Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: من_الممكن_أن

مشش

(مشش) الْعظم استخرج مِنْهُ المخ
م ش ش: (الْمِشْمِشُ) بِكَسْرِ الْمِيمَيْنِ وَفَتْحِهِمَا أَيْضًا فَاكِهَةٌ. وَ (الْمَاشُ) حَبٌّ وَهُوَ مُعَرَّبٌ أَوْ مُوَلَّدٌ. 
مشش
مِشّ [مفرد]: جُبْن يُعَتَّق في اللَّبن والملح ثمَّ يُغَطَّى ويُتْرك مدَّة طويلة حتَّى يصلح فيصير إدامًا (مصريّة). 
(مشش) - في صِفَة مكّةَ: "وأَمَشَّ سَلَمُها"
: أي خَرجَ ما يَخرجُ في أَطرَافِهِ نَاعِمًا رَخْصًا كالمُشَاشِ.
وقيل : إنَّما هو "أَمْشَرَ".
- في حديث أُمّ الهيَثَم. "ما زِلْتُ أَمُشُّ الأَدْوِيةَ"
: أي أَخْلِطُهَا.
م ش ش مشّ يده بالمنديل وهو المشوش. ومشّ العظم وتمشّشه: صه وهو المشاش: للعظام اللينة.ومن المجاز: فلان طيّب المشاش، وإنه لكريم المشاش إذا كان برّاً، وهو في مشاشة قومه: في مخهم وخيارهم. وهو يمشّ مال فلان: يأخذه الشيء بعد الشيء. ومشّ القدح والوتر: مسحه بثوبه ليلينه. وامتشّ: استنجى. وفي الحديث: " لا تمتشّ بروث ولا بعر ".
[مشش] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: جليل "المشاش"، أي عظيم رؤس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، وقيل: هو رؤس عظام لينة يمكن مضغها. ومنه: ملئ عمار إيمانًا إلى "مشاشه". وفيه:
بضرب كإيزاع المخاض "مشاشه"
أراد بول النوق الحوامل. وفيه: ما زلت "أمش" الأدوية، أي أخلطها. وفي ح مكة: و"أمش" سلمها، أي خرج ما يخرج في أطرافه ناعمًا رخصًا- ومر في أمشر. 

مشش


مَشِشَ(n. ac. مَشَش)
a. Had corns (animal).
مَشَّشَa. see I (b)
أَمْشَشَ
a. Was marrowy (bone).
تَمَشَّشَa. see I (b)
إِنْمَشَشَ
a. [La], Was near to, touched.
إِمْتَشَشَa. Took, obtained a part of.
b. Cleansed himself.

مَشَشa. Corn, excrescence.
b. Horny film ( in the eye)
مُشَاْش
Soul, spirit; disposition.
b. Origin.
c. Active.
d. Restlessness.
e. Marrow-bone.
f. see 24t (b)
مُشَاْشَة
(pl.
مُشَاْش)
a. Cartilage, gristle.
b. Soft ground.
c. Stony track.
d. The best of.

مَشُوْشa. Towel; napkin.

مُشْت
P.
a. Fist.

مَاشُوْت
a. Pinnace, skiff, yacht.
(م ش ش) : (الْمُشَاشُ) رُءُوسُ الْعِظَامِ الَّتِي تُمَشُّ أَيْ تُمَصُّ وَفِي (قَوْلِهِ) فَإِنْ بَلَغَ الْكَسْرُ (الْمُشَاشَ) لَا يُجْزِيه يُرَادُ بِهِ عَظْمُ دَاخِلِ الْقَرْنِ (وَالْمَشَشُ) فِي الدَّابَّةِ شَيْءٌ يَشْخَصُ فِي وَظِيفِهَا حَتَّى يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ وَلَيْسَ لَهُ صَلَابَةُ الْعَظْمِ الصَّحِيحِ (وَقَدْ مَشِشَتْ) بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ وَفِي أَجْنَاسِ النَّاطِفِيِّ (الْمَشَشُ) عَيْبٌ وَهُوَ نَفْخٌ مَتَى وَضَعْتَ الْإِصْبَعَ عَلَيْهِ دَمِيَ وَإِذَا رَفَعْتَهَا عَادَ.
[مشش] مَشَّ يدَه يَمُشُّها، أي مسحها بشئ لينظفها. يقال: أعطني مَشوشاً أمُشُّ به يدي، أي منديلاً أو شيئاً أمسح به يدي. وقال الأصمعيّ: المَشُّ مسحُ اليد بالشئ الخشن يقلع الدسم. وقال امرؤ القيس: تُمَشُّ بأَعْراف الجيادِ أَكُفُّنا * إذا نحنُ قُمنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ * ومَشَشْتُ الناقة: حلبتها وتركت في الضَرع بعض اللبن. وفلانٌ يَمْتَشُّ من مال فلان، أي يصيب منه. والمُشاشَةُ: واحدة المشاش، وهى رءوس العظام اللينة التى يمكن مضغها. والمشاش أيضا: أرض لينة. قال الراجز:

راسى العروق في المشاش البجباج * وفلان طيب المشاش، أي كريم النفس. وقول أبى ذؤيب يصف فرسا: يَعْدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنَّه * صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ * يعنى أنه خفيف النفس والعظام، أو كنى به عن القوائم. وتمششت العظمَ: أكلت مُشاشَهُ، أو تمَكَّكْتُهُ. والمشمش: الذى يؤكل. والمشمش أيضا بالفتح، عن أبى عبيدة. ومَشِشَتِ الدابَّة بالكسر مَشَشاً، وهو شئ يشخص في وظيفها حتى يكون له حجمٌ، وليس له صلابة العظم الصحيح. وهو أحد ما جاء على الاصل.
(م ش ش) و (م ش م ش)

مَشّ النَّاقة يمُشّها مَشّا: حلبها وَترك بعض اللَّبن فِي الضَّرع.

ومَشّ يَده يَمُشُّها مَشاًّ: مسحها بالشَّيْء الخشن ليذْهب بِهِ غمرها وينظفها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

نَمُشّ بأعراف الجِيَاد أكُفَّنا ... إِذا نَحن قمنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ

والمَشُوش: المنديل الَّذِي يمسحها بِهِ.

ومَشَّ أُذُنه يَمُشُّها مَشّا: مسحها، قَالَت أُخْت عَمْرو:

فَإِن أَنْتُم لم تثأروا بأخيكم ... فَمُشّوا بآذان النَّعامِ المصَلَّمِ ومَشَّ الْقدح مَشّا: مَسحه ليلينه.

وامْتَشىَّ بِيَدِهِ وَهُوَ كالاستنجاء.

والمُشَاشُ: كل عظم لَا مخ فِيهِ يمكنك تتبعه.

ومَشّه مَشّاً، وامتَشَّه، وتمشَّشه، ومَشْمشه: مصَّه ممضوغا.

وأمَشَّ الْعظم نَفسه: صَار فِيهِ مَا يُمَشّ.

والمُشاشة: مَا اشرف من عظم الْمنْكب.

والمشَشُ: ورم يَأْخُذ فِي مقدم عظم الوظيف أَو بَاطِن السَّاق فِي إنسيه.

وَقد مشِشَتِ الدَّابَّة، بِإِظْهَار التَّضْعِيف، نَادِر.

وامتش الثَّوْب: انتزعه.

ومَشَّ الشَّيْء، يَمُشّه مَشاًّ، ومَشْمَشَهُ: إِذا دافه وأنقعه فِي مَاء حَتَّى يذوب، وَمِنْه قَول بعض الْعَرَب يصف عليلا: مَا زلت أمش لَهُ الأشفية ألدة تَارَة وأوجره أُخْرَى فَأبى قَضَاء الله.

والمَشْمشة: السرعة والخفة، وَبِه سمي الرجل مِشْماشا.

والمُشَاشة: أَرض رخوة لَا تبلغ أَن تكون حجرا، يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء وفوقها رمل يحجز الشَّمْس عَن المَاء وتمنع المُشَاشَةُ المَاء أَن يتسرب فِي الأَرْض، فَكلما استقيت مِنْهَا دلوٌ جَمَّت أُخْرَى.

وَرجل هَشُّ المُشَاش: رخو المَغْمَز، وَهُوَ ذمّ.

ومَشمشوه: تعتعوه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والمشمش: ضرب من الْفَاكِهَة، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا اعرف مَا صِحَّته.

والمَشَامِش: الصَّيَاقِلة، عَن الهجري وَلم يذكر لَهُم وَاحِدًا، وَأنْشد:

نضا عَنْهُم الحَوْلُ اليمانِي كَمَا نضا ... عَن الْهِنْد أجفان جَلَتْها المشامِشُ

قَالَ: وَقيل: المَشَامِش: خِرَق تُجعل فِي النُّورة ثمَّ تُجْلىَ بهَا السيوف.

ومِشْماش: اسْم. 
مشش
. {المَشُّ: الخَلْطُ، يُقَال:} مَشَّ الشَّيْءَ، إِذا دافَهُ فِي ماءٍ حَتَّى يَذُوبَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ أَبو حاتِمٍ: وماتَ ابنِ لأُمِّ الهَيْثَمِ فسُئِلَتْ فقَالَتْ: مَا زِلْتُ! أَمُشُّ لَهُ الأَشْفِيَةَ، أَي الأَدْوِيَة، فأَلّدُّه تَارةً وأُوجِرُه أُخْرَى، فَأَبَى قضاءُ اللهِ عَزّ وَجَلّ، أَي أَخْلِطُهَا. والمَشُّ: مَسْحُ اليَدِ بالشّيْءِ الخَشِنِ لتَنْظِيفهَا وقَطْعِ دَسَمِها، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعِيِّ، ونَصُّه: لِيَقْلَعَ الدَّسَمَ، ونصُّ المُحْكَمِ: لِيُذْهِبَ بِهِ غَمَرَها ويُنَظِفَها، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه لاِمْرِئِ القَيْسِ:
( {نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِيَادِ أَكُفَنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنَا عَنْ شِوَاءٍ مُضَهَّبِ)
المُضَهَّبُ: الَّذِي لم يَكْمُل نُضْجُه، يُرِيد أَنَّهم أَكَلُوا الشَّرَائِحَ الَّتِي شَوَوْهَا على النّارِ قَبْلَ نُضْجِهَا ولَمْ يَدَعُوهَا إِلَى أَن تَنْشَفَ، فأَكَلُوهَا وفِيهَا بَقِيَّةٌُ مِن مَاءٍ. و} المَشُّ: الخُصُومَةُ. والمَشُّ: مَصُّ أَطْرَافِ العِظَامِ مَمضُوغاً، {كالتَّمَشُّشِ، عَنِ اللَّيْثِ،} والامْتِشَاشِ {والمَشْمَشَةِ، وقَدْ} مَشَّه {وامْتَشَّه،} وتَمَشَّشَه، {ومَشْمَشَه: مَصَّه مَمْضُوعاً. وقالَ اللَّيْثُ} مَشَشْتُ {المُشَاشَ، أَيْ مَصَصْتُه مَمْضُوغاً،} وتَمَشَّشْتُ العَظْمَ: أَكَلْتُ {مُشَاشَهُ، أَو تَمَكَّكْتُه، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(كَمْ قَدْ} تَمَشَّشْتَ من قَصٍّ وإِنْفَحَةٍ ... جاءَتْ إِلَيْكَ بِذاكَ الأَضْؤُنُ السُّودُ)
و {المَشُّ: أَخْذُ مالِ الرَّجُلِ شَيْئَاً بَعْدَ شَئٍ، يُقَال: فُلانٌ} يَمُشُّ مالَ فُلانٍ، {ويَمُشُّ من مالِه، إِذا أَخَذَ مِنْهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ، وهُو مَجَاز. و} المَشُّ: حَلْبُ بَعْضِ لَبَنِ النّاقَةِ وتَرْكُ بَعْضِه فِي الضَّرْعِ.
{والمَشُوشُ، كصَبُورٍ: مَا} تُمَشُّ بهِ اليَدُ، وَهُوَ المِنْدِيلُ الخَشِنُ.! والمَشَشُ مُحَرَّكَةً: شَيْءٌ يَشْخَصُ فِي وَظِيفِ الدّابَّةِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ، يَشْتَدُّ ويَصْلُبُ دُونَ اشْتِدادِ العَظْمِ. ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: حتّى يكونَ لَهُ حَجْمٌ ولَيْسَ لَهُ صَلابَةُ العَظْمِ الصَّحِيحِ. وَفِي المُحْكَم المَشَشُ: وَرَمٌ يَأْخُذُ فِي مُقَدَّم عَظْمِ الوَظِيفِ، أَو باطِنِ السّاقِ فِي إِنْسِيِّهِ، قَالَ الأَعْشَى:
(أَمِينِ الفُصُوصِ قَصِيرِ القَرَا ... صَحِيحِ النُّسُورِ قَلِيلِ {المَشَشْ)
وقَدْ} مَشِشَتْ هِيَ، بالكَسْرِ، {مَشَشاً، بإِظْهارِ التَّضْعِيفِ، وهُوَ نادِرٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على الأَصْلِ وَلَا نَظِيرَ لَهَا سِوَى لَحِحَتْ. وقالَ الأَحْمَرُ: لَيْسَ فِي الكَلاَمِ مِثْلُه، وَقَالَ غَيْرُه: ضَبِبَ المَكَانُ، إِذا كَثُر ضِبَابُهُ، وأَلِلَ السِّقاءُ، إِذا خَبُثَ رِيحُه. و} المَشَشُ: بَيَاضٌ يَعْتَرِي الإِبِلَ فِي عُيُونِهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وهُوَ {أَمَشُّ وَهِي مَشّاءُ، مِنْ ذلِكَ.} والمُشَاشَةُ، بالضَّمِّ: رأْسُ العَظْمِ المُمْكِنِ المَضْغِ، وَهُوَ اللَّيِّنُ الَّذِي يُمْكِنُ مَضْغُه، ج {مُشَاشٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ) مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلَى} مُشَاشِهِ وقالَ أَبو عُبَيْد: {المُشَاشُ: رؤُوسُ العِظَامِ مِثْل الرُّكْبَتَيْنِ والمِرْفَقَيْنِ والمَنْكَبِيْنِ. وفِي صِفَته، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كانَ جَلِيلَ} المُشَاشِ أَيْ عَظِيمَ رُؤُوس العِظَامِ كالمِرْفَقَيْنِ والكَتِفَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وقِيلَ:! المُشَاشَةُ: مَا أَشْرَفَ مِنْ عَظْمِ المَنْكِب. والمُشَاشَةُ: الأَرْضُ الصُّلْبَةُ تُتَّخَذُ فِيهَا رَكَايَا، ويكونُ مِنْ وَرَائِهَا حاجِز، فإِذا مُلِئَتِ الرَّكِيَّةُ شَرِبَت المُشَاشَةُ الماءَ، فكُلَّما اسْتَقِىَ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّ مَكَانَها دَلْوٌ أُخْرَى. وقِيل: المُشَاشَةُ: أَرْضٌ رِخْوَةٌ لَا تَبْلُغُ أَنْ تَكُونَ حَجَراً، يَجْتَمِع فِيها ماءُ السَّمَاءِ، وفَوْقَها رَمْلٌ يَحْجِزُ الشَّمْسَ عَن الماءِ، وتَمْنَع المُشَاشَةُ الماءَ أَنْ يَتَسَرّبّ فِي الأرْضِ، فكُلَّمَا اسْتُقِيَتْ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّتْ أُخْرَى. قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المُشَاشَةُ: جَوْفُ الأَرْضِ، وإِنَّمَا الأَرْضُ مَسَكٌ، فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ، ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ غَلِيظَة، ومَسَكَةٌ لَيِّنةٌ، وإِنّمَا الأَرْضُ طَرَائِقُ، فكُلّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ، والمُشَاشَةُ: هِيَ الطَّرِيقَةُ الَّتِي فِيهَا حِجَارضةٌ خَوّارَةٌ وتُرَابٌ. والمُشَاشَةُ: جَبَلُ الرَّكِيَّةِ الَّذِي فِيهِ نَبْطُهَا، وَهُوَ حَجَرٌ يَهْمِي مِنْهُ الماءُ، أَي يَرْشَح، فَهِيَ {كمُشَاشَةِ العِظَامِ يَتَحَلَّبُ أَبَداً، يُقَالُ: إِنّ} مُشَاشَ جَبَلِهَا لَيَتَحَلَّبُ، أَي يَرْشَحُ مَاء.
والمُشَاشُ، كغُرَابٍ: الأَْرُض اللَّيِّنَةُ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للراجز: راسِي العُرُوقِ فِي المُشَاشِ البَجْباجْ. قُلْت: ويُقَال: رَمْلٌ بَجْبَاجٌ، أَيْ ضَخْمٌ مُجْتَمِع، كَمَا قالَهُ الأَزْهَرِيُّ. وَمن المجازِ: فُلانٌ طَيِّب المُشَاشِ، أَي كَرِيمُ النَّفْس، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ فَرَساً:
(يَعْدُو بهِ نَهِشُ! المُشَاشِ كَأَنَّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لَا يَظْلَعُ)
يَعْنِي أَنَّه خفِيفُ النَّفْسِ أَو العِظامِ أَو كنى بِهِ عَن القوَائِمِ. ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً قَوْلُهِم: فُلانٌ لَيِّنُ المُشَاشِ، إِذا كانَ طَيِّبَ النَّحِيزَةِ، أَيِ الطَّبِيعَة، عَفِيفاً عَن الطَّمَعِ. وقيلَ: إِنَّهُ لَكَرِيمُ المُشَاشِ، أَيِ الأَصْل، عَن ابنِ عَبّادٍ. وقِيلَ: المُشَاشُ: الخَفِيف ُ النَّفْسِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ كَما تَقَدَّم، أَو الخَفِيفُ المَئُونَةِ عَلَى مَنْ يُعَاشِرُه. وقِيلَ: هُوَ الظَّرِيفُ فِي الحَرَكَاتِ. وقيلَ: خَفِيفُ المُشَاشِ: الخَدّامُ فِي السَّفَرِ والحَضَرِ، عَن ابنِ عبّادٍ. {وأَمَشَّ العَظْمُ} إِمْشَاشاً، أَيْ صَارَ فِيه مَا يُمَشُّ، أَيْ أَمَخَّ حَتَّى {يُتَمَشَّشَ. و} أَمَشَّ السَّلَمُ: خَرَجَ مَا يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِهِ ناعِماً رَخْصاً {كالمُشَاشِ، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ مَكّةَ شَرَّفَهَا الله تَعالَى:} وأَمَشَّ سَلَمُها قَال ابنُ الأَثِيرِ: والرِّوَايَةُ أَمْشَرَ، بالراء.
{والتَّمْشِيشُ: اسْتِخْرَاجُ المُخِّ،} كالامْتِشاشِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(إِلَيْكَ أَشْكُو شِدَّةَ المَعِيشِ ... دَهْراً تَنْقَّى المُخَّ {بالتَّمْشِيشِ)
وَمن المَجَاز:} امْتَشَّ المُتَغَوِّطُ وامْتَشَعَ، إِذا اسْتَنْجَى بحَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، أَيْ أَزالَ الأَذَى عَن مَقْعَدَتِه بأَحَدِهما، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَفِي الحَدِيثِ لَا {تَمْتَشَّ برَوْثٍ وَلَا بَعْرٍ. و} امْتَشَّ مَا فِي الضَّرْعِ وامْتَشَعَ: أَخَذَ جَمِيعَه، أَيْ حَلَبَ جَمِيعَ مَا فِيه، عَن ابنِ عَبّادٍ. و {امْتَشَّت المَرْأَةُ حُلِيَّهَا: أَيْ قَطَعَتْهَا عَن لَبَّتِهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. والمِمْتَشُ، كمِنْبَرٍ، هَكَذَا فِي سائِرِ الأُصُولِ الَّتِي بأَيْدِينَا، وَهُوَ غَلَطٌ فاحِشٌ، فإِنَّهُ إِذا كَانَ كمِنْبَر فحَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِي م ت ش، والصوابُ كَما فِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ مُجَوَّداً مَضْبُوطاً:} المُمْتَشُّ، عَلَى صِيغَةِ اسمِ المَفْعُولِ والفاعِلِ، من امْتَشَّ، وأَصْلُه المُمْتَشِشُ، من! امْتَشَشَ، هُوَ: اللِّصُّ الخَارِبُ، هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه. وَيَقُولُونَ: هَل {انْمَشَّ لَكَ مِنْهُ شَيْءٌ، أَيْ حَصَلَ.} والمشْمَشَةُ: نَقْعُ الدَّوَاءِ فِي الماءِ حَتَّى يَذُوبَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
و {المَشْمَشَةُ: الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ، عنَ ابنِ دُرَيْدٍ.} والمِشْمِشُ، كزِبْرِجٍ، وهُوَ لُغَةُ أَهل البَصْرَةِ ويُفْتَحُ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وهِيَ لُغَةُ أَهْلِ الكُوْفَةِ: ثَمَرٌ، م معروفٌ، وَهُوَ الزَّرْدَالُو، بالفَارِسيّة وبِهمَا رُوِىَ قَوْلُ أَبِي الغَطَمَّشِ يَهْجُو امرأَتَه:
(لَهَا رَكَبٌ مِثْلُ ظِلْفِ الغَزَالِ ... أَشَدُّ اصْفِرَاراً من المِشْمِشِ)
قالُوا: قَلّمَا يُوْجَدُ شَيْءٌ أَشَدُّ تَبْرِيداً للمَعِدَة مِنْهُ، وكَذا تَلْطِيخاً وإِضْعافاً، كَما هُوَ مُصَرّحٌ بهِ فِي كُتُبِ الأَطِبَاءِ. وبَعْضُهُم يُسَمِّى الإِجّاصَ مِشْمِشاً، وهُمْ أَهْلُ الشّامِ، نَقَلَه اللَّيْثُ. قُلْتُ: وبَعْضُ أَهْلِ الشّامِ يَقُولهُ بالضّمِّ أَيْضاً، فهوَ إِذا مُثَلّث. ويُقَال: أَطْعَمَه هَشّاً {مَشّا: طَيِّباً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
} ومِشَاشٌ، بالكَسْرِ: اسْمٌ، هَكَذَا فِي سائِرَ النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها {مِشْمَاشٌ بالكَسْرِ، وَهَكَذَا قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ: هُوَ مِنَ} المَشْمَشَةِ، يَعْنِي السُّرْعَةَ والخِفَّة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {المَشُّ: الحَلْبُ باسْتِقْصَاءٍ،} كالامْتِشَاش. ويُقَالُ: {امْشُشْ مُخَاطَكَ، أَي امْسَحْهُ،} ومَشَّ أُذُنَه {مَشّاً: مَسَحَها، قالَتْ أُخْتُ عَمْروٍ:
(فإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا بأَخِيكُمُ ... } فمُشُّوا بآذانِِ النَّعامِ المُصَلَّمِ) {والمَشُّ: أَنْ تَمْسَحَ قَدَحاً بثَوْبِكَ لتُلَيِّنَه كَمَا} يُمَشُّ الوَتَرُ، وَهُوَ مجَازٌ. {والمَشْمَشَةُ: المَصُّ.} وامْتَشَّ الثَّوْبَ: انْتَزَعَه، وبِهِ سُمِّيَ اللِّصُ {مُمْتَشّاً.} والمُشَاشُ، بالضَّمِّ: بَوْلُ النُّوقِ الحَوَامِلِ، وبِهِ فُسِّر قَوْلُ حَسّانَ: بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخَاضِ {مُشَاشُه. ورَجُلٌ هَشُّ} المُشَاشِ: رِخْوُ المَغْمَزِ، وهُوَ ذَمٌّ، وهُوَ مَجَازٌ. {ومَشْمَشُوه: تَعْتَمُوه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وإِنَّهُ لَكَرِيمُ} المُشَاشِ، إِذا كانَ سَيَّداً، وهُوَ مَجَازٌ.
وقالَ الفَرّاء: النَّشْنَشَةُ: صَوْتُ حَرَكَةِ الدُّرُوعِ، {والمَشْمَشَةُ: تَفْرِيقُ القُمَاشِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ فِي} مُشَاشَةِ قَوْمِه، أَي خِيَارِهِم، وَهُوَ مَجَازٌ. {والمِشَامِشُ: الصَّياقلَةُ، عَن الهَجَرِيّ، ولَمْ يَذْكُر) لَهَا وَاحِداً، وأَنْشَدَ:
(نَضَا عَنْهُمُ الحَوْلُ اليَمَانِي كَما نَضَا ... عَن الهِنْدِ أَجْفَانٌ جَلَتْهَا} المَشَامِشُ)
قالَ: وقِيلَ المَشَامِشُ: خِرَقٌ تُجْعَلُ فِي النُّورَةِ ثُمَّ تُجْلَي بِهَا السُّيوفُ. وفُلانٌ {يَمْتَشُّ مِنْ مالِ فُلانٍ، أَيْ يُصِيبُ مِنْه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ:} مَشْمَشَ الرّجُلُ المَرْأَةَ، ونَشْنَشَها، أَيْ نَكَحَها، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وَقَالَ الفّرّاءُ: {المُمِشُّ من الإِبِلِ: الَّتِي إِذا حَلَلْتَ عَنْهَا صِرَارَهَا أَصَبْتَ فِيهَا لَبَناً مِنْ غَيْرِ دَرٍّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى. ورَجُلٌ} مَشٌّ،! كأَمَشّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. 

مشش: مشَشْت الناقةَ: حلَبْتُها. ومَشَّ الناقَةَ يَمُشّها مَشّاً:

حلَبها وترك بعضَ اللبَن في الضرع. والمَشُّ: الحلْب باستقصاء. وامْتَشّ ما

في الضرع وامْتَشَعَ إِذا حلَب جميعَ ما فيه. ومشّ يدَه يَمُشّها:

مَسَحَها بشيء، وفي المحكم: بالشيء الخشن ليُذْهِبَ به غَمَرَها ويُنَطّفَها؛

قال امرؤ القيس:

نَمُشّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا،

إِذا نحنُ قُمْنا عن شِوَاءِ مُضَهَّبِ

المُضَهّبُ: الذي لم يَكْمل نُضْجُه؛ يريد أَنهم أَكَلوا الشَّرائِحَ

التي شَوَوْها على النار قبْل نُضْجِها، ولم يدَعُوها إِلى أَن تَنْشَف

فأَكلوها وفيها بقية من ماء. والمَشُوشُ: المِنْديلُ الذي يمسح يده به.

ويقال: امْشُشْ مُخاطَك أَي امسحه. ويقولون: أَعْطِني مَشُوشاً أَمُشُّ به

يدي يريد مِنْديلاً أَو شيئاً يمسع به يدَه. والمَشُّ: مسْحُ اليدين

بالمَشُوش، وهو المِنْديل الخشِنُ. الأَصمعي: المَشُّ مسحُ اليد بالشيء الخشن

ليَقْلع الدسَمَ. ومَشَّ أُذُنَه يَمُشُّها مَشّاً: مَسَحها؛ قالت أُخت

عمرو:

فإِنْ أَنْتُمُ لم تثأَروا بأَخيكُم،

فمُشّوا بآذان النعامِ المُصَلَّمِ

والمَشُّ أَن تمسح قِدْحاً بثوبك لتُلَيّنه كما تَمُشّ الوتر. والمَشُّ:

المسحُ. ومَشَّ القِدْحَ مَشّاً: مسَحَه ليُلَيّنه. وامْتَشّ بيده وهو

كالاستنجاء.

والمُشاشُ: كلُّ عظم لا مُخّ فيه يُمْكنك تتّبعُه. ومَشّه مَشّاً

وامْتَشَّه وتَمَشّشَه ومَشْمَشَه: مصّه مَمْضُوغاً. الليث: مَشَشْت المُشاشَ

أَي مصَصْتُه مَمْضوغاً. وتَمَشّشْتُ العظمَ: أَكلْتُ مُشاشَه أَو

تمَكّكْته. وأَمَشّ العظْمُ نفسُه: صار فيه ما يُمَشّ، وفي التهذيب: وهو أَن

يُمِخَّ حتى يتَمَشّش. أَبو عبيد: المُشاشُ رؤوسُ العظامِ مثل الركبتين

والمرفقين والمنكبين. وفي صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: أَنه كان جليلَ

المُشاشِ أَي عظيمَ رؤوس العظام كالمرفقين والكفين والركبتين. قال

الجوهري: والمُشاشةُ واحدة المُشاشِ، وهي رؤوس العظام الليّنة التي يمكن مضغُها؛

ومنه الحديث: مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلى مُشاشِه. والمُشاشةُ: ما

أَشرفَ من عظْم المنكِب.

والمَشَشُ: ورمٌ يأْخذ في مقدَم عظم الوظيف أَو باطن الساق في

إَنْسِيّهِ، وقد مَشِشَت الدابةُ، بإِظهار التضعيف نادر، قال الأَحمر: وليس في

الكلام مثله، وقال غيره: ضَبِبَ المكانُ إِذا كثر ضِبابُه، وأَلِلَ

السِّقاءُ إِذا خبُثَ ريحُه. الجوهري: ومَشِشَت الدابةُ، بالكسر، مشَشاً وهو شيء

يشْخَصُ في وَظِيفها حتى يكون له حَجْمٌ وليس له صلابةُ العظمِ الصحيح،

قال: وهو أَحد ما جاء على الأَصل.

وامتَشّ الثوبَ: انتزعه. ومشّ الشيءَ يَمُشّه مَشّاً ومَشْمَشَه إِذا

دافَهُ وأَنْقَعه في ماء حتى يَذُوب؛ ومنه قول بعض العرب يصف عَليلاً: ما

زلت أَمُشُّ له الأَشْفِيةَ، أَلُدُّه تارة وأُوجِرُه أُخرى، فأَتى قَضاءُ

اللَّه. وفي حديث أُمّ الهيثم: ما زلت أَمُشّ الأَدْوِيةَ أَي

أَخْلِطها. وفي حديث مكة، شرَّفها اللَّه: وأَمَشَّ سَلَمُها أَي خرج مايخرج في

أَطرافها ناعِماً رَخْصاً؛ قال ابن الأَثير: والرواية أَمْشَرَ بالراء؛

وقول حسان:

بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخاضِ مُشاشَه

أَراد بالمُشاشِ ههنا بولَ النُّوق الحوامل.

والمَشْمَشةُ: السرعة والخفة.

وفلان يَمُشّ مالَ فلان ويَمُشّ من ماله إِذا أَخذ الشيء بعد الشيء.

ويقال: فلان يَمْتَشُّ مال فلان ويمتش منه.

والمُشاشةُ: أَرض رِخْوة لا تبلغ أَن تكون حجراً يجتمع فيها ماء السماء

وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء، وتَمْنع المُشاشةُ الماء أَن يتشرب في

الأَرض فكلما استُقِيت منها دلو جَمّت أُخرى. ابن شميل: المُشاشةُ جوفُ

الأَرض وإِنما الأَرض مَسَكٌ، فَمَسَكةٌ كَذّابةٌ، ومسَكَةٌ حِجارةٌ غليظة،

ومَسَكةٌ لَينةٌ، وإِنما الأَرض طرائقُ، فكل طريقة مَسَكةٌ، والمُشاشةُ

هي الطريقة التي هي حجارة خَوّارة وترابٌ، فتلك المُشاشةُ، وأَما مُشاشةُ

الركيّة فجَبَلُها الذي فيه نَبَطُها وهو حجر يَهْمي منه الماء أَي

يرْشَح فهي كمُشاشةِ العظام تتَحَلّب أَبداً. يقال: إِنْ مُشاشَ جبَلِها

ليَتحَلّب أَي يرشح ماء. وقال غيره: المُشاشةُ أَرض صُلْبة تتخذ فيها زكايا

يكون من ورائها حاجزٌ، فإِذا مُلِئَت الركيَّةُ شربت المشاشةُ الماءَ،

فكلما استُقي منها دلو جمّ مكانها دلو أُخرى. الجوهري: المُشاشُ أَرض ليّنة؛

قال الراجز:

راسي العُرُوق في المُشاشِ البَجْباجْ

ويقال: فلان لَيّنُ المُشاش إِذا كان طيّبَ النَّحِيزةِ عَفيفاً من

الطمَعِ. الصحاح: وفلان طيِّبُ المُشاشِ أَي كريمُ النفْس؛ وقول أَبي ذؤيب

يصف فرساً:

يَعْدُو به نَهِش المُشاشِ كأَنه

صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَضْلَعُ

يعني أَنه خفيف النفْس والعِظام، أَو كنى به عن القوائم؛ ورجل هَشّ

المُشاشِ رخْو المَغْمَزِ، وهو ذم. ومَشْمَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن

الأَعرابي. ابن الأَعرابي: امْتَشَّ المُتَغَوّطُ وامْتَشَعَ إِذا أَزال الأَذى

عن مقعدته بمَدَر أَو حجر. والمَشّ: الخصومةُ. الفراء: النَّشْنَشةُ صوتُ

حركة الدروع، والمَشْمَشَةُ تفريق القُماش.

والمِشْمِشُ: ضرْبٌ من الفاكهة يؤكل؛ قال ابن دريد: ولا أَعرف ما صحته،

وأَهل الكوفة يقولون المَشْمَش، وأَهل البصرة مِشْمِش يعنية

الزَِّرْدالو، وأَهل الشام يسمون الإِجَّاصَ مِشْمِشاً. والمَشامِشُ: الصياقلةُ؛ عن

الهَجَري، ولم يَذْكر لهم واحداً؛ وأَنشد:

نَضا عنهمُ الحَوْلُ اليَماني، كما نَضا

عن الهِنْدِ أَجْفانٌ، جَلَتْها المَشامِشُ

قال: وقيل المَشامِشُ خِرَقٌ تجعل في النُّورة ثم تُجْلى بها السيوفُ.

ومِشْماشٌ: اسم.

الأوضاع

الأوضاع: هِيَ الْأَحْوَال الَّتِي تحصل للمقدم بِسَبَب اقترانه بالأمور الممكنة الِاجْتِمَاع مَعَه. فَإِذا قُلْنَا كلما كَانَ زيد إنْسَانا كَانَ حَيَوَانا كَانَ مَعْنَاهُ أَن الحيوانية لَازِمَة لكَون زيد إنْسَانا على جَمِيع الأوضاع وَالْأَحْوَال الممكنة الِاجْتِمَاع مَعَه وَتلك الْأَحْوَال هِيَ الأكوان أَي كَون إنسانية زيد مُقَارنَة لقِيَامه وَكَونهَا مُقَارنَة لقعوده وَكَونهَا مُقَارنَة لطلوع الشَّمْس إِلَى غير ذَلِك من الأكوان. وَقَالَ بَعضهم أَن المُرَاد بالأوضاع الْحَاصِلَة للمقدم من الْأُمُور الممكنة الِاجْتِمَاع مَعَه النتائج الْحَاصِلَة من ضم الْمُقدمَة الممكنة الصدْق مَعَ الْمُقدم. فَإِذا قُلْنَا كلما كَانَ زيد إنْسَانا كَانَ حَيَوَانا فالنتيجة الْحَاصِلَة من ضم الْمُقدم أَعنِي زيد إِنْسَان مَعَ قَوْلنَا كل إِنْسَان نَاطِق بِأَن يُقَال زيد إِنْسَان وكل إِنْسَان نَاطِق هِيَ زيد نَاطِق أَي كَونه ناطقا وَقس على هَذَا. وَهَذِه النتيجة تعد وضعا من أوضاع الْمُقدم حَاصِلا من أَمر مُمكن الِاجْتِمَاع مَعَه وَذَلِكَ الْأَمر هُوَ قَوْلنَا كل إِنْسَان نَاطِق كَمَا مر. وَلَا يخفى أَن الذِّهْن لَا ينْتَقل من ذكر الأوضاع إِلَى النتائج الْمَذْكُورَة وَلِهَذَا لم يُفَسر قطب الْعلمَاء فِي شرح الشمسية الأوضاع بِهَذَا التَّفْسِير بل بالأوضاع الَّتِي تحصل للمقدم إِلَى آخِره كَمَا ذكرنَا أَولا. وَحَاصِل مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره الشريف الشريف فِي حَوَاشِيه على الشَّرْح الْمَذْكُور أَنه لَا حَاجَة إِلَى تَفْسِير الأوضاع بالنتائج الْمَذْكُورَة لِأَن الْأُمُور الممكنة على التَّفْسِير الْمَذْكُور إِنَّمَا هِيَ القضايا الصَّالِحَة لكبروية الْقيَاس بالانضمام مَعَ الْمُقدم. وَلَا شكّ أَن الْأُمُور الممكنة الِاجْتِمَاع مَعَ الْمُقدم سَوَاء كَانَت قضايا صَالِحَة للكبرى بِالضَّمِّ مَعَه كَقَوْلِنَا كل إِنْسَان نَاطِق أَو لَا كَقَوْلِنَا الشَّمْس طالعة، أَو مُفْردَة كالقيام وَالْقعُود يحصل للمقدم باعتبارها حالات هِيَ كَونه مُقَارنًا لهَذَا الشَّيْء وَلذَلِك الشَّيْء أَو لغَيْرِهِمَا وَهَذِه الْحَالَات مغائرة للاقتران بِتِلْكَ الْأُمُور كَمَا أَن ضرب زيد لعَمْرو يصير مبدأ لضاربية زيد ومضروبية عَمْرو وهما وضعان مغائران للضرب. فالأوضاع هِيَ الْحَالَات الْحَاصِلَة للمقدم بِسَبَب الِاجْتِمَاع مَعَ تِلْكَ الْأُمُور.
ثمَّ اعْلَم أَن الأوضاع جمع الْوَضع، فِي الصراح الْوَضع (نهادن بجائي) وَإِنَّمَا اخْتَار المنطقيون فِي بَيَان كُلية الشّرطِيَّة الأوضاع على الْأَحْوَال وَلم يَقُولُوا فِي جَمِيع الْأَزْمَان وَالْأَحْوَال لِأَن الْمُتَبَادر مِنْهُ الْأَحْوَال الْحَاصِلَة فِي نفس الْأَمر بِخِلَاف الأوضاع فَإِنَّهَا تشعر بِالْفَرْضِ وَالِاعْتِبَار حَاصِلَة كَانَت أَو لَا.

الشّيء

الشّيء:
[في الانكليزية] Thing ،object
[ في الفرنسية] Chose ،objet
بالفتح وسكون المثناة التحتانية في اللغة اسم لما يصحّ أن يعلم أو يحكم عليه أو به، موجودا كان أو معدوما، محالا كان أو ممكنا، كذا قال الزمخشري. وأمّا المتكلّمون فقد اختلفوا فيه. فقال الأشاعرة: الشيء هو الموجود فكلّ شيء عندهم موجود كما أنّ كلّ موجود شيء بالاتفاق أعني إنّهما متلازمان صدقا سواء كانا مترادفين أو مختلفين في المفهوم.
ولذا قالوا الشيء الموجود ولم يقولوا بمعنى الموجود، لكن في قرء كمال حاشية الخيالي المشهور أنّ معنى الشيء هو الثابت المتقرّر في الخارج وهو معنى الموجود عند الأشاعرة فإنّ الموجود هو الكائن في الأعيان، وهذا عين المعنى الأول عندهم خلافا للمعتزلة فإنّ الأول عندهم يتناول المعدوم الممكن دون الثاني انتهى. وبالجملة فالمعدوم الممكن ليس بشيء عند الأشاعرة كالمعدوم الممتنع، وبه أي بما ذهب إليه الأشاعرة من أنّه لا شيء من المعدوم بثابت قال الحكماء أيضا؛ فإنّ الماهية لا تخلو عن الوجود الخارجي أو الذهني. نعم المعدوم في الخارج يكون عندهم شيئا في الذهن وأمّا أنّ المعدوم في الخارج شيء في الخارج أو المعدوم المطلق شيء مطلقا أو المعدوم في الذهن شيء في الذهن فكلا. فالشيئية عندهم تساوق الوجود وتساويه وإن غايرته مفهوما لأنّ مفهوم الشيئية صحّة العلم والإخبار عنه. فإنّ قولنا السواد موجود مفيد فائدة معتدّة بها دون السواد شيء. وقال الجاحظ والبصرية والمعتزلة الشيء هو المعلوم ويلزمهم إطلاق الشيء على المستحيل مع أنّهم لا يطلقون عليه لفظ المعلوم فضلا عن الشيء، وقد يعتذر لهم بأنّ المستحيل يسمّى شيئا لغة، وكونه ليس شيئا بمعنى أنّه غير ثابت لا يمنع ذلك. ولذا قالوا المعدوم الممكن شيء بمعنى أنه ثابت متقرّر متحقّق في الخارج منفكا عن صفة الوجود. ويؤيّده ما وقع في البيضاوي في تفسير قوله أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ في أوائل سورة البقرة من أنّ بعض المعتزلة فسّر الشيء بما يصحّ أن يوجد وهو يعمّ الواجب والممكن ولا يعمّ الممتنع. وقال الناشئ أبو العباس الشيء هو القديم وفي الحادث مجاز. وقال الجهمية هو الحادث. وقال هشام بن الحكيم هو الجسم.
وقال أبو الحسين البصري والنصيبيني من المعتزلة البصريين هو حقيقة في الموجود مجاز في المعدوم، وهذا قريب من مذهب الأشاعرة لأنّه ادّعى الاتحاد في المفهوم، ودعواهم أعمّ من ذلك كما مرّ، والنزاع لفظي متعلّق بلفظ الشيء وأنّه على ماذا يطلق. والحقّ ما ساعدت عليه اللغة، والظاهر مع الأشاعرة، فإنّ أهل اللغة في كل عصر يطلقون لفظ الشيء على الموجود حتى لو قيل عندهم الموجود شيء تلقّوه بالقبول. ولو قيل ليس بشيء قابلوه بالإنكار. ولا يفرقون بين أن يكون قديما أو حادثا جسما أو عرضا. ونحو وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ينفي إطلاق الشيء على المعدوم. ونحو وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ينفي اختصاصه بالقديم. ونحو وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ينفي اختصاصه بالجسم. وقول لبيد:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل ينفي اختصاصه بالحادث، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم في بيان أنّ المعدوم شيء أم لا، وغيرهما كحواشي الخيالي. والشيء عند المحاسبين هو العدد المجهول المضروب في نفسه في باب الجبر والمقابلة.

الْوَاحِد بِالْعدَدِ

الْوَاحِد بِالْعدَدِ: الْوَاحِد الشخصي ويقابله الْوَاحِد الجنسي وَالْوَاحد النوعي وَالْوَاحد على أَقسَام لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون تصَوره مَانِعا عَن حمله على كثيرين وَهُوَ الْوَاحِد بالشخص أَو لَا يكون مَانِعا عَن ذَلِك الْحمل وَهُوَ الْوَاحِد لَا بالشخص وَأَنه عبارَة عَن كثير لَهُ جِهَة وَاحِدَة فَهُوَ وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم كثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد وَأما الْوَاحِد بالشخص فَإِن لم يقبل الْقِسْمَة إِلَى الْأَجْزَاء المقدارية أَو غير المقدارية مَحْمُولَة كَانَت أَو غير مَحْمُولَة فَهُوَ الْوَاحِد الْحَقِيقِيّ وَهُوَ إِن لم يكن لَهُ مَاهِيَّة نوعية سوى مَفْهُوم عدم الانقسام فالوحدة الشخصية وَأما الْوحدَة فواحد لَا بالشخص لِأَنَّهَا وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم وَكثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد وَإِن كَانَ لَهُ مَاهِيَّة نوعية سوى مَفْهُوم عدم الانقسام فإمَّا أَن يكون قَابلا للْإِشَارَة الحسية وَهُوَ النقطة الجوهرية عِنْد مثبتيها والنقطة العرضية أَو لَا يكون قَابلا لَهَا وَهُوَ المفارق المشخص أَعم من أَن يكون وَاجِبا أَو مُمكنا. وَإِن قبل الْوَاحِد بالشخص الْقِسْمَة فإمَّا أَن يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء مقدارية متشابهة فِي الْحَقِيقَة وَهُوَ الْوَاحِد بالاتصال فَإِن كَانَ قبُوله الْقِسْمَة إِلَى تِلْكَ الْأَجْزَاء المتشابهة لذاته فَهُوَ الْمِقْدَار الشخصي الْقَابِل للْقِسْمَة الوهمية لَا الانفكاكية وَإِن كَانَ قبُوله لَا لذاته فَهُوَ الْجِسْم الْبَسِيط كَالْمَاءِ الْوَاحِد بالشخص إِذْ يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء مقدارية مُخْتَلفَة بالحقائق وَهُوَ الْوَاحِد بالاجتماع كالمعاجين والأجسام المركبة من العناصر كالشجر الْوَاحِد المشخص فَإِنَّهُ مركب من العناصر وَهِي متخالفة الْمَاهِيّة بِخِلَاف الْبَسِيط كَالْمَاءِ. وَالْوَاحد بالاتصال بعد الْقِسْمَة الانفكاكية وَاحِد بالنوع وَوَاحِد بالموضوع أَي الْمحل والمادة عِنْد من يَقُول بهَا. أما الأول: فبمعنى أَن نوعهما وَاحِد فَإِن المَاء الْوَاحِد إِذا جزئ كَانَ هُنَاكَ ماءان متحدان فِي الْحَقِيقَة النوعية. وَأما الثَّانِي: فتوجيهه أَن تِلْكَ الْأَجْزَاء الْحَاصِلَة بِالْقِسْمَةِ من شَأْنهَا أَن يتَّصل بَعْضهَا بِبَعْض وَيحل فِي مَادَّة وَاحِدَة فَلَا يردان الصُّورَة الجسمية تَتَعَدَّد بعد الانفكاك فتتعدد الْمَادَّة بِالضَّرُورَةِ وَلَو بِالْعرضِ وللواحد بالاتصال إطلاقان قد يُطلق على مقدارين يتلاقيان عِنْد حد مُشْتَرك بَينهمَا كالخطين المحيطين بزاوية هَكَذَا (ل) وَقد يُطلق على جسمين يلْزم من حَرَكَة كل مِنْهُمَا حَرَكَة الآخر وَأما الْوَاحِد لَا بالشخص فقد عرفت أَنه وَاحِد من حَيْثُ الْمَفْهُوم كثير من حَيْثُ الْأَفْرَاد فجهة الْوحدَة فِيهِ إِمَّا ذاتية للكثرة أَي غير خَارِجَة عَن ماهيتها أَو عارضة لَهَا أَي مَحْمُولَة عَلَيْهَا خَارِجَة عَن ماهيتها أَو لَا تكون ذاتية للكثرة وَلَا أمرا عارضا لَهَا بِأَن لَا تكون مَحْمُولَة عَلَيْهَا أصلا - فَإِن كَانَت ذاتية بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور فإمَّا أَن تكون تِلْكَ الْجِهَة تَمام مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة فَذَلِك الْكثير هُوَ الْوَاحِد بالنوع كأفراد الْإِنْسَان فَإِن جِهَة وحدتهم الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ تَمام ماهيتهم فالإنسان وَاحِد نَوْعي وأفراده وَاحِد بالنوع أَو تكون تِلْكَ الْجِهَة جُزْء مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة فَذَلِك الجزءان كَانَ تَمام الْمُشْتَرك بَين مَاهِيَّة تِلْكَ الْكَثْرَة وَغَيرهَا فَذَلِك الْكثير هُوَ الْوَاحِد بِالْجِنْسِ فَإِن أَفْرَاد الْإِنْسَان وَالْفرس وَالْبَقر مثلا وَاحِدَة بِالْجِنْسِ الَّذِي هُوَ الْحَيَوَان وَإِن لم يكن ذَلِك الْجُزْء تَمام الْمُشْتَرك فَذَلِك الْكثير وَاحِد بِالْفَصْلِ كأفراد النَّاطِق فَإِنَّهَا وَاحِدَة بِالْفَصْلِ وَهُوَ النَّاطِق وَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة عارضة بِالْمَعْنَى المسطور فَذَلِك الْكثير وَاحِد بِالْعرضِ فَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة الْعَارِضَة مَوْضُوعَة بالطبع لتِلْك الْكَثْرَة بِأَن كَانَت مَوْصُوفَة بهَا فَذَلِك الْكثير وَاحِد بالموضوع كَمَا يُقَال الضاحك وَالْكَاتِب وَاحِد فِي الإنسانية الَّتِي هِيَ جِهَة الْوحدَة الْخَارِجَة عَن مَاهِيَّة الضاحك وَالْكَاتِب الْمَوْضُوعَة بالطبع لَهما لِأَن الْإِنْسَان مَوْصُوف بِالْكِتَابَةِ والضحك فالإنسان مَوْضُوع بالطبع كَمَا تَقول الْإِنْسَان كَاتب ضَاحِك وَإِن جعلته مَحْمُولا كَمَا تَقول الضاحك وَالْكَاتِب إِنْسَان.
وَإِن كَانَت تِلْكَ الْجِهَة الْعَارِضَة مَحْمُولَة بالطبع للكثير بِأَن كَانَت صفة لَهُ فَذَلِك الْكثير وَاحِد بالمحمول كَمَا يُقَال الْقطن والثلج وَاحِد فِي الْبيَاض فَإِن الْأَبْيَض خَارج عَنْهُمَا ومحمول عَلَيْهِمَا طبعا فَإِن طبيعة الْأَبْيَض تَقْتَضِي المحمولية إِذْ هُوَ عَارض للقطن والثلج ووجوده مُؤخر عَنْهُمَا وَإِن جَازَ أَن يَجْعَل الْأَبْيَض مَوْضُوعا لَهَا بِأَن لَا يكون أمرا مَحْمُولا عَلَيْهَا فيسمى ذَلِك الْكثير الْوَاحِد بِهَذِهِ الْجِهَة وَاحِدًا بِالنِّسْبَةِ كتعلق النَّفس بِالْبدنِ وَتعلق الْملك بِالْمَدِينَةِ فهذان التعلقان نسبتان متحدان فِي التَّدْبِير الَّذِي لَيْسَ مُقَومًا وَلَا عارضا لشَيْء مِنْهُمَا بل هُوَ عَارض للنَّفس وَالْملك فَإِن الْمُدبر إِنَّمَا يُطلق حَقِيقَة عَلَيْهِمَا وَإِن كَانَ زَائِدا فِي الْمُمكن قَالَ أفضل المتأخيرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله تَعَالَى فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف فِي الْمَقْصد الثَّالِث من الْأُمُور الْعَامَّة. قَوْله وَإِن كَانَ زَائِدا فِي الْمُمكن جملَة حَالية بِالْوَاو - وَفِي شرح التسهيل الشّرطِيَّة تقع حَالا نَحْو أفعل هَذَا إِن جَاءَ زيد فَقيل يلْزم الْوَاو - وَقيل لَا يلْزم وَهُوَ قَول ابْن جني وَفِي شرح الْكَشَّاف أَن كلمة أَن هَذِه لَا تكون لقصد التَّعْلِيق والاستقبال بل لثُبُوت الحكم الْبَتَّةَ - وَلذَا قيل إِنَّه للتَّأْكِيد وَإِلَيْهِ يُشِير كَلَام الشَّارِح حَيْثُ جعل كلا الْأَمريْنِ مدعي الْحُكَمَاء وَلَيْسَ هَذَا أَن الوصلية الْمَقْصُود مِنْهُ اسْتِمْرَار الْجَزَاء على تَقْدِير الشَّرْط وَعَدَمه انْتهى. 

الحقيقي

الحقيقي:
[في الانكليزية] Real ،effective ،true
[ في الفرنسية] Reel ،effectif ،veritable
يطلق على معان. منها الصفة الثابتة للشيء مع قطع النظر عن غيره موجودة كانت أو معدومة، ويقابله الإضافي بمعنى الأمر النسبي للشيء بالقياس إلى غيره. ومنها الصفة الموجودة ويقابله الاعتباري الذي لا تحقّق له، سواء كان معقولا بالقياس إلى غيره أو مع قطع النظر عن الأغيار. وأما ما ذكره السّكّاكي حيث جعل الحقيقي مقابلا لما هو اعتباري ونسبي فضعيف، لأنّ الحقيقي ليس له معنى يقابل الاعتباري والنسبي بمعنى ما لا يكون اعتباريا ولا نسبيا، كذا في الأطول في بحث التشبيه في تقسيم وجه التشبيه إلى الحقيقي والإضافي. ومنها ما هو قسم من القضية الشرطية المنفصلة. قال المنطقيون الشرطية المنفصلة التي اعتبر فيها التنافي في الصدق والكذب أي في التحقق والانتفاء معا تسمّى حقيقية، كقولنا إمّا أن يكون هذا العدد زوجا وإمّا أن يكون فردا. ومنها قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الخارجية المحقّقة والمقدّرة موجبة كانت أو سالبة، كلية كانت أو جزئية. وإنّما سمّيت حقيقية لأنها حقيقة القضية، أي وهي المتبادر عن مفهوم القضيّة عند الإطلاق فكأنّها هي حقيقة القضية.
قال المنطقيون فالحكم في الحقيقية ليس على الأفراد الموجودة في الخارج فقط، بل على كل ما قدّر وجوده من الأفراد الممكنة، سواء كانت موجودة في الخارج أو معدومة فيه، فخرج الأفراد الممتنعة. فمعنى قولنا كل ج ب، كل ما لو وجد كان ج من الأفراد الممكنة، فهو بحيث لو وجد كان ب، هكذا ذكر المتأخّرون. ولما اعتبر في هذا التفسير في عقد الوضع الاتصال وكذا في عقد الحمل فسّره صاحب الكشف ومن تبعه، فقالوا معنى قولنا كلّ ما لو وجد كان ج فهو بحيث لو وجد كان ب أنّ كلّ ما هو ملزوم لج فهو ملزوم لب. وقال الشيخ: معناه كل ما يمكن أن يصدق ج عليه بحسب نفس الأمر بالفعل فهو ب بحسب نفس الأمر. ثم تعميم [الأفراد] الخارجية بالمحقّقة للاحتراز عن [القضية] الخارجية، وهي قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الخارجية المحقّقة فقط، فيكون معنى قولنا كل ج ب على هذا التقدير كل ج موجود في الخارج ب في الخارج. وصدقها يستلزم وجود الموضوع في الخارج محققا بخلاف الحقيقية، فإنّها تستلزم وجوده في الخارج محققا أو مقدّرا. فإنّ قولنا كلّ عنقاء طائر ليس الحكم فيها مقصورا على أفراده الموجودة في الخارج محققا بل عليها وعلى أفراده المقدّرة الوجود أيضا. واعتبار إمكان الأفراد للاحتراز عن الذهنية وهي قضية يحكم فيها على الأفراد الموجودة في الذهن فقط.
فمعنى كل ج ب على هذا التقدير كل ج في الذهن فهو ب في الذهن فقد انقسمت القضايا إلى ثلاثة أقسام.
والمشهور تقسيمها إلى الحقيقية والخارجية باعتبار أنّهما أكثر استعمالا في مباحث العلوم لا باعتبار الحصر فيهما. قيل الأولى أن تجعل الحقيقية شاملة للأفراد الذهنية والخارجية المحقّقة والمقدّرة ولا تختصّ بالأفراد الخارجية المحقّقة والمقدّرة لتشتمل القضايا الهندسية والحسابية، فإنّ الحكم فيها شامل للأفراد الذهنية أيضا.
فنقول أحوال الأشياء على ثلاثة أقسام.
قسم يتناول الأفراد الذهنية والخارجية المحقّقة والمقدّرة. وهذا القسم يسمّى بلوازم الماهيات كالزوجية للأربعة والفردية للثلاثة وتساوي الزوايا الثلاث في المثلث للقائمتين. وقسم يختصّ بالموجود في الذهن كالكلّية والجزئية والذاتية والعرضية ونحوها. وقسم يختصّ بالموجود الخارجي كالحركة والسكون، فينبغي أن تعتبر ثلاث قضايا، إحداها ما يكون الحكم فيها على جميع أفراد الموضوع ذهنيا كان أو خارجيا محققا أو مقدرا كالقضايا الهندسية والحسابية، وتسمّى هذه حقيقية. وثانيتها ما يكون الحكم فيها مخصوصا بالأفراد الخارجية مطلقا محققا أو مقدرا كقضايا الحكمة الطبيعية وتسمّى هذه القضية قضية خارجية. وثالثتها أن يكون الحكم فيها مخصوصا بالأفراد الذهنية وتسمّى هذه قضية ذهنية كالقضايا المستعملة في المنطق.
وهاهنا أبحاث تركناها حذرا من الإطناب، فمن أراد الاطّلاع عليها فليرجع إلى شرح الشمسية وحواشيه وشرح المطالع.
وأما القضية التي يحكم فيها مخصوصا بالأفراد الخارجية الموجودة المحقّقة فقط دون المقدّرة فليست معتبرة في العلوم، ولا يبحث عنها فيها، لأنّ البحث عنها يرجع إلى البحث عن الجزئيات، والجزئيات لا يبحث عنها في العلوم لوجهين. الأول أنها غير متناهية بمعنى أنّها لا يمكن ضبطها وإحاطتها، ولا يتصوّر حصرها لأنها توجد واحدة بعد واحدة وكذا تعدم. والثاني أنها متغيّرة متجدّدة لتوالي أسباب التغيّر عليها فلا يمكن ضبط أحوالها، هكذا في حواشي السلم. ومنها مقابل المجازي يقال هذا المعنى حقيقي وذاك مجازي. ومنها ما هو غير ذلك كما يقال: كلّ من المذكر والمؤنّث حقيقي ولفظي، والتعريف إمّا حقيقي أو لفظي، وكلّ من الشهر والسنة حقيقي ووسطي واصطلاحي ونحو ذلك. 

الضَّرُورَة

(الضَّرُورَة) الْحَاجة والشدة لَا مدفع لَهَا وَالْمَشَقَّة و (فِي الشّعْر) الْحَالة الداعية إِلَى أَن يرتكب فِيهِ مَا لَا يرتكب فِي النثر (ج) ضرائر
الضَّرُورَة: امْتنَاع انفكاك شَيْء عَن آخر عقلا فَيُقَال نِسْبَة الْحَيَوَان إِلَى الْإِنْسَان مثلا ضَرُورِيَّة أَي ممتنعة الانفكاك يَعْنِي أَن الْعقل يحكم بامتناع انفكاك الْحَيَوَان عَن الْإِنْسَان فَتكون تِلْكَ النِّسْبَة دائمة الْبَتَّةَ. فالدوام أَعم من الضَّرُورَة لِأَن كل ضَرُورِيّ دَائِم وَلَيْسَ كل دَائِم ضَرُورِيًّا لِأَن مَفْهُوم الضَّرُورَة امْتنَاع انفكاك النِّسْبَة عَن الْمَوْضُوع وَمَفْهُوم الدَّوَام شُمُول تِلْكَ النِّسْبَة جَمِيع الْأَزْمِنَة والأوقات وَمَتى كَانَت النِّسْبَة ممتنعة الانفكاك عَن الْمَوْضُوع كَانَت متحققة فِي جَمِيع أَوْقَات وجوده بِالضَّرُورَةِ وَلَيْسَ مَتى كَانَت النِّسْبَة متحققة فِي جَمِيع الْأَوْقَات امْتنع انفكاكها عَن الْمَوْضُوع لجَوَاز انفكاكها وَعدم وُقُوعهَا لِأَن الْمُمكن لَا يجب أَن يكون وَاقعا فَإِن الْحَرَكَة دائمة للفلك مَعَ جَوَاز انفكاكها عَنهُ فَيصح أَن يُقَال كل فلك متحرك دَائِما وَلَا يَصح أَن يُقَال كل فلك متحرك بِالضَّرُورَةِ فَإِن انفكاكها عَنهُ لَيْسَ بممتنع عِنْد الْعقل بل جَائِز مُمكن ثمَّ الضَّرُورَة خَمْسَة أَنْوَاع.
الأول أزلية مثل الله عَالم بِالضَّرُورَةِ الأزلية أَي أزلا وأبدا. وَالثَّانِي ذاتية وَتسَمى مُطلقَة هِيَ مَا دَامَ الذَّات. وَالثَّالِث وَصفِيَّة بِمَعْنى مَا دَامَ الْوَصْف أَو بِشَرْط الْوَصْف أَو لأَجله - وَالرَّابِع وقتية إِمَّا فِي وَقت معِين أَو وقتا مَا - وَالْخَامِس بِشَرْط الْمَحْمُول ثبوتا أَو سلبا فَكل مَحْمُول ضَرُورِيّ بِالشّرطِ.
وَاعْلَم أَنه إِذا قيل كل (ج ب) بِالضَّرُورَةِ من غير قيد فأزلية كَمَا فِي الإشارات وذاتية كَمَا فِي (الشِّفَاء) فالأزلية دَاخِلَة فِي الذاتية وَلذَا قَالُوا إِن الضَّرُورَة ذاتية - ووصفية - ووقتية مُعينَة - ووقتية منتشرة - لِأَنَّهَا إِن كَانَت بِحَسب ذَات الْمَوْضُوع وبشرط وجوده فَهِيَ ضَرُورَة ذاتية كَمَا فِي الضرورية الْمُطلقَة مثل كل إِنْسَان حَيَوَان بِالضَّرُورَةِ. وَإِن كَانَت بِحَسب وصف الْمَوْضُوع وبشرط وَصفه فَهِيَ ضَرُورَة وَصفِيَّة مَا فِي الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة مثل بِالضَّرُورَةِ كل كَاتب متحرك الْأَصَابِع مَا دَامَ كَاتبا. وَإِن كَانَت فِي وَقت معِين من أَوْقَات وجود الْمَوْضُوع فَهِيَ ضَرُورَة وقتية مُعينَة كَمَا فِي الوقتية الْمُطلقَة مثل بِالضَّرُورَةِ كل قمر منخسف وَقت الْحَيْلُولَة. وَإِن كَانَت فِي وَقت غير معِين من أَوْقَات وجود الْمَوْضُوع فَهِيَ ضَرُورَة وقتية منتشرة كَمَا فِي المنتشرة الْمُطلقَة مثل بِالضَّرُورَةِ كل إِنْسَان متنفس وقتا مَا. وَلَا يذهب عَلَيْك أَن الضَّرُورَة منحصرة فِي هَذِه الْأَرْبَع لِأَن لَهَا حالات شَتَّى عِنْد الْعقل لكِنهمْ لم يزِيدُوا فِي بَيَان جِهَة النِّسْبَة الضرورية على هَذِه الْأَرْبَع الْمَذْكُورَة فَافْهَم.

زرّ

زرّ: زَرَّ: أنظرها في مادة زِرّ.
زَرَّ، زرّ الكلب: سفد الكلبة (بوشر).
زرَّ، والعامة تقول زرَّ الرجل بمعنى: ألحَّ عليه حتى أحدَّه (محيط المحيط).
زرَّر: زرَّ، شدّ الأزرار وأدخلها في العرى (محيط المحيط).
زَرَّ: برعم (الشجر) وأخرج براعمه (المقري 2: 432).
وزرَّر: تصحيف صَرَّر: صّرَّ، صوَّت (العصفور، والجندب). وصرّ القلم، وصرّ الباب، وصرت الأذن: كان لها طنين (فوك).
تزرَّر (القميص): شدّت أزراره وأدخلت في العرى (بوشر).
تزرَّر (الشجر): خرجت براعمه (بوشر).
انزرَّ: أنظره في مادة زِرّ.
زَر (فارسية وفيها زَرَّ وزرّ): ذهب.
زر محبوب: ضرب من السكك الذهبية، وهو نقد ذهبي إيطالي قديم اسمه سَكِن (بوشر).
زِرُّ ويجمع على أزِرَّة (فوك، أبو الوليد ص106).
زِرّ: برعم النبات الذي تخرج منه الأغصان والأوراق والثمر، وبرعم الزهر (بوشر، محيط المحيط، المقري 1: 40 مع تعليقة فليشر بريشت ص156).
زِرّ: زينة أو حلية بشكل البلوط (بوشر). زِرّ: قرح، ناسور (بوشر).
زِرّ: شئن، (مسمار)، غلظ، كنب، جسأة (بوشر).
زِرّ في معجم فوك: capicium، ولابد أنها تعني هذا القسم من الثوب الذي يحيط بالعنق، بنيقة طوق. والكلمات الأخرى التي يذكرها فوك مقابل هذه الكلمة وهي لِبْنة وطوق وجيب تدل على هذا المعنى أيضاً ويظهر هذا غريباً ومن الصعب تفسيره، وأرى مع ذلك أنه وهم منه.
زِرّ: قرص أو حبة تدخل في عروة الثوب لتزره، وما على الأزرار: ما فوق الأزرار ويعني الوجه (انظر مثلاً عبد الواحد ص216 واقرأ فيه: غُضَّوا، المقري 1: 631). ومن الممكن أنه ما فوق طوق الثوب وبنيقته، ثم أطلقوا الطوق والبنيقة على الزر، ومهما يكن من شيء فإن فوك يذكر أيضاً في مادة capicium الفعل زَرَّ مرادفاً لطوق كما يذكر الفعل انزر لمزيد من الفعل زرَّ.
زِرّ: عجب، عظم في آخر العمود الفقري (بوشر).
أزرار بغدادية: ذكرت في ألف ليلة وليلة مع الأنسجة (ألف ليلة 4: 246 = برسل 10: 205).
أزرار الغاسول وغاسول أزرار: نبات اسمه العلمي ficoide nodiflore، وكذلك: Mesenabrynthemum nodiflorum وهو أشنان (قلي) ذو أوراق مخلدة صغيرة، وسماه سنج: Koli crassule minoris folus.
زِرّ، وجمعه زِرَار: إناء المعلبات (ألكالا) وهو تصحيف زير.
زِرّ، جاء بزره: أي بنفسه (محيط المحيط).
زُرّ، وجمعه أَزْرار: حوشب الفرس، مفصل يقع بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ، مفصل في أعلى الرسغ (بوشر).
زرار: حبل يستعمل لفتح الباب وغلقها (بوشر).
زرار: خشبة تربط الزمام في قتب البعير (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 221).
زريرا (اسم سرياني فيما يقول ابن البيطار): سلق وقيل البقلة الحمقاء (ابن البيطار 1: 529). مِزَرّ: حبل يستعمل لفتح الباب وغلقها (بوشر).
مُزَرَّة: انظر مُزَرَّرَة.
مُزَرَّر: حرير أطلس مُزَرَّر؟ (ألف ليلة 1: 132) هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة، في طبعة برسل (1: 332): مُدَرَّر.
مُزَرَّرَة، واختصاراً مُزَرَّ: منديل يربط طرفاه بأبازيم فيصير نوعاً من محفظة الأوراق أو كيس النقود (مملوك 2، 1: 219).

الْمُمْتَنع بِالْغَيْر

الْمُمْتَنع بِالْغَيْر: وَلَا يجوز أَن يَنْقَلِب الْمُمْتَنع بِالذَّاتِ إِلَى الْمُمكن بِالذَّاتِ.
فَإِن قلت لَا نسلم عدم الْجَوَاز وَسَنَد الْمَنْع مَوْقُوف على تمهيد مُقَدّمَة وَهِي أَن إِمْكَان الْحَادِث الَّذِي ترَاهُ الْآن حَادث وَنحن نثبت هَذِه بِوُجُوه. أَحدهَا: أَن الْحَادِث لَا يُمكن أَن يتَحَقَّق فِي الْأَزَل لِأَن معنى الْحَادِث مَا يكون مَسْبُوقا بِالْعدمِ - وَإِذا لم يُمكن أَن يتَحَقَّق فِي الْأَزَل لم يكن إِمْكَان التحقق فِي الْأَزَل أَيْضا. وَإِلَّا لَكَانَ الْحَادِث مُمكن التحقق فِي الْأَزَل وَهُوَ خلاف الْمَفْرُوض وَإِذا لم يكن إِمْكَانه أزليا يكون حَادِثا - وَثَانِيها: أَنه لَو كَانَ الْإِمْكَان أزليا لَكَانَ ذَات ذَلِك الْحَادِث متحققة فِي الْأَزَل. وَإِلَّا يلْزم تقدم الصّفة على الْمَوْصُوف وَهُوَ محَال لِأَن ثُبُوت الشَّيْء لغيره فرع لثُبُوت ذَلِك الْغَيْر وَلَيْسَ ذَات الْحَادِث مِمَّا يجوز تحَققه فِي الْأَزَل - وَثَالِثهَا: أَنه لَو كَانَ إِمْكَان الْحَادِث فِي الْأَزَل لجَاز أَن يتَحَقَّق ذَلِك الْحَادِث أَيْضا فِيهِ لكنه لَا يتَحَقَّق فِي الْأَزَل لِأَنَّهُ لَو تحقق فِي الْأَزَل لَكَانَ مِمَّا لَا يصدق عَلَيْهِ أثر الْحَادِث والمقدر خِلَافه.
وَإِذا عرفت هَذَا فلنرجع إِلَى مَا نَحن بصدد بَيَانه فَنَقُول إِن ذَات زيد الْحَادِث قبل اتصافه بإمكانه الَّذِي ثَبت حُدُوثه لَا شكّ أَنه مَفْهُوم من المفهومات فَهُوَ إِمَّا مُمكن أَو وَاجِب أَو مُمْتَنع لَا جَائِز أَن يكون مُمكنا إِذْ لزيد إِمْكَان وَاحِد وَلَا جَائِز أَن يكون وَاجِبا أَيْضا إِذْ الْوَاجِب يجب أَن يكون مَوْجُودا. وَأَيْضًا على هَذَا الِاحْتِمَال يلْزم الانقلاب الَّذِي هُوَ الْمَطْلُوب فَتعين أَن يكون مُمْتَنعا فَيلْزم انقلاب الْمُمْتَنع بِالذَّاتِ إِلَى الْمُمكن بِالذَّاتِ.
وحلها بِمَنْع مُقَدمَات الدَّلَائِل الْمَذْكُورَة على إِثْبَات أَن إِمْكَان الْحَادِث حَادث أما الدَّلِيل الأول وَالثَّالِث فبأن يُقَال لَا نسلم أَنه إِذا كَانَ إِمْكَان الْحَادِث أزليا يلْزم كَون الْحَادِث أَيْضا أزليا. وَمعنى أزلية إِمْكَان زيد مثلا هُوَ أَن زيدا مَاهِيَّة يحكم الْعقل باتصافها بتساوي الْوُجُود والعدم نظر إِلَى ذَاتهَا وَلَا يسْتَلْزم تحقق الْحَادِث فِي الْأَزَل حَتَّى يلْزم خلاف الْمَفْرُوض. - وَأما الدَّلِيل الثَّانِي فبأن الْإِمْكَان من المعقولات الثَّانِيَة الَّتِي يَتَّصِف بهَا الْأَشْيَاء فِي الذِّهْن فكون إِمْكَان زيد صفة لَهُ يَقْتَضِي وجوده فِي ذهن من الأذهان وَإِن كَانَ قَدِيما وَهُوَ لَا يُنَافِي حُدُوث زيد فَتَأمل.

علم العزائم

علم العزائم
العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي والانطواء على الأمر والنية فيه والإيجاب على الغير يقال: عزمت عليك أي أوجبت عليك حتمت. وفي الاصطلاح: الإيجاب والتشديد والتغليظ على الجن والشياطين ما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به وكلما تلفظ بقوله: عزمت عليكم فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه وذلك من الممكن والجائز عقلاً وشرعاً1 ومن أنكرها لم يعبأ به لأنه يفضي إلى إنكار قدرة الله سبحانه وتعالى لأن التسخير والتذليل إليه وانقيادهم للإنس من بديع صنعه.
وسئل آصف بن برخيا هل يطيع الجن والشياطين للإنس بعد سليمان عليه السلام؟ فقال: يطيعونهم ما دام العالم باقيا وإنما يتسق بأسمائه الحسنى وعزائمه الكبرى وأقسامه العظام والتقرب إليه بالسير المرضية.
ثم هو في أصله وقاعدته على قسمين محظور ومباح.
الأول: هو السحر المحرم.
وأما المباح فعلى الضد والعكس إذ لا يستم منه شيء إلا بورع كامل وعفاف شامل وصفاء خلوة وعزلة عن الخلق وانقطاع إلى الله تعالى.
وقد علمت أن التسخير إلى الله تعالى غير أن المحققين اختلفوا في كيفية اتصاله بهم منه تعالى
فقيل: على نهج لا سبيل لأحد دونه عز وجل.
وقيل: بالعزيمة كالدعاء وإجابته.
وقيل: بها والسير المرضية.
وقيل: بالجواسيس الطائعين المتهيئين.
وقيل: بالمحتسبة والسيارة.
وقيل: بالعمار هذا ما يعتمد من كلام المحققين.
قال فخر الأئمة: أما الذي عندي أنه إذا استجمع الشرائط وصوب العزائم صيرها الله تعالى عليهم نارا عظيمة محرقة لهم مضيقة أقطار العالم عليهم كيلا يبقى لهم ملجأ ولا متسع إلا الحضور والطاعة فيما يأمرهم به وأعلى من هذا أنه إذا كان ما هو مسيرا في سيرة الرضية وأخلاقه الحميدة فإنه يرسل عليهم ملائكة أقوياء غلاظ أشداد ليزجروهم ويسوقوهم إلى طاعته وخدمته.
وأثبت المتكلمون وغيرهم من المحققين هذه الأصول حيث قالوا:
أما يمنع من أن يكون من الكلام أسماء الله تعالى أو غيرها في الكتب والعزائم والطلمسات ما إذا حفظه الإنسان وتكلم به سخر الله تعالى بعض الجن وألزم قلبه وطاعته واختياره بما طلب منه من الأمور الكائنة فيما عرفه الجني وشاهده ليخبر به الإنسي وهذا هو بيان قول من قال: إن منهم متهيئين وجواسيس. قالوا: وطاعتهم للإنس غير ممتعة في عقل ولا سمع.

سدل

س د ل: سَدَلَ ثَوْبَهُ أَرْخَاهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَشَعْرٌ (مُنْسَدِلٌ) . 
(سدل)
الثَّوْب والستر وَالشعر سدلا أرخاه وأرسله وَفِي الْبِلَاد ذهب

(سدل) سدلا مَال فَهُوَ أسدل وَهِي سدلاء (ج) سدل
س د ل : سَدَلْتُ الثَّوْبَ سَدْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَرْخَيْتُهُ وَأَرْسَلْتُهُ مِنْ غَيْرِ ضَمِّ جَانِبَيْهِ فَإِنْ ضَمَمْتَهُمَا فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ التَّلَفُّفِ قَالُوا وَلَا يُقَالُ فِيهِ أَسْدَلْتُهُ بِالْأَلِفِ. 
س د ل

سدل الثوب سدلاً: أرخاه، وسدلت سترها وشعرها، وستر وشعر مسدول، وقد انسدل فهو منسدل.

ومن المجاز: أرخى الليل سدوله. قال:

بأطيب من ريّاك يا أم سالم ... تنفّح والظلماء مرخًى سدولها

وجئته وستر الليل مسدول.
باب السين والدال واللام معهما س د ل، د ل س يستعملان فقط

سدل: السَّدْل: شَعرٌ مُنسَدِل كثير طويل، وَقَع على الظَّهْر. وكُرْه السَّدْل في الصلاة، وهو إرخاء الثوب من المَنْكِبَيْن الى الأرض.

دلس: ودَلَّسَ في البَيْع وفي كُلِّ شيءٍ اذا لم يُبَيِّن له عَيبه.

سدل


سَدَلَ(n. ac.
سَدْل)
a. Let fall down, let hang down.

تَسَدَّلَإِنْسَدَلَ
VIIa. Was loose, unbound, flowing (hair).

سِدْلa. see 3b. String of pearls.

سُدْل
(pl.
أَسْدُل
سُدُوْل
أَسْدَاْل)
a. Veil, curtain.

سَدَلa. An inclining.

سَدِيْل
(pl.
سُدُوْل
أَسْدَاْل
سَدَاْئِلُ)
a. Curtain, hanging.

N. Ag.
إِنْسَدَلَa. Loose, flowing (hair).
سَوْدَل
a. Mustache.
سدل: سِدِلَّة: مصطبة، صفة، أريكة، مقعد طويل ذو مسند خلفي (بوشر، لين ترجمة ألف ليلة 2: 242 رقم 113) ومن الممكن أن تدل هذه الكلمة على هذا المعنى في ألف ليلة 1: 58، 2: 22، 4: 818، 524) لأنا نجد في العبارات الأخيرة من طبعة برسلاو (5: 99، 110) إن كلمة سرير قد حلت محلها، كما نجد في عبارة أخرى (3: 294) خرستانات ومقاصير بدل سدلات. وهي بعد هذا كله نفس كلمة سِدِلَّى عند فريتاج ولين.
سَدِيل: تجمع على سُدُل أيضاً (معجم مسلم).
(س د ل) : (سَدَلَ) الثَّوْبَ سَدْلًا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا أَرْسَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَضُمَّ جَانِبَيْهِ (قِيلَ) هُوَ أَنْ يُلْقِيَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيُرْخِيَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ (وَأَسْدَلَ) خَطَأٌ وَإِنْ كُنْتُ قَرَأْتُهُ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ لِأَنِّي كُنْتُ اسْتَقْرَيْتُ الْكُتُبَ فَلَمْ أَجِدْهُ وَإِنَّمَا الِاعْتِمَادُ عَلَى الشَّائِعِ الْمُسْتَفِيضِ الْمَحْفُوظِ مِنْ الثِّقَاتِ (مِنْ ذَلِكَ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ كَانَ «إذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ» هَكَذَا رُوِيَ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ.
[سدل] فيه: نهى عن "السدل" في الصلاة، هي أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد كذلك، وكانت اليهود تفعله، وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب، وقيل: أن يضع وسط الإزار على رأسه ويرسل طرفيه يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه. ومنه ح عائشة: "سدلت" قناعها وهى محرمة، أي أسبلته: ك: "يسدل" بضم دال وقيل بكسرها، السدل إرسال شعر ناصيته على الجبهة، سدله إذا أرسله ولم يضم جوانبه. ن: "فسدل" ناصيته، من نصر وضرب، أراد إرساله هلى الجبين واتخاذه كالقصة. ومنه: بامرأة "سادلة". ط: ومنه: "فسدل" صلى الله عليه وسلم ثم فرق، أي أرسل شعره حول الرأس من غير أن يقسمه بنصفين، والفرق أن يقسمه نصفا من يمينه على الصدر ونصفًا من يساره عليه، وكلاهما جائزان والأفضل الفرق. وفيه: "فسدلها" بين يدى ومن خلفها، أي أسبل بعمامتى طرفين أحدهما خلف ظهرى والآخر على صدرى.
السين والدال واللام س د ل

سَدَلَ الشَّعَرَ والثَّوبَ يَسْدِلُه ويَسْدُلُه سَدْلاً وأسْدَلَه أرْخَاه وأرسَلَهُ قال سيبويه فأما قولُهُم يَزْدُلُ ثوبَه فعلى المُضارعةِ لأن السين ليست بمُطْبَقَة وهي من موضعِ الزَّاي فحَسُنَ إبدالُها لذلك والبيانُ فيها أجْوَدُ إذ كان البيان في الصَّادِ أكثر من المُضارعة مع كَوْنِ المضارعةِ في الصاد أكْثرَ منها في السِّينِ وشَعْرٌ منْسَدِلٌ مُسْترسِلٌ والسَّدِبلُ شيءٌ يُعَرَّضُ في شُقَّة الخِباءِ وقيل هو سِتْر حَجَلَةِ المرأة والسُّدْل والسِّدْل السِّتْرُ وجمعُه أسْدالٌ وسُدُولٌ فأما قول حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ

(فَرُحْنَ وقد زَايَلْن كلَّ صنيعَةٍ ... لَهُنَّ وباشَرْنَ السُّدُولَ المُرَقَّما)

فإنه لمَّا كان السُّدُول على لفظ الواحدِ كالسُّدُوسِ لضَرْبٍ من النباتِ وصَفَه بالواحد وهكذا رواهُ يعقوبُ وروايةُ غيره السَّدِيلُ المُرَقَّما وهو الصحيحُ لأن السَّدِيلَ واحدٌ والسِّدْل السِّمْطُ من الدُّرِّ يطولُ إلى الصَّدْر والسَّدَلُ المَيَلُ وذَكَرٌ أسْدَلُ مائِلٌ وسَدَلَ ثَوْبَه يَسْدِلُه شَقَّه والسَّديلُ موضعٌ
سدل
سدَلَ يَسدُل ويَسدِل، سَدْلاً، فهو سادِل، والمفعول مَسْدول
• سدَل الثَّوبَ: أرخاه وأرسله من غير ضمّ جانبيه "سدَل السِّترَ- سدَل الشَّعرَ على الجبين" ° سِتْر اللّيلِ مسدول: الظلام منتشر. 

أسدلَ يُسدل، إسدالاً، فهو مُسدِل، والمفعول مُسدَل
• أسدلَ السِّتْرَ: سدَله، أرخاه وأرسله "أُسْدِل السِّتار بعد انتهاء المسرحيّة- شَعْر مُسْدَل على الجبين" ° أسدل اللَّيلُ سدولَه: أظلم- أسدل على الأمر ستارًا: أهمله وتناساه. 

انسدلَ ينسدل، انسدالاً، فهو مُنسدِل
• انسدل السِّتارُ: مُطاوع سدَلَ: أُرْخي وأُسْبِل ° شَعر مُنْسدِل: مسترسِل. 

سَدْل [مفرد]: مصدر سدَلَ ° ستار السَّدْل: ستار يُسْدَل ليُشكل عادةً خلفيّة للمسرح. 

سِدْل [مفرد]: ج أسدال وأَسْدُل وسُدُول: سِتْر "كان السِّدْل مُرْخًى فلم نستطع أن نرى ما وراءه" ° أرخى اللَّيلُ سُدُوله: أظلم. 

سدل: سَدَلَ الشَّعْرَ والثوبَ والسِّتْرَ يَسْدِلُه ويَسْدُله سَدْلاً

وأَسْدَله: أَرْخاه وأَرْسَلَه. وفي حديث علي، كرَّم الله وجهه: أَنه

خَرَج فرأَى قوماً يُصَلُّون قد سَدَلوا ثيابَهم فقال: كأَنَّهم اليهودُ

خَرَجوا من فُهْرِهم؛ قال أَبو عبيد: السَّدْل هو إِسْبال الرجل ثوبَه من

غير أَن يَضُمَّ جانبيه بين يديه، فإِن ضَمَّه فليس بسَدْلٍ، وقد رُوِيت

فيه الكراهةُ عن النبي، صلى الله عليه وسلم. وفي حديث عائشة: أَنها

سَدَلَتْ طَرَف قِناعها على وجهها وهي مُحْرِمة أَي أَسْبَلَتْه. وفي الحديث:

نُهِي عن السَّدْل في الصلاة؛ هو أَن يَلْتَحِف بثوبه ويدخل يديه من داخل

فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله فنُهُوا عنه، وهذا مطَّرد في

القميص وغيره من الثياب؛ وقيل: هو أَن يضع وسَطَ الإِزار على رأْسه ويُرْسل

طَرَفيه عن يمينه وشماله من غير أَن يجعلهما على كتفيه، قال سيبويه:

فأَما قولهم يَزْدُلُ ثوبه فعلى المُضارَعة، لأَن السين ليست بمُطْبَقة وهي

من موضع الزاي فحَسُنَ إِبدالُها لذلك، والبيان فيها أَجْوَد إِذ كان

البيان في الصاد أَكثر من المُضارَعة مع كون المُضارَعة في الصاد أَكثر منها

في السين. وشَعر مُنْسَدِلٌ: مسترسلٌ، قال الليث: شعر مُنْسَدِلٌ

ومُنْسَدِرٌ كثير طويل قد وقع على الظَّهر. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قَدِم المدينةَ وأَهل الكتاب يَسْدِلُون أَشعارهم والمشركون

يَفْرُقون فسَدَل النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، شعره ثم فَرَقَه، وكان

الفَرْق آخر الأَمرين؛ قال ابن شميل: المُسَدَّل من الشَّعر الكثيرُ الطويل،

يقال: سَدَّلَ شَعرَه على عاتقيه وعنقه وسَدَلَه يَسْدِله. والسَّدْل:

الإِرسال ليس بمَعْقوف ولا مُعَقَّد. وقال الفراء: سَدَلْت الشَّعَر

وسَدَنْته أَرخيته. الأَصمعي: السُّدُولُ والسُّدُون، باللام والنون، ما جُلِّل

به الهَوْدج من الثياب، والسَّدِيلُ: ما أُسْبِلَ على الهودج، والجمع

السُّدُول والسَّدائل والأَسدال. والسَّدِيل: شيء يُعَرَّض في شُقَّة

الخِباء، وقيل: هو سِتْر حَجَلة المرأَة. والسِّدْل والسُّدْل: السِّتْر،

وجمعه أَسدال وسُدُول؛ فأَما قول حُمَيد ابن ثور:

فَرُحْنَ وقد زايَلْنَ كُلَّ ظَعِينةٍ

لَهُنَّ، وباشَرْنَ السُّدُول المُرَقَّما

فإِنه لما كان السُّدُول على لفظ الواحد كالسُّدوس لضرب من الثياب

وصَفَه بالواحد، قال: وهكذا رواه يعقوب رحمه الله،ورواه غيره: السَّدِيل

المُرَقَّما؛ قال: وهو الصحيح لأَن السَّدِيل واحد. ابن الأَعرابي: سَوْدَل

الرجلُ إِذا طال سَوْدَلاه أَي شارباه. والسِّدل: السِّمْط من الجوهر، وفي

المحكم: من الدُّرِّ يطول إِلى الصدر، والجمع سُدُولٌ؛ وقال حاجب

المزني:كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ،

وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُول

ويروى:

كَسَوْنَ القادِسِيَّة كل قَرْنٍ

والسَّدَلُ: المَيَل. وذَكَرٌ أَسْدَلُ: مائل. وسَدَلَ ثوبَه يَسْدِلُه:

شَقَّه.

والسَّدِيلُ: موضع. والسِّدِلَّى، على فِعِلَّى: معرَّب وأَصله

بالفارسية سِهْدِلَّه كأَنه ثلاثة بُيُوت في بَيْت كالحارِيِّ

بكُمَّيْن.

سدل
سَدَلَ الشَّعَرَ، والثَّوْبَ، والسِّتْرَ: يَسْدِلُهُ، ويَسْدُلُهُ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، سَدْلاً، وأَسْدَلَهُ: أَي أَرْخَاهُ، وأَرْسَلَهُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: السَّدْلُ المَنْهِيُّ عنهُ فِي الصَّلاةِ، هُوَ إِسْبَالُ الرَّجُلِ ثَوْبَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَضُمَّ جانِبَيْهِ، فَإِنْ ضَمَّهُما فليسَ بسَدْلٍ، وقالَ غيرُهُ: هُوَ أنْ يَلْتَحِفَ بِثَوْبِهِ، ويُدْخِلَ يَدَيْهِ من داخِلٍ، فيَرْكَعُ ويَسْجُدُ وهوَ كَذَلِك، وكانتِ اليَهُودُ تَفْعَلُ ذَلِك، فَنُهُوا عنهُ، وَهَذَا مُطَّرِدٌ ف بالْقَمِيصِ، وغيرِهِ مِنَ الثِّيَابِ، وقيلَ: هُوَ أنْ يَضَعَ وَسَطَ الإِزارِ عَلى رَأْسِهِ، ويُرْسِلَ طَرَفَيْهِ عَن يَمِينِهِ وشِمالِهِ، مِنْ غَيْرِ أنْ يَجْعَلَها عَلى كَتِفَيْهِ. وشَعَرٌ مُنْسَدِلٌ: أَي مُسْتَرْسِلٌ، وقالَ اللّيْثُ: كَثِيرٌ طَوِيلٌ، وَقد وَقَعَ عَلى الظَّهْرِ، والسَّدْلُ: إِرْسالُ الشَّعَرِ غَيْرَ مَعْقُوفٍ وَلَا مُعَقَّدٍ، وقالَ الْفَرَّاءُ: سَدَلْتُ الشَّعْرَ، وسَدَنْتُهُ: أَرْخَيْتُهُ. والسُّدُلُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ: السِّتْرُ، ج: أَسْدالٌ، وسُدُولٌ، وأَسْدُلٌ، كَأَفْلُسٍ، فأَمَّا قَوْلُ حُمَيْدٍ بنِ ثَورٍ: (فَرُحْنَ وَقد خَايَلْنَ كُلَّ ظَعِينَةٍ ... لَهُنَّ وبَاشَرْنَ السُّدُولَ الْمُرَقَّما)
فَإِنَّهُ لَمَّا كانَ السُّدُولُ عَلى لَفْظِ الواحِدِ، كالسُّدُوسِ لِضَرْبٍ مِنَ الثِّيابِ، وصَفَهُ بالْواحِدِ، وَهَكَذَا رَواهُ يَعْقُوبُ، ورِوايَةُ غَيْرِهِ: السَّدِيلَ المُرَقَّمَا، وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأَنَّ السَّدِيلَ وَاحِدٌ. والسِّدْلُ، بالكسرِ: السِّمْطُ مِنَ الجَوْهَرِ، وَفِي المُحْكَمِ: مِنَ الدُّرِّ، يَطُوٌ إِلى الصَّدْرِ، والجَمْعُ سُدُولٌ، قَالَ حاجِبٌ الْمَازِنِيُّ:

(كَسَوْنَ الْفَارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ ... وزَيَّنََّ الأَشِلَّةَ بالسُدُولِ)
والسَّدَلُ، بالتَّحْرِيكِ: الْمَيْلُ، وَمِنْه ذَكَرٌ أسْدَلُ: أَي مائِلٌ، ج سُدُلٌ، ككُتُبٍ. وسَدَلَ ثَوْبَهُ، يَسْدِلُهُ، سَدْلاً، من حَدِّ ضَرَبَ: شَقَّهَ، كَما فِي اللِّسانِ. وسَدَلَ فِي الْبِلادِ، سَدْلاً: ذَهَبَ، كَمَا فِي العُبابِ.
والسَّدِيلُ، كَأَمِيرٍ: شَيْءٌ يُعَرَّضُ فِي شُقَّةِ الْخِباءِ، وَقل: هُوَ سِتْرُ حَجَلَةِ الْمَرْأَةِ، والجَمْعُ سُدُولٌ، وسَدائِلُ، وأَسْدَالٌ. وسَدِيلُ: ع. والسَّدِيلُ: مَا أُسْبِلَ على الْهَوْدَجِ، والجَمْعُ سُدُولٌ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السُّدُولُ، والسُّدُونُ، باللاَّمِ النُّونِ: مَا جُلِّلَ بِهِ الهَوْدَجُ مِنَ الثِّيابِ. والسَّوْدَلُ: الشَّارِبُ، وقَالَ الأَصْمِعِيُّ: سَوْدَلَ الرَّجُلُ: طالَ سَوْدَلُهُ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: طالَ سَوْدَلاَهُ، أَي شارِباهُ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: شَعَرٌ مُسْدَلٌ، كمُكْرَمٍ: مُسْتَرْسِلٌ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّعَرُ المُسَدَّلُ، كمُعَظَّمٍ: هُوَ الكثِيرُ الطَّوِيلُ، يُقالُ: سَدَّلَ شَعَرَهُ على عَاتِقَيْهِ وعُنُقِهِ تَسْدِيلاً. والسِّدِلَّى، كزِمِكَّى، مُعَرَّبٌ، وأَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سِهْ دِلَّه، كأنَّهُ ثَلاثَةُبُيوتٍ: كالْحَارِيِّ بِكُمِّيْنِ، كَمَا فِي العُبابِ، واللِّسانِ. وممّا) يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

سدل

1 سَدَلَهُ, aor. ـُ (S, M, Mgh, Msb, K,) and سَدِلَ, (M, K,) inf. n. سَدْلٌ, (S, M, Mgh, Msb,) He let it loose, let it down, lowered it, or let it fall; (S, M, K;) namely, his garment, (S, M,) and hair, (Fr, M, K,) and a veil, or curtain; (M;) and سَدَنَهُ signifies the same; (Fr, TA;) as also ↓ اسدلهُ; (M, K;) or this latter is a mistake; (Mgh; [but this the author asserts because, he says, he had searched through books without finding it except in the “ Nahj-el-Balághah; ”]) not allowable; (Msb;) and the former signifies he let it down, or let it fall, namely, the garment, without drawing together its two sides: (Mgh, Msb:) or, as some say, he threw it upon his head, and let it loose, let it down, or let it fall, upon his shoulders: (Mgh:) and he let it down, or let it fall, namely, hair, not مَعْقُوف [i. e. made recurvate at the extremities], nor tied in knots: (Lth, TA:) and one says also, يَزْدُلُ ثَوْبَهُ, changing the س into ز. (Sb, M.) The سَدْل that is forbidden in prayer is The letting down one's garment without drawing together its two sides: or the enveloping oneself with his garment, and putting his arms within, and bowing the head and body, and prostrating oneself, in that state; as the Jews used to do; and this applies uniformly to the shirt and other garments: or the putting the middle of the إِزَار [or waist-wrapper] upon the head, and letting fall its two ends upon one's right and left, without making it to be upon his two shoulder-blades. (TA.) سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ is said in a trad. [as meaning He made the end of his turban to hang down between his two shoulder-blades]. (Mgh.) And one says also, شَعَرَهُ عَلَى ↓ سدّل عَاتِقَيْهِ وَعُنُقِهِ, [meaning He let his hair fall down abundant and long upon his shoulders and his neck,] inf. n. تَسْدِيلٌ. (ISh, TA. [See its pass. part. n., voce مُنْسَدِلٌ.]) b2: Also, aor. ـِ (M, K,) inf. n. as above, (TA,) He slit it, or rent it; namely, his garment. (M, K.) b3: And سَدَلَ فِى

البِلَادِ, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) He went away into the countries, or provinces. (O, K.) 2 سَدَّلَ see 1, last sentence but two.4 أَسْدَلَ see 1, first sentence.5 تَسَدَّلَ see the next paragraph.7 انسدل [and accord. to Freytag ↓ تسدّل also, but he names no authority for this, and I have not found it in any MS. lexicon, but it is agreeable with analogy as quasi-pass. of 2,] It was let loose, let down, lowered, or let fall; said of hair [&c.]. (MA, KL.) b2: And انسدل يَعُدُو He was somewhat quick, or made some haste, running; like انسدر; the ر and ل being app. interchangeable. (Har p. 576.) Q. Q. 1 سَوْدَلَ He (a man) had long mustaches, (IAar, TA,) or he had a long mustache. (As, K.) سُدْلٌ and ↓ سِدْلٌ [the former written in a copy of the M سَدْل, but said in the K to be with damm,] A veil, or curtain: pl. [of mult.] سُدُولٌ and [of pauc.] أَسْدَالٌ (M, K) and أَسْدُلٌ. (K.) In a verse of Homeyd Ibn-Thowr, as it is related by Yaakoob, السُّدُول is used as a sing., because it is of a measure which is [in some instances] that of a sing., such as السُّدُوس, meaning a sort of garment: but others relate it differently, saying السَّدِيل, which is correctly a sing. (M.) [See also سِدْنٌ.]

سِدْلٌ A string of gems or jewels: (S:) or a string of pearls or large pearls, reaching to the breast: (M, K:) pl. سُدُولٌ. (S.) b2: See also سُدْلٌ.

سَدَلٌ An inclining. (M, K.) [See أَسْدَلُ.]

سِدِلَّى, of the measure فِعِلَّى, an arabicized word, originally, in Pers\., سِهْ دِلَهْ [“ three-hearted ”], as though it were three chambers in one chamber (كَأَنَّهُ ثَلاَثَةُ بُيُوتٍ فِى بَيْتٍ), like the حَارِىّ بِكُمَّيْنِ [i. e., I suppose, “like the garment of El-Heereh with two sleeves; ” app. meaning that it signifies An oblong chamber with a wide and deep recess on either hand at, or near, one extremity thereof; so that its ground-plan resembles an expanded garment with a pair of very wide sleeves: in the present day, it is commonly applied to a single recess of the kind above mentioned, the floor of which is elevated about half a foot or somewhat more or less above the floor of the main chamber, and which has a mattress and cushions laid against one or two or each of its three sides]. (S.) [Golius explains it, as on the authority of the S, (in which is nothing relating to it but what I have given above,) thus: Pers\. سِيدَلَهْ seu سِدَرَهْ, i. q. سُدَّرٌ.]

سَدِيلٌ The thing [or hanging] that is let down, or suspended, upon the [kind of camel-vehicle for women called] هَوْدَج: (S, O, K:) pl. [of mult.]

سُدُولٌ and سَدَائِلُ and [of pauc.] أَسْدَالٌ: (S, O:) the first of which pls. is expl. by As as meaning the pieces of cloth with which the هودج is covered; as also سُدُونٌ. (TA.) b2: Also A thing [app. a hanging or curtain] that is extended across, or sideways, (يُعَرَّضُ,) in the space from side to side of the [tent called] خِبَآء (فِى سَعَةِ الخِبَآءِ): and (some say, M) the curtain of the حَجَلَة [or bridal canopy, &c.,] of a woman: (M, K:) pls. as above. (TA.) سَنْدَلٌ, or سَمَنْدَلٌ, (accord. to different copies of the S,) A certain bird, that eats [the poisonous plant called] بِيش [generally applied to the common wolf's-bane, aconitum napellus]: on the authority of El-Jáhidh. (S.) [See also art. سمندل.]

سَوْدَلٌ The mustache. (S, IAar, K.) You say, طَالَ سَوْدَلُهُ, (As, K,) or سَوْدَلَاهُ, (IAar,) His mustache, or mustaches, became long. (As, IAar, K.) ذَكَرٌ أَسْدَلُ An inclining penis: (M, K:) pl. [by rule سُدْلٌ, but it is said to be] سُدُلٌ, i. e. like كُتُبٌ. (K.) مُسْدَلٌ and مُسَدَّلٌ: see what follows.

مُنْسَدِلٌ Hair let loose, let down, lowered, or let fall: (S:) or lank, or long, and pendent; (M, K;) as also ↓ مُسْدَلٌ: (TA:) or abundant and long, (Lth, TA,) and so ↓ مُسَدَّلٌ, (ISh, TA,) falling upon the back. (Lth, TA.)
[سدل] سدل ثوبه يسدله بالضم سدلا أي أرخاه. وشعرٌ مُنْسَدِلٌ. والسَديل: ما أُسْبِلَ على الهودج، والجمع السُدولُ والسَدائِلُ والأسْدالُ. والسِدْلُ: السِمْطُ من الجوهر، والجمع سدول. وقال :

وزين الاشلة بالسدول  والسدلى على فِعِلَّى، معرَّبٌ وأصله بالفارسية " سِدِلَّهْ "، كأنّه ثلاثة بيوت في بيت كالحارى بكمين. والسندل: طائر يأكل البيش . عن الجاحظ.

الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة

الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة: هِيَ الْقَضِيَّة الَّتِي يحكم فِيهَا بضرورة ثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع أَو سلبه عَنهُ بِشَرْط أَن يكون ذَات الْمَوْضُوع متصفا بِوَصْف الْمَوْضُوع أَي يكون لوصف الْمَوْضُوع دخل فِي تحقق تِلْكَ الضَّرُورَة مثل كل كَاتب متحرك الْأَصَابِع بِالضَّرُورَةِ مَا دَامَ كَاتبا - وَتارَة يُطلق الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة على الْقَضِيَّة الَّتِي حكم فِيهَا بضرورة ثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع أَو بضرورة سلبه عَنهُ فِي جَمِيع أَوْقَات ثُبُوت الْوَصْف للموضوع - وَالْفرق بَين الْمَعْنيين أَن الْوَصْف فِي الأول جُزْء الْمَوْضُوع فَيكون ضَرُورَة نِسْبَة الْمَحْمُول إِيجَابا أَو سلبا إِلَى مَجْمُوع ذَات الْمَوْضُوع وَوَصفه. وَإِن الْوَصْف فِي الثَّانِي ظرف الضَّرُورَة لَا جُزْء الْمَوْضُوع.
وَاعْلَم أَن بَين الْمَعْنيين عُمُوما من وَجه لِأَن وصف الْمَوْضُوع لَا يَخْلُو من أَن يكون لَهُ دخل فِي ضَرُورَة نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع أَولا. فعلى الثَّانِي لَا تصدق الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة بِالْمَعْنَى الأول بل بِالْمَعْنَى الثَّانِي لِأَنَّهُ لَا بُد لوصف الْمَوْضُوع فِيهَا من أَن يكون لَهُ دخل فِي الضَّرُورَة مثل كل كَاتب إِنْسَان بِالضَّرُورَةِ مَا دَامَ كَاتبا. فَإِنَّهُ يَصح أَن يُقَال إِن مَعْنَاهُ إِن ذَات الْكَاتِب إِنْسَان بِالضَّرُورَةِ فِي جَمِيع أَوْقَات ثُبُوت الْكِتَابَة لَهُ. وَلَا يَصح أَن يُقَال إِن ثُبُوت الْإِنْسَان ضَرُورِيّ لذات الْكَاتِب بِشَرْط ثُبُوت وصف الْكِتَابَة لَهُ. أَي لذات الْكَاتِب مَعَ وصف الْكِتَابَة. وعَلى الأول فالوصف الْمَذْكُور إِمَّا ضَرُورِيّ لذات الْمَوْضُوع حَال ثُبُوته أَو لَا. فعلى الأول تصدق الْمَشْرُوطَة بالمعنيين مَعًا كَقَوْلِك كل منخسف فَهُوَ مظلم بِالضَّرُورَةِ مَا دَامَ منخسفا. سَوَاء أُرِيد مِنْهُ بِشَرْط كَونه منخسفا أَو مَا دَامَ منخسفا بِلَا اعْتِبَار الِاشْتِرَاط. أَي فِي جَمِيع أَوْقَات ثُبُوت وصف الانخساف لذات المنخسف. وعَلى الثَّانِي تصدق الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة بِالْمَعْنَى الأول دون الثَّانِي مثل كل كَاتب متحرك الْأَصَابِع مَا دَامَ كَاتبا. فَإِنَّهُ بِالْمَعْنَى الأول صَادِق وبالمعنى الثَّانِي كَاذِب لِأَن حَرَكَة الْأَصَابِع لَيست ضَرُورِيَّة فِي وَقت كِتَابَته وَهُوَ وَقت الظّهْر مثلا إِذْ الْكِتَابَة لَيست ضَرُورِيَّة لَهُ فِي شَيْء من الْأَوْقَات فَكَذَا حَرَكَة الْأَصَابِع.
فقد حصل لَك من هَذَا الْبَيَان مَادَّة الِاجْتِمَاع ومادتا الِافْتِرَاق. وَإِنَّمَا كَانَ الانخساف ضَرُورِيًّا لذات الْقَمَر وَقت ثُبُوته لَهُ لما قَالُوا إِن وَقت الانخساف هُوَ وَقت الْحَيْلُولَة والانخساف ضَرُورِيّ الثُّبُوت لَهُ فِي ذَلِك الْوَقْت. - فَإِن قلت إِن قَوْلنَا كل مَعْدُوم الْعلَّة من الْمُمكن فَهُوَ مُمْتَنع الْوُجُود بِالضَّرُورَةِ مَا دَامَ مَعْدُوم الْعلَّة أَي بِشَرْط كَونه مَعْدُوم الْعلَّة مَشْرُوطَة عَامَّة. وتنعكس بعكس النقيض إِلَى عرفية عَامَّة أَعنِي قَوْلنَا كل مَا أمكن وجوده يكون علته مَوْجُودَة بالدوام مَا دَامَ أمكن وجوده.
وَأَنت تعلم أَن الْعَكْس لَازم للقضية. وَبطلَان اللَّازِم أظهر من أَن يخفى لِأَن إِمْكَان الْوُجُود يتَحَقَّق حَال عدم الْعلَّة نعم لَا تحقق بِشَرْط عدم الْعلَّة - وَأَيْنَ التحقق من الْإِمْكَان فبطلان الْمَلْزُوم أظهر من أَن يظْهر - قُلْنَا إِن الِامْتِنَاع هَا هُنَا هُوَ الِامْتِنَاع بِشَرْط وصف الْعَدَم أَي الِامْتِنَاع الَّذِي منشأه عدم الْعلَّة فنقيضه لَيْسَ الْإِمْكَان الذاتي بل الْإِمْكَان الوصفي أَي الْإِمْكَان بِشَرْط الْوُجُود أَي حَال الْوُجُود. وَلَا شكّ أَن إِمْكَان الشَّيْء حَال وجوده لَا يكون إِلَّا عِنْد وجود علته.

قزح

(قزح) : القُزاحُ: مَرَضٌ يُصِيبُ الغَنَم.
ق ز ح: قَوْسُ (قُزَحَ) غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ. وَقُزَحُ أَيْضًا اسْمُ جَبَلٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ. 
(قزح) - في الحديث: "أتَى على قُزَح "
وهو القَرْن الذي يَقِف عنده الإمام بالمُزْدَلِفَة.
وامتناع صَرفه للعَلَمِيّة والعَدْلِ، كعُمر .
[قزح] القِزْحُ بالكسر: التابَلُ. والمِقْزَحَةُ: نحو من المِملحةِ. والتقازيحُ: الأبازير. وقَزَّحْتُ القِدر تَقْزيحاً، إذا طرحت فيها الأبزار. وقَزَحَ الكلبُ ببوله قَزْحاً: رمى به ورشَّه. وقوسُ قُزَحَ التي في السماء غير مصروفة. وقزح أيضا: اسم جبل بالمزدلفة.
قزح
القِزْحُ: ابْزَارُ القِدْرِ، قَزَّحْتُ القِدْرَ تقْزِيْحاً. وقَوسُ قُزَحَ: مَعْروفٌ. والقُزَحُ: الطَّرائقُ التي فيها، والواحِدة قُزْحَةٌ. والتَّقْزِيحُ: يكونُ على رأْسِ شَجَرَةٍ أو نَبْتٍ إذا انْشَعَبَ شُعَباً كبُرْثُنِ الكَلْبِ. والشَّجَرَةُ المُقَزَّحَةُ: التي قد قَزَّحَ الكَلْبُ في أصْلِها، ونُهِيَ عن الصَّلاةِ خَلْفِها. وقَزَحَ الكَلْبُ بِبَوْلِه وقَزَّحَ: إذا رَمى به على الحائط. والقازِحُ: من نَعْتِ الذَكَرِ الصُّلْبِ. ومَلِيْحٌ قَزِيْحٌ: إتْبَاعٌ.
ق ز ح

قزّح قدرك: توبلها. وفي الحديث " إن مطعم ابن آدم ضرب للدنيا مثلاً وإن قزّحه وملحه " وطعام مليح قزيح. وقزّح الكلب ببوله تقزيحاً وقزح به وقزح، وكلب قزّاح. قال:

إذا تخازرت وما بي من خزر ... ثم كسرت العين من غير عور

ألفيتني ألوى بعيد المستمرّ ... أحمل ما حملت من خير وشر

أبذى إذا بوذيت من كلبٍ ذكر ... أسود قزّاحٍ يغذّي بالشجر
(ق ز ح) : (قَزَحَ الْقِدْرَ) بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ بَزَرَهَا (وَالْمُقَزَّحُ) مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الْبَرِّ وَهُوَ عَلَى صُورَةِ شَجَرِ التِّينِ لَهُ أَغْصِنَةٌ قِصَارٌ فِي رُءُوسِهَا مِثْلُ بُرْثُنِ الْكَلْبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ (وَمِنْهُ) مَا رَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ إلَى الشَّجَرَةِ الْمُقَزَّحَةِ هَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَرِهَ صَلَاتَهُ إلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ بَالَتْ الْكِلَابُ وَالسِّبَاعُ عَلَيْهَا مِنْ قَزَحَ الْكَلْبُ بِبَوْلِهِ إذَا رَمَى بِهِ قُزَحَ) فِي ش ع.
قزح: قزح: والمصدر منه قريح: ضرط (محيط المحيط).
قرح: غرس التوت الذي يقلع ايغرس في مكان آخر (محيط المحيط).
قزاح (هذا الضبط في ابن البيطار): يطلق هذا الاسم في بوادي القيروان وأعمال المهدية على نبات شبيه بالرزيانج له زهر اصفر وثمر بشبه الانيسون وطعمه طعم الرازيانج، وهو عطر الرائحة، ويسمى بالعلجان أيضا، ويوجد بمصر أيضا. (ابن البيطار 2: 297). وقد ذكره كاريت (جغرافية ص210) وقال إنه عطر الرائحة جدا، ولعلها جاكسون قد اخطأ حين قال في (ص245 وتمبكتو ص256): (قوزا صحراوي: حب صحراوي ويسميه الأوربيون حب الجنة).
ولا أدري إذا كان من الممكن أن يقرن بهذه الكلمة كلمة ذكرها باين سميث (1391 - 1392).
كتابتها مشكوك فيها تشبه كلمة قزوح معناها صعتر).

قزح


قَزَحَ(n. ac. قَزْح)
a. Seasoned, put seasoning into.
b.(n. ac. قَزْح
قَزَحَاْن), Bubbled (cooking-pot).
c.(n. ac. قَزْح
قُزُوْح) [Bi], Ejected (urine); pissed, urinated.
d. Was high, elevated.
e. [ coll. ], Cut.
قَزِحَ(n. ac. قَزَح)
a. see supra
(c)
قَزَّحَa. see I (a)b. Embellished (speech).
تَقَزَّحَa. Branched out (tree).
قَزْحa. see 2 (a)b. Urine.

قِزْح(pl.
أَقْزَاْح)
a. Seasoning, aromatics, spice; cummin-seed
corianderseed.
b. Onion-seed.
c. Dung of the serpent.

قُزْحَة
(pl.
قُزَح)
a. Ray, band, streak of colour.

قُزَحa. Satan.
b. The angel of the clouds.

قُزَحِيَّةa. Iris of the eye.

مِقْزَحَةa. Vessel, receptacle.

قَاْزِحa. Hard.
b. High (price).
قُزَاْحa. A certain disease that attacks sheep &c.

قَزِيْحa. Seasoned.

قَزَّاْحa. Seedsman.

قَوَاْزِحُa. Bubbles.

تَقَاْزِيْحa. Aromatic seeds.

N. P.
قَزَّحَa. A species of tree.

قَوْس قُزَح
a. Rainbow.

قَزْدِيْر
a. Tin.
[قزح] نه: لا تقولوا قوس «قزح» فإن قزح من أسماء الشياطين لتسويله للناس وتحسينه إليهم المعاصي، من التقزيح وهو التحسين، وقيل: من القزح وهي الطرائق والألوان التي في القوس، جمع قزحة، أو من قزح الشيء - إذا ارتفع، كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأن يقال: قوس الله، فيرفع قدرها كما يقال: بيت الله، وقالوا: قوس الله أمان من الغرق. وفي ح الصديق: إنه أتى على «قزح» وهو يخرش بعيره بمحجنه، هو القرن الذي يقف الإمام عنده بالمزدلفة، ومنع من الصرف للعدل والعلمية، وكذا قوس قزح إلا من جعله من الطرائق والألوان، فهو جمع قزحة. وفيه: إن الله ضرب مطعم ابن أدم للدنيا مثلًا وضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلًا وإن «قزحه» وملحه، أي توبله، من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك، يقال: قزحت القدر - إذا تركت فيها الأبازير، والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطبيبه فإنه عائد إلى حال تكره، فكذا الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب. وفيه: كره أن يصلي إلى الشجرة «المقزحة» هي التي تشعبت شعبًا كثيرة، وقيل: شجرة على صورة التين لها أغصان كثيرة فصار في رؤسها مثل برثن الكلب، وقيل: أراد بها كل شجرة قزحت الكلاب والسباع بأبوابها عليها، من قزح الكلب ببوله - إذا رفع إحدى رجليه وبال. 
ق ز ح : قُزَحُ جَبَلٌ بِمُزْدَلِفَةَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالْعَدْلِ عَنْ قَازِحٍ تَقْدِيرًا وَأَمَّا قَوْسُ قُزَحٍ فَقِيلَ يَنْصَرِفُ لِأَنَّهُ جَمْعُ قُزْحَةٍ مِثْلُ غُرَفٍ جَمْعَ غُرْفَةٍ وَالْقُزَحُ الطَّرَائِقُ وَهِيَ خُطُوطٌ مِنْ صُفْرَةٍ وَخُضْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وَقِيلَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِأَنَّهُ اسْمُ شَيْطَانٍ وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَا تَقُولُوا قَوْسُ قُزَحَ فَإِنَّ قُزَحَ اسْمُ شَيْطَانٍ وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسُ اللَّهِ وَالْقِزْحُ وِزَانُ حِمْلٍ الْأَبْزَارُ وَقَزَحَ قِدْرَهُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ جَعَلَ فِيهَا الْقِزْحَ.

قزز الْقَزُّ مُعَرَّبٌ قَالَ اللَّيْثُ هُوَ مَا يُعْمَلُ مِنْهُ الْإِبْرَيْسَمُ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ الْقَزُّ وَالْإِبْرَيْسَمُ مِثْلُ الْحِنْطَةِ وَالدَّقِيقِ وَالْقَازُوزَةُ إنَاءٌ يُشْرَبُ فِيهِ الْخَمْرُ.

قزع الْقَزَعُ الْقِطَعُ مِنْ السَّحَابِ الْمُتَفَرِّقَةُ الْوَاحِدَةُ قَزَعَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَكُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً فَهُوَ قَزَعٌ وَنُهِيَ عَنْ الْقَزَعِ وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ دُونَ بَعْضٍ وَقَزَّعَ رَأْسَهُ تَقْزِيعًا حَلَقَهُ كَذَلِكَ. 
(ق ز ح)

القِزْحُ: بَزْرُ البَصَلِ، شامِيَّةٌ. والقِزْحُ والقِزَحُ: التَّابَلُ وجَمْعُها اقْزَاحٌ، وبائِعُةُ قَزَّاحُ.

وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحَها: جعل فِيهَا قِزْحا. ومليحٌ قَزِيحٌ. فالمليحُ من الملْحِ، والقزيح من القِزْح.

وقَزَّح الحَدِيث: زينه وتَمَّمَه من غير أَن يكذب فِيهِ وَهُوَ من ذَلِك.

وقزَح الكلبُ ببوله وقَزِح يَقْزَح - فِي اللغتين جَمِيعًا - قَزْحا وقُزُوحا: بَال. وَقيل: هُوَ إِذا ارسله رَفْعا.

وقَزَّحَ اصْل الشَّجرةِ: بَوَّلَه.

والقازحُ: ذكر الْإِنْسَان، صفةٌ غالبة.

وقَوْسُ قُزَحَ: طرائق مُتَقَوّسةٌ تبدو فِي السَّمَاء أَيَّام الرّبيع بحُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ وخُضْرَةٍ. وَلَا يفصل قُزَحُ من قَوس، لَا يُقَال تَأمل قُزْحَ فَمَا أبي قَوْسَه. وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاسٍ: " لَا تَقُولوا قَوْسُ قُزَحَ فَإِن قُزَحَ شيطانٌ وَقُولُوا: قَوسَ الله جلَّ وعَزَّ ".

والقُزْحَةُ: الطَّرِيقَة الَّتِي فِي تِلْكَ القَوْسِ، فَأَما قَول الاعشى يصف رجلا:

جالِسا فِي نَفَرٍ قَدْ يَئِسُوا ... فِي محَيلِ القَدّ منُ صَحْبَ قُزَحْ

فَإِنَّهُ عَنى بِقُزَحَ لَقَبا لَهُ وَلَيْسَ باسم، وَقيل: هُوَ اسْم.

والتَّقْزيحُ: شَيْء على رَأس نَبْتٍ أَو شَجَرَة وَهُوَ يَتَشَعَّبُ شُعَبا مثل بُرْثُنِ الْكَلْب، وَهُوَ اسْم كالتْمتين والتَّنْبِيتِ، وَقد قَزَّحَتْ. وَفِي الحَدِيث " نُهِىَ عَن الصَّلاة خَلْفَ الشَّجَرَة المُقَزِّحةِ ".

وقَزَّح العَرْفَجُ وَهُوَ أوُّلُ نباتِهِ.
قزح
قزَحَ يَقزَح، قَزْحًا، فهو قازِح
• قزَحتِ الأسعارُ: ارتفعت "قزحَت درجاتُ الحرارة- سعر قازح: غالٍ".
• قزَحت نفّاخاتُ الماء: علت عليه "بدأ الماءُ يغلي وقزحت نفّاخاتُه". 

تقزَّحَ يتقزَّح، تَقَزُّحًا، فهو مُتقزِّح
• تقزَّح الضَّوءُ: (فز) تحوّل الأبيضُ منه إلى الأضواء ذات الألوان المتدرِّجة من الحمرة إلى البنفسجيَّة كما يحدث عند مرور الضوء الأبيض في منشور من الزجاج "متقزِّح اللون: يعطي ألوانًا كألوان الطيف، لامع أو مشرق أو ملوّن". 

قزَّحَ يقزّح، تقْزيحًا، فهو مقزِّح، والمفعول مقزَّح
• قزَّح ألواحَ الزُّجاج: لوّنها بألوان قَوْس قُزَح.
• قزَّح الحديثَ: زيَّنه وتمّمه من غير أن يكذب فيه "كلُّهم يحبُّون سماعَ حديثه لأنّه يحسن تقزيحه". 

قَزْح [مفرد]: مصدر قزَحَ. 

قُزَح [مفرد]
• قَوْس قُزَحٍ: (فز) قَوْس يظهر في السماء ويكون في ناحية الأفق المقابلة للشمس، ويتكوّن من ألوان الطيف متتابعة كالتالي: بنفسجيّ، نيليّ، أزرق، أخضر، أصفر، برتقاليّ، أحمر، وسببه انعكاس أشعة الشمس على رذاذ الماء في الهواء. 

قُزَحِيَّة [مفرد]: (شر) قرص لونه يعطي لونَ العين خلف القرْنيّة يتوسطه ثقب يسمى إنسان العين أو البؤبؤ.
• الْتِهاب القُزَحيَّة: (طب) التهاب يُصيب قُزَحيَّة العين أعراضه الصُّداع والدُّماع ورُهاب الضَّوء، يؤدِّي إلى انخفاض درجة الإبصار. 

قزح

1 قَزَحَ القِدْرَ: see 2.

A2: قَزَحَتِ القِدْرُ, [aor. ـَ inf. n. قَزْحٌ and قَزَحَانٌ, The cooking-pot made what came forth [or overflowed] from it to drip, or fall in drops. (Az, K, TA.) b2: And قَزَحَ بِبَوْلِهِ, (S, A, Mgh, K,) and قَزِحَ بِهِ, (A, Mgh, K,) aor. of each ـَ (K,) inf. n. قَزْحٌ (S, K) and قُزُوحٌ; (K;) and به ↓ قزّح, inf. n. تَقْزِيحٌ; (A;) said of a dog, (S, A, Mgh, K,) He ejected his urine, (S, Mgh, TA,) and sprinkled it: (S:) or raised his hind leg, and emitted his urine: (TA:) or ejected his urine with an impetus, or in several discharges. (K, accord. to different copies; as is said in the TA.) b3: قَزَحَ أَصْلَ الشَّجَرَةِ: see 2.

A3: قَزَحَ also signifies It (a thing, TA) was or became, high, or elevated. (K, TA.) b2: And قَزَحَتْ, said of a plant or tree [نَبْتَةٌ or شَحَرَةٌ], It had, or produced, what is termed a تَقْزِيح [q. v.]. (TA.) 2 قزّح القِدْرَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَقْزِيحٌ; (S;) and ↓ قَزَحَهَا, (Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (K,) [inf. n. قَزْحٌ, as indicated in the K;] [He put into the cooking-pot seeds for seasoning, (S, A, Mgh, Msb, K,) called قِزْح. (Msb, K.) b2: [Hence,] قزّح كَلَامَهُ (tropical:) He seasoned [meaning he embellished] his speech, or language; syn. تَوْبَلَهُ. (TA in art. تبل.) تَقْزِيحُ الحَدِيثِ mans (tropical:) The embellishing of discourse (K, TA) without lying therein. (TA.) b3: قزّح أَصْلَ الشَّجَرَة, in copies of the K incorrectly ↓ قَزَحَ, without tesh-deed, (TA,) He made water upon (بَوَّلَ) the root, or stem, of the tree: (K, TA:) or he put urine at the root of the tree to render its fruit abundant. (JK.) b4: See also 1.5 تقزّح النَّبَاتُ, (K, TA,) and الشَّجَرُ, (TA,) The herbage, and the trees, branched forth into many branches. (K, TA.) قَزْحٌ: see قِزْحٌ. b2: Also The urine of the dog. (K.) قِزْحٌ (IAar, S, Msb, K) and ↓ قَزْحٌ (IAar, K) Seeds that are used in cooking, for seasoning food; syn. تَابَلٌ; (S, K;) or أَبْزَارٌ; (Msb;) that are put into the cooking-pot; such as cuminsees and coriander-seeds: pl. أَقْزَاحٌ: (TA:) and ↓ تَقَازِيحُ (a pl. that has no sing., TA) signifies the same as [أَقْزَاحٌ, i. e.] أَبَازِيرُ. (S, K, TA.) b2: And the former (قِزْحٌ) signifies also Onion-seed: (K, TA:) so in the dial. of Syria. (TA.) b3: And The dung of the serpent: (K, TA:) pl. أَقْزَاحٌ, as above. (TA.) قَوْسُ قُزَحَ, (S, Msb, K, &c.,) which is [an appellation applied to The rainbow] in the sky, (S,) i. e. certain streaks of an arched form appearing in the sky in the days of the [season called] رَبِيع, after rain, red and yellow and green, (TA,) is imperfectly decl. [accord. to general usage], (S,) [that is to say,] it is a compound of two words whereof the latter is inseparable from the former, so that one may not say تَأَمَّلْ قُزَحَ فَمَا أَبْيَنَ قَوْسَهُ [Consider thou Kuzah, for how plain is his bow!], (TA,) and the latter word is said to be the name of a certain devil, as such, imperfectly decl., (TA, Msb,) assigned to the same class as زُحَل, which, as Mbr says, is imperfectly decl. as being a proper name and deviating from its original form: (TA:) it is said in a trad., Say not ye قَوْسُ قُزَحَ, for قُزَحُ is the name of a devil, but say قَوْسُ اللّٰهِ: (Msb, TA:) or قُزَحُ is the name of a certain angel who is charged with the management of the clouds: or the name of a certain king of the 'Ajam [i. e. Persians or foreigners]: (K: [but SM remarks upon this last saying as being very strange, deemed improbable by his sheykh (MF), and not found by himself in any book except the K:]) or قُزَحُ is the name of a mountain in El-Muzdelifeh, and the word قَوْس was prefixed to it because this was the first place over which the قوس thus called appeared in the Time of Ignorance: (TA:) or قُزَح thus used is from قُزْحَةٌ, (Msb, K, TA,) of which قُزَحٌ is pl., (Msb,) and which signifies a streak of yellow and of red and of green, (Msb, K, TA,) which are the colours that are in the [said] قوس; (TA;) and if so, it is perfectly decl. [i. e. one says قَوْسُ قُزَحٍ]: (Msb:) or it is from قَزَحَ signifying it was, or became, high, or elevated: (K, TA:) Dmr strangely asserts that قوس قزح is a mistake, and that it is correctly قَوْسُ قَزَعٍ, from قَزَعٌ signifying “ clouds. ” (MF, TA.) قُزْحَةٌ A streak of yellow and of red and of green: (Msb, K:) pl. قُزَحٌ. (Msb.) قُزَاحٌ A certain disease that attacks sheep or goats. (K.) مَلِيحٌ قَزِيحٌ [Seasoned with salt and with the seeds called قِزْح;] two epithets applied to food: (A:) accord. to the K, the latter is an imitative sequent: but, correctly, each has its own proper meaning: as is said in the L, the former is from المِلْحُ; and the latter, from القِزْح. (TA.) قَزَّاحٌ One who sells the seeds called قِزْح, that are used in cooking, for seasoning food. (K.) قَازِحٌ A hard penis: (K, TA:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b2: سِعْرٌ قَازِحٌ (tropical:) A dear [or high] current price. (K. [For سِعْرٌ, Freytag appears to have read شَعِيرٌ.]) قَوَازِحُ المَآءِ The bubbles of water, (K, TA,) that become inflated, and pass away. (TA.) تَقْزِيحٌ A thing upon the head of a plant or tree, (K, TA,) that divides into several divisions, (K, * TA,) like the paw of the dog: (K, TA:) a subst. like تَمْتِينٌ and تَنْبِيتٌ. (TA.) تَقَازِيحُ (a pl. that has no sing., TA): see قِزْح.

مِقْزَحَةٌ, (S, K,) and accord. to some مَقْزَحَةٌ also is allowable, (MF,) [A vessel, or other receptacle, for the kind of seeds called قِزْح, that are used in cooking, for seasoning food;] a thing like a مِمْلَحَة. (S, K.) مُقَزَّحٌ A species of trees (شَجَرٌ) resembling the fig, (K, TA,) of the strange trees of the desert, having short branches, (Mgh, TA,) at the heads of which are what resemble the paw of the dog: so says IAar. (Mgh.) الشَّجَرَهُ المُقَزَّحَةُ, behind which it is forbidden, in a trad., to perform prayer, (TA,) or the performing of prayer towards which is said in a trad. to be disapproved, is said to be A tree of the sort abovementioned: so says Az: (Mgh:) or, as some say, a tree that branches forth into many branches: (TA: [see 5:]) or a tree at which the dogs and the beasts of prey have emitted their urine may be meant thereby. (Mgh, TA.)

قزح: القِزْحُ: بِزْرُ البصل، شاميةٌ. والقِزْحُ والقَزْحُ: التابَلُ،

وجمعهما أَقْزاحٌ؛ وبائعه قَزَّاح. ابن الأَعرابي: هو القِزْحُ والقَزْحُ

والفِحا والفَحا. والمِقْزَحةُ: نحوٌ من المِمْلَحة. والتقازيح:

الأَبازير .

وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً: جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها

الأَبازيرَ. وفي الحديث: إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً،وضَرَبَ

الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً، وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه،

من القِزْح، وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ

ونحو ذلك، والمعنى: أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في

صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر، فكذلك الدنيا

المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار.

وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ، قلت: فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها

وقَزَحْتُها، بالتخفيف. الأَزهري: قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ

قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها، ومَليح قَزيحٌ؛

فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح.

وقَزَّحَ الحديثَ: زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه، وهو من ذلك.

والأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَيَّات، واحدها قِزْحٌ.

وقَزَحَ الكلبُ

(* قوله «وقزح الكلب إلخ» بابه منع وسمع كما في

القاموس.) ببوله، وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً، بالفتح، وقُزوحاً:

بالَ، وقيل: رَفَعَ رجله وبالَ، وقيل: رَمَى به ورَشَّه، وقيل: هو إِذا

أَرسله دفعاً. وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة: بَوَّلَه.

والقازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صفة غالبة.

وقوسُ قُزَحَ: طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع، زاد

الأَزهري: غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة، وهو غير مصروف، ولا يُفْصَلُ

قُزَحُ من قوس؛ لا يقال: تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه؛ وفي الحديث

عن ابن عباس: لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان، وقولوا: قوس

الله عز وجل؛ قيل: سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من

التقزيح، وهو التحسين؛ وقيل: من القُزَحِ، وهي الطرائق والأَلوان التي في

القوس، الواحدة قُزْحة، أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع، كأَنه كره ما كانوا

عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله

(* قوله «وأن يقال قوس الله»

كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ: كأنه كره ما كانوا عليه من عادات

الجاهلية، وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ.) فَيُرْفَعَ قدرُها، كما يقال

بيت الله، وقالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ والقُزْحة: الطريقة التي

في تلك القَوس. الأَزهري: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ. وسئل أَبو

العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل؛ وقال

المبرد: لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين: المعرفة والعدل؛ قال ثعلب:

ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة، فإِذا كان هذا،

أَلحقته بزيد، قال: ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان

هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهري: وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في

النكرة.

الأَزهري: وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو

وَجْزَة:

لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ

كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ

وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً:

جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا

في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ

فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له، وليس باسم، وقيل: هو اسم. والتقزيح:

رأْسُ نَبْتٍ

(* قوله «رأس نبت إلخ» عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ.)

أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، وهو اسم

كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وقد قَزَّحتْ. وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة

خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة؛ وقد تَقَزَّح الشجر

والنبات؛ وقيل: هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها

مثل بُرْثُن الكلب؛ وقيل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع

بأَبوالها عليها؛ يقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال. قال ابن

الأَعرابي: من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، وهو شجر على صورة التين له

غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ ومنه خبر الشَّعْبي: كره أَن

يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة.

وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وهو أَول نباته.

وقُزَحُ أَيضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثير: وفي حديث أَبي بكر:

أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذي

يقف عنده الإِمام بالمزدلفة، ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ؛ قال: وكذلك

قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، وقد ذكرناه

آنفاً.

مُقَدّمَة الْقيَاس أَو الْحجَّة

وَأما مُقَدّمَة الْقيَاس أَو الْحجَّة: فَهِيَ قَضِيَّة جعلت جُزْء قِيَاس أَو حجَّة على تعدد الِاصْطِلَاح. فَقيل إِنَّهَا مُخْتَصَّة بِالْقِيَاسِ. وَقيل إِنَّهَا غير مُخْتَصَّة بِهِ. بل يُقَال لكل قَضِيَّة جعلت جُزْء التَّمْثِيل والاستقراء أَيْضا. فالمقدمة فِي المباحث القياسية تطلق على مُقَدّمَة الْقيَاس أَو الْحجَّة. والمقدمة بِهَذَا الْمَعْنى أخص من مُقَدّمَة الدَّلِيل لِأَنَّهَا عبارَة عَمَّا يتَوَقَّف عَلَيْهِ صِحَة الدَّلِيل أَعم من أَن يكون جُزْءا مِنْهُ كالصغرى والكبرى. أَولا كشرائط الْأَدِلَّة - فالمقدمة بِهَذَا الْمَعْنى متناولة لتِلْك الْقَضِيَّة وشرائط الْأَدِلَّة أَيْضا كإيجاب الصُّغْرَى وفعليتها وكلية الْكُبْرَى فِي الشكل الأول مثلا. فمقدمة الدَّلِيل أَعم من مُقَدّمَة الْقيَاس وَالْحجّة - والمقدمة فِي أَوَائِل الْكتب كثيرا مَا تطلق على مُقَدّمَة الْكتاب - وَفِي المباحث القياسية على مُقَدّمَة الْقيَاس أَو الْحجَّة كَمَا عرفت وَفِي مبَاحث آدَاب المناظرة على مُقَدّمَة الدَّلِيل.
وَاعْلَم أَن الْمُقدمَة إِمَّا بِكَسْر الدَّال أَو فتحهَا أما كسرهَا فعلى أَنَّهَا من قدم بِمَعْنى تقدم أَي من التَّقْدِيم اللَّازِم قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} . وَأما فتحهَا فعلى أَنَّهَا من قدم من التَّقْدِيم الْمُتَعَدِّي -
والمقدمة بِكَسْر الدَّال إِنَّمَا تطلق على الإدراكات أَو الْأَلْفَاظ أَو الْجَمَاعَة من الْجَيْش لِأَنَّهَا بأنفسها مُسْتَحقَّة التَّقْدِيم. وَلما كَانَت مُسْتَحقَّة التَّقْدِيم بِالذَّاتِ قدمت فِي الذّكر فصح إِطْلَاق الْمُقدمَة بِالْفَتْح عَلَيْهَا أَيْضا. فَإِن قيل فتح الدَّال أحسن من كسرهَا أَو بِالْعَكْسِ أَو هما متساويان. قلت قَالَ صَاحب الْكَشَّاف فِي الْفَائِق: إِن الْمُقدمَة بِفَتْح الدَّال خلف من القَوْل انْتهى. أَي قَول بَاطِل لِأَن فِي الْفَتْح إِيهَام أَن تقدم هَذِه الْأُمُور إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْجعل وَالِاعْتِبَار دون الِاسْتِحْقَاق الذاتي وَلَيْسَ كَذَلِك بل بِحَسب الذَّات. وَقَالَ الْفَاضِل الزَّاهِد رَحمَه الله تَعَالَى: إِن الْفَتْح ظَاهر بِحَسب الْمَعْنى. أَقُول بِحَسب اللَّفْظ أَيْضا فَإِن إِطْلَاق الْمُقدمَة بِالْكَسْرِ على مَعَانِيهَا الْمَشْهُورَة فِيمَا بَينهم من مُقَدّمَة الْجَيْش ومقدمة الْعلم ومقدمة الْكتاب مُحْتَاج إِلَى تكلّف - أما فِي اللَّفْظ بِأَن يَجْعَل مُشْتَقَّة من التَّقْدِيم بِمَعْنى التَّقَدُّم وَهُوَ قَلِيل نَادِر. وَأما فِي الْمَعْنى بِأَن يعْتَبر تقدم الْأُمُور الْمَذْكُورَة بِنَفسِهَا كَمَا حققناه فِي الْحَوَاشِي على حَوَاشِي هَذَا الْفَاضِل على حَوَاشِي جلال الْعلمَاء على تَهْذِيب الْمنطق.
وَاعْلَم أَن مُحرز قصبات السَّبق فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول جَامع الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول عبيد الله بن مَسْعُود بن تَاج الشَّرِيعَة رَحْمَة الله عَلَيْهِ ذكر أَربع مُقَدمَات فِي مَبْحَث الْحسن والقبح. وَحَاصِل.

الْمُقدمَة الأولى: أَن الْفِعْل يُطلق على الْمَعْنى المصدري وعَلى الْحَاصِل بِهِ - وَالْأول أَمر اعتباري لَا وجود لَهُ فِي الْخَارِج لوجوه ثَلَاثَة اثْنَان مِنْهَا برهانيان وَالثَّالِث إلزامي على الشَّيْخ الْأَشْعَرِيّ بِمَا اعْترف من أَن التكوين لَيْسَ من الصِّفَات الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج وَهُوَ معنى مصدري.

والمقدمة الثَّانِيَة: حاصلها أَن الْمُمكن يجب وجوده عِنْد جملَة مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وَإِلَّا لزم المحذورات.

والمقدمة الثَّالِثَة: حاصلها أَنه لَا بُد أَن يدْخل فِي جملَة مَا يجب عِنْد وجود الْحَادِث أُمُور لَا مَوْجُودَة وَلَا مَعْدُومَة كالأمور الإضافية مثل الْإِيقَاع وَهُوَ القَوْل بِالْحَال وَهُوَ صفة لموجود لَيست بموجودة وَلَا مَعْدُومَة وَتلك الْأُمُور مُمكنَة الصُّدُور فَيجب استنادها إِلَى عِلّة لَا محَالة لَكِن لَا بطرِيق الْوُجُوب وَإِلَّا لزم إِمَّا قدم الْعَالم وَإِمَّا انْتِفَاء الْوَاجِب تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا بل بطرِيق الِاخْتِيَار.

والمقدمة الرَّابِعَة: حاصلها أَن الرجحان بِلَا مُرَجّح أَي الْوُجُود بِلَا موجد بَاطِل وَكَذَا التَّرْجِيح من غير مُرَجّح أَي الإيجاد بِلَا موجد لَكِن تَرْجِيح أحد المساويين أَو الْمَرْجُوح وَاقع.

الْمُقدمَة الغريبة: هِيَ الَّتِي لَا تكون مَذْكُورَة فِي الْقيَاس لَا بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ كَمَا فِي قِيَاس الْمُسَاوَاة كَمَا إِذا قُلْنَا (أ) مسَاوٍ (لب) و (ب) مسَاوٍ (لج) - ينْتج أَن (أ) مسَاوٍ (لج) - بِوَاسِطَة مُقَدّمَة غَرِيبَة وَهِي كل مسَاوٍ لمساوي شَيْء مسَاوٍ لذَلِك الشَّيْء.

الفطنة

الفطنة: فِي الذكاء.
(الفطنة) الفطانة والحذق والمهارة (ج) فطن
الفطنة: ذكاء القلب، وقيل سرعة هجوم النفس على حقائق معاني ما تورده الحواس عليها. 
الفطنة:
[في الانكليزية] Intelligence ،insight ،cleverness ،understanding
[ في الفرنسية] Intelligence ،perspicacite ،comprehension
بالكسر وسكون الطاء المهملة هي الفهم.
وفي الصحاح هي كالفهم وقد تفسّر أيضا بجودة تهيئ النفس لتصوّر ما يرد عليها من الغير، وهذه قد تكون جبليّة وقد تكون مكتسبة، كما أنّ عدم الفطنة قد يكون جبليّا وقد يكون عارضا. ولو أريد بالفهم ما هو مبدأه صار مآل المعنيين واحدا، هكذا يستفاد من بعض حواشي شرح المطالع في الخطبة. ويقابلها الغباوة وهي عدم الفطنة كما في القاموس كذا في الأطول.
وسبق ما يتعلق بهذا في لفظ الذكاء. الفعل:
[في الانكليزية] Verb ،deed ،action
[ في الفرنسية] Verbe ،action
بكسر الفاء وسكون العين هو عند النحاة قسم من الكلمة وهو ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وقد سبق توضيحه في لفظ الاسم. اعلم أنّ الفعل مشتمل على ثلاثة معان يدلّ عليها مفصّلة أحدهما الحدث الذي هو المعنى المصدري، وثانيها الزمان، وثالثها النسبة إلى فاعل ما. فالمادة موضوعة بالوضع الشخصي للحدث والهيئة أي الحركات مع الترتيب، والحروف الزائدة موضوعة بالوضع النوعي لنسبة ذلك الحدث وزمانه، فهو كرامي الحجارة إلّا أنّ أجزاءه لمّا لم تكن مترتّبة في السمع لم يكن مركّبا، فظهر فساد ما قيل إنّ هاهنا معنى رابعا غفل عنه الجمهور وهو تقييد الحدث بالزمان، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية عبد الغفور على الفوائد الضيائية.
قيل إنّما سمّي فعلا لتضمنه الفعل اللغوي وهو المصدر وفيه نظر، لأنّ ما تضمّنه الفعل الاصطلاحي من المصدر فهو الفعل بفتح الفاء لا بكسرها، وإنّما هو اسم بمعنى الشّأن.
فاعتبار التضمّن يقتضي أن يسمّى فعلا بفتح الفاء لا بكسرها. وقد يقال الفعل بكسر الفاء يطلق على المصدر وعلى الحاصل به أيضا كما في التوضيح في بحث الحسن والقبح، كذا ذكر الهداد في حاشية الكافية. وينقسم الفعل إلى متصرّف وهو الذي يجيء منه ماض ومضارع وأمر ونهي إلى غير ذلك، كاسم الفاعل واسم المفعول، وغير متصرّف ويسمّى جامدا أيضا وهو الذي لا يجيء منه ذلك كليس وعسى ونعم، كذا في غاية التحقيق وغيره في بحث أفعال المقاربة، وإلى متعدّ وغير متعدّ، وقد سبق. ويطلق الفعل عندهم أيضا على المفعول المطلق وعند المتكلّمين صرف الممكن من الإمكان إلى الوجود، صرّح بذلك في جامع الرموز في كتاب الإيمان، هكذا عند الحكماء ويقابله القوة كما يجيء. وبعبارة أخرى هو كون الشيء من شأنه أن يكون وهو كائن في وقت من الأوقات سواء كان في الماضي أو المستقبل أو الحال وقد سبق في لفظ المطلقة، ويؤيّده ما في العلمي في بيان تفسير الهداية: هذا مشهور في كتب المنطق حيث ذكر أنّ صدق الموضوع على ذاته بالفعل عند الشيخ سواء كان ذلك الصدق في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. ويطلق الفعل عند الحكماء أيضا على قسم من العرض هو التأثير كالمسخّن ما دام يسخّن، فإنّ له ما دام يسخّن حالة غير قارّة هي التأثير التسخيني الذي هو من مقولة الفعل فهو غير ما هو مبدأ السخونة لأنّه يبقى بعد التسخين، ويقابله الانفعال وهو التأثّر كالمتسخّن ما دام يتسخّن فإنّ له حينئذ حالة غير قارّة من التأثّر التسخني الذي هو من مقولة الانفعال فهو غير السخونة لبقائها بعده، وغير استعداده لها أي غير استعداد المتسخّن للسخونة لثبوته قبل التسخّن، فإنّ ذلك الاستعداد من مقولة الكيف. واعلم أنّه لما كانت هاتان المقولتان أمرين متجدّدين غير قارّين اختار البعض لهما اسم أن يفعل وأن ينفعل دون الفعل والانفعال، فإنّهما قد يستعملان بمعنى الأثر الحاصل بالتأثير والتأثّر، بخلاف أن يفعل وأن ينفعل فإنّهما لا يستعملان إلّا في التأثير والتأثّر، هكذا في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

التناسخ

التناسخُ: هي المناسخةُ وسيأتي، وأيضاً التناقلُ يعني تداولُ الأيدي بالبياعات وعند الحكماء: انتقال النفس الناطقة من بدن إلى بدن آخر.
(التناسخ) تناسخ الرّوح عقيدة شاع أمرهَا بَين الهنود وَغَيرهم من الْأُمَم الْقَدِيمَة مؤداها أَن روح الْمَيِّت تنْتَقل إِلَى حَيَوَان أَعلَى أَو أقل منزلَة لتنعم أَو تعذب جَزَاء على سلوك صَاحبهَا الَّذِي مَاتَ وَأَصْحَاب هَذِه العقيدة لَا يَقُولُونَ بِالْبَعْثِ
التناسخ: تعلق الروح بالبدن بعد المفارقة من بدن آخر بغير تخلل زمن بين التعلقين. وتناسخ الأزمنة والقرون تتابعها وتداولها لأن كل واحد ينسخ حكم ما قبله ويثبت الحكم لنفسه والذي يأتي بعده ينسخ حكم ذلك الثبوت ويغيره إلى حكم يختص به. ومنه تناسخ الورثة لأن الميراث لا يقسم على حكم الميت الأول بل الثاني وكذا ما بعده.
التناسخ: تعلق الرّوح بِالْبدنِ بعد الْمُفَارقَة من بدن آخر من غير تخَلّل. زمَان بَين التعلقين للتعشق الذاتي بَين الرّوح والجسد وَقَالَ الذاهبون إِلَى التناسخ إِنَّمَا تبقى مُجَرّدَة عَن الْأَبدَان النُّفُوس الْكَامِلَة الَّتِي خرجت كمالاتها من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل. وَلم يبْق لَهَا شَيْء من الكمالات الممكنة بِالْقُوَّةِ فَصَارَت طَاهِرَة عَن جمع العلائق الجسمانية وتخلصت إِلَى عَالم الْقُدس. وَأما النُّفُوس النَّاقِصَة الَّتِي بَقِي شَيْء من كمالاتها بِالْقُوَّةِ فَإِنَّهَا تَتَرَدَّد فِي الْأَبدَان الإنسانية وتنقل من بدن إِلَى بدن آخر حَتَّى تبلغ النِّهَايَة فِيمَا هُوَ كَمَال لَهَا من علومها وأخلاقها فَحِينَئِذٍ تبقى مُجَرّدَة مطهرة عَن التَّعَلُّق بالأبدان وَيُسمى هَذَا الِانْتِقَال نسخا. وَقيل رُبمَا تنزلت من الْبدن الإنساني إِلَى بدن حَيَوَان يُنَاسِبه فِي الْأَوْصَاف كبدن الْأسد للشجاع والأرنب للجبان وَيُسمى مسخا. وَقيل رُبمَا تنزلت إِلَى الْأَجْسَام النباتية وَيُسمى رسخا. وَقيل إِلَى الجمادية كالمعادن والبسائط وَيُسمى فسخا. وَقيل إِنَّهَا تتَعَلَّق بِبَعْض الأجرام السماوية للاستكمال.
التناسخ:
[في الانكليزية] Metempsychosis ،transmigration of the souls ،to die before having one's part of inheritance
[ في الفرنسية] Metempsychose ،transmigration des ames ،mourir sans es partager l'heritage
هو عند أهل الفرائض نقل نصيب بعض الورثة بموته قبل القسمة إلى من يرث منه ويسمّى مناسخة أيضا كما في الشريفي، وطريق عمله مشهور مذكور في كتب علم الفرائض.
وعند الحكماء انتقال النفس الناطقة من بدن إلى بدن آخر. اعلم أنّ أهل التناسخ المنكرين للمعاد الجسماني يقولون إنّ النفوس الناطقة إنما تبقى مجرّدة عن الأبدان إذا كانت كاملة بحيث لم يبق شيء من كمالاتها بالقوة فصارت طاهرة عن جميع العلائق البدنية أي الجسمانية، فتخلّصت ووصلت إلى عالم القدس. وأما النفوس التي بقي شيء من كمالاتها بالقوة فإنّها تردد الأبدان الإنسانية وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتى تبلغ النهاية فيما هو كمالها من علومها وأخلاقها، فحينئذ تبقى مجرّدة مطهّرة عن التعلّق بالأبدان، ويسمّى هذا الانتقال نسخا. وقيل ربما نزلت من البدن الإنساني إلى بدن حيوان يناسبه في الأوصاف كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان، ويسمّى هذا الانتقال مسخا.
وقيل ربما نزلت إلى الأجسام النباتية ويسمّى رسخا. وقيل إلى الجمادية كالمعادن والبسائط ويسمّى فسخا. قالوا هذه التنزلات المذكورة هي مراتب العقوبات وإليها الإشارة بما ورد من الدّركات الضيقة في جهنم. وقالوا إنّ النفس في جميع مراتب التنزلات المذكورة تردّد في الأجسام حتى تنتقل إلى بدن الإنسان، وتردّد في الأمم حتى أن تبلغ فيما هو كمالها من العلوم والأخلاق فتتخلص من الأبدان كلها. وقد يقال النفوس الكاملة تتصل بعالم العقول والمتوسطة بأجرام سماوية أو أشباح مثالية لبقاء حاجتها إلى الاستكمال والناقصة بأبدان حيوان يناسبه إلى أن تتخلّص من الظلمات. وهذا كله رجم بالظّن بناء على قدم النفوس وتجرّدها. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وتهذيب الكلام والعلمي. قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في سورة الأنعام: ذهب القائلون بالتناسخ إلى أنّ الأرواح البشرية إن كانت سعيدة مطيعة لله تعالى موصوفة بالمعارف الحقّة والأخلاق الطاهرة فإنها بعد موتها تنتقل إلى أبدان الملوك، وربما قالوا إنها تنتقل إلى مخالطة عالم الملائكة. وأمّا إن كانت شقية جاهلة عاصية فإنها تنتقل إلى أبدان الحيوانات المناسبة لها، واحتجوا بقوله تعالى وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ لأنّ لفظ المماثلة يقتضي حصول المساواة في جميع الصفات الذاتية. ثم إنّ القائلين بهذا القول زادوا عليه وقالوا أرواح الحيوانات كلها عارفة بربها، وبما يحصل لها من السعادة والشقاوة، والله تعالى أرسل إلى كل جنس منها رسولا من جنسها لأنه يثبت بهذه الآية أنّ الدواب والطيور أمم، ثم إنّه تعالى قال وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ. فهذا تصريح بأنّ لكل طائفة من هذه الحيوانات رسولا أرسل إليه. والجواب أنه يكفي في حصول المماثلة المساواة في بعض الصفات، فلا حاجة إلى إثبات ما ذكره أهل التناسخ.

كَرُمَ

(كَرُمَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْكَرِيمُ» هُوَ الْجَوَادُ المُعْطى الَّذِي لَا يَنْفَذُ عَطاؤه. وَهُوَ الْكَرِيمُ المُطْلَق. وَالْكَرِيمُ الْجَامِعُ لِأَنْوَاعِ الْخَيْرِ والشَّرَف وَالْفَضَائِلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ يوسُف بْنُ يَعْقُوب» لِأَنَّهُ اجْتَمَعَ له شَرَفُ النُّبوّة، وَالْعِلْمِ، وَالْجَمَالِ، والعِفَّة، وكَرَم الْأَخْلَاقِ، والعَدْل، وَرِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ. فَهُوَ نَبيٌّ ابْنُ نَبِيِّ ابْنِ نَبِيِّ ابْنِ نَبِيِّ، رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي النُّبوّة.
(س [هـ] ) وَفِيهِ «لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ ، فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرجُل المُسْلِم» قِيلَ: سُمّي الكَرْمُ كَرْماً؛ لِأَنَّ الْخَمْرَ المُتَّخَذَة مِنْهُ تَحُثّ عَلَى السَّخاء والكَرَم، فاشْتَقُّوا لَهُ مِنْهُ اسْماً، فكَرِه أَنْ يُسَمَّى بَاسِمٍ مأخوذٍ مِنَ الكَرَم، وجَعل الْمُؤْمِنَ أَوْلَى بِهِ.
يُقَالُ: رجُلٌ كَرَمٌ: أَيْ كَرِيم، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، كرجُلٍ عَدْل وضَيف.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرَادَ أَنْ يُقَرّر ويُسَدّد مَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ»
بِطَرِيقَةٍ أنيِقة ومَسْلكٍ لَطِيفٍ، وَلَيْسَ الغَرض حَقِيقَةَ النَّهْي عَنْ تَسْمِية العِنَب كَرْما، وَلَكِنِ الْإِشَارَةُ إِلَى أنَّ المُسلم التَّقِيَّ جديرٌ بِأَلَّا يُشَارَك فِيمَا سَمَّاه اللَّهُ بِهِ.
وَقَوْلُهُ «فَإِنَّمَا الكَرْم الرجُل المُسْلم» أَيْ إِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلِاسْمِ المُشْتَق مِنَ الكَرَم الرجُلُ المُسْلم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رجلا أهدى له رواية خَمْر، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَها، فَقَالَ الرجُل:
أَفَلَا أُكَارِم بِهَا يَهُودَ» المُكَارَمَة: أَنْ تُهْدِي لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَك عَلَيْهِ، وَهِيَ مُفاَعَلة مِنَ الكَرَم.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إِذَا أخَذْتُ مِنْ عَبْدي كَرِيمَتَيْه فصَبَر لَمْ ارْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ» ويُرْوَى «كَرِيمَتَه» يُريد عَيْنَيْه: أَيْ جارِحَتَيْه الكَرِيمَتَين عَلَيْهِ. وكلُّ شَيْءٍ يَكْرُم عَلَيْكَ فَهُوَ كَرِيمُكَ وكَرِيمتك.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أَكْرَمَ جَرير بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ؛ فبَسَط لَهُ رِدَاءه وعَمَّمه بِيَدِهِ، وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمة قومٍ فأَكْرِموه» أَيْ كَرِيم قَوْم وشَرِيفهم. والهَاء للمُباَلَغة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ «واتَّقِ كَرَائمَ أمْوالهم» أَيْ نَفَائسَها الَّتِي تتعلَّق بِهَا نَفْسُ مالِكها ويَخْتَصُّها لَهَا، حَيْثُ هِيَ جامِعَةٌ لِلْكَمال المُمْكِن فِي حَقِّها. وواحِدتُها: كَرِيمة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وغَزْوٌ تُنْفَقُ فِيهِ الكريمة» أي العَزيِزة على صاحبها. (هـ) وَفِيهِ «خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤمِنٌ بَيْن كَرِيمَيْن» أَيْ بَيْن أبَويْن مُؤمِنَين.
وَقِيلَ: بَيْنَ أبٍ مُؤمن، هُوَ أصْلُه، وَابْنٍ مُؤمن، هُوَ فَرْعه، فَهُوَ بَيْن مُؤمِنَين هُما طَرَفَاه، وَهُوَ مُؤْمِنٌ .
وَالْكَرِيمُ: الَّذِي كَرَّم نَفْسَه عَنِ التَّدَنُّس بِشَيْءٍ مِنْ مُخَالفَة ربِّه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «كَرِيم الخِلّ، لَا تُخَادِن أحَداً فِي السِّر» أطْلَقت كَرِيما عَلَى الْمَرْأَةِ، وَلَمْ تُقل كَرِيمة الخِلِّ، ذَهَاباً بِهِ إِلَى الشَّخْص.
(س) وَفِيهِ «وَلَا يُجْلَس عَلى تَكْرِمَتِه إلاَّ بِإِذْنِهِ» التَّكْرِمَة: الموضِع الخاصُّ لِجُلوس الرجُل مِنْ فِراش أَوْ سَرير ممَّا يُعَدّ لإِكْرَامِهِ، وَهِيَ تَفْعِلة مِنَ الكَرامة.

الجعل

الجعل: بالفتح، إظهار أمر عن سبب وتصيير. والجعل بالضم، والجعالة بتثليث الجيم، والجعيلة ما يجعل للانسان على عمله، وهو أعم من الأجر والثواب. وشرعا التزام مال معلوم في مقابلة عمل معلوم لا على وجه الإجازة.
الجعل:
[في الانكليزية] Creation ،production
[ في الفرنسية] Creation ،production
بالفتح وسكون العين المهملة في اللغة بمعنى كردن على ما في الصّراح. وهو عند الحكماء على قسمين: جعل بسيط، وهو جعل الشيء وأثره نفس ذلك الشيء، فلا يستدعي إلّا أمرا واحدا، ولا يكون بحسبه إلّا مجعولا فقط.
وحاصله إخراج شيء من العدم إلى الوجود.
وقد أشير إليه في القرآن وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. وجعل مركّب وهو جعل الشيء شيئا، وأثره مفاد الهيئة التركيبية الحملية، أعني اتصاف الماهية بالوجود من حيث إنّه غير مستقل بالمفهومية ومرآة لملاحظة الطرفين، وهو يتوسّط بين الشيئين فيستدعي مجعولا ومجعولا إليه.
فالإشراقيون ذهبوا إلى الأول فقالوا الفاعل يجعل نفس الماهية. والمشّائيون إلى الثاني أي الجعل المؤلّف، وقالوا الفاعل يجعل الماهية موجودة، كذا ذكر ميرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في الأمور العامة في مقصد الماهية مجعولة أم لا. واستدل على حقية الجعل البسيط بوجوه. منها أنّه يجب الانتهاء إلى جعل بسيط متعلق بالوجود أو الاتصاف به إذ كل ما يفرض أنّه مجعول فهو أيضا في نفسه ماهية فيحتاج إلى الجعل وهلمّ جرّا. ومنها أنّ الوجود أمر اعتباري وكذا وجود الاتصاف. وأثر الجعل كما هو الظاهر أمر عيني. ومنها أنّ مصداق حمل الوجود في الواجب تعالى الحقيقة من حيث هي، وفي الممكن الماهية من حيث إسنادها إلى الجاعل، فإذا فرض استغناؤها في نفسها عنه يصدق حمل الوجود عليها في مرتبة ذاتها، فلا يكون الممكن ممكنا. واستدل على حقيّة الجعل المؤلّف بوجهين. الأول أنّ توسّط الجعل بين الماهية ونفسها غير معقول، ولا يخفى أنه مبني على عدم تصوير الجعل البسيط، فإنّ الجعل المتوسط المتخلل بين الشيء ونفسه هو الجعل المؤلّف لا الجعل البسيط. والثاني أنّ علّة الاحتياج في الممكن هي الإمكان وهو كيفية نسبة الوجود إلى الماهية، فيكون المجعول الماهية باعتبار الوجود لا الماهية من حيث هي. ولا يخفى أنّ الإمكان علّة لاحتياج الماهية باعتبار الوجود لا لاحتياجها مطلقا، فلا يلزم رفع احتياجها من حيث هي. كيف ولها في كل مرتبة احتياج مع أنّ ما هو علّة الاحتياج هو الإمكان بمعنى مصداق الجعل وهو نفس الممكن، هكذا في حواشي السلّم. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى حواشى الزاهدية على شرح المواقف.

الظل

الظل: الفيء يعني نقيض الضحّ أي ضوءُ الشمس، الظلُّ بالغداة والفيء بالعَشي وقال رؤبةُ: كل موضع تكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظل.
الظل: ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال، كذا عبر ابن الكمال. وقال الراغب: الظل ضد الضح وهو أعم من الفيء، فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل، ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس. ويعبر بالظل عن العز والرفاهية، الظل في اصطلاح أهل الحقيقة: وجود الراحة خلف الحجاب. ويقال هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت بالنور الذي هو الوجود الخارج المنسوب إليها فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بضوئها فصار ظلا لظهور الظل بالنور، وعدميته في نفسه، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ، أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات.
الظل:
[في الانكليزية] Additional being ،extra existence
[ في الفرنسية] Etre supplementaire ،existence surajoutee
في اصطلاح المشايخ هو الوجود الإضافي الظاهر بتعيّنات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها، فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظلّ بالنور وعدميته في نفسه. قال الله تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات فالظلمة بإزاء هذا النور هو العدم، وكلّ ظلمة فهو عبارة عن عدم النور عما من شأنه أن ينوّر، ولهذا سمّي الكفر ظلمة لعدم نور الإيمان عن قلب الإنسان الذي من شأنه أن يتنوّر به. قال الله تعالى اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ الآية، كذا في الاصطلاحات الصوفية.
(الظل) ضوء شُعَاع الشَّمْس إِذا استتر عَنْك بحاجز (ج) ظلال وأظلال وَمن كل شَيْء شخصه وَمن الشَّيْء أَوله يُقَال ظلّ الشَّبَاب وظل الشتَاء وظل اللَّيْل سوَاده يُقَال أَتَانَا فِي ظلّ اللَّيْل وَمن السَّحَاب مَا وارى الشَّمْس و (فِي اصْطِلَاح المصورين) الظل الخلفي مَا يرسم فِي الخلفية من قتمة والظل الْمَمْدُود ظلّ أَو خيال يَقع على شَيْء مجاور للمرسوم من سُقُوط الضَّوْء عَلَيْهِ والظل الدامس دَرَجَة التظليل الَّتِي يشْبع فِيهَا لون المداد (مج) وَيُقَال هُوَ فِي ظلّ فلَان فِي كنفه وَوَجهه كظل الْحجر أسود أَو وقح ومشيت على ظِلِّي وانتعلت ظِلِّي أَي فِي منتصف النَّهَار وَقت القيظ فَلم يكن لي ظلّ وَهُوَ يباري ظلّ رَأسه إِذا اختال
وملاعب ظله طَائِر أسود المنقار وَالرّجلَيْنِ أَبيض الصَّدْر مرقط الظّهْر والجناحين والذنب وَيعرف فِي مصر بصياد السّمك وَفِي الْعرَاق بالقرلي
الظل: هُوَ الَّذِي تنسخه الشَّمْس من الطُّلُوع إِلَى الزَّوَال ثمَّ مِنْهُ إِلَى الْغُرُوب فَيْء وَفِي تَفْسِير القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ رَحمَه الله هُوَ مَا بَين طُلُوع الْفجْر وَالشَّمْس هُوَ أطيب الْأَحْوَال فَإِن الظلمَة الْخَالِصَة تنفر الطَّبْع وتشد النّظر وشعاع الشَّمْس يسخن الجو وينهر الْبَصَر وَلذَلِك وصف بِهِ الْجنَّة فَقَالَ وظل ممدودا انْتهى.
والظل عِنْد الصُّوفِيَّة هُوَ الْمَوْجُود الإضافي الظَّاهِر بتعينات الْأَعْيَان الممكنة وأحكامها الَّتِي هِيَ المعدومات ظهر باسم النُّور الَّذِي هُوَ الْوُجُود الْخَارِجِي الْمَنْسُوب إِلَيْهَا فَيسْتر ظلمَة عدميتها النُّور الظَّاهِر بصورها صَار ظلا بِظُهُور الظل بِالنورِ وعدميته فِي نَفسه قَالَ الله تَعَالَى {ألم تَرَ إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل} أَي بسط الْوُجُود الإضافي على الممكنات.
قَالَ الشَّيْخ الْعَارِف الْكَامِل الْوَاصِل بِاللَّه الغواص فِي بحار معرفَة الله الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَشْهُور بفقيه عَليّ المهايمي قدس سره وأنور مرقده فِي تَفْسِيره المشتهر بالتفسير الرحماني {ألم تَرَ إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل} دلّ على وجوده الَّذِي هُوَ كَالشَّمْسِ بالوجود المنبسط على حقائق الْأَشْيَاء الَّذِي هُوَ كالظل حَيْثُ مد بعد الْفجْر قبل طُلُوع الشَّمْس الظل من إشراق نور الشَّمْس عِنْد كَونهَا تَحت الْأُفق على الْهَوَاء الَّتِي فَوْقهَا تظهر بِهِ الْأَشْيَاء بعد تكونها فِي ظلمَة اللَّيْل كَذَلِك تظهر بالوجود المنبسط على الْحَقَائِق بعد تكونها فِي ظلمَة الْعَدَم انْتهى. ظلّ الْأَقْدَام: اعْلَم أَن الظل عِنْد العاملين بالاصطرلاب وَالرّبع الْمُجيب على نَوْعَيْنِ. أَحدهمَا ظلّ الْأَقْدَام وَهُوَ ظلّ المقياس الْقَائِم على الأَرْض المنقسم على سَبْعَة أَجزَاء وَيُسمى كل جُزْء قدما فَإِن كل إِنْسَان يكون مِقْدَار سَبْعَة أقدامه. وَثَانِيهمَا

لَعَلَّ

(لَعَلَّ)
حرف من نواسخ الِابْتِدَاء وفيهَا لُغَات من أشهرها عل (بِحَذْف لامها الأولى) وَقد تلحقها نون الْوِقَايَة فَيُقَال لعَلي لعَلي ولعلني وَعلي وعلني وَلها معَان أشهرها
لَعَلَّ ولَعَلْ: كَلِمَةُ طَمَعٍ وإشْفاقٍ،
كعَلَّ وعَنَّ وغَنَّ وأنَّ ولأَنَّ وَلَوَنَّ وَرَعَلَّ ولَعَنَّ ولَغَنَّ ورَغَنَّ. ويقالُ: عَلِّي أفْعَلُ وعَلَّني ولَعَلُي ولَعَلَّني ولَعَنِّي ولَعَنَّني ولَغَنِّي ولَغَنَّني ولَوَنِّي ولَوَنَّني ولأَنِّي ولَأَنَّني وأنِّي وأنَّني ورَغَنِّي ورَغَنَّني.
لَعَلَّ
... أنْ
الجذر: ل ع ل ل

مثال: لَعَلَّ أحدكم أن يسارع في الخيرات
الرأي: مرفوضة
السبب: لتصدير خبر «لَعَلَّ بـ» أن «المصدرية.

الصواب والرتبة: -لَعَلَّ أحدكم أن يسارع في الخيرات [فصيحة]-لَعَلَّ أحدكم يسارع في الخيرات [فصيحة]
التعليق: ينفرد خبر» لعل «بجواز تصديره بـ» أن" المصدرية، ومنه قول الشاعر:
تمتَّع لعلَّك أن تنفقا
(لَعَلَّ)
حرف من نواسخ الِابْتِدَاء وفيهَا لُغَات من أشهرها عل (بِحَذْف لامها الأولى) وَقد تلحقها نون الْوِقَايَة فَيُقَال لعَلي لعَلي ولعلني وَعلي وعلني وَلها معَان أشهرها
(1) الترجي وَهُوَ ترقب شَيْء لَا وثوق بحصوله وَيدخل فِيهِ الطمع وَهُوَ ترقب شَيْء مَحْبُوب نَحْو لَعَلَّ الجو معتدل غَدا وَلَعَلَّ الحبيب قادم والإشفاق وَهُوَ ترقب شَيْء مَكْرُوه نَحْو لَعَلَّ
الْجواد يكبو وَلَعَلَّ الْمَرِيض يقْضِي
وَالْفرق بَين الترجي وَالتَّمَنِّي أَن التَّمَنِّي هُوَ محبَّة حُصُول الشَّيْء سَوَاء أَكنت تتَوَقَّع حُصُوله أم لَا وَأَنه يكون فِي الْمُمكن نَحْو لَيْت الْمُسَافِر قادم والمحال نَحْو لَيْت الشَّبَاب يعود بِخِلَاف الترجي فيهمَا والترجي فِي (لَعَلَّ) هُوَ الْمَعْنى الَّذِي اتّفق عَلَيْهِ جَمِيع النُّحَاة
(2) وَقد تَجِيء للتَّعْلِيل كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فقولا لَهُ قولا لينًا لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى} أَي لِأَن
(3) وَقد تَجِيء للاستفهام نَحْو لَعَلَّ زيدا قادم أَي هَل هُوَ كَذَلِك وَلذَلِك علق بهَا الْفِعْل كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تَدْرِي لَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا}
وَهِي تدخل على الْجُمْلَة الاسمية فتنصب الْمُبْتَدَأ وترفع خَبره ويقترن خَبَرهَا الْفعْلِيّ بِأَن كثيرا حملا لَهَا على عَسى كَقَوْلِه
(لَعَلَّك يَوْمًا أَن تلم ملمة ... )
وبحرف التَّنْفِيس قَلِيلا مثل
(فقولا لَهَا قولا رَفِيقًا لَعَلَّهَا ... سترحمني من زفرَة وعويل)
وتتصل بهَا (مَا) الحرفية فتكفها عَن الْعَمَل لزوَال اختصاصها بِالْجُمْلَةِ الاسمية بِدَلِيل قَوْله
(أعد نظرا يَا عبد قيس لعلما ... أَضَاءَت لَك النَّار الْحمار المقيدا)
لَعَلَّ
لَعَلَّ بتشديدِ اللامِ، وَلَعَلْ بتخفيفِها: كَلِمَةُ طمَعٍ وإشْفاقٍ، كعَلَّ بغيرِ لامٍ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: لَعَلَّ: كَلِمَةُ شَكٍّ، واللامُ فِي أوَّلِها زائدةٌ، قَالَ قَيْسُ بنُ المُلَوَّح:
(يقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجْنُونَ عامِرٍ 
... يَرومُ سُلُوَّاً، قلتُ أنَّا لِما بِيَا)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي لنافعِ بنِ سَعدٍ الغَنَوِيُّ: (ولَستُ بلَوّامٍ على الأمرِ بَعْدَما ... يَفوتُ، ولكنْ عَلَّ أنْ أَتَقَدَّما)
وَقد تكرَّرَ فِي الحديثِ ذِكرُ لَعَلَّ، وجاءتْ فِي القرآنِ بِمَعْنى كَيْ، وَفِي حديثِ حاطِبٍ: وَمَا يُدريكَ لَعَلَّ اللهَ قد اطَّلَعَ على أهلِ بَدرٍ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: ظنَّ بعضُهم أنّ معنى لَعَلَّ هُنَا من جهةِ الظنِّ والحُسْبان، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِك وإنّما هِيَ بِمَعْنى عَسَى، وَعَسَى ولَعَلَّ من اللهِ تَحقيقٌ، فِيهِ لُغاتٌ: عَنَّ، وغَنَّ، وأنَّ، ولأَنَّ، ولَوَنَّ، ورَعَلَّ، ولَعَنَّ، ولَغَنَّ، ورَغَنَّ، وَيُقَال: علِّيَّ أَفْعَلُ، وعَلَّني أَفْعَلُ، ولَعَلِّي أَفْعَلُ، وَلَعَلَّني أَفْعَل، وَلَعَنِّي، وَلَعَنَّنِي وَلَغَنِّي، وَلَغَنَّنِي، وَلَوَنِّي، وَلَوَنَّنِي، ولأَنِّي، ولأنَّنِي، وأنِّي، وأنَّني، ورَغَنِّي، وَرَغَنَّني، فَهَذِهِ ثمانيةٌ وعشرونَ لُغَة، قَالَ شيخُنا: وَفِيه تَطْوُيلٌ من غيرِ كبيرِ فائدةٍ، وَكَانَ يَكْفِي أَن يَقُول: بنوِ الوِقايةِ ودونها، وأحكامُ لَعَلَّ، ولُغاتُها مَشْرُوحةٌ فِي المُغْني، والتَّسْهيل، وشُروحُهما. قلتُ: وشاهدُ لأَنَّنِي بِمَعْنى لَعَلَّني: من قولِ امرئِ القَيس:)
(عُوجا على الطَّلَلِ المَحيلِ لأَنَّنا ... نَبكي الدِّيارَ كَمَا بَكَى ابنُ خِذامِ)
أَي لَعَلَّنا، ومثلُه قولُ الآخر:
(أَريني جَواداً ماتَ هُزْلاً لأَنَّني ... أرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخيلاً مُكَرَّما)
وشاهدُ أنَّ بِمَعْنى عَلَّ قولُه تَعَالَى: وَمَا يُشعِرُكُم أنّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤمنون. 

مَتى

(مَتى)
ظرف يكون استفهاما عَن زمَان وَيكون شرطا فَلَا يَقْتَضِي التّكْرَار وَفرقُوا بَينه وَبَين كلما فَقَالُوا كلما تقع على الْفِعْل وَالْفِعْل جَائِز تكراره وَمَتى تقع على الزَّمَان وَالزَّمَان لَا يَقْتَضِي التّكْرَار
مَتى
( {مَتَى: وتُضَمُّ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي وغيرُهُ على الفَتْح.
وقَضَى ابنُ سِيدَه عَلَيْهَا بالياءِ قَالَ: لأنَّ بعضَهم حَكَى الإمالَةَ فِيهَا مَعَ أنَّ أَلَفها لامٌ، قَالَ: وانْقِلابُ الألِفِ عَن الياءِ لاماً أَكْثَر.
وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي: مَتَى حَرْفُ اسْتِفْهامٍ يُكْتَبُ بالياءِ.
وَقَالَ الفرَّاء: ويَجوزُ أنْ يُكْتَبَ بالألِفِ لأنَّا لَا نَعْرفُ فِيهَا فِعْلاً.
قَالَ الجَوْهرِي: مَتَى (ظَرْفٌ غيرُ مُتَمَكِّن) وَهُوَ (سُؤالٌ عَن زَمانٍ) كقولهِ تَعَالَى: {مَتَى نَصْرُ الله} ، أَي فِي أَيِّ زَمانٍ؛ (ويُجازَى بِهِ) .
وَفِي التّهْذِيبِ: مَتَى مِن حُرُوفِ المَعاني ولَها وُجُوهٌ شَتَّى: أَحَدُها: أنَّه سُؤالٌ عَن وَقْتِ فِعْلٍ فُعِلَ أَو يُفْعَلُ كقولِكَ: مَتَى فَعَلْتَ؟} ومَتَى تَفْعَلُ، أَي فِي أَيِّ وَقْتٍ، والعربُ تُجازِي بهَا كَمَا تُجازِي بأيِّ فَتَجْزِمُ الفِعْلَيْن تقولُ: مَتَى تأْتِني آتِكَ، وكَذلكَ إِذا أَدْخلْت عَلَيْهَا مَا كقولِكَ: مَتَى مَا يأْتِني أَخُوكَ أُرْضِه.
وَفِي المُحْكم: مَتَى كلمةُ اسْتِفْهامٍ عَن وقْتِ أَمْرٍ، وَهُوَ اسْمٌ مُغْنٍ عَن الكَلامِ الكَثيرِ المُتناهِي فِي البُعْدِ والطُّولِ، وذلكَ أنَّك إِذا قلْت مَتَى تَقُومُ أَغْناكَ ذلكَ عَن ذِكْرِ الأَزْمِنَةِ على بُعْدها.
وَفِي المِصْباح: مَتَى ظَرْفٌ يكونُ اسْتِفْهاماً عَن زَمَانٍ فُعِلَ فِيهِ أَو يُفْعَل، ويُسْتَعْمل فِي المُمْكِنِ فيقالُ مَتَى القِتالُ، أَي مَتَى زَمانه لَا فِي المُحَقَّقِ فَلَا يقالُ: مَتَى طَلَعَتِ الشمسُ، وتكونُ شَرْطاً فَلَا تَقْتِضي التَّكْرارَ لأنَّه واقِعٌ مَوْقِع إنْ وَهِي لَا تَقْتَضِيهِ، أَو يقالُ: مَتَى ظَرفٌ لَا يَقْتَضِي التِّكْرارَ فِي الاسْتِفْهامِ فَلَا يَقْتَضِيه فِي الشَّرْطِ قِياساً عَلَيْهِ، وَبِه صرَّحَ الفرَّاءُ وغيرُهُ فَقَالُوا: إِذا قَالَ مَتَى دَخَلْت الدَّارَ كَانَ كَذَا، فمعْناهُ أَي وقْتٍ، وَهُوَ على مرَّةٍ، وفرَّقُوا بَيْنه وبينَ كلَّما، فَقَالُوا: كلّما تَقَعُ على الفِعْلِ والفِعْل جائِزٌ تِكْرَاره، ومَتَى تَقَعُ على الزَّمانِ والزَّمانُ لَا يَقْبَل التِّكْرارَ فَإِذا قَالَ كلّما دَخَلْت فمعْناه كلُّ دَخْلةٍ دَخَلْتها. وَقَالَ بعضُ العلماءِ: إِذا وَقَعَتْ مَتَى فِي اليَمِين كانتْ للتِّكْرارِ فَقَوله: مَتَى دَخَلْت بمنْزَلةِ كلَّما دَخَلْت، والسماعُ لَا يُساعِدُه. وَقَالَ بعضُ النُّحاةِ: إِذا زِيدَ عَلَيْهَا مَا كانتْ للتِّكْرارِ، فَإِذا قالَ:! مَتَا مَا سأْلَتَني أَجَبْتُكَ، وَجَبَ الجَوابُ وَلَو أَلْف مَرَّة، وَهُوَ ضَعِيفٌ لأنَّ الزائِدَ لَا يُفِيدُ غَيْر التَّأْكِيد؛ وَهُوَ عنْدَ بعضِ النَّحاةِ لَا يُغَيِّرُ، الْمَعْنى وَيَقُول: قولُهم إنَّما زَيْدٌ قائِمٌ بمنْزِلَةِ أنّ الشّأْن زَيْدٌ قائِمٌ فَهُوَ يَحْتَمِلُ العُمُومَ كَمَا يَحْتَمِله إنَّ زيْداً قائِمٌ وعنْدَ الأكْثَرين يَنْقُلُ المَعْنى مِن احْتِمالِ العُمُومِ إِلَى مَعْنى الحَصْر، فَإِذا قيل: إنَّما زَيْدٌ قائِمٌ، فالمَعْنى لَا قائِم إلاَّ زَيْد، قَالَ: وَإِذا وَقَعَتْ شَرْطاً كانتْ للحالِ فِي النَّفْي، وللحالِ والاسْتِقْبالِ فِي الإثْباتِ، انتَهَى.
قَالَ الأصْمعي: (وَقد تكونُ) مَتَى (بمعْنَى مِن) فِي لغةَ هُذَيْل، يَقُولُونَ (أَخْرَجَها مَتَى كُمِّهْ) ، أَي مِن كُمِّهْ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي لأبي ذُؤَيْب:
شَرِبْنَ بماءِالبحرِ ثمَّ ترفَّعَت
مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئَيجُأَي مِن لُجَجٍ.
وأَنْشَدَ الفرَّاء:
إِذا أَقولُ صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَهُ
سُكْرٌ مَتى قَهْوةٍ سارَتْ إِلَى الرّأْسِأَي مِن قهْوةٍ، وأَنْشَدَ أَيْضاً:
مَتَى تُنْكِروها تَعْرِفُوها
مَتَى أَقْطارِها علق نفيتأَرادَ: مِن أَقْطارِها، ونفيت أَي مُنْفَرج.
(واسْمُ شَرْطٍ) كقولِه:
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا
(مَتَى أَضَعِ العِمامَةَ تَعْرِفُوني) (و) تأْتي (بمَعْنَى وَسَطٍ وَلَا تُضَمُّ) ، وسَمِعَ أَبو زيْدٍ بعضَهم يقولُ: وَضَعْته مَتَى كُمِّي، أَي فِي وَسَطَ كُمِّي؛ وأَنْشَدَ بيتَ أَبي ذؤَيْبٍ أَيْضاً، وقالَ: أَرادَ وَسَطَ لُجَجٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مَتَى: تأْتي للاسْتِنْكارِ، تقولُ للرَّجُل إِذا حَكَى عنْكَ فِعْلاً تُنْكرُه: مَتَى كانَ هَذَا، بمعْنَى الإنْكارِ 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.