بلــطم: بَلْــطَمَ الرجلُ: سكَت.
بَلْــطَمَ الرَجُلُ: إِذا سَكَت، كَمَا فِي اللِّسان.
وبَلْــطِيم: قَرْيَة قرب البُرُلُّسِ.
بلــطم: بَلْــطَمَ الرجلُ: سكَت.
بلــصم: بَلْــصَم الرجلُ وغيره بَلْــصَمةً: فَرَّ.
بلــا: بَلَــوْتُ الرجلَ بَلْــواً وبَلــاءً وابْتَلَيْته: اخْتَبَرْته،
وبَلــاهُ يَــبْلُــوه بَلْــواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره. وفي حديث حذيفة: لا أُــبْلــي
أَحداً بَعْدَك أَبداً. وقد ابْتَلَيْتُه فأَــبْلــاني أَي اسْتَخْبَرْتُه
فأَخْبَرني. وفي حديث أُم سلمة: إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لا يَراني بَعدَ
أَن فارَقَني، فقال لها عمر: بالله أَمِنْهم أَنا؟ قالت: لا ولن
أُــبْلِــيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا أُخبِر بعدَك أَحداً، وأَصله من قولهم أَــبْلَــيتُ
فُلاناً يميناً إذا حلفتَ له بيمين طَيَّبْتَ بها نفسه. وقال ابن
الأَعرابي: أَــبْلــى بمعنى أَخْبَر. وابْتَلاه الله: امْتَحَنَه، والاسم
الــبَلْــوَى والــبِلْــوَةُ والــبِلْــيَةُ والــبَلِــيَّةُ والــبَلــاءُ، وبُلِــيَ بالشيء
بَلــاءً وابْتُلِيَ؛ والــبَلــاءُ يكون في الخير والشر. يقال: ابْتَلَيته بلــاءً
حسناً وبَلــاءً سيِّئاً، والله تعالى يُــبْلــي العبدَ بَلــاءً حسناً ويُــبْلِــيه
بلــاءً سيِّئاً، نسأَل الله تعالى العفو والعافية، والجمع الــبَلــايا،
صَرَفُوا فَعائِلَ إلى فَعالى كما قيل في إداوة. التهذيب: بَلــاه يَــبْلُــوه
بَلْــواً، إذا ابتَلاه الله بــبَلــاء، يقال: ابْتَلاه الله بــبَلــاء. وفي الحديث:
اللهم لا تُــبْلــنا إلاّ بالتي هي أَحسن، والاسم الــبَلــاء، أَي لا
تَمْتَحِنَّا. ويقال: أَــبْلــاه الله يُــبْلِــيه إبْلــاءً حسناً إذا صنع به صُنْعاً
جميلاً. وبَلــاه اللهُ بَلــاء وابْتَلاه أَي اختَبره. والتَّبالي: الاختبار.
والــبَلــاء: الاختبار، يكون بالخير والشر. وفي كتاب هرقل: فَمَشى قَيْصر إلى
إيلِياء لمَّا أَــبْلــاهُ الله. قال القتيبي: يقال من الخير أَــبْلَــيْته
إبْلــاء، ومن الشر بَلَــوْته أَــبْلُــوه بَلــاءً، قال: والمعروف أَن الابتلاء
يكون في الخير والشر معاً من غير فرق بين فعليهما؛ ومنه قوله تعالى:
ونَــبْلُــوكم بالشر والخير فتنة؛ قال: وإنما مشى قيصر شكراً لاندفاع فارس عنه.
قال ابن بري: والــبَلــاء الإنعام؛ قال الله تعالى: وآتيناهم من الآيات ما فيه
بَلــاء مبين؛ أَي إنعام بَيِّن. وفي الحديث: مَنْ أُــبْلــيَ فَذَكَرَ فَقَد
شَكَرَ؛ الإبلــاء: الإنعام والإحسان. يقال: بَلَــوْت الرجلَ وأَــبْلَــيْت
عندَه بَلــاء حسناً. وفي حديث كعب بن مالك: ما عَلِمْتُ أَحداً أَــبْلــاه الله
أَحسنَ مِمَّا أَــبْلــاني، والــبَلــاءُ الاسم، ممدودٌ. يقال: أَــبْلــاه اللهُ
بَلــاءً حسناً وأَــبْلَــيْته معروفاً؛ قال زهير:
جَزَى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بِكُمْ،
وأَــبْلــاهما خيرَ الــبَلــاء الَّذي يَــبْلُــو
أَي صَنَع بهما خيرَ الصَّنِيع الذي يَــبْلُــو به عباده. ويقال: بُلِــيَ
فلانٌ وابْتُلِيَ إذا امْتُحِنَ. والــبلــوَى: اسم من بَلــاه الله يَــبْلُــوه.
وفي حديث حذيفة: أَنه أُقِيمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حذيفة
فلما سَلَّم من صلاته قال: لتَبْتَلُنَّ لَها إماماً أَو لَتُصَلُّنَّ
وُحْداناً؛ قال شمر: قوله لتَبْتَلُنَّ لها إماماً يقول لتَخْتارُنَّ، وأَصله
من الابتلاء الاختبار من بلــاه يــبلــوه، وابتلاه أَي جَرَّبه؛ قال: وذكره
غيره في الباء والتاء واللام وهو مذكور في موضعه وهو أشبه. ونزلت بلــاءِ على
الكفار مثل قَطامِ: يعني الــبلــاءَ. وأَــبْلَــيْت فلاناً عُذراً أَي بَيَّنت
وجه العذر لأُزيل عني اللوم. وأَــبْلــاه عُذراً: أَدَّاه إليه فقــبلــه،
وكذلك أَــبْلــاه جُهْدَه ونائِلَه. وفي الحديث: إنما النذْرُ ما ابْتُلِيَ به
وجه الله أَي أُريد به وجههُ وقُصِدَ به. وقوله في حديث برّ الوالدين:
أَــبْلِ الله تعالى عُذْراً في بِرِّها أَي أَعْطِه وأَــبْلِــغ العُذرَ فيها
إليه؛ المعنى أَحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياها. وفي حديث سعد يوم بدر:
عَسَى أَن يُعْطَى هذا مَن لا يُــبْلــي بَلــائي أَي يعملُ مثلَ عملي في
الحرب، كأَنه يريد أَفعل فعلاً أُخْتَبَر به فيه ويظهر به خيري وشري. ابن
الأَعرابي: ويقال أَــبْلَــى فلان إذا اجتهد في صفة حرب أَو كرم. يقال :
أَــبْلَــى ذلك اليومَ بَلــاءً حسناً، قال: ومثله بالَى يُبالي مُبالاةً؛
وأَنشد:ما لي أَراكَ قائماً تُبالي،
وأَنتَ قد قُمْتَ من الهُزالِ؟
قال: سمعه وهو يقول أَكلْنا وشربْنا وفعَلْنا، يُعَدِّد المكارمَ وهو في
ذلك كاذب؛ وقال في موضع آخر: معناه تبالي تنظر أَيهم أَحسن بالاً وأَنت
هالك. قال: ويقال بالَى فلانٌ فلاناً مُبالاةً إذا فاخَرَه، وبالاهُ
يُباليهِ إذا ناقَصَه، وبالَى بالشيء يُبالي به إذا اهْتَمَّ به، وقيل:
اشتقاقُ بالَيْتُ من البَالِ بالِ النفسِ، وهو الاكْتِراثُ؛ ومنه أَيضاً: لم
يَخْطُرْ بِبالي ذلك الأَمر أَي لم يُكْرِثْني. ورجلٌ بِلْــوُ شَرٍّ
وبِلْــيُ خَيرٍ أَي قَوِيٌّ عليه مبتَلًى به. وإنه لَــبِلْــوٌ وبِلْــيٌ من أَــبْلــاء
المالِ أَي قَيِّمٌ عليه. ويقال للراعي الحسنِ الرِّعْيَة: إنه لَــبِلْــوٌ
من أَــبْلــائها، وحِــبْلٌ من أَحْبالِها، وعِسْلٌ من أَعسالها، وزِرٌّ من
أَزرارِها؛ قال عمر بن لَجَإ:
فصادَفَتْ أَعْصَلَ من أَــبْلــائها،
يُعْجِبُه النَّزْعُ على ظمائها
قلبت الواو في كل ذلك ياء للكسرة وضعف الحاجز فصارت الكسرة كأَنها باشرت
الواو. وفلان بِلْــيُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلــاهُ السفر والهَمُّ ونحوهما.
قال ابن سيده: وجعل ابن جني الياء في هذا بدلاً من الواو لضعف حجز اللام
كما ذكرناه في قوله فلان من عِلْيَةِ الناس. وبَلِــيَ الثوبُ يَــبْلَــى
بِلًــى وبَلــاء وأَــبْلــاه هو؛ قال العجاج:
والمَرْءُ يُــبْلِــيهِ بَلــاءَ السِّربالْ
كرُّ الليالي وانْتِقالُ الأَحوالْ
أَراد: إبلــاء السربال، أَو أَراد: فيَــبْلــى بَلــاء السِّربال، إذا فَتَحتَ
الباء مَدَدْتَ وإذا كَسرْتَ قَصَرْتَ، ومثله القِرى والقَراءُ والصِّلى
والصَّلاءُ. وبَلــاَّه: كأَــبْلــاهُ؛ قال العُجَير السلولي:
وقائِلَةٍ: هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ
به أَبْطُنٌ بَلَّــيْنَهُ وظُهور
رَأَتْني تجاذَبْتُ الغَداةَ، ومَن يَكُنْ
فَتًى عامَ عامَ الماء، فَهْوَ كَبير
وقال ابن أَحمر:
لَبِسْتُ أَبي حتى تَــبَلَّــيْتُ عُمْرَه،
وبَلَّــيْتُ أَعْمامِي وبَلَّــيْتُ خالِيا
يريد أَي عشت المدة التي عاشها أَبي، وقيل: عامَرتُه طُول حياتي،
وأَــبْلَــيْتُ الثَّوبَ. يقال للمُجِدِّ: أَــبْلِ ويُخْلِفُ الله، وبَلــاَّهُ
السَّفَرُ وبَلَّــى عليه وأَــبْلــاه؛ أَنشد ابن الأَعرابي؛
قَلُوصانِ عَوْجاوانِ، بَلَّــى عَليهِما
دُؤوبُ السُّرَى، ثم اقْتِداحُ الهَواجِر
وناقَةٌ بِلْــوُ سفرٍ، بكسر الباء: أَــبلــاها السفر، وفي المحكم: قد
بَلــاَّها السفر، وبِلْــيُ سَفَر وبِلْــوُ شَرّ وبِلْــيُ شرّ ورَذِيَّةُ سَفَرٍ
ورَذِيُّ سَفَر ورَذاةُ سَفَرٍ، ويجمع رَذِيَّات، وناقة بَلِــيَّة: يموت
صاحبها فيحفر لديها حفرة وتشدّ رأْسها إلى خلْفها وتُــبْلَــى أَي تترك هناك لا
تعلف ولا تسقى حتى تموت جوعاً وعطشاً. كانوا يزعمون أَن الناس يحشرون يوم
القيامة ركباناً على الــبلــايا، أَو مُشاة إذا لم تُعْكسَ مَطاياهم على
قبورهم، قلت: في هذا دليل على أَنهم كانوا يرون في الجاهلية البعث والحشر
بالأَجساد، تقول منه: بَلَّــيتُ وأَــبْلَــيْت؛ قال الطرماح:
مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها،
ولا حُفَرَ المُــبَلّــي لِلمَنون
أَي أَنها منازل أَهل الإسلام دون الجاهلية. وفي حديث عبد الرزاق: كانوا
في الجاهلية يَعْقِرُون عندَ القبر بَقَرة أَو ناقة أَو شاةً ويُسمُّون
العَقِيرَة الــبَلِــيَّة، كان إذا مات لهم من يَعِزّ عليهم أَخذوا ناقة
فعقلوها عند قبره فلا تعلف ولا تسقى إلى أَن تموت، وربما حفروا لها حفيرة
وتركوها فيها إلى أَن تموت. وبَلِــيَّة: بمعنى مُــبْلــاةٍ أَو مُــبَلــاَّة،
وكذلك الرَّذِيَّة بمعنى مُرَذَّاة، فعِيلة بمعنى مُفْعَلة، وجمعُ
الــبَلِــيَّةِ الناقةِ بَلــايا، وكان أَهل الجاهلية يفعلون ذلك. ويقال: قامت
مُــبَلِّــيات فلان يَنُحْنَ عليه، وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته فيَنُحْنَ إذا
مات أَو قُتل؛ وقال أَبو زُبيد:
كالــبَلــايا رُؤُوسُها في الوَلايا،
مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود
المحكم: ناقة بِلْــوُ سفر قد بلــاها السفر، وكذلك الرجل والبعير، والجمع
أَــبلــاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بن المثنى:
ومَنْهَلٍ من الأَنيس ناء،
شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ،
داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَــبْلــاءِ
ابن الأَعرابي: الــبَلِــيُّ والــبَلِــيَّةُ والــبَلــايا التي قد أَعْيت وصارت
نِضْواً هالكاً. ويقال: فاقتك بِلْــوُ سفر إذا أَــبلــاها السفر. المحكم:
والــبَلِــيَّة الناقة أَو الدابة التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية، تُشدّ عند
قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كانوا يقولون إن صاحبها يحشر
عليها؛ قال غَيْلان بن الرَّبعِي:
باتَتْ وباتُوا، كَــبَلــايا الأَــبْلــاءُ،
مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ
يصف حَلْبة قادها أَصحابها إلى الغاية، وقد بُلِــيت. وأَــبْلَــيْت الرجلَ:
أَحلفته. وابْتَلَى هو: استَحْلف واستَعْرَف؛ قال:
تُبَغّي أَباها في الرِّفاقِ وتَبْتَلي،
وأَوْدَى به في لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ
أَي تسأَلهم أَن يحلفوا لها، وتقول لهم: ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبي
خبراً؟ وأَــبْلــى الرجلَ: حَلَف له؛ قال:
وإني لأُــبْلــي الناسَ في حُبّ غَيْرها،
فأَمَّا على جُمْلٍ فإنَي لا أُــبْلــي
أَي أَحلف للناس إذا قالوا هل تحب غيرها أَني لا أُحب غيرها، فأَما
عليها فإني لا أَحلف؛ قال أَبو سعيد: قوله تبتلي في البيت الأَول تختبر،
والابتلاء الاختبار بيمين كان أَو غيرها. وأَــبلَــيْت فلاناً يميناً إبْلــاء إذا
حلفت له فطيَّبت بها نفسه، وقول أَوس بن حَجَر:
كأَنَّ جديدَ الأَرضِ، يُــبْلــيكَ عنهُمُ،
تَقِيُّ اليَمينِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ
أَي يحلف لك؛ التهذيب: يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لما عفا
من رسومها وامَّحَى من آثارها حالفٌ تَقِيّ اليمين، يحلف لك أَنه ما حل
بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها ومعالمها. وقال ابن السكيت في قوله
يــبلــيك عنهم: أَراد كأَنّ جديد الأَرض في حال إبلــائه إياك أَي تطييبه إياك
حالفٌ تقيّ اليمين. ويقال: أَــبْلــى الله فلانٌ إذا حلف؛ قال الراجز:
فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا،
أَو يُــبْلِــيَ الله يَميناً صَبْرا
ويقال: ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ؛ قال الشاعر:
تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي،
ومنْ دُونِ ما يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ
أَبو بكر: الــبِلــاءُ هو أَن يقول لا أُبالي ما صَنَعْتُ مُبالاةً
وبِلــاءً، وليس هو من بَلــيَ الثوبُ. ومن كلام الحسن: لم يُبالِهِمُ اللهُ بالَةً.
وقولهم: لا أُباليه لا أَكْتَرِثُ له. ويقال: ما أُباليهِ بالةً وبالاً؛
قال ابن أَحمر:
أَغَدْواً واعَدَ الحَيّ الزِّيالا،
وشَوْقاً لا يُبالي العَيْنَ بالا
وبِلــاءً ومُبالاةً ولم أُبالِ ولم أُــبَلْ، على القصر. وفي الحديث:
وتَبْقَى حُثالَةٌ لا يُباليهمُ اللهُ بالةً، وفي رواية: لا يُبالي بهم بالةً
أَي لا يرفع لهم قدراً ولا يقيم لهم وزناً، وأَصل بالةً باليةً مثل عافاه
عافيةً، فحذفوا الياء منها تخفيفاً كما حذفوا من لم أُــبَلْ. يقال: ما
بالَيته وما باليت به أَي لم أَكترث به. وفي الحديث: هؤلاء في الجنة ولا
أُبالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي؛ وحكى الأَزهري عن جماعة من العلماء:
أَن معناه لا أَكره. وفي حديث ابن عباس: ما أُباليه بالةً. وحديث الرجل مع
عَمَله وأَهلِه ومالِهِ قال: هو أَقَلُّهم به بالةً أَي مبالاة. قال
الجوهري: فإذا قالوا لم أُــبَلْ حذفوا الأَلف تخفيفاً لكثرة الاستعمال كما
حذفوا الياء من قولهم لا أَدْر، كذلك يفعلون بالمصدر فيقولون ما أُبالِيه
بالةً، والأَصل فيه بالية. قال ابن بري: لم يحذف الأَلف من قولهم لم أَــبل
تخفيفاً، وإنما حذفت لالتقاء الساكنين. ابن سيده: قال سيبويه وسأَلت
الخليل عن قولهم لَمْ أُــبَلْ فقال: هي من باليت، ولكنهم لما أَسكنوا اللام
حذفوا الأَلف لئلا يلتقي ساكنان، وإنما فعلوا ذلك بالجزم لأَنه موضع حذف،
فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون
يكن حيث أُسكنت، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن، وإنما فعلوا
هذا بهذين حيث كثر في كلامهم حذف النون والحركات، وذلك نحو مذ ولد وقد علم،
وإنما الأَصل منذ ولدن وقد علم، وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه
ويطرد، وزعم أَن ناساً من العرب يقولون لَمْ أُــبَلِــهِ، لا يزيدون على حذف
الأَلف كما حذفوا عُلَبِطاً، حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا أَلف
احمَرَّ وأَلف عُلَبِطٍ وواو غَدٍ، وكذلك فعلوا بقولهم بَلِــيّة كأَنها بالية
بمنزلة العافية، ولم يحذفوا لا أُبالي لأَن الحذف لا يقوى هنا ولا يلزمه
حذف، كما أَنهم إذا قالوا لم يكن الرجل فكانت في موضع تحرك لم تحذف، وجعلوا
الأَلف تثبت مع الحركة، أَلا ترى أَنها لا تحذف في أُبالي في غير موضع
الجزم، وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة؟
وهو بِذِي بِلِّــيٍّ وبَلَّــى وبُلَّــى وبِلَّــى وبَلِــيٍّ وبِلِــيّانٍ
وبَلَــيانٍ، بفتح الباء واللام إذا بعد عنك حتى لا تعرف موضعه. وقال ابن جني:
قولهم أَتى على ذي بِلِــيّانَ غير مصروف وهو علم البعد. وفي حديث خالد بن
الوليد: أَنه قال إن عمر استعملني على الشام وهو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَى
الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه
(* قوله «وصار ثنيه» كذا بالأصل). عزلني
واستعمل غيري، فقال رجل: هذا والله الفِتْنةُ؛ فقال خالد: أَما وابنُ الخطاب
حيٌّ فلا، ولكن ذاك إذا كان الناس بِذِي بِلِّــيٍّ وذِي بَلَّــى؛ قوله:
أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه أَي قَرَّ قَرارُهُ واطْمَأَنَّ
أَمرُه،. وأَما قوله إذا كان الناس بذي بِلِّــيٍّ فإن أَبا عبيد قال: أَراد
تفرّق الناس وأَن يكونوا طوائف وفرقاً من غير إمام يجمعهم، وكذلك كل من بعد
عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلَّــيّ، وهو من بَلَّ في الأَرض إذا ذهب،
أَراد ضياع أُمور الناس بعده، وفيه لغة أُخرى: بذي بِلِّــيان؛ قال: وكان
الكسائي ينشد هذا البيت في رجل يطيل النوم:
تَنامُ ويَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّى
يُقالَ: أُتَوا على ذي بِلِّــيانِ
يعني أَنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى الموضع الذي
لا يعرف مكانهم من طول نومه؛ قال ابن سيده: وصرفه على مذهبه. ابن
الأَعرابي: يقال فلان بذي بلــيّ وذي بلــيّان إذا كان ضائعاً بعيداً عن
أَهله.وتَــبْلــى وبَلِــيٌّ: اسما قبيلتين. وبَلِــيٌّ: حي من اليمن، والنسبة إليهم
بَلَــوِيٌّ. الجوهري: بَلِــيٌّ، على فعيل، قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم
بَلَــوِيّ. والأَــبْلــاءُ: موضع. قال ابن سيده: وليس في الكلام اسم على
أَفعال إلاّ الأَبواء والأَنْبار والأَــبْلــاء.
وبَلَــى: جواب استفهام فيه حرف نفي كقولك أَلم تفعل كذا؟ فيقول: بلــى.
وبلــى: جواب استفهام معقود بالجحد، وقيل: يكون جواباً للكلام الذي فيه الجحد
كقوله تعالى: أَلستُ بربكم قالوا بلــى. التهذيب: وإنما صارت بلــى تتصل
بالجحد لأَنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق، فهو بمنزله بل، وبل سبيلها أَن
تأَتي بعد الجحد كقولك: ما قام أَخوك بل أَبوك، وما أَكرمت أَخاك بل أَباك،
قال: وإذا قال الرجل للرجل أَلا تقوم؟ فقال له: بلــى، أَراد بل أَقوم،
فزادوا الأَلف على بل ليحسن السكوت عليها، لأَنه لو قال بل كان يتوقع كلاماً
بعد بل، فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطَب هذا التوهم. قال الله تعالى:
وقالوا لن تمسنا النار إلا أَياماً معدودة، ثم قال: بلــى من كسب سيئة؛
والمعنى بل من كسب سيئة؛ وقال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جحد
أَو إيجاب، قال: وبلــى يكون إيجاباً للمنفي لا غير. الفراء قال: بل تأْتي
لمعنيين: تكون إضراباً عن الأَول وإيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار
لا بل ديناران، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قــبلــها وتوجب ما بعدها وهذا
يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه. قال الفراء: والعرب تقول
بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله، يجعلون اللام فيها نوناً؛ قال: وهي لغة
بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ. ابن
سيده: وقوله عز وجل: بَلَــى قد جاءتك آياتي؛ جاء بــبلــى التي هي معقودة
بالجحد، وإن لم يكن في الكلام لفظ جحد، لأَن قوله تعالى: لو أَن الله هداني؛
في قوّة الجحد كأَنه قال ما هُدِيتُ، فقيل بلــى قد جاءتك آياتي؛ قال ابن
سيده: وهذا محمول على الواو لأَن الواو أَظهر هنا من الياء، فحملت ما لم
تظهر فيه عى ما ظهرت فيه؛ قال: وقد قيل إن الإمالة جائزة في بلــى، فإذا
كان ذلك فهو من الياء. وقال بعض النحويين: إنما جازت الإمالة في بلــى لأَنها
شابهت بتمام الكلام واستقلاله بها وغنائها عما بعدها الأَسماء المستقــبلــة
بأَنفسها، فمن حيث جازت إمالة الأَسماء جازت أَيضاً إمالة بلــى، أَلا ترى
أَنك تقول في جواب من قال أَلم تفعل كذا وكذا: بلــى، فلا تحتاج لكونها
جواباً مستقلاً إلى شيء بعدها، فلما قامت بنفسها وقويت لحقت في القوة
بالأَسماء في جواز إمالتها كما أُميل أنَّى ومتى. الجوهري: بلــى جواب للتحقيق
يوجب ما يقال لك لأَنها ترك للنفي، وهي حرف لأَنها نقيضة لا، قال سيبويه:
ليس بلــى ونعم اسمين، وقال: بلْ مخففٌ حرفٌ، يعطف بها الحرف الثاني على
الأَول فيلزمه مثل إعرابه، وهو الإضراب عن الأَول للثاني، كقولك: ما جاءني
زيد بل عمرو، وما رأَيت زيداً بل عمراً، وجاءني أَخوك بل أَبوك، تعطف بها
بعد النفي والإثبات جميعاً؛ وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز:
بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ
يعني رب مهمه، كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعاً؛ وقال آخر:
بَلْ جَوْز تَيْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ
وقوله عز وجل: ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق؛ قال
الأَخفش عن بعضهم: إن بل ههنا بمعنى إنّ، فلذلك صار القسم عليها؛ قال: وربما
استعملته العرب في قطع كلام واستئناف آخر فينشد الرجل منهم الشعر فيقول:
بل ما هاجَ أَحزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا
ويقول:
بل وبَلْــدَةٍ ما الإنسُ منْ آهالِها
رعــبل: جَمَلٌ رَعْــبَلٌ: ضخم؛ فأَما قوله:
منتشرٌ، إِذا مَشَى، رَعْــبَلُّ
إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ،
والــبَلَــدُ العَطَوّدُ الهَوْجَلُّ
فإِنه أَراد رَعْــبَل والأَطْوَل والهَوْجَل فثَقَّل كل ذلك للضرورة.
ورَعْــبَل اللحمَ رَعْــبَلــة: قَطَّعه لتصل النار إِليه فتُنْضجه، والقطْعة
الواحدة رُعْبُولة. ورَعْــبَل الثوبَ فتَرَعْــبَل: مَزَّقه فتمزق.
والرُّعْبولة: الخِرْقة المتمزقة. والرَّعْــبِلــة: ما أَخْلَق من الثوب. وثوب
مُرَعْــبَل أَي ممزق، وتَرَعْــبَل. وثوب رَعابيلُ: أَخْلاقٌ، جمعوا على أَن كل
جزء منه رعْبُولة؛ قال ابن سيده: وزعم ابن الأَعرابي أَن الرَّعابيل جمع
رِعْــبِلــة، وليس بشيء، والصحيح أَنه جمع رُعْبولة، وقد غَلِط ابن
الأَعرابي. ويقال: جاء فلان في رَعابيل أَي في أَطمار وأَخلاق. والرَّعابيل:
الثياب المتمزقة. وفي الحديث: أَن أَهل اليمامة رَعْــبَلــوا فسُطاط خالد
بالسيوف أَي قَطَّعوه؛ ومنه قصيد كعب بن زهير:
تَفْرِي اللَّبان بكَفَّيْها، ومِدْرَعُها
مُشَقَّقٌ عن تَرَاقِيها، رَعابيل
وريح رَعْــبَلــة إِذا لم تسقم في هُبوبها؛ قال ابن أَحمر يصف الريح:
عَشْواء رَعْــبَلــة الرَّواح، خَجَوْ
جاة الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر
وامرأَة رَعْــبَلٌ: في خُلْقان الثياب ذات خُلْقان؛ وقيل: هي الرَّعْناء
الحَمْقاء؛ قال أَبو النجم:
كصَوْت خَرْقاء تلاحِي، رَعْــبَل
وفي الدعاء: ثَكِلته الرَّعْــبَل أَي أُمُّه الحَمْقاء، وقيل: ثَكِلَته
الرَّعْــبَل أَي أُمُّه، حَمْقاء كانت أَو غير حَمْقاء. يقال: ثَكِلَتْه
الجَثَل وثَكِلته الرَّعْــبَل، معناهما ثَكِلته أُمه؛ وأَنشد ابن بري:
وقال ذو العَقْل لمن لا يَعْقِل:
اذهب إِليك، ثَكِلَتْك الرَّعْــبَل
وقال شمر في قول الكميت يصف ذئباً:
يراني في اللِّمام له صَدِيقاً،
وشادِنَةُ العَسابِرِ رَعْــبَلِــيب
قال شمر: يراني يعني الذئب، وشادنة العَسابر: يعني أَولادها ورَعْــبَلِــيب
أَي مُلاطِفة؛ وقال غيره: رَعْــبَلِــيب يُمَزِّق ما قدر عليه من رَعْــبَلْــت
الجلد إِذا مَزَّقته؛ ومنه ابن أَبي الحُقَيْق:
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْــبِل بعضُه
بعضاً، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق
الجوهري: رَعْــبَلــت اللحم قَطَّعته؛ ومنه قول الشاعر:
تَرَى الملوك حَوْله مُرَعْــبَلــه،
يَقْتُل ذا الذنب، ومن لا ذنب له
ويروى مُغَرْــبَلــه؛ وقال آخر:
طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغميضُ عينه،
على دَبَّةٍ، مثل الخَنِيف المُرَعْــبَل
وقال آخر:
قد انْشَوَى شِواؤنا المُرَعْــبَلُ،
فاقْتَرِبوا إِلى الغَدَاء فكُلُوا
وأَبو ذُبيان بن الرَّعْــبَل
(* قوله: وأَبو ذبيان بن الرعــبل: هكذا في
الأصل، وفي الكلام سقط).
بلــغم: الــبَلْــغَم: خِلْطٌ من أَخلاط الجسَد، وهو أَحد الطّبائع
الأَرْبَع.
بلــخع: بَلْــخَع: موضع.
غربل: غَرْــبَلَ الشيء: نَخَله. والغِرْبالُ: ما غُرْــبِلَ به، معروف،
غَرْــبَلْــت الدقيق وغيره. ويقال: غَرْــبَلَــه إِذا قطعه؛ وقوله:
فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى،
لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب
فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق، ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل
الغِرْبال في موضع المُغَرْــبَل. والمُغَرْــبَلُ: المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ
بالغِرْبال. وفي الحديث: كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْــبَلُ الناسُ فيه
غَرْــبَلــةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم؛ والمُغَرْــبَلُ من الرجال:
الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال، وقيل في تفسير الحديث: يذهب خيارهم بالموت
والقتل وتبقى أَرذالُهم. الجعدي: غَرْــبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها.
وفي الحديث: أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال؛ عنى بالغِرْبال
الدُّفَّ، شبّه الغربال به في استدارته. وغَرْــبَلَــهم: قَتَلَهم
وطحَنَهم. والمُغَرْــبَل: المقتول المنتفخ؛ قال:
أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله،
يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله،
ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْــبَلــه،
ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله،
يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له
وقيل: عنى بالمُغَرْــبَلــة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من
الأَول. وقال شمر: المُغَرْــبَلُ المُفَرَّق، غَرْــبَلَــه أَي فرّقه. وفي
حديث مكحول: ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْــبَلْــتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها
وخَبَرْتُهم، كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء. وفي حديث ابن
الزبير: أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ؛ قيل: هو
العصفور.