(الْخــمر) الحقد
(الْخــمر) من النَّاس خمارهم وَمَا وارى الشَّيْء من شجر أَو بِنَاء أَو جبل أَو نَحوه يُقَال توارى الصَّيْد عني فِي خــمر الْوَادي وَالشَّجر الملتف وَيُقَال جَاءَنَا على خــمر فِي سر وغفلة وخفية
ضــمر: الضُّــمْرُ والضُّــمُر، مثلُ العُّسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ
البطنِ، وقال الــمرّــار الحَنْظليّ:
قد بَلَوْناه على عِلاَّتِه،
وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّــمُرْ
ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه،
فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ
التَّيْسورُ: السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ.
وذَلولٌ: ليس بصَعْب. ويَسَر: سَهْلٌ؛ وقد ضَــمَرَ الفرسُ وضَــمُرَ؛ قال
ابن سيده: ضَــمَرَ، بالفتح، يَضْــمُر ضُموراً وضَــمُر، بالضم، واضْطَــمَر؛ قال
أَبو ذؤيب:
بَعِيد الغَزَاة، فما إِن يَزا
لُ مُضْطَــمِراً طُرّتاه طَلِيحا
وفي الحديث: إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك
يُضْــمِرُ ما في نفسه؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، من الضُّمور، وهو الهُزال
والضعف. وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ، بغير هاء أَيضاً، ذَهبوا إِلى
النَّسَب، وضامِرةٌ. والضَّــمْرُ من الرجال: الضامرُ البَطْنِ، وفي التهذيب:
المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَــمْرَــةٌ. وفرس ضَــمْرٌ: دقيق
الحِجاجَينِ؛ عن كراع. قال ابن سيده: وهو عندي على التشبيه بما تقدم.
وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَــمِرٌ وقد انْضَــمَرَ إِذا ذهب ماؤُه. والضَّمِيرُ:
العِنبُ الذابلُ. وضَــمَّرْــتُ الخيلَ: عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ.
والمِضْمارُ: الموضع الذي تُضَــمَّرُ فيه الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن
تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قال أَبو منصور: ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام
التي تُضَــمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ،
وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق
تحتها، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ
يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد
عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ؛ قال: فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ
العرب تَفْعله، يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً. الجوهري: وقد
أَضْــمَرْــتُه أَنا وضَــمَّرْــتُه تَضْمِيراً فاضْطَــمَرَ هو، قال: وتَضْمِيرُ الفرس
أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت، وذلك في أَربعين
يوماً، وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ، وفي الحديث: من صامَ يوماً في سبيل
الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَــمِّرِ المُجِيدِ؛
المُضَــمِّرُ: الذي يُضَــمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. وتَضْمِيرُ الخيلِ:
هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ
قُوتاً. والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار
مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَــمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً. ومِضْمارُ
الفرس: غايتُه في السِّباق. وفي حديث حذيفة: أَنه خطب فقال: اليَومَ
المِضْمارُ وغداً السِّباقُ، والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة؛ قال شــمر: أَراد
أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَــمَّرُ قبل
أَن يُسابَقَ عليه؛ ويروي هذا الكلام لعليّ، كرم الله وجهه. ولُؤُلؤٌ
مُضْطَــمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي:
تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ،
تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ
واللؤلؤ المُضْطَــمِرُ: الذي في وسطه بعضُ الانضمام.
وتَضَــمّرَ وجهُه: انضمت جِلْدتُه من الهزال.
والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، والجمع الضمَّائرُ.
الليث: الضمير الشيء الذي تُضْــمِره في قلبك، تقول: أَضْــمَرْــت صَرْفَ
الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته، وأَضْــمَرْــتُ في نفسي شيئاً، والاسم
الضَّمِيرُ، والجمع الضمائر. والمُضْــمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وقال
الأَحْوص بن محمد الأَنصاري:
سيَبْقَى لها، في مُضْــمَرِ القَلْب والحَشا،
سَرِيرَةُ وُدٍ، يوم تُبْلى السَّرائِرُ
وكلُّ خَلِيطٍ لا مَحالَةَ أَنه،
إِلى فُرقةٍ، يوماً من الدَّهْرِ، صائرُ
ومَنُْ يَحْذَرِ الأَــمرَ الذي هو واقعٌ،
يُصِبْهُ، وإِن لم يَهْوَه ما يُحاذِرُ
وأَضْــمَرْــتُ الشيء: أَخْفَيته. وهَوًى مُضْــمَرٌ وضَــمْرٌ كأَنه اعْتُقد
مَصدراً على حذف الزيادة: مَخْفِيٌّ؛ قال طُريحٌ:
به دَخِيلُ هَوًى ضَــمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ
سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا
وأَضْــمَرَــتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ؛ قال
الأَعشى:أُرانا، إِذا أَضْــمَرَــتْك البِلا
دُ، نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم
أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ.
والإِضْمارُ: سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن،
وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وهو
مُسْتَفْعِلن، كقول عنترة:
إِني امْرُــؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً
شَطْرِي، وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ
فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن،
وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في
التقطيع إِلى مفعولن؛ وبيته قول الأَخطل:
ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ،
فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم
وإِنما قيل له مُضْــمَرٌ لأَن حركته كالمُضْــمَر، إِن شئت جئت بها، وإِن
شئت سَكَّنْته، كما أَن أَكثر المُضْــمَر في العربية إِن شئت جئت به، وإِن
شئت لم تأْتِ به.
والضِّمارُ من المال: الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُُ من
العِدَات: ما كان عن تسْوِيف. الجوهري: الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين
والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ؛ قال الراعي:
وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ
طُرُوقاً، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا
حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ منه
عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا
والضِّمَارُ من الدَّينِ: ما كان بلا أَجَل معلوم. الفراء: ذَهَبُوا
بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً، قال: وهو النَّسِيئةُ أَيضاً. والضِّمارُ:
خِلافُ العِيَانِ؛ قال الشاعر يذمّ رجلاً:
وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ
يقول: الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى؛ ومنه قول عــمر بن
عبد العزيز، رحمه الله، في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال
المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كان
مالاً ضِماراً لا يُرجى؛ وفي التهذيب والنهاية: أَن يَرُدَّها على
أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً؛ قال أَبو عبيد:
المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ
من أَضْــمَرْــت الشيء إِذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ،
قال: ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد
لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم، فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ
السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال.
الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس، وجمعها
ضَمائرُ. والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها.
وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بالشام. وضَــمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد
ابن دريد:
من حَبْلِ ضَــمْرٍ حينَ هابا ودَجا
والضُّــمْرانُ والضَّــمْرانُ: من دِقِّ الشجر، وقيل: هو من الحَمْض؛ قال
أَبو منصور: ليس الضُّــمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛
ومنه قول عُــمر بن لَجَإٍ:
بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ،
من هَدَبِ الضَّــمْرانِ لم يُحَزَّمِ
وقال أَبو حنيفة: الضَّــمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله
خَشَب قليل يُحْتَطَبُ؛ قال الشاعر:
نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ،
ومَنْبِتَ الضَّــمْرانِ والنَّصِيِّ
والضِّيْــمُرانُ والضَّوْــمَرانُ
(* قوله: «والضيــمران والضومران» ميمهما
تضم وتفتح كما في المصباح). ضرب من الشجر؛ قال أَبو حنيفة: الضَّوْــمَرُ
والضَّوْــمَرانُ والضَّيْــمُرانُ من رَيحانِ البر، وقال بعضُ الرُّواة: هو
الشَّاهِسْفَرَمْ، وقيل: هو مثلُ الحَوْكِ سواء، وقيل: هو طيِّب الريح؛ قال
الشاعر:
أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْــمَرانَ،
وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ
وضُــمْرانُ وضَــمْرانُ: من أَسماء الكلاب؛ وقال الأَصمعي فيما روى ابن
السكيت أَنه قال في قول النابغة:
فهابَ ضَــمْرانُ منهُ حيث يُوزِعُهُ
(* قوله «فهاب ضــمران إلخ» عجزه: «طعن المعارك عند المجحر النجد» طعن
فاعل يوزعه. والمحجر، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم
الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس. والنجد، بضم الجيم وكسرها كما نبه
عليخه أيضاً ).
قال: ورواه أَبو عبيد ضُــمْرانُ، وهو اسم كلب في الروايتين معاً. وقال
الجوهري: وضُــمْرانُ، بالضم، الذي في شعر النابغة اسمن كلبة. وبنو ضَــمْرَــةَ:
من كنانة رَهْطُ عــمرو بن أُمَيَّةَ الضَّــمْرِــيَّ.
مرن: مَرَــنَ يَــمْرُــنُ مَرَــانةً ومُرُــونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
ومَرَّــنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه. ومَرَــنَ الشيءُ يَــمْرُــنُ مُرُــوناً إِذا
استــمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة. ومَرَــنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ
واستــمَرَّــتْ. والــمَرَــانةُ: اللِّينُ. والتَّــمْرينُ: التَّلْيينُ. ومَرَــنَ
الشيءُ يَــمْرُــنُ مُرُــوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ. ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ
لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ. والــمُرّــانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة
اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّــانة. وقال أَبو عبيد: الــمُرّــانُ نبات الرماح.
قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن
الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا الــمُرّــانَ للينه، ولذلك يقال قناة
لَدْنَةٌ. ورجل مُــمَرَّــنُ الوجه: أَسِيلُه. ومَرَــنَ وجهُ الرجل على هذا الأَــمر.
وإِنه لَمُــمَرَّــنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة:
لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُــمَرَّــنِ
قال ابن بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف. يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده:
أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ
والمصدر الــمُرُــونة. ومَرَــدَ فلانٌ على الكلام ومَرَــنَ إِذا استــمَرّ فلم
يَنْجَعْ فيه. ومَرَــنَ
على الشيء يَــمْرُــن مُرُــوناً ومَرَــانة: تعوَّده واستــمرَّ عليه. ابن سيده:
مَرَــنَ على كذا يَــمْرُــنُ مُرُــونة ومُرُــوناً دَرَبَ؛ قال:
قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ،
وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ،
وهَمَّتا بالصَّبْرِ والــمُرُــونِ
ومَرَّــنه عليه فتــمَرَّــن: دَرَّبه فتدَرَّب. ولا أَدري أَيُّ مَنْ
مَرَّــنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ. والــمَرْــنُ: الأَديمُ المُلَيَّن
المَدْلوك. ومَرَــنْتُ الجلدَ أَــمرُــنه مَرْــناً ومَرَّــنْتُه تــمريناً، وقد
مَرَــنَ الجِلدُ أَي لانَ. وأَــمرَــنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَــنَ أَي لانَ.
وقد مَرَّــنوه أَي لَيَّنُوه. والــمَرْــنُ: ضرب من الثياب؛ قال ابن الأَعرابي:
هي ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد للنــمر:
خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ،
كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْــنِ
وقال الجوهري: الــمَرْــنُ الفِرَاء في قول النــمر:
كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْــنِ
ومَرَــنَ به الأَرضَ مَرْــناً ومَرَّــنَها: ضربها به. وما زالَ ذلك مَرِــنَك
أَي دَأْبَكَ. قال أَبو عبيد: يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِــنَك
ودَيْدَنَك أَي عادَتَك. والقومُ على مَرِــنٍ واحدٍ: على خُلُقٍ
مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جني: الــمَرِــنُ مصدرٌ كالحَلِفِ
والكَذِبِ، والفعل منه مَرَــنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له،
وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِــناً ما
أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك. الجوهري:
والــمَرِــنُ، بكسر الراء، الحالُ والخُلُق. يقال: ما زال ذلك مَرِِــني أَي
حالي. والمارِن: الأَنف، وقيل: طَرفه، وقيل: المارِنُ ما لان من الأَنف،
وقيل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة، وما لان من
الرُّمْح؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه:
هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً،
ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس
ومَرْــنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة:
لم يُدْمِ مَرْــنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ
أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف، وفي
حديث النخعي: في المارِنِ الدِّيَةُ؛ المارِنُ
من الأَنف: ما دون القَصبة. والمارنان: المُنْخُران.
ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد
لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ، وقيل: هي التي يُكْثرُ
الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، وقيل: هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر
عليها الفحل. وناقة مِــمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح. ومَرَــنَ
البعيرَ والناقةَ يــمرُــنهما مَرْــناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من
حَفىً به. والتَّــمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه
بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ
مَنسِم البعير:
فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما
سَريحاً تَخَدَّم بعدَ الــمُرُــون
وقال أَبو الهيثم: الــمَرْــنُ العمَل بما يُــمَرِّــنُها، وهو أَن يَدْهَنَ
خُفَّها بالوَدك. وقال ابن حبيب: الــمَرْــنُ الحَفاءُ، وجمعه أَــمْرانٌ؛ قال
جرير:
رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها
طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَــمْران
وناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْــكوبة. قال الجوهري: والمُمارِنُ من النُّوق
مثلُ المُماجِنِ. يقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
والــمَرَــنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ
من البعير، وجمعه أَــمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي:
فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته
قَفَصَ الأَــمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ
قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً:
ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلْ
قال: أَدلّ من الإِدلال؛ وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي:
نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَــمْرانِ
الجوهري: أَــمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها؛ وقول ابن مقبل:
يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها
إِلا الــمَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا
قال الفارسي: الــمَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به، وقيل: هو
موضع، وقيل: هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ، يريد لا أُكَلِّفها أَن
تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر. وقال الأَصمعي: الــمرانة اسم ناقة
كانت هادية بالطريق، وقال: الدِّينُ العَهْدُ والأَــمرُ الذي كانت تعهده.
ويقال: الــمَرانة السُّكوتُ الذي مَرَــنَتْ عليه الدار، وقيل: الــمرانة
مَعْرُِفتُها؛ قال الجوهري: أَراد الــمُرُــون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي
وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها.
ومَرَّــانُ شَنُوأَة: موضع باليمن. وبنو مَرِــينا: الذين ذكرهم امرؤ القيس
فقال:
فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا،
ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِــينا
هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد، وليس مَرِــينا بكلمة عربية. وأَبو
مَرينا: ضرب من السمك. ومُرَــيْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاري:
تَعاطى كَباثاً من مُرَــيْنةَ أَسْوَدا
والــمَرانة: موضع لبني عَقِيلٍ؛ قال لبيد:
لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ،
فشَرْجَهُ فالــمَرانةُ فالحِبالُ
(* قوله «فشرجه فالحبال» كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً
للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين
المعجمة والجيم. وقول الجوهري: والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية
البيت).
وهو في الصحاح مَرَــانة، وأَنشد بيت لبيد. ابن الأَعرابي: يوْمُ مَرْــنٍ
إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ، ويوم مَرْــنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ.
ومَرَّــان، بالفتح: موضع على ليلتين من مكة، شرفها الله تعالى، على طريق
البصرة، وبه قبر تميم بن مُرٍّ؛ قال جرير:
إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني،
جارٌ لقَبْر على مَرّــانَ مَرْــمُوسِ
أَي أَذُبُّ عنه الشعراء: وقوله حَرَّبَني أَغضبني؛ يقول: تميم بن مُرّ
جاري الذي أَعْتَزُّ به، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من
الشعراء لفخري بتميم؛ وأَما قول منصور:
قَبْرٌ مَرَــرْتُ به على مَرَّــانِ
فإِنما يعني قبر عــمرو بن عُبَيد، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني
زَمِيلُ عــمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك
تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَــمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي
فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛ ومر أَبو جعفر
المنصورُ على قبره بــمَرّــان، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة،
فقال:
صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ
قَبْراً مَرَــرْتُ به على مَرَّــانِ
قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً،
عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ
فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ،
فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ
فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً،
أَبْقَى لنا عَــمْراً أَبا عُثْمانِ
قال: وروى:
صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه
قبرٌ مَرَــرْتُ به على مَرَّــانِ