قلــا: ابن الأَعرابي: الــقَلــا والــقِلــا والــقَلــاء المَــقْلِــيةُ. غيره:
والــقِلَــى البغض، فإِن فتحت القاف مددت، تقول قَلــاه يَــقْلِــيه قِلًــى وقَلــاء،
ويَــقْلــاه لغة طيء؛ وأَنشد ثعلب:
أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَــقْلــاها،
ولو تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها
فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها،
مَلاحةً وبَهْجةً، زهاها
قال ابن بري: شاهد يَــقْلِــيه قول أَبي محمد الفقعسي:
يَــقْلِــي الغَواني والغَواني تَــقْلــيه
وشاهد الــقَلــاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب:
عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً،
وما لَكِ عِنْدي، إِنْ نَأَيْتِ، قَلــاءُ
ابن سيده: قَلَــيْتُه قِلًــى وقَلــاء ومَــقْلِــيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية
الكَراهة فتركته. وحكى سيبويه: قَلــى يَــقلَــى، وهو نادر، شبهوا الأَلف
بالهمزة، وله نظائر قد حكاها كلها أَو جلها، وحكى ابن جني قَلــاه وقَلِــيَه.
قال: وأُرى يَــقْلَــى إِنما هو على قَلِــيَ، وحكى ابن الأَعرابي قَلَــيْته في
الهجر قِلًــى، مكسور مقصور، وحكى في البُغْض: قَلِــيته، بالكسر، أَــقْلــاه على
القياس، وكذلك رواه عنه ثعلب. وتَــقَلَّــى الشيءُ: تَبَغَّضَ؛ قال ابن
هَرْمةَ:
فأَصْبَحْتُ لا أَــقْلــي الحَياةَ وطُولَها
أَخيراً، وقد كانتْ إَلَيَّ تَــقَلَّــتِ
الجوهري: وتَــقَلّــى أَي تَبَغَّض؛ قال كثير
أَسِيني بنا أو أَحسني، لا مَلُولةٌ
لَدَيْنا، ولا مَــقْلِــيَّةٌ إِن تَــقَلَّــتِ
خاطَبها ثم غايَبَ. وفي التنزيل العزيز: ما وَدَّعَك ربُّك وما قَلَــى؛
قال الفراء: نزلت في احتباس الوحي عن سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم
خمس عشرة ليلة، فقال المشركون: قد وَدَّعَ محمداً ربُّه وقَلــاه التابعُ
الذي يكون معه، فأَنزل الله تعالى: ما وَدَّعك ربك وما قَلَــى؛ يريد وما
قَلــاك، فأُلقيت الكاف كما تقول قد أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ، معناه أَحسنت
إِليك، فيُكْتَفَى بالكاف الأُولى من إِعادة الأُخرى. الزجاج: معناه لم
يَقطع الوحي عنك ولا أَبْغَضَك. وفي حديث أَبي الدرداء: وجَدْتُ الناسَ
اخْبُرْ تَــقْلِــهْ؛ الــقِلَــى: البُغْضُ، يقول: جَرِّب الناس فإِنك إِذا
جرّبتهم قلــيتهم وتركتهم لما يظهر لك من بَواطِن سرائرهم، لفظه لفظ الأَمر
ومعناه الخبر أَي من جرَّبهم وخبرهم أَبغضهم وتركهم، والهاء في تــقلــه للسكت،
ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول، وقد تكرر ذكر الــقِلــى
في الحديث.
وقَلَــى الشيء قَلْــياً: أَنْضَجَه على المِــقْلــاة. يقال: قَلَــيْت اللحم
على المِــقْلَــى أَــقْلِــيه قَلْــياً إِذا شويته حتى تُنْضِجه، وكذلك الحبّ
يُــقْلَــى على المِــقلــى. ابن السكيت: يقال قَلَــوْت البُرَّ والبُسْر، وبعضهم
يقول قَلَــيْت، ولا يكون في البُغْض إِلا قَلَــيْت. الكسائي: قَلَــيْت الحَبّ
على المِــقْلَــى وقَلَــوْته. الجوهري: قَلَــيْت السويق واللحم فهو مَــقْلِــيٌّ،
وقَلَــوْت فهو مَــقْلُــوّ، لغة.
والمِــقْلــاة والمِــقْلَــى: الذي يُــقْلَــى عليه، وهما مِــقْلَــيانِ، والجمع
المَقالي. ويقال للرجل إِذا أَــقْلــقَه أَمر مُهمّ فبات ليله ساهراً: باتَ
يَتَــقَلَّــى أَي يتــقَلَّــب على فراشه كأَنه على المِــقْلــى. والــقَلِــيَّةُ من
الطعام، والجمع قَلــايا، والــقَلِــيَّة: مرَقة تتخذ من لحوم الجَزُور
وأَكْبادِها. والــقَلــاَّء:
الذي حرفته ذلك. والــقَلــاء: الذي يَــقْلــي البُرّ للبيع. والــقَلــاَّءة،
ممدودة: الموضع الذي تتخذ فيه المَقالي، وفي التهذيب: الذي تتخذ فيه مَقالي
البر، ونظيره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذي يطبخ فيه الحُرُضُ.
وقَلَــيْت الرَّجل: ضربت رأْسه.
والــقِلْــيُ والــقِلَــى: حب يشبب به العصفر. وقال أَبو حنيفة: الــقِلْــي يتخذ
من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض، ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك
إِذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس. الليث: يقال لهذا الذي
يُغسل به الثياب قِلْــيٌ، وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش
بالماء فينعقد قِلْــياً. الجوهري: والــقِلْــيُ الذي يتخذ من الأُشْنان، ويقال
فيه الــقِلَــى أَيضاً، ابن سيده: الــقُلــة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل
للحبل كِفَّة فيها عيدان، فإِذا وَطِئ الظبي عليها عَضَّت على أَطراف
أَكارِعِه. والمِــقْلَــى: كالــقُلــةِ. والــقُلــةُ والمِــقْلَــى والمِــقْلــاء، على
مِفْعالٍ، كلهُ: عودانِ يَلعب بهما الصبيان، فالمِــقْلَــى العود الكبير الذي
يضرب به، والــقُلــةُ الخَشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع . قال
الأَزهري: والقالي الذي يَلعب فيَضْرب الــقُلــةَ بالمِــقْلَــى. قال ابن بري: شاهد
المِــقْلــاء قول امرئ القيس:
فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ، عَشِيَّةً،
أَقبُّ، كمِــقْلــاءِ الوَليدِ، خَمِيصُ
والجمع قُلــاتٌ وقُلُــونَ وقِلُــونَ على ما يَكثر في أَوَّل هذا النحو من
التغيير؛ وأَنشد الفراء:
مِثْل المقالي ضُرِبَتْ قِلِــينُها
قال أَبو منصور: جعل النون كالأَصلية فرفعها، وذلك على التوهم، ووجه
الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع. وتقول: قَلَــوْت الــقُلــة أَــقْلُــو قَلْــواً،
وقَلَــيْتُ أَــقْلــي قَلْــياً لغة، وأَصلها قُلَــوٌ، والهاء عوض، وكان الفراء
يقول: إِنما ضم أَوّلها ليدل على الواو، والجمع قُلــاتٌ وقُلُــونَ
وقِلُــون، بكسر القاف. وقَلــا بها قَلْــواً وقَلــاها: رَمى؛ قال ابن مقبل:
كأَنَّ نَزْوُ فِراخِ الهامِ، بَيْنَهُمُ،
نَزْوُ الــقُلــاتِ زَهاها قالُ قالِينا
أَراد قَلْــوُ قالِينا فــقلــب فتغير البناء للــقَلْــب، كما قالوا له جاهٌ عند
السلطان، وهو من الوجه، فــقلــبوا فَعْلاً إِلى فَلْع لأَن الــقلــب مما قد
يغير البناء، فافهم.
وقال الأصمعي: القالُ هو المِــقْلــاء، والقالُون الذين يلعبون بها، يقال
منه قَلَــوْت أَــقْلُــو. وقَلَــوْتُ بالــقُلــة والكُرة: ضربت.
ابن الأَعرابي: الــقُلَّــى القصيرة من الجواري. قال الأَزهري: هذا فُعْلَى
من الأَــقَلّ والــقِلَّــةِ.
وقَلــا الإِبل قَلْــواً: ساقَها سَوْقاً شديداً. وقَلــا العَيْرُ آتُنَهُ
يَــقْلُــوها قَلْــواً: شَلَّها وطَرَدَها وساقَها. التهذيب: يقال قَلــا
العَيرُ عانته يَــقْلُــوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إِذا طَرَدَها؛ قال ذو
الرمة:
يَــقْلُــو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً،
وُرْقَ السَّرابِيلِ، في أَلْوانِها خَطَبُ
والــقِلْــوُ: الحمار الخفيف، وقيل: هو الجحش الفَتيُّ، زاد الأَزهري: الذي
قد أَركَب وحَمَل، والأُنثى قِلْــوة، وكل شديد السوق قِلْــوٌ، وقيل:
الــقِلــو الخفيف من كل شيء، والــقِلــوة الدابة تتقدَّم بصاحبها، وقد قَلَــتْ به
واقْلَــوْلَتْ.
الليث: يقال الدابة تَــقْلُــو بصاحبها قَلْــواً، وهو تَقَدِّيها به في
السير في سرعة. يقال: جاء يَــقْلــو به حماره. وقَلَــت الناقة براكبها قَلْــواً
إِذا تقدمت به. واقْلَــوْلَى القوم: رحلوا، وكذلك الرجل؛ كلاهما عن
اللحياني. واقْلَــولَى في الجبل: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. وكلُّ ما عَلَوت ظهره
فقد اقْلَــوْلَيْتَه، وهذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّية إِلا
اعْرَوْرَى واحْلَوْلى. واقْلَــوْلَى الطائر: وقع على أَعلى الشجرة؛ هذه
عن اللحياني. والــقَلَــوْلَى: الطائر إِذا ارتفع في طيرانه. واقْلــولَى أَي
ارتفع. قال ابن بري: أَنكر المهلبي وغيره قَلَــوْلَى، قال: ولا يقال إِلا
مُــقْلَــوْلٍ في الطائر مثل مُحْلَوْلٍ. وقال أَبو الطيب: أَخطأَ من ردَّ
على الفراء قَلَــوْلَى؛ وأَنشد لحميد بن ثور يصف قطاً:
وَقَعْنَ بِجَوْف الماء، ثم تَصَوَّبَتْ
بِهِنَّ قَلَــوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ
ابن سيده: قال أَبو عبيدة قَلَــوْلَى الطائر جعله علماً أَو كالعلم
فأَخطأَ. والمُــقْلَــوْلِي: المُسْتَوْفِز المُتَجافي. والمُــقْلَــولي:
المُنْكَمِش؛ قال:
قد عَجِبَتْ مِنِّي ومِن بُعَيْلِيا،
لَمَّا رأَتْني خَلَقاً مُــقْلــوْلِيا
وأَنشد ابن بري هنا لذي الرمة:
واقْلَــولَى على عُودِه الجَحْلُ
وفي الحديث: لو رأَيت ابن عُمر ساجداً لرأَيته مُــقْلَــوْلِياً؛ هو
المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ، وقيل: هو مَن يَتَــقَلَّــى على فراشه أَي يَتَمَلمَل
ولا يَسْتَقِرّ، قال أَبو عبيد: وبعض المحدثين كان يفسر مُــقْلَــوْلِياً
كأَنه على مِــقْلًــى، قال: وليس هذا بشيء إِنما هو من التجافي في السجود.
ويقال: اقْلَــولى الرجل في أَمره إِذا انكمش، واقْلَــوْلَتِ الحُمر في سرعتها؛
وأَنشد الأَحمر للفرزدق:
تقُولُ، إِذا اقْلَــوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ:
أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ؟
قال ابن الأَعرابي: هذا كان يزني بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها،
وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت؛ قال ابن بري: أَدخل الباء في خبر المبتدإِ حملاً على
معنى النفي كأَنه قال ما أَخو عيش لذيذ بدائم؛ قال: ومثله قول الآخر:
فاذْهَبْ، فأَيُّ فَتًى، في الناس، أَحْرَزَه
مِنْ يَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ ولا خَبَلُ؟
وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى: أَوَلم يروا أَن الله الذي خلق السموات
والأَرض بقادر؛ ومن هذا قول الفرزدق أَيضاً:
أَنا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم، وإِنَّما
يُدافِعُ عن أَحْسابِهِم أَنا، أَو مِثْلِي
والمعنى ما يُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا؛ وقوله:
سَمِعْنَ غِناءً بعدما نِمْنَ نَوْمةً،
من الليلِ، فاقْلَــوْلَيْنَ فوق المَضاجع
(* قوله« غناء» كذا بالأصل والمحكم، والذي في الاساس غنائي، بياء
المتكلم.)
يجوز أَن يكون معناه خَفَقْنَ لصوته وقَلِــقْنَ فزال عنهن نومهن
واستثقالهن على الأَرض، وبهذا يعلم أَن لام اقْلَــوْ لَيْت واو لا ياء؛ وقال أَبو
عمرو في قول الطرماح:
حَواتم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً،
إِذا اقْلَــوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ
اقْلَــوْلَيْنَ أَي ذَهبن.
ابن الأَعرابي: الــقُلــى رُؤوس الجِبال، والــقُلــى هامات الرجال، والــقُلــى
جمع الــقُلــةِ التي يلعب بها. وقلــا الشيءَ في المِــقْلــى قَلْــواً، وهذه الكلمة
يائية وواوية.
وقَلَــوْت الرجل: شَنِئْتُه لغة في قَلَــيْتُه . والــقِلُْــو: الذي يستعمله
الصباغ في العفصر، وهو يائي أَيضاً لأَن الــقِلْــيَ فيه لغة . ابن
الأَثير في حديث عمر ، رضي الله عنه: لما صالح نصارى أَهل الشأْم كتبوا له
كتاباً إنا لا نُحدِث في مدينتنا كنيسة ولا قَلِــيّة ولا نَخْرج سَعانِينَ
ولا باعُوثاً ؛ الــقَلِــيَّةُ: كالصومعة ، قال: كذا وردت ، واسمها عند
النصارى الــقَلــاَّيةُ ، وهي تَعْريب كَلاذةَ ، وهي من بيوت عباداتهم .
وقالي قَلــا: موضع ؛ قال سيبويه: هو بمنزلة خمسة عشر ؛ قال :
سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعاً
بِقالي قَلــا ، أَو من وَراء دَبيلِ
ومن العرب من يضيف فينوِّن . الجوهري: قالي قَلــا اسمان جعلا واحداً ؛
قال ابن السراج: بني كل واحد منهما على الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة؛ في
الياء والأَلف .