عــلم الفال
هو عــلم يعرف به بعض ما يحدث من الحوادث الآتية بطريق اتفاق حدوث أمر من جنس الكلام المــسموع من الغير أو بفتح المــصحف أو كتب الأنبياء والمــشائخ كديوان الحافظ والمــثنوي ونحوهما.
وموضوع هذا العــلم ظاهر من تعريفه.
ومنفعته وفائدته كعــلم الرمل.
وقد اشتهر ديوان الحافظ بالتفاؤل حتى صنفوا فيه وهو ديوان معروف متداول بين أهل الفرس ويتفاءل به وكثيرا ما جاء بيت منه مطابقا بحسب حال المــتفائل ولهذا يقال له لسان الغيب وقد ألف في تصديق هذا المــدعا محمد بن الشيخ محمد الهروي رسالة مختصرة وأورد أخباره متعلقة بالتفاؤل به ووقع مطابقا لمــتقضى حال المــتفائل.
وأفرط في مدح الشيخ المــذكور وللكفري حسين المــتوفى بعد سنة ثمانين وتسعمائة رسالة تركية في تفاؤلات ديوان الحافظ مشحونة بالحكايات الغريبة.
وقد شرحه مصطفى بن شعبان المــتخلص بسروري المــتوفى سنة تسع وستين تسعمائة شرحا تركياً.
وأما التفاؤل بالقرآن الكريم فجوزه بعضهم لمــا روي عن الصحابة وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال وينهي عن الطيرة.
ومنعه آخرون، وقد صرح الإمام العلامة أبو بكر بن العربي في كتابه الأحكام في سورة المــائدة بتحريم أخذ الفال وهو الحق ونقله الإمام القرافي عن الإمام الطرطوشي أيضاً.
قال الدميري: ومقتضى مذهبنا كراهيته لكن أباحه ابن بطة الحنبلي.
قال في مدينة العلوم:
الأصح الذي شهد الشرع بجوازه التجربة بصدقه هو التفاؤل بالقرآن العظيم وقد نقل عن الصحابة وعن السلف الصالحين وطريق فتح الفال من المــصحف كثير مشهور عند الناس لكن الأحسن الاعتبار بالمــعاني دون الألفاظ والحروف انتهى.
قلت: والمــعتمد عدم التفاؤل من كتاب الله ولم يرو عن السلف بطريق يعمد عليها في هذا الباب ولم يقل به أحد من أهل العــلم بالحديث وإذا كان فتح الفال من التنزيل ممنوعا فكيف بغيره من كتب الأنبياء والأولياء والمــشائخ؟
وقد تدرب بهذا نوع من الشرك في عقائد المــســلمــين أعاذنا الله منه نعم كان النبي صلى الله عليه وآله وســلم يعجبه الفال ولا يتطير.
ولمــا هاجر إلى المــدينة وقاربها سمع مناديا ينادي: يا سالم فقال لأصحابه: ســلمــنا.
فــلمــا دخل المــدينة سمع قول الأخر يقول: يا غانم فقال: غنمنا.
فــلمــا نزل أتي برطب فقال: حلانا البلد رواه أهل السير والله أعــلم بسنده وأمثال ذلك كثيرة والاقتصار على ما وردت به السنة أســلم وأصون للدين وأما الطيرة والزجر فهو عكس الفال لأن المــطلوب في الفال الإقدام وفي الطيرة والإحجام وأصل الزجر أن يتشاءم الإنسان من شيء تتأثر النفس من وروده على المــسامع والمــناظر تأثرا لا بالطبع فإن التنفر الطبيعي كالنفرة من صوت صرير الزجاج أو الحديد ليس من هذا القبيل.
واشتقاق التطير من الطير لأن أصل الزجر في العرب كان من الطير كصوت الغراب فألحق به غيره في التعبير وأمثاله من الطيرة في العرب كثيرة.
وقد تكون في غيرهم فيتكدر به عيشهم وينفتح عليهم أبواب الوسوسة من اعتبارهم إلى المــناسبات البعيدة من حيث اللفظ والمــعنى كالسفر والجلاء من السفرجل واليأس والمــين من الياسمين وسوء سنة من السؤسنة والمــصادفة إلى معلول حين الخروج وأمثال ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح السعادة اعــلم: أن مضرة التطير وتأثيره لمــن يخاف به ويتغير منه وأما من لم يكن له مبالاة منه فلا تأثير له أصلا خصوصا إذا قال عند المــشاهدة أو السماع: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك انتهى.
قلت: وقد نهى صلى الله عليه وســلم عن التطير وقال: "لا طيرة ولا هامة ولا صفر" والمــسئلة مصرحة في كتب الأحاديث لا سيما في فتح الباري شرح صحيح البخاري ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وغير ذلك.
هو عــلم يعرف به بعض ما يحدث من الحوادث الآتية بطريق اتفاق حدوث أمر من جنس الكلام المــسموع من الغير أو بفتح المــصحف أو كتب الأنبياء والمــشائخ كديوان الحافظ والمــثنوي ونحوهما.
وموضوع هذا العــلم ظاهر من تعريفه.
ومنفعته وفائدته كعــلم الرمل.
وقد اشتهر ديوان الحافظ بالتفاؤل حتى صنفوا فيه وهو ديوان معروف متداول بين أهل الفرس ويتفاءل به وكثيرا ما جاء بيت منه مطابقا بحسب حال المــتفائل ولهذا يقال له لسان الغيب وقد ألف في تصديق هذا المــدعا محمد بن الشيخ محمد الهروي رسالة مختصرة وأورد أخباره متعلقة بالتفاؤل به ووقع مطابقا لمــتقضى حال المــتفائل.
وأفرط في مدح الشيخ المــذكور وللكفري حسين المــتوفى بعد سنة ثمانين وتسعمائة رسالة تركية في تفاؤلات ديوان الحافظ مشحونة بالحكايات الغريبة.
وقد شرحه مصطفى بن شعبان المــتخلص بسروري المــتوفى سنة تسع وستين تسعمائة شرحا تركياً.
وأما التفاؤل بالقرآن الكريم فجوزه بعضهم لمــا روي عن الصحابة وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال وينهي عن الطيرة.
ومنعه آخرون، وقد صرح الإمام العلامة أبو بكر بن العربي في كتابه الأحكام في سورة المــائدة بتحريم أخذ الفال وهو الحق ونقله الإمام القرافي عن الإمام الطرطوشي أيضاً.
قال الدميري: ومقتضى مذهبنا كراهيته لكن أباحه ابن بطة الحنبلي.
قال في مدينة العلوم:
الأصح الذي شهد الشرع بجوازه التجربة بصدقه هو التفاؤل بالقرآن العظيم وقد نقل عن الصحابة وعن السلف الصالحين وطريق فتح الفال من المــصحف كثير مشهور عند الناس لكن الأحسن الاعتبار بالمــعاني دون الألفاظ والحروف انتهى.
قلت: والمــعتمد عدم التفاؤل من كتاب الله ولم يرو عن السلف بطريق يعمد عليها في هذا الباب ولم يقل به أحد من أهل العــلم بالحديث وإذا كان فتح الفال من التنزيل ممنوعا فكيف بغيره من كتب الأنبياء والأولياء والمــشائخ؟
وقد تدرب بهذا نوع من الشرك في عقائد المــســلمــين أعاذنا الله منه نعم كان النبي صلى الله عليه وآله وســلم يعجبه الفال ولا يتطير.
ولمــا هاجر إلى المــدينة وقاربها سمع مناديا ينادي: يا سالم فقال لأصحابه: ســلمــنا.
فــلمــا دخل المــدينة سمع قول الأخر يقول: يا غانم فقال: غنمنا.
فــلمــا نزل أتي برطب فقال: حلانا البلد رواه أهل السير والله أعــلم بسنده وأمثال ذلك كثيرة والاقتصار على ما وردت به السنة أســلم وأصون للدين وأما الطيرة والزجر فهو عكس الفال لأن المــطلوب في الفال الإقدام وفي الطيرة والإحجام وأصل الزجر أن يتشاءم الإنسان من شيء تتأثر النفس من وروده على المــسامع والمــناظر تأثرا لا بالطبع فإن التنفر الطبيعي كالنفرة من صوت صرير الزجاج أو الحديد ليس من هذا القبيل.
واشتقاق التطير من الطير لأن أصل الزجر في العرب كان من الطير كصوت الغراب فألحق به غيره في التعبير وأمثاله من الطيرة في العرب كثيرة.
وقد تكون في غيرهم فيتكدر به عيشهم وينفتح عليهم أبواب الوسوسة من اعتبارهم إلى المــناسبات البعيدة من حيث اللفظ والمــعنى كالسفر والجلاء من السفرجل واليأس والمــين من الياسمين وسوء سنة من السؤسنة والمــصادفة إلى معلول حين الخروج وأمثال ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح السعادة اعــلم: أن مضرة التطير وتأثيره لمــن يخاف به ويتغير منه وأما من لم يكن له مبالاة منه فلا تأثير له أصلا خصوصا إذا قال عند المــشاهدة أو السماع: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك انتهى.
قلت: وقد نهى صلى الله عليه وســلم عن التطير وقال: "لا طيرة ولا هامة ولا صفر" والمــسئلة مصرحة في كتب الأحاديث لا سيما في فتح الباري شرح صحيح البخاري ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وغير ذلك.