Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: %D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%B2

مَرْوَانُ

مَرْوَانُ:
هو فعلان من المرو، وهو حجارة بيضاء برّاقة تكون فيها النار: اسم جبل، وقال ابن موسى: أحسبه بأكناف الرّبذة، وقيل جبل، وقيل حصن، وكان مالكه الشّليل جد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقال عمرو بن الخثارم البجلي ينتمي إلى معدّ في قصة:
لقد فرّقتم في كلّ قوم ... كتفريق الإله بني معدّ
وكنتم حول مروان حلولا ... جميعا أهل مأثرة ومجد
ففرّق بينكم يوم عبوس ... من الأيام نحس غير سعد

نهه

ن هـ هـ : (نَهْنَهَهُ) عَنِ الشَّيْءِ (فَتَنَهْنَهَ) أَيْ كَفَّهُ وَزَجَرَهُ فَكَفَّ. 
[نهه] نهنهت الرجل عن الشئ فتَنَهْنَهَ، أي كَفَفْتُهُ وزجرتُهُ فكَفَّ. ونَهْنَهْتُ السَبُعَ، إذا صِحْت به لتكفَّهُ. والنَهْنَهُ: الثوب الرقيقُ النسج، مثل اللهله والهلهل. والاصل في نهنه نهه بثلاث هاءات، وإنما أبدلوا من الهاء الوسطى نونا للفرق بين فعلل وفعل. وإنما زادوا النون من بين سائر الحروف لان في الكلمة نونا. (*)

العقائد والعبادات

العقائد والعبادات
من أهم العقائد التى وردت في القرآن عقيدة الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وقد بينا كيف عرض القرآن هذه العقائد.
أما العبادات فمنها الصلاة، وقد أكثر القرآن من الحديث عنها، وعدها ركنا مؤكدا من أركان الدين، حددت له أوقاته، وليس ثمة ما يبيح تركها، حتى أشد ألوان الخوف في الحرب، ذلك لأن الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (النساء 103).
والقرآن يجعل الصلاة سمة من سمات المؤمنين، ومظهرا من مظاهر التقوى ودليلا على تمام الخضوع لله، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (البقرة 2، 3). إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ (فاطر 18). وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ (البينة 5). ولذا كان من تمامها الخشوع في أدائها، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون 1، 2).
وإذا كان للصلاة هذه المنزلة الرفيعة من الدين، فقد أكثر القرآن من الأمر بها، والحث عليها، فقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (البقرة 43).
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (البقرة 238). قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ (إبراهيم 31). وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). وأثنى على هؤلاء الذين لا يصرفهم شاغل من الحياة عن أدائها، إذ قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ (النور 37). وجعل الكسل في أدائها والنهوض إليها مظهرا من مظاهر النفاق، إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وجعل الهزء بها كفرا، كالهزء بالدين نفسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (المائدة 57، 58).
ويقرر القرآن أن الصلاة عبادة شاقة على النفس، وهو من أجل ذلك يضع الخاشعين مثالا يقتدى به، فهؤلاء لا يجدونها ثقيلة ولا شاقة، كما وضع إلى جانب ذلك اليوم الآخر وما فيه من نعيم أو عذاب، يدفع المرء إلى الصلاة رغبة أو رهبة فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45 - 46). وأمر رسوله بالصبر على الصلاة إذ قال: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). ووعد القرآن وعدا كريما من يؤديها على وجهها بأن أجره عنده، ويعيش يوم القيامة في سلامة وأمن، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 277). وقد فرضت الصلاة ليتذكر الإنسان في الحين بعد الحين خالقه ورب نعمته، أو ليس الخالق المنعم جديرا بأن يذكر ويشكر، فهذه الصلاة وسيلة الذكر والشكران، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (طه 14).
ولذا كان من أكبر أمانى الشيطان أن يصد عن إقامة الصلاة لذلك المعنى الذى أشرت إليه، ويتخذ الشيطان الخمر والميسر وسيلة إلى نسيان الصلاة وذكر الله، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة 91).
وكانت الصلاة بأشكالها المختلفة مظهر ذلك في الأديان التى سبقت الإسلام، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87). وإبراهيم يدعو ربه قائلا: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (إبراهيم 40). وعيسى يقول: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (مريم 30، 31). وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (مريم 54، 55). وذكر الله في الصلاة عدة مرات في الليل والنهار تدفع إلى تقواه، والوقوف عند حدود ما أمر به ونهى عنه، ولذلك قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت 45). وفي ذكر الله في الصلاة تذكر لقدرته الباهرة، فيلجأ إليه المرء مستعينا بهذه القدرة على تحقيق ما يصبو إليه من أمان وآمال، ولذلك قرنها بالصبر، فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ. والاستعانة بقدرة الله توحى إلى النفس بأن المرء ليس وحيدا في جهاده في تلك الحياة، فيقوى ذلك من روحه المعنوية، وتقوية هذه الروح أساس النجاح والظفر، فإذا انضم إليها الصبر، زال اليأس، وامتلأ القلب بالأمل.
تلك هى الدوافع التى وضعها القرآن إلى جانب الصلاة، لتحث عليها، وتدفع إلى إقامتها. وعد كريم من الله بالثواب على أدائها، وهى مظهر لشكر الله على نعمه وأفضاله، والشكر على النعمة تدفع إليه الإنسانية المهذبة ويدفع إليه العقل السليم، ثم إنها بصورها المتعددة مظهر هذا الشكر عند الأمم السابقة، ولا يقف فضل الصلاة عند هذا الحد، بل هى ينبوع لطهارة النفس، وبعدها عن الشرور والمآثم، وفيها تقوية للمرء على مجابهة الحياة مزودا بقوة معنوية، ينجح بها فى الحياة، أولا يستحق هذا الينبوع العذب لتهذيب النفس ونجاحها أن يحافظ المرء عليها، وأن يؤديها موفيا أركانها في تؤدة واطمئنان، ولعل هذا هو السر في أن القرآن يستخدم كلمة «يقيم» فالمادة تدل على الدوام والاستمرار، كما تدلّ على معنى التقويم والتهذيب.
ولم يتعرض القرآن لتفصيل هيئة الصلاة، تاركا ذلك لفعل رسول الله، ولكنه عرض بعض أحكامها في إجمال، كقصر الصلاة، وصلاة الخوف، والوضوء.
وتقترن إقامة الصلاة في القرآن غالبا بإيتاء الزكاة، وقد جعلهما القرآن معا مظهرين من مظاهر الإسلام، فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (التوبة 5). ولا سبيل لكم عليهم، لأنهم «إخوانكم في الدين».
ويقرر القرآن غريزة الملكية، ويعرف ما لها من آثار في تصرفات الإنسان وهو من أجل ذلك دعا هذه الأموال التى يبذلها المرء على سبيل الصدقة، دعاها قرضا يقرضه المتصدق لله، إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ (التغابن 17)، كما أضاف الأموال إلى أصحابها في قوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن 15).
وقرر كسبنا لها في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ (البقرة 267). وفي ذلك تقرير لملكية الإنسان لما تحت يده؛ وليست غريزة الملكية بالضعيفة ولا الواهنة في نفس الإنسان، بل هى قوية عنيفة يقرر القرآن عنفها في قوله:
قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (الإسراء 100). وقوله: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ (النساء 128). ولذلك عالج القرآن هذه الناحية النفسية علاجا مستفيضا، كى تسمح النفس بما تملك، وتجود عن رضا ورغبة.
وإذا كانت غريزة الملكية هى التى تدفع إلى الشح، فقد أثارها القرآن إلى الصدقة مؤكدا أن ما سينفقه المرء في الصدقة اليوم، سيخلفه الله عليه غدا وكأنه يوحى إلى الإنسان بأنه إذا تصدق وزكى فلن يخسر شيئا، فلا داعى إلى الشح والإمساك، فضلا عما في الصدقة من استجابة إلى داعى الإنسانية، واتصاف بصفة الكرم وهو من صفات المروءة، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (سبأ 39). بل إنه يخلفه مضاعفا، إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 18).
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 265). مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 261). وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (الروم 39). وفي ذلك تحريك لغريزة حب الذات التى تعمل على جلب الخير للنفس، فلا جرم كان وعدها بمضاعفة الجزاء مغريا لها بالصدقة والزكاة، بل إن الجزاء لا يقف عند حد العوض المضاعف، ولكن الله سيوفى المتصدقين أجرهم، ويتولى هو مكافأتهم، وحسبك جزاء الله جزاء يرضى النفس ويكفيها، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 262).
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 274). مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 11). وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (الأعراف 156). وإذا كان الأمر كذلك فليست هذه الصدقة في حقيقة الأمر سوى خير يعود نفعه على المرء نفسه، وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (البقرة 272). وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، وإذا كانت الزكاة والصدقة خيرا يجب اكتسابه، فمن الخير أن يستكثر الإنسان منه في هذه الحياة وأن يبادر إليه قبل أن تضيع الفرصة ولا تعود وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (المنافقون 10)، قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (إبراهيم 31)، وفي ذلك إثارة لغريزة الخوف، أن يضيع على المرء خير مأمول.
ويمضى القرآن مخففا من آثار غريزة التملك، فيذكر هؤلاء الذين بأيديهم المال أن الذى أعطاهم ذلك المال إنما هو الله، وهو الذى يطالبهم بأن يعطوا عباده الفقراء بعض ما أعطاهم هو من المال، فيقول: وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ (النور 33). ثم يصل إلى الحقيقة، فيبين لهم أن هذا المال الذى تحت أيديهم إنما هو في الواقع مال الله، وأنهم ليسوا بأكثر من مستخلفين فيه، أعطاه إياهم لينفقوه حيث يرشدهم إلى مواضع إنفاقه، آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (الحديد 7). وليس ما أعطيناه من مال سوى أحد الاختبارات التى اختبرنا الله بها، ليرى أنشكر أم نكفر، وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (الأنفال 28). وإذا كان المال في الواقع مال الله، فإن الشح به ليس من سمات الخير، ولا مؤذنا بفلاح صاحبه، أما ... مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الحشر 5).
ويجعل القرآن من صفات المؤمن المثالى أداء الزكاة، ويعده عليها بخير ما يعد به من يعمل صالحا، فيقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (الذاريات 15 - 19). وفي اختيار كلمة الْمَحْرُومِ هنا ما يحرك في النفس الشفقة والرحمة والحنان.
واقترن طلب إيتاء الصدقة في القرآن بصفات إنسانية سامية، فنهى عن الرياء فى أدائها، أو اتباعها بالمن والأذى، أو اختيار أردأ المال للتصدق به، وجعل أداءها في السر خيرا، حتى تخلص من الرياء، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267). لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (آل عمران 92). قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا (البقرة 263 - 264). أرأيت تخير القرآن لكلمة صفوان، يدل بها على قسوة قلب هذا المتصدق الذى يتبع صدقته بالمن والأذى، أو ينفق رياء، فهو لا ينبعث إلى الصدقة بعامل الشفقة والرحمة، ولكن بعامل الغرور والزهو، ولا أريد أن أسرف فى
الحديث عن أسواء المن والأذى والرياء، فهى من الوضوح بمكان، ويقول في الحديث عن كتمان الصدقة: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (البقرة 271).
هذا وقد توعد القرآن أولئك الذين لا ترق قلوبهم للإنسانية، ولا يعطفون على البائسين والمحرومين، وقرنهم بهؤلاء الذين لا يؤمنون بالله، وكأنما الكفر بالله قرين الكفر بالإنسانية، قال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (الحاقة 25 - 34).
أما الصوم فلم يطل القرآن الحديث عنه، واقتصر على الحديث عن بعض أحكامه، ولكنه لم يترك بيان ما يحفزنا إلى الصوم، فأثارنا إليه بأننا لم ننفرد بأدائه، بل كان مفروضا على من سبقنا، وهو ينبوع من ينابيع تقوى الله بما فيه من إمساك النفس عما تشتهى، والتمكين للضمير كى يقوى ويشتد، كما أن اختصاص شهر رمضان بهذه العبادة، لما اختص به من ميزة نزول القرآن فيه: هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (البقرة 185)، فكان هذا الشهر جديرا أن يتقرب فيه إلى الله.
وتحدث القرآن عن الحج، فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (آل عمران 97). وانتثر في القرآن الأسباب الباعثة على أداء هذه الفريضة، فقال:
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الحج 27 - 34). فالحج مفروض لهذه المنافع التى يحصل عليها من يشهدونه في الأشهر الحرم، وأى منافع أكبر من انعقاد هذا المؤتمر الإسلامى الجامع يعرف فيه كل بلد ما يحتاج إليه البلد الآخر، وينعقد بين المسلمين في أرجاء الأرض أعظم الصلات السياسية والثقافية والاقتصادية، فإذا انعقد هذا المؤتمر كل عام، تم الربط بين قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكونوا قوة لها قيمتها وقدرها، ومن الميسور الانتفاع بأيام الحج في تحقيق هذا الهدف، إذا أحسن استغلال وقت الحج على وجه يحقق هذه المنافع التى أشار إليها القرآن، وفي الحج كذلك منافع اقتصادية واضحة لسكان البيت الحرام.
وفضلا عن هذه المنافع الدنيوية، ذات الأثر البالغ في حياة الإسلام- تخلص النفوس في أيام الحج لذكر اسم الله فتخلع عن نفسها مظاهر هذه الحياة الدنيا، ويقف الحاج أمام الله عبدا قد تجرد من زخرف الدنيا وزينتها، ويومئذ يحاسب كلّ نفسه على ما قدم، وما يجب أن يفعل، وفي الحج تعظيم لحرمات الله وشعائره، يدفع إلى التقوى، ويحفز إلى تطهير القلوب، وهو الهدف المقصود من الحج، وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ (الحج 36، 37).
وتحدث القرآن في مواضع عن الكعبة، فقال: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً (آل عمران 96 - 97)، وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (آل عمران 26). وإن بيتا هذا شأنه جدير بأن يزوره المسلمون، ويعبدوا ربهم عنده.

يَوَمَ

(يَوَمَ)
- فِي حَدِيثِ عُمَرَ «السائِبَةُ والصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا» أَيْ ليَوْم الْقِيَامَةِ، يَعْنِي يُرادُ بِهما ثَوابُ ذَلِكَ اليَومْ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ المَلِك «قَالَ للحَجَّاج: سِرْ إِلَى العِراق غِرارَ النَّوْم، طَويلَ الْيَوْمِ» يُقَالُ ذَلِكَ لَمَنْ جَدَّ فِي عملِه يَوْمَه. وَقَدْ يُرادُ بِالْيَوْمِ الوَقْتُ مُطْلقاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تِلْكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ» أَيْ وَقْتُهُ. وَلَا يَخْتَصُّ بِالنَّهَارِ دون اللّيل.

خَوَقَ 

(خَوَقَ) الْخَاءُ وَالْوَاوُ وَالْقَافُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى خُلُوِّ الشَّيْءِ. يُقَالُ مَفَازَةٌ خَوْقَاءُ، إِذَا كَانَتْ خَالِيَةً لَا مَاءَ بِهَا وَلَا شَيْءَ. وَالْخَوْقُ: الْحَلْقَةُ مِنَ الذَّهَبِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ ; لِأَنَّ وَسَطَهُ خَالٍ.

وَقَطَ 

(وَقَطَ) الْوَاوُ وَالْقَافُ وَالطَّاءُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى وَقْعِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ. وَوَقَطَ الدِّيكُ الدَّجَاجَةَ: سَفِدَهَا. وَيُقَالُ: أَصَابَتْنَا سَمَاءٌ فَوَقَطَتِ الْأَرْضَ، كَأَنَّهَا وَقَعَتْ بِهَا، وَذَلِكَ الْمَكَانُ الَّذِي يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ وَقْطٌ، وَوَقِيطٌ.

عَفَصَ

(عَفَصَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ اللُّقَطَة «احْفَظْ عِفَاصَها ووكاءَها» العِفَاص: الوِعاءُ الَّذِي تكونُ فِيهِ النَّفَقةُ مِنْ جِلْد أَوْ خِرْقَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، مِنَ العَفْص: وَهُوَ الثَّنْيُ والعَطْف. وَبِهِ سُمِّي الْجِلْدُ الَّذِي يُجْعَل عَلَى رَأْسِ القَارُورَة: عِفَاصاً، وَكَذَلِكَ غِلافُها. وقد تكرر في الحديث. 

قَعَفَ

قَعَفَ النَّخْلَةَ، كَمَنَعَ: اسْتَأْصَلَها،
وـ ما في الإِناءِ: قَحَفَهُ،
وـ فُلانٌ: اجْتَرَفَ التُّرابَ بقَوائِمِه من شِدّةِ الوَطْءِ،
وـ المَطَرُ: جَرَفَ الحِجارةَ عن وَجْهِ الأرضِ.
والقَعَفُ، محرَّكةً: السُّقوطُ، أو خاصٌّ بالحائِطِ، والجِبالُ الصِغارُ يكونُ بعضُها على بعضٍ.
وانْقَعَفَ الجُرُفُ: انْهارَ،
وـ الحائِطُ: انْقَلَعَ من أصْلِه،
وـ الشيءُ: زالَ عن مَوْضِعهِ،
كتَقَعَّفَ واقْتَعَفَ في الكلِّ.
واقْتَعَفَه: أخَذَه أخْذاً رَغِيباً.

العِظَمُ

العِظَمُ، بكسر العَيْنِ: خِلافُ الصِغَرِ.
عَظُمَ، كصَغُرَ، عِظَماً وعَظامَةً، فهو عَظيمٌ وعُظامٌ، كغُرابٍ وزُنَّارٍ.
وعَظَّمَه تَعْظِيماً وأعْظَمَهُ: فَخَّمَهُ، وكَبَّرَهُ.
واسْتَعْظَمَهُ: رآهُ عَظيماً،
كأَعْظَمَهُ، وأخَذَ مُعْظَمَهُ،
وـ الرَّجُلُ: تَكَبَّرَ، كَتَعَظَّمَ، والاسْمُ: العُظْمُ، بالضم.
وتَعاظَمَهُ: عَظُمَ عليه.
وأمْرٌ لا يتعاظَمُه شيءٌ: لا يَعْظُمُ، بالإِضافَةِ إليه.
والعَظَمَةُ، محرَّكةً وكرُمَّانةٍ،
والعظَمُوت، كجَبَرُوتٍ: الكِبْرُ، والنَّخْوَةُ، والزَّهْوُ، وأمَّا عَظَمَةُ الله تعالى، فلا تُوصَفُ بهذا. ومَتَى وُصِفَ عَبْدٌ بالعَظَمَةِ، فهو ذمُّ.
وعُظْمُ الأَمْرِ، بالضم والفتح: مُعْظَمُه.
وعَظَمَةُ اللِّسانِ، محرَّكةً: ما غَلُظَ منه،
وـ من الساعِدِ: ما يَلي المِرْفَقَ الذي فيه العَضَلَةُ،
والساعِدُ نِصْفانِ: ما يَلي المِرْفَقَ وفيه العَضَلَةُ عَظَمَةٌ، وما يَلي الكَفَّ أسَلَةٌ.
والعَظيمَةُ: النازِلَةُ الشديدةُ،
كالمُعْظَمَةِ، كمُكْرَمَةٍ.
والعَظْمُ: قَصَبُ الحَيَوانِ الذي عليه اللَّحْمُ
ج: أعْظُمٌ وعِظامٌ وعِظامَةٌ، والهاء لتَأنيثِ الجَمْعِ،
وع.
وعَظْمُ الرَّحْلِ: خَشَبَةٌ بِلا أنْساعٍ وأَداةٍ.
وعَظْمُ الفَدَّانِ: لَوْحُه العَريضُ.
والعَظْمِيُّ: حمامٌ إلى البياضِ.
وذو العَظْمِ: كَعْبُ بنُ النُّعْمانِ الشَّيْبانِيُّ.
وذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أعْرَاضِ خَيْبَرَ.
وعَظَّمَ الشاةَ تَعْظِيماً: قَطَّعَها عَظْماً عَظْماً.
وعَظَمَ الكَلْبَ عَظْماً: أطْعَمَهُ العَظْمَ،
كأَعْظَمَهُ،
وـ فُلاناً عَظْمَةً: ضَرَبَ عِظامَهُ.
وعَظْمُ أو عُظَيْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبَةٌ لَهُمْ.
والإِعْظَامَةُ والعُظْمَةُ، بالضم،
والعِظامَةُ، ككِتابةٍ ورُمَّانَةٍ: ثَوْبٌ تُعَظِّمُ به المرأةُ عَجيزَتَها.
وكَقَطامِ: ع بالشامِ. وكفَرحَةٍ: المُشْتَهِيَةُ للْأُيورِ العظيمةِ،
كالمَعْظُومَةِ.
وعَظَمُ الطَّريقِ، محرَّكاً: جادَّتُهُ.
والمَعْظُومُ: الفَصيلُ يُكْسَرُ عَظْمٌ في لِسانِهِ لِئَلاَّ يَرْضَعَ.
وعَظَمَاتُ القَوْمِ: ساداتُهم.

بعط

[بعط] أَبْعَطَ في السَّوْمِ، مثل أبعد.
(بعط)
بعطا غلا وأفرط فِي جهل أَو عمل قَبِيح وَالْحَيَوَان ذبحه
بعط
الإبْعَاطُ: الغلو فى الجهل والأمْر القبيح.
وأبْعَطْت من الأمر: أبَيْته وهَرَبْت منه. والإبْعاطُ: الإسْراعُ في السيْر. وأبْعَطَه: أبْعده.
بعط: باعوط: طبوع، قمل العانة (وهو جنس من الهوام) (بوشر).
أبعاط: انظر مع معجم فريتاج كتاب أبي الوليد ص100 ففيه: الابعاط هو الغلو في الجهل، وكل أمر قبيح ينسب إلى الابعاط.
(ب ع ط)

البَعْطُ والإبْعاط: الغلو فِي الْجَهْل وَالْأَمر الْقَبِيح.

وأبْعَطَ الرجل: قَالَ قولا على غير وَجهه. قَالَ رؤبة:

وقُلْتُ أقوالَ امْرِئٍ لم يُبْعِطِ

وأبْعَط فِي السّوم: باعد وَجَاوَزَ الْقدر. والإبعاط: أَن تكلّف الْإِنْسَان مَا لَيْسَ فِي قوته، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ناجٍ يُعَنِّيهنّ بالإبعاطِ

إِذا اسْتَدَى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ

وَرَوَاهُ ثَعْلَب: يغنيهن. استدى: افتعل من السدو. والإبعاط: الإبعاد. قَالَ: وَمَشى اعرابي فِي صلح بَين قوم، فَقَالَ: لقد أبْعَطوا إبْعاطا شَدِيدا: أَي أبعدوا وَلم يقربُوا من الصُّلْح. وَقَالَ مَجْنُون بني عَامر: لَا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيني فيَجْحَدَنِي ... وَلا يُحَدّثُنِي أنْ سَوْفَ يَقْضِيني

والبِعْطُ والمِبْعَطَة: الاست.
بعط
الفَرّاءُ: بعط الشاة: إذا ذبحها.
والبعط والأبعاط: الغلو في الجهل والأمر القبيح، يقال منه: أبعط الرجل في كلامه، إذا لم يرسله على وجهه، ويقال: كان منه أبعاط وإراط.
وأبعط في السوم: أي أبعد، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
إنّي امْرُو أدَعُ الهوانَ بِدارِه ... كَرَماً وإنْ أسَمِ الَمَلّةَ أبْعِطِ
وقال روبة:
وقُلْتُ أقْوَالَ امْرِئٍ لم يُبْعِطِ ... أعْرِضْ عن النّاسِ ولا تَسَخّطِ
ويروى: " ولا تَشَحّطِ " أي: ولا تبعد، وقال رؤبة أيضاً: ناج يعينهن بالإبعاط وقال جساس بن قطيب " 9 - أ ":
تَعَرّضَتْ منه على إبْعَاِط ... تعرَرضَ الشّمُوسِ في الرباطِ وقال العجاج يصف ثوراً:
حتى رأى من خمر المحاط ... أكلب كالأقدح المراط
فانصاح بين الكبن والأبعاط وقال ابن عباد: أبعطت من الأمر: إذا أبيته وهربت منه. قال: وأبعطه: أبعده.
وقال ابن فارس: الطاء في " أبعط " مبدلة من الدال.

بعط: البَعْطُ والإِبْعاطُ: الغُلُوّ في الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح.

وأَبْعَطَ الرجلُ في كلامه إِذا لم يُرْسِلْه على وجهه؛ قال رؤبة:

وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ:

أَعْرِضْ عن الناسِ ولا تَسَخَّطِ

وأَبْعَطَ في السَّوْمِ: تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ؛ قال ابن بري

شاهِدُه قولُ حسّان:

ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، ولَوَ أُنَّهم

ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام

وكذلك طمَح في السَّوْمِ وأَشَطَّ فيه، قال ابن الأَعرابي: وكذلك

المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ. والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ: الذي

يكون وحده. والإِبْعاطُ: أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما ليس في قوّته؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ،

إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ

ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ. اسْتدى: افْتَعَل من السَّدْو.

والإِبْعاطُ: الإِبْعادُ، قال: ومشى أَعرابي في صلح بين قوم فقال: لقد

أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شديداً أَي أَبْعَدُوا ولم يَقْرُبوا من الصلح؛ وقال

مجنون بني عامر:

لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْني فيَجْحَدَني،

ولا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني

وروى سلمة عن الفراء أَنه قال: يُبْدلون الدال طاء فيقولون: ما أَبْعَطَ

طارَك، يريدون: ما أَبعد دارك، ويقولون: بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها

وذَمَطَها وبَذَحَها وذَعَطَها إِذا ذبحها. والبَعْطُ والمِبْعَطةُ:

الاسْتُ.

بعط
بَعَطَهُ، كَمَنَعَهُ: ذَبَحَهُ، يَقُولُونَ: بَعَطَ الشَّاةَ، وشَطَحَها، وذَمَطَها، وبَذَحَهَا، وذَعَطَها، إِذا ذَبَحَها، نَقَلَهُ الفَرَّاءُ. والإِبْعَاطُ: الغُلُوُّ فِي الجَهْلِ وَفِي الأَمرِ القبيحِ، كالبَعْطَ، بالفَتْحِ، ومِنْهُ الإِبْعَاطُ: إِرْسالُ القَوْلِ عَلَى غيرِ وَجْهِهِ، وَقَدْ أَبْعَطَ فِي كلامِهِ. والإِبْعَاطُ: جَوَازُ القَدْرِ، وكَذلِكَ المُباعَدَةُ، يُقَالُ: أَبْعَطَ فِي السَّوْمِ، إِذا باعَدَ وجَاوَزَ القَدْرَ، وكَذلِكَ طَمَحَ فِي السَّوْمِ، وبشَطَّ فِيهِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُه قَوْلُ حسَّان:
(ونَجَا أَرَاهِطُ أَبْعَطُوا ولَوَ انَّهُمْ ... ثَبَتُوا لما رَجَعُوا إِذَنْ بسَلامِ)
والإِبْعَاطُ: الإِبْعادُ، روى سَلَمَةُ غن الفَرَّاءِ أَنَّهُ قالَ: يُبدِلونَ الدَّالَ طاءً فَيَقُولُونَ: مَا أَبْعَطَ طَارَكَ، يُريدونَ مَا أَبْعَدَ دارَكَ. ويُقَالُ: كانَ مِنْهُ إِبْعَاطٌ وإِفْراطٌ وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ: إِنِّي امرؤٌ أَدَعُ الهَوَانَ بدَارِهِ كَرماً وإِنْ أُسَمِ المَذَلَّةَ أُبْعِطِ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(وقُلْتُ أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ ... أَعْرِضْ عَن النَّاسِ وَلَا تَسَخَّطِ)
وَقَالَ جَسَّاسُ بنُ قُطَيْب: تَعَرَّضَتْ مِنْهُ عَلَى إِبْعَاطِ تَعَرُّضَ الشَّموسِ فِي الرِّباطِ والإِبْعَاطُ: الهَرَبُ، يُقَالُ: أَبْعَطْتُ من الأَمْرِ، إِذا أَبَيْتَه وهَرَبْتَ مِنْهُ، قالَهُ لبنُ عبَّادٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مشَى أَعْرابيٌّ فِي صُلْحٍ بَيْنَ قَوْمٍ، فَقَالَ: لَقَدْ أَبْعَطُوا إِبْعَاطاً شَديداً، أَي أَبْعَدوا وَلم يَقْرُبُوا من الصُّلْحِ، وَقَالَ مَجْنونُ بَني عامِرٍ:
(لَا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْنِي فيَجْحَدَنِي ... وَلَا يُحَدِّثُني أَنْ سوفَ يَقْضِينِي)
والإِبْعَاطُ: أَنْ يُكَلَّفَ الإِنسانُ مَا لَيْسَ فِي قوَّتِهِ، أنْشد ابْن الأَعْرَابِيّ لرُؤْبة: ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعَاطِ إِذا اسْتَدَى نُوِّهْنَ بالسِّياطِ وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: المُبْعِطُ: هُوَ الَّذي يَكُونُ وحدَه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. والبعْط والمِبْعَطَة بِكَسْر الْمِيم: الاسْتُ.)
والبَعْطيطُ، بالفَتْحِ: قريةٌ بمِصْرَ، أَو هِيَ بَحْطِيط، وَقَدْ تَقَدَّم. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.