من (ث ب ن) ما تثنيه من طرف ثوبك فتجعل فيه شيئا تحمله، والثبان: الوعاء الذي يحمل فيه الشيء ويوضع بين يدي الإنسان.
من (ث ب ن) ما تثنيه من طرف ثوبك فتجعل فيه شيئا تحمله، والثبان: الوعاء الذي يحمل فيه الشيء ويوضع بين يدي الإنسان.
لظظ: لَظَّ بالمكان وأَلَظَّ به وَألَظَّ عليه: أَقام به وأَلَحَّ.
وأَلظَّ بالكلمة: لَزِمها. والإِلْظاظُ: لزُوم الشيء والمُثابرةُ عليه. يقال:
أَلْظظت به أُلِظُّ إِلْظاظاً. وأَلظَّ فلان بفلان إِذا لَزِمه. ولَظَّ
بالشيء: لزمه مثل أَلظَّ به، فعَل وأَفْعل بمعنىً. ومنه حديث النبي، صلّى
اللّه عليه وسلّم: أَلِظُّوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإِكرام؛ أَلظوا
أَي الزموا هذا واثبتُوا عليه وأَكثِروا من قوله والتلفُّظ به في
دعائكم؛ قال الراجز:
بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها
والاسم من كل ذلك اللَّظِيظُ. وفلان مُلِظٌّ بفلان أَي مُلازِم له ولا
يُفارِقه؛ وأَنشد ابن بري:
أَلَظَّ به عَباقِيةٌ سَرَنْدَى،
جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِينِ
واللَّظِيظُ: الإِلْحاحُ. وفي حديث رَجْم اليهودي. فما رآه النبي، صلّى
اللّه عليه وسلّم، أَلَظَّ به النِّشْدةَ أَي أَلَحَّ في سؤاله وأَلزَمَه
إِياه. والإِلظاظُ: الإِلحاح؛ قال بشر:
أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ، حتى
تبَيَّنتِ الحِيالُ من الوِساقِ
والمُلاظّةُ في الحَرب: المُواظبةُ ولزوم القِتال من ذلك. وقد تلاظُوا
مُلاظَّة ولِظاظاً، كلاهما: مصدر على غير بناء الفعل. ورجل لَظٌّ كَظٌّ
أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ، ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ: عسِر مُضيَّق مُشدَّد عليه. قال
ابن سيده: وأَرى كَظّاً إِِتباعاً. ورجل مِلظاظ: مِلْحاح، ومِلَظٌّ:
مِلَحٌّ شديد الإِبلاغ بالشيء يُلح عليه؛ قال أَبو محمد الفقعسي:
جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ،
يَجْري على قَوائمٍ أَيْقاظِ
وقال الراجز:
عَجِبْتُ والدَّهْرُ له لَظِيظُ
وأَلظَّ المطرُ: دامَ وأَلحَّ. ولَظْلَظَت الحيّة رأْسَها: حرَّكته،
وتلَظْلَظَت هي: تحرَّكت. والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ من قوله: حية
تَتَلَظْلَظُ، وهو تحريكها رأْسها من شدّة اغْتِياظها، وحية تَتَلَظَّى من
توقُّدها وخُبْثِها، كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ، وأَمَّا قولهم في الحرّ يتلظَّى
فكأَنه يلتهب كالنار من اللظى.
واللظْلاظُ: الفَصِيح.
واللظلظة: التحريك؛ وقول أَبي وجْزَة:
فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بن بَكْرٍ مُلِظَّةً،
رسولَ امْرِئٍ بادِي المَودَّةِ ناصِح
قيل: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، وقوله رسول امرئ أَراد رسالة امرئٍ.
مسد: المسَدُ، بالتحريك: اللِّيف. ابن سيده: المَسَدُ حبل من ليفٍ أَو
خُوص أَو شعر أَو وبَر أَو صوف أَو جلود الإِبل أَو جلود أَو من أَيّ شيء
كان؛ وأَنشد:
يا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي،
إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِني
ما شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ
قال: وقد يكون من جلود الإِبل أَو من أَوبارِها؛ وأَنشد الأَصمعي لعمارة
بن طارق وقال أَبو عبيد: هو لعقبة الهُجَيْمِي:
فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ،
ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ،
ليس بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ
يقول: اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ ومَسَدٍ فُتِلَ من أَيانق،
وأَيانِقُ: جمع أَيْنُق وأَينق جمع ناقة، والأَنْيابُ جمع ناب، وهي
الهَرِمةُ، والحقائق جمع حِقَّة، وهي التي دخلت في السنة الرابعة وليس جلدها
بالقويّ؛ يريد ليس جلدها من الصغير ولا الكبير بل هو من جلد ثنية أَو رَباعِية
أَو سَديس أَو بازِل؛ وخص به أَبو عبيد الحبل من الليف، وقيل: هو الحبل
المضفور المحكم الفتل من جميع ذلك. وقال الزجاج في قوله عز وجل: في جيدها
حبل من مسد؛ جاء في التفسير أَنها سلسلة طولها سبعون ذراعاً يسلك بها في
النار، والجمع أَمساد ومِسادٌ؛ وفي التهذيب: هي السلسلة التي ذكرها
الله، عز وجل، في كتابه فقال: ذرعها سبعون ذراعاً؛ يعني، جل اسمه، أَنْ
امرأَة أَبي لهب تسْلك في سلسلة طولها سبعون ذراعاً. حبل من مَسَدٍ؛ أَي حبل
مُسِدَ أَيَّ مَسْدٍ أَي فُتِل فلُوي أَي أَنها تسلك في النار أَي في
سلسلةِ مَمْسُودٍ. الزجاج: المسد في اللغة الحبل إِذا كان من ليف المُقْل وقد
يقال لغيره. وقال ابن السكيت: المَسْدُ مصدر مَسَدَ الحبل يَمْسُدُه
مَسْداً، بالسكون، إِذا أَجاد فتله، وقيل: حبل مَسَدٌ أَي ممسود قد مُسِدَ
أَي أُجِيدَ فَتْلُهُ مَسْداً، فالمَسْدُ المصدر، والمَسَدُ بمنزلة
المَمْسُود كما تقول نفَضْت الشجر نَفْضاً، وما نُفض فهو نَفَضٌ، ودل قوله عز
وجل: حبل من مَسَدٍ، أَن السلسة التي ذكرها الله فُتِلت من الحديد فتلاً
محكماً، كأَنه قيل في جيدِها حبل حديد قد لُوي لَيّاً شديداً؛ وقوله
أَنشده ابن الأَعرابي:
أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِيٍّ
سَرَنداةً، لها مَسَدٌ مُغارُ
فسره فقال: أَي لها ظهر مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَي الشديد الفتل.
ومَسَدَ الحبلَ يَمْسُدُه مَسْداً: فتله. وجارية مَمْسُودةٌ: مَطْويّةٌ
مَمْشوقةٌ. وامرأَة مَمْسُودةُ الخَلْق إِذا كانت مُلتفّة الخَلْق ليس في
خلْقها اضطراب. ورجل مَمْسُود إِذا كان مَجْدُولَ الخَلْق. وجارية ممسودة
إِذا كانت حَسَنة طَيّ الخلق. وجارية حسَنةُ المَسْد والعَصْب والجَدْل
والأَرْم، وهي ممسودة ومعصوبة ومجدولة ومأْرومة، وبَطْن ممسود: لَيِّن لطيفٌ
مُسْتَوٍ لا قُبْح فيه؛ وقد مُسِدَ مسْْداً. وساقٌ مَسْداءُ: مستوية
حسنة. والمَسَدُ: المِحْوَرُ إِذا كان من حديد. وفي الحديث: حَرَّمْتُ
شَجَرَ المدينةِ إلا مَسَدَ مَحالة؛ المسَد: الحبل الممسود أَي المفتول من
نبات أَو لِحاء شجرة
(* قوله «أو لحاء شجرة» كذا بالأصل والذي في نسخة من
النهاية يظن بها الصحة لحاء شجر ونحوه)؛ وقيل: المَسَدُ مِرْوَدُ
البَكَرَةِ الذي تدور عليه. وفي الحديث: أَنه أَذنَ في قطْع المَسَدِ
والقائِمتيْن. وفي حديث جابر: أَنه كادَ
(* قوله «أنه كاد إلخ» في نسخة النهاية التي
بيدنا ان كان ليمنع بحذف الضمير وبنون بدل الدال، وعليها فاللام لام
الجحود والفعل بعدها منصوب). رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَمْنَعُ
أَنْ يُقْطَعَ المَسَدُ. والمسَدُ: الليف أَيضاً، وبه فسر قوله تعالى: في
جيدها حبل من مسد، في قوله. ومَسَدَ يَمْسُد مَسْداً: أَدْأَب السير في
الليل؛ وأَنشد:
يُكابِدِ الليلَ عليها مَسْدَا
والمَسْدُ: إِدْآبُ السير في الليل؛ وقيل: هو السير الدائمُ، ليلاً كان
أَو نهاراً؛ وقول العبدي يذكر ناقة شبهها بثور وحشي:
كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ،
يَمْسُدُه القَفْرُ وليلٌ سَدِي
كأَنما يَنْظُرُ في بُرْقُعٍ،
مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ
قوله: يَمْسُدُه يعني الثور أَي يَطْوِيهِ ليل. سَدِيٌّ أَي نَدِيٌّ ولا
يزال البقل في تمام ما سقط النَّدى عليه؛ أَراد أَنه يأْكل البقل فيجزئه
عن الماء فيطويه عن ذلك، وشبه السُّفعة التي في وجه الثور ببرقع. وجعل
الليث الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه يَمْسُد خلق من يَدْأَبُ فَيطْوِيه
ويُضَمِّرُه.
والمِسادُ: على فِعالٍ: لغة في المِسابِ، وهو نِحْي السَّمْن وسِقاء
العَسل؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب:
غَدَا في خافةٍ معه مِسادٌ
فأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ
والخافة: خَرِيطَةٌ يتقلدها المُشْتارُ ليجعل فيها العسل. قال أَبو
عمرو: المساد، غير مهموز، الزِّقُّ الأَسود. وفي النوادر: فلان أَحسَنُ
مِسَادَ شِعْرً من فلان؛ يريد أَحْسَنَ قِوامَ شعر من فلان؛ وقول رؤبة:
يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ،
جادَتْ بِمَطْحُونٍ لها لا تَأْجِمُهْ،
تَطْبُخُه ضُروُعُها وتَأْدِمُهْ
يصف راعياً جادت له الإِبل باللبَن، وهو الذي طبخته ضروعها؛ وقوله
بمطحون أَي بلبَن لا يَحْتاج إِلى طحن كما يُحتاج إِلى ذلك في الحب،
والضُّروُع هي التي طبخته، وقوله لا تَأْجِمُه أَي لا تَكرهه، وتأْدِمُه: تخلطه
بأُدْم، وأَراد بالأُدم ما فيه من الدّسَم؛ وقوله يمسد أَعلى لحمه أَي
اللبن يَشُدُّ لَحْمَه ويقوّيه؛ يقول: إِن البقل يقوّي ظهر هذا الحِمار
ويشدّه؛ قال ابن بري: وليس يصف حماراً كما زعم الجوهري فإِنه قال: إِن البقل
يقوّي ظهر هذا الحمار ويشدّه.
مغد: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الفصيل وغيره. وتقول المرأَة: أَمْغَدْتُ هذا
الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني. ويقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ
جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قد يكون في جوف الصرَبَة شيء كأَنه الغِراءُ
والدِّبْسُ. والصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ وتسمى الصربةُ مَغْداً، وكذلك
صَمْغُ سِدْرِ البادية؛ قال جزء بن الحرث:
وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه،
ولا يُجْتَنَى إِلا بِفأْسٍ ومِحْجَنِ.
أَبو سعيد: المغْدُ صمغ يخرج من السِّدْرِ. قال: ومَغْدٌ آخر يشبه
الخيار يؤْكل وهو طيب.
ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها،
وكذلك السخلة. وهو يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يتناوله. وبعير مَغْدُ
الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وقيل: هو الضَّخْم من كل شيءٍ كالمَعْدِ، وقد تقدم.
ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً: كلاهما امتَلأَ وسَمِنَ. ومَغَدَ فلاناً
عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ ناعم. وقال أَبو مالك:
مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طال؛ ومَغَدَ في عَيْشٍ ناعمٍ
يَمْغَدُ مَغْداً. وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ. والمَغْدُ: الناعِمُ؛ قال إِياس
الخيبري:
حتى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا،
وكان قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا
والسِّمَغْد
(* قوله «والسمغد» هو بهذا الضبط هنا ويؤيده صريح القاموس
في س م غ د قال سمغد كحضجر وقال شارحه عقب قوله والسمغد كحضجر الطويل
الشديد الأركان والأحمق والمتكبر، هكذا في النسخ والصواب فيه سمغدّ كقرشبّ
كما هو بخط الصاغاني) :
الطويلُ. وعَيْشٌ مَغْدٌ: ناعم. قال أَبو
زيد وابن الأَعرابي: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي
غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ؛ وقال النضر: مَغَدَه الشبابُ وذلك حين استقام فيه
الشباب ولم يَتناهَ شبابه كله، وإِنه لفي مَغْدِ الشباب؛ وأَنشد:
أَراهُ في مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ
والمَغْدُ: النَّتْفُ. ومَغَدَ: امْتَلأَ شباباً. ومغَدَ شَعَرَه
يَمْغَدُه مَغْداً: نتفه. والمَغْدُ في الغُرَّة: أَن يَنْتَتِفَ موضعُها حتى
يَشْمَط؛ قال:
تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْـ
وَتِيرَةِ، لم تَكُنْ مَغْدا
وأُراه وضع المصدر موضع المفعول. والمَغْدَةُ في غُرَّةِ الفرس كأَنها
وارمة لأَن الشعر يُنْتَفُ لينبت أَبيضَ. الوَتِيرةُ: الوَرْدةُ
البَيْضاء؛ أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لم تَحْدُثْ عن عِلاج نَتْف. والمَغْدُ في
الناصية: كالحَرْق. ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إِذا نكَحها.
والمَغْدُ والمَغَدُ: الباذَنْجانُ، وقيل: هو شبيه به ينبت في أَصل العِضَةِ،
وقيل: هو اللُّفَّاحُ، وقيل: هو اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ، وقيل: هو جنَى
التُّنْضُب. وقال أَبو حنيفة: المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى على الشجر أَرقُّ
من الكَرْم، ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ ناعمة ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ
جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر ماء، وهي حلوة لا تُقْشَرُ،
ولها حب كحب التُّفَّاح والناس ينتابونه وينزلون عليه فيأْكلونه، ويبدأُ
أَخضر ثم يصفرّ ثم يخضرّ إِذا انتهى؛ قال راجز من بني سُواءَة:
نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ،
أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ
واحدته مَغْدَةٌ. قال ابن سيده: ولم أَسمع مَغَدَةً؛ قال: وعسى أَن يكون
المَغَدُ، بالفتح، اسماً لجمع مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فيكون كَحَلْقةٍ
وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك.
وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر من الشرب؛ قال أَبو حنيفة:
أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب.
ومَغْدانُ: لغة في بَغْدانَ؛ عن ابن جني. قال ابن سيده: وإِن كان بدلاً
فالكلمة رباعية.
مرح: المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه؛ وقد
أَمْرَحَه غيره، والاسم المِراحُ، بكسر الميم؛ وقيل: المَرَحُ التبختر
والاختيالُ. وفي التنزيل: ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً؛
وقيل: المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ؛ ومنه قوله تعالى: بما كنتم تَفْرَحونَ
في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ. وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً،
ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى؛ ومِرِّيحٌ، بالتشديد، مثل سِكِّيرٍ،
من قوم مِرِّيحينَ، ولا يُكَسَّرُ؛ ومَرِحَ، بالكسر، مَرَحاً: نَشِطَ.
وفي حديث عليّ: زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة؛ قال ابن
الأَثير: هو من المَرَح، وهو النَّشاطُ والخِفَّة، والتاءُ زائدة، وهو من
أَبنية المبالغة، وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر لفظه. وفَرَسٌ
مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ: نَشِيطٌ، وقد أَمْرَحه الكَلأُ. وناقة
مِمْراحٌ ومَرُوحٌ: كذلك؛ قال:
تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم
وقال الأَعشى يصف ناقة:
مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو
مِيِّ، تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ
ابن سيده: المَرُوحُ الخَمْرُ، سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ؛
قال عُمارة:
من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح
وقول أَبي ذؤيب:
مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ
شَآمِيَةٌ، إِذا جُلِيتْ، مَرُوحُ
أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها. وقَوْسٌ
مَرُوحٌ: يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها؛ وقيل: هي التي تَمْرَح في
إِرسالها السهم؛ تقول العرب: طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن
يَرُوَح؛ الجوهري: قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها
السهمَ.ومَرْحَى: كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب؛ قال ابن مقبل:
أَقولُ، والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه:
مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ
أَبو عمرو بنُ العَلاءِ: إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل: مَرْحَى له وهو
تعجب من جَوْدة رميه؛ وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ:
يُصِيبُ القَنِيصَ، وصِدْقاً يقو
لُ: مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي
مَرْحى وأَيْحى: كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ، وإِذا أَخطأَ قيل له:
بَرْحى
ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً: أَخرجته.
وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر؛ الأَصمعي:
المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها.
ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ: خرج سُنْبُله. ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً:
اشتدّ سَيَلانُها؛ قال:
كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به،
وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ
وقيل: مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت؛ قال ابن بري: هذا البيت ينسب إِلى
النابغة الجَعْدي، وقبله:
تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه
خَفِيًّا، وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني
التواهُسُ: التسارُرُ؛ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه.
والغواني هنا: العوامل. وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت
الدَّمْعَ، وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ، والمعنى: أَنه لما بكى
أَلمَتْ عينُه، فصارت كأَنها قَذِيَّة، ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى؛
وهذا كقول الآخر:
بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى؛ فلما زَجَرْتُها
عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ، أَسْبَلَتَا مَعَا
وقال شمر: المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر؛ وقال عَدِيّ بن زيد:
مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ الـ
ـماءِ سَحًّا، كأَنَّه مَنْحُورُ
وعين مِمْراح: سريعة البكاء. ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً: فَسَدَتْ
وهاجتْ. وعين مِمْراحٌ: غريزة الدمع.
ومَرَّحَ الطعامَ: نَقَّاه من الغَبا
(* قوله «تقاه من الغبا» عبارة
القاموس وشرحه: والتمريح تنقية الطعام من العفا. هكذا في سائر النسخ. وفي
بعض الأمهات من الغبا اهـ. ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا
بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا، ولعله الغفا بالغين
المعجمة والفاء، شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره.) بالمَحاوِق
أي المكانس.
ومَرَّحَ جِلْدَه: دَهَنَه؛ قال:
سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى، مَنُوطةٍ
بِلَبَّاتِها، مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ
قوله: سرت يعني قطاة. في رَعيل أَي في جماعة قَطاً. ذي أَداوَى يعني
حواصلها. منوطة: معلقة. بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر؛ وقيل: التمريح أَن
تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها
وتنتفخ، والاسم المَرَحُ، وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً. قال أَبو حنيفة:
ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ. ويقال: قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت
عيونها ولم يسل منها شيء؛ ابن الأَعرابي: التمريح تطييب القربة الجديدة
بأَذْخِرٍ أَو شيح، فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب، وبعضهم جعل تمريح
المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل
انتفاخها، فذلك مَرَحُها. ومَرَّحْتُ القِرْبةَ: شَرَّبْتُها، وهو أَن تملأَها
ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز.
والمِراحُ: موضع؛ قال:
تَرَكنا، بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ،
أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى
ومَرَحَيَّا: زَجْرٌ عن السيرافي. ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد:
ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ، وهي ساكنةٌ،
باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا
مشج: المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ: كل لَوْنينِ اخْتلَطا،
وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع
أَمْشاجٌ مثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ؛ ومنه قول الهذلي: سيطَ به مَشِيجُ. ومَشَجْتُ
بَيْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ والشيءُ مَشيجٌ؛ ابن سيده: والمَشِيجُ
اخْتِلاطُ ماء الرجل والمرأَة؛ هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقويّ؛ قال:
والصحيحُ أَن يقال: المَشِيج ماء الرجل يختلط بماءِ المرأَة. وفي التنزيل
العزيز: إِنا خلقنا الإِنسان من نطفة أَمشاج نبتليه؛ قال الفراء: الأَمْشاجُ
هي الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ وماء المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة، ويقال للشيء
من هذا: خِلْطٌ مَشِيجٌ كقولك خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ، كقولك مَخْلُوطٌ
مُشِجَتْ بِدمٍ، وذلك الدمُ دمُ الحيضِ. وقال ابن السكيت: الأَمشاجُ
الأَخلاطُ؛ يريد الأَخْلاطَ النطفةَ
(* قوله «يريد الأخلاط النطفة» عبارة شرح
القاموس: يريد النطفة.) لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ، ولذلك يولد الإِنسان
ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ وقال الشَّمَّاخُ:
طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ
على مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِينُ
وقال الأخر:
فَهُنَّ يَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ،
مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ
(* قوله «مثل إلخ» كذا بالأصل.)
وقال أَبو اسحق: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منيّ ودم، ثم يُنْقَلُ من حالٍ
إِلى حالٍ. ويقال: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل يختلط بماء المرأَةِ
ودَمِها. وفي الحديث في صفة المولود: ثم يكون مَشِيجاً أَربعين ليلة؛
المَشِيجُ: المختلِطُ من كل شيء مَخْلوطٍ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: ومَحَطَ
الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ؛ يريد المنيَّ الذي يَتولَّدُ منه
الجَنِينُ. والأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ، وهي: المِرارُ
الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ والمنيّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ
الدمِ بالنطفة، هذا أَصله؛ وعن الحسن في قوله تعالى: أَمْشاجٍ؛ قال: نعم
والله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة. ابن سيده: وأَمْشاجُ البدَنِ
طَبائِعهُ، واحدها مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ؛ عن أَبي عبيدة. وعليه أَمْشاجُ غُزولٍ
أَي داخِلةٌ بعضُها في بعض؛ يعني البُرود فيها أَلوانُ الغُزُولِ.
الأَصمعي: أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها في بعض؛ وقولُ زهَير بن
حَرام الهذلي:
كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منها،
خِلالَ الرِّيشِ، سِيطَ به مَشِيجُ
ورواه المبرد:
كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ منه،
خِلافَ النصْلِ، سِيطَ به مَشيجُ
أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ. والشَّرْجَينِ: حَرْفَيِ الفُوقِ، وهو
في الصحاح: سيطَ به المَشِيجُ؛ ورواه أَبو عبيدة:
كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منها،
خِلالَ النصْلِ، سِيطَ به المَشيجُ
مار: المِئْرَةُ، بالهمزة: الذَّجْلُ والعَدَاوَةُ، وجمعها مِئَرٌ.
ومَئِرَ عليه وامْتَأَرَ: اعْتَقَدَ عَداوتَه. ومَأَرَ بينهم يَمْأَرُ
مَأْراً وماءَرَ بينهم مُماءَرَةً ومِئاراً: أَفسد بينهم وأَغرى وعادى.
وماءَرْتُهُ مُماءَرَةً، على فاعَلْتُه، وامْتَأَر فلانٌ على فلان أَي احتقد
عليه. ورجل مَئِرٌ وَمِئَرٌ: مفسد بين الناس.
وتَمَاءَرُوا: تفاخروا. وماءَرَهُ وماءَرَةً: فاخَرَهُ. وماءَرَهُ في
فِعْلِه: ساواه؛ قال:
دَعْتْ ساقَ حُرٍّ، فانْتَحى مِثْلَ صَوْتِها
يُمائِرُها في فِعْله، وتُمائِرُهْ
وَتَماءَرَا: تساويا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَماءَرْتُمُ في العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ،
كما أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا
وَأَمْرٌ مَئِرٌ وَمَئِيرٌ: شديد. يقال: هم في أَمر مَئِرٍ أَي شديد.
وَمَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً: وَسَّعَه.