Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=89371#473722
(هِرقل وهرقل) اسْم لملك الرّوم
ثــقل: الثِّــقَل: نقيض الخِفَّة. والثِّــقَل: مصدر الثَّقِيل، تقول: ثَــقُل
الشيءُ ثِــقَلــاً وثَقَالة، فهو ثَقِيل، والجمع ثِقالٌ. والثِّــقَل: رجحان
الثَّقِيل. والثِّــقْل: الحِمْل الثَّقِيل، والجمع أَثْقال مثل حِمْل
وأَحمال. وقوله تعالى: وأَخرجت الأَرض أَثقالها؛ أَثْقَالُها: كنوزُها
ومَوْتَاها؛ قال الفراء: لَفَظَتْ ما فيها من ذهب أَو فضة أَو ميت، وقيل:
معناه أَخرجت موتاها، قالوا: أَثقالُها أَجسادُ بني آدم، وقيل: معناه ما فيها
من كنوز الذهب والفضة، قال: وخروج الموتى بعد ذلك، ومن أَشراط الساعة
أَن تَقِيءَ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدها وهي الكنوز؛ وقول الخَنْساء:
أَبْعَدَ ابنِ عَمْرو من آل الشّريـ
دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها؟
إِنما أَرادت حَلَّت به الأَرض موتاها أَي زَيَّنَتْهم بهذا الرجل
الشريف الذي لا مِثْل له من الحِلْية. وكانت العرب تقول: الفارس الجَواد ثِــقْل
على الأَرض، فإِذا قتل أَو مات سقط به عنها ثِــقْل، وأَنشد بيت الخنساء،
أَي لما كان شجاعاً سقط بموته عنها ثِــقْل. والثِّــقْل: الذَّنْب، والجمع
كالجمع. وفي التنزيل: وليَحْمِلُنَّ أَثقالهم وأَثقالاً مع أَثقالهم؛ وهو
مثل ذلك يعني أَوزارهم وأَوزار من أَضلوا وهي الآثام. وقوله تعالى: وإِن
تَدْعُ مُثْــقَلــة إِلى حِمْلها لا يُحْملْ منه شيء ولو كان ذا قربى؛ يقول:
إِن دَعَت نفس داعيةٌ أَثْــقَلَــتها ذُنُوبُها إِلى حِمْلها أَي إِلى
ذنوبها ليحمل عنها شيئاً من الذنوب لم تجد ذلك، وإِن كان المدعوُّ ذا قُرْبى
منها. وقوله عز وجل: ثَــقُلــت في السموات والأَرض؛ قيل: المعنى ثَــقْل
عِلْمُها على أَهل السموات والأَرض؛ وقال أَبو علي: ثَــقُلــت في السموات والأَرض
خَفِيَتْ، والشيءُ إِذا خَفِي عليك ثَــقُل. والتثقيل: ضد التخفيف، وقد
أَثــقلــه الحِمْل. وثَــقَّل الشيءَ: جعله ثقيلاً، وأَثــقلــه: حمَّله ثَقِيلاً.
وفي التنزيل العزيز: فهم من مَغْرَم مُثْــقَلــون. واستثــقلــه: رآه ثَقِيلاً.
وأَثْــقَلَــت المرأَةُ، فهي مُثْــقِل: ثَــقُل حَمْلها في بطنها، وفي المحكم:
ثَــقُلَــت واستبان حَمْلها. وفي التنزيل العزيز: فلما أَثْــقَلَــت دَعَوَا
اللهَ ربَّهُما؛ أَي صارت ذاتَ ثِــقْل كما تقول أَتْمَرْنا أَي صرنا ذوي
تَمْر. وامرأَة مُثْــقِل، بغير هاء: ثَــقُلَــت من حَمْلها. وقوله عز وجل: إِنا
سنلقي عليك قولاً ثَقِيلاً؛ يعني الوحي الذي أَنزله الله عليه، صلى الله
عليه وسلم، جَعَله ثَقِيلاً من جهة عِظَم قدره وجَلاله خَطَره، وأَنه ليس
بسَفْساف الكلام الذي يُسْتَخَفُّ به، فكل شيء نفيس وعِلْقٍ خَطيرٍ فهو
ثَــقَل وثَقِيل وثاقل، وليس معنى قوله قولاً ثَقِيلاً بمعنى الثَّقيل
الذي يستثــقلــه الناس فيتَبرَّمون به؛ وجاء في التفسير: أَنه ثِــقَلُ العمل به
لأَن الحرام والحلال والصلاة والصيام وجميع ما أَمر الله به أَن يُعْمَل
لا يؤديه أَحد إِلا بتكلف يَثْــقُل؛ ابن سيده: قيل معنى الثَّقيل ما يفترض
عليه فيه من العمل لأَنه ثَقِيل، وقيل: إِنما كنى به عن رَصانة القول
وجَوْدته؛ قال الزجاج: يجوز على مذهب أَهل اللغة أَن يكون معناه أَنه قول
له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما يقال: هذا الكلام رَصين، وهذا قول له
وزن إِذا كنت تستجيده وتعلم أَنه قد وقع موقع الحكمة والبيان؛ وقوله:
لا خَيْرَ فيه غير أَن لا يَهْتَدِي،
وأَنه ذو صَوْلةٍ في المِذْوَدِ،
وأَنه غَيْرُ ثَقيل في اليَدِ
إِنما يريد أَنك إِذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يَدِك منه خير فيَثْــقُلَ
في يَدِك.
ومِثْقال الشيء: ما آذَنَ وزْنَه فثَــقُل ثِــقَلَــه. وفي التنزيل العزيز:
يا بُني إِنها إِن تك مِثْقالُ حَبَّة من خَرْدل، برفع مِثْقال مع علامة
التأْنيث في تك، لأَن مِثْقال حبة راجع إِلى معنى الحبة فكأَنه قال إِن تك
حَبَّةٌ من خردل. التهذيب: المِثْقال وَزْن معلوم قَدْرُه،ويجوز نصبُ
المثقال ورفعُه، فمن رَفَعه رفعه بتَكُ ومن نصب جعل في تك اسماً مضمراً
مجهولاً مثل الهاء في قوله عز وجل: إِنها إِن تك، قال: وجاز تأْنيث تَكُ
والمِثْقال ذَكَرٌ لأَنه مضاف إِلى الحبة، والمعنى للحبة فذهب التأْنيث
إِليها كما قال الأَعشى:
كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناة من الدَّم
ويقال: أَعطه ثِــقْلــه أَي وَزْنَه. ابن الأَثير: وفي الحديث لا يَدْخُل
النارَ مَنْ في قلــبه مِثْقالُ ذَرَّة من إِيمان؛ المِثْقال في الأَصل:
مقدار من الوزن أَيَّ شيءٍ كان من قلــيل أَو كثير، فمعنى مِثْقال ذرَّة وزن
ذرّة، والناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة وليس كذلك؛ قال محمد بن
المكرم: قول ابن الأَثير الناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة قول فيه
تجوُّز، فإِنه إِن كان عَنَى شخص الدينار فالشخص منه قد يكون مِثْقالاً
وأَكثر وأَــقل، وإِن كان عَنى المِثْقالَ الوَزْنَ المعلوم، فالناس يطلقون
ذلك على الذهب وعلى العنبر وعلى المسك وعلى الجوهر وعلى أَشياء كثيرة قد
صار وزنها بالمثاقيل معهوداً كالتِّرياق والرَّاوَنْد وغير ذلك. وزِنة
المِثْقالِ هذا المُتعامَلِ به الآن: دِرْهَمٌ واحد وثلاثة أَسباع درهم
على التحرير، يُوزَن به ما اختير وَزْنه به، وهو بالنسبة إِلى رِطْل مصر
الذي يوزن به عُشْرُ عُشْرِ رطل. وقال ابن سيده في معنى قوله إِنها إن تك
مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أَو في السموات أَو في الأَرض يأْت بها
الله، قال: المعنى أَن فَعْله الإِنسان، وإِن صَغُرت، فهي في علم الله
تعالى يأْتي بها. والمِثْقال: واحد مثاقيل الذهب. قال الأَصمعي: دينار ثاقل
إِذا كان لا ينقص، ودنانير ثَواقل؛ ومِثقال الشيء: مِيزانُه من مثله.
وقولهم: أَلْقى عليه مَثاقيله أَي مؤنته وثِــقْلــه؛ حكاه أَبو نصر؛ قلــت: وكذلك
قول أَبي نصر واحد مثاقيل الذهب كان الأَولى أَن يقول واحد مثاقيل الذهب
وغيره، وإِلا فلا وجه للتخصيص.
والمُثَــقَّلــة: رُخامة يُثَــقَّل بها البساط.
وامرأَة ثَقال: مِكْفال، وثَقَال: رَزان ذات مآكِمَ وكَفَلٍ على
التفرقة، فرقوا بين ما يُحْمل وبين ما ثَــقُل في مجلسه فلم يَخِفَّ، وكذلك الرجل،
ويقال: فيه ثِــقَل، وهو ثاقل؛ قال كثيِّر عزة:
وفيك، ابْنَ لَيْلى، عِزَّةٌ وبَسالة،
وغَرْبٌ ومَوْزونٌ من الحِلْمِ ثاقل
وقد يكون هذا على النسب أَي ذو ثِــقَل. وبَعِيرٌ ثَقَالٌ؛ بَطِيءٌ؛ وبه
فسر أَبو حنيفة قول لبيد:
فبات السَّيْلُ يَحْفِرُ جانبيه،
من البَقَّار، كالعَمِد الثَّقَال
(* قوله «يحفر» الذي في الصحاح: يركب بدل يحفر)
وثَــقَل الشيءَ يَثْــقُلــه بيده ثَــقْلــاً: رَازَ ثِــقَلَــه. وثَــقَلْــت الشاةَ
أَيضاً أَثْــقُلُــها ثَــقْلــاً: رَزَنْتها، وذلك إذا رَفَعْتها لتنظر ما
ثِــقَلُــها من خفَّتها.
وتَثاقل عنه: ثَــقُل. وفي التنزيل العزيز اثَّاقَلْــتم إِلى الأَرض؛
وعَدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى مِلْتُم. وحكى النضر بن شميل: ثَــقَل إِلى الأَرض
أَخْلدَ إِليها واطْمَأَنَّ فيها، فإِذا صح ذلك تَعَدَّى اثَّاقَلْــتم في
قوله عز وجل اثَّاقَلْــتم إِلى الأَرض بإِلى، بغير تأْويل يخرجه عن بابه.
وتَثاقل القومُ: اسْتُنْهِضوا لنَجْدة فلم يَنْهَضوا إِليها.
والتَّثاقُل: التَّباطُؤُ من التَّحامُل في الوطء، يقال: لأَطَأَنَّه وَطْءَ
المُتَثاقل. والثَّــقَل، بالتحريك: المَتاع والحَشَمُ، والجمع أَثقال؛ وفي
التهذيب: الثَّــقَل متاعُ المسافر وحَشَمُه؛ وأَنشد ابن بري:
لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَــقَل
وفي حديث ابن عباس: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الثَّــقَل
من جَمْعٍ بِلَيْل. وفي حديث السائب بن زيد: حُجَّ به في ثَــقَل رسول الله،
صلى الله عليه وسلم.
وثَــقِلــة القوم، بكسر القاف: أَثقالُهم. وارتحل القوم بثَــقَلَــتهم
وثَــقْلَــتهم وثِــقْلَــتهم أَي بأَمتعتهم وبأَثقالهم كلها. الكسائي: الثَّــقِلــة
أَثقال القوم، بكسر القاف وفتح الثاء، وقد يخفف فيقال الثَّــقْلــة. والثَّــقْلــة
أَيضاً: ما وَجَد الرجلُ في جوفه من ثِــقَل الطعام. ووَجَد في جسده ثَــقَلــة
أَي ثِــقَلــاً وفُتُوراً.
وثَــقُل الرجلِ ثِــقَلــاً فهو ثَقِيل وثاقل: اشتدَّ مَرَضُه. يقال: أَصبح
فلان ثاقلــاً أَي أَثــقلــه المَرَض؛ قال لبيد:
رأَيت التُّقَى والحَمْدَ خَيْرَ تِجارةٍ
رَباحاً، إِذا ما المَرْءُ أَصْبَح ثاقلــاً
أَي ثَقِيلاً من المَرَض قد أَدْنَفَه وأَشْرَف على الموت، ويروى ناقلــاً
أَي منقولاً من الدنيا إِلى الأُخرى؛ وقد أَثــقلــه المرض والنوم.
والثَّــقْلــة: نَعْسة غالبة. والمُثْــقَل: الذي قد أَثــقلــه المرضُ.
والمُستَثْــقَل: الثَّقِيل من الناس. والمُسْتَثْــقَل: الذي أَثــقلــه النوم
وهي الثَّــقْلــة. وثَــقُل العَرْفَج والثُّمام والضَّعَةُ: أَدْبى
وتَرَوَّتْ عِيدانُه. وثَــقُلَ سَمْعُه: ذهب بعضُه، فإِن لم يبق منه شيءٌ قيل
وُقِر.والثَّــقَلــانِ: الجِنُّ والإِنْسُ. وفي التنزيل العزيز: سنَفْرُغ لكم
أَيها الثَّــقَلــان؛ وقال لكم لأَن الثَّــقَلــين وإِن كان بلفظ التثنية فمعناه
الجمع؛ وقول ذي الرمة:
ومَيَّةُ أَحسنُ الثَّــقَلــين وَجْهاً
وسالفةً، وأَحْسَنُه قَذَالا
فمن رواه أَحسنه بإِفراد الضمير فإِنه أَفرده مع قدرته على جمعه لأَن
هذا موضع يَكْثُر فيه الواحد، كقولك مَيَّة أَحسن إِنسان وجهاً وأَجمله،
ومثله قولهم: هو أَحسن الفِتْيان وأَجمله لأَن هذا موضع يكثر فيه الواحد
كما قلــنا، فكأَنك قلــت هو أَحسن فَتىً في الناس وأَجمله، ولولا ذلك لــقلــت
وأَجملهم حَمْلاً على الفِتْيان. التهذيب: وروي عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، أَنه قال في آخر عمره: إِني تارك فيكم الثَّــقَلــين: كتاب الله
وعتْرَتي، فجعلها كتاب الله عز وجل وعِتْرَته، وقد تقدم ذكر العِتْرة. وقال ثعلب:
سُمِّيا ثَــقَلَــين لأَن الأَخذ بهما ثَقِيل والعمل بهما ثَقِيل، قال:
وأَصل الثَّــقَل أَن العرب تقول لكل شيءٍ نَفيس خَطِير مَصون ثَــقَل،
فسمَّاهما ثَــقَلــين إِعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأْنهما، وأَصله في بَيْضِ
النَّعام المَصُون؛ وقال ثعلبة بن صُعَير المازِني يذكر الظَّليم
والنَّعانة:فَتَذَكَّرا ثَــقَلــاً رَثِيداً، بَعْدَما
أَلْقَتْ ذُكاءٌ يَمينَها في كافِر
ويقال للسَّيِّد العَزيز ثَــقَلٌ من هذا، وسَمَّى الله تعالى الجن
والإِنس الثَّــقَلَــين، سُمِّيا ثَــقَلَــين لتفضيل الله تعالى إِياهما على سائر
الحيوان المخلوق في الأَرض بالتمييز والعــقل الذي خُصَّا به؛ قال ابن
الأَنباري: قيل للجن والإِنس الثَّــقَلــان لأَنهما كالثَّــقَل للأَرض وعليها.
والثَّــقَل بمعنى الثِّــقْل، وجمعه اثقال، ومجراهما مجرى قول العرب مَثَل ومِثْل
وشَبَه وشِبْه ونَجَس ونِجْس. وفي حديث سؤال القبر: يسمعها مَنْ بَيْنَ
المشرق والمغرب إِلا الثَّــقَلــين؛ الثَّــقَلــانِ: الإِنسُ والجنُّ لأَنهما
قُطَّان الأَرض.
عــقل: العَــقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقولٌ. وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَــقَلَ يَعْــقِل عَــقْلــاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول: كأَنه عُــقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَــقْلُــه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:
فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً
لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول
وعَــقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُــقَلــاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَــقَلْــتُ البَعيرَ إِذا
جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُــقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.
والمَعْقُول: ما تَعْــقِلــه بــقلــبك. والمَعْقُول: العَــقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَــقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.
وعاقَلَــهُ فعَــقَلَــه يَعْــقُلُــه، بالضم: كان أَعْــقَلَ منه. والعَــقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والعَــقْلُ: الــقَلْــبُ، والــقَلْــبُ العَــقْلُ، وسُمِّي العَــقْلُ عَــقْلــاً لأَنه يَعْــقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَــقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر
الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْــبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْــبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَــقَلَ الشيءَ يَعْــقِلُــه عَــقْلــاً: فَهِمه.
ويقال أَعْــقَلْــتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلــاً. وعَــقَّلْــتُه أَي صَيَّرته عاقِلــاً. وتَعَــقَّل: تكَلَّف العَــقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.
وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك. وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثير: هو
الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلــاً، والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة. وعَــقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْــقِلُــه ويَعْــقُلُــه عَــقْلــاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَــقَلَ بطنُه واعْتَــقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَــقَلَ بطنُه، وقد عَــقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً. واعْتَــقَلَ
لِسانُه (* قوله «واعتــقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتــقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُــقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة:
ومُعْتَــقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ،
يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم
واعْتُــقِل: حُبِس. وعَــقَلَــه عن حاجته يَعْــقِلــه وعَــقَّلــه وتَعَــقَّلَــهُ واعتَــقَلَــه: حَبَسَه. وعَــقَلَ البعيرَ يَعْــقِلُــه عَــقْلــاً وعَــقَّلَــه واعْتَــقَلــه: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، والجمع عُــقُلٌ. وعَــقَّلْــتُ الإِبلَ من العَــقْل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال:
يُعَــقِّلُــهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ،
وبِئْسَ مُعَــقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ
وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَــقَّلــة أَي المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها:
فَما قُلُــصٌ وُجِدْنَ مُعَــقَّلــاتٍ
قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار
(* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع
تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو
خطأ).
يعني نِساءً مُعَــقَّلــات لأَزواجهن كما تُعَــقَّل النوقُ عند الضِّراب؛
ومن الأَبيات أَيضاً:
يُعَــقِّلُــهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم
أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَــقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن
يُعَــقِّلُــونَهُنَّ وهو يُعَــقِّلــهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج
والإِعادة له، وقد يُعْــقَل العُرْقوبانِ. والعِقالُ: الرِّباط الذي يُعْــقَل به،
وجمعه عُــقُلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَــقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا
أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَــقْلٍ رَفْعٌ.
والعَــقْلُ في العَروض: إِسقاط الياء
(* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل
ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان العــقل اسقاط الخامس المحرك وهو
اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير
مَفاعِلُنْ؛ وبيته:
مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ،
كأَنَّما رسُومُها سُطور
والعَــقْلُ: الديَة. وعَــقَلَ القَتيلَ يَعْــقِلــه عَــقْلــاً: وَدَاهُ، وعَــقَل
عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو
الفرق
(* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى
عــقلــه وعــقل عنه وعــقل له، فلعل قوله الآتي: وعــقلــت له دم فلان مع شاهده مؤخر
عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري)
بين عَــقَلْــته وعَــقَلْــت عنه وعَــقَلْــتُ له؛ فأَما قوله:
فإِنْ كان عَــقْل، فاعْــقِلــا عن أَخيكما
بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما
فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْــقِلــوا
(* قوله «اعــقلــوا إلخ» كذا في
الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعــقلــات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا
وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.
ويقال: اعْتَــقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَــقْلَ.
وعَــقَلْــت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو
بن مَعْدِيكرِب:
وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه،
إِلى قَوْمِه: لا تَعْــقِلُــوا لَهُمُ دَمِي
والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن
مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَــقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية
المرأَة على النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل
الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل،
ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف
ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ
فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها
في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن
من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن
أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث
فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في
إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا
الثلث كما فعله ابن المسيب. وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود
فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم
بنصفِ العَــقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد
أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية
نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَــقْلٌ
لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْــقِلــونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم
كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَــقْلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم. وفي الحديث:
إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر
فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها
على عاقلــة الأُخرى. وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،
بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلــة يُؤدُّونها في ثلاث سنين
إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلــة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل
الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلــةٍ، وأَصلها
اسم فاعلةٍ من العَــقْل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلــة أَن
يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل
العاقِلــة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ
إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم
يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب
حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَــقْل سواءٌ،
وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلــت
لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَــةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر
ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلــة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن
تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلــة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت
المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والعَــقْل في كلام العرب الدِّيةُ،
سميت عَــقْلــاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت
أَموالَهم، فسميت الدية عَــقْلــاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية
إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْــقِلُــها بالعُــقُل ويُسَلِّمها إِلى
أَوليائه، وأَصل العَــقْل مصدر عَــقَلْــت البعير بالعِقال أَعْــقِلــه عَــقْلــاً، وهو
حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان
أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم
وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ
المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه
وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة
مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين
جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها
ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ
عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا
الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه
العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلــةُ. ابن
السكيت: يقال عَــقَلْــت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَــقَلْــت
المقتولَ أَعْــقِلــه عَــقْلــاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل
فتُعْــقَل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَــقَلْــت
المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَــقَلْــت فلاناً
إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَــقَلْــت عن فلان إِذا لَزِمَتْه
جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه. وفي الحديث: لا تَعــقِل العاقِلــةُ عمداً ولا
عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال
الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلــةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من
الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم
عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلــة؛ وروي:
لا تَعْــقِل العاقِلــةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما
العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلــة مَوْلاه شيء من جناية
عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني
حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلــة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله
خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى
على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْــقِل العاقِلــةُ على عبد، ولم يكن لا
تَعْــقِل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في
ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَــقَلْــتُه وعَــقَلْــتُ عنه حتى
فَهَّمْته، قال: ولا يَعْــقِلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في
القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها
شيئاً. وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ
مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل
البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛
معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْــقِلــون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن
أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلــةُ لا تَحْمِل السِّنَّ
والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْــقِل
بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني. وتَعاقَل القومُ دَمَ
فلان: عَــقَلُــوه بينهم.
والمَعْــقُلــة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْــقُلــة أَي
بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه. ودَمُه مَعْــقُلــةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه
من أَموالهم. وبَنُو فلان على مَعاقِلِــهم الأُولى من الدية أَي على حال
الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في
الجاهلية، وعلى مَعاقِلــهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك،
واحدتها مَعْــقُلــة. وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون
من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُــون بينهم مَعاقِلَــهم الأُولى أَي
يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من
العَــقْل. والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَعْــقُلــة. والمَعاقِل: حيث تُعْــقَل الإِبِل.
ومَعاقِل الإِبل: حيث تُعْــقَل فيها. وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وهو الرجل
لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل. ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ
وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن
الصَّعِق:
أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي
عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
(* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).
واعْتَــقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه. وفي حديث أُمِّ زَرْع:
واعْتَــقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه
ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه. واعْتَــقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه
وفخذه فَحَلبها. وفي حديث عمر: من اعْتَــقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع
أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر. ويقال: اعْتَــقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى
رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة:
أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ،
إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها
أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. ويقال: تَعَــقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى
اعْتَــقَلــها؛ ومنه قول النابغة
(* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا
أنشده الازهري، والذي في شعره:
فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره:
يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) :
مُتَعَــقِّلــينَ قَوادِمَ الأَكْوار
قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَعَــقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى
أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْــقَلــاً، ولو أَناخه لم
يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله
وركب.
والعَــقَلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن
يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو
مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة:
وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ،
سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا
مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ،
مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَــقَلــا
وبعير أَعْــقَلُ وناقة عَــقْلــاء بَيِّنة العَــقَل: وهو التواء في رجل
البعير واتساعٌ، وقد عَــقِلَ.
والعُقَّال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط،
وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ، وفي الصحاح:
العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح:
يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها،
إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال
وداءٌ ذو عُقَّالٍ: لا يُبْرَأُ منه. وذو العُقَّال: فَحْلٌ من خيول
العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم:
لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ
قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ
أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي،
وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي
قال: وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن
الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير:
إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا
من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي العُقَّال
وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا
العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي
به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بري:
والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف. والعَقِيلة من النساء: الكَريمةُ
المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال:
عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه
رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما
وعَقِيلةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه. وفي حديث
عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِيلة، وهي في
الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من
الذوات والمعاني، ومنه عَقائل الكلام. وعَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته
عَقِيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ البحر. قال ابن بري: العَقِيلة
الدُّرَّة في صَدَفتها. وعَقائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري:
العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع العَقائلُ.
وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه. وعَواقيلُ الأَودِية:
دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس
منها. وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ
عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور. وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى
لها.
والعَقَنْــقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَــقَّل بعضُه ببعض، ويُجْمَع
عَقَنْــقَلــاتٍ وعَقاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ
وتعَقُّدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّعْقِيل، فهو عنده ثلاثي. والعَقَنْــقَل
أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال:
إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا،
وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا
والعَقنْــقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقاقِل، قال:
وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْــقَلــاً؛ وعَقنْــقَلُ الضبّ:
قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه. وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْــقَل
الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع
على الهُزْءِ.
والعَــقْلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَــقَلَــتِ المرأَةُ شَعرَها عَــقْلــاً؛
وقال:
أَنَخْنَ القُرونَ فعَــقَّلْــنَها،
كعَــقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا
والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يقال لها: العاقِلــة. والعَــقْل:
ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر
يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة:
عَــقْلــاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه،
كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ
ويقال: هما ضربان من البُرود. وعَــقَلَ الرجلَ يَعْــقِلــه عَــقْلــاً
واعْتَــقَلــه: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله. ولفلان
عُــقْلــةٌ يَعْــقِلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَــقَلَ أَرْجُلَهم، وهو
الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. ويقال أَيضاً: به عُــقْلــةٌ من السِّحر، وقد
عُمِلَت له نُشْرة. والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث
معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على
صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي:
سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً،
فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟
لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا،
عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ
قال ابن الأَثير: نصَب عِقالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. وفي
حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو
مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم
عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو
بكر، رضي الله عنه، بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْــقَل به الفَرِيضة التي
كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل
أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْــقَل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل:
أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ
أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً،
وقيل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان
إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال
الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَــقلِّ لا بالأَكثر، وليس
بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو
مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين،
فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً، فإِذا
جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه
كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر
الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني
حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث
عامله فقال: اعْــقِلْ عنهم عِقالَين، فاقسِمْ فيهم عِقالاً، وأْتِني بالآخر؛
يريد صدقة عامَين. وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين. وعَــقَلَ
المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى
يَعْــقِلــها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْــقِلــها المصدِّق أَي
يَقبِضَها. والعِقالُ: الــقَلــوص الفَتِيَّة. وعَــقَلَ إِليه يَعْــقِلُ عَــقْلــاً
وعُقولاً: لجأَ. وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ
الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْــقِلٌ. وفي الحديث:
ليَعْــقِلَــنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْــقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي
ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس
الجبل. والعَــقْلُ: الملجأُ. والعَــقْلُ: الحِصْن، وجمعه عُقول؛ قال
أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَــقْلــاً،
لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ
وهو المَعْــقِلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في
الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال:
ولم أَسمع العَــقْلَ بمعنى المَعْــقِل لغير الليث. وفلان مَعْــقِلٌ لقومه أَي
مَلجأ على المثل؛ قال الكميت:
لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ
إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْــقِلُ
وعَــقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْــقِلُ عُقولاً، وبه
سُمِّي الوعل عاقِلــاً على حَدِّ التسمية بالصفة. وعَــقَل الظَّبْيُ يَعْــقِلُ
عَــقلــاً وعُقولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَعْــقِل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي
الرجُل. ومَعْــقِلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من
مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَعْــقِلــيّ. وأَما
مَعْــقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع. وعَــقَلَ الظِّلُّ
يَعْــقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة. وأَعْــقَلَ القومُ: عَــقَلَ بهم الظِّلُّ
أَي لَجأَ وقَلَــص عند انتصاف النهار. وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ
منه؛ أَنشد ثعلب:
نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب،
كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها
ولم يذكر لها واحداً.
وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُعَــقِّل الكَرْمُ؛ يُعَــقَّلُ
الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب
طَعْمُه.
وعُقَّال الكَلإِ
(* قوله «وعقال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه
شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَــقَلــات يَبْقَيْنَ بعد
انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.
وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ
للضرورة فقال:
يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَــينِ أَيامِناً،
وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا
قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله:
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه،
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُــه؟
وعُقَيْلٌ، مصغر: قبيلة. ومَعْــقُلــةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ
الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا
كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَعْــقُلــة لأَنها
تُمْسِك الماء كما يَعْــقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة:
حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْــقُلِــيّةٍ
تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر
قال الجوهري: وقولهم ما أَعْــقِلُــه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ،
وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء
كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة
الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛
وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا
الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ
أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه
(* قوله
«ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله
من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.
قلــب: الــقَلْــبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.
قَلَــبه يَــقْلِـــبُه قَلْــباً، وأَــقْلَــبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة. وقد انْــقَلَــب، وقَلَــبَ الشيءَ، وقَلَّــبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ.
وتَــقَلَّــبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَــقَلَّــبُ على الرَّمْضاءِ. وقَلَــبْتُ الشيءَ فانْــقَلَــبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّــبْتُه بيدي تَــقْلِـــيباً، وكلام مَــقْلــوبٌ، وقد قَلَــبْتُه فانْــقَلَــب، وقَلَّــبْتُه فَتَــقَلَّــب.والــقَلْــبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَــقْلِـــبُه عن وَجْهه الذي يُريده.
وقَلَّــبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.
وفي التنزيل العزيز: وقَلَّــبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم.
وتَــقَلَّــبَ في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ. وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَــقَلُّــبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ
سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.
ورجل قُلَّــبٌ: يَتَــقَلَّــبُ كيف شاءَ.
وتَــقَلَّــبَ ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحَوَّل.
وقولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّــبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَــقْلــيبِ الأُمور.
والــقُلَّــبُ الـحُوَّلُ: الذي يُــقَلِّــبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها. وروي عن
مُعاوية، لما احْتُضِرَ: أَنه كان يُــقَلَّــبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال: إِنكم لتُــقَلِّــبُونَ حُوَّلاً قُلَّــباً، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ؛ وفي النهاية: إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّــبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّــقَلُّــبِ.
وقوله تعالى: تَتَــقَلَّــبُ فيه الــقُلُــوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج: معناه
تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ. قال: ومعناه أَن من كانَ قَلْــبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلــبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بــقلــبه،
وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَــقَلُّــبُ الــقُلُــوب والأَبصار.
ويقال: قَلَــبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد:
قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ
وقَلَــب الخُبْزَ ونحوَه يَــقْلِـــبه قَلْــباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَــقْلَــبها: لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة.
وأَــقْلَــبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُــقْلَــبَ. وأَــقْلَــبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. والــقَلَــبُ، بالتحريك: انْــقِلــابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح: انْــقِلــابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا. وشَفَة قَلْــباءُ: بَيِّنَةُ الــقَلَــب، ورجل أَــقْلَــبُ.
وفي المثل: اقْلِــبـي قَلــابِ؛ يُضْرَب للرجل يَــقْلِــبُ لسانَه، فيَضَعُه
حيث شاءَ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ
اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال: ما تقول ياجرير؟
وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر: اقْلِــبْ قَلــاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير: هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَــقْلِـــبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد: اقْلِــبْ يا قَلــاَّبُ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام.
وقَلَــبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب.
وقَلَــبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَــقْلِـــبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَــقْلَــبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال: إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو: قَلَــبْتُه، بغير أَلف. وفي حديث أَبي
هريرة: أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان: اقْلِــبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى
منازلهم.
والانْــقِلــابُ إِلى اللّه، عز وجل: المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَــبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب. وحكى اللحياني: أَــقْلَــبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ: أَــقْلَــبَكُم اللّهُ مَــقْلَــب أَوليائه، ومُــقْلَــبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف.
والـمُنْــقَلَــبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل الـمُنْصَرَف.
والـمُنْــقَلَــبُ: مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة. وفي حديث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْــقَلَــب أَي الانْــقِلــابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى
الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه.
والانْــقِلــابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ، حين وُلِدَ: فاقْلِـــبُوه، فقالوا: أَــقْلَــبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَــبْناه أَي رَدَدْناه. وقَلَــبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ: أَــقْلَــبه، قال: وهي مَرْغُوبٌ عنها.
وقَلَــبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَــقْلَــبه. وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَــبْتُ.
وما بالعليل قَلَــبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال
الفراءُ: هو مأْخوذ من الــقُلــابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها،
فيَــقْلِـــبُها إِلى فوق؛ قال النمر:
أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه، * وقد بَرِئْتُ، فما بالــقلــبِ من قَلَــبَهْ
أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي:
معناه ليست به علة، يُــقَلَّــبُ لها فيُنْظَرُ إِليه.
تقول: ما بالبعير قَلَــبة أَي ليس به داءٌ يُــقْلَــبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي: معناه ما به شيءٌ يُــقْلِــقُه، فَيَتَــقَلَّــبُ من أَجْلِه على فراشه. الليث: ما به قَلَــبة أَي لا داءَ ولا غائلة. وفي الحديث: فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَــبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ: معناه ما بهِ علة
يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِــبَ الرجلُ إِذا أَصابه
وَجَعٌ في قلــبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُــقْلَــبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ
يصف فرساً:
ولم يُــقَلِّــبْ أَرْضَها البَيْطارُ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ
أَي لم يَــقْلِــبْ قَوائمَها من عِلَّة بها.
وما بالمريضِ قَلَــبَة أَي علة يُــقَلَّــبُ منها.
والــقَلْــبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: الــقَلْــبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَــقْلُــبٌ وقُلــوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْــبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْــبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالــقَلْــبِ عن العَــقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْــبٌ؛ أَي عَــقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْــبٌ، وما قَلْــبُك معك؛ تقول: ما عَــقْلُــكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْــبُك؟ أَي أَين ذهب عَــقْلُــكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْــبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلــوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ الــقلــوبَ بالرِّقة،
والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ الــقَلْــبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلــبِه، وسُوَيْداءَ قلــبه؛ وأَنشد بعضهم:
لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْــبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ
وقيل: الــقُلُــوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما،
لاختلاف اللفظين تأْكيداً. وقال بعضهم: سُمِّي الــقَلْــبُ قَلْــباً لتَــقَلُّــبِه؛ وأَنشد:
ما سُمِّيَ الــقَلْــبُ إِلاَّ مِنْ تَــقَلُّــبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا
وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُــقَلِّــب
الــقُلُــوب! وقال اللّه تعالى: ونُــقَلِّــبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم.
قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ الــقَلْــبِ كُلها،
شَحْمَها وحِجابَها: قَلْــباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛
قال: ولا أُنْكِر أَن يكون الــقَلْــبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.
وقَلَــبه يَــقْلِـــبُه ويَــقْلُــبه، الضم عن اللحياني وحدَه: أَصابَ قَلْــبَه، فهو مَــقْلُــوب، وقُلِــبَ قَلْــباً: شَكا قَلْــبه.
والــقُلــابُ: داءٌ يأْخذ في الــقَلْــبِ، عن اللحياني. والــقُلــابُ: داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْــبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال: بعير مَــقْلُــوبٌ،
وناقة مَــقْلــوبة. قال كراع: وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ
العِضْو إِلا الــقُلــاب من الــقَلْــب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من
النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي.
وقد قُلِــبَ قِلــاباً؛ وقيل: قُلِــبَ البعير قِلــاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات. وأَــقْلَــبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم الــقُلــابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَــقْلُــوب، وقد قُلِــبَ قِلــاباً.
وقَلْــبُ النخلةِ وقُلْــبُها وقِلْــبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات: قَلْــبٌ وقُلْــبٌ وقِلْــبٌ. وقال أَبو حنيفة مَرَّة: الــقُلْــبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْــبة، بضم القاف، وسكون
اللام، والجمع أَــقْلــابٌ وقُلُــوبٌ وقِلَــبةٌ.
وقَلَــبَ النخلة: نَزَع قُلْــبَها. وقُلُــوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها. وفي الحديث: أَن يحيـى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُــوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْــبٌ، بالضم، للفَرْق. وقَلْــبُ النخلة: جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْــبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْــباً لبياضه.
شمر: يقال قَلْــبٌ وقُلْــبٌ لــقَلْــبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَــبةً. التهذيب:
الــقُلْــبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ الــقَلْــب. والــقَلْــبُ: هو
الجُمَّارُ، وقَلْــبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول: جئْتُك
بهذا الأَمرِ قَلْــباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ. وفي الحديث: إِن لكلِّ
شيءٍ قَلْــباً، وقلــبُ القرآن يس.
وقَلْــبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان.
وقولهم: هو عربيّ قَلْــبٌ، وعربية قَلْــبة وقَلْــبٌ أَي خالص، تقول منه: رجل قَلْــبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة:
قَلْــبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ
ورجل قَلْــبٌ وقُلْــبٌ: مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْــبٌ وقَلْــبةٌ؛ قال سيبويه: وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْــبٌ وقَلْــباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ. وفي الحديث: كان عليٌّ قُرَشياً قَلْــباً أَي خالصاً من صميم قريش. وقيل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى: لَذِكْرى لمن كان له قَلْــبٌ.
والــقُلْــبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْــداً واحداً، ويقولون: سِوارٌ قُلْــبٌ؛ وقيل: سِوارُ المرأَة. والــقُلْــبُ: الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالــقُلْــب مِنَ الأَسْورة. وفي حديث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ
والحسين، عليهم السلام، بــقُلْــبَيْن من فضة؛ الــقُلْــبُ: السوار. ومنه الحديث: أَنه رأَى في يد عائشة قُلْــبَيْن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى: ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت: الــقُلْــبُ، والفَتَخَةُ.
والـمِــقْلَــبُ: الحديدةُ التي تُــقْلَــبُ بها الأَرضُ للزراعة. وقَلَــبْتُ
الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَــقْلِـــبُه قَلْــباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه.
والــقُلَــيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن
اللحياني.
والــقِلِّــيبُ، والــقَلُّــوبُ، والــقِلَّــوْبُ، والــقَلُــوبُ،
والــقِلــابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم:
أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ، * أَكِـيلَةِ قِلَّــوْبٍ ببعض الـمَذانبِ
والــقَلِـــيبُ: البئرُ ما كانت. والــقلــيبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا
طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع الــقُلُــبُ. وقيل: هي البئر العاديَّةُ
القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري،
تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل: هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ.
ابن شميل: الــقَلِـــيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير
مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ. وقال شمر: الــقَلِـــيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَلــيباً لأَنه قُلِــبَ تُرابُها. وقال ابن
الأَعرابي: الــقَلِـــيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَــقْلِـــبةٌ؛ قال
عنترة يصف جُعَلاً:
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً، * هَدُوجاً بينَ أَــقْلِـــبةٍ مِلاحِ
وفي الحديث: أَنه وقَفَ على قَلِـــيبِ بَدْرٍ. الــقَلِـــيبُ: البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير: قُلُــبٌ؛ قال كثير:
وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ، * بها قُلُــبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ
والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ. والعاديَّة: القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال:
عن قُلُــبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ
وقيل: الجمع قُلُــبٌ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ، وأَــقْلِـــبةٌ وقُلُــبٌ جميعاً،
في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِـــبَتْ تُــقْلَــبُ.
(يتبع...)
(تابع... 1): قلــب: الــقَلْــبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.... ...
وقَلَــبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابي: الــقُلْــبةُ الـحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه: قَلَــبَتِ البُسْرةُ تَــقْلِــبُ إِذا احْمَرَّتْ.
وقال أَبو حنيفة: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ. وشاة
قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها. وفي الحديث: أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين. تفسيره في الحديث: أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْــقَلَــب. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور: فمنها مغموس في قالِـَبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه.
أَبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ
الـمَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. وفي الحديث: كان نساءُ
بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب
كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح. وقيل: انه مُعَرَّب. وفي حديث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما.
والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِـيل.
وبنو الــقلَــيْب: بطن من تميم، وهو الــقُلَــيْبُ بنُ عمرو ابن تميم.
وأَبو قِلــابةَ: رجلٌ من المحدّثين.
قلــف: الــقُلْــفَة، بالضم: الغُرلة؛ أَنشد أَبو الغوث:
كأَنَّما حثْرِمةُ بنِ غابِنِ
قُلْــفَةُ طِفْلٍ، تَحتَ مُوسى خاتنِ
ابن سيده: الــقُلْــفة والــقَلَــفة جلدة الذكر التي أُلبِسَتها الحشَفة، وهي
التي انقطع من ذكر الصبي. ورجل أَــقلَــف بيِّن الــقلَــف: لم يُختَن. والــقلَــف:
مصدر الأَــقْلَــف، وقد قَلِــف قَلَــفاً. والــقَلْــفُ، بالجزم: قطع الــقُلــفة
واقتلاع الظُّفر من أَصلها؛ وأَنشد:
يَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِه
الجوهري: وقَلَــفها الخاتن قلْــفاً قطَعها، قال: وتزعم العرب أَن الغلام
إذا ولد في القمْراء فَسحَت قُلــفَته فصار كالمختون؛ قال امرؤ القيس وقد
كان دخل مع قيصر الحمّام فرآه أَــقلــف:
إني حَلَفْتُ يَميناً غيرَ كاذبة:
لأَنت أَــقْلَــفُ، إلا ما جَنَى القَمَرُ
إذا طَعَنْت به، مالَتْ عِمامَتُه،
كما تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ
والــقَلَــفَةُ، بالتحريك، من الأَــقلــف كالقَطَعَةِ من الأَقطع، وقلَــفَ
الشجرة: نزَع عنها لِحاءها؛ قال ابن بري: شاهده قول الفرزدق:
قلَــفْت الحَصَى عنه الذي فوقَ ظَهْره
بأَحْلامِ جُهَّالٍ، إذا ما تَغَضَّفُوا
وقلَــف الدَّنَّ يَــقْلِــفُه قَلــفْاً، فهو مَــقْلــوف وقَلــيف: نزع عنه الطين.
ابن بري: الــقَلــيف دَنُّ الخمر الذي قُشر عنه طينه؛ وأَنشد:
ولا يُرى في بيته الــقَلــيفُ
وقلَــفَ الشرابُ: أَزْبد. وسُمِع أَحمد بن صالح يقول في حديث يونس عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب: إنه كان يشرب العصير ما لم يَــقْلِــفْ، قال: ما
لم يُزْبِدْ. قال الأَزهري: أَحمد بن صالح صاحب لغة إمام في العربية.
والــقِلْــفُ والــقُلــافة: القِشْر. والــقِلْــف: قِشر الرُّمان. وقلَــف الشيءَ
قلْــفاً: كــقَلَــبه قلْــباً؛ عن كراع. والــقُلْــفتانِ: طرَفا الشاربين مما يلي
الصِّماغين. وشفة قلِــفة: فيها غِلَظ. وسيف أَــقْلَــفُ: له حدّ واحد وقد
حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه. وعام أَــقْلــف: مُخْصب كثير الخير. وعيش أَــقلــف: ناعم
رَغَد. وقلَــفَ السفينة: خرز أَلواحها بالليف وجعل في خَلَلِها القارَ.
والــقَلِــيفُ:جِلال التمر، واحدتها قَلــيفة؛ عن أَبي حنيفة، وقال كراع:
الــقَلــيف الجُلَّةُ العظيمة. النضر: الــقِلْــف الجِلال المملوءة تمراً، كلُّ
جلة منها قِلْــفة، وهي المَــقْلــوفة أَيضاً. وثلاث مَــقْلــوفات: كل جُلَّة
مَــقْلــوفة، وهي الجلال البحرانية.
واقْتَلَفْت من فلان أَربع قِلْــفات وأَربع مَــقْلــوفات: وهو أَن تأْتي
الجُلَّةَ عند الرجل فتأْخذها بقولها منه ولا تَكِيلها؛ وأَنشد ابن بري:
لا يأْكلُ البَــقْلَ ولا يَرِيفُ،
ولا يُرَى في بيتِه الــقلــيفُ
ابن بري: والــقَلِــيف التمر البحري يتَــقَلّــف عنه قشره، قال: والــقَلــيف ما
يُــقْلَــف من الخبز أَي يقشر. قال: والــقلــيف أَيضاً يابس الفاكهة. والــقَلِــيف:
الذكر الذي قطعت قُلْــفته.
والــقِلْــفة، بالكسر: ضرب من النبات أَخضر له ثمرة صغيرة والمال حريص
عليها، يعني بالمال الإبل.
والــقِلَّــف: لغة في القِنَّفِ. قال أَبو مالك: الــقِلَّــف والقِنَّف واحد
وهو الغِرْيَنُ واليَفَنُ إذا يبس، ويقال له غِرْيَنٌ إذا كان رَطْباً
ونحو ذلك؛ قال الفراء: ومثله حِمَّص وقِنَّب. ورجل خِنَّبٌ: طويل؛ قال ابن
بري: الــقِلَّــف يابس طين الغِرْيَن.
قلــع: الــقلــعُ: انْتِزاعُ الشيء من أَصله، قَلَــعَه يَــقْلَــعه قَلْــعاً
وقَلَّــعَه واقْتَلَعَه وانْــقَلَــعَ واقْتَلَعَ وتَــقَلَّــعَ. قال سيبويه:
قَلَــعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه من موضعه، واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه.
والــقُلــاعُ والــقُلــاعةُ والــقُلــاَّعة، بالتشديد والتخفيف: قِشْرُ الأَرض
الذي يرتفع عن الكَمْأَةِ فيدل عليها وهي الــقِلْــفَعةُ والــقِلْــفِعةُ.
والــقُلــاعُ أَيضاً: الطين الذي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عنه الماءُ، فكل قِطْعةٍ
منه قُلــاعةٌ. والــقُلــاعُ أَيضاً: الطين اليابس، واحدته قُلــاعةٌ.
والــقُلــاعةُ: المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الحجر يُقْتَلَعُ من الأَرض ويُرْمَى به.
ورُمِيَ بــقُلــاعةٍ أَي بجُجَّةٍ تُسْكِتُه، وهو على المَثَلِ.
والــقُلــاَّعُ: الحِجارةُ. والــقُلــاَّعُ: صُخُورٌ عِظامٌ مُتَــقَلِّــعَةٌ،
واحدته قُلــاَّعَةٌ، والحجارة الضَّخْمةُ هي الــقَلَــعُ أَيضاً. والــقُلــاعةُ:
صخرة عظيمة وسط فضاء سهل. والــقَلَــعَةُ: صخرةٌ عظيمة تَنْــقَلِــعُ عن الجبل
صَعْبةُ المُرْتَقَى، قال الأَزهري: تُهالُ إِذا رأَيتَها ذاهِبةً في
السماء، وربما كانت كالمسجد الجامع ومثل الدار ومثل البيت، منفردة صعبة لا
تُرْتَقَى.
والــقَلْــعَةُ: الحِصْنُ الممتنع في جبل، وجمعها قِلــاعٌ وقَلَــعٌ وقِلَــعٌ.
قال ابن بري: غير الجوهري يقول الــقَلَــعَةُ، بفتح اللام، الحصن في الجبل،
وجمعه قِلــاعٌ وقَلَــعٌ وقِلَــعٌ. وأَــقْلَــعُوا بهذه البلاد إِــقْلــاعاً: بنوها
فَجَعَلُوها كالــقَلَــعةِ، وقيل: الــقَلْــعَةُ، بسكون اللام، حِصْنٌ مُشْرِف،
وجمعه قُلُــوعٌ. والــقَلْــعة، بسكون اللام: النخلة التي تُجْتَثُّ من أَصلها
قَلْــعاً أَو قَطعاً؛ عن أَبي حنيفة.
وقُلِــعَ الوالي قَلْــعاً وقُلْــعةً فانْــقَلَــعَ: عُزِلَ. والمَــقْلُــوعُ:
الأَميرُ المَعْزُولُ. والدنيا دار قُلْــعَةٍ أَي انْــقِلــاعٍ. ومنزلنا منزل
قُلْــعَةٍ، بالضم، أَي لا نملكه. ومجلس قُلْــعَةٍ إِذا كان صاحبه يحتاج إِلى
أَن يقوم مرة بعد مرة. وهذا منزل قُلْــعةٍ أَي ليس بِمُسْتَوْطَنٍ. ويقال:
هم على قُلْــعةٍ أَي على رِحْلةٍ. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أُحَذِّرُكُم
الدنيا فإِنها منزل قُلْــعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ. والــقُلْــعةُ من
المال: ما لا يَدُومُ. والــقُلْــعَةُ أَيضاً: المالُ العارِيَّةُ. وفي
الحديث: بِئْسَ المالُ الــقُلْــعةُ؛ قال ابن الأَثير: هو العارية لأَنه غير ثابت
في يد المستعير ومُنْــقَلِــعٌ إِلى مالكه. والــقُلْــعةُ أَيضاً: الرجُلُ
الضعيف. وقُلِــعَ الرجل قَلْــعاً، وهو قَلِــعٌ وقِلْــعٌ وقُلْــعَةٌ وقَلــاَّعٌ: لم
يثبت في البَطْشِ ولا على السرْج. والــقِلْــعُ: الذي لا يثبت على الخيل. وفي
حديث جرير قال: يا رسول الله إِني رجل قِلْــعٌ فادْعُ اللهَ لي؛ قال الهروي:
الــقِلْــعُ الذي لا يثبت على السرج، قال: ورواه بعضهم بفتح القاف وكسر اللام
بمعناه، قال: وسَماعِي الــقِلْــعُ. والــقَلَــعُ: مصدر قولك قَلِــعَ القَدَمُ،
بالكسر، إِذا كانت قدمه لا تثبت عند الصِّراعِ، فهو قَلِــعٌ. والــقِلْــعُ
والــقَلِــعُ: الرجل البَلِيدُ الذي لا يفهم. وشيخ قَلِــعٌ: يَتَــقَلَّــعُ إِذا
قام؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا
إِيَّايَ، لَمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِــعا
وتَــقَلَّــعَ في مَشْيَتِه: مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ. وفي الحديث في صفته، صلى
الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا مشى تَــقَلَّــعَ. وفي حديث ابن أَبي هالة:
إِذا زالَ زالَ قَلْــعاً، والمعنى واحد، قيل: أَراد قوّة مشيه وأَنه كان
يرفع رجليه من الأَرض إِذا مشى رَفْعاً بائناً بقوّة، لا كمن يَمْشِي
اخْتِيالاً وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذلك من مَشْي النساء ويُوصَفْنَ
به، وأَما إِذا زال قلــعاً فيروى بالفتح والضم، فبالفتح هو مصدر بمعنى
الفاعل أَي يزول قالعاً لرجله من الأَرض، وهو بالضم إِما مصدر أَو اسم وهو
بمعنى الفتح، وحكى ابن الأَثير عن الهروي قال: قرأَت هذا الحرف غريب
الحديث لابن الأَنباري قَلِــعاً بفتح القاف وكسر اللام، قال: وكذلك قرأَته بخط
الأَزهري وهو كما جاء، وقال الأزهريّ: يقال هو كقوله كأَنما يَنْحَطُّ في
صَبَبٍ، وقال ابن الأَثير: الانْحِدارُ من الصَّبَبِ، والتَّــقَلُّــعُ من
الأَرض قريب بعضه من بعض، أَراد أَنه كان يستعمل التَّثَبُّت ولا يَبِينُ
منه في هذه الحال اسْتعجال ومُبادرة شديدة.
والــقُلــاعُ والخُراعُ واحد: وهو أَن يكون البعير صحيحاً فَيَقَعَ ميتاً.
ويقال: انْــقَلَــعَ وانْخَرَع. والــقَلْــعُ والــقِلْــعُ: الكِنْفُ يكونُ فيه
الأَدَواتُ، وفي المحكم: يكون فيه زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه. وفي
حديث سعدٍ قال: لَمّا نُودِيَ: لِيَخْرُجْ مَنْ في المسجد إِلاَّ آلَ
رسولِ الله وآلَ عليّ، خرجنا من المسجد نَجُرُّ قِلــاعَنا أَي كنفنا
(* قوله«
أي كنفنا» كذا بالأصل، والذي في النهاية: أي خرجنا ننــقل أمتعتنا)
وأمتعتنا، واحدها قَلْــعٌ، بالفتح، وهو الكِنْفُ يكون فيه زادُ الراعي ومتاعُه؛
قال أَبو محمد الفقعسي:
يا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي،
وهْو على ظَهْرِ البَعِيرِ الأَوْرَقِ،
وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ
ثم اتَّقَى، وأَيَّ عَصْرٍ يَتَّقِي
بعُلْبَةٍ وقَلْــعهِ المُعَلَّقِ؟
أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي، وجمعه قِلَــعةٌ وقِلــاعٌ. وفي المثل: شَحْمَتي في
قَلْــعي؛ يضرب مثلاً لمن حَصَّلَ ما يريد. وقيل للذئب: ما تقول في غنم
فيها غُلَيِّمٌ فقال: شَعْراء في إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه، قيل: فما
تقول في غنم فيها جُوَيْرِيةٌ فقال: شَحْمَتي في قَلْــعي؛ الشَّعْراءُ:
ذُبابٌ يَلْسَعُ، وحُظَيّاتُه: سِهامُه، تصغير حَظَواتٍ.
والــقَلَــعُ: قِطَعٌ من السَّحاب كأَنها الجبالُ، واحدتها قَلَــعةٌ؛ قال
ابن أَحمر:
تَفَقَّأَ فَوْقَه الــقَلَــعُ السَّواري،
وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا
وقيل: الــقَلَــعةُ من السّحابِ التي تأْخذ جانب السماء، وقيل: هي السحابة
الضَّخْمةُ، والجمع من كل ذلك قَلَــعٌ.
والــقَلُــوعُ: الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ ولا يُوصَفُ به الجمل، وهي
الدَّلُوحُ أَيضاً.
والقَيْلَعُ: المرأَة الضخْمةُ الجافِيةُ. قال الأَزهري: وهذا كله
مأْخوذ من الــقَلَــعةِ، وهي السحابة الضخْمةُ، وكذلك قَلْــعةُ الجبَل
والحجارة.والــقِلْــعُ: شِراعُ السَّفِينةِ، والجمع قِلــاعٌ. وفي حديث علي، كرم الله
وجهه: كأَنه قِلْــعُ دارِيٍّ؛ الــقِلْــعُ، بالكسر: شِراعُ السفينة،
والدّارِيُّ: البَحَّارُ والمَلاَّحُ؛ وقال الأَعشى:
يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ الــقِلــاع،
وقد كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ
وقد يكون الــقِلــاعُ واحداً، وفي التهذيب: الجمع الــقُلُــعُ؛ قال ابن سيده:
وأَرى أَن كراعاً حكى قِلَــعَ السفينةِ على مثال قِمَعٍ. وأَــقْلَــعَ
السفينةَ: عَمِلَ لها قِلــاعاً أَو كساها إِيّاه، وقيل: المُــقْلَــعةُ من السفن
العظيمة تشبه بالــقِلَــعِ من الجبالِ؛ قال يصف السفن:
مَواخِرٌ في سماء اليَمِّ مُــقْلَــعةٌ،
إِذا علوا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا
(* قوله« سماء إلخ» في شرح القاموس: سواء بدل سماء، وقف بدل موج.)
قال الليث: شبهها بالــقَلَــعةِ أُــقْلِــعَتْ جعلت كأَنها قَلَــعةٌ؛ قال
الأَزهري: أَخطأَ الليث التفسير ولم يصب، ومعنى السُّفُنِ المُــقْلَــعةِ التي
مُدَّتْ عليها الــقِلــاعُ،وهي الشِّراعُ والجِلالُ التي تَسُوقُها الريح بها؛
وقال ابن بري: ليس في قوله مُــقْلَــعةٌ ما يدل على السير من جهة اللفظ
إِنما يفهم ذلك من فَحْوى الكلامِ، لأَنه قد أَحاط العلم بأَن السفينة متى
رُفع قِلْــعُها فإِنها سائرة، فهذا شيء حصل من جهة المعنى لا من جهة أَن
اللفظ يقتضي ذلك، وكذلك إِذا قلــت أَــقْلَــعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تريد أَنهم
ساوا من موضع متوجهين إِلى آخر، وإِنما الأَصل فيه أَــقْلَــعُوا سفنهم أَي
رفعوا قِلــاعَها، وقد عُلِمَ أَنهم متى رفعوا قِلــاعَ سفنهم فإِنهم سائرون
من ذلك الموضع متوجهون إِلى غيره، وإِلا فليس يوجد في اللغة أَنه يقال
أَــقْلَــعَ الرجل إِذا سار، وإِنما يقال أَــقلــع عن الشيء إِذا كَفَّ عنه. وفي
حديث مجاهد في قوله تعالى: وله الجَواري المُنْشَآتُ في البحر كالأَعْلامِ، هو
ما رُفِعَ قِلْــعُه، والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ، وسُفُنٌ
مُــقْلَــعاتٌ. قال ابن بري: يقال أَــقْلَــعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْــعَها عند
المسير، ولا يقال أَــقْلَــعَتِ السفينةُ لأَن الفعل ليس لها وإِنما هو
لصاحبها.وقَوْسٌ قَلُــوعٌ: تَنْفَلِتُ في النَّزْعِ فَتَنْــقَلِــبُ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
لا كَزّةُ السَّهْمِ ولا قَلُــوعُ،
يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ
وفي التهذيب: الــقَلُــوعُ القَوْسُ التي إِذا نُزِعَ فيها انْــقَلَــبَتْ.
قال أَبو سعيد: الأَغراض التي تُرْمى أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ، وهو
الذي يَقْرُب من الأَرض فلا يحتاجُ الرَّامي أَنْ يَمُدّ به اليدَ مَدًّا
شديداً، ثم غَرَضُ الفُقْرةِ.
والإِــقْلــاعُ عن الأَمر: الكَفُّ عنه. يقال: أَــقْلَــعَ فلان عما كان عليه
أَي كفَّ عنه. وفي حديث المَزادَتَيْن: لقد أَــقْلَــعَ عنها أَي كَفَّ
وتَرَكَ. وأَــقْلَــع الشيءُ: انْجَلَى، وأَــقْلَــعَ السحابُ كذلك. وفي التنزيل: ويا
سَماءُ أَــقْلِــعي؛ أَي أَمْسِكي عن المطر؛ وقال خالد بن زهير:
فأَقْصِرْ، ولم تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة،
يُنَفِّرُ شاءَ المُــقْلَــعِينَ خَواتُها
قيل: عنى بالمُــقْلَــعِينَ الذين لم تُصِبْهُم السحابةُ، كذلك فسّره
السُّكَّرِيُّ، وأَــقْلَــعَتْ عنه الحُمَّى كذلك، والــقَلَــعُ حِينُ إِــقْلــاعِها.
يقال: تركت فلاناً في قَلَــعٍ وقَلْــعٍ من حُمّاه، يسكن ويحرك، أَي في
إِــقْلــاعٍ من حُمّاه. الأَصمعي: الــقَلَــعُ الوقتُ الذي تُــقْلِــعُ فيه الحُمَّى،
والــقُلُــوعُ اسم من الــقُلــاع؛ ومنه قول الشاعر:
كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه
بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ الــقُلُــوعِ
والــقِلْــعةُ: الشِّقَّةُ، وجَمْعُها قِلَــعٌ.
والقالِعُ: دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بها، وهو اسم؛ قال
أَبو عبيد: دائرة القالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ وهي تُكره ولا
تستحب. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ قَلــاَّعٌ ولا دَيْبوبٌ؛ الــقَلــاَّعُ:
الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ في حقِّ الناسِ، والــقَلــاَّعُ القَوَّادُ،
والــقَلــاَّعُ النبَّاشُ، والــقَلــاّعُ الكذَّابُ. ابن الأَعرابي: الــقَلــاَّعُ الذي
يقع في الناس عند الأُمَراء، سمي قَلــاَّعاً لأَنه يأْتي الرجلَ المتمكن
عند الأَمير، فلا يزال يشِي به حتى يَــقْلَــعَه ويُزِيلَه عن مرتبته كما
يُــقْلَــعُ النباتُ من الأَرض ونحوُه؛ ومنه حديث الحجاج: قال لأَنس، رضي الله
عنه: لأَــقْلَــعَنَّكَ قَلْــعَ الصَّمْغةِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما
يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها من الشجرة. والدَّيْبوبُ: النَّمَّامُ
القَتَّابُ.
والــقُلــاعُ، بالتخفيف: من أَدْواءِ الفم والحلْقِ معروف، وقيل: هو داءٌ
يصيب الصبيان في أَفْواهِهم. وبعير مَــقْلُــوعٌ إِذا كان بين يديك قائماً
فسقط ميتاً،وهو الــقُلــاعُ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد انْــقَلَــع.
والقَوْلَعُ: طائرٌ أَحمر الرجلين كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مصبوغ، ومنها ما
يكون أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وهو يُوَطْوِطُ؛ حكاه كراع في
باب فَوْعَلَ.
والــقَلْــعَةُ وقَلَــعةُ والــقُلَــيْعةُ، كلها: مواضعُ. وسيفٌ قَلَــعِيّ:
منسوب إِليه لِعِتْقِه. وفي الحديث: سيوفُنا قَلَــعِيَّةٌ؛ قال ابن الأَثير:
منسوبةٌ إِلى الــقَلَــعةِ، بفتح القاف واللام، وهي موضع بالبادية تنسب السيوفُ
إِليه؛ قال الراجز:
مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ،
مُبارَكٌ بالــقَلَــعيِّ الباتِرِ
والــقَلْــعيُّ: الرَّصاصُ الجَيِّدُ، وقيل: هو الشديد البياض. والــقَلْــعُ:
اسم المَعْدِنِ الذي ينسب إِليه الرصاص الجيد. والــقَلْــعانِ من بني
نُمَيْرٍ: صَلاءَةُ وشُرَيْحٌ ابنا عَمْرو بن خُوَيْلِفةَ بن عبد الله بن الحرث
بن نمير؛ وقال:
رَغِبْنا عن دِماءِ بَني قُرَيْعٍ
إِلى الــقَلْــعَيْنِ، إِنَّهما اللُّبابُ
وقُلْــنا للدَّلِيلِ: أَقِمْ إِليهم،
فلا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ كِلابُ
تَلْغَى: تَنْبَحُ. وقَلــاعٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لبئْسَ ما مارَسْتَ يا قَلــاَّعُ،
جِئْتَ به في صَدْرِه اخْتِضاعُ
ومَرْجُ الــقَلَــعةِ، بالتحريك: موضع بالبادية، وقال الفراءُ: مَرْجُ
الــقلــعة، بالتحريك، القرْبةُ التي دون حُلْوان، ولا يقال الــقَلْــعةُ. ابن
الأعرابي الــقُلــاَّع نبت من الجَنْبةِ، وهو نعم المَرْتَعُ، رطْباً كان أَو
يابساً. والمِــقْلــاعُ: الذي يُرْمَى به الحَجَرُ. والــقَلــاَّع:
الشُّرَطِيُّ.
قلــص: قَلَــصَ الشيءُ يَــقْلِــص قُلــوصاً: تَدانى وانضمّ، وفي الصحاح: ارتفع.
وقَلَــصَ الظلُّ يَــقْلِــصُ عني قُلــوصاً: انقبض وانضمّ وانْزَوَى. وقَلَــص
وقلَّــصَ وتــقلَّــص كله بمعنى انضمّ وانزَوَى؛ قال ابن بري: وقلَــص قلــوصاً
ذهب؛ قال الأَعشى:
وأَجْمَعْتُ منها لِحَجّ قلــوصا
وقال رؤبة:
قَلَّــصْنَ تَــقْلــيص النَّعَامِ الوَخَّادْ
ويقال: قَلَــصَتْ شفته أَي انْزَوَتْ. وقَلَــص ثوبُهُ يَــقْلِــص، وقَلَــص
ثوبُهُ بعد الغَسْل، وشفة قالِصَة وظلٌّ قالص إِذا نَقَص؛ وقوله أَنشده
ثعلب:وعَصَب عن نَسَويْه قالِص
قال: يريد أَنه سمين فقد بان موضعُ النسا وهو عرق يكون في الفخذ.
وقَلَــصَ الماءُ يــقلِــصُ قُلــوصاً، فهو قالِص وقَلِــيص وقَلــاَّص: ارتفع في البئر؛
قال امرؤ القيس:
فأَوْرَدَها من آخرِ الليل مَشْرَباً،
بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِــيص
وقال الراجز:
يا رِيَّهَا من بارِدٍ قَلــاَّصِ،
قد جَمَّ حتى هَمَّ بانْقِياصِ
وأَنشد ابن بري لشاعر:
يَشْربْن ماءً طَيّباً قَلِــيصُهُ،
كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه
وقَلَــصَةُ الماء وقَلْــصَتُه: جَمّته. وبئر قَلــوصٌ: لها قَلَــصَة، والجمع
قَلــائص، وهو قَلَــصَة البئر، وجمعها قَلَــصَات، وهو الماء الذي يَجِمُّ
فيها ويرْتَفع. قال ابن بري: وحكى ابن الأَجدابي عن أَهل اللغة قَلْــصَة،
بالإِسكان، وجمعها قَلَــص مثل حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك.
والــقَلْــص: كثرة الماء وقلــته، وهو من الأَضداد. وقال أَعرابي: أَبَنْت
بَيْنُونة فما وجدت فيها إِلاَّ قَلْــصَةً من الماء أَي قلــيلاً. وقَلَــصَت
البئرُ إِذا ارتفعت إِلى أَعلاها، وقَلَــصَتْ إِذا نَزَحَتْ.
شمر: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ القصير. وفي حديث عائشة، رضوان
اللّه عليها: فــقَلَــصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً أَي ارتفع وذهب.
يقال: قَلَــصَ الدمعُ مخففاً، وإِذا شدد فللمبالغة. وكل شيء ارتفع فذهب، فقد
قَلَّــص تــقلــيصاً؛ وقال:
يوماً تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا،
يَطْلُبُ في الجَنْدَل ظِلاًّ قالِصا
وفي حديث ابن مسعود: أَنه قال للضَّرع اقْلِــصْ فــقَلَــص أَي اجتمع؛ وقول
عبد مناف بن ربع:
فــقَلْــصِي ونَزْلِي قد وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ،
وشَرّي لكم، ما عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ
قَلْــصي: انقباضي. ونَزْلي: استرسالي. يقال للناقة إِذا غارت وارتفع
لبنها: قد أَــقْلَــصَت، وإِذا نزل لبنُها: قد أَنْزَلَتْ. وحَفِيلُه: كثرة
لبنه. وقَلَــص القومُ قُلُــوصاً إِذا اجتمعوا فساروا؛ قال امرؤ القيس:
وقد حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَــقُلُــوص
وقَلَــصَت الشفة تَــقْلِــص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت. وشفة قالِصة وقميص
مُــقَلَّــص، وقَلَّــصْتُ قميصي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قال:
سراج الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ
نَعِيماً وتَــقْلــيصاً بدِرْعِ المَناطِقِ
وتَــقَلَّــص هو: تَشَمَّر. وفي حديث عائشة: أَنها رأَت على سعد درعاً
مُــقَلِّــصة أَي مجتمعة منضمة. يقال: قَلَّــصَت الدرعُ وتَــقَلَّــصَت، وأَكثر ما
يقال فيما يكون إِلى فوق. وفرس مُــقَلِّــص، بكسْر اللام: طويل القوائم منضم
البطن، وقيل: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قال بشر:
يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد
أَقَبُّ مُــقَلِّــصٌ، فيه اقْوِرارُ
وقَلَّــصَت الإِبلُ في سيرها: شَمَّرَتْ. وقلَّــصَت الإِبلُ تَــقْلــيصاً
إِذا استمرت في مضيها؛ وقال أَعرابي:
قَلِّــصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلّْ
يخاطب إِبلاً يَحدُوها. وقَلَّــصَت الناقةُ وأَــقْلَــصَت وهي مِــقْلــاص:
سَمِنت في سَنَامها، وكذلك الجمل؛ قال:
إِذا رآه في السَّنام أَــقْلَــصها
وقيل: هو إِذا سمنت في الصيف. وناقة مِــقْلــاص إِذا كان ذلك السِّمَن
إِنما يكون منها في الصيف، وقيل: أَــقْلَــص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شيئاً
وارتفع؛ والــقَلْــص والــقُلُــوص: أَولُ سِمَنها. الكسائي: إِذا كانت الناقة
تسمَن وتُهْزَلُ في الشتاء فهي مِــقْلــاص أَيضاً. والــقَلُــوص: الفَتِيَّة من
الإِبل بمنزلة الجارية الفَتَاة من النساء، وقيل: هي الثَّنِيَّة، وقيل:
هي ابنة المخاض، وقيل: هي كل أُنثى من الإِبل حين تركب وإِن كانت بنت
لبون أَو حقة إِلى أَن تصير بَكْرة أَو تَبْزُل، زاد التهذيب: سميت قَلُــوصاً
لطول قوائمها ولم تَجْسُم بَعْدُ، وقال العدوي: الــقَلُــوص أَول ما
يُرْكَب من إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فهي ناقة، والقَعُود
أَول ما يركب من ذكور الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فهو جمل، وربما
سموا الناقة الطويلة القوائم قَلُــوصاً، قال: وقد تسمى قَلُــوصاً ساعَةَ
توضَع، والجمع من كل ذلك قَلــائِص وقِلــاص وقُلُــص، وقُلْــصانٌ جمع الجمع،
وحالبها الــقَلــاَّص؛ قال الشاعر:
على قِلــاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا،
يَشْدَخْنَ بالليل الشجاعَ الخابِطا
وفي الحديث: لتُتْرَكَنَّ الــقِلــاصُ فلا يُسْعى عليها أَي لا يَخْرُج ساع
إِلى زكاة لــقلــة حاجة الناس إِلى المال واستغنائهم عنه، وفي حديث ذي
المِشْعار: أَتَوْكَ على قُلُــصٍ نَواجٍ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: على
قُلُــص نَوَاجٍ؛ وأَما ما ورد في حديث مكحول: أَنه سئل عن الــقَلُــوص
أَيُتوضأُ منه؟ فقال: لم يتَغَير الــقَلــوص نهر، قَذِرٌ إِلا أَنه جار. وأَهل دمشق
يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُــوط، بالطاء.
والــقَلُــوص من النعام: الأُنثى الشابة من الرِّئَال مثل قَلُــوص الإِبل.
قال ابن بري: حكى ابن خالويه عن الأَزدي أَن الــقَلُــوص ولد النعام
حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد
(* البيت لعنترة من معلقته.) :
تَأْوي له قُلُــصُ النَّعام، كما أَوَت
حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
والــقَلُــوص: أُنثى الحُبارى، وقيل: هي الحُبارى الصغيرة، وقيل: الــقَلُــوص
أَيضاً فرخ الحُبارى؛ وأَنشد للشماخ:
وقد أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلاً كَأنَّها
قَلُــوص حُبارَى، رِيشُها قد تَمَوَّرا
والعرب تَكْني عن الفَتَيات بالــقُلُــص؛ وكتب رجل من المسلمين إِلى عمر بن
الخطاب، رضي اللّه عنه، من مَغْزىً له في شأْن رجل كان يخالف الغزاة
إِلى المُغِيبَات بهذه الأَبيات:
أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رسولاً
فِدىً لك، من أَخي ثقةٍ، إِزارِي
قَلــائِصَنَا، هداك اللّه، إِنا
شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار
فما قُلُــصٌ وُجِدْنَ مُعَــقَّلــاتٍ،
قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ
يُعَــقِّلُــهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ،
وبئسَ مُعَــقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار
(* ورد في رواية اللسان في مادة
ازر: الخيار بدلاً من الظؤار.)
أراد بالــقلــائص ههنا النساء ونصبها على المفعول بإِضمار فعل أَي تدارَكْ
قلــائصنا، وهي في الأَصل جمع قَلُــوص، وهي الناقة الشابة، وقيل: لا تزال
قلــوصاً حتى تصير بازلاً؛ وقول الأَعشى:
ولقد شَبَّت الحروبُ فما عَمْـ
ـمَرْتَ فيها، إِذ قَلَّــصَتْ عن حيالِ
أَي لم تَدْعُ في الحروب عمراً إِذ قَلَّــصَتْ أَي لَقِحَت بعد أَن كانت
حائلاً تحمل وقد حالت؛ قال الحرث بن عباد:
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي،
لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عن حِيَالِ
وقَلَّــصَتْ وشَالَت واحد أَي لقحت.
وقِلــاص النجم: هي العشرون نجماً التي ساقها الدَبَران في خِطبة الثريا
كما تزعم العرب؛ قال طفيل:
أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فقد أَوفى بذمَّتِهِ،
كما وَفى بــقِلــاصِ النجم حاديها
وقال ذو الرمة:
قِلــاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعْمِّمٌ،
هَجَائِنُ قد كادَتْ عليه تَفَرَّقُ
وقَلَّــص بين الرجلين: خلَّص بينهما في سِباب أَو قتال. وقلَــصَتْ نفسُه
تــقْلِــص قَلْــصاً وقَلِــصَت: غَثَتْ. وقَلَــص الغديرُ: ذهب ماؤه؛ وقول لبيد:
لوِرْد تَــقْلِــصُ الغِيطانُ عَنْهُ،
يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ
يعني تَخلَّف عنه؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي.