من (ج و د) من يأتي الجيد من قول أو عمل، والسخي الباذل لنفسه وماله، والمطر الشديد.
من (ج و د) من يأتي الجيد من قول أو عمل، والسخي الباذل لنفسه وماله، والمطر الشديد.
نحط: الأَزهري: النَّحْطةُ داء يُصِيبُ الخيل والإِبل في صدورها لا تكاد
تسلم منه. والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفِير. وقال الجوهري: النحطُ الزفير،
وقد نَحَطَ يَنْحِط، بالكسر؛ قال أُسامة الهُذلِيُّ:
مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ،
إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ
ابن سيده: ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضرب بثوبه على الحجر وتنفَّسَ
ليكون أَرْوَحَ له؛ قال الأَزهري: وأَنشد الفرّاء:
وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ الليل، نَحْطةً
تَقضَّبُ منها، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها
(* هذا البيت للنابغة، وفي ديوانه: تقضقضُ بدل تقضب.)
ابن سيده: النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ البكاء، نحَط
يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً. والنَّحِيطُ أَيضاً: صوت معه توجُّع، وقيل: هو صوت
شبيه بالسُّعال. وشاةٌ ناحِط: سَعِلة وبها نَحْطةٌ. والنَّحِيطُ:
الزَّجْرُ عند المَسْأَلة. والنَّحِيط والنَّحْطُ: صوتُ الخيلِ من الثِّقَل
والإِعْياء يكون بين الصدْرِ إِلى الحَلْق، والفِعلُ كالفِعْل. ونحَط الرجلُ
يَنْحِط إِذا وقعت فيه القَناةُ فصوَّت من صَدْره.
والنَّحّاطُ: المُتَكَبّر الذي يَنْحِط من الغَيْظِ؛ قال:
وزادَ بَغْي الأَنِفِ النحّاطِ
مجج: مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ به: رَماه؛
قال رَبيعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَليّ:
وطَعْنةِ خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ
يَمُجُّ بها عِرْقٌ، من الجَوْفِ، قالِسُ
أَراد يَمُجُّ بدَمِها؛ وخصَّ بعضهم به الماءَ؛ قال الشاعر:
ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، وهو بَلاؤُه،
وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ، مَجَّ وغَرْغَرا
هذا يصف رجلاً به الكَلَبُ، والكَلِبُ إِذا نظر إِلى الماء تَخَيَّل له
فيه ما يَكْرَهُه فلم يشربه. ومَجَّ بريقه يَمُجُّه إِذا لفَظَه.
وانْمَجَّتْ نقطة من القلم: تَرَشَّشَتْ.
وشيخ ماجٌّ: يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيعُ حَبْسَه من كُثْره.
وما بقي في الإِناء إِلاَّ مَجَّةٌ أَي قَدْرُ ما يُمَجُّ. والمُجاجُ:
ما مَجَّه من فيه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَخذ من الدَّلْوِ حُسْوةَ
ماء، فمجَّها في بئر ففاضَت بالماء الرَّواءِ. شمر: مَجَّ الماءَ من
الفمِ صَبَّه من فمه قريباً أَو بعيداً، وقد مَجَّه؛ وكذلك إِذا مَجَّ
لُعابَه، وقيل: لا يكون مَجّاً حتى يُباعِدَ به. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،
قال في المَضْمضةِ للصائم: لا يَمُجُّه ولكن يشرَبُه، فإِنَّ أَوَّلَه
خَيْرُه؛ أَراد المَضْمَضة عند الإِفطار أَي لا يُلقيه من فيه فيذهب
خُلُوفُه، ومنه حديث أَنس: فمَجَّه في فيه؛ وفي حديث محمود بن الربيع: عَقَلْتُ
من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَجَّةً مَجَّها في بئر لنا. والأَرضُ
إِذا كانت رَيَّا من الندى، فهي تمجُّ الماء مَجّاً.
وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: الأذُنُ مَجَّاجةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ؛
معناه أَن للنفس شَهْوَةً في استماعِ العلم والأُذنُ لا تَعِي ما
تَسْمَعُ، ولكنها تلقيه نسياناً، كما يُمَجُّ الشيءُ من الفم. والمُجاجةُ: الريق
الذي تمجه من فيك. ومُجاجةُ الشيءِ: عُصارَتُه. ومُجاجُ الجَرادِ:
لُعابُه. ومُجاجُ فمِ الجارية: رِيقُها. ومُجاجُ العنب: ما سالَ من عصيره.
ويقال لما سالَ من أَفواهِ الدَّبَى: مُجاجٌ؛ قال الشاعر:
وماء قَديم عَهْدُه، وكأَنَّه
مُجاجُ الدَّبَى، لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَى
(* قوله «وماء قديم إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً. وقوله: «وفي رواية إلخ»
كذا فيه أَيضاً.)
وفي رواية: لاقت به جِرة دَبَى. ومُجاجُ النحلِ: عَسَلُها، وقد مَجَّتْه
تَمُجُّه؛ قال:
ولا ما تَمُجُّ النَّحْلُ من مُتَمَنِّعٍ،
فقد ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفا لِيا
وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يأْكُلُ القِثَّاءَ
بالمُجاجِ أَي بالعَسَلِ، لأَن النحل تمُجُّه. الرياشي: المَجاجُ
العُرْجُونُ؛ وأَنشد:
بِقابِلٍ لَفَّتْ على المَجاجِ
قال: القابِلُ الفَسِيلُ؛ قال: هكذا قُرئَتْ، بفتح الميم، قال: ولا
أَدري أَهو صحيح أَم لا؟ ويقال للمطر: مُجاجُ المُزْنِ، وللعَسلِ: مُجاجُ
النَّحْلِ، ابن سيده: ومُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه.
والماجُّ من الناسِ والإِبل: الذي لا يستطيعُ أَن يُمْسِكَ رِيقَه من
الكِبَر. والماجُّ: الأَحمقُ الذي يَسيلُ لُعابُه؛ يقال: أَحمق ماجٌّ للذي
يسيل لعابه؛ وقيل: هو الأَحمق مع هَرَمٍ، وجمع الماجِّ من الإِبلِ
مَجَجةٌ، وجمع الماجِّ من الناس ماجُّونَ، كلاهما عن ابن الأَعرابي، والأُنثى
منهما بالهاء. والماجُّ: البعير الذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابه. والماجُّ:
الناقة التي تَكْبَرُ حتى تَمُجَّ الماءَ من حَلْقِها.
أَبو عمرو: المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ. وفي الحديث: لا تَبِعِ العِنَبَ
حتى يَظْهَرَ مَجَجُه أَي بُلوغُه. مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ
(* قوله
«مجج العنب يمجج» هذا الضبط وجد بنسخة من النهاية يظن بها الصحة، ومقتضى
ضبط القاموس المجج، بفتحتين، أن يكون فعله من باب تعب. قوله «والمجاج حب»
ضبط في الأصل مجاج، بضم الميم.) إِذا طابَ وصار حُلْواً. وفي حديث
الخُدْرِيِّ: لا يَصْلُحُ السلَفُ في العنب والزيتون وأَشباهِ ذلك حتى
يُمَجِّجَ؛ ومنه حديث الدَّجال: يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ.
والمَجَجُ: اسْترخاءُ الشِّدْقينِ نحو ما يَعْرضُ للشيخ إِذا هَرِمَ. وفي
الحديث: أَنه رأَى في الكعبةِ صورةَ إِبراهيم، فقال: مُروا المُجَّاجَ
يُمَجْمِجُون عليه؛ المُجّاجُ جمع ماجٍّ، وهو الرجلُ الهَرِمُ الذي يَمُجُّ
رِيقَه ولا يستطيع حَبْسَه.
والمَجْمَجَةُ: تَغْييرُ الكِتابِ وإِفْسادُه عما كُتِبَ. وفي بعض
الكتب: مروا المَجّاجَ، بفتح الميم، أَي مُروا الكاتب يُسَوِّدُه، سمِّي به
لأَنَّ قلمه يَمُجُّ المِدادَ. والمَجُّ والمُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا
أَنه أَشدّ استدارةً منه. قال الأَزهري: هذه الحبة التي يقال لها الماشُ،
والعرب تسميه الخُلَّر والزِّنَّ. أَبو حنيفة: المَجَّةُ حَمْضَةٌ
تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غير أَنها أَلطف وأَصغر. والمُجُّ: سيف من سُيوفِ العرب،
ذكره ابن الكلبي. والمُجُّ: فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ؛ قال ابن دريد:
زعموا ذلك ولا أَعرف صحته.
وأَمَجَّ الفَرَسُ: جَرى جَرْياً شديداً؛ قال:
كأَنَّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا،
فَوْقَ الجُلاذِيِّ إِذا ما أَمْجَجا
أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التضعيف للضرورة. الأَصمعي: إِذا بَدأَ الفَرَسُ
يَعدو قبل أَن يَضْطَرِمَ جَرْيُه، قيل: أَمَجَّ إِمْجاجاً.
ابن الأَعرابي: المُجُجُ السُّكارى، والمُجُجُ: النَّحْل. وأَمَجَّ
الرجلُ إِذا ذهبَ في البِلادِ. وأَمَجَّ إِلى بلدِ كذا: انْطَلَقَ. ومَجْمَجَ
الكِتابَ: خَلَّطَه وأَفسَدَه.
الليث: المَجْمَجَةُ تَخْليطُ الكِتابِ وإِفْسادُه بالقلم. ومَجْمَجْتُ
الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه ولم تُبَيِّنِ الحروفَ. ومَجْمَجَ الرجلُ في
خَبرِه: لم يبينه.
ولَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: كثير. وكَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ: رَجْراجٌ
(* قوله
«وكفل متمجمع: رجراج إلخ» كذا بالأصل. وعبارة القاموس: وكفل ممجمج كمسلسل
مرتج وقد تمجمج.) إِذا كان يَرْتَجُّ من النَّعْمةِ؛ وأَنشد:
وكَفَلٍ رَيَّانَ قد تَمَجْمَجا
ويقال للرجل إِذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً: مَجْماجٌ؛ قال أَبو
وجْزَةَ:
طالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيرَ مَجْماجِ
ورجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ: كثيرُ اللحم غليظه. وقال شجاع السُّلَمِيُّ:
مَجْمَجَ بي وبَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بك في الكلام مَذهَباً على غير
الاستِقامة وردّكَ من حال إِلى حال. ابن الأَعرابي: مَجَّ وبَجَّ، بمعنى
واحد.
شغفر: شَغْفَرٌ: اسم امرأَة؛ عن ثعلب. وقال ابن الأَعرابي: إِنما هي
شَعْفَر، وقد تقدم ذكره في حرف العين المهملة. أَبو عمرو: الشَّغْفَرُ
المرأَة الحسناء؛ أَنشد عمرو بن بَحْر لأَبي الطوف الأَعرابي في امرأَته وكان
اسمها شَغْفَر وكانت وُصِفَتْ بالقُبْحِ والشَّناعَةِ:
جامُوسَةٌ وفِيلَةٌ وخَنْزَرُ،
وكُلُّهُنَّ في الجَمالِ شَغْفَرُ
قال: وأَنشدني المنذري:
ولم أَسُقْ بِشَغْفَرَ المَطِيَّا
وقال:
صادَتْكَ يَوْمَ القَرَّتَيْنِ * شَغْفَرُ .
(* قوله: «يوم القرتين» الذي تقدم في «شعفر» يوم الرملتين).
تبر: التِّبْرُ: الذهبُ كُلُّه، وقيل: هو من الذهب والفضة وجميع جواهر
الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من
المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل؛ وقيل: هو الذهب المكسور؛ قال الشاعر:
كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْرِهِمْ،
وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ
ابن الأَعرابي: التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا
صيغا فهما ذهب وفضة. الجوهري: التِّبْرُ ما كان من الذهب غير مضروب
فإِذا ضرب دنانير فهو عين، قال: ولا يقال تِبْرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله
للفضة أَيضاً. وفي الحديث: الذهب بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها، والفضة بالفضة
تبرها وعينها. قال: وقد يطلق التبر على غير الذهب والفضة من المعدنيات
كالنحاس والحديد والرَّصاص، وأَكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم من يجعله في
الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً. قال ابن جني: لا يقال له تبر حتى يكون
في تراب معدنه أَو مكسوراً؛ قال الزجاج: ومنه قيل لمكسر الزجاج تبر.
والتَّبَارُ: الهلاك. وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه.
وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ. وفي حديث عليٍّ، كرّم
الله وجهه: عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُتَبَّر، أَي مهلَك. وتَبَّرَهُ هو: كسره
وأَذهبه. وفي التنزيل العزيز: ولا تزد الظالمين إِلا تَبَاراً؛ قال
الزجاج: معناه إِلاَّ هلاكاً، ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْراً. وقال في قوله
عز وجل: وكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً، قال: التتبير التدمير؛ وكل شيء
كسرته وفتتته، فقد تَبَّرْتَهُ، ويقال: تَبِرَ
(* قوله «تبر» من باب ضرب على
ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح). الشيءُ يَتْبَرُ
تَباراً. ابن الأَعرابي: المتبور الهالك، والمبتور الناقص. قال: والتَّبْراءُ
الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق.
وما أَصبتُ منه تَبْرِيراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي، مثل به
سيبويه وفسره السيرافي. الجوهري: ويقال في رأْسه تِبْرِيَةٌ؛ قال أَبو
عبيدة: لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل
النُّخَالَةِ.
لمص: لَمَصَ الشيءَ يَلْمِصُه لَمْصاً: لَطَعَه بإِصبعه كالعَسَلِ.
واللَّمَصُ: الفالوذُ، وقيل: هو شيء يباع كالفالوذ ولا حلاوة له يأْكله
الصبيان بالبَصْرة بالدِّبْس، ويقال للفالوذ: المُلَوّصُ والمُزَعْزَعُ
والمُزَعْفَرُ واللَّمَصُ واللَّوَاصُ.
واللَّمْصُ: اللَّمْزُ. واللَّمْصُ: اغْتيابُ الناس. ورجل لَمُوصٌ:
مغتابٌ، وقيل خَدُوعٌ، وقيل مُلْتَوٍ من الكذب والنميمة، وقيل كذّاب خَدّاع؛
قال عدي بن زيد:
إِنك ذُو عَهْدٍ وذو مَصْدَقٍ،
مُخالِفٌ عَهْدَ الكَذُوبِ اللَّمُوص
وفي الحديث: أَن الحكَم بنَ أَبي العاص كان خَلْف النبي، صلّى اللّه
عليه وسلّم، يَلْمِصُه فالْتَفَتَ إِليه فقال: كُنْ كذلك؛ يَلْمِصُه أَي
يحكيه ويريد عَيْبَه بذلك.
وأَلْمَص الكَرْمُ: لانَ عِنَبُه. واللامِصُ: حافظُ الكَرْمِ.
وتَلَمُّص: اسم موضع؛ قال الأَعشى:
هل تَذْكُرُ العهدَ في تَلَمُّصَ، إِذْ
تَضْرِبُ لي قاعداً بها مَثلا؟
ومض: ومَضَ البرْقُ وغيره يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً
أَي لَمَعَ لمْعاً خفسًّا ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم؛ قال امرؤ
القيس:
أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه،
كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً:
أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ،
إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا
وأَنشد في ومض:
تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ،
مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ
يريد لما أن ومَضَ. الليث: الوَمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ
البرْقِ وكلِّ شيء صافي اللوْنِ، قال: وقد يكون الوَمِيضُ للنار.
وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ، فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم
فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن
يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ. وفي الحديث: أَنه سأَل عن
البرْقِ فقال: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً؟ وأَوْمَضَ: رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه،
رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا
اسْتَناها: نظَر إِلى سَناها. ابن الأَعرابي: الوَمِيضُ أَن يُومِضَ
البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون
وقد لا يكون. وأَوْمَضَ: لمع. وأَوْمَضَ له بعينه: أَوْمأَ. وفي الحديث:
هَلاَّ أَومَضْتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ
إِشارة خفيَّة من أَوْمَض البرقُ ووَمَض. وأَوْمَضَت المرأَةُ: سارقَتِ
النظَر. ويقال: أَوْمَضَتْه فلانة بعينها إِذا برَقت.
زبي: الزُّبْيةُ: الرابِيةُ
التي لا يعلوها الماء، وفي المثل: قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. وكتبَ
عثمانُ إِلى علي، رضي الله عنه لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ
السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أَتاك كِتابي هذا
فأَقْبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أَمْ لي؛ يضرب مثلاً للأَمر يتَفاقَمُ أَو
يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى. والزُّبَى: جمع زُبْية وهي الرابية لا
يعلوها الماء، قال: وهي من الأَضداد، وقيل: إِنما أَراد الحفرة التي
تُحْفَرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل
فتَنْطَمَّ. والزُّبْيةُ: حُفرة بتَزَبََّى فيها الرجل للصيد وتُحْتَفَرُ
للذئب فيُصْطاد فيها. ابن سيده: الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد.
والزُّبْية: حَفِيرة يُشْتَوىَ فيها ويُخْتَبَزُ، وزَبَّى اللحمَ وغيره:
طَرَحه فيها؛ قال:
طارَ جَرادي بََعْدَما زَبَّيْتُه،
لو كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه
والزُّبْية: بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، وقد زَباها وتَزَبَّاها؛
قال:
فكانَ، والأَمرَ الذي قَد كِيدا،
كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا
وتَزَبَّى فيها: كتَزَبَّاها؛ وقال علقمة:
تَزَبَّى بذي الأَرْطى لها، ووراءَها
رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ
ويروى: وأَرادها رجال. وقال الفراء: سميت زُبْيةُ الأَسدِ زُبْية
لارتفاعها عن المَسِيل، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يحْفِرونها في موضع عالٍ.
ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قال الطرماح:
يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكم
كمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأَسَدِ
والزُّبْيةُ أَيضاً: حُفْرة النمل، والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع
مرتفع. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن مَزابي القُبُور؛ قال ابن الأَثير: هي ما
يُنْدَبُ به الميتُ ويُناحُ عليه به، من قولهم: ما زَباهُم إِلى هذا
أَي ما دَعاهم، وقيل: هي جمع مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ وهي الحُفْرة، قال:
كأَنه، والله أَعلم، كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضريحاً كالزُّبْية ولا
يُلْحَد، قال: ويُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا، قال: وقد
صَحِّفَه بعضُهم فقال نَهى عن مَراثي القُبور. وفي حديث علي، كرم الله
وجهَه: أَنه سئل عن زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فيها فَهَوَى فيها
رجل فتَعَلَّقَ بآخر، وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا
أَربعَتُهم فيها فخدَشَهم الأَسد فماتوا، فقال: على حافِرِها الدّيةُ: للأَول
ربعها، وللثاني ثلاثة أَرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية،
فأُخْبِرَ
النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فأَجاز قضاءه؛ الزُّبْيةُ: حُفَيْرَةٌ
تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بما يسترها لِيَقَع فيها،
قال: وقد رُوِي الحُكم فيها بغير هذا الوجه.
والزابِيانِ: نَهَرانِ بناحية الفُرات، وقيل: في سافِلة الفُرات، ويسمى
ما حَولَهما
(* قوله «ويسمى ما حولهما إلخ» عبارة التكملة: وربما سموهما
مع ما حواليهما من الانهاء الزوابي). من الأَنهار الزَّوابي: وربما حذفوا
الياء فقالوا الزّابانِ والزّابُ كما قالوا في البازي بازٌ.
والأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ في السير، على أُفْعول. واستثقل
التشديد على الواو، وقيل: الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط؛ قال
منظور بن حَبَّةَ:
بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ،
أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ،
حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ
والأُزبيُّ: ضَرْبٌ من سير الإِبل. والأَزَابِيُّ: ضُروب مختلفة من
السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ. وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله
أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية.
والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغيّ:
كأَنَّ أُزْبِيَّها، إِذا رُدِمَتْ،
هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا
وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ: ساقَه؛ قال:
تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا،
فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ
وفي حديث كعب بن مالك: جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت
له كَلِمةً أُزْبِيهِ بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ
الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ
إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه. وزَبَى الشَّيءَ: حمله: قال
الكميت:
أَهَمْدانُ مَهْلاً لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ،
بِجَهْلِكُمْ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي
يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ.
وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه. وازْدَباهُ: كزَباه.
وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابي؛ قال: وأَنشدني المفضل:
يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْهْْ
(* قوله «يا إبلي إلخ» هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح،
ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأصل بخلاف ما هنا).
ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَِيْهْ،
هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْهْ،
حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْهْ
تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ
قال: تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه
ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، وقوله: فوق الزَّازَيْهْ المكانُ
المرتفع، أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره. والتَّزابي أَيضاً: مِشْيَةٌ
فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قل رؤْبة:
إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا
أَراد بالأَزائِبِ
الأَزَابيَّ، وهو النَّشاطُ. ويقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه
أَزْمة أَي سَنَة. ويقال: لَقِيتُ منه الأَزابيَّ؛ واحدُها أُزْبيٌّ، وهو
الشرُّ والأَمرُ العظيم.
قعط: قعَطَ الشيءَ قَعْطاً: ضبطه. والقَعْطُ: الشدَّةُ والتضْيِيقُ.
يقال: قعَط فلان على غَرِيمه إِذا شدّد عليه في التقاضي. وقعَط وثاقَه أَي
شدَّه. والقَعْطةُ المرّة الواحدة؛ قال الأَغلب العجلي:
كَمْ بعدَها من وَرْطةٍ ووَرْطةِ،
دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِي،
ودافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِي
ابن الأَعرابي: المِعْسَرُ الذي يُقَعِّطُ على غَرِيمه في وقت عُسْرته؛
يقال: قعَّط على غريمه إِذا أَلَحَّ عليه. والقاعِطُ: المُضَيَّقُ على
غريمه. وفي نوادر الأَعراب: قَعَّطَ فلان على غريمه إِذا صاح أَعْلَى
صياحِه، وكذلك جَوَّق وثَهِتَ وجَوَّرَ.
وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها: أَدارها على رأْسه ولم
يَتَلحَّ بها، وقد نُهِيَ عنه. وفي الحديث: أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ
بالتلَحِّي ونهَى عن الاقْتِعاطِ؛ هو شدُّ العِمامة من غير إِدارة تحت
الحنك. قال ابن الأَثير: الاقْتِعاطُ هو أَن يَعْتَمّ بالعِمامة ولا يجعل
منها شيئاً تحت ذَقَنه. وقال الزمخشري المِقْعَطةُ والمِقْعَطُ العِمامة
منه، وجاء فلان مُقْتَعِطاً إِذا جاء متعمماً طابِقيّاً، وقد نُهِيَ عنها،
ونحو ذلك قال الليث، ويقال: قَعَطْتُه قَعْطاً؛ وأَنشد:
طُهَيّةُ مَقْعُوطٌ عليها العَمائمُ
أَبو عمرو: القاعِطُ اليابِسُ. وقعَط شعرُه من الحُفوفِ إِذا يَبِسَ.
والقَعْوَطةُ: تَقْويض البِناء مثل القَعْوَشةِ. الأَزهري: قَعْوَطُوا
بُيوتهم إِذا قَوَّضُوها وجَوَّرُوها. وأَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا
ذَلَّلْتَه وأَهَنْتَه. وقَعِطَ هو إِذا هانَ وذَلَّ. والقَعْطُ: الكشْفُ.
وقد أَقْعَطَ القومُ عنه أَي انكشَفُوا. وقَعط الدوابَّ يَقْعَطُها
قَعْطاً وقَعَّطَها: ساقَها سَوْقاً شديداً. ورجل قَعّاطٌ وقِعاطٌ: سوّاق
عَنِيف شديد السَّوق. وأَقْعَط في أَثره: اشتدَّ. والقَعْطُ: الطرْدُ. وهو
يُقَعِّط الدوابّ إِذا كان عجولاً يسوقُها شديداً. والقَعَّاط
والمُقَعِّطُ: المُتكبّر الكَزُّ.
والقُعَيْطةُ: أُنثى الحَجل.
الأَزهري: قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعضبِيّ شديد، قال: وكذلك قَرَب
مُقَعَّطٌ.
صتع: الصَّتَعُ: حِمارُ الوَحْش. والصَّتَعُ: الشابّ القَوِيُّ؛ قال
الشاعر:
يا ابْنَةَ عَمْرٍو، قد مُنِحتِ وُدِّي
والحَبْلَ ما لَمْ تَقْطَعِي، فَمُدِّي وما وِصالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ
ويقال: جاء فلان يَتَصَتَّعُ علينا بلا زادٍ ولا نفقة ولا حقّ واجب،
وجاء فلان يَتَصَتّعُ إِلينا وهو الذي يجيء وحده لا شيء معه. وفي نوادر
الأَعراب: هذا بَعِير يَتَسَمَّحُ ويَتَصَتَّعُ إِذا كان طَلْقاً، ويقال
للإِنسان مثل ذلك إِذا رأَيته عُرْياناً. وتَصَتَّعَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
وأَكَلَ الخَمْسَ عِيالٌ جُوَّعُ،
وتُلِّيَتْ واحِدةٌ تَصَتَّعُ
قال: تُلِّيَ فلان بعدَ قَوْمِه وغَدر إِذا بَقيَ
(* قوله «وغدر إذا بقي
في الصحاح: وغدرت الناقة عن الابل والشاة عن الغنم إذا تخلفت عنها.)،
قال: وتَصَتُّعُها تَرَدُّدها، وقال غيره: تَصَتَّع في الأَمر إِذا
تَلَدَّدَ فيه لا يدري أَين يَتَوَجَّه. والصَّتَعُ: الْتِواءٌ في رأْس
الظَّلِيم وصَلابةٌ؛ قال الشاعر:
عارِي الظَّنابِيبِ مُنْحَصٌّ قَوادِمُه،
يَرْمَدُّ حَتَّى تَرَى فِي رأْسِه صَتَعَا