مرر: مَرَّ عليه وبه يَــمُرُّ مَرًّــا أَي اجتاز. ومَرَّ يَــمُرُّ مرًّــا
ومُروراً: ذهَبَ، واستــمرّ مثله. قال ابن سيده: مرَّ يَــمُرُّ مَرًّــا
ومُروراً جاء وذهب، ومرَّ به ومَرَّــه: جاز عليه؛ وهذا قد يجوز أَن يكون مما
يتعدَّى بحرف وغير حرف، ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف فأَُوصل الفعل؛
وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير:
تَــمُرُّــون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا،
كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ
وقال بعضهم: إِنما الرواية:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف. وأَما ابن الأَعرابي فقال:
مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به، لا على الحذف، ولكن على التعدّي الصحيح،
أَلا ترى أَن ابن جني قال: لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء
حكاه ابن الأَعرابيف قال: ولم يروه أَصحابنا.
وامْتَرَّ به وعليه: كَــمَرّ. وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ:
فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ. وقوله عز وجل: فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً
خَفِيفاً فَــمَرَّــتْ بِه؛ أَي استــمرّــت به يعني المنيّ، قيل: قعدت وقامت فلم
يثقلها.
وأَــمَرَّــهُ على الجِسْرِ: سَلَكه فيه؛ قال اللحياني: أَــمْرَــرْتُ فلاناً
على الجسر أُــمِرُّــه إِــمراراً إِذا سلكت به عليه، والاسم من كل ذلك
الــمَرَّــة؛ قال الأَعشى:
أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّــتِها: اسْلَمي
تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ
وأَــمَرَّــه بِه: جَعَله يَــمُرُّــه. ومارَّه: مَرَّ معه. وفي حديث الوحي:
إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَــارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا
أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ. وأَصل الــمِرارِ:
الفَتْلُ لأَنه يُــمَرُّ
(* قوله« لأنه يــمرّ» كذا بالأصل بدون مرجع للضمير ولعله
سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف بعد قوله على الصخر، والــمرار الحبل.) أَي
يُفْتل. وفي حديث آخر: كإِــمْرارِ الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ؛
أَــمْرَــرْتُ الشيءَ أُــمِرُّــه إِــمْراراً إِذا جعلته يَــمُرُّ أَي يذهب، يريد
كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ؛ قال: وربما رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ: صوتَ
إِــمْرارِ السلسة.
واستــمر الشيءُ: مَضى على طريقة واحدة. واستــمرَّ بالشيء: قَوِيَ على
حَمْلِه. ويقال: استــمرّ مَرِــيرُه أَي استحك عَزْمُه. وقال الكلابيون:
حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَــمَرَّــتْ به أَي مَرَّــتْ ولم يعرفوا. فــمرتْ به؛
قال الزجاج في قوله فــمرّــت به: معناه استــمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما
أثقلت أَي دنا وِلادُها. ابن شميل: يقال للرجل إِذا استقام أَــمره بعد
فساد قد استــمرّ، قال: والعرب تقول: أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ
ثم يستــمر؛ وأَنشد للأَعشى يخاطب امرأَته:
يا خَيْرُ، إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَــمِرّْ،
أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ ما كُنْتُ أَجُرّْ
وقال الليث: كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه، فهو مُسْتَــمِرٌّ. الجوهري:
الــمَرَّــةُ واحدة الــمَرِّ والــمِرارِ؛ قال ذو الرمة:
لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها،
مَرًّــا شَمالٌ ومَرًّــا بارِحٌ تَرِبُ
يقال: فلان يَصْنَعُ ذلك الأَــمْرَ ذاتَ الــمِرارِ أَي يصنعه مِراراً
ويدعه مراراً. والمَــمَرُّ: موضع الــمُرورِ والمَصْدَرُ. ابن سيده: والــمَرَّــةُ
الفَعْلة الواحدة، والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَــرٌ ومُرُــورٌ؛ عن أَبي علي
ويصدقه قول أَبي ذؤيب:
تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ
من الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّــتْ عَلَيك مُرورُ؟
قال ابن سيده: وذهب السكري إِلى أَنّ مرُــوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن
يكون كما ذكر، وإِن كان قد أَنث الفعل، وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة
والجنسية. وقوله عز وجل: سنُعَذِّبُهُمْ مرتين؛ قال: يعذبون بالإِيثاقِ
والقَتْل، وقيل: بالقتل وعذاب القبر، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع، كقوله
تعالى: ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ؛ أَي كَرَّاتٍ، وقوله عز وجل: أُولئك
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّــتَيْنِ بما صبروا؛ جاء في التفسير: أَن هؤلاء
طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده، وكانوا
يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن، فلما بُعث النبيُّ، صلى
الله عليه وسلم، وتلا عليهم القرآنَ، قالوا: آمنَّا به، أَي صدقنا به،
إِنه الحق من ربنا، وذلك أَنّ ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مكتوباً
عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى
عليهم خيراً، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد، صلى الله
عليه وسلم، وبإِيمانهم بمحمد، صلى الله عليه وسلم.
وَلَقِيَه ذات مرَّــةٍ؛ قال سيبويه: لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا
ظرفاً. ولقِيَه ذاتَ الــمِرارِ أَي مِراراً كثيرة. وجئته مَرًّــا أَو
مَرَّــيْنِ، يريد مرة أَو مرتين. ابن السكيت: يقال فلان يصنع ذلك تارات، ويصنع ذلك
تِيَراً، ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ الــمِرارِ؛ معنى ذلك كله: يصنعه مِراراً
ويَدَعُه مِراراً.
والــمَرَــارَةُ: ضِدُّ الحلاوةِ، والــمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو؛ مَرَّ الشيءُ
يَــمُرُّ؛ وقال ثعلب: يَــمَرُّ مَرارَةً، بالفتح؛ وأَنشد:
لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لَطالَما
حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ
وأَنشد اللحياني:
لِتَأْكُلَني، فَــمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي،
فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا
وأَنشده بعضهم: فأَفْرَقَ، ومعناهما: سَلَحَ. وأَتاعَ أَي قاءَ.
وأَــمَرَّ كَــمَرَّ: قال ثعلب:
تُــمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها
أَنيساً، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ
عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ؛ قال: ولم يعرف الكسائي مَرَّ
اللحْمُ بغر أَلفٍ؛ وأَنشد البيت:
لِيَمْضغَني العِدَى فأَــمَرَّ لَحْمي،
فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا
قال: ويدلك على مَرَّ، بغير أَلف، البيت الذي قبله:
أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ
عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا
لِتَأْكُلَنى، فَــمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي
ابن الأَعرابي: مَرَّ الطعامُ يَــمَرُّ، فهومُرٌّ، وأَــمَرَّــهُ غَيْرُهُ
ومَرَّــهُ، ومَرَّ يَــمُرُّ من الــمُرُــورِ. ويقال: لَقَدْ مَرِــرْتُ من
الــمِرَّــةِ أَــمَرُّ مَرًّــا ومِرَّــةً، وهي الاسم؛ وهذا أَــمَرُّ من كذا؛ قالت
امرأَة من العرب: صُغْراها مُرَّــاها. والأَــمَرَّــانِ: الفَقْرُ والهَرَمُ؛
وقول خالد بن زهير الهذلي:
فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها، حِينَ أَزْمَعَتْ
صَرِيمَتَها، والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها
إِنما أَراد: ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها الــمرارة؛ وشيء مُرٌّ
والجمع أَــمْرارٌ. والــمُرَّــةُ: شجَرة أَو بقلة، وجمعها مُرٌّ وأَــمْرارٌ؛ قال
ابن سيده: عندي أَنّ أَــمْراراً جمعُ مُرٍّ، وقال أَبو حنيفة: الــمُرَّــةُ
بقلة تتفرّش على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض، ولها نَوْرة
صُفَيْراء وأَرُومَة بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل
والخبز، وفيها عليقمة يسيرة؛ التهذيب: وقيل هذه البقلة من أَــمرار البقول،
والــمرّ الواحد. والــمُرارَةُ أَيضاً: بقلة مرة، وجمعها مُرارٌ.
والــمُرارُ: شجر مُرٌّ، ومنه بنو آكِلِ الــمُرارِ قومٌ من العرب، وقيل:
الــمُرارُ حَمْضٌ، وقيل: الــمُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه
مَشافِرُها، واحدتها مُرارَةٌ، هو الــمُرارُ، بضم الميم.
وآكِلُ الــمُرارِ معروف؛ قال أَبو عبيد: أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً
إِنما سُمِّي آكِلَ الــمُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك
سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ، فقالت له ابنة حجر: كأَنك بأَبي قد جاء كأَنه
جملٌ آكِلُ الــمُرارِ، يعني كاشِراً عن أَنيابه، فسمي بذلك، وقيل: إِنه كان
في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع، فأَما هو فأَكل من الــمُرارِ
حتى شبع ونجا، وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ
عليهم بصبره على أَكْلِه الــمُرارَ. وذو الــمُرارِ: أَرض، قال: ولعلها كثيرة
هذا النبات فسمِّيت بذلك؛ قال الراعي:
مِنْ ذِي الــمُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبُه
بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً، حَيثُ يَنْدَفِقُ
الفراء: في الطعام زُؤانٌ ومُرَــيْراءُ ورُعَيْداءُ، وكله ما يُرْمَى به
ويُخْرَجُ منه.
والــمُرُّ: دَواءٌ، والجمع أَــمْرارٌ؛ قال الأَعشى يصف حمار وحش:
رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ، حتى كأَنما
يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَــمْرارَ عَلْقَمِ
يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه؛ يقول: صار اليبيس عنده
لكراهته إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم. وفي قصة
مولد المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خرج قوم معهم الــمُرُّ، قالوا
نَجْبُرُ به الكَسِيرَ والجُرْحَ؛ الــمُرُّ: دواء كالصَّبرِ، سمي به
لــمرارته. وفلان ما يُــمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يضر ولا ينفع. ويقال: شتمني
فلان فما أَــمْرَــرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت مُرة ولا حُلوة. وقولهم: ما
أَــمَرَّ فلان وما أَحْلى؛ أَي ما قال مُرًّــا ولا حُلواً؛ وفي حديث
الاسْتِسْقاءِ:
وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً
من الجُوعِ ضَعْفاً، ما يُــمِرُّ وما يُحْلي
أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف، وقال ابن الأَعرابي: ما
أُــمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّــة ولا حُلوة، فإِن
أَردت أَن تكون مَرَّــة مُرًّــا ومَرَّــة حُلواً قلت: أَــمَرُّ وأَحْلو
وأَــمُرُّ وأَحْلو. وعَيْشٌ مُرٌّ، على المثل، كما قالوا حُلْو. ولقيت منه
الأَــمَرَّــينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَــمْرَ العظيم. وقال
ابن الأَعرابي: لقيت منه الأَــمَرَّــينِ، على التثنية، ولقيت منه
الــمُرَّــيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة الــمُرَّــى. قال أَبو منصور: جاءت هذه الحروف على
لفظ الجماعة، بالنون، عن العرب، وهي الدواهي، كما قالوا مرقه مرقين
(*
قوله« مرقه مرقين» كذا بالأصل.) وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: ماذا
في الأَــمَرَّــينِ من الشِّفاء، فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ،
والــمَرارَةُ في الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ، فغَلَّبَه عليه، والصَّبِرُ
هو الدواء المعروف، والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ؛ قال: وإِنما قال
الأَــمَرَّــينِ، والــمُرُّ أَحَدُهما، لأَنه جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في
الخردل بمنزلة الــمرارة وقد يغلبون أَحد القرينين على الآخر فيذكرونهما بلفظ
واحد، وتأْنيث الأَــمَرِّ الــمُرَّــى وتثنيتها الــمُرَّــيانِ؛ ومنه حديث ابن
مسعود، رضي الله عنه، في الوصية: هما الــمُرَّــيان: الإِمْساكُ في الحياةِ
والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات؛ قال أَبو عبيد: معناه هما الخصلتان الــمرتان،
نسبهما إِلى الــمرارة لما فيهما من مرارة المأْثم. وقال ابن الأَثير:
الــمُرَّــيان تثنية مُرَّــى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ، فهي فعلى من
الــمرارة تأْنيث الأَــمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ، أَي الخصلتان المفضلتان
في الــمرارة على سائر الخصال الــمُرَّــة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام
حيّاً صحيحاً، وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية
على هوى النفس عند مُشارفة الموت.
والــمرارة: هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُــمْرِــئُ الطعام تكون لكل ذي
رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها.
والمارُورَةُ والــمُرَــيرَاءُ: حب أَسود يكون في الطعام يُــمَرُّ منه وهو
كالدَّنْقَةِ، وقيل: هو ما يُخرج منه فيُرْمى به. وقد أَــمَرَّ: صار فيه
الــمُرَــيْراء. ويقال: قد أَــمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّــاً،
وكذلك كل شيء يصير مُرّــاً، والــمَرارَة الاسم. وقال بعضهم: مَرَّ الطعام
يَــمُرّ مَرارة، وبعضهم: يَــمَرُّ، ولقد مَرَــرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَــمُرُّ؛ ومن
قال تَــمَرُّ قال مَرِــرْتَ يا طعام وأَنت تَــمَرُّ؛ قال الطرمَّاح:
لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لرُبَّما
حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ
والــمَرارَةُ: التي فيها الــمِرَّــةُ، والــمِرَّــة: إِحدى الطبائع الأَربع؛
ابن سيده: والــمِرَّــةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن. قال اللحياني: وقد
مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُــمَرُّ مَرًّــا ومَرَّــة. وقال مَرَّــة:
الــمَرُّ المصدر، والــمَرَّــة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى، والحمى الاسم.
والمَــمْرُــور: الذي غلبت عليه الــمِرَّــةُ، والــمِرَّــةُ القوّة وشده العقل
أَيضاً. ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة. وفي الحديث: لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ
لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّــةَ سَوِيٍّ؛ الــمِرَّــةُ: القُوَّةُ والشِّدّةُ،
والسَّوِيُّ: الصَّحيحُ الأَعْضاءِ. والــمَرِــيرُ والــمَرِــيرَةُ: العزيمةُ؛ قال
الشاعر:
ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِــيرَةٍ،
إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا
والــمِرَّــةُ: قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ، والجمع مِرَــرٌ، وأَــمْرارٌ جمع
الجمع؛ قال:
قَطَعْتُ، إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها،
بأَــمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ
ومِرَّــةُ الحَبْلِ: طاقَتُهُ، وهي الــمَرِــيرَةُ، وقيل: الــمَرِــيرَةُ الحبل
الشديد الفتل، وقيل: هو حبل طويل دقيق؛ وقد أمْرَــرْتَه. والمُــمَرُّ:
الحبل الذي أُجِيدَ فتله، ويقال الــمِرارُ والــمَرُّ. وكل مفتول مُــمَرّ، وكل
قوّة من قوى الحبل مِرَّــةٌ، وجمعها مِرَــرٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابه
في سيره الــمِرَــارُ أَي الحبل؛ قال ابن الأَثير: هكذا فسر، وإِنما الحبل
الــمَرُّ، ولعله جمعه. وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ: إِنّ الله جعل الموت
قاطعاً لــمَرائِر أَقرانها؛ الــمَرائِرُ: الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق،
واحدها مَريرٌ ومَرِــيرَةٌ. وفي حديث ابن الزبير: ثم اسْتَــمَرَّــتْ
مَريرَتي؛ يقال: استــمرت مَرِــيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَــمْرُــه عليه وقويت
شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه، وأَصله من فتل الحبل. وفي حديث معاوية:
سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً، يعني رخواً
ضعيفاً. والــمَرُّ، بفتح الميم: الحبْل؛ قال:
زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ،
والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ،
أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ،
ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِــمَرِّ،
بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ
الرَّبَلاتُ: جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ. والحَرُّ ههنا: الزَّبيلُ.
وأَــمْرَــرْتُ الحبلَ أُــمِرُّــه، فهو مُــمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه؛ ومنه
قوله عز وجل: سِحْرٌ مُسْتَــمِرٌّ؛ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ، وقيل مُسْتَــمِرٌّ
أَي مُرٌّ، وقيل: معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ؛ قال أَبو منصور: جعله من
مَرَّ يَــمُرُّ إِذا ذهَب. وقال الزجاج في قوله تعالى: في يوم نَحْسٍ
مُسْتَــمِرٍّ، أَي دائمٍ، وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ، وقيل: هو القويُّ في
نحوسته، وقيل: مستــمر أَي مُر، وقيل: مستــمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُــمِرَ به وسُخّر
له. ويقال: مَرَّ الشيءُ واسْتَــمَرَّ وأَــمَرَّ من الــمَرارَةِ. وقوله
تعالى: والساعة أَدْهَى وأَــمَرُّ؛ أَي أَشد مَرارة؛ وقال الأَصمعي في قول
الأَخطل:
إِذا المِئُونَ أُــمِرَّــتْ فَوقَه حَمَلا
وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول: إِذا اسْتُوثِقَ
منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُــمِرَّــتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ
بالــمِرارِ وهو الحبل، كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه، حَمَلَها
وأَدّاها؛ ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل. الجوهري:
والــمَرِــيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه، والجمع الــمَرائِرُ؛ ومنه
قولهم: ما زال فلان يُــمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى
عليه لِيَصْرَعَه. ابن سيده: وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه؛ وقول أَبي
ذؤيب:
وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ
خَشُوفٌ، إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها
فسره الأَصمعي فقال: مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها. وسأَل أَبو
الأَسود
(* قوله« وسأل أبو الاسود إلخ» كذا بالأصل.) الدؤلي غلاماً عن أَبيه
فقال: ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك؟ قال: كانت تُسارُّه وتُجارُّه
وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه، أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه، وهو من فتل الحبل.
وهو يُمارُّ البعيرَ أَي يريده ليصرعه. قال أَبو الهيثم: مارَرْت الرجلَ
مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً. قال:
والمُــمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَــمُرَّــها قَبْلَ
الرائِضِ. قال: والمُــمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ
(* قوله« يتعقل» في القاموس: يتغفل.)
البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ
قَدَمَيْهِ في الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ، وأَــمَرَّــها بذنبها
أَي صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِــمرار أَرسلها
إِلى الرائض.
وفلان أَــمَرُّ عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَــمراً منه وأَوفى ذمةً.
وإِنه لذو مِرَّــة أَي عقل وأَصالة وإِحْكامٍ، وهو على المثل.
والــمِرَّــةُ: القوّة، وجمعها الــمِرَــرُ. قال الله عز وجل: ذو مِرَّــةٍ فاسْتَوَى، وقيل
في قوله ذو مِرَّــةٍ: هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّــة شديدة؛ وقال
الفراء: ذو مرة من نعت قوله تعالى: علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّــة؛ قال
ابن السكيت: الــمِرَّــة القوّة، قال: وأَصل الــمِرَّــةِ إِحْكامُ الفَتْلِ.
يقال: أَــمَرَّ الحبلَ إِــمْراراً. ويقال: اسْتَــمَرَّــت مَريرَةُ الرجل إِذا
قويت شَكِيمَتُه.
والــمَريرَةُ: عِزَّةُ النفس. والــمَرِــيرُ، بغير هاء: الأَرض التي لا شيء
فيها، وجمعها مَرائِرُ. وقِرْبة مَــمْرورة: مملوءة.
والــمَرُّ: المِسْحاةُ، وقيل: مَقْبِضُها، وكذلك هو من المِحراثِ.
والأَــمَرُّ: المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ، جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي
هو الجماعة؛ قال:
ولا تُهْدِي الأَــمَرَّ وما يَلِيهِ،
ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ
قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت ولا، بالواو، تُهْدِي، بالياء،
لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ، ولو كان لمذكر لقال: ولا
تُهْدِيَنَّ، وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء؛ وقبل البيت:
إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً، فَأَهْدِي
من المَأْناتِ، أَو فِدَرِ السَّنامِ
يأْــمُرُــها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه.
والعَرْقُ: العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قيل له مَعْرُوقٌ.
والمَأْنَةُ: الطَّفْطَفَةُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،
كره من الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ والــمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ
والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ؛ قال القتيبي: أَراد المحدث أَن يقول
الأَــمَرَّ فقال الــمَرارَ، والأَــمَرُّ المصارِينُ. قال ابن الأَثير:
الــمَرارُ جمع الــمَرارَةِ، وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر
مُرٌّ، قيل: هي لكل حيوان إِلاَّ الجمل. قال: وقول القتيبي ليس بشيء. وفي
حديث ابن عــمر: أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها.
ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ، ورَــمْرَــمَ إِذا أَصلح شأْنَه. ابن السكيت:
الــمَرِــيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله، وهي الــمَرائِرُ. واسْتَــمَرَّ
مَرِــيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ.
وفي حديث شريح: ادّعى رجل دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على
عِلْمِهِم فقال شريح: لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَــارَةَ الذَّقَنِ أَي
لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء، لا على العلم، فيركبون من ذلك ما يَــمَرُّ في
أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم.
ومَرَّــانُ شَنُوءَةَ: موضع باليمن؛ عن ابن الأَعرابي. ومَرَّــانُ ومَرُّ
الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ: مواضعُ بالحجاز؛ قال أَبو ذؤَيب:
أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَــمْرٍــو بَطْنُ مَرَّ فأَكْـ
ـنافُ الرَّجِيعِ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ
وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها،
كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ
ويروى: بطن مَرٍّ، فَوَزْنُ« رِنْ فَأَكْ» على هذا فاعِلُنْ. وقوله
رَفَأَكْ، فعلن،وهو فرع مستعمل، والأَوّل أَصل مَرْــفُوض. وبَطْنُ مَرٍّ:
موضع، وهو من مكة، شرفها الله تعالى، على مرحلة. وتَــمَرْمَرَ الرجلُ
(* قوله«
وتــمرمر الرجل إلخ» في القاموس وتــمرمر الرمل): مارَ.
والــمَرْمَرُ: الرُّخامُ؛ وفي الحديث: كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَــةً؛ هي
واحدةُ الــمَرْمَرِ، وهو نوع من الرخام صُلْبٌ؛ وقال الأَعشى:
كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها
بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ
وقال الراجز:
مَرْــمارَةٌ مِثْلُ النَّقا الــمَرْــمُورِ
والــمَرْمَرُ: ضَرْبٌ من تقطيع ثياب النساء. وامرأَة مَرْــمُورَةٌ
ومَرْــمارَةٌ: ترتَجُّ عند القيام. قال أَبو منصور: معنى تَرْتَجُّ وتَــمَرْمَرُ
واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها، وقيل: الــمَرْــمارَةُ الجارية الناعمة
الرَّجْراجَةُ، وكذلك الــمَرْــمُورَةُ. والتَّــمَرْمُرُ: الاهتزازُ. وجِسْمٌ
مَرْــمارٌ ومَرْــمُورٌ ومُرَــامِرٌ: ناعمٌ. ومَرْــمارٌ: من أَسماء الداهية؛
قال:قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ،
لَيْلَةَ مَرْــمارٍ ومَرْمَرِــيسِ
والــمرْــمارُ: الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له. ومَرَّــارٌ ومُرَّــةُ
ومَرَّــانُ: أَسماء. وأَبو مُرَّــةَ: كنية إِبليس. ومُرَــيْرَةٌ
والــمُرَــيْرَةُ: موضع؛ قال:
كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ،
تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَــيْرَةَ أَسْوَدَا
وقال:
وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه،
ولو وَرَدَتْ ماءَ الــمُرَــيْرَةِ آجِما
أَراد آجنا، فأَبدل. وبَطْنُ مَرٍّ: موضعٌ. والأَــمْرَــارُ: مياه معروفة
في ديار بني فَزَارَةَ؛ وأَما قول النابغة يخاطب عــمرو بن هند:
مَنْ مُبْلِغٌ عَــمْرَــو بنَ هِنْدٍ آيةً؟
ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ
لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا،
في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَــمْرَــارِ
فهي مياه بالبادِيَة مرة. قال ابن بري: ورواه أَبو عبيدة: في جف ثعلب،
يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وجعلهم جفّاً لكثرتهم. يقال للحي الكثير
العدد: جف، مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد، ولا يقال لمن دون ذلك جف. وأَصل الجف:
وعاء الطلع فاستعاره للكثرة، لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع؛ ومن رواه:
في جف تغلب، أَراد أَخوال عــمرو بن هند، وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب
يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء؛ قوله: عارضاً لرماحنا أَي لا
تُمَكِّنها من عُرْضِكَ؛ يقال: أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه
حتى رأَيته. والأَــمْرارُ: مياهٌ مَرَّــةٌ معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ
والعُرَيْمَةُ. والــمُرِّــيُّ: الذي يُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلى
الــمَرارَةِ، والعامة تخففه؛ قال: وأَنشد أَبو الغوث:
وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ،
وعِنْدَها الــمُرِّــيُّ والكامَخُ
وفي حديث أَبي الدرداء ذكر الــمُرِّــيِّ، هو من ذلك. وهذه الكلمة في
التهذيب في الناقص: ومُرامِرٌ اسم رجل. قال شَرْقيُّ بن القُطَامي: إِن أَوّل
من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّــةَ؛ قال الشاعر:
تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ،
وسَوَّدْتُ أَثْوابي، ولستُ بكاتب
قال: وإِنما قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة
من أَبجد وهي ثمانية. قال ابن بري: الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن
المدايني أَنه مُرامِرُ بن مَرْــوَةَ، قال المدايني: بلغنا أَن أَوَّل من كتب
بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار، ويقال من أَهل الحِيرَة، قال:
وقال ســمرة بن جندب: نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار
قبل أَن يَــمُرَّ بالحِيرَةِ. ويقال إِنه سئل المهاجرون: من أَين تعلمتم
الخط؟ فقالوا: من الحيرة؛ وسئل أَهل الحيرة: من أَين تعلمتم الخط؟ فقالوا:
من الأَنْبار.
والــمُرّــانُ: شجر الرماح، يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ.
ومُرٌّ: أَبو تميم، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ
مُضَرَ. ومُرَّــةُ: أَبو قبيلة من قريش، وهو مُرّــة بن كعب بن لُؤَيِّ بن
غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّــةُ: أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ،
وهو مُرَّــةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ. مُرَــامِراتٌ: حروف وها
(*
قوله« حروف وها» كذا بالأصل.) قديم لم يبق مع الناس منه شيء، قال أَبو
منصور: وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ، يُــمَرْمِرُ مِرْــزةً
ويَلُوكُها؛ يُــمَرْمِرُ أَصلُه يُــمَرِّــرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض. ويقال:
رَعَى بَنُو فُلانٍ الــمُرَّــتَيْنِ
(* في القاموس: الــمريان بالياء
التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة) وهما الأَلاءُ والشِّيحُ. وفي الحديث ذكر
ثنية الــمُرارِ المشهور فيها ضم الميم، وبعضهم يكسرها، وهي عند الحديبية؛
وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران، وهما بفتح الميم وتشديد الراء، موضع
بقرب مكة.
الجوهري: وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَــمَرِّ، بفتح
الميم الثانية، أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ الــمِراسَ؛
وأَنشد أَبو عبيد:
إِذا تَخازَرْتُ، وما بي من خَزَرْ،
ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ
وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَــمَرّْ،
أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّْ
قال ابن بري: هذا الرجز يروى لعــمرو بن العاص، قال: وهو المشهور؛ ويقال:
إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عــمرو، رضي الله عنه.