Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: %D8%B4%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A9

رعم

رعم
رَعَمَتِ الشّاةُ؛ وهي رَعُوْمٌ، وبها رُعَامٌ: لِدَاءٍ يأْخُذُ في أَنْفِها يَسيلُ منها شَيْءٌ.
ورَعَمَ الشَّمْسَ: رَقَبَ غَيْبُوبَتَها. وعَيْنٌ بها رَعَامٌ: أي حِدَّةُ نَظَرٍ. والرُّعْمُومُ: المَرْأة النّاعِمَة.
والرَّعُوْمُ: النَّفْسُ لأنها تُؤمِّل أن تَعِيشَ. والشَّديدُ الهُزَالِ، وقد أَرْعَمَتِ الشّاةُ.
ورَعِمَتِ الأنْفُ: سَال رُعَامُها وهو مُخَاطُها. ورَعَّمَه: مَسَحَ رُعَامه. وتقول هُذَيْلٌ في الشَّتْم: أنتَ رُعَامَةٌ؛ إذا شَبَّهُوه بِنَعْجَةٍ. وأُمُّ رِعْمٍ: من كُنَى الضَّبُع. ورَعُوْمٌ ورِعْومٌ ورِعْمٌ: من أسماء النِّساء.
(رعم)
رعما ورعاما سَالَ رعامه فَهُوَ وَهِي رعوم والمخاط سَالَ من الهزال وَغَيره وَالشَّيْء رعما رقبه ورعاه يُقَال رعم الشَّمْس راقب غُرُوبهَا

(رعم) رعامة رعم

رعم


رَعَمَ(n. ac. رَعْم)
a. Watched.
b.(n. ac. رُعَاْم), Had the glanders.
c. Was thin, emaciated.

رَعُمَ(n. ac. رَعَاْمَة)
a. see supra
(b) (c).
أَرْعَمَa. see I (b) (c).
رُعَاْم
(pl.
أَرْعِمَة)
a. Snot; mucus.

رَعُوْمa. Snotty, dribbling.
b. Thin, emaciated.
رعم
رُعام [مفرد]:
1 - مُخاط.
2 - (طب) داء يأخذ في الأنف فيسيل منه المخاط.
3 - (طب) مرض مُعدٍ يصيب ذوات الحوافر، وقد ينتقل إلى الإنسان فيقتله. 
[رعم] شاة رَعَومٌ: بها داءٌ يسيل من أنفها الرُعامُ بالضم، وهو المخاط. وقد رَعَمَتِ الشاةُ وأَرْعَمَتْ. والرُعامى: زيادة الكبد، وهو بالعين والغين جميعاً. ورَعَمْتُ الشمسَ أرعمها، إذا رقبت غيوبها، وهو في شعر الطرماح.

 
رعم روح بن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ لرجل: أحسن إِلَى غنمك وامسح الرُّعام عَنْهَا وأطب مُرَاحها. قَوْله: الرُّعام يَعْنِي مَا سَالَ من أنوفها يُقَال: شَاة رَعُومٌ. والمُرَاح: الْموضع الَّذِي يُريحها إِلَيْهِ إِذا أَمْسَى.

أَحَادِيث عبد الله عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن رجل جعل أَمر امْرَأَته بِيَدِهَا فَقَالَت: فأنتَ طَالِق ثَلَاثًا فَقَالَ ابْن عَبَّاس: خطَّأ اللهُ نَوْءَها ألاّ طَلَّقَتْ نَفسهَا ثَلَاثًا.
(ر ع م)

الرُّعامُ: المخاط وَقيل: مخاط الْخَيل وَالشَّاء وَجمعه أرْعِمَةٌ.

ورَعمَت الشَّاة تَرْعُمُ رُعاما وَهِي رَعُومٌ وأَرْعَمت: هزلت فَسَالَ رُعامُها.

ورَعُمَ مخاطها رُعاما: سَالَ.

والرَّعُومُ: الشَّديد الهزال.

ورَعَمَ الشَّيْء يَرْعَمُه رَعْما: رقبه ورعاه.

ورَعَم الشَّمْس يَرْعَمُها: رقب غيبوبتها، وَهُوَ مِنْهُ.

والرُّعامَي: زِيَادَة الكبد، والغين أَعلَى.

والرُّعامَي والرُّعامَةُ: شجر، لم يحل.

ورَعُومُ ورُعْمٌ كِلَاهُمَا اسْم امْرَأَة.

ورُعمانُ ورُعَيمٌ اسمان.

ورَعْمٌ اسْم مَوضِع.

رعم: الرُّعام، بالضم: بالمُخاط، وقيل: مُخاط الخيل والشاء، وجمعه

أَرْعِمَة. ورَعَمَتِ الشاة تَرْعَمُ رُعاماً، وهي رَعُوم، وأَرْعَمَت: هُزلت

فسال رُعامُها، ورَعَمَ مخاطُها رُعاماً: سال؛ قال الأزهري: هو داء

يأْخُذُها في أنفها فيسيل منه شيء فيقال له الرُّعام، بالضم، وفي الحديث:

صَلُّوا في مُراح الغنم وامسحوا رُعامَها؛ الرُّعام: ما يسيل من أُنوفها.

والرَّعُوم: الشديد الهُزال؛ قال الأزهري: الرَّعُوم، بالراء، من الشاء التي

يسيل مخاطها من الهزال.

ويقال: كِسْرٌ رَعِمٌ ذو شحم. والرِّعْمُ: الشحم؛ قال أبو وجزة:

فيها كُسُورٌ رَعِماتٌ وسُدُف

ابن الأعرابي: الرَّعامُ واليَعْمُورُ الطَّلِيُّ، وهو العَرِيضُ.

ورَعَمَ الشيءَ يَرْعَمُهُ رَعْماً: رَقَبَه ورَعاهُ. ورَعَمَ الشمس

يَرْعَمُها: رقب غَيْبوبتها ونظر وُجُوبها منه؛ وهو في شعر الطِّرِمَّاح أورده

الأزهري:

ومُشِيح، عَدْوُهُ مِتْأَقٌ،

يَرْعَمُ الإيجابَ قبلَ الظَّلام

أي ينتظر وجوب الشمس؛ وأنشد ابن بري للطرماح يصف عَيْراً:

مثل عَيرِ الفَلاة شاخَسَ فاهُ

طُولُ شَرْسِ القَطا، وطولُ العِضاض

يَرْعَمُ الشمسَ أنْ تَمِيل بمثل الـ

ـجَبءِ، جأْبٍ مُقَذَّفٍ بالنِّحاضِ

قوله يَرْعَمُ أي ينظر، والجَبْءُ: حفرة في الصَّفا، وجَأْب: غليظ،

والنِّحاضُ: جمع نَحْضٍ وهو اللحم، والجَبْءُ جمعه أجْباء، والجأْب جمعه

أجْآب، والشَّرْسُ: الكِدام. يقال: شَرَسَهُ أي نحضه، وشاخَسَ فاه: صَيَّرَه

مختلفاً طويلاً وقصيراً، والقَطا: موضع الرِّدْفِ؛ يقول: إن هذا العَيْرَ

مما يَعَضُّ أَعجاز هذه الأُتُنِ قد اختلفت أَسنانه، وشبه عينه التي

ينظر بها الشمس بحفرة في حجارة، يعني شدَّتها واستقامتها.

والرُّعامَى: زيادة الكبد، والغين أعلى. والرُّعامَى والرُّعامَةُ: شجر

لم يُحَلَّ.

ورَعُومٌ ورِعْمٌ، كلاهما: اسم امرأَة، ورَعْمان ورُعَيمٌ: اسمان.

ورَعْمٌ: اسم موضع.

رعم

(الرَّعامُ: حِدَّةُ النَّظَر) ، وَذَلِكَ عِنْد تَرقُّب الشَّيْء.
(و) الرُّعَامُ (بالضَّمّ: مُخاطُ الخَيْل والشَّاء، أَو أَعَمّ) ، وَفِي الحَدِيث: " صَلُّوا فِي مُراح الغَنَم، وامسَحُوا رُعامَها "، وَهُوَ مَا يَسِيل من أُنوفِها، (ج: أَرِعْمَةٌ) .
(وَرَعَمَت الشَّاةُ، كَمَنَع) تَرْعَمُ (رُعامًا فَهِيَ رَعُومٌ) : إِذا (اشْتَدَّ هُزالَها فَسالَ رُعامُها) . وَقَالَ الأزهريّ: " الرَّعومُ من الشّاءِ: الَّتِي يَسِيل مُخاطُها من الهُزال، وَقيل: هُوَ دَاءٌ يَأخذُها فِي أنفِها فَيَسِيل مِنْهُ شَيْء ". (كَرَعُمَت، كَكَرُمت) . وَفِي المُحكَم: أَرْعَمَت، (و) رَعَم (الشيءَ) يرعَمُه رَعْمًا: (رَقَبَهُ وَرعَاه. و) رَعَم (الشَّمسَ) يرعَمُها رَعْمًا: (رَقَب غَيْبُوبَتَها) . وَهُوَ فِي شِعْر الطِّرِمّاح كَمَا فِي الصِّحَاج أوردَه الأزهرِيّ:
(ومُشِيحٌ عَدوُهُ مِتْأَقٌ ... يرعَمُ الإِيجابُ قبل الظَّلام)

أَي يَنْتَظِر وُجوبَ الشَّمس.
وأَنشَدَ ابنُ بَرِّي للطِّرِمَّاح يَصِف عَيْرًا:
(مثل عَيْر الفَلاةِ شاخَسَ فَاه ... طولُ شَرْسِ القَطَا وطولُ العِضاض)

(يرعَمُ الشَّمْسَ أَن تَمِيلَ بِمثل الجَبْء جَأْبٍ مُقذَّفٍ بالنِّحاضِ)

يَقُول: إنّ هَذَا العَيْر مِمَّا يَعَضّ أعجازَ هَذِه الأُتُن قد اختلفَت أسنانُه، وشبَّه عينَه الَّتِي يَنظُر بهَا الشَّمْس بِجَبْءِ أَي: حُفْرة فِي الصّفا، يَعنِي شِدَّتها واستَقامَتَها.
(والرُّعَامى، كحُبَارى: شَجَر) لم يُحَلّ (كالرُّعامَة بالضَّمَ) .
(و) الرُّعامَى: (زِيادَة الكَبِد) بالعَيْن والغَيْن، كَمَا فِي الصّحاح، والغَيْنُ أَعْلى.
(والرَّعُوم: النَّفْس. و) أَيْضا (الشَّدِيدُ الهُزَالِ. و) رَعُومُ: اسمُ (امرأَة) .
(والرُّعْمُوم، بالضَّمَّ: المرأةُ النَّاعِمَة) .
(ورَعَّمَها تَرْعِيمًا: مَسَح رُعامَها) أَي: مُخاطَها.
(ورَعْم) بالفَتْح: (جَبَل) ، وَقيل: اسمُ مَوْضِع.
(و) الرِّعُم (بالكَسْر: الشَّحْم) . يُقَال: كِسْر رَعِم أَي: ذُو شَحْم، وَالْجمع رَعِماتٌ، قَالَ أَبُو وَجْزَة: فِيهَا كُسورٌ رَعِماتٌ وسُدُفْ (و) رِعْمُ: اسمُ (امرأَة. وأُمُّ رِعْم) : من كُنَى (الضَّبُع، و) رَعْمان ورُعَيْم (كَسَكْران، وزُبَير: اسمان) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ الأعرابيّ: الرَّعامُ، واليَعْمُور: الطَلِيّ وَهُوَ العَرِيضُ.
[رعم] فيه: صلوا في مراح الغنم وامسحوا "رُعامها" هو ما يسيل من أنوفها، وشاة رعوم.

ظأف

ظأف: ظَأَفَه ظَأْفاً: طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقاً له.

[ظ أف] ظَأَفَه ظَأْفًا طَرَدَه طَرْدًا مُرْهِقًا له
ظأف
ابن عبّاد: جاء يَظْأَفُه ويَظُوْفُه: أي يطرده.

اتَّبَع

اتَّبَع
الجذر: ت ب ع

مثال: اتَّبَع فلانًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى.
المعنى: قفا أثره

الصواب والرتبة: -اتَّبع فلانًا [فصيحة]-تَبِعَ فلانًا [فصيحة]
التعليق: ذكرت المعاجم أن اتّبع- بتشديد التاء- تأتي بمعنى «تبع». وقد قرأ بعضهم {فَاتَّبَعَ سَبَبًا} الكهف/85، بتشديد التاء. قال المفسرون: المعنى: اقتفى.

دَرْمَقَ

(دَرْمَقَ)
(س) فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ صَفْوانَ «الدّرهمُ يُطْعِمُ الدَّرْمَقَ ويكْسُو النَّرْمَق» الدَّرْمَقُ هُوَ الدَّرْمَك، فَأُبْدِلَ الْكَافُ قَافاً.

حاشية: القوجوي

حاشية: القوجوي
العالم، الفاضل، محيي الدين: محمد بن الشيخ، مصلح الدين: مصطفى القوجوي.
المتوفى: سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.
وهي أعظم الحواشي فائدة، وأكثرها نفعا، وأسهلها عبارة.
كتبها أولا: على سبيل الإيضاح، والبيان للمبتدئ.
في ثمان مجلدات.
ثم استأنفها ثانيا: بنوع تصرف فيه، وزيادة عليه؛ فانتشرت هاتان النسختان، وتلاعب بهما أيدي النساخ، حتى كاد أن لا يفرق بينهما.
ولبعض الفضول:
منتخب تلك الحاشية.
ولا يخفى أنها من أعز الحواشي، وأكثرها قيمة واعتبارا، وذلك لبركة زهده، وصلاحه.

الاجتهاد

الاجتهاد: لغة، أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة كإتعاب الفكر في أحكام الرأي، وعبر عنه ببذل المجهود في طلب المقصود، عرفا، استفراغ الفقيه وسعه لتحصيل ظن بحكم شرعي
الاجتهاد:
[في الانكليزية] Ijtihad (independent judgement) jurisprudence
[ في الفرنسية] Ijtihad (jugement independant) jurisprudence
في اللغة استفراغ الوسع في تحصيل أمر من الأمور مستلزم للكلفة والمشقّة. ولهذا يقال اجتهد في حمل الحجر ولا يقال اجتهد في حمل الخردلة. وفي اصطلاح الأصوليين استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظنّ بحكم شرعي.
والمستفرغ وسعه في ذلك التحصيل يسمّى مجتهدا بكسر الهاء. والحكم الظنّي الشرعي الذي عليه دليل يسمّى مجتهدا فيه بفتح الهاء.
فقولهم استفراغ الوسع معناه بذل تمام الطّاقة بحيث يحسّ من نفسه العجز عن المزيد عليه، وهو كالجنس، فتبين بهذا أنّ تفسير الآمدي ليس اعمّ من هذا التفسير كما زعمه البعض. وذلك لأنّ الآمدي عرّف الاجتهاد باستفراغ الوسع في طلب الظنّ بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحسّ من النفس العجز عن المزيد عليه.
وبهذا القيد الأخير خرج اجتهاد المقصّر وهو الذي يقف عن الطلب مع تمكنه من الزيادة على فعل من السعي، فإنه لا يعدّ هذا الاجتهاد في الاصطلاح اجتهادا معتبرا. فزعم هذا البعض أنّ من ترك هذا القيد جعل الاجتهاد أعمّ. وقيد الفقيه احتراز عن استفراغ غير الفقيه وسعه كاستفراغ النّحوي وسعه في معرفة وجوه الإعراب واستفراغ المتكلّم وسعه في التوحيد والصفات واستفراغ الأصولي وسعه في كون الأدلة حججا. قيل والظاهر أنّه لا حاجة لهذا الاحتراز. ولذا لم يذكر هذا القيد الغزالي والآمدي وغيرهما فإنه لا يصير فقيها إلّا بعد الاجتهاد، اللهم إلّا أن يراد بالفقه التهيّؤ بمعرفة الأحكام. وقيد الظن احتراز من القطع إذ لا اجتهاد في القطعيّات. وقيد شرعي احتراز عن الأحكام العقليّة والحسيّة. وفي قيد بحكم إشارة إلى أنّه ليس من شرط المجتهد أن يكون محيطا بجميع الأحكام ومدارها بالفعل، فإنّ ذلك ليس بداخل تحت الوسع لثبوت لا أدري في بعض الأحكام، كما نقل عن مالك أنه سئل عن أربعين مسألة فقال في ستّ وثلاثين منها لا أدري. وكذا عن أبي حنيفة قال في ثمان مسائل لا أدري، وإشارة إلى تجزئ الاجتهاد لجريانه في بعض دون بعض. وتصويره أنّ المجتهد حصل له في بعض المسائل ما هو مناط الاجتهاد من الأدلة دون غيرها، فهل له أن يجتهد فيها أو لا، بل لا بدّ أن يكون مجتهدا مطلقا عنده ما يحتاج إليه في جميع المسائل من الأدلة. فقيل له ذلك إذ لو لم يتجزّأ الاجتهاد لزم علم المجتهد الآخذ بجميع المآخذ ويلزمه العلم بجميع الأحكام، واللازم منتف لثبوت لا أدري كما عرفت. وقيل ليس له ذلك ولا يتجزّأ الاجتهاد، والعلم بجميع المآخذ لا يوجب العلم بجميع الأحكام لجواز عدم العلم بالبعض لتعارض، وللعجز في الحال عن المبالغة إمّا لمانع يشوّش الفكر أو استدعائه زمانا.
اعلم أن المجتهد في المذهب عندهم هو الذي له ملكة الاقتدار على استنباط الفروع من الأصول التي مهّدها أمامه كالغزالي ونحوه من أصحاب الشافعي وأبي يوسف ومحمد من أصحاب أبي حنيفة، وهو في مذهب الإمام بمنزلة المجتهد المطلق في الشرع حيث يستنبط الأحكام من أصول ذلك الإمام.

فائدة:
للمجتهد شرطان: الأول معرفة الباري تعالى وصفاته وتصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعجزاته وسائر ما يتوقّف عليه علم الإيمان، كلّ ذلك بأدلة إجماليّة وإن لم يقدر على التّحقيق والتفصيل على ما هو دأب المتبحّرين في علم الكلام. والثاني أن يكون عالما بمدارك الأحكام وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه دلالاتها وتفاصيل شرائطها ومراتبها وجهات ترجيحها عند تعارضها والتقصّي عن الاعتراضات الواردة عليها، فيحتاج إلى معرفة حال الرّواة وطرق الجرح والتعديل وأقسام النّصوص المتعلقة بالأحكام وأنواع العلوم الأدبية من اللغة والصرف والنحو وغير ذلك، هذا في حقّ المجتهد المطلق الذي يجتهد في الشرع.
وأمّا المجتهد في مسألة فيكفيه علم ما يتعلّق بها ولا يضرّه الجهل بما لا يتعلّق بها، هذا كلّه خلاصة ما في العضدي وحواشيه وغيرها.

جَدب

جَدب
: (الجَدْبُ: المَحْلُ) نقيضُ الخُصْبِ (: والعَيْبُ) فَهُوَ مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كَمَا أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ، قَالَه شيخُنَا، وجَدَبَ الشيْءَ (يَجْدُبُهُ) كيَنْصُرُهُ (ويَجْدِبُهُ) كيَضْرِبُه: عَابَهُ وذَمَّهُ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثَّانِي، وَفِي الحَدِيث (جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ
رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ
كَذَا فِي (الْمُحكم) ، يقُولُ: لَمْ يَجهدْ فِيهِ مَقَالاً وَلاَ يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ، وبالشيءٍ يقولُه وَلَيْسَ بعَيْبٍ (والجَادِبُ: الكَاذِبُ، فِي (الْمُحكم) : قَالَ صاحبُ الْعين: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو زيد: وأَما الجَادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ.
(والجُنْدُبُ) بِضَم الدَّال (والجُنْدَبُ) بِفَتْحِهَا مَعَ ضمّ أَوّلهما (والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الثُّلاَثِيِّ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَهِي أَضْعَفُ لُغَاتِه، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ، حَتَّى قَالَ أَئمّةُ الصَّرْفِ: إِنه لم يَرِدْ مِنْهُ إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة، وَهُوَ الَّذِي نقلَه الجوهريُّ عَن الخَليل، قَالَ شيخُنَا: ثمَّ اختلفَ الصرفيّونَ فِي نونه إِذا كَانَ مَفْتُوح الثَّالِث، فَقيل: إِنها زَائِدَة، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَقيل: أَصليّة، وَهُوَ مُخَفَّفٌ من الضَّمّ، والأَول أَظهَرُ، لتصريحهم بِزِيَادَة نونه فِي جَمِيع لُغَاته، وَفِي كَلَام الشَّيْخ أَبي حَيَّانَ أَن نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَلُزُوم هَذِه النُّون البنَاءَ، إِذ لَا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول، ولمجيء التضعيفِ فِي قُنْبَر، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ، وَمَا جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على مَا ثَبَتَ تصريفُه، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ فِي جُنْدَبِ بِفَتْح الدَّال، ثَبَتَتْ فِي مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ، لأَنهما بِمَعْنى هَذَا كَلَام أَبي حَيَّان، ومثلُه فِي المُمْتعِ، انْتهى كَلَام شَيخنَا: جَرَادٌ م) وَقَالَ اللحْيَانيّ: هُوَ دَابَّةٌ، وَلم يُحَلِّهَا، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ من الجَرَادِ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَفِي (الْمُحكم) : هُوَ أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ فِي البَرَارِيِّ، قَالَ: وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله:
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ: (صَرَّ الجُنْدُبُ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ، والأَصل فِيهِ أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً، وقيلَ: هُوَ الصغيرُ من الجَرَاد.
وَفِي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ: جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ، رَضِي الله عَنْهُم، وَقَالَ غيرُه: هُوَ ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ (واسْمٌ) ، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ) أَي تَثِبُ.
وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هُوَ جُنْدبُ الخَيرِ، وَفِي التَّابِعِينَ: جُنْدب بنُ كَعْبٍ، وجُنْدب بن سَلاَمَةَ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ. (و) يُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي (أُمِّ جُنْدَبٍ) إِذَا وَقَعَ فِي (الدَّاهِيَةِ، و) قيلَ (: الغَدْرِ، و) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب، إِذَا رَكبَ (الظُّلْمَ) ، الثَّلَاثَة من الْمُحكم (و) يُقَال: (وَقَعُوا فِي أُمِّ جُنْدَب، أَي ظُلمُوا) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة، وَيُقَال: وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ، قَالَ الشَّاعِر:
قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ
جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ
أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ.
وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فِيهِ بَيْضَهُ، والمَاشي فِي الرَّمْلِ وَاقعٌ فِي شَرِّهِ.
وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء، هُوَ الرَّابِع من وَلَد وَلَد طَيِّىء، وأُمُّهُ: جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و، مِنْ حمْيَر، وَفِيه قَالَ عَمْرُو بن الغَوْث، وَهُوَ أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ فِي طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء:
وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا
وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا جعدْبَةً) وَكَذَلِكَ الرجُلَ، يُقَال: نَزَلْنَا فلَانا فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ (و) أَجْدَبَ (القَوْمُ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ) .
(و) فِي المُحْكَم: (مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ، قَالَ سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ:
كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ
بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ
كَذَا فِي الْمُحكم (وَجَدِيبٌ) أَي (بَيِّنُ الجُدُوبَةِ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ) وجَدْبٌ وَعَلِيهِ اقْتصر ابنُ سِيده: مُجْدِبَة، والجَمْعُ جُدُوبٌ، (و) قد قالُوا: (أَرَضُونَ جُدُوبٌ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ مِنْهَا جَدْباً ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا، (و) أَرَضُونَ (جَدْبٌ) كالواحد، فَهُوَ على هَذَا وصفٌ للمصدر، وَالَّذِي حَكَاهُ اللحيانيّ: أَرْضٌ جُدُوبٌ، (وقَدْ جَدُبَ) المَكَانُ (كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ) ، بِالْفَتْح، (أَجْدَبَ) رُبَاعِيًّا، والأَجْدَبُ: اسمٌ للمُجْدِب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ: صَارَ فيهَا جَدْبٌ.
وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لَا تأْكل إِلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمَامِ، فَيُقَال لهَا حينَئذٍ: جَادَبَتْ، وَفِي (الْمُحكم) : فِي الحَدِيثِ (وكَانَتْ فِيهِ) ، وَفِي نُسْخَة: فِيهَا، ومثلُه فِي (الْمُحكم) (أَجَادِبُ) أَمْسَكَتِ المَاءَ، (قِيلَ:) هِيَ (جَمَعُ أَجْدُب) الَّذِي هُوَ (جَمْعُ جَدْب) بِالسُّكُونِ كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ، قَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الأَجَادبُ: صِلاَبُ الأَرْضِ الَّتِي تُمْسِكُ المَاءَ وَلَا تَشْرَبُه سَرِيعا، وَقيل: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وَهُوَ القَحْطُ، قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأَمَّا أَجَادبُ فَهُوَ غَلَطٌ وتَصْحيفٌ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ، قَالَ: وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ، قَالَ: وَقد رُوِي أَحَادِبُ، بالحَاء المُهْمَلَةِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَة أَجَادِبُ بِالْجِيم، قَالَ: وَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: قلتُ: أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه، وَلَا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ، ثمَّ نَقَل عَن عِيَاضٍ فِي المَشَارِق، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول فِي المطالِع: أَجَادِبُ، كَذَا رَوَيْنَاه فِي الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بِلَا خِلاَفٍ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ، قالُوا: هُوَ جَمْعُ جَدْب، على غيْرِ قِياسٍ، كَمَحَاسِنَ، جَمْع حَسَنٍ، ورَوَى الخَطَّابيُّ: أَجَاذِبُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ بَعضهم: أَحَازِبُ بِالْحَاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ورواهُ بعضُهُمْ: إِخَاذَاتٌ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ، بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاءٌ مُعْجمَة مَفْتُوحَة خَفِيفَة وذال مُعْجمَة، وَهِي الغُدْرَانِ الَّتِي تُمْسكُ ماءَ السماءِ، ورواهُ بعضُهُم: أَجَارِدُ، أَي مواضعُمُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ، انْتهى كلامُ شَيخنَا.
(و) فِي (الْمُحكم) : (فَلاَةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ) لَيْسَ بهَا قليلٌ وَلَا كثيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ قَالَ الشَّاعِر:
أَوْفِي فعلا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ
مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس
وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وجَدُبَتْ.
(والمجْدَابُ) ، كمِحْرَابٍ (: الأَرْض الَّتِي لَا تنَكَادُ تُخْصِبُ) ، كالمِخْصَاب وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا تكادُ تُجْدبُ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ (هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلاَدُ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار.
(وجِدَبٌّ: كَهِجَفَ) وجَدَبٌّ فِي قَول الراجز مِمَّا أَنشده سِيبَوَيْهٍ:
لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا
فِي عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا
فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ، (اسمٌ لِلْجَدْبِ) بِمَعْنى المَحْلِ. فِي (الْمُحكم) : قَالَ ابنُ جِنِّي: القَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ ثَقَّلَ (البَاء) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ فِي عَيْهَلّ، فِي قَوْله:
بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ
فَلم يُمْكنْه ذَلِك حَتَّى حَرَّكَ الدالَ لما كَانَت سَاكِنة لَا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثمَّ أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ وَنَحْوهَا، ويُرْوَى أَيْضاً: جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ، والدَّالُ قبلهَا ساكنةٌ، فَلم يُمْكنه ذَلِك، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ، لأَنَّ فِي ذَلِك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن، وَهَذِه عبارَة الْمُحكم، وَقد أَطَالَ فِيهَا فراجِعْه، وأَغْفَلَه شيخُنا.
(ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ) أَي (مَا أَسْتَوخِمُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وأَجْدَابِيَّةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن يكونَ إِنْ كَانَ عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة، ثمَّ نَزَّلُوه مَنْزلةَ المُفْرَدِ، لكَونه عَلَماً، فَنَسبوا إِليه ثمَّ خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لِكَثْرَة الاستعمالِ، والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ، وَهُوَ (: د قُرْبَ بَرْقَةَ) بَينهَا وَبَين طَرَابُلسِ المغربِ، بَينه وَبَين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً، على مَا قَالَه ابْن حَوْقَلٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد البكريُّ: هِيَ مدينةٌ كبيرةٌ فِي صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفا وآبارُها مَنْقُورَةٌ فِي الصَّفَا، لَهَا بَسَاتينُ ونخلٌ، كثيرةُ الأَرَاك، وَبهَا جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ (أَبو) القاسمِ بن المَهْدِيّ، وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ، وحَمَّامَاتٌ، وفَنَادِقُ كَثِيرَةٌ، وأَسواقٌ حافلة، وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ، أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ، ولهَا مَرْسٍ ى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ، على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْهَا، وَهِي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَتَحَهَا مَعَ بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ، وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا، يُنْسَبُ إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسِيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ، وَغَيره كَذَا فِي (المعجم) لياقوت.
قلت: وأَبُو السَّرَايَا عامرُ بنُ حَسَّانَ بنِ فِتْيَان بنِ حَمّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ، من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ، وَتُوفِّي سنة 654 كَذَا فِي ذَيْلِ الإِكمَالِ للصَّابُونِيّ.
(جَدب)
الْمَكَان جدبا يبس لاحتباس المَاء عَنهُ وَالشَّيْء عابه وذمه وَفِي الحَدِيث (جَدب لنا عمر السمر بعد عتمة)

(جَدب) الْمَكَان جدبا جَدب

(جَدب) الْمَكَان جدوبة جَدب فَهُوَ جَدب وجديب وَهِي جَدب وجدبة وجدوب

حبس

حبس
من (ح ب س) جمع الحبيس: كل شيء وقفه صاحبه وقفا محرما مؤبدا لا يورث ولا يباع من أرض ونخل وكرم وغيرها ويخصص عائده في التقرب إلى الله عز وجل.
حبس
الحَبْس: المنع من الانبعاث، قال عزّ وجلّ:
تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ [المائدة/ 106] ، والحَبْس: مصنع الماء الذي يحبسه، والأحباس جمع، والتحبيس: جعل الشيء موقوفا على التأبيد، يقال: هذا حَبِيس في سبيل الله.
ح ب س

حبسته فاحتبس، واحتبسته: اختصصته لنفسي. واللص في الحبس والمحبس، واللصوص في المحابس. وأحبست فرساً في سبيل الله وخيلاً، وهو حبيس، وهن حبس. وبفلان حبسة وهي ثقل يمنع من البيان، فإن كان الثقل من العجمة فهو خكلة.

ومن المجاز: جعل أمواله حبساً على الخيرات.
ح ب س: (الْحَبْسُ) ضِدُّ التَّخْلِيَةِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (احْتَبَسَهُ) بِمَعْنَى حَبَسَهُ وَ (احْتَبَسَ) أَيْضًا بِنَفْسِهِ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ، وَ (تَحَبَّسَ) عَلَى كَذَا (حَبَسَ) نَفْسَهُ عَلَيْهِ. وَ (الْحُبْسَةُ) بِالضَّمِّ الِاسْمُ مِنَ الِاحْتِبَاسِ يُقَالُ لِلصَّمْتِ: حُبْسَةٌ. وَ (أَحْبَسَ) فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ وَقَفَ فَهُوَ (مُحْبَسٌ) وَ (حَبِيسٌ) وَ (الْحُبْسُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ مَا وُقِفَ. 
[حبس] الحَبْسُ: ضد التخلية. وحَبَسْتُهُ واحْتَبَسْتُهُ بمعنىً. واحْتَبَسَ أيضاً بنفسه، يتعدى ولا يتعدى. وتحبس على كذا، أي حَبَسَ نفسَه على ذلك. والحُبْسَةُ بالضم: الاسم من الاحتِباسِ. يقال: " الصَمتُ حُبْسَةٌ ". وأحْبَسْتُ فرساً في سبيل الله، أي وقفت، فهو محبس وحبيس. والحبس بالضم: ما وُقِفَ. والحِبس بالكسر: خشَب أو حجارةٌ تبنى في مَجْرى الماء لتَحْبِس الماء، فيشربَ منه القوم ويسقوا أموالهم. قال الراجز :

فمشت فيها كعمود الجبس * والجمع أَحْباسٌ. وتسمى مَصْنَعَةُ الماء حَبْساً. وحابس: اسم أبى الاقرع التميمي.
ح ب س : الْحَبْسُ الْمَنْعُ وَهُوَ مَصْدَرُ حَبَسْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْمَوْضِعِ وَجُمِعَ عَلَى حُبُوسٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَحَبَسْتُهُ بِمَعْنَى وَقَفْتُهُ فَهُوَ حَبِيسٌ وَالْجَمْعُ حُبُسٌ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَإِسْكَانُ الثَّانِي لِلتَّخْفِيفِ لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ الْحَبِيسُ فِي كُلِّ مَوْقُوفٍ وَاحِدًا كَانَ أَوْ جَمَاعَةً

وَحَبَّسْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَأَحْبَسْتُهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ فَهُوَ مَحْبُوسٌ وَمُحَبَّسٌ وَمُحْبَسٌ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانِ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَقْفَةٌ وَهِيَ خِلَافُ الطَّلَاقَةِ. 
حبس
الحَبْسُ: أن تَحْبِسَ شَيْئاً عنْ وجْهِهِ. والمَحْبِسُ: البَيْتُ الذي يُحْبَسُ فيه. والحَبْسُ والمحبسُ: اسْمَانِ للمَحْبُوْسِ الحَبِيْسِ. والجَمِيْعُ: الحُبُوْسُ. والحَبِيْسُ: الفَرَسُ يُحْبَسُ في سَبِيْلِ الله، وحَبَسَهُ حَبْساً ومَحْبَساً. والحِبَاسُ: ما يُحْبَسُ به الماءُ، وهي الحُباساتُ في الأرضِ. والحِبْسُ: الماءُ المجموعُ لَيْسَتْ له مادَّةٌ. وحِجَارَةٌ يُحْبَسُ بها الماءُ للسَّقْيِ. واحْتَبَسْتُ الشَّيْءَ: اخْتَصَصْتُه لِنَفْسِي. والحَبْسُ: الرّاهِبُ من النَّصارى الّلازِمُ للبَيْعَةِ كالمَحْبُوْسِ. والحُبْسُ: الرَّجّالَةُ لِتَحَبُّسِهم عن الرُّكْبَانِ. والحُبْسَةُ في اللِّسان: عُقْلَةٌ تَمْنَعُ من البَيانِ. وحَبَسْتُ الفَرَسَ بالمِحْبَسِ: وهي المِقْرَمَةُ.

حبس


حَبَسَ(n. ac. حَبْس
مَحْبَس)
a. Confined, imprisoned.
b. [acc. & 'An], Held back, restrained, withheld from.
c. [acc. & Bi], Wrapped up, enveloped in.
حَبَّسَa. Wrapped up; veiled.
b. Dedicated to pious uses.

أَحْبَسَa. see II (b)
تَحَبَّسَ
a. ['Ala], Withheld himself from.
إِحْتَبَسَa. Was held back, restrained, restricted
confined.
b. Held back, restrained &c.
c. [Bi], Controlled, restrained (himself).

إِسْتَحْبَسَa. Became a hermit.

حَبْس
(pl.
حُبُوْس)
a. Prison; dungeon.
b. Imprisonment.

حِبْس
(pl.
حِبَاْس
أَحْبَاْس)
a. Dam, embankment.
b. Covering for a bed, counterpane.

حُبْس
(pl.
أَحْبَاْس)
a. Pious legacy or gift.

حُبْسَةa. Selfcontrol.
b. Difficulty or slowness of utterance.

مَحْبَس
(pl.
مَحَاْبِسُ)
a. Prison; dungeon.
b. Convict-prison; bagnio.
c. Ring, wedding-ring.

مَحْبَسَة
(pl.
مَحَاْبِسُ)
a. Hermitage; solitude.

حَبِيْس
(pl.
حُبُس)
a. Bequeathed, dedicated ( to pious uses ).
b. (pl.
حُبَسَآءُ), Hermit, recluse.
حَبِيْسَةa. Necklet.

حَبَّاْسa. Jailer, prison-warder.

N. P.
حَبڤسَa. Retained, held back; arrested.
b. Imprisoned.
c. Bequeathed, dedicated to pious uses.
(ح ب س) : (الْحَبْسُ) الْمَنْعُ وَقَوْلُهُ الصَّوْمُ مَحْبُوسٌ أَيْ مَوْقُوفٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَلَا مَرْفُوعٍ وَالْحُبُسُ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ حَبِيسٍ وَهُوَ كُلُّ مَا وَقَفْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى حَيَوَانًا كَانَ أَوْ أَرْضًا أَوْ دَارًا (وَمِنْهُ) كَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ (حُبُسًا) لِنَوَائِبِهِ أَيْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَيُقَالُ (حَبَسَ) فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَحْبَسَ فَهُوَ حَبِيسٌ وَمُحْبَسٌ وَقَدْ جَاءَ حَبَّسَ بِالتَّشْدِيدِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي نَخْلٍ لَهُ «حَبِّسْ الْأَصْلَ وَسَبِّلْ الثَّمَرَةَ» أَيْ اجْعَلْهُ وَقْفًا مُؤَبَّدًا وَاجْعَلْ ثَمَرَتَهُ فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ وَقَوْلُ شُرَيْحٍ جَاءَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِإِطْلَاقِ الْحُبُسِ أَرَادَ بِهَا مَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْبِسُونَهُ مِنْ السَّوَائِبِ وَالْبَحَائِرِ وَالْحَامِي فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِإِحْلَالِ ذَلِكَ وَأَمَّا لَا حُبُسَ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَى فَالصَّوَابُ لَا حَبْسَ عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرِ كَمَا فِي شَرْحِ خُوَاهَرْ زَادَهْ وَهَكَذَا أُثْبِتَ فِي فِرْدَوْسِ الْأَخْبَارِ وَتَقْرِيرُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمِحْبَسُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُبْسَطُ عَلَى ظَهْرِ فِرَاشِ النَّوْمِ وَيُقَالُ لَهَا الْمِقْرَمَةُ.
(حبس) - في حَدِيثِ بَشِير، رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّه سَأَل: أينَ حِبْس سَيَل، فإنَّه يُوشِك أن يَخرُج منه نَارٌ تُضيء منها أَعناقُ الِإِبل بِبُصْرَى".
والحِبْس، بكَسْر الحاء: فُلوقٌ في الحَرَّة يَجْتَمِع به ماءٌ، لو وَرَدَت عليه أُمَّة لَوسِعَهم.
قال ابنُ أَبِي أُويْس: "حِبْس سَيَلٍ" : مَوضِع بحَرَّة بنى سُلَيْم. بينه وبين السَّوارِقيَّة مَسِيرَة يومٍ.
والحِبْس، والحِباسُ: ما يُحبَس به المَاءُ، وما يُحبَس من المَاءِ أَيضاً ويُجْمَع في مصنعه من غير مَادَّة حِبْس. وربما يُجمَع بحِجارةٍ حَوالَيه للسَّقى.
والحُبْس بالضَّمِّ: الرّجّالة، لتحَبُّسِهم عن الرُّكبان.
- في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، قال: "لَمَّا نَزَلَت آيةُ الفَرائِض قال النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: لا حُبْسَ بعد سُورةِ النِّساء".
كَأَنّه أَرادَ لا يُوقَف مالٌ ولا يُزوَى عن وارثٍ، وكأنه إشارةٌ إلى ما كانوا يَفعَلونه في الجَاهِلِيَّة من حَبْس مال المَيِّت ونِسائِه، ولذلك قَالَ الله تَبارَك وتَعالَى: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} .
وكانوا إذا كَرِهُوا النِّساء لِدَمامةٍ أو قِلَّة مالٍ، لم يَتَزَوَّجُوهن، وحَبَسُوهُن عن الأَزواج؛ لأَنَّ أَولياءَ المَيِّت كانوأ أَولَى بها عِنْدَهم، والله تعالى أعلم.
- في حديث الشَّافِعِيّ، رضي الله عنه: "إنَّ الحُبُسَ التي بَعَث رسَولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بإطْلاقِها نحوَ البَحِيرَةِ والسَّائِبَةِ وأَمثالِها".
- في حديث عمر رضي الله عنه: "حَبِّس الأَصلَ" . : أي اجْعَلْه وَقْفاً حَبِيساً، وكذلك حَبَس وأَحْبَس.
- وفي الحَديثِ: "لا يُحْبَس دَرُّكم" .
أي: لا تُحبَس ذَواتُ الأَلبان عن المَراعِي، بحَشْرها وسَوْقِها إلى المُصَدِّق لِيَعُدَّها ويَأخذَ حَقَّها، لِمَا في ذلك من الِإضْرار بها. فليأت المُصَدِّق إليها في مُراحِها أو غيرِ ذلك، كما في الحديث الآخر: "ولا يُحْشَروا".
(ح ب س)

حَبَسَه يحْبِسُه حَبْسا فَهُوَ محبوسٌ وحبِيسٌ. واحتَبَسه وحبّسه: أمْسكهُ عَن وَجهه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَبَسه ضَبطه، واحتَبَسه اتَّخذهُ حَبيسا. وَقيل: احتباسُك إِيَّاه، اختصاصك بِهِ نَفسك. والحبْسُ والمَحْبَسة والمحبِسُ والمحْبَس: اسْم الْموضع. وَقَالَ بَعضهم: المَحْبَس يكون مصدرا كالحبْسِ، وَنَظِيره قَوْله: (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكمْ) أَي رجوعكم، (ويسألونَك عَن المَحيضِ) أَي الْحيض. وَمثله مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ لِلرَّاعِي:

بُنِيَتْ مَرافقُهنَّ فوقَ مَزِلّةٍ ... لَا يستطيعُ بهَا القُرادُ مَقِيلا

أَي قيلولة. وَلَيْسَ بمطرد، إِنَّمَا يقْتَصر مِنْهُ على مَا سمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: المحْبِسُ، على قياسهم، الْموضع الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ. والمحْبَسُ الْمصدر.

وإبل مُحَبَّسَةٌ، داجنة كَأَنَّهَا قد حُبِسَتْ عَن الرَّعْي. والمَحْبِسُ، معلف الدَّابَّة. والمِحْبَسُ: المقرمة، يَعْنِي السّتْر. وَقد حُبِسَ الْفراش بالمِحْبَسِ.

وزق حابِسٌ: مُمسك للْمَاء.

وحَبَسَ الْفرس فِي سَبِيل الله وأحْبَسَه فَهُوَ مُحْبَسٌ وحَبِيسٌ، وَالْأُنْثَى حَبيسةٌ، وَالْجمع حبائسُ، قَالَ ذُو الرمة: سِبَحْلاً أَبَا شِرْخَينِ أَحْيَا بناتِه ... مَقالِيتُها فَهِيَ اللُّبابُ الحَبائسُ

وكل مَا حُبِسَ بِوَجْه من الْوُجُوه، حَبيسٌ. والحِبْسُ، كل مَا سد بِهِ مجْرى الْوَادي فِي أَيّمَا مَوضِع حُبِسَ، وَقيل: هِيَ حِجَارَة تبنى فِي مجْرى المَاء لتحبسه كي يشرب الْقَوْم ويسقوا أَمْوَالهم. وَالْجمع أحْباسٌ. والحِباسُ والحِباسَةُ، كالحِبْسِ.

وكلأ حابِسٌ: كثير يَحْبِسُ المَال.

والحُبْسَةُ: الاحتباسُ فِي الْكَلَام والتوقف. وتحَبّسَ فِي الْكَلَام، توقف. والحُبَّسُ فِي قَوْله فِي الحَدِيث: " إِنَّه بعث أَبَا عُبَيْدَة على الحُبّسِ، فسره ابْن قُتَيْبَة فَقَالَ: هم الرجالة لأَنهم يحْبِسونَ الركْبَان عَن السّير أَو عَن الْإِسْرَاع فِيهِ، بتربصهم عَلَيْهِم وانتظارهم لَهُم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والحَبْسُ والحَبِيسُ: موضعان، قَالَ الرَّاعِي:

يُسَوّقُها تِرْعَيةٌ ذُو عَباءة ... لِمَا بينَ نَقْبٍ والحَبيسِ وأقْرَعا

وَقد سمت: حابِسا وحُبَيسا.
[حبس] فيه: أن خالداً جعل أدراعه "حبساً" أي وقفا على المجاهدين وغيرهم، يقال: حبست حبساً وأحبست، أي وقفت، والاسم الحبس بالضم. ومنه: لما نزلت آية الفرائض قال صلى الله عليه وسلم: لا "حبس" بعد سورة النساء، أي لا يوقف مال ولا يزوى عن وارث، وكأنه إشارة إلى فعلهم في الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه، كانوا إذا كرهوا النساء بقبح أو قلة مال حبسوهن عن الأزواج لأن أولياء الميت كانوا أولى بهن عندهم، ويجوز حبس بالضم والفتح على الاسم والمصدر. ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: "حبس" الأصل وسبل الثمرة، أي اجعله وقفاً حبيساً. ك: إن شئت "حبست" أصلها- هو بالتشديد- وأحبست، أي وقفت، وحبست بالخفة أي منعته وضيقت عليه، وحكى الخفة أي في الوقف، يريد أن يقف أصل الملك ويبيح الثمر لمن وقفها عليه. نه ومنه ح: ذلك "حبيس" في سبيل الله، أي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد، وهو فعيل بمعنى مفعول. وفيه: جاء محمد صلى الله عليه وسلم بإطلاق "الحبس" بالضم جمع حبيس، يريد ما كان أهل الجاهلية يحبسونه ويحرمونه من ظهور الحامي والسائبة والبحيرة ونحوها فنزل القرآن بإطلاق ما حبسوه وإحلال ما حرموه، وضبطه الهروى بسكون باء فأما هو مخفف عن الضم أو أريد الواحد. وفيه: "لا يحبس" دركم، أي لا تحبس ذوات الدر وهو اللبنإما للحساب، أو ليسبقهم الفقراء بخمسمائة عام. ج: "حبسوا" أنفسهم لله، أراد بهم الرهابين الذين أقاموا بالصوامع، وتسميه النصارى الحبيس. ش: إلا من "حبسه" القرآن، أي وجب عليه الخلود بقوله "إن الذين كفروا" الآية.
حبس: يقال مجازاً حبسه بمعنى حيرة وأدهشه، كما يقال في اللاتينية ( Tenet me soes, cupicitas, teneris metu) دي يونج.
وحبس: أحيل مضيقاً، ففي كتاب ابن صاحب الصرة (ص57ق): وحبس مضيقاً في الطريق عليهم لا يمكنهم الجواز فيه ألا بعد مقارعة.
وحبس: عزل، وفصل، وفرَّق ما بينه وبين غيره، يقال مثلاً: حبس المجذومين، أي عزلهم وفصلهم عن جماعة الناس الآخرين، وخصَّص لهم محلة وحدهم. (معجم المتفرقات).
وحبس: وف، (فوك، ألكالا) وهذا الفعل تليه على داخلة على الشخص الذي توقف عليه هبة (معجم الادريسي).
وحبس على فلان بدل حبسه على فلان أي لازمه وارتبط به. ففي المقدمة (3: 422) في الكلام عن شاعر المشهور: قليل من عليه تحبس ويحبس عليك. أي قليل من تستطيع أن تلازمه وترتبط به أي يلازمك ويرتبط بك. وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((من تتكل عليه وتثق به)) غير أني أرى قد اخطأ في ذلك.
حبس حاله: سجن نفسه (بوشر).
حبس دموعه: أمسكها وكتمها كظم بكاءه (بوشر).
حبش الدم: قطع سيلانه وأوقفه. (بوشر).
حبس في دير: ألزم بالترهب (بوشر).
حبس نفسه: ترهَّ، دخل في الدير ولبس لباس الرهبان (البكري ص6) (المقدمة 1: 420)، وفي الادريسي 3 قسم 5 (أرشليم): بيوت كثيرة في الصخر وفيها رجال قد حبسوا أنفسهم فيها عبادة.
حبس نفسه على فلان: لازمه وانقطع إليه ففي البخاري (مخطوطة 2 ص168و): فحبس أبو بكر نفسه على النبي لصحبته.
المأخذ الذي حبس له أنفسهم: المرج الذي احتلوه. لئن هذا هو صواب قراءته في هذا المخطوطة (تاريخ 6 ص116) ويؤيد هذا ما جاء في هذه الوثيقة.
حبس نَفَسه: كتم نَفَسه (بوشر).
حبَّس (بالتشديد): يقال حبّس على فلان وقفه عليه، حبس على فلان (معجم الادريسي).
وحبسَّه: سجنه (معجم المتفرقات) وفي كتاب الخطيب (ص52و) فأمر بتحسبه، وصوابه فأمر بتحبيسه.
أحبس. يقال: أحبس على فلان: حبس عليه أي وقفه عليه (معجم الادريسي).
وأحبس حبس بمعنى أمسك (دي ساسي طرائف 2: 461) وفي النويري (أفريقية ص23و): فأحبست لنا ستمائة دينار. وبعده: وإنَّما أحبستُ هذا المال حتى أحاسبهما.
تحبَّس: ذكرها فوك في مادة ( Stabilire) .
انحبس، انحباس البول أسر، احتقان البول (بوشر).
احتبس: تستعمل مجازا بمعنى ذهل وبهًت، كما يقال اللاتينية ( teneri meyu) ( دي يونج).
واحتبس: أبطأ (فوك وفيه: مرادف أبطأ، كليلة ودمنة ص211) واحتبس مسك، يقال في الشي لصق بغيره (معجم مسلم).
واحتبس: تعلَّق، التصق، أمسك (الكالا).
واحتبس به: ذكرها فوك في ماد ( ustentare) .
واحتبس عن واحتبس من: امتنع من وامسك عنه (فوك).
احتبس اللبن: ذكرها الكالا في مادة ( reterser las tetas) : وهي بالأسبانية ( retesarse) : تصلَّب. يقال احتبس اللبن في الضرع إذا امتلأ الضرع اللبن.
احتبس لسانه: ثقل لسانه فلم يبن (فوك).
حَبْس، حبس العُرُوق: خدر استرخاء الأعصاب وتقلًّصها (ألكالا)، وتستعمل كلمة حَبْس وحدها بهذا المعنى أيضاً (أكالا).
حبس الغِذَا: حمية، الاحتماء من الطعام لاستعادة الصحة (فوك).
حُبْس: بمهنى الرجالة من الجند، انظر: معجم البلاذري ص27 وما يليها.
حِبَاس: يطلق هذا الاسم على لفيفتين من الصوف الأسود تربط إحداهما أسفل الركبة وتربط الأخرى فوق عقب القدم حين تلسع الأفعى المرء (برتون 2: 108).
حبيس، وتجمع على حُبَساء: وتعني عند النصارى زاهد في الحياة، ناسك، متوحَّد (بوشر، همبرت ص151، محيط المحيط) حَبيسة: سلسلة تلبس في العنق (محيط المحيط).
حَبَّأس: الذي يحبس (رايت ص109، 131 رقم 25).
مَحْبَس: مصنع، حوض كبير. مستودع (الكالا، البكري ص30) وحوض (هلو) وخابية، دن، قادوس، علبه، (شيرب، مارتن ص123) وآنية، وعاء، دورق. (فوك، هلو، ابن العوام 1: 187) حيث عليك أن تقرأ وفق لما في مخطوطة ليدن: القصارى والمحابس والقدور. وص439، 485 حيث عليك أن تقرأ وفقا لمخطوطاتنا محبس بدل مجلس.
محبس النوار: آنية الزهور (مزهرية) (رولاند) وتدل كلمة محبس وحدها على نفس هذا المعنى (معجم البربرية).
ومحبس معلف الدابة (لين، تاج العروس). أبو الوليد ص686).
ومَحبَس: قفص، فيما يظهر إذ يقال: محابس للعقاب (ألف ليلة 2: 179) ومَحْبَس: ملقط (فوك).
ومَحْبَس: فتخة (يونج)، وحلقة (بوشر، همبرت ص22، محيط المحيط).
محبوس: ساكن الدير. ففي الادريسي 3 قسم 5 (ارشليم): وفيها (الكنيسة) رجال ونساء محبوسون يبتغون بذلك أجر الله سبحانه.
محبوس العروق ومحبوس وحدها: خَدِر الأعصاب ومسترخيها ومتقلصها (الكالا).
محبوس اللسان: ثقيل اللسان لا يبين الكلام (فوك، ألكالا).
مُحَيْبِسَة: مبولة، قصرية (هلو).
احتباس (من مصطلح الطب): قبض، إمساك عقل البطن (محيط المحيط).
حبس
حبَسَ يَحبِس، حَبْسًا، فهو حابِس، والمفعول مَحْبوس وحبيس
• حبَسَ الشَّخصَ أو الشَّيءَ:
1 - منَعَه وأمسَكَه وأخّره، ضدّ خلاَّه "انطلقت تبكي لايحبس دمعها حابس- حبس الدمَ: قطَع سيلانَه وأوقفه- حبس عنه أجرَه: حرمه منه- {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاَةِ}: توقفونهما وتمنعونهما" ° حبَس أنفاسَه: منعها وقطعها من دهشة أو خوف- حبَسَ نَفْسَه: انزوى في بيته- حبَسَ نَفْسَه على الأمر: كرَّس نفسَه له- حبَسَ يدَه عن الشَّيء: كفَّها عنه- يحبِسُ رأسَ المال: يستثمر أموالاً بطريقة لا يمكن تحويلها بسهولة إلى نَقْد.
2 - سجَنه، اعتقله "أصدر القاضي حكمًا بحَبْسه شهرًا".
3 - وقفه لا يُباع ولا يُورث وإنّما تُملك غلَّتُهُ ومنفعَتُه "حبَس فرسَه: وقفه للجهاد في سبيل الله". 

احتبسَ/ احتبسَ في يحتبس، احْتِباسًا، فهو مُحْتبِس، والمفعول مُحْتَبَس (للمتعدِّي)

• احتبس الشَّيءُ: امتنع وتعرقل "احتبس المطرُ: انقطع وتوقَّف- احتبس لسانُه: ثقُل فلم يُبِن- احتبس الدَّمعُ: امتنع نزوله".
• احتبس الشَّخصَ ونحوَه: حبَسه "إن احتبست الزَّيتَ داخل المصباح حوَّلته إلى ضياءٍ ونورٍ".
• احتبسَ في الكلام: توقَّف، اعتصم ولزِم "احتبس في صمت مطبق". 

انحبسَ يَنحبِس، انْحِباسًا، فهو مُنْحبِس
• انحبس الشَّخصُ: مُطاوع حبَسَ: سُجِنَ "انحبس الجاني".
• انحبس الشَّيءُ: تقيّد، حُصِرَ واستمسك "انحبس البولُ- انحبس المطرُ: لم يعد يسقط" ° انحبست أنفاسُه: اختنق، أصابه الإرهاقُ. 

تحبَّسَ على/ تحبَّسَ في يَتحبَّس، تَحَبُّسًا، فهو مُتَحبِّس، والمفعول مُتَحبَّس عليه
• تحبَّس على الأمر: أمسك نفسَه عليه "تحبَّستْ على تربية أولادها والعناية بمنزلها".
• تحبَّس في الكلام: توقَّف. 

حبَّسَ يُحبِّس، تحْبيسًا، فهو مُحَبِّس، والمفعول مُحَبَّس
• حبَّس الشَّيءَ: حبَسَه، وقفه، لا يُباع ولا يُورث وإنّما تُملك غلَّتُه ومنفعتُه "حبَّس مالَه على الفقراء". 

احتباس [مفرد]:
1 - مصدر احتبسَ/ احتبسَ في.
2 - (طب) حجز لاإراديّ للإفرازات التي يتمُّ التَّخلُّصُ منها بشكل طبيعيّ "أصيب باحتباس في البول". 

حَبْس [مفرد]: ج حُبُوس (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَسَ ° حَبْسٌ احتياطيّ: على ذمّة التَّحقيق.
2 - سِجْن ° حَبْسٌ انفراديّ: مكان يُحبَس فيه الشخص بمفرده- حَبْسٌ مع الشُّغل.
• أمر حبس: (قن) أمر رسميّ أو قضائيّ ينصُّ على احتجاز أو استبقاء الشَّخص الموضوع تحت الوصاية للبتِّ في أمره.
• حَبْس تحفُّظيّ: (قن) إيداع- بأمر من السُّلطة المختصّة- في مؤسّسة أو مكان لحماية المودَع من الأخطار أو الأضرار سواء من الآخرين أو من نفسه. 

حُبْسَة [مفرد]: ج حُبُسات وحُبْسات:
1 - ثِقَل في اللِّسان يمنع من الإبانة، وهي خلاف الطَّلاقة ° حُبْسة حركيّة: اختلال حركات النُّطق- حُبْسة حِسِّيَّة: العجز عن فهم الكلمات المكتوبة أو المنطوقة- حُبْسة صوتيّة: فَقْد الصَّوت.
2 - (نف) فقد القدرة على صياغة الأفكار أو فهم اللُّغُة أو القدرة على الكلام جزئيًّا أو كُلِّيًّا، ناتج عن ضرر في الدِّماغ نتيجة مرض أو إصابة. 

حَبِيس [مفرد]: ج حبيسون وحُبُس وحُبَساء، مؤ حبيسَة، ج مؤ حبيسات وحبائِسُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من حبَسَ: محبوس "أموال/ طبقة/ أرض حبيسة".
2 - رجل منقطع عن النَّاس معتزل في الخَلاء أو في صومعة زُهْدًا في الدُّنيا، يعيش متعبِّدًا لله متقشِّفًا، ناسك، متوحِّد. 

مَحْبِس [مفرد]: ج مَحَابِسُ:
1 - مصدر ميميّ من حبَسَ.
2 - خاتم خطبة أو زواج.
3 - اسم مكان من حبَسَ: مَعْلَف الدَّابة "زاره في مَحْبِسه". 

مِحْبَس [مفرد]: ج مَحَابِسُ:
1 - اسم آلة من حبَسَ: خاتم خطبة أو زواج؛ حلقة من ذهب أو فضة.
2 - صمام يُحرَّك فيفتح أو يقفل متحكِّمًا في مرور غاز أو سائل.
• مِحْبَس الروائح: جهاز لسدّ فراغ أو مجرى لمنع مرور الغازات، وخاصّة في أنبوب يمنع إعادة تدفُّق غازات المجاري بحاجز مائيّ. 

مُحتبَس [مفرد]: اسم مفعول من احتبسَ/ احتبسَ في.
• الضَّريبة المُحتبسَة: (قص) جزء من راتب الموظّف مُحتبَس من قِبَل المستخدم كدفعة جزئيَّة من ضريبة دخل الموظَّف. 
حبس
الحَبْسُ: ضِدُّ النَّخلِيَة، يقال: حَبَسْتُه أحْبِسُه حَبْساً ومَحْبَساً - بفتح الباء -.
والحَبْس - أيضاً -: الشجاعة.
والحَبْسُ - بالفتح؛ ويقال: بالكسر -: موضِعٌ، وقيل: جَبَلٌ، وبالوجهين يُروى قول الحارِث بن حِلزَة اليَشكُري:
لِمن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحبْسِ ... آياتُها كمَهَارِقِ الفُرْسِ
وكذلك بالوجهين يُروى قول بِشر بن أبي خازم الأسدي:
وأصعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها ... بصَاراتٍ ولا بالحبْسِ نارُ
وقال أبو عمرو: الحَبْسُ: الجبل العظيم، وأنشَدَ:
كأنَّه حَبْسُ بِلَيلٍ مُظْلِمُ ... جَلّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ
عَجَنَّسٌ عُرَاهِمُ عَجَمْجَمُ
قال ثعلب: وقد يكون الجبل حَبْساً: أي أسْوَدَ؛ وتكون فيه بقعة بيضاء.
وكلأٌ حابِس: إذا كان غامِراً لا تتجاوزه راعية لاخضراره.
وحابِس بن سعد الطائي، وحابِس أبو حيّضة التَّميمي، والأقرع بن حابِس بن عقال الدّارِميُّ - رضي الله عنهم -: لهم صحبة، وكان الأقرع عالِم العَرَب في زمانه، قال عمرو بن الخُثارِم البَجَلِيُّ:
يا أقرع بن حابِسَ يا أقرع ... إنّي أخوكَ فانُظراً ما تَصْنَع
إنّك إن يُصرَعُ أخوك تُصرَع
والحُبْسَة - بالضم -: الاسم من الإحتباس، يقال: الصمت حُبْسَة.
وقال المُبَرَّد: الحُبسَة: تعذُّر الكلام عند إرادته، والعُقلَة: التواء اللسان عند إرادة الكلام.
وحَبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله؛ فهو محبوس وحبيس.
وحَبيسٌ: موضِع بالرّقَّة فيه قبور قوم ممن شَهِدَ صِفِّين مع علّيٍ؟ رضي الله عنهم -.
وذاةُ حَبيسٍ: موضع بمكَّة - حرسها الله تعالى - وهناك الجبل الأسود الذي يقال له: أظلم.
وفي النوادر: جعلني فلان رَبيطَة لكذا وحَبيسَة: أي يَذهَب فيفعل الشيء وأُوخَذُ به.
والحِبسُ - بالكسر -: خَشَبَة أو حجارة تُبنى في مجرى الماء لِتَحبِسَ الماء فيشرب القوم ويَسْقوا أموالَهم، قال:
فَشِمْتُ فيها كَعَمودِ الحِبْسِ
وقال أبو عمرو: الحِبْسُ: مثل المَصْنَعَة، وجمعُه أحْباس، يُجعَل للماء.
والحِبْسُ: الماء المستنقِع.
وقال ابنُ عبّاد: الحِبْسُ: الماء المجموع لا مادة له.
وقال ابن الأعرابي: الحِبْس: حجارة تكون في فُوَّهَة النهر تمنع طُغيان الماء. وقال العامري: الحِبْس: صِنعٌ يصنع للماء ويُدسُّ عَمود في شِعْبِه، قال: وقد يقال بالفتح.
وقال الليث: حَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحبَسِ: وهو المِقرَمَة. وكذلك الحِبْسُ عن غَيره: للثوب الذي يُطرَح على ظهر الفراش للنَّوم.
والحِبْس - أيضاً -: نِطاق الهَودَج.
والحِبْس: سِوار من فِضَّة يٌجعل في وَسَطِ القِرام، وهو سِتر يُجمَع به ليضيء البيت. وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - أبا عبيدة بن الجرّاح - رضي الله عنه - يوم الفتحِ على الحُبُسِ - بضمَّتين - أو الحُبَّسِ - مثال رُكَّعٍ - أو الحُسَّرِ. وهم الرَّجَّالة عن القُتْبيّ قال: سُمُّوا بذلك لِتَحَبُّسِهِم عن الرُّكبانِ وتأخَّرهم، قال: وأحسِب الواحد حبيساً، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ، ويجوز أن يكون واحِدُهُم حابِساً؛ كأنَّهُ يحبِسُ من يسير من الرُّكبان بمَسيرِه.
وفي حديث شُرَيح بن الحارث: جاء محمد - صلى الله عليه وسلّم - بإطلاقِ الحُبُسِ. هي جَمْعُ حَبيسٍ، أراد ما كان أهل الجاهلية يحبِسونها من ظهور الحوامي والسوائِب والبَحائِر وما أشبهها، فنزل القرآن بإحلال ما حرَّموا منها فذلك إطلاقُها.
والحُبُسُ - في غير هذا -: كلُّ شيء وَقَفَه صاحبُه وّقفاً مؤبَّداً من نخلٍ وكرم، يَحبِس أصله ويُسَبِّلُ غَلَّتَه. ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلَّم - ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد مَنَعَ أبو جَهَم وخالِد بن الوليد والعبّاس، فقال: أمّا أبو جَهْم فلم يَنتَقِم منّا إلاّ أنْ أغْناهُ الله ورسوله من فضلِه، وأمّا خالد بن الوليد فإن الناس يظلِمونَ خالداً؛ إنَّ خالداً قد جعل رَقيقَه وأمواله وأعْتُدَهُ حُبُساً في سبيل الله، وأما العبّاس فإنَّها عليه ومثلُها مَعَها. المعنى: أنّه كان أخَّرَ عنهُ الصدقة عامين، وليس وجهُ ذلك إلاّ أن تكون حاجَةٌ بالعبّاس - رضي الله عنه - إليها. والأعتُدُ: جمع العتاد؛ وهو ما يُعِدُّه الإنسان من آلةِ الحرب.
والحبائسُ: الإبلُ التي كانت تُحبَسُ عند البيوت لكرمها، قال ذو الرمّة يصِفُ فَحلاً:
سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحيا بناتِهِ ... مَقَاليتُها فهيَ اللُّبابُ الحَبَائسُ
وحُبسانُ - مثال عُثمان -: ماءٌ غربيَّ طريق الحاج من الكوفة.
وأحْبَسْتُ فَرَساً في سبيل الله: أي وقَفتُ؛ فهو مُحبَس وحَبيس. قال ابنُ دُرَيد: وهذا أحدُ ما جاء على فَعيل من أفعَل.
وحبَّستُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ تَحْبيساً: أي سَتَرتُه به، مِثْلُ حَبَسْتُهُ حَبْساً.
وتَحبيس الشيء: ألاّ يورَثَ ولا يُبَاع ولا يوهَبَ، لكن يُتْرَك أصلَهَ ويُجعَل ثَمَرُهُ في سبيل الله.
واحتَبَسَ الشيء، مثل حَبَسَهُ، واحْتَبَسَ - أيضاً - بنَفْسِه، يتعدّى ولا يتعدّى.
وتحبَّسَ على كذا: أي حَبَسَ نفسه على ذلك.
وحابَسَ الرجل صاحِبَه، قال العجّاج:
إذا الولوعُ بالوَلُوعِ لَبَّسا ... حَتْفَ الحمامِ والنُّحوسِ النُّحَّا
وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا ... وجَدْتَنا أعزَّ مَنْ تَنَفَّسا

حبس: حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً، فهو مَحْبُوس وحَبِيسٌ، واحْتَبَسَه

وحَبَّسَه: أَمسكه عن وجهه. والحَبْسُ: ضدّ التخلية. واحْتَبَسَه

واحْتَبَسَ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى. وتَحَبَّسَ على كذا أَي حَبَس نفسه على ذلك.

والحُبْسة، بالضم: الاسم من الاحْتِباس. يقال: الصَّمْتُ حُبْسَة.

سيبويه: حَبَسَه ضبطه واحْتَبَسَه اتخذه حَبيساً، وقيل: احْتِباسك إِياه

اختصاصُك نَفْسَكَ به؛ تقول: احْتَبَسْتُ الشيء إِذا اختصصته لنفسك

خاصة.والحَبْسُ والمَحْبَسَةُ والمَحْبِسُ: اسم الموضع. وقال بعضهم:

المَحْبِسُ يكون مصدراً كالحَبْس، ونظيره قوله تعالى: إِلى اللَّه مَرْجِعُكم؛

أَي رُجُوعكم؛ ويسأَلونك عن المَحِيضِ؛ أَي الحَيْضِ؛ ومثله ما أَنشده

سيبويه للراعي:

بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ،

لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلا

أَي قَيْلُولة. قال ابن سيده: وليس هذا بمطرد إنما يقتصر منه على ما

سمع. قال سيبويه: المَحْبِسُ على قياسهم الموضع الذي يُحْبَس فيه،

والمَحْبَس المصدر. الليث: المَحْبِسُ يكون سجناً ويكون فِعْلاً كالحبس. وإِبل

مُحْبَسَة: داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْي. وفي حديث طَهْفَةَ: لا

يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ، وهو اللبن، عن

المَرْعَى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ ما عليها من الزكاة لما

في ذلك من الإِضرار بها. وفي حديث الحُدَيبِية: حَبَسها حابِسُ الفيل؛

هو فيل أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الذي جاء يقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه

الفيلَ فلم يدخل الحرم ورَدَّ رأْسَه راجعاً من حيث جاء، يعني أَن اللَّه

حبس ناقة رسوله لما وصل إِلى الحديبية فلم تتقدم ولم تدخل الحرم لأَنه

أَراد أَن يدخل مكة بالمسلمين. وفي حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ

ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الزمخشري وقال:

الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره، أَي أَنها صوابر على العطش تؤخر

الشُّرْبَ، والرواية بالخاء والنون.

والمَِحْبَسُ: مَعْلَفُ الدابة.

والمِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ، وقد حَبَسَ الفِراشَ

بالمِحْبَس، وهي المِقْرَمَةُ التي تبسط علة وجه الفِراشِ للنوم.

وفي النوادر: جعلني اللَّه رَبيطَةً لكذا وحَبِيسَة أَي تذهب فتفعل

الشيء وأُوخَذُ به. وزِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِك للماء، وتسمى مَصْنَعَة الماءِ

حابِساً، والحُبُسُ، بالضم: ما وُقِفَ. وحَبَّسَ الفَرَسَ في سبيل اللَّه

وأَحْبَسَه، فهو مُحَبَّسٌ وحَبيسٌ، والأُنثى حَبِيسَة، والجمع حَبائس؛

قال ذو الرمة:

سِبَحْلاً أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَنانِه

مَقالِيتُها، فهي اللُّبابُ الحَبائِسُ

وفي الحديث: ذلك حَبيسٌ في سبيل اللَّه؛ أَي موقوف على الغزاة يركبونه

في الجهاد، والحَبِيسُ فعيل بمعنى مفعول. وكل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه

حَبيسٌ. الليث: الحَبيسُ الفرس يجعل حَبِيساً في سبيل اللَّه يُغْزى عليه.

الأَزهري: والحُبُسُ جمع الحَبِيس يقع على كل شيء، وقفه صاحبه وقفاً

محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل وكرم ومُسْتَغَلٍّ، يُحَبَّسُ أَصله

وقفاً مؤبداً وتُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلى اللَّه عز وجل، كما قال النبي،

صلى اللَّه عليه وسلم، لعمر في نخل له أَراد أَن يتقرب بصدقته إِلى

اللَّه عز وجل فقال له: حَبِّسِ الأَصلَ وسَبِّل الثمرة؛ أَي اجعله وقفاً

حُبُساً، ومعنى تحبيسه أَن لا يورث ولا يباع ولا يوهب ولكن يترك أَصله ويجعل

ثمره في سُبُلِ الخير، وأَما ما روي عن شُرَيْح أَنه قال: جاءَ محمد،

صلى اللَّه عليه وسلم، بإِطلاق الحُبْس فإِنما أَراد بها الحُبُسُ، هو جمع

حَبِيسٍ، وهو بضم الباء، وأَراد بها ما كان أَهل الجاهلية يَحْبِسُونه من

السوائب والبحائر والحوامي وما أَشبهها، فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا

يحرّمون منها وإِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها. قال ابن

الأَثير: وهو في كتاب الهروي باسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف،

فإِن صح فيكون قد خفف الضمة، كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ، بالسكون،

والأَصل الضم، أَو أَنه أَراد به الواحد. قال الأَزهري: وأَما الحُبُسُ التي

وردت السنَّة بتحبيس أَصلها وتسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها

المصطفى، صلى اللَّه عليه وسلم، وعلى ما أَمر به عمر، رضي اللَّه عنه، فيها.

وفي حديث الزكاة: أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل

اللَّه؛ أَي وقفاً على المجاهدين وغيرهم. يقال: حَبَسْتُ أَحْبِسُ

حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت، والاسم الحُبس، بالضم؛

والأَعْتُدُ: جمع العَتادِ، وهو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب، وقد

تقدم. وفي حديث ابن عباس: لما نزلت آية الفرائض قال النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم: لا حُبْسَ بعد سورة النساء، أَي لا يُوقَف مال ولا يُزْوَى عن

وارثه، إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت ونسائه،

كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن

أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم. قال ابن الأَثير: وقوله لا حبس، يجوز

بفتح الحاء على المصدر ويضمها على الاسم.

والحِبْسُ: كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ؛ وقيل:

الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ ويَسقوا

أَموالَهُم، والجمع أَحْباس، سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ؛

قال أَبو زرعة التيمي:

من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ،

رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ

فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ،

أَمْعَسُها يا صاحٍ، أَيَّ مَعْسِ

حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي،

تلك سُلَيْمَى، فاعْلَمَنَّ، عِرْسِي

الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ. والمَعْسُ: النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ

ودُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه. وفي الحديث: أَنه سأَل أَين حِبْسُ

سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضيء منها أَعناق الإِبل ببصري؛ هو

من ذلك. وقيل: هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة

لوسعهم. وحِبْسُ سَيَل: اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم، بينها وبين

السَّوارِقيَّة مسيرة يوم، وقيل: حُبْسُ سَيَل، بضم الحاء، الموضع

المذكور.والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس؛ أَبو عمرو: الحَِبْس مثل المَصْنَعة

يجعل للماء، وجمعه أَحْباسٌ. والحِبْس: الماء المستنقع، قال الليث: شيء

يحبس به الماء نحو الحُِباسِ في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء،

والحُباسة في كلام العرب: المَزْرَفَة، وهي الحُِباسات في الأَرض قد أَحاطت

بالدَّبْرَةِ، وهي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء

إِلى غيرها. ابن الأَعرابي: الحَبْسُ الشجاعة، والحِبْسُ، بالكسر

(* قوله

«والحبس بالكسر» حكى المجد فتح الحاء أَيضاً)، حجارة تكون في فُوْهَة

النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ. والحِبْسُ: نِطاق الهَوْدَج. والحِبْسُ:

المِقْرَمَة. والحِبْسُ: سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ، وهو سِتْرٌ يُجْمَعُ

به ليُضِيء البيت. وكَلأٌ حابسٌ: كثير يَحْبِسُ المالَ.

والحُبْسَة والاحْتِباس في الكلام: التوقف. وتحَبَّسَ في الكلام:

توقَّفَ. قال المبرد في باب علل اللسان: الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته،

والعُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام. ابن الأَعرابي: يكون الجبل

خَوْعاً أَي أَبيض ويكون فيه بُقْعَة سوداء، ويكون الجبلُ حَبْساً أَي

أَسودَ ويكون فيه بقعة بيضاء. وفي حديث الفتح: أَنه بعث أَبا عبيدة على

الحُبْسِ؛ قال القُتَيبي: هم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان

وتأَخرهم؛ قال: وأَحْسِبُ الواحد حَبيساً، فعيل بمعنى مفعول، ويجوز أَن يكون

حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره. قال ابن الأَثير:

وأَكثر ما يروى الحُبَّس، بتشديد الباء وفتحها، فإِن صحت الرواية فلا يكون

واحدها إِلا حابساً كشاهد وشُهَّد، قال: وأَما حَبيس فلا يعرف في جمع

فَعِيل فُعَّلٌ، وإِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير ونُذُر، وقال الزمخشري:

الحُبُسُ، بضم الباء والتخفيف، الرَّجَّالة، سموا بذلك لحبسهم الخيالة

ببُطْءِ مشيهم، كأَنه جمع حَبُوس، أَو لأَنهم يتخلفون عنهم ويحتبسون عن بلوغهم

كأَنه جمع حَبِيسٍ؛ الأَزهري: وقول العجاج:

حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحْسا

التي لا يدري كيف يتجه لها.

وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا

أَراد: وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ، فقلبه ونصبه، ومثله كثير.

وقد سمت حابِساً وحَبِيساً، والحَبْسُ: موضع. وفي الحديث ذكر ذات

حَبِيس، بفتح الحاء وكسر الباء، وهو موضع بمكة. وحَبِيس أَيضاً: موضع

بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ. وحابِسٌ: اسم أَبي الأَقرع التميمي.

حبس
الحَبْسُ: المَنْعُ والإمساكُ، وَهُوَ ضِدُّ التَّخْلِيَة، كالمَحْبَسِ، كمقْعَد، قَالَه بعضَهم، ونظيرُه قولُه تَعَالَى: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ أَي رُجوعُكُم ويَسْأَلُونَكَ عَن المَحِيضِ قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بمُطَّرِدٍ، إنَّما يُقْتَصَرُ مِنْهُ على مَا سُمِعَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: المَحْبِسُ على قِياسِهِم: المَوضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ، والمَحْبَسُ: المَصْدَرُ، وَقَالَ الليثُ: المَحْبِسُ يكونُ سِجْناً، وَيكون فِعلاً، كالحَبْسِ، حبَسَهُ يَحْبِسُه، من حَدّ ضَرَبَ، حَبْساً، فَهُوَ مَحْبُوسٌ وحَبِيسٌ. الحَبْسُ: الشَّجاعَةُ، عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. الحَبْسُ: ع أَو جَبَلٌ فِي دِيارِ بَني أَسَد، ويُكْسَرُ، وَبِهِمَا رُويَ بيتُ الحارثِ بنِ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيِّ:
(لِمَن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ ... آياتُها كمَهارِقِ الفُرْسِ)
نقلَهما الصَّاغانِيُّ، ورُويَ بالضَّمِّ أَيضاً، فَهُوَ إِذا مثلَّثٌ. الحَبْسُ: الجَبَلُ الأَسوَدُ العَظيمُ، عَن أَبي عَمْرو، وأَنشدَ:
(كأَنَّه حَبْسٌ بلَيْلٍ مُظْلِمُ ... جَلَّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ)
وَقَالَ ثعلَبٌ يكونُ الجَبَلُ خَوْعاً، أَي أَبيَضَ ويكونُ بقعَةٌ سَوداءُ، ويَكونُ الجَبَلُ حَبْساً، أَي أَسودَ تكونُ فِيهِ بقعَةٌ بيضاءُ. الحِبْسُ، بالكَسرِ: خَشَبَةٌ أَو حِجارَةٌ تُبْنَى فِي مَجْرَى الماءِ لِتَحْبِسَه كي يَشْرَبَ القومُ ويَسْقُوا أَموالَهُم. ويُفتَحُ، حكاهُ العامِرِيُُّ، والجَمْعُ أَحْباسٌ، وَقيل: مَا سُدَّ بِهِ مَجرى الْوَادي فِي أَيِّ مَوضِعٍ: حَبْسٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: هِيَ حِجارَةٌ تُوضَعُ فِي فوهَةِ النَّهْرِ تَمنعُ طُغيانَ الماءِ. قَالَ أَبو عَمْرو: الحِبْسُ كالمَصْنَعَةِ تُجعَلُ للماءِ، والجَمْعُ أَحْباسٌ. الحِبْسُ: نِطاقُ الهَوْدَجِ. الحِبْسُ: المِقرَمَةُ، وَهِي: ثَوْبٌ يُطْرَحُ على ظَهْرِ الفِراشِ للنَّومِ عليهِ. قَالَ ابنُ عَبّاد: الحِبْسُ: الماءُ المَجموعُ الَّذِي لَا مادَّةَ لهُ، سُمِّيَ باسم مَا يُسَدُّ بهِ، كَمَا يُقالُ لهُ: نِهْيٌ أَيضاً، قَالَ) أَبو زُرْعَةَ التَّمِيمِيُّ:
(منْ كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِزِ المَجَسِّ ... رابٍ مُنيفٍ مثلِ عَرضِ التُّرْسِ)

(فَشِمْتُ فِيهَا كعَمُودِ الحِبْسِ ... أَمْعَسُها يَا صاحِ أَيَّ مَعْسِ)

(حَتَّى شَفَيْتُ نَفسها من نَفْسِي ... تلكَ سُلَيمَى فاعْلَمَنَّ عِرْسِي)
الحِبْس: سِوارٌ من فِضَّةٍ يُجْعَلُ فِي وسَطِ القِرامِ، وَهُوَ سِتْرٌ يُجْمَعُ بِهِ ليُضِيءَ البيْتُ. فِي حَدِيث الفتحِ أَنَّه بعثَ أَبا عُبيدةَ على الحُبُسِ، ضبَطَه الزَّمخشريُّ، بضمَّتينِ، وَقَالَ: همُ الرَّجّالةُ. قَالَ القُتَيْبِيُّ: ورواهُ بضَمٍّ فَسُكُون، سُمُّوا بذلك لتحَبُّسِهم الخَيَّالَةَ ببُطء مَشْيِهِم، كأَنّه جمعُ حَبُوس، أَو لأَنَّهم يَتَخَلَّفونَ عنهُم، ويحْتَبسُون عَن بُلُوغِهِم، كأَنّه جَمْعُ حَبِيسٍ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: وأَحسبُ الواحِدَ حَبيساً، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُول، ويَجوز أَن يكونَ حابِساً، كأَنّه يَحْبِسُ مَن يسيرُ من الرُّكْبانِ بمَسيرِه، كالحُبَّسِ، كرُكَّع. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَكثَرُ مَا يُروَى هَكَذَا، فَإِن صَحَّتِ الرِّوايَةُ فَلَا يكون واحِدُها إلاّ حابِساً، كشاهِدٍ وشُهَّدٍ، قَالَ: وأَمّا حَبيسٌ فَلَا يُعرَفُ فِي جَمْعِ فَعِيل فُعَّلٌ، وإنَّما يُعرَف فِيهِ فُعُلٌ كنَذيرٍ ونُذُرٍ. منَ المَجاز: الحُبُسُ: كُلُّ شيءٍ وقَفَه صاحِبُه وَقفاً مُحَرَّماً لَا يُباعُ وَلَا يُورَثُ من نَخْلٍ أَو كَرْمٍ أَو غَيرهَا، كأَرْضٍ أَو مُسْتَغَل ٍّ يُحَبَّسُ أَصلُه وتُسَبَّلُ غَلَّتُه، هَكَذَا فِي سَائِر الأُصول، وَفِي بعض الأُمَّهاتِ: ثَمَرَتُه، أَي تَقَرُّباً إِلَى الله تَعَالَى، كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لعُمَرَ فِي نَخْلٍ لَهُ أَرادَ أَن يتقَرَّبَ بصَدَقَته إِلَى الله عزّ وجَلَّ، فَقَالَ لهُ: حَبِّس الأَصْلَ وسَبِّل الثَّمَرَةَ. أَي اجعلْه وَقفاً حُبُساً. وَمَا رُويَ عَن شُرَيْحٍ أَنه قَالَ: جاءَ مُحَمَّد صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بإطلاقِ الحُبُسِ. إنَّما أَرادَ بهَا مَا كَانَ من أَهل الجاهليَّة يَحبِسونَه من السَّوائبِ، والبَحائِر، والحَوامِي، وَغَيرهَا، والمَعنى أَنَّ الشَّريعةَ أَطلَقَتْ مَا حَبَسُوا وحلَّلَتْ مَا حَرَّموا، وَهُوَ جَمْعُ حَبيسٍ، وَقد رَوَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغريبَين بِإِسْكَان الباءِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: فإنْ صَحَّ فيكونُ قد خفَّفَ الضَّمَّةَ، كَمَا قَالُوا، فِي جَمْعِ رَغيفٍ: رُغْفٌ، بِالسُّكُونِ، والأَصلُ الضَّمّ. والحُبْسَة، بالضَّمّ: الاسمُ من الاحْتِباس، يُقَال: الصَّمتُ حُبْسَةٌ، وَهُوَ تَعَذُّرُ الكلامِ وتوقُّفُه عِنْد إرادَتِه، قَالَ المُبَرِّدُ فِي بَاب عِلَلِ اللِّسان قَالَ والعُقْلَة: الْتِواءُ اللِّسان عِنْد إرادةِ الكلامِ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحُبْسَةُ: ثِقَلٌ يَمْنَعُ من البَيان، فَإِن كَانَ الثِّقَلُ من العُجمَةِ فَهِيَ حُكْلَةٌ. منَ المَجاز: الحَبيسُ من الخَيل، كأميرٍ: المَوقوفُ فِي سَبِيل اللهِ على الغُزاةِ يركبونَه فِي الجِهادِ، كالمَحْبوسِ والمُحْبَس كمُكْرَمٍ، قَالَه اللَّيْث، وكلُّ مَا حُبِسَ بوَجهٍ حَبْسَاً واَحْبَسَه إحْباساً، وحَبَّسَه تَحْبِيساً، قَالَ ابنُ دُرَيْد: وَهَذَا أحدُ مَا)
جاءَ على فَعيلٍ من أَفْعَلَ، قَالَ شَيْخُنا: وَقَالَ قومٌ: الفَصيحُ: أَحْبَسه وحَبَّسَه تَحْبِيساً. وَحَبَسه، مُخفَّفاً، لغةٌ رديئةٌ، وَبِالْعَكْسِ وَقَفَه وأَوْقَفَه فإنّ الأفصَحَ وَقَفَه مُخفَّفاً، ووَقَّفَ مُشَدَّداً مُنكرَةٌ قليلةٌ.
قلتُ: وَفِي شرحِ الفَصيحِ لِابْنِ دَرَسْتَوَيْه: أمّا قولُه: أَحْبَسْتُ فرسا فِي سبيلِ الله، بِمَعْنى جَعَلْتُه مَحْبُوساً،ويُجعَلُ ثمَرُه فِي سبيلِ الله، هَكَذَا فُسِّرَ بِهِ حديثُ عمرَ السابقُ. واحْتَبَسَه: حَبَسَه، فاحْتَبسَ، لازِمٌ مُتعَدٍّ. وَتَحَبَّسَ على كَذَا، أَي حَبَسَ نَفْسَه عَلَيْهِ. وحابَسَ صاحِبَه، قَالَ العَجّاج:
(إِذا الوَلُوعُ بالوَلوعِ لَبَّسا ... حَتْفَ الحِمَامِ والنُّحوسِ النُّحَّسا)

(وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا ... وَجَدْتَنا أَعَزَّ مَن تَنَفَّسا)
وفُنونُ بنتُ أبي غالِبِ بنِ مَسْعُودِ بنِ الحَبُوس، كصَبُورٍ، الحَرْبِيَّة: مُحدِّثةٌ، رَوَتْ عَن عُبَيْد الله بن أحمدَ بنِ يوسُف. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: حَبَسَه: ضَبَطَه، قَالَه سِيبَوَيْهٍ. واحْتَبَسَه: اتَّخذَهُ حَبيساً، وَقيل: احْتِباسُكَ إيّاه: اخْتِصاصُكَ بِهِ نَفْسَكَ، تَقول: احْتَبَسْتُ الشيءَ، إِذا اخْتَصَصْتَه لنَفسِك خاصَّةً. وإبلٌ مُحْبَسَةٌ: داجِنَةٌ، كأنّها قد حُبِسَتْ عَن الرَّعْي، وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ: وَلَا يُحْبَسُ) دَرُّكُم. أَي لَا تُحبَسُ ذواتُ الدَّرِّ. وَفِي حديثِ الحُدَيْبِيَة: حَبَسَها حابِسُ الْفِيل. أَي فيلُ أَبْرَهةَ الحَبَشيِّ الَّذِي جاءَ يَقْصِدُ خَرابَ الكَعبةِ فَحَبَسَ اللهُ الفيلَ فَلم يدخلِ الحرَمَ، ورَدَّ رَأْسَه راجِعاً من حيثُ جَاءَ. والمَحْبِس: مَعْلَفُ الدَّابَّةِ. وَفِي النَّوادِر: جَعَلَني اللهُ رَبيطةً لكذا وحَبيسَةً، أَي تَذْهَبُ فَتَفْعلُ الشيءَ وأُوخَذُ بِهِ. والحابِسُ: مَصْنَعةُ الماءِ. وزِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِكُ المَاء. والحُبُس، بالضَّمّ: مَا وُقِفَ. والحَبائِس: جَمْعُ حَبيسةٍ، وَهِي مَا حُبِسَ فِي سبيلِ الخَير. وحبْسُ سَيَلَ: إِحْدَى قرى سُلَيْمٍ، وهما حَرّتانِ بَينهمَا فَضاءٌ، كِلتاهُما أقَلُّ من مِيلَيْن، وَقيل: هُوَ بينَ حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ وبينَ السُّوارِقِيَّةِ، وَقيل: هُوَ بضمِّ الحاءِ، وَقيل: هُوَ طريقٌ فِي الحَرَّةِ يَجْتَمعُ فِيهِ ماءٌ لَو وَرَدَتْ عَلَيْهِ أمَّةٌ لوَسِعَهم. والحُبَاسةُ والحِباسَة كالحِبْسِ، بالكَسْر، وَقَالَ اللَّيْث: الحُبَاساتُ فِي الأرضِ الَّتِي تُحيطُ بالدَّبْرَة، وَهِي المَشارَةُ يُحبَسُ فِيهَا الماءُ حَتَّى تَمْتَلِئَ، ثمّ يُساقَ الماءُ إِلَى غَيْرِها. وكَلأٌ حابِسٌ: كثيرٌ يَحْبس المالَ. وَقد سَمَّوْا حابِساً وحُبَيْساً. والأقرعُ بنُ حابِسٍ التَّميميِّ مشهورٌ.
وحابِسُ بنُ سعد كَانَ على طَيِّئٍ بالشامِ مَعَ مُعاويةَ فقُتِلَ يومَ صِفِّين. وَأَبُو منصورِ بنُ حَبَاسَةَ، كَسَحَابةٍ، صاحبُ المدرسَةِ بالإسْكَندرِيَّةِ، وآلُ بَيْتِه حدَّثوا. والخُسُّ بنُ حابِسٍ الإيادِيُّ، يَأْتِي ذِكرُه فِي خس. وَأَبُو حَبيسٍ، كأميرٍ: مُحَمَّد بنُ شُرَحْبيل، شيخٌ لعُبَيْدِ الله بنِ مُوسَى. وحَبيسُ بنُ عابِدٍ المِصريُّ والِدُ جَعْفَرٍ وعليٍّ، حدَّثَ هُوَ ووالَداه.

حبس

1 حَبَسَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. حَبْسٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and مَحْبَسٌ, (Lth, Sb, K,) He confined, restricted, limited, kept in, prevented from escape, kept close, kept within certain bounds or limits, shut up, imprisoned, held in custody, detained, retained, arrested, restrained, withheld, debarred, hindered, impeded, or prevented, him or it; contr. of خَلَّاهُ; (S, TA;) syn. مَنَعَهُ, (A, Mgh, Msb, K, TA,) and أَمْسَكَهُ; (TA;) as also ↓ احتبسهُ: (S, K: *) and i. q. ضَبَطَهُ (Sb, TA in this art) or ضَبَطَ عَلَيْهِ (TA in art. ضبط) [he took, held, or retained, him or it, strongly, vehemently, or firmly; &c.]. You say, لَا يُحْبَسُ دَرُّكُمْ meaning, لَا تُحْبَسُ ذَوَاتُ الدَّرِ [Your milch animals shall not be confined, or restrained from pasturing]. (TA.) And حَبَسَ المِلْكَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) [He confined, or restricted, the property to him, by will or otherwise]. (Mgh in art. وقف.) And حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى

كَذَا [He confined, or restricted, himself to such a thing]. (S and K voce تحبّس.) And حَبَسَهُ عَنْ وَجْهِهِ [He restrained, or withheld, him from his course, purpose, or object]. (S in art. الت; &c.) And حَبَسَهُ عَنْ حَاجَتِهِ [He withheld, or debarred, him from the thing that he wanted]. (K in art. بيت; &c.) b2: [Hence,] حَبَسَهُ, (IDrst, Mgh, Msb, K,) inf. n. حَبْسٌ; (TA;) and ↓ احبسهُ, (S, IDrst, Mgh, Msb, K, [in one copy of the S, and in one of the A, ↓ احتبسهُ, which is perhaps allowable,]) inf. n. إِحْبَاسٌ; (TA;) and ↓ حبّسهُ, (IDrd, Mgh,) inf. n. تَحْبِيسٌ; (IDrd, TA;) فِى

سَبِيلِ اللّٰهِ; (S, IDrst, A, Mgh;) (tropical:) He bequeathed it, or gave it, (namely, a horse, S, IDrst, A, Mgh, K,) unalienably, (S, IDrst, Mgh, Msb, K,) to be used in the cause of God, or religion; (S, IDrst, A, Mgh, K;) i. e., to the warriors, to ride it in war against unbelievers and the like: (TA:) it is said that the chaste forms are ↓ احبسهُ and ↓ حبّسهُ: (TA:) or the latter of these two is sometimes used; (Mgh;) but has an intensive signification [or is applied to several objects]: (Msb:) حَبَسهُ is said to be a bad form; (TA;) it is used by the vulgar, but is allowable: ↓ احبسهُ is used in preference, to signify the bequeathing or giving of horses and other articles of property that are forbidden to be [afterwards] sold or given, to distinguish between that which is so forbidden and that which is not: (IDrst, TA:) the reverse is the case with respect to وَقَفَهُ and أَوْقَفَهُ and وَقَّفَهُ; for the first of these three is the most chaste, and the last of them is disapproved and rare: (TA:) شَيْئًا ↓ حبّس, inf. n. تَحْبِيسٌ, signifies (assumed tropical:) He made a thing to remain in itself unalienable, (K, * TA,) not to be inherited nor sold nor given away, (TA,) assigning the profit arising from it to be employed in the cause of God, or religion. (K, TA.) Mohammad is related to have said to 'Omar, respecting some palm-trees belonging to the latter, (Mgh, TA,) which he (the latter) desired to give in charity, (TA,) الأَصْلَ ↓ حَبِّسِ وَسَبِّلِ الثَّمَرَةَ (tropical:) Make thou the property itself to remain unalienable, (Mgh, TA,) in perpetuity, (Mgh,) not to be inherited nor sold nor given away, (TA,) and assign thou the profit arising therefrom to be employed in the cause of God, or religion. (Mgh, TA.) [See حَبِيسٌ.]2 حَبَّسَ see 1, in four places.3 حابس صَاحِبَهُ, (K,) inf. n. مُحَابَسَةٌ, (TK,) i. q. حَبَسَ [He confined his companion, or restricted him, &c.]: or [more probably, and agreeably with analogy,] he confined his companion, &c., the latter doing the same to him. (TK.) 4 أَحْبَسَ see 1, in three places.5 تحبّس عَلَى كَذَا He confined, restricted, limited, restrained, or withheld, himself (حَبَسَ نَفْسَهُ) to such a thing. (S, K.) تحبّس عَنِ الرُّكْبَانِ He held back from the riders. (TA.) تحبّس فِى

الأَمْرِ [He withheld himself, or held back, in, or respecting, the affair]. (TA in art. حوز.) 7 إِنْحَبَسَ see 8.8 احتبس quasi-pass. of حَبَسَهُ; He, or it, was or became, confined, restricted, limited, &c.; and he confined, restricted, limited, &c., himself; (S, A, K;) [as also ↓ انحبس; but this latter is probably post-classical.] b2: Said of urine [as meaning It became suppressed]. (S and Msb in art. حقب; &c.) A2: احتبسهُ syn. with حَبسَهُ, which see, in two places. (S, K.) b2: Also He appropriated it to himself; restricted it to his own special possession: (A, TA:) or he made, or constituted, it (اِتَّخَذَهُ) what is termed حَبِيس. (TA.) حَبْسٌ A place of confinement, restriction, imprisonment, or the like; a prison; a jail; (A, Msb;) as also ↓ مَحْبَسٌ, (Lth, A, TA,) which is also an inf. n.; (Lth, TA;) or, accord. to analogy, ↓ مَحْبِسٌ: (Sb, TA:) pl. of the first, حُبُوسٌ; (Msb;) and of the second [and third], مَحَابِسُ. (A.) A2: See also حِبْسٌ.

حُبْسٌ a contraction of حُبُسٌ, which is pl. of حَبِيسٌ [q. v.]. (IAth, TA.) حِبْسٌ A dam constructed of wood or stones, in a channel of water, to confine the water, (S, K,) that people may drink from it and water their beasts; (S, TA;) as also ↓ حَبْسٌ: (El-'Ámiree, K:) pl. أَحْبَاسٌ (S, TA) and حِبَاسٌ: (Meyd, in Golius:) or a dam by which the water-course of a valley is obstructed, in any place where it is confined: (TA:) or stones put in the mouth of a river or rivulet or the like, preventing the overflowing of the water: (IAar, TA:) or a مَصْنَعَة for water; [i. e. a thing like a حَوْض, or water-ing-trough for beasts &c., in which the rain-water is collected;] (S;) as also ↓ حَابِسٌ: (TA:) or a thing like a مَصْنَعَة for water: (AA, K:) pl. أَحْبَاسٌ: (AA, TA:) and ↓ حُبَاسَةٌ and ↓ حِبَاسَةٌ signify the same as حِبْسٌ: or, accord. to Lth, the حباسات in a piece of land are what surround a [portion of ground such as is called] دَبْرَةٌ, which is the same as a مَشَارَة, in which the water is confined until they are full, when it is made to flow to other parts: (TA:) or a حِبْس is what is surrounded by dams [or by ridges of earth] which confine, or retain, the water [for irrigation]; as also مَشَارَةٌ and دَبْرَةٌ. (R, TA in art. شور.) b2: Also Water collected, and having no supply to increase it: (Ibn-'Abbád, K:) thus called by the name of that by which it is confined. (TA.) حُبْسَةٌ a subst. from اِحْتِبَاسٌ [signifying A state of confinement, restriction, limitation, &c.]: you say, الصَّمْتُ حُبْسَةٌ [Speechlessness is a state of restriction]. (S, TA.) b2: [Hence,] A difficulty of utterance which prevents one's speaking distinctly; (A;) a difficulty of speech, (Mbr, K,) and hesitation, (Mbr, TA,) when one desires to speak; (Mbr, K;) a hesitation in speech. (Msb.) حَبِيسٌ i. q. ↓ مَحْبُوسٌ, [pass. part. n. of 1,] Confined; restricted; limited; &c. (TA.) b2: (tropical:) Anything bequeathed, or given, unalienably, (Lth, Mgh, Msb,) for the sake of God; whether an animal or land or a house; (Mgh;) as also ↓ مَحْبُوسٌ and ↓ مُحَبَّسٌ and ↓ مُحْبَسٌ: (Msb:) pl. of the first حُبُسٌ, (Mgh, Msb,) and, by contraction, حُبْسٌ: (Msb:) حَبِيسٌ is used as a sing. and as a pl.: (Msb:) it is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; and is sometimes used in the place of the pass. part. n. of حَبَّسَ: (TA:) it is also particularly applied to a horse bequeathed, or given, unalienably, to be used in the cause of God, or religion; (S, A, * Mgh, K;) i. e., to the warriors, to ride it in war against unbelievers and the like; (TA;) as also ↓ مُحْبَسٌ (S, Mgh, K) and ↓ مَحْبُوسٌ: (K:) and حُبْسٌ, (S,) or حُبُسٌ, (K,) to what is, or are, bequeathed, or given, unalienably, (S, K,) not to be sold nor inherited, (TA,) of palm-trees, or vines, &c., (K,) as land, and anything that is a source of profit, (TA,) itself to remain unalienable, and the profit arising therefrom to be employed in the cause of God, or religion: (K, TA:) but the حُبُس which Mohammad is related to have made common property were what the pagan Arabs bequeathed, or gave, unalienably, for (عَلَى [so in the TA, and this I regard as the true reading, rather than مِن, which is the reading in the Mgh and L,]) the [camels called]

سَوَائِب and بَحَائِر, and such as was called حَامٍ: (Mgh, L, TA:) Hr, in the Ghareebeyn, gives the reading حُبْس, which, says IAth, if correct, is a contraction of حُبُس. (TA.) [From حُبْس, used as a subst., has been formed, app. in postclassical times, the pl. أَحْبَاسٌ: see De Sacy's

“ Chrest. Ar.,” sec. ed., vol. i. p. 189.] ↓ حَبِيسَةٌ, also, [used as a subst.,] signifies (assumed tropical:) A thing that is bequeathed, or given, unalienably, in the way of beneficence: and its pl. is حَبَائِسُ. (TA.) حُبَاسَةٌ and حِبَاسَةٌ: pl. حُبَاسَاتٌ: see حِبْسٌ.

حَبِيسَةٌ: see حَبِيسٌ, last sentence.

حَبَّاسٌ A jailer.]

حَابِسٌ [act. part. n. of حَبَسَ; Confining; restricting; limiting; &c.]: pl. حُبَّسٌ. (IAth, TA.) [Hence,] حَابِسُ الفِيلِ The Restrainer of the Elephant: an epithet applied to God; alluding to the case of Abrahah. [See Kur ch. cv.] (TA.) And زِقٌّ حَابِسٌ A skin that retains the water [&c.]. (TA.) And كَلَأْ حَابِسٌ Herbage that is abundant, and retaining the water. (TA.) b2: See also حِبْسٌ.

A2: Also i. q. مَحْبُوسٌ, or ذُو حَبْسٍ. (Ham p. 188.) مَحْبَسٌ and مَحْبِسٌ: see حَبْسٌ. b2: Also, the latter, [or both,] The manger, or stable, of a beast. (TA.) مُحْبَسٌ: see حَبِيسٌ, in two places.

مُحَبَّسٌ: see حَبِيسٌ.

مَحْبُوسٌ: see حَبِيسٌ, in three places.

إِبْلٌ مُحْتَبِسَةٌ Camels that remain at the house; syn. دَاجِنَةٌ: as though they were restrained from pasturing. (TA.)

السنة

السنة
انظر: القراءة سنة.
السنة: بالكسر، مجال النعاس في العينين قبل أن يستغرق الحواس ويخامر العقل.
السنة: بالضم: طريقة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي كان يتحراها، وسنة الله طريقة حكمته وطريقة طاعته، ذكره الراغب. وقال ابن الكمال: السنة لغة الطريقة مرضية كانت أو لا. وشرعا الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب.
السنة: بالفتح والتخفيف: أمد تمام دورة الشمس، وتمام ثنتي عشرة دورة للقمر. السنة الشمسية ربع يوم وخمسة وستون وثلاثمائة يوم. والسنة القمرية أربعة وخمسون وثلاثمائة يوم وثلاث عشر يوما، فتكون السنة الشمسية زائدة على القمرية بأحد عشر يوما وجزء من إحدى وعشرين جزءا من يوم.

كحت

كحت


كَحَتَ
أَكْحَتُa. Short.

كحت



أَكْحَتُ Short, (K,) as an epithet applied to a man. (TA.)
كحت
: (لأَكْحَتُ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحِب اللِّسَان، وَقَالَ الصّاغانيّ: هُوَ الرَّجُلُ (القَصِيرُ) :
كحت
كحَتَ يَكحَت، كَحْتًا، فهو كاحِت، والمفعول مَكْحوت
• كحَت العظامَ: حكَّها أو كشَطها بآلة جراحيّة. 

كَحْت [مفرد]: مصدر كحَتَ. 

مِكْحَتَة [مفرد]: ج مَكاحِتُ: اسم آلة من كحَتَ: (طب) آلة جراحة لها شكل ملعقة أطرافها حادّة وقاطعة، تستعمل لكحت الرَّحِم، أو حكّ العِظام. 

أَفْعَل التفضيل ممَّا الوصف منه على «أَفْعَل فَعْلاء»

أَفْعَل التفضيل ممَّا الوصف منه على «أَفْعَل فَعْلاء»

مثال: هَذِه الشجرة أَخْضَر من غيرها
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء أفعل التفضيل من الفعل الذي يأتي الوصف منه على أفعل فَعْلاء.

الصواب والرتبة: -هذه الشجرة أخضر من غيرها [فصيحة]-هذه الشجرة أشَدّ خُضْرة من غيرها [فصيحة]
التعليق: (انظر: صوغ «أفعل التفضيل» مما الوصف منه على «أَفْعَل فَعْلاء»).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.