أصل لــعَلَّ: عَلَّ، والَّلامُ الأَولَى زائدةٌ، وهي كِلمةُ رَجاءٍ وطَمَعٍ وشَكّ؛ وفي القرآن بمعنى كَىْ؛ لأنّه لا يجوز الشّكُّ علــى الله عزَّ وجلَّ، وهو مِثْل عَسَى، وتَنصِبُ الاسمَ، وتَرفَعُ الخَبرَ.
لــعل: الجوهري: لَــعَلَّ كلمة شك، وأَصلها عَلَّ، واللام في أَولها زائدة؛
قال مجنون بني عامر:
يقول أُناسٌ: عَلَّ مجنونَ عامِرٍ
يَرُومُ سُلُوّاً قلتُ: إِنِّي لِمَا بيَا
وأَنشد ابن بري لنافع بن سعد الغَنَويّ:
ولَسْتُ بِلَوَّامٍ علــى الأَمْرِ بعدما
يفوتُ، ولكن عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما
ويقال: لَــعَلِّــي أَفــعل ولــعلَّــني أَفــعل بمعنى، وقد تكرر في الحديث ذكر
لَــعَلَّ، وهي كلمة رجاءٍ وطمَع وشك، وقد جاءت في القرآن بمعنى كَيْ. وفي
حديث حاطِب: وما يُدْرِيك لَــعَلَّ الله قد اطَّلَعَ علــى أَهل بَدْرٍ فقال
لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم؟ قال ابن الأَثير: ظن بعضُهم أَن معنى
لــعَلَّ ههنا من جهة الظن والحسبان، قال: وليس كذلك، وإِنما هي بمعنى
عَسَى، وعَسَى ولــعلَّ من الله تحقيق.
لَــعَلَّ: طمع وإشفاق، وذكر بعض المفسّرين أنّ «لَــعَلَّ» من الله واجب، وفسّر في كثير من المواضع ب «كي» ، وقالوا: إنّ الطّمع والإشفاق لا يصحّ علــى الله تعالى، و «لــعلّ» وإن كان طمعا فإن ذلك يقتضي في كلامهم تارة طمع المخاطب، وتارة طمع غيرهما. فقوله تعالى فيما ذكر عن قوم فرعون: لَــعَلَّــنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ [الشعراء/ 40] فذلك طمع منهم، وقوله في فرعون: لَــعَلَّــهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى [طه/ 44] فإطماع لموسى علــيه السلام مع هرون، ومعناه:
فقولا له قولا ليّنا راجيين أن يتذكّر أو يخشى.
وقوله تعالى: فَلَــعَلَّــكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ [هود/ 12] أي: يظنّ بك الناس ذلك، وعلــى ذلك قوله: فَلَــعَلَّــكَ باخِعٌ نَفْسَكَ [الكهف/ 6] ، وقال: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَــعَلَّــكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال/ 45] أي: اذكروا الله راجين الفلاح، كما قال في صفة المؤمنين:
يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ [الإسراء/ 57] .
لَــعَلَّ ولَــعَلِّ: طمع وإشفاق، كــعَلَّ. وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: اللَّام زَائِدَة مُؤَكدَة. وَإِنَّمَا هُوَ عَلَّ، وَقد تقدم. وَأما سِيبَوَيْهٍ فَجَــعلــهَا حرفا وَاحِدًا غير مزِيد، وَحكى أَبُو زيد أَن لُغَة عقيل لَــعَلَّ زيد منطلق، بِكَسْر اللَّام الْأَخِيرَة من لــعلّ، وجر زيد، قَالَ كَعْب بن سعد الغنوي: فقلتُ ادْعُ أُخرَى وارْفَعِ الصَّوْتَ ثَانِيًا ... لَــعَلِّ أبي المِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش: ذكر أَبُو عُبَيْدَة انه سمع لَام لَــعَلَّ مَفْتُوحَة، فِي لُغَة من يجربها، فِي قَول الشَّاعِر:
لَــعَلَّ الله يُمْكِنُني عَلَــيها ... جِهاراً مِنْ زُهَيْر أوْ أسَيِدِ
وَقَوله تَعَالَى: (لَــعَلَّــهُ يَتَذَكَّر أْو يخْشَى) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْــعلــم قد أَتَى من وَرَاء مَا يكون، وَلَكِن اذْهَبَا أَنْتُمَا علــى رجائكما وطمعكما ومبلغكما من الْــعلــم، وَلَيْسَ لَهما اكثر من ذَا، مَا لم يــعلــمَا.
وَقَالَ ثَــعْلَــب: مَعْنَاهُ: كي يتَذَكَّر، وَقُولُوا: لَــعَلَّــتْ، فأنثوا لــعَلَّ بِالتَّاءِ، وَلم يبدلوها هَاء فِي الْوَقْف، كَمَا لم يبدلوها فِي ربت وثمت، لِأَنَّهُ لَيْسَ للحرف قُوَّة الِاسْم وتصرفه، وَقَالُوا: لعَنَّك ولَغَنَّك، ورَعنَّك ورَغنَّك، كل ذَلِك علــى الْبَدَل. قَالَ يَعْقُوب: قَالَ عِيسَى بن عمر: سَمِعت أَبَا النَّجْم يَقُول:
اُغْدُ لعَنَّا فِي الرِّهان نُرْسِلُهْ
راد: لــعّلَّــنا، وَكَذَلِكَ لأننا، قَالَ يَعْقُوب: وَسمعت أَبَا الصَّقْر ينشد:
أريني جَواداً مَاتَ هَزْلاً لأنَّني ... أرَى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلًا مُخَلَّدَا
ولَــعَلّ: كلمة تقال للعاثر كلعا، قَالَ الْعَبْدي:
وإذَا يَعْثُر فِي تَجْمارِه ... أقبلتْ تَسعَى وفَدَّتْهُ لَــعَلّ
لــعل
لَــعَلَّ [May-be; perhaps]; a word denoting hope and fear. (K.) It governs the subject in the accus. case, and the predicate in the nom. See Ibn-'Akeel, ed. of Dieterici, p. 90; and see لَيْتَ. b2: لَــعَلَّ, in its original and general acceptation, expresses hope; but in the word of God it [often] expresses certainty, and may be rendered Verily. (Jel, ii. 19.)