صورة كتابية صوتية من قَيَّالة: الكثيرة النوم وسط النهار والكثيرة فسخ البيع أو العهد.
صورة كتابية صوتية من قَيَّالة: الكثيرة النوم وسط النهار والكثيرة فسخ البيع أو العهد.
سخبر: السَّخْبَرُ: شجر إِذا طال تدلت رؤُوسه وانحنت، واحدته سَخْبَرَة،
وقيل: السخبر شجر من شجر الثُّمام له قُضُب مجتمعة وجُرْثُومة؛ قال
الشاعر:
واللؤمُ ينبُت في أُصُولِ السَّخْبَر
وقال أَبو حنيفة: السخبر يشبه الثُّمام له جُرْثُومة وعيدانه كالكرّات
في الكثرة كأَنَّ ثمره مكاسح القَصب أَو أَرق منها، وإِذا طال تدلت رؤوسه
وانحنت. وبنو جعفر بن كلاب يُلقَّبون فروعَ السخْبَرِ؛ قال دريد بن
الصمة:مما يجيءُ به فروعُ السَّخْبَرِ
ويقال: ركب فلان السخْبَرَ إِذا غَدَرَ؛ قال حسان ابن ثابت:
إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكم شِيمةٌ،
والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ
أَراد قوماً منازلهم ومحالُّهم في منابت السخبر؛ قال: وأَظنهم من هذيل؛
قال ابن بري: إِنما شبه الغادر بالسخبر لأَنه شجر إِذا انتهى استرخى
رأْسه ولم يبق على انتصابه، يقول: أَنتم لا تثبتون على وفاء كهذا السخبر الذي
لا يثبت على حال، بينا يُرى معتدلاً منتصباً عاد مسترخياً غير منتصب.
وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية لا تُطْرِقْ إِطْراقَ الأُقْعُوانِ في
أُصول السخبر؛ هو شجر تأْلَفُه الحَيَّاتُ فتسكن في أُصوله، الواحدة سخبرة؛
يقول: لا تتغافَلْ عما نحن فيه.
رغم: الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ: الكَرْهُ، والمَرْغَمَةُ مثله. قال
النبي، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ مَرْغَمَةً؛ المَرْغَمَة:
الرُّغْمُ أي بُعِثْتُ هواناً وذُلاًّ للمشركين، وقد رَغِمَهُ ورَغَمَهُ
يَرْغَمُ، ورَغِمَتِ السائمة المَرْعَى تَرْغَمُه وأنِفَتْه تأنَفُهُ: كرهَته؛
قال أبو ذؤيب:
وكُنَّ بالرَّوْضِ لا يَرْغَمْنَ واحدةً
من عَيْشهنّ، ولا يَدْرِين كيف غدُ
ويقال: ما أَرْغَمُ من ذلك شيئاً أي ما أَنْقِمُه وما أَكرهه.
والرُّغْمُ: الذِّلَّة. ابن الأعرابي: الرَّغْم التراب، والرَّغْم الذلّ، والرَّغم
القَسر
(* قوله «والرغم القسر» كذا هو بالسين المهملة في الأصل، والذي في
التهذيب والتكملة: القشر بالشين المعجمة). قال: وفي الحديث وإن رَغَمَ
أنفُه أي ذلّ؛ رواه بفتح الغين؛ وقال ابن شميل: على رَغْمِ مَن رَغَمَ،
بالفتح أيضاً. وفي حديث مَعْقِل بن يَسارٍ: رَغِم أنفي لأمر الله أي ذَلّ
وانقاد. ورَغِمَ أنفي لله رَغْماً ورَغَمَ يَرْغَمُ ويَرْغُمُ ورَغُمَ؛
الأخيرة عن الهجري، كله: ذلَّ عن كُرْهٍ، وأرغَمَه الذُّلُّ. وفي الحديث:
إذا صلى أحدكم فليُلْزِمْ جبهته وأَنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ؛
معناه حتى يخضع ويَذِلَّ ويخرج منه كِبْرُ الشيطان، وتقول: فعلت ذلك على
الرَّغم من أنفه. ورَغَمَ فلان، بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف، وهو
يَرْغَمُ رَغْماً، وبهذا المعنى رَغِمَ أنفُه.
والمَرْغَمُ والمَرْغِمُ: الأنف، وهو المَرْسِنُ والمَخْطِمُ
والمَعْطِسُ؛ قال الفرزدق يهجو جريراً:
تَبْكِي المَراغَةُ بالرَّغامِ على ابنها،
والناهِقات يَهِجْنَ بالإعْوالِ
وفي الحديث: أنه، عليه السلام، قال: رَغِمَ أَنفُه ثلاثاً، قيل: مَنْ يا
رسول الله؟ قال: من أَدرك أَبويه أَو أَحدهما حيّاً ولم يدخل الجنة.
يقال: أَرْغَم الله أَنْفَه أي أَلزقه بالرَّغام، وهو التراب؛ هذا هو الأصل،
ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُرْهٍ. وفي
الحديث: وإن رَغِمَ أنف أبي الدَّرْداء أي وإن ذَلَّ، وقيل: وإن كَره. وفي حديث
سجدتي السهو: كانتا تَرْغيماً للشيطان. وفي حديث أسماء: إن أُمِّي
قدِمتْ عليَّ راغِمَةً مشركة أفَأَصِلُها؟ قال: نعم؛ لما كان العاجز الذليل
لا يخلو من غضب، قالوا: تَرَغَّمَ إذا غضب، وراغِمةً أي غاضبة، تريد أنها
قدِمَتْ عليَّ غَضْبَى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها
إليَّ لولا مَسِيسُ الحاجة، وقيل: هاربة من قومها من قوله تعالى: يَجِدْ في
الأرض مُراغَماً كثيراً؛ أي مَهْرباً ومُتَّسَعاً؛ ومنه الحديث: إن
السِّقْطَ ليُراغِمُ ربه إن أَدخل أَبويه النار أي يغاضبه. وفي حديث الشاة
السمومة: فلما أَرْغَمَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَرْغَمَ بِشْرُ بن
البَراءِ ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب. ورَغَّمَ فلان
أنفه: خضع. وأرْغَمَهُ: حمله على ما لا يقدر أن يمتنع منه. ورَغَّمَهُ: قال
له رَغْماً ودَغْماً، وهو راغِمٌ داغِمٌ، ولأَفعلنَّ ذلك رَغْمًا وهواناً،
نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره. ورجل راغِمٌ داغِمٌ: إتباع، وقد
أرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَه، وقيل: أَرْغَمَهُ أَسخطه، وأَدْغَمَهُ،
بالدال: سَوَّده.
وشاة رَغْماء: على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر بدنها.
وامرأة مِرْغامة: مغضِبة لبَعْلِها؛ وفي الخبر: قال بَيْنا عمر بن
الخطاب، رحمه الله، يطوف بالبيت إذ رأى رجلاً يطوف وعلى عنقه مثل المَهاةِ وهو
يقول:
عُدْتُ لهذي جَمَلاً ذَلولا،
مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا،
أَعْدِلُها بالكَفِّ أن تَمِيلا،
أَحذَر أَن تسقط أَو تزولا،
أَرْجو بذاك نائلاً جَزِيلا
فقال له عمر: يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي، يا
أمير المؤمنين إنها حمقاء مِرْغامة، أَكول قامة، ما تَبْقى لها خامة قال:
ما لك لا تطلّقها؟ قال: يا أمير المؤمنين، هي حسناء فلا تُفْرَك، وأُم
صبيان فلا تُتْرك قال: فشأَنك بها إذاً.
والرَّغامُ: الثَّرَى. والرَّغام، بالفتح: التراب، وقيل: التراب اللين
وليس بالدقيق؛ وقال:
ولم آتِ البُيوتَ، مُطَنَّباتٍ،
بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ
أي انفردن، وقيل: الرَّغامُ رمل مختلط بتراب. الأصمعي: الرَّغامُ من
الرمل ليس بالذي يسيل من اليد. أبو عمرو: الرَّغامُ دُقاق التراب، ومنه
يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بالتراب. وحكى ابن بري قال: قال
أبو عمرو الرَّغام رمل يَغْشى البصر، وهي الرِّغْمان؛ وأنشد لنُصَيْب:
فلا شكّ أنّ الحيّ أَدْنَى مَقِيلِهِمْ
كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر
والدوائر: ما استدار من الرمل. وأرْغَمَ الله أنفه ورَغَّمه: أَلزقه
بالرَّغام. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أنها سئلت عن المرأة توضأَتْ
وعليها الخِضابُ فقالت: اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه؛ معناه أَهِينِيه وارمي به
عنك في التراب. ورَغَّمَ الأنفُ نفسُه: لزق بالرَّغام. ويقال: رَغَمَ أنفُه
إذا خاس في التراب. ويقال: رَغمَ فلان أنفه
(* قوله «ويقال رغم فلان
أنفه» عبارة التهذيب: ويقال رغم فلان أنفه وأرغمه إذا حمله على ما لا امتناع
له منه). الليث: الرُّغامُ ما يسيل من الأنف من داء أو غيره؛ قال
الأزهري: هذا تصحيف، وصوابه الرُّعام، بالعين. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى:
من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صَحَّفَ، وكان أبو إسحق الزجاج
أَخذ هذا الحرف من كتاب الليث فوضعه في كتابه وتوهم أنه صحيح، قال: وأَراه
عَرَضَ الكتاب على المبرد والقول ما قاله ثعلب
(* قوله «والقول ما قاله
ثعلب» يعني أنه بالعين المهملة كما يستفاد من التكملة). قال ابن سيده:
والرَّغامُ والرُّغامُ
(* قوله «والرغام والرغام إلخ» هما بفتح الراء في
الأول وضمها في الثاني، هكذا بضبط الأصل والمحكم). ما يسيل من الأنف، وهو
المخاط، والجمع أَرْغِمَةٌ، وخص اللحياني به الغَنم والظِّباء.
وأَرْغَمَتْ: سال رُغامُها، وقد تقدم في العين المهملة أَيضاً.
والمُراغَمَةُ: الهِجْرانُ والتباعد. والمُراغَمةُ: المغاضبة. وأَرْغَمَ
أَهله وراغَمَهُمْ: هجرهم. وراغَم قومه: نَبَذهُم وخرج عنهم وعاداهم.
ولم أُبالِ رَغْم أنفِه
(* قوله «ولم أبال رغم أنفه هو بهذا الضبط في
التهذيب). أي وإن لَصِقَ أََنفُه بالتراب.
والتَّرَغُّمُ: التغضُّب، وربما جاء بالزاي؛ قال ابن بري: ومنه قوله
الحُطَيئَةِ:
تَرى بين لَحْيَيها، إذا ما تَرَغَّمَتْ،
لُغاماً كبيت العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ
والمُراغَمُ: السَّعَةُ والمضطَرَبُ، وقيل: المَذْهب والمَهْرب في
الأرض، وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يَجدْ في الأرض مُراغَماً؛ معنى
مُراغَماً مُهاجَراً، المعنى يَجِدْ في الأرض مُهاجَراً لأن المُهاجِرَ لقومه
والمُراغِمَ بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان؛ وأنشد:
إلى بَلَدٍ غيرِ داني المَحَل،
بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ
قال: وهو مأْخوذ من الرَّغام وهو التراب، وقيل: مُراغَماً مُضْطَرَباً.
وعبد مُراغِمٌ
(* قوله «وعبد مراغم» مضبوط في نسخة من التهذيب بكسر الغين
وقال شارح القاموس بفتح الغين). أي مضطربٌ على مَواليه. والمُراغَمُ:
الحصن كالعَصَرِ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد للجَعْدِيّ:
كَطَوْدٍ يُلاذُ بأََرْكانِهِ،
عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ
وأنشد ابن بري لسالم بن دارة:
أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَرْت له
بئراً تُراغَمُ بين الحَمْضِ والشَّجَرِ
وما لي عن ذلك مَرْغَمٌ أي منع ولا دفع.
والرُّغامى: زيادة الكبد مثل الرُّعامى، بالغين والعين المهملة، وقيل:
هي قصبة الرِّئة؛ قال أبو وَجْزَةَ السَّعْديّ:
شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ
هَوْلَ الجَنان، وما هَمَّتْ بإدْلاجِ
وقال الشَّمَّاخُ يصف الحُمُرَ:
يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً، كأنَّما
لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ
قال ابن بري: قال ابن دريد الرُّغامى قصب الرئَةِ؛ وأنشد:
يَبُلُّ من ماء الرُّغامى لِيتَهُ،
كما يَرُبُّ سالئٌ حَمِيتَهُ
والرُّغامى من الأَنف؛ وقال ابن القُوطِيَّة: الرُّغامى الأَنف وما
حوله. والرُّغامى: نبت، لغة في الرُّخامى. والتَّرَغُّمُ: الغضب بكلام وغيره
والتَّزَغُّم بكلام؛ وقد روي بيت لبيد:
على خير ما يُلْقى به مَن تَرَغَّما
ومن تَزَعَّما. وقال المفضل في قوله فعلته على رَغْمِه: أَي على غضبه
ومساءته. يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته؛ قال مُرَقِّشِ:
ما دِيننا في أَنْ غَزا مَلِكٌ،
من آل جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ
معناه مُغْضَب. وفي حديث أبي هريرة: صَلِّ في مُراح الغنم وامسح
الرُّغامَ عنها؛ قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، بالغين المعجمة، قال: ويجوز
أَن يكون أَراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأْنها.
ورُغَيْم: اسم.
سنبك: السُّنْبُك: طرَفُ الحافِرِ وجانباه من قُدُمٍ، وجمعهُ سنَابِكُ.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: تُخْرِجُكم الرُّومُ منها كَفْراً
كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأرض، قيل: وما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى
جُذامَ، وأَصله من سُنْبُكِ الحافر فشبه الأرض التي يخرجون إليها
بالسُّنْبُك في غِلَظه وقلة خيره. وفي الحديث: أَنه كره أَن يُطْلَب الرزقُ في
سنَابك الأرض أَي أَطرافها كأنه كره أن يسافر السفر الطويل في طلب المال.
وسُنْبُكُ السيف: طَرَفُ حِلْيته، وفي التهذيب: طرف نعله. والسُّنْبُك: ضرب
من العَدْو؛ قال ساعدة بن جُؤيَّةَ يصف أُرْوِيَّةً:
وظَلَّتْ تَعَدَّى من سَرِيعٍ وسُنْبُك،
تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ
والسُّنْبُك: حِسْمَى جُذامَ. وسُنْبُكُ كل شيء: أَوّلُه. يقال: كان ذلك
على سُنْبُك فلانٍ أي على عهد ولايته وأَوَّلها. وأَصابنا سُنْبُكُ
السماء: أَوَّلُ غَيْثَتها؛ قال الأسود بن يَعفُرَ:
ولقد أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ
للشَّرْبِ، قبل سَنابِكِ المُرْتادِ
ابن الأَعرابي: السُّنْبُكُ الخراجُ.
سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل:
هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ
وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له
وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر:
السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب،
حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب
قال: وأَنشد ابن الأَعرابي:
أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،
له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ
قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى،
والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده
مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري:
السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها
ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على
بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال
لبيد:
يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال
وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي
سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.
وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى
الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه
مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين
من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن
مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من
السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً.
ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال:
خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله،
إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله
وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.
والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.
وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع
الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع
الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.
والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال
الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب:
مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً،
يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب
قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ
واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ،
فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه
يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.
وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ
انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة:
وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ
سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا
وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض:
مَلأْته؛ قال:
وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً
تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا
ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ:
كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم
الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في
قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ
والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط
فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من
أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ:
أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها،
لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ
أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا
تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا
ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.
والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء
المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ،
وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ
السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة
التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون
الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ
مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن
السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث
الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ،
بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.
والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي
هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد
سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.
والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من
سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل
(*
قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون
الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو
إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين،
وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛
قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو
فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال:
لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن
كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج،
فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل،
تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل:
ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ،
ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا
قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من
أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم
سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت
اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا
وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا
القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال
الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما
سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة
مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها
عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين
طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم
حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.
والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.
والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة
وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب،
وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة
دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ،
تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل