تلــا: تَلَــوْتُه أَــتلُــوه وتَلَــوْتُ عنه تُلُــوّاً، كلاهما: خَذَلته
وتركته. وتَلــا عَنِّي يَــتْلُــو تُلُــوّاً إذا تركك وتخلَّف عنك، وكذلك خَذَل
يَخْذُل خُذُولاً. وتَلَــوْته تُلُــوّاً: تبعته. يقال: ما زلت أَــتْلُــوه حتى
أَــتْلَــيْته أَي تَقَدَّمْته وصار خلفي. وأَــتْلَــيْته أَي سبقته. فأَما قراءة
الكسائي تَلَــيها فأَمالَ، وإن كان من ذوات الواو، فإنما قرأَ به لأَنها
جاءَت مع ما يجوز أَن يمال، وهو يَغْشَيها وبَنَيها، وقيل: معنى تلــاها حين
استدار فــتلــا الشمسَ الضياءُ والنورُ. وتَتَالَت الأُمورُ: تلــا بعضُها
بعضاً. وأَــتْلَــيْتُه إيّاه: أَتبَعْتُه. واسْتَــتْلــاك الشيءَ: دعاك إلى
تُلُــوِّه؛ وقال:
قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِيَ تَسْتَــتْلِــيني،
ولا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ
ابن الأَعرابي: استَــتْلَــيْت فلاناً أَي انتظرته، واسْتَــتْلَــيْته جعلته
يَــتْلــوني. والعرب تسمي المُراسِلَ في الغناء والعمل المُتالي، والمُتالي
الذي يراسل المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قال الأَخطل:
صَلْت الجَبينِ،كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه
زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ
قال: والــتَّلِــيُّ الكثير الأَيْمان. والــتَّلِــيُّ: الكثيرُ المالِ. وجاءت
الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة. ورجلٌ تَلُــوٌّ، على مثال عَدُوّ: لا
يزال مُتَّبِعاً؛ حكاه ابن الأَعرابي، ولم يذكر يعقوب ذلك في الأَشياء
التي حصرها كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. وتَلــا إذا اتَّبع، فهو تالٍ أَي تابعٌ. ابن
الأَعرابي: تَلــا اتَّبَع، وتَلــا إذا تخلَّف، وتَلــا إذا اشْتَرى تِلْــواً،
وهو وَلد البَغْل. ويقال لولد البغل تِلْــو؛ وقال الأَصمعي في قول ذي
الرمة:
لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، وإنَّما
تَــتَلَّــى دباب الوادِعات المَراجع
(* قوله «تــتلــى دباب إلخ» هو هكذا في الأصل).
قال: تَــتَلّــى تَتَبَّع. وتِلْــوُ الشيء: الذي يَــتلُــوه. وهذا تِلْــوُ هذا
أَي تَبَعُه. ووَقَع كذا تَلِــيَّةَ كذا أَي عَقِبَه. وناقة مُــتْلٍ
ومُــتْلِــية: يَــتْلــوها وَلدُها أَي يتبعها. والمُــتْلــية والمُــتْلــي: التي تُنْتَج في
آخر النتاج لأَنها تبع للمُبَكِّرة، وقيل: المُــتْلِــية المؤخَّرة
للإنتاج، وهو من ذلك. والمُــتْلــي: التي يَــتْلــوها ولدُها، وقد يستعار الإتلــاء في
الوحش؛ قال الراعي أَنشده سيبويه:
لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ،
تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ به ومَتالِيَا
والمَتالي: الأُمَّهات إِذا تلــاها الأَولاد، الواحدة مُــتْلٍ ومُــتْلِــية.
وقال البَاهلي: المَتالي الإِبل التي قد نُتج بعضها وبعضها لم ينتج؛
وأَنشد:
وكلُّ شَماليٍّ، كأَنَّ رَبابَه
مَتالي مهيب، مِنْ بَني السيِّدِ، أَوْرَدا
قال: نَعَمُ بَني السيِّدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها وشبه صوت الرعد
بحَنِين هذه المَتالي؛ ومثله قول أَبي ذؤيب:
فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا
أَي اخْــتُلِــجَتْ عنها أَولادُها فهي تَحِنُّ إِليها. ابن جني: وقيل
المُــتْلِــية التي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جنينها إِلى ناحية الذنب والحَياء،
وهذا لا يوافق الاشتقاق. والــتِّلْــوُ: ولد الشاة حين يُفطم من أُمّه
ويــتلــوها، والجمع أَــتْلــاءٌ. والأُنثى تِلْــوَةٌ، وقيل: إِذا خرجت العَناق من
حدِّ الإِجْفار فهي تِلــوة حتى تتم لها سنة فتُجْذِع، وذلك لأَنها تتبع
أُمّها. والــتِّلْــوُ: ولدُ الحمار لاتباعه أُمّه. النضر: الــتِّلْــوة من أَولاد
المِعْزَى والضأْن التي قد استكرشت وشَدَنَت، الذكرُ تِلْــوٌ. وتِلْــو
الناقة: ولدها الذي يــتلــوها. والــتِّلــو من الغنم: التي تُنتَج قبل
الصَّفَرِيَّة. وأَــتْلــاه الله أَطفالاً أَي أَتْبَعَه أَولاداً. وأَــتْلــت الناقةُ إِذا
تلــاها ولدها؛ ومنه قولهم: لا دَرَيْتَ ولا أَــتْلَــيْتَ، يدعو عليه بأَن
لا تُــتْلِــيَ إِبله أَي لا يكون لها أَولاد؛ عن يونس. وتَلَّــى الرجلُ
صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ. ويقال: تَلَّــى فلان صلاته
المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وقال البَعِيثُ
على ظَهْرِ عادِيٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ
رجالٌ، يُــتَلُّــون الصلاةَ، قيامُ
وهذا البيت استشهد به على رجل مُــتَلٍّ منتصب في الصلاة، وخطَّأَ أَبو
منصور من استشهد به هناك وقال: إِنما هو من تَلَّــى يُــتَلِّــي إِذا أَتْبَع
الصلاةَ الصلاةَ، قال: ويكون تلــا وتلَّــى بمعنى تبع. يقال: تَلَّــى الفَريضة
إِذا أَتبعها النفلَ. وفي حديث ابن عباس: أَفْتِنا في دابَّة تَرْعى
الشجَر وتشربُ الماءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر، قال تلــك عندنا الفَطِيمُ
والتَّوْلَة والجَذَعَةُ؛ قال الخطابي: هكذا روي، قال: وإِنما هو الــتِّلْــوَةُ.
يقال للجَدْي إِذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْــوٌ، والأُنثى تِلْــوةٌ،
والأُمّهات حينئذ المَتالي، فتكون هذه الكلمات من هذا الباب لا من باب
تول.والتَّوالي: الأَعْجاز لاتّباعها الصدورَ. وتوالي الخيلِ: مآخيرُها من
ذلك، وقيل: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يقال: إِنه لَخَبيثُ
التَّوالي وسريعُ التَّوالي وكله من ذلك. والعرب تقول: ليسَ هَوادِي الخَيْل
كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وتواليها مآخرها. وتَوالي كلِّ
شيء: آخره. وتالياتُ النجوم: أُخراها. ويقال: ليس تَوالي الخيلِ
كالهَوادِي ولا عُفْرُ الليالي كالدَّآدِي؛ وعفرها: بيضها. وتَوالي الظُّعُنِ:
أَواخرها، وتوالي الإِبل كذلك. وتوالي النجومِ: أَواخرها.
وتَلَــوَّى: ضَرْبٌ من السفن، فَعَوَّلٌ من الــتُّلُــوِّ لأَنه يتبع
السفينة العظمى؛ حكاه أَبو علي في التذكرة. وتَــتَلَّــى الشيءَ: تَتبَّعَه.
والــتُّلــاوَةُ والــتَّلِــيَّة: بقِيَّة الشيء عامّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حتى لم
يبقَ إِلا أَقلُّه، وخص بعضهم به بقيةَ
الدَّيْن والحاجةِ، قال: تَــتَلّــى بَقَّى بقيةً من دَيْنه. وتَلِــيَتْ
عليه تُلــاوَةٌ وتَلــىً، مقصور: بَقِيت. وأَــتْلَــيْتُها عنده: أَبْقَيْتُها.
وأَــتْلَــيْت عليك من حقي تُلــاوةً
أَي بَقِيَّةً. وقد تَــتَلَّــيْت حقي عنده أَي تركت منه بقية. وتَــتَلَّــيت
حقي إِذا تتبعتَه حتى استوفيته؛ وقال الأَصمعي: هي الــتَّلِــيَّة. وقد
تَلِــيَت لي من حقي تَلِــيَّةٌ وتُلــاوَةٌ تَــتْلــى أَي بَقِيَت بَقِيَّة.
وأَــتْلَــيْت حقّي عنده إِذا أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً. وفي حديث أَبي حَدْرَد: ما
أَصبحتُ أُــتلِــيها ولا أَقْدِرُ
عليها. يقال: أَــتْلَــيْت حقي عنده أَي أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.
وأَــتْلَــيْتُه: أَحَلْته. وتَلِــيَتْ له تَلِــيَّة من حقه وتُلــاوة أَي بقِيَت له
بَقِيَّة. وتَلِــيَ فلان بعد قومه أَي بَقِيَ. وتَلــا إِذا تأَخر. والتوالي:
ما تأَخر. ويقال: ما زلت أَــتلــوه حتى أَــتْلَــيْتُه أَي حتى أَخَّرته؛
وأَنشد:
رَكْضَ المَذاكِي، وتَلــا الحَوْليُّ
أَي تأَخَّر. وتَلــيَ من الشهر كذا تَلَّــى: بَقِي. وتلَّــى الرجلُ،
بالتشديد، إِذا كان بآخر رَمَقٍ. وتَلَّــى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عن
ابن الأَعرابي. وتَــتَلَّــى إِذا جَمَع مالاً كثيراً.
وتَلَــوْت القرآن تِلــاوةً: قرأْته، وعم به بعضهم كل كلام؛ أَنشد ثعلب:
واسْتَمَعُوا قولاً به يُكْوَى النَّطِفْ،
يَكادُ من يُــتْلــى عليه يُجْتأَفْ
وقوله عز وجل: فالتَّالِياتِ ذِكْراً؛ قيل: هم الملائكة، وجائز أَن
يكونوا الملائكة وغيرهم ممن يــتلــو ذكر الله تعالى. الليث: تَلــا يَــتْلــو تِلــاوَة
يعني قرأَ قراءة. وقوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَــتْلــونه حقّ
تِلــاوَتِه؛ معناه يَتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حق عمله. وقوله عز وجل:
واتَّبَعوا ما تَــتْلــو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما
تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يــتلــو كتاب الله أَي يقرؤه
ويتكلم به. قال: وقرأَ بعضهم ما تُــتَلِّــي الشياطين
(* قوله «ما تــتلــي
الشياطين» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل). وفلان يَــتْلــو فلاناً أَي يحكيه
ويَتْبَع فعله. وهو يُــتْلــي بَقِيَّة حاجته أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها.
وفي الحديث في عذاب القبر: إِن المنافق إِذا وضع في قبره سئل عن محمد، صلى
الله عليه وسلم، وما جاء به فيقول لا أدْرِي، فيقال لا دَرَيْتَ ولا
تَلَــيْتَ ولا اهْتَدَىْتَ؛ قيل في معنى قوله ولا تَلَــيْتَ: ولا تَلَــوْتَ أَي
لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلــا يَــتْلــو، فقالوا تَلَــىتَ بالياء ليُعاقَبَ
بها الياءُ في دَرَيْتَ، كما قالوا: إِني لآتِيهِ
بالغَدَايا والعَشايا، وتجمع الغداة غَدَوات، فقيل: الغَدايا من أَجل
العَشايا ليزدوج الكلام؛ قال: وكان يونس يقول إِنما هو ولا أَــتْلَــيْتَ في
كلام العرب، معناه أَن لا تُــتْلــيَ إِبلُه أي لا يكون لها أَولاد تــتلــوها؛
وقال غيره: إِنما هو لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَــيْتَ على افْتَعلت من أَلَوْتَ
أَي أَطقت واستطعت، فكأَنه قال لا دَرَيْت ولا استطعت؛ قال ابن الأَثير:
والمحدِّثون يروون هذا الحديث ولا تَلَــيْتَ، والصواب ولا ائْــتَلَــيْتَ،
وقيل: معناه لا قرأْت أَي لا تَلَــوْتَ فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع
دَرَيْتَ.
والــتَّلــاءُ: الذِّمَّة. وأَــتْلَــيْتُه: أَعطيته الــتَّلــاءَ أَي أَعطيته
الذِّمَّةَ. وأَــتْلَــيْتُه ذمّة أَي أَعطيته إِياها. والــتَّلــاءُ: الجِوارُ.
والــتَّلــاءُ: السهم يَكْتُبُ عليه المُــتْلــي اسمَه ويعطيه للرجل، فإِذا
صار إِلى قبيلة أََراهم ذلك السهم وجاز فلم يُؤْذَ. وأَــتْلَــيْتُه سهماً:
أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ به؛ وكل ذلك فسر به ثعلب قول زهير:
جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَليكم،
وسِيَّانِ الكَفَالةُ والــتَّلــاءُ
وقال ابن الأَنباري: الــتَّلــاءُ الضَّمان. يقال: أَــتْلَــيْتُ فلاناً إِذا
أَعطيتَه شيئاً يأْمَنُ به مثل سَهْمٍ أَو نَعْلٍ. ويقال: تَلَــوْا
وأَــتْلَــوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قال الفرزدق:
يَعُدّون للجار الــتَّلــاءَ، إِذا تَلَــوْا،
على أَيِّ أَفْتار البَرية يَمَّما
وإِنه لَــتَلُــوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه. والــتَّلــاءُ: الحَوالة. وقد
أَــتْلَــيْت فلاناً على فلان أَي أَحْلْته عليه؛ وأَنشد الباهلي هذا
البيت:إِذا خُضْر الأَصمِّ رميت فيها
بمُسْتَــتْلٍ على الأَدْنَيْن باغِ
أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شهر رجب، والمُسْتَــتْلــي: من
الــتُّلــاوة وهو الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عليك ويُحيل عليك فتُؤخذ بجنايته،
والباغي: هو الخادم الجاني على الأَدْنَينَ من قرابته. وأَــتْلَــيْته أَي
أَحلته من الحوالة.