تستمدّ من الفرات، بنى عليها الحجاج بن يوسف مدينة النيل التي بأرض بابل.
تستمدّ من الفرات، بنى عليها الحجاج بن يوسف مدينة النيل التي بأرض بابل.
سلل: السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه
سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ. والسَّلُّ: سَلُّك
الشعرَ من العجين ونحوه. والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو
زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن
افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق:
غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم
ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل
فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا
رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من
السَّلِّ. وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول. وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً.
وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد
الكناني:
هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ،
وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ
وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم
أَي خرج. وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه.
وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ
وتدريج. وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من
العجين. وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي. وفي الحديث الآخر:
مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه
كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره،
والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف. والسُّلالةُ: ما
انْسَلَّ من الشيء. ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ. وانْسَلَّ فلان
من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو. وفي التنزيل العزيز:
يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا
بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ.
والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة
الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله. ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من
ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة
نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ
الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله.
وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول
الشماخ:
طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ،
على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ
وقال حسان بن ثابت:
فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً،
سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين
وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال
الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما
سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ.
والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة. والسَّلِيلُ: الولد
حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء
يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة
السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله:
على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ
قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من
طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء
مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان
وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك
السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم
من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من
سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . .
(* كذا
بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو:
السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان:
وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ،
سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل
قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو
الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال
للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ. والسَّلِيل والسليلة:
المُهْر والمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً،
فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب:
أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ،
وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا
معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً. والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث:
كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة،
فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ
(* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت
في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في
القمحدوة).
والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ
تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى. وسَلائِلُ السَّنام:
طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه. وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه.
وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل. وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق
اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب.
وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام،
وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال
سَلْسَلة. ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل
والناس: قاله شمر. والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا:
وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل
هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه،
أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ
مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره:
وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل
بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا
الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد
أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب
به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض.
وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه. والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال
الأَعشى:
ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو
سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا
وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في
الأَنف. والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي
حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء. وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل
الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية:
اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد،
وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل
الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى
سَلْسال وسَلْسَبيل. والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة
واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ
والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ
وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري:
والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ
وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي
رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ
طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ
وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ،
وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير:
كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم
وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ
ويروى:
وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ
قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول
انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ،
وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما
استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ
محذوف. والسَّالُّ: موضع فيه شجر. والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية. وفي حديث
زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ
منه.
والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل
ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر:
أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ،
كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا
وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً:
بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني،
فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا
ومثله قول ابن أَحمر:
بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها،
وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق
وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن
من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه
بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو
مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن
المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال
قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً:
إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي
عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ
مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي،
أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي
قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه
للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ،
عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من
اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام:
بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني
وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي
السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ
النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي:
أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي
(* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو. ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط
الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن).
قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا
يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ
ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ.
والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ. وقد أَسَلَّ
يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق
السَّلاَّل. ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة. وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ
إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ. وفي الكتاب الذي كَتَبه
سَيِّدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن
لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛
قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً. وسَلَّ البعيرَ
وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة. وأَسَلَّ
إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه. ويقال: الإِسْلال الغارَةُ
الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف. ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا
يَسْرِقون. والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق،
والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة
والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ.
التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور:
رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال:
وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو
الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من
باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ
وسَفِين. ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة. وسَلَّتْ
تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة
السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة:
كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب
قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في
كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال،
ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره
سيبويه أَيضاً في كتابه. والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال.
والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم
يَبْقَ لها سِنٌّ. والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة
يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً
شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال
المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه،
وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر
الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل
مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه. وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في
سِباقه. ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل.
والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم:
مِخْيَطٌ ضَخْم.
والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو
فرساً:
سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها
ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ
والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة. والسَّلَّة:
العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛
وأَنشد:
أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر
والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء.
وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من
هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول:
اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر.
وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر:
لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ
فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟
وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال:
كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى
نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ
قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب:
بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ
كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد
وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت
بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن
بَشِير بن الماحُوز
(* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي
عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم
الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن
قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال
الشاعر:
وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً،
ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ
قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن
صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر:
وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً،
إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول
(* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام:
وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ)
يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة
سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن
بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة
بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن
صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني
سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي
مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛
ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.
سول: سَوَّلَتْ له نفسه كذا: زَيَّنَتْه له. وسَوَّل له الشيطانُ:
أَغْواه. وأَنا سَوِيلُكَ في هذا الأَمر: عَدِيلُك. وفي حديث عمر، رضي الله
عنه: اللَّهُمَّ إِلا أَن تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموت شيئاً لا أَجِدُه
الآن؛ التسويل: تحسين الشيء وتزيينُه وتَحْبِيبُه إِلى الإِنسان ليفعله أَو
يقوله. وفي التنزيل العزيز: بل سَوَّلَتْ لكم أَنْفُسُكم أَمْراً
فصَبْرٌ جَمِيل؛ هذا قول يعقوب، عليه السلام، لولده حين أَخبروه بأَكل الذئب
يوسفَ فقال لهم: ما أَكَلَهُ الذئْب بل سَوَّلَتْ لكم أَنفسكم في شأْنه
أَمراً أَي زَيَّنَتْ لكم أَنفسكم أَمراً غير ما تَصِفُون، وكأَنَّ التسويل
تَفْعِيلٌ من سُولِ الإِنسان، وهو أُمْنِيَّته أَن يَتَمَنَّاها
فتُزَيِّن لطالبها الباطلَ وغيرَه من غُرور الدنيا، وأَصل السُّول مهموز عند
العرب، استثقلوا ضَغْطة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمز؛ قال الراعي
فيه فلم يَهْمِزه:
اخْتَرْنَك الناسُ، إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم،
واعْتَلَّ مَنْ كان يُرْجى عِنْدَه السُّولُ
(* قوله «اخترنك» هكذا في الأصل، والصواب اختارك).
والدليل على أَن أَصل السُّول همز قراءةُ القُرَّاء قوله عز وجل: قد
أُوتيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى؛ أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتَها.
والتَّسَوُّلُ: استرخاءُ البطن، والتَّسَوُّنُ مثله. والسَّوَلُ:
استرخاءُ ما تحت السُّرَّة من البطن، ورجُل أَسْوَلُ وامرأَة سَوْلاء قوم
سُولٌ. ابن سيده: الأَسْوَلُ الذي في أَسفله استرخاء؛ قال المُتَنَخِّل
الهُذلي:
كالسُّحُل البيضِ، جَلا لَوْنَها
سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل
أَراد بالحَمَل السَّحابَ الأَسود. وسَحابٌ أَسْوَلُ أَي مُسْتَرْخٍ
بَيِّنُ السَّوَل، وقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً، وامرأَة سَوْلاء.
والأَسْوَل من السحاب: الذي في أَسفله استرخاء ولهُدْبهِ إِسْبالٌ. ودَلْوٌ
سَوْلاء: ضَخْمة؛ قال:
سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِيٍّ
وسَلْتُ أَسالُ سُولاً: لغة في سأَلْت؛ حكاها سيبويه، وقال ثعلب:
سُوالاً وسِوالاً كجُوَارٍ وجِوار، وحكى أَبو زيد: هما يَتَساوَلانِ، فهذا يدل
على أَنها واو في الأَصل على هذه اللغة، وليس على بدل الهمز. ورَجُل
سَوَلةٌ على هذه اللغة: سَؤول، وحكى ابن جني سُوَال وأَسْوِلة.
سبهل: جاء سَبَهْلَلاً أَي بلا شيء، وقيل بلا سلاح ولا عصا. أَبو
الهيثم: يقال للفارغ النَّشيط الفَرِح سَبَهْلَلٌ. ابن سيده: وكلُّ فارغٍ
سَبَهْلَلٌ؛ عن السيرافي؛ وأَنشد الكسائي:
إِذا الجار لم يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه،
فصار حَرِيباً في الديار سَبَهْلَلا
قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِيشةً،
فأَثْرَى، فلا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا
وقال ابن الأَعرابي: جاء سَبَهْلَلاً أَي غير محمود المجيء. وأَنت في
الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل؛ يعني الباطل؛ ويقال: هو الضَّلال
بنُ السَّبَهْلَل أَي الباطل. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً لا شيء معه. ويقال:
جاء سَبَهْلَلاً يعني الباطل. ويقال: جاء فلان سَبَهْلَلاً أَي ضالاًّ لا
يدري أَيْن يَتَوَجَّه. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً أَي فارغاً،
يقال للفارغ النَّشِيط الفَرِح. وفي الحديث: لا يَجِيئَنَّ أَحدكم يوم
القيامة سَبَهْلَلاً؛ وفُسِّر فارغاً ليس معه من عمل الآخرة شيء. ورويى
عن عمر أَنه قال: إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلاً لا في عَمَل
دُنْيا ولا في عَمَل آخرة؛ قال ابن الأَثير: التنكير في دنيا وآخرة
يَرْجِع إِلى المضاف إِليهما، وهو العَمَل كأَنه قال لا في عمل من أَعمال
الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة. قال الأَصمعي وأَبو عمرو: جاء الرجلُ
يمشي سَبَهْلَلاً إِذا جاء وذهب في غير شيء. الأَزهري عن أَبي زيد: رأَيت
فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً وهو المُخْتال في مِشْيته. يقال: مَشَى فلان
السِّبَهْلى كما تقول السَّبَطْرَى، والسِّبَطْرى: الانبساط في المشي،
والسِّبَهْلى: التبختُر.
سبك: سَبَك الذهبَ والفضة ونحوه من الذائب يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً
وسَبَّكه: ذَوَبه وأفرغه في قالبٍ. والسَّبِيكَةُ:القِطْعة المُذوَّبة منه،
وقد انسبَكَ. الليث: السَّبْكُ تَسْبِيكُ السَّبيكَةِ من الذهب والفضة
يُذابُ ويُفْرَغُ في مَسْبَكة من حديد كأَنها شِقُّ قَصَبَة، والجمع
السَّبائِكُ. وفي حديث ابن عمر: لو شِئْتُ لمَلأْت ُالرِّحابَ صَلائق وسبَائك
أي ما سُبِكَ من الدّقيق ونُخِلَ فأُخذ خالصه يعني الحُوَّارى، وكانوا
يسمون الرُّقاقَ السَّبائك.
سملق: السَّمْلَق: الأَرض المستوية، وقيل: القَفْر الذي لا نبات فيه؛
قال عمارة:
يَرْمِي بهِنَّ سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ
وذكره الجوهري في سلق. والسَّمْلَق: القاع المستوي الأملس والأجْرَد لا
شجر فيه وهو القَرِق؛ قال جميل:
ألم تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُ؟
وهل تخْبِرَنْكَ اليومَ بَيْدارُ سَمْلقُ؟
وقال رؤبة:
ومَخْفِق أَطْرافُه في مَخْفِقِ،
أخْوَق من ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ
إذا انْفأَت أجوافُه عن سَمْلقِ،
مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ
وفي حديث علي، رضوان الله عليه: ويَصير معْهدُها قاعاً سَمْلَقاً؛ هو
الأَرض المستوية الجرداء التي لا شجر بها؛ وقول أَبي زبيد:
فإلى الوَلِيدِ اليومَ حنَّتْ ناقتي،
تَهْوي بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ
يجوز أن يكون أَراد بمُغْبَرّات المتون فوضع الواحد موضع الجمع ووصفه
بالجمع، ويجوز أن يكون أَراد سَمْلَقاً فجعله سَمالِقَ كأَنَّ كل جزء منه
سَمْلَقٌ. وامرأة سَمْلَقٌ: لا تَلِد، شُبَّهت بالأَرض التي لا تنبت؛
قال:مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا
وهو مذكورفي الشين. والسَّمْلَق والسَّمْلَقة: الرَّدِيئة في البُضْع.
والسَّمْلَقةُ: التي لا إسْكتين لها. وكذِبٌ سَمَلّقٌ: خالص بَحْت؛ قال
رؤبة:
يَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا
أَبو عمرو: يقال للعجوز سَمْلَق وسَلْمَق وشمْلَق وشَلْمَق. وعجوز
سَمْلَق: سيئة الخلق.
هيل: هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً وأَهالَه فانْهالَ وهَيَّله
فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال: جُرْفٌ مُنْهالٌ،
(* قوله «فيقال جرف منهال إلخ»
عبارة المحكم: فيقال جرف منهال وسحاب منجال، أَما جرف منهال فانما يعني...
إلى آخر ما هنا) فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل؛ وأَما قولهم
سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا يُطْمَع في خيره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ.
والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ:
دفعه فانْهال، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل والهَائل من الرمل:
الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد:
هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيلِ الأَهْيَلِ
وفي حديث الخندَق: فعادت كثيباً أَهْيَلَ أَي رَمْلاً سائلاً، والهَيْل
والهَيَال والهَيْلانُ: ما انْهال منه؛ قال مزاحم:
بكل نَقاً وَعْثٍ، إِذا ما عَلَوْتَه
جرى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ
ورمل أَهْيَل: مُنْهال لا يثبت. وجاء بالهَيْل والهَيْلَمَان
والهَيْلُمان أَي جاء بالمال الكثير؛ الأَخيرة عن ثعلب، وضعوا الهَيْل الذي هو
المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرّمل في كثرته، فالميم على هذا في
الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم؛ قال أَبو عبيد: أَي بالرمل
والريح، فالهَيْل من قوله تعالى: وكانت الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً؛ وقال ساعدة
بن جُؤيَّة الهذلي يصف ضبُعاً نَبَشت قبراً:
فذَاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّت
يدَيْها، عند جانِبِه، تَهيلُ
والهَيْلَمان، فَيْعَلان، والياء زائدة بدليل قولهم هَلْمان فسقطت
الياء، وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرمل في
كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم، الأَلف
والنون زائدتان فالوزن على هذا فعْلَمان.
وانْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.
والأَهْيل: موضع؛ قال المتنخل الهذلي:
هل تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل،
كالوَشْمِ في المِعْصَمِ لم يَخْمُل
والهَيُول: الهَبارُ المنبتُّ وهو ما تراه في البيت من ضَوْء الشمس يدخل
في الكُوَّةِ، عبرانية أَو رومية معرَّبة. والهالةُ: دارة القمر؛ قال:
في هالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ
قال ابن سيده: وإِنما قضينا على عينها أَنها ياء لأَن فيه معنى الهَيُول
الذي هو ضوء الشمس، فإِن قلت: إِن الهَيُول رومية والهَالة عربية كانت
الواو أَولى به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها
عن الياء كما ذهب إِليه سيبويه، والجمع هالاتٌ.
الجوهري: هِلْتُ الدقيق في الجِراب صَبَبْته من غير كَيْل، وكل شيء
أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ
هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ، وهو طعام مَهِيلٌ. وفي الحديث: أَن
قوماً شكَوْا إِليه سرعة فَناء طعامهم فقال: أَتَكِيلون أَم تَهِيلون؟
فقالوا: نَهِيلُ، فقال: كِيلو ولا تَهِيلوا فإِنَّ البركة في الكَيْل. وفي
المثل: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلي؛ قال ابن بري: يُضرب مثلاً للرجل يُسيء في
فعله فيؤمر بذلك على الهُزْء به. وفي حديث العَلاء: أَوْصَى عند موته
هِيلُوا عليَّ هذا الكثيبَ ولا تحفِروا لي. وتَهَيَّل: تصبَّب. وأَهَلْتُ
الدقيق: لغة في هِلْت، فهو مُهَال ومَهِيل.
وهَيْلانُ في شعر الجعدي: حي من اليمن، ويقال: هو مكان؛ قال ابن بري بيت
الجعدي هو قوله:
كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، من
طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم،
يُسَنُّ بالضَّرْوِ من بَرَاقِش أَو
هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم
والضرْوُ: شجر طيب الرائحة، والعُتُم: الزيتون، وقيل: نبت يشبهه. وقال
أَبو عمرو: بَراقِش وهَيْلان واديان باليمن. وهَالةُ: أُم حمزة بن عبد
المطلب.