّن وكثرة أهالٍ "سياسةُ الــعُمْــران- أرضٌ خاليةٌ من الــعُمْــران- العدلُ أساس الــعُمــران" ° التَّخطيط الــعُمْــرانيّ: تنظيم الاستيطان البشريّ.
• علم الــعمــران: (مع) علم الاستيطان البشريّ ويشمل تخطيط وتصميم مدينة أو مجتمع. 

عَمْــرة [مفرد]: ج عَمَــرات وعَمْــرات:
1 - اسم مرَّة من عمِــرَ وعمَــرَ/ عمَــرَ بـ.
2 - إصلاح شامل "تحتاج السيَّارة إلى عَمْــرة". 

عُمْــرَة [مفرد]: ج عُمُــرات وعُمْــرات وعُمَــر: (فق) نُسُكٌ كالحجّ، ولكنّها ليست بفرض وليس لها وقتٌ معيَّنٌ ولا وقوفٌ بعرفة "أدّى عُمْــرةَ رمضان- {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْــعُمْــرَةَ لِلَّهِ} ". 

مُستــعمَــرَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول استــعمــرَ.
2 - (حن) مجموعة من الحيوانات ذات النَّوع الواحد كالحشرات أو عجول البحر ونحوها حيث تعيش معًا في عشيرة اجتماعيّة.
3 - (حي) مجموعة من الخلايا تعيش مجتمعة منغرزة في مادّة مخاطيّة.
4 - (سة) مستوطنة، إقليم تحكمه دولةٌ أجنبيَّة يتوطَّنه أبناءُ تلك الدَّولة أو يُكتفى باستغلاله اقتصاديًّا أو عسكريًّا "كانت الجزائِرُ إحدى مستــعمــرات فرنسا- مستــعمــرة يهوديَّة". 

مِــعْمــار [مفرد]:
1 - بناء وتشييد وما يَتعلّق بهما من مهن مكمّلة لهما كالطّلاء والزّخرفة والدّيكورات ونحوِها "عمَّــال المِــعمَــار- هو من أكبر مهندسي المِــعْمــار في العالم".
2 - طراز معيَّن من البناء يتميّز بسمات محدّدة "تُعَدّ قُبَّة الصَّخرة تحفة من تحف المِــعْمــار الإسلاميّ- مِــعْمــار إغريقيّ/ أوربّيّ".
• المــعمــار الرِّوائيّ/ المــعمــار القصصيّ: (دب) البناء الفنِّيّ للرواية أو القصّة. 

مِــعمــاريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مِــعْمــار: "خبير مــعمــاريّ" ° الهندسة المــعمــاريّة: هندسة خاصّة بفن تشييد الأبنية، وتنظيمها وزخرفتها- فنّ مــعمــاريّ: فنّ تشييد المنازل ونحوها، وتزيينها وِفق قواعد معيَّنة.
2 - (هس) مهندس يمارس مهنة البناء، ورسم الأبنية وتصميمها والإشراف على تنفيذها "خطّط المــعمــاريّ لبناء القصر". 

مُــعمِّــر1 [مفرد]: اسم فاعل من عمَّــرَ. 

مُــعمِّــر2 [جمع]: نبات يعيش سنوات طويلة. 

مــعمــور [مفرد]: اسم مفعول من عمَــرَ/ عمَــرَ بـ.
• المــعمــورة: العالم، كوكب الأرض "يتزايد سُكّان المــعمــورة بشكل ملحوظ" ° في أقاصي المــعمــورة: في آخر الدنيا.
• البيت المــعمــور:
1 - البيت المأهول بالعبّاد والمصلِّين والطَّائفين " {وَالْبَيْتِ الْمَــعْمُــورِ} ".
2 - بيت في السَّماء السَّابعة يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه حتى تقوم السَّاعة " {وَالْبَيْتِ الْمَــعْمُــورِ} ". 
(ع م ر)

الــعَمْــرُ والــعُمْــرُ والــعُمُــرُ: الْحَيَاة، وَالْجمع أعمــارٌ.

وَالْعرب تَقول فِي القَسَمِ: لَــعَمْــرِي ولَــعَمْــرُك يَرْفَعُونَهُ بِالِابْتِدَاءِ ويضمرون الْخَبَر كَأَنَّهُ قَالَ لَــعَمْــرُكَ قَسَمي أَو يَمِيني أَو مَا أَحْلف بِهِ، قَالَ ابْن جني: وَمِمَّا يُجِيزهُ الْقيَاس غير أَن لم يرد بِهِ الِاسْتِــعْمَــال خبر الْــعُمــر من قَوْلهم لَــعَمْــرُك لأقومن، فَهَذَا مبتدا مَحْذُوف الْخَبَر وَأَصله لَو أُظهر خَبره: لَــعَمْــرُك مَا أُقسم بِهِ، فَصَارَ طول الْكَلَام بِجَوَاب الْقسم عوضا من الْخَبَر، وَقيل: الــعَمْــرُ هَاهُنَا: الدَّين، وأياًّ كَانَ فإنَّه لَا يسْتَــعْمــل فِي الْقسم إِلَّا مَفْتُوحًا، وَفِي التَّنْزِيل (لَــعَمْــرُك إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَــعْمَــهُونَ) لم يقْرَأ إِلَّا بِالْفَتْح، وَاسْتَــعْمــلهُ أَبُو خرَاش فِي الطير فَقَالَ:

لَــعَمْــرُ أبي الطَّيرِ المُرِبَّةِ غُدْوَةً ... على خالدٍ لَقَدْ وَقَعْتَ على لحْمِ

أَي لحم شرِيف كريم وَقَالُوا: عمــرك الله افْعَل كَذَا، وَإِلَّا فعلت كَذَا وَإِلَّا مَا فعلت، على الزِّيَادَة، وَهُوَ من الْأَسْمَاء الْمَوْضُوعَة مَوضِع المصادر المنصوبة على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره، وَأَصله من عَمَّــرْتُك الله تــعمــيرا فحذفت زيادتاه، فجَاء على الْفِعْل، وأُــعَمِّــرُك الله أَن تفعل كَذَا، كَأَنَّك تحلِّفه بِاللَّه وتسأله بطول عمــره، قَالَ:

عَمَّــرْتُك الله الجليلَ فإنَّني ... أَلوِي عَلَيْكَ لَوانَّ لُبَّكَ يَهتدِي

وعَمِــرَ الرجل عَمَــراً وعَمــارَةً، وعَمَــرَ يَــعْمُــرُ ويَــعْمِــرُ، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، كِلَاهُمَا: بقى زَمَانا، قَالَ لبيد:

وعمَــرْتُ حَرْسا قَبْل مَجْرى داحِسٍ ... لوْ كانَ للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

وعَمَّــرَه اللهُ وعمَــرَه: أبقاه.

وعَمَّــرَ نَفسه: قدَّر لَهَا قدرا محدودا.

والــعُمْــرى: مَا تَجْعَلهُ للرجل طول عمــرك أَو عمــره، وَقَالَ ثَعْلَب: الــعُمْــرَى: أَن يدْفع الرجل إِلَى أَخِيه دَارا فَيَقُول لَهُ: هَذِه لَك عُمْــرَك أَيّنَا مَاتَ دفعت الدَّار إِلَى أَهله، كَذَلِك كَانَ فعلهم فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقد عمَّــرْتُه إِيَّاه وأعْمَــرْته: جعلته لَهُ عُمْــرَهُ أَو عُمْــرِى. والــعُمْــرَى الْمصدر من كل ذَلِك كالرُّجْعَى.

وعمْــرِىُّ الشّجر: قديمه، نسب إِلَى الــعُمْــر، وَقيل: هُوَ العبرى من السدر وَالْمِيم بدل.

وعَمَــرَ الله بك مَنْزِلك يَــعْمُــرُه عِمــارَةً وأعمَــرَه: جعله آهلا.

وَمَكَان عَمــيرٌ: عامِرٌ، وَقَالُوا: كثير عَمــيرٌ، إتباع.

وعَمَــرَ الرجل مَاله وبيته يَــعْمُــرُه عِمــارَةً وعُمُــوراً وعُمْــرَانا: لزمَه، وَأنْشد أَبُو حنيفَة لأبي نخيلة فِي صفة نخل:

أدام لَهَا العَصْرَيْنِ رَبًّا ولمْ يكُنْ ... كمَنْ ضَنَّ عَنْ عُمْــرَانها بالدَّرَاهمِ

وَقَوله تَعَالَى: (والبيْتِ المَــعْمُــورِ) جَاءَ فِي التَّفْسِير انه بَيت فِي السَّمَاء بِإِزَاءِ الْكَعْبَة يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك، يخرجُون مِنْهُ وَلَا يعودون إِلَيْهِ.

وعَمَــرَ المَال نَفسه يَــعْمُــرُ وعَمُــرَ عِمــارةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ.

وأعمَــره الْمَكَان واستــعْمَــرَهُ فِيهِ: جعله يَــعمُــرُه، وَفِي التَّنْزِيل (واسْتَــعْمَــرَكمْ فِيها) .

والمَــعْمَــرُ: الْمنزل، قَالَ طرفَة:

يالكِ من حُمَّرَةٍ بِمَــعْمَــرِ

ويروى: من قُبَّرة. وَقَالَ أَبُو كَبِير:

فَرَأيتُ مَا فِيهِ فَثُمَّ رُزِئْتُه ... فَبَقِيتُ بَعْدَك غيرَ رَاضِي المَــعْمَــرِ

وَالْفَاء هُنَا فِي قَوْله: " فَثُمَّ رُزِئْة " زَائِدَة، وَقد زيدت فِي غير مَوضِع، مِنْهَا بَيت الْكتاب:

لَا تَجْزَعي إِن مُنْفِسا أهْلَكْتُه ... فَإِذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذَلِك فاجْزَعي

فالفاء الثَّانِيَة هِيَ الزَّائِدَة، وَلَا تكون الأولى هِيَ الزَّائِدَة، وَذَلِكَ لِأَن الظّرْف مَــعْمُــول اجزعي، فَلَو كَانَت الْفَاء الثَّانِيَة هِيَ جَوَاب الشَّرْط لما جَازَ تعلق الظّرْف بقوله اجزعي لِأَن مَا بعد هَذِه الْفَاء لَا يــعْمــل فِيمَا قبلهَا، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فالفاء الأولى هِيَ جَوَاب الشَّرْط وَالثَّانيَِة هِيَ الزَّائِدَة.

وأعمَــرَ الأَرْض: وجدهَا عامِرَةً.

والــعِمــارَةُ: مَا يُــعْمَــرُ بِهِ الْمَكَان.

والــعُمــارةُ: أجْرُ الــعِمــارَةِ.

وأعمَــرَ عَلَيْهِ: أغناه.

والــعُمْــرَةُ فِي الْحَج مَعْرُوفَة، وَقد اعْتَمَر، وَقَوله عز وَجل: (وأتِمُّوا الحَجَّ والــعُمْــرَة للهِ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى الــعُمْــرَةِ فِي الْــعَمَــل: الطّواف بِالْبَيْتِ وَالسَّعْي بالصفا والمروة فَقَط. والــعُمْــرَةُ للْإنْسَان فِي كل السّنة. وَالْحج وقته وَقت وَاحِد من السّنة، وَمعنى اعْتَمَرَ فِي قصد الْبَيْت: انه إِنَّمَا خص بِهَذَا لِأَنَّهُ قصد بِــعَمَــل فِي مَوضِع عَامر. وَقَالَ كرَاع: الاعتِمارُ: الــعُمْــرةُ، سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ.

والــعَمــارُ والــعَمــارَةُ: كل شَيْء على الرَّأْس من عِمَــامَة أَو قلنسوة أَو تَاج أَو غير ذَلِك وَقد اعْتَمَر.

والمُعْتَمِرُ: الزائر.

وَقَول ابْن أَحْمَر:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ

وَفِيه قَولَانِ، قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا انجلى لَهُم السَّحَاب عَن الفرقد أهلوا: أَي رفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّكْبِيرِ كَمَا يهل الرَّاكِب الَّذِي يُرِيد عُمْــرةَ الْحَج، لأَنهم كَانُوا يَهْتَدُونَ بالفرقد. وَقَالَ غَيره: يُرِيد أنَّهم فِي مفازة بعيدَة من الْمِيَاه فَإِذا رَأَوْا فرقدا - وَهُوَ ولد الْبَقَرَة الوحشية - أهلوا أَي كبروا لأَنهم قد علمُوا أَنهم قد قربوا من المَاء.

واعتَمَرَ الْأَمر: أمه وَقصد لَهُ، قَالَ العجاج:

لقد غَزَا ابنُ مَــعْمَــرٍ حِين اعْتَمَرْ ... مَغْزىً بَعيداً منْ بَعيد وضَبرْ

ضبر: جمع قوائمه ليثب. والــعَمــارُ: الآس. وَقيل: كل ريحَان: عمــار.

والــعِمــارَةُ والــعَمــارَةُ: أَصْغَر من الْقَبِيلَة، وَقيل: هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم الَّذِي يقوم بِنَفسِهِ.

والــعَمــارة والــعِمــارةُ: التَّحيَّة. قَالَ:

فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا عَمــارَا

وَقيل: مَعْنَاهُ: عَمَّــرَكَ الله، وَلَيْسَ بِقَوي، وَقيل الــعَمــارُ هَاهُنَا أكاليل من الريحان يجعلونها على رُءُوسهم كَمَا تفعل الْعَجم، وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَمَــر ربه: عَبده وَإنَّهُ لعامِرٌ لرَبه: أَي عَابِد.

وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: تركته يَــعْمُــرُ ربه: أَي يُصَلِّي ويصوم.

والــعَمْــرةُ: الشَّذرة من الخرز يفصل بهَا النّظم، وَبهَا سميت الْمَرْأَة عَمْــرَةَ قَالَ:

وعَمْــرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسا ... ءِ تَنْفَح بِالِمسْكِ أرْدَانُها

والــعَمْــرُ: الشنف.

والــعَمْــرُ: لحم من اللثة سَائل بَين كل سِنِين. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:

بانَ الشَّبابُ وأخْلَفَ الــعَمْــرُ ... وتَبَدَّلَ الإخْوَانُ والدَّهْرُ

وَالْجمع عُمُــورٌ. وَقيل: كل مستطيل بَين سِنِين: عَمْــرٌ.

وَجَاء فلَان عَمْــراً: أَي بطيئا، كَذَا ثَبت فِي بعض نسخ المُصَنّف، وَتبع أَبَا عبيد كرَاع، وَفِي بَعْضهَا: عصرا.

والعومرة: الِاخْتِلَاط والجلبة.

والــعُمَــيرَانِ والْــعُمَــيْمِرانِ والــعُمَّــرَتانِ والــعُمَــيْمِرتانِ: عظمان صغيران فِي أصل اللِّسَان واليُــعْمُــورا: الجدي، عَن كرَاع.

واليُــعْمُــورَة: شَجَرَة. والــعُمْــرُ: ضرب من النّخل، وَقيل من التَّمْر.

والــعُمُــورُ: نخل السكر خَاصَّة، وَقيل هُوَ الــعُمُــر بِضَم الْعين والمتم عَن كرَاع. وَقَالَ مرّة: هِيَ الــعَمْــرُ بِالْفَتْح، واحدتها عَمْــرَة وَهِي طوال سحق. وَقَالَ أَبُو حنيفَة الــعَمْــرُ والــعُمْــرُ: نخل السكر، وَالضَّم أَعلَى اللغتين.

والــعَمْــرَى: ضرب من التَّمْر، عَنهُ أَيْضا.

والــعَمَــرَانِ: طرفا الكُمَّين. وَفِي الحَدِيث " لَا بَأْس أَن يُصَلِّي الرجل على عَمَــرَيْهِ " التَّفْسِير لِابْنِ عَرَفَة، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وعَمِــيرَةُ: أَبُو بطن، وزعمــها سِيبَوَيْهٍ فِي كلب، النّسَب إِلَيْهِ عَمِــيرِيّ، شَاذ.

وعَمْــرٌو اسْم، وَالْجمع أعمُــر وعُمُــورٌ، وَكَذَلِكَ عامرٌ، وَقد يُسمى بِهِ الْحَيّ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ فِي الْحَيّ:

فلمَّا لَحِقْنا والجِيادُ عَشِيَّةً ... دَعَوْا يالَكَلْبٍ واعْتزَينا لعامرِ

وَأما قَول الشَّاعِر:

ومِمَّنْ وَلَدُوا عَام ... رُ ذُو الطُّولِ وَذُو العرْضِ

فَإِن أَبَا إِسْحَاق قَالَ: عامرُ هَاهُنَا اسْم للقبيلة وَلذَلِك لم يصرفهُ، وَقَالَ " ذُو " وَلم يقل " ذَات " لِأَنَّهُ حمله على اللَّفْظ كَقَوْل الْأَعْشَى:

قامَتْ تُبَكِّيهِ على قَبْرِهِ ... مَن ليَ منْ بَعِدكَ يَا عامِرُ

تَرَكْتَنِي فِي الدَّارِ ذَا غُرْبَةٍ ... قَدْ ذَلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ ناصِرُ

أَي ذَات غربَة فَذكر على معنى الشَّخْص، وَإِنَّمَا أنشدنا الْبَيْت الأول لنعلم أَن قَائِل هَذَا الْبَيْت امْرَأَة.

وعُمَــرُ، وَهُوَ معدول عَنهُ فِي حَال التَّسْمِيَة لِأَنَّهُ لَو عدل عَنهُ فِي حَال الصّفة لقيل الــعُمَــرُ يُرَاد العامرُ.

وعُمَــيرٌ وعُوَيمَرٌ وعمَّــارٌ ومَــعْمَــرٌ وعِمْــرَانُ وعُمــارَةُ ويَــعْمُــرُ كلهَا أَسمَاء. والــعَمْــرَانِ: عَمْــرُو بن جَابر، وَبدر بن عَمْــرٍو.

والعامِرَان: عامرُ بن مَالك وعامِرُ بن الطُّفَيْل والــعُمَــرَان أَبُو بكر وعُمَــرُ، وَقيل عُمَــرُ بنُ الخطَّاب وعُمَــرُ بنُ عبد الْعَزِيز.

وعَمْــرَوَيْه: اسْم أعجمي مَبْنِيّ على الْكسر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما عَمْــرَوَيْهِ فَإِنَّهُ زعم أنَّه أعجمي وانه ضرب الْأَسْمَاء الأعجمية. وألزموا آخِره شَيْئا لم يلْزم الأعجمية، فَكَمَا تركُوا صرف الأعجمية، جعلُوا ذَا بِمَنْزِلَة الصَّوْت لأَنهم رَأَوْهُ قد جمع أَمريْن فحطوه دَرَجَة عَن إِسْمَاعِيل وأشباهه وجعلوه فِي النكرَة بِمَنْزِلَة عنَاق منونة مَكْسُورَة فِي كل مَوضِع.

وَأَبُو عَمْــرَةَ: رَسُول الْمُخْتَار وَكَانَ يتشاءم بِهِ.

وَأَبُو عَمْــرةَ: الإفلاس. قَالَ:

حَلَّ أبُو عَمْــرَةَ وَسْطَ حُجْرَتِي

والــعُمُــورُ حَيّ من عبد الْقَيْس، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

جَعَلْنَ النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حُبْوَةً ... لِرُكْبانِ شَنٍّ والــعُمُــورِ وأضْجَما

شن من قيس أَيْضا، وأضخم هُوَ ضبيعة ابْن قيس بن ثَعْلَبَة.

وَبَنُو عَمْــرِو بن الْحَارِث: حَيّ، وَقَول حُذَيْفَة ابْن أنس الْهُذلِيّ:

لَعَلَّكُمُ لمَّا قَتَلْتمْ ذَكَرْتُمُ ... ولنْ تَترُكُوا أنْ تَقتُلوا مَن تَــعمــرَّا

قيل: معنى " مَنْ تَــعَمَّــرا ": انتسب إِلَى بني عَمْــرو ابْن الْحَارِث، وَقيل مَعْنَاهُ: من جَاءَ إِلَى الــعُمْــرة واليَــعْمَــرِيَّةُ: مَاء لبني ثَعْلَبَة بواد من بطن نخل من الشَّرَبَّةِ.

واليَعامِيرُ اسْم مَوضِع، قَالَ طفيل الغنوي:

يَقُولونَ لمَّا جمَّعُوا الغَدَ شَمْلَهُمْ ... لَك الأُمُّ مِمَّا باليَعامِيرِ والأبُ

وأُمُّ عامرٍ: الضبع، معرفَة، لِأَنَّهُ اسْم سمي بِهِ النَّوْع. 

عمــر

1 عَمِــرَ, aor. ـَ (S, O, Msb, K;) and عَمَــرَ, aor. ـُ (K) and عَمِــرَ; (Sb, K;) inf. n. عَمْــرٌ (S, O, Msb, K) and عُمْــرٌ, (S, O, Msb,) both anomalous, as inf. ns. of عَمِــرَ, for by rule the inf. n. should be عَمَــرٌ, (S,) but عَمَــرٌ is also an inf. n., (TA,) and عُمُــرٌ, which is the most chaste, (O,) and عَمَــارَةٌ; (K;) He lived, (S, O,) or continued in life (بَقِىَ), (K,) long, or a long time; (S, O, K; *) his life was, or became, long: (Msb:) and عَمِــرَ he grew old. (TA.) b2: عَمَــرَ بِمَكَانٍ He remained, continued, stayed, resided, dwelt, or abode, in a place. (B, TA.) A2: عَمَــرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْــرٌ, (Msb,) or عِمَــارَةٌ and عُمْــرَانٌ, (MA,) It (a place of abode) became inhabited; (MA, Msb;) بِأَهْلهِ [by its people]: (Msb:) [it became peopled, well peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined, or in a state of good repair:] and in like manner you say, عَمِــرَتِ الدَّارُ, aor. ـَ inf. n. عَمْــرٌ, the house became inhabited [&c.]. (MA.) b2: [You say also, عَمَــرَتِ الأَرْضُ The land became inhabited, peopled, well stocked with people and camels and the like, colonized, cultivated, well cultivated, in a flourishing state, or in a state the contrary of waste: see its act. part. n., عَامِرٌ.] b3: And عَمَــرَ المَالُ, aor. ـُ and عَمِــرَ, aor. ـَ (K;) and عَمُــرَ, aor. ـُ (Sb, K;) inf. n. عِمَــارَةٌ; (K; [so in most copies; in the TA, عَمَــارَةٌ, and there said to be inf. n. of عَمُــرَ; but, I think, erroneously;]) i. q. صَارَ عَامِرًا [The property, consisting of camels or the like, became in a flourishing state]; (K;) the property became much; the camels, or the like, became many, or numerous. (Sgh.) A3: عَمَــرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عِمَــارَةٌ (K [so in most copies, but in the TA, عَمَــارَةٌ, with fet-h, which I think erroneous;]) and عُمُــورٌ (K) and عُمْــرَانٌ, (TA,) He inhabited it; remained, continued, stayed, resided, dwelt, or abode, in it; namely, a place of abode: (Msb:) he kept to it; namely, his property, or his camels or the like, and his house, or tent: (K:) one should not say, of a man, مَنْزِلِهُ ↓ أَــعْمَــرَ, with ا. (Az, TA.) إِنَّمَا يَــعْمُــرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ, in the Kur [ix. 18], signifies Only he shall abide in the mosques, or places of worship, of God: or shall visit them: (TA:) see 8: but Z says, I know not عَمَــرَ as occurring in the sense of اعتمر [he visited]: (TA:) or shall enter them and sit in them: (Jel:) or the verb in the above-cited phrase of the Kur has another signification, which see below. (TA.) A4: عَمَــرَهُ is also syn. with عَمَّــرَهُ, in the first of the senses expl. below: see 2.

A5: عَمَــرَ اللّٰهُ بِكَ مَنْزِلَكَ, (Az, S, O, K, *) aor. ـُ (TA,) inf. n. عِمَــارَةٌ; (K;) and ↓ أَــعْمَــرَهُ; (Az, S, O, K;) May God make thy place of abode to become peopled, [or well peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of ruined or waste or desolate, or in a state of good repair,] by thee [or by thy means]: (K, * TA:) but Az says that one should not say, of a man, مَنْزِلَهُ ↓ أَــعْمَــرَ, with ا. (S.) b2: عَمَــرَ الخَرَابَ, aor. and inf. n. as above, [He made the ruin, or waste, or the like, to become in a state of good repair, in a state the contrary of ruined or waste or desolate.] (S, O, TA.) b3: [عَمَــرَ الأَرْضَ, aor. and inf. n. as above, He peopled the land; stocked it well with people and camels and the like; colonized it; cultivated it, or cultivated it well; rendered it in a flourishing state, or in a state the contrary of waste.] b4: And عَمَــرَ البِنَآءَ, aor. and inf. n. as above, He kept the building in a good state; syn. حَفِظَهُ. (TA.) So accord. to some, in the Kur, إِنَّمَا يَــعْمُــرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ, [quoted above,] Only he shall keep in a good state [or in repair] the mosques, or places of worship, of God: (TA:) among the significations of the verb as here used, are these; he shall adorn them with carpets or the like, and light them with lamps, and continue the performance of religious worship and praise and the study of science in them, and guard them from [desecration by] that for which they are not built, such as worldly discourse. (Bd.) b5: عَمَــرَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. عَمْــرٌ [and عِمَــارَةٌ, (MA,) or this, accord. to the Msb, is a simple subst.], He built the house. (Msb.) [And] He made the house to be inhabited; he peopled it; (MA;) [or made it to be well stocked with people and the like, or in a flourishing state, or in a state of good repair.] b6: عَمَــرَ الخَيْرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْــرٌ and عِمَــارَةٌ, [app., He instituted what was good: or perhaps, he cultivated, or promoted, it: or he kept to it; or observed it; or regarded it.] (Az, TA.) A6: عَمَــرَ رَبَّهُ, (IAar, K,) aor. ـُ (IAar, O,) [inf. n. عِمَــارَةٌ,] He served, or worshipped, his Lord; (IAar, K;) he prayed and fasted. (Ks, Lh, O, K.) You say تَرَكْتُ فُلَانًا يَــعْمُــرُ رَبَّهُ I left such a one worshipping his Lord, praying and fasting. (TA.) 2 عَمَّــرَهُ اللّٰهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. تَــعْمِــيرٌ; (S, Msb;) and ↓ عَمَــرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. عَمْــرٌ; (TA;) God lengthened, or prolonged, his life; (S, O, Msb, TA;) made him to continue in life; preserved him alive; (K, TA;) as also ↓ استــعمــرهُ. (O and Bd in xi. 64.) It is said in the Kur [xxxv. 12], وَمَا يُــعَمَّــرُ مِنْ مُــعَمَّــرٍ وَلَا يُنْقَصُ

إِلَّا فِى كِتَابٍ, i. e., No one whose life is prolonged has life prolonged, nor is aught diminished of his, meaning another's, life, but it is recorded in a writing: (I'Ab, Fr, * O: *) or the meaning is, nor does aught pass of his, i. e. the same person's, life: (Sa'eed Ibn-Jubeyr:) both these explanations are good; but the former seems more probably correct. (Az, TA.) b2: عمّــر نَفْسَهُ He determined for himself, or assigned to himself, a limited life. (K.) b3: عمّــر اللّٰهَ, inf. n. تَــعْمِــيرٌ, He acknowledged the everlasting existence of God. (S, TA.) b4: عَمَّــرْتُكَ اللّٰهَ I ask, or beg, God to prolong thy life: (Ks, O, TA:) or I remind thee of God. (TA, app. on the authority of Mbr.) [It also seems to signify I swear to thee by the everlasting existence of God. See عَمْــرَ اللّٰهِ.] b5: أُــعَمِّــرُكَ اللّٰهَُ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا I adjure thee by God, and beg thee by the length of thy life, that thou do such a thing. (K, * TA.) b6: See also 4.

A2: عَمَّــرَ خِبَآءً بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ [He furnished a tent with what he required]. (Msb in art. بنى.) 3 عَامَرْتُهُ طُولَ حَيَاتِهِ [I lived with him for the length of his life]. (M in art. بلو.) 4 أَــعْمَــرَ see 1, in three places. b2: اعمــرهُ المَكَانَ, (K,) and فِيهِ ↓ استــعمــرهُ, (S, K,) i. q. جَعَلَهُ يَــعْمُــرُهُ (K) or جعله عَامِرَهُ (S) [He made him to inhabit the place, or to people, or colonize, or cultivate, it]. So the latter signifies in the Kur [xi. 64], فِيهَا ↓ وَاسْتَــعْمَــرَكُمْ (S) And He hath made you to dwell therein: (O, Jel:) or hath required of you to inhabit it, or to people it, &c.: (Z:) or hath enabled and commanded you to do so: (Bd:) or hath permitted you to do so, and to fetch out by labour, or art, your food [for قومكم in the L and TA, I read قُوتكم, and this is evidently the right,] from it: (TA:) or hath given you your houses therein for your lives; or made you to dwell in them during your lives, and then to leave them to others: (Bd:) or hath prolonged your lives therein. (Ibn-'Arafeh, O.) b3: أَــعْمَــرْتُهُ دَارًا, (S, Mgh, O, Msb, K, *) or أَرْضًا, or إِبِلًا, (S, O,) and إِيَّاهَا ↓ عَمَّــرْتُهُ, (K, *) I assigned to him the house for his life, (Msb, K,) or for my life, (K,) to inhabit it for that period; (Msb, TA;) I said to him, of a house, (S, Mgh, O,) or of land, or of camels, (S, O,) It is thine, (S, Mgh, O,) or they are thine, (S, O,) for my life, (S, Mgh, O,) or for thy life, and when thou diest it returns, or they return, to me. (S, O.) The doing so is forbidden. (Mgh, TA.) [See also عُمْــرَى: and see أَرْقَبَ, and رُقْبَى.] b4: اعمــر الأَرْضَ He found the land to be عَامِرَة, (S, O, K,) i. e., peopled [and cultivated, or in a flourishing state]. (TA.) b5: اعمــر عَلَيْهِ He rendered him rich; made him to be possessed of competence or sufficiency, to be without wants, or to have few wants. (K.) A2: اعمــرهُ He aided him to perform the visit called عُمْــرَة; (Mgh, O, K;) [said to be] on the authority of analogy; not on that of hearsay; (Mgh;) but occurring in a trad.: (Mgh, TA:) or he made him to perform that visit. (IKtt, Msb.) A3: See also 8.8 اعتمر He visited. (Msb, K: in some copies of the K اعتمرهُ.) You say, اعتمرهُ, (S, O,) and ↓ اعمــرهُ, (ISk, Msb,) He visited him, or it; (S, O;) he repaired, or betook himself, to him, or it; (ISk, S, O, Msb;) as also ↓ عَمَــرَهُ, accord. to one explanation of a passage in the Kur ix. 18, quoted above: [see 1:] but Z says, I know not عَمَــرَ as occurring in the sense of اعتمر. (TA.) b2: He performed the religious visit called عُمْــرَة. (O, TA.) You say اعتمر فِى الحَجِّ [He performed the visit so called in the pilgrimage]. (S.) b3: اعتمر أَمْرًا He betook himself to a thing, or an affair; as, for instance, a warring and plundering expedition; aimed at it; purposed it. (TA.) A2: Also He attired his head (i. e. his own head) with an عَمَــارَة, i. e., a turban, &c. (S, K.) 10 إِسْتَــعْمَــرَ see 2: b2: and also 4, in two places.

عَمْــرٌ and ↓ عُمْــرٌ are both inf. ns., signifying the same. (S, O.) [See 1. As such, the former is the more common.] And both of these words, (Mgh, K, &c.,) and ↓ عُمُــرٌ, (K, &c.,) [used as simple substs., or abstract ns., in which case the second is more common than the first, except in forms of swearing, in which the former is used, and the third is more chaste than the second,] signify Life; (Msb, K;) [the age to which the life extends;] the period during which the body is inhabited by life: so that it denotes less than بَقَآءٌ: wherefore the latter is [frequently] used as an attribute of God; but عمــر is seldom used as such: (Er-Rághib, B:) pl. أَــعْمَــارٌ. (K.) Yousay ↓ أَطَالَ اللّٰهُ عُمُــرَكَ and عَمْــرَكَ [May God prolong thy life]. (S, O.) In a form of swearing, عَمْــر only is used. (S.) [In a case of this kind, when ل is not prefixed to it, it is in the accus. case, as will be shown and expl. below: but when ل is prefixed to it, it is in the nom.] You say لَــعَمْــرُكَ لَأَفْعَلَنَّ, meaning By thy life, I will assuredly do [such a thing]. (Msb.) لَــعَمْــرُكَ occurs in the Kur xv. 72, and means By thy life: (I'Ab, Akh, Bd, Jel:) and ↓ لَــعَمَــرُكَ is a dial. var., mentioned by Yoo: (O:) or the former, accord. to the grammarians, means by thy religion: (AHeyth, O:) and [in like manner] لَــعَمْــرِى, and ↓ لَــعَمَــرِى, [by my life, or] by my religion. (K.) لَــعَمْــرُكَ is an inchoative, of which the enunciative, مَا أُقْسِمُ بِهِ, [that by which I swear, so that the entire phrase means thy life is that by which I swear,] is understood; therefore it is in the nom. case: (IJ, TA:) or the complete phrase is وَــعَمْــرِكَ فَلَــعَمْــرُكَ عَظِيمٌ [by thy life, &c.: and thy life is of great account]. (Fr, as related by A'Obeyd.) You say also لَــعَمْــرُ أَبِيكَ الخَيْرَ, and الخَيْرِ; the former meaning By thy father's instituting, or promoting, or keeping to, or observing, or regarding, what is good; الخير being the objective complement of عمــر, from عَمَــرَ الخَيْرَ, aor. ـُ inf. n. عَمْــرٌ and عِمَــارَةٌ; [see 1;] but in the latter case, الخَيْرِ is an epithet added to أَبِيكَ [so that the meaning is by the life of thy good father]. (AHeyth, Az, O, TA.) [See also art. خير.] You also say لَــعَمْــرُ اللّٰهِ, meaning By the everlasting existence of God; (S, O, K;) عمــر being here in the nom. case as an inchoative, with ل prefixed to it as a corroborative of the inchoative state: the enunciative is understood; the complete phrase being لَــعَمْــرُ اللّٰهِ قَسَمِى or مَا أُقْسِمُ بِهِ [the everlasting existence of God is my oath, or that by which I swear]. (S, O.) This expression is forbidden in a trad., (K,) because عَمْــرٌ [properly] means the life of the body: (TA:) [but] لَــعَمْــرُ

إِلٰهِكَ, meaning By the everlasting existence of thy God, occurs in a trad. (TA.) When you do not prefix ل, you make it to be in the accus. case, as an inf. n.: thus you say, عمْــرَ اللّٰهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا (S, O, K) I swear by the everlasting existence of God, I did not so: (S, O:) and عَمْــرَكَ اللّٰهَ مَا فَعَلْتُ كَذَا (S, O, K, [in the CK اللّٰهُ, but this is a mistake,]) By thine acknowledgment of the everlasting existence of God, I did not so: (S, O:) or the original thereof is عَمَّــرْتُكَ اللّٰهَ تَــعْمِــيرًا, (O, K,) i. e., I ask, or beg, God to prolong thy life: (Ks, O:) [and it is said in the S that عَمْــرَكَ اللّٰهَ sometimes has this signification:] and in like manner عَمْــرَكَ اللّٰهَ لَا أَفْعَلُ ذَاكَ means I beg God to prolong thy life: I will not do that: or it may be a form of oath without و [for وَــعَمْــرِكَ]: (Ks:) and you say عَمْــرَكَ اللّٰهَ اِفْعَلْ كَذَا and إِلَّا فَعَلْتَ كَذَا [and إِلَّا مَا فَعَلْتَ كَذَا By thine acknowledgment of the everlasting existence of God, &c., do thou so]: (TA:) or عَمْــرَكَ اللّٰهَ signifies by thy worship of God: (AHeyth:) or I remind thee, reminding thee, of God. (K.) Mbr says of this phrase, عمــرك اللّٰه, that عمــر may be in the accus. case on account of a verb understood; [such, for instance, as أُذَكِّرُكَ;] or by reason of و suppressed, the complete phrase being وَــعَمْــرِكَ اللّٰهَ; or as being for [the inf. n.] تَــعْمِــير. (TA.) It may also be [found written] عَمْــرَ اللّٰهَ; but this is bad. (Ks.) Some of the Arabs, for لَــعَمْــرُكَ, said رَــعَمْــلُكَ. (Az.) b2: عَمْــرًا وَشَبَابًا: see قُحَابٌ.

A2: عَمْــرٌ (AHeyth, K) and ↓ عَمَــرٌ (K) signify Religion; (AHeyth, K;) as in the phrases لَــعَمْــرِى and ↓ لَــعَمَــرِى (K) and لَــعَمْــرُكَ (AHeyth) [mentioned above].

A3: Also عَمْــرٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُمْــرٌ (IAth, O, K) The flesh that is between the teeth: (S, O, Msb, K:) or the pendent piece of flesh between the teeth: (Az, Msb:) or the flesh that is between the places in which the teeth are set: (TA:) or the flesh of the gum: (K:) or the flesh of the gum that runs between any two teeth: (TA:) or what appears of the gum: (Kh, Msb:) or (so accord. to the TA, but in the K “ and ”) anything of an oblong shape between two teeth: (K:) pl. عُمُــورٌ: (S, O, Msb, K:) which some explain as signifying the places whence the teeth grow. (TA.) It is said in a trad., أَوْصَانِى جِبْرِيلُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمُــورِى [Gabriel enjoined me to make use of the tooth-stick so that I feared for my عمــور]. (O, TA.) A4: أُمُّ عَمْــرٍو: see عَامِرٌ.

عُمْــرٌ: see عَمْــرٌ, in two places.

عَمَــرٌ: see عَمْــرٌ, in four places.

عُمُــرٌ: see عَمْــرٌ, in two places.

عَمْــرَةٌ: see عَمَــارَةٌ.

A2: أَبُو عَمْــرَةَ means Bankruptcy, insolvency, or the state of having no property remaining; (Lth, O, K;) which is said to be thus called because it was the name of an envoy of El-Mukhtár the son of Aboo-'Obeyd, on the occasion of whose alighting at the abode of a people, slaughter and war used to befall them: (Lth, O, K: *) b2: and (K) hunger. (IAar, K.) عُمْــرَةٌ A visit, or a visiting: (S, Msb, K:) or a visit in which is the cultivation (عِمَــارَة) of love or affection: (TA:) or a repairing to an inhabited, or a peopled, place: this is the primary signification. (Mgh.) b2: Hence the عُمْــرَة in pilgrimage [and at any time]; (S, O; *) i. e. [A religious visit to the sacred places at Mekkeh, with the performance of the ceremony of الإِحْرَام,] the circuiting round the Kaabeh, and the going to and fro between Es-Safà and El-Marweh: الحَجُّ [differs from it inasmuch as it is at a particular time of the year and] is not complete without the halting at 'Arafát on the day of 'Arafeh: (Zj, TA:) the عُمْــرَة is the minor pilgrimage (الحَجُّ الأَصْغَرُ); (Msb, and Kull p. 168;) what is commonly termed الحَجُّ being called sometimes the greater pilgrimage (الحَجُّ الأَكْبَرُ): (Kull:) pl. عُمَــرٌ (S, O, Msb) and عُمَــرَاتٌ or عُمُــرَاتٌ or عُمْــرَاتٌ. (Msb.) b3: Also A man's going in to his [newlymarried] wife in the abode of her family: (IAar, S, K:) if he removes her to his own family, the act is termed عُرْسٌ. (IAar, S.) عُمْــرَى a subst., (إِسْمٌ [strangely read by Golius أَسْمَرُ], S, O,) or an inf. n., (TA,) [or rather a quasiinf. n.,] from أَــعْمَــرَهُ دَارًا and the like; (S, O, TA;) A man's assigning to another a house for the life of the latter, or for the life of the former; (accord. to the explanation of the verb in the K;) a man's saying to another, of a house, or of land, or of camels, It is thine, or they are thine, for my life, or for thy life, and when thou diest it returns, or they return, to me; (accord. to the explanation of the verb in the S and Mgh and O;) a man's giving to another a house, and saying to him, This is thine for thy life, or for my life: (Th, in TA: [in which is added, “whichever of us dies,” ايّنا مات, but this I consider a mistake for إِذَا مَاتَ, “when he dies,”) “ the house is given to his family: ”]) so they used to do in the Time of Ignorance: (TA:) but some of the Muslim lawyers hold the gift to be absolute, and the condition to be null. (TA, &c.) b2: Also [The property, or house, &c., so given;] what is assigned, or given, to another for the period of his life, or for that of the life of the giver. (K.) [See also رُقْبَى.]

عُمْــرِىٌّ, applied to trees (شَجَر), Old; (K;) a rel. n. from عُمْــرٌ: (TA:) عُمْــرِيَّةٌ, [the fem.,] applied to a tree (شَجَرَة), signifies great and old, having had a long life: (IAth, TA:) or the former, the [species of lote-tree called] سِدْر, that grows upon the rivers (O, K) and imbibes the water; as also عُبْرِىٌّ: (O:) or, accord, to Abu-l-'Ameythel [or 'Omeythil] El-Aarábee, the old, whether on a river or not; (O, TA;) and in like manner says As, the old of the سِدْر, whether on a river or not; and the ضَال is the recent thereof: some say that the م is a substitute for the ب in عُبْرِىٌّ [q. v.]. (TA.) الفَرِيضَةُ الــعُمَــرِيَّةُ: see المُشَرَّكَةُ.

عُمْــرَانٌ [an inf. n. of عَمَــرَ: b2: and of عَمَــرَهُ: b3: then app. used as an epithet syn. with عَامِرٌ, q. v.: (of which it is also a pl.:) b4: and then as an epithet in which the quality of a subst. is predominant; meaning A land, or house, inhabited, peopled, well people, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined; a land colo-nized, cultivated, or well cultivated; a house in a state of good repair: such seems to be meant in the JK and A and K, in art. خرب, where, as in the O in this art., it is said to be contr. of خَرَابٌ, q. v.] b5: It is also a subst. signifying بُنْيَانٌ [A building; a structure; and edifice: or perhaps the act of building]. (Msb.) [See also عِمَــارَةٌ. b6: It is also a pl. of عَامِرٌ, q. v.]

عَمَــارٌ: see عَمَــارَةٌ, in three places.

عَمِــيرٌ: see عَامِرٌ.

أَبُو عُمَــيْرِ The ذَكَر. (K; and TA voce شَامَ, q. v., in art. شيم.) عَمَــارَةٌ Anything (AO, S, O, K) which one puts, (S, O,) or which a chief puts, (TA,) upon his head, such as a turban, and a قَلَنْسُوَة, and a crown, &c., (AO, S, O, K,) as a sign of headship, and for keeping it in mind; (TA;) as also ↓ عَمْــرَةٌ (K) and ↓ عَمَــارٌ: (S, O, * TA:) which last [is app. a coll. gen. n., of which عَمَــارَةٌ is the n. un., and] also signifies any sweet-smelling plant (رَيْحَان) which a chief puts upon his head for the same purpose: and hence, (tropical:) any such plant, absolutely: (B:) or any such plant with which a drinkingchamber is adorned, (S, K,) called by the Persians مَيْوَرَانْ; when any one comes in to the people there assembled, they raise somewhat thereof with their hands, and salute him with it, wishing him a long life: so, accord. to some, in a verse of El-Aashà, which see below: (S:) or it there signifies crowns of such plants, which they put upon their heads, as the foreigners (العَجَم) do; but ISd says, “I know not how this is: ” or the myrtle; syn. آس: (TA:) and عَمَــارةٌ signifies a plant of that kind, with which one used to salute a king, saying, May God prolong thy life: or, as some say, a raising of the voice, saying so: (Az, TA:) a salutation; (K;) said to mean, may God prolong thy life; (TA;) as also ↓ عَمَــارٌ (S, K) and ↓ عِمَــارَةٌ; (L;) but Az says that this explanation is not valid. (TA.) El-Aashà says, فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى

↓ سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا الــعَمَــارَا [And when he came to us, a little after slumber, we prostrated ourselves to him, and] we put the turbans from our heads, in honour of him: (S:) but IB says that, accord. to this explanation, the correct reading is وَضَعْنَا الــعَمَــارَا: (TA:) or the former reading means, we raised our voices with prayer for him, and said, May God prolong thy life: or we raised the sweet-smelling plants: &c.: see above. (S, TA.) b2: Also عَمَــارَةٌ, (K,) or ↓ عِمَــارَةٌ, (O,) An ornamented piece of cloth which is sewed upon a مِظّلَّة, [by which is meant a kind of tent,] (O, K, TA,) i. e. sewed to the طَرِيقَة [q. v.], on each side of the tent-pole, (O,) as a sign of headship. (TA.) A2: See also عِمَــارَةٌ.

عُمَــارَةٌ Hire, pay, or wages, of, or for, عِمَــارَة as signifying مَا يُــعْمَــرُ بِهِ المَكَانُ [see below]. (K, TA.) عِمَــارَةٌ [is an inf. n.: and often signifies Habitation and cultivation; or a good state of habitation and cultivation: b2: and is also expl. as signifying]

مَا يُــعْمَــرُ بِهِ المَكَانُ [That by which a place is rendered inhabited, peopled, well stocked with people and the like, colonized, cultivated, well cultivated, in a flourishing state, or in a state the contrary of desolate or waste or ruined; app. meaning, work, or labour, by which a place is rendered so; as it is immediately added in the K that عُمَــارَةٌ signifies hire, pay, or wages, of it, or for it; and the explanation which I have here given is agreeable with ancient and modern usage; to which it may be further added, that the measure (فِعَالَةٌ) is common to words signifying arts, occupations, or employments, as زِرَاعَةٌ and فِلَاحَةٌ &c.]. (K, TA.) b3: Also a subst. from عَمَــرَ الدَّارَ. (Msb.) [It has two significations, either of which may be meant in the Msb: The act, or art, of building a house: b4: and A building; a structure; an edifice: generally, accord. to modern usage, a public edifice: pl. عَمَــائِرُ. See also عُمْــرَانٌ.]

A2: Also The breast of a man. (TA.) b2: Hence, (TA,) عِمَــارَةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَمَــارَةٌ, (Msb, K,) the latter allowed by Kh, (O,) but the former is the more common, (Msb,) A great tribe, syn. قِبِيلَةٌ عَظِيمَةٌ, (Msb,) or حَىٌّ عَظِيمٌ, (O, K, TA,) that subsists by itself, migrating by itself, and abiding by itself, and seeking pasturage by itself: (O, TA:) or it is called by the former name because it peoples a land; and by the latter, because complex like a turban; (TA;) and ↓ عَمِــيرَةٌ signifies the same; or, as some say, all signify a بَطْن: (Ham p. 682:) or i. q. قَبِيلَةٌ and عَشِيرَةٌ: (S, O:) or less than a قبيلة: (O, K:) or less than a قبيلة and more than a بَطْن: (IAth, TA:) [see also شَعْبٌ:] or a body of men by which a place is peopled: (B, TA:) pl. عَمَــائِرُ. (TA.) A3: See also عَمَــارَةٌ, in two places.

عَمِــيرَةٌ: see the next preceding paragraph, near the end.

عَامِرٌ Living long. (Msb, TA.) b2: Remaining, continuing, staying, residing, dwelling, or abiding, in a place: (TA:) and thus, or remaining, &c., and congregated, in a pl. sense. (Mus'ab, O.) [Hence,] An inhabitant of a house: pl. عُمَّــارٌ. (TA.) And عُمَّــارُ البُيُوتِ The jinn, or genii, that inhabit houses. (S.) And عَوَامِرُ البُيُوتِ The serpents that are in houses: sing. عَامِرٌ and عَامِرَةٌ: accord. to some, they are so called because of the length of their lives. (TA.) b3: See also مُعْتَمِرٌ.

A2: Also i. q. ↓ مَــعْمــورٌ. (O, TA.) [See also عُمْــرَانٌ.] You say أَرْضٌ عَامِرَةٌ A land peopled; [colonized; cultivated; &c.] (TA.) [See عَمَــرَ.] And مَنْزِلٌ عَامِرٌ A place of abode inhabited [&c.]. (Msb.) And مَكَانٌ عَامِرٌ, and ↓ عَمِــيرٌ, (S, O, TA,) i. e. ذُو عِمَــارَةٍ [A place inhabited, peopled, well stocked with people and the like, in a flourishing state, in a state the contrary of desolate or waste or ruined]. (TA.) b2: It is applied also to that which has been a ruin or waste or the like [as meaning In a state of good repair; in a state the contrary of ruined or waste or desolate]; and so ↓ مَــعْمُــورٌ. (S, TA.) [Pl. عُمْــرَانٌ.]

A3: إِنَّهُ لَعَامِرٌ لِرَبِّهِ Verily he is a server, or worshipper, of his Lord. (TA.) A4: أُمُّ عَامِرٍ, (S, O, K,) and ↓ أُمُّ عَمْــرٍو, (K,) but the latter is extr., (TA,) The hyena; (S, O, K;) a metonymical surname, (S, O,) determinate, as applying to the species. (TA.) It is said in a prov., خَامِرى أُمَّ عَامِرِ أَبْشِرِى بِجَرَادٍ عَظْلَى وَكَمَرِ رِجَالٍ قَتْلَى [Hide thyself, O Umm-'Ámir: rejoice thou at the news of locusts cohering, and the glands of the penes of slain men: (in this prov., for كَمِّ, in the TA, I have substituted كَمَرٍ, which is the reading in variations of the prov.: see Freytag's Arab. Prov., i. 431:)] this being said by a man, [it is asserted that] the animal becomes obsequious to him, so that he muzzles it, and then drags it forth; for the hyena, says Az, is proverbial for its stupidity, and for its being beguiled with soft speech. (TA.) It is called امّ عامر, as though its young one were called عَامِرٌ, and it is so called by a Hudhalee poet: (L:) or its whelp is called العَامِرُ: (K:) but it is not known with ال in the compound name with the prefixed noun [امّ, nor, app., without امّ]. (MF, from the Expos. of the دُرَّة.) عَوْمَرَةٌ Clamour and confusion, (S, O, * K,) and evil, or mischief: (O:) or wearying contention or altercation. (TA in art. دقر.) مَــعْمَــرٌ A place of abode peopled, or inhabited: (so in a copy of the S:) a place of abode spacious, (O, TA,) agreeable, peopled or inhabited, (TA,) abounding with water and herbage, (S, O, * K, TA,) where people stay. (TA.) مِــعْمَــارٌ and ↓ مِــعْمَــارِىٌّ, of which latter مِــعْمَــارِيَّةٌ is the coll. n., An architect: both app. postclassical.]

مَــعْمُــورٌ: see عَامِرٌ, in two places. b2: دَارٌ مَــعْمُــورَةٌ A house inhabited by jinn, or genii. (Lh.) b3: البَيْتُ المَــعْمُــورُ is [The edifice] in heaven, (K,) in the third heaven, or the sixth, or the seventh, (Jel, in lii. 4,) or in the fourth, (O, Bd,) over, or corresponding to, the Kaabeh, (O, Jel, K,) which seventy thousand angels visit every day, [or seventy thousand companies of which every one consists of seventy thousand angels, (see دِحْيَةٌ,)] circuiting around it and praying, never returning to it: (O, * Jel:) or the Kaabeh: or the heart of the believer. (Bd.) A2: Also Served [or worshipped]. (TA.) مِــعْمَــارِىٌّ: see مِــعْمَــارٌ.

مُعْتَمِرٌ Visiting; a visiter. (S, K.) b2: Performing the religious visit called عُمْــرَة: (Kr, S:) having entered upon the state of إِحْرَام for the performance of that visit: (TA:) pl. مُعْتَمِرُونَ: and عُمَّــارٌ [a pl. of ↓ عَامِرٌ] is syn. with مُعْتَمِرُونَ. (Kr.) b3: And Betaking himself to a thing; aiming at it; purposing it. (K, TA.) A2: Also Having his head attired with an عَمَــارَة, i. e. a turban [&c.]. (AO, S.) مَا لَكَ مُعَوْمِرًا بِالنَّاسِ عَلَى بَابِى means Wherefore art thou congregating and detaining the people at my door? (Sgh, TA.) يَــعْمُــورٌ A kid: (IAar, S, O, K:) and a lamb: pl. يَعَامِيرُ. (IAar, S, O.)

عمــر: الــعَمْــر والــعُمُــر والــعُمْــر: الحياة. يقال قد طال عَمْــرُه وعُمْــرُه،

لغتان فصيحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَــعَمْــرُك فتحوا لا غير، والجمع

أَــعْمــار. وسُمِّي الرجل عَمْــراً تفاؤلاً أَن يبقى. والعرب تقول في

القسَم: لَــعَمْــرِي ولَــعَمْــرُك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه قال:

لَــعَمْــرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جني: ومما يجيزه

القياس غير أَن لم يرد به الاستــعمــال خبر الــعَمْــر من قولهم: لَــعَمْــرُك

لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو أُظهر خبره: لَــعَمْــرُك ما

أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ وقيل: الــعَمْــرُ

ههنا الدِّينُ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستــعمــل في القسَم إِلا مفتوحاً.

وفي التنزيل العزيز: لَــعَمْــرُك إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَــعْمَــهُون؛ لم يقرأْ

إِلا بالفتح؛ واستــعمــله أَبو خراش في الطير فقال:

لَــعَمْــرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً

على خالدٍ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ

(* قوله: «عذرة» هكذا في الأصل).

أَي لحم شريف كريم. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لَــعَمْــرُك أَي

لحياتك. قال: وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي، صلى الله عليه

وسلم. وقال أَبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لــعَمْــرُك

لَدِينُك الذي تَــعْمُــر وأَنشد لــعمــربن أَبي ربيعة:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً،

عَمْــرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان؟

قال: عَمْــرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ وأَنشد:

عَمْــرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِينا،

وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا

فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْــرَك الله. وقال الأَخفش في

قوله: لَــعَمْــرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد الــعُمْــرَ. وقال أَهل

البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَــعَمْــرُك المحلوفُ به. قال: وقال الفراء

الأَيْمان يَرْفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لَــعَمْــرُ الله وعَمْــر الله

أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه؛ قال: وإِذا قلت عَمْــرَك اللهَ فكأَنك قلت

بِتَــعْمِــيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء؛ وقول عمــر بن أَبي ربيعة:

عَمْــرَك اللهَ كيف يجتمعان

يريد: سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْــرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك. قال

الأَزهري: وتدخل اللام في لَــعَمْــرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء

فقلت: لَــعَمْــرك ولَــعَمْــرُ أَبيك، فإِذا قلت لَــعَمْــرُ أَبيك الخَيْرَ،

نَصَبْتَ الخير وخفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَــرَ الخيرَ يَــعْمُــرُه

عَمْــراً وعِمــارةً، فنصب الخير بوقوع الــعَمْــر عليه؛ ومَن خفض الخير جعله

نعتاً لأَبيك، وعَمْــرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبيد: سأَلت

الفراء لمَ ارتفع لَــعَمْــرُك؟ فقال: على إِضمار قسم ثان كأَنه قال وعَمْــرِك

فلَــعَمْــرُك عظيم، وكذلك لَحياتُك مثله، قال: وصِدْقُه الأَمرُ، وقال:

الدليل على ذلك قول الله عز وجل: اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم،

كأَنه أَراد: والله ليجمعنكم، فأَضمر القسم. وقال المبرد في قوله عَمْــرَك

اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شئت نصبته بواو حذفته

وعَمْــرِك

(* قوله: بواو حذفته وعمــرك إِلخ» هكذا في الأَصل). الله، وإِن شئت

كان على قولك عَمَّــرْتُك اللهَ تَــعْمِــيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم

وضعتَ عَمْــرَك في موضع التَّــعْمِــير؛ وأَنشد فيه:

عَمَّــرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا،

هل كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟

يريد: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: وفي لغة لهم رَــعَمْــلُك، يريدون

لَــعَمْــرُك. قال: وتقول إِنّك عَمْــرِي لَظَرِيفٌ. ابن السكيت: يقال لَــعَمْــرُك

ولَــعَمْــرُ أَبيك ولَــعَمْــرُ الله، مرفوعة. وفي الحديث: أَنه اشترى من أَعرابي

حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابيّ:

عَمْــرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَــعْمِــيرَك وأَن يُطيل عُمْــرك،

وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّــرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ. وفي حديث

لَقِيط: لَــعَمْــرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه. وقالوا: عَمْــرَك اللهَ

افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة، بالنصب، وهو

من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ

إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّــرْتُك اللهَ تَــعْمِــيراً فحذفت زيادته فجاء على

الفعل. وأُــعَمِّــرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله

بطول عُمْــرِه؛ قال:

عَمَّــرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني

أَلْوِي عليك، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي

الكسائي: عَمْــرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب على معنى عَمَــرْتُك اللهَ أَي

سأَلت الله أَن يُــعَمِّــرَك، كأَنه قال: عَمَّــرْتُ الله إِيَّاك. قال:

ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْــرَ اللهِ، وهو قبيح.

وعَمِــرَ الرجلُ يَــعْمَــرُ عَمَــراً وعَمــارةً وعَمْــراً وعَمَــر يَــعْمُــرُ

ويَــعْمِــر؛ الأَخيرة عن سيبويه، كلاهما: عاشَ وبقي زماناً طويلاً؛ قال

لبيد:وعَمَــرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ،

لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ

وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير:

لئن عَمِــرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ،

لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا

ومنه قولهم: أَطال الله عَمْــرَك وعُمْــرَك، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا

أَنه استــعمــل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح.

وعَمَّــرَه اللهُ وعَمَــرَه: أَبقاه. وعَمَّــرَ نَفْسَه: قدَّر لها قدْراً

محدوداً. وقوله عز وجل: وما يُــعَمَّــرُ مِن مُــعَمَّــرٍ ولا يُنْقَص من

عُمُــرِه إِلا في كتاب؛ فسر على وجهين، قال الفراء: ما يُطَوَّلُ مِن عُمُــرِ

مُــعَمَّــر ولا يُنْقَص من عُمُــرِه، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء

كأَنه الأَول؛ ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفُه؛ المعنى ونصف آخر، فجاز

أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية

الأَول؛ قال: وفيها قول آخر: ما يُــعَمَّــر مِن مُــعَمَّــرٍ ولا يُنْقَص مِن

عُمُــرِه، يقول: إِذا أَتى عليه الليلُ، والنهار نقصا من عُمُــرِه، والهاء في

هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه

شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب، وكلٌّ حسن، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب، وهو

قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير.

والــعُمْــرَى: ما تجعله للرجل طولَ عُمُــرِك أَو عُمُــرِه. وقال ثعلب:

الــعُمْــرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول: هذه لك عُمُــرَك أَو

عُمُــرِي، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية.

وقد عَمَــرْتُه أَياه وأَــعْمَــرْته: جعلتُه له عُمُــرَه أَو عُمُــرِي؛

والــعُمْــرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى. وفي الحديث: لا تُــعْمِــرُوا ولا

تُرْقِبُوا، فمن أُــعْمِــرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده، وهي

الــعُمْــرَى والرُّقْبَى. يقال: أَــعْمَــرْتُه الدار عمْــرَى أَي جعلتها له

يسكنها مدة عُمــره فإِذا مات عادت إِليَّ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية

فأَبطل ذلك، وأَعلمهم أَن من أُــعْمِــرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو

لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ

فيها مختلفون: فمنهم من يــعمــل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من

يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث. قال الأَزهري: والرُّقْبى أَن يقول الذي

أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك. وأَصل

الــعُمْــرَى مأَخوذ من الــعُمْــر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة، فأَبطل

النبي، صلى الله عليه وسلم، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة؛ قال: وهذا الحديث

أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة

جائزة والشرط باطل؛ وفي الصحاح: أَــعْمَــرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو

إِبِلاً؛ قال لبيد:

وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى،

وما المالُ إِلا مُــعْمَــراتٌ وَدائِعُ

وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ،

ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك. ويقال: لك في هذه الدار

عُمْــرَى حتى تموت.

وعُمْــرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نسب إِلى الــعُمْــر، وقيل: هو العُبْرِيّ من

السدر، والميم بدل. الأَصمعي: الــعُمْــرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم،

على نهر كان أَو غيره، قال: والضّالُ الحديثُ منه؛ وأَنشد قول ذي الرمة:

قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي،

ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا

(* قوله: «إِذا تجوفت» كذا بالأصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر

بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس).

وقال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار. وفي حديث محمد بن

مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوي

(* قوله: «قال الراوي» بهامش

الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما قاله

الصاغاني كتبه محمد مرتضى) لحديثهما. ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما

مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْــرِيَّة، فجعل كل

واحد منهما يلوذ بها من صاحبه، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما

يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق

فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه. قال ابن الأَثير: الشجرة

الــعُمْــريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْــرٌ طويل. يقال للسدر

العظيم النابت على الأَنهار: عُمْــرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب. ويقال: عَمَــر

اللهُ بك منزِلَك يَــعْمُــره عِمــارة وأَــعْمَــره جعلَه آهِلاً. ومكان

عامِرٌ: ذو عِمَــارةٍ. ومكان عَمِــيرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهري: ولا يقال أَــعْمَــر

الرجلُ منزلَه بالأَلف. وأَــعْمَــرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً. وثوبٌ

عَمِــيرٌ أَي صَفِيق. وعَمَــرْت الخَرابَ أَــعْمُــره عِمــارةً، فهو عامِرٌ أَي

مَــعْمــورٌ، مثل دافقٍ أَي مدفوق، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة. وعَمَــر الرجلُ

مالَه وبيتَه يَــعْمُــره عِمــارةً وعُمــوراً وعُمْــراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو

حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل:

أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً، ولم يَكُنْ

كما ضَنَّ عن عُمْــرانِها بالدراهم

ويقال: عَمِــرَ فلان يَــعْمَــر إِذا كَبِرَ. ويقال لساكن الدار: عامِرٌ،

والجمع عُمّــار.

وقوله تعالى: والبَيْت المَــعْمــور؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء

بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه.

والمَــعْمــورُ: المخدومُ. وعَمَــرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته. وعَمَــر

المالُ نَفْسُه يَــعْمُــرُ وعَمُــر عَمــارةً؛ الأَخيرة عن سيبويه، وأَــعْمَــره

المكانَ واسْتَــعْمَــره فيه: جعله يَــعْمُــره. وفي التنزيل العزيز: هو أَنشأَكم من

الأَرض واسْتَــعْمَــرَكم فيها؛ أَي أَذِن لكم في عِمــارتها واستخراجِ

قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّــارَها.

والمَــعْمَــرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه؛

قال طرفة

بن العبد:

يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَــعْمَــرِ

ومنه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض

مَــعْمَــرا أَي يبغين لك منزلاً، كقوله تعالى: يَبْغُونها عِوَجاً؛ وقال أَبو

كبير:

فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه،

فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَــعْمَــرِ

والفاء هناك في قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة وقد زيدت في غير موضع؛ منها

بيت الكتاب:

لا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي

فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة، وذلك لأَن الظرف

مــعمــول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف

بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يــعمــل فيما قبلها، فإِذا كان ذلك

كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة. ويقال: أَتَيْتُ

أَرضَ بني فلان فأَــعْمَــرْتُها أَي وجدتها عامِرةً. والــعِمَــارةُ: ما

يُــعْمَــر به المكان. والــعُمَــارةُ: أَجْرُ الــعِمَــارة. وأَــعْمَــرَ عليه:

أَغناه.والــعُمْــرة: طاعة الله عز وجل. والــعُمْــرة في الحج: معروفة، وقد اعْتَمر،

وأَصله من الزيارة، والجمع الــعُمَــر. وقوله تعالى: وأَتِمُّوا الحجَّ

والــعُمْــرة لله؛ قال الزجاج: معنى الــعُمْــرة في الــعمــل الطوافُ بالبيت والسعيُ

بين الصفا والمروة فقط، والفرق بين الحج والــعُمْــرةِ أَن الــعُمْــرة تكون

للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في

السنة؛ قال: ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة

وعشر من ذي الحجة، وتمامُ الــعُمْــرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا

والمروة، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة. والــعُمْــرة: مأَخوذة

من الاعْتِمار، وهو الزيارة، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما

خُصَّ بهذا لأَنه قصد بــعمــل في موضع عامر، ولذلك قيل للمُحْرِم بالــعُمْــرةِ:

مُعْتَمِرٌ، وقال كراع: الاعْتِمار الــعُمْــرة، سَماها بالمصدر. وفي الحديث

ذكرُ الــعُمْــرة والاعْتِمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في

الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة. وفي حديث الأَسود قال:

خرجنا عُمّــاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فقال: أَحَلَقْتم

الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّــاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قال الزمخشري: ولم

يجئ فيما أَعلم عَمَــر بمعنى اعْتَمَر، ولكن عَمَــر اللهَ إِذا عبده، وعَمَــر

فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما، وهو يَــعْمُــر ربَّه أَي يصلي ويصوم. والــعَمَــار

والــعَمَــارة: كل شيء على الرأْس من عمــامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو

غير ذلك. وقد اعْتَمَر أَي تــعمّــم بالــعمــامة، ويقال للمُعْتَمِّ:

مُعْتَمِرٌ؛ ومنه قول الأَعشى:

فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى،

سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا الــعَمــارا

أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له.

واعْتَمرة أَي زارَه؛ يقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً؛ ومنه

قول أَعشى باهلة:

وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ،

وراكِبٌ، جاء من تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ

قال الأَصمعي: مُعْتَمِر زائر، وقال أَبو عبيدة: هو متــعمــم بالــعمــامة؛

وقول ابن أَحمر:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها،

كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ

فيه قولان: قال الأَصمعي: إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ

أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمــرة الحج

لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد، وقال غيره: يريد أَنهم في مفازة بعيدة من

المياه فإِذا رأَوْا فرقداً، وهو ولد البقرة الوحشية، أَهلّوا أَي

كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء. ويقال للاعْتِمار: القصد.

واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وقصد له: قال العجاج:

لقد غَزَا ابنُ مَــعْمَــرٍ، حين اعْتَمَرْ،

مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ

المعنى: حين قصد مَغْزًى بعيداً. وضبَرَ: جَمعَ قوائمه ليَثِبَ.

والــعُمْــرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها، فإِن نقلها إِلى

أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابي.

والــعَمَــارُ: الآسُ، وقيل: كل رَيْحانٍ عَمَــارٌ. والــعَمّــارُ: الطَّيِّب

الثناء الطَّيِّب الروائح، مأْخوذ من الــعَمَــار، وهو الآس.

والــعِمَــارة والــعَمــارة: التحيّة، وقيل في قول الأَعشى «ورفعنا الــعمــارا»

أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّــرك الله وقيل: الــعَمَــارُ ههنا

الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفُرْس ميُوران، فإِذا دخل عليهم

داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده

«ووَضَعْنا الــعَمــارا» فالذي يرويه ورفعنا الــعَمَــارا، هو الريحان أَو الدعاء

أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له، والذي يرويه «ووضعنا الــعمــارا» هو

الــعِمَــامة؛ وقيل: معناه عَمّــرَك اللهُ وحيّاك، وليس بقوي؛ وقيل:

الــعَمــارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن

سيده: ولا أَدري كيف هذا.

ورجل عَمّــارٌ: مُوَقًّى مستور مأْخوذ من الــعَمَــر، وهو المنديل أَو غيره،

تغطّي به الحرّة رأْسها. حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: إِن الــعَمَــرَ

أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في

كمها؛ وأَنشد:

قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَــرْ

وحكى ابن الأَعرابي: عَمَــر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي

عابدٌ. وحكى اللحياني عن الكسائي: تركته يَــعمــرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم.

ابن الأَعرابي: يقال رجل عَمّــار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام. ورجل

عَمّــار، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ:

مأْخوذ من الــعَمِــير، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على

الــعمــل، قال: وعَمّــارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على

السلطان، مأْخوذ من الــعَمــارةِ، وهي الــعمــامة، وعَمّــارٌ مأْخوذ من الــعَمْــر، وهو

البقاء، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى

أَن يموت. قال: وعَمّــارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ من الــعَمَــرات، وهي

اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هذا كله

محكى عن ابن الأَعرابي. اللحياني: سمعت العامِريّة تقول في كلامها: تركتهم

سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك

فقال: مقيمين مجتمعين.

والــعِمَــارة والــعَمــارةُ: أَصغر من القبيلة، وقيل: هو الحيُّ العظيم الذي

يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وهي من الإِنسان

الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَــارة بــعِمــارة الصدر، وجمعها عمــائر؛ ومنه

قول جرير:

يَجُوسُ عِمــارة، ويَكُفّ أُخرى

لنا، حتى يُجاوزَها دَليل

قال الجوهري: والــعَمَــارة القبيلة والعشيرة؛ قال التغلبي:

لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمــارةٍ

عَرُوِّضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ

وعَمــارة خفض على أَنه بدل من أُناس. وفي الحديث: أَنه كتب لِــعَمَــائر

كَلْب وأَحْلافها كتاباً؛ الــعَمَــائرُ: جمع عمــارة، بالكسر والفتح، فمن فتح

فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالــعَمــارة الــعِمــامةِ، ومن كسر فلأَن بهم عِمــارةَ

الأَرض، وهي فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم

الــعَِمــارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ. والــعَمْــرة: الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها

النظم، وبها سميت المرأَة عَمْــرة؛ قال:

وعَمْــرة مِن سَرَوات النسا

ءِ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها

وقيل: الــعَمْــرة خرزة الحُبّ. والــعَمْــر: الشَّنْف، وقيل: الــعَمْــر حلقة

القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط. والــعَمَّــار: الزَّيْن في

المجالس، مأْخوذ من الــعَمْــر، وهو القرط.

والــعَمْــر: لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن. وفي الحديث: أَوْصاني

جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمــورِي؛ الــعُمُــور: منابت الأَسنان

واللحم الذي بين مَغارِسها، الواحد عَمْــر، بالفتح، قال ابن الأَثير: وقد

يضم؛ وقال ابن أَحمر:

بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ الــعَمْــرُ،

وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ

والجمع عُمــور، وقيل: كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْــر. وقد قيل: إِنه

أَراد الــعُمْــر. وجاء فلان عَمْــراً أَي بطيئاً؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف،

وتبع أَبا عبيد كراع، وفي بعضها: عَصْراً.

اللحياني: دارٌ مَــعْمــورة يسكنها الجن، وعُمَّــارُ البيوت: سُكّانُها من

الجن. وفي حديث قتل الحيّات: إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها

شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحيّات التي تكون في

البيوت، واحدها عامِرٌ وعامرة، قيل: سميت عَوامِرَ لطول أَــعمــارها.

والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يقال: تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ

وجَلبة.والــعُمَــيْرانِ والــعُمَــيْمِرانِ والــعَمَّــرتان

(* قوله: «الــعمــرتان» هو

بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب

شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني). والــعُمَــيْمِرتان: عظمان صغيران

في أَصل اللسان.

واليَــعْمــورُ: الجَدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ

وصغارُ الضأْن، واحدها يَــعْمــور؛ قال أَبو زيد الطائي:

ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً،

مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير

أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف. قال

الأَزهري: وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً، وهو خطأٌ. قال ابن سيده: واليَــعْمــورة

شجرة، والــعَمِــيرة كُوَّارة النَّحْل.

والــعُمْــرُ: ضربٌ من النخل، وقيل: من التمر.

والــعُمــور: نخلُ السُّكَّر

(* قوله: «السكر» هو ضرب من التمر جيد).

خاصة، وقيل: هو الــعُمُــر، بضم العين والميم؛ عن كراع، وقال مرة: هي الــعَمْــر،

بالفتح، واحدتها عَمْــرة، وهي طِوال سُحُقٌ. وقال أَبو حنيفة: الــعَمْــرُ نخل

السُّكّر، والضم أَعلى اللغتين. والــعَمْــرِيّ: ضرب من التمر؛ عنه أَيضاً.

وحكى الأَزهري عن الليث أَنه قال: الــعَمْــر ضرب من النخيل، وهو السَّحُوق

الطويل، ثم قال: غلظ الليث في تفسير الــعَمْــر، والــعَمْــرُ نخل السُّكَّر،

يقال له الــعُمُــر، وهو معروف عند أَهل البحرين؛ وأَنشد الرياشي في صفة

حائط نخل:

أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ،

مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُــرُه،

بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ

والتَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّيّ، وهو من خير تُمْران هجَر، أَسود عذب

الحلاوة. والــعُمُــر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غير سحوق. قال: وكان

الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن

تأْليفه ما فسر الــعُمُــرَ هذا التفسير، قال: وقد أَكلت أَنا رُطَبَ الــعُمُــرِ

ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها،

ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه.

ابن الأَعرابي: يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِــير إِتباع؛ قال الأَزهري:

هكذا قال بالعين.

والــعَمَــرانِ: طرفا الكُمّين؛ وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ

على عَمَــرَيْهِ، بفتح العين والميم، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في

الغريبين وغيره. وعَمِــيرة: أَبو بطن وزعمــها سيبويه في كلْب، النسبُ إِليه

عَمِــيرِيّ شاذ، وعَمْــرو: اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَــر

وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها، والجمع أَــعْمُــرٌ وعُمــور؛ قال الفرزدق

يفتخر بأَبيه وأَجداده:

وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ،

وعَمــرو الخير إِن ذُكِرَ الــعُمــورُ

الباذِخاتُ: المراتب العاليات في الشرف والمجد. وعامِرٌ: اسم، وقد يسمى

به الحيّ؛ أَنشد سيبويه في الحي:

فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة،

دَعَوْا: يا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر

وأَما قول الشاعر:

وممن ولَدُوا عامِـ

ـرُ ذو الطُّول وذو العَرْض

فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو

ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ، كقول الآخر:

قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه:

مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ؟

تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ،

قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ

أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول

لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَــر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل

عنه في حال الصفة لقيل الــعُمَــر يُراد العامِر. وعامِرٌ: أَبو قبيلة، وهو

عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وعُمَــير وعُوَيْمِر

وعَمَّــار ومَــعْمَــر وعُمــارة وعِمْــران ويَــعْمَــر، كلها: أَسماء؛ وقول

عنترة:أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها

لِتَقْتُلَني؟ فها أَنا ذا عُمــارا

هو ترخيم عُمــارة لأَنه يهجو به عُمــارةَ بن زياد العبسي. وعُمــارةُ بن

عقيل بن بلال بن جرير: أَدِيبٌ جدّاً. والــعَمْــرانِ: عَمْــرو بن جابر بن هلال

بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة، وبَدْر بن عمــرو بن جُؤيّة بن

لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابن السكيت

لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما:

إِذا اجتمع الــعَمْــران: عَمْــرو بنُ جابر

وبَدْرُ بن عَمْــرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا

وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما،

جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا

والعامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن

كلاب وهو أَبو علي. والــعُمَــران: أَبو بكر وعُمَــر، رضي الله تعالى عنهما،

وقيل: عمــر يبن الخطاب وعمــر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ

الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ الــعُمَــرَيْنِ قبل خلافة عُمَــر بن عبد العزيز

لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ الــعُمَــرَيْن. قال الأَزهري:

الــعُمَــران أَبو بكر وعمــر، غُلِّبَ عُمَــر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان

قيل كيف بُدِئ بِــعُمَــر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب

تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم

يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه

افْتِئات على عمــر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس

ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع

المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لــعُمَــر، رضي الله عنه، وكان

قوله غُلِّب عُمــر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه

العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد

كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول

أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه

الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ

في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل

فلا يقال عن عمــر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه. وروي عن قتادة:

أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى الــعُمَــران فما بينهما من

الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة الــعُمَــران فما بينهما أَنه

عُمــر بن الخطاب وعُمَــر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَــر

خليفةٌ. وعَمْــرَوَيْهِ: اسم أَعجمي مبني على الكسر؛ قال سيبويه: أَما

عَمْــرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية

وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا

ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل

وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع؛ قال الجوهري: إِن

نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بــعَمْــرَوَيْهِ وعَمْــرَوَيْهٍ آخر، وقال:

عَمْــرَوَيْه شيئان جعلا واحداً، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه، وذكر المبرد في

تثنيته وجمعه الــعَمْــرَوَيْهانِ والــعَمْــرَوَيْهُون، وذكر غيره أَن من قال

هذا عَمْــرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه،

ولم يشرطه المبرد. ويحيى بن يَــعْمَــر العَدْوانيّ: لا ينصرف يَــعْمَــر لأَنه

مثل يَذْهَب. ويَــعْمَــر الشُِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب. وأَبو عَمْــرة:

رسولُ المختار

(* قوله: «المختار» أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس).

وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به. وأَبو

عَمْــرة: الإِقْلالُ؛ قال:

إِن أَبا عَمْــرة شرُّ جار

وقال:

حلّ أَبو عَمْــرة وَسْطَ حُجْرَتي

وأَبو عَمْــرة: كنية الجوع. والــعُمُــور: حيٌّ من عبد القيس؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً

لِرُكْبانِ شَنٍّ والــعُمُــورِ وأَضْجَما

شَنٌّ: من قيس أَيضاً. والأَضْجَم: ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة. وبنو

عمــرو بن الحرث: حيّ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:

لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم،

ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَــعَمَّــرا

قيل: معنى مَن تَــعَمَّــر انتسب إِلى بني عمــرو بن الحرث، وقيل: معناه من

جاء الــعُمْــرة. واليَــعْمَــريّة: ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من

الشَّرَبّة. واليَعامِيرُ: اسم موضع؛ قال طفيل الغنوي:

يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم:

لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ

(* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع «فيه» مكان «لغدٍ» هذا إِذا كان

اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه).

وأَبو عُمَــيْر: كنية الفَرْج. وأُمُّ عَمْــرو وأُم عامر، الأُولى نادرة:

الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع؛ قال الراجز:

يا أُمَّ عَمْــرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى،

مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى

وقال الشنفرى:

لا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم

عليكم، ولكن أَبْشِري، أُمَّ عامر

يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ ومنه قول الهذلي:

وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص،

به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ

ومن أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عامر، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ

رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ له حتى يكْــعَمــها ثم يجرّها ويستخرجها. قال: والعرب

تضرب بها المثل في الحمق، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله

لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول؛ يضرب مثلاً لمن

يُخْدع بلين الكلام.

ع م ر
. الــعُمْــرُ بالفَتْح وبالضّمّ وبضَمَّتَيْن: الحَيَاةُ، يقالُ: قد طَال عَمْــرُه وعُمْــرُه، لُغَتَان فَصِيحَتان. فإِذا أَقْسَمُوا فَقَالُوا: لَــعَمْــرُكَ، فَتَحُوا لَا غير، كَمَا سيأَتِي قَرِيبا، ج أَــعْمَــارٌ، وَفِي البَصَائر للمصنِّف: الــعَمْــرُ والــعُمْــرُ واحدٌ، لَكِن خُصَّ القَسَمُ بالمَفْتُوحَة. وَفِي الْمُحكم: سُمِّىَ الرَّجُلُ عَمْــراً تَفَاؤُلاً أَنْ يَبْقَى. وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصائر: والــعَمْــرُ والــعُمْــرُ اسمٌ لِمُدّةِ عِمَــارَة البَدَنِ بالحَيَاةِ فَهُوَ دون البَقَاءِ، فإِذا قيلَ: طَال عُمْــرُه، فمَعْنَاهُ عِمَــارَةُ بَدَنِه برُوحِه، وإِذا قيل: طالَ بَقاؤُه، فلَيْسَ يَقْتَضِي ذَلِك، لأَنّ البَقَاءَ ضِدّ الفَنَاءِ. ولفَضْلِ البَقَاءِ على الــعُمــرِ وُصِفَ اللهُ تعالَى بِهِ وقَلَّمَا وُصِفَ بالــعُمْــرِ. والــعُمْــرُ بالضَّمّ: المَسْجِد، والبَيعَةُ، والكَنيسَة، سُمِّيَتْ باسْمِ المَصْدَر لأَنّه يُــعْمَــرُ فِيهَا، أَي يُعْبَد. والــعَمْــرُ، بالفَتْح: الدِّينُ، بكَسْر الدالِ المُهْمَلَة، قيل: وَمِنْه قَولُهم فِي القَسَمِ: لَــعَمْــرِي ولَــعَمْــرُكَ.
وَفِي التَّنْزِيل: لَــعَمْــرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَــعْمَــهُون لم يُقْرَأْ إِلاّ بالفَتْح. ورُوِىَ عَن ابْن عَبّاسٍ فِي قَوْله تَعالى: لَــعَمْــرُك، أَي لَحَياتُك. قَالَ: وَمَا حَلف اللهُ بحياة أَحد إِلاّ بِحَيَاةِ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: النَّحْوِيُّون يُنْكِرُون هَذَا، وَيَقُولُونَ: مَعْنَى لَــعَمْــرُك، لَدِينُك الّذي تَــعْمُــر.
وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي معنى الْآيَة: لَعَيْشُك، وإِنّمَا يُرِيد الــعُمْــرَ. وَقَالَ أَهْلُ البَصْرَةِ: أَضْمَر لَهُ مَا يَرْفَعُه: لَــعَمْــرُكَ المَحْلُوفُ بِهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: الأَيمانُ تَرْفَعُها جَواباتُها. وَقَالَ ابنُ جِنِّى: ومِمَّا يُجِيزُه القِياسُ غيرَ أَنّه لمْ يَرِدْ بِهِ الاسْتِــعمــالُ خَبَرُ الــعَمْــرِ من قَوْلهم: لَــعَمْــرُك لأَقُومَنّ، فَهَذَا مُبْتَدَأٌ محذُوفُ الخَبَرِ، وأَصلُه لَو أُظهِر خَبَرُهُ: لَــعَمْــرُك مَا أُقْسم بِهِ، فصارَ طُولُ الكَلام بجَوابِ القَسَم عِوَضاً من الخَبَرِ. ويُحَرَّك. والــعَمْــرُ: لَحْمُ مَا بَيْنَ مَغَارِسِ الأَسْنانِ أَو هُوَ لَحْم من اللِّثَةِ سائلٌ بَيْنَ كُلّ سِنَّيْنِ. قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ الــعَمْــرُ ... وتَبدَّلَ الإِخوانُ والدَّهْرُ)
قَالَ ابنُ الأَثِير: وَقد يُضَمّ، ج عُمُــور، بالضَّمّ. وَفِي الحَدِيث: أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواكِ حتّى خَشِيتُ على عُمُــوري. وَقيل: الــعُمُــور: مَنَابِتُ الأَسْنَانِ. والــعَمْــرُ: الشَّنْفُ. وَقيل: الــعَمْــر: حَلْقَة القُرْطِ العُليَا، والخَوْقُ: حَلْقَةُ أَسْفَلِ القُرْط. وَقيل: كُلُّ مُسْتَطِيلٍ بَيْنَ سَنَّتَيْنِ عَمْــرٌ. والــعَمْــرُ: الشَّجَرُ الطِّوَالُ، الواحِدَة عَمْــرَةٌ. وَفِي التكملة: الــعَمْــرُ، بالفَتْح، والــعُمُــر، بضَمَّتَيْن: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، وَهُوَ السَّحُوقُ الطَّوِيلُ وقيلَ: بل هُوَ نَخْلُ السُّكَّرِ، سَحُوقاً كانَ أَو غَيْرَ سَحُوقٍ. وَفِي بعض النُّسخ: مَحَلُّ السُكَّرِ وَهُوَ غَلَطٌ. والسُّكَّر: ضَرْبٌ من التَّمْرِ جَيِّدٌ، وَقد تَقَدَّم، والضَّمُّ أَعْلَى اللُّغَتَيْن، قَالَه) أَبو حَنِيفَةَ. وحكَى الأَزْهَريُّ عَن اللَّيْث أَنّه قَالَ: الــعَمْــرُ: ضَرْبٌ من النَّخِيل، وَهُوَ السَّحُوقُ الطَّوِيلُ. ثمَّ قَالَ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِير الــعَمْــرِ، والــعَمْــرُ نَخْلُ السُّكَّر، يُقَال لَهُ الــعَمْــرُِ، وَهُوَ معروفٌ عِنْد أَهْلِ البَحْرَيْنِ. وأَنشد الرِّياشيّ فِي صِفَةِ حائطِ نَخْلٍ:
(أَسْوَدُ كاللَّيْل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ ... مُخالِطٌ تَعْضُوضُه وعُمُــرُهْ)
بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَليلٍ قَشَرُهْ والتَّعْضوضُ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ. والــعُمُــرُ: نَخْل السُكَّرِ، سَحوقاَ أَو غَيْرَ سَحُوق. قَالَ: وَكَانَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ من أَعْلَمِ النَّاسِ بالنَّخِيلِ وأَلْوَانِه، وَلَو كانَ الكتَابُ من تَأْلِيفِه مَا فَسَّر الــعُمُــرَ هَذَا التَّفْسِيرِ. قَالَ: وَقد أَكَلْتُ أَنا رُطَبَ الــعُمــرِ ورُطَب التَّعْضُوض وخَرَفْتُهُما مِن صِغَار النَّخْل وعَيْدَانهَا وجَبّارهَا، وَلَوْلَا المُشَاهَدَة لكُنْتُ أَحَدَ المُغْتَرِّين باللَّيْثِ وخَلِيلِه، وَهُوَ لِسَانُه. انتَهَى. قَالَ الصاغانيّ: وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي الــعُمُــرِ للمَرّارِ بن مُنْقِذ:
(عَبَقُ العَنْبَرِ والمِسْكِ بهَا ... فَهْيَ صَفْراءُ كعُرْجُونِ الــعُمُــرْ)
وَقَالَ فِي الــعَمْــر، بالفَتْح: وَفِي الحَدِيث: كَانَ ابنُ أَبي لَيْلَى يَسْتَاكُ بِعَراجِينِ الــعَمْــر. قَالَ: والــعَمْــرُ أَكْثَرُ اللُّغَتَيْنِ، وهذَا أَحَدُ وُجُوهِ اشْتِقَاقِ اسْم عَمْــروٍ، وَهِي، هَكَذَا فِي النُّسخ كُلّهَا، ولَعَلَّه: وَهُوَ أَي الــعَمْــرُ تَمْرٌ جَيِّد معروفٌ بالبَحْرَينِ. والــعَمْــرىّ، بالفَتْح وياءِ النِّسْبَة. وَفِي بعض النُّسَخ: والــعَمْــرَى أَي كَسَكْرَى هَكَذَا هُوَ مضبوط، والأُوْلَى الصَّوُاب: تَمْرٌ آخَرُ، أَي ضَرْبٌ مِنْهُ عَذْبٌ قَالَه أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً. وقالُوا فِي القَسَم: عَمْــرَ اللهِ مَا فَعَلْتُ كَذَا، وعَمْــرََك الله مَا فَعَلْتُ كَذَا، وعَمْــرََك اللهَ افْعَلْ كَذَا، وإِلاّ فَعَلْتَ كَذَا، وإِلاّ مَا فَعَلْتَ كَذا، على الزِّيَادَة بالنَّصْبِ، وَهُوَ من الأَسْمَاءِ المَوْضُوعَة مَوْضِعَ المَصادِر المَنْصُوبَة على إِضْمارِ الفِعْل المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، وأَصْلُه من عَمَّــرْتُكَ الله تَــعْمِــيراً فحُذِفَتْ زِيَادَتهُ فجاءَ على الفِعْل. وأُــعَمِّــرُكَ الله أَنْ تَفْعَل كَذَا، كأَنَّك تُحَلِّفُه باللهِ وتَسْأَلُه بطُولِ عُمْــرِه قَالَ:
(عَمَّــرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ فإِنَّنِي ... أَلْوِى عَلَيْكَ لوَ أنّ لُبَّكَ يَهْتَدِي)
وَقَالَ الكِسائيّ: عَمْــرَكَ اللهَ لَا أَفْعَلُ ذَاك، نُصِبَ عبى معنَى: عَمَّــرتُك اللهَ، أَي سَأَلْتُ الله أَن يُــعَمِّــرَك، كأَنَّهُ قَال: عَمَّــرْتُ الله إِيّاكَ. قَالَ: ويُقال إِنّه يَمِينٌ بغَيْرِ وَاوٍ. وقَدْ يَكُونُ: عَمْــرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيحٌ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: مَعْنَى عَمْــرَكَ اللهَ: عبادَتَك اللهَ، فنُصِبَ، وأَنشد:
(عَمْــرَكِ اللهَ سَاعَة حَدِّثِينَا ... وذَرِينَا مِن قَوْل مَنْ يُؤْذِينَا)
) فَأَوْقَعَ الفِعْل على اللهِ عَزّ وجلّ فِي قَوْله: عَمْــرَكَ اللهَ. وَفِي الصّحَاح: مَعْنَى لَــعَمْــرُ اللهِ وعَمْــرُ اللهِ: أَحْلِفُ ببَقاءِ الله ودَوامهِ. وإِذا قُلْتَ: عَمْــرَكَ اللهَ، فكأَنَّكَ قُلْتَ: بتَــعْمِــيرِك اللهَ، أَي بإِقْرارِك لَهُ بالبَقَاءِ. وقَولُ عُمَــرَ بنِ أَبي رَبِيعَةَ:
(أَيُّهَا المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً ... عَمْــرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمَعانِ)
يُرِيد: سأَلتُ اللهَ أَنْ يُطيلَ عُمْــرَكَ، لأَنّه لم يُرِد القَسَم بذلك. أَوْ لَــعَمْــرُ اللهِ، أَي وبَقاءِ اللهِ. فإِذا سَقَطَ اللامُ نُصِبَ انْتصابَ المَصَادر، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وتَدْخُل الّلامُ فِي لَــعَمْــرُكَ، فإِذا أَدْخَلْتَها رَفَعْتَ بهَا بالابْتِداءِ فقُلْتَ: لَــعَمْــرُك، ولَــعَمْــرُ أَبِيكَ. فإِذا قُلْتَ: لَــعَمْــرُ أَبِيكَ الخَيْر، نَصَبْتَ الخَيْر وخَفَضْتَ. فَمَنْ نَصَبَ أَرادَ أَنَّ أَباكُ عَمَــرَ الخَيْرَ يَــعْمُــرُه عَمْــراً وعِمَــارةً، فنَصَبَ الخَيْرَ بوُقُوع الــعَمْــرِ عَلَيْهِ. ومَنْ خَفَضَ الخَيْرَ جعله نَعْتاً لأَبِيكَ. قَالَ أَبو عُبَيْد: سأَلْتُ الفَرّاءَ: لِمَ ارْتَفَعَ لــعَمْــرُك فَقَالَ: علَى إِضْمارِ قَسَمٍ ثَان، كأَنّه قَالَ: وعَمْــرِكَ فلَــعَمْــرُك عظيمٌ، وَكَذَلِكَ لَحَياتُك مِثلُه. أَو عَمْــرَكَ اللهَ، أَيْ أُذكِّرُكَ اللهَ تَذْكِيراً، قَالَ المُبَرِّدُ فِي قَوْله عَمْــرَكَ اللهَ: إِنْ شِئْتَ جعلتَ نَصْبَهُ بفِعْل أَضْمَرْتَه، وإِن شِئْتَ نَصَبْتَه بواو حَذَفْتَه، وعَمْــرِكَ اللهَ وإِنْ شئْتَ كَانَ على قَوْلك: عَمَّــرْتُكَ اللهَ تَــعْمِــيراً، ونَشَدْتُك اللهَ نَشْداً، ثُمَّ وَضَعْتَ عَمْــرَك فِي مَوْضِع التَّــعْمِــيرِ. وأَنشد فِيهِ:
(عَمَــرْتُكِ اللهَ إِلاَّ مَا ذَكَرْتِ لَنا ... هَل كُنْتِ جارتَنَا أَيّامَ ذِي سَلَمِ)
يُرِيد ذَكَّرْتُكِ اللهَ. قَالَ الأَزهريّ: وَفِي لُغَةٍ لَهُم: رَــعَمْــلُك يُرِيدون لَــعَمْــرُك. قَالَ: وتَقُولُ: إِنّك عَمْــرِي لَظَرِيفٌ. قلتُ: وأَنشد الزَّمَخْشَريّ قولَ عُمَــارةَ بن عَقِيل الحَنْظَليّ:
(رَــعَمْــلُكَ إِنَّ الطائرَ الواقِعَ الّذِي ... تعرّضَ لي منْ طائرٍ لَصَدُوقُ)
وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: لَــعَمْــرُك ولَــعَمْــرُ أَبِيكَ، ولَــعَمْــرُ اللهِ، مَرْفُوعة. وَفِي حَدِيث لَقيط: لَــعْمُــر إِلهِك: هُوَ قَسَمٌ ببَقاءِ الله تَعَالَى ودَوامه. وجاءَ فِي الحَدِيثِ النَّهْىُ عَن قَوْلِ الرَّجُل فِي القَسَم: لَــعَمْــرُ اللهِ، لأَنَّ المُرادَ بالــعَمْــرِ عِمَــارَةُ البَدَنِ بِالحَيَاةِ، فهُوَ دُونَ البَقَاءِ، وَهَذَا لَا يَلِيقُ بِهِ جَلَّ شَأْنُه وتَعَالَى عُلُوَّاً كَبِيرا. وَقد سَبَقت الإِشَارَةُ إِليه فِي أَوّل المادَّةِ. وعَمــرَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ، الأَخِيرَةُ عَن سِيبَوَيْهٍ، عَمْــراً، بِالْفَتْح، وعَمَــارَةً، ككَرَامَة، وعَمَــراً، مُحَرَّكَةً: عاشَ وبَقِيَ زَماناً طَوِيلاً، قَالَ لَبِيدٌ: وعَمَــرْتُ حَرْساً قَبْلَ مَجْرَى دَاحِسٍ لَوْ كانَ للنَّفْس اللَّجُوجِ خُلُودُ وَقَالَ ابنُ القَطّاع: عَمِــرَ الرَّجُلُ: طالَ عُمْــرُهُ. وعَمَــرَهُ اللهُ تعالَى عَمْــراً، وعَمَّــرَهُ تَــعْمِــيراً: أَبْقَاهُ)
وأَطالَ عُمْــرَه. وعَمَّــرَ نَفْسَهُ تَــعْمِــيراً: قَدَّرَ لَهَا قَدْراً مَحْدُوداً. وَقَوله تَعَالَى: ومَا يُــعَمَّــرُ مِنْ مُــعَمَّــر وَلَا يُنْقَصُ من عُمُــرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ. فُسِّر على وَجْهَيْنِ، قَالَ الفَرّاءُ: مَا يُطَوَّل من عُمُــرِ مُــعَمَّــرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِن عُمُــرِه، يُرِيد آخَرَ غَيْرَ الأَوّل، ثمَّ كنَى بالهَاءِ كأَنّه الأَوّل. وَهَذَا قولُ ابْن عَبّاس. أَو مَعْنَاهُ إِذا أَتَى عَلَيْه اللَّيْلُ والنَّهَارُ نَقَصَا من عُمُــره، والهاءُ فِي هَذَا المعنَى للأَوَّل لَا لِغَيْرِه، لأَنّ المَعْنَى: مَا يُطَوَّلُ وَلَا يُذْهَبُ مِنْهُ شئٌ إِلاّ وَهُوَ مُحْصىً فِي كِتابٍ. وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ. وكُلٌّ حَسَن، وكأَنَّ الأَوّلَ أَشْبَهُ بالصَّواب قَالَه الأَزهريّ. وَفِي الحَدِيث: لَا تُــعْمِــرُوا وَلَا تُرْقِبُوا، فمَنْ أُــعْمِــرَ دَارا أَو أُرْقِبَها فهِيَ لَهُ ولِوَرَثَتِه مِنْ بَعْدِه. الــعُمْــرَى: مَا يُجْعَلُ لَك طُولَ عُمُــرِك أَو عُمُــرِه، وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ أَنْ يَدْفَعَ الرجُلُ إِلى أَخِيه دَارا فَيَقُول لَهُ: هَذِه لَكَ عُمْــرَك أَوْ عُمْــرِي، أَيُّنَا ماتَ دُفِعَت الدارُ إِلى أَهْله، وَكَذَلِكَ كَانَ فِعْلُهم فِي الجاهِلِيَّة. وَقد عَمَــرْتُه إِيّاه وأَــعْمَــرْتُه: جَعَلْتُه لَهُ عُمــرِه أَو عُمْــرِي، أَي يَسْكُنُها مدّةَ عُمــرِه، فإِذا ماتَ عادَتْ إِلىّ والــعُمْــرَى المصدرُ من كلّ ذَلِك، كالرُّجْعَى. فأَبْطلَ ذَلِك صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وأَعْلَمَهُمْ أَنّ مَن أُــعْمِــرَ شَيْئا أَو أُرْقِبَهُ فِي حَيَاتِه فهُوَ لِوَرَثَتِه مِن بَعْدِه، قَالَ بنُ الأَثِير: وَقد تَعاضَدَت الرِّوَاياتُ على ذَلِك.
والفُقَهَاءُ مُخَتْلِفُون فِيهَا، فَمنهمْ مَنْ يَــعْمَــلُ بظاهِرِ الحَدِيث ويَجْعَلُها تَمْلِيكاً، وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيّة ويَتَأَوّل الحَدِيث. وأَصلُ الــعُمْــرَي مأْخوذٌ من الــعُمْــر، وأَصْلُ الرُّقْبَى من المُرَاقَبَة. فأَبْطَلَ النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم هَذِه الشُّروطَ وأَمْضَى الهِبَةَ. قَالَ: وَهَذَا الحَدِيثُ أَصلٌ لكُلّ مَنْ وَهَبَ هِبَةً فشَرَط فِيهَا شَرْطاً بعد مَا قَبَضَهَا المَوْهُوبُ لَهُ، أَنَّ الهبَةَ جائِزَةٌ والشَّرْط باطِلٌ. وَفِي الصّحاح: أَــعْمَــرْتُه دَارا أَو أَرْضاً أَوْ إِبِلاً. ويُقَال: لَكَ فِي هذِه الدّارِ عُمْــرَى حَتَّى تَمُسوت. وعُمْــرِيُّ الشَّجَرِ، بالضَّمّ: قَدِيمُه، نُسِبَ إِلى الــعُمْــر. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: الشَّجَرَةُ الــعُمْــرِيّة: هِيَ العَظِيمَة القَدِيمَة الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا عُمْــرٌ طَوِيلٌ. أَو الــعُمْــرِىُّ: السِّدْرُ الَّذي يَنْبُتُ على الأَنْهَار ويَشْرَبُ الماءَ. وَقَالَ أَبُو الــعَمَــيْثلَ الأَعرابيّ الــعُمَــرِىّ: القَدِيمُ، على نَهْرٍ كانَ أَو غيْرِه، وَقيل: هُوَ العُبْرِىُّ، والميمُ بَدَلٌ. قلتُ: وبمِثْل قَول أَبي الــعَمَــيْثَل قَالَ الأَصْمَعِيّ: الــعُمْــرِىّ والعُبْرِى من السِّدْر: القَديم، على نَهْرٍ كانَ أَو غَيْره، قَالَ: والضَّالُ: الحَدِيثُ مِنْهُ. وَيُقَال: عَمَــرَ اللهُ بِكَ مَنْزِلَك يَــعْمُــرُه عِمَــارَةً، بالكَسْر، وأَــعْمَــرَهُ: جَعَله آهِلاً. وَيُقَال: عَمَــرَ الرجلُ مالَهُ وبَيْتَه عَمَــارَةً، بِالْفَتْح وعُمــورا، بالضَّمّ، وعُمْــرَاناً، كعُثْمانَ: لَزِمَهُ. وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لأَبي نُخَيلَة فِي صِفَة نَخْل:
(أَدامَ لَهَا العَصْرَيْنِ رَيّاً وَلم يَكُنْ ... كَمَا ضَنَّ عَن عُمْــرَانِهَا بالدَّرَاهِمِ)
)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَلَا يُقَالُ: أَــعْمَــرَ الرَّجُلُ منزلَهُ، بالأَلف. وعَمــرَ المالُ نَفْسُه، كنَصَر وكَرُم وسَمِعَ الثَّانِيَة عَن سِيبَوَيْه، عِمَــارَةً مَصْدَرُ الثانِيَةِ: صارَ عامِراً، وَقَالَ الصّاغانيّ: صارَ كَثِيراً. وعَمَــرَ الخَرَابَ يَــعْمُــرُه عِمَــارةً، فَهُوَ عامِرٌ، أَي مَــعْمُــورٌ، مثلُ دافِقٍ، أَي مَدْفُوق وعِيشَة راضِيَةٍ، أَي مَرْضِيّة. وأَــعْمَــره المكانَ واسْتَــعْمَــرَهُ فِيهِ: جَعَلَهُ يَــعْمُــرُه، وَفِي التَّنْزِيل: هُوَ أَنْشَأَكُم من الأَرْضِ واسْتَــعْمَــرَكُم فِيهَا. أَي أَذِنَ لكُم فِي عِمَــارتِهَا واسْتِخْرَاجِ قُوْتِكم مِنْهَا وجَعَلكُم اللهُ عُمّــارَها. وَفِي الأَساس: اسْتَــعْمَــر عِبادَه فِي الأَرْض: طَلب مِنْهُم الــعِمَــارَةَ فِيهَا. وَتقول: نَزَلَ فلانٌ فِي مَــعْمَــرِ صِدْق، المَــعْمَــرُ كمَسْكَنٍ: المَنْزِلُ الواسعُ المَرْضِىُّ المَــعْمُــورُ الكَثِير ُ الماءِ والكَلإِ الّذِي يُقَامُ فِيهِ، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْد: يالَكِ من قُبَّرَةٍ بمَــعْمَــرِ. وأَنْشد الزَّمَخْشَرِيّ للباهِلِيّ:
(عَجِبْتُ لذِي سِنَّيْنِ فِي الماءِ نَبْتُه ... لَهُ أَثَر فِي كُلِّ مِصْرٍ ومَــعْمَــرِ)
هُوَ القَلَمُ. وأَــعْمَــرَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا عامِرَةً آهِلَةً، وأَــعْمَــرَ عَلَيْه: أَغْنَاهُ. والــعِمَــارَةُ، بِالْكَسْرِ، وإِنّما أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ: مَا يُــعْمَــرُ بِهِ المَكَانُ. والــعُمَــارَةُ، بالضَّمّ: أَجْرُها، أَي أَجْر الــعِمَــارَة. والــعَمَــارَةُ بِالْفَتْح: كُلُّ شَيْءٍ يَضَعُهُ الرَّئِيسُ عَلَى الرَأْسِ من عِمَــامَةٍ أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تَاج أَو وغَيْرِه عَمَــارَةً لِرِياسَتِه وحِفْظاً لَهَا، كالــعَمْــرَةِ والــعَمَــارِ. وَقد اعْتَمَرَ، أَي تَــعَمَّــمَ بالــعِمــامَة. ويُقَال للمُعْتَمّ: مُعْتَمِرٌ.
والــعُمْــرَةُ، بالضَّمّ: هِيَ الزَّيارَةُ الَّتِي فِيهَا عَمَــارَةُ الوُدِّ، وجُعِلَ فِي الشَّرِيعَةِ للقَصْدِ المَخْصوص وَكَذَلِكَ الحَجُّ، كالاعْتِمار. وَقد اعْتَمَرَ، هَكَذَا الصَّوابُ. وَفِي نسختنا: وَقد اعْتَمَرَهُ بالضَّمِير، وَهُوَ غَلَطٌ. وجَمْعُ الــعُمْــرَة الــعُمَــرُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى الــعُمْــرَةِ فِي الــعَمَــلِ: الطَّوافُ بالبَيْتِ والسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَة، والحَجُّ لَا يكون إِلاّ مَعَ الوُقُوف بعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَة. والــعُمْــرةُ مأْخوذةٌ من الاعْتِمار، وَهُوَ الزِّيارَة. ومَعْنَى اعْتَمَر فِي قَصْدِ البَيْت أَنّه إِنّمَا خُصَّ بِهَذَا لأَنَّه قَصْدٌ بــعَمَــل فِي مَوْضِع عامِر. وَلذَلِك قِيلَ للمُحرِم بالــعُمْــرَة: مُعْتَمِرٌ. وَقَالَ كُراع: الاعْتِمَارُ: الــعُمْــرَة، سَمّاها بالمَصْدَر. والــعُمّــارُ: المُعْتَمِرُون. قَالَ الزمخشريّ: وَلم يَجِئْ فِيمَا أَعْلَمُ عَمَــرَ بمعنَى اعْتَمَرَ، ولكنْ عَمَــرَ اللهَ إِذا عَبَدَه.وأَــعْمَــرَهُ: أَعانَه على أَدائها، أَي الــعُمْــرَة. وَمِنْه الحَدِيث: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمنِ ابْن أَبي بَكْر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنْ يَــعْمُــرَها من التَّنْعِيم قَالَه الصاغانيُّ. وَقَالَ ابْن القَطّاع: أَــعْمَــرْتُ الرجلَ: جَعَلْتُه يَعْتَمِرُ. والــعُمْــرَةُ: أَن يَبْنِيَ الرجُلُ على امرَأَته فِي أَهْلِهَا، فإِنْ نَقَلَهَا إِلى أَهْلِه فذلِكَ العُرْسُ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ. والــعَمْــرَةُ، بالفَتْح: الشَّذْرَةُ من الخَرَزِ يُفْصَل بِها النَّظْمُ، أَي نَظْم الذَّهَبِ: قَالَه ابنُ دُرَيْد، وبِها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ عَمْــرَةَ، قَالَ:)
عَمْــرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسا ... ء يَنْفَحُ بالمِسْكِ أَرْدَانُهَا)
وَقيل: الــعَمْــرَةُ: خَرَزَةُ الحُبّ. والمُعْتَمِرُ: الزَّائِرُ، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَى باهِلَةَ:
(وجاشَتِ النَّفْسُ لَمّا جاءَ فَلُّهُمُ ... وراكِبٌ جاءَ من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ)
قَالَ الأصمعيّ: مُعْتَمِرٌ: زائرٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيَدَة: هُوَ مُتَــعَمِّــمٌ بالــعِمــامَة. والمُعْتَمِرُ أَيضاً، القاصِدُ للشّيْءِ، يُقال: اعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّهُ وقَصَدَ لَهُ. قَالَ العَجَّاج:
(لَقَدْ غَزَا ابنُ مَــعْمَــرٍ حينَ اعتَمَرْ ... مَغْزىً بَعِيداً من بَعِيدٍ وضَبَرْ)
والمَعْنَى حِينَ قَصَدَ مَغْزىً بَعِيداً. والــعَمَــارَة، بالفَتْح: أَصْغَرُ من القَبِيلةِ، ويُكْسَر، فَمن فَتَحَ فَلاِلْتِفافِ بعضِهم على بَعْضٍ كالــعِمَــامَة، ومَنْ كَسَرَ فَلأَنَّ بهم عِمَــارَةَ الأَرْضِ، أَو الحَيُّ الْعَظِيم الَّذِي يَقوم بنفْسه يَنفرِد بظَعْنِه وإِقَامَتِه ونُجْعَته. وَهِي من الإِنسان الصَّدْر، سُمِّىَ الحيُّ العَظِيمُ عِمَــارَةً بــعِمــارَة الصَّدْر، وجَمْعُهَا عَمَــائرُ. وَفِي الصّحاح: والــعِمَــارَةُ: القَبِيلَةُ والعَشِيرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير وغَيْره: هِيَ فَوْقَ البَطْنِ من القَبَائل، أَوَّلُهَا الشَّعْبُ ثمّ القَبِيلَة ثمَّ الــعِمَــارَةُ ثمّ البَطْن ثمّ الفَخِذ. ويَقْرُب مِنْهُ قولُ المصنّف فِي البَصَائر. والــعِمَــارَةُ أَخَصُّ من القَبِيلَة، وَهِي اسمٌ لجماعَة بهم عِمَــارَةُ المَكان. والــعَمَــارَةُ: رُقْعَة مُزَيَّنَةٌ تُخاطُ فِي المَظَلَّة عَلاَمَةً للرِّياسَةِ. والــعَمَــارَةُ: التَّحِيَّة، ويُكْسَر. قيل: مَعْنَاه عَمّــرَكَ اللهُ، وحَيَّاكَ الله. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَيْسَ بقَوِىّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الــعَمَــارَةُ: رَيْحَانَة كانَ الرَّجُلُ يُحَيِّى بهَا المَلِكَ مَعَ قَوْله: عَمَّــركَ اللهُ، وَقيل: هِيَ رَفْعُ صَوْتِه بالتَّــعْمِــير، كالــعَمَــارِ، كسَحاب. قَالَ الأَعْشى:
(فَلمّا أَتانَا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنَا الــعَمَــارَا)
أَي رَفَعْنَا لَهُ أَصواتَنا بالدّعاءِ وقُلنَا: عَمَّــرَك اللهُ. وقِيل: الــعَمَــارُ هُنَا: الــعِمَــامةُ. قَالَ ابْن بَرّىّ: وصواب إِنشاده: ووَضَعْنا الــعَمَــارَا. فالّذِي يَرْوِيه ورَفَعْنَا الــعَمــارَا هُوَ الرَّيْحَانُ أَو الدُّعاءُ، أَي اسْتَقْبَلْناه بالرَّيْحَانِ أَو الدُّعَاءِ لَهُ، والَّذِي يرويهِ ووَضَعْنَا الــعَمــارَا هُوَ الــعِمَــامَة، أَي وَضَعْناه من رُؤُوسنا إِعْظَاماً لَهُ. وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: كَمْ رَفَعُوا لَهُم الــعَمَــار، وَكم أَلَّفُوا لَهُم الأَــعْمَــار. أَي قالُوا: عِشْ أَلفَ سَنَةٍ. والــعَمَــارُ: الرَّيْحَان مُطْلَقاً. وقِيلَ: هُوَ الآسُ. وَقيل: الــعَمَــارُ هُنَا: الرَّيْحَانُ يُزَيَّنُ بِهِ مَجْلِسُ الشَّرابِ فإِذا دَخَلَ عَلَيْهِم داخِلٌ رَفَعُوا شَيْئا مِنْهُ بأَيْدِيهِم وحَيَّوُه بِهِ. وقِيل: الــعَمَــارُ هُنَا: أَكالِيلُ الرَّيحانِ يَجْعَلُونها عَلَى رُؤُوسهم كَمَا تَفْعَل العَجَم. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدءرِي كَيفَ هَذَا وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائر: والــعَمَــارُ: مَا يَضَعُه الرئيسُ على رَأْسِه عَمَــارَةً لِرِياسَتِه)
وحفظْاً لَهَا، رَيْحَاناً كَانَ أَو عِمَــامَةً، وإِنْ سُمِّيَ الرَّيْحَانُ من دُونِ ذَلِك عَمَــاراً فاسْتَعَارةٌ. وحَكَى ابنُ الأَعْرَابيّ: عَمَــرَ رَبَّه ُ يَــعْمُــرُهُ: عَبَدَهُ، وإِنَّه لَعامِرٌ لرَبِّه، أَي عابِدٌ. وحكَى اللَّحْيَانيّ عَن الكِسَائيّ: عَمَــرَ رَبَّه: صَلَّى وصامَ. والعَوْمَرَة: الاخْتِلاطُ والجَلَبَة يُقال: تَرَكْتُ القومَ فِي عَوْمَرَةٍ، أَي صِياحٍ وجَلَبَة. والعَوْمَرَةُ: جَمْعُ الناسِ وحَبْسُهم فِي مَكَانٍ. يُقَال: مالَكَ مُعَوْمِراً بالناسِ على بابِي، أَي جامِعَهُمْ وحابِسَهم، قَالَه الصاغانيّ. والــعُمَــيْرَانِ، مُثَنَّى عُمَــيْر مُصَغّراً، والــعَمْــرَتَانِ، هَكَذَا فِي النُّسخ بالفَتْح والتَّخْفِيفِ، وضَبَطَه الصَّاغانيّ بتَشْدِيد المِيم فِي هذِه، وَهُوَ الصَّوابُ، وَهَذِه عَن أَبي عُبَيْدَة، والــعُمَــيْرَتَانِ، زَاد فِي اللّسَان: والــعُمَــيْرانِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: ويُقَال: الــعُمَــيْمِيرَتانِ، وهما عَظْمانِ صَغَيران فِي أَصْلِ اللَّسَانِ. وَقَالَ الصاغانيّ: الــعُمَــيْرانِ: عَظْمانِ لَهُمَا شُعْبَتانِ يَكْتَنِفَان الغَلْصَمةَ من باطنٍ. واليَــعْمُــور: الجَدْيٌ، عَن كُرَاع. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: اليَعَامِيرُ: الجِدَاءُ، وصِغارُ الضَأْنِ، واحِدُها يَــعْمُــورٌ. قَالَ أَبو زُبَيْد الطائيّ:
(تَرَى لأَخْلافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً ... مِثْلَ الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعَامِيرِ)
أَي يَنْسُل اللَّبَنُ مِنْهَا كأَنَّه الذَّمِيمُ الَّذِي يَذِمّ من الأَنْفِ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: اليَــعْمُــورَة، بهاءٍ: شَجَرَةٌ، ج يَعَامِيرُ، قَالَ الأَزهريّ: وجَعَلَ قُطْرُبٌ اليَعَامِيرَ شَجَراً، وَهُوَ خَطأٌ. وَنَقله الصاغانيّ هَكَذَا.
وأَعادَه المُصَنّف ثَانِيًا، كَمَا يأْتي قَرِيباً. والــعَمْــرَانِ، بالفضتْح: طَرَفَا الكُمَّيْنِ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخ، والصَّواب مُحَرَّكَة، أَو الفَتْح لُغَة أَيضاً، وقِيل: الــعَمَــرُ: طَرَفُ الــعِمَــامَة نقَلَهُ بعضُهم. وَفِي الحَدِيث: لَا بَأْسَ أَنْ يُصلِّيَ الرجلُ على عَمَــرَيْه، بِفَتْح الْعين وَالْمِيم. التَّفْسِير لابْنِ عَرَفَةَ، حَكَاهُ الهَرَوِيُ فِي الغَرِيبَيْن. وعَمِــيرَةُ، كسَفِينَة: أَبو بَطْنٍ وزَــعَمــها سِيبَوَيْه فِي كَلْبٍ. النّسَبُ إِليه عَمِــيريّ، شاذٌّ. وَقَالَ الهَجَرِيُّ: النِسْبَة إِليه عَمَــرِيّ، مُحَرَّكة على القِيَاس هَكَذَا نَقَلَه الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ. والــعَمِــيرَةُ كُوّارَةُ النَحْلِ، بالحاءِ الْمُهْملَة. ويُوجَد فِي بعض النُّسخ بالخاءِ، وَهُوَ غَلَطٌ.
وعَمْــروٌ، بالفَتْح: اسْم رَجُلٍ، يُكتب بالوَاوِ للفَرْق بَينه وَبَين عُمَــرَ، وتُسْقِطُهَا فِي النَّصْبِ، لأَنّ الأَلِفَ تَخْلُفُها، ج أَــعْمُــرٌ وعُمُــورٌ، قَالَ الفَرَزْدَق يَفْتَخِرُ بِأَبِيه وأَجْداده:
(وشَيَّدَ لي زُرَارَةُ باذِخاتٍ ... وعَمْــرُو الخَيْرِ إِنْ ذُكِرَ الــعُمُــورُ)
الباذِخاتُ: المَرَاتِبُ العالِيَاتُ فِي المَجْدِ والشَّرَف. وعَمْــروٌ: اسْمُ شَيْطَانِ الفَرَزْدَق الشاعِر قَالَه الصاغانيّ. وعامِرٌ: اسْمٌ، وَقد يُسَمَّى بِهِ الحَيُّ، أَنشد سِيبَوَيْهٍ فِي الحَيّ:
(فَلَّمَا لَحِقْنا والجِيَادُ عَشِيّةً ... دَعَوْا يَا لَكَلْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ)
)
وَقَالَ الشَّاعِر:
(ومِمَّنْ وَلَدُوا عامِ ... رُ ذُو الطُّولِ وَذُو العَرْضِ)
قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: عامِرُ: هُنَا اسمٌ للقَبِيلَةَ، وَلذَلِك لم يَصْرفْه، وَقَالَ ذُو وَلم يَقُلْ ذَات، لأَنَّه حَمَلَه على اللَّفْظ. وعُمَــرُ: مَعْدُولٌ عَنهُ، أَي عَن عامرٍ وَفِي حالِ التَّسْمِيَة، لأَنّه لَو عُدِلَ عَنْه فِي حَال الصِّفَةِ لقيل: الــعُمَــر، يُرادُ العامِر. وعُمَــيْرٌ، كزُبَيْرٍ، وعُمَــيْرَةُ، بِزِيَادَة الهاءِ وعُوَيْمِرٌ، وعَمّــارٌ، ككَتَّانٍ، وعَمّــارضةُ، بِزِيَادَة الهاءِ، ومَــعْمَــرٌ كمَسْكَنٍ وعِمْــرَانُ، بالكَسْر، وعُمَــارَةُ، بالضَّم ّ وَالتَّخْفِيف، وعِمَــارَةُ، بالكَسْر، وعُمَــيْرٌ، على فُعَيْل، وعُمَــيْرَةُ، بِزِيَادَة الهاءِ، وعُمَــيِّرٌ، بِكَسْر الياءِ المشدّدة، ومُــعَمَّــرٌ، كمعَظّم، ويَــعْمَــرُ كيَفْعَل: أَسْمَاء رِجالٍ. ويَحْيَى بنُ يَــعْمَــرَ العَدْوَانيُّ، لَا يَنْصَرِفُ يَــعْمَــرَ لأَنّه مِثْلُ يَذْهَب. ويَــعْمَــرُ الشُّداخُ: أَحَدُ حُكّامِ العَرَب. وسيأْتي ذِكْرُ من تَسَمَّى بالأَسماءِ المتقدّمة فِي المستدرَكات. والــعَمْــرانِ: عَمْــرُو بنُ جابِر بنِ هِلالِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سُمَيِّ بنِ مازِنِ بنِ فَزَارَةَ، وبَدْرُ بنُ عَمْــرو بنِ جُؤَيّةَ بنِ لَوْذانَ بنِ ثَعْلَبَة بن عَدِيِّ بنِ فَزَارَةَ، وهما رَوْقَا فَزَارَةَ، وأَنشد ابنُ السِّكِّيت لقُرَادِ بنِ حَنَشٍ الصارِدِىّ يَذْكُرُهُما:
(إِذا اجتمعَ الــعَمْــرانِ عَمْــرُو بنُ جابِرٍ ... وبَدْرُ بنُ عَمْــروٍ خِلْتَ ذُبْيَانَ تُبَّعَا)

(وأَلْقَوْا مَقَالِيدَ الأُمُور إِلَيْهِمَا ... جَمِيعاً قِمَاءً كارِهينَ وطُوَّعَا)
والــعَمْــرَانِ: اللَّحْمَتَانِ المُتَدَلِّيَتانِ عَلَى اللَّهَاةِ، نَقله الصاغَانيّ. والعامِرَانِ: عامِرُ بنُ مالِكِ بنِ جَعْفَرِ بن كِلابِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِر ابنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ أَبُو بَراءٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، وعامرُ بنُ الطُّفَيْلِ بن مالِكِ بن جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ، وَهُوَ أَبُو عَلِيّ. وَكَانَ يُقَال للطُّفَيْل: فارِسُ قُرْزُلٍ، وَهُوَ أَخُو عامِرٍ أَبي بَراءٍ، ولَهُمَاَأٌ خَ ثالِثٌ وهُوَ مُعَاوِيَةُ مُعَوِّدُ الحُكَمَاءِ، ورابعٌ وَهُوَ رَبِيعَةُ رَبيعُ المُقْتِرِينَ. وأُمُّهم أُمُّ البَنِينَ ابْنَةُ رَبِيعَةَ بنِ عامِرٍ. وجَدُّهُم عامِرُ بن صَعْصَعَةَ، أَبو بَطْنٍ، وأُمُّه عَمْــرَةُ بِنْتُ عامِرِ بن الظَّرِب. والــعُمْــرانِ: أَبو بَكْرٍ وعُمَــرُ رَضِيَ الله تعالَى عَنْهُمَا. قَالَ مُعَاذٌ الهَرّاءُ: لَقَدْ قِيلَ سِيرَةُ الــعُمَــرَيْنِ قَبْلَ خِلافَةِ عُمَــرَ بنِ عَبْدِ العَزِيز لأَنَّهُمْ قالُوا لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدارِ: تَسْلُكُ سِيرَةَ الــعُمَــرَيْن. قَالَ الأَزْهَريُّ: غُلِّب عُمَــر ُ لأَنَّه أَخَفّ الاسْمَيْن. فإِنْ قيل كَيفَ بُدِى بــعُمَــرَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ وهُوَ قَبْلَه قيل: لأَنّ العَرَبَ قد يَبْدَؤُون بالمَشْرُوفِ، وللأَزْهَرِيّ هُنَا كَلامٌ الأَشْبَه أَنْ يكونَ من بابِ سَبْقِ القَلَمِ قد تَصَدَّى لِرَدِّه والتَّنْبِيه عَلَيْه صاحبُ اللّسانِ فأَغْنَانا عَن إِيرادِه هُنَا. أَو الــعُمَــرَانِ عُمَــرُ بنُ الخَطّابِ وعُمَــرُ بنُ عَبْد العَزِيز. رُوِىَ عَن قَتَادَةَ أَنّه سُئل عَن عِتْقِ) أُمَّهاتِ الأَوْلاد، فَقَالَ: قَضَى الــعُمَــرَانِ فَمَا بَيْنَهُمَا من الخُلفاءِ بعِتْقِ أُمَّهاتِ الأَوْلاَد. فَفِي هَذَا القَوْل الــعُمَــرانِ هُما عُمَــرُ وعُمَــرُ بنُ عَبْدِ العَزِيز، لأَنّه لم يَكُنْ بَين أَبي بَكْرٍ وعُمَــرَ خَلِيفَة. وعَمْــرَوَيْهِ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الكَسْر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَما عَمْــرَوَيْه فإِنّه زَــعَم أَنّه أَعْجَمِيّ، وأَنّه ضَرْبٌ من الأَسماءِ الأَعْجَمِيّة، وأَلْزَموا آخِرَه شَيْئا لم يُلزَم الأَعْجَمِيَّة، فكَمَا تَرَكُوا صَرْفَ الأَعْجَمِيَّةِ جعلُوا ذَلِك بمَنْزِلَة الصَّوْت، لأَنَّهُم رَأَوْه قد جَمَعَ أَمْرَيْن، فحَطُّوه دَرَجَةً عَن إِسْمَاعِيلَ وأَشْبَاهِهِ، وجَعَلُوه بمَنْزِلَة غاقٍ مُنَوَّنَة مَكْسُورَة فِي كُلّ مَوْضع. قَالَ الجَوْهَرِيّ: إِنْ نكَّرتَه نَوّنْت فقلتَ: مَررْت بــعَمْــرَوَيْهِ وعَمْــرَوَيْهٍ آخَرَ. وَقَالَ: عَمْــرَوَيْه: شيئانِ جُعِلاَ واحِداً، وَكَذَلِكَ سِيبَوَيْه ونِفْطَوَيْه.
وذكرَ المُبَرِّد فِي تَثْنِيَتِه وجَمْعِه الــعَمْــرَوَيْهُونَ. وذَكَرَ غَيْرُه أَنَّ من قَالَ: هَذَا عَمْــرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ، ورأَيْت عَمْــرَوَيْهَ وسِيبَوَيْهَ، فأَعْرَبَه، ثَنّاه وجَمَعَه وَلم يَشْرِطْه المُبَرِّدُ كَذَا فِي اللِّسَان. وأَبُو عَمْــرَةَ: كُنْيَةُ الإِفْلاسِ، قَالَه اللَّيْث. وَفِي اللّسَان: الإِقْلال، بدَلَ الإِفْلاس، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَبو عَمْــرَةَ: كُنْيَةُ الجُوعِ، وأَنشد: إِنّ أَبَا عَمْــرَةَ شَرُّ جارِ. وَقَالَ: حَلَّ أَبُو عَمْــرَةَ وَسْطَ حُجْرَتِي. قَالَ اللَّيْث: وإِنّمَا كَنَى الإِفلاسَ أَبا عَمْــرَةَ لأَنّه اسمُ رَجُل وهُو رَسُول المُخْتَارِ بن أَبي عُبَيْدٍ، وَكَانَ إِذا حَلَّ وَفِي نَصّ اللَّيْثِ: نَزَلَ بِقَوْم حَلَّ بهمِ البَلاءُ من القَتْلِ والحَرْبِ، وَكَانَ يُتَشاءَمُ بِهِ.
وحِصْنُ بنِ عُمَــارَةَ، كثُمَامَةَ: قَلْعَةٌ بأَرْضِ فارِسَ. وَقد تَقَدَّم لَهُ فِي ع ت ر أَنَّه يُقَال لَهُ قَلْعَة عُمَــارَةَ بنِ عُتَيْرِ بن كِدَام. وهُنَاك ذَكَرَهُ الصَّاغَانِيّ أَيضاً على الصَّوابِ. فإِنْ لم يَكُن يُعْرَفُ الحِصْنُ بــعُمــارَةَ وبِوَلَدِه، وإِلاّ فَقَدْوَهِمَ المُصَنّف، وَقد سَبَقَ لَهُ مِثْلُ هَذَا الوَهَمِ أَيضاً فِي ع ب ث ر ونَبَّهنا عَلَيْهِ. واليَــعْمَــرِيَّةُ، بِفَتْح المِيمِ: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بِوَادٍ من بَطْنِ نَخْل من الشَّرَبَّة.
واليَعَامِيرُ: ع، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
(يَقُولُون لَمَّا جَمَّعُوا الغَدَ شَمْلَكُم ... لَكَ الأُمُّ مِمَّا باليَعَامِيرِ والأَبُ)
أَو اليَعَامِيرُ: شَجَرٌ، عَن قُطْرُبٍ اللَّغَوِيّ، واسمُه مُحَمّدُ بنُ المُسْتَنِير، وَقد خُطِّىَ فِيهِ، نَقَلَهُ الصاغانيّ ونَبّهَ عَلَيْهِ الأَزهريُّ. وكأَنَّ المصَنّف فَرَّقَ بَين اليَــعْمُــورَةِ الَّذِي ذَكَرَه ابنُ سِيدَه، وَبَين اليَعَامِير هَذَا عَن قُطْرُبٍ، ففَرَّقَهُما فِي الذِّكْر، وهُمَا واحِدٌ، لأَنّ اليَعَامِيرَ جَمْعُ يَــعْمُــورَة، كَمَا هُوَ ظاهِر. وأُمُّ عَمْــروٍ، وأُم عامِرٍ، الأُوْلَى نادِرَةٌ: الضَّبُعُ، مَعْرفة، لأَنّه اسمٌ سُمِّىَ بِهِ النَّوْعُ. قَالَ الراجِز:
(يَا أُمَّ عَمْــروِ أَبْشريٍ بالبُشْرَى ... مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلَى)
)
وَقَالَ الشَّنْفَرَى:
(لَا تَقْبِرُونِي إِنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ ... عَلَيْكُمْ ولكِنْ أَبْشِرِي أُمَّ عَامِرِ)
وَمن أَمْثالِهِم: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ، أَبْشِرِي بجَرَاد عَظْلَى، وكَمَرِ رِجالٍ قَتْلَى. فَتَذِلّ لَهُ حَتَّى يَكْــعَمَــها ثمّ يَجُرَّها ويَسْتَخْرِجَها. قَالَ الأَزْهريّ: والعربُ تَضْرِبُ بهَا المَثَلَ فِي الحُمْقِ وَلمن يُخْدَعُ بلِينِ الْكَلَام. والعامِرُ: جِرْوُهَا، وَهَكَذَا فِي التَّكْمِلَة. ونَقَلَ شيخُنَا عَن شَرْحِ الدُّرِّة مَا نَصُّه: وَلم يُعَرَّفْ بَال، لإِجرائه مُجْرَى العَلَم. قَالَ شيخُنا: أَي المُرَكّبِ الإِضافِيّ، فتَأَمّل. انْتهى. قلتُ: وَعبارَة اللّسانِ: يُقال للضَّبُع: أُمُّ عامِر، كأَنَّ وَلَدَها عامِرٌ، وَمِنْه قولُ الهُذَلِيّ:
(وكَمْ مِنْ وِجَارٍ كَجَيْبِ القَمِيصِ ... بِهِ عامِرٌ وبِهِ فُرْعُلُ)
وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: ّ الــعَمّــارُ كشَدّادٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الصَّلاةِ والصِّيَام، ويُقَالُ: عَمَــرْتُ رَبِّي وحَجَجْتُه: خَدَمْتُهُ. وتَركتُ فَلاناً يَــعْمُــر رَبَّه، أَي يَعْبُدُه: يُصَلِّي ويَصُوم، كَمَا تَقَدّم. والــعَمّــارُ: القَوِيُّ الإيمانِ الثابِتُ فِي أَمْرِه الثَّخِينُ الوَرِع، مأْخُوذٌ من الــعَمِــير وَهُوَ الثَّوْبُ الصَّفِيقُ النَّسْج، القَوِيُّ الغَزْلِ، الصَّبُورُ على الــعَمَــل. والــعَمّــارُ: الطَّيِّبُ الثَّناءِ والطَّيِّبُ الرَّوائحِ، مأَخُوذٌ من الــعَمَــارِ وَهُوَ الآسُ. وَفِي بعض النُّسخ من غَيْرِ واوِ العَطْف، وَهُوَ الصَّواب. قَالَ: والــعَمّــارُ: المُجْتَمِعُ الأَمْرِ الَّلازِمُ للجَماعَة الحَدِبُ على السُّلْطَانِ، مَأْخُوذٌ من الــعِمَــارَة، وَهِي الــعِمَــامَة، لالْتفافِها ولُزُومها على الرأْس. والــعَمّــار: الحَليمُ الوَقور، وَفِي التكملة: المَوْقُور فِي كَلامِه، مأْخوذ من الــعَمِــير، وَقد تقدّم. والــعَمّــارُ الرَّجُلُ يَجْمَعُ أَهْلَ بَيْتهِ وَكَذَا أَصْحَابَه عَلَى أَدبِ رَسُولِ الله صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم والقِيَام بسُنَّته، مأْخوذٌ من الــعَمَــرَاتِ، وَهِي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ. والــعَمَّــار: الباقِي فِي إِيمانه وطاعَتِه القائِمُ بالأَمْرِ بالمَعْرُوف والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ إِلى أَن يَمُوتَ، مأْخُوذٌ من الــعَمْــرِ، وَهُوَ البَقَاءُ، فَيكون باقِياً فِي إِيمانِه وطَاعَتِه، وَقَائِمًا بالأَوَامِر والنَّوَاهِي إِلى أَنْ يَمُوتَ. هَذَا كُلّه كلامُ ابنُ الأَعْرَابيّ، نَقله صاحِبُ اللّسَانِ والتّكْمِلة. وزادَا: والــعَمّــارُ: الزَّيْن فِي المَجَالِسِ، عَن ابْن الأَعرابيّ، مأْخُوذ من الــعَمْــرِ، وَهُوَ القُرْط، وَهُوَ مُسْتَدْرَك على المُصَنّف. وَلم يَذْكُر صاحبُ اللّسَان الحَلِيم الوَقُور. وذكرَا أَيضاَ: رَجُلٌ عَمّــار: مُوَقّىً مَسْتُورٌ. عَن ابْن الأَعرابي، مَأْخوذٌ من الــعَمَــر، وَهُوَ المِنْدِيل، وَهُوَ أَيضاَ مُسْتَدْرَك على المصنّف. وعَمُّــورِيَّة، مشددَةَ الْمِيم والياءِ أَيضاً، قَالَ الصاغانيّ: كَذَا ذَكَرُوا. قَالَ: والقِياسُ تَخْفِيف الياءِ كَمَا جاءَت فِي أَرْمِينيَة وقُسْطَنْطِينيةَ: د، بالرُّومِ غَزاه المُعْتَصِم بِاللَّه العبّاسيّ. وَهُوَ اليَوْمَ خَرابٌ لَا سَكَنَ فِيهِ. وَقيل: هُوَ المَعْرُوف اليَوْمَ)
بأَنْكُورِيَةَ، وَهُوَ تَعْرِيبُه، وَفِيه نَظَرٌ. والتَّــعْمِــيرُ: جَوْدَةُ النَّسْجِ، أَي نَسْجِ الثَّوْبِ وحُسْنُ غَزْلهِ، أَي الثَّوْبِ، ولِينُه، كَمَا فِي التكملة. وَفِي عبارَة المصنّف قَلاقَةٌ. والــعَمَّــارَةُ، بالتَّشْدِيد: مَاءَةٌ جاهِلِيَّةٌ لَهَا جِبَالٌ بِيضٌ، ويَلِيها الأَغْرِبَةُ وهِيَ جِبَالٌ سُودٌ، ويَلِيهَا بِرَاقُ رِزْمَةَ بِيضُ. والــعَمَّــارَةُ: بِئْرٌ بِمِنىً، سُمِّيَتْ باسْمِهَا. والــعَمَّــارِيَّة، بتَشْديد الْمِيم والياءِ: ة باليَمَامَة. والــعِمَــارَةُ، ككِتَابَةٍ: ماءَةٌ بالسَّلِيلَةِ من جَبَلِ قَطَن. والــعِمْــرَانِيَّةُ، بالكَسْر: قَلْعَةٌ، وَفِي التكملة: قَرْيَةٌ شَرْقِيَّ المَوْصِل. والــعَمْــرِيَّة، بالفَتْح: ماءٌ بنَجْدٍ لِبَنِي عَمْــرِو بن قُعَيْن. والــعُمَــرِيَّة، بضَمٍّ ففَتْحٍ: مَحَلّة من مَحَالّ بابِ البَصْرة ببَغْدَادَ، وَمِنْهَا القاضِي عبد الرَّحمن بنُ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمّدٍ الــعُمَــرِيّ، عَن ابْن الحُصَيْن.قلتُ: أَيْ فَرْجُ الرَّجُل، ومثْلُه فِي التكملة.
وجَلْدُ عُمَــيْرَةَ، هَكَذَا بالإِضافَة، وَفِي التكملة: وجَلَدَ فلانٌ عُمَــيْرَةَ: كِنَايَةٌ عَن الاسْتمناءِ باليَد، قَالَ شيخُنَا: عُمَــيْرَةُ مستعارَةٌ للكَفّ من أَعْلامِ النِّسَاءِ. وَقَالَ الشَّيْخ أَبو حَيّانَ فِي البَحْر: إِنّهم فِي جَلْدِ عُمَــيْرَةَ يَكْنُونَ عَن الذَّكَر بــعُمَــيْرَةَ. وتَعقَّبَهُ تلميذُه التاجُ ابنُ مَكْتُومٍ فِي الدُّرّ اللَّقِيط أَثناءَ سُورَة المُؤْمِنين بأَنَّ عُمَــيْرَةَ عَلَمٌ على الكَفّ لَا الذَّكَر، ونَقَلَهُ عَن المُطَرِّزِيّ فِي شرحِ المَقَامات قَالَ)
شيخُنا: ومثْلُه فِي أَكْثَر شُرُوح المَقَامَات. واسْتَوْعَبَ أَكْثَرَ كَلامِهِم ابنُ ظَفَرٍ، ورأَيتُ فِيهِ تَصْنِيفاً أَفْرَطَ صاحبُه. انْتهى كلامُ شَيْخِنا. قلتُ: وَقد سَبَقَ لي تأْليفُ رِسَالَةٍ فِيهِ، وسَمَّيْتُهَا القَوْل الأَسَدّ فِي حُكْمِ الاسْتِمْنَاءِ باليَد، جَلَبْتُ فِيهِ نُقُولَ أَئِمَّتِنَا الفُقَهَاءِ، وَهِي نَفِيسَةٌ فِي بابهَا. وَلَقَد اسْتَظْرَف من قَالَ:
(أَرَى النَّحْوِيَّ زَيْداً ذَا اجْتِهَادٍ ... جَزَى الرَّحْمنُ بالخَيْرات غَيْرَهْ)

(تَرَاهُ ضارِباً عَمْــراً نَهَاراً ... ويَجْلِدُ إِنْ خَلاَ لَيْلاً عُمَــيْرَهْ)
والــعَمَــارِىُّ، بالفَتْحِ، أَي وتَشْدِيد الياءِ وتُخَفَّف: سَيْفُ أَبْرَهَةَ بنِ الصَّبّاحِ الحِمْيَريّ. والــعَمَــرُ، مُحَرَّكَةً: المِنْديلُ أَو غَيْرُه تُغَطِّى بِهِ الحُرَّةُ رَأْسَهَا، أَوْ أَلاَّ يَكُونَ لَهَا خِمارٌ وَلَا صَوْقَعَةٌ تُغَطِّي رَأْسَها فتُدْخِلُ رَأْسَها فِي كُمِّهَا، حَكاهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعرابيّ، وأَنشد: قامَتْ تُصَلِّي والخِمَارُ من عَمَــرْ. قلتُ: فإِذاً الــعَمَــرُ اسمٌ لطَرَف الكُمِّ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ لَا الفَتْح كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ قَرِيبا.
وعَمَــرٌ: جَبَلٌ يَصُبّ فِي مَسِيلِ مَكَّةَ حرسها الله تَعَالَى هَكَذَا نقلَه الصاغانيّ، وأَنشد لصَخْرٍ الهُذَليّ.
(فَلَمَّا رَأَى الــعَمْــقَ قُدّامَهُ ... ولَمَّا رَأَى عَمَــراً والمُنِيفَا)

(أَسالَ مِنَ اللَّيْلِ أَشْجَانَهُ ... كأَنَّ ظَوَاهِرَهُ كُنَّ جُوفَا)
قلتُ: وَفِي المعجَم أَنّه وادٍ بالحِجَاز. وَيُقَال: ثَوْبٌ عَمِــيرٌ، أَي صَفِيق النَّسْجِ قَويُّ الغَزْلِ صَبُورٌ على الــعَمَــل. ويُقال: كَثِيرٌ بَثِيرٌ بَجِيرٌ عَمِــيرٌ، إِتْبَاعٌ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَهَكَذَا ضَبطه الأَزهريّ بالعَيْن. والبَيْتُ المَــعْمُــورُ، جاءَ فِي التفسيرِ أَنّه فِي السَّماءِ بإِزاءِ الكَعْبَةِ شَرَّفها الله تَعالَى، يَدْخُلُه كلَّ يَومٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك، يَخْرُجون مِنْهُ وَلَا يَعُودُون إِلَيْه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مَكَانٌ عامِرٌ: ذُو عِمَــارَةٍ. ومكانٌ عَمِــيرٌ: عامِرٌ. ويُقَال: عَمِــرَ فُلانٌ يَــعْمَــرُ، إِذا كَبِرَ. ويُقَالُ لساكنِ الدّار: عامِرٌ، والجَمْعُ عُمّــار. والمَــعْمُــورُ: المَخْدُومُ. وعَمَــرْتُ رَبِّي وَحَجَجْتُه: خَدَمْتُه. وعَمَــرَ فُلانٌ رَكْعَتَيْن، إِذا صَلاّهُمَا. والــعَمَّــرَاتُ، بالفَتْح والتَّشْدِيد: هِيَ اللَّحمات الَّتي تكونُ تَحْتَ اللَّحْىِ، وَهِي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ اللَّحْيَانيّ: سمعتُ العامرِيَّة تقولُ فِي كَلَامهَا: تَرَكتُهم سامراً بمَكَان كَذا وَكَذَا وعامراً. قَالَ أَبو تُرابٍ: فسَأَلْتُ مُصْعَباً عَن ذَلِك فَقَالَ: مُقِيمِينَ مُجْتَمِعِين.
والــعَمْــرَةُ: خَرَزَةُ الحُبّ. وَيُقَال: جاءَ فلانٌ عَمْــراً، أَي بَطِيئاً، هَكَذَا ثَبَتَ فِي بعض نُسَخِ المُصَنَّف، وتَبِعَ أَبا عُبَيْد كُرَاعُ وَفِي بَعْضهَا: عَصْراً. قلتُ: هُوَ الأَشْبَهُ بالصَّواب. ودارٌ مَــعْمُــورَةٌ: يَسْكُنها)
الجِنُّ، عَن اللّحْيَانيّ. وعَوَامِرُ البُيُوتِ: الحَيّاتُ الَّتِي تكونُ فِي البُيُوتِ، واحِدُها عامِرٌ وعامِرَةٌ. قِيل: سُمِّيَتْ عَوَامِرَ لِطُول أَــعْمــارِهَا. وعُمَــارضةُ بنُ زِيَادٍ العَبْسِيّ، وعُمَــارَةُ بنُ عَقِيلِ بنِ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، بضَمِّهما مَشْهُورَان. والــعُمُــور: حَيٌّ من عَبْدِ القَيْسِ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
(جَعَلْنا النِّسَاءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوَةً ... لرُكْبَانِ شَنٍّ والــعُمُــورِ وأَضْجَمَا)
وَبَنُو عَمْــرِو بنِ الحارِث: قَبِيلَةٌ. وَقد تَــعَمَّــرَ: انْتَسَبَ إِليه، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُذَيْفَةَ بنِ أَنَسٍ الهُذَلِيّ:
(لَعَلَّكُمُ لَمّا قُتِلْتُمْ ذَكَرْتُمُ ... ولَنْ تَتْرُكُوا أَنْ تَقْتُلُوا مَن تَــعمَّــرَا)
وعَمِــرَ بالمَكَانِ، إِذا أَقامَ بِهِ. والعامِرُ: المُقِيمُ. والعُوَيْمِرانِ: الصُّرَدَانِ فِي اللّسَان. وعَمْــرٌ، بالفَتْح: جَبَلٌ ببلادِ هُذَيْلٍ. وَقيل: عَمَــرٌ، مُحَرّكة هَكَذَا قَالَه الصاغانيّ. قلتُ: أَما عَمْــرٌ بالفَتْح فإِنّه بالسَّراةِ، وَيُقَال لَهُ عَمْــرُ بنُ عَدْوَانَ، وأَمّا الّذِي بالتَّحْرِيك فإِنّه وادٍ حجَازيّ. وَذُو عَمْــروٍ أَقْبَلَ من اليَمَنِ مَعَ ذِي الكَلاَع، فرجَعَا من الطّرِيق لِمَوْتِ رَسُول الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم. وَقَوله تعالَى: إِنَّمَا يَــعْمُــرُ مَسَاجِدَ اللهِ. إِمَّا من الــعِمَــارَة الَّتِي هِيَ حِفْظُ البِناءِ، أَو من الــعُمْــرَة الَّتِي هِيَ الزِّيَارَةُ، أَو من قَوْلهم: عَمِــرْتُ بمَكَانِ كَذَا، أَي أَقَمْتُ بِهِ كَذَا فِي البصائر. وأُبَىُّ بنُ عِمَــارَة.
بِالْكَسْرِ: صَحابِيّ. وبالفَتْح والتَّشْدِيد: جَعْفَرُ بن أَحْمَدَ بنِ عَمّــارَة الحَرْبيُّ، وابْنَاه قاسِمٌ وأَحْمَدُ.
وعَمّــارةَُبنتُ عَبْدِ الوَهّابِ الحِمْصِيّةُ. وعَمّــارَةُ بِنْتُ نافِعِ بنِ عُمَــرَ الجُمَحِيِّ: مُحَدِّثُون. وبَنو عَمّــارَة البَلَوِىِّ: بَطْنٌ. ومُدْرِكُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ القَمْقامِ بنِ عَمّــارَة بنِ مالِكٍ القُضَاعِيّ، وَلِيَ لِــعُمَــرَ بن عبد العَزِيز. وبَرَكَةُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَمَّــارَة سَمِعَ أَبا المُظَفَّر بن أَبي البَركات، قَيَّده الشَّرِيف عِزُّ الدِّين فِي الوَفَيات. وَــعمَّــارَةُ الثَّقَفيّةُ زَوْجُ محمّدِ بنِ عبدِ الوهّاب الثَّقَفِيّ، يقولُ فِيهَا ابنُ مُناذِر من أَبيات: مُحَمَّدٌ زُوِّجَ عَمَّــارَةْ.
وعَمْــرُونُ بنُ عَبْدُوسَ السَّكَنْدَرِيُّ حَدَّث عَن هانِئ بنِ المُتَوَكّل، وَعنهُ أَحمدُ بنُ عبدِ الله الناقِد.
وأَبو الــعَمِــيرِ صالحُ بن أَحمد بن اللَّيْث البُخَارِيّ نزيلُ بَيْتِ المَقْدِس. وعُمَــيِّرُ بنُ سَلامَةَ بتَشْديد الياءِ فِي بَنِي نَهْدٍ. وعَمِــيرَةُ بنتُ سَهْلِ بنِ رافعٍ، بِالْفَتْح، صَحابِيَّةٌ، ذَكَرَها الأَمِيرُ. وبالضّمّ ابْنَةُ مُنبِّه، وغَيْرها. وعُوَيْمِرَةُ بنتُ عُوَيْمِرِ بنِ ساعِدَةَ، ذَكَرَها ابنُ حَبِيب. وأَحمدُ بنُ محمّد بنِ عِيسى الــعَمّــارِيّ بالفَتْح والتَّشْدِيد شَيْخُ ابنِ جَمِيع. وعبدُ الواحِدِ ابْن أَحْمَدَ الــعَمّــارِيُّ العَدْلُ شيخُ ابنِ الصابُونيِّ. وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبِي عَمْــرو الــعَمّــارِيُّ الحافِظُ، ذكره بنُ السَّمْعَانِيِّ. وأَبو)
الحَسَن عَلِيُّ بنُ مُوسَى بنِ عَبْدِ المَلِك المَغْرِبيُّ الــعَمّــارِيُ وآلُ بَيْته إِلى جَدِّه عَمّــارِس بنِ ياسِرِ.
ومحمَدُ بنُ عَبْدِ السَّتَّارِ الكَرْدَرِيُّ الــعَمّــارِيّ، شمسُ الأَئمة الحَنَفِيّ، فَقِيهٌ مشهورٌ.مُحَدِّثُون والمُــعَمَّــر بنُ عُمَــرَ بنِ عَلِيّ العُبَيْدِلِيّ جَدّ النَّقِيب الجِوّانِيّ. ومُفَضَّلُ بنُ مُــعَمَّــرٍ الحُسَيْنِيُّ جَدُّ آل الوفُود بالمَدِينَة: وأَبو سُفْيانَ محمّد بنُ حُمَيْدٍ المَــعْمَــرِيُّ بالفَتْح لرحلته إِلى مَــعْمَــر، وابنُه القاسِمُ، وسِبْطُه الحَسَنُ بن عَلِيّ بن شَبِيبٍ المَــعْمَــرِيُّ الْحَافِظ، ونافِلَتُه أَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ المَــعْمَــرِيُّ نَزيلُ البَصْرَة: مُحَدِّثُونَ. ومَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ المُــعَمِــرِيّ بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْعين وَكسر الْمِيم الثَّانِيَة من كِبار التابِعِين ذكره الرُّشَاطِيّ نِسْبَة إِلى جَدّه مُــعْمِــر كمُحْسِن بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدٍ الهَمْدَانيّ. وتَــعْمَــرُ بالمُثَنّاة الْفَوْقِيَّة كجَعْفَر ابنةُ مَسْلَمَةَ السَّعْديّة، حدَّثت عَن أُمّها سَعْدَةَ بِنْتِ مَطَرِ الوَرّاق. وتَــعْمَــرُ بنتُ العِتْرِ بن مُعاذِ بنِ عَمْــرِو بنِ الحارِثِ البَكْرِيّةُ، من بَكْرِ بنِ هَوازِنَ، وَهِي أُمّ رَبِيعَةَ البَكّاءِ بن عامرِ بن صَعْصَعَة. وأَبو الفَتْحِ اليَــعْمَــرِيّ بالياءِ التحتيّة، إِلى يَــعْمَــر كجَعْفَر قَبِيلَة. وبالفَوْقيّة تَــعْمَــرُ كجَعْفَر قبيلةٌ من بَرْبَر. وإِليها نُسبَ أَبو عليّ الحُسَيْن ابْن محمّد التَّــعْمَــرِيّ. وعُمْــرانُ كعُثْمَانَ: قريةٌ من بِلاد مُرادٍ بالجَوْف، بهَا) وَقْعَة. ويَــعْمَــرُ، باليَاءِ، كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ لبيد. وبالمُثَنّاة الفوقيّة وضمّ الْمِيم: ناحيةٌ من السَّواد، وموضِعٌ بناحيَة اليَمَامَة
(عمــر) : لــعَمَــري، بالتَّحْريك: لغةٌ في لَــعَمْــري.
عمــر: {عَمْــر} و {عُمُــر}: الحياة. {اعتمر}: زار. {استــعمــركم}: جعلكم عمــارها. 
عمــرا وعندك وَلَا يَقُولُونَ: عَلَيْهِ زيدا إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث فَهَذَا حجَّة لكل من أغرى غَائِبا.
عمــر [قَالَ أَبُو عُبَيْد -] : وَتَأْويل الْــعمــريّ أَن يَقُول الرجل للرجل: هَذِه الدَّار لَك عمــرك أَو يَقُول: هَذِه الدَّار لَك عمــري
عمــر
الــعَمْــرُ والــعُمُــرُ: السَّحُوْقُ من نَخْل السُّكَّر. والــعَمْــرُ - واحِدُ الــعُمُــورِ -: اللَّحْمُ الذي بين الأسْنَان. ومنه: عَمْــروٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
والــعَمْــرُ والــعُمْــرُ: الحَيَاةُ. والبَقَاءُ، ومنه: لَــعَمْــرُ الله وعَمْــرَكَ الله. وعَمَّــرْتُكَ الله: يَعْني ذَكَّرْتُكَ الله. والــعَمْــرَانِ: اللَّحْمَتانِ المُتَدَلِّيَتَانِ على اللَّهاة. والــعَمْــرُ: الشَّنْفُ.
وعَمْــرَتا الفَرَسِ: عَظْمانِ صَغِيران في أصلِ لِسانِه، ومنهم مَنْ يُسَمِّيهما: الــعُمَــيْمِرَيْنِ كأنَّه تَصْغِيرُ عَمْــرَيْنِ. والــعُمْــرَى: أنْ تُعْطِيَ البَعيرَ أو غيره رَجُلاً فتَقول: هُوَ لَكَ عُمْــرَكَ. وقد عَمَّــرْتُه وأعْمَــرْتُه كذا. والــعُمْــرُ: السِّنُون. والحِيْنُ، ومنه قولُه تعالى: " فقد لَبِثْتُ فيكم عُمُــراً " ويُكَنّى الفَقْرُ: أبا عَمْــرَةَ. والــعِمْــرِيَّةُ: صِنْفٌ من التَّمر. ويقولون للجِنِّ إذا أرادُوا أنَّه يَسْكُنُ مع النّاس: عَامِرٌ، والجَميعُ: عُمَّــارٌ، ومنه يُقال: عُمّــارُ الدّار.
والعَامِرُ: جَرْوُ الضَّبُع، ولذلك كُنِّيَتْ بأُمِّ عَامِرٍ. ويقولون: تَرَكْتُهم سامِراً بِمَكانِ كذا وعامِراً: أي مُقِيْمِيْنَ مُجْتَمِعِين. والعَامِرُ: ضِدُّ الغامِر، يُقال: أعْمَــرَ الله مَنْزلَكَ وعَمَــره، ولا يُقال أعْمَــرَه زيْدٌ ولكنْ عَمَــرَه. واسْتَــعْمَــرَ النّاسُ الأرْضَ فَــعَمَــرُوْها عِمَــارَةً، وأعْمَــرَها الله: أي جَعَلَها تُــعْمَــرُ عُمْــراناً. وأعْمَــرْتُ المكانَ: وَجَدْتَه عامِراً. وكُنْتُ بِمَــعْمَــرٍ تَرْضاه: أي بِمَنِزِلٍ.
وعَمِــرُوا: طالَ عُمُــرُهم. وعَمَّــرَهُم الله. وتَرَكْتُهم في عَوْمَرَةٍ: أي في صِيَاحٍ واقْتِتَالٍ وغَضَبٍ. وقد عَوْمَرُوا. وبينهم عَوْمَرُ شَرٍّ.
ومالَكَ مُعَوْمِراً بالنّاس على بابي: أي جامِعَهم وحابِسَهم. واليَعَامِيْرُ: التُّيُوْسُ الأهْلِيَّةُ. والجدَاء. والتِّيْنُ. والواحِدُ: يَــعْمُــوْرٌ. والمُعْتَمِرُ: المُعْتَمُّ. والــعَمَــارَةُ: الــعَمَــامَة، والجَميعُ: الــعَمَــارُ.
والــعَمْــرَةُ: الــعِمَّــةُ. والمُعْتَمِرُ: الزّائر، ومنه: الــعُمْــرَةُ في الحَجِّ.
والــعُمْــرِةُ: أنْ تَبْنِيَ بالمَرْأة في أهْلِها، فإن نَقَلْتَها إلى أهِلِكَ فذلك العُرْسُ.
والــعَمَــارُ: التَّحِيَّةُ، يُقال: عَمَّــرَك الله: أي حَيّاكَ. والرَّيْحَانُ. والــعَمَــارَةُ والــعِمَــارَةُ - جميعاً -: الحَيُّ العَظيمُ يُطِيقُ الأنْفِرَادَ، وكذلك الــعَمِــيْرَةُ. وقيل: هُما - جَميعاً -: البَطْنُ.
والــعُمْــرِي: مِثْلُ العُبْرِيِّ من السِّدْر، وقيل: هو القَديْم الذي أتى عليه عُمْــرٌ.
والعُوَيْمرَانِ: الصُّرَدَانِ في اللِّسان. والــعُمُــوْرُ: حَيٌّ من عَبْدِ القَيْس.
وعَمْــرو: اسْمُ شَيْطانِ الفَرَذْدَق. وعُمَــارَة وعَمْــرَةُ: اسْمَان.

نعم

نــعم: جواب لكلام لا حجة فيه، قاله الحرالي. 
نــعم: هو لتقرير ما سبق من النفي.
(نــعم) فلَان قَالَ نــعم وَفُلَانًا رفهه وَالشَّيْء جعله نَاعِمًــا
نــعم: هِيَ لتقرير مَا سبق من الْإِثْبَات وَالنَّفْي. وَقد تكون لتقرير مَا بعْدهَا.
نــعم: {والأنعام}: الإبل والبقر والغنم. وهو جمع لا واحد له من لفظه. 
(نــعم) حرف جَوَاب وَيكون تَصْدِيقًا للمخبر فِي جَوَاب الْخَبَر فِي نَحْو الظُّلم مرتعه وخيم ووعدا للطَّالِب فِي جَوَاب الْأَمر أَو النَّهْي فِي نَحْو افْعَل وَلَا تفعل وإعلاما للسَّائِل فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو هَل أدّيت الْأَمَانَة
نــعم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِن أهل الْجنَّة لَيَتَراءَوْنَ أهل عِلَّيَّينَ كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرَّيَّ فِي أفق السَّمَاء وَإِن أَبَا بَكْر وَــعمــر مِنْهُم وأنْــعَمًــا. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: وأنــعمــا - يَعْنِي زادا على ذَلِك. قَالَ ويُقَال من هَذَا: قد أَحْسَنت إِلَيّ وأنــعمــت - أَي زِدْت على الْإِحْسَان وَكَذَلِكَ قَوْلهم: دققت الدَّوَاء فأنــعمــت دقة - أَي بالغت فِي دقة وزدت.
(نــعم)
الشَّيْء نــعمــا ونــعمــة ونعيما لَان ملمسه ونضر وطاب ورفه يُقَال نــعم عيشه وباله هدأ واستراح وَبِه سر واستمتع يُقَال نــعمــت بلقائه ونــعمــت بِهِ عينا

(نــعم) نعومة لَان ملمسه وَصَارَ نَاعِمًــا لينًا فَهُوَ ناعم

(نــعم) فعل غير متصرف لإنشاء الْمَدْح يُقَال نــعم الْفَتى وَنــعم الفتاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {نــعم العَبْد إِنَّه أواب} و {نــعم أجر العاملين} وتلحق بِهِ (مَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن تبدوا الصَّدقَات فَنــعمــا هِيَ}
ن ع م

جلّت نــعمــة الله ونــعمــاؤه، وأنــعم الله عليهم. ونــعم عيشه ينــعم وينــعم نــعمــةً، وعيش ناعم وفلان ينــعم ويتنــعّم، وهو ف يالنــعمــة والنعيم، ونــعّم الله عيشه وناعمــه. وجارية منــعّمــةٌ ومناعمــة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو الرمة يصف امرأة بيضاء:

هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر

ودقة دقاً نــعمــاً، وأنــعم دقّه. وإذا عمــلت عمــلاً فأنــعمــه: فأجده. وأحسن فلان وأنــعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانــعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونــعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونــعمــت وأنــعم الله بك عيناً، ونــعم الله بك عيناً، ونــعمــك عيناً. وسألته حاجة فأنــعم لي بها إذا قال: نــعم، ويقال: نــعم ونــعمــى عين ونــعمــة عين ونعام عين. وله نــعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:

قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نــعم

أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نــعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:

وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس

ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:

إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها

ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها

وقال السمهريّ العكليّ:

ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر

كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:

فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
نــعم
نَــعِمَ نَــعْمَــةً ومَنْــعَمــاً فهو ناعِمٌ نَــعِمٌ. والنُّــعْمَــى والنَّــعْمــاء والنَّعِيْمُ والنَّــعْمَــة. وجارِيَةٌ مُنَــعَّمَــةٌ ومُنَاعَمَــةٌ وناعِمَــةٌ. والنِّــعْمَــةُ: اليَدُ البَيْضاء. ونَــعِمَ الله بك عَيْناً يَنْــعَمُ ويَنْــعِمُ، وأنْــعَمَ الله بك عَيْناً: لُغَتان.
ونَــعَّمَــكَ الله عَيْناً: كما يُقال كَفَلْتُك ونِــعْمَ الله بك عَيْناً - بسُكُون العَيْن.
وأنْــعَمَــتِ الرِّيْحُ: هَبَّتْ نُعَامى وهي الجَنُوب، وكأنَّه من النَّــعْمَــة لرِطُوبَتها. ويُقال: النَّــعْمُ في النَّــعَمِ: وهو الإِبِلُ والبَقَرُ والشّاءُ، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. ونَــعَمْ: أدَاةٌ تُسْتَــعْمَــل في جَواب الواجِب.
ويقولون: أفْعَلُه ونَعَامَ عَيْنٍ، ونِعَامَ عَيْنٍ، ونُــعْمــى عينٍ، ونُــعْمَ عينٍ، ونَــعِمّــا عينٍ، ونُــعْمَــةَ عينٍ، ونَعَامَةَ عينٍ.
وقال بعضُهم: إذا وَجَدَ الوَحْشِيُّ ماءَ السَّماء ومَرْعىً فيا نُــعْمَ هو، كما تقول: هو في نُــعْمٍ من عَيْشِهِ. وهو رَجُلٌ نَعِيْمٌ ونَــعِمّــاً: أي نِــعْمَ ما. وإنما نُعَامَاكَ أنْ تَفْعَل كذا: أي قُصَاراك.
والنُّــعْمَــانُ: نَبْتٌ. ونَــعْمَــانُ: أرْضٌ بالحجاز. ويَنْــعَمُ: حَيٌّ من اليَمن. والإِنْعَامُ: الزِّيادَة، ومنه: دَقَقْتُه دَقّاً نِــعِمّــاً. وَتَنَــعَّمْــتُهم: تَمَشَّيْتَ إليهم. وتَنَــعَّمَ الطَّريقَ وانْتَــعَمــه: رَكِبَه، وكأنَّهما من ابنِ النَّعَامَة: وهي عَصَبَةٌ في باطِنِ أخْمِصِ الرِّجْل. ونَــعَّم قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهما. وتَنَــعَّمْــتُه: في الحاجَة: اعْتَمَدْتَه. وتَنَــعَّمْــتُه: ألْحَحْتَ عليه سَوْقاً. وكأنَّه من طَرْدِ النَّعَامَة.
والنَّعَامَةُ: بَيْتٌ من بُيُوْت الأعْرَاب. وصَخْرَةٌ في الرَّكِيَّة ناشِزَةٌ. والنَّعْشُ. وخَشَبَةُ البَكْرَة. وحِجارَةٌ تُنْصَبُ فوقَ الجَبَل لِيُهْتَدى بها. وعَلاَمَةٌ كان يَتَّخِذُها الرَّجُلُ على ظَهْر بَيْتِه في الجاهِليَّة لِيُعْلَمَ أنَّه شَريف، قال البُرَيْقُ الهُذليُّ:
قد أشْهَدُ الحَيَّ جَميعاً بِهمْ ... لَهُمْ نَعَامٌ وعليهمْ نَــعَمْ
وشَالَتْ نَعَامَتُهم، ويُرْوى: خَفَّت نَعَامَتُهم: أي ذَهَبُوا و َتَفَرَّقوا، وقيل: النَّعَامَةُ وابْنُ النَّعَامَةِ جميعاً: الطَّريقُ، والمعنى: اسْتَمَرَّ بهم السَّيْرُ؛ ونَقِيْضُه: قَرَّتْ نَعَامَتُهم. وقيل: النَّعَامَةُ: اسْمٌ للنَّفْس وللجَماعة. والنَّعَامَةُ من الفَرَسِ: فَمُه، وقيل: دِماغُه، قال:
خَفيفُ النَّعامة ذو مَيْعَةٍ ... كَثيفُ الفَراشَةِ ناتي الصُّرَدْ ويُقال للمُفْرِط الطُّول: ظِلُّ النَّعَامَة. والنَّعَائمُ: ثَمانِيَةُ كواكِبَ أرْبَعَةٌ في المجَرَّة ويُقال لها الوارِدُ؛ وأرْبَعَةٌ خارِجَةٌ ويُقال لها الصّادِر.

نــعم


نَــعَمَ(n. ac.
نَــعْمَــة
مَنْــعَم)
a. Lived in ease, affluence.
b. Was pleasant (life).
c. Suited, agreed with.
d. see IV (g)
نَــعِمَ(n. ac. نَــعَم)
a. Was green & tender (branch).
b. see supra
(a) (b), (c).
e. [Bi], Affirmed.
نَــعُمَ(n. ac. نُعُوْمَة)
a. Was soft, tender.

نَــعَّمَa. Procured a comfortable life for; prospered.
b. Said yes to, answered in the affirmative.
c. [ coll. ], Rendered soft;
pulverized.
نَاْــعَمَa. see I (a)
& II (a).
c. Made firm (cord).
أَنْــعَمَ
a. [acc.
or
La]
see II (a)b. Was pleasant.
c. Rendered pleasant.
d. [acc. & 'Ala
or
Bi], Granted to; favoured with.
e. [acc. & Fī], Fixed upon (look).
f. [Fī], Was diligent over.
g. Came bare-foot to.
h. see II (b)
تَنَــعَّمَa. see I (a) (b), (c) & IV (
f ).
e. Went bare-foot.
f. Drove.

تَنَاْــعَمَa. see I (a)
نَــعْمَــةa. Well-being; prosperousness; affluence, wealth
fortune.
b. Pleasure, enjoyment.

نِــعْمَــة
(pl.
نِــعَم أَنْــعُم
&
a. نِــعَمَــات ), Favour, benefit
kindness; grace.
b. see 1t (a) (b).
d. [ coll. ], Privilege.

نُــعْم
(pl.
أَنْــعُم)
a. Prosperity, ease, happiness; enjoyment.

نُــعْمَــىa. see 1t & 2t
(a).
نَــعَم
(pl.
أَنْعَاْم أَنَاْعِيْمُ)
a. Cattle; sheep; camels.

نَاْــعِمa. Soft; supple; tender, delicate.
b. Easy, comfortable, luxurious (life).
c. Well-off, wealthy.
d. [ coll. ], Thin, fine;
pulverized.
نَاْــعِمَــة
(pl.
نَوَاْــعِمُ)
a. Garden.

نَعَاْمa. Ostrich.
b. Desert.
c. see 22t (c) (d).
نَعَاْمَة
(pl.
نَعَاْئِمُ
& reg. )
a. see 22 (a) (b).
c. Projecting stone or beam of a well.
d. Sign, road-sign.
e. Road.
f. Joy.
g. Forehead.
h. Crowd.
i. Honour.
j. Darkness; ignorance.

نُعَاْمَى
(pl.
نَعَاْئِمُ)
a. South wind.

نَعِيْم
(pl.
نُــعَمَــآءُ)
a. Ease; affluence.
b. Pleasant abode: Paradise.
c. Bounty, goodness.
d. see 2t (a)نُــعْم
&
نَاْــعِم
(c).
نَعِيْمَةa. Delight.

نُعُوْمَةa. Softness.
b. Pleasantness.

نُــعْمَــاْنa. Blood.
b. Surname of certain Arab kings.

نَــعْمَــآءُa. see 2t (a)
مِنْعَاْمa. Generous, beneficent.

نَعَاْئِمُ
a. [art.], Name of certain stars.
N. P.
نَــعَّمَa. see 21 (c)b. Kind, gentle (speech).
N. Ag.
نَاْــعَمَa. see 21 (a)
N. P.
نَاْــعَمَa. see 21 (c)
& N. P.
نَــعَّمَ
(b).
N. Ag.
أَنْــعَمَa. Beneficent; bountiful; benefactor.

N. Ac.
أَنْــعَمَ
(pl.
إِنْعَامَات)
a. Beneficence: grace; bounty.

N. Ag.
تَنَــعَّمَa. see 21 (c)
N. Ac.
تَنَــعَّمَa. Well-being; comfort; satisfaction; joy.

N. Ag.
تَنَاْــعَمَa. see 21 (a)
نَــعَمْ
a. Yes; certainly; so it is; just so; exactly.

نِــعْمَ نَِــعِمَّــا نِــعْمَــت
a. Bravo! Well done!

إِنْعَامَة
a. Favour, grace.

تَنْعِيْمَة
a. A thorny tree.

مُنْــعُم
a. Broom, brush.

نَُــعْم عَيْنٍ
نَُغَام عَيْنٍ
نَعِيْم عَيْنٍ
a. For the sake of.

نَعِيْم البَالِ
a. Easy-going, goodnatured.

وَاسِع النَّــعْمَــة
a. Affluent, opulent.

شَقَائِق النُّــعْمَــان
a. Anemone.

نَعَام الصَّادِر
نَعَام الوَارِد
a. Names of certain stars.

أَنْــعَمَ اللّٰهُ بِكَ
عَيْنًا
or
نَــعَمَ
نَــعِمَــك اللّٰهُ عَيْنًا
a. May God favour thee!

أَنْــعَمَ اللّٰهُ صَبَاحَكَ
a. I wish you a good morning.
نــعم
النِّــعْمَــةُ: الحالةُ الحسنةُ، وبِنَاء النِّــعْمَــة بِناء الحالةِ التي يكون عليها الإنسان كالجِلْسَة والرِّكْبَة، والنَّــعْمَــةُ: التَّنَــعُّمُ، وبِنَاؤُها بِنَاءُ المَرَّة من الفِعْلِ كالضَّرْبَة والشَّتْمَة، والنِّــعْمَــةُ للجِنْسِ تقال للقليلِ والكثيرِ. قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِــعْمَــةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، اذْكُرُوا نِــعْمَــتِيَ الَّتِي أَنْــعَمْــتُ عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 40] ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِــعْمَــتِي [المائدة/ 3] ، فَانْقَلَبُوا بِنِــعْمَــةٍ مِنَ اللَّهِ
[آل عمــران/ 174] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْــعَمَ فلانٌ على فَرَسِهِ. قال تعالى: أَنْــعَمْــتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة/ 7] ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْــعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْــعَمْــتَ عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 37] والنَّــعْمَــاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَــعْمــاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
[هود/ 10] والنُّــعْمَــى نقيضُ البُؤْسَى، قال: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْــعَمْــنا عَلَيْهِ
[الزخرف/ 59] والنَّعِيمُ: النِّــعْمَــةُ الكثيرةُ، قال:
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
[يونس/ 9] ، وقال:
جَنَّاتِ النَّعِيمِ [لقمان/ 8] وَتَنَــعَّمَ: تَنَاوَلَ ما فيه النِّــعْمَــةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال: نَــعَّمَــهُ تَنْعِيماً فَتَنَــعَّمَ. أي: جَعَلَهُ في نِــعْمَــةٍ. أي: لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال: فَأَكْرَمَهُ وَنَــعَّمَــهُ
[الفجر/ 15] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَــةٌ. [والنَّــعَمُ مختصٌّ بالإبل] ، وجمْعُه: أَنْعَامٌ، [وتسميتُهُ بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِــعْمــةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل] . قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ
[الزخرف/ 12] ، وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام/ 142] ، وقوله: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ [يونس/ 24] فَالْأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى: الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَــةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ: سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّــعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ: المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر:
وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي
فقد قيل: أراد رِجْلَهُ، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل: النَّعَامَةُ بَاطِنُ القَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلّا من قولهم:
ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَــعَّمَ فُلَانٌ: إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّــعْمَــةِ.
و «نِــعْمَ» كلمةٌ تُسْتَــعْمَــلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في الذَّمّ، قال تعالى: نِــعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص/ 44] ، فَنِــعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ
[الزمر/ 74] ، نِــعْمَ الْمَوْلى وَنِــعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال/ 40] ، وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِــعْمَ الْماهِدُونَ [الذاريات/ 48] ، إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِــعِمَّــا هِيَ
[البقرة/ 271] وتقول: إن فَعَلْتَ كَذَا فَبِهَا وَنِــعْمَــتْ. أي: نِــعْمَــتِ الخَصْلَةُ هِيَ، وغَسَّلْتُهُ غَسْلًا نِــعمَّــا، يقال: فَعَلَ كذا وأَنْــعَمَ. أي: زَادَ، وأصله من الإِنْعَامِ، ونَــعَّمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً.
و «نَــعَمْ» كلمةٌ للإيجابِ من لفظ النِّــعْمَــة، تقول: نَــعَمْ ونُــعْمَــةُ عَيْنٍ ونُــعْمَــى عَيْنٍ ونُعَامُ عَيْنٍ، ويصحُّ أن يكون من لفظ أَنْــعَمَ منه، أي: أَلْيَنَ وأَسْهَلَ.
ن ع م: (النِّــعْمَــةُ) الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أُنْــعِمَ بِهِ عَلَيْكَ. وَكَذَا (النُّــعْمَــى) فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ فَقُلْتَ: (النَّــعْمَــاءُ) . وَ (النَّعِيمُ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ وَاسِعُ (النِّــعْمَــةِ) أَيْ وَاسِعُ الْمَالِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَبِهَا وَ (نِــعْمَــتِ) أَيْ وَنِــعْمَــتِ الْخَصْلَةُ. وَ (نِــعْمَ) وَبِئْسَ فِعْلَانِ مَاضِيَانِ لَا يَتَصَرَّفَانِ لِأَنَّهُمَا اسْتُــعْمِــلَا لِلْحَالِ بِمَعْنَى الْمَاضِي، فَنِــعْمَ مَدْحٌ وَبِئْسَ ذَمٌّ. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: الْأَصْلُ نَــعِمَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ. ثُمَّ تَقُولُ: نِــعِمَ فَتُتْبِعُ الْكَسْرَةَ الْكَسْرَةَ. ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِــعْمَ بِكَسْرِ النُّونِ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَــعْمَ بِفَتْحِ النُّونِ. وَتَقُولُ: نِــعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ وَنِــعْمَ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِــعْمَــتِ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. فَالرَّجُلُ فَاعِلُ نِــعْمَ وَزَيْدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً قُدِّمَ عَلَيْهِ خَبَرُهُ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هُوَ زَيْدٌ جَوَابٌ لِسَائِلٍ سَأَلَ مَنْ هُوَ؟ لَمَّا قُلْتَ: نِــعْمَ الرَّجُلُ. وَ (النُّــعْمُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الْبُؤْسِ، يُقَالُ: يَوْمٌ نُــعْمٌ وَيَوْمٌ بُؤْسٌ وَالْجَمْعُ (أَنْــعُمٌ) وَأَبْؤُسٌ. وَ (نَــعُمَ) الشَّيْءُ صَارَ (نَاعِمًــا) لَيِّنًا وَبَابُهُ سَهُلَ. وَكَذَا (نَــعِمَ) يَنْــعَمُ مِثْلُ عَلِمَ يَعْلَمُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا وَهِيَ: (نَــعِمَ) يَنْــعُمُ مِثْلُ فَضِلَ يَفْضُلُ. وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: (نَــعِمَ) يَنْــعِمُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (النَّــعْمَــةُ) بِالْفَتْحِ التَّنْعِيمُ. وَيُقَالُ: (نَــعَّمَــهُ) اللَّهُ (تَنْعِيمًا) وَ (نَاعَمَــهُ فَتَنَــعَّمَ) . وَامْرَأَةٌ (مُنَــعَّمَــةٌ) وَ (مُنَاعَمَــةٌ) بِمَعْنًى. وَ (أَنْــعَمَ) اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النِّــعْمَــةِ. وَأَنْــعَمَ اللَّهُ صَبَاحَهُ مِنَ (النُّعُومَةِ) . وَ (أَنْــعَمَ) لَهُ قَالَ لَهُ: نَــعَمْ. وَفَعَلَ كَذَا وَأَنْــعَمَ أَيْ زَادَ. وَأَنْــعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا أَيْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّهُ. وَكَذَا (نَــعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَــعِمَــكَ عَيْنًا. وَ (النَّــعَمُ) وَاحِدُ (الْأَنْعَامِ) وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْإِبِلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّثُ يَقُولُونَ: هَذَا نَــعَمٌ وَارِدٌ وَجَمْعُهُ (نُــعْمَــانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْأَنْعَامُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] وَقَالَ: «مِمَّا فِي بُطُونِهَا» ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَنَاعِيمُ) . وَ (نَــعَمْ) عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ وَجَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ. وَرُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قِيلَ: لَيْسَ لِي عِنْدَكَ وَدِيعَةٌ فَقَوْلُكَ: نَــعَمْ وَبَلَى تَكْذِيبٌ. وَ (نَــعِمْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (النَّعَامَةُ) مِنَ الطَّيْرِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَ (النَّعَامُ) اسْمُ جِنْسٍ مِثْلُ حَمَامٍ وَحَمَامَةٍ وَجَرَادٍ وَجَرَادَةٍ. وَ (النُّعَامَى)
بِالضَّمِّ رِيحُ الْجَنُوبِ لِأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وَأَرْطَبُهَا. وَ (نَــعْمَــانُ) بِالْفَتْحِ وَادٍ فِي طَرِيقِ الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ. وَيُقَالُ لَهُ: نَــعْمَــانُ الْأَرَاكِ. وَقَوْلُهُمْ: (عِمْ) صَبَاحًا كَلِمَةُ تَحِيَّةٍ كَأَنَّهُ مَحْذُوفٌ مِنْ نَــعِمَ يَنْــعِمُ بِالْكَسْرِ، كَمَا يُقَالُ: كُلْ مِنْ أَكَلَ يَأْكُلُ حُذِفَ مِنْهُ الْأَلِفُ وَالنُّونُ تَخْفِيفًا. وَ (التَّنْعِيمُ) مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. 
(نــعم) - قوله تبارك وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَــعَمْ} .
كَلِمة "نَــعَم" تقع في الكَلام جَوابًا لِمَا لا جَحْدَ فيه. وفيه لُغَتان: فتح العَين وكَسْرُها، والكَسْرُ هي قراءة الكسَائِي وجماعَةٌ، وهي قراءة النبى صلَّى الله عليه وسلَّم.
على ما رُوِى عن قتَادة "عن رَجُلٍ من خَثْــعَم قال: دُفِعْتُ إلى النبىّ - صَلّى الله عليه وسلّم، وهو بمنى، فَقُلْتُ له: أنتَ الذي تَزْــعُم أنّك نبِىٌّ؟ قال: نَــعِم" وكَسَرَ العَينَ.  - وقال بعض وَلدِ الزُّبَير: "ما كنتُ أسْمَعُ أشيَاخَ قُريش يَقُولُون: إلاَّ نَــعِم" بكَسْر الِعين .
- وقالَ أبو عُثمِانَ النَّهْدِى: أمرَنا أمير المؤمنين عُمَــر رَضى الله عنه بأمرٍ فقلنا: نــعَمْ. فقال: "لا تَقُولُوا نَــعَمْ، ولكن قُولُوا: نَــعِم" وكَسَرَ العَيْنَ.
وقال بَعْضُ الأعْرَاب: كَانَ أبى إذَا سِمِعَ رَجُلًا يقُولُ: نَــعَمْ يقول: نَــعَم: إبلٌ وشَاءٌ، إنّما هي نَــعِمْ. وقال الشَّاعر - في اللغَتَين جميعًا -:
دَعَانِي عَبْدُ الله نَفسىِ فدَاؤُه فيَالَكَ مِن دَاع دَعَانَا نــعَم نَــعِمْ.
- في الحديث: "من تَوضَّأ يوم الجُمعَةِ فبِهَا ونِــعْمــت"
فيه قولان: أَحَدُهما: ونِــعْمَــتِ الخَلَّةُ والفَعْلَة، ثمّ يحذِفُ الْفَعْلَةَ اختصارًا والثاني "نَــعِمْــت"
: أي نَــعَّمَــك الله، وقال الأصمعي: "فبها": أي فبِالسُّنَّةِ أخَذ.
- وفي حديث أبي مَرْيم الأزْدِى قال: "دَخَلْتُ على مُعاوِية - رضي الله عنه - فقال: ما أَنْــعَمَــنَا بِكَ؟ "
: أي ما جاءَنا بك، أو ما الذي أعمَــلَك إلينَا؛ وإنما يقال ذلك لمن يُفْرَح بلِقائه، كأنّه يقولُ: ما الذي أطلعَكَ علَينا، وأنْــعَمَــنا بلقَائك، وسَرَّنا برُؤْيَتِكَ. ومن ذلك قَولُهم في التحيَّةِ: أَنْــعِمْ صَباحًا.
وَيُحْتَمَل أن يُريد: ما الذي جَشَّمَكَ الإتيَانَ إاليَنا وَالمشىَ علَى نَعَامةِ رِجْلِكَ.
قيل: النَّعَامَةُ: صَدْرُ القَدَم. وقيلِ: عَصَبَةٌ في الأخْمَص، ومنه: بهيمة الأنعَاِم وهي الماشِيَةُ التي تمشى على نعَامَته، خِلاف ذوَات الَحَافِر في وَطْئِها.
قال ابن دُرَيد: النّعامَةُ: باطنُ القَدَم. وقيل: ابنُ النعَامَة صَدْر القَدَم.
وتنــعَّم: مشى حافيًا. وقيل: إنه على طريق التفَاؤُل؛ لأن الرُّجْلة عَناءٌ وبُؤْسٌ فقَلَبُوه، وقالوا: تَنــعَّمَ: إذا مَشىَ حافيًا، كما قالوا. في اللّدِيغ سَلِيمٌ.
وتَنــعَّمــتُهُم: مَشيْتُ إِليهِم.
- في الحديث: "مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بنَــعْمــان السّحاب"
نَــعْمــان: جَبَلٌ بقُرْب عَرَفة، وأضافه إلى السَّحاب، لأنّ السّحاب يركد فوْقَهَ لعُلُوّه.
- قوله تعالى: {نِــعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
"نِــعْم" يُستَــعمَــل في حَمْدِ كل شىء وتفَضِيلِه.
يقال: إذا عَمِــلت عَمَــلا فَأَنْــعِمْــهُ: أي اعمَــله على وجه يُثنَى عليه بنِــعْم.
ومنه: دقَّه دقًّا نِــعَمًّــا قال: رَشِدتَ وأَنــعمــت. - وفي حديث أبى سفيان: "أنْــعَمَــتْ فَعالِ عنها"
- يعنى هُبَل - حين أَرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ، كتَب على سَهم: نَــعَم، وعلى آخر: لا، فأجالهُما عند هُبَل، فخرج سَهم الإِنعام؛ أي حين قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عُمــر: الله أعْلَى وأَجَلّ.
أي اتْرُك ذِكْرها، فقد صدَقَت في فَتْواها وأنْــعَمَــتْ: أجابَت بنــعَمَ.
- في حديث ابن ذى يزن:
* أتَي هِرَقْلاً وقد شَالَت نَعامَتُهم *
النَّعامة: الجماعَة: أي تفرّقوا.
- في الحديث: "نِــعِمَّــا بالمَالِ"
أَصلُه نِــعْم ما، فأُدغم وشُدِّد، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال: نِــعْم شيئا المَالُ، والباء مزيدة، كهى في "كَفَى بالله حَسِيبًا".
ويجوز كَسرُ النّون وفَتحُها، والعين مكسورة.
ن ع م : النَّــعَمُ الْمَالُ الرَّاعِي وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ النَّــعَمُ الْجِمَالُ فَقَطْ وَيُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ وَجَمْعُهُ نُــعْمَــانٌ مِثْلُ حَمَلٍ وَحُمْلَانٌ وَأَنْعَامٌ
أَيْضًا وَقِيلَ النَّــعَمُ الْإِبِلُ خَاصَّةً وَالْأَنْعَامُ ذَوَاتُ الْخُفِّ وَالظِّلْفِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَقِيلَ تُطْلَقُ الْأَنْعَامُ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَإِذَا انْفَرَدَتْ الْإِبِلُ فَهِيَ نَــعَمٌ وَإِنْ انْفَرَدَتْ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ لَمْ تُسَمَّ نَــعَمًــا.

وَأَنْــعَمْــتُ عَلَيْهِ بِالْعِتْقِ وَغَيْرِهِ وَالِاسْمُ النِّــعْمَــةُ وَالْمُنْــعِمُ مَوْلَى النِّــعْمَــةِ وَمَوْلَى الْعَتَاقَةِ أَيْضًا وَالنُّــعْمَــى وِزَانُ حُبْلَى وَالنَّــعْمَــاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ مِثْلُ النِّــعْمَــةِ وَجَمْعُ النِّــعْمَــةِ نِــعَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَنْــعُمٌ أَيْضًا مِثْلُ أَفْلُسٍ وَجَمْعُ النَّــعْمَــاءِ أَنْــعُمٌ مِثْلُ الْبَأْسَاءِ يُجْمَعُ عَلَى أَبْؤُسٍ.

وَالنَّــعْمَــةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْ التَّنَــعُّمِ وَالتَّمَتُّعِ وَهُوَ النَّعِيمُ وَنَــعِمَ عَيْشُهُ يَنْــعَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ اتَّسَعَ وَلَانَ وَأَنْــعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَــعَّمَــهُ اللَّهُ تَنْعِيمًا جَعَلَهُ ذَا رَفَاهِيَةٍ وَبِلَفْظِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ التَّنْعِيمُ سُمِّيَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ أَقْرَبُ أَطْرَافِ الْحِلِّ إلَى مَكَّةَ وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ وَيُعْرَفُ بِمَسَاجِدِ عَائِشَةَ.

وَنَــعُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نُعُومَةً لَانَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ نَاعِمٌ وَنَــعَّمْــتُهُ تَنْعِيمًا.

وَقَوْلُهُمْ فِي الْجَوَابِ نَــعَمْ مَعْنَاهَا التَّصْدِيقُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَاضِي نَحْوُ هَلْ قَامَ زَيْدٌ وَالْوَعْدُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ هَلْ تَقُومُ قَالَ سِيبَوَيْهِ نَــعَمْ عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ قَالَ ابْنُ بَابْشَاذْ يُرِيدُ أَنَّهَا عِدَةٌ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَتَصْدِيقٌ لِلْإِخْبَارِ وَلَا يُرِيدُ اجْتِمَاعَ الْأَمْرَيْنِ فِيهَا فِي كُلٍّ قَالَ النِّيلِيُّ وَهِيَ تُبْقِي الْكَلَامَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ نَفْيٍ لِأَنَّهَا وُضِعَتْ لِتَصْدِيقِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَرْفَعَ النَّفْيَ وَتُبْطِلَهُ فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ مَا جَاءَ زَيْدٌ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ جَاءَ وَقُلْتَ فِي جَوَابِهِ نَــعَمْ كَانَ التَّقْدِيرُ نَــعَمْ مَا جَاءَ فَصَدَّقْتَ الْكَلَامَ عَلَى نَفْيِهِ وَلَمْ تُبْطِلْ النَّفْيَ كَمَا تُبْطِلُهُ بَلَى وَإِنْ كَانَ قَدْ جَاءَ قُلْتَ فِي الْجَوَابِ بَلَى وَالْمَعْنَى قَدْ جَاءَ فَنَــعَمْ تُبْقِي النَّفْيَ عَلَى حَالِهِ وَلَا تُبْطِلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وَلَوْ قَالُوا نَــعَمْ كَانَ كُفْرًا إذْ مَعْنَاهُ نَــعَمْ لَسْتَ بِرَبِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُزِيلُ النَّفْيَ بِخِلَافِ بَلَى فَإِنَّهَا لِلْإِيجَابِ بَعْدَ النَّفْيِ وَأَنْــعَمْــتُ لَهُ بِالْأَلِفِ قُلْتُ لَهُ نَــعَمْ.

وَالنَّعَامَةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ نَعَامٌ.

وَنِــعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ بِكَسْرِ النُّونِ مُبَالَغَةٌ فِي الْمَدْحِ وَالْمَعْنَى لَوْ فُصِّلَ الرِّجَالُ رَجُلًا رَجُلًا فَضَلَهُمْ زَيْدٌ وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِــعْمَــتْ أَيْ وَنِــعْمَــتْ الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَالتَّاءُ فِيهَا كَهِيَ فِي قَامَتْ هِنْدٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْوَقْفِ.

وَنُــعْمَــانُ الْأَرَاكِ بِفَتْحِ النُّونِ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَيَخْرُجُ إلَى عَرَفَاتٍ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ نُــعْمَــانٌ اسْمُ جَبَلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهُوَ وَجُّ الطَّائِفِ.

وَالنُّــعْمَــانُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ. 
نــعم: نــعم ب: استمتع ب (عباد 1: 98، 11، 39، 10).
نــعم: لطف، حلى (الماء)، جعله (الشيء) ناعم الملمس (بوشر): adoucir.
نــعم: رقق (بوشر): subtiliser.
نــعم: سحق الشيء وجعله قطعا صغيرة (بوشر).
نــعم النظر أو في النظر: أو في النظر: أحد النظر إلى، حدج بطرفه، حدق فيه، حملق regarder fixement ( باين سميث 1183 - 5).
انــعم: ضمن أو أمن دخلا (الكالا- renta colar) .
انــعم: قال نــعم (أبو الوليد 780: 29).
انــعم له: في (محيط المحيط): (قال له نــعم فسر بذلك) (الكامل 549: 12)، وفي (فوك) concedere له وبه وفيه.
أنــعم السؤال له: سمح له، بلطف، أن يتقدم بأسئلته (معجم أبي الفداء).
انــعم: وعد (الكالا): promettre بالفرنسية التي تقابل prometer اللاتينية.
انــعم: في (محيط المحيط): (ويقال دققت الدواء وأنــعمــت أي بالغت وزدت فيه والشيء جعلته ناعمــا).
أنــعم النظر: حقق النظر وبالغ فيه (معجم الجغرافيا).
أنــعم بك: تعبير اصطلاحي لم افهم، بدقة، معناه (ألف ليلة 3: 444): ثم أعطاه دينارا وإذا بالسقاء نظر إليه واستقل به وقال له أنــعم بك أنــعم بك يا غلام صغار قوم كبار قوم آخرين وفي رواية (برسلاو): يا نــعم يا نــعم.
تنــعم: ترفه، تمتع، شعر بالرضا أو خامرته مشاعر الرضا (ابن جبير 87 في حديثه عن تقبيل الحجر الأسود): وللحجر عند تقبيله لدونة ورطوبة يتنــعم بها الفم.
نــعم والجمع أنعام: بركات، أفضال السماء أو معروفها (الجمع والمفرد له المعنى نفسه) (بوشر).
نــعم: كيف؟ إن هذه الكلمة تستــعمــل للاستعادة حين ترد، في الكلام، كلمة غير مفهومة فيعلق عليها السامع قائلا: (العفو، ماذا قلت) (بوشر). ونــعم: أي لا شك أن الأمر كذلك (هوجفلايت 49: 3).
يا نــعم يا نــعم: (انظر أنــعم).
نــعمــة: فضل السماء، معروف السماء، فضل الله (الكالا: =رحمة).
نــعمــة: سخاء، كرم (الكالا، النويري مصر 193): كانت له نــعمــة عظيمة.
نــعمــة: تقال للتأكيد، في حديث مع أحد الأمراء على سبيل المثال؛ وحق نــعمــتك (أقسم بحق فضلك على) (ألف ليلة 1: 95).
نــعمــة: كل ما يتلقاه المرء بفضل من الله ففي (محيط المحيط): ( ... ما أنــعم به عليك من رزق ومال وغيره). من هنا جاء ذكر الأموال (النويري أسبانيا 442): سلب نــعمــته أي سلبه ماله وواسع النــعمــة هو الغني (محيط المحيط) وأرباب النــعم الأغنياء (كوسج كرست 82): وأخرجوا لزوجته الحلل الفاخرة والنــعم الظاهرة.
النــعم: المباهج السماوية، أفراح الفردوس (معجم بدرون، أبحاث 1 الملحق 111 L. 12) .
نــعم: رقة، نعومة (دي ساسي كرست 1: 252): وذكر إنها ورقة التوت فيها لين ونــعمــة؛ إلا أن هذا النص الذي نقتبسه هنا مليء بالأخطاء إذ ينبغي أن تحل كلمة نعومة في موضع نــعمــة.
نــعمــة: بقوة، بشدة، بكثرة fortement, bien وباللاتينية: ( valde - فوك).
نــعمــة: المعجم اللاتيني ذكر الكلمة ضمن مادة غريبة: bono appetius، نــعمــة المودة فلو أنها كانت boni appetius لكان النص العربي مودة النــعمــة.
نــعمــة: حصاد، ريع، كسب (شيرب ديال 180).
نــعمــة: خبز (دوماس 271).
نــعمــى: سعادة (عباد 1: 388).
نــعمــان: خشخاش، خشخاش منثور (نبات عشبي سنوي من الفصيلة الخشخاشية له زهر أحمر) coguelicot, parot وباللاتينية papaver وعند المستعيني: ماميثا: شبيه بورق الخشخاش أو النــعمــان. وفي مادة خشخاش لبيض يعادل النــعمــان الكبير.
نــعمــان: هو نبات النــعمــان عند (فورسكال) (بركهارت سوريا 571) ونــعمــانية حسبما ورد عند (فريتاج) اعتمادا على (فورسكال).
نــعمــاني: (جمال من سلالة طيبة يطلق عليها هذا الاسم للدلالة على المكان الذي تتوالد منه) (بيرتون 16) إلا أنني أعتقد أن هذه الكلمة يجب أن تنطق نــعمــاني بضم النون وليس بالفتح لأنني اعتقد أن هذا الاصطلاح يتعلق بعصافير النــعمــان.
نــعمــاني: من المواليات، ما كان من سبعة مصاريع (انظر سباعي).
شقيق نــعمــاني: هو نبات الشقار (شقائق النــعمــان) (بوشر).
نــعمــا: جيدا، بقوة (زيتشر 1: 158، ابن العوام 1: 130 و14: 131، 5، 14 و143: 8 ... الخ) وكذلك قولنا دققته دقا نــعمــا أي نــعم ما دققته (لم يحسن فريتاج نطق الكلمة).
نعيم. نعيما: نــعمــا! (كلمة مجاملة تقال لمن يخرج من الحمام أو يشذب لحيته أو يستيقظ من نومه) (بوشر).
نعيم: راحة، استراحة، هدوء (الكالا holgura) . نعيم: رفاهية، سعادة، رخاء دائم (بوشر، عباد 1: 385).
نعيم: الفردوس، الإقامة السعيدة (همبرت 149). وكذلك جنة النعيم (ويجرز 47: 2 والملاحظات المذكورة في ص 164).
نعيم البال: هادئ (الحماسة 732).
نعومة: رقة، طراوة؛ بنعومة: برقة مزاج (بوشر).
نعومة: لين. (نعومة الملمس) (بوشر).
نعومة: أملس، صقيل (ألف ليلة 3: 20 برسل 3: 271).
نعومية: رقة، لطافة (بوشر).
ناعم: رقيق، لذيذ الطــعم، مرهف أو رقيق الشعور أو الملمس، لطيف (زيتشر).
ناعمــا: جيدا، بقوة (الجريدة الآسيوية 1850: 1: 228).
ناعم ناعم: دقيق، مقطع قطعا صغيرة (بوشر).
سكر ناعم: سكر مدقوق (بوشر) وكذلك بن ناعم وتراب ناعم أي محكم الدق (محيط المحيط).
اخذ في الناعم: اطاع، تراجع خوفا doux eiler ( بوشر).
ناعمــة: نبات القويسة (انظر بوشر، والمستعيني في اشفاقس) (ابن البيطار 1: 77 b و2: 79).
تنــعم: رخاوة، طراوة، حياة البطالة والشهوات (الثعالبي لطائف 30: 3) وكان فيه تخنيث متأنيث وتنــعم شديد.
منــعم البدن: رقيق، رهيف (فوك).

نــعم

1 نَــعِمَ عَيْشُهُ His life was, or became, plentiful and easy: (Msb:) was, or became, good, or pleasant. (Mgh.) See عَوْفٌ. b2: نَــعِمَ, aor. نَــعُمَ

, is like فَضِلَ, aor. نَــعُمَ

, and حَضِرَ, aor نَــعُمَ

. See the latter. b3: اِنْــعِمْ ضَبَاحًا, and عِمْ صَباحًا: see تَرِبَ and صَبَاحٌ. b4: نَــعُمَ, inf. n. نُعُومَةٌ; (S, Msb;) and نَــعِمَ; (S;) It was, or became, soft, or tender, (S, Msb,) to the feet. (Msb.) 2 نَــعَّمَــهُ , (S, Msb, K,) and ↓ نَاعَمَــهُ, (S, K,) He (God, S, Msb,) made him to enjoy, or lead, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft, or delicate, state, or life; a state, or life, of ease and plenty. (S, Msb, K.) b2: نَــعَّمَــهُ He nourished well him, or it; pampered him.3 نَاْــعَمَ see 2.4 أَنْــعَمَ عَلَيْهِ بِشَىْءِ He conferred, or bestowed, upon him a thing as a favour. See أَحْسَنَ. b2: أَنْــعَمَ عَجْنَهُ He kneaded it well, thoroughly, or soundly. (TA, voce رَيْعٌ.) b3: أَنْــعَمَ الدَّقَّ He bruised or powdered finely: see دَقَّقَ. b4: أَنْــعَمَ طَبْخَهُ He cooked it well; syn. أَجَادَ طَبْخَهُ. (IbrD.) The verb is often used in this sense. b5: أَنْــعَمَ اللّٰهُ بِكَ عَيْنًا: see أَبْغَضَ.5 تَنَــعَّمَ he enjoyed, or led, an easy, a pleasant, a soft, or a delicate, life, with ampleness of the means of subsistence; a life of ease and plenty. (K.) b2: تَنَــعَّمَ It (a tree) became flourishing and fresh, (TK, art. روى, &c.,) luxuriant, succulent, sappy, soft, tender, and supple. See رَوِىَ. b3: تَنَــعَّمَ i. q. تَمَتَّعَ. (Msb. *) نُــعْمٌ contr. of بُؤْسٌ, (S,) [like ↓ نَــعْمَــآءُ and ↓ نُــعْمَــى and ↓ نَــعْمَــةٌ and ↓ نَعِيمٌ:] pl. أَنْــعُمٌ. (S.) See نِــعْمَــةٌ.

نَــعَمْ Even so; yes; yea. (Msb, &c.) See أَجَلْ and بَجَلْ.

نَــعَمٌ Pasturing مَال [or cattle]; mostly applied to camels, and neat, and sheep and goats: or applied to all these, and to camels when alone, but neat and sheep or goats when alone are not thus termed; (Msb;) therefore, cattle, consisting of camels or neat or sheep or goats, or all these, or camels alone.

نِــعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ Excellent, or most excellent, or excellent above all, is the man, Zeyd; or [very or] superlatively good, &c. (Msb.) b2: See بئْسَ.

نَــعْمَــةٌ subst. of تَنَــعُّمٌ (Msb, K) in the sense of تَرَفُّةٌ subst. of تَمَتُّعْ (Msb:) or i. q. b2: تَنَــعُّمٌ: (S: in F's smaller copy, تَنَعِيمٌ, an evident mistake:) i. e. plentifulness, and pleasantness or easiness, and softness or delicacy, of life: ease and plenty. b3: نَــعْمَــةٌ A living in [or rather enjoyment of a life of] softness, daintiness, or delicacy, and ease, comfort, or affluence: (KL:) i. q. ↓ نَعِيمٌ; (Msb;) and مُتْعَةٌ: (Jel in xliv. 26:) it is from التَّنَــعُّمُ; and ↓ نِــعْمَــةٌ is from الإِنْعَامُ. (Ksh, cited in Kull, p. 364.) See نِــعْمَــةٌ: and see تُرْفَةٌ. b4: نَــعْمَــةُ الشَّباَبِ [The flourishing freshness, softness, tenderness, or blooming loveliness or graces, of youth. See عَبْعَبٌ.] b5: نَــعْمَــةٌ Softness; tenderness; bloom; or flourishing freshness (IbrD;) of a branch; and of youth, or youthfulness. (M, art. ملد; &c.) نِــعْمَــةٌ and ↓ نُــعْمَــى and ↓ نَــعْمَــآءُ A benefit; benefaction; favour; boon; or good: (S, Msb:) a blessing; [bounty; gratuity;] or what God bestows upon one: and so ↓ نَعِيمٌ: (S:) [grace of God:] and ↓ نَعِيمٌ and ↓ نَــعْمَــةٌ, with fet-h, [and ↓ نُــعْمَــى and ↓ نَــعْمَــآءُ and ↓ نُــعْمٌ, ease and plenty,] enjoyment; (Msb;) [welfare; well being; weal:] ↓ نُــعْمَــى and ↓ نَــعْمَــآءُ are the contr. of بُؤْسَى and بَأْسَآءُ: (TA, art. بأس:) بَعْدَ ضَرَّآءَ ↓ نَــعْمَــآءُ, in the Kur [xi. 13,] is like health after sickness; and richness, or competence, after want. (Bd.) b2: نِــعْمَــةٌ A blessing; (S;) a cause of happiness. (K.) A favour: a benefit; and the like. (S.) b3: نِــعْمَــةٌ Wealth, or property. (K.) The first explanations given to it above are assigned in the K, not to this word, but to ↓ نَعِيمٌ and ↓ نُــعْمَــى. b4: نِــعْمَــةٌ with the article seems generally to signify Wealth: and without the article, A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing.

نُــعْمَــةٌ The act of rejoicing by a thing: and the state of rejoicing in a thing. (KL.) نُــعْمَــى contr. of بُؤْسَى; (S, TA in art. بأس;) and نَــعْمَــآءُ contr. of بَأَسَآءُ. (TA in that art.) b2: See نِــعْمَــةٌ.

نَــعْمَــآءُ : see نِــعْمَــةٌ.

نَعِيمٌ Enjoyment; [delight; pleasure;] as also ↓ نَــعْمَــةٌ, q. v.: (Msb:) plenty and ease. (K.) See نِــعْمَــةٌ.

نَعَامَةٌ The blackness of night. (S in art. سقط.) see an ex. voce سقْطٌ. b2: نَعَامَةٌ The ostrich: it sometimes denotes the female. See مَخْزُومٌ and جَراَدٌ. b3: شاَلَتْ نَعَامَتُهُمْ: see طَائِرٌ, زَأْلٌ, شَالَ, and a verse voce إِمَّا. b4: اِبْنُ النَّعَامَةِ The shank-bone: and a certain vein in the leg: and the middle, or beaten track, of the road: and the brisk, lively, or sprightly, horse: and the drawer of water (السَّانِى) who is at the head of the well. (T in art. بنى.) b5: نَعَامَةٌ and نَعَامَتَانِ of a well see زُرْنُوقٌ. b6: النَّعَائِمُ Nine stars [of Sagittarius], behind الشَّوْلَةُ, four in the Milky Way, [b, g, d, and ε,] called النعائمُ الوَارِدَةُ, as though drinking; and four without the Milky Way β, γ, δ, ε,, [c, s, t, and f,] called النعائمُ الصَّادِرَةُ, as though returning from drinking; and the ninth, λ,] [not mentioned by some,] high between them: each of the two fours forming the corners of a quadrilateral figure. The twentieth Mansion of the Moon. (El-Kazweenee.) عَيْشٌ نَاعِمٌ [A plentiful and easy life. See نَــعِمَ عَيْشُهُ.] A pleasant life. (Mgh.) [A soft, or delicate, life.] b2: نَاعِمٌ Soft, or tender: applied to a plant or tree: (Mgh:) [smooth; sleek. And i. q. مُتَنِّــعَمٌ.]

مُنَعَّلٌ , applied to a horse, white on the forelegs: see أَقْفَزُ.

أَنَاعِيمُ , pl. pl. of نَــعَمٌ: see a verse cited voce دَانَى.
(ن ع م) : (النِّــعْمَــةُ) وَاحِدَةُ النِّــعَمِ (وَالنَّــعْمَــةُ) بِالْفَتْحِ التَّنَــعُّمُ يُقَالُ كَمْ ذِي نِــعْمَــةٍ لَا نَــعْمَــةَ لَهُ أَيْ كَمْ ذِي مَالٍ لَا تَنَــعُّمَ لَهُ وَيُقَالُ نَــعِمَ عَيْشُهُ إذَا طَابَ وَفُلَانٌ يَنْــعَمُ نِــعْمَــةً أَيْ يَتَنَــعَّمُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُمْ) نَــعِمْــتَ بِهَذَا عَيْنًا أَيْ سُرِرْتَ بِهِ وَفَرِحْتَ وَانْتِصَابُ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ وَلَمَّا كَثُرَ اسْتِــعْمَــالُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صَارَ مَثَلًا فِي الرِّضَا حَتَّى قِيلَ (نَــعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا كَمَا قِيلَ يَدُ اللَّهِ بُسْطَانِ لَمَّا صَارَتْ بَسْطَةُ الْيَدِ عِبَارَةً عَنْ الْجُودِ لَا أَنَّ لِلَّهِ يَدًا وَعَيْنًا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا (وَأَمَّا) قَوْلُ مُطَرِّفٍ لَا تَقُلْ نَــعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْــعَمُ بِأَحَدٍ عَيْنًا وَلَكِنْ قُلْ أَنْــعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنْكَارٌ لِلظَّاهِرِ وَاسْتِشْبَاعٌ لَهُ عَلَى أَنَّكَ إنْ جَعَلْتَ الْبَاءَ لِلتَّعَدِّي وَنَصَبْتَ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْكَافِ الَّذِي هُوَ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ صَحَّ وَخَرَجَ عَنْ أَنْ تَكُونَ الْعَيْنُ لِلَّهِ تَعَالَى وَصَارَ كَأَنَّك قُلْتَ نَــعَّمَــكَ اللَّهُ عَيْنًا أَيْ نَــعَّمَ اللَّهُ عَيْنَكَ وَأَقَرَّهَا وَأَمَّا (أَنْــعَمَ اللَّهُ) بِكَ عَيْنًا فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَنْــعَمَ بِمَعْنَى نَــعَّمَ فَتَكُونُ الْبَاءُ مَزِيدَةً أَوْ يَكُونَ بِمَعْنَى دَخَلَ فِي النَّعِيمِ فَتَكُونُ صِلَةً مِثْلُهَا فِي سُرَّ بِهِ وَفَرِحَ وَانْتِصَابُ الْعَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْمَفْعُولِ فِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ إنَّمَا أَنْكَرَ مُطَرِّفٌ لِأَنَّهُ لَا يُجَوِّزُ نَــعِمَ بِمَعْنَى أَنْــعَمَ وَهُمَا لُغَتَانِ كَمَا يُقَالُ نَكِرْتُهُ وَأَنْكَرْتُهُ وَزَكِنْتُهُ وَأَزْكَنْتُهُ أَيْ عَلِمْتُهُ وَأَلِفْتُ الْمَكَانَ وَآلَفْتُهُ قَالَ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا فِي تَهْذِيبِ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ نَــعَّمَــكَ اللَّهُ عَيْنًا وَنَــعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَأَنْــعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَعَنْ الْفَرَّاءِ قَالُوا نَزَلُوا مَنْزِلًا يَنْــعَمُــهُمْ وَيُنْــعِمــهُمْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وَبِنَعِيمِهِمْ أَرْبَعُ لُغَاتٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا وَعَنْ الْكِسَائِيّ كَذَلِكَ وَالتَّنْعِيمُ مَصْدَرُ نَــعَّمَــهُ إذَا أَتْرَفَهُ وَبِهِ سُمِّيَ (التَّنْعِيمُ) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَالتَّرْكِيبُ دَالٌّ عَلَى اللِّينِ وَالطِّيبِ وَمِنْهُ نَبْتٌ وَشَعْرٌ (نَاعِمٌ) أَيْ لَيِّنٌ وَعَيْشٌ نَاعِمٌ طَيِّبٌ وَبِهِ سُمِّيَ (نَاعِمٌ) أَحَدُ حُصُونِ خَيْبَرَ (وَالنَّعَامَةُ) مِنْهُ لِلِينِ رِيشِهَا وَمِنْ ذَلِكَ الْأَنْعَامُ لِلْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ إمَّا لِلِينِ خُلُقِهَا بِخِلَافِ الْوَحْشِ وَإِمَّا لِأَنَّ أَكْثَرَ نَــعَمِ الْعَرَبِ مِنْهَا وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ وَإِنْ كَانَ مَجْمُوعَ الْمَعْنَى وَلِذَا ذُكِّرَ الضَّمِيرُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] هَكَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي الْكِتَابِ وَقَرَّرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِهِ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُهُ فِي الصَّيْدِ وَاَلَّذِي يَحِلُّ مِنْ الْمُسْتَأْنَسِ الْأَنْعَامُ وَهُوَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالدَّجَاجُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ هُوَ وَلَمْ يَقُلْ هِيَ وَالدَّجَاجُ رُفِعَ عَطْفًا عَلَى الْأَنْعَامِ لَا عَلَى مَا وَقَعَ تَفْسِيرًا لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ أَنَّ التَّذْكِيرَ عَلَى تَأْوِيلِ فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا كَقَوْلِ مَنْ قَالَ مِثْلَ الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهُ عَنْ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ إنَّمَا ذُكِّرَ عَلَى مَعْنَى النَّــعَمِ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَذْكِيرِهِ
أَكُلَّ عَامٍ نَــعَمٌ تَحْوُونَهْ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنْتِجُونَهْ
قَالُوا وَالْعَرَبُ إذَا أَفْرَدَتْ النَّــعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهِ إلَّا الْإِبِلَ (وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى) {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّــعَمِ} [المائدة: 95] فَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْأَنْعَامُ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ (نُعَيْمُ) بْنُ مَسْعُودٍ مُصَنِّفُ كِتَابِ الْحِيَلِ (وَنِــعْمَ) أَخُو بِئْسَ فِي أَنَّ هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ وَذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَقْتَضِي فَاعِلًا وَمَخْصُوصًا بِمَعْنَى أَحَدِهِمَا وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِــعْمَــتْ الْمُقْتَضَيَانِ فِيهِ مَتْرُوكَانِ وَالْمَعْنَى فَعَلَيْكَ بِهَا أَوْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذْتَ (وَنِــعْمَــتْ) الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَتَاؤُهُ مَمْطُوطَةٌ أَيْ مَمْدُودَةٌ وَالْمُدَوَّرَةُ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ الْمَدُّ مَعَ الْفَتْحِ فِي بِهَا.
[نــعم] نه: فيه: كيف "أنــعم" وصاحب القرن قد التقمه! أي كيف أتنــعم، من النــعمــة وهي المسرة والفرج والترفه. ط: أي كيف يطيب عيشي وقد قرب أن ينفخ فيها، فكني عن القرب بوضع الصور في فمه. مف: خاف على أمته وقد علم أنها لا تقوم إلا على شرار الناس، أو تنبيه على حث أصحابه على الوصية لمن بعدهم، قوله: أصغى سمعه، أي أمال أذنه. نه: ومنه ح: إنها لطير "ناعمــة"، أي سمان مترفة. وفيه: فأبرد بالظهر و"أنــعم"، أي أطال الإبراد وأخر الصلاة. ومنه: "أنــعم" النظر فيه- إذا أطال التفكر فيه. ومنه: وإن أبا بكر وعمــر منهم و"أنــعمــا"، أي زادًا وفضلًا. من أحسنت إلي وأنــعمــت أي زدت
[نــعم] النِــعْمَــةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْــعِمَ به عليك. وكذلك النُــعْمــى. فإن فتحت النون مددت فقلت النَــعْمــاءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِــعْمَــةِ، أي واسع المال. وقولهم: إن فعلتَ ذاك فبها ونِــعْمَــتْ: يريدون نِــعْمَــتِ الخَصْلة. والتاء ثابتة في الوقف، قال ذو الرمة: أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور نــعمــت زورق البلد (257 - صحاح - 5) ونــعم وبئس: فعلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّف سائر الأفعال، لأنَّهما استــعمِــلا للحال بمعنى الماضي. فنِــعْمَ مدحٌ، وبئس ذمٌّ. وفيهما أربع لغات: نَــعِمَ بفتح أوَّله وكسر ثانيه، ثم تقول نِــعِمَ فتُتبع الكسرة الكسرة، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِــعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الاول مفتوحا فتقول نَــعْمَ الرجل بفتح النون وسكون العين. وتقول نِــعْمَ الرجل زيد، ونِــعْمَ المرأة هند، وإن شئت قلت: نِــعْمَــتِ المرأة هند. فالرجل فاعل نِــعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وذلك أنَّك لمَّا قلت نِــعْمَ الرجل قيل لك من هو؟ أو قدَّرتَ أنَّه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد، وحذفت " هو " على عادة العرب في حذف المبتدأ والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد . إذا قلت نــعم رجلاً فقد أضمرت في نِــعْمَ الرجل بالألف واللام مرفوعاً، وفسَّرته بقولك رجلاً، لأنَّ فاعل نِــعْمَ وبئس (*) لا يكون إلا معرفة بالألف واللام، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرةً منصوبة، ولا يليهما عَلَمٌ ولا غيره، ولا يتَّصل بهما الضمير. لا تقول نِــعْمَ زيدٌ، ولا الزَيْدونَ نِــعمــوا. وإن أدخلْت على نِــعْمَ ما قلت: (نِــعمَّــا يعظُكم به) تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين. وتقول: غسلتُ غسلاً نِــعِمَّــا، تكتفي بما مع نِــعْمَ عن صلته، أي نِــعْمَ ما غَسَلْتُهُ. والنُــعْمُ بالضم: خلاف البؤس، يقال يومُ نــعم ويوم يؤس، والجمع أنــعم وأبؤس. ونــعم الشئ، بالضم نعومة، أي صار ناعمــاً ليِّناً. وكذلك نَــعِمَ يَنــعم، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ. وفيه لغة ثالثة مركبَّة بينهما: نَــعِمَ يَنْــعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ. ولغةٌ رابعة: نَــعِمَ يَنْــعِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. والنَــعْمَــةُ بالفتح: التنعيم. يقال: نــعمــه الله وناعمــه فتَنَــعَّمَ. وامرأةٌ مُنَــعَّمَــةٌ ومُناعَمَــةٌ بمعنًى. ورجل منعام، أي مفضال. يقال: أتيتُ أرضَ فلان فتَنَــعَّمَــتْني، إذا وافقته. وتقول: أنْــعَمَ الله عليك من النِــعْمَــةِ. وأنْــعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ. وأنْــعَمَ له، أي قال له نَــعَمْ. وفعل كذا وأَنْــعَمَ، أي زاد. وأَنــعمَ الله بك عيناً، أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه. وكذلك نَــعِمَ الله بك عينا نــعمــة، مثل غلم غلمة، ونزه نزهة. ونــعمــك علينا مثله. والنــعم: واحد الانعام، وهي المال الراعية وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء: هو ذكرٌ لا يؤنَّث. يقولون: هذا نَــعَمٌ واردٌ. ويجمع على نُــعْمــانٍ، مثل حَمَلٍ وحُمْلانٍ. والأنعامُ تذكَّر وتؤنَّث. قال الله تعالى في موضع: (مِمَّا في بطونه) ، وفي موضع آخر: (مِمَّا في بطونها) . وجمع الجمع أناعيمُ، ويراد به التكثير فقط. لان جمع الجمع إما أن يراد به التكثير أو الضروب المختلفة. قال ذو الرمة:

وانحسرت عنه الاناعيم * ونــعم: عِدَةٌ وتصديقٌ، وجواب الاستفهام، وربَّما ناقض بلى. إذا قال: ليس لي عندك وديعة فقولك نَــعَمْ تصديقٌ له، وبلى تكذيبٌ. ونَــعِمْ، بكسر العين: لغة فيه حكاها الكسائي. والنعامة من الطير يذكَّر ويؤنَّث. والنَعامُ: اسمُ جنسٍ، مثل حَمامٍ وحَمامَةٍ، وجرادٍ وجرادَةٍ. والنَعامَةُ: الخشبة المعترضة على الزُرْنوقَيْنِ. ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفوقوا: قد شالت نعَامَتُهُمْ. والنَعامَةُ: ما تحت القدم. وقال:

وابنُ النَعامَةِ يومَ ذلك مَرْكَبي * قال الأصمعيّ: هو اسم فرس. وقال الفراء: هو عِرْقٌ في الرِجْلِ. قال: سمعته منهم، حكاه في المصنَّف. وقال أبو عبيدة: هو اسمٌ لشدَّة الحرب، كقولهم: أُمُّ الحرب، وليس ثَمَّ امرأةٌ، وإنَّما ذلك كقولهم: به داء الظبى، وجاءوا على بَكْرة أبيهم، وليس ثَمَّ بكرة ولا داء. والنعام والنعامة: عَلَمٌ من أعلامِ المفاوز. قال أبو ذؤيب يصف طرق المفازة: بِهنَّ نَعامٌ بَناهُ الرجال تُلْقي النفائض فيه السريحا وقال آخر:

لا شئ في ريدها إلا نعامتها * ونعام: موضع. يقال: فلان من أهل برك ونعام، وهما موضعان من أطراف اليمن. والنعائم: منزل من منازل القمر، وهي ثمانية أنجمٍ كأنَّها سريرٌ معوجّ: أربعةٌ صادرة، وأربعة واردة. ونعامة: لقب بيهس. والنعامة: اسم فرس في قول لبيد: تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال وأبو نعامة: كنية قطرى بن الفجاءة، ويكنى أبا محمد أيضا. ونــعمــة العين بالضم: قُرَّتها. ويقال نُــعْمَ عَيْنٍ، ونَعامَ عَيْنٍ، ونَعامَةَ عينٍ، ونُــعْمَــةَ عينٍ، ونُــعْمــى عينٍ، كلُّه بمعنًى. أي أفعل ذلك كرامةً لك وإنعاما لعينك وما أشبهه. (*) والنعامى بالضم: ريح الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرِياحِ وأرطبُها. ويقال أيضاً: نُعاماكَ: بمعنى قصاراك. ونــعمــان بن المنذر: ملك العرب، نسب إليه الشقائق، لانه حماه. قال أبو عبيدة: إن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النــعمــان، لانه كان آخرهم. ونــعمــان بالفتح: واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. وقال : تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَــعْمــانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوَةٍ عطرات ويقال له نــعمــان الاراك. وقال : أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنــعمــان الاراك وقولهم: عم صباحا: كلمةُ تحيَّةٍ، كأنَّه محذوف من نَــعِمَ يَنْــعِمُ بالكسر، كما تقول: كل من أكل يأكل، فحذف منه الالف والنون استخفافا. والتنعيمة: شجرة. والتنعيم: موضع بمكة. وأنيــعم: موضع. ونــعم بالضم: اسم امرأة.
نــعم
نــعُمَ يَنــعُم، نُعومَةً، فهو ناعم
• نــعُم الخدُّ/ نــعُم الجلدُ: لان مَلْمَسُه، وصار لطيفًا رقيقًا "نــعُمــت بشرتُها- نعومة خدّ الأطفال/ الحرير/ الحصان" ° أنــعم من الحرير: شديد النعومة.
• نــعُم عَيْشُه: طاب، وكان مَيْسورًا? عيش ناعم: طيِّب رَغْد. 

نــعِمَ/ نــعِمَ بـ يَنــعَم ويَنــعُم ويَنــعِم، نَــعَمًــا ونَــعْمَــةً ونعيمًا، فهو ناعِم، والمفعول منعوم به
• نــعِم الجلدُ: نــعُم، لان ملمسُه وأصبح لطيفًا رقيقًا "وجه ناعِم- نــعِمــت أناملُه- نــعم اللَّوح الخشبيّ بعد صقله" ° نَــعِم العودُ: اخضرّ ونضَر.
• نــعِم العيشُ: نــعُم، طاب وكان ميسورًا " {وَنَــعْمَــةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: رفاهية وطيب عيش".
• نــعِم بالُه: هدَأ واستراح، كان خلِيّ البال "يعيش مع أسرته في نعيم".
• نــعِم بلقاء صديقه: سُرَّ وسعِد واستمتع "نــعم بلقاء ولده بعد غيبةٍ طويلة- {لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ}: كلُّ ما يُستطاب ويُستمتع به"? نــعِم بك الله عينًا: أقرّ عينَك، وأقرَّ بك عين مَنْ تحبّ- نــعِمــتَ بذلك عينًا: سُرِرتُ. 

أنــعمَ/ أنــعمَ على/ أنــعمَ في/ أنــعمَ لـ يُنــعم، إنعامًا، فهو مُنــعِم، والمفعول مُنــعَم (للمتعدِّي)

• أنــعم الشَّخصُ: صار في يُسرٍ وحسن حال وطيب عَيْشٍ وراحةِ بال "أنــعم بعدَ عُسْر" ° جارية منــعمــة: حسنة العيش والغذاء.
• أنــعم أولادَه: رفَّههم وأسعد معيشتَهم "رجلٌ منــعمٌ أهلَه"? أنــعم الله النِّــعمــةَ عليه/ أنــعمــه بالنِّــعمــة: أوصلها إليه- أنــعم اللهُ بك عينًا: أقرَّ بك عينَ من تُحبّ/ أقرَّ عينك بمن تحبّه- أنــعم الله صباحَك: جعله ذا نعومة وطراوة- ما الذي أنــعمــنا بك: ما الذي أقدمك علينا.
• أنــعمَ السُّكَّرَ: سحقه وجعله ناعمًــا "أنــعم مِلْحًا".
• أنــعم على جيرانه: أحسن إليهم وزاد في عطائه لهم "رجلٌ منــعمٌ على أهلِه- أنــعم اللهُ عليه بولدٍ- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْــعَمْــتَ عَلَيْهِمْ} - {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْــعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} "? أنــعم الله عليك: دعاء بالخير- مُنْــعَم عليه: حسن الحال، كثير المال.
• أنــعم في الأمر: بالغ فيه وتأمَّله، أجاد فيه "أنــعم في التفكير"? أنــعم النَّظرَ في أمرٍ: أطال التفكير والتدقيق فيه.
• أنــعم لوالدِه: أجابه، قال له: نــعَم "ناداه أخوه فأنــعمــه"? أنــعِم صباحًا: دعاءٌ بالخَيْر، أي: صباح مبارك، ذو لينٍ ورغد. 

تناعمَ يتناعم، تناعُمًــا، فهو مُتناعِم
• تناعمَ الشَّخصُ: ترفَّه، تمتَّع بملذَّات الحياة "شابٌ مُتناعِم- تناعم بعد زُهْد- تناعمــتِ الأسرةُ بعد أن عمــل أفرادها جميعًا". 

تنــعَّمَ بـ يتنــعَّم، تنــعُّمًــا، فهو مُتنــعِّم، والمفعول مُتنــعَّمٌ به
• تنــعَّم الشَّخصُ بعيشِه: مُطاوع نــعَّمَ: تناعم، ترفَّه، تمتَّع بملذّات الحياة "تنــعَّم بدفءٍ قُرب حبيبه- تنــعَّم بثروة أبيه" ° أتيتُ أرضَهم فتنــعَّمــتني: وافقتني وطابت لي. 

نــعَّمَ ينــعِّم، تنعيمًا، فهو مُنــعِّم، والمفعول مُنــعَّم (للمتعدِّي)
• نــعَّم التِّلميذُ: أنْــعَم، قال: نَــعَم "ناداه معلِّمه فنــعَّم".
• نــعَّم أولادَه: أنــعمــهم؛ رفَّههم، يسَّر عيشَهم "طفلٌ منــعَّم- نــعّم اللهُ عيشَه- نــعّم عمّــالَه وأجزل لهم العطاءَ- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَــعَّمَــهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} ".
• نــعَّم مِلْحًا: أنــعَمَــه، سحقَه وجعله ناعمًــا "نــعَّم التّوابلَ/ التُّربةَ- دقيقٌ منــعَّم- نــعَّم الخشبَ بورق الصنفرة". 

إنعام [مفرد]:
1 - مصدر أنــعمَ/ أنــعمَ على/ أنــعمَ في/ أنــعمَ لـ.
2 - عطاء وإحسان، جميل ومعروف "أوصاني بالإنعام على إخوتي- عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردُدْ شرّه بالإنعام عليه".
3 - تأنٍّ وتدقيق وطول تفكير "إنعام النّظر". 

تنعيم [مفرد]:
1 - مصدر نــعَّمَ.
2 - (رع) إسلاس التربة، أي جعلها خوّارة بالحرث والسِّماد. 

مُنــعَّم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نــعَّمَ.
2 - ميسور العَيْش حسن الحال هادئ البال "فلاّحٌ منــعَّم".
3 - مبالغٌ في دقِّه وسحقِه "سكّرٌ/ دقيق منــعَّم- استخدمت الحمّص المنــعّم في صنع الحلوى".
4 - ليّن، لطيف، رقيق، عذب "صوتٌ/ لحنٌ/ كلامٌ مُنــعَّم". 

مُنــعِم [مفرد]: اسم فاعل من أنــعمَ/ أنــعمَ على/ أنــعمَ في/ أنــعمَ لـ.
• المُنْــعِم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي يوصل النِّــعمــةَ والخيرَ إلى الغير. 

ناعِم [مفرد]: مؤ ناعِمــة، ج مؤ ناعِمــات ونواعمُ:
1 - اسم فاعل من نــعُمَ ونــعِمَ/ نــعِمَ بـ.
2 - ليِّن رقيق عذب "جلدٌ/ صوتٌ/ ثوبٌ ناعم" ° إجابة ناعمــة: مهذَّبة- الجنس النَّاعم: كناية عن النِّساء- الحياة النَّاعمــة: الحسنة العيش والغذاء/ المترفة- ناعم البال: رخيُّه/ موفور العيش- ناعم الظُّفْر: شابٌّ يافع.
3 - مسحوق "سكَّر/ ملحٌ ناعم".
4 - ذو بهجة وحسن وإشراق ونضارة " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَــةٌ. لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} ". 

نَعامَة [مفرد]: ج نعامات ونَعائمُ ونَعَام:
1 - (حن) طائر من فصيلة النَّعاميّات، كبير الجسم، طويل العُنق، قصير الجناح، شديد العَدْو، ريشه ناعم، ولا يطير (يُسمَّى ذَكَرُها: الظَّليمَ وصغيرها: الرَّألَ) ° *أسد عليّ وفي الحروب نعامة*: يقوى على الضعيف، ويَجبنُ في المواقف التي تستوجب الشجاعة- أصبح نعامة: منهزمًا- بَيْض النَّعام: يضرب مثلاً
 في الضياع- جاء كالنَّعامة: رجع خائبًا- خفيف النَّعامة: ضعيف العقل- رِجْلا النعامة: مثل للاثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر بحال من الأحوال- ركِب ابن النَّعامة: رِجْلَه- ركِب جَناحي النَّعامة: جدّ في أمره، عجَّل فيه واحتفل به- شالت نَعامةُ القومِ/ خفَّت نَعامةُ القوم: تفرَّقت كلمتُهم، وذهب عِزُّهم واستمر بهم السّير- شالت نعامته: مات- ما أنت إلاّ نعامة: يقال ذلك لمن يُكثر عِلَلَه عليك- مِثْل النَّعامة لا طَيْر ولا جَمَل: المرء لا ينفع في عمــل يوجَّه إليه- نفرت نعامتُه: فزِع من شيء أو مات- هو ظلُّ نعامة: طويل.
2 - جِلْدة تغشي الدِّماغَ.
3 - باطن القَدَم.
• النَّعائم: (فك) ثمانية أنجم تكوِّن منزلة من منازل القمر، صورتها كالنَّعامة. 

نعاميَّات [جمع]: (حن) فصيلة طير من رتبة العوادي، أجناسها ثلاثة: النَّعامة، والأمو (النَّعامة الأسترالية)، والرّوحاء، جميعها كبيرة الجسم، مستطيلة العنق الدقيق، أجنحتها صغيرة، سريعة العدو. 

نَــعَم1 [مفرد]: مصدر نــعِمَ/ نــعِمَ بـ. 

نَــعَم2 [جمع]: جج أنعام:
1 - إبل، كرائم الإبل "لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّــعَمِ [حديث] " ° حُمْر النَّــعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنَّفائس، الجمال الحمر.
2 - غنم وماعز وحمير وبقر " {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} - {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَــعَمِّــدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّــعَمِ} ".
• الأنعام: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 6 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وستون ومائة آية. 

نَــعَمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جواب يفيد التَّصديق بعد النَّفي أو الإثبات "أُذِّن لصلاةِ الفجر؟ نَــعَم أُذِّن- أليست الغربة صعبة؟ نَــعَم".
2 - حرف جواب يفيد الإعلام بعد الاستفهام الموجود أو المقدّر "هل أقبل الضَّيف؟ نــعَم أقبل- نــعمْ هذه بيوتهم: جواب لسؤال مقدّر: هل هذه بيوتهم؟ ".
3 - حرف جواب يفيد التَّوكيد في أوَّل الكلام "نــعم أنا متفائل". 

نُــعْم [مفرد]: طيب العَيْش واتِّساعه، خلاف البُؤس ° سأفعله نُــعْم عينيك: إنعامًا لعينيك وإكرامًا لك- يَوْمٌ نُــعْم: رغد وطرب. 

نِــعْمَ [كلمة وظيفيَّة]: (نح) تفيد المدح وهو استحسان أمر يستحق المدح.
• نِــعْمَ القائدُ خالدٌ: فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، عكسه بئس لإنشاء الذمِّ وقد تلحق به (ما) "نِــعْمَ ما صنعت- {فَنِــعْمَ الْمَوْلَى وَنِــعْمَ النَّصِيرُُ} - {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِــعِمَّــا هِيَ}: أصلها نِــعْم ما". 

نَــعمــاءُ [مفرد]: ج أنْــعُم:
1 - دَعَة ويُسر، نــعمــة وخير وفير، صحّة ورخاء وسعة رزق "عاش في نــعمــاء- {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَــعْمَــاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} ".
2 - نُــعْمــى؛ يد بيضاء صالحة. 

نُــعمــان [مفرد]: دم، اسم من أسماء الدّم "خضابُ النُّــعمــان".
• شقائقُ النُّــعمــان: (نت) نبات عشبيّ أحمر الزّهر مبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النــعمــان من أسماء الدّم فهو أخوه في لونه. 

نَــعْمَــة [مفرد]: ج نَــعَمــات (لغير المصدر) ونَــعْمــات (لغير المصدر):
1 - مصدر نــعِمَ/ نــعِمَ بـ.
2 - رفاهة وطيب عيش، نعيم، خلاف بؤس " {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّــعْمَــةِ} - {وَنَــعْمَــةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} " ° نَــعْمــةُ العيش: رغدُه وغضارتُه. 

نِــعْمَــة [مفرد]: ج نِــعْمــات وأنْــعُم ونِــعَم:
1 - حُسنُ الحال والمال، ما وهبه الله من رزق ومالٍ وغيرهما، خير يصل إلى المرء في دينه أو دنياه وعكسها نقمة أو بؤس "بالشكر تدوم النِّــعَم- {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِــعْمَــةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: خير دينيّ أو دنيويّ- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِــعْمَــةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} " ° حديث نــعمــة/ مُحْدَث نــعمــة: أصبح ذا نــعمــة وثراء في وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع- نِــعمــة الله:
 ما أعطاه الله للعبد مِمّا لا يتمنَّى غيره أن يعطيه إيَّاه- واسع النِّــعمــة: غنيّ مُوسر.
2 - منَّة، جميل، معروف "لك عندي نــعِمــةٌ لا أنكرها- {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِــعْمَــةٍ تُجْزَى} - {وَلَوْلاَ نِــعْمَــةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}: عصمته وتوفيقه" ° غمَط النِّــعمــةَ: لم يشكرها- وليُّ النِّــعمــة: المحسِن إليه.
3 - مسرَّة، فرح وسرور وبهجة.
4 - حالة يستلذُّها الإنسان.
5 - رسالة ونبوّة، دين وكتاب " {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِــعْمَــةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} - {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِــعْمَــةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}: بالإسلام والقرآن".
6 - رحمة " {فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِــعْمَــةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ".
7 - ثواب، عطاء " {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِــعْمَــةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: وقيل بجنة ومغفرة".
• النِّــعمــتان: الفراغ والصِّحَّة.
• النِّــعمــتان المكفورتان: الأمن والعافية. 

نُــعْمــى [مفرد]:
1 - نَــعمــاءُ، خفض ودعَة ويُسر ومال "مرّت عليه أيّام بؤسى وأيام نُــعْمَــى" ° سأفعله نُــعْمــى عينٍ: إنعامًا لعينك وإكرامًا لك.
2 - نَــعمــاء؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعومة [مفرد]:
1 - مصدر نــعُمَ ° منذ نعومة أظفاره: منذ طفولته وصغره.
2 - (كم) حالة تجزئة مادّة صلبة إلى مسحوقٍ دقيق. 

نعيم [مفرد]:
1 - مصدر نــعِمَ/ نــعِمَ بـ.
2 - حسن الحال وراحة البال، ما يُتلذّذ به في الدُّنيا من الصَّحة والفراغ والأمن والمطــعم والمشرب " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} - {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} " ° جنَّات النَّعيم: الفردوس السَّماوي- دار النَّعيم: الفِرْدوس، مقرّ الأبرار- فِرْدَوس النَّعيم: اسم الجنَّة التي أسكنها الله آدم حتى عصى- فلانٌ نعيم البال: هادئ، مرتاح.
• نعيمُ الله: رحمتُه، عكسه العذاب الأليم. 
(ن ع م)

النَّعِيمُ والنُّــعْمَــى والنِّــعْمَــةُ كُله: الْخَفْض والدعة وَالْمَال. وَقَوله عز وَجل (وَمَنْ يُبدِّلْ نِــعْمَــةَ الله مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُ) يَعْنِي فِي هَذَا الْموضع حجج الله الدَّالَّة على أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوله تَعَالَى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم) أَي تُسألون يَوْم الْقِيَامَة عَن كل مَا استمتعتم بِهِ فِي الدُّنْيَا.

وَجمع النِّــعْمَــةِ نِــعَمٌ وأنْــعُمٌ كشدة وَأَشد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ النَّابِغَة:

فَلَنْ أذْكُرَ النُّــعْمــانَ إلاَّ بِصَالحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْــعُمــا

والتَّنَــعُّم: التَّرفُّه وَالِاسْم النَّــعْمَــةُ. ونَــعِمَ الرجل يَنْــعَمُ ويَنْــعِم. وَقَالَ ابْن جني: نَــعِمَ فِي الأَصْل ماضي يَنْــعَمُ ويَنْــعُمُ فِي الأَصْل مضارع نَــعُمَ. ثمَّ تداخلت اللغتان. فاستضاف من يَقُول نَــعِمَ لُغَة من يَقُول يَنْــعُم فَحدثت هُنَاكَ لُغَة ثَالِثَة. فَإِن قلت: فَكَانَ يجب على هَذَا أَن يستضيف من يَقُول نَــعُمَ مضارع من يَقُول نَــعِمَ فيتركب من هَذَا لُغَة ثَالِثَة وَهِي نَــعُمَ يَنْــعَمُ. قيل: منع من هَذَا أَن فَعُل لَا يخْتَلف مضارعه أبدا وَلَيْسَ كَذَلِك نَــعِمَ، قد يَأْتِي فِيهِ يَنْــعِمُ ويَنْــعَمُ، فَاحْتمل خلاف مضارعه، وفَعُل لَا يحْتَمل مضارعه الْخلاف. فَإِن قلت: فَمَا بالهم كسروا عين يَنْــعِمُ وَلَيْسَ فِي ماضيه إِلَّا نَــعِمَ ونَــعُم. وكل وَاحِد من فَعِلَ وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظّ من بَاب يَفْعَلُ، قيل: هَذَا طَرِيقه غير طَرِيق مَا قبله، فإمَّا أَن يكون ينــعِمُ بِكَسْر الْعين جَاءَ على ماضٍ وَزنه فَعَلَ غير أَنهم لم ينطقوا بِهِ اسْتغْنَاء عَنهُ بِنَــعِمَ ونَــعُمَ كَمَا استغنوا بترك عَنْ وذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنوا بملامح عَن تكسير لمحة أَو يكون فَعِل فِي هَذَا دَاخِلا على فَعُل. أَعنِي أَن تكسر عين مضارع نَــعِم كَمَا ضُمَّت عين مضارع فَعُلَ.

وَكَذَلِكَ تَنَــعَّمَ وتَناعَمَ وناعَمَ ونَــعَّمَــه ونَاعمَــه.

ونَــعَّمَ أَوْلَاده: ترفهم.

والنَّاعِمَــةُ والمُناعِمَــةُ والمُنَــعَّمَُ: الْحَسَنَة الْعَيْش والغذاء.

وَقَوله:

مَا أنْــعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثُ عنْهُ وهْو مَلمُومُ

إِنَّمَا هُوَ على النّسَب لأَنا لم نسمعهم قَالُوا نَــعِمَ الْعَيْش، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هُوَ أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين فِي انه اسْتــعْمــل مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّب وَإِن لم يَك مِنْهُ فِعْل، فتفَّهم.

وَنبت ناعمٌ ومُناعِمٌ ومُتَناعِمٌ: سَوَاء، قَالَ الْأَعْشَى: وتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثَّنايا كَأنَّها ... ذُرَا أُقْحُوان نَبْتُهُ مُتَناعِمُ

والتَّنْعِيَمةُ: شَجَرَة عَظِيمَة ناعمــة الْوَرق وَرقهَا كورق السلق وَلَا تنْبت إِلَّا على مَاء. وَلَا ثَمَر لَهَا. وَهِي خضراء غَلِيظَة السَّاق.

وثوب ناعِمٌ: لين. وَمِنْه قَول بعض الوصاف " وَعَلَيْهِم الثِّيَاب النَّاعِمَــةُ " وَقَالَ:

ونَحْمِي بهَا حَوْماً رُكاما ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَرِيرُ

وَكَلَام مُنَــعَّمٌ، كَذَلِك.

والنِّــعْمــةُ: الْيَد الْبَيْضَاء الصَّالِحَة.

ونِــعْمَــةُ الله: مَا أعطَاهُ العَبْد مِمَّا لَا يُمكن غَيره أَن يُعْطِيهِ إِيَّاه كالسمع وَالْبَصَر. وَالْجمع مِنْهُمَا نِــعَمٌ وأنْــعُمٌ. قَالَ ابْن جني: جَاءَ ذَلِك على حذف التَّاء فَصَارَ كَقَوْلِهِم ذِئْب وأذؤب وَقطع وأقطع، وَمثله كثير، ونِــعْمــاتٌ ونِــعِمــاتٌ، الإتباع لأهل الْحجاز. وَحَكَاهُ اللحياني. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم " تجْرِي فِي الْبَحْر بِنِــعِمَــاتِ الله " وَقَوله تَعَالَى (وأسْبَغَ عَلَيكُمْ نِــعَمَــةُ ظاهِرَةً وباطِنَةً) وَقَرَأَ بَعضهم (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِــعْمَــةً) فَمن قَرَأَ نِــعَمَــهُ أَرَادَ جَمِيع مَا أنْــعَمَ بِهِ عَلَيْهِم، وَمن قَرَأَ نْــعَمَــةً أَرَادَ مَا أعْطوا من توحيده. هَذَا قَول الزّجاج.

وأنْــعَمَــها الله عَلَيْهِ وأنْــعَمَ بهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وإذْ تَقُولُ للَّذي أنْــعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وأنْــعَمْــتَ عَلَيْه أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك) قَالَ الزّجاج معنى إنْعام الله تَعَالَى عَلَيْهِ هدايته إِلَى الْإِسْلَام، وَمعنى إنعامِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْتَاقه إِيَّاه من الرّقّ، وَقَوله عز وَجل: (وأمَّا بِنِــعْمَــةِ رَبِّكَ فَحَدّثْ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اذكر الْإِسْلَام وَاذْكُر مَا أبلاك بِهِ رَبك، وَقَوله تَعَالَى (يَعْرِفُونَ نِــعْمَــةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونها) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ يعْرفُونَ أَن أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق ثمَّ يُنكرُونَ ذَلِك.

والنِّــعْمَــةُ: المسرة.

ونَــعِمَ الله بك عينا ونَــعِمَــكَ عينا. وأنْــعم بك عينا: أقَرَّ بك عين من تحبه، أنْشد ثَعْلَب:

أنْــعَمَ اللهُ بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا الرَّسول هَاهُنَا: الرسَالَة، وَلَا يكون الرَّسُول لِأَنَّهُ قد قَالَ: وَالْحَامِل الرسَالَة. وحامل الرسَالَة هُوَ الرَّسُول فَإِن لم تقل هَذَا دخل فِي الْقِسْمَة تدَاخل، وَهُوَ عيب.

ونزلوا منزلا يَنْــعِمُــهُمْ ويَنْــعَمُــهُمْ بِمَعْنى وَاحِد عَن ثَعْلَب: أَي يقرُّ أَعينهم ويحمدونه وَزَاد اللحياني: ويَنْــعُمُــهُم عينا.

وَتقول: نَــعْمَ ونُــعْمَ عين ونُــعْمَــةَ عين ونَــعْمَــةَ عين ونِــعْمَــةَ عين ونُــعْمَــى عين ومعام عين ونعام عين ونعيم عين ونعامى عين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نصبوا كل ذَلِك على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره.

ونَــعِمَ الْعود: اخضر ونضر، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ ومنْ قِدمٍ ... لَا يَنْــعِمُ الغُصْنُ حَتى يَنْــعِمَ الوَرَقُ

وَقَول الفرزدق:

وكُومٍ تَنْــعِمُ الأضيافُ عَيْنا ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها ثِقالاَ

يرْوى الأضيافُ والأضيافَ. فَمن قَالَ الأضيافُ بِالرَّفْع أَرَادَ تَنْــعِمُ الأضيافُ عينا بِهن لأَنهم يشربون من أَلْبَانهَا، وَمن قَالَ تَنْــعِمْ الأضْيافَ فَمَعْنَاه تَنَــعمُ هَذِه الكوم بالأضياف عينا فَحذف وأوصل فنصب الأضيافَ. أَي أَن هَذِه الكوم تسر بالأضياف كسرور الأضيافِ بهَا، لِأَنَّهَا قد جرت مِنْهُم على عَادَة مألوفة مَعْرُوفَة. فَهِيَ تأنس بِالْعَادَةِ. وَقيل: إِنَّمَا تأنس بهم لِكَثْرَة الألبان فَهِيَ لذَلِك لَا تخَاف أَن تعقر وَلَا تنحر. وَلَو كَانَت قَليلَة الألبان لما نَــعِمَــتْ بهم عينا لِأَنَّهَا كَانَت تخَاف الْعقر والنحر.

وَحكى اللحياني يَا نُــعْمَ عَيْني: أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد عَن الْكسَائي:

صَبَّحك اللهُ بخَيرٍ باكِرِ ... بنُــعْمِ عَيْنٍ وشَبابٍ فاخِرِ

والنَّعامَةُ مَعْرُوفَة، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع نَعاماتٌ ونعائم ونعامٌ. وَقد تقع النَّعامُ على الْوَاحِد. قَالَ أَبُو كثوة:

وَلَّى نَعَامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأةً ... لمَّا رَأى أسَداً فِي الغابِ قدْ وَثبا والنعام أَيْضا بِغَيْر هَاء: الذّكر مِنْهَا.

والنَّعامَةُ: الْخَشَبَة المعترضة تعلق مِنْهَا البكرة.

والنَّعامَتانِ: المنارتان عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة المعترضة. وَقَالَ اللحياني: النَّعَامتان: الخشبتان اللَّتَان على زرنوقي الْبِئْر. الْوَاحِدَة نَعامَةٌ. وَقيل النعامةُ خَشَبَة تجْعَل على فَم الْبِئْر. يقوم عَلَيْهَا الساقي.

والنَّعامَةُ: صَخْرَة نَاشِزَة فِي الْبِئْر.

والنَّعامةُ: كل بِنَاء كالظلة أَو علم يهتدى بِهِ، وَقيل: كل بِنَاء على الْجَبَل كالظلة وَالْعلم. وَالْجمع نَعامٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرّجا ... لُ تَحْسِبُ آرَامَهُن الصُّرُوحا

والنَّعامة: الْجلْدَة الَّتِي تغطي الدِّمَاغ.

والنَّعامَةُ من الْفرس: دماغه.

والنَّعامَةُ: بَاطِن الْقدَم.

والنَّعامَةُ: الطَّرِيق.

والنَّعامَةُ: جمَاعَة الْقَوْم.

وشالَتْ نَعامَتُهُم: ولَّوا، وَقيل: تحولوا عَن دَارهم. وَقيل خَيرهمْ وَوَلَّتْ أُمُورهم، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

أزْرَى بِنَا أنَّنا شالَتْ نَعامَتُنا ... فَخالَنِي دُونَه بل خِلْتُه دُوني

والنعامَةُ: الظُّلمة.

والنَّعامَةُ: الْجَهْل، يُقَال سَكَنَتْ نَعامَتُه، قَالَ المرار الفقعسي:

ولَوْ أَنِّي حَدَوْتَ بِهِ ارْفأنَّتْ ... نَعامَتُه وأبْغَضَ مَا أقُول

وأراكة نَعامَةٌ: طَوِيلَة.

وَابْن النَّعامَةِ: الطَّرِيق. وَقيل عرق فِي الرِّجْلِ، وَقيل: صدر الْقدَم قَالَ عنترة: فَيَكُونُ مَركَبُكَ القعودَ ورَحْلَهُ ... وابنُ النَّعامَةِ عِنْد ذَلِك مَركَبِي

فسر بِكُل ذَلِك. وَقيل: ابْن النعامة: فرسه. وَقيل: رِجْلَاهُ.

والنَّــعَمُ: الْإِبِل وَالشَّاء، يذكرو يؤنث، والنَّــعْمُ لُغَة فِيهِ، وَأنْشد:

وأشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّــعْمِ والحَلَقُ الحُلولُ

وَالْجمع أنْعامٌ. وأناعِيمُ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّــعَمُ: الْإِبِل خَاصَّة. والأنعام الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، وَقَوله تَعَالَى (فَجَزَاءٌ مِثلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّــعَمِ) قَالَ: ينظر إِلَى الَّذِي قتل مَا هُوَ. فتؤخذ قِيمَته دَرَاهِم فَيتَصَدَّق بهَا وَقَوله جلّ وَعز (والَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمتَّعُونَ ويَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعامُ) ، قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ لَا يذكرُونَ الله على طعامهم وَلَا يسمون كَمَا أَن الْأَنْعَام لَا تفعل ذَلِك.

والنُّعامَى: ريح الْجنُوب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْهُ النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى منَ الشأمِ رِيحَا

وَقَالَ اللحياني عَن أبي صَفْوَان: هِيَ ريح تَجِيء بَين الْجنُوب وَالصبَا.

والنَعَامُ والنَّعائمُ: من منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة كواكب. أَرْبَعَة فِي المجرة تسمى الْوَارِدَة وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمى الصادرة.

وأنْــعَمَ أَن يُحسن أَو يُسيء زَاد.

وأنــعم فِيهِ: بَالغ قَالَ:

سَمِينُ الضواحي لم تُؤَرّقْهُ لَيْلَةً ... وأنْــعَمَ أبكارُ الهُمُومِ وعُونُها

وَقَوله:

فَوَرَدَتْ والشَّمْسُ لمَّا تُنْــعِمِ من ذَلِك أَيْضا أَي لم تبالغ فِي الطُّلُوع.

ونِــعْمَ ضد بِئْسَ، وَلَا تــعْمــل من الْأَسْمَاء إِلَّا مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام وَهُوَ مَعَ ذَلِك دَال على معنى الْجِنْس قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِذا قلت زيد أَو نِــعْمَ رجلا زيد فقد قلت: اسْتحق زيد الْمَدْح الَّذِي فِي سَائِر جنسه فَلم يجز إِذا كَانَت تستوفي مدح الْأَجْنَاس أَن تــعْمــل فِي غير لفظ جنس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يَقُول نَــعْمَ الرجل فِي نِــعْمَ، كَانَ أَصله نَــعِمَ ثمَّ يُخَفف بِإِسْكَان الكسرة على لُغَة بكر بن وَائِل. وَلَا تدخل عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِلَّا على مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام مظْهرا أَو مضمرا، كَقَوْلِك نِــعْمَ الرجل زيد، فَهَذَا هُوَ الْمظهر ونِــعْمَ رجلا زيد فَهَذَا هُوَ الْمُضمر. وَقَالَ ثَعْلَب حِكَايَة عَن الْعَرَب: نِــعْمَ بزيد رجلا ونِــعْمَ زيد رجلا. وَحكى أَيْضا مَرَرْت بِقوم نِــعْمَ قوما ونِــعْمَ بهم قوما ونِــعمــوا قوما، وَلَا يتَّصل بهَا الضَّمِير عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَعنِي انك لَا تَقول: الزيدان نِــعْمــا رجلَيْنِ وَلَا الزيدون نِــعْمُــوا رجَالًا.

وَقَالُوا: إِن فعلت ذَلِك فبها ونِــعْمَــتْ بتاء سَاكِنة فِي الْوَقْف والوصل لِأَنَّهَا تَاء تَأْنِيث - كَأَنَّهُمْ أَرَادوا ونِــعْمَــتِ الفعلة أَو الْخصْلَة. وَفِي الحَدِيث " من تَوَضَّأ يَوْم الْجُمُعَة فبها ونِــعْمَــتْ، وَمن اغْتسل فالغُسْلُ أفضل " كَأَنَّهُ قَالَ: فبالسنة أَخذ. وَقَالُوا: نَــعِمَ الْقَوْم كَقَوْلِك نِــعْمَ الْقَوْم. قَالَ طرفَة:

مَا أقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَــعِمَ الساعون فِي الْأَمر المُبِرّ

هَكَذَا انشدوه نَــعِمَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين جَاءُوا بِهِ على الأَصْل وَإِن لم يكثر اسْتِــعْمَــاله عَلَيْهِ، وَقد روى نِــعِمَ، بكسرتين على الإتباع.

ودققته دقا نِــعِمــاَّ: أَي نِــعْمَ الدق، وَيُقَال انه لرجل نِــعِمَّــا وانه لَنَعِيمٌ.

وتَنَــعَّمَــهُ بِالْمَكَانِ: طلبه.

وتَنَــعَّمَ الرجل: مَشى حافيا. قيل: هُوَ مُشْتَقّ من النَّعامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيق، وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ اللحياني: تَنَــعَّمَ الرجل قَدَمَيْهِ: أَي ابتذلهما.

وأنْــعَمَ الْقَوْم ونَــعَّمَــهُمْ: أَتَاهُم مُتَنَــعِّمــاً على قدمه حافيا قَالَ:

تَنَــعَّمَــها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ ... فأصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ والنُّــعْمــانُ: الدَّم.

وشقائق النُّــعْمــانِ: نَبَات أَحْمَر يشبه بِالدَّمِ.

والأُنَيْــعِمُ والأَنْــعَمــانِ وناعِمَــةُ ونَــعْمــانُ كلهَا مَوَاضِع وهما نَــعْمــانانِ: نَــعْمــانُ الأرَاك بِمَكَّة وَهُوَ نــعْمــانُ الْأَكْبَر، وَهُوَ وَادي عَرَفَة. ونَــعْمــانُ الْغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَــعْمــانُ الْأَصْغَر.

والأنْــعَمــان مَوضِع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

صَحا قَلْبُه بَلْ لَجَّ وهْوَ لجُوجُ ... وزالَتْ لَهُ بالأنْــعَمَــينِ حُدُوج

والتَّنْعيم: مَكَان بن مَكَّة وَالْمَدينَة.

ومسافر بن نِــعْمَــة بن كريز من شعرائهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وناعِمٌ ونُعَيمٌ ومُنَــعَّمٌ وأنْــعُمُ ونُــعْمِــىٌّ ونُــعْمــانُ ونُعَيْمَانٌ وتَنَــعْمُ كُلهنَّ أَسمَاء.

والتَّناعِمُ: بطن من الْعَرَب ينسبون إِلَى تَنْــعُمِ بن عتِيك.

وَبَنُو نَعامٍ بطن.

والنَّعامَةُ فرس مَشْهُورَة فارسها الْحَارِث بن عباد وفيهَا يَقُول:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيالِ

أَي بعد حِيَال.

وَأَبُو نَعامَة قطري.

وناعِمَــةُ: اسْم امْرَأَة طبخت عشبا، يُقَال لَهُ الْعقار رَجَاء أَن يذهب الطَّبْخ بغائلته فأكلته فَقَتلهَا فيسمى الْعقار لذَلِك عقار ناعمــة رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

ويَنْــعَمُ: حَيّ من الْيمن.

ونَــعَمْ ونــعِمْ كَقَوْلِك بلَى إِلَّا أَن نــعم فِي جَوَاب الْوَاجِب وَهِي مَوْقُوفَة الآخر لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى وَقَول الطَّائِي:

تَقُولُإنْ قُلْتُم: لَا: لَا، مُسلِّمةًلأمْرِكُمْ، و: نَــعَمْ إِن قُلْتمُ: نَــعَمَــا

قَالَ ابْن جني لَا عيب فِيهِ كَمَا يظنّ قوم، لِأَنَّهُ لم يقر نَــعَمْ على مَكَانهَا من الحرفية، لكنه نقلهَا فَجَعلهَا اسْما فنصبها على حد قَوْلك قلت خيرا أَو قلت ضيرا. وَقد يجوز أَن يكون قُلْتُمْ نَــعَمــا على مَوْضِعه من الحرفية فَيفتح للإطلاق كَمَا حرك بَعضهم لالتقاء الساكنين بِالْفَتْح فَقَالَ قُم اللَّيْل وبع الثَّوْب. واشتق ابْن جني نَــعَمْ من النِّــعْمَــةِ وَذَلِكَ أَن " نَــعَمْ " أشرف الجوابين وأسرُّهما للنَّفس وأجلبهما للحمد، و" لَا " بضدها، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

وَإِذا قُلْتَ نَــعَمْ فاصْبِرْ لَها ... بِنَجاح الوَعْدِ إنَّ الخُلفَ ذَمّ

وَقَول الآخر أنْشدهُ الْفَارِسِي:

أبي جُودُه لَا البُخْل واسْتَعْجَلَتْ بهِ ... نَــعَمْ منْ فَتى لَا يَمْنَعُ الجُوسَ قاتِله

يرْوى بِنصب الْبُخْل وجره، فَمن نَصبه فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون بَدَلا من " لَا " لِأَن " لَا " موضوعها للبخل، فَكَأَنَّهُ قَالَ أَبى جوده الْبُخْل وَالْآخر أَن تكون " لَا " زَائِدَة وَالْوَجْه الأول أَعنِي الْبَدَل أحسن لِأَنَّهُ قد ذكر بعْدهَا " نــعم " و" نــعم " لَا تزاد فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون " لَا " هَاهُنَا غير زَائِدَة. وَالْوَجْه الآخر على الزِّيَادَة صَحِيح أَيْضا. أَلا ترى انه لَو قَالَ لَك إِنْسَان: لَا تُطــعم وَلَا تأت المكارم وَلَا تقر الضَّيْف. فَقلت أَنْت: لَا، لكَانَتْ هَذِه اللَّفْظَة هُنَا للجود لَا للبخل، فَلَمَّا كَانَت " لَا " قد تصلح للأمرين جَمِيعًا أضيفت إِلَى الْبُخْل لما فِي ذَلِك من التَّخْصِيص الْفَاصِل بَين الضدين.

ونَــعَّمَ الرجل قَالَ لَهُ: نَــعَمْ فَنَــعِمَ بذلك بَالا كَمَا قَالُوا بجلته أَي قلت لَهُ بجل أَي حَسبك. حَكَاهُ ابْن جني.

نــعم: النَّعِيمُ والنُّــعْمــى والنَّــعْمــاء والنِّــعْمــة، كله: الخَفْض

والدَّعةُ والمالُ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى. وقوله عز وجل: ومَنْ

يُبَدِّلْ نِــعْمَــةَ الله من بَعْدِ ما جاءته؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله

الدالَّةَ على أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: ثم

لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في

الدنيا، وجمعُ النِّــعْمــةِ نِــعَمٌ وأََنْــعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ؛ حكاه

سيبويه؛ وقال النابغة:

فلن أَذْكُرَ النُّــعْمــان إلا بصالحٍ،

فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْــعُمــا

والنُّــعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. يقال: يومٌ نُــعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ،

والجمع أَنْــعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَــعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِمــا لَيِّناً،

وكذلك نَــعِمَ يَنْــعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما:

نَــعِمَ يَنْــعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغة رابعة: نَــعِمَ يَنْــعِم،

بالكسر فيهما، وهو شاذ. والتنَــعُّم: الترفُّه، والاسم النِّــعْمــة. ونَــعِمَ

الرجل يَنْــعَم نَــعْمــةً، فهو نَــعِمٌ بيّن المَنْــعَم، ويجوز تَنَــعَّم، فهو

ناعِمٌ، ونَــعِمَ يَنْــعُم؛ قال ابن جني: نَــعِمَ في الأصل ماضي يَنْــعَمُ،

ويَنْــعُم في الأصل مضارعُ نَــعُم، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَــعِمَ

لغة من يقول يَنْــعُم، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان يجب، على هذا،

أَن يستضيف من يقول نَــعُم مضارعَ من يقول نَــعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة

وهي نَــعُم يَنْــعَم، قيل: منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً،

وليس كذلك نَــعِمَ، فإن نَــعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْــعِمُ ويَنــعَم، فاحتمل

خِلاف مضارعِه، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم

كسروا عينَ يَنْــعِم وليس في ماضيه إلا نَــعِمَ ونَــعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل

وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل؟ قيل: هذا طريقُه غير طريق ما قبله،

فإما أن يكون يَنْــعِم، بكسر العين، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم

يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَــعِم ونَــعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن

وَذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون

فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَــعُم كما

ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَــعَّم وتَناعَم وناعَم ونَــعَّمــه وناعَمَــه.

ونَــعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّــعْمــةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.

يقال: نَــعَّمَــه الله وناعَمــه فتَنَــعَّم. وفي الحديث: كيف أَنْــعَمُ وصاحبُ

القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَــعَّم، من النَّــعْمــة، بالفتح، وهي

المسرّة والفرح والترفُّه. وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما

أَنْــعَمَــنا بك؟ أَي ما الذي أَــعْمَــلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا، وإنما يقال

ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ

أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.

والناعِمــةُ والمُناعِمــةُ والمُنَــعَّمــةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ

المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمــةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال

وقوله:

ما أَنْــعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ،

تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ

إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَــعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه

سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استــعمــل

منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.

ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ. ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛

قال الأَعشى:

وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنه

ذرى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتناعِمُ

والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمــةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت

إلى على ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ. وثوبٌ ناعِمٌ:

ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمــةُ؛ وقال:

ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً،

عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ

وكلامٌ مُنَــعَّمٌ كذلك.

والنِّــعْمــةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما

أُنْــعِم به عليك. ونِــعْمــةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ

مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما

نِــعَمٌ وأَنْــعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ

وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِــعِمــاتٌ ونِــعَمــاتٌ، الإتباعُ

لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في

البَحْرِ بنِــعَمــات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِــعْمــات الله،

بإسكان العين، فأَما الكسرُ

(* قوله «فأما الكسر إلخ» عبارة التهذيب: فأما

الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات، ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع

الكسرة كسات ومن قرأ إلخ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ

بِنِــعَمــات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِــعِمــات الله،

بالكسر. وقوله عز وجل: وأَسْبَغَ عليكم نِــعَمَــه ظاهرةً وباطنةً

(* قوله وقوله

عز وجل وأسبغ عليكم نــعمــة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم» هكذا في

الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما). قال الجوهري: والنُّــعْمــى كالنِّــعْمــة،

فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّــعْمــاء، والنَّعيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ

النِّــعْمــةِ أي واسعُ المالِ. وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِــعْمَــةً، فمن

قرأَ نِــعَمَــه أَراد جميعَ ما أَنــعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن

عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل) نِــعَمَــه، وهو وَجْهٌ جيِّد

لأَنه قد قال شاكراً لأَنــعُمِــه، فهذا جمع النِّــعْم وهو دليل على أَن

نِــعَمَــه جائز، ومَنْ قرأَ نِــعْمــةً أَراد ما أُعطوه من توحيده؛ هذا قول الزجاج،

وأَنْــعَمــها اللهُ عليه وأَنْــعَم بها عليه؛ قال ابن عباس: النِّــعمــةُ

الظاهرةُ الإسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب. وقوله تعالى: وإذْ تقولُ للذي

أَنْــعَم اللهُ عليه وأَنْــعَمْــت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك؛ قال الزجاج:

معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام، ومعنى إنْعام النبي، صلى

الله عليه وسلم، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ. وقوله تعالى: وأَمّا

بِنِــعْمــةِ ربِّك فحدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ

به ربُّك. وقوله تعالى: ما أَنتَ بِنِــعْمــةِ ربِّك بمَجْنونٍ؛ يقول: ما

أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِــعْمــتِه بمجنون. وقوله

تعالى: يَعْرِفون نِــعمــةَ الله ثم يُنْكِرونها؛ قال الزجاج: معناه يعرفون أَن

أمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك. والنِّــعمــةُ،

بالكسر: اسمٌ من أَنْــعَم اللهُ عليه يُنْــعِمُ إنعاماً ونِــعْمــةً، أُقيم الاسمُ

مُقامَ الإنْعام، كقولك: أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى

واحد. وأَنْــعَم: أَفْضل وزاد. وفي الحديث: إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ

عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء، وإنَّ

أبا بكر وعُمَــر منهم وأَنْــعَمــا أي زادا وفَضَلا، رضي الله عنهما. ويقال: قد

أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْــعَمْــتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ، وقيل: معناه صارا

إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ، ومعنى

قولهم: أَنْــعَمْــتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِــعْمــةً. وتقول: أَنْــعَم

اللهُ عليك، من النِّــعْمــة. وأَنْــعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ.

وقولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه محذوف من نَــعِم يَنْــعِم، بالكسر، كما

تقول: كُلْ من أَكلَ يأْكلُ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً. ونَــعِمَ

اللهُ بك عَيْناً، ونَــعَم، ونَــعِمَــك اللهُ عَيْناً، وأَنْــعَم اللهُ بك

عَيْناً: أَقرَّ بك عينَ من تحبّه، وفي الصحاح: أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن

تحبُّه؛ أَنشد ثعلب:

أَنْــعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ

سِلِ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا

الرسولُ هنا: الرسالةُ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة،

وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ،

وهو عيب. قال الجوهري: ونَــعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُــعْمــةً مثل نَزِهَ

نُزْهةً. وفي حديث مطرّف: لا تقُلْ نَــعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا

يَنْــعَم بأَحدٍ عَيْناً، ولكن قال أَنْــعَمَ اللهُ بك عَيْناً؛ قال الزمخشري:

الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم، وعَيْناً نصبٌ على

التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى نَــعَّمَــكَ اللهُ عَيْناً أي نَــعَّم

عينَك وأَقَرَّها، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَــعِمَــك

اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْــعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن

الهمزة كافية في التعدية، تقول: نَــعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْــعَمــه اللهُ عيناً،

ويجوز أَن يكون من أَنْــعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء، قال:

ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن

الفاعل فاستعظمه، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً، كما يقولون

نَــعِمْــتُ بهذا الأمرِ عَيْناً، والباء للتعدية، فحَسِبَ أن الأَمر في

نَــعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك، ونزلوا منزلاً يَنْــعِمُــهم ويَنْــعَمُــهم بمعنى

واحد؛ عن ثعلب، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وزاد اللحياني:

ويَنْــعُمُــهم عيناً، وزاد الأَزهري: ويُنْــعمُــهم، وقال أَربع لغات. ونُــعْمــةُ العين:

قُرَّتُها، والعرب تقول: نَــعْمَ ونُــعْمَ عينٍ ونُــعْمــةَ عينٍ ونَــعْمــةَ

عينٍ ونِــعْمــةَ عينٍ ونُــعْمــى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ

ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما

أَشبهه؛ قال سيبويه: نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ.

وفي الحديث: إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ

عَمــلاً فنَــعْمَ ونُــعْمــةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً

يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه، فلا تَعْجَلْ

حتى تختبر فعلَه، فإن رأَيته حسنَ الــعمــل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ،

وقل له نَــعْمَ ونُــعْمــة عين أَي قُرَّةَ عينٍ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك

واتّباع أمرك. ونَــعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أنشد سيبويه:

واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ،

لا يَنْــعَمُ العُودُ حتى يَنْــعَم الورَقُ

(* قوله «من لحو» في المحكم: من لحق، واللحق الضمر).

وقال الفرزدق:

وكُوم تَنْــعَمُ الأَضيْاف عَيْناً،

وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا

يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فمن قال الأَضيافُ، بالرفع، أراد تَنْــعَم

الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها، ومن قال تَنْــعَم

الأَضيافَ، فمعناه تَنْــعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً، فحذفَ وأَوصل فنَصب

الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها،

لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة، وقيل:

إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر،

ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَــعِمَــت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ

والنحر. وحكى اللحياني: يا نُــعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن

الكسائي:

صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ،

بنُــعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ

قال: ونَــعْمــةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكر منه نَــعْمٌ، ويجمع

أَنْــعُمــاً.

والنَّعامةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر والأُنثى، والجمع

نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد؛ قال أبو

كَثْوة:ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا

والنَّعامُ أَيضاً، بغير هاء، الذكرُ منها الظليمُ، والنعامةُ الأُنثى.

قال الأَزهري: وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء، وقيل النَّعام اسمُ

جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، والعرب تقول: أَصَمُّ مِن

نَعامةٍ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت، ويقولون: أَشمُّ مِن هَيْق

لأَنه يَشُمّ الريح؛ قال الراجز:

أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ

ويقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها

بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها، ويقولون: أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من

نَعامةٍ. ويقال: ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره. ويقال

للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قول بشر:

فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار

فكانوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا

وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ

نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ. ويقال للعَذارَى:

كأنهن بَيْضُ نَعامٍ. ويقال للفَرَس: له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،

وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. ومن أَمثالهم: مَن يَجْمع بين

الأَرْوَى والنَّعام؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام

السُّهولةُ، فهما لا يجتمعان أَبداً. ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك:

ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ يَعْنون قوله:

ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً،

تُعاظِمُه إذا ما قيل: طِيري

وإنْ قيل: احْمِلي، قالت: فإنِّي

من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور

ويقولون للذي يَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يقولون إن

النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين؛

وفي ذلك يقول بعضهم:

أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ من بَيْتِها

لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ

فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها، فانْتَهَتْ

هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ

ومن أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ

نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة، ثم

دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ

وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ

غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا

نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير

الثِّقةِ. والنَّعامة: الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما

القامة، وهي البَكَرة، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِــعَمٌ؛ وقال أَبو

الوليد الكِلابي: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: والمعترضة

عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأزهري: وتكون

النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في

الأرض، أحدهما من هذا الجانب، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل

يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين،

وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ

اللتان عليهما الخشبة المعترِضة؛ وقال اللحياني: النَّعامتان الخشبتان اللتان

على زُرْنوقَي البئر، الواحدة نَعامة، وقيل: النَّعامة خشبة تجعل على فم

البئر تَقوم عليها السَّواقي. والنَّعامة: صخرة ناشزة في البئر.

والنَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز،

وقيل: كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم، والجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤيب

يصف طرق المفازة:

بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا

لُ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا

(* قوله «بناها» هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا،

والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك).

وروى الجوهري عجزه:

تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا

قال: والنَّفائضُ من الإبل؛ وقال آخر:

لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها،

منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي

والمشهور من شعره:

لا ظِلَّ في رَيْدِها

وشرحه ابن بري فقال: النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة،

والهَزيم: المتكسر؛ وبعد هذا البيت:

بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وما كَسِلوا

حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق

والنَّعامة: الجِلْدة التي تغطي الدماغ، والنَّعامة من الفرس: دماغُه.

والنَّعامة: باطن القدم. والنَّعامة: الطريق. والنَّعامة: جماعة القوم.

وشالَتْ نَعامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم

وولَّوْا، وقيل: تَحَوَّلوا عن دارهم، وقيل: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ

أُمورُهم؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ:

أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا،

فخالني دونه بل خِلْتُه دوني

ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم.

وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة

الجماعة أَي تفرقوا؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ:

اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم،

وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا

وأَنشد لآخر:

إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ،

لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ

أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه،

وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ

والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الجهل، يقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال

المَرّار الفَقْعَسِيّ:

ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ

نَعامتُه، وأَبْغَضَ ما أَقولُ

اللحياني: يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل.

وأَراكةٌ نَعامةٌ: طويلة. وابن النعامة: الطريق، وقيل: عِرْقٌ في الرِّجْل؛ قال

الأَزهري: قال الفراء سمعته من العرب، وقيل: ابن النَّعامة عَظْم الساق،

وقيل: صدر القدم، وقيل: ما تحت القدم؛ قال عنترة:

فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه،

وابنُ النَّعامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِي

فُسِّر بكل ذلك، وقيل: ابن النَّعامة فَرَسُه، وقيل: رِجْلاه؛ قال

الأزهري: زعمــوا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله:

وابن النعامة، يوم ذلك، مَرْكَبي

وابن النَعامة: الساقي الذي يكون على البئر. والنعامة: الرجْل.

والنعامة: الساق. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح.

والنَّعامة: الإكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبيدة في

قوله:وابن النعامة، عند ذلك، مركبي

قال: هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة، وإنما ذلك كقولهم: به داء

الظَّبْي، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم، وليس ثم داء ولا بَكرة. قال ابن

بري: وهذا البيت، أَعني فيكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ؛

وقبله:

كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ،

إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي

لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطــعَمْــتُه،

فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ

إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي:

هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ

إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ،

إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي

ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ،

وابنُ النَّعامة، يوم ذلك، مَرْكَبِي

وقال: هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود، وقال: ابنُ النَّعامة

فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد،

قال: وتروى الأبيات أَيضا لعنترة، قال: والنَّعامة خَطٌّ في باطن

الرِّجْل، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه

(* قوله «في

كتابه» هو الأغاني كما بهامش الأصل)، وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب

النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال: إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا

أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل

والقَعود وأَسَروني أَنا، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي

أَنا، وقال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه، وهذا أَقرب

إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس،

اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً، وليس في ذلك من

الفخر ما يقوله عن نفسه، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها

راكباً أو راجلاً؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو

ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.

والنَّــعَم: واحد الأَنعْام وهي المال الراعية؛ قال ابن سيده: النَّــعَم

الإبل والشاء، يذكر ويؤنث، والنَّــعْم لغة فيه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ،

وحَوْمُ النَّــعْمِ والحَلَقُ الحُلول

والجمع أَنعامٌ، وأَناعيمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة:

دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ

وقال ابن الأَعرابي: النــعم الإبل خاصة، والأَنعام الإبل والبقر والغنم.

وقوله تعالى: فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّــعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ

منكم؛ قال: ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها؛ قال

الأَزهري: دخل في النــعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم. وقوله عز وجل:

والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ؛ قال ثعلب: لا يذكرون

الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، وأما

قول الله عز وجَل: وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في

بطونه؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام ههنا بمعنى النَّــعَم، والنَّــعَم تذكر

وتؤنث، ولذلك قال الله عز وجل: مما في بطونه، وقال في موضع آخر: مما في

بطونها، وقال الفراء: النَّــعَم ذكر لا يؤَنث، ويجمع على نُــعْمــانٍ مثل حَمَل

وحُمْلانٍ، والعرب إذا أَفردت النَّــعَم لم يريدوا بها إلا الإبل، فإذا قالوا

الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم، قال الله عز وجل: ومن

الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله (الآية) ثم قال: ثمانية أَزواج؛

أي خلق منها ثمانية أَزواج، وكان الكسائي يقول في قوله تعالى: نسقيكم

مما في بطونه؛ قال: أَراد في بطون ما ذكرنا؛ ومثله قوله:

مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ

أي حواصل ما ذكرنا؛ وقال آخر في تذكير النَّــعَم:

في كلّ عامٍ نَــعَمٌ يَحْوونَهُ،

يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ

ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت

(* قوله «إذا ذكرت» الذي في

التهذيب: كثرت) الأَنعام والأَناعيم.

والنُّعامى، بالضم على فُعالى: من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ

الرياح وأَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤيب:

مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ،

خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ، ريحا

وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال: هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا.

والنَّعامُ والنَّعائمُ: من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ،

وأَربعة واردٌ؛ قال الجوهري: كأنها سرير مُعْوجّ؛ قال ابن سيده: أَربعةٌ

في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ. قال الأَزهري:

النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ، وهي

أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة، ويقال لها

النَّعام؛ أَنشد ثعلب:

باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه،

إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ

النَّعامُ ههنا: النَّعائمُ من النجوم، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض.

ونُعاماكَ: بمعنى قُصاراكَ. وأَنْــعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زاد.

وأَنْــعَم فيه: بالَغ؛ قال:

سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه، لَيْلةً،

وأَنْــعَمَ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم

وعُونُها، وأَنْــعَمَ أي وزاد على هذه الصفة، وأَبكار الهموم: ما فجَأَك،

وعُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت

قبلها. وفَعَل كذا وأَنْــعَمَ أي زاد. وفي حديث صلاة الظهر: فأَبردَ

بالظُّهْرِ وأَنْــعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة؛ ومنه قولهم: أَنْــعَمَ

النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه؛ وقوله:

فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْــعِمِ

من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع.

ونِــعْمَ: ضدُّ بِئْسَ ولا تَــعْمَــل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ

واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى

الجنس. قال أَبو إسحق: إذا قلت نِــعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِــعْمَ رجلاً زيدٌ،

فقد قلتَ: استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجُزْ إذا كانت

تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تــعمــل في غير لفظ جنسٍ. وحكى سيبويه:

أَن من العرب من يقول نَــعْمَ الرجلُ في نِــعْمَ، كان أصله نَــعِم ثم خفَّف

بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه

الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً، كقولك نِــعْم الرجل زيد فهذا هو

المُظهَر، ونِــعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر. وقال ثعلب حكايةً عن العرب: نِــعْم

بزيدٍ رجلاً ونِــعْمَ زيدٌ رجلاً، وحكى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِــعْم قوماً،

ونِــعْمَ بهم قوماً، ونَــعِمُــوا قوماً، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه

أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِــعْمــا رجلين، ولا الزيدون نِــعْمــوا رجالاً؛

قال الأزهري: إذا كان مع نِــعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ

أَبداً، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً، وذلك قولك نِــعْم

رجلاً زيدٌ ونِــعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز، ولا تَــعْمــلُ

نِــعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ، إنما تَــعْمَــلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على

جنس، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس. الجوهري: نِــعْم وبئس فِعْلان

ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُــعمــلا للحال بمعنى

الماضي، فنِــعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وفيهما أَربع لغات: نَــعِمَ بفتح أَوله وكسر

ثانيه، ثم تقول: نِــعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانية

فتقول: نِــعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني

وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَــعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين،

وتقول: نِــعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِــعم المرأَةُ هندٌ، وإن شئت قلت: نِــعْمــتِ

المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِــعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أَحدهما أَن يكون

مبتدأ قدِّم عليه خبرُه، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ، وذلك أَنَّك

لمّا قلت نِــعْم الرجل، قيل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت:

هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ، والخبر إذا عرف المحذوف

هو زيد، وإذا قلت نِــعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِــعْمَ الرجلَ بالأَلف

واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً، لأن فاعِلَ نِــعْم وبِئْسَ لا يكون إلا

معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام، ويراد به تعريف

الجنس لا تعريفُ العهد، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا

يتصل بهما الضميرُ، لا تقول نِــعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِــعْمــوا، وإن أَدخلت

على نِــعْم ما قلت: نِــعْمَّــا يَعِظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت

العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غَسَلْت غَسْلاً

نِــعِمّــا، تكتفي بما مع نِــعْم عن صلته أي نِــعْم ما غَسَلْته، وقالوا: إن

فعلتَ ذلك فَبِها ونِــعْمَــتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء

تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِــعْمَــت الفَعْلةُ أو الخَصْلة. وفي الحديث: مَن

توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِــعْمَــت، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن

الأثير: أَي ونِــعْمَــت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي، فحذف المخصوص بالمدح،

والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، يعني

الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وقيل: هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ

فأَضمر ذلك. قال الجوهري: تاءُ نِــعْمَــت ثابتةٌ في الوقف؛ قال ذو الرمة:

أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة

دَعائمَ الزَّوْرِ، نِــعْمَــت زَوْرَقُ البَلدِ

وقالوا: نَــعِم القومُ، كقولك نِــعْم القومُ؛ قال طرفة:

ما أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ

نَــعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ

هكذا أَنشدوه نَــعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا به على الأَصل ولم

يكثر استــعمــاله عليه، وقد روي نِــعِمَ، بكسرتين على الإتباع. ودقَقْتُه

دَقّاً نِــعِمّــا أي نِــعْمَ الدقُّ. قال الأَزهري: ودقَقْت دواءً فأَنْــعَمْــت

دَقَّه أي بالَغْت وزِدت. ويقال: ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه.

ويقال: إنه رجل نِــعِمّــا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ.

وتَنَــعَّمَــه بالمكان: طلَبه. ويقال: أَتيتُ أَرضاً فتَنَــعَّمَــتْني أي

وافقتني وأَقمتُ بها. وتَنَــعَّمَ: مَشَى حافياً، قيل: هو مشتق من النَّعامة

التي هي الطريق وليس بقويّ. وقال اللحياني: تَنَــعَّمَ الرجلُ قدميه أي

ابتذَلَهما. وأَنْــعَمَ القومَ ونَــعَّمــهم: أتاهم مُتَنَــعِّمــاً على قدميه

حافياً على غير دابّة؛ قال:

تَنَــعَّمــها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ،

فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ

وأَنْــعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات. وقوله تعالى: إن

تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِــعِمَّــا هي، ومثلُه: إنَّ الله نِــعِمّــا يَعِظكم به؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمــرو فنِــعْمّــا، بكسر النون وجزم

العين وتشديد الميم، وقرأَ حمزة والكسائي فنَــعِمّــا، بفتح النون وكسر العين،

وذكر أَبو عبيدة

(* قوله «وذكر أَبو عبيدة» هكذا في الأصل بالتاء، وفي

التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها) حديث النبي، صلى عليه وسلم،

حين قال لــعمــرو بن العاص: نِــعْمّــا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، وأَنه

يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية؛ قال ابن الأَثير: أَصله نِــعْمَ ما

فأَدْغم وشدَّد، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِــعْمَ شيئاً

المالُ، والباء زائدة مثل زيادتها في: كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه

الحديث: نِــعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأثير: وفي نِــعْمَ

لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم

كسرُهما؛ وقال الزجاج: النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين

ويقولون إن هذه الرواية في نِــعْمّــا ليست بمضبوطة، وروي عن عاصم أَنه قرأَ

فنِــعِمَّــا، بكسر النون والعين، وأَما أَبو عمــرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ

خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأصل في نِــعْمَ نَــعِمَ نِــعِمَ ثلاث لغات، وما في

تأْويل الشيء في نِــعِمّــا، المعنى نِــعْمَ الشيءُ؛ قال الأزهري: إذا قلت

نِــعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنى نِــعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل،

وكذلك قوله: إنَّ اللهَ نِــعِمّــا يَعِظُكم به؛ معناه نِــعْمَ شيئاً يَعِظكم

به.والنُّــعْمــان: الدم، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّــعْمــان. وشقائقُ

النُّــعْمــانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم. ونُــعْمــانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب

نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبيدة: إن العرب كانت

تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّــعْمــانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمــرو: من أَسماء

الروضةِ الناعِمــةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ.

الفراء: قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَــعَمْــتُها

(* قوله

«ونــعمــتها» كذا بالأصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد) ومَصَلْتها

(* قوله

«ومصلتها» كذا بالأصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد

والمصول) أي كَنسْتها، وهي المِحْوَقةُ. والمِنْــعَمُ والمِصْوَلُ:

المِكْنَسة.

وأُنَيْــعِمُ والأُنَيْــعِمُ وناعِمــةُ ونَــعْمــانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن

بري: وقول الراعي:

صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ،

وزايَلَه بالأَنْــعَمــينِ حُدوجُ

الأَنْــعَمــين: اسم موضع. قال ابن سيده: والأَنْــعمــان موضعٌ؛ قال أَبو

ذؤيب، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي:

صبا صبوةً بَلْ لجَّ، وهو لجوجُ،

وزالت له بالأَنــعمــين حدوجُ

وهما نَــعْمــانانِ: نَــعْمــانُ الأَراكِ بمكة وهو نَــعْمــانُ الأَكبرُ وهو

وادي عرفة، ونَــعْمــانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَــعْمــانُ الأَصغرُ. ونَــعْمــانُ:

اسم جبل بين مكة والطائف. وفي حديث ابن جبير: خلقَ اللهُ آدمَ مِن

دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عليه السلام، بِنَــعْمــان السَّحابِ؛ نَــعْمــانُ: جبل

بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. ونَــعْمــانُ،

بالفتح: وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات؛ قال عبد الله ابن نُمَير

الثَّقَفِيّ:

تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَــعْمــانَ، أنْ مَشَتْ

به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات

ويقال له نَــعْمــانُ الأَراكِ؛ وقال خُلَيْد:

أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ،

ومَن صَلَّى بِنَــعْمــانِ الأَراكِ

والتَّنْعيمُ: مكانٌ بين مكة والمدينة، وفي التهذيب: بقرب من مكة.

ومُسافِر بن نِــعْمــة بن كُرَير: من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابي. وناعِمٌ

ونُعَيْمٌ ومُنَــعَّم وأَنْــعُمُ ونُــعْمِــيّ

(* قوله «ومنــعم» هكذا ضبط في الأصل

والمحكم، وقال القاموس كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله «وأنــعم»

قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله «ونــعمــى» قال في

القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي) ونُــعْمــانُ ونُعَيمانُ

وتَنْــعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. والتَّناعِمُ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْــعُم بن

عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: موضع. يقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ

ونَعامٍ، وهما موضعان من أطراف اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها

الحرث بن عبّاد؛ وفيها يقول:

قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي،

لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ

أي بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعامةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى.

وناعِمــةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن

يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار

ناعِمــةَ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. ويَنْــعَمُ: حَيٌّ من اليمن. ونَــعَمْ

ونَــعِمْ: كقولك بَلى، إلا أن نَــعَمْ في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخِر لأنها

حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا

نَــعَمْ؛ قال الأزهري: إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه،

قال: وقد يكون نَــعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً، وربما ناقَضَ بَلى إذا قال:

ليس لك عندي ودِيعةٌ، فتقول: نَــعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ. وفي حديث

قتادة عن رجل من خثْــعَم قال: دَفَعتُ إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو

بِمِنىً فقلت: أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ؟ فقال: نَــعِمْ، وكسر العين؛ هي

لغة في نَــعَمْ، وكسر العين؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب، وقد

قرئَ بهما. وقال أَبو عثمان النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ المؤمنين عمــرُ،

رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نَــعَمْ، فقال: لا تقولوا نَــعَمْ وقولوا نَــعِمْ،

بكسر العين. وقال بعضُ ولد الزبير: ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون

إلاَّ نَــعِمْ، بكسر العين. وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد:

كتبَ على سَهمٍ نَــعَمْ، وعلى آخر لا، وأَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ

نَــعَمْ فخرج إلى أُحُد، فلما قال لِــعُمــر: أُعْلُ هُبَلُ، وقال عمــر: اللهُ

أَعلى وأَجلُّ، قال أَبو سفيان: أنــعَمــتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد

صدقت في فَتْواها، وأَنــعَمَــتْ أَي أَجابت بنَــعَمُْ؛ وقول الطائي:

تقول إنْ قلتُمُ لا: لا مُسَلِّمةً

لأَمرِكُمْ، ونَــعَمْ إن قلتُمُ نَــعَمــا

قال ابن جني: لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَــعَمْ على

مكانها من الحرفية، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فيكون على حد قولك

قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً، ويجوز أن يكون قلتم نَــعَمــا على موضعه من

الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال:

قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَــعَمْ من النِّــعْمــة، وذلك أن

نــعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، ولا

بضِدِّها؛ ألا ترى إلى قوله:

وإذا قلتَ نَــعَمْ، فاصْبِرْ لها

بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمّْ

وقول الآخر أَنشده الفارسي:

أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به

نَــعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله

(* قوله «لا يمنع الجوع قاتله» هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم:

الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب

عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح؛

والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده

لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله

اهـ. تقرير دردير).

يروى بنصب البخل وجرِّه، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما أن يكون بدلاً من

لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ، والآخر أن تكون

لا زائدة، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن، لأنه قد ذكر بعدها نَــعَمْ،

ونَــعمْ لا تزاد، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة، والوجه الآخر

على الزيادة صحيح، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه، لأَنَّ

لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً، ألا ترى أَنه لو قال لك

الإنسان: لا تُطْــعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ

أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً

أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين. ونَــعَّم

الرجلَ: قال له نــعَمْ فنَــعِمَ بذلك بالاً، كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت

له بَجَلْ أي حَسْبُك؛ حكاه ابن جني. وأَنــعَم له أي قال له نــعَمْ.

ونَعامة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنعامةُ: اسم فرس في قول لبيد:

تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها،

وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ

(* قوله «وتحجل والخبال» هكذا في الأصل والصحاح، وفي القاموس في مادة

خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله:

تكاثر قرزل والجون فيها * وعجلى والنعامة والخيال

فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل).

وأَبو نَعامة: كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً؛ قال

ابن بري: أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم.

ونُــعْم، بالضم: اسم امرأَة.

نــعم

(النَّعِيمُ، والنُّــعمَــى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا (الخَفْضُ والدِّعَةُ والمَالُ، كَالنِّــعْمَــةِ، بِالكَسْرِ) يُقالُ: فُلانُ وَاسِعُ النِّــعْمَــةِ اَيْ: وَاسِعُ المَالِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الرَّازِيُّ: النِّــعْمَــةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْر، قَالَ: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إِلَّا على جِهَة الإِحسان غلى الغَيْر، بِأَن قَصَدَ الفَاعِلُ نَفْسَه، كَمَنْ أَحسَنَ إِلَى جَارِيَةٍ لِيَرْبَح فِيها، أَوْ أَرَادَ اسْتِدْرَاجَه بِمَحْبُوبٍ إِلَى ألَمٍ، أَوْ أَطْــعَمَ غَيرَه نَحْو: سُكِّرٍ أَوْ خَبِيصٍ مَسْمُومٍ لِيَهْلِكَ، فَلَيْسَ بِنَــعْمَــةٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ((النِّــعمــةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ، وبِناؤُها بِناءُ الحَالَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، كالجِلْسةَ (وجَمْعُهَا:) أَي: النِّــعْمَــةُ؛ ولِذَا لم يُشِرْ إِلَيْهَا بالجِيمِ على عَادَتِه: (نِــعَمٌ) ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، (وأَنــعُمٌ) ، بِضَمِّ العَيْن، كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ، حَكَاه سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ على حَذْفِ التَّاءِ، فَصَارَ كَقَوْلِهم: ذِئْبٌ وأذْؤُبٌ، ونِطْعٌ وأَنْطُعٌ، ومِثلُه كَثيرٌ)) وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(فلَنْ أَذكُرَ النُّــعْمَــانَ إلاَّ بِصَالِحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْــعُمَــا)

وقُرئَ قَولُه تَعالَى: {وأسبغ عَلَيْكُم نــعمــه ظَاهِرَة وباطنة} نَقَلَهَا الفَرَّاءُ عَن ابنِ عَبَّاس، وَهُوَ وَجْه جَيِّد؛ لِأَنَّهُ قَالَ: {شاكرا لأنــعمــه} ، فَهَذَا جَمْعُ النِّــعْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نِــعَمــه جَائِز، ومَنْ قَرَأَ: نِــعَمَــهُ أَرَادَ جَمِيعَ مَا أَنْــعَم بِه عَلَيْهم.
(والتَّنَــعُّمُ: التَّرفُّهُ) . وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ تَناوَلَ مَا فِيه نِــعْمَــةٌ وطِيبُ عَيْشٍ.
(والاسْمُ: النَّــعْمَــةُ، بِالفَتْحِ) ، قَالَ الرَّاغِبُ: بِنَاؤُها بِناءُ المَرَّةِ من الفِعْلِ، كَالشَّتْمَةِ والضَّرْبَةِ، والنَّــعْمَــةُ جِنْسٌ يُقالُ لِلكَثِير والقَلِيلِ.
(نَــعِمَ، كَسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَربَ) ثُلاثُ لُغاتٍ. والّذِي فِي الصِّحاحِ: ونَــعُمَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نُعُومَةً، أَيْ: صَارَ نَاعِمًــا لَيِّنا، وكَذَلِك: نَــعِمَ يَنْــعَمُ مِثَال: حَذِرَ يَحْذَر، وفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مركَّبة بَيْنَهُما نَــعِمَ يَنْــعُم مثل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ولُغةٌ رَابِعَةٌ: نَــعِمَ يَنْــعِمُ، بِالكَسْرِ فِيهِما، وَهُوَ شَاذٌّ.
قَالَ ابنُ جِنِّي: نَــعِمَ فِي الأصْلِ مَاضِي يَنْــعَم، ويَنْــعُم فِي الأصلِ مُضَارِعُ نَــعُمَ، ثمَّ تَداخَلَتِ اللُّغَتَانِ، فاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ: نَــعِمَ لُغةَ مَنْ يَقُولُ يَنــعُم، فَحَدَثَ هُنالك لغةٌ ثَالِثَةٌ، فإنْ قُلتَ: فكانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ: نَــعُم، مُضَارِعَ من يَقُولُ: نَــعِمَ فيتَركَّبُ مِنْ هَذَا لُغةٌ ثَالِثَةٌ، وهِيَ نَــعُمَ يَنْــعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَنَّ فَعُلَ لَا يَخْتَلِفُ مُضارِعُه أَبدًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَــعِم؛ فَإِن نَــعِمَ قَدْ يَأْتِي فِيهِ يَنْــعَمُ ويَنْــعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلافَ مُضَارِعِه، وفَعُلَ لَا يَحْتَمِل مُضَارِعُه الخِلافَ.
وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ عَن سيبَوَيْهِ أَنَّه يُقالُ: نَــعِمَ يَنْــعُمُ، بالضَّمِّ، كَفَضِل يَفْضُلُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ من القُتَيْبِيِّ. وَمنْ تَأَمَّلَ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ تَبَيَّنَ لَه أَنَّه لم يَذْكُر الضَّمَّ إلاَّ فِي فَضِل يَفضُل، قَالَ شَيخُنا: بل حَكَاه عَنهُ غَيرُه، وذَكَرَه ابنُ القُوطِيَّة وَقَالَ: إنَّهما لَا ثَالِثَ لَهُما.
قُلتُ: وَقد سَبَق فِي اللاَّمِ عَن بَعضَهم: حَضِرَ يَحْضُر، ونَقَلَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ: نَكِلَ يَنْكُل، وشَمِلَ يَشْمُل، وَحكى ابْن عُدَيْس: فَرِغَ يَفْرُغ من الفَرَاغِ، وبَرِئَ يَبْرُؤ عَن صَاحب المبرز، أوردهنّ أَبُو جعفرٍ اللَّبْلِيُّ فِي بُغْيَةِ الآمَالِ. ومَرَّ فِي " ف ض ل " مَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وبِمَا عَرفْتَ ظَهَر لَكَ مَا فِي سِياقِ المُصَنِّف من القُصُورِ والمُخَالَفَةِ.
(و) يُقَال: هَذَا (مَنْزِلٌ يَنْــعَمُــهُم) عَيْنًا (مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ، والكَسْرُ عَن ثَعْلَب، والضَّمُّ عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) زَادَ الأزْهَريّ لُغَةً رابِعَةً: وَهِي: (يُنْــعِمُــهُم، كَيُكْرِمُهُمْ) ، أَي: يُقِرُّ أَعَيْنَهُمْ ويَحْمَدُونه.
(وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ) أَيْ: (تَنَــعَّمَ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لكُلِّ مَا مَضَى من ذِكْر الأَفْعال، وتقديرُه ونَــعَمٍ بلُغاتِه الثَّلاَثَةَ، وتَنَاعم ونَاعَم بِمَعْنَى تَنَــعَّم، وَمِنْه الحَدِيثُ: " كَيفَ أَنْــعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قد الْتَقَمَه "؟ أَي: كَيْفَ أَتَنَــعَّمُ؟
(ونَاعَمَــهُ) مُنَاعَمَــةً، (ونَــعَّمَــهُ غَيرُهُ تَنْعِيمًا) : رَفَّهَهُ فَتَنَــعَّمَ.
(والنَّاعِمَــةُ، والمُنَاعِمَــةُ، والمُنَــعَّمَــةُ، كَمُعَظَّمَةٍ: الحَسَنَةُ العَيْشِ والغِذَاءِ) المُتْرَفَةُ، وَمِنْه الحَدِيث: ((إِنَّها لطَيرٌ نَاعِمَــةٌ)) أَي: سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ.
(ونَبْتٌ نَاعِمٌ، ومُنَاعِمٌ، ومُتَنَاعِمٌ سَوَاءٌ) . قَالَ الأَعْشَى:
(وتَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا كَأَنَّهُ ... ذُرَا أُقحوانٍ نَبتُه مُتَنَاعِمُ)

(والتَّنْعِيمَةُ: شَجَرَةٌ نَاعِمَــةُ الوَرَقِ) ، وَرَقُها كَوَرَقِ السِّلْقِ، وَلَا تَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى مَاءٍ، ولاثَمَرَ لَهَا، وَهِي خَضْرَاءُ غَلِيظَة السَّاقِ.
(وثَوبٌ نَاعِمٌ) : لَيِّن، وَمِنْه قَولُ بَعضِ الوُصَّاف: وعَلَيْهِم الثِّيابُ النَّاعِمَــةُ، وَقَالَ:
(ونَحْمِي بِهَا حَوْمًا رُكامًا ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَرِيرُ)

(وكَلامٌ مُنَــعَّمٌ، كَمُعَظِّمٍ: لَيِّنٌ) .
(والنِّــعْمَــةُ، بِالكَسْرِ: المَسَرَّةُ) . قَالَ شَيخُنا: وَفِي الكَشَّافِ أَثْنَاءَ المُزَّمِّل:
" النَّــعْمــة، بِالفَتْح: التَّنَــعُّم، وبالْكَسْر: الإِنْعامُ، وبَالضَّمِّ: المَسَرَّةُ " وهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ غَيرُ واحدٍ مِمَّن تَكَلَّمَ على المُثَلَّثاتِ. قُلتُ: وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْدَرُ نَــعِم الله بِكَ عَيْنًا، كالغُلْمةِ من غَلِمَ، والنُّزْهَةِ من نَزِهَ.
النِّــعْمَــةُ: (اليَدُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد ابنُ سِيدَه: (البَيْضَاءُ الصَّالِحَةُ) والصَّنِيعَةُ والمنَّةُ، وَمَا أُنْــعِمَ بِهِ عَلَيْك كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أَنَّه اسمٌ من أَنْــعَمَ الله عَلَيْهِ يُنْــعِمُ إِنْعَامًا ونِــعْمَــةً، أُقِيمَ الاسْمُ مُقامَ الإنْعَامِ كَقَوْلِك: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إِنْفَاقًا ونَفَقَةً بِمَعْنى واحدٍ، (كَالنُّــعْمَــى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا، (والنَّــعْمَــاءِ بِالفَتْح مَمْدُودَةً) . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِثلُه النَّعِيم (ج:) أَي: جَمْع النِّــعْمــة، وظاهِرُ سِياقِه أَنَّه جَمعُ الأَلْفاظِ المَذْكُورَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك، وكأَنَّه قد احترَزَ من هَذَا الإيهامِ فِي أَوَّل التَّركِيبِ، ثمَّ كَرَّرَ. ووَقَعَ فِيهِ: (أَنْــعُمٌ، ونِــعَمٌ) . وَقد تَقَدَّم ذِكْرُهُما، (ونِــعِمَــاتٌ، بِكَسْرَتَيْن، وتُفْتَحُ العَيْنُ) الإتباعُ لأَهْلِ الحِجَازِ، وحَكاه اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وقَرَأَ بَعضُهم: {أَنَّ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بنِــعمَــاتِ الله} ، بفَتْحِ العَيْن
وكَسْرِها، قَالَ: ويَجُوزُ تَسْكِينُ العَيْنِ، وَهَذِه قد أَغْفَلَهَا المُصَنِّفُ. فَأَمَّا الكَسْرُ فَعَلَى من جَمَع كِسْرَةً: كِسِراتٍ، وَمن قَرَأَ بِنِــعَمَــات فَإِنَّ الفَتْحَ أَخفُّ الحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكْثَرُ فِي الكَلاَمِ. وأَنَــعْمَــهَا الله تَعالَى عَلَيْه، وأَنْــعَمَ بِهَا إنْعَامًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنــعم الله عَلَيْهِ وأنــعمــت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك} قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى إنْعَامِ اللهِ تَعالَى عَلَيْهِ هِدَايَتُه إِلَى الإِسْلاَم، ومَعْنَى إِنْعَامِ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم [عَلَيْهِ] إِعْتَاقُه من إيَّاه من الرِّقِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِنْعَامُ: إِيْصالُ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْرِ، وَلَا يُقالُ ذَلِكَ إلاّ إِذَا كانَ المُوصَلُ إِلَيْهِ من [جنس] النَّاطِقِينَ.
(ونَعِيمُ اللهِ تَعالَى: عَطِيَّتُه) الكَثِيرَةُ الوَافِرَة. وقَولُه تَعالَى: {ولَتُسْئَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ} أَي: عَنْ كلّ مَا استَمْتَعْتُم بِهِ فِي الدُّنيَا.
(و) فِي الصِّحاحِ: (نَــعِمَ الله تَعالَى بِكَ، كَسَمِعَ، ونَــعِمَــكَ) عَيْنًا نُــعْمَــةً مثل: غَلِمَ غُلْمَةً، ونَزِه نُزْهَةً.
(و) كَذَلِك (أَنْــعَم) الله (بِكَ عَيْنًا) أَيْ: (أَقَرَّ) الله (بِكَ عَيْنَ مَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي المُحْكَم، (أَوْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشَدَ ثَعْلَب:
(أَنــعَمَ الله بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحَامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا)

الرَّسُولُ هُنَا الرِّسَالَةُ، وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: " لَا تَقُل: نَــعِمَ الله بِكَ عَيْنًا؛ فإنَّ الله لَا يَنْــعَمُ بِأَحدٍ عَيْنًا، ولَكِن قُلْ: أَنْــعَمَ الله بِكَ عَيْنًا " قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ((الَّذِي مَنَعَ مِنْهُ مَطَرِّفٌ صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلاَمِهم، وعَينًا نَصْبٌ على التَّمْيِيزِ من الكَافِ، والبَاءُ للتَّعْدِيَةِ، والمَعْنَى نَــعَّمَــك الله عَيْنًا أَيْ: نَــعَّمَ عَينَك وأَقَرَّهَا، وقَدْ يَحْذِفُون الجَارَّ ويُوصِلُونَ الفِعْلَ فَيَقُولُون: نَــعِمَــكَ الله عَيْنًا، وأَمَّا أَنْــعَمَ الله بِكَ عَيْنًا، فَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ لأَنَّ الهَمْزَةَ كافِيةٌ فِي التَّعْدِيَة، ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اَنْــعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيمِ، فيُعَدَّى بالبَاءِ، قَالَ: ولَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أنّ انْتِصَابَ المُمَيِّزَ فِي هَذَا الكَلاَم عَن الفَاعِلِ فاسْتَعْظَمه، تَعالَى الله أَنْ يُوصَفَ بِالحَوَاسّ عُلُوًّا كَبيرًا، كَمَا يَقُولُون: نَــعِمْــتُ بِهَذَا الأَمْرَ عَيْنًا، والباءُ للتَّعْديَة، فَحسِبَ أَنَّ الأَمرَ فِي نَــعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِك)) .
العَرَبُ تَقُولُ: (نَــعْم عَيْنٍ ونَــعْمَــة) عَيْنٍ (وَنَعَام) عَيْنٍ، وهَذِه عَن الحِرْمَازِي، كَمَا فِي النَّوَادِرِ. (ونَعِيم) عَيْنٍ، (بفَتْحِهِنَّ. ونُــعْمَــى) عَيْنٍ، (ونُعَامَى) عَيْنٍ، (نُعَامَ) عَيْنٍ، و (نُــعْمَ) عَيْنٍ، (ونُــعْمَــة) عَيْنٍ (بَضَمِّهِنَّ. ونِــعْمَــةُ) عَيْنٍ، (ونِعَامَ) عَيْنٍ، (بِكَسْرِهِما) . قَالَ سيبَوَيْهِ: (ويُنْصَبُ الكُلُّ بإضْمَارِ الفِعْلِ) المَتْرُوكِ إظْهَارُه (اَيْ: أَفْعَلُ ذَلِك إِنْعَامًا لِعَيْنِكَ وإِكْرَامًا) لَكَ، وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الصِّحاحِ: كَرامةً لَكَ وإِكْرَامًا لِعَيْنِك وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا سَمِعْتَ قَولاً حَسَنًا فَرُوَيْدًا بِصَاحِبِه، فَإِنْ وَافَقَ قَولٌ عَمَــلاً فَنَــعْمَ ونُــعْمَــةَ عَيْنٍ، آخِهِ وأَوْدِدْه "، أَيْ: قُلْ لَهُ: نَــعْمَ ونُــعْمَــةَ عَيْنٍ: [أَي: قُرَّة عَيْنٍ] ، أَي: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطَاعَتِكَ واتِّباعِ أَمْرِكَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وكُوم تَنْــعَمُ الأضْيافُ عَيْنًا ... وتُصْبِحُ فِي مَبَارِكِها ثِقالاَ)

أَي: تَنْــعَمُ الأضْيَافُ عَيْنًا بِهِنَّ، لأَنهم يَشْرَبُونَ من أَلْبَانِهَا. وقِيلَ: إنّ هَذِه الكُومَ تُسَرُّ بِالأَضْيَافِ كُسُرورِ الأَضْيَافِ بِهَا. وقِيلَ: إِنَّمَا تَأْنَسُ بِهِم لكَثْرةِ أَلْبانِها فَهِيَ لِذَلِك لَا تَخَافُ أَن تُعْقَرَ.
وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: يَا نُــعْمَ عَيْنِي، أَي: يَا قُرَّةَ عَيْنِي، وأَنْشَدَ عَن الكِسائيّ:
(صَبَّحَكَ الله بِخَيْرٍ بَاكِر ... )

(بنُــعْمِ عَيْنٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ ... )
(ونَــعِمَ العُودُ، كَفَرِحَ: اخْضَرَّ ونَضَرَ) ، وأَنشَدَ سِيبَوَيْهِ: (واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْــعِمُ العُودُ حتَّى يَنْــعِمَ الوَرَقُ)

(والنَّعَامَةُ: طَائِرٌ) مَعْرُوفٌ، أُنْثَى (ويُذَكَّرُ) ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وجَائزٌ أَنْ يُقالَ للذَّكَرِ: نَعامَةٌ بِالهَاءِ، (واسمُ الجِنْس: نَعَامٌ) ، كَحَمَامٍ وحَمَامَةِ، وجَرَادٍ وجَرَادَةٍ، (و) قَدْ (يَقَعُ) النَّعَام (على الوَاحِدِ) . قَالَ أَبُو كَثْوَةَ:
(ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأَةً ... لَمَّا رَأَى أَسَدًا بِالغَابِ قَدْ وَثَبَا)

والعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ من نَعَامَةٍ، وقَد تَقَدَّم فِي: " ظ ل م "، وأَمْوَقُ مِنْ نَعَامَةٍ، وأَشْرَدُ من نَعَامَةٍ، وأَجْبَنُ من نَعَامَةٍ، وأَعْدَى مِنْ نَعَامَةٍ.
النَّعَامَةُ: (المَفَازَةُ، كالنَّعَامِ) ، هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، والّذي فِي الصِّحاحِ: النَّعامُ، والنَّعَامَةُ: عَلَمٌ من أَعْلاَمِ المَفَاوِز يُهْتَدَى بِهِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ المَفَازَةِ:
(بِهِنَّ نَعَامٌ بَنَاهَا الرِّجا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّرِيحَا)

وَرَوَى غَيرُ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه:
(تَحْسَبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحَا ... )
وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(لَا شَيْءَ فِي رَيْدِهَا إِلاَّ نَعَامَتُها ... مِنْهَا هَزِيمٌ ومِنها قَائِمٌ بَاقِي)

ولَعَلَّ المُصَنِّف اغْتَرَّ بِقَولِ الجَوْهَرِيّ عَلَمٌ منْ أَعْلاَمِ المَفَاوِز فظَنَّ أنَّه يُرِيد عَلَمٌ عَلَيها، فَتَأَمَّل. النَّعَامَةُ: (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على الزُّرْنُوقَيْنِ) تُعَلَّقُ مِنْهُمَا القَامَةُ، وَهِي البَكَرَةُ فإنْ كانَتِ الزَّرَانِيقُ من خَشَبٍ فَهِي: دِــعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيدِ الكِلابِيُّ: إِذَا كَانَتَا من خَشَبٍ فَهُمَا النَّعَامَتَانِ، قَالَ: والمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلَةُ والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بِهَا.
(و) نَعَامَةُ: (سَبْعَةُ اَفْرَاسٍ) مَنْسُوبَةٌ، مِنْها (لِلْحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ) اليَشْكُرِيّ، وفيهَا يَقُولُ:
(قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعامَةِ عِنْدِي ... لَقِحَتْ حَربُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)

وابنُها فرسُ خُزَرِ بنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه:
(وابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )

(و) فَرَسُ (مِرْدَاسِ بنِ مُعاذٍ الجُشَمِيِّ، وَهِي ابنَةُ صَمْعَر) .
(و) فَرَسُ (عُيَيْنَةَ بنِ أَوْسٍ المَالِكِيِّ) ، من بَنِي مَالِك.
(و) فَرَسُ (مُسافِعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى) .
(و) فَرَسُ (المُنْفَجِرِ الغُبَرِيِّ) . وَفِي نُسْخَةٍ: الغَنَزِيِّ.
(و) فَرَسُ (قَرَّاضٍ الأَزْدِيِّ) . وعَلى الأخِيرَةِ اقْتَصَر ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الخَيْلِ، وأَنشَدَ لَهُ يَقُولُ فِيهِ:
(عَرَضْتُ لَهُمْ صَدْرَ النَّعَامَةِ أَذْرُعًا ... فَلَمْ أَرجُ ذِكْرَى كُلِّ نَفْسٍ أَشُوفُها)

وَفِي الصِّحاحِ: والنَّعَامَة: فَرسٌ فِي قَولَ لَبِيد:
(تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعَامَةُ والخَبَالُ)

النَّعَامَةُ: (الرَّحْلُ اَوْ مَا تَحْتَه) . هَكَذا فِي النُّسخ، والصَّواب: الرِّجْلُ أَو مَا تَحْتَها كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح: مَا تَحْتَ القَدَمِ، وَفِي الهَامِش: يُقَال: الصَّوابُ: ابنُ النَّعَامة: مَا تَحْت القَدَم، (وكُلُّ بِناءٍ) عَالٍ (على الجَبَلِ، كَالظُّلَّةِ) والعَلَمِ نَعَامَةٌ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ مَا نُصِبَ من خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرّبِيئَةُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ.
(و) النَّعَامَةُ (مِنَ الفَرَسِ: دِماغُه أَو فَمُه) .
(و) النَّعامَةُ: (الطَّرِيقُ) ، وقِيلَ: المَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ.
(و) النَّعَامَةُ: (النَّفْسُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَرَحُ والسُّرُورُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الإِكْرَامُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَيْجُ المُسْتَعْجِلُ) . كلُّ ذَلِكَ نَقلَه الأَزْهَرِيّ.
(و) النَّعَامَةُ: (صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الرَّكِيَّةِ) .
(و) النَّعامَةُ: (عَظْمُ السَّاقِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: ابنُ النَّعَامَةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وَبِه فُسِّر قَولُ خَزَزِ بنِ لَوْذَانَ:
(وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )
(و) النَّعَامَةُ: (الظُّلمَةُ) .
(و) االنَّعَامَةُ: (الجَهْلُ) . يُقالُ: سكَنَتْ نَعَامَتُه، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(ولَوْ أَنِّي حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعَامَتُهُ وأَبْغَضَ مَا أَقُولُ)

(و) النَّعَامَةُ: (العَلَمُ المَرْفُوعُ) فِي المَفَاوِزِ لِيُهْتَدَى بِهِ، وَقد تَقَدَّم.
(و) النَّعَامَةُ: (السَّاقِي) الَّذِي يَكُونُ (على البِئْرِ) ، الصَّوَابُ فِيهِ: ابنُ النَّعَامَةِ.
(و) النَّعَامَةُ: (الجِلْدَةُ) الّتي (تُغَشِّي الدَّمَاغَ) وتُغَطِّيه.
(و) نَعامَةُ: (ع بِنَجْد) : قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ إِذَا مَا لَقِيتَه ... نَعَامةُ أَدْنَى دَارِهَا فَظَلِيمُ) (بِأَنَّا ذَوُو وَجْدٍ وأَنَّ قَتِيلَهُمْ ... بَنِي خَالِدٍ لَو تَعْلَمِين كَرِيمُ)

(و) النَّعَامَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ، وَمِنْه) قَولُهم: (شَالَتْ نَعَامَتُهُم) إِذَا تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهُمْ، وذَهَبَ عِزَّهُم، ودَرَسَتْ طَرِيقَتُهم وَوَلَّوْا، وقِيلَ: تَحَوَّلُوا عَن دَارِهِمْ، وَقيل: قَلَّ خَيْرُهُمْ وَوَلَّتْ أمُورُهم، (و) قد (ذُكِرَ فِي " ش ول ") . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ:
(أَنَّ الفَرَزْدَقَ قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وعَضَّهُ حَيَّةٌ من قَوْمِهِ ذَكَرُ)

(و) النَّعَامَةُ: (لَقَبُ كُلِّ مَنْ مَلَكَ الحِيرَةَ) ، والّذي فِي الصِّحاحِ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ اَنَّ العَرَبَ كانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَة النُّــعْمــانَ، لأَنَّه كَانَ آخِرَهم. انْتَهَى. ولَعَلَّ مَا ذَكَره المُصَنِّف غَلطٌ وتَحْرِيفٌ.
(و) أَيْضا (لَقَبُ بَيْهَسٍ) الفَزَارِيّ أَحَدِ الإِخْوَةِ السَّبْعَةِ الّذِين قُتِلُوا، وتُرِكَ هُوَ لُحمْقِه، وَهُوَ القَائِل:
(الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمُها وإِمَّا بُوسُها)

وَمِنْه: أَحمَقُ من بَيْهَسٍ.
(وأَبُو نَعَامَةَ: لَقَبُ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُكنَى أَبَا مُحَمَّد أَيْضا، وَمِنْه قَولُ الحَرِيرِيِّ: تَقْلِيدُ الخَوَارِج أَبَا نَعَامَةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَبُو نَعَامَةَ كُنْيَتُهُ فِي الحَرْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ فِي السِّلْم.
(وَفِي المَثَلِ: أَنْتَ كَصَاحِبِة النَّعَامَةِ، يُضْرَبُ فِي المَزْرِيَةِ على مَنْ يَثِقُ بِغَيْر الثِّقَةِ) ، ومِنْ قِصَّتِهَا (لأَنَّها وَجَدَتْ نَعَامَةً قد غُصَّتْ بصُعْرُورٍ، أَيْ: بصَمْغَةٍ، فَأَخَذَتْها فَرَبَطَتْها بِخمَارِهَا إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دَنَتْ من الحَيِّ فَهَتَفَتْ: مَنْ كَانَ يَحُفُّنَا ويَرُفُّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها، لتَحْمِلَ على النَّعَامَة، فانْتَهَتْ إِلَيْهَا وَقد اَسَاغَتْ غُصَّتَها وأُفْلِتَتْ، وبَقِيَت المَرْأَةُ، لَا صَيْدَهَا اَحْرَزَتْ وَلَا نَصِيبَهَا من الحَيِّ حَفِظَتْ) . كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(والنَّــعَمُ) ، مُحَرّكَةً، (وقَدْ تُسَكَّنُ عَيْنُه) لُغَةٌ فِيهِ، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ:
(وأَشْطَانُ النَّعَامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّــعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ)

وَلَا عِبْرَة بقَوْل شَيخِنا: هُوَ غَيْر مَعْرُوفٍ وَلَا مَسْمُوعٍ: (الإِبِلُ) والبَقَرُ (والشَّاءُ) زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والمَعِزُ والضَّأْنُ، وهَذَا القَولُ صَحَّحَه القُرْطُبِيّ، ونَقَلَ الوَاحِدِيّ إِجْمَاعَ اَهْلِ اللُّغَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فجزاء مثل مَا قتل من النــعم يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم} أَي: ينظر إِلَى الّذي قُتِلَ مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُه دَرَاهِمَ، فَيُتَصَدَّقُ بهَا. قَالَ الأزْهَرِيّ: دَخَلَ فِي النَّــعَمِ هَهَنَا الإِبلُ والبَقَرُ والغَنَمُ (أَوْ خَاصٌّ بِالإِبِلِ) ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، وَقيل: إنَّما خُصَّتِ النَّــعْمُ بِالإِبِلِ لِكَوْنِها عِنْدَهم أَعْظَمَ نِــعْمَــة، وَفِي تَحْرِيرِ الإِمَام النَّوَوِيّ: النَّــعَمُ: اسْمُ جِنْس (ج: أَنْعامٌ) ، وَفِي الصِّحاح: النَّــعَمُ: واحدُ الأْنَعام، وَهِي المَالُ الرَّاعِيَة، وأَكْثَر مَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ على الإِبِل. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّث، يَقُولُون: هَذَا نَــعَمٌ وَارِدٌ، ويُجْمَع على: نُــعْمَــانٍ مثل: حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ. والأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. قالَ الله تَعالَى فِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونه} وَفِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونها} اه. وقِيلَ: النَّــعَمُ مُؤَنَّثٌ؛ لأَنَّه مِنْ أَسْمَاءِ جُمُوعِ مَا لَا يَعْقِلُ، وقِيلَ: النَّــعَمُ والأَنْعَامُ فِيهِما الوَجْهَانِ. قَالَ شَيْخُنَا: ومَنْ جَوَّزَ الوَجْهَيْنِ جَعَل التَّفْرِقَةَ فِي الاسْتِــعْمــالِ والجَمْعِ لتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ. وانْتَهَى. وَقيل: إِنَّ العَرَبَ إِذا أَفردَتِ النَّــعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلاَّ الإِبلَ فَإِذا قَالُوا: الأَنْعام أرادُوا بهَا الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ، نُقِلَ ذَلِكَ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ الرَّاغِبُ: لَكِن لَا يُقالُ لَهَا أَنْعَامٌ حَتَّى تَكُونَ فِيها الإِبل. وَكَانَ الكِسَائِيّ يَقُولُ: فِي قَولِه تَعالَى: {مِمَّا فِي بطونه} أنَّه أَرَادَ: فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنا.
ومثلُه قَولُه:
(مِثْل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ ... )

أَيْ: حَوَاصِل مَا ذَكَرْنا.
وَقَالَ آخَر فِي تَذْكِير النَّــعَمِ:
(فِي كلّ عَامٍ نَــعَمٌ يَحْوُوُنَهُ ... )

(يُلْقِحُهُ قَومٌ ويَنْتِجُونَهُ ... )

قالَ شَيْخُنَا: وقالَ جَمَاعَةٌ: إنَّ الأَنْعَامَ اسمُ جَمْع، فَيُذَكَّرُ ضَمِيرُه ويُفرَد نَظَرًا لِلَفْظِه، ويُؤَنَّث ويُجْمَع نَظَرًا لمَعْنَاه.
(جج:) أَيْ: جَمْعُ الجَمْع: (أَنَاعِيمُ) . قَالَ الجوْهَرِيّ: ويُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ فَقَط؛ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ إِمَّا أَنْ يُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ أَوْ الضُّرُوبُ المُخْتَلِفَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(دَانَى لَهُ القَيدُ فِي دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ وانْحَسَرتْ عَنْه الأَنَاعِيمُ)

(والنُّعَامَى، بِالضَّمِّ) والقَصْر على فُعَالَى: من أَسْمَاءِ (رِيح الجُنُوبِ) ، لأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَبِه جَزَم المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلاَفَ النُّعَامَى من الشَّأْمِ رِيحَا) (أَو) هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ (بَيْنَه وبَيْنَ الصَّبَا) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ عَن أَبِي صَفْوَان.
(والنَّعَائِمُ) : مَنزِلَةٌ (مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ) ، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَنْجُمْ كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوَجٌّ، أربعَةٌ صَادِرَةٌ وأربعَةٌ وَارِدَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي المُحْكَمِ: أربعَةٌ فِي المَجَرَّةِ وتُسَمَّى الوّارِدَةَ، وأربعَةٌ خَارِجَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِي أرْبَعَةُ كَوَاكِبَ مُرَبَّعَةٍ فِي طَرَفِ المَجَرَّةِ، وَهِي شَآميّةٌ.
(وأَنْــعَمَ أَنْ يُحْسِنَ) أَوْ يُسِيءَ أَيْ: (زَادَ، و) أَنْــعَمَ (فِي الأَمْرِ: بَالَغَ) قَالَ:
(سَمِين الضَّواحِي لم تُؤرّقْه لَيْلَةً ... وأًنــعَمَ أَبْكارُ الهُمُومِ وعُونُها)

الضَّواحِي: مَا بَدَا من جَسَدِه، وأَنْــعَمَ أَيْ: وَزَادَ على هَذِه الصِّفَةِ: وأَبْكَارُ الهُمُومِ: مَا فَجَأَكَ، وعُونُها: مَا كَان هَمًّا بَعْدَ هَمٍّ.
وفَعَلَ كَذَا وكَذَا، وأَنْــعَمَ أَيْ: زَادَ، وَفِي حَدِيثِ صَلاَةِ الظُّهْرِ: " فَأَبْرَدَ بِالظُّهْر وأَنْــعَم " أَي: أَطَالَ الإِبْرَادَ وأَخَّرَ الصَّلاَةَ، وَمِنْه قَولُهم: أَنْــعَم النَّظَر فِي الشَّيْءِ، إِذَا أَطَالَ الفِكْرَةَ فِيهِ، قَالَ شَيخُنا: وقِيل: هُوَ مَقْلُوبُ أَمْعَنَ.
وقَولُ الشِّاعِرِ:
(فوَرَدَتْ والشَّمسُ لَمَّا تُنْــعِمِ ... )

أَيْ: لَمَّا تُبَالِغْ فِي الطُّلُوعِ.
(ونِــعْمَ وبِئْسَ) : فِعْلان مَاضِيَان لَا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفَ سَائِرِ الأَفْعَالِ؛ لأَنَّهُما استُــعْمِــلا للحَالِ بِمَعْنَى المَاضَي، فَنِــعْمَ مَدْحٌ، وبِئْسَ ذَمٌّ، و (فِيهِما) أَرْبَعُ (لُغَات) ، الأُولَى: نَــعِمَ، (كعَلِمَ) ، وَمِنْه قَولُ طَرَفَةَ:
(مَا أَقَلَّتْ قَدَمَايَ إِنَّهُمُ ... نَــعِمَ السَّاعُونَ فِي الأَمْرِ المُبِرّ)

هَكَذَا أَنْشَدُوه: كعَلِمَ، جَاؤُا بِهِ عَلَى الأَصْل، وَلم يَكْثُر اسْتِــعْمَــالُه عَلَيْهِ.
(و) الثَّانِيّةُ، (بِكَسْرَتَيْنِ) بإتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ.
(و) الثَّالِثَةُ، (بِالكَسْرِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْحِ الكَسْرَةِ الثَّانِيَة.
(و) الرَّابِعَةُ، (بِالفَتْحِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْح الكَسْرَةِ من الثَّانِي وتَرْك الأَوَّل مَفْتُوحًا، ذَكَر الجَوْهَرِيّ هَذِه اللُّغات الأَربعةَ. وَفِي الأَخِيرَة حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: نَــعْمَ الرَّجلُ فِي نِــعْم، كَانَ أَصلُه: نَــعِم، ثُمَّ خُفِّف بِإسْكَانِ الكَسْرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَشْهَرُ اللُّغَاتِ كَسْرُ النُّونِ مَعَ سُكُون العَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وكَسْرُ العَيْنِ، ثُمَّ كَسْرُهُما. اه.
وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلاَّ عَلَى مَا فِيه الأَلِفُ واللاَّم مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِك: نِــعْمَ الرَّجُل زَيْد، فهَذَا هُوَ المُظْهَرُ، ونِــعْمَ رَجُلاً زَيدٌ، فَهَذَا هُوَ المُضْمَرُ، وَقَالَ الأزْهَرِيّ: إِذَا كَان مَعَ نِــعْم وبِئْس اسْمُ جِنْسٍ بِغيْر ألِف ولامٍ
فَهُوَ نَصْبٌ أَبدًا، وَإِن كانَتء فِيهِ الألِفُ واللاَّمُ فَهُوَ رَفْعٌ اَبدًا، وذَلِك قَوْلُك: نِــعْم رَجُلاً زَيدٌ، ونِــعْم الرَّجُل زَيْدٌ، ونَصَبْتَ رَجُلاً على التَّمِيِيزِ، ولاَ يَــعْمَــلاَنِ فِي اسْمِ عَلَمٍ، وإنَّمَا يَــعْمَــلاَنِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، اَوْ اسْمٍ فِيهِ أَلِفٌ ولاَمٌ تَدُلُّ على جِنْس. وَفِي الصّحاح: وتَقُولُ: نِــعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، ونِــعْمَ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: نِــعْمَــتِ المَرْأَةُ من وَجْهَين: أَحدُهما أَن يَكونَ مُبْتَدأً قُدِّم عَلَيْهِ خَبَرُه، والثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وإِذَا قُلْتَ: نِــعْمَ رَجُلاً فقد أَضْمَرْتَ فِي نِــعْمَ " الرَّجُلُ " بِالأَلِفِ واللاَّمِ مَرْفُوعًا، وفَسَّرتَه بِقَوْلِك: رَجُلاً؛ لأَنَّ فَاعِلَ نِــعْمَ وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلاَّ مَعْرِفَةً بِالأَلِفِ واللاَّم، أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيه الألِفُ واللاَّم، ويُرادُ بِهِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ لَا تَعْرِيفُ العَهْدِ، أَو نَكِرة مَنْصُوبَةً.
(ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ) ذَاك (فَبِهَا ونِــعْمَــتْ، بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ وَقْفًا وَوَصْلاً) ؛ لأَنَّها تَاءُ تَأَنِيثٍ (أَيْ:) و (نِــعْمَــتِ الخَصْلَةُ) أَو الفَعْلَة، والتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الوَقْفِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(أَو حُرَّةٌ عَيْطَلٌ ثَيْجَاءُ مُجْفَرَةٌ ... دَعَائِمَ الزَّوْرِ نِــعْمَــتْ زَوْرقُ البَلَدِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا ونِــعْمَــتْ، ومَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: وَنِــعْمَــتْ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ هِيَ، فحَذَفَ المَخْصُوصَ بِالمَدْحِ والبَاءُ فِي ((فَبَهَا)) مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر، أَي: فَبِهَذِه الخَصْلةِ أَو الفَعْلَةِ، يَعْنِي الوُضُوءَ، يُنالُ الفَضْلُ وقِيل: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة، أَي: فبِالسُّنَّةِ أَخَذَ، فأَضْمَرَ ذَلِك، (وتَدْخُلُ عَلَيْه مَا، فَيَكْتَفِى بِهَا) مَعَ نِــعْم (عَن صِلَتِه تَقوُلُ: دَقَقْتُه دَقًّا نِــعِمّــا) ، بِكَسْر النُّونِ والعَيْن، ومِثلُه فِي النُّعُوتِ: خِبِقٌّ ودِفِقٌّ، (وَقد تُفْتَحُ العَيْنُ) أَي: مَع كَسْرِ النُّون هَكَذَا قَيَّده أَبُو بَكْرِ بنُ إِبراهيمَ، ونَقلَه الأزهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَم، قَالَ: ومِثلُه فِي النُّعُوتِ فَرسٌ هِضَبٌّ أَيْ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وزَجْع هِضَمٌّ، وبَعِيرُ خِدَبٌّ للعَظِيمِ، وهِزَبٌّ وهِجَفٌّ للظَّلِيم (أَيْ: نِــعْمَ مَا دَقَقْتُه) . قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَةُ [ونَافعُ] وعَاصِمٌ وأَبُو عَمْــرٍ و {فَنــعمــا هِيَ} ، بِكَسْرِ النُّونِ وجَزْمِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المِيمِ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ،يَعِظُكم بِهِ)) .
(وتَنَــعَّمَــهُ بالمَكَانِ: طَلَبَه) .
(و) تَنَــعَّمَ (الرَّجُل: مَشَى حَافِيًا) ، قيل: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ، ولَيِسَ بِقَوِيٍّ.
(و) تَنَــعَّمَ (الدَّابَّةَ) ، إِذا (أَلَحَّ عَلَيْها سَوْقًا) .
(و) يُقَالُ: (نَــعَمَــهُمْ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّخْفِيفِ، والصَّوَابُ: بِالتَّشْدِيدِ، (و) كَذَلِك: (أَنْــعَمَــهُم) ، إِذَا (أتَاهُم) مُتَنَــعّمًــا على قَدَمَيْه (حَافِيًا) على غَيْر دَابَّةٍ، ويُقالُ: اَنْــعَمَ الرَّجلُ إذَا شَيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوات.
(والنُّــعْمَــانُ، بِالضَّمِّ: الدَّمُ، وأُضِيفَتِ الشّقائِقُ إِليْه) ، وَهُوَ نباتٌ أَحمَرُ يُقالُ لَه: الشَّقِرُ (لُحمْرَتِه) ، وَبِه جَزَم عَبْدُ الله بنُ جُلَيْدٍ أَبُو الــعَمَــيْثَل فِي نُقُولِه كَمَا نَقَلَه ابنُ خِلِّكَان. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ المُبَرّدِ، (أَوْ هُوَ إِضَافةٌ إِلَى) النُّــعْمَــانِ (بنِ المُنْذِر) مَلِك العَرَب؛ (لأَنَّه حَمَاهُ) ، وعَلى هَذَا القَوْل اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ونَقَلَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَنَّ العَرَبَ كَانَتُ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَةِ النُّــعْمَــانَ؛ لأَنَّه كَانَ آخِرَهُمْ.
(ومَعَرَّةُ النُّــعْمَــانِ: د) قَدِيمٌ من الشَّامِ، وأَهلُه تَنُوخُ، يُقالُ: (اجْتَازَ بِهِ النُّــعْمَــانُ ابنُ بَشِيرٍ) رَضِيَ الله عَنهُ (فَدَفَنَ بِهِ وَلَدًا فأُضِيفَ إِلَيْهِ) ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاء، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ المَعَرِّي.
(والنُّــعْمَــانُونَ ثَلاَثُونَ صَحَابِيًّا) وهم: النُّــعْمَــانُ بنُ أَسْمَاءَ وابنُ بادِيةَ، وابنُ بَشِيرٍ، وابنُ تِنْبَالَةَ، وابنُ ثَابِتٍ، وابنُ الحرّ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أَبِي جعالٍ، وابنُ حارثةَ، وَابْن أبي حزفةَ، وابنُ خَلَفٍ، وابنُ زَيْدٍ والنُّــعْمَــانُ السَّبَئِيُّ، وابنُ سِنَانٍ، وابنُ سَيَّارٍ، وابنُ شَرِيكٍ، وابنُ عَبْدِ عَمْــرٍ و، وابنُ العَجْلاَنِ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ عصرٍ، وابنُ عَمــرٍ و، وابنُ أَبي فاطمةَ، وابنُ قَوْقَلٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَة، وابنُ مَالِكِ بنِ عامِرِ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ مورقٍ، وَابْن يَزِيدَ، والنُّــعْمَــان: قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ، رَضِي الله عَنْهُم.
(وبَنُو نَعَامٍ، كَسَحَابٍ: بَطْنٌ) مِنْ اَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ فِي طَرِيقِ المَدِينَةِ يَعْبُرون بِسوق العَبِيدِ، مِنْهُم سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ الشَّاعِرُ.
(والأُنَيْــعِمُ) ، مُصَغَّرًا: (ع) .
(والأَنَــعَمَــانِ: وَادِيَانِ) باليَمَامَةِ عِنْد مَنْعِجٍ وحُزَاز. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الأَنْــعَمَــان: اسمُ مَوْضِع، وأَنشدَ للرَّاعِي:
(صَبَا صَبْوَةً بَلْ لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ ... وزَالَت لَهُ بِالأَنْــعَمَــيْن حُدوجُ)

(أَوْهُمَا: الأَنْــعَمُ وعَاقِلٌ) ، وَقَالَ نَصْرٌ: الأَنْــعَمُ: جَبَلٌ بِاليَمَامة، وهُنَاك آخَرُ قَرِيبٌ مِنْهُ يُقَال لَهُمَا: الأَنْــعَمَــان.
(والنَّعَائِمُ: ع بِنَوَاحِي المَدِينَةِ) على سَاكِنِها أَفْضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، قَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللِّهْبَيّ:
(ألم يَأْتِ سَلْمَى نَأْيُنا ومُقَامُنَا ... بِبَابِ دُقاقٍ فِي ظِلاَلِ سُلاَلِم)

(سِنينَ ثَلاثًا بِالعَقِيقِ نَعُدُّها ... وَنبت جريد دُونَ فَيْفَا نَعَائِمِ)

(ونَــعْمَــايَا) - بِفَتْح فسُكُون، وبَعْدَ الأَلِف الأُولى يَاء -: (جَبَلٌ) ، قَالَ:
(وأَغانِيجٌ بِهَا لَوْ غُونِجَتْ ... عُصْمُ نَــعْمَــايَا إِذَا حطَّتْ تُشَدّ)

(والأَنْــعَمُ) ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه بِفَتْح العَيْن، والصَّواب: كأَفْلُس كَمَا ضَبَطَه نَصْرٌ: (ع بالعَالِيَةِ) من المَدِينَةِ، وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينَةِ عَلَيْهِ بَعضُ بُيُوتِها.
(ونُــعْمٌ، بِالضَّمِّ: ع برَحَبَةِ مَالِك) ابنِ طَوْقٍ. (وبُرْقَةُ نُــعْمِــيٍّ، كَتُركِيٍّ: مِنْ بُرَقِهِمْ) ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
(أُسائِلُ مِنْ سُعْدَاكَ مَغْنَى المَعَاهِدِ ... ببُرْقَةِ نُــعْمِــيًّ فذاتِ الأَساوِدِ)

(والتَّنْعِيمُ: ع عَلَى ثَلاَثَةِ اَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ مِنْ مَكَّةَ) المُشَرَّفَةِ، وَهُوَ (أَقْرَبُ أَطْرَافِ الحَلِّ إِلَى البَيْتِ) الشَّرِيف، (سُمِّيَ) بِهِ (لأنَّ على يَمِينِه جَبَلَ نُعَيْمٍ) ، كَزُبَيْرٍ، (وعَلَى يَسَارِه جَبَلَ نَاعِمٍ، والوادِي اسْمُه: نَــعْمَــانُ) ، بِالفَتْح.
(والنُّــعْمَــانِيَّةُ) ظاهِرُ سِيَاقِه بالفَتْح، وضَبَطَه يَاقوتٌ بِالضَّمِّ: (ة بِمِصْرَ) ، كَذَا فِي كِتَابِ ابنِ طَاهِرٍ.
(و) أَيْضا: (د بَيْنَ وَاسِطَ وبَغْدَادَ) فِي نِصْفِ الطَّرِيقِ على ضِفَّةِ دِجْلَةَ مَعْدُودَةٌ فِي أَــعْمَــالِ الزَّاب الأَعْلَى، وَهِي قَصَبةٌ، وأَهلُها شِيعَةٌ غَالِيَةٌ، وَمِنْهَا: ظَهِيرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ الخَطِيرِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الفَارِسِيُّ النُّــعْمَــانِيُّ، كانَ يَقُولُ: أَنَا نُــعْمَــانِيّ مِنْ وَلَد النُّــعْمَــانِ بنِ المُنْذِرِ، ووُلِدْتُ بالنُّــعْمَــانِيَّةِ، وأَنتَصِرُ لمَذْهَبِ النُّــعْمَــانِ فِيمَا يُوَافِقُ اجْتِهَادِي، وَكَانَ يَحْفَظُ الجَمْهَرَةَ لابنِ دُرَيْدٍ، ويَسْرُدُها كالفَاتِحَةِ. قَالَ ابنُ طَاهِر: (وَفِي كُلٍّ مِنْهما مَعْدِنُ) أَي مَقْلَعُ (الطِّينِ) الَّذِي (يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ) ، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِالطِّفْلِ.
(و) أَيضًا: (ة بسِنْجَارَ) .
(ونَــعْمَــانُ، كَسَحْبَانَ: وَادٍ وَرَاءَ عَرَفَةَ) بَيْنَ مكَّةَ والطَّائِفِ يَصُبُّ فِي وَدَّان، وَقيل: لهُذَيْلٍ على لَيْلَتَيْنِ من عَرَفَات (وَهُوَ نَــعْمَــانُ الأَرَاكِ) ؛ لأَنَّه يُنْبِتُه وَقَالَ الأصْمَعِيّ: يَسْكُنُه بَنُو عَمْــرِو بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلٍ، وبَيْن اَدْناه ومَكَّةَ نِصفُ لَيْلةٍ، بِهِ جَبَلٌ يُقالُ لَهُ: المَدْرَى، وَمن جِبِالِه الأَصْدَارُ، وَمِنْه يَجِيءُ العَسَلُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ بَعضُ الأَعراب:
(نُسائِلُكُمْ: هَلْ سَالَ نَــعْمَــانُ بَعْدَكُمْ ... وحُبَّ إلينَا بَطْنُ نَــعْمَــانَ وَادِيَا)

وَقَالَ أَبُو الــعَمَــيْثَلِ فِي نَــعْمَــانِ الأَرَاكِ:
(أَمَا والرَّاقِصَاتِ بِذَاتِ عِرْقٍ ... ومَنْ صَلَّى بنَــعْمَــانِ الأَرَاكِ)

(و) نَــعْمَــانُ أَيضًا: (وَادٍ قُرْبَ الكُوفَةِ) من ناحِيَةِ البَادِيَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِأَرْضِ الشَّامِ قُرْبَ الفُرَاتِ) بِالقُرْبِ من الرَّحَبَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِالتَّنْعِيمِ) ، جَاءَ ذِكرُه فِي كِتَابِ سيف. وَفِي كِتابِ الأُتْرجَّة: نُــعْمَــان: بلَدٌ فِي الحِجازِ.
(ومَوْضِعَانِ آخَرَانِ) أَحدُهما: حِصْنٌ من حُصُونِ زَبِيدَ، والثَّانِي: حِصْنٌ فِي جَبَلِ وَصَابِ فِي اليَمَنِ أَيضًا، [من أَــعْمَــال زَبِيد] .
(ونَاعِمٌ، كَصَاحِبٍ، ومُحَدِّثٍ، وحُبْلَى، وعُثْمَانَ، وزُبَيْرٍ، وأَنْــعُم، بِضَمِّ العَيْن، وتَنْــعُم، كتَنْصُر: أَسْماءٌ) . فمنَ الأَوّل ناعِمُ بنُ أُجَيْلٍ، تقدَّم ذِكرُه فِي " أج ل "، وَمن الخَامِس: أَنْــعَمُ بنُ زَاهِرِ ابنِ عَمْــرٍ و: قَبِيلَةٌ فِي مُرَاد.
(ويَنْــعَمُ، كَيَمْنَع: حَيٌّ) من اليَمَن.
(ونُــعْمٌ، بِالضَّمِّ: اسْمُ (امْرَأَة) .
(و) نُــعْمُ: (أَربَعَةُ مَوَاضِعَ) ، مِنْهَا المَوْضِع الَّذِي برَحَبَةِ مَالِك، وَقد ذُكِر قَريبًا.
ونُــعْمُ: من حُصُونِ اليَمَنِ بيَدِ [عبد] عَلِيِّ بنِ عَوَّاضٍ.
ونُــعْمُ: مَوْضِعٌ آخَرُ يُضافُ إِلَيْهِ الدَّيْر، قَالَ:
(قَضَتْ وَطَرًا مِنْ دَيْرِ نُــعْمَ وطَالَمَا ... )
(ونَعَامَةُ الضَّبِّيُّ: صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ ابنُه يَزِيدُ، إِنْ صَحَّ الحَدِيثُ. (ونُعَيْمٌ، كَزُبَيْرٍ سِتَّةَ عَشَر صَحَابِيًّا) وهم: نُعَيْمُ بنُ بَدْرٍ، وابنُ خَبّابٍ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ سَعْدٍ، وابنُ عَبْدِ الله النَّحَّامُ، وابنُ قَعْنَبٍ، وابنُ عَبْدِ كلال، وابنُ عَمْــرٍ و، وابنُ مَسْعُودٍ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ هَزَّالٍ، وابنُ همادٍ، وابنُ تزيدَ، وابنُ عمــرٍ و، رضيَ الله عَنْهُم.
(ونُعَيْمَانُ، مُصَغَّرًا ابنُ عَمْــرِو) بنِ رِفَاعَةَ النَّجَّارِيُّ: بَدْرِيٌّ، (وكَانَ مَزَّاحًا يُضْحِكُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَثِيرًا، بَاعَ سُوَيْبَطَ بنَ حَرْمَلَةَ) القُرَشِيَّ العَبْدَرِيَّ البَدْرِيَّ (مِنَ الأَعْرَابِ بعَشْرِ قَلاَئِصَ) ، وذَلِكَ فِي سَفَرِه مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، (فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ) ذَلِكَ (فَأَخَذَ القَلاَئِصَ وَرَدَّهَا، واستَرَدَّ سُوَيْبِطًا، فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأَصْحَابُه مِنْه حَوْلاً) ، وقِصَّتُه مَبْسُوطَةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ.
(والتَّنَاعِمُ) ، بِكَسْرِ العَيْن: (بَطْنٌ) من العَرَب يُنْسَبُون إِلَى تَنْــعُمَ بنِ عَتِيكِ.
(والمَنْــعُمُ، بِضَمِّ العَيْنِ: المِكْنَسَةُ) ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي نَوَادِر الفَرَّاء: قالتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: حُقْتُ المَشْرَبَةَ ونَــعَمْــتُها ومَصَلْتُها، أَي: كَنَسْتُها، وَهِي المِحْوَقَةُ والمِنْــعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسَةُ. انْتهى، فالصّوابُ فِيهِ: كمِنْبَرٍ؛ لأَنَّها اسمُ آلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
(والنَّاعِمَــةُ: الرَّوْضَةُ) قَالَ أَبُو عَمْــرٍ و: وَمن أَسْمَاءِ الرَّوْضَةِ: النَّاعِمَــةُ، والوَاضِعَةُ، والنَّاصِفَةُ، والغَلْبَاءُ، واللَّفَّاءُ.
(ونَــعْمَــانُ بنُ قُرادٍ) عَن ابنِ عُمَــرَ، وَعنهُ زيادُ بنُ خَيْثَمَةَ، (ويَعْلَى بنُ نَــعْمَــانَ عَن بِلالِ بنِ أَبِي الدَّردَاء، (بِفَتْحِهِما: تَابِعِيَّانِ) .
(و) يقالُ: (نَاعِمْ حَبْلَكَ) أَيْ: (أَحْكِمْهُ) بالفَتْلِ.
(ونَــعَمْ، بِفَتْحَتَيْنِ) وسُكُونِ المِيمِ، (وَقد تُكْسَرُ العَيْنُ) حَكَاهَا الكِسائِيُّ، وقُرِىءَ بِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ عَن رَجُلٍ من خَثْــعَم قَالَ: " دَفَعْتُ إِلَى النّبِيِّ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِمِنًى فقُلتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْــعُمُ أَنَّكَ نَبِيّ؟ فَقَالَ: نَــعِمْ ". وكَسَرَ العَيْنَ، وَقَالَ أَبُو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ: " أَمَرَنَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين عُمَــرُ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ بأَمرْ فقُلْنَا: نَــعَمْ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا: نَــعَمْ وقُولُوا: نَــعِمْ - بِكَسْرِ العَيْن -، وَقَالَ بَعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: " مَا كنتُ أَسْمَعُ أَشْيَاخَ قُرَيْشٍ يَقُولُون إِلاّ نَــعِم "، بِكَسْرِ العَيْنِ.
(ونَعَامُ) ، بِإِشْبَاعِ الفَتْحَةِ حَتَّى تَحْدُثَ الألِفُ (عَنِ المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا) النَّهْرَوَانِيِّ، وَهِي لُغَةٌ أَيضًا، وَهِي (كَلِمَةٌ كَبَلَى، إِلاّ أَنَّه فِي جَوَابِ الوَاجِبِ) كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّمَا يُجَابُ بِهِ الاسْتِفْهَامُ الّذي لَا جَحْدَ فِيهِ، قَالَ: وَقد يَكُونُ ((نَــعَمْ)) تَصْدِيقًا، ويَكُونُ عِدَةً، ورُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَك عِنْدِي ودِيعَةٌ، فَتَقول: نَــعَمْ؛ تَصْدِيقًا لَهُ، وبَلَى؛ تَكْذِيبًا لَهُ، ومِثلُه فِي الصِّحاحِ، وحَاصِلُ مَا فِي المُغْنِي وشُرُوحِه أَنه: حَرفُ تَصْدِيقٍ بَعْدَ الخَبَرِ، ووَعْدٌ بَعْدَ افْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ، وَبعد اسْتِفْهَامٍ، كهَلْ تُعْطِينِي، وإعلامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ وَلَو مُقَدَّرًا.
(ونَــعَّمَ الرَّجُلَ تَنْعِيمًا: قَالَ لَه: ((نَــعَمْ)) فنَــعِمَ بِذَلِك) بَالاً، كَمَا تَقُولُ: بَجَّلْتُه أَيْ: قُلتُ لَه: بَجَلْ، أَيْ: حَسْبُكَ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، واشْتَقَّ ابنُ جِنّي نَــعَمْ من النَّــعْمَــة؛ وذَلِك أنَّ نَــعَمْ اَشْرَفُ الجَوَابَيْن، وأسرُّهما للنَّفْسِ، وأَجْلَبُهُما للحَمْدِ، ((وَلَا)) بِضِدِّهما، أَلا تَرَى إِلَى قَولِه:
(وإِذَا قُلتَ: ((نَــعَمْ)) فَاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمّ)

وقَولِ الآخَرِ أَنشدَه الفَارِسِيّ:
(أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واستْعَجَلَتْ بِهِ
((نَــعَمْ)) مِنْ فَتَى لَا يَمْنَعُ الجُودَ قَاتِلُهْ)

(ونُعَامَاكَ، بِالضَّمِّ) : مِثْلُ (قُصَارَاكَ) زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(ورجُلٌ مِنْعَامٌ) ، مِثْلُ: (مِفْضَالٍ) ، زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(وأَنْــعَمً الله صَبَاحَكَ: من النُّعُومَة) ، كَمَا فِي الصّحَاحِ.
(و) يُقالُ: (أَتَيْتُ أَرْضَهُمْ فتَنَــعَّمَــتْنِي) أَيْ: (وَافَقَتْنِي) ، وأَقمْتُ بهَا. وَفِي الصّحاح: إِذَا وَافَقَتْه.
(و) قَولُه: (تَنَــعَّمَ: مَشَى حَافِيًا) . مُكَرَّر.
(و) كَذَا قَولُه: وتَنَــعَّمَ (فُلاُنًا: طَلَبَه) . مُكَرَّرٌ أَيضًا، هَكَذَا يُوجَدُ فِي سَائِرِ النُّسَخ.
(و) تَنَــعَّمَ (قَدَمّه: ابْتَذَلَهَا) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: تَنَــعَّمَ قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهُمَا، كَذَا نَصَّ اللّحْيَانِيّ فِي النَّوَادِرِ، وأَنْشَدَ:
(تَنَــعَّمَــهَا مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وَهُوَ بَطينٌ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النُّــعْمُ بالضَّم: خلافُ البؤْسِ؛ يُقالُ: يَومٌ نُــعْمٌ ويَوْمٌ بُؤْسٌ، والجَمع أَنْــعُمٌ وأَبْؤُسٌ.
ورَجُلٌ نَــعِمٌ، كَكَتِفٍ: بَيِّنُ المَنْــعَمِ، كمَقْعَدٍ.
ويَجُوزُ: تَنَــعَّمَ، فَهُوَ: نَاعِمٌ.
ومَا أَنْــعَمــنَا بِكَ؟ أَيْ: مَا الّذِي أَقْدَمَك عَلَيْنا؟ يُقالُ لِمَنْ يُفْرَحُ بِلِقَائِه؛ كأَنَّه قَالَ: مَا الّذِي أَسَرَّنَا. وأَقَرَّ أَعْيُنَنَا بِلِقَائِكَ ورُؤْيَتِكَ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
(مَا أَنْــعَمَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثَ عَنهُ وَهُوَ مَلْمُومُ)
إنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْهُم قَالُوا: نَــعِمَ العَيْشُ، ونَظِيرُه مَا حَكَاه سِيبَوَيْهِ من قَولِهِم: [هُوَ] أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، [وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ] فِي أَنَّه اسْتُــعْمِــلَ مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّبِ وَإِن لم يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ.
وأَنْــعَم: صارَ إِلَى النَّعِيم، ودَخَلَ فِيهِ، كأَشْمَلَ، إِذا دَخَلَ فِي الشَّمَالِ.
وأَنْــعَمَ لَهُ: قَالَ لَهُ: نَــعَمْ، ومِنه قَولُ أَبِي سُفْيَان: ((أَنْــعَمَــتْ فَعَالِ عَنْها)) ، أَي: أَجَابَتْ بنَــعَمْ فَاتْرُكْ ذِكْرَها؛ يَعْني هُبَلَ.
وقَولُهم: عِمْ صَبَاحًا، تَحيَّةُ الجَاهِليَّةِ، كَأَنَّه مَحْذُوفٌ من نَــعِمَ يَنْــعِمُ، بِالكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ؛ مِنْ اَكَلَ يَأْكُلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلِفَ والنُّونَ؛ اسْتِخْفَافًا كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي شَرْح المُفَضَّلِيَّات: شَخْصُ كُلِّ إِنْسَانٍ نَعَامَتُه.
وتَنَــعُّمُ، كَتَكَرُّم: مَنْبّذَةٌ لِبَعْضِ المُلُوكِ. قَالَ أَبُو حَيّان: وكَأَنَّه مَنْقُولٌ من المَصْدر، وتَاؤُه زَائِدَة.
وأَجْفَلُوا نَعَامِيَّةً، أَيْ: إِجْفَالَةً، كَإِجْفَالِ النَّعَام، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وتُجْمَعُ النَّعامَةُ للطَّائِرِ على: نَعَامَاتٍ، ونَعَائِمَ، ونَعَامٍ.
ويُقالُ: رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ، إِذَا جَدَّ فِي أَمْرِه.
ويُقالُ للمُنْهَزِمِين: أَضْحَوْا نَعَامًا، وَمِنْه قَولُ بِشْرٍ:
(فأَمَّا بَنُو عَامِرٍ بِالنِّسارِ ... فَكَانُوا غَدَاةَ لَقُونَا نَعَامَا)

وَإِذا ظَعَنُوا مُسْرِعِين، قَالُوا: خَفَّتْ نَعَامَتُهم.
ويُقالُ للعَذَارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعامٍ.
ويُقالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامَةٍ؛ لِقِصَر سَاقَيْه.
ولَهُ جُؤْجُؤُ نَعَامَةٍ؛ لارْتِفَاعِ جُؤْجُؤِها.
ومِنْ أَمْثَالِهم: مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعَام؟ [وَذَلِكَ أَنَّ مساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجِبال، ومساكنَ النَّعامِ السُّهُولةُ؛ فهما لَا يَجْتمعان أبدا] .
ويُقالُ: لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيك: مَا أَنتَ إِلاَّ نَعَامَةٌ؛ يَعْنُون قَوْلَه:
(ومِثْلُ نَعَامَةٍ تُدْعَى بَعِيرًا ... تُعَاظَمُه إِذَا مَا قِيلَ: طِيرِي)

(وإِنْ قِيلَ: احْمِلِي قَالَتْ: فَإِنِّي ... مِنَ الطَّيْرِ المُرِبَّةِ فِي الوُكُورِ)

ويَقُولُون للَّذي يَرْجِعُ خَائِبًا: جَاءَ كَالنَّعامَةِ؛ لأَنَّ الأَعْرَابَ يَقُولُونَ: إِنَّ النَّعامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَيْنِ فَقَطَعُوا أُذُنَيْهَا، فَجَاءَتْ بِلاَ أُذُنَيْن، وفِي ذلِك يقُولُ بعْضُهم:
(اوْ كَالنَّعَامَةِ إِذْ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لِتُصَاغَ أُذْنَاهَا بِغَيْرِ اَذِينِ)

(فاجْتُثَّتْ الأُذُنَانِ مِنْهَا فانْتَهَتْ ... هَيْمَاءَ لَيْسَتْ مِنْ ذَوَاتِ قُرُونِ)

وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقالُ للإِنْسَانِ: إِنَّه لَخَفِيفُ النَّعَامَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ العَقْلِ.
وأَرَاكَةٌ نَعَامَةٌ: طَوِيلَةٌ.
وابنُ النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقيل: عِرْقٌ فِي الرَّجْلِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: قَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُه من العَرَب، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَكَاه فِي المُصَنَّف، وقِيلَ: ابنُ النَّعامةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وقِيلَ: صَدْرُ القَدَمِ، وقِيلَ: مَا تَحْتَ القَدَمِ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فيَكُونُ مَرْكَبَك القَعُودُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ عِند ذَلِك مَرْكَبِي)

فُسِّرَ بِكُلِّ ذَلِك، وقِيلَ: ابنُ النَّعَامَة: فَرَسُه، وهَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأصْمَعِيّ، وقِيلَ: رِجْلاه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ اسمٌ لِشِدَّةِ الحَرْبِ [كَقَوْلِهِم: أُمّ الحَرْبِ] ، ولَيْسَ ثَمَّ امْرأَةٌ، وإِنَّمَا ذَلِك كَقَوْلِهم: بِهِ دَاءُ الظَّبْيِ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البَيْتُ لِخَزَز بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ وقَبلَه:
(كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بَارِدٍ ... إِن كُنتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا فَاذْهَبِي)

(لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطْــعَمْــتُه ... فَيَكُونَ لَونُكِ مِثْلَ لَوْنِ الأجْرَبِ)

(إنّي لأَخْشَى أَنْ تَقُولَ حَليلَتِي: ... هَذَا غُبارٌ سَاطِعٌ فَتَلَبَّبُ)

(إنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيكَ وَسِيلَةٌ ... إنْ يَأْخُذُوكِ تَكَحَّلِي وتَخَضَّبِي)

(ويَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلُوصُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِي) وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَره ابنُ خَالَوَيْهِ وأبُو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ، وَقَالَ: ابنُ النَّعَامَةِ: فَرَسُ خُزَر بنِ لَوْذَانَ، والنَّعَامة أُمُّه فَرَسُ الحَارِثِ بنِ عَبَّاد قَالَ: وتُرْوَى الأَبْياتُ أَيْضا لِعَنْتَرَةَ.
قَالَ: والنَّعَامَةُ: خَطٌّ فِي باطِنِ الرِّجْلِ.
وَفِي كِتابِ الأغَانِي لأَبِي الفَرَج فِي مَعْنَى هَذِه الأَبيات: إِن نِهَايَةَ غَرَضِ الرِّجالِ مِنْكِ إِذا أَخَذُوكِ الكُحْلُ والخِضَابُ؛ للتَّمَتُّع بك، ومَتَى أَخَذُوكِ أَنتِ حَمَلُوكِ على الرَّحْلِ، والقَعُودِ، وأَسَرُونِي أَنَا، فَيَكُونُ القَعُودُ مَرْكَبَكِ، ويَكُونُ ابنُ النَّعامَةِ مَرْكَبِي أَنَا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامَةِ: رِجْلاَهُ، أَوْ ظِلُّه الَّذِي يَمْشِي فِيهِ. قَالَ ابنُ المُكَرَّم: وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى التَّفْسِيرِ من كَوْنِه يَصِفُ المَرْأَةَ برُكُوبِ القَعُودِ، ويَصِفُ نَفْسَه برُكُوبِ الفَرَسِ، اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ رَاكِبُ الفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا هَارِبًا، ولَيْسَ فِي ذَلِك من الفَخْرِ مَا يَقُولُه عَن نَفْسِه، فَأَيُّ حَالةٍ أَسْوأُ من إِسْلامِ حَلِيلَتِه وهَرَبِه عَنْها رَاكِبًا أَوْ رَاجِلاً؟ فَكَوْنُه يَسْتَهْوِلُ اَخْذَها وحَمْلَها وأَسْرَه هُوَ ومَشْيَه هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتَهْوِلُه، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
والنَّعَامُ: النَّعائِمُ من النُّجُومِ لُغَةٌ فِيه، وأَنشَد ثَعْلَب:
(بَاضَ النَّعامُ بِهِ فَنَفَّرَ أَهْلَهُ ... إِلاّ المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّنِ)

ويُقالُ: بَاضَ النَّعَامُ عَلَى رُؤُوسِهِم إِذا لَبِسُوا البَيْض، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
ونَاعِمَــةُ: مَوْضِعٌ.
ونَــعْمَــانُ الغَرْقدِ: موضِعٌ بِالمَدِينَةِ، ويُقالُ لَهُ نَــعْمَــانُ الأَصْغَرُ، كَمَا يُقالُ لِنَــعْمَــانِ الأَرَاكِ بِمَكَّةَ: الأَكْبَرُ.
ونَــعْمَــانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، وَهُوَ غَيرُ الوَادِي الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكرُه، ويُقالُ لَهُ: نَــعْمَــانُ السَّحَابِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابنِ جُبَيْر، وأَضَافَه إِلَى السَّحابِ؛ لأَنَّه رَكَدَ فَوْقَه لعُلُوِّه. ونَــعْمَــانُ الصَّدْرِ: حِصْنٌ بِنَاحِيَة النِّجَادِ من اليَمَن.
ومُسَافِرُ بنُ نِــعْمَــةَ بنِ كُرَيْرٍ: من شُعَرَائِهِم، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابِيّ.
وسَمَّوْا: نُــعَمِــيًّا، كَدُــعْمِــيٍّ.
ويَوْمُ نِــعْمَــةَ، بِالكَسْرِ: من أَيَّام العَرَب، عَن ياقُوت.
ونَعَامٌ كَسَحَابٍ: مَوْضِعٌ بِاليَمَنِ.
وبَرقٌ، ونَعَامٌ: مَا آن لبَنِي عُقَيْل خلا عُبَادَةَ عَن الأصْمَعِي. وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعَان من أَطْرَافِ اليَمَن. وَقَالَ يَاقُوت: نَعَام: وادٍ بِاليَمَامَةِ لِبَنِي هِزَّانَ فِي اَعْلَى المَجَازَة، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ.
ونَاعِمَــةُ: امرأَةٌ طَبَخَتْ عُشْبًا يُقالُ لَهُ: العُقَّارُ، رَجَاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغَائِلَتِه فأَكَلَتْه، فَقَتَلها، فسُمِّيَ العُقَّارُ لِذَلِك عُقَّارَ نَاعِمَــةَ، رَوَاهُ ابنُ سِيدَه، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وَقد ذُكِر فِي " ع ق ر ".
ونُــعْمــابَاذُ: قَرْيَةٌ بِسَوَادِ الكُوفَةِ، نُسِبَتْ إِلَى نُــعْمَ سُرِّيَّةِ النُّــعْمَــانِ، قَالَه الكَلْبِيُّ.
ونَاعِمٌ: حِصْنٌ من حُصُون خَيْبَر، عِنْدَه قُتِلَ مَحْمُودُ بنُ مَسْلَمَة، ألقَوْا عَلَيْهِ رَحَى فَقَتَلُوهُ.
وَأَيْضًا: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي شِعْرٍ عَدِيِّ ابنِ الرِّقاع.
وذُو نَعَامَةَ بنُ عَمْــرِو بنِ عَامِرٍ، كثُمَامةَ: بَطْنٌ من ذِي يَزَن، مِنْهُم عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ ذِي نُعَامَةَ، ذَكَره الهَمَدَانِيُّ فِي الإِكْلِيلِ.
وبَنُو النَّعَامة: بَطْنٌ من كَلْب، مِنْهُم ابنُ أَدْهَمَ الشَّاعِرُ، ذَكَره ابنُ الكَلْبَيّ.
ونُــعْمَــةُ بنُ المُؤَيّد الطُّرسُوسِيُّ، بِالضَّمِّ من مَشَايِخ السِّلَفِيّ، قَالَ الحَافِظُ: هُوَ فَرْدٌ.
قلتُ: ونُــعْمَــةُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَلِيّ بنِ دَاودَ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بِاليَمَن، وهم أَشرافُ وَادِي وَسَاع، ضُبِطَ بِالضَّمِّ هَكَذا، وَيُقَال لوَلَدِه النُّــعْمِــيُّون، بالضَّمِّ، وفِيهم كَثْرَةٌ، مِنْهُم الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، تَرجَمَهُ الحَمَوِيُّ، والهَادِي بنُ إِسماعيلَ قَاضِي بَيْتِ الفَقِيهِ، رأيتُه بِهَا، وعليُّ بنُ إِدريسَ بنِ عَلِيٍّ النُّــعْمِــيُّ جَدُّ آلِ عَلِيٍّ بِالمِخْلاَفِ.
وكَأَمِيرٍ: عَبْدُ اللهِ بنِ نَعِيمِ الحَوْرَانِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأَبُو النَّعِيمِ رِضْوَانُ النَّحْوِيُّ والعقبي، الأَخِيرُ من مِشَايِخِ شَيْخِ الإِسلام زَكَرِيَّا.
ونَعِيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: رجُلٌ مِن الكَلاَعِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الحَسَنِ حيّ الكَلاَعِيُّ النَّعِيمِيُّ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فِي الْغسْل، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وبِالضَّمِّ: نُعَيْمُ بنُ حضورِ بنِ عَدِيٍّ فِي حِمْيَر.
والنَّعِيمِيُّون: جَمَاعَةٌ نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم نُعَيْمٍ، ونُعَيْمٌ المُجّمِّرُ مَرّ للمصَنِّف فِي " ج م ر ".
ويُقالُ لِلطُّوالِ: يَا ظِلَّ النَّعَامَةِ. 

زعم

عم) - في حديث المغيرة: "زَعيمُ الأنْفاس"
: أي موكَّل بالأَنْفاس يُصَعِّدها لِغَلبة الحَسَد والكآبة عليه، أو يُريد أَنْفاسَ الشَّرْب إذا عاشر النّاس، كأنه يَتَحَسَّسُ كلامَ الناس وَيعِيبُهم بما يسقُط منهم.
ز ع م: (زَــعَمَ) يَزْــعُمُ بِالضَّمِّ (زَــعْمًــا) بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ عَلَى زَايِ الْمَصْدَرِ أَيْ قَالَ. وَ (زَــعَمَ) بِهِ كَفَلَ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (زَعَامَةً) أَيْضًا بِفَتْحِ الزَّايِ. وَ (الزَّعِيمُ) الْكَفِيلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الزَّعِيمُ غَارِمٌ» وَ (الزَّعَامَةُ) أَيْضًا السِّيَادَةُ، وَ (زَعِيمُ) الْقَوْمِ سَيِّدُهُمْ. 
عم)
زعمــا ظن يُقَال زَــعمــه صَادِقا وَزعم أَنِّي لَا أوده وزعمــني لَا أوده ظنني وَأكْثر مَا يسْتَــعْمــل الزَّــعْم فِيمَا كَانَ بَاطِلا أَو فِيهِ ارتياب واعتقد وَقَالَ وَكذب ووعد وعَلى الْقَوْم زعامة تَأمر فَهُوَ زعيم وَبِه زعمــا وزعامة كفل بِهِ فَهُوَ زعيم بِهِ أَي كَفِيل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلمن جَاءَ بِهِ حمل بعير وَأَنا بِهِ زعيم}

عم) زعمــا وزعمــا طمع يُقَال هُوَ يزْــعم فِي غير مزعم يطْمع فِي غير مطمع

عم) زعامة سَاد وَرَأس فَهُوَ زعيم قومه (ج) زعمــاء
زعم
الزَّــعْمُ: حكاية قول يكون مظنّة للكذب، ولهذا جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلون به، نحو: زَــعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا
[التغابن/ 7] ، لْ زَــعَمْــتُمْ
[الكهف/ 48] ، كُنْتُمْ تَزْــعُمُــونَ
[الأنعام/ 22] ، زَــعَمْــتُمْ مِنْ دُونِهِ [الإسراء/ 56] ، وقيل للضّمان بالقول والرّئاسة: زَعَامَةٌ، فقيل للمتكفّل والرّئيس:
زَعِيمٌ، للاعتقاد في قوليهما أنهما مظنّة للكذب.
قال: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [يوسف/ 72] ، أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ
[القلم/ 40] ، إمّا من الزَّعَامَةِ أي: الكفالة، أو من الزَّــعْمِ بالقول.

زعم


زَــعَمَ(n. ac. زَــعْم
زِــعْم
زُــعْم)
a. Said, stated; asserted, maintained; pretended;
believed, thought, held.
b.(n. ac. زَــعْم
زَعَاْمَة), [Bi], Was, became surety, answerable, responsible for.
c.(n. ac. زَعَاْمَة), Was lord, chief.
زَــعِمَ(n. ac. زَــعْم
زَــعَم)
a. [Ila], Desired, wanted; claimed.
زَــعُمَ(n. ac. زَعَاْمَة)
a. see supra
(c)
أَزْــعَمَ
a. [acc. & Fī], Made to desire, to long for; made eager for.
b. ['Ala], Was, became surety &c. for.
c. [Ila], Obeyed.
d. Took a favourable turn (affair).
e. Was excellent (milk).
تَزَــعَّمَa. Spoke falsely, lied.

زَــعْم
زَــعْمَــة
(pl.
زَــعَمَــات)
a. Statement, assertion.
b. Opinion.

مَزْــعَمa. Doubtful.

زَعَاْمَةa. Power, authority.
b. Glory, honour.

زَعِيْم
(pl.
زُــعَمَــآءُ)
a. Answerable, responsible; surety, guarantee.
b. Chief, prince.
c. Spokesman, representative.
زعم
زَــعَمَ زَــعْمــاً وزُــعْمــاً، وُيسْتَــعْمَــل فيما يُرْتاب به.
والزعْمُ - أيضاً -: مِثْلُ الظَن، تقول: زَــعَمْــتَني وزَــعَمْــتَ أني، ووُقُوْعُه على " انَ " أكْثَرُ وأجْوَد.
وزَــعِمَ في غَيْرِ مَزْــعَم: أي طَمِعَ في غير مَطْمَع. والزَعِيْمُ: الرئيسُ. والكَفِيْل. والفِعْلُ منهما: زَــعُمَ زَعَامَةً وزَعَاماً.
وزَعَامَةُ المال: أكْثَرُه وأفْضَلُه. والزَعَامَةُ - أيضاً -: السَلاحُ. والبَقَرَةُ، وانْشِدَ في البقرة: أهْلُ زَعَامَاتٍ وشَحاج صَخِبْ والزعُوْمُ: الشاةُ أو الجَزوْر يُشك في سِمَنها فَيُجس ويُغْبَط.ومنه رجل مُزَاعِمٌ: أي لا يوثَقُ به. وزاعَمــتُه: زاحمتَه وزَابَنْتَه. وأزْــعَمَ اللبَنُ وزعمَ: أخَذَ يطيب.
وأزْــعَمَ الأمْرُ: أمْكَنَ. وهو مُزْــعم له: أي مُوَافِق. وما أزْــعَمْــتُه: أي أطَعْته. وتَزَــعَّمَ: تَكَذبَ.
ز ع م

زعم فلان أن الأمر كيت وكيت زعمــاً وزعمــا ومزعمــاً إذا شككت أنه حق أو باطل وأكثر ما يستــعمــل في الباطل، وزعمــوا مطيّة الكذب. وفي قوله مزاعم إذا لم يوثق به. وأفعل ذلك ولا زعمــاتك، وهذا القول ولا زعمــاتك أي ولا أتوهم زعمــاتك. قال ذو الرمة:

لقد خط رومي ولا زعمــاته ... لعتبة خطاً لم تطبق مفاصله

روميّ عريف كان بالبادية قضى عليه لعتبة ابن طرثوث رجل كان يخاصمه في بئر وكتب له سجلاً. وتزعم فلان تكذب. وعزمت به: كفلت زعامة " وأنا به زعيم " وهو زعيم بني فلان: لسيدهم. وقد زعم زعامة.

ومن المجاز: زعم فلان في غير مزعم: طمع في غير مطمع لأن الطامع زاعم ما لم يستيقنه، وأزعمــته أنا: أطمعته. وأمر مزعم. وناقة زعوم: ضبوث وهو من أمراء الكلام وزعمــاء الحوار.
عم] زعم زعمــا وزعمــا وزعمــا، أي قال. وزعمــت به أزعم زعمــا وزَعامَةً، أي كفَلْتُ. والزَعيمُ: الكفيلُ: وفي الحديث: " الزَعيمُ غارِمٌ ". والزَعامَةُ: السيادة. وزعيم القوم: سيدهم. وقول لبيد:

والزعامة للغلام * يريد السلاح، لانهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة. والزعم، بالتحريك: الطمع. وقد زَــعِمَ بالكسر، أي طمع، يَزْــعُمُ زَــعَمــاً وأَزْــعمــته أنا. قال عنترة:

زَــعَمــاً لــعمــرُ أبيكِ ليس بمَزْــعَم * أي ليس بمطمع. وقال ابن السكيت: ويقال للأمر الذي لا يُوثَق به مَزْــعَمٌ، أي يَزْــعُمُ هذا أنَّه كذا ويَزْــعُمُ هذا أنّه كذا. وفي قول فلان مزاعم. والنزعم: التكذب. وناقة زعوم وشاة زعوم، إذا كان يُشَكُّ فيها أَبِها طِرْقٌ أم لا، فتُغْبَطُ بالأيدي. وقال: زجرت فيها عيهلا رسوما مخلصة الانقاء أو زعوما والزعمــوم: العيى.
زعم: زعم، المصدر قي معجم فوك زعامة في مادة لاتينية معناها كفل.
زعَمَــتْه النهاية: معناها الحرفي في كلمه بكلام غامض في الحادثة الأخيرة أي لم يدر ما تكون عليه الحادثة الأخيرة (عباد 1: 223) وانظر (3: 83). زعم: تكفل (معجم طرائف)، ويقال له زعم له وزعم به أي تكفل له وتكفل به (تاريخ البربر 2: 314، 487).
زعم: تكلم بازدراء واحتقار وصلف (ألكالا).
زعم: تباهى، جخف، صلف، افتخر (ألكالا).
وزعم به: افتخر وتباهى، ففي تاريخ البربر (1: 392): وأكثر الزعم بالتثليث أي افتخر وتباهى بمذهب التثليث.
زَــعْم، ليكون الأمرُ زَــعْمَ شُورى: أي ليكون له مظهر الشورى (معجم الطرائف).
بِزَــعم: بجخف وتباهٍ وصلف (ألكالا)، وانظر لفظة زُــعْم في معجم لين.
كانت بزعمــها تقول إنه الخ: كان من عادتها أن تقول بتيهٍ وزهوٍ (كوسج طرائف ص92).
زَــعْم: خيال، ظن (هلو).
زَــعْمــاَ: مثلاً (هلو).
زَــعْمَــة، بزعمــة: بنيه، بصلف، بفخر (ألكالا).
زُعُوم: تبه، زهو (ألكالا).
زعيم: مدّعٍ، طامع في، طالب (بوشر).
زعيم: صلف، تياه، جخاف (ألكالا). ويقال أيضاً: زعيم بنفسه (المقري 1: 278).
زعيم: رئيس (فوك).
زعامة: اقطاعة، أخاذة (بوشر).
زاعِم، زاعمــاً: مثلاً (هلو).
مَزْــعَم، مَزَاعِم: حكايات، خرافات (المقدمة 1: 18، تاريخ البربر 1: 25).
مَزْــعَم (في علم الفلك) أو مُزعِم: المبشر أي الكوكب الذي كون في الدرجة الثانية من تلك البروج (دي سلان المقدمة 2: 219).
ز ع م : زَــعَمَ زَــعْمًــا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي الزَّــعْمِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَتْحُ الزَّايِ لِلْحِجَازِ وَضَمُّهَا لِأَسَدٍ وَكَسْرُهَا لِبَعْضِ قَيْسٍ وَيُطْلَقُ بِمَعْنَى الْقَوْلِ وَمِنْهُ زَــعَمَــتْ الْحَنَفِيَّةُ وَزَــعَمَ سِيبَوَيْهِ أَيْ قَالَ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَــعَمْــتَ} [الإسراء: 92] أَيْ كَمَا أَخْبَرْتَ وَيُطْلَقُ عَلَى الظَّنِّ يُقَالُ فِي زَــعْمِــي كَذَا وَعَلَى الِاعْتِقَادِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {زَــعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} [التغابن: 7] .
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ الزَّــعْمُ فِيمَا يُشَكُّ فِيهِ وَلَا يَتَحَقَّقُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْكَذِبِ وَقَالَ السُّيُوطِيّ أَكْثَرُ مَا يُسْتَــعْمَــلُ فِيمَا كَانَ بَاطِلًا أَوْ فِيهِ ارْتِيَابٌ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ زَــعَمَ زَــعْمًــا قَالَ خَبَرًا لَا يُدْرَى أَحَقٌّ هُوَ أَوْ بَاطِلٌ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَلِهَذَا قِيلَ زَــعَمَ مَطِيَّةُ الْكَذِبَ وَزَــعَمَ غَيْرَ مَزْــعَمٍ قَالَ غَيْرَ مَقُولٍ صَالِحٍ وَادَّعَى مَا لَمْ يُمْكِنُ وَزَــعَمْــتُ بِالْمَالِ زَــعْمًــا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَنَفَعَ كَفَلْتُ بِهِ وَالزَّــعَمُ بِفَتْحَتَيْنِ.

وَالزَّعَامَةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ فَأَنَا زَعِيمٌ بِهِ وَأَزْــعَمْــتُكَ الْمَالَ بِالْأَلِفِ لِلتَّعْدِيَةِ وَزَــعَمَ عَلَى الْقَوْمِ يَزْــعُمُ مِنْ بَابِ قَتَلَ زَعَامَةً بِالْفَتْحِ تَأَمَّرَ فَهُوَ زَعِيمٌ أَيْضًا. 
عم] "الزعيم" غارم، أي الكفيل يضمن. ط: الغرم أداء ما يلزمه. نه: ومنه ح على: ذمتي رهينة وأنا به "زعيم" أي كفيل. وفي صفة أيوب عليه السلام: كان إذا مر برجلين "يتزاعمــان" فيذكران الله كفر عنهما، أي يتداعيان شيئًا فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يكفر عنهما لأجل حلفهما، وقيل: أي يتحادثان بالزعمــات وهي مالا يوثق به من الأحاديث، قوله: فيذكران الله، أي على وجه الاستغفار. ومنه ح: بئس مطية الرجل "زعمــوا" معناه أن من يريد المسير إلى بلد ركب مطية وسار حتى يقضي أربه، فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله: زعمــوا، كذا بالمطية المذكورة، وإنما يقال: زعمــوا، في حديث لا سند له ولا ثبت فيه وإنما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم من الحديث ما كان هذا سبيله، والزعم بالضم والفتح قريب من الظن. ك: أي من أكثر الحديث بما لا يعلم صدقه لم يؤمن عليه الكذب. ط: يعني لا ينبغي أن يكثر الرجل في كلامه: زعم فلان كيت وكيت، وينسب الكذب إلى أخيه إلا إذا تحقق ويتيقن كذبه، وأراد أن يحترز الناس عنه كقوله تعالى ""زعم" الذين كفروا أن لن يبعثوا". وفيه: و"يزعم" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي يظن ويعتد راويًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ن: "زعم" رسولك أنك "تزعم" فيه أن زعم يكون في محقق وصدق ولا يختص بكذب وشك، والظاهر أن هذا السائل إنما أتاه بعد إسلامه للاستثبات والمشافهة. وفيه: من "زعم" أن عندنا شيئًا إلا كتاب الله، هذا تصريح من على بنفي زعم الشيعة أنه خص بأمور من الأسرار وقواعد الدين وكنوز الشريعة وخص أهل البيت بما لم يطلع عليه غيرهم. غ: "الزعامة" الرئاسة و"التزاعم" الاختلاف. نه: "زعيم" الأنفاس، أي موكل بالأنفاس يصعدها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أو أراد أنفاس الشرب كأنه يتحسس كلام الناس ويعيبهم بما يسقطهم، والزعيم بمعنى الوكيل.
(ز ع م)

الزَّــعْمُ، والزُّــعْم، والزِّــعْم: القَوْل. وَهُوَ الظَّن. وَقيل الْكَذِب. زَــعَمَــه يَزْــعُمــه. وَفِي التَّنْزِيل: (زَــعَمَ الَّذينَ كَفَرُوا أنْ لَنْ يُبْعَثُوا) . وَفِيه: (فقالُوا هَذَا للهِ بزَــعْمِــهم) فَأَما قَول النَّابِغَة:

زَــعَمَ الهُمامُ بأنَّ فاها بارِدٌ

وَقَوله:

زَــعَمَ الغُدَافُ بأنَّ رِحْلَتَنا غَداً

فقد تكون الْبَاء زَائِدَة، كَقَوْلِه: سُودُ المَحاجِرِ لَا يقْرأنَ بالسُّوَرِ

وَقد تكون زعم هَاهُنَا: فِي معنى شهد. فعداها بِمَا تعدى بِهِ " شهد "، كَقَوْلِه: (وَمَا شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا) . وَقَالُوا " هَذَا وَلَا زَــعْمَــتَكَ، وَلَا زَــعَمــاتِك ": يذهب إِلَى رد قَوْله.

وزَــعَمْــتَنِي كَذَا تَزْــعُمُــنِي زَــعْمــا: ظننتني. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فإنْ تَزْــعُمِــيني كنتُ أجْهَلُ فيكُمُ ... فَإِنِّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعْدَكِ بالجهْلِ

والتَّزَــعُّم: التكذب. وَفِي قَوْله مَزَاعِم: أَي لَا يوثق بِهِ.

والزَّعُوم من الْإِبِل وَالْغنم: الَّتِي يشك فِي سمنها. وَقيل: الزَّعُوم: الَّتِي يَزْــعُمُ النَّاس أَن بهَا نقيا. قَالَ الراجز:

إنَّ قُصَارَاكَ على رَعُومِ

مُخْلِصَة العِظامِ أَو زَعُومِ

المخلصة: الَّتِي قد خلص نقيها.

والزَّعيم: الْكَفِيل. زَــعَم بِهِ، يَزْــعُمُ زَــعْمــا وزَعامة. قَالَ:

تَقُولُ هَلَكْنا إنْ هَلَكْتَ وإنَّمَا ... على اللهِ أرْزَاقُ العِبادِ كمَا زَــعَمْ

وزَعيمُ الْقَوْم: سيدهم وَرَئِيسهمْ. وَقيل: رئيسهم الْمُتَكَلّم عَنْهُم. وَالْجمع: زُــعَمــاءُ.

والزَّعامَة: السِّيَادَة والرياسة. وَقد زَــعُمَ زَعامة. والزَّعامَةُ: السِّلَاح. وَقيل: الدرْع، أَو الدروع. وزَعامة المَال: أفضله وَأَكْثَره، من الْمِيرَاث وَنَحْوه. وَقَول بيد:

تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعا ... وَوِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ

فسره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: الزَّعامة هُنَا: الدرْع، والرياسة. وَفَسرهُ غَيره بِأَنَّهُ أفضل الْمِيرَاث. وزعِمَ زَــعَمــا وزَــعْمــا: طمع. قَالَ عنترة:

عُلِّقْتُها عَرَضاً وأقْتُلُ قَوْمَها ... زَــعْمــا ورَبِّ البَيْتِ ليسَ بمَزْــعَمِ

وأزْــعَمَــه.

وشواء زَــعْم، وزَــعِم: مرش كثير الدسم، سريع السيلان على النَّار.

وأزْــعَمَــتِ الأَرْض: طلع أول نبتها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وزَاعِم، وزُعَيْم: اسمان.
زعم
زعَمَ يَزعُم، زَــعْمًــا، فهو زاعِم، والمفعول مَزْعوم
• زعَمــتُ الأمرَ سهلاً: اعتقدته وظننته، وهو من أفعال القلوب التي تدلّ على الرجحان، يدخل على المبتدأ والخبر فينصبهما، وقد يكون المبتدأ صريحًا أو مؤوّلاً من أنّ واسمها وخبرها أو أنْ والفعل والفاعل "زعَمــت مصلحة الأرصاد أنّ الجوّ سيتحسّن- زعَم المسئولون أنهم سيقدِّمون تعويضاتٍ لأهالي الضحايا- زعَم أن الوفاء مفقود- {زَــعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْــعُمُــونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا} " ° في زعمــي: في ظنِّيّ. 

زعَمَ بـ يَزعُم، زَــعْمًــا وزَعامةً، فهو زعيم، والمفعول مزعوم به
• زعَم الرَّجلُ بصديقه: صار كفيلاً به وضامنًا له " {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} ". 

زعَمَ على يَزعُم، زَعامةً، فهو زعيم، والمفعول مزعوم عليه
• زعَم على القوم: ترأّسهم، تأمَّر عليهم. 

زعُمَ/ زعُمَ بـ/ زعُمَ لـ يَزعُم، زَعامةً، فهو زَعيم، والمفعول مزعوم به
• زعُم فلانٌ: ساد ورأس "زَعامة الحزب السياسيّ- زعيم رُوحيّ".
• زعُم بفلان/ زعُم لفلان: صار كفيلاً به، وضامِنًا له " {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} ". 

تزاعمَ يتزاعم، تزاعُمًــا، فهو مُتزاعِم
• تزاعم الشَّخصان: تحادثا بما لا يُوثَق به من الحديث. 

تزعَّمَ/ تزعَّمَ على يتزعَّم، تزعُّمًــا، فهو مُتزعِّم، والمفعول مُتزعَّم
• تزعَّم القومَ/ تزعَّم على القوم:
1 - صار زعيمَهم، تأمَّر عليهم، ترأّسهم "تزعَّم حزبَ الــعمــال".
2 - ادَّعى رِئاستهم.
• تزعَّم فلانٌ الأمرَ: ادَّعى معرفته. 

زعَّمَ يزعِّم، تزعيمًا، فهو مُزعِّم، والمفعول مُزعَّم
• زعَّم القومُ فلانًا: اختاروه زعيمًا ورئيسًا لهم "زعَّمــته فئةُ المعارضة عليها". 

زَعامة [مفرد]: مصدر زعَمَ بـ وزعَمَ على وزعُمَ/ زعُمَ بـ/
 زعُمَ لـ. 

زِعامة [مفرد]: رِياسة وسِيادة "تولَّى زِعامة الحزب خَلَفًا لوالده". 

زَــعْم [مفرد]: مصدر زعَمَ وزعَمَ بـ. 

زَعِيم [مفرد]: ج زُــعَمــاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زعَمَ بـ وزعَمَ على وزعُمَ/ زعُمَ بـ/ زعُمَ لـ: سيّد، رئيس "توفِّي الزعيم جمال عبد الناصر في مطلع السبعينيّات".
2 - ضامن وكفيل " {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} ". 

مَزاعِمُ [جمع]: مف مَزْــعم: ادّعاءات، أمور لا يُوثَق بها، عكس حقائق "مزاعم الإسرائيليين/ المنافقين- هذه المزاعم لا أساس لها من الصِّحة- دحض مزاعم اليهود" ° أمرٌ فيه مزاعمُ: غير مستقيم. 

زعم

1 زَــعَمَ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb, MS, JM, [not mentioned in the S nor in the K, app. because well known,]) inf. n. زَــعْمٌ and زُــعْمٌ and زعْمٌ, (S, Msb, K,) the first of the dial. of El-Hijáz, (Msb, TA,) the second of the dial. of [the tribe of] Asad, (Msb,) or Benoo-Temeem, (TA,) and the third of the dial. of some of [the tribe of] Keys; (Msb;) [generally best rendered He asserted; for it mostly relates to a thing not certainly known: or] he said; (S, Msb, K;) as in the phrases زَــعَمَــتِ الحَنَفِيَّةٌ [The Hanafees said or asserted, or have said or asserted,] and زَــعَمَ سِيبَوَيْهِ [Seebaweyh said or asserted, or has said or asserted]; (Msb;) [and زَــعَمَ أَنَّهُ كَذَا He said, or asserted, that it was thus;] either truly or falsely: (K:) mostly used in relation to a thing respecting which there is doubt, (Sh, Az, Msb, K,) and which is not certainly known: (Sh, Az, Msb:) or it is mostly used in relation to that which is false, or that respecting which there is doubt, or suspicion: (El-Marzookee, Msb:) or, as those skilled in the language of the Arabs say, in relation to a thing of which the speaker doubts, and does not know whether it may not be false: (Lth:) or زَــعَمَ زَــعْمًــا means he related a piece of information not knowing whether it were true or false. (IKoot, Msb.) Hence the saying, زَــعَمَ مَطِيَّةُ الكَذِبِ [i. e. (assumed tropical:) زَــعَمَ is the conveyer, or vehicle, (properly the camel, or beast, that serves as the conveyer,) of lying]. (Msb.) It is said in a trad., بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَــعَمُــوا [(assumed tropical:) Very evil, or bad, is the man's conveyer زَــعَمُــوا]: i. e., when a man desires to journey to a country, or town, he mounts his camel, or beast, that serves to convey him, and journeys until he accomplishes the object of his want: therefore, that with which the speaker prefaces his speech, and by means of which he attains the object of his desire, when he says زَــعَمُــوا كَذَا وَكَذَا, is likened to the camel, or beast, by means of which he attains the object of want: for زَــعَمُــوا is [generally] said only in the case of a narration that has no authority whereon to rest, and that contains no proof. (TA.) IKh says that الزَّــعْمُ is used in relation to that which is discommended; and that its primary signification is said by some of the expositors of the Kur-án to be The act of lying: (TA: [this signification is also given in the K, as being contr. to the first:]) some say that it is metonymically used in this sense: (Msb:) and it is expl. as having this meaning in the Kur [vi. 137], where it is said, فَقَالُوا هٰذَا لِلّٰهِ بِزَــعْمِــهِمْ, i. e. [And they have said, “This belongeth unto God,”] with their lying. (Lth, TA.) b2: [Sometimes] زَــعَمَــهُ signifies He described him, or it. (Har p. 204.) b3: And sometimes زَــعَمَ signifies He promised: whence the saying of ' Amr Ibn-Sha-s, تَقُولُ هَلَكْنَا إِنْ هَلَكْتَ وَإِنَّمَا عَلَىاللّٰهُ أَرْزَاقُ العِبَادِ كَمَا زَــعَمْ [Thou sayest, or she says, “We perish if thou perish: ” but verily upon God lie the means of subsistence of mankind, i. e. it lies upon Him to supply these, as He has promised]. (TA.) b4: الزَّــعْمُ is used also in the sense of الظَّنُّ: (Msb, TA:) one says, فِى زَــعْمِــى كَذَا [In my opinion it is thus]. (Msb.) [Hence, likewise,] زَــعَمْــتَنِى

كَذَا, (K,) aor. ـْ (TA,) Thou thoughtest me to be thus. (K, TA.) Aboo-Dhu-eyb says, فَإِنْ تُزْــعُمِــينِى كُنْتُ أَجْهَلُ فِيكُمُ فَإِنِّى شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالجَهْلِ [And if thou think me such that I used to be ignorant, or to act ignorantly, among you, know that I have purchased intelligence since I was with thee (بَعْدَكِ being for بَعْدَ عَهْدِى بِكِ) in exchange for ignorance]. (TA. [The meaning of تزعمــينى is there indicated by the context.]) b5: It is also used in the sense of الاِعْتِقَادُ: whence the saying in the Kur [lxiv. 7], زَــعَمَ الَّذِينَ كَفَرُو أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا [They who have disbelieved our revelations have believed, or firmly believed, that they shall not be raised from the dead]. (Msb.) b6: Sometimes, also, زَــعَمَ is used in the sense of شَهِدَ: as in the saying of En-Nábighah, زَــعَمَ الهُمَامُ بِأَنَّ فَاهَا بَارِدٌ [app. meaning The magnanimous chief bore witness that her mouth was cool]. (TA.) A2: زَــعَمَ بِهِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb) and زَــعَمَ, (Msb,) inf. n. زَــعْمٌ (S, Msb, K) and زَعَامَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He was, or became, responsible, answerable, amenable, surety, or guarantee, for it; (S, Msb, K;) namely, property. (Msb.) b2: And زَــعَمَ, like قَتَلَ, (Msb,) or زَــعُمَ, like كَرُمَ, (TA,) aor. ـُ inf. n. زَعَامَةٌ, He was, or became, chief, lord, master, or prince, (Msb, TA,) of a people, (TA,) or عَلَى قَوْمٍ [over a people]; (Msb;) or spokesman of a people. (TA.) A3: See also 4, in two places.

A4: زَــعِمَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. زَــعَمٌ (S, TA) and زَــعْمٌ, (TA,) He coveted, or eagerly desired. (S, K.) [Like its syn. طَمِعَ, it is trans. by means of فِى.] One says, ↓ زَــعِمَ فُلَانٌ فِى غَيْرِ مَزْــعَمٍ, i. e. طَمِعَ فى غَيْرِ مَطْــعَمٍ [Such a one coveted a thing not to be coveted; meaning, a thing of which the attainment was remote, or improbable: see art. طمع]. (TA.) And ' Antarah says, عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَأَقْتُلُ قَوْمَهَا زَــعَمًــا لَــعَمْــرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْــعَمِ (S,) i. e. I became enamoured of her unintentionally, [or accidentally,] while I was slaying her people; eagerly desiring her love: by the life of thy father, I swear, this is not a [fit] occasion for eager desire: i. e. I can not attain to holding communion of love with thee, [or with her,] any day, while there is this conflict and hostility between the two tribes: (EM p. 222:) لَيْسَ بِمَزْــعَمٍ

meaning لَيْسَ بِمَطْمَعٍ : (S:) or, [as some relate it,] زَــعْمًــا وَرَبِّ البَيْتِ لَيْسَ بِمَزْــعَمِ [eagerly desiring: by the Lord of the House (i. e. the Kaabeh), &c.]. (TA. [زَــعْمًــا is there expressly said to be thus: but the measure does not require its being so.]) 3 زاعم, (K,) inf. n. مُزَاعَمَــةٌ, (TA,) i. q. زَاحَمَ [q. v.]: (K:) the ع is a substitute for the ح. (TA.) 4 ازعم He made a person to be such as is termed زَعِيم; (Msb, TA;) as meaning responsible, answerable, amenable, surety, or guarantee. (Msb.) You say, أَزْــعَمْــتُكَ المَالَ, (Msb,) or الشَّىْءَ, (TA,) I made thee, or have made thee, responsible, &c., (Msb, TA, *) [for the property, or the thing;] i. e. زَعِيمًا بِهِ. (Msb, TA.) A2: He made one to covet, or eagerly desire. (S, K.) You say, أَزْــعَمْــتُهُ. (S.) [And أَزْــعَمْــتُهُ فِى الشَّىْءِ I made him to covet, or eagerly desire, the thing; like as you say, أَطْمَعْتُهُ فِيهِ. See زَــعِمَ.]

A3: He obeyed (K, TA) the زَعِيم [i. e. chief, lord, or prince]. (TA.) A4: It (an affair) was, or became, possible. (K.) b2: It (milk) began to become good, or pleasant; [or fit to be drunk;] as also ↓ زَــعَمَ, (K,) inf. n. زَــعْمٌ. (TA.) b3: ازعمــت said of a young she-camel, or of one full-grown, She was thought to have fat in her hump. (IKh, TA. [The TA states it to have been asserted by IKh that the verb is only used in this sense, or (for the passage is ambiguous) in this sense and the first mentioned above.]) b4: Also, (K,) or ↓ زَــعَمَــتْ, (TA, [but this I think to be probably a mistranscription,]) said of the earth, or land, (الأَرْضُ,) It put forth the first of its plants, or herbage. (IAar, K, TA.) 5 تزعّم i. q. تَكَذَّبَ [q. v.]: (S, K:) [it seems here to mean He spoke falsely; and to be trans.; for] a poet says, أَيُّهَا الزَّاعِمُ مَا تَزَــعَّمَــا [app. meaning O thou asserter of that which thou hast spoken falsely]. (TA. [This hemistich is there cited as an ex. of تزعّم as expl. in the K; and I find no other explanation of this verb.]) 6 تَزَاعَمَــا They two competed in discoursing of a thing, and differed respecting it: accord. to Z, it means they talked of, or related, زَــعَمَــات, i. e. [mere assertions, or] stories in which no confidence was to be placed. (TA.) Sh says that التَّزَاعُمُ is mostly used in relation to a thing respecting which there is doubt. (TA.) A2: One says also, تزاعم القَوْمُ, meaning The people, or party, became responsible, one for another: and hence, تزاعمــوا عَلَى كَذَا they leagued together, and aided one another, against such a thing. (TA.) زُــعْمٌ [originally an inf. n. of زَــعَمَ, like زَــعْمٌ and زِــعْمٌ,] is a word used by the vulgar as meaning كِبْرٌ [i. e. Pride; and, as often used in the present day, pretension: because implying false, or vain, assertion]. (TA.) زَــعَمٌ and ↓ زَعَامَةٌ Responsibility, answerableness, amenableness, or suretiship; substs. from زَــعَمَ بِهِ : (Msb:) or the latter is an inf. n. (S, K.) زَــعِمٌ, applied to roasted meat, (K, TA,) Dripping with its gravy; or succulent, and dripping with its juice or fat; (TA;) having much grease, or gravy; quickly flowing [therewith] over the fire. (K.) زَــعْمَــةٌ [inf. n. of un. of زَــعَمَ; An assertion; &c.: pl. زَــعَمَــاتٌ]. One says, هٰذَا وَلَا زَــعْمَــتَكَ and ولا زَــعَمَــاتِكَ [meaning This I think, and I think not to be true thine assertion and thine assertions]; أَتَوَهَّمُ being understood after لا : these words are used as meaning the rejection of what has been said by the person to whom they are addressed. (K, TA. [In the CK, erroneously, زَــعْمَــتِكَ and زَــعْمَــاتِكَ.]) They said also, زَــعْمَــةٌ صَادِقَةٌ لَآتِيَنَّكَ [i. e. It is a true assertion: I will assuredly come to thee]; using the nom. case : though they said, يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ [i. e. I swear “ a true oath : I will assuredly do ” such a thing]; using the accus. case. (Ks, TA.) And one says, تَحَادَثَا بِالزَّــعَمَــاتِ, meaning They two talked of, or related, each to the other, [mere assertions, or] stories in which no confidence was to be placed. (Z, TA.) زُــعْمِــىٌّ (with damm, TA) Mendacious: and veracious: (K:) thus bearing two contr. significations. (TA.) زُــعْمُــومٌ : see the next paragraph.

زَعُومٌ, a fem. epithet, (S, K, &c.,) applied to a she-camel, and to a sheep or goat, Of which one doubts whether there be in her fat or not, (S, K,) and which is therefore felt with the hands, in order that one may know if she be fat or lean: (S:) or a sheep or goat of which one knows not whether there be in her fat or not: (As, TA:) or, as some say, of which men assert that there is in her marrow. (TA.) And, as a fem. epithet, Having little fat: and having much fat: thus bearing two contr. senses: as also ↓مُزْــعَمَــةٌ [app. in both senses]: (M, K:) and ↓مَزْعُومَةٌ also signifies having little fat; of which people, when they eat of her, say to her owner, “Didst thou assert her to be fat? ” applied to a she-camel. (TA.) A2: Also Impotent in speech; (K;) and so ↓زُــعْمُــومٌ. (S, * K.) زَعِيمٌ Responsible, answerable, amenable, surety, or guarantee. (S, Msb, K.) Hence, in the Kur [xii. 72], وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [And I am responsible for it]. (TA.) b2: Also The chief, lord, master, or prince, or a people; (Msb, K;) or [in the CK “ and ”] their spokesman: (K:) their chief is thus called because he speaks for them; like as he is called قَيْلٌ and مِقْوَلٌ: (Ham p. 705:) pl. زُــعَمَــآءُ. (K.) A2: Also Described; syn. مَوْصُوفٌ. (Har p. 204.) زَعَامَةٌ: see زَــعَمٌ. b2: Also High, or elevated, rank or condition or state; or nobility. (K.) and Chiefdom, lordship, mastery, or princedom: (IAar, S, K:) [accord. to the Msb, an inf. n. in this sense:] thus expl. by IAar as occurring in the following verse of Lebeed: (TA:) وَوِتْرًا وَالزَّعَامَةُ لِلْغُلَامِ تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعًا (S and TA in the present art. and in art. عد) [The portions of inheritance of the sharers fly away, two together and singly; but the chiefdom is for the boy]: by his saying شَفْعًا وَوِتْرًا, he means that the male's share of inheritance is like that of two females [so that he has two portions when the female has one]: but other explanations, those here following, are given of الزعامة as used in this verse. (TA. [See also عَدِيدَةٌ.]) b3: A weapon, or weapons; syn. سِلَاحٌ. (S, K.) So, accord. to J, in the verse of Lebeed: for, he says, they used, when they divided the inheritance, to give the weapon, or weapons, to the son, exclusively of the daughter. (TA.) b4: A coat of mail: (K:) or coats of mail: and thus it is expl. by IAar as used in the verse of Lebeed. (TA.) b5: The chief's share of spoil. (K.) b6: And The best and most of the property of an inheritance and the like: (K:) and thus, also, it has been expl. as used in the verse of Lebeed. (TA.) A2: Also, and ↓ زَعَّامَةٌ, An animal of the ox-kind; [probably meaning one of the wild species;] syn. بَقَرَةٌ. (K.) زَعَّامَةٌ: see the next preceding sentence.

مَزْــعَمٌ A thing, or an affair, -in which no confidence is to be placed; (S, K;) this saying, or asserting, it to be thus, and this saying, or asserting, it to be thus: (S:) [pl. مَزَاعِمُ.] One says, فِى قَوْلِهِ مَزَاعِمُ (S, TA) i. e. [In his saying are things in which no confidence is to be placed; or] no confidence is to be placed in his saying. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ فِيهِ مَزَاعِمُ This is an affair that is not right; (TA;) [wherein are things] respecting which there is dispute. (K, TA.) And زَــعَمَ غَيْرَ مَزْــعَمٍ He said that which was not good, or right, or just; and asserted what was impossible. (Msb.) A2: Also A thing that is, or is to be, coveted, or eagerly desired; syn. مَطْمَعٌ. (S, TA.) See two exs. near the end of the first paragraph.

مُزْــعَمٌ: see its fem., with ة, voce زَعُومٌ.

أَمْرٌ مُزْــعِمٌ A thing, or an affair, that makes one to covet, or desire eagerly. (TA.) مَزْعُومٌ: see its fem., with ة, voce زَعُومٌ.

مِزْعَامَةٌ A serpent. (K.) هُوَ مُزَاعَمٌ No confidence is to be placed in him, or it. (So in the TA. [But I incline to think it a mistranscription for فِيهِ مَزَاعِمُ. See مَزْــعَمٌ.])

زعم: قال الله تعالى: زَــعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا، وقال

تعالى: فقالوا هذا لله بِزَــعْمِــهِمْ؛ الزَّــعْمُ والزُّــعْمُ والزِّــعْمُ، ثلاث

لغات: القول، زَــعَمَ زَــعْمــاً وزُــعْمــاً وزِــعْمــاً أي قال، وقيل: هو القول

يكون حقّاً ويكون باطلاً، وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّــعْم الذي

هو حق:

وإِني أَذينٌ لكم أَنه

سَيُنجِزُكم ربُّكم ما زَــعَمْ

وقال الليث: سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما

يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله

كذب أَو باطل قيل زَــعَمَ فلان، قال: وكذلك تفسر هذه الآية: فقالوا هذا لله

بِزَــعْمِــهِمْ؛ أَي بقولهم الكذب، وقيل: الزَّــعْمُ الظن، وقيل: الكذب،

زَــعَمَــهُ يَزْــعُمُــهُ، والزُّــعْمُ تميميَّة، والزَّــعْمُ حجازية؛ وأَما قول

النابغة:

زَــعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ

وقوله:

زَــعَمَ الغِدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً

فقد تكون الباء زائدة كقوله:

سُود المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

وقد تكون زَــعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله

تعالى: وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا. وقالوا: هذا ولا زَــعْمَــتَكَ ولا

زَــعَمــاتِكَ، يذهب إلى ردّ قوله، قال الأَزهري: الرجل من العرب إذا حدَّث

عمــن لا يحقق قوله يقول ولا زَــعَمــاتِه؛ ومنه قوله:

لقد خَطَّ رومِيٌّ ولا زَــعَمــاتِهِ

وزَــعَمْــتَني كذا تَزْــعُمُــني زَــعْمــاً: ظَنَنْتني؛ قال أَبو ذؤيب:

فإن تَزْــعُمِــيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ،

فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل

وتقول: زَــعَمَــتْ أَني لا أُحبها وزَــعَمَــتْني لا أُحبها، يجيء في الشعر،

فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّــعْمُ على أَنَّ دون الاسم.

والتَّزَــعُّمُ: التَّكَذُّبُ؛ وأَنشد:

وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُمــاً إذا تضافروا عليه، قال: وأَصله أَنا

صار بعضهم لبعض زَعِيماً؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به، قال

الأَزهري: الزَّــعْمُ إنما هو في الكلام، يقال: أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير

مستقيم فيه منازعة بعدُ. قال ابن السكيت: ويقال للأَمر الذي لا يوثق به

مَزْــعَمٌ أَي يَزْــعُمُ هذا أَن كذا ويَزْــعُمُ هذا أَنه كذا. قال ابن بري:

الزَّــعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه، يكون بمعنى الكَفالة

والضَّمان؛ شاهده قول عمــر بن أَبي ربيعة:

قلت: كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى

وازْــعُمِــي يا هندُ، قالت: قد وَجَب

وازْــعُمِــي أَي اضمني؛ وقال النابغة

(* هو النابغة الجعديّ لا النابغة

الذبياني) يصف نُوحاً:

نُودِيَ: قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إنْـ

ـنَ الله مُوفٍ للناس ما زَــعَمَــا

زَــعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ، وبمعنى قال، وبمعنى وعَدَ، ويكون

بمعنى الوعْد، قال عمــرو بن شَأْسٍ:

وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني،

تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ

تقول: هَلَكْنا، إن هَلكتَ وإنما

على الله أَرْزاقُ العِباد كما زَــعَمْ

وزَــعَمَ هنا بمعنى قال ووعد، وتكون بمعنى القول والذكر؛ قال أَبو

زُبَيْدٍ الطائيّ:

يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَــعمُــوا

حَقّاً وماذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفِي

إن كان مَغْنَى وُفُودِ الناس راح بِهِ

قومٌ إلى جَدَثٍ، في الغار، مَنْجُوفِ؟

المعنى: إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على

النَّعْش إلى قبره؛ قال المُثَقّبُ العبدي:

وكلامٌ سَيِّءٌ قد وَقِرَتْ

أُذُني عنه، وما بي من صَمَمْ

فتصامَمْتُ، لكَيْما لا يَرَى

جاهلٌ أَنِّي كما كان زَــعَمْ

وقال الجميح:

أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَــعَمَ الـ

ـناس عليها، في الغيّ، ما زَــعَمُــوا

ويكون بمعنى الظن؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود:

فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْــعُمُ أَنه

رَشادٌ، أَلا يا رُبَّما كذَبَ الزَّــعْمُ

فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن، وبيت عمــر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى

الضَّمان، وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول، وما سوى ذلك على ما فسر.

وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه: الزَّــعْمُ يستــعمــل فيما يُذَمّ

كقوله تعالى: زَــعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا؛ حتى قال بعض المفسرين:

الزَّــعْمُ أَصله الكذب، قال: ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين، وذكر

بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ، وذكر أَيضاً

بيت عمــرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهيثم: تقول العرب قال

إنه وتقول زَــعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، وفتحوها مع زَــعَمَ لأَن زعم

فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها، أَلا ترى أَنك تقول زَــعَمْــتُ عبدَ

الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف

الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً؛ وأَنشد:

قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا،

فمتى تقول الدارَ تَجْمَعُنا؟

ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْــعُمُ.

والزَّعُوم من الإبل والغنم: التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ

بالأَيدي، وقيل: الزَّعُوم التي يَزْــعُمُ الناس أَن بها نِقْياً؛ قال

الراجز:وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما،

زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما،

مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما

قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

وإنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ،

كمن طَلَبَ الإِهالةَ في الزَّعُومِ

وقال الراجز:

إنَّ قُصاراكَ على رعُومِ

مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ

المُخْلِصَةُ: التي قد خَلَصَ نِقْيُها. وقال الأَصمعي: الزَّعُوم من

الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا، ومنه قيل: فلان مُزاعَم أَي لا

يوثق به. والزَّعوم: القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزْــعَمَــةُ،

فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة، وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا

لصاحبها توبيخاً: أَزْــعَمْــتَ أَنها سمينة؛ قال ابن خالويه: لم يجبئ

أَزْــعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْــعَمَــتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ

أَن في سنامها شحماً. ويقال: أَزْــعَمْــتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به

زَعِيماً. والزَّعِيمُ: الكفيل. زَــعَمَ به يَزْــعُمُ

(* قوله «زعم به يزعم إلخ» هو

بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح) زَــعْمــاً وزَعامَةً أَي

كَفَل. وفي الحديث: الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم؛ والزَّعِيمُ:

الكفيل، والغارم: الضامن. وقال الله تعالى: وأَنا بهِ زَعيمٌ؛ قالوا جميعاً:

معناه وأنا به كفيل؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: ذِمَّتي رَهينة

وأَنا به زعِيمٌ. وزَــعَمْــت به أَزْــعُمُ زَــعْمــاً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ.

وزَعِيمُ القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ،

والجمع زُــعَمــاء. والزَّعامة: السِّيادة والرياسة، وقد زَــعُمَ زَعامَةً؛

قال الشاعر:

حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ،

تحت اللِّواء على الخَمِيسِ، زَعِيما

والزَّعامَةُ: السلاح، وقيل: الدِّرْع أَو الدُّروع. وزَعامَةُ المال:

أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره؛ وقول لبيد:

تَطِير عَدائِد الأشراكِ شَفْعاً

ووِتْراً، والزعامَةُ للغلام

فسره ابن الأَعرابي فقال: الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف،

وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث، وقيل: يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا

اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة، وقوله شفعاً ووِتراً

يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين. وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة

أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ، إذا هي مخصوصة به.

والزَّــعَمُ، بالتحريك: الطمع، زَــعِمَ يَزْــعَمُ زَــعَمــاً وزَــعْمــاً: طمع؛

قال عنترة:

عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها

زَــعْمــاً، وربِّ البيت، ليس بمَزْــعَمِ

(* في معلقة عنترة:

زعْمــاً، لَــعَمْــرُ أبيكَ، ليسَ بمَزعَمِ).

أَي ليس بمطمع؛ قال ابن السكيت: كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضني

من غير أن أَطلبه، فيقول: عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قومها فكيف أُحبها

وأَنا أَقتلهم؟ أَم كيف أَقتلهم وأَنا أُْحبها؟ ثم رجع على نفسه مخاطباً لها

فقال: هذا فعل ليس بفعل مثلي؛ وأَزْــعَمْــتُه أَنا. ويقال: زعَمَ فلان في

غير مَزْــعَمٍ أَي طَمِعَ في غير مطمَع؛ قال الشاعر:

له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهره،

فما فيه للفُقْرى ولا الحَجِّ مَزْــعَمُ

وأَمرٌ مُزْــعِمٌ أَي مُطْمِعٌ. وأَزْــعَمَــه: أَطمعه. وشِواءٌ زَــعِمٌ

وزَــعْمٌ

(* قوله «وشواه زعم وزعم» كذا هو بالأَصل والمحكم بهذا الضبط

وبالزاي فيهما، وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأَولى

ككتف): مُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار. وأَزْــعَمَــتِ

الأَرضُ: طلع أَول نبتها؛ عن ابن الأَعرابي:

وزاعِمٌ وزُعَيْم: إسمان.

والمِزْعامة: الحية. والزُّــعْمُــومُ: العَييّ. والزَّــعْمِــيُّ: الكاذب

(*

قوله «والزعمــي الكاذب إلخ» كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة بالفتح

ويوافقهما إطلاق القاموس وإن ضبطه فيه شارحه بالضم). والزَّــعْمِــيّ: الصادق.

والزَّــعْمُ: الكذب؛ قال الكميت:

إذا الإكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها،

وكان زَــعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ

يريد السَّراب، والعرب تقول: أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع. وقال شريح:

زَــعَمُــوا كُنْيَةُ الكَذِب. وقال شمر: الزَّــعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما

يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ، وقد يكون الزَّــعْمُ بمعنى القول، وروي بيت

الجعدي يصف نوحاً، وقد تقدم، فهذا معناه التحقيق؛ قال الكسائي: إذا قالوا

زَــعْمَــةٌ صادقة لآتينّك، رفعوا، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قال: وينصبون

يميناً صادقةً لأَفعلن. وفي الحديث: أَنه ذكر أَيوب، عليه السلام، قال:

كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمــان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان

شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما؛ وقال

الزمخشري: معناه أَنهما يتحادثان بالزَّــعَمــاتِ وهي ما لا يوثق به من

الأَحاديث، وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار. وفي الحديث: بئس

مَطِيَّةُ الرجل زَــعَمُــوا؛ معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد

والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ، فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام

كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَــعَمُــوا كذا وكذا بالمطية التي

يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة، وإنما يقال زَــعَمُــوا في حديث لا سند له ولا

ثَبَتَ فيه، وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ، فذُمَّ من الحديث ما

كان هذا سبيله. وفي حديث المغيرة: زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس

يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه

يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم؛ قال ابن الأَثير: والزَّعيمُ

هنا بمعنى الوكيل.

زعم

(الزَّــعْمُ مُثَلَّثةً: القَولُ) ، زَــعَم زَــعْمًــا وزُــعْمًــا وزِــعْمًــا قَالَ: نقل التَّثْلِيثَ الجوهَرِيُّ. وَيُقَال: الضَّم لُغَة بَنِي تَمِيم، والفَتْح لُغَة الحِجاز. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لأبي زُبَيْد الطائِيّ:
(يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِن كَانَ الَّذي زَــعَمُــوا ... حَقًّا وماذا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي)

أَي: قَالُوا وَذَكروا، وَقيل: هُوَ القَوْل يَكُون (الحَقّ) (وَ) يكون (البَاطِل) ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ فِي الزَّــعم الَّذِي هُوَ حَقّ:
(وإِنّي أَدِينُ لكم أَنَّه ... سَيَجْزِيكُمُ رَبُّكم مَا زَــعَمْ)

(وَأَكثرُ مَا يُقال فِيمَا يُشَكُّ فِيهِ) وَلَا يتَحقَّق، قَالَه شَمِر. وَقَالَ اللَّيْث: " سَمِعْتُ أهلَ العَرَبِيّة يَقُولُونَ: إِذا قِيل ذَكَر فلَان كَذَا وكَذَا، فَإِنَّمَا يُقال ذلِك لأمر يُسْتَيْقَن أَنه حَقّ، وَإِذا شُكّ فِيهِ فَلم يُدْرَ لَعَلَّه كَذِب أَو بَاطِل قيل: زَــعَم فلَان. (و) قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: الزَّــعْم: يُسْتَــعْمــل فِيمَا يُذَمَّ كَقَوْلِه تَعَالَى: {زعم الَّذين كفرُوا أَن لن يبعثوا} حَتَّى قَالَ بعضُ المُفسِّرين: الزَّــعْمُ أَصلُه (الكَذِب) ، فَهُوَ إِذا (ضِدٌّ) ، قَالَ اللّيثُ: " وَبِه فُسِّر قَولُه تَعَالَى: {فَقَالُوا هَذَا لله بزعمــهم} أَي: بقَوْلِهم الكَذِب ".
(والزُّــعْمِــيّ) بالضَّمِّ: (الكَذَّابِ. و) أَيْضا: (الصَّادقُ) ، ضِدٌّ.
(والزَّعِيم: الكَفِيل) ، وَمِنْه قَولُ تَعالَى: {وَأَنا بِهِ زعيم} وَفِي الحَدِيث: " الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيم غَارِم "، أَي: الكَفِيل ضامِن. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " وذِمَّتِي رَهِينَة وأَنَابه زَعِيم ". (وَقد زَــعَم بِهِ زَــعْمًــا وَزَعامَةً) أَي: كَفَل وضَمِن، وَأنْشد ابنُ بَرّيّ لــعُمَــر بن أَبِي رَبِيعَة:
(قلت كَفِّي لَك رَهْنٌ بالرِّضَا ... وازْــعُمِــي يَا هِنْدُ قَالَت قد وَجَبْ)

أَي: اضْمَنِي.
وَقَالَ النَابِغَة الجُعْدِيّ يَصِف نُوحاً عَلَيْهِ السَّلَام:
(نُودِيَ قُمْ واركَبَنْ بِأَهْلِك إِنْ ... نَ الله موفٍ للنَّاس مَا زَــعَمــا)

أَي: ضَمِن. وفُسِّر أَيْضا بِمَعْنَى قَالَ، وبِمَعْنَى وَعَد.
قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: وَلم يَجِيء الزَّــعْم فِيمَا يُحْمَد إِلَّا فِي بَيْتَيْن، وذَكَر بيتَ النّابِغةِ الجَعْدِيّ، وَذكر أَنَّه رُوِي لأُميّةَ بنِ أبي الصَّلْت. وَذكر أَيْضا بَيْتَ عَمْــرو بِن شَأسٍ:
(تَقولُ هَلَكْنا إِن هَلَكْتَ وإِنّما ... على الله أرزاقُ العِباد كَمَا زَــعَمْ)

وَرَوَاهُ للمُضرِّس. وَقَالَ ابْن بَرّي: بَيْتُ عُمَــر بن أبي رَبِيعة لَا يَحْتَمِل سِوَى الضَّمان. وبَيْت أَبِي زُبَيْد لَا يَحْتَمِل سِوَى القَوْل، وَمَا سِوَى ذَلِك على مَا فسّر.
(و) الزَّعِيمُ: (سَيِّد القَوْم وَرَئِيسُهم، أَو رئيسهم (المُتَكلْم) عَنْهُم) ومِدْرَهُهم (ج: زُــعَمــاء) . وَقد زَــعُم كَكَرُم زَعامةٌ. قَالَ الشَّاعِر:
(حتّى إِذا رفعَ اللِّواءَ رأيتَهُ ... تَحْت اللِّواءِ على الخَمِيسِ زَعِيمَا)

(وزَــعَمْــتَنِي) كَذا تَزْــعُمُــنِي أَي: (ظَنَنْتَنِي) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيب: (فَإِن تَزْــعُمِــيني كُنتُ أجهلُ فِيكُمُ ... فَإِنِّي شَريْتُ الحِلمَ بعدَكِ بالجَهْلِ)

(و) زَــعِم (كَفَرِح: طَمِع) زَــعَمًــا وَزَــعْمــا بِالتَّحْرِيكِ وبالفتح قَالَ عَنْتَرةُ:
(عُلِّقتُها عَرَضًا وَأقْتُلُ قَوْمَها ... زَــعْمــاً ورَبِّ البَيْتِ لَيْسَ بِمَزْــعِم)

(والزَّعامة: الشَّرَف والرِّياسَةُ) على الْقَوْم، وَبِه فَسَّر ابنُ الأعرابيّ قَولَ لَبِيد:
(تَطِيرُ عَدائِدُ الأشراك شٌ فْعًا ... ووِتْرًا والزَّعامةُ للغُلامِ)

(و) الزَّعامةُ: (السِّلاحُ) ، وَبِه فَسَّر الجَوْهَرِيُّ قَولَ لَبِيد، قَالَ: لأَنهم كَانُوا إِذا اقْتَسَمُوا المِيراثَ دَفَعوا السّلاح إِلَى الأبْن دُونَ البِنْت انْتهى. وَقَوله: شَفْعًا ووِتْرًا أَي: قِسْمة المِيراث للذَّكَر مثل حَظّ الأُنْثَيَيْن.
(و) قيل: الزَّعامة (الدِّرْع) أَو الدُّرُوع، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الْأَعرَابِي أَيْضا قَولَ لَبِيد:
(و) الزَّعَامةُ: (البَقَرة ويُشَدَّد. و) قيل الزّعامةُ: (حَظُّ السَّيِّد من المَغْنَم. و) قيل: (أُفْضَلُ المالِ وَأَكْثَره من مِيراثِ ونَحْوِه) . وَبِه فَسّر بعضٌ قَولَ لَبِيد أَيْضا.
(وشِواءٌ زَــعِم) وزَــعْم (كَكَتِف) فيهمَا: مُرِشٌّ (كَثِيرُ الدَّسَم سَرِيعُ السَّيَلان على النّار. وَأَزْــعَم: أَطْمَع) ، وَأمر مُزعِم أَي مُطْمِع. (و) أَزْــعَم: (أَطاعَ) للزَّعِيم. (و) أَزْــعم (الأَمْرُ: أَمْكَن) . (و) أزعم (اللبنُ: أَخذ يَطِيبُ، كَزَــعَم) زَــعمًــا.
(و) أَزْــعَمَــتِ (الأرضُ: طَلَع أَوَّل نَبْتِها) عَن ابنِ الأَعرابي.
(و) لِهذا (أَمْرٌ فِيهِ مَزاعِمُ كَمنابِر) أَي: أمرٌ غيرُ مُسْتَقِيم، فِيهِ (مُنازَعَةُ) بَعْدُ نَقَلَهُ الأزهريُّ، وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: مَزاعِمُ أَي: لَا يُوثَق بِهِ.
(والزَّعُوم: العَيِيُّ) كَمَا فِي الصّحاح. زَاد غَيرُه (اللّسان كالزُّــعْمُــوم) بِالضَّمِّ.
(و) الزَّعُوم: (القَلِيلَة الشَّحْم. و) أَيْضا: (الكَثِيرَتُه، ضِدٌّ) . ونصّ المُحْكَم: الزَّعُوم: القَلِيلَة الشَّحْم، وَهِي الكَثِيرة الشَّحْم (كالمُزْــعَمَــة كَمُكْرَمَة) ، فمَنْ جَعَلها القَلِيلةَ الشَّحْم فَهِيَ المزْعُومَة، وَهِي الَّتِي إِذا أَكَلها النَّاس قَالُوا لصاحِبها تَوْبِيخاً: أَزْــعمْــتَ أنّها سَمِينَة. (و) قَالَ الأصمَعِيّ: الزَّعُوم من الغَنَم: (الَّتِي) لَا يُدْرَى أَبِهَا شَحْم أم لَا، وَفِي الصّحاح: ناقَةٌ زَعُومٌ وشَاةٌ زَعومٌ إِذا كَانَ (يُشَكّ) فِيهَا (أَبِها طِرْقٌ أم لَا) فتُغْبَط بالأَيْدِي. انْتَهَى.
وَقيل: هِيَ الَّتِي يَزْــعُم النَّاسُ أنّ بهَا نِقْيًا. وَأنْشد الجوهَرِيُّ للرَّاجِز:
(وبَلْدة تَجَهَّم الجَهْوما ... )

(زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهَلاً رَسُومَا ... )

(مُخْلِصَةَ الأَنقاءِ أَو زَعُومَا ... )

قَالَ ابنُ بَرّي: ومِثلُه قَوْل الآخر:
(وإنّا من مودَّةِ آل سَعْدٍ ... كمن طَلَب الإهالَة فِي الزَّعُومِ)

وَهُوَ مجَاز.
(وَتقول: هذَا وَلَا زَــعْمَــتَك وَلَا زَــعَمــاتِك أَي: وَلَا أتوهَّمُ زَــعَمــاتِك، تَذْهَب إِلَى رَدِّ قَوْلِه) . قَالَ الأزهريّ: الرّجلُ من العَرَب إِذا حَدَّث عَمّــن لَا يُحقِّق قولَه يَقُول: وَلَا زَــعمــاتِه وَمِنْه قَولُه:
(لقد خَطَّ رُومِيٌّ وَلَا زَــعَمــاتِه ... )

(والمِزْعامَةُ) بالكَسْر: (الحَيَّةُ) .
(والتَّزَــعُّم: التَّكَذُّب) . قَالَ:
(أَيهَا الزَّاعِم مَا تَزعَّمَــا ... )

(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت: (أمرٌ مَزْــعَمٌ كَمَقْعَد) أَي: (لَا يُوثَقُ بِهِ) أَي: يَزْــعُم هَذَا أَنَّه كَذَا وَيَزْــعُم هَذَا أَنّه كَذَا.
(وزَاعَم) مَزَاعَمَــةٌ: (زَاحَم) ، العَيْن بَدَل عَن الْحَاء.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الزَّــعْمُ: الظَّنّ، وَبِه فُسِّر قَولُ عُبَيْد الله بنِ عَبدِ الله بن عُتْبَة بنِ مَسْعود:
(فذُقْ هَجْرَها قد كُنتَ تَزعُم أنّه ... رَشَادٌ أَلا يَا رُبّما كَذَب الزَّــعْمُ)

قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا الْبَيْت لَا يحْتَمل سِوَى الظَّنّ.
وَقد يكون زَــعَم بِمَعْنى شَهِد كقَوْل النَّابِغَة:
عم الهُمامُ بأَنَّ فَاهَا بارِدٌ ... )

وَقد يكون بِمَعْنَى وَعَد وسَبَقَ، شاهِدُه من قَوْلِ عَمْــرو بنِ شَأس وقَوْل النَّابَغَة.
وتزَاعَم القَومُ على كَذَا تَزاعُمًــا: إِذا تَضافَرُوا عَلَيْهِ، وأصلُه أَنَّه صَار بَعضُهم لبَعض زَعِيمًا. وَقَالَ شَمِر: " التَّزاعمُ أكثرُ مَا يُقال فِيمَا يُشِكّ فِيهِ ".
والمَزْعُومَةُ: الناقةُ القلِيلة الشَّحْم. وَهُوَ مُزاعَمٌ: لَا يُوثَق بِهِ.
وَقَالَ ابنُ خَالوَيْه: لم يَجِئ أَزْــعَمَ فِي كَلَامهم إِلَّا فِي قَوْلِهم: أزعَمَــت القَلُوصُ أَو النَّاقةُ: إِذا ظُنَّ أَنَّ فِي سَنامِها شَحْمًا. وَيُقَال: أَزْــعَمْــتُكَ الشيءَ أَي: جعلتُك بِهِ زَعِيمًا.
والمَزْــعَمُ كَمَقْعَدٍ: المَطْمَع، وَسبق شاهِدُه من قَول عَنْتَرة. يُقَال: زَــعَم فلَان فِي غَيْر مَزْــعَم أَي: طَمِع فِي غير مَطْمَع. وَقَالَ الشاعِرُ:
(لَهُ رَبَّةٌ قد أحرمَتْ حِلَّ ظَهره ... فَمَا فِيهِ للفُقرَى وَلَا الحَجِّ مَزْــعَمُ)

وَزَاعِمٌ وَزَعِيمٌ: اسْمان.
وَقَالَ شُرَيْح: زَــعَمــوا كُنْيَة الكَذِب. وَفِي الحَدِيث: " بِئْسَ مَطِيَّةَ الرَّجل زَــعَمُــوا "، مَعْنَاهُ أَن الرَّجُل إِذا أرادَ المَسِير إِلَى بلد رَكِب مَطِيَّته وسَارَ حَتَّى يقْضِي إرْبَه، فشَبّه مَا يُقَدِّمُه المُتَكَلِّم أَمَام كَلامِه ويتَوصَّل بِهِ إِلَى غَرضِه من قَوْله: (زَــعَمُــوا كَذَا وَكَذَا، بالمَطِيَّة الَّتِي يُتَوَصَّل بهَا إِلَى الحاجَة، وإِنَّما يُقَال: زَــعَمُــوا فِي حَدِيث لَا سنَد لَهُ وَلَا ثَبَت فِيهِ، وإنّما يُحْكَى عَن الألسُن على سَبِيل البَلاغِ، فَذُمَّ من الحَدِيث مَا كَانَ هَذَا سَبِيله.
وَقَالَ الكسائِيّ: إِذا قَالُوا: زَــعْمــةٌ صادِقَةٌ لآتينَّك، رَفَعوا، وحِلْفَةٌ صَادِقَة لأقولَن. ويَنْصِبُون: يَمِينًا صادِقَةً لأفعلَنَّ.
وتَزاعَمــا: تَداعَيا شَيْئًا فاخْتَلَفَا فِيهِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مَعْنَاهُ تحادَثَا بالزَّــعَمَــات مُحَرَّكَة: وَهِي مَا لَا يُوثَق بِهِ من الأَحاديث.
والزُّــعْمُ بالضَّمّ: الكبْر عامية.
الزعم: هو القول بلا دليل.

عَمَدَ 

(عَمَــدَ) الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ كَبِيرٌ، فُرُوعُهُ كَثِيرَةٌ تَرْجِعُ إِلَى مَعْنًى، وَهُوَ الِاسْتِقَامَةُ فِي الشَّيْءِ، مُنْتَصِبًا أَوْ مُمْتَدًّا، وَكَذَلِكَ فِي الرَّأْيِ وَإِرَادَةِ الشَّيْءِ.

مِنْ ذَلِكَ عَمَــدْتُ فُلَانًا وَأَنَا أَــعْمِــدُهُ عَمْــدًا، إِذَا قَصَدْتَ إِلَيْهِ. وَالْــعَمْــدُ: نَقِيضُ الْخَطَأِ فِي الْقَتْلِ وَغَيْرِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ عَمْــدًا لِاسْتِوَاءِ إِرَادَتِكَ إِيَّاهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْــعَمْــدُ: أَنْ تَــعْمِــدَ الشَّيْءَ بِــعِمَــادٍ يُمْسِكُهُ وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَمَــدْتُ الشَّيْءَ: أَسْنَدْتُهُ. وَالشَّيْءُ الَّذِي يُسْنَدُ إِلَيْهِ عِمَــادٌ، وَجَمْعُ الْــعِمَــادِ عُمُــدٌ. وَيُقَالُ عَمُــودٌ وَــعَمَــدٌ. وَالْــعَمُــودُ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَدِيدٍ، وَالْجَمْعُ أَــعْمِــدَةٌ; وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي عَمْــدِ الْخِبَاءِ. وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ غَيْرَهَا: هُمْ أَهْلُ عَمُــودٍ، وَأَهْلُ عِمَــادٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَــعَمُــودُ السِّنَانِ: مُتَوَسِّطٌ مِنْ شَفْرَتَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خَطُّ الْعَيْرِ. وَيُقَالُ لِرِجْلَيِ الظَّلِيمِ: عَمُــودَانِ. وَــعَمُــودُ الْأَمْرِ: قِوَامُهُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِهِ. وَــعَمِــيدُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ وَمُعْتَمَدُهُمُ الَّذِي يَعْتَمِدُونَهُ إِذَا حَزَبَهُمْ [أَمْرٌ] فَزِعُوا إِلَيْهِ. وَــعَمُــودُ الْأُذُنِ: مُعْظَمُهَا وَقِوَامُهَا الَّذِي ثَبَتَتْ إِلَيْهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْمَرِيضِ عَمِــيدٌ، فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْــعَمِــيدُ: الرَّجُلُ الْمَــعْمُــودُ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْجُلُوسَ مِنْ مَرَضِهِ حَتَّى يُــعْمَــدَ مِنْ جَوَانِبِهِ بِالْوَسَائِدِ. قَالُوا: وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْقَلْبُ الْــعَمِــيدُ، وَهُوَ الْمَــعْمُــودُ الْمَشْعُوفُ الَّذِي هَدَّهُ الْعِشْقُ وَكَسَرَهُ، وَصَارَ كَالشَّيْءِ عُمِــدَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

بَانَتْ سُعَادُ فَنَوْمُ الْعَيْنِ تَسْهِيدُ ... 206 وَالْقَلْبُ مُكْتَئِبٌ حَرَّانُ مَــعْمُــودُ

وَيُقَالُ: عَمِــيدٌ، وَمَــعْمُــودٌ، وَمُــعَمَّــدٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْــعَمْــدُ: أَنْ تُكَابِدَ أَمْرًا بِجِدٍّ وَيَقِينٍ. تَقُولُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْــدًا وَــعَمْــدَ عَيْنٍ، وَتَــعَمَّــدْتُ لَهُ وَفَعَلْتُهُ مُعْتَمِدًا، أَيْ مُتَــعَمِّــدًا.

وَمِنَ الْبَابِ: السَّنَامُ الْــعَمِــدُ [عَمِــدَ] يَــعْمَــدُ عَمْــدًا. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَلْبٌ عَمِــيدٌ وَمَــعْمُــودٌ، وَذَلِكَ السَّنَامُ إِذَا كَانَ ضَخْمًا وَارِيًا فَحُمِلَ عَلَيْهِ فَكُسِرَ وَمَاتَ فِيهِ شَحْمُهُ فَلَا يَسْتَوِي أَبَدًا - وَالَوَارِي: السَّمِينُ - كَمَا يَــعْمَــدُ الْجُرْحُ إِذَا عُصِرَ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ بَيْضَتُهُ فَيَرِمَ، وَبَعِيرٌ عَمِــدٌ، وَنَاقَةٌ عَمِــدَةٌ، وَسَنَامُهَا عَمِــدٌ. فَأَمَّا قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {فِي عَمَــدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 9] ، أَيْ فِي شِبْهِ أَخْبِيَةٍ مِنْ نَارٍ مَمْدُودَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: {فِي عَمَــدٍ} [الهمزة: 9] وَقُرِئَتْ " فِي عُمُــدٍ " وَهُوَ جَمْعُ عِمَــادٍ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: رَجُلٌ مُــعْمَــدٌ، أَيْ طَوِيلٌ. وَالْــعِمَــادُ: الطُّولُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {إِرَمَ ذَاتِ الْــعِمَــادِ} [الفجر: 7] ، أَيْ ذَاتِ الطُّولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هُوَ رَفِيعُ الْــعِمَــادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَمَــدْتُ الشَّيْءَ: أَقَمْتُهُ، فَهُوَ مَــعْمُــودٌ. وَأَــعْمَــدْتُهُ بِالْأَلْفِ إِــعْمَــادًا، أَيْ جَعَلْتُ تَحْتَهُ عَمَــدًا. وَمِنَ الْبَابِ: الْــعُمُــدُّ، الدَّالُّ شَدِيدَةٌ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ مَضْمُومَتَانِ: الشَّابُّ الْمُمْتَلِئُ شَبَابًا. وَهُوَ الْــعُمُــدَّانِيُّ، وَالْجَمْعُ الْــعُمُــدَّانِيُّونَ. وَامْرَأَةٌ عُمُــدَّانِيَّةٌ، أَيْ ذَاتُ جِسْمٍ وَعَبَالَةٍ. وَمِنَ الْبَابِ الْــعَمُــودُ: عِرْقُ الْكَبِدِ الَّذِي يَسْقِيهَا. وَيُقَالُ لِلْوَتِينِ: عَمُــودُ السَّحْرِ. قَالَ: وَــعَمُــودُ الْبَطْنِ: شِبْهُ عِرْقٍ مَمْدُودٍ مِنْ لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلَى دُوَيْنِ السُّرَّةِ فِي وَسَطِهِ يُشَقُّ عَنْ بَطْنِ الشَّاةِ. وَيَقُولُونَ أَيْضًا: إِنَّ عَمُــودَا الْبَطْنِ: الظَّهْرُ وَالصُّلْبُ; وَإِنَّمَا قِيلَ عَمُــودَا الْبَطْنِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُعْتَمِدٌ عَلَى الْآخَرِ.

وَمِنَ الْبَابِ: ثَرًى عَمِــدٌ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَّتْهُ الْأَمْطَارُ. قَالَ:

وَهَلْ أَحْطِبَنَّ الْقَوْمَ وَهِيَ عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلَاءٍ فِي ثَرًى عَمِــدٍ جَعْدِ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَمِــدَتِ الْأَرْضُ عَمْــدًا، أَيْ رَسَخَ فِيهَا الْمَطَرُ إِلَى الثَّرَى حَتَّى إِذَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ تَعَقَّدَ فِي كَفِّكَ وَجَعُدَ. وَيَقُولُونَ: الْزَمْ عُمْــدَتَكَ، أَيْ قَصْدَكَ.

قَدْ مَضَى هَذَا الْبَابُ عَلَى اسْتِقَامَةٍ فِي أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَبَقِيَتْ كَلِمَةٌ، أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَدْرِي مَا مَعْنَاهَا، وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ مَأْخَذُهَا، وَفِيمَا أَحْسَبُ إِنَّهَا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي دَرَجَ بِذَهَابِ مَنْ كَانَ يُحْسِنُهُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ لَمَّا صُرِعَ قَالَ: " أَــعْمَــدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ "، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ. فَأَمَّا مَعْنَاهُ فَقَالُوا: أَرَادَ: هَلْ زَادَ عَلَى سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَا تَدُلُّ عَلَى التَّفْسِيرِ وَلَا تُقَارِبُهُ، فَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ. وَأَنْشَدُوا لِابْنِ مَيَّادَةَ:

وَأَــعْمَــدُ مِنْ قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ ... صِدَامَ الْأَعَادِي حِينَ فُلَّتْ نُيُوبُهَا

قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلْ زِدْنَا عَلَى أَنْ كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا. فَهَذَا مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ. وَحُكِيَ عَنِ النَّضْرِ أَنَّ مَعْنَاهَا أَعْجَبُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَنَا أَــعْمَــدُ مِنْ كَذَا، أَيْ أَعْجَبَ مِنْهُ. وَهَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْأَوَّلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ.

نَعِمَ

(نَــعِمَ)
(هـ) فِيهِ «كَيْفَ أَنْــعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَه؟» أَيْ كَيْفَ أَتَنَــعَّمُ، مِنَ النَّــعْمَــةِ، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ المَسَرَّة والفَرح والتَّرَفُّه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهَا لَطَيْرٌ نَاعِمَــةٌ» أَيْ سِمانٌ مُتْرَفَة.
وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الظُّهْرِ «فأبْرَدَ بِالظَّهْرِ وأنْــعَم» أَيْ أَطَالَ الإبْراد وأخَّرَ الصَّلَاةَ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «أَنْــعَمَ النَّظَرَ فِي الشَّيْءِ» إِذَا أَطَالَ التَّفَكُّر فِيهِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وإنَّ أَبَا بَكْرٍ وعُمــر مِنْهُمْ وأَنْــعَمَــا» أَيْ زَادَا وفَضَلا. يُقَالُ:
أحْسَنْتَ إِلَيَّ وأَنْــعَمْــتَ: أَيْ زِدتَ عَلَى الإنْعام.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صَارَا إِلَى النَّعِيمِ ودَخَلا فِيهِ، كَمَا يُقَالُ: أشْمَل، إِذَا دَخل فِي الشِّمال.
وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: أَنْــعَمْــتُ عَلَى فُلَانٍ: أَيْ أصَرْتُ إِلَيْهِ نِــعْمَــة.
(س) وَفِيهِ «مَن تَوضَّأ للجُمعة فبها ونِــعْمَــتْ» أَيْ ونِــعْمــت الفَعْلة والخَصْلة هِيَ، فحُذِف المخصوصُ بِالْمَدْحِ.
وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ «فِيهَا» مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر: أَيْ فَبِهَذِهِ الخَصْلة أَوِ الفَعْلَة، يَعْنِي الوُضوء يَنال الْفَضْلَ.
وَقِيلَ: هُوَ راجِع إِلَى السُّنّة: أَيْ فبالسُّنة أخَذ، فأضْمَر ذَلِكَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نِــعِمَّــا بِالْمَالِ» أَصْلُهُ: نِــعْم ما، فأُدغِم وشُدِّد. وما: غير موصوفة وَلَا مَوْصُولَةٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: نِــعْمَ شَيْئًا المالُ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ، مِثْل زِيَادَتِهَا فِي كَفَى باللَّه حَسيباً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نِــعْمَ المالُ الصالحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ» وَفِي نِــعْم لُغات، أشهَرُها كَسْرُ النُّونِ وَسُكُونُ الْعَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وَكَسْرُ الْعَيْنِ، ثُمَّ كسرُهما.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَتادة «عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْــعَم، قَالَ: دَفعْت إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَنًى، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تزْــعُم أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ: نَــعِم» وكَسَر الْعَيْنَ. هِيَ لُغَةٌ فِي نَــعَم، بِالْفَتْحِ، الَّتِي لِلْجَوَابِ. وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا.
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدي: «أمَرنا أميرُ الْمُؤْمِنِينَ عمــرُ بأمرٍ فَقُلْنَا: نَــعَم، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا: نَــعَم، وَقُولُوا نَــعِم» وَكَسَرَ الْعَيْنَ.
(س) وَقَالَ بَعْضُ وَلَد الزُّبَيْرِ «مَا كُنْتُ أسمَع أشياخَ قُرَيْشٍ يَقُولُونَ إِلَّا نَــعِمْ» بِكَسْرِ الْعَيْنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ «حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى أُحُدٍ كتَب عَلَى سَهم: نَــعَم، وَعَلَى آخَرَ:
لَا، وأجالَهُما عِنْدَ هُبَل، فَخَرَجَ سَهم نَــعَم، فَخَرَجَ إِلَى أُحُد، فَلَمَّا قَالَ لــعُمــر: أُعْلُ هُبَلُ، وَقَالَ عُمــر: اللَّه أعْلَى وأجَلّ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنْــعَمَــت، فَعالِ عَنْهَا» أَيِ اُتْرُك ذِكْرها فَقَدْ صدَقَت فِي فَتْواها. وأَنْــعَمَــتْ: أَيْ أجابَت بِنَــعَمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الحَسَن «إِذَا سَمِعْتَ قَوْلًا حَسَنًا فرُوَيْداً بِصَاحِبِهِ، فَإِنْ وَافَقَ قَوْلٌ عَمَــلًا فَنَــعْمَ ونُــعْمَــةَ عينٍ، آخِه وأوْدِدْه» أَيْ إِذَا سَمِعْتَ رَجُلًا يَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ بِمَا تَسْتحسِنه، فَهُوَ كَالدَّاعِي لَكَ إِلَى مَوَدَتّه وَإِخَائِهِ، فَلَا تَعْجل حَتَّى تَخْتَبِر فعْلَه، فَإِنْ رَأَيْتَهُ حَسن الــعَمــل فأجِبْه إِلَى إِخَائِهِ ومَوَدّتِه. وَقُلْ لَهُ: نَــعَم.
ونُــعْمَــةُ عَيْنٍ: أَيْ قُرّة عَيْنٍ. يَعْنِي أُقِرُّ عَيْنَكَ بطاعتِك واتِّباع أمرِك. يُقَالُ: نُــعْمَــة عَيْنٍ، بِالضَّمِّ، ونُــعْمَ عَيْنٍ، ونُــعْمَــى عَيْنٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي مَرْيَمَ «دخلْتُ عَلَى مُعاوية فَقَالَ: مَا أَنْــعَمَــنَا بِكَ؟» أَيْ مَا الَّذِي أعْمَــلك إِلَيْنَا، وأقْدَمَك عَلَيْنَا، وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يُفْرَح بِلِقَائِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا الَّذِي أسَرَّنا وأفْرَحَنا، وأقَرّ أعْيُنَنا بلِقائك ورؤيتك. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّف «لَا تُقُل: نَــعِمَ اللَّه بِكَ عَيْنًا، فَإِنَّ اللَّه لَا يَنْــعَمُ بأحدٍ عَيْنًا، وَلَكِنْ قُلْ: أَنْــعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا» قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الَّذِي مَنَع مِنْهُ مُطَرِّف صحيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلَامِهِمْ، وَعَيْنًا نَصْبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنَ الْكَافِ، والباءُ للتَّعْدِية. وَالْمَعْنَى: نَــعَّمَــكَ اللَّهُ عَيْنًا: أَيْ نَــعَّمَ عَيْنَكَ وَأَقَرَّهَا.
وَقَدْ يَحْذِفون الْجَارَّ ويُوصلون الْفِعْلَ فَيَقُولُونَ: نَــعِمَــكَ اللَّهُ عيْنا. وَأَمَّا أنْــعَم اللَّه بِكَ عَيْنًا، فَالْبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، لِأَنَّ الْهَمْزَةَ كَافِيَةٌ فِي التَّعْدية، تَقُولُ: نَــعِمَ زيْدٌ عَيْنًا، وأَنْــعَمَــهُ اللَّهُ عَيْنًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أنْــعم، إِذَا دَخَل فِي النَّعِيمِ، فَيُعَدَّى بِالْبَاءِ. قَالَ: وَلعَلَّ مُطَرِّفا خُيِّل إِلَيْهِ أَنَّ انْتِصاب المُميِّز فِي هَذَا الْكَلَامِ عَنِ الْفَاعِلِ، فاسْتَعْظَمَه، تَعَالَى اللَّه أَنْ يُوصَف بالحَواسِّ عُلوّاً كَبِيرًا، كَمَا يَقُولُونَ: نَــعِمْــتُ بِهَذَا الْأَمْرِ عَيْنًا، وَالْبَاءُ للتَّعدية، فَحَسِب أَنَّ الْأَمْرَ فِي نَــعِم اللَّه بِكَ عَيْنًا، كَذَلِكَ.
(س) وَفِي حَدِيثُ ابْنِ ذِي يَزَن:
أتَى هِرَقْلاً وَقَدْ شالَت نعَامَتُهمْ
النَّعَامَةُ: الْجَمَاعَةُ: أَيْ تَفَرّقوا.

عَمّانُ

عَمّــانُ:
بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، يجوز أن يكون فعلان من عمّ يــعمّ فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة، ويجوز أن يكون فعّالا من عمــن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد، وعمــان: بلد في طرف الشام وكانت قصبة أرض البلقاء، والأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا، وفي الترمذي: من عدن إلى عمــان البلقاء، والبلقاء: بالشام وهو المراد في الحديث لذكره مع أذرح والجرباء وأيلة وكل من نواحي الشام، وقيل:
إن عمــان هي مدينة دقيانوس وبالقرب منها الكهف والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، والله أعلم، وقد قيل غير ذلك، وذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله: أن لوطا، عليه السّلام، لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زغر ولم ينج غيره، وأخيه وابنتيه، وتوهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلا من أبيهما وعمــهما فأسقتاهما نبيذا وضاجعت كل واحدة منهما واحدا فحبلتا ولم يعلم الرجلان بشيء من ذلك وولدت الواحدة ابنا فسمته عمّــان أي أنه من عم وولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب، فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد منهما مدينة بالشام وسماها باسمه، وهما متقاربتان في برية الشام، وهذا كما تراه ونقلته كما وجدته، والله أعلم بحقه من باطله، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري: عمــان على سيف البادية ذات قرى ومزارع، ورستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس الصحن شبه مكة، وقصر جالوت على جبل يطل عليها، وبها قبر أوريّاء النبيّ، عليه السّلام، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود، عليه السّلام، وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبة، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:
أقول بــعمّــان وهل طربي به ... إلى أهل سلع، إن تشوّقت، نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضة ... وبرق تلالا بالعقيقين لامع؟
وإنّ غريب الدار مما يشوقه ... نسيم الرّياح والبروق اللوامع
وكيف اشتياق المرء يبكي صبابة ... إلى من نأى عن داره وهو طامع
وقد كنت أخشى، والنوى مطمئنة ... بنا وبكم، من علم ما الله صانع
أريد لأنسى ذكرها فيشوقني ... رفاق إلى أرض الحجاز رواجع
وقال الخطيم العكلي اللصّ يذكر عمّــان:
أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها ... وعمّــان ما غنّى الحمام وغرّدا
فذاك الذي استنكرت يا أمّ مالك ... فأصبحت منه شاحب اللون أسودا
وإني لماضي العزم لو تعلمينه، ... وركّاب أهوال يخاف بها الرّدى
وينسب إلى عمــان أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد الله ابن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني الــعمــاني، قال الحافظ أبو القاسم: من أهل عمــان مدينة البلقاء، قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص الــعمــاني المخزومي ومحمد بن هارون بن بكار وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافة سنة 324، وقال الرازي: سنة 325، وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري الــعمــاني، حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي ونفر سواه.
ودير عمّــان: بنواحي حلب ذكر في الديرة، ومحمد ابن كامل الــعمــاني، روى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي.

طعم

طــعم
طــعِمَ يَطــعَم، طَعامًا وطَــعْمًــا، فهو طاعِم، والمفعول مَطْعوم (للمتعدِّي)
• طــعِم الغصنُ: قبِل التطعيم، أي الوصل بغصن من شجرة أخرى.
• طــعِم الطّعامَ كُلّه: أكله "طــعِمَ السمكَ مع أصدقائه- {قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْــعَمُــهُ إلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} ".
• طــعِم الشرابَ: ذاقه "طــعِم الدواءَ قبل شربه- طــعِمَ العسل ثمَّ أكل منه- {إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} ". 

أطــعمَ يُطــعِم، إطعامًا، فهو مُطــعِم، والمفعول مُطــعَم (للمتعدِّي)
• أطــعمــتِ الشَّجرةُ: أثمرت، صار لها ثمرٌ "أطــعمــت النّخلةُ لأوّل مَرّة".
• أطــعمَ عصيرُ القصب: تغيّر طــعمــه، صار ذا طَــعْم "أطــعمَ الماءُ بعد فترة".
• أطــعم الدَّابَّةَ: قدّم لها الطعامَ "أطــعمــت المرأةُ زوجَها- {أَنُطْــعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ أَطْــعَمَــهُ}: أنرزق من لو يشاء الله يرزقه".
• أطــعم الغصنَ بآخر: طــعَّمــه به، أي وصَله بغصن من شجرة أخرى. 

استطــعمَ يَستطــعِم، استطعامًا، فهو مُستطــعِم، والمفعول مُستطــعَم
• استطــعم الرَّجلَ: طلب منه طعامًا، سأله أن يُطــعمَــه "استطــعم أهلَ الحيّ فقدّموا له الطعام- {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْــعَمَــا أَهْلَهَا} ".
• استطــعم الأكلَ:
1 - وجد طــعمــه لذيذًا.
2 - ذاقه ليعرف طــعمــه (حلاوتَه أو ملوحتَه) "استطــعم اللحمَ/ الفطيرَ/ العصيرَ". 

تطاعمَ يتطاعم، تطاعُمًــا، فهو مُتطاعِم
• تطاعم الحمامُ: أدخل منقاره في منقار أنثاه.
• تطاعم الرَّجلان: أكلا معًا. 

تطــعَّمَ يتطــعَّم، تَطَــعُّمًــا، فهو مُتَطَــعِّم، والمفعول مُتَطَــعَّم (للمتعدِّي)
• تطــعَّمــت الشَّجرةُ: مُطاوع طــعَّمَ: أُلصق بها غُصن من شجرة أخرى لتحسينها أو اشتقاق نوع آخر منها.
• تطــعَّم الشَّيءَ: ذاقه ليعرف طــعمــه. 

طاعمَ يُطاعم، مُطَاعَمَــةً، فهو مُطَاعِم، والمفعول مُطَاعَم
• طاعم الرَّجلُ ضيفَه: أكل معه.
• طاعم الحمامُ أنثاه: أدخل منقارَه في منقارها. 

طــعَّمَ يُطــعِّم، تطعيمًا، فهو مُطــعِّم، والمفعول مُطــعَّم
• طــعَّم الخشبَ بالصَّدَف ونحوِه: ركَّبه فيه للزَّخرفة والزِّينة "طــعّم القلمَ بالعاج- طــعّم الخنجر بالذهب- طــعّم الإطارَ بالفضّة".
• طــعَّم أشجارَ الحديقة: وصل بعض أغصانها بأغصان من نوع آخر من الشجر لتثمر نوعًا جديدًا "طــعَّم شجرة الخوخ بشجرة الجوافة".
• طــعَّمــه ضدّ شلل الأطفال: (طب) حقنه بمصل واقٍ، لقَّحه ببعض الجراثيم أو بمصل الأمراض الوبائية للوقاية أو للشفاء منها "طــعّمــه بطُــعْم الجدَري- طــعّمــه تطعيمًا وقائيًّا- تطعيم إجباريّ للأطفال". 

تطعيم [مفرد]: ج تطعيمات (لغير المصدر):
1 - مصدر طــعَّمَ.
2 - (نت، رع) لصق جزء من ساق نبات يُسمَّى بالطُّــعم بساق نبات آخر مُثبَّتة جذوره، ويُسمَّى بالأصل، يتكوَّن من الغصنين المركبين غصن آخر يُثمر ثمرًا جديدًا.
3 - (طب) حَقْن الجسم بالمصل ليكتسب مناعة من المرض.
• تطعيم الخشب: تقطيع الخشب وجمع قطعه، ولصق بعضها ببعض بحيث تنسجم الأشكال والألوان بشكل متآلف متناغم.
• تطعيم متجانس: (طب) طُــعْم نسيجيّ يتم الحصول عليه من متبرِّع يختلف جينيًّا عن المتلقي، لكنه من النوع نفسه.
• تطعيم مثليّ: (طب) رقعة أو نسيج أو عضو ما مأخوذ من نوع المتلقي نفسه ولكن باختلاف عوامل الوراثة. 

طَعَام [مفرد]: ج أطْــعِمــة (لغير المصدر):
1 - مصدر طــعِمَ.
2 - أكْل، مأكولات "التفّت الأسرة حول مائدة الطعام- راحة الجسد في قلة الطعام- {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} " ° أضرب عن الطَّعام: امتنع عن تناوله احتجاجًا على شيء- قائمة الطعام: بيان بأنواع المأكولات التي يقدِّمها مطــعم ما لزبائنه- لكلِّ غدٍ طعام: يضرب في التوكل على فضل الله تعالى. 

طَــعْم [مفرد]: ج طُعُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر طــعِمَ.
2 - ما تدركه حاسّة الذّوق من الطعام والشراب، كالحلاوة والمرارة والملوحة ونحوها "لهذه الفاكهة طــعْمٌ لذيذ- لم يذق طــعم النوم/ الراحة- {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَــعْمُــهُ} " ° فلانٌ لا طَــعْم له: إذا لم يكن مقبولاً. 

طُــعْم [مفرد]: ج طُعُوم:
1 - ما يُلقى للسمك والطير ونحوهما من طعام لاصطياده أو إيقاعه في الشّرَك "أكلت السمكة الطُّــعم فلم تستطع الخلاص من الصِّنارة" ° بلَع الطُّــعْمَ: انخدع وجازت عليه الحيلة.
2 - (طب) لِقاح؛ مَصْلٌ يُحقَنُ به الجسم ليكتسب مناعة ضِدّ المرض "طُــعْم ضد الكوليرا- طُــعم ضد الحصبة".
3 - (نت) جزء من قطعة نبات للتطعيم أو الزراعة. 

طُــعْمَــة [مفرد]: ج طُــعُمــات وطُــعْمــات وطُــعَم:
1 - طَعام، مأدُبةَ "قدّم طُــعمــة لعابر سبيل" ° أصبح طُــعمــةً للنِّيران: احترق- طُــعْمــة لمدافِع الحرْب: عُرْضة لها.
2 - رِزق، مكْسب "فلان عفيف الطُّــعمــة". 

طَــعمــيّة [مفرد]: طعامٌ يُصنع من الفول أو الحمَّص المطحون وبعض الخضراوات، يُقلى بالزيت. 

مِطعام [مفرد]: ج مَطاعِيمُ، مؤ مِطْعام ومطعامة:
1 - صيغة مبالغة من طــعِمَ.
2 - كثير الإطعام، كثير الأضياف "كان كريمًا مِطعامًا- امرأةٌ مطعام/ مِطْعامة- رجلٌ مطعامٌ لليتامى". 

مَطــعَم [مفرد]: ج مطاعِمُ:
1 - اسم مكان من طــعِمَ: مكان يتناول فيه الناس الطعامَ بثمن "مطــعم جامعي/ شعبيّ- صاحب مطــعم- مطاعم خمسة نجوم" ° مطــعم الخدمة الذاتيّة: مطــعم يقوم الزبائن فيه بخدمة أنفسهم.
2 - طعام، ما يؤكل "أَطِبْ مَطْــعَمــكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ [حديث] ". 
(طــعم) الْعظم صَار ذَا مخ والغصن أطْــعمــهُ وَمِنْه طــعم كَذَا بعنصر كَذَا لتقويته أَو تحسينه أَو اشتقاق نوع آخر مِنْهُ والجسد بالمصل حصنه بِهِ من الْمَرَض (مو) والخشب بالصدف وَنَحْوه رَكبه فِيهِ للزخرفة والزينة (مو)
(طــعم)
طــعمــا وَطَعَامًا أكل وذاق والغصن أَو الْفَرْع قبل الْوَصْل بِغُصْن من غير شَجَره وَالشَّيْء وَمِنْه أكله بِمقدم فَمه وثناياه وذاقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الله مبتليكم بنهر فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني وَمن لم يطــعمــهُ فَإِنَّهُ مني}

طــعم


طَــعِمَ(n. ac. طَــعْم
طُــعْم)
a. Tasted; partook of.
b.(n. ac. طَــعْم
طَعَاْم), Ate.
c. Was satisfied.
d. Was grafted (tree).
e. [ coll. ], Was vaccinated (
child ).
f. [ coll. ], Was baited (
hook ).
طَــعَّمَa. Grafted. (b) [ coll. ], Vaccinated, inoculated.
c. [ coll. ], Baited.
طَاْــعَمَa. Ate with; billed (pigeons).
أَطْــعَمَa. Fed, gave to eat to; nourished.
b. Bore fruit (tree).
c. see II
تَطَــعَّمَa. see I (a) (d), (e).
تَطَاْــعَمَa. see III
إِطْتَــعَمَ
(ط)
a. Was flavorous, savoury; was luscious (
fruit ).
b. Trained, disciplined.

إِسْتَطْــعَمَa. Tasted; understood, digested ( a speech ).

طَــعْم
(pl.
طُعُوْم)
a. Taste, flavour, savour; relish.

طُــعْمa. sec
طَعَاْم
(a).
b. [ coll. ], Bait.
c. [ coll. ], Poison.
طُــعْمَــة
(pl.
طُــعَم)
a. see 22 (a)b. Subsistence, maintenance.
c. see 1
طَــعِمa. see 21
مَطْــعَم
(pl.
مَطَاْــعِمُ)
a. see 22(a)b. Place of eating : refectory; eatinghouse.

مِطْــعَمa. Hearty eater.

طَاْــعِمa. Well-fed, well-nourished; satisfied.

طَاْــعِمِــيّa. Provisiondealer.

طَعَاْم
(pl.
أَطْــعِمَــة
15t
&
أَطْــعِمَــات )
a. Food, nourishment.
b. Corn.

مِطْعَاْمa. see 20b. Hospitable.

N. P.
طَــعَّمَ
a. [ coll. ], Grafted; vaccinated:
inoculated; baited.
طَعَام طُــعْم
a. Satisfying food.
طــعم
الطَّــعْمُ: الذَوْقُ، ومنه قَوْلُ الله تعالى: " ومَنْ لم يَطْــعَمْــه فإنه مِني ". والطــعْمُ: الأكْل. والحب الذي يُلْقى للطَير، وقيل: الطــعْم. والشهْوَة. والطُّــعْمُ: الطعام.
وجُعِلَ له كذا طُــعْمَــةً: أي مَأكَلَةً لا يُحَاسَبُ عليه. والطــعْمَــةُ - أيضاً - الدعوة إلى الطعام تصْنَع للقَوْم. والطعَامُ: هو البُّر خاصةً. ثم يُسَمى كُل ما يَسُدُّ الجوعَ طَعاماً.
وهو حَسَنُ المَطْــعَم: أي طَعامُه طَيب. والطًــعْمَــة: اسْمٌ للحَال. ويَدْخُل فيه الكَسْبُ يُقال: هو خَبيثُ الطــعْمَــة: أي الكَسْب.
ورَجُل مِطْــعَمٌ: شَديدُ الأكْل. ومِطْعَامٌ: يُطْــعِمُ الناسَ ويَقْرِيْهم. وهو طَاعِمٌ عن طَعامِكم: أي مُسْتَغْنٍ عنه. ومُسْتَطْــعَمُ الفَرَس: ما بَيْن مَرْسِنِه وأطْراف جَحْفَلَتِه. والمُطْــعِمَــةُ: القَوْسُ. والإِصْبَعُ الغَليظة المُتَقَدَمة من الجَوارِح.
والمُطــعِمُ والمُطَــعَمُ - جَميعاً -: البَعيرُ تَجِدُ في مُخه طَــعْمَ الشحْم من سِمَنِه.
واطًــعَمَــتْ؛ وأطْــعَمَــتْ أيضاً: أدْرَكَتْ ثَمَرَتُها. واطــعَمَ الشَّيْءُ وأطْــعَمَ: صار َذا طَــعْم.
ومُخُّ طَعُوْمٌ: يُوجَدُ طَــعْمُ السمَن فيه.
وناقَةٌ طَعِيْمٌ وطَعُوْمٌ - جَميعاً -: بَيْنَ السمينة والمَهْزولة. وهو مُتطاعِمُ الخَلْق: أي مُتَتابِعُه.
والتَطَاعُمُ: إِدْخَالُ الفَم في الفم عند التَقْبيل. وطُــعْمَــةُ: من أسْماء الرِّجَال.
(طــعم) - في حديث عَلِىٍّ، - رضي الله عنه -: "إذا اسْتَطْــعَمَــكم الإمامُ فأَطْــعِمُــوه".
: أي إذا تَعاَيَا في القِراءة في الصَّلاة فلَقِّنُوه، وإذا استَفْتَح فافْتَحوا عليه.
- قوله تبارك وتعالى: {وطَعَامُهُ مَتَاعًا لكُمْ}
: أي أَكْله . وقيل: أي طَعَام السَّمك، وما يَطــعَمــه في الماء، وما يُوجَد في جَوفِه. وقيل: أي طَعامُ البَحْر وما يوجَد فيه حَيًّا أو مَيِّتًا.
- قوله تبارك وتعالى: {ومَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّى}
: أي لم يَشْرَبْه. - في حديث أَبىِ سَعِيد، - رضي الله عنه -،: "كُنَّا نُخرِج صدقة الفطر صاعاً من طَعامٍ، أو صَاعًا من شَعِيرٍ"
والطَّعامُ عند بَعضِهم البُرُّ خَاصَّة.
- في حديث المُصَرَّاة: " .. صاعاً من طَعامٍ لا سَمْرَاء"
كأنه أَرادَ به التَّمر، وأَطْلَق الطَّعَامَ عليه ونَفَى معه البُرَّ.
- في حديث بدر: "ما قَتَلْنا أَحدًا له طُــعْم"
الطَّــعم: ما يُؤَدِّيه ذَوْقُ الشَّىء من حَلاوةٍ ومَرارةٍ وغَيرهِما وله حَاصِلٌ ومَنْفَعَة. والمَسِيخ: ما لا طَائِلَ فيه للطَّاعم، أي أَحدًا له نَفْس وغَنَاءٌ وجَدوَى. - في الحديث: "نَهَى عن بَيْع الثَّمَرة حتى تُطْــعِم"
: أي تُدْرِكَ وتَصير ذا طَــعم، وروى: حَتى تُطْــعَم: أي تُؤكَل ولا تؤْكل إلا إذا أَدْرَكَت
- ومنه حَدِيثُ ابنِ مسْعُود: "كرِجْرِجَةِ الماء لا تَطَّــعِم"
: أي لا طَــعْم لها، وروى: لا تُطْــعِم: أي ليس لها طَــعْم.
ط ع م: (الطَّعَامُ) مَا يُؤْكَلُ وَرُبَّمَا خُصُّ بِالطَّعَامِ البُّرُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «كُنَّا نُخْرِجُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» . وَ (الطَّــعْمُ) بِالْفَتْحِ مَا يُؤَدِّيهِ الذَّوْقُ يُقَالُ: طَــعْمُــهُ مُرٌّ. وَالطَّــعْمُ أَيْضًا مَا يُشْتَهَى مِنْهُ. يُقَالُ: لَيْسَ لَهُ طَــعْمٌ وَمَا فُلَانٌ بِذِي طَــعْمٍ إِذَا كَانَ غَثًّا. وَ (الطُّــعْمُ) بِالضَّمِّ الطَّعَامُ وَقَدْ (طَــعِمَ) بِالْكَسْرِ (طُــعْمًــا) بِضَمِّ الطَّاءِ إِذَا أَكَلَ أَوْ ذَاقَ فَهُوَ (طَاعِمٌ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا طَــعِمْــتُمْ فَانْتَشِرُوا} [الأحزاب: 53] وَقَالَ: {وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: 249] أَيْ وَمَنْ لَمْ يَذُقْهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَلَّ (طُــعْمُــهُ) أَيْ أَكْلُهُ. وَ (الطُّــعْمَــةُ) الْمَأْكَلَةُ يُقَالُ: جَعَلْتُ هَذِهِ الضَّيْعَةَ طُــعْمَــةً لِفُلَانٍ. وَالطُّــعْمَــةُ أَيْضًا وَجْهُ الْمَكْسَبِ يُقَالُ: فُلَانٌ عَفِيفُ الطُّــعْمَــةِ وَخَبِيثُ الطُّــعْمَــةِ إِذَا كَانَ رَدِيءَ الْمَكْسَبِ. وَ (اسْتَطْــعَمَــهُ) سَأَلَهُ أَنْ يُطْــعِمَــهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا اسْتَطْــعَمَــكُمُ الْإِمَامُ فَأَطْــعِمُــوهُ» يَقُولُ: إِذَا اسْتَفْتَحَ فَافْتَحُوا عَلَيْهِ. وَ (أَطْــعَمَــتِ) النَّخْلَةُ أَيْ أَدْرَكَ ثَمَرُهَا. وَ (اطَّــعَمَــتِ) الْبُسْرَةُ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ صَارَ لَهَا طَــعْمٌ وَأَخَذَتِ الطَّــعْمَ وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الطَّــعْمِ مِثْلُ اطَّلَبَ مِنَ الطَّلَبِ. وَرَجُلٌ (مِطْــعَمٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ شَدِيدُ الْأَكْلِ وَ (مُطْــعَمٌ) بِضَمِّ الْمِيمِ مَرْزُوقٌ. وَرَجُلٌ (مِطْعَامٌ) كَثِيرُ (الْإِطْعَامِ) وَالْقِرَى. وَقَوْلُهُمْ: (تَطَــعَّمْ) تَطْــعَمْ أَيْ ذُقْ حَتَّى تَشْتَهِيَ وَتَأْكُلَ. 
ط ع م : طَــعِمْــتُهُ أَطْــعَمُــهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ طَــعْمًــا بِفَتْحِ الطَّاءِ وَيَقَعُ عَلَى كُلِّ مَا يُسَاغُ حَتَّى الْمَاءِ وَذَوْقِ الشَّيْءِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: 249] وَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي
زَمْزَمَ «إنَّهَا طَعَامُ طُــعْمٍ» بِالضَّمِّ أَيْ يَشْبَعُ مِنْهُ الْإِنْسَانُ وَالطُّــعْمُ بِالضَّمِّ الطَّعَامُ قَالَ 
وَأُوثِرُ غَيْرِي مِنْ عِيَالِكِ بِالطُّــعْمِ
أَيْ بِالطَّعَامِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ الطُّــعْمُ بِالضَّمِّ الْحَبُّ الَّذِي يُلْقَى لِلطَّيْرِ وَإِذَا أَطْلَقَ أَهْلُ الْحِجَازِ لَفْظَ الطَّعَامِ عَنَوْا بِهِ الْبُرَّ خَاصَّةً وَفِي الْعُرْفِ الطَّعَامُ اسْمٌ لِمَا يُؤْكَلُ مِثْلُ الشَّرَابِ اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ وَجَمْعُهُ أَطْــعِمَــةٌ وَأَطْــعَمْــتُهُ فَطَــعِمَ وَاسْتَطْــعَمْــتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يُطْــعِمَــنِي وَاسْتَطْــعَمْــتُ الطَّعَامَ ذُقْتُهُ لِأَعْرِفَ طَــعْمَــهُ وَتَطَــعَّمْــتُهُ كَذَلِكَ وَالطُّــعْمَــةُ الرِّزْقُ وَجَمْعُهَا طُــعَمٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالطُّــعْمَــةُ الْمَأْكَلَةُ وَأَطْــعَمَــتْ الشَّجَرَةُ بِالْأَلِفِ أَدْرَكَ ثَمَرُهَا وَالطَّــعْمُ بِالْفَتْحِ مَا يُؤَدِّيهِ الذَّوْقُ فَيُقَالُ طَــعْمُــهُ حُلْوٌ أَوْ حَامِضٌ وَتَغَيَّرَ طَــعْمُــهُ إذَا خَرَجَ عَنْ وَصْفِهِ الْخِلْقِيِّ وَالطَّــعْمُ مَا يُشْتَهَى مِنْ الطَّعَامِ وَلَيْسَ لِلْغَثِّ طَــعْمٌ وَالطَّــعَمُ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ كِلَابِيَّةٌ وَقَوْلُهُمْ الطَّــعْمُ عِلَّةُ الرِّبَا الْمَعْنَى كَوْنُهُ مِمَّا يُطْــعَمُ أَيْ مِمَّا يُسَاغُ جَامِدًا كَانَ كَالْحُبُوبِ أَوْ مَائِعًا كَالْعَصِيرِ وَالدُّهْنِ وَالْخَلِّ وَالْوَجْهُ أَنْ يُقْرَأَ بِالْفَتْحِ لِأَنَّ الطُّــعْمَ بِالضَّمِّ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الطَّعَامُ فَلَا يَتَنَاوَلُ الْمَائِعَاتِ وَالطَّــعْمُ بِالْفَتْحِ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ مَا يُتَنَاوَلُ اسْتِطْعَامًا فَهُوَ أَــعَمُّ
[طــعم] الطَعامُ: ما يُؤكل، وربَّما خص بالطعام البر. وفى حديث أبى سعيد رضى الله عنه: " كنا نخرج صدقه الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام، أو صاعا من شعير ". والطــعم: بالفتح ما يؤديه الذَوق. يقال: طَــعْمُــهُ مُرٌّ. والطَــعْمُ أيضاً: ما يُشْتَهى منه. يقال: ليس له طَــعْمٌ. وما فلان بذي طَــعْمٍ، إذا كانَ غثًّأ. والطُــعْمُ بالضم: الطَعامُ. قال أبو خِراش: أرُدُّ شجاع البطنِ قد تعلمينه وأُوثِرُ غيري من عِيالِكِ بالطُــعْمِ وأغَتَبِقُ الماَء القُراحَ وأنْتَهي إذا الزادُ أمْسى للمزلج ذا طــعم أراد بالاول الطَعامَ وبالثاني ما يشتهى منه. وقد طَــعِمَ يَطْــعَمُ طُــعْمــاً فهو طاعِمٌ، إذا أكلَ أو ذاق، مثال: غنم يغنم غنما فهو غانم. قال تعالى: (فإذا طــعِمْــتُمْ فانتشروا) . وقولُه تعالى: (ومن لم يَطْــعَمْــهُ فإنه منِّي) ، أي من لم يذقْه. وتقول: فلان قلَّ طَــعْمُــهُ، أي أَكْلُهُ. والطُــعْمَــةُ: المأكلة. يقال: جعلتُ هذه الضيعة طُــعْمَــةً لفلان. والطُــعْمَــةُ أيضاً: وجه المكسب. يقال: فلان عفيف الطُــعْمَــةِ وخبيث الطُــعْمَــةِ، إذا كان ردئ الكسب. أبو عبيد: فلان حسن الطِــعْمَــةِ والشِربة بالكسر. واسْتَطْــعَمَــهُ: سأله أن يُطْــعِمُــه. وفي الحديث: " إذا اسْتَطْــعَمَــكُمْ الإمام فأطْــعِمــوهُ "، يقول: إذا استفتح فافتَحوا عليه. وأطْــعَمْــتُهُ الطَعامَ. الفراء: يقال جَزورٌ طَعومٌ وطَعيمٌ، إذا كانت بين الغَثَّة والسمينة. وأطْــعَمَــتِ النخلةُ، إذا أدركَ ثمرُها. واطّــعَمَــتِ البُسرة، أي صارَ لها طَــعْمٌ وأخَذَتِ الطَــعْمَ، وهو افْتَعَلَ من الطَــعْمِ، مثل: اطلب من الطلب، واطرد من الطرد. ومُسْتَطْــعَمُ الفرس: جَحافله. قال الأصمعي: يُستحبُّ في الفرس أن يَرِقَّ مستطــعمــه. ورجل مطــعم بكسر الميم: شديد الاكل. ومطــعم بضم الميم: مرزوق. والمطــعمــة: القوس. وقال : وفي الشمال من الشريان مطــعمــة كبداء في عجسها عطف وتقويم رواه ابن الاعرابي بكسر العين، وقال إنها تطــعم صاحبها الصيد. ورجل مطْعامٌ: كثير الإطْعامِ والقِرى. وقولهم: تَطَــعَّمَ تَطْــعَمْ، أي ذُقْ حتَّى تستفيق أنْ تشتهيَ وتأكل. والمُطْــعِمَــتانِ في رِجْلِ كلِّ طائرٍ، هما الاصبعان المتقدمتان المتقابلتان.
(ط ع م) : (الطَّعَامُ) اسْمٌ لِمَا يُؤْكَلُ كَالشَّرَابِ لِمَا يُشْرَبُ وَجَمْعُهُ أَشْرِبَةٌ وَأَطْــعِمَــةٌ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبُرِّ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ «كُنَّا نُخْرِجُ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» (وَفِي حَدِيثِ) الْمُصَرَّاةِ رُدَّهَا وَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ لَا سَمْرَاءَ أَيْ مِنْ تَمْرٍ لَا حِنْطَةٍ (وَقَوْلُهُ) فِي بَابِ الْأَذَانِ وَكَانَ ذَا طَعَامٍ أَيْ أَكُولًا (وَالطُّــعْمَــةُ) بِالضَّمِّ الرِّزْقُ يُقَالُ جَعَلَ السُّلْطَانُ نَاحِيَةَ كَذَا (طُــعْمَــةً لِفُلَانٍ) وَقَوْلُ الْحَسَنِ الْقِتَالُ ثَلَاثَةٌ قِتَالٌ عَلَى كَذَا وَقِتَالٌ لِكَذَا وَقِتَالٌ عَلَى هَذِهِ الطُّــعْمَــةِ يَعْنِي الْخَرَاجَ وَالْجِزْيَةَ وَالزَّكَوَاتِ (وَفِي السِّيَرِ) «أَطْــعَمَــهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - طُــعْمَــةً» وَفِي مَوْضِعٍ طُــعَمًــا عَلَى الْجَمْعِ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ طُــعْمًــا وَطَعَامًا وَهُمَا بِمَعْنَى (وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -) أَنَّ الْإِطْعَامَ مُخْتَصٌّ بِإِعَارَةِ الْأَرْضِ لِلزِّرَاعَةِ (وَعَنْ مُعَاوِيَةَ) أَنَّهُ أَطْــعَمَ عَمْــرًا خَرَاجَ مِصْرَ أَيْ أَعْطَاهُ طُــعْمَــةً وَطَــعِمَ الشَّيْءَ أَكَلَهُ وَذَاقَهُ طُــعْمًــا بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ إلَّا أَنَّ الْجَارِيَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ فِي عِلَّةِ الرِّبَا الْفَتْحُ وَمُرَادُهُمْ كَوْنُ الشَّيْءِ مَطْعُومًا أَوْ مِمَّا يُطْــعَمُ (وَفِي كَلَامِ) الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْأَكْلُ مَعَ الْجِنْسِ عِلَّةٌ وَرُبَّمَا قَالَ الطُّــعْمُ مَعَ الْجِنْسِ وَقَدْ تَطَــعَّمَــهُ إذَا ذَاقَهُ (وَمِنْهُ) الْمَثَلُ تَطَــعَّمْ تَطْــعَمْ أَيْ ذُقْ تَشْتَهِ وَاسْتَطْــعَمَــهُ سَأَلَ إطْعَامَهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «إذَا اسْتَطْــعَمَــكُمْ الْإِمَامُ فَأَطْــعِمُــوهُ» أَيْ إذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ وَاسْتَفْتَحَكُمْ فَافْتَحُوا عَلَيْهِ مَجَازٌ وَأَطْــعَمَــتْ الثَّمَرَةُ أَدْرَكَتْ (وَمِنْهُ) نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يُطْــعِمَ (وَشَجَرٌ مُطْــعِمٌ) أَيْ مُثْمِرٌ (وَمِنْهُ) هَلْ أَطْــعَمَ نَخْلُ بَيْسَانَ.
طــعم
الطَّــعْمُ: تناول الغذاء، ويسمّى ما يتناول منه طَــعْمٌ وطَعَامٌ. قال تعالى: وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ
[المائدة/ 96] ، قال: وقد اختصّ بالبرّ فيما روى أبو سعيد «أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أمر بصدقة الفطر صاعا من طَعَامٍ أو صاعا من شعير» . قال تعالى:
وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ [الحاقة/ 36] ، طَعاماً ذا غُصَّةٍ
[المزمل/ 13] ، طَعامُ الْأَثِيمِ [الدخان/ 44] ، وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ
[الماعون/ 3] ، أي: إِطْعَامِهِ الطَّعَامَ، فَإِذا طَــعِمْــتُمْ فَانْتَشِرُوا
[الأحزاب/ 53] ، وقال تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَــعَمِــلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَــعِمُــوا
[المائدة/ 93] ، قيل: وقد يستــعمــل طَــعِمْــتُ في الشّراب كقوله:
فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّي
[البقرة/ 249] ، وقال بعضهم: إنّما قال:
وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ تنبيها أنه محظور أن يتناول إلّا غرفة مع طَعَامٍ، كما أنه محظور عليه أن يشربه إلّا غرفة، فإنّ الماء قد يُطْــعَمُ إذا كان مع شيء يمضغ، ولو قال: ومن لم يشربه لكان يقتضي أن يجوز تناوله إذا كان في طَعَامٍ، فلما قال: وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ بَيَّنَ أنه لا يجوز تناوله على كلّ حال إلّا قدر المستثنى، وهو الغرفة باليد، وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلم في زمزم: «إنّه طَعَامُ طُــعْمٍ وشِفَاءُ سُقْمٍ» فتنبيه منه أنه يغذّي بخلاف سائر المياه، واسْتَطْــعَمَــهُ فَأْطْــعَمَــهُ. قال تعالى:
اسْتَطْــعَمــا أَهْلَها
[الكهف/ 77] ، وَأَطْــعِمُــوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
[الحج/ 36] ، وَيُطْــعِمُــونَ الطَّعامَ
[الإنسان/ 8] ، أَنُطْــعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْــعَمَــهُ
[يس/ 47] ، الَّذِي أَطْــعَمَــهُمْ مِنْ جُوعٍ
[قريش/ 4] ، وَهُوَ يُطْــعِمُ وَلا يُطْــعَمُ
[الأنعام/ 14] ، وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْــعِمُــونِ
[الذاريات/ 57] ، وقال عليه الصلاة والسلام:
«إذا اسْتَطْــعَمَــكُمُ الإمامُ فَأَطْــعِمُــوهُ» أي: إذا استفتحكم عند الارتياج فلقّنوه، ورجلٌ طَاعِمٌ:
حَسَنُ الحالِ، ومُطْــعَمٌ: مرزوقٌ، ومِطْعَامٌ: كثيرُ الإِطْعَامِ، ومِطْــعَمٌ: كثيرُ الطَّــعْمِ، والطُّــعْمَــةُ: ما يُطْــعَمُ.
ط ع م

كثر عنده الطعام والطــعم والمطــعم والأطــعمــة والمطاعم. وفلان يحتكر في الطعام أي في البر. وعن الخليل: إنه العالي في كلام العرب وهذا من الغلبة كالمال في الإبل. وفي حديث أبي سعيد: كنا نخرج في صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاعاً من طعام وصاعاً من شعير. وهذا طــعم طيب الطــعم. وطــعمــت الشيء: أكلته وذقته، واطــعم هذا وتطــعمــه: ذقه. وفي مثل " تطــعم تطــعم ": ذق تشته. واستطــعمــته فأطــعمــني. وطاعمــته. ورجل مطــعم ومطعام: أكول. ومطعام مطعان من قوم مطاعيم مطاعين وهو الكثير الإطعام. واتخذ لإخوانه طــعمــة: مأدبة.

ومن المجاز: فلان طيب الطــعمــة وخبيث الطِّــعمــة بالكسر وهي الجهة التي منها يرتزق بوزن الحرفة. وجعلت هذه الضيعة طــعمــة لك بالضم. وفلان تجبى له الطــعمــة والطــعم وهي الخراج. وأطــعمــتك هذه الأرض. وعن معاوية: أنه أطــعم عمــراً خراج مصر. وإنه لموسع له في الطــعم: في الرزق. وهو مطــعم: مرزوق. قال علقمة:

ومطــعم الغنم يوم الغنم مطــعمــه ... أنّى نوجه والمجروم محروم

وقال ذو الرمة:

ومطــعم الصيد هبال لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب

وفي يده مطــعمــة: قوس تطــعم صائدها. قال علقمة:

وفي الشمال من الشريان مطــعمــة ... كبداء في عجسها عطف وتقويم

ومن روي بالفتح فهي المرزوقة من الصيد. قال أبو النجم:

ترمي الخصاص بالعيون النجل ... بمطــعمــات الصيد غير عصل

أي بنبل تطــعم الصيد يريد بها العيون. ولطمه الجارح بمطــعمــتيه وهما إصبعاه اللتان يقبض بهما. وأخذ بمطــعمــته بالفتح وهي حلقه. وأطــعمــت النخلة: أدرك ثمرها. ونهي عن بيع الثمرة حتى تطــعم: حتى تأخذ طــعمــها. وكم بأرضكم من الشجر المطــعم: المثمر. وفلان مطــعم الخير. قال الكميت:

موفق لخلال الخير مطــعمــها ... عن الإساءة والفحشاء ذو حجب

وإنك لمطــعم مودتي. والنساء مطــعمــات: مرزوقات من الحب. قال الكميت:

بلى إن الغواني مطــعمــات ... مودتنا وإن وخط القتير واستطــعمــت الفرس: طلبت منه الجري.

أنشد أبو عبيدة:

تداركه سعي وركض طمرة ... سوح إذا استطــعمــتها الجري تسبح

ومنه: " إذا استطــعمــكم الإمام فأطــعمــوه ": إذا استفتحكم فافتحوا عليه. وفرس لطيف المستطــعم وهو جحفلته وما حولها. وأطــعمــت الغصن فطــعم: وصلت به غصناً من غير شجرته فقبل الوصل. وأطــعمــت عينه قذى فطــعمــته. قال الفرزدق:

بعينين حوراوين لم تطــعمــا قذى ... وجعد الذرى أطرافه قد تعفرا

والطائران يتطاعمــان: يتغارّان. وتطاعم المتلاثمان إذا أدخل الفم في الفم كما تفعل الحمامتان. وأنشد الجاحظ:

كما تطاعم في خضراء ناعمــة ... مطوقان أصاخا بعد تغريد

وإنه لمتطاعم الخلق: متتابعه. وما فلان بذي طــعم، ولا طــعم له إذا لم يكن مقبولاً. وأنا طاعم عن طعامكم: مسغن عنه.
باب العين والطّاء والميم معهما ط ع م- ط م ع- م ط ع- م ع ط مستــعمــلات، ع م ط- ع ط م مهملان

طــعم: الطَّــعم، طَــعم كلّ شيء وهو ذوقه. والطّــعم: الأكل. إنّه ليطــعم طــعْمــاً حَسَناً. وهو حَسَنُ المَطــعم، كما تقول: حَسَنُ المَلْبَس، أي: طَعَامُهُ طيْبٌ، ولباسه جميل. وفلان حسن الطِّــعْمَــةِ كسرت كالجِلسة، لأنّه ضَرْبٌ من الفعل، وليس بفَعْلَةٍ واحدة. وكُلُّ فِعْلٍ واقع لا يُحرّك مصدره نحو الطَّــعْم، لأنّك تقول: طَــعِمْــتُ الطّعام، وما لم يقع يحرّك مصدره مثل نَدِمَ، لأنك لا تقول: نَدِمْتُ الشيءَ. والطَّعامُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُؤْكَلُ، وكذلك الشّراب لكلّ ما يُشْرَبُ. والعالي في كلامِ العَرَب: أنّ الطّعام هو البُرُّ خاصّة. ويقال: اسم له وللخُبْزِ المخبوز، ثم يُسَمَّى بالطعام ما قرب منه، وصار في حدّه، وكلُّ ما يَسُدُّ جوعاً فهو طَعام. قال [تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ]وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ فسمَّى الصّيدَ طَعاماً، لأنّه يَسُدُّ الجوعَ، ويُجْمَعُ: أطْــعِمَــة وأَطْــعِمــات. ورجل طاعِمٌ: حسن الحال في المَطْــعَم. قال:

فَاقْعُدْ فإنك أنت الطاعم الكاسي

وطَــعِمَ يَطْــعَمُ طعاماً، هكذا قياسُه. وقول العرب: مُرُّ الطَّــعْمِ وحُلْو الطَّــعْمِ معناه الذّوق، لأنّكَ تقول: اطْــعَمْــهُ، أي: ذُقْهُ، ولا تُريد به امضَغْه كما يُمْضَغ الخبز، وهكذا في القرآن: وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّي فجعل ذوق الشّراب طَــعْمــاً. نهاهم أن يأخذوا منه إلا غَرْفَة وكان فيها ريُّ الرّجُلِ وريُّ دابَّتِهِ. رجلٌ مِطْعَامٌ: يُطْــعِمُ النّاسَ، ويَقْري الضَّيفَ في الشّتاء والصّيف. وامرأةٌ مِطْعَامٌ بغير الهاء، ورجلٌ مِطْــعَمٌ شديد الأكل، والمرأة بالهاء. وطُــعْمُ المسافِر: زادُهُ. والطُّــعْمُ: الحبُّ الذي يُلْقَى للطّير. والطُّــعْمَــةُ: المأكُلَة. والمَطْــعَمُ: القوس، لأنها تطــعم الصّيد. قال ذو الرّمة :

وفي الشمال من الشريان مطــعمــة ... كَبْداءُ في عَجْسِها عَطْفٌ وتقويم

وطُــعْمَــة: من أسماء الرّجال. والمُطْــعِمــةُ: الإصْبَعُ الغليظةُ المتقدّمةُ من الجوارح، لأنّ الجارحةَ به تحفظ اللَّحْمَ، فاطَّرَدَ هذا الإسم في الطير كلها. والمُطَــعِّمُ من الإِبل الذي تجدُ في مُخِّهِ طَــعْمُ الشّحْمِ من سِمَنِهِ. وكلُّ شيء إذا وُجِدَ طَــعْمُــهُ فقد أطْــعَمَ واطّــعَمَــتِ الشّجرةُ أدركت ثَمَرَتُها على بناء (افتعلت) ، يعني أخذت طــعمــها وطابت. قال أبو ليلَى: أطــعم النخل بالتخفيف. ومن طَعُومٌ يوجد فيه طــعمُ السِّمَنِ. وطَــعمْــتُ أَطْــعَمَ طَــعْمــاً، أي: أكلت. وجزور طَعُومٌ: بين السّمين والمهزول. والمُطْــعِمَــتانِ: من رِجْلِ كلِّ طائرٍ: المتقدمتان المتقابلتان.

طمع: طَمِعَ طَمَعاً فهو طامِعٌ، وأطْــعَمَــهُ غيره، وإنه لطَمِعٌ: حريص. والأطْماعُ: أرزاق الجند. وما أطْمَعَ فلاناً، وإنّه لطَمُعَ [الرجل] بضمّ الميم على معنى التّعجّب، وكذلك التّعجّب في كلِّ شيءٍ كقولك لَخَرُجَتِ المرأة، أي: كثيرة الخروج، ولَقَضُوَ القاضي، مضموم أجمع إلا ما قالوا في نِــعْمِ بِئْسَ، رواية تروى عنهم. غير لازم لقياس التّعجّب، لأنّهم لا يقولون: نَــعُمَ ولا بَؤُس والباقيةُ كذلك. وامرأة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ. والمَطْمَعُ: ما طمعت فيه، ويقال: إنّ قول المخاضعة لمطمعة، ونحوه في كل شيء. والمَطْمَعَةُ هو الطَّمَعُ نفسُه، طَمِعْتُ فيه مَطْمَعَةً.

مَطَعَ: المَطْعُ: ضَرْبٌ من الأكل بأدنى الفم، والتناول في الأَكْلِ بالثنايا وما يليها من مقدّمة الأسنان. معط: المَعْطُ: مدّ الشيء. وامتعَطْتُ السَّيْفَ من غِمْدِهِ، [سللته] ، ولو قلت: معطته لاستقام، وإنّه لَطوِيلٌ مُمَّعِط بتشديد الميم وكسرِ العين، أي: كأنه قد مُدّ مدّاً. ومَعِطَ يَمْعَطُ مَعَطاً فهو أمعط، مَعِط. (وامَّعَطَ شَعرُهُ امّعاطاً) إذا تمرَّطَ فذهب. ومَعَطْتُ الشَّعر من رأس الشّاةِ ونحوه إذا مددته فنتفته . والأَمْعَط: الذي لا شعر على جسده كالذّئبِ الأمْعَط الذي قد تمعَّط شَعْره. ومَعِطَ الذّئبُ، ولا يُقالُ مَعِطَ شَعرُهُ. ذئبٌ أمْعَطُ يفسّرونه بالخُبث. والأصل ما فسّرتُ لك، لأنّه أخبثُ من غيره، وإذا تَمَرَّطَ شَعْرُهُ يتأذَّى بالذُّباب والبَعوضِ، فيخرُجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يَسْلَمُ مِنْهُ ما اعترض له. ولِصٌّ أمْعَطُ، ولُصوصٌ مُعْطٌ، تشبيهاً بالذئاب لخُبْثِهِمْ وهو الذي مع خبثه لا شيء معه. والمَعْطُ: ضربٌ من النِّكاح. وبنو مُعَيْط حَيٌّ من قريش. 
[طــعم] نه: نهى عن بيع الثمرة حتى "تطــعم"، أطــعمــت الشجرة إذا أثمرت، وأطــعمــت الثمرة إذا أدركت أي صارت ذات طــعم وشيئًا يؤكل منهان وروى: حتى تطــعم، أي تؤكل ولا تؤكل إلا إذا أدركت. ن: حتى "تطــعم"- بضم تاء وكسر عين، أي يبدو صلاحها. نه: ومنه ح الدجال: أخبروني عن نخل بيسان هل "أطــعم"، أي أثمر. وح: كرجرجة الماء "لا تطــعم"، أي لا طــعم لها، وهو بالفتح ما يؤديه ذوق الشيء من حلاوة ومرارة وغيرهما وله حاصل ومنفعة. ن: ومنه "الطــعم طــعم" الأترنجة، بالفتح. نه: بالضم الأكل، ويروى: لا تطــعم- بالتشديد وهو تفتعل. ومنه ح زمزم: إنها "طعام طــعم" وشفاء سقم، أي يشبع الإنسان إذا شرب ماءها شبعه من الطعام. ن: هو بضمأظل يطــعمــني، وهو بمعنى النهار ولا يأكل الصائم نهارًا. ك: أي يفاض علي ما يسد مسد طعام وشراب من حيث أنه يشغله من إحساس الجوع والعطش ويقويه على الطاعات ويحرسه عن تحليل يفضي إلى الضعف وكلال الحس، أو هو على الظاهر بأن يسقى ويطــعم من الجنة وهو لا ينافي وصاله صورة ولا لفظ "أظل" لأنه قد يجيء لمطلق الوقت لرواية: أبيت عند ربي، ولأن طعام الجنة لا يفطر. ط: ويدفع كونه على الظاهر قوله: وأيكم مثلي، ويطــعمــني خبر يبيت لو ناقصة وحال لو تامة. ومنه: لا تكرهوا مرضاكم على "الطعام" فإن الله "يطــعمــهم" ويسقيهم، أي يحفظ قواهم ويمدهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب في الروح وتقويم البدن، وهو كيطــعمــني ربي وإن كان بين الطعامين بون بعيد. مف: أي يرزقهم صبرًا عن الطعام وقوة فإنه من الله لا من الطعام. ج: لا يمرون بروثة إلا وجدوا عليها "طــعمًــا"، أي طعامًا أي وجدوا عليها شيئًا يأكلونه. و"فليطــعمــه" مما يأكل. بغوى: هذا خطاب مع العرب الذين لبوس عامتهم وأطــعمــتهم متقاربة يأكلون الجشب ويلبسون الخشن فأمرهم بالتسوية في الطــعم واللبس، وأما من ترفه فيهما وأكل رقيق الطعام ولبس جديد الثياب فالتسوية أحسن والواجب من نفقتهم ما هو المعروف- ويكلفهم في ك.

طــعم: الطَّعامُ: اسمٌ

جامعٌ لكل ما يُؤكَلُ، وقد طَــعِمَ يَطْــعَمُ طُــعْمــاً، فهو طاعِمٌ

إذا أَكَلَ أَو ذاقَ، مثال غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً، فهو غانِمٌ. وفي

التنزيل: فإذا طَــعِمْــتم فانْتَشِرُوا. ويقال: فلان قَلَّ طُــعْمُــه أَي

أَكْلُه. ويقال: طَــعِمَ يَطْــعَمُ مَطْــعَمــاً وإنه لَطَيّبُ المَطْــعَمِ كقولك

طَيِّبُ المَأْكَلِ. وروي عن ابن عباس أَنه قال في زمزم: إنها طَعَامُ

طُــعْمٍ وشِفاءُ سُقْمٍ أَي يَشْبَعُ الإنسانُ إذا شَرب ماءَها كما يَشْبَعُ

من الطعام. ويقال: إنِّي طاعِمٌ

عن طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغُنٍ عن طَعامكم. ويقال: هذا الطَّعامُ طَعامُ

طُــعْمٍ أَي يَطْــعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ، وله جُزْءٌ من الطَّعامِ

ما لا جُزْءَ له. وما يَطْــعَم آكِلُ هذا الطعام أَي ما يَشْبَعُ،

وأَطْــعَمْــته الطعام. وقوله تعالى: أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحر وطَعامُه مَتاعاً لكم

وللسَّيَّارةِ؛ قال ابن سيده: اختلف في طعام البحر فقال بعضم: هو ما

نَضَب عنه الماء فأُخِذَ بغير صيد فهو طَعامُه، وقال آخرون: طعامُه كُلُّ ما

سُقِي بمائة فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عن مائه؛ كلُّ هذا عن أَبي إِسحق

الزجاج، والجمع أَطْــعِمَــةٌ، وأَطْــعِمــاتٌ

جمع الجمع، وقد طَــعِمَــه طَــعْمــاً وطَعاماً وأَطْــعَم غيرَه، وأَهلُ الحجاز

إذا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا به البُرَّ خاصةً، وفي حديث

أَبي سعيد: كنا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ على عهدِ رسول الله، صلى الله علي

وسلم، صاعاً من طَعامٍ أَو صاعاً من شعير؛ قيل: أَراد به البُرَّ، وقيل:

التمر، وهو أَشبه لأَن البُرَّ كان عندهم قليلاً لا يَتَّسِعُ لإخراج زكاة

الفطر؛ وقال الخليل: العالي في كلام العرب أَن الطَّعامَ هو البُرُّ

خاصة. وفي حديث المُصَرَّاةِ: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخير النظرين، إنْ

شاء أَمْسَكها، وإن شاء رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من طَعامٍ لا سَمْراء.

قال ابن الأثير: الطَّعامُ عامٌّ في كلِّ ما يُقْتات من الحنطة والشعير

والتمر وغير ذلك، وحيث اسْتَثْنى منه السَّمْراء، وهي الحنطة، فقد

أَطْلَق الصاعَ فيما عداها من الأَطــعمــة، إلاَّ أَن العلماء خَصُّوه بالتمر

لأَمرين: أَحدهما أَنه كان الغالبَ على أَطَْــعمــتهم، والثاني أَن مُعْظَم

روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعاً من تمر، وفي بعضها قال صاعاً من طعام، ثم

أَعقبه بالاستثناء فقال لا سَمْراء، حتى إن الفقهاء قد ترَدَّدُوا فيما

لو أَخرج بدل التمر زبيباً أَو قوتاً آخر، فمنهم من تَبِعَ التَّوقِيفَ،

ومنهم من رآه في معناه إجراءً له مُجْرى صَدَقةِ الفطر، وهذا الصاعُ الذي

أَمَرَ برَدِّه مع المُصَرّاة هو بدل عن اللبن الذي كان في الضَّرْع عند

العَقْد، وإِنما لم يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قيمته لأَنَّ

عينَ اللبن لا تَبْقى غالباً، وإن بقيت فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع في

الضَّرْعِ بعد العقد إلى تمام الحَلْب، وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ

إذا لم يكن معلوماً بمِعْيار الشرعِ كانت المُقابلةُ من باب الربا،

وإنما قُدِّرَ من التمر دون النَّقْد لفَقْدِه عندهم غالباً، ولأَن التمر

يُشارك اللبنَ في المالِيَّة والقُوتِيَّة، ولهذا المعنى نص الشافعي، رضي

الله عنه، أَنه لو رَدَّ المُصَرَّاة بعَيْبٍ آخرَ سوى التَّصْرِيَةِ رَدَّ

معها صاعاً من تمر لأَجل اللبن. وقولُه تعالى: ما أُريدُ منهم من رِزْقٍ

وما أُريدُ أَن يُطْــعِمُــونِ؛ معناه ما أَُريدُ أَن يَرْزُقُوا أَحداً من

عبادي ولا يُطْــعِمُــوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْــعمُ. ورجل طاعِمٌ:

حَسَنُ الحال في المَطْــعِمِ؛ قال الحُطَيْئَةُ:

دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها،

واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

ورجل طاعِمٌ

وطَــعِمٌ على النَّسَبِ؛ عن سيبويه، كما قالوا نَهِرٌ. والطَّــعْمُ:

الأَكْلُ. والطُّــعْم: ما أُكِلَ. وروى الباهِليُّ

عن الأَصمعي: الطُّــعْم الطَّعام، والطَّــعْمُ الشَّهْوةُ، وهو الذَّوْقُ؛

وأَنشد لأَبي خراش الهُذَلي:

أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قد تَعْلَمِينَه،

وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِك بالطُّــعْم

أَي بالطعامِ، ويروى: شُجاعَ البَطْنِ، حَيَّةٌ يُذْكَرُ أَنها في

البَطْنِ وتُسَمَّى الصَّفَر، تُؤْذي الإنسانَ إذا جاع؛ ثم أَنشد قول أَبي

خِراش في الطَّــعْمِ الشَّهْوة:

وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهي،

إذا الزادُ أَمْسى للمُزَلَّجِ ذا طَــعْمِ

ذا طَــعْمٍ أَي ذا شَهْوَةٍ، فأَراد بالأَول الطعامَ، وبالثاني ما

يُشْتَهى منه؛ قال ابن بري: كَنَى عن شِدَّةِ الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الذي هو

مثل الشُّجاع. ورجل ذو طَــعْمٍ أَي ذو عَقْلٍ وحَزْمٍ؛ وأَنشد:

فلا تَأْمُري، يا أُمَّ أَسماءَ، بالتي

تُجِرُّ الفَتى ذا الطَّــعْمِ أَن يتَكَلَّما

أَي تُخْرِسُ، وأَصله من الإِجْرارِ، وهو أَن يُجْعَلَ في فَمِ الفَصيل

خشَبةٌ

تمنعه من الرَّضاعِ. ويقال: ما بفلان طَــعْمٌ ولا نَويصٌ أَي ليس له

عَقْل ولا به حَراكٌ. قال أَبو بكر: قولُهم ليس لما يَفْعَلُ فلانٌ طَــعْمٌ،

معناه ليس له لَذَّة ولا مَنْزِلَةٌ من القلب، وقال في قوله للمُزَلَّجِ

ذا طَــعْم في بيت أَبي خِراش: معناه ذا منزلة من القلب، والمُزَلَّجُ

البخيلُ، وقال ابن بَرِّي: المُزَلَّجُ من الرجال الدونُ الذي ليس بكامل؛

وأَنشد:

أَلا ما لِنَفْسٍ لا تموتُ فَيَنْقَضِي

شَقاها، ولا تَحْيا حَياةً لها طَــعْمُ

معناه لها حلاوةٌ ومنزلة من القلب. وليس بذي طَــعْم أَي ليس له عقْلٌ ولا

نفْسٌ. والطَّــعْمُ: ما يُشْتَهى. يقال: ليس له طَــعْم وما فلانٌ بذي

طَــعْمٍَ إذا كان غَثّاً. وفي حديث بدرٍ: ما قَتَلْنا أَحداً به طَــعْمٌ، ما

قَتَلْنا إلاّ عجائزَ صُلْعاً؛ هذه استعارة أَي قَتَلْنا من لا اعْتِدادَ

به ولا مَعْرفةَ ولا قَدْرَ، ويجوز فيه فتح الطاء وضمها لأَن الشيء إذا لم

يكن فيه طُــعم ولا له طَــعْم فلا جَدوى فيه للآكل ولا منفَعة. والطُّــعْمُ

أَيضاً: الحَبُّ الذي يُلْقى للطير، وأَما سيبويه فسَوَّى بين الاسم

والمصدر فقال: طَــعِمَ طُــعْمــاً وأَصاب طُــعْمَــه، كلاهما بضم أَوّله.

والطُّــعْمــة: المَأْكَلة، والجمع طُــعَمٌ؛ قال النابغة:

مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ،

نَرْجُو الإلَه، ونَرْجُو البِرَّ والطُّــعَمــا

ويقال: جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كذا طُــعْمــةً لفلان أَي مَأْكَلَةً له. وفي

حديث أَبي بكر: إن الله تعالى إذا أَطْــعَمَ نبيّاً طُــعْمــةً ثم قَبَضَه

جعَلَها للذي يَقومُ بعده؛ الطُّــعْمــةُ، بالضَّم: شبْهُ الرِّزْق، يريدُ به

ما كان له من الفَيْء وغيره، وجَمْعُها طُــعَمٌ. ومنه حديثُ ميراثِ

الجَدّ: إن السدسَ الآخرَ طُــعْمــةٌ له أَي أَنه زيادة على حقّه. ويقال فلانٌ

تُجْبَى له الطُّــعَمُ أَي الخَراجُ والإتاواتُ؛ قال زهير:

مما يُيَسَّرُ أَحياناً له الطُّــعَمُ

(* قوله «قال زهير مماييسر إلخ» صدره كما في التكملة: ينزع إمة أقوام

ذوي حسب).

وقال الحسن في حديثه: القِتالُ ثلاثةٌ: قِتالٌ على كذا وقتالٌ لكذا

وقِتالٌ على كَسْبِ هذه الطُّــعْمــةِ، يعني الفَيْءَ والخَراجَ. والطُّــعْمــة

والطِّــعْمــة، بالضم والكسر: وَجْهُ المَكْسَبِ. يقال: فلانٌ طَيِّب

الطُِّــعْمــة وخبيثُ الطِىُّــعْمــة إذا كان رَديءَ الكَسْبِ، وهي بالكسر خاصَّةً حالةُ

الأَكل؛ ومنه حديث عُمَــر ابن أَبي سَلَمَة: فما زالَتْ تلك طِــعْمَــتي

بعدُ أَي حالتي في الأَكل. أَبو عبيد: فلان حسَنُ الطِّــعْمــةِ والشِّرْبةِ،

بالكسر. والطُّــعْمَــةُ: الدَّعْوَةُ إلى الطعام.والطِّــعْمَــةُ: السِّيرَةُ

في الأَكل، وهي أَيضاً الكِسْبَةُ، وحكى اللحياني: إنه لخبيث الطِّــعْمَــةِ

أَي السِّيرةِ، ولم يقل خبيثُ السّيرة في طَعامٍ ولا غيره. ويقال: فلانٌ

طَيِّبُ الطَّــعْمَــةِ وفلان خبيثُ الطِّــعْمَــةِ إذا كان من عادته أَنْ لا

يأْكل إلا حَلالاً أَو حراماً. واسْتَطْــعَمَــه: سأله أَن يُطْــعِمــه. وفي

الحديث: إذا اسْتَطْــعَمَــكُمُ الإمامُ فأَطْــعِمُــوه أَي إذا أُرْتِجَ عليه في

قراءة الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا عليه ولَقِّنُوهُ، وهو من باب

التمثيل تشبيهاً بالطعام، كأنهم يُدْخِلُون القراءة في فيه كما يُدْخَلُ

الطعامُ؛ ومنه قولهم: فاسْتَطْــعَمْــتُه الحديثَ أَي طلبت منه أن

يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني حديثه، وأَما ما ورد في الحديث: طعامُ الواحدِ يكفي

الاثنين، وطعامُ الاثنين يكفي الأَربعة، فيعني شِبَعُ الواحد قُوتُ الإثنين

وشِبَعُ الاثنين قوتُ الأَربعة؛ ومثلُه قول عمــر، رضي الله عنه، عامَ

الرَّمادةِ: لقد هَمَمْتُ

أَن أُنزِلَ على أهلِ كلِّ بيت مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لا يَهْلِكُ

على نصفِ بَطْنه. ورجل مِطْــعَمٌ: شَديدُ الأَكل، وامرأةٌ مِطْــعَمــة نادرٌ

ولا نظير له إلاَّ مِصَكَّة. ورجل مُطْــعَمٌ، بضم الميم: مرزوق. ورجل

مِطْعامٌ: يُطْــعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم كثيراً، وامرأَة مِطْعامٌ، بغير هاء.

والطَّــعْم، بالفتح: ما يُؤَدِّيه. الذَّوْقُ. يقال: طَــعْمُــه مُرٌّ.

وطَــعْمُ كلِّ شيءٍ: حَلاوتُه ومَرارتُه وما بينهما، يكون ذلك في الطعام

والشراب، والجمع طُعُومٌ. وطَــعِمَــه طَــعْمــاً وتَطَــعَّمَــه: ذاقَه فوجد طَــعْمَــهُ.

وفي التنزيل: إنَّ اللهَ مُبْتَلِيكم بنَهَرٍ فمن شرِبَ منه فليس مِني

ومن لم يَطْــعَمْــه فإنه مِني؛ أَي مَن لم يَذُقْه. يقال: طَــعِمَ فلانٌ

الطَّعامَ يَطْــعَمــه طَــعْمــاً إذا أَكله بمُقَدَّمِ فيه ولم يُسْرِفْ فيه،

وطَــعِمَ منه إذا ذاقَ منه، وإذا جعلتَه بمعنى الذَّوْقِ جاز فيما يُؤْكل

ويُشْرَبُ. والطعام: اسم لما يؤْكل، والشراب: اسم لما يُشْرَبُ؛ وقال أَبو

إسحق: معنى ومن لم يَطْــعَمْــه أَي لم يَتَطَــعَّمْ به. قال الليث: طَــعْمُ كلِّ

شيءٍ يُؤْكلُ ذَوْقُه، جَعَلَ ذواقَ الماء طَــعْمــاً ونَهاهم أَن يأْخذوا

منه إلاّ غَرْفَةً وكان فيها رِيُّهم ورِيُّ دوابهم؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار،

غَدَاةَ لَقُونا، فكانوا نَعَاما

نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو

دِ، لا تَطْــعَمُ الماءَ إلا صِيَاما

يقول: هي صائمة منه لا تَطْــعَمُــه، قال: وذلك لأَن النَّعامَ لا تَرِدُ

الماءَ ولا تَطْــعَمُــه؛ ومنه حديث أَبي هريرة في الكِلابِ: إذا وَرَدْنَ

الحَكَرَ الصَّغيرَ فلا تَطْــعَمْــه؛ أَي لا تَشْرَبه. وفي المثل: تَطَــعَّمْ

تَطْــعَمْ أَي ذُقْ تَشَهَّ؛ قال الجوهري: قولهم تَطَــعَّمْ تَطْــعَمْ أَي

ذُقْ حتى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ. قال ابن بري: معناه ذق

الطَّعامَ فإنه يدعوك إلى أَكْلِه، قال: فهذا مَثَلٌ

لمن يُحْجِمُ عن الأَمْرِ فيقال له: ادْخُلْ في أَوَّلِه يدعُوك ذلك إلى

دُخولِكَ في آخِرِه؛ قاله عَطاءُ بن مُصْعَب. والطَّــعْمُ: الأَكْلُ

بالثنايا. ويقال: إن فلاناً لحَسَنُ الطَّــعْمِ وإنه ليَطْــعَمُ طَــعْمــاً حسناً.

واطَّــعَمَ الشيءُ: أَخَذَ طَــعْمــاً. ولبنٌ

مُطِّــعِمٌ ومُطَــعِّمٌ: أَخَذَ طَــعْمَ السِّقَاء. وفي التهذيب: قال أَبو

حاتم يقال لبنٌ مُطَــعِّم، وهو الذي أَخَذَ في السِّقاء طَــعْمــاً وطِيباً،

وهو ما دام في العُلْبة مَحْضٌ

وإن تغير، ولا يأخُذُ اللبنُ طَــعْمــاً ولا يُطَــعِّمُ في العُلْبةِ

والإناء أَبداً، ولكن يتغَيَّرُ طَــعْمُــه في الإنْقاعِ. واطَّــعَمَــتِ الشجرة، على

افْتَعلَتْ: أَدْرَكَتْ ثمرَتُها، يعني أَخذَت طَــعْمــاً وطابتْ.

وأَطْــعَمَــتْ: أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ. ويقال: في بُستانِ فلانٍ من الشجر

المُطْــعِمِ كذا أَي من الشجر المُثْمِر الذي يُؤْكلُ ثمرُه. وفي الحديث: نَهى عن

بيع الثّمرةِ حتى تُطْــعِمَ. يقال: أَطْــعَمَــتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ

وأَطْــعَمَــتِ الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَي صارت ذاتَ طَــعْمٍ وشيئاً يُؤْكل

منها، وروي: حتى تُطْــعَم أَي تُؤْكلَ، ولا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ. وفي

حديث الدَّجّال: أَخْبِرُوني عن نخلِ بَيْسانَ هل أَطْــعَمَ أَي هل

أَثْمَرَ؟ وفي حديث ابن مسعود: كرِجْرِجةِ الماء لا تُطْــعِمُ أَي لا طَــعْمَ

لها، ويروى: لا تَطَّــعِمُ، بالتشديد، تَفْتَعِلُ من الطَّــعْمِ.

وقال النَّضْرُ: أَطْــعَمْــتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ به غُصْناً

من غير شجره، وقد أَطْــعَمْــتُه فطَــعِمَ أَي وصَلْتُه به فقَبِلَ

الوَصْلَ.ويقال للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فمه في فمِ أُنْثاه: قد طاعَمَــها

وقد تطاعَمــا؛ ومنه قول الشاعر:

لم أُعْطِها بِيَدٍ، إِذْ بتُّ أَرْشُفُها،

إِلاَّ تَطاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ

كما تَطاعَمَ، في خَضْراءَ ناعمــةٍ،

مُطَوَّقانِ أَصاخَا بعد تَغْريدِ

وهو التَّطاعُم والمُطاعَمــةُ، واطَّــعَمَــتِ البُسْرَةُ أَي صار لها

طَــعْمٌ وأَخذَتِ الطَّــعْمَ، وهو افتعَلَ من الطَّــعْم مثلُ اطَّلَبَ من

الطَّلَب، واطَّرَدَ من الطَّرْدِ.

والمُطْــعِمــةُ: الغَلْصَمة؛ قال أَبو زيد: أَخذَ فلانٌ بِمُطْــعِمَــة فلان

إِذا أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه ولا يقولونها إِلا عند الخَنْقِ

والقِتالِ. والمُطْــعِمــةُ: المِخْلَبُ الذي تَخْطَفُ به الطيرُ اللحمَ.

والمُطْــعِمــةُ: القوْسُ التي تُطْــعِمُ الصيدَ؛ قال ذو الرمة:

وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْــعَمــةٌ

كَبْداءٌ، في عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ

كَبْداءُ: عريضةُ الكَبِدِ، وهو ما فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ؛ وصواب

إِنشاده:

في عُودِها عَطْفٌ

(* قوله «وصواب إنشاده في عودها إلخ» عبارة التكملة: والرواية في عودها،

فإن العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من كتاب ابن فارس

والبيت لذي الرمة)

يعني موضع السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم، البيتُ بفتح العين، ورواه ابن

الأَعرابي بكسر العين، وقال: إِنها تُطْــعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ. وقوسٌ

مُطْــعِمــةٌ: يُصادُ بها الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عنها.

ويقال: فلانٌ مُطْــعَمٌ للصَّيْدِ ومُطْــعَمُ الصَّيْدِ إِذا كان مرزوقاً

منه؛ ومنه قول امرئ القيس:

مُطْــعَمٌ للصَّيْدِ، ليسَ له

غيْرَها كَسْبٌ، على كِبَرِهْ

وقال ذو الرمة:

ومُطْــعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه

وأَنشد محمد بن حبيب:

رَمَتْني، يومَ ذاتِ الغِمِّ، سلمَى

بسَهْمٍ مُطْــعَمٍ للصَّيْدِ لامِي

فقلتُ لها: أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي،

ورُبَّتَ رَمْيةٍ من غير رامي

ويقال: إِنك مُطْــعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي؛ وقال الكميت:

بَلى إِنَّ الغَواني مُطْــعَمــاتٌ

مَوَدَّتَنا، وإِن وَخَطَ القَتِيرُ

أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا. ويقال: إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَي

مُتَتابِعُ الخَلْق. ويقال: هذا رجل لا يَطَّــعِمُ، بتثقيل الطاء، أَي لا

يَتأَدَّبُ ولا يَنْجَعُ فيه ما يُصْلِحه ولا يَعْقِلُ. والمُطَّــعِمُ

والمُطَــعِّمُ من الإِبل: الذي تَجِدُ في لَحْمه طَــعْمَ الشَّحْمِ من سِمَنِه،

وقيل: هي التي جَرى فيها المُخُّ قليلاً. وكُلُّ شيء وُجِدَ طَــعْمُــه فقد

اطَّــعَم. وطَــعَّمَ العظمُ: أَمَخَّ؛ أَنشد ثعلب:

وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَــعِّمُ عَظْمُكُم

هُزالاً، وكان العَظْمُ قبلُ قَصِيدا

ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَــعْمُ السِّمَن فيه. وقال أَبو سعيد: يقالُ

لَكَ غَثُّ هذا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه. وشاةٌ طَعُومٌ وطَعِيم:

فيها بعض الشَّحْم، وكذلك الناقةُ. وجَزورٌ طَعُومٌ: سَمِينَةٌ، وقال

الفراء: جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ إِذا كانت بين الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ.

والطَّعُومَةُ: الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ. ومُسْتَطْــعَمُ الفَرَسِ:

جَحافِلُه، وقيل: ما تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله؛ قال الأَصمعي:

يُسْتَحَبُّ من الفرس أَن يَرِقَّ مُسْتَطْــعَمُــه. والطُّــعْمُ: القُدْرة. يقال:

طَــعِمْــتُ عليه أَي قَدَرْتُ عليه، وأَطْــعَمْــتُ عَيْنَه قَذىً فَطَــعِمَــتْهُ

واسْتَطْــعَمْــتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ جَرْيَه؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ

سَبُوحٍ، إِذا اسْتَطْــعَمْــتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ

والمُطْــعِمــتانِ من رِجْل كلِّ طائرٍ: هما الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ

المُتقابلَتانِ. والمُطْــعِمَــةُ من الجَوارحِ: هي الإِصْبَعُ الغَلِيظَةُ

المُتَقَدِّمَةُ، واطَّرَدَ هذا الاسمُ في الطير كُلِّها.

وطُــعْمَــةُ وطِــعْمَــةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْــعِمٌ، كُلُّها: أَسماء؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي:

كَسانيَ ثَوْبَيْ طُــعْمــةَ المَوْتُ، إِنما الـ

ـتُّراثُ، وإِنْ عَزَّ الحَبيبُ، الغَنائِمُ

طــعم
(الطَّعَامُ) إِذا أَطَلَقَه أهلُ الحِجَازِ عَنَوْا بِهِ (البُرّ) خاصَّةً، وبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي صَدَقَةِ الفِطْرِ: ((صَاعاً من طَعَامٍ أَو صَاعاً من شَعِيرٍ)) وقيلَ: أَرادَ بِهِ التَّمْرَ، وَهُوَ الأَشْبَهُ؛ لأنَّ البُرَّ كَانَ عِنْدَهُم قَلِيلا لَا يَتَّسِعُ لإخراجِ زَكاةِ الفِطْرِ. وقالَ الخَلِيلُ: العَالِي فِي كَلامِ العَرَبِ أنّ الطَّعامَ هُوَ البُرُّ خَاصَّةً. وَفِي الأَساسِ عَنهُ: " الغَالِبُ " بَدَل " العَالِي "، قَالَ: وهَذَا من الغَلَبَةِ، كالمَالِ فِي الإِبِلِ. وَفِي شَرْحِ الشِّفاء: الطَّعامُ: مَا يُؤْكَلُ، وَمَا بِهِ قِوامُ البَدَنِ، ويُطْلَقُ على غَيْرِهِ مَجازاً. وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاةِ: ((وإنْ شَاءَ رَدَّهَا، ورَدَّ مَعَها صَاعاً من طَعَامٍ لَا سَمْرَاءَ)) .
(و) فِي النِّهاية: الطَّعَامُ: عَامٌّ فِي كُلِّ (مَا يُؤْكَلُ) ، ويُقْتَاتُ، من الحِنْطَةِ، والشَّعِيرِ، والتَّمْرِ، وغَيْرِ ذَلِكَ، وحَيْثُ اسْتَثْنَى مِنْهُ السَّمْرَاءَ، وَهِي الحِنْطَةُ، فَقَد أَطْلَقَ الصَّاعَ فِيمَا عَدَاها من الأَطْــعِمَــةِ.
(ج: أَطْــعِمَــةٌ، جج:) جَمْعُ الجَمْعِ: (أَطْــعِمَــاتٌ.)
(و) قد (طَــعِمَــه - كسَمِعَه - طَــعْمــاً وطَعَاماً) ، بفَتْحِهِما، قَالَ اللَّهُ تَعالى: {فَإِذا طَــعِمْــتُمْ فَانْتَشرُوا} ، أَي: أَكَلْتُمْ.
(وأَطْــعَمَ غَيْرَهُ.)
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ طاعِمٌ، وطَــعِمٌ، كَكَتِفٍ) على النَّسَبِ، عَن سِيبَوَيْه، كَمَا قَالُوا نَهِرٌ: (حَسَنُ الحَالِ فِي المَطْــعَمِ) ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(دَعِ المَكارِمُ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... واقْعُدْ فإِنَّكَ أَنتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي)

(و) رجلٌ مِطْــعَمٌ، (كَمِنْبَرٍ) : شَدِيدُ الأكْلِ، (وَهِي بِهَاءٍ) يُقَال: امرأةٌ مِطْــعَمَــةٌ، وَهُوَ نَادِرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا مِصَكَّة.
(و) رَجُلٌ مُطْــعَمٌ، (كَمُكْرَمٍ: مَرْزُوقٌ) وَهُوَ مَجاز، وَقد أَطْــعَمَــه. وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَمَا أُرِيد أَن يطْــعمُــون} ، أَيْ مَا أُرِيدُ أَنْ يَرْزُقُوا أَحداً مِنْ عِبادِي، وَلَا يُطْــعِمُــوهُ؛ لأَنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ المُطْــعِمُ، وَيُقَال: إِنَّك مُطْــعَمٌ مَودَّتِي، أَي مَرْزوقٌ مَوَدَّتِي، قَالَ الكُمَيْتُ:
(بَلَى إِنَّ الغَوانِيَ مُطْــعَمَــاتٌ ... مَوَدَّتَنا وَإِن وَخَطَ القَتِيرُ)

(و) رجلٌ (مِطْعَامٌ: كَثِيرُ الأضْيافِ والْقِرَى) أَي يُطْــعِمُــهم كثيرا ويَقْرِيهم.
وامرأةٌ مِطْعَامٌ كَذَلِك.
(والطُّــعْمَــةُ، بالضَّمِّ: المَأْكَلةُ، ج:) طُــعَمٌ، (كَصُرَدٍ) ، قَالَ النَّابِغَةُ:
(مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ ... نَرجُو الإِلَهَ ونَرْجُو البِرَّ والطُّــعَمَــا)
وَيُقَال: جَعَلَ السُّلطانُ ناحيةَ كَذَا طُــعْمَــةً لِفُلانٍ، أَي مَأْكَلَةً لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أبي بَكْرٍ: " إنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذا أَطْــعَمَ نَبِيَّا طُــعْمَــةً، ثمَّ قَبَضَهُ، جَعَلَها لِلّذي يَقُوم بَعْدَهُ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الطُّــعْمَــةُ: شِبْهُ الرِّزْقِ، يُرِيدُ بِهِ، مَا كَانَ لَهُ من الفَيء، وغَيرِه. وَفِي حَدِيثِ مِيرَاثِ الجَدِّ: " إِنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُــعْمَــةٌ: لَهُ "؛ أَي: إنَّه زِيادَةٌ على حَقِّه.
وَيُقَال: فلانٌ تُجبَى لَهُ الطُّــعَمُ، أَي الخَرَاجُ والإتَاوَاتُ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(مَّما يُيَسَّر أحْيَانًا لَهُ الطُّــعَمُ ... )

(و) الطُّــعْمَــةُ: (الدَّعْوَةُ إِلَى الطَّعَامِ) .
(و) أَيْضا: (وَجْهُ المَكْسَبِ) ، يُقَال: فُلانٌ عَفِيفُ الطُّــعْمَــةِ وخَبِيثُ الطُّــعْمَــةِ: إِذا كَانَ رَدِيءَ الكَسْبِ.
وَفِي الأساسِ: هِيَ الجِهَةُ الَّتي مِنْها يُرْزَقُ، كَالحِرْفَةِ، وَهُوَ مَجازٌ.
(وطُــعْمَــةُ بنُ أَشْرَف) هَكَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: طُــعْمَــةُ بنُ أُبَيْرِق، وَهُوَ ابنُ عَمْــرٍ والأَنصارِيُّ، صَحَابِيٌّ شَهِدَ أُحُدًا، رَوَى عَنهُ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ.
(و) طُــعْمَــةُ (بنُ عَمْــرٍ و) الجَعْفَرِيُّ العَامِرِيُّ (الكُوفِيُّ: مُحَدِّثٌ) عَن نَافِعٍ ويَزِيدَ بنِ الأَصَمِّ، وَعنهُ وَكيعٌ وَأَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: صَالحُ الحَدِيثِ، ماتَ سَنَةَ مِائَةٍ وتِسْعٍ وسِتِّين، رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ حَديثًا، والتِّرْمِذِيُّ آخَرَ.
(و) من المَجازِ: الطِّــعْمَــةُ، (بالكَسْرِ: السِّيرَةُ فِي الأَكْلِ) ، وحَكَى اللّحياني: إِنَّه لخَبيثُ الطِّــعْمَــةِ، أَي السِّيرةِ، وَلم يقل خَبيثُ السّيرةِ فِي طَعَامٍ، وَلَا غَيْرِه. وَيُقَال: فُلانٌ طَيِّبُ الطِّــعْمَــةِ، وخَبِيثُ الطِّــعْمَــةِ: إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَن لَا يَأْكُلَ إلاّ حَلالاً، أَو حَرَامًا.
(و) مِنَ المَجازِ: (طَــعْمُ الشَّيءِ) بالفَتْح: (حَلاَوَتُه ومَرَارَتُه وَمَا بَيْنَهُما) يَكُونُ ذَلِك (فِي الطَّعامِ والشَّرَابِ، ج: طُعُومٌ) ، وأَخصَرُ مِنْهُ كَلامُ الجَوْهَرِيُّ: الطَّــعْمُ، بِالفَتْحِ: مَا يُؤَدِّيهِ الذَّوْقُ، يُقَال: طَــعْمُــه مُرٌّ أَو حُلْوٌ. وصَرَّحَ المَوْلَى سَعْدُ الدِّين فِي أوائِل البَيَانِ من المُطَوَّلِ بِأَنَّ أُصُولَ الطُّعُومِ تِسْعَةٌ: حَرافَةٌ، ومَرَارَةٌ، ومُلُوحَةٌ، وحُمُوضَةٌ، وعُفُوصَةٌ، وقَبْضٌ، ودُسُومَةٌ، وحَلاوَةٌ، وتَفَاهَةٌ. فَفِي كَلامِ المُصَنِّفُ إِجْمَالٌ، وللحُكَمَاءِ فِي هَذَا تَفْصيلٌ غَرِيبٌ.
(وطَــعِمَ - كَعَلِمَ - طُــعْمًــا، بِالضَّمِّ: ذَاقَ) فَوَجَدَ طَــعْمَــهُ، (كَتَطَــعَّمَ) . وَفِي الصِّحَاحِ: طَــعِمَ يَطْــعَمُ طَــعْمَــاً فَهَوَ طَاعِمٌ، إِذا أَكَلَ أَو ذَاقَ، مِثْلُ: غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْمًا فَهُوَ غَانِمٌ. فالطُّــعْمُ بِالضَّمِّ هُنَا مَصْدَرٌ. وَفِي التَّنْزِيل: {فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني وَمن لم يطــعمــهُ فَإِنَّهُ مني} . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: مَنْ لم يَذُقْه. وَفِي اللِّسان: وَإِذا جَعَلْتَه بِمَعْنى الذَّوْقِ جَازَ فِيمَا يُؤْكَلُ ويُشْرَبُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ لم يَطْــعَمْــهُ، أَي مَنْ لَمْ يَتَطَــعَّمْ بِهِ. قَالَ اللَّيثُ: طَــعْمُ كُلِّ شَيءٍ، يُؤْكَلُ: ذَوْقُه، جَعَلَ ذَواقَ الماءِ طَــعْمًــا، ونَهَاهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنْهُ إِلَّا غَرْفَةً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:
(فَأَما بَنُو عَامرٍ بِالنِّسَارِ ... غَدَاةَ لَقُونَا فكَانُوا نَعَامَا)

(نَعامًا بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو ... دِ لَا تَطْــعَمُ المَاءَ إلاّ صِيامَا) يَقُول: هِيَ صَائِمَةٌ مِنْهُ لَا تَطْــعَمُــه، وذَلِكَ لأَنَّ النَّعام لَا تَرِدُ الماءَ وَلَا تَطْــعَمُــه.
وقالَ الرَّاغِبُ: " قالَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ تَنْبيهٌ على أَنَّه مَحْظُورٌ عَلَيه أَن يَتَناوَلَهُ مَعَ طَعَامٍ إلاَّ غَرْفَة. كَمَا أَنَّه مَحْظُورٌ عَلَيْهِ أَنْ يَشْرَبَهُ إِلَّا غَرْفَةً، فإنّ المَاءَ قَدْ يَطْــعَم إِذا كَانَ مَعَ شَيءٍ يُمْضَغُ. وَلَو قَالَ: ومَنْ لم يَشْرَبْه لَكانَ يَقْتَضِي أَن يَجُوزَ تَناوُلُه إِذا كَانَ فِي طَعامٍ، فَلَمَّا قَالَ: {وَمن لم يطــعمــهُ} . بيَّن أَنه لَا يَجُوزُ تَناوُلُه على كُلِّ حَالٍ إِلَّا قَدْرَ المُسْتَثْنَى، وَهُوَ الغَرْفَةُ باليَدِ ".
(و) طَــعِم (عَلَيْه:) إِذا (قَدَرَ) .
(والطُّــعْمُ، بالضَّمِّ: الطَّعَامُ) ، أَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ:
(أَردُّ شُجاعَ البَطْنِ قد تَعْلَمِينَهُ ... وأُوثِرُ غَيْري مِن عِيالِكِ بالطُّــعْمِ)
(و) الطُّــعْمُ: (القُدْرَةُ) . وَقد طَــعِمَ عَلَيْهِ. ذَكَرَ المَصْدَرَ هُنَا والفِعْلَ أَوَّلاً وَهَذَا من سُوءِ التَّصْنِيفِ، فإنّ ذِكْرَهُمَا مَعًا أَو الاقْتِصَارَ على أَحَدِهما كَانَ كَافِيا.
(و) الطَّــعْمُ، (بالفَتْح: مَا يُشْتَهى مِنْهُ) ، أَنشدَ الجَوهَرِيُّ لأَبِي خِرَاشٍ:
(وأَغْتَبِقُ المَاءَ القَراحَ فأَنْتَهِي ... إذَا الزَّادُ أمْسَى للمُزَلَّجِ ذَا طَــعْمِ)

(و) قَالَ الفَرَّاءُ: (جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ) : إِذا كَانَت (بَيْنَ الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيد: يُقالُ: لَكَ غَثُّ هَذَا وطَعُومُه، أَي غَثُّه وسَمِينُه.
وشَاةٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ: فِيهَا بَعْضُ الشَّحْم، وكَذَلِكَ النَّاقةُ. وجَزوُرٌ طَعُومٌ: سَمِينَةٌ.
(و) من المَجَازِ: (أَطْــعَمَ النَّخلُ) ، إِذا (أَدْرَكَ ثَمَرُها) ، وصَارَ ذَا طَــعْمِ يُؤْكَلُ. يُقَال: فِي بُسْتانِ فُلانٍ من الشَّجَرِ المُطْــعِم كَذَا، أَي: من الشَّجَرِ المُثْمِر الَّذِي يُؤْكَل ثَمَرُه.
وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّال: " أَخْبِرُونِي عَن نَخْلِ بَيْسَانَ هَل أَطْــعَم "، أَي: هَلْ أَثْمَرَ.
(و) من المَجَازِ: أَطْــعَمَ (الغُصْنَ) إطْعَامًا، إِذا (وَصَل بِهِ غُصْنًا من غَيْرِ شَجَرِهِ) ، قَالَه النَّضْرُ، (كطَــعَّمَــه) تَطْعِيمًا.
(وطَــعِمَ، كَسَمِعَ، أَي: قَبِلَ الوَصْلَ) .
(واطَّــعَمَ البُسْرُ، كافْتَعَل) : أَدْرَكَ و (صَارَ لَهُ طَــعْمٌ) يُؤْكَلُ مِنْهُ.
(و) من المَجَازِ: (بَعِيرٌ وناقَةٌ مُطَــعِّمٌ، كَمُحَدِّثٍ، وصَبُورٍ، ومُفْتَعِلٍ) ، أَي: (لَها نِقْيٌ) أَي: بَعضُ الشَّحْمِ. وَقيل: هِيَ الَّتِي جَرَى فِيهَا المُخُّ قَليلاً. وَقيل: هِيَ الّتي تَجِدُ فِي لَحْمِها طَــعْمَ الشَّحم من سِمَنِها.
(و) من المَجازِ: (مُسْتَطْــعَمُ الفَرَسِ، بِفَتْح العَيْن: جَحَافِلُه) . قَالَ الأَصمَعِيُّ: يُسْتَحَبُّ فِي الفَرَسِ أَن يَرِقَّ مُسْتَطْــعَمُــه، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقيل: مَا تَحْتَ مَرْسَنِهِ إِلَى أَطْرَافِ جَحَافِلِهِ.
(والمُطْــعَمَــةُ، كَمُكْرَمةٍ، ومُحْسِنَةٍ: القَوْسُ) وَهُوَ مَجَازٌ، وبالوَجْهَينْ رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(وَفِي الشِّمال من الشِّريانِ مُطْــعَمَــةٌ ... كَبْدَاءُ فِي عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْوِيمُ)
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُ إِنْشَادِهِ: " فِي عُودِها عَطْفٌ "، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على كَسْرِ العَيْنِ، وَقَالُوا: لِأَنَّهَا تُطــعِم الصَّيدَ صاحِبَها. وَمن رَواه بالفَتْح قَالَ: لأنّها يُصَادُ بهَا الصَّيْدُ، ويَكْثُر الضِّرَابُ عَنْهَا.
(وقَولُ عَلِيٍ كَرَّم اللهُ تَعَالى وَجْهَه: " إذَا اسْتَطْــعَمَــكُم الإمامُ فَأطْــعِمُــوه ". أَي: إذَا) أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِراءةِ الصَّلاةِ و (اسْتَفْتَحَ، فافْتَحُوا عَلَيه) ، ولَقِّنُوه، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ، وتَشْبِيهًا بالطَّعَامِ، كأنَّهم يُدخِلُونَ القِراءةَ فِي فِيه، كَمَا يُدْخَل الطَّعَامُ.
(و) فِي المَثَل: (" تَطَــعَّمْ تَطْــعَمْ "، أَي: ذُقْ) . وَفِي الصِّحاح: ذُقْ (حَتَّى) تَسْتَفِيق، أَن (تَشْتَهِيَ فَتَأْكُلَ) . قَالَ ابنُ بَرَّيّ: مَعْناه ذُقِ الطَّعَامَ، فإنّه يَدْعُوكَ إِلَى أَكْلِهِ، قالَ: فَهذَا مَثَلٌ لِمَنْ يُحْجِمُ عَن الأمرِ فيُقالُ لَهُ: ادخُلْ فِي أَوَّله، يَدْعُوكَ ذَلِك إِلَى دُخُولِك فِي آخِرِه، قَالَه عَطاءُ بنُ مُصْعَبٍ.
(و) يُقَال: (أَنَا طَاعِمٌ عَن) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَفِي اللِّسان: " غير " (طَعَامِكم) ، أَي: (مُسْتَغْنٍ) عَنهُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) يُقَال: (مَا يَطْــعَمُ آكِلُ هَذَا) الطَّعَام -، (كَيَمْنَعُ) ، أَي: (مَا يَشْبَعُ) ، وَهُوَ مَجَاز، ذَكَره ابْن شُمَيْل.
(و) رُوِيَ عَن ابنِ عَبَّاسَ أَنه قَالَ فِي زَمْزَمَ: إنَّها (طَعَامُ طُــعْمٍ) وشِفَاءُ سُقْم، (بِالضَّم) . أَي: يَشْبَع الإنسانُ إِذا شَرِب ماءها، كَمَا يَشْبَعُ من الطَّعَامِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: " أَي: يُغَذِّي بخلافِ سَائِرِ المَياهِ ". وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: أَي: يَشْبَعُ مِنْهُ الإنسانُ. يُقَال: إنَّ هَذَا الطَّعام طُــعْمٌ، أَي: يَطْــعَمُ، أَي: (يُشْبِعُ مَنْ أَكَلَه) ، وَله جُزْءٌ من الطَّعام مَالا جُزْءَ لَهُ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ حِينَئِذٍ من إضافةِ المَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ، كَصَلاةِ الأُولَى، أَي: طَعَام شَيء طُــعْم، أَي: مُشْبِع. وبَسَط الكَلاَمَ على الحَدِيثِ المُنَاوِيُّ فِي شَرْحِ الجَامِع الصَّغِيرِ، والعَلْقَمِيُّ فِي حاشِيَته، وخَصَّه جَماعةٌ بالتَّصْنِيفِ.
(و) يُقَال: (هُوَ) رجل (لَا يَطَّــعِمُ، كَيَفْتَعِل) ، أَي: (لَا يَتَأَدَّبُ، وَلَا يَنْجَعُ فِيهِ مَا يُصْلِحُه) وَلَا يَعْقِل، وَهُوَ مجَاز.
(والحَمَامُ) الذَّكَرُ (إِذَا أَدْخَلَ فمَهُ فِي فَمِ أُنْثَاهُ فقد تَطَاعَمَــا وطَاعَمَــا) ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَوْل الشَّاعِر:
(لم أُعْطِهَا بِيَدٍ إِذْ بِتُّ أَرْشُفُها ... إِلاَّ تَطَاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ)

(كَمَا تَطَاعَمَ فِي خَضْراءَ نَاعِمَــةٍ ... مُطَوَّقَانِ أَصاخَا بَعْد تَغْرِيدِ)

(وكمُحْسِنٍ:) مُطْــعِمُ (بنُ عَدِيِّ) بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ قُصَيٍّ النَّوْفَلِيُّ: (من أَشْرَافِ قُرَيْشٍ) ، وَهُوَ وَالِدُ جُبَيْرٍ الصَّحَابِيِّ النَّسَّابَةِ الشَّرِيفِ الحَلِيمِ.
(ولَبَنٌ مُطَــعِّمٌ، كَمُحَدِّثٍ: أَخَذَ فِي السِّقاءَ طَــعْمًــا وطِيبًا) ، وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبَةِ مَحْضٌ، وَإِن تَغَيَّر، (و) لَا يَأْخُذُ اللَّبنُ طَــعْمًــا وَلَا يُطَــعِّم فِي العُلْبَةِ والإناءِ أبدا، وَلَكِن يَتَغَيَّر طَــعْمُــه فِي الإِنْقَاعِ، قَالَه أَبو حَاتِم.
(والمُطْــعِمَــةُ: كمُحْسِنَةٍ) ، وضَبَطَه الزَّمخْشَرِيُّ بالفَتْحِ: (الغَلْصَمَةُ) . قَالَ أَبُو زيد: أَخَذَ فُلاَنٌ بمُطْــعِمَــةِ فُلاَنٍ: إذَا أَخَذَ بِحَلْقِهِ يَعْصِرُهُ، وَلَا يَقُولُونَها إِلَّا عِنْدَ الخَنْق والقِتال، وَهُوَ مجَاز.
(والمُطْــعِمَــتَانِ) : هُمَا (الإِصْبِعَانِ المُتَقَدِّمَتانِ المُتَقابِلَتانِ فِي رِجْلِ الطَّائِرِ) . نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَلَو قَالَ: المِخْلَبَان يَخطِفُ بِهِما الطَّيرُ اللَّحْمَ كَانَ أخصَرَ، وَهُوَ مجَاز.
(و) من المَجازِ: (طَــعَّمَ العَظْمُ) تَطْعِيماً، إِذا (أَمَخَّ) أَي: جَرَى فِيهِ المُخُّ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
(وَهُمْ تَركُوكُمْ لَا يُطَــعِّمُ عَظْمُكمْ ... هُزالاً وكَانَ العَظْمُ قَبلُ قَصِيدَا)

(والطَّعُومَةُ: الشَّاةُ تُحْبَسُ لتُوْكَلَ) .
(و) طُعَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ: اسْمٌ) .
[] ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
طَــعِمَ يَطْــعَم مَطْــعَمًــا: مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ.
والمَطْــعَمُ: المَأْكَلُ.
وطَعَامُ البَحْرِ: هُوَ مَا نَضَبَ عَنهُ الماءُ فأُخِذَ بغَيْر صَيْدٍ.
وَقيل: كُلُّ مَا سُقِيَ بِمَائِهِ فَنَبتَ، قَالَه الزَّجَاجُ.
وَرَجُلٌ ذُو طَــعْمٍ، أَي: (ذُو) عَقْلٍ وحَزْمٍ، قَالَ:
(فَلَا تَأْمُرِي يَا أُمَّ أَسْماءَ بالَّتِي ... تُجِرُّ الفَتَى ذَا الطَّــعْمِ أَن يَتَكَلَّمَا)
أَي: تُخرِسُ.
وَمَا بِفُلانٍ طَــعْمٌ وَلَا نَوِيصٌ، أَي: عَقْلٌ وَلَا حَرَاكٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْر: لَيْسَ لِمَا يَفْعَلُ فُلانٌ طَــعْمٌ، أَي: لَذَّةٌ وَلَا مَنْزِلَةٌ فِي القَلْبِ، وَبِه فُسِّر قَولُ أَبِي خِراشٍ:
... أَمْسَى للمُزَلَّجِ ذَا طَــعْم ... )
أَي: ذَا مَنْزِلَةٍ من القَلْب. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: " مَا قَتَلْنا أَحَدًا بِهِ طَــعْمٌ، مَا قَتَلْنا إِلَّا عَجَائِزَ صُلْعًا "، أَي: مَنْ لَا اعْتِدادَ بِهِ وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ وَلَا قَدْرَ، ويَجُوزُ فِيهِ الفَتْحُ والضَّمّ. والطُّــعْمُ، بِالضَّمِّ: الحَبُّ الَّذِي يُلْقَى للطَّائِرِ.
وأَمَّا سِيبَويْهِ فسَوَّى بَين الاسْمِ والمَصْدَرِ فَقَالَ: طَــعِم طُــعْمًــا، وأَصَابَ طُــعْمَــةً، كِلاهُما بالضَّمِّ.
والطُّــعْمُ أَيْضا: الَّذِي يُلْقَى للسَّمَكِ لِيُصَادَ.
والطُّــعْمَــةُ، بِالضَّمِّ: الإِتَاوَةُ.
والطِّــعْمَــةُ، بِالْكَسْرِ: وَجْهُ المَكْسَبِ، لُغَةٌ فِي الفَتْح. وبالكَسْرِ خاصَّةً: حَالَةُ الأَكْلِ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَــرَ بنِ (أبي) سَلَمَة: " فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِــعْمَــتِي بَعْدُ " أَي: حَالَتِي فِي الأَكْلِ.
وَقَالَ أَبُوا عُبَيْد: فُلانٌ حَسَنُ الطِّــعْمَــةِ والشِّرْبَةِ، بالكَسْرِ.
واسْتَطْــعَمَــه: سَأَلَهُ أَنْ يُطْــعِمَــهُ.
واسْتَطْــعَمَــهُ الحَدِيثَ: سَأَلَهُ أَن يُحَدِّثَهُ أَو يُذِيقَهُ طَــعْمَ حَدِيْثِهِ.
والطَّــعْمُ: الأَكْلُ بِالثَّنايَا، يُقال: إنَّ فُلاناً لَحَسَنُ الطَّــعْمِ، وإِنَّه لَيَطْــعَمُ طَــعْمًــا حَسَنًا.
ولَبَنٌ مُطَّــعِمٌ، كَمُفْتَعِلٍ: أَخَذَ طَــعْمَ السِّقَاء.
ويُقالُ: إِنَّه لَمُتَطَاعِمُ الخَلْقِ، أَي: مُتَتَابِعُ الخَلْق.
ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَــعْمُ السِّمَنِ فيهِ.
ومُطْــعِمُ الفَرَسِ: مُسْتَطْــعَمُــهُ.
وأَطْــعَمْــتُ عَيْنَهُ قَذًى فَطَــعِمَــتْه.
واستَطْــعَمْــتُ الفَرَسَ: إِذَا طَلبْتَ جَرْيَهُ، وأنشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ:
(تَدَارَكَه سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ ... سَبُوحٍ إِذا استَطْــعَمْــتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ)

وَقد سَمَّوا طُــعْمــة، بالتَّثْليثِ.
وكَجُهَيْنَةَ: طُعَيْمةُ بنُ عَدِيٍ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كافِرًا، وَهُوَ أَخُو مُطْــعِمٍ الَّذِي ذَكَره المُصَنِّفُ.
وَبَنُو طُعَيْمة: بُطَيْنٌ بِرِيْفِ مِصْرَ.
ومُطْــعِمُ بنُ المِقْدَامِ الشَّامِيُّ، عَن مُجَاهِدٍ: ثِقَةٌ.
ومُطــعِمُ بنُ عُبَيْدَةَ البَلَوِيُّ مِصْرِيٌّ: لَهُ صُحْبةٌ، رَوَى عَنهُ رَبِيعَةُ بنُ لَقِيطٍ.
وَهُوَ يَحْتَكِرُ المَطَاعِمَ، أَي: البُرَّ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
وطَاعمــتُه: أَكَلْتُ مَعَه.
وقَومٌ مَطَاعِيمُ: كَثِيرُو الأَكْلِ، أَو كَثِيرُو الإِطْعَامِ.
وأَطْــعَمْــتُك هَذِه الأرضَ: جَعلتُها طُــعْمــةً لَك.
وتَطَاعَمَ المُتَماثِلانِ: فَعَلا كَفِعْل الحَمَامَتَيْن.
ويُقال لِبَيَّاعِ الطَّعَامِ: الطَّعامِيُّ.
(ط ع م)

الطَّعامُ: اسْم جَامع لكل مَا يُؤْكَل. وَقَوله عز وَجل: (أُحِلَّ لكم صَيدُ البَحر وطَعامُهُ مَتاعا لكم وللسَّيَّارةِ) : اخْتلف فِي طَعَام الْبَحْر. فَقَالَ بَعضهم: هُوَ مَا نضب عَنهُ المَاء، فاخذ بِغَيْر صيد، فَهُوَ طَعامُه. وَقَالَ آخَرُونَ: طعامُهُ: كل مَا سقِِي بمائه فنبت، لِأَنَّهُ نبت عَن مَائه. كل هَذَا عَن أبي إِسْحَاق الزّجاج. وَالْجمع: أطْــعِمــة. وأطْــعِمــاتٌ: جمع الْجمع. وَقد طَــعِمَــه طَــعْمــا وطَعاما، وأطْــعَمَ غَيره. وَقَوله تَعَالَى: (مَا أُريدُ مِنْهُم من رِزْقٍ، وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْــعِمُــون) مَعْنَاهُ: مَا أُرِيد أَن يرزقوا أحدا من عبَادي، وَلَا يُطــعمــوه، لِأَنِّي أَنا الرَّزَّاق المُطــعم.

وَرجل طاعِمٌ: حسن الْحَال فِي المَطْــعم. قَالَ الحطيئة:

دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها ... واقعدْ فإنكَ أنتَ الطَّاعمُ الكاسي

وَرجل طاعمٌ وطَــعِم: على النّسَب عَن سِيبَوَيْهٍ. كَمَا قَالُوا: نَهِ.

والطَّــعْمُ: الْأكل.

والطُّــعْمُ: مَا أكل. قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ:

أرُدُّ شُجاعَ الجوعِ قد تَعْلَمِيَنُه ... وأُوثِرُ غَيري مِن عِيالك بالطُّــعْمِ

وَهُوَ أَيْضا: الْحبّ الَّذِي يلقى للطير. وَأما سِيبَوَيْهٍ فسوى بَين الِاسْم والمصدر. فَقَالَ: طَــعِمَ طُــعْمــا، وَأصَاب طُــعْمَــة، كِلَاهُمَا بِضَم أَوله.

والطُّــعْمَــة: المأكلة. وَالْجمع: طُــعَم. قَالَ النَّابِغَة:

مُشِّمرِينَ على خوصٍ مُزَمَّمَةٍ ... نَرْجُو الإلهَ وَنَرْجُو البِرَّ والطُّــعُمــا

والطُّــعْمَــة: الدعْوَة إِلَى الطَّعَام والطِّــعْمــةُ: السِّيرَة فِي الْأكل، وَهِي أَيْضا: الكسبة. وَحكى الَّلحيانيّ: انه لخبيث الطِّــعْمــة: أَي السِّيرَة، وَلم يقل: خَبِيث السِّيرَة فِي طَعامٍ وَلَا غَيره.

وَرجل مِطْــعَم: شَدِيد الْأكل. وَامْرَأَة مِطْــعَمَــة، نَادِر. وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مصكة.

وَرجل مِطْعامٌ: يُطْــعِمُ النَّاس.

وطَــعْم الشَّيْء: حلاوته ومرارته وَمَا بَينهمَا، يكون ذَلِك فِي الطَّعام وَالشرَاب، وَالْجمع طُعُوم.

وطَــعِمَــه طَــعْمــا، وتَطَــعَّمَــه: ذاقه فَوجدَ طَــعمَــه. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَنْ لَم يَطْــعَمْــهُ فإنَّهُ مِنِّي) . وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فأمَّا بَنُو عامرٍ بالنِّسا ... رِ غَداةَ لَقونا فَكَانُوا نَعاما نَعاما بخَطْمَة صُعْرَ الخُدو ... دِ لَا تَطْــعَمُ الماءَ إِلَّا صِياما

يَقُول: هِيَ صَائِمَة مِنْهُ، لَا تَطْــعَمُــه. قَالَ: وَذَلِكَ لِأَن النعام لَا ترد المَاء وَلَا تَطْــعَمُــه.

وَفِي الْمثل: تَطَــعَّمْ تَطْــعَمْ: أَي ذُقْ تَشَهَّ.

واطَّــعَمَ الشَّيْء: أَخذ طَــعْمــا.

لبن مُطَّــعِم ومُطَــعِّم: أَخذ طَــعْم السقاء.

واطَّــعَمَــتِ الشَّجَرَة: أدْركْت ثَمَرَتهَا، يَعْنِي: أخذت طَــعْمــا وَطَابَتْ.

وأطْــعَمَــتْ: أدْركْت أَن تثمر.

والمُطْــعِمَــة: الغلصمة. والمُطْــعِمَــة: المخلب الَّذِي تخطف بِهِ الطير اللَّحْم. والمُطْــعِمَــة: الْقوس، تُطْــعِم الصَّيْد. قَالَ:

وَفِي الشّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْــعِمَــةٌ ... كَبْداءُ فِي عَجْسِها عَطفٌ وتَقوِيمُ

والمُطَــعِّمُ والمُطَّــعِمُ من الْإِبِل: الَّذِي تَجِد فِي لَحْمه طَــعْمَ الشَّحْم، من سمنه. وَقيل: هِيَ الَّتِي جرى فِيهَا المخ قَلِيلا.

وطَــعَّمَ الْعظم: أمخ. أنْشد ثَعْلَب:

وهم تركوكم لَا يطَــعِّم عَظْمُكم ... هُزَالا وَكَانَ العَظمُ قبلُ قَصِيدَا

ومخّ طَعُومٌ: يُوجد طَــعْمٌ السّمن فِيهِ. وشَاة طَعوم وطَعِيم: فِيهَا بعض الشَّحْم. وَكَذَلِكَ النَّاقة والطَّعُومةُ: الشَّاة تحبس لتؤكل.

وَلَيْسَ بِذِي طَــعْم: أَي لَيْسَ لَهُ عقل وَلَا نفس.

ومُسْتَطْــعَمُ الْفرس: جحافله.

والطَّــعم: الشَّهْوَة. قَالَ الْهُذلِيّ:

وأغْتَبِقُ الماءَ القَرَاحَ فأنْتَهِى ... إِذا الزادُ أمْسَى للمُزلَّج ذَا طَــعمِ وطُــعْمــةُ وطِــعْمَــةُ وطُعَيَمة ومُطْــعِم، كلُّها أَسمَاء. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كَسانِي ثَوْبَي طُــعْمَــة الموتُ إنَّما ... التُّراثُ وَإِن عَزَّ الحَبيبُ الغَنائِمُ

طــعم

1 طَــعِمَــهُ, aor. ـَ inf. n. طَــعْمٌ and طَعَامٌ, He ate it; namely, food: (K, * TA:) and طَــعِمَ, aor. as above, inf. n. طُــعْمٌ, with damm, he tasted [a thing]: (K:) or طَــعِمَ, aor. as above, (S, Mgh, * Msb,) inf. n. طُــعْمٌ, with damm, (S,) or طَــعْمٌ, with fet-h, (Msb,) or both, (Mgh,) and مَطْــعَمٌ also is an inf. n. of the same verb, (TA,) signifies he ate, (S, Mgh, Msb, *) a thing, (Mgh,) and [app. also he swallowed, for it is said that] it applies to anything that is swallowed easily or agreeably, even to water: (Msb:) and he tasted (S, Mgh, Msb) a thing; (Mgh, Msb;) as also ↓ تطــعّم; (S, Mgh, K;) [i. e.] this latter verb signifies he tasted food in order that he might know its flavour; and so ↓ استطــعم: (Msb:) and طَــعِمَ as meaning he tasted may be used in relation to that which is eaten and to that which is drunk. (L.) Hence, in the Kur [xxxiii. 53], فَإِذَا طَــعِمْــتُمْ فَانْتَشِرُوا And when ye shall have eaten [disperse yourselves]. (S, * TA.) And you say, فُلَانٌ قَلَّ طُــعْمُــهُ, meaning [Such a one,] his eating [was, or became, little]. (S.) The saying in the Kur [ii. 250], وَمَنْ لَمْ يَطْــعَمْــهُ فَإِنَّهُ مِنِّى means But whoso does not taste it, (S, Msb, * TA,) he is of my followers, (Bd, Jel,) or is at one, or in union, with me: (Bd:) or, accord. to Zj, the meaning is, بِهِ ↓ لَمْ يَتَطَــعَّمْ [app. meaning does not refresh himself with it as though with food]: (TA:) or, as some say, the passage in which it occurs denotes a prohibition to take aught save as much as is laded out with the hand; and when water has with it something that is chewed, one says of it يُطْــعَمُ. (Er-Rághib, TA.) تَطْــعَمْ ↓ تَطَــعَّمْ i. e. Taste thou, (S, Mgh, K,) then thou wilt have desire, or appetence, (Mgh,) or so that thou mayest have desire, or appetence, and mayest eat; (S, K;) or taste thou the food, for it will induce thee to eat it; (IB, TA;) is a prov., (IB, Mgh, TA,) said to him who refrains from an affair; meaning, commence it, for thy doing so will invite thee to finish it. (IB, TA.) b2: الطَّــعْمُ signifies also The eating with the central incisors: one says, إِنَّهُ لَيَطْــعَمُ طَــعْمًــا حَسَنًا [Verily he eats well with the central incisors]. (TA.) b3: مَا يَطْــعَمُ آكِلُ هٰذَا الطَّعَامِ, (K, * TA,) a phrase mentioned by ISh, (TA,) means (tropical:) The eater of this food does not become satisfied in stomach. (K, * TA.) b4: طَــعِمَ said of a branch, or shoot, (tropical:) It received ingraftment. (ISh, K, TA.) b5: and [hence, perhaps,] طَــعِمَــتْ عَيْنُهُ (assumed tropical:) [His eye had a mote cast into it: see 4]. (TA.) b6: طَــعِمَ عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. طُــعْمٌ, (K, * TA,) which, in the K, is improperly disjoined from its verb, [as though it were a simple subst.,] (TA,) i. q. قَدَرَ [i. e. He had power over him, or it; or he had power, or ability, to do it, &c.]. (K, TA.) 2 طَــعَّمَ see 4, in three places. b2: طــعّم, (K, TA,) inf. n. تَطْعِيمٌ, (TA,) said of a bone, means (assumed tropical:) It had, or contained, marrow. (K, TA.) [Used in this sense, it may be regarded as a trans. v. of which the objective complement is understood; as though signifying It fed.]3 طَاعَمْــتُهُ I ate with him. (TA.) b2: and [hence] طَاعَمَــا, said of two pigeons, (tropical:) They billed; the male bird inserting his mouth [or bill] into that of his female; as also ↓ تَطَاعَمَــا. (K, TA.) 4 اطــعمــهُ, (Msb, K,) or اطــعمــهُ الطَّعَامَ, (S,) [inf. n. إِطْعَامٌ,] He fed him; or gave him to eat, or gave him food; (Msb, K;) [and so, accord. to modern usage, ↓ طــعّمــهُ.] b2: And [hence] اطــعمــهُ signifies also (tropical:) He supplied him with the means of subsistence: whence, in the Kur [li. 57], وَمَا أُرِيدُ

أَنْ يَطْــعِمُــونِ i. e. (tropical:) And I desire not that [they, meaning] any of my servants should supply me with the means of subsistence; for I am the supplier of the means of subsistence. (TA.) b3: And أَطْــعَمْــتُكَ هٰذِهِ الأَرْضَ (assumed tropical:) I have assigned to thee as a طُــعْمَــة [q. v.] this land. (TA.) It is said of the Prophet, أَطْــعَمَــهُمْ طُــعْمَــةً (assumed tropical:) [He assigned to them, or gave them, a طــعمــة]: accord. to Aboo-Haneefeh, الإِطْعَامُ signifies peculiarly (assumed tropical:) the lending of land for cultivation: but it is said on the authority of Mo'áwiyeh, إِنَّهُ أَطْــعَمَ عَمْــرًا خَرَاجَ مِصْرَ, meaning (assumed tropical:) that he gave 'Amr as a طُــعْمَــة the خراج [or land-tax] of Egypt. (Mgh.) b4: See also 10. b5: اطــعم الغُصْنَ, (ISh, K,) inf. n. إِطْعَامٌ, (TA,) (tropical:) He ingrafted upon the branch, or shoot, a branch, or shoot, of another tree; (ISh, K, TA;) as also ↓ طــعّمــهُ, [which is more commonly used in this sense,] (K,) inf. n. تَطْعِيمٌ. (TA.) [And ↓ طــعّمــهُ is now used as meaning also (assumed tropical:) He inoculated him.] b6: And أَطْــعَمْــتُ عَيْنَهُ قَذًى (assumed tropical:) [I cast a mote into his eye]. (TA.) [b7: See also a verse cited voce عِقْبَةٌ.] b8: اطــعم النَّخْلُ (tropical:) The palm-trees had ripe fruit, (S, K, TA,) such as might be eaten: or bore fruit: (TA:) or اطــعمــت الشَّجَرَةُ the tree had ripe fruit: (Msb:) or اطــعمــت الثَّيَرَةُ the fruit became ripe. (Mgh.) 5 تَطَــعَّمَ see 1, in three places: and see also an ex. voce ضَارٍ, in art. ضرو and ضرى.6 تطاعيوا They (a party on a journey) ate with, or at the tent of, [meaning, of the food of,] this man on one occasion of alighting, and another man on another occasion of alighting; each one of them having his turn to supply the food of one day: like تناوبوا and تنازلوا. (ISh, TA in art. نوب.) b2: See also 3. b3: [Hence,] one says of two persons in conformity, تَطَاعَمَــا, meaning (assumed tropical:) They acted as do the two [billing] pigeons. (TA.) 8 اطّــعم البُسْرُ, (K,) or اطّــعمــت البُسْرَةُ, (S,) (assumed tropical:) The ripening dates, or the ripening date, acquired flavour, (S, K, TA,) and became ripe, so as to be eaten. (TA.) b2: [Hence,] one says, هُوَ رَجُلٌ لَا يَطَّــعِمُ (tropical:) He is a man who will not become well disciplined, in whom that which should improve him will not produce an effect, (K, * TA,) and who will not become intelligent. (TA.) 10 استطــعمــهُ He asked him to feed him. (S, Mgh, Msb.) b2: [Hence,] اِسْتَطْــعَمَــتُهُ الحَدِيثَ (assumed tropical:) I asked him to relate to me the narrative, or tradition: or to make me to taste the savour of his discourse. (TA.) b3: And إِذَا اسْتَطْــعَمَــكُمُ الإِمَامُ

↓ فَأَطْــعِمُــوهُ (tropical:) When the امام [or leader in prayer] desires you to tell him what he should say, (S, Mgh, K, TA,) being unable to proceed (Mgh, TA) in reciting the prayer, (TA,) do ye tell him what he should say, (S, Mgh, K, TA,) and prompt him, as though putting the recitation into his mouth like as food is put in: (TA:) a saying of 'Alee. (K.) b4: And اِسْتَطْــعَمْــتُ الفَرَسَ (assumed tropical:) I desired the horse's running. (TA.) b5: See also 1, first sentence.

طَــعْمٌ [as an inf. n.: see 1. b2: As a simple subst.,] Taste, flavour, or savour; (S, Msb, TA;) sweetness, and bitterness, and a quality [of any kind] between these two, in food and in beverage: pl. طُعُومٌ. (K.) One says, طَــعْمُــهُ مُرٌّ [Its taste is bitter], (S, TA,) and حُلْوٌ [sweet], (Msb, TA,) and حَامِضٌ [acid]: and تَغَيَّرَ طَــعْمُــهُ Its taste became altered from its natural quality. (Msb.) b3: And [Relish, i. e.] a desired quality of food. (S, Msb, K.) One says, لَيْسَ لَهُ طَــعْمٌ [It has no relish]: (S:) and لَيْسَ لِلْغَثِّ [What is lean has no relish]: and ↓ طَــعَمٌ signifies the same in the dial. of Kiláb. (Msb.) b4: [Hence, (assumed tropical:) An approvable quality in a man.] One says رَجُلٌ ذُو طَــعْمٌ (assumed tropical:) A man possessing intelligence, and prudence, or discretion: and مَا بِفُلَانٍ طَــعْمٌ وَلَا نَوِيصٌ (assumed tropical:) There is not in such a one intelligence nor activity: and لَيْسَ لِمَا يَفْعَلُ فُلَانٌ طَــعْمٌ (assumed tropical:) There appertains not to what such a one does any pleasing quality, nor any place of honour in the heart, or mind: and it is said in a trad., مَا قَتَلْنَا أَحَدًا بِهِ طَــعْمٌ مَا قَتَلْنَا إِلَّا عَجَائِزَ صُلْعًا (assumed tropical:) We slew not any one of account, any known person, or any one of rank, or station; [we slew not any but bald-headed old women;] and one may also say in this case ↓ طُــعْمٌ, with damm. (TA.) b5: Also A thing that is swallowed easily or agreeably, whether solid, as grains [&c.], or liquid, as expressed juice and oil and vinegar [&c.]; differing from طُــعْمٌ, which does not apply to liquids. (Msb.) طُــعْمٌ [as an inf. n.: see 1: b2: ] as a subst.: see طَعَامٌ. b3: Also Grain that is thrown to birds. (T, Msb, TA.) And A bait that is thrown to fish. (TA.) b4: طَعَامُ طُــعْمٍ means Food that satisfies the stomach of its eater: (ISh, K, TA:) and is said by MF to be for طَعَامُ شَىْءٍ طُــعْمٍ. (TA.) The Prophet said of the well Zemzem, إِنَّهَا طَعَامُ طُــعْمٍ, meaning Verily it is a satisfier of the stomach of man, (ISh, Msb, TA,) like as is food. (TA.) b5: See also طَــعْمٌ.

طَــعَمٌ; see طَــعْمٌ.

طَــعِمٌ: see طَاعِمٌ.

طُــعْمَــةٌ i. q. مَأْكَلَةٌ, (S, Msb, K, TA,) or رِزْقٌ; (Mgh;) i. e. (assumed tropical:) An assigned, or appointed, means of subsistence; such as a grant of a tract of land; [an allodium so granted;] and a tax, or a portion of a tax or of taxes; and the like: (Mgh, TA:) pl. طُــعَمٌ. (Mgh, K.) One says, جَعَلْتُ هٰذِهِ الضَّيْعَةَ طُــعْمَــةً لِفُلَانٍ (assumed tropical:) [I have assigned this estate as a means of subsistence to such a one]. (S.) [For other exs., see 4.] And it is said in a trad. respecting the inheritance of the grandfather, إِنَّ السُّدْسَ الآخَرَ طُــعْمَــةٌ لَهُ i. e. (assumed tropical:) The other sixth is a surplus for him beyond his [regular] due. (TA.) b2: Also An invitation to food. (K.) b3: And (tropical:) A mode, or manner, of gain; (S, K, Ta;) as also ↓ طِــعْمَــةٌ: (TA:) it is like حِرْفَةٌ. (A, TA.) One says, فُلَانٌ عَفِيفُ الطُّــعْمَــةِ (tropical:) [Such a one is uncorrupt in respect of the mode of gain]: and خَبِيثُ الطُّــعْمَــةِ i. e. corrupt in respect of the means of gain. (S, TA.) طِــعْمَــةٌ A way, mode, or manner, of eating: (K, TA:) Lh explains it as meaning a way, mode, or manner, of acting or conduct, without saying in eating or in any other thing. (TA.) One says, فُلَانٌ حَسَنُ الطِّــعْمَــةِ وَالشِّرْبَةِ [Such a one is good, or comely, in respect of the way, mode, or manner, of eating and of drinking]. (A 'Obeyd, S, TA.) And فُلَانٌ طَيِّبُ الطِّــعْمَــةِ (tropical:) [Such a one is accustomed to eat nothing but what is lawful], and خَبِيثُ الطِّــعْمَــةِ accustomed to eat nothing but what is unlawful. (TA.) See also طُــعْمَــةٌ.

طَعَامٌ [as an inf. n.: see 1. b2: As a subst.,] Food, (S, Nh, Mgh, Msb, K,) of any kind; (Nh, TA;) like as شَرَابٌ signifies beverage [of any kind]: (Mgh, Msb:) and especially wheat, (S, Nh, Mgh, Msb, K,) to which it is applied by the people of El-Hijáz; (Msb, TA;) and barley; (Nh, TA;) [and corn in general; thus applied to millet in the present day in some parts of Arabia, as, for instance, in El-Yemen; (see مِيرَةٌ;)] and dates, (Nh, Mgh, TA,) when said not to mean wheat; (Mgh, TA;) &c.: (Nh, TA:) and in the Expos. of the “ Shifè,” it is said to be applied to (tropical:) other than food tropically: (TA:) and ↓ طُــعْمٌ signifies the same; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ مَطْــعَمٌ; (Ham p. 166, and K; *) of which the pl. is مَطَاعِمُ: (Ham ubi suprà:) one says, هُوَ يَحْتَكِرُ المَطَاعِمَ, meaning [He collects and withholds] wheat [waiting for a time of scarcity and dearness]: (A, TA:) the pl. of طَعَامٌ is أَطْــعِمَــةٌ, (Mgh, Msb, K,) and pl. pl. أَطْــعِمَــاتٌ. (K.) [It often means A meal, or repast.] طَعَامُ البَحْرِ means That from which the water [of the sea, or of the great river,] has receded, leaving it, so that it is taken without fishing: or, as some say, anything that is irrigated by the water of the بحر [i. e. great river], and consequently vegetates: so says Zj. (TA. [See the Kur v. 97.]) طَعُومٌ and ↓ طَعِيمٌ, applied to a slaughtered camel or she-camel, (assumed tropical:) Such as is between the lean and the fat: (Fr, S, K:) or the former, so applied, signifies fat: and each, applied to a sheep or goat (شاة), having somewhat of fat: (TA:) and the former, as also ↓ مُطَــعِّمٌ and ↓ مُطَّــعِمٌ [in the CK مُطَّــعَمٌ], signifies (tropical:) thus, applied to a he-camel and to a she-camel, (K, * TA,) as also ↓ طَعِيمٌ: or a she-camel having in her a little marrow: or in the flesh of which is found the flavour of fat, by reason of her fatness. (TA.) Accord. to Aboo-Sa'eed, one says, لَكَ غَثُّ هٰذَا وَطَعُومُهُ i. e. (assumed tropical:) [Thine is, or shall be, the lean of this] and the fat thereof. (TA.) And مُخٌّ طَعُومٌ means (assumed tropical:) Marrow in which is found the flavour of fatness. (TA.) طَعِيمٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also, applied to water, i. q. شَرُوبٌ [q. v.]. (TA in art. شرب.) طَعُومَةٌ A sheep, or goat (شاة) that is confined to be eaten. (K.) طَعَامِىٌّ A seller of طَعَام [app. as meaning wheat, or corn]. (TA.) طَاعِمٌ Eating: and tasting. (S.) b2: And (tropical:) A man having a good state, or condition, in respect of food; as also ↓ طَــعِمٌ; (K, TA;) [each] a possessive epithet in this sense; on the authority of Sb. (TA.) b3: أَنَا طَاعِمٌ عَنْ طَعَامِكُمْ, thus in the A and K, but in the L غَيْرَ طعامكم, (TA,) means (tropical:) I am in no need of your food. (K, TA.) مَطْــعَمٌ [as an inf. n.: see 1. b2: As a subst.,] A place of eating: (Har p. 345:) [and a time thereof:] syn. مَأْكَلٌ. (TA.) b3: See also طَعَامٌ. b4: And see also مُسْتَطْــعَمٌ.

مُطْــعَمٌ [Fed. b2: And hence,] (tropical:) Supplied with the means of subsistence. (S, K, TA.) b3: [Hence,] one says, إِنَّكَ مُطْــعَمٌ مَوَدَّتِى, meaning مَرْزُوقٌ مَوَدَّتِى

[i. e. (tropical:) Verily thou art gifted with my love, or affection]. (TA.) مِطْــعَمٌ That eats vehemently: (S, K:) fem. with ة: (K:) the former applied to a man; (S, TA;) and the latter, to a woman, and extr., [said to be] the only instance of the kind except مِصَكَّةٌ. (TA.) مُطْــعَمَــةٌ or مطْــعَمَــةٌ: see the next paragraph, each in two places.

مُطْــعِمَــةٌ, (S, K,) like مُحْسِنَةٌ, (K,) [i. e.] with kesr to the ع, accord. to IAar, (S,) and like مُكْرَمَةٌ, (K, [i. e. ↓ مُطْــعَمَــةٌ, but I think it most probable that it is correctly ↓ مِطْــعَمَــةٌ, like مِكْسَحَةٌ

&c., as being the name of an instrument, agreeably with a remark respecting it in what follows,]) (tropical:) A bow: (S, K, TA:) called by the former appellation because it feeds its owner with the game: (IAar, S, TA:) and by the latter appellation because one takes the game by means of it, and often shoots with it. (TA.) b2: And المُطْــعِمَــةُ, (K, TA,) or, as written by Z, with fet-h, [i. e. ↓ المُطْــعَمَــةُ, or, as I think more probable, ↓ المِطْــعَمَــةُ,] (tropical:) The غَلْصَمَة [or epiglottis; because it is said to throw the meat and drink into the gullet]. (K, TA.) And (tropical:) [The place thereof; i. e.] the حَلْق [or fauces; or upper part of the throat]: so in the saying, أَخَذَ فُلَانٌ بِمطــعمــة فُلَانٍ i. e. (tropical:) Such a one seized the حَلْق of such a one, squeezing it; said only in a case of throttling and fighting. (Az, TA.) b3: And المُطْــعِمَــتَانٍ (tropical:) The two corresponding anterior toes of a bird; (S, K, TA;) i. e. the two talons with which the bird seizes the flesh-meat. (TA.) مُطَــعِّمٌ: see طَعُومٌ. b2: Also (assumed tropical:) Milk that has acquired in the skin a flavour and a pleasant odour: (AHát, K, TA:) and ↓ مُطَّــعِمٌ signifies [the same, or] milk that has acquired the flavour of the skin. (TA.) مُطَّــعِمٌ: see طَعُومٌ: b2: and see also مُطَــعِّمٌ.

مِطْعَامٌ One who feeds others much, (S,) or who has many guests, (K,) and who entertains guests much; (S, K;) applied to a man, (S, TA,) and to a woman: (TA:) [and app. one who eats much: for] قَوْمٌ مَطَاعِيمُ signifies a people, or party, that eat much: or that feed others much. (TA.) مُطَاعَمُ الخَلْقِ i. q. مُتَابَعُ الخَلْقِ [app. (assumed tropical:) Sound, or free from defect, in make]. (TA.) مُسْتَطْــعَمٌ The lips of the horse: (S, K, TA:) As says that thinness of the مستطــعم of the horse is approved: (S, TA:) but some say that it is the part beneath the مَرْسِن [or place of the halter] of the horse, extending to the extremities of his lips: and مطــعم [thus in my original, app. ↓ مَطْــعَمٌ, as being the “ place of eating,”] signifies the same. (TA.)

طَعِمَ

(طَــعِمَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطْــعِمَ» يُقَالُ أَطْــعَمَــتِ الشَّجَرة إِذَا أَثْمَرَتْ، وأَطْــعَمَــتِ الثمرةُ إِذَا أدْركت. أَيْ صارَت ذَات طَــعْم وَشَيْئًا يُؤْكل مِنْهَا. ورُوي «حَتَّى تُطْــعَمَ» أَيْ تُؤْكل، وَلَا تُؤْكل إِلَّا إِذَا أدْركت.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجّال «أخْبرُوني عَنْ نَخْل بَيْسَانَ هَل أَطْــعَمَ؟» أَيْ هَل أثْمَرَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «كرِجْرِجَة الماءِ لَا تُطْــعِمُ» أَيْ لَا طَــعْمَ لَهَا. يُقَالُ أَطْــعَمَــتِ الثَّمَرَةُ إِذَا صار لها طَــعْم. والطَّــعْم بالفتح: ما يُؤَدِّيه ذَوقُ الشَّيْءِ مِنْ حَلاوةٍ وَمَرَارَةٍ وَغَيْرِهِمَا، وَلَهُ حاصلٌ ومَنْفَعة. والطُّــعْم بِالضَّمِّ: الأكلُ. ويُروى «لَا تَطَّــعِم» بِالتَّشْدِيدِ. وَهُوَ تَفْتَعِلُ مِنَ الطَّــعْم، كتَطَّرد مِنَ الطَّرْدِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي زمْزَم «انَّها طَعَامُ طُــعْمٍ وشِفاءُ سُقم» أَيْ يَشبَعُ الإنسانُ إِذَا شَرِبَ ماءَها كَمَا يَشْبع مِنَ الطَّعَام.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْكِلَابِ «إِذَا وَرَدْن الحَكَر الصَّغير فَلَا تَطْــعَمْــهُ» أَيْ لَا تَشْرَبه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ «مَا قَتلنا أَحَدًا بِهِ طَــعْمٌ، مَا قَتَلْنا إِلَّا عَجَائز صُلعاً» هَذِهِ اسْتعارة:
أَيْ قَتَلْنَا مَنْ لَا اعْتِدَاَد بِهِ وَلَا مَعْرفة لَهُ وَلَا قَدْر. وَيَجُوزُ فِيهِ فَتْحُ الطَّاءِ وَضَمُّهَا، لِأَنَّ الشيءَ إِذَا لَمْ يكُن فِيهِ طُــعْمٌ وَلَا لَهُ طَــعْمٌ فَلَا جَدْوى فِيهِ لِلْآكِلِ وَلَا مَنْفَعة.
(هـ) وَفِيهِ «طَعَام الْوَاحِدِ يكْفِي الِاثْنَيْنِ، وطَعَام الِاثْنَيْنِ يكْفِي الأْرَبعة» يَعْنِي شِبَعُ الواحدِ قُوتُ الِاثْنَيْنِ، وشِبَعُ الِاثْنَيْنِ قُوتُ الْأَرْبَعَةِ. ومثلُه قَوْلُ عُمَــر عَامَ الرَّمادة: لَقَدْ هَمَمْت أَنْ أُنْزِل عَلَى أَهْلِ كلِّ بَيْتٍ مِثْلَ عَدَدهم، فإنَّ الرَّجُلَ لَا يَهْلِك عَلَى نِصْفِ بَطْنه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَطْــعَمَ نَبِيًّا طُــعْمَــة ثُمَّ قَبَضه جَعَلها لِلَّذي يقومُ بعدَه» الطُّــعْمَــة بِالضَّمِّ: شِبه الرِّزْق، يُريدُ بِهِ مَا كَانَ لَهُ مِنَ الفيءِ وَغَيْرِهِ. وجمعُها طُــعَم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مِيرَاثِ الْجَدِّ «إِنَّ السُّدُس الآخرَ طُــعْمَــة» أَيْ أَنَّهُ زيادَةٌ عَلَى حَقِّه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «وقِتَالٌ عَلَى كَسب هَذِهِ الطُّــعْمَــة» يَعْنِي الْفَيْءَ وَالْخَرَاجَ. والطِّــعْمَــة بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: وَجْه المَكسب. يُقَالُ هُوَ طَيِّب الطُّــعْمَــة وخَبيث الطُّــعْمَــة، وَهِيَ بِالْكَسْرِ خاصَّةً حالةُ الْأَكْلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَــرَ بْنِ أَبِي سَلمة «فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِــعْمَــتِي بعدُ» أَيْ حَالَتِي فِي الْأَكْلِ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاة «مَنِ ابْتاع مُصَرَّاةً فَهُوَ بخيْر النَّظَرين، إِنْ شَاءَ أمْسَكَها وَإِنْ شاءَ رَدَّها وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَام لَا سَمْراء» الطَّعَام: عامٌّ فِي كُلِّ مَا يُقْتَات مِنَ الحنْطَة والشَّعير وَالتَّمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَحَيْثُ اسْتَثْنَى مِنْهُ السَّمْراء وَهِيَ الحنْطة فَقَدْ أَطْلَقَ الصَّاعَ فِيمَا عَدَاها مِنَ الأَطْــعِمَــة، إِلَّا أنَّ العُلماء خصُّوه بِالتَّمْرِ لأمْرَيْن: أحدُهما أَنَّهُ كَانَ الْغَالِبَ عَلَى أَطْــعِمَــتِهِم، وَالثَّانِي أنَّ مُعْظَم رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا جاءَت صَاعًا مِنْ تَمر، وَفِي بَعْضِهَا قَالَ «مِنْ طَعَام» ثُمَّ أعقَبه بالاستِثْناء فَقَالَ «لَا سَمْراء» ، حَتَّى إِنَّ الفُقَهاء قَدْ تَرَدَّدُوا فِيمَا لَوْ أَخْرَجَ بَدَلَ التَّمْرِ زَبِيبًا أَوْ قُوتاً آخَرَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَبِع التَّوقيف، وَمِنْهُمْ مَنْ رَآه فِي مَعْنَاهُ إِجْرَاءً لَهُ مُجْرى صَدَقَةِ الفِطْر. وَهَذَا الصاعُ الَّذِي أَمَرَ بردِّه مَعَ المُصَرَّاة هُوَ بَدَلٌ عَنِ اللَّبن الَّذِي كَانَ فِي الضَّرْع عِنْدَ العَقْد. وَإِنَّمَا لَمْ يجب ردّعين اللّبن أو مثله أو قيمت لأنَّ عَين اللَّبن لَا تَبْقى غَالِبًا، وَإِنْ بَقِيَتْ فَتَمْتزج بِآخَرَ اجْتمع فِي الضَّرْع بَعْدَ الْعَقْدِ إِلَى تَمَامِ الْحَلْبِ. وَأَمَّا المِثْلِيَّةُ فلأنَّ القَدْر إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعْلُومًا بمِعيارِ الشَّرع كَانَتِ الْمُقَابَلَةُ مِنْ بَابِ الرِّبا، وَإِنَّمَا قُدّرَ مِنَ التَّمر دُون النَّقْد لفَقْدِه عندهُم غَالِبًا، وَلِأَنَّ التَّمْرَ يُشارك اللَّبن فِي المَالِيَّة والقُوتِيَّة. وَلِهَذَا المَعنى نصَّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لَوْ رَدَّ المُصَرَّّاة بِعَيب آخَرَ سِوَى التَّصْرِيَةِ رَد مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْر لأجْل اللَّبن.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ «كُنَّا نخْرِج زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَام، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» قِيلَ أَرَادَ بِهِ البُرّ. وَقِيلَ التَّمر، وَهُوَ أشْبَه، لِأَنَّ البُرَّ كَانَ عِنْدهم قَلِيلًا لَا يَتَّسِع لإخْراج زَكَاةِ الفِطر. وَقَالَ الخليلُ: إنَّ الْعَالِيَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنَّ الطَّعَام هُوَ البُرُّ خاصَّة.
(س) وَفِيهِ «إِذَا اسْتَطْــعَمَــكُم الإمامُ فأَطْــعِمُــوه» أَيْ إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِرَاءةِ الصَّلاةِ واسْتَفْتَحكم فافْتَحُوا عَلَيه ولَقِّنُوه، وَهُوَ مِنْ بَاب التَّمثِيل تَشْبيهاً بالطَّعَام، كأنَّهم يُدْخِلُون القِراءةَ فِي فِيهِ كَمَا يُدْخَل الطَّعَام.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فاسْتَطْــعَمْــتُه الحديثَ» أَيْ طلبتُ مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثني وَأَنْ يُذِيقَني طَــعْمَ حَدِيثه.

الْعرض أَعم من العرضي

الْعرض أَــعم من العرضي: قَالَ فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة الْأَبْيَض إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء فَهُوَ عرضي وَإِذا أَخذ بِشَرْط شَيْء فَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض مثلا وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا شَيْء فَهُوَ الْعرض الْمُقَابل للجوهر فَكَمَا أَن طبيعة الذاتي جنس ومادة باعتبارين أَو فصل وَصُورَة باعتبارين فطبيعة العرضي عرض وعرضي باعتبارين. وَهَذَا تَحْقِيق الْفرق بَين الْعرض والعرضي لَا مَا يتخيل من أَن الْفرق بَينهمَا بِالذَّاتِ فالمدرك بالبصر أَولا وبالذات هُوَ الْأَبْيَض ثمَّ من خَارج يعلم أَن الْأَبْيَض مُقَارن بموجود آخر هُوَ ثوب أَو حجر أَو غَيرهمَا حَتَّى لَو لم تكن تِلْكَ الملاحظة لم يعلم أَنه شَيْء أَبيض بل جَازَ أَن يكون أَبيض بِذَاتِهِ كَمَا أَن الثَّوْب ثوب بِذَاتِهِ وَحِينَئِذٍ كَانَ بَيَاضًا وأبيض فَيكون أَبيض ببياض هُوَ عين ذَاته إِذْ الْبيَاض هُوَ الْأَبْيَض بِاعْتِبَار التحصل وَلذَلِك لَا يحمل على مَجْمُوع المعروض والعارض. وَذَلِكَ كَمَا أَن الْبدن اسْم للجسم من حَيْثُ هُوَ مَادَّة للنَّفس وَلذَلِك لَا يحمل على مَجْمُوع النَّفس وَالْبدن بِخِلَاف الْجِسْم فَإِنَّهُ اسْم لَهُ بِأَيّ اعْتِبَار أَخذ فَلذَلِك يحمل على الْمَجْمُوع إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء وَهَذَا وَإِن كَانَ مُخَالفا لظَاهِر أقاويل الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء فَهُوَ الْحق ويلوح إِلَيْهِ كَلَام الْمعلم الثَّانِي فِي الْمدْخل الْأَوْسَط وَيُوَافِقهُ تَعْلِيم الْمعلم الأول بِحَسب ترجمتي حنين بن اسحاق فَإِنَّهُ عبر عَن أَكثر المقولات بالمشتقات كالفاعل والمنفعل والمضاف وَغَيرهَا. وَأَرَادَ فِي التَّمْثِيل المشتقات وَمَا فِي حكمهَا كَالْأَبِ وَالِابْن وَفِي الدَّار وَفِي الْوَقْت ونظائرها وَيشْهد بِهِ الْفطْرَة السليمة من ذَوي فطنة قويمة انْتهى.
وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْأُمُور الْعَامَّة من شرح المواقف وَبِهَذَا يظْهر أَن الْعرض أَــعم من العرضي والمشتقات وَمَا فِي حكمهَا أَعْرَاض كَمَا يلوح إِلَيْهِ مَا نقل من الْمعلم الأول فَافْهَم فَإِنَّهُ مَعَ وضوحه لَا يَخْلُو عَن دقة انْتهى.
وَقَالَ زبدة الْعلمَاء أُسْوَة الْفُضَلَاء مَوْلَانَا مُحَمَّد أكبر الْمُفْتِي فِي أَحْمد آباد رَحْمَة الله عَلَيْهِ فِي حَوَاشِيه على تِلْكَ الْحَوَاشِي. قَوْله: وَبِهَذَا ظهر أَي بِإِرَادَة الاتصاف الْأَــعَمّ الشَّامِل للمواطأة والاشتقاق فِي مَفْهُوم النَّعْت يظْهر عُمُــوم الْعرض وشموله للعرضي فَإِن المشتقات عرضيات بِلَا ريب. وبهذه الْإِرَادَة صَار الْعرض متناولا لَهَا تنَاوله للمبادىء الَّتِي اعراض بِلَا رِيبَة. وَلَو اقْتصر على إِرَادَة الاتصاف بِوَاسِطَة ذُو لَا يظْهر ذَلِك.
فَإِن قيل قد تنبهت مِمَّا أسلفنا أَن المشتقات على تَحْقِيق الْمُحَقق بِاعْتِبَار شَرط لَا أَعْرَاض ومحمول بِوَاسِطَة ذُو فعلى الِاقْتِصَار أَيْضا يكون الْعرض متناولا للعرضيات (قُلْنَا) الْكَلَام فِي هَذِه الْمرتبَة على زعم الْمحشِي وَهُوَ غافل عَنهُ إِذْ نقُول الْمَقْصُود تنَاول الْعرض للعرضي من حَيْثُ إِنَّه عرضي وَهُوَ مقتصر على إِرَادَة الْأَــعَمّ وَفِي الِاقْتِصَار إِنَّمَا يظْهر التَّنَاوُل لما صدق عَلَيْهِ الْعرض لَا من حَيْثُ إِنَّه عرضي فَتدبر فَإِنَّهُ دَقِيق. وانتظر لما نتكلم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بالتكلم حقيق.
قَوْله والمشتقات وَمَا فِي حكمهَا إِلَى آخِره إِمَّا دَاخل تَحت الظُّهُور أَو اسْتِئْنَاف دفعا لما يتَوَهَّم على الظَّاهِر من الْمُخَالفَة المشتهرة بَين الْأَلْسِنَة فَإِن كَلِمَات الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء صَرِيحَة فِي الْفرق بَين الْعرض والعرضي وَإِن المشتقات عرضيات لَيست بأعراض. والمبادىء أَعْرَاض لَيست بعرضيات بِأَن مَا نقل من الْمعلم الأول يلوح إِلَيْهِ حَيْثُ عبر عَن أَكثر المقولات بالمشتقات وَمثل لَهَا أَيْضا بالمشتقات وَمَا فِي حكمهَا على مَا سَيظْهر بعد. فَقَوله كَمَا يلوح إِلَيْهِ على الأول مُرْتَبِط بقوله يظْهر. وعَلى الثَّانِي بالمستأنف كَمَا لَا يخفى على المتأمل. وَبِالْجُمْلَةِ الْمَقْصُود أَنه وَإِن كَانَ مُخَالفا لمُخَالفَة الْمُتَأَخِّرين لكنه مُوَافق لكَلَام من هُوَ أفضل مِنْهُم من القدماء. قَوْله وَمَا فِي حكمهَا أَي مثل ذِي سَواد. قَوْله فَافْهَم فَإِنَّهُ مَعَ وضوحه دَقِيق فهم هَذَا المرام وتنقيح هَذَا الْمقَام دَاع إِلَى نوع بسط فِي الْكَلَام.
فَاعْلَم إِن السوَاد عرض وَالْأسود عرضي على مَا هُوَ الْمَشْهُور وَالْمَفْهُوم من كَلَام الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَأَن الْفرق بَينهمَا والتغاير بِالذَّاتِ وَأَن الأول مَحْمُول اشتقاقا _ وَالثَّانِي مَحْمُول مواطأة وَالْعرض مُقَابل الْجَوْهَر غير العرضي الْمُقَابل للذاتي.
وَخَالفهُم الْمُحَقق الْأُسْتَاذ الدواني مستنبطا من كَلَام القدماء على مَا لوحنا إِلَيْهِ. وَقَالَ إنَّهُمَا متحدان ذاتا لَا تغاير بَينهمَا إِلَّا اعْتِبَارا فالأسود هُوَ السوَاد وَكَذَا الْعَكْس إِلَّا أَنه إِذْ أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء عرضي مَحْمُول مواطأة. وبشرط لَا شَيْء عرض مَحْمُول اشتقاقا ومبنى كَلَامه هَذَا على مَا يظْهر من الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة على أَمريْن.
أَحدهمَا: أَن الْمدْرك بالبصر أَولا وبالذات هُوَ الْأسود أَو الْأَبْيَض ثمَّ من خَارج يعلم أَن الْأسود والأبيض مُقَارن لموجود آخر هُوَ ثوب أَو حجر أَو غَيرهمَا حَتَّى لَو لم يكن تِلْكَ الملاحظة لم يعلم أَنه شَيْء أسود أَو أَبيض _ بل جَازَ أَن يكون أسود وأبيض بِذَاتِهِ كَمَا أَن الثَّوْب ثوب بِذَاتِهِ وَحِينَئِذٍ كَانَ بَيَاضًا وأبيض وسوادا وأسود.
وتوضيحه إِنَّه إِذا رُؤِيَ شَيْء أَبيض مثلا فالمرئي بِالذَّاتِ هُوَ الْبيَاض على مَا قَالُوا ونعلم بِالضَّرُورَةِ أَنا قبل مُلَاحظَة أَن الْبيَاض عرض وَأَن الْعرض لَا يُوجد قَائِما بِنَفسِهِ نحكم بِأَنَّهُ بَيَاض وأبيض _ فَفِي تِلْكَ الْمرتبَة كَمَا يحكم بِأَنَّهُ بَيَاض يحكم بِأَنَّهُ أَبيض وَلَوْلَا الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ بَينهمَا لم يجوز الْعقل قبل مُلَاحظَة تِلْكَ الْمُقدمَات كَونه أَبيض.
وَثَانِيهمَا: أَنه لَا يدْخل فِي مَفْهُوم الْمُشْتَقّ الْمَوْصُوف وَلَا النِّسْبَة فَيكون عين الصّفة. وتفصيله أَن فِي معنى الْمُشْتَقّ أقوالا _ الأول مَا هُوَ الْمَشْهُور من أَنه مركب من الذَّات وَالصّفة وَالنِّسْبَة. وَالثَّانِي مَا اخْتَارَهُ السَّيِّد السَّنَد الْأُسْتَاذ الْعَلامَة الشريف وَهُوَ أَنه مركب من نِسْبَة والمشتق مِنْهُ فَقَط. وَمعنى القَوْل الأول ظَاهر لَا ستْرَة فِيهِ فَإِن تَفْسِير الْكَاتِب مثلا على مَا اشْتهر وَدَار على الْأَلْسِنَة أَعنِي شَيْء لَهُ الْكِتَابَة صَرِيح الدّلَالَة عَلَيْهِ ومطمح نظر السَّيِّد السَّنَد قدس سره أَنه لَا يُمكن اعْتِبَار مَفْهُوم الشَّيْء وَلَا مَا صدق عَلَيْهِ فِيهِ للُزُوم دُخُول الْعرض الْعَام فِي الْفِعْل على الأول وَدخُول النَّوْع فِيهِ مَعَ لُزُوم انقلاب مُشْتَقّ الْإِمْكَان بِالْوُجُوب على الثَّانِي فَمَا بَقِي إِلَّا الصّفة وَالنِّسْبَة.
والمحقق لما رأى أَن دُخُول النِّسْبَة الَّتِي هِيَ غير مُسْتَقلَّة المفهومية فِي حَقِيقَة مُسْتَقلَّة من غير دُخُول المنتسبين أَمر غير مَعْقُول ذهب إِلَى أَن الْمُشْتَقّ أَمر بسيط غير مُشْتَمل على النِّسْبَة إِذْ لَا يرى أَنه يعبر عَن معنى الْأسود والأبيض (بسياه وسفيد) . (كَذَا) على الْمَوْصُوف لَا عَاما وَلَا خَاصّا بل عبارَة عَن الْمُشْتَقّ مِنْهُ فَقَط وَلَيْسَ بَينه وَبَين الْمُشْتَقّ مِنْهُ تغاير بِحَسب الْحَقِيقَة فَهُوَ إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء فَهُوَ عرضي ومشتق. وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا شَيْء فَهُوَ عرض ومشتق مِنْهُ مَحْمُول اشتقاقا كَمَا ذكرنَا آنِفا وَهَذَا هُوَ القَوْل الثَّالِث.
وَقد يُؤَيّد هَذَا القَوْل بِمَا قَالُوا إِن الضَّوْء إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ ضوءا مضيا على مَا يُشِير إِلَيْهِ كَلَام بهمنيار وَإِن الْوُجُود إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ وجودا وموجودا حَقِيقَة وَإِن الْحَرَارَة إِذا كَانَت قَائِمَة بِنَفسِهَا وَكَانَت يَتَرَتَّب عَلَيْهَا الْآثَار الْمَطْلُوبَة يُقَال إِنَّهَا حرارة وحارة كَمَا بَين فِي بحث عَيْنِيَّة الْوُجُود للْوَاجِب وَمن الْمَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ إِن الضَّوْء بِمُجَرَّد قِيَامه بِذَاتِهِ لَا يتبدل ذَاته وجوهره فَإِذا كَانَ عِنْد الْقيام بِالنَّفسِ مضيا ومتحدا مَعَه بِحَسب الذَّات وَالْمَفْهُوم وَلَا شكّ أَنه حِينَئِذٍ لَا يتَصَوَّر دُخُول أَمر فِيهِ يتَوَهَّم اعْتِبَاره كالموصوف وَالنِّسْبَة علم أَنَّهُمَا ليسَا بمتغائرين _ بل هما متحدان ذاتا ثمَّ إِنَّه مُتَعَلق أَيْضا بِمَا نقل من الْمعلم الأول ومترجم كَلَامه حَيْثُ عبروا عَن المقولات بالمشتقات وَمثل أَكْثَرهم بهَا فَإِنَّهُ لَوْلَا الِاتِّحَاد لما صَحَّ ذَلِك إِلَّا بالتكلف وَاعْتِبَار الْمُسَامحَة.
وَأَيْضًا وَقع النزاع فِي عرضية بعض الْأَعْرَاض كالألوان وَلَو كَانَ حَقِيقَتهَا مبادىء الِاشْتِقَاق لم يكن النزاع ضَرُورَة أَن السوَاد وَالْبَيَاض بِمَعْنى المبدأ ليسَا بجوهرين. وَأَنت خَبِير بِمَا فِي مبْنى هَذَا القَوْل من الْوَجْهَيْنِ وَغَيرهمَا من التأييد وَالتَّعْلِيق من قدح ووهن. أما فِي الْوَجْه الأول فبأنا إِذا فَرضنَا أَن أحدا لم يسمع لفظ الْبيَاض والأبيض والجسم وَغَيره وَلم يتَصَوَّر مَعَاني هَذِه ثمَّ رأى جسما أَبيض فَفِي هَذِه الْحَالة يدْرك الْبيَاض أَي هَذَا الْعرض الْخَاص وَحده وَلم يعلم أَن هَا هُنَا شَيْئا آخر ثمَّ إِذا شَاهد أَن الْأَمر قد زَالَ وَبَقِي شَيْء آخر علم إِن هَا هُنَا شَيْء آخر كَانَ ذَلِك الْأَمر حَالا فِيهِ وَهَذَا هُوَ المُرَاد بالأبيض. وَلَا شكّ أَن هَذَا الْمَعْنى الْأَخير الَّذِي أدْركهُ آخر غير الْمَعْنى الأول وَلَا نعني بالأبيض إِلَّا هَذَا نــعم لَو اصْطلحَ أحد على أَن يَجْعَل الْأَبْيَض بِمَعْنى مَا يصدر عَنهُ الْأَثر الَّذِي يُشَاهد من الْجِسْم ذِي الْبيَاض أَعنِي تَفْرِيق الْبَصَر مثلا فَحِينَئِذٍ يَصح أَن الشَّخْص الْمَفْرُوض حِين مُشَاهدَة الْبيَاض بمشاهدة الْآثَار الَّتِي تترتب عَلَيْهِ يتخيل فِي بادىء الرَّأْي أَن الشَّيْء الَّذِي تترتب عَلَيْهِ تِلْكَ الْآثَار هُوَ ذَلِك الْأَمر الْمشَاهد أَعنِي الْبيَاض لَكِن على هَذَا يصير النزاع لفضيا على إننا حِينَئِذٍ أَيْضا نقُول إِنَّه بِمُجَرَّد أَن يتخيل فِي بادىء الرَّأْي أَن الْبيَاض هُوَ الْأَبْيَض لَا يلْزم أَن يكون مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا بِالذَّاتِ مغائرا بِالِاعْتِبَارِ. أَلا ترى أَن من أدْرك أَولا الصُّورَة الجسمية ووجدها بِحَيْثُ تتصل وتنفصل يتخيل أَن الْقَابِل للاتصال والانفصال هُوَ الْأَمر ثمَّ بعد مُلَاحظَة الْبُرْهَان يظْهر لَهُ أَن الْقَابِل لَيْسَ هُوَ ذَلِك الْأَمر بل أَمر آخر وبمجرد هَذَا التخيل فِي بادىء الرَّأْي لَا يلْزم أَن يكون الْقَابِل فِي الْوَاقِع هُوَ ذَلِك فضلا عَن أَن يكون مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا وَمَعَ ذَلِك نقُول إِنَّه لَا شكّ أَن الْبيَاض والجسم موجودان فِي الْخَارِج بِوُجُود مغائر. وَلَا شكّ أَن المتغاير فِي الْوُجُود الْخَارِجِي لَا يُمكن حمل أَحدهمَا على الآخر بِأَيّ اعْتِبَار أَخذ من الاعتبارات الثَّلَاثَة. وَأما فِي الْوَجْه الثَّانِي فبأن الْمَوْصُوف لَا يدْخل فِيهِ على وَجه الْــعُمُــوم وَلَا على وَجه الْخُصُوص حَتَّى يرد عَلَيْهِ مَا ذكر بل بعنوان مُتَعَلق الْحَدث الَّذِي هُوَ مَأْخَذ الِاشْتِقَاق كَمَا يدل عَلَيْهِ تَفْسِير الْقَوْم إِيَّاه بِمَا يدل على ذَات مُبْهمَة بِاعْتِبَار معنى معِين فَفِي الْأَبْيَض مثلا لَا يدْخل الْمَوْصُوف فِي مَفْهُومه لَا بعنوان الشيئية وَلَا بعنوان الثوبية بل بعنوان المنسوبية إِلَى الْبيَاض وَذي الْبيَاض لَا بِمَعْنى أَنه معنى مفصل بل هُوَ أَمر إجمالي إِذا فصل وحلل يعبر عَنهُ بالمنسوب إِلَى الْبيَاض. وَهَذَا كَمَا يَقُولُونَ إِن التَّصْدِيق عبارَة عَن إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة ومرادهم أَنه أَمر بسيط إجمالي يفصله الْعقل إِلَى ذَلِك لَا أَنه معنى تفصيلي فَلَا يلْزم التسلسل على مَا توهم ثمَّ إِنَّه كَمَا يدْخل الْمَوْصُوف إِجْمَالا يدْخل النِّسْبَة ومبدء الِاشْتِقَاق إِجْمَالا أَيْضا وَعدم المعقولية إِنَّمَا هُوَ إِذا كَانَ بِدُونِ الْمَوْصُوف تَفْصِيلًا _ وَهَذَا تَحْقِيق مَا حَقَّقَهُ السَّيِّد السَّنَد صدر الدّين رَحمَه الله بِحَيْثُ انْدفع بِهِ مَا أورد عَلَيْهِ الْأُسْتَاذ الْمُحَقق الجديدة كَمَا يظْهر على من يطالع كَلَام الأستاذين فِي الحاشيتين.
وَالتَّحْقِيق إِن مصداق حمل الْمُشْتَقّ على شَيْء قيام مبدء الِاشْتِقَاق بِهِ. وَالْقِيَام إِمَّا قيام (حَقِيقِيّ) وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ مبدء الِاشْتِقَاق غير الْمَوْصُوف ذاتا أَو اعْتِبَارا أَو (غير حَقِيقِيّ) وَهُوَ فِيمَا إِذا لم يكن غَيره أصلا بل يكون حَاصِلا بِنَفسِهِ وَأما فِي التأييد فَمَا ذكره الْمحشِي المدقق فِي بحث الْأَجْزَاء أَنه اشْتِبَاه مَفْهُوم الْمُشْتَقّ بِمَا صدق عَلَيْهِ.
ومحصله إِن مَا يعلم من هَذَا الَّذِي فالوا إِن الضَّوْء على تَقْدِير الْقيام بِالنَّفسِ يكون فَردا للمضيء لَا أَنه يكون عين مَفْهُوم المضيء وَحَقِيقَته. وَالْكَلَام إِنَّمَا هُوَ فِيهِ وَلَو قَالَ الْمُؤَيد إِنَّا سلمنَا مَا قلت وَنحن أَيْضا نعلمهُ كَمَا قلت لِأَنَّك خَبِير بِأَن صدق المضيء عَلَيْهِ لَيْسَ كصدقه على الْجِسْم المضيء بِهِ بِأَن يكون هَا هُنَا ذَات وَنسبَة وَوصف فَإِنَّهُ لَيْسَ إِلَّا ضوء فَقَط فَلَا يكون الصدْق إِلَّا بِاعْتِبَار أَنه ضوء فَلَو لم يكن الِاتِّحَاد بَين الضَّوْء والمضيء لم يكن الصدْق. وَهَذَا لَيْسَ من اشْتِبَاه فِي شَيْء بل الِاسْتِدْلَال من الصدْق والفردية على الِاتِّحَاد فِي الْمَفْهُوم والحقيقة يدْفع مَا قَالَ فَإنَّك خَبِير أَيْضا بِمَا قَالُوا إِن الضَّوْء إِذا كَانَ قَائِما بِغَيْرِهِ إِن لم يكن مضيئا بل الْغَيْر مضيء بِهِ وَإِن وجودات الممكنات لَيست بموجودة وَكَذَا الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ لَيْسَ بأبيض فَلَو كَانَ الِاتِّحَاد صدق المضيء وَالْمَوْجُود والأبيض على مبادئها وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مَعْلُوم الانتفاء بِالضَّرُورَةِ.
وَمَا يتَوَهَّم إِن وجودات الممكنات موجودات والضوء الْقَائِم بِغَيْرِهِ مضيء وَكَذَا الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ أَبيض إِلَّا أَن لَا يُطلق عَلَيْهِ فِي عرف اللُّغَة لاشْتِرَاط الْقيام بِالنَّفسِ فِي الاطلاق فَلَو تمّ لَا يتم كليا ضَرُورَة إِن عدم كَون وجودات الممكنات مَوْجُودَة لَيْسَ بِاعْتِبَار أَمر لَفْظِي بل هُوَ أَمر معنوي إِذْ من الْمَعْلُوم بديهة إِنَّهَا لَيست بموجودة بِالْمَعْنَى البديهي الْعَام الَّذِي نفهمه من لفظ الْمَوْجُود ونحمله على الماهيات من دون أَن يلاحظه الْعرف واللغة.
فَاعْلَم إِن صدق المضيء على الضَّوْء الْقَائِم بِنَفسِهِ لَيْسَ مَبْنِيا على الِاتِّحَاد. بل التَّحْقِيق إِن مصداق حمل الْمُشْتَقّ على شَيْء قيام مبدء الِاشْتِقَاق بِهِ قيَاما (حَقِيقِيًّا) وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ الْوَصْف غير الشَّيْء الْمَوْصُوف سَوَاء كَانَ غَيره بِالذَّاتِ كَمَا فِي الضَّوْء الْقَائِم بالشمس وَالْبَيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ أَو بِالِاعْتِبَارِ كحصة الْوُجُود الْقَائِم بِهِ لَو اعْتبر الْوُجُود مَوْجُودا أَو غير حَقِيقِيّ وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ الْوَصْف حَاصِلا بِنَفسِهِ والوجود الْقَائِم بِنَفسِهِ وَالْبَيَاض الَّذِي يكون كَذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ قَائِما بِالْغَيْر لَا ذاتا وَلَا اعْتِبَارا.
وَلَا شكّ فِي أَن الْقيام بكلا قسميه فِي الضَّوْء وَالْبَيَاض القائمين بِغَيْرِهِمَا مُنْتَفٍ. أما الثَّانِي فَظَاهر. وَأما الأول فلَان الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ مثلا إِنَّمَا هُوَ وصف لَهُ وَاعْتبر قِيَامه بِهِ وَلم يعْتَبر فِيهِ قيام بَيَاض آخر مغائر لَهُ حَقِيقَة أَو اعْتِبَارا فَلَا يكون ذَلِك مصداق حمل الْأَبْيَض أصلا بِخِلَاف الْقَائِم بِنَفسِهِ. فَإِن الْقيام على النَّحْو الثَّانِي مُتَحَقق فِيهِ. (نــعم) لَو اعْتبر الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ فِي مرتبَة الْمَوْصُوف وَاعْتبر قيام بَيَاض آخر بِهِ مغائر لَهُ اعْتِبَارا كَمَا فِي حِصَّة الْوُجُود الْقَائِم بالوجود يكون مصداقا لذَلِك لكنه حِينَئِذٍ لَا يكون فِي مرتبَة الْوَصْف والمبدء بل فِي مرتبَة الْمَوْصُوف. وَلَيْسَ الْكَلَام فِيهِ وَلَو اتَّحد الْبيَاض والأبيض ذاتا ومفهوما لَكَانَ فِي مرتبَة الوصفية لغيره أَيْضا أَبيض وَلَيْسَ فَلَيْسَ. فَإِن قيل إِن الْبيَاض الْقَائِم بِنَفسِهِ لم يعْتَبر فِيهِ أَيْضا قيام بَيَاض آخر بِهِ فَمَا الْفرق بَينه وَبَين الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ فِي أَن لَا يكون فِي الثَّانِي قيام غير حَقِيقِيّ وَيكون فِي الأول. قُلْنَا الْفرق ظَاهر فَإِنَّهُ فِيمَا إِذا كَانَ قَائِما بِذَاتِهِ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب فِي الْقَائِم بِغَيْرِهِ على مَجْمُوع الذَّات وَالْوَصْف فَيكون هَذَا فِي مرتبَة الذَّات وَالْوَصْف وَالنِّسْبَة فَكَأَنَّهُ ذَات قَامَ بِهِ وصف لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى اعْتِبَار قيام وصف آخر بِهِ وَلَو اعْتِبَارا. بِخِلَاف الْقَائِم بِغَيْرِهِ. فَإِنَّهُ لَا يَتَرَتَّب فِيهِ على مُجَرّد الْوَصْف بل على ذَات مَعَ ذَلِك فَلَيْسَ فِي تِلْكَ الْمرتبَة قَائِما مقَام الذَّات وَالْوَصْف بل يحْتَاج فِي كَونه أَبيض إِلَى مُلَاحظَة قيام حِصَّة الْبيَاض بِهِ وَهُوَ فِي هَذِه الْمرتبَة لَيْسَ من قبيل الْوَصْف والمبدء. وَأما مَا تعلق بِهِ مِمَّا نقل من الْمعلم الأول من التَّعْبِير والتمثيل فَهُوَ لَا يُوجب إِلَّا أَن يكون الْمُشْتَقّ عرضا وَهُوَ لَيْسَ بمستلزم لِأَن يكون مَعْنَاهُ عين معنى المبدء بل الْمُشْتَقّ مَعَ كَونه مغائرا لَهُ لَهُ اعتباران. بِاعْتِبَار عرض. وَبِاعْتِبَار عرضي على مَا يظْهر فِيمَا يذكر بعد عَن الْمحشِي وَكَذَا وُقُوع النزاع فِي عرضية بعض الْأَعْرَاض كالألوان لَا يدل على مَا رامه. فَإِن الْبيَاض المحسوس وَأَمْثَاله لَيْسَ مِمَّا يَأْبَى الْعقل كَونه صُورَة نوعية بديهية حَتَّى لَا يتَصَوَّر النزاع فِيهِ على تَقْدِير كَونه عبارَة عَن نفس المبدء.
وَبِالْجُمْلَةِ مَا قَالَه الْمُحَقق وَتفرد بِهِ مستبعد جدا مُخَالف لما يشْهد بِهِ الوجدان والبرهان. وَلما رأى الْمحشِي المدقق مَا رَأينَا وأريناك مَا ارتضى بذلك. وَقَالَ فِي بحث الْأَجْزَاء أَنَّهُمَا متغائران ذاتا وَحَقِيقَة. وَمعنى الْمُشْتَقّ أَمر بسيط ينتزعه الْعقل عَن الْمَوْصُوف نظرا إِلَى الْوَصْف الْقَائِم بِهِ. والموصوف وَالْوَصْف وَالنِّسْبَة كل مِنْهَا لَيْسَ عينه وَلَا دَاخِلا فِيهِ وَهُوَ يصدق على الْمَوْصُوف. وَرُبمَا يصدق على الْوَصْف وَالنِّسْبَة انْتهى.
وتوضيحه إِن الْمَوْصُوف لَيْسَ بداخل فِيهِ لَا عَاما وَلَا خَاصّا وَلَا عينه وَكَذَا الْوَصْف وَالنِّسْبَة بل هُوَ معنى بسيط انتزاعي ينتزعه الْعقل عَن الْمَوْصُوف بملاحظة قيام الْوَصْف بِهِ سَوَاء كَانَ الْقيام حَقِيقِيًّا كَمَا إِذا كَانَ الْوَصْف غير الْمَوْصُوف غيرا بِالذَّاتِ أَو غيرا بِالِاعْتِبَارِ. أَو غير حَقِيقِيّ كَمَا إِذا كَانَ حَاصِلا بِلَا مَحل على مَا عرفت. وَصدقه على الْمَوْصُوف ظَاهر وَأما صدقه على الْوَصْف وَالنِّسْبَة وَإِن كَانَ لَيْسَ كليا فَإِنَّهُ لَا يصدق الْأَبْيَض على الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ وعَلى نِسْبَة الْبيَاض وَلَا على الْمَجْمُوع. لكنه قد يصدق كالموجود الْمُطلق فَإِنَّهُ يصدق على الْوُجُود وَالنِّسْبَة. وَفِيه كَلَام نذكرهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَقَالَ أَيْضا قبل هَذَا الْكَلَام بأوراق أَن الْحمل يُطلق على ثَلَاثَة معَان: الأول: الْحمل اللّغَوِيّ وَهُوَ الحكم بِثُبُوت الشَّيْء وانتفائه عَنهُ وَحَقِيقَة الإذعان وَالْقَبُول. وَالثَّانِي: الْحمل الاشتقاقي وَيُقَال لَهُ الْحمل بِوُجُود شَيْء يتوسط ذُو. وَحَقِيقَة الْحُلُول وَهُوَ لَيْسَ مُخْتَصًّا بالمبادىء بل يجْرِي فِي المشتقات أَيْضا. فَإِن الْعرض أَــعم من العرضي كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ سَابِقًا.
وَقَالَ فِي هَامِش الْحَاشِيَة فالعرضي هُوَ الْعرض لَكِن باعتبارين فَإِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء كَانَ عرضيا ومحمولا مواطاة وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا كَانَ عرضا ومحمولا بالاشتقاق _ وَأما مَا ذهب إِلَيْهِ بعض الْمُحَقِّقين من أَن الْعرض والعرضي كالسواد وَالْأسود متحدان بِالذَّاتِ ومتغائران بِالِاعْتِبَارِ _ فَإِن أَخذ بِشَرْط الْأسود عرض _ والمأخوذ لَا بِشَرْط أسود عرضي. فَكَلَام بعيد هُوَ متفرد عَسى أَن يطلع عَلَيْهِ من مُسْتَقْبل القَوْل إِن شَاءَ الله تَعَالَى انْتهى الكلامان.
ولعلك استنبطت من هَذِه الْكَلِمَات أمورا: أَحدهَا: إِن الْمُشْتَقّ والمبدأ متغائران حَقِيقَة. وَالثَّانِي: إِن الْمُشْتَقّ مَعَ كَونه مغائرا للمبدأ لَهُ اعتباران بِاعْتِبَار عرض وَبِاعْتِبَار عرضي. وَالثَّالِث: إِن الْعرض يصدق على مَا يصدق عَلَيْهِ العرضي لَكِن بِاعْتِبَار آخر. وَالرَّابِع: إِن الْمُعْتَبر فِي اعْتِبَار الْعرض كَونه مَحْمُولا اشتقاقا وَفِي العرضي كَونه مَحْمُولا مواطأة. وَالْخَامِس: إِن الْحمل الاشتقاقي غير مُخْتَصّ بالمبادىء بل يجْرِي فِي المشتقات أَيْضا بِاعْتِبَار _ وعساك تنبهت الْفرق أَيْضا بَين مَا عِنْد الْمُحَقق فِي هَذَا المبحث بِوُجُوه _ أما: أَولا: فبأن الْمُشْتَقّ عِنْد الْمُحَقق عبارَة عَن نفس المبدأ وَعند الْمحشِي عَن أَمر بسيط انتزاعي لَيْسَ بداخل فِيهِ فضلا عَن أَن يكون عينه كَمَا عرفت _ وَأما ثَانِيًا: فبأن الاعتبارين اللَّذين يكون الْمُشْتَقّ عرضا وعرضيا بحسبهما إِنَّمَا هما للمبدأ عِنْد الْمُحَقق وَعند الْمحشِي لَيْسَ كَذَلِك بل البدء عرض فَقَط والاعتباران الْمَذْكُورَان عِنْده للمعنى الْبَسِيط الانتزاعي المغائر لَهُ. وَكَذَا الْحمل الاشتقاقي وَالْحمل الموطاتي يكونَانِ للمبدأ فِي الْحَقِيقَة عِنْد الْمُحَقق وَعند الْمحشِي إِنَّمَا هُوَ الْمَعْنى المغائر لَهُ الانتزاعي _ وَأما: ثَالِثا: فبأن الْعرض والعرضي متساويان فِي التَّحْقِيق عِنْد الْمُحَقق _ وَعند الْمحشِي الْعرض أَــعم من العرضي فَإِن المبدأ عرض وَلَيْسَ بعرضي بِلَا خَفَاء والمشتق المغائر لَهُ عرض كَمَا هُوَ عرضي باعتبارين عِنْده بِخِلَافِهِ عِنْد الْمُحَقق فَإِن الْمُشْتَقّ عِنْده لَيْسَ إِلَّا المبدأ وَهُوَ عرض بِاعْتِبَار كَمَا هُوَ عرضي بِاعْتِبَار على مَا حققت آنِفا إِلَّا أَنَّهُمَا متفقان فِي أَن الْمُعْتَبر فِي جِهَة العرضية كَونه مَحْمُولا اشتقاقا.
وَإِذا مَا لاحظت جَمِيع جَوَانِب الْكَلَام. وتنقح عنْدك مَا هُوَ تَحْقِيق المرام. فَاعْلَم إِن كَلَام الْمحشِي الَّذِي وَقع هَا هُنَا أَعنِي قَوْله وَبِهَذَا يظْهر أَن الْعرض أَــعم من العرضي مَعْنَاهُ بِالنّظرِ إِلَى هَذِه الْكَلِمَات أَن الْعرض أَــعم مِنْهُ تحققا فَإِنَّهُ يتَحَقَّق فِي كل من المبدأ والمشتق بِخِلَاف العرضي فَإِنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا فِي الْمُشْتَقّ أَو صدقا إِن أُرِيد بالعرضي مُجَرّد ذَات العرضي لَا من حَيْثُ أَنه عرضي فَإِن الْعرض لَا يصدق على العرضي من حَيْثُ هُوَ عرضي لِأَنَّك تفطنت مِمَّا نقلنا أَن الْعرض يصدق عَلَيْهِ بِاعْتِبَار لَا يصدق عَلَيْهِ العرضي بذلك الِاعْتِبَار فَلَا يكون مَا هُوَ عرضي فَردا للعرض _ وَمعنى قَوْله والمشتقات أَعْرَاض إِنَّهَا أَعْرَاض بِاعْتِبَار غير اعْتِبَار كَونهَا عرضيات.
قَوْله على مَا يلوح إِلَيْهِ مَا نقل من الْمعلم الأول. فِيهِ تلويح إِلَى أَن مَا نقل من التَّعْبِير والتمثيل لَا يدل على أَن المشتقات عبارَة عَن المبدأ وَإِنَّهَا عينه. بل إِنَّمَا يدل على كَون المشتقات أعراضا وَهُوَ غير موجوب لَهُ فَإِن للمشتق مَعَ كَونه عبارَة عَن معنى بسيط انتزاعي كَمَا عرفت اعتبارين أَيْضا بِاعْتِبَار عرض ومحمول اشتقاقا وَبِاعْتِبَار عرضي مَحْمُول مواطأة فَإِن الْأَبْيَض مَعْنَاهُ (سبيد) فَإِن لوحظ لَا بِشَرْط فَهُوَ عرضي يحمل مواطأة على الثَّوْب وَإِن لوحظ بِشَرْط لَا وتجريده عَن الثَّوْب فَهُوَ عرض يحمل اشتقاقا _ وَيُقَال إِنَّه ذُو (سبيدي) _ أَولا يرى أَن الثَّوْب فِيمَا إِذا كَانَ أسود وأبيض وأحمر وأخضر يُقَال إِنَّه ذُو هَذِه الْأَوْصَاف والنعوت. فَفِي هَذِه الْحَالة إِنَّمَا يعْتَبر المشتقات بِشَرْط لَا _ وَهَذَا وَإِن استبعد بِهِ فِي بادىء الرَّأْي إِلَّا أَنَّك لَو رجعت إِلَى الوجدان لوجدت بِهَذَا العنوان فَظهر بِهَذَا الْبَيَان أَن الملحوظ فِي جِهَة كَونهَا اعراضا هُوَ الِاعْتِبَار الَّذِي بِهِ هَا هُنَا يكون مَحْمُولَة اشتقاقا فَالْمُعْتَبر فِي الْعرض هُوَ الْحمل الاشتقاقي لَكِن قَوْله وَالْمرَاد بالنعت مَا يَتَّصِف بِهِ الشَّيْء مواطأة واشتقاقا مشْعر بِأَن الْعرض يصدق على العرضي من حَيْثُ عرضي حَيْثُ اعْتبر الاتصاف فِيهِ أَــعم من أَن يكون مواطاة واشتقاقا فَيكون المشتقات اعراضا بِالِاعْتِبَارِ الَّذِي يكون عرضيات ومحمولات مواطاة فَيكون الْمُعْتَبر فِي الْعرض الْحمل الْمُطلق لَا الاشتقاقي فَقَط.
وَإِن توهم أحد أَنه لَا يلْزم من جعل النَّعْت أَــعم من مَا يَتَّصِف بِهِ الشَّيْء مواطاة أَو اشتقاقا لإدخال المشتقات فِي الْعرض اعْتِبَار الْحمل أَيْضا أَــعم فِي كَون الشَّيْء عرضا فَإِنَّهُ يَصح بِأَن يكون مَا هُوَ مَحْمُول مواطاة عرضا بِاعْتِبَار يكون بذلك مَحْمُولا اشتقاقا إِنَّمَا يلْزم ذَلِك لَو لم يكن للمحمولات مواطاة اعْتِبَار بهَا يَصح كَونهَا محمولات اشتقاقا وَلَيْسَ كَذَلِك فتوهمه توهم مَحْض فَإِنَّهُ لَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لما كَانَ لإيراده على الْمُحَقق بِخُرُوج المشتقات لاقتصاره على الْحمل الاشتقاقي وَجه. وَأَيْضًا مَا نقل عَنهُ فِي هَامِش الْحَاشِيَة هَا هُنَا أَعنِي قَوْله الصِّفَات المشتقة لَهَا اخْتِصَاص بموصوفاتها هُوَ منشأ لاتحادها مَعهَا اتحادا بِالْعرضِ وَحملهَا عَلَيْهَا حمل المواطاة انْتهى صَرِيح فِي أَن صدق الْعرض على المشتقات بِاعْتِبَار حمل المواطاة. ثمَّ إِن قَوْله فِيهِ اتحادا بِالْعرضِ إِشَارَة إِلَى مَا حقق الْمُحَقق الدواني فِي مَوْضِعه. وَيَجِيء فِي هَذِه الْحَاشِيَة أَيْضا أَن اتِّحَاد الذاتيات لما هِيَ ذاتيات لَهُ اتِّحَاد بِالذَّاتِ واتحاد العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
وَقد خَالف فِيهِ السَّيِّد السَّنَد صدر الدّين ونفصل الْكَلَام بعون الله الْملك العلام. فِي ذَلِك الْمقَام. بَقِي هَا هُنَا شَيْء وَهُوَ أَن كَلَام الْمُحَقق الدواني لَيْسَ ينص فِي الِاقْتِصَار على الْحمل الاشتقاقي فِي تَعْرِيف الْحُلُول إِنَّمَا استنبط مِنْهُ الْمحشِي المدقق من طَرِيقَته جَوَابه وَسِيَاق كَلَامه فِي الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة فِي بحث الْجَوَاهِر. وَلَا يخفى هَذَا على من نظر فِيهِ من أهل البصائر إِنَّمَا أطنبنا الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ كَانَ من مزال أَقْدَام الْعلمَاء الْأَعْلَام. فَعَلَيْك بِالتَّأَمُّلِ التَّام. والاستعانة بالعليم العلام. انْتهى.
اعلموا أَيهَا الناظرون أَن هَذَا الْمُؤلف الضَّعِيف العَاصِي عَفا الله عَنهُ تلمذ أَكثر كتب التَّحْصِيل من خدمَة أُسْوَة الْفُضَلَاء وزبدة الْعلمَاء الحبر النحرير صَاحب التَّقْرِير والتحرير الشَّيْخ الْأَجَل مَوْلَانَا مُحَمَّد محسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الصديقي الأحمد آبادي وَهُوَ من تلاميذ أستاذ الْكل من الْكل الْفَاضِل الْكَامِل الْمُحَقق والمدقق ملا مُحَمَّد أكبر بن مُحَمَّد أشرف الدهلوي الْمُفْتِي فِي أَحْمد آباد نور الله مضجعهما بِنور الْمَغْفِرَة والرضوان وَأنزل عَلَيْهِمَا شآبيب الرَّحْمَة والغفران.
الْعرض أَــعم من العرضي: فَإِن الْبيَاض عرض لَيْسَ بعرضي والأبيض عرض وعرضي على مَذْهَب كَمَا ستقف عَلَيْهِ. وَالشَّيْخ الرئيس صرح بِأَن الْعرض الْمُقَابل للجوهر غير العرضي الْمُقَابل للذاتي وَهَذَا هُوَ الْحق لَا ريب فِيهِ. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره الْعرض هُوَ العرضي بِحَذْف الْيَاء تَخْفِيفًا وَبعد الْحَذف جَاءَ الِاشْتِبَاه نــعم هَذَا الْعرض يُقَابل الْجَوْهَر بِمَعْنى الأَصْل كَمَا يُقَال أَي شَيْء هُوَ فِي جوهره أَو عرضه ثمَّ إِنَّه فِي الإشارات رُبمَا قَالُوا الْعرض محذوفا عَنهُ الْيَاء انْتهى.
وتفصيل هَذَا الْمقَام وتنقيح هَذَا المرام أَنهم اخْتلفُوا فِي أَن الْعرض غير العرضي ومبائن لَهُ حَقِيقَة أم اعْتِبَارا وَفِي أَن الْعرض يباين الْمحل حَقِيقَة أم اعْتِبَارا. وَذهب الْجُمْهُور إِلَى أَن الْعرض غير العرضي وَغير الْمحل حَقِيقَة. وَاسْتَدَلُّوا على مُغَايرَة الْعرض للعرضي ومباينته لَهُ حَقِيقَة بِأَن الْعرض يباين الْمحل والعرضي يتحد مَعَه وَاخْتِلَاف اللوازم يدل على اخْتِلَاف الملزومات وعَلى أَن الْعرض مباين للمحل بِأَنَّهُ يُقَال وجدت الْأَعْرَاض فَقَامَتْ بالموضوعات، فللأعراض وجود سوى وجود الموضوعات وَوُجُود الْإِعْرَاض مُتَأَخّر عَن وجود موضوعاتها.
أَلا ترى أَن وجود الْبيَاض مُتَأَخّر عَن وجود الْمَوْضُوع وَبِه يمتاز عَن العدميات كالــعمــى فَإِن الْعقل إِذا لاحظ مَفْهُوم الْأَــعْمَــى بِحَدّ أَنه لَا يتَوَقَّف الاتصاف بِهِ إِلَّا على سلب الْبَصَر عَمَّــا يصلح لَهُ بِالْقُوَّةِ الشخصية أَو النوعية أَو الجنسية من غير أَن يزِيد هُنَاكَ أَمر فِي الْوُجُود بِخِلَاف الْأَبْيَض فَإِن الْجِسْم إِنَّمَا يصير أَبيض إِذا زَاد عَلَيْهِ شَيْء فِي الْوُجُود بِهِ يصير أَبيض فَذَلِك الزَّائِد الْمُتَأَخر هُوَ الْبيَاض والجسم الْمَزِيد عَلَيْهِ الْمُتَقَدّم مَحَله.
وَمَا قَالَ الشَّيْخ الرئيس وجود الْأَعْرَاض فِي أَنْفسهَا هُوَ وجودهَا لمحالها وَإِن كَانَ صَرِيحًا فِي أَن الْعرض عين الْمحل وَلَا يباينه وَلِهَذَا تمسك بِهِ من يَدعِي الِاتِّحَاد والعينية لَكِن الْحق أَن مُرَاده وجود الْإِعْرَاض فِي أَنْفسهَا وجودهَا فِي موضوعاتها فَلَا يجوز حمل كَلَامه على الظَّاهِر كَيفَ لَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي التعليقات وجود الْأَعْرَاض فِي أَنْفسهَا هُوَ وجودهَا فِي موضوعاتها سوى الْعرض الَّذِي هُوَ الْوُجُود لاستغنائه عَن الْوُجُود انْتهى. وَأَيْضًا حمل كَلَامه على الظَّاهِر يُوجب إثارة الْخلَل وَالْفساد فَإِن الْوُجُود وجودان أُصَلِّي يتَعَدَّى بفي، وتبعي يتَعَدَّى بِاللَّامِ وَالثَّانِي للأحوال عِنْد الْقَائِلين بهَا الأول لغَيْرهَا إعْرَاضًا كَانَ أَو جَوَاهِر فَلَو كَانَت الْإِعْرَاض مَوْجُودَة بِالثَّانِي لزم أَن تكون أحوالا والفلاسفة يُنْكِرُونَهَا وَذهب جلال الْعلمَاء وَمن تَابعه إِلَى أَن بَينهَا اتحادا بِالذَّاتِ وتغايرا بِالِاعْتِبَارِ فَإِن لطبيعة الْعرض ثَلَاث اعتبارات لَا بِشَرْط شَيْء وبشرط شَيْء وبشرط لَا شَيْء فَإِذا أخذت لَا بِشَرْط شَيْء أَي من حَيْثُ هِيَ هِيَ مَعَ قطع النّظر عَن مُقَارنَة الْمَوْضُوع وَعدمهَا فَهِيَ عرضي مَحْمُول. وَإِذا أخذت بِشَرْط شَيْء أَي بِشَرْط مُقَارنَة الْمَوْضُوع مَعهَا فعين الْمحل. وَإِذا أخذت بِشَرْط لَا شَيْء أَي بِشَرْط عدم مُقَارنَة الْمَوْضُوع مَعهَا فَعرض مُقَابل للجوهر فالبياض مثلا بِالِاعْتِبَارِ الأول يكون أَبيض وعرضيا مَحْمُولا وَبِالثَّانِي ثوبا أَبيض وبالثالث بَيَاضًا وعرضا مبائنا للموضوع.
ف (70)

عَمَايَة

عَمَــايَة:
بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وياء مثناة من تحت:
اسم جبل، يجوز أن يكون من الــعمــا وهو الطول، يقال: ما أحسن عمــا هذا الرجل أي طوله، ويجوز أن يكون من عمــى يــعمــى إذا سأل، والــعمــي مثال الظبي: دفع الأمواج القذى والزبد من أعاليها، وقيل: الــعمــاية الغواية وهي اللجاجة، والــعمــاية:
السحابة الكثيفة المطبقة، وقال نصر: عمــايتان جبلان، عمــاية العليا اختلطت فيها الحريش وقشير والعجلان، وعمــاية القصيا هي لنهم شرقيها كله ولباهلة جنوبيها وللعجلان غربيها، وقيل: هي جبال حمر وسود سميت به لأن الناس يضلون فيها يسيرون فيها مرحلتين، وقال السكري: عمــاية جبل معروف بالبحرين، قاله في شرح قول جرير يخاطب الحجاج فقال:
وخفتك حتى استنزلتني مخافتي ... وقد حال دوني من عمــاية نيق
يسرّ لك البغضاء كل منافق ... كما كل ذي دين عليك شفيق
وقال أبو زياد الكلابي: عمــاية جبل بنجد في بلاد بني كعب للحريش وحق والعجلان وقشير وعقيل، قال:
وإنما سمي عمــاية لأنه لا يدخل فيه شيء إلا عمــي ذكره وأثره، وهو مستدير، وأقل ما يكون العرض والطول عشرة فراسخ، وهي هضبات مجتمعة متقاودة حمر، ومعنى متقاودة متتابعة، فيها الأوشال وفيها الآوى وفيها النمر، وأكثر شجرها البان ومعه شجر كثير وفيه قلال لا تؤتي أي لا تقطع، قال السكري: قتل القتال الكلابي واسمه عبد الله بن مجيب رجلا وهرب حتى لحق بــعمــاية، وهو جبل بالبحرين، فأقام به، قيل: عشر سنين، وأنس به هناك نمر فكان إذا اصطاد النمر شيئا شاركه القتال فيه وإذا اصطاد القتال شيئا شاركه النمر فيه إلى أن أصلح أهله حاله مع السلطان وأراد الرجوع إلى أهله فعارضه النمر ومنعه من الذهاب حتى همّ بأكله، فخاف على نفسه فضربه بسهم فقتله، وقال فيه:
جزى الله خيرا، والجزاء بكفه، ... عمــاية عنّا أمّ كلّ طريد
فلا يزدهيها القوم إن نزلوا بها ... وإن أرسل السلطان كلّ بريد
حمتني منها كل عيطاء عيطل ... وكل صفا جمّ القلات كؤود
وقال يذكر النمر:
وفي ساحة العنقاء أو في عمــاية ... أو الأدمى من رهبة الموت موئل
ولي صاحب في الغار هدّك صاحبا ... أبو الجون إلا أنه لا يعلّل
إذا ما التقينا كان أنس حديثنا ... سكات وطرف كالمعابل أطحل
كلانا عدوّ لو يرى في عدوّه ... مهزّا وكلّ في العداوة مجمل
وكانت لنا قلت بأرض مظلّة ... شريعتها لأيّنا جاء أوّل

عَمُودُ

عَمُــودُ:
بفتح أوله، هو عمــود الخباء خشبة تطنّب بها الخيم وبيوت العرب: هضبة مستطيلة عندها ماء لبني جعفر. عمــود البان قال عرّام: أسفل من صفينة بصحراء مستوية عمــودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائرا يقال لأحدهما عمــود البان، والبان: موضع، وللآخر عمــود السفح، وهما عن يمين طريق المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية، وعمــود الحفيرة: موضع آخر ذكر في الحفيرة. وعمــود سوادمة: أطول جبل ببلاد العرب يضرب به المثل، قال أبو زياد: عمــود سوادمة جبل مصعلك في السماء، والمصعلك: الطويل. وعمــود غريفة: في أرض غنيّ من الحمى. وعمــود المحدث:
ماء لمحارب بن خصفة، والمحدث: ماء بينه وبين مطلع الشمس كانت تنزله بنو نصر بن معاوية، قال الأصمعي: ومن مياه بني جعفر عمــود الكود، وهو جرور أنكد، عن الأصمعي، يقال: بئر جرور أي بعيدة القعر، والأنكد: المشؤوم المتعب المستقى، قال الأصمعي: والــعمــودان في بلاد بني جعفر بن كلاب عمــود بلال وذات السواسى جبل.

عمه

عمــه: الــعَمَــهُ: التَّحَيُّر والتَّرَدُّد؛ وأَنشد ابن بري:

مَتى تَــعْمَــهْ إلى عُثْمانَ تَــعْمَــه

إلى ضَخْم السُّرادِقِ والقِبابِ

أَي تُرَدِّدُ النظرَ، وقيل: الــعَمَــهُ التَّرَدُّدُ في الضلالة والتحير

في مُنازعة أَو طريق؛ قال ثعلب: هو أَن لا يعرف الحُجَّة؛ وقال

اللحياني: هو ترَدِّده لا يدري أَين يتوجه. وفي التنزيل العزيز: ونذَرُهُم في

طُغْيانهم يَــعْمَــهُون؛ ومعنى يــعمــهون: يتحيرون. وفي حديث عليّ، كرّم الله

وجهه: فأَينَ تَذْهَبُونَ بل كيف تَــعْمَــهُون؟ قال ابن الأَثير: الــعَمَــهُ في

البصيرة كالــعمــى في البصَر. ورجل عَمِــهٌ عامِهٌ أَي يتَرَدُّدُ

مُتَحيِّراً لا يهتدي لطريقه ومَذْهَبِه، والجمع عَمِــهون وعُمَّــهٌ. وقد عَمِــه

وعَمَــه يَــعْمَــهُ عَمَــهاً وعُمُــوهاً وعُمُــوهةً وعَمَــهاناً إذا حادَ عن الحق؛

قال رؤبة:

ومَهْمَهٍ أَطْرافُه في مَهْمَهِ،

أَــعْمَــى الهُدَى بالجاهِلينَ الــعُمــهِ

والــعَمَــهُ في الرأْي، والــعَمَــى في البصَر. قال أَبو منصور: ويكون الــعَمــى

عَمــى القلب. يقال: رجل عَمٍ إذا كان لا يُبْصِر بقلبه. وأَرض عَمْــهاءُ:

لا أَعلامَ بها. وذهبت إبلُهُ الــعُمَّــهَى إذا لم يَدْرِ أَينَ ذهبت،

والــعُمَّــيْهَى مثله.

[عمــه] فيه: كيف "تــعمــهون"، الــعمــه في البصيرة كالــعمــى في البصر.
عمــه: عَمَــه: عمــى، ضلال. (فوك) في القسم الاول وفيه أيضاً: كره، مقت، لعن. ولم يذكر هذا في القسم الثاني منه.
عمــه
عَمِــهَ: تَرددَ في الضلالة، عُمُــوهاً وعَمَــهاً وعَمَــهَاناً. وذهبت الإبل الــعُمــيْهى: لم يدرَ أين ذَهَبَتْ. وأرض عَمْــهاء: بلا أمارة.
ع م هـ

عمــه في طغيانه وتعامه. وفلان في عمــه من أمره وهو التردد والتحير. وعمــهت في ظلمي أي ظلمتني بغير جليّة. وسلكوا أرضاً عمــهاء: بلا أمارات.
ع م هـ: (الْــعَمَــهُ) التَّحَيُّرُ وَالتَّرَدُّدُ. وَقَدْ (عَمِــهَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (عَمِــهٌ) وَ (عَامِهٌ) وَالْجَمْعُ (عُمَّــهٌ) . 
ع م هـ : عَمِــهَ فِي طُغْيَانِهِ عَمَــهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا تَرَدَّدَ مُتَحَيِّرًا وَتَعَامَهَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرْضٌ عَمْــهَاءُ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا أَمَارَاتٌ تَدُلُّ عَلَى النَّجَاةِ فَهُوَ عَمِــهٌ وَأَــعْمَــهُ. 
عمــه
الْــعَمَــهُ: التّردُّدُ في الأمر من التّحيّر. يقال: عَمَــهَ فهو عَمِــهٌ وعَامِهٌ ، وجمعه عُمَّــهٌ. قال تعالى: فِي طُغْيانِهِمْ يَــعْمَــهُونَ
[الأعراف/ 186] ، فِي طُغْيانِهِمْ يَــعْمَــهُونَ [البقرة/ 15] ، وقال تعالى:
زَيَّنَّا لَهُمْ أَــعْمــالَهُمْ فَهُمْ يَــعْمَــهُونَ [النمل/ 4] .
[عمــه] الــعَمَــهُ: التحيُّرُ والتردُّدُ. وقد عَمِــهَ بالكسر فهو عَمِــهٌ وعامِهٌ، والجمع عُمَّــهٌ. قال رؤبة: ومَهْمَهٍ أطرافه في مَهْمَهِ * أعمــى الهُدى بالجاهِلينَ الــعُمَّــهِ وأرضٌ عَمْــهاءٌ: لا أعلام بها. وذهبتْ إبله الــعُمَّــهى، إذا لم يدرِ أين ذهبتْ. والــعمــيهى مثله. (*)
عمــهـ
عمَــهَ/ عمَــهَ في يَــعمَــه، عَمَــهًا وعَمَــهانًا وعُمُــوهًا، فهو أعمــهُ وعامِه وعَمِــه، والمفعول مَــعْمُــوه فيه
عمَــه الشَّخصُ: تحيَّر وتردَّد ولم يعرف طريقه " {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَــعْمَــهُونَ}: يتردَّدون في الضلال وعدم معرفة الحجَّة".
عمَــه المكانُ: صار بلا أمارات ولا أعلام يُهتدى بها "سلكوا أرضًا عمــهاء".
عمَــه في الأمر: ضلَّ، لم يعرف وجه الصواب فيه " {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَــعْمَــالَهُمْ فَهُمْ يَــعْمَــهُونَ} ". 

عمِــهَ/ عمِــهَ في يَــعمَــه، عَمَــهًا وعَمَــهانًا وعُمُــوهًا، فهو أعمــه وعامِه وعَمِــه، والمفعول مَــعْمُــوه فيه
عمِــه الشَّخصُ: تحيَّر وتردَّد ولم يعرِف طريقه " {وَنَذَرُهُمْ

فِي طُغْيَانِهِمْ يَــعْمَــهُونَ}: يتردَّدون في الضلال وعدم معرفة الحجَّة".
عمِــه المكانُ: صار بلا أمارات ولا أعلام يُهتدى بها "سلكوا أرضًا عمــهاء".
عمِــه في الأمر: عمَــه، ضلَّ، لم يعرف وجه الصواب فيه " {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَــعْمَــالَهُمْ فَهُمْ يَــعْمَــهُون} ". 

أعمــهُ [مفرد]: ج عُمْــه، مؤ عَمْــهاءُ، ج مؤ عمــهاوات وعُمْــه: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في. 

عامِه [مفرد]: ج عامهون وعُمَّــه: اسم فاعل من عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في. 

عَمَــه [مفرد]:
1 - مصدر عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في.
2 - (طب) فقد ملكة الإدراك بالحِسّ كالعجز عن التمييز بين أشكال الأشياء والأشخاص وطبيعتها.
3 - (نف) تحيُّر وتردُّد لدى الشّخص بحيث لا يدري أين يتوجه، وهو في البصيرة كالــعَمَــى في البَصَر. 

عَمِــه [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في. 

عَمَــهان [مفرد]: مصدر عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في. 

عُمُــوه [مفرد]: مصدر عمَــهَ/ عمَــهَ في وعمِــهَ/ عمِــهَ في. 

عمــه


عَمَــهَ(n. ac. عَمْــه
عُمُــوْه
عُمُــوْهَة
عَمَــهَاْن)
a. Was perplexed, bewildered, confused.

عَمِــهَ(n. ac. عَمَــه)
a. see supra.
b. Was trackless, without landmarks, roadmarks (
country ).
عَمَّــهَ
a. [Fī], Treated harshly, was inveterate against, wronged.

تَعَاْمَهَa. see I
عَمِــهa. Perplexed, puzzled, bewildered, confused.

أَــعْمَــهُ
(pl.
عُمْــه)
a. Trackless, pathless (desert).

عَاْمِه
(pl.
عُمَّــه).
a. see 5

عمــه

1 عَمِــهَ, (S, Msb, K,) and عَمَــهَ, aor. of each ـَ (K,) inf. n. عَمَــهٌ (S, Msb, K, TA, [عَمْــهًا in the CK being a mistake for عَمَــهًا,]) and عُمُــوهٌ and عُمُــوهَةٌ and عَمَــهَانٌ, (K, TA,) [the first of the former verb, and the rest, app., of the latter verb,] He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; and went repeatedly to and fro: (S:) or he went repeatedly to and fro-(Msb, K,) in confusion, or perplexity, (Msb,) or in error, and confusion, or perplexity, (K,) unable to see his right course, (Msb, K,) in contending, disputing, or litigating; or in a way, or road: (K:) or he knew not the [right] argument, or plea, or allegation: (Th, K, TA:) and ↓ تعامه signifies the same: (Z, K, TA:) all are said when one turns aside, or away, from that which is right, or true: (TA:) or الــعَمَــهُ is the looking repeatedly, not knowing whither to go: (Lh, TA:) or it is in the mental perception; and الــعَمَــى is in the sight, or is common to both of these. (TA.) [Accord. to the Msb, عَمِــهَ is from عَمْــهَآء as an epithet applied to land, expl. below: but this requires consideration, as appears from what here follows.] b2: One says also, عَمِــهَتِ الأَرْضُ (tropical:) The land was destitute of signs of the way: (K, TA:) a tropical phrase. (TA.) 2 عَمَّــهْتَ فِى ظُلْمِهِ, inf. n. تَــعْمِــيهٌ, Thou wrongedst him, or hast wronged him, without sure information. (A, K.) 6 تَعَاْمَهَ see the first paragraph.

عَمِــهٌ (S, Msb, K) and ↓ عَامِهٌ (S, K) and ↓ أَــعْمَــهُ (Msb) In a state of confusion, or perplexity, and unable to see his right course; and going repeatedly to and fro: (S:) or going repeatedly to and fro, (Msb, K,) in confusion, or perplexity, (Msb,) or in error, and confusion, or perplexity, (K,) unable to see his right course: (Msb, K:) or not knowing the [right] argument, or plea, or allegation: (K:) [see 1:] pl. [of the first] عمِــهُونَ (K) and [of the second] عُمَّــهٌ (S, K) [and of the third عُمْــهٌ].

ذَهَبَتْ إِبِلُهُ الــعُمَّــهَى and ↓ الــعُمَّــيْهَى His camels went away, whither none knew. (S, K.) الــعُمَّــيْهَى: see what next precedes.

عَامِهٌ: see عَمِــهٌ.

أَــعْمَــهُ: see عَمِــهٌ. b2: [Its fem.] عَمْــهَآءُ, applied to a land (أَرْضٌ), signifies Having in it no signs of the way (S, Msb, K) to guide to safety. (Msb.) [Hence, accord. to the Msb, the verb عَمِــهَ expl. above: but some hold it to be tropical: see 1, last sentence.]

خَثعم

خَثــعم
(خَثْــعَمٌ، كَجَعْفَرٍ) : اسْم (جَبَل، وَأَهْلُه) النازِلُون بِهِ (خَثْــعَمِــيُّون) .
(و) خَثْــعَمُ (بنُ أَنْمار) بنِ أَراش بنِ عمــرِو بنِ الْغَوْث من الْيمن، واسْمه أفتل: (أَبُو قَبِيلة) ، وخَثْــعَمٌ لقبه. قَالَ الْجَوْهَرِي: وَيُقَال: هم (مِنْ مَعَدِّ) اْبنِ عدنانَ، وصاروا من الْيمن،
(و) قيل: خَثْــعَمٌ (جَملٌ نَحَرُوه) ، فَسُمِّي بِهِ أَبُو الْقَبِيلَة.
(وابنُ أَبي خَثْــعَمٍ) اليمامي: هُوَ (عُمــرُ بنُ عَبْدِ الله) بن أبي خَثْــعَمٍ (مُحَدِّثٌ) ، عَن يحيى بن أبي كثير، وَعنهُ زيدُ بنِ الحُباب وَجَمَاعَة. قَالَ البخاريّ: ذَاهِب الحَدِيث.
(و) الخَثْــعَمُ (بِاللَّامِ: الأَسدُ، كالمُخَثْــعَم بفَتْح العَيْن) ، سمي بِهِ لكلثمة فِي وَجهه.
(ورجلٌ مُخَثْــعَمُ الوَجْهِ) أَي (مُكَلْثَمُه) .
(و) قَالَ قُطْرب: (الخَثْــعَمَــةُ: تَلَطُّخُ الجَسَد بالدَّم) . يُقَال: " خَثْــعَمُــوه فعتَرَكُوه أَي: رَمَّلُو بِدَمِه " قيل: وَبِه سُمِّيَت القَبِيلة، (أَو) هُوَ (أَن يّجْتَمِعوا فَيَذْبَحُوا، ثمَّ يَأْكُلوا، ثمَّ يَجْمَعُوا الدَّمَ، فيَخْلِطوا فِيهِ) الزَّعْفَرانَ و (الطَّيب فيَغْمِسُوا أَيْدِيَهم فِيهِ، ويَتَعاهَدُوا) على (أَن لَا يَتَخَاذَلُوا) . وَقَالَ غَيْرُه: الخَثْــعَمَــةُ: أَن يُدخِل الرَّجُلان إِذا تَعاقَدا كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا إِصْبَعا فِي مَنْخِر الجَزُور المَنُحور، يَتَعاقدانِ على هَذِه الحَالةِ.
قُلتُ: وَمن بَنِي خَثْــعَمٍ: مالِكُ بنُ عَبْدِ الله بنِ سِنان بن سَرْح، كَانَ أَمِيراً على الجُيُوش فِي زمن مُعاوِية، ويُعَدّ من التَّابِعين، وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الله مُصْعَبُ بنُ المِقْدام الخَثْــعَمِــيّ الكُوفِيّ، سَمِع مِسْعَرا والثَّوْرِي، وَمِنْهُم أسماءُ بِنتُ عُمَــيْس الخَثْــعَمِــيّة الصَّحابِيَّة، تَقَدَّم ذِكرُها مِراراً، وَأَبُو رُوَيْحَة عبدُ الله بن عبد الرَّحْمن الفرعي الخَثْــعَمِــي صَحابِيُّ، والإمامُ أَبُو القَاسِم السُّهَيْلِيّ صاحِبُ الرَّوضِ الأُنُف، يَعْتَزِي إِلَى خَثْــعَم.
(وعَنْزٌ خَثْــعَمــةٌ) أَي: حَمْراء) اللّون، (وَلَا يُقالُ للنَّعْجَة) ذَلِك.

عمس

(عمــس) عَلَيْهِ الْأَمر عمــسه
ع م س

أمر عمــاسٌ: لا يهتدى لوجهه. وتعامست عن الشيء: تعامشت وتغافلت عنه.
(ع م س) : (عَمَــوَاسُ) بِالْفَتْحِ مِنْ كُورِ الرَّمْلَةِ مَدِينَةِ فِلَسْطِينَ أَحَدِ أَجْنَادِ الشَّامِ (وَطَاعُون عَمَــوَاسَ) وَقَعَ أَيَّامَ عُمَــرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
ع م س : عَمَــوَاسُ بِالْفَتْحِ بَلْدَةٌ بِالشَّأْمِ بِقُرْبِ الْقُدْسِ وَكَانَتْ قَدِيمًا مَدِينَةً عَظِيمَةً وَطَاعُونُ عَمَــوَاسَ كَانَ فِي أَيَّامِ عُمَــرَ. 
[عمــس] في ح علي: إن معاوية قاد لمة من الغواة و"عمــس" عليهم الخبر، الــعمــس أن ترى أنك لا تعرف الأمر وأنت به عارف، ويروي بغين معجمة. و"عمــيس"- بفتح عين وكسر ميم واد بين مكة والمدينة.
عمــس
الــعَمَــاسُ: الداهِيَةُ. والحَرْبُ الشديدة. وكُلُّ ما لا يُقَام له. ويَوْمٌ عَمَــاس وَــعَمُــوْسٌ، من أيام عُمْــس، وقد عَمُــسَ عَمَــاسَةً وعُمُــوْساً.
وقد تَعَامَسَ عنه: تَجَاهَلَ. واعْمِــس الأمْرَ: أي أخْفِه. والــعَمُــوْسُ: الذي يَتعسف الأشْياءَ شِبْهُ الجاهِل.
(عمــس)
الْكتاب عمــسا امحى وَفُلَان الشَّيْء أخفاه وَيُقَال عمــس عَلَيْهِم الْخَبَر وَنَحْوه وَعَلِيهِ الْأَمر خلطه ولبسه وَلم يُبينهُ

(عمــس) الْكتاب عمــسا عمــس وَالْيَوْم اشْتَدَّ وأظلم

(عمــس) الْيَوْم عمــاسة وعمــوسة عمــس

عمــس


عَمِــسَ(n. ac. عَمْــس
عَمَــس)
عَمُــسَ(n. ac. عَمَــاْسَة
عُمُــوْس)
a. Was dark, gloomy, cloudy, dull (day).

عَاْمَسَa. Whispered to.
b. Dissimulated with.

أَــعْمَــسَa. see I (b)
تَعَاْمَسَ
a. ['An], Ignored.
b. ['Ala], Left in uncertainty, perplexity.
عَمْــسa. Difficult.

عَمَــاْسa. see 1b. (pl.
عُمْــس
عُمُــس
10), Dark, gloomy, cloudy, dull.
عَمِــيْسa. see 1
عَمُــوْسa. see 1b. Perplexed, uncertain.

N. Ag.
عَاْمَسَa. see 26 (b)
حَلَفَ عَلَى الــعَمِــيْسَة
a. He perjured himself.
[عمــس] الــعَمــاسُ بالفتح: الحرب الشديدة، والداهية. وليلٌ عَمــاسٌ، أي مظلم. ويومٌ عَمــاسٌ. وقد عَمُــسَ عَمــاسَةً. قال ابن السكيت: يقال أمرٌ عمــوس وعمــاس، أي مظلم لا يُدرى من أين يؤتى له. ومنه قولهم: جاءنا بأمورٍ مُــعَمَّــساتٍ، أي مظلمة ملويَّة عن جهتها. ورجلٌ عَمــوسٌ: متعسفٌ. وفلان يَتَعامَسُ عن الشئ، إذا تغافل عنه. وقال: وتَعَامَسَ عليَّ فلان، أي تعامى عليَّ وتركَني في شُبهةٍ من أمره. والــعَمْــسُ: أن تُريَ أنك لا تعرف الأمر وأنت عارفٌ به. ويقال عَمَــسَ الكتابُ، أي درس. وطاعون عمــواس: أول طاعون كان في الاسلام بالشأم.
(ع م س)

حَرْب عَمــاسٌ: شَدِيدَة. وَكَذَلِكَ لَيْلَة عَمــاسٌ، وَيَوْم عَمــاسٌ. أنْشد ثَعْلَب:

إِذا كَشَفَ اليَوْمُ الــعَمــاسُ عَن اسْتِهِ ... فَلا يَرْتَدِي مِثْلِي وَلَا يَتَــعَمَّــمُ

وَالْجمع: عُمُــس. وَقد عَمِــسَ عَمْــسا، وعَمَــسا، وعُمُــوسا، وعُمــوسَةً، وعَمــاسَةً.

وَأمر عَمِــسٌ وعَمــاسٌ ومُــعَمَّــس: شَدِيد مظلم، لَا يدرى من أَيْن يُؤْتى لَهُ.

والــعَمَــس كالْحَمَس، وَهِي الشدَّة. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إنَّ أخْوَالي جَمِيعًا مِنْ شَقِرْ

لَبِسُوا لي عَمَــسا جِلْدَ النَّمِرْ

وعَمــسَ عَلَيْهِ الْأَمر يَــعْمِــسُه، وعَمَّــسَه: خلطه، وَلم يُبينهُ.

والــعَمــاس: الداهية. وكل مَا لَا يَهْتَدِي لَهُ عَمــاسٌ. والــعَمُــوس: الَّذِي يتعسف الْأَشْيَاء كالجاهل.

وتعامَسَ عَن الْأَمر: أرى انه لَا يُعلمهُ. وتعامَسَ عَنهُ: تغافل، وَهُوَ بِهِ عَالم. وتعامَسَ عليَّ: تعامى، فتركني فِي شُبْهَة من أمره.

وعُمَــيْس: اسْم رجل.

عمــس: حَرْبٌ عَمــاسٌ: شديدة، وكذلك ليلة عَمــاس. ويوم عَمــاس: مُظلِم؛

أَنشد ثعلب:

إِذا كَشَف اليومُ الــعَمــاسُ عن اسْتِهِ،

فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَــعَمَّــمُ

والجمع عُمُــس؛ قال العجاج:

ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ،

ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْــسِ

وقد عَمُِــسَ عَمَــساً وعَمْــساً وعُمُــوساً وعَمــاسَة وعُمُــوسَة؛ وأَمْرٌ

عَمْــسٌ وعَمُــوس وعَمــاس ومُــعَمَّــس: شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له؛

ومنه قيل: أَتانا بأُمور مُــعَمَّــسات ومُــعَمِّــسات، بنصب الميم وجرّها،

أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة. وأَسَدٌ عَمــاسٌ: شديد؛ وقال:

قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى،

أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدِ عَمــاسُ

والــعَمَــسُ: كالحَمَس، وهي الشِّدَّة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً من شَقِرْ،

لَبِسُوا لي عَمَــساً جِلْدَ النَّمِرْ

وعَمَــسَ عليه الأَمرَ يَــعْمِــسُه وعَمَّــسَه: خَلَّطه ولبَّسه ولم

يُبيِّته. والــعَمَــاس: الدَّاهِية. وكلُّ ما لا يهتدَى له: عَمَــاسٌ. والــعَمُــوسُ:

الذي يَتعَسَّف الأَشياء كالجاهل.

وتَعَامَسَ عن الأَمر: أَرى أَنه لا يَعْلَمه. والــعَمْــس: أَن تُرِي أَنك

لا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ. به وفي حديث عليّ: أَلا وإِنَّ معاوية

قادَ لِمَّةً من الغُواة وعَمَــسَ عليهم الخَبَر، من ذلك، ويروى بالغين

المعجمة. وتَعامس عنه: تغافل وهو به عالم. قال الأَزهري: ومن قال يَتَغامَس،

بالغين المعجمة، فهو مخطئ. وتَعامَس عَلَيّ: تَعامَى فتركني في شُبهة من

أَمره. والــعَمْــسُ: الأَمر المغطَّى. ويقال: تَعامَسْت على الأَمر

وتعامَشْت وتَعامَيْت بمعنى واحد. وعامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه ولم

تُجاهِرْه بالعَداوة. وامرأَة مُعامِسَة: تتستر في شَبِيبَتِها ولا

تَتَهَتَّك؛ قال الراعي:

إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما

أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ

أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به. والمُعامَسَة: السِّرار.

وفي النوادر: حَلَف فلان على الــعَمِــيسَة والــعُمَــيْسَة؛ أَي على يمين غير

حق. ويقال: عَمَــسَ الكِتابُ أَي دَرَس.

وطاعون عَمْــواس: أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام. وعُمَــيْس: اسم

رجل. وفي الحديث ذِكْر عَمِــيس، بفتح العين وكسر الميم، وهو واد بين مكة

والمدينة نزله النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في ممرِّه إِلى بدر.

عمــس
الليث: الــعَمَــاس - بالفتح -: الحرب الشديدة.
والــعَمَــاس: الداهِيَة.
وكُلُّ أمرٍ لا يُقام له ولا يُهْتَدى لوجهِه فهو: عَمَــاس. ويوم عَمَــاس من أيّام عُمُــس وعُمْــس، قال العجّاج:
إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ ... ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشَّأسِ
مِنْ مَرِّ أيّامٍ مَضَيْنَ عُمْــسِ
وقد عَمُــسَ يومُنا - بالضم - عَمَــاسَةً وعُمُــوْساً، وقال ابن دريد: عَمِــسَ يومُنا - بالكسر - عَمْــساً وعَمَــساً - بالتحريك -، قال العجّاج - أيضاً - في الواحِدِ:
إذْ لَقِحَ اليَوْمُ الــعَمَــاسُ فاقْمَطَرّْ ... وخَطَرَتْ أيْدي الكُمَاةِ وخَطَرْ
وليل عَمَــاس: مُظلِم.
وأسد عَمَــاس: شديد، قال ذلك شَمِر، وأنشد لثابِت قُطْنة بن كعب بن جابِر العَتَكيّ:
قُبَيِّلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدّى ... أطافَ بِهِنَّ ذو لِبَدٍ عَمَــاسُ
وقال ابن السِّكِّيت: يقال أمْرٌ عَمَــاس وعَمَــوس: لا يُدْرَى من أينَ يُؤتى له.
وعَمِــيْسُ الحمائِم: وادٍ بين مَلَلٍ وفَرْشٍ، كان أحَدَ منازِل رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - إلى بَدْرٍ.
والــعَمِــيْس: الأمر المُغَطّى.
وعُمَــيْس - مُصَغَّراً -: هو عُمَــيْس بن مَعَدٍّ الخَثْــعَمِــيّ، أبو أسماء رضي الله عنها.
والــعَمــوس: الذي يَتَعَسّف الأشياء كالجاهِل. وقيلَ للأسَد: عَمُــوْسٌ لأنّه يُوصَف بأخذ الفَرائس الجَهْلِ والغَلَبَة، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المُنذر الطائي يصف أسداً:
فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري ... بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ عَمُــوْسُ
إلى أن عَرَّسوا وأغَبَّ منهم ... قَريباً ما يُحَسُّ له حَسِيْسُ
أغَبَّ: ظَهَرَ ساعةً وخَفِيَ أُخرى، ويقال أغَبَّ: نَزَلَ قريباً من الرَّكْبِ. ويُروى: غَمُوْس - بالغين مُعْجَمَة -، ويُروى: هَمُوْس.
وعَمَــسَ الكتاب: أي دَرَسَ.
وعَمْــوَاسُ - بسكون الميم -: كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يُحَرِّكون الميم، وإليها يُنْسَب الطاعون، ويُضاف فَيُقال: طاعون عَمْــوَاس، وكان هذا الطاعون في خلافة عُمَــر - رضي الله عنه - سنة ثماني عَشْرَةَ، ومات فيه جماعة من الصَّحابَة، ذَكَرْتُهُم في كتاب " دَرِّ السَّحابة في وَفِيّات الصحابة " من تأليفي. قال:
رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضا ... ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ من عَمْــوَاس
والــعَمْــس: أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمرَ وأنتَ عارِفٌ به.
ويقال: ما أدري أينَ دَقَسَ ولا أيْنَ عَمَــسَ: أي أينَ ذَهَبَ. وفي النوادر: حَلَفَ فلان على الــعَمِــيسَة والغَمِيسَة - وفي بعض النُّسَخ منها: على الــعَمِــيسَيّة والغَمِيسَيّة -: أي على يمينِ غيرِ حَقٍّ.
وعَمَــسَ الشيء وأعْمَــسَه: أي أخفاه.
وأتانا بأُمَورٍ مُــعَمِّــسَاتٍ ومُــعَمَّــسَاتٍ - بكسر الميم المُشَدَّدة وبفتحِها -: أي مُظلِمَة مَلْوِيّة عن جِهَتِها.
وتَعَامَسَ عن الشيء وتَعَامَشَ وتَعَاشى: إذا تَغَافَلَ عنه.
وتَعَامَسَ فلان علَيَّ: أي تَعامى عَلَيَّ وتَرَكَني في شُبهَةٍ من أمرِه.
وعامَسْتُ فلاناً: إذا ساتَرْتَه ولم تُجاهِرْهُ بالعَدَاوَة.
وامرأة مُعامِسَة: تَتَسَتَّر في سَبِيْبَتِها ولا تَتَهَتَّك، قال الراعي يهجو الحلال بن عاصِمٍ وخَنْزَراً:
إنَّ الحَلالَ وَخَنْزَراً وَلَدَتْهُما ... أمَةٌ مُعامِسَةٌ على الأطهارِ
هذه رواية الأزهري، أي تأتي ما لا خَيْرَ فيه مُعَالِنَةً به، ورِواية غيرِه: " مُقَارِفَة "، وهذه الرِّواية أشهر، وقال ابنُ جَبَلَة: المُقارِفَة المُدانِيَة المُعَارِضَة من أن تُصِيْبَ الفاحِشَة، وهي التي تَلْقَحُ لغَيْرِ فَحْلِها.
والمُعامَسَة: السِّرار.
والتركيب يدل على شِدَّة في اشْتِباه والْتِواء في الأمر.
عمــس
الــعَمَــاسُ، كسَحَابٍ: الحَرْبُ الشَّدِيدَةَ، عَن اللَّيْثِ، كالــعَمٍ يس كأَمِير. والــعَمَــاسُ: أَمْرٌ لَا يُقَامُ لَهُ، وكُلُّ مَا لَا يُهْتَدَي لِوَجْهِه عَمَــاسٌ، كالــعَمْــسِ، بالفَتْح، والــعَمُــوسِ، كصَبُورٍ. والــعَمِــيسِ، كأَمِيرٍ. يُقَال: أَمْرٌ عَمَــاسٌ وعَمُــوسٌ، أَي شَدِيدٌ، وَقيل: مُظْلِمٌ لَا يُدْرَي تمن أَيْنَ يُؤْتَى لَهُ، وَكَذَلِكَ مُــعَمَّــسٌ، كمُعَظَّمٍ.
وَقَالَ أَبو عَمْــرٍ و: الــعَمِــيسُ: الأَمْرُ المُغَطَّى. والــعَمَــاسُ من اللَّيَالِي: المُظْلِمُ الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ، وَقد عَمِــسَ وعَمُــسَ، كفَرِح وكَرُمَ، نَقله ابنُ القَطَّع، الجَوْهَرِيّ عُمُــسٌ، بضمَّتين، وعُمْــسٌ، بالضَّمّ.
والــعَمَــاسُ: الأَسَدُ الشَّدِيدُ، يُقَال: أَسَدٌ عَمَــاسٌ، وأَنشد شَمِرٌ لثابِتِ قُطْنَةَ:
(قُبَيِّلَتَانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى ... أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَمَــاسُ) كالــعَمُــوسِ، كصَبُورٍ. وعَمِــسُ يَومُنَا، ككَرمَ وفَرِحَ، الأَخِيرَةُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَفِي كتاب ابنِ القَطَّاعِ: كضَرَب فَرِحَ، أَمّا كفَرِح وكَرُم فجَعَله فِي عَمــسَ اللَّيْلُ، كَمَا تقدَّمَ، عَمَــاسةً، بالفَتْح، وعُمُــوساً، كقُعُودٍ، وعَمْــساً، بِالْفَتْح، وعَمَــساً، محرَّكة، فالأَوّلُ من مَصَادِرِ عَمُــسَ، ككَرُم، والآخَر من مَصَادِر عَمِــس، كفَرِح، هَذَا هُوَ القِيَاس، وفَاتَه من المَصَادِرِ: عُمُــوسَة، فقد ذَكَرَه ابْن سِيدَه وغيرُه، وَزَاد ابْن القَطَّاع: عَمَــاساً، كسَحَابٍ، وأَوْرَدَه كالــعُمُــوس والــعَمَــس، من مصَادِر عَمِــسَ، كفرح اشْتَدَّ وسود وأظلم فالأَوّل عامٌّ فِي الأَمْرِ واليومِ، يُقَال: عَمُــسَ الأَمْرُ واليومَ، إِذا اشْتَدَّ، وَمِنْه أَمْرٌ عَمَــاس ويَوْمٌ عَمَــاسٌ، وكذلِك الحَرْبُ والأَسَدُ، وَقد عَمُــسَا، وأَما الثّانِي والثّالِثُ فَفِي اللَّيْلِ والنَّهَارِ، يُقال: عَمِــسَ اللَّيْلُ وعَمِــسَ النَّهَارُ، إِذا أَظْلَمَا، والــعَمُــوسُ، كصَبُورٍ: مَن يَتَعَسَّفُ الأَشْيَاءَ، كالجَاهِلِ، وَقد عَمِــسَ، كفَرِحَ، نَقله ابنُ القَطّاعِ. وعَمِــيسُ الحَمَائِمِ، كأَميرٍ: وَادٍ بينَ مَلَل وفَرْشٍ، كَانَ أَحَدَ مَنَازِلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حينَ مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ. وعُمَــيْسٌ كزُبَيْرٍ: أَبُو أَسْمَاءَ وسلاَمَة ولَيْلَى، ابنُ مَعَدّ بنِ الحارِث بن تميمِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِك ابنِ قُحَافَةَ بن عامِرِ بنِ رَبيِعَةَ بنِ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ نَسْرِ بن وَهْب الله بنِ شَهْرانَ بنِ عِفْرِسِ بن خُلْفٍ ابنِ أَفْتَلَ، وَهُوَ خَثْــعَم بن أَنْمار، وَقَوله: صَحَابِيٌّ، فِيهِ نَظَرٌ، فإنِّي لم أَرَ أَحداً ذَكَرَه فِي مُعْجَم الصَّحَابة، وإِنّما الصُّحْبَةُ)
لابْنَتِه أَسْماءَ المذكورةِ، وأُمِّها هِنْدَ بنتِ عَوْفِ بن زُهَيْر بن الحارِثِ بن كِنَانَةَ، وَهِيوالغين، كِلَاهُمَا بالضَّمّ. وَفِي التَّكْمِلَة على الــعُمَــيْسِيَّة والغُمَيْسِيَّة، بالتَّصْغِيرِ والتشديدِ فيهمَا، وبالعَيْنِ والغين، ويوافِقه نَصُّ الأُرْمَوِيّ فِي كِتابِه، وَقد ضَبَطَه بخطِّهِ هَكَذَا، وَهُوَ منقولٌ من كِتابِ النوادِر، أَي عَلَى يَمِينٍ غيرِ حَقٍّ، وَفِي كِتَابِ الأُرْمَوِيّ: على يَمِينٍ مُبْطَلٍ. وتَعَامَسَ عَن الأَمْرِ: أَرَى أَنَّه لَا يَعْلَمُه، وقِيل تَغَافَلَ عَنهُ وَهُوَ بِهِ عالمٌ، كتَغامَس وتَعامَش، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَن قَالَ: تَغَامَس، بالغين، فَهُوَ مُخْطئٌ. وتَعامَس علَيَّ، أَي تَعامَى علَيَّ وتَركَني فِي شُبْهةٍ مِن أَمْره، ويُقَال: تَعامَسْتَ على الأَمْر، وتَعَامَشْت وتَعامَيْتَ، بِمَعْنى وَاحدٍ، وَلَا يَخْفَى أَن قَولَه علَيَّ مكرَّ، فَلَو حذَفه لأَصاب، لأَنَّ الْمَعْنى يَتمُّ بدُونه. وعَامَسَهُ مُعَامَسةً: سَاتَرَه وَلم يُجاهِرْه بالعَدَاوَةِ وعامَسَ فُلاناً: سارَّهُ، وَهِي المُعامَسةُ. وامرَأَةٌ مُعَامِسةٌ: تَتَسَتَّر فِي شَبيْبَتِها وَلَا تَتَهتَّكُ، قَالَ الرّاعي:
(إنَّ الحَلاَلَ وخَنْزَراً وَلَدتْهُمَا ... أُمٌّ مُعَامِسةٌ عَلَى الأَطْهارِ)
) أَي تَأْتِي مَا لَا خَيْر فِيهِ غير مُعَالِنَة بِهِ، هَذِه روايةٌ الأَزْهَرِيِّ، وروايةٌ غَيره: أُمٌّ مُقَارِفةٌ وَهِي أَشْهرُ. وَقَالَ ابنُ جَبَلةَ: المُقَارِفَةُ: هِيَ المُدَانِيَةُ المُعارِضَةُ من أَنء تُصَيبَ الفاحشَةَ، وَهِي الَّتِي تُلْقَح لغيرِ فَحْلِها. ويُقَال: جاءَنَا بأُمُورٍ مُــعَمّــسَاتٍ، بفَتْح الْمِيم المُشَدَّدة وكَسْرها، أَي مُظْلمةٍ مَلْوِيَّة عَن وَجْهها، قيلَ: هُوَ مأْخُوذٌ من قَوْلهم: أَمْرٌ عَمَــاسٌ: لَا يُدْرَى من أَيْن يُؤْتَى لَهُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: الــعَمَــاسُ، بالفَتْح: الدّاهِيَةُ. والــعَمَــسُ، مُحرَّكةً: الحَمَسُ، وَهُوَ الشِّدَّة، حَكَاهَا ابنُ الأَعْرابيّ، وأَنشد: إِنّ أَخْوالِي جَميعاً منْ شَقِرْلَبِسُوا لي عَمَــساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَّــس تَــعْمِــيساً، أَي أَتى مَا لَا خَيْر فِيهِ غير مُعَالنٍ بِهِ. وأَمْرٌ مُــعمَّــسٌ كمُعظَّمٍ: شَديدٌ.

عمن

[عمــن] نه: في ح الحوض: عرضه من مقامي إلى "عمــان"، هو بفتح عين فمشددة مدينة بالشام، وأما بالضم والخفة فصقع عند البحرين.
عمــن
أعْمَــنَ وعَمَّــنَ: أتى عُمَــانَ، وقيل: سُمِّي عُمَــانَ لأنَّ عُمَــانَ بن لُوْطٍ بَنَاه أو حَلَّه. وعَمّــانُ - بتّشْديد الميم: - أرْضٌ بالشّام.
[عمــن] عَمَــنَ بالمكان : أقام به. وعمــان مخفف: بلد، وأما الذى بالشأم فهو عمــان، بالفتح والتشديد. وأعْمَــنَ الرجل: صار إلى عَمَّــانَ.
ع م ن: (عُمَــانُ) مُخَفَّفٌ بَلَدٌ. وَأَمَّا الَّذِي بِالشَّامِ فَهُوَ عَمَّــانُ بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ. 
ع م ن : عُمَــانُ وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ وَــعَمَــنَ بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَــعَمَّــانُ فَعَّالٌ بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ بَلْدَةٌ بِطَرَفِ الشَّامِ مِنْ بِلَادِ الْبَلْقَاءِ. 

عمــن


عَمَــنَ(n. ac. عَمْــن)
a. [Bi], Remained, stayed, settled in.
عَمِــنَ(n. ac. عَمَــن)
a. see supra.

عَمَّــنَأَــعْمَــنَa. Betook himself to, repaired to (Umān).

عَاْمِنa. see 26
عُمَــاْنa. Umān.

عَمِــيْنَةa. Plain, soft land.

عَمُــوْن
(pl.
عُمُــن)
a. Staying, settling; settler.

عَمَّــن
a. Of whom? About whom?
(ع م ن)

عَمَــنَ بِالْمَكَانِ يَــعْمِــنُ وعَمِــنَ: أَقَامَ.

والــعَمِــيَنُة: أَرض سهلة، يَمَانِية.

وعُمــانُ: مَدِينَة مُشْتَقَّة من ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يَقع فِي كَلَامهم اسْما إِلَّا لمؤنث. وَقيل: عمــان اسْم رجل وَبِه سمي الْبَلَد.

وأعْمَــنَ وعَمَّــنَ: أَتَى عُمــانَ. قَالَ الْعَبْدي:

فَإِن تُتْهِمُوا أُنجِدْ خِلافا عَلَيْكُمُ ... وَإِن تُــعْمِــنَوا مُسْتَحقِبي الحربِ أُعرِق

وَقَالَ رؤبة:

نَوَى شآمٍ بانَ أوْ مُــعَمِّــنِ

والــعُمَــانِيَّةُ: نَخْلَة بِالْبَصْرَةِ لَا يزَال عَلَيْهَا السّنة كلهَا طلع جَدِيد، وكبائس مثمرة وَآخر مرطبة.

عمــن

1 عَمَــنَ بِالمَكَانِ, (S, Msb, K,) aor. ـِ and عَمِــنَ, aor. ـَ (K;) inf. n. عَمْــنٌ; (TK;) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (S, Msb, K.) 2 عَمَّــنَ see the next paragraph.4 اعمــن, (S, K,) and ↓ عمّــن, (K,) He (a man, S) betook himself, or repaired, to, or towards, [the region of] 'Omán (عُمَــان): (S, K: * [accord. to the K, app., عَمَّــان, a town of Syria; but correctly عُمَــان, as is clearly shown by quotations from poets in the TA:]) or he entered it: (K:) and also, (K,) or the former verb, accord. to AA, (TA,) he continued to remain, stay, dwell, or abide, (K, TA,) there. (TA. [For دَامَ عَلَى المُقَامِ, in this last explanation, the CK has قامَ على

المَقامِ.]) عَمَّــنْ a contraction of عَنْ مَنْ.]

عَمُــونٌ and ↓ عَامِنٌ, (TA,) and the pl. عُمُــنٌ, [pl. of عَمُــونٌ accord. to analogy, like صُبُرٌ pl. of صَبُورٌ,] (IAar, K, TA,) Residing, staying, dwelling, or abiding, (IAar, K, TA,) in a place. (IAar, TA.) عَمِــينَةٌ Plain, or soft, land; (K, TA;) of the dial. of El-Yemen. (TA.) عُمَــانِيَّةٌ A sort of palm-tree in El-Basrah, that ceases not to have upon it, during the year, (K, TA,) i. e. all the year, (TA,) new spadixes, and racemes putting forth fruit, and others bearing ripe dates. (K, TA.) عَامِنٌ [act. part. n. of 1]: see عَمُــونٌ.

عمــن: عَمَــنَ يَــعْمِــنُ وعَمِــنَ: أَقام. والــعُمُــنُ: المقيمون في مكان.

يقال: رجل عَامِنٌ وعَمُــونٌ؛ ومنه اشْتُقَّ عُمَــان. أَبو عمــرو: أَــعْمَــنَ دام

على المُقامِ بــعُمــان؛ قال الجوهري: وأَــعْمَــنَ صار إلى عُمَــان؛ وأَنشد

ابن بري:

من مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُــعْمِــنِ.

والــعَمِــينَة: أَرض سَهْلَة، يمانية. وعُمــان: اسم كُورة، عربيةٌ.

وعُمــانُ، مخفف: بلد؛ وأَما الذي في الشام فهو عَمَّــان، بالفتح والتشديد. وفي

الحديث حديث الحَوْض: عِرَضُه من مَقامِي إلى عَمَّــان؛ هي بفتح العين وتشديد

الميم، مدينة قديمة بالشام من أَرض البَلْقاء، وأَما بالضم والتخفيف فهو

موضع عند البحرين، وله ذكر في الحديث. وعُمَــان: مدينة؛ قال الأَزهري:

عُمَــانُ يصرف ولا يصرف، فمن جعله بلداً صرفه في حالتي المعرفة والنكرة، ومن

جعله بلدة أَلحقه بطلحة؛ وأَما عَمَّــانُ بناحية الشام موضع، يجوز أَن

يكون فعلان من عَمَّ يَــعُمّ، لا ينصرف معرفة، وينصرف نكرة، ويجوز أَن يكون

فَعَّالاً من عَمَــنَ فينصرف في الحالتين إذا عُنِيَ به البلدُ؛ قال

سيبويه: لم يقع في كلامهم اسماً إلا لمؤنث، وقيل: عُمَــان اسم رجل، وبه سمي

البلد. وأَــعْمَــنَ وعَمَّــنَ: أَتى عُمَــان؛ قال العَبْدِي:

فإن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً عليكُم،

وإن تُــعْمِــنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْبِ أُعْرِقِ.

وقال رؤبة:

نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُــعَمِّــنِ

(* قوله «وقال رؤبة نوى شآم إلخ» قبله كما في التكملة:

فهاج من وجدي حنين الحنن * وهم مهموم ضنين الأضنن

بالدار لو عاجت قناة المقتني * نوى شآم بان أو مــعمِّــن)

القناة: عصا البين، والمقتني: المتخذ قناة). والــعُمــانيَّة: نخلة بالبصرة

لا يزال عليها السَّنَةَ كلها طَلْعٌ جديدٌ

وكَبائسُ مُثْمرة وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ.

عَمَرَ

(عَمَــرَ)
(س) فِيهِ ذِكْرُ «الــعُمْــرَة والاعْتِمَار» فِي غَير مَوضع. الــعُمْــرَة: الزّيارةُ. يُقَالُ:
اعْتَمَر فَهُوَ مُعْتَمِر: أَيْ زَارَ وقَصدَ، وَهُوَ فِي الشَّرع: زِيَارَةُ البَيْت الْحَرَامِ بِشُروط مَخْصُوصَة مَذْكُورَةٍ فِي الفقْه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَسْوَدِ «قَالَ: خرجْنا عُمَّــارا فلمَّا انصرفْنا مَررْنَا بِأبي ذَرٍّ، فَقَالَ: أحَلَقْتم الشَّعَثَ وقَضَيْتم التَّفَث؟» عُمَّــارا: أَيْ مُعْتَمِرِين.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا أعْلم عَمَــرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ، ولكنْ عَمَــرَ اللهَ إِذَا عَبَده، وعَمَــرَ فُلان ركْعَتَين إِذَا صلاّهُما، وَهُوَ يَــعْمُــرُ ربَّهُ: أَيْ يُصَلّي ويَصُوم، فيحتَمِل أَنْ يَكُونَ الــعُمَّــار جَمْع عَامِر مِن عَمَــرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعه، ولعلّ غيرنا نسمعه، وَأَنْ يَكُونَ ممَّا اسْتُــعْمِــل مِنْهُ بعضُ التَّصاريف دُونَ بَعْضٍ، كَمَا قِيلَ: يَذَرُ ويَدَعُ وينْبَغي، فِي المسْتَقْبَل دُونَ الْمَاضِي، واسمَيِ الفاعِل وَالْمَفْعُولِ» .
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُــعْمِــرُوا ولَا تُرْقِبُوا، فَمن أُــعْمِــرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَه فَهُوَ لَه ولورثَته مِنْ بَعْده» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الــعُمْــرَى والرُّقْبَى فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ: أَــعْمَــرْتُه الدارَ عُمْــرَى: أَيْ جَعَلتها لَهُ يَسْكُنها مُدَّة عُمْــرِه، فَإِذَا مَاتَ عَادَتْ إليَّ، وَكَذَا كَانُوا يَفعلون فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأبْطل ذَلِكَ وأعْلمهم أنَّ مَنْ أُــعْمِــرَ شَيئاً أَوْ أُرْقِبَه فِي حَيَاتِهِ فَهُوَ لورَثَتِه مِنْ بَعْده. وَقَدْ تَعاضَت الرواياتُ عَلَى ذَلِكَ. والفُقهاءُ فِيهَا مخْتَلِفون، فَمِنْهُمْ مَنْ يَــعْمَــل بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ ويَجْعلها تَملِيكا، وَمِنْهُمْ مَنْ يجعلُها كالعارِيَّة ويَتَأوّل الْحَدِيثَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ اشترَى مِنْ أعْرابي حِمْل خَبَط، فلمَّا وجَب الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: عَمْــرَكَ اللهَ بَيِّعا أَيْ أَسْأَلُ اللَّهَ تَــعْمِــيرك وَأَنْ يُطِيل عُمْــرَك. والــعَمْــر بِالْفَتْحِ. الــعُمْــر، وَلَا يُقَالُ فِي القَسم إلّا بالفتح، وبيّعا: منصوب على التميز: أَيْ عَمْــرَكَ اللهَ مِنْ بَيِّع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقِيط «لَــعَمْــرُ إِلَهِكَ» هُوَ قَسَم بِبَقَاءِ اللَّهِ ودَوَامه، وَهُوَ رفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَالْخَبَرُ محذوفٌ تقديرُه: لَــعَمْــرُ اللَّهِ قَسَمي، أَوْ مَا أقْسِم بِهِ، واللاَّم للتَّوكيد، فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِاللَّامِ نَصَبْتَه نَصْبَ الْمَصَادِرِ فقلْت: عَمْــرَ اللهَ، وعَمْــرَك اللهَ. أَيْ بإقْرارك لِلَّهِ وتَــعْمِــيرك لَهُ بِالْبَقَاءِ.
وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الْحَيَّاتِ «إنَّ لِهَذِهِ البُيوت عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ منْها شَيْئًا فحرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا» العَوَامِر: الحيَّات الَّتِي تَكُونُ فِي البُيوت، وَاحِدُهَا: عَامِر وعَامِرَة. وَقِيلَ: سُمِّيت عَوَامِر لطُول أَــعْمَــارها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة ومُحَارَبَته مَرْحباً «مَا رَأَيْتُ حَرْباً بَين رجُلين قَبْلَهُما مثلِهما قَامَ كلُّ واحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ عِنْدَ شَجَرة عُمْــرِيَّة يَلُوذ بِهَا» هِيَ: الْعَظِيمَةُ القَديمة الَّتِي أتَى عَلَيْهَا عُمْــر طَوِيلٌ. وَيُقَالُ للسِّدْر الْعَظِيمِ النَّابت عَلَى الْأَنْهَارِ: عُمْــرِيٌّ وعُبْرِيٌّ عَلَى التَّعاقُب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَتب لــعَمَــائِر كَلْبٍ وأحْلافِها كِتاباً» الــعَمَــائِر: جمعُ عَمَــارَة بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَهِيَ فَوق البَطْن مِنَ الْقَبَائِلِ: أوّلُها الشِّعْب، ثُمَّ القَبِيلة، ثُمَّ الــعَمَــارة، ثُمَّ البَطْن، ثُمَّ الفَخِذُ. وَقِيلَ: الــعَمَــارَة: الحيُّ الْعَظِيمُ يُمكِنُه الانْفراد بنَفْسه، فَمَنْ فَتَحَ فلالْتِفاف بَعْضِهِمْ عَلَى بعضٍ كالــعَمَــارَة: الــعِمَــامة، ومَن كسَر فلأنَّ بِهِمِ عِمَــارة الْأَرْضِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواك حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمُــورِي» الــعُمُــور: مَنَابِت الأسْنان واللَّحمُ الَّذِي بَيْنَ مَغارِسها، الْوَاحِدُ: عَمْــر بِالْفَتْحِ، وَقَدْ يُضم.
(هـ) وَفِيهِ «لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلّي الرَّجُلُ عَلَى عَمَــرَيْه» هُمَا طَرَفَا الكُمَّيْن فِيمَا فسَّرَه الْفُقَهَاءُ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ، وَيُقَالُ: اعْتَمَرَ الرَّجُلُ إِذَا اعْتَمَّ بِــعمَــامة، وتُسَمَّى الــعمــامةُ الــعَمَــارَة بِالْفَتْحِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.