Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عر

عَرَضَ 

(عَرَــضَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالضَّادُ بِنَاءٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْــعَرْــضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. وَمَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ، وَقَدْ شَرَحْنَا ذَلِكَ شَرْحًا شَافِيًا.

فَالْــعَرْــضُ: خِلَافُ الطُّولِ. تَقُولُ مِنْهُ: عَرُــضَ الشَّيْءُ يَــعْرُــضُ عِرَــضًا، فَهُوَ عَرِــيضٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرُــضَ عَرَــاضَةً. وَأَنْشَدَ:

إِذَا ابْتَدَرَ الْقَوْمُ الْمَكَارِمَ عَزَّهُمْ ... عَرَــاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا

وَقَوْسٌ عُرَــاضَةٌ: عَرِــيضَةٌ. وَأَــعْرَــضَتِ الْمَرْأَةُ أَوْلَادَهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَــاضًا، كَمَا يُقَالُ أَطَالَتْ فِي الطُّولِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَــضَ الْمَتَاعَ يَــعْرِــضُهُ عَرْــضًا. وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي ذَاكَ قَدْ أَرَاهُ عَرْــضَهُ. وَــعَرَّــضَ الشَّيْءَ تَــعْرِــيضًا: جَعَلَهُ عَرِــيضًا.

وَمِنْ ذَلِكَ عَرْــضُ الْجُنْدِ: أَنْ تُمِرَّهُمْ عَلَيْكَ، وَذَلِكَ كَأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى الْعَارِضِ مِنْ حَالِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْمَــعْرُــوضِ مِنْ ذَلِكَ: عَرَــضٌ مُتَحَرِّكَةٌ، كَمَا يُقَالُ قَبَضَ قَبَضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ. وَــعَرَــضُوهُمْ عَلَى السَّيْفِ عَرْــضًا، كَأَنَّ السَّيْفَ أَخَذَ عَرْــضَ الْقَوْمِ فَلَمْ يَفُتْهُ أَحَدٌ. وَــعَرَــضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَــعْرُــضُهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَيْهِ عَرْــضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَــعْرُــضُهُ عَلَيْهِ» . وَيُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ: عَرَــضَ يَــعْرِــضُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَمَا عَرَــضْتُ لِفُلَانٍ وَلَا تَــعْرِــضْ لَهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَرْــضَكَ بِإِزَاءِ عَرْــضِهِ. وَيُقَالُ: عَرَــضَ الرُّمْحَ يَــعَرِــضُهُ عَرْــضًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَــفْنَهَا ... إِذَا عَرَــضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ

وَــعَرَــضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ عَرْــضًا، كَأَنَّهُ يُرِي النَّاظِرَ عَرْــضَهُ. قَالَ:

يَــعْرِــضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا قَالُوا: إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ، أَوْ مَائِلًا بِرَأْسِهِ. وَيُقَالُ: عَرَــضَ فُلَانٌ مِنْ سِلْعَتِهِ، إِذَا عَارَضَ بِهَا، أَعْطَى وَاحِدَةً وَأَخَذَ أُخْرَى. وَمِنْهُ:

هَلْ لَكَ وَالْعَارِضُ مِنْكَ عَائِضُ

أَيْ يُعَارِضُكِ فَيَأْخُذُ مِنْكِ شَيْئًا، وَيُعْطِيكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: عَرَــضْتُ أَعْوَادًا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاعْتَرَضَتْ هِيَ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

تَرَى الرِّيشَ فِي جَوْفِهِ طَامِيًا ... كَــعَرْــضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا

يَصِفُ الْمَاءَ أَنَّ الرِّيشَ بَعْضُهُ مُعْتَرِضٌ فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يَعْتَرِضُ النَّصْلُ عَلَى النَّصْلِ كَالصَّلِيبِ. وَيُقَالُ: عَرَــضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا فَأَنَا أَــعْرِــضُهُ، إِذَا كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا، كَأَنَّهُ جَعَلَ عَرْــضَ هَذَا بِإِزَاءِ عَرْــضِ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَعْيَا فَاعْتَرَضَ عَلَى الْبَعِيرِ.

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: أَــعْرَــضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عَرِــيضًا. وَتَقُولُ الْــعَرَــبُ: " أَــعْرَــضْتَ الْقِرْفَةَ ". وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: " أَــعْرَــضْتَ الْفُرْقَةَ " وَلَعَلَّهُ أَجْوَدُ، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: أَتَّهِمُ بَنِي فُلَانٍ، لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا. فَيُقَالُ لَهُ: أَــعْرَــضْتَ الْقِرْفَةَ، أَيْ جِئْتَ بِتُهْمَةٍ عَرِــيضَةٍ تَعْتَرِضُ الْقَبِيلَ بِأَسْرِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ: أَــعْرَــضْتُ عَنْ فُلَانٍ، وَأَــعْرَــضْتُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَأَــعْرَــضَ بِوَجْهِهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا وَلَّاهُ عَرْــضَهُ. وَالْعَارِضُ إِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْــعَرْــضِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّولِ. وَيُقَالُ: أَــعْرَــضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ، فَهُوَ مُــعْرِــضٌ، وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ لَكَ وَبَدَا. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ رَأَيْتَ عَرْــضَهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

وَأَــعْرَــضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا

[وَ] تَقُولُ: عَارَضْتُ فُلَانًا فِي السَّيْرِ، إِذَا سِرْتَ حِيَالَهُ. وَعَارَضْتُهُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا أَتَى إِلَيْكَ. وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ الْمُعَارَضَةُ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّ عَرْــضَ الشَّيْءِ الَّذِي يَفْعَلُهُ مِثْلُ عَرْــضِ الشَّيْءِ الَّذِي أَتَاهُ. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وَعَارَضْتُهَا رَهْوًا عَلَى مُتَتَابِعٍ ... نَبِيلِ الْقُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ

وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ فِي الْأَمْرِ فُلَانٌ، إِذَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ. وَعَارَضْتُ فُلَانًا فِي الطَّرِيقِ، وَعَارَضْتُهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْتَرَضْتُ أُعْطِي مَنْ أَقَبَلَ وَأَدْبَرَ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ عِرْــضَ فُلَانٍ يَقَعُ فِيهِ، أَيْ يَفْعَلُ فِعْلًا يَأْخُذُ عَرْــضَ عِرْــضِهِ. وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ، إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ

وَتَــعَرَّــضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ. وَرَجُلٌ عِرِّــيضٌ، أَيْ مُتَــعَرِّــضٌ. وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَــعْرَــضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ، إِذَا لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: " «كُلِ الْجُبْنَ عُرْــضًا» "، أَيِ اعْتَرِضْهُ كَيْفَ كَانَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ. وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ فِي إِــعْرَــاضِ الْقِرْفَةِ. وَالْمُــعْرِــضُ: الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: " أَلَا إِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ادَّانَ مُــعْرِــضًا ".

وَمِنَ الْبَابِ الْــعِرْــضُ: عِرْــضُ الْإِنْسَانِ. قَالَ قَوْمٌ: هُوَ حَسَبُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: نَفْسُهُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْــعَرْــضِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْــعِرْــضَ: رِيحُ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَمْ غَيْرَ طَيِّبَةٍ، فَهَذَا طَرِيقُ الْمُجَاوَزَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ عِرْــضِهِ سُمِّيَتْ عِرْــضًا. وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا هُوَ عَرَــقٌ يَجْرِي مِنْ أَــعْرَــاضِهِمْ» أَيْ أَبْدَانِهِمْ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ الْــعِرْــضَ: النَّفْسُ بِقَوْلِ حَسَّانَ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَــعِرْــضِي ... لِــعِرْــضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَتَقُولُ: هُوَ نَقِيُ الْــعِرْــضِ، أَيْ بَعِيدٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعَابَ. وَمِنَ الْبَابِ: مَعَارِيضُ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي مِــعْرَــضٍ غَيْرِ لَفْظِهِ الظَّاهِرِ، فَيُجْعَلُ هَذَا الْمِــعْرَــضِ لَهُ كَمِــعْرَــضِ الْجَارِيَةِ، وَهُوَ لِبَاسُهَا الَّذِي تُــعْرَــضُ فِيهِ، وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْــعَرْــضِ. وَقَدْ قُلْنَا فِي قِيَاسِ الْــعَرْــضِ مَا كَفَى.

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْــعَرَــبَ تَقُولُ: عَرَــفْتُ ذَاكَ فِي عَرُــوضِ كَلَامِهِ، أَيْ فِي مَعَارِيضِ كَلَامِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْــعَرْــضُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْــعَرْــضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ بِــعَرْــضِهِ الْأُفُقَ. قَالَ:

كُنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْــضَا

أَيْ جَيْشًا كَأَنَّهُ جَبَلٌ أَوْ سَحَابٌ يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَقَالَ دُرَيْدٌ:

نَعِيَّةُ مِنْسَرٍ أَوْ عَرْــضُ جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الْأَرْضِ مَجْرِ

وَكَانَ ابْنُ الْأَــعْرَــابِيِّ يَقُولُ: الْأَــعْرَــاضُ: الْجِبَالُ وَالْأَوْدِيَةُ وَالسَّحَابُ، الْوَاحِدُ عِرْــضٌ. كَذَا قَالَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْــعَرْــضُ: سَنَدُ الْجَبَلِ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا تَرَى بِكُلِّ عَرْــضٍ مُــعْرِــضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ:

كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْــعَرْــضِ الْجَلَامِيدُ

وَالْــعَرِــيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا [أَوْ] يَكَادُ يَنْزُوَ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَغَ. وَهَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا قِيَاسُ الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْــعَرْــضِ، وَجَمْعُهُ عُرْــضَانٌ.

فَأَمَّا عَرُــوضُ الشِّــعْرِ فَقَالَ قَوْمٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْــعَرُــوضِ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ، كَأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الْعِلْمِ. وَأَنْشَدَ فِي الْــعَرُــوضِ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُــوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ

وَقَالَ آخَرُونَ: الْــعَرِــيضُ: الطَّرِيقُ الصَّعْبُ، ذَلِكَ يَكُونُ فِي عَرْــضِ جَبَلٍ، فَقَدْ صَارَ بَابُهُ قِيَاسَ سَائِرِ الْبَابِ. قَالُوا: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عُرْــضِيَّةٌ، إِذَا كَانَتْ صَعْبَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لَا تَسْتَقِيمُ فِي السَّيْرِ، بَلْ تَعْتَرِضُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْــضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

وَمِنَ الْبَابِ: عُرْــضُ الْحَائِطِ، وَــعُرْــضُ الْمَالِ، وَــعُرْــضُ النَّهْرِ، وَيُرَادُ بِهِ وَسَطُهُ. وَذَلِكَ مِنَ الْــعَرْــضِ أَيْضًا. وَقَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَسَّطَا عُرْــضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا وَــعُرْــضُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ الْوَسَطُ. وَكَانَ اللِّحْيَانِيُّ يَقُولُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَالْــعَرَــضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، كَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ، سُمِّيَ عَرَــضًا لِأَنَّهُ يَعْتَرِضُ، أَيْ يَأْخُذُهُ فِيمَا عَرَــضَ مِنْ جَسَدِهِ. وَالْــعَرَــضُ: طَمَعُ الدُّنْيَا، قَلِيلًا [كَانَ] أَوْ كَثِيرًا. وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُــعْرِــضُ، أَيْ يُرِيكَ عُرْــضَهُ. وَقَالَ:

مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَــضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

وَيُقَالُ: " الدُّنْيَا عَرَــضٌ حَاضِرٌ، يَأْخُذُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ". فَأَمَّا قَوْلُهُ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْــعَرْــضِ» . فَإِنِّمَا سَمِعْنَاهُ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَالِ غَيْرَ نَقْدٍ ; وَجَمْعُهُ عُرُــوضٌ. فَأَمَّا الْــعَرَــضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَمَا يُصِيبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَــضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169] .

وَقَالَ الْخَلِيلُ: فُلَانٌ عُرْــضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعْتَرِضُونَ عُرْــضَهُ. وَالْمِــعْرَــاضُ: سَهْمٌ لَهُ أَرْبَعُ قُذَذٍ دِقَاقٍ، وَإِذَا رُمِيَ بِهِ اعْتَرَضَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ لَا رِيشَ لَهُ يَمْضِي عَرْــضًا.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، فَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، أَيْ شَدِيدٌ مَا يَــعْرِــضُ لِلنَّاسِ مِنْهُ. وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَزَعَمَ أَنَّ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ تُسَمَّى الْعَوَارِضَ وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضُهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَمِ

وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، يَعْنِي عَارِضَيِ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الْعَوَارِضُ الضَّوَاحِكُ، لِمَكَانِهَا فِي عَرْــضِ الْوَجْهِ. قَالَ ابْنُ الْأَــعْرَــابِيِّ: عَارِضَا الرَّجُلِ: شَــعْرُ خَدَّيْهِ، لَا يُقَالُ لِلْأَمْرَدِ: امْسَحْ عَارِضَيْكَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَمْشِي الْــعِرَــضْنَى، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الَّذِي يَشْتَقُّ فِي عَدْوِهِ مُعْتَرِضًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

تَعْدُو الْــعِرَــضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلًا

وَامْرَأَةٌ عُرْــضَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْ سِمَنِهَا عَرْــضًا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمَلِ الْــعِرَــاضُ الَّتِي أَطْرَافُهَا فِي الْعَارِضَيْنِ، وَذَلِكَ أَجْمَعُ هُوَ سَقْفُ الْمِحْمَلِ. وَكَذَلِكَ عَوَارِضُ سَقْفِ الْبَيْتِ إِذَا وُضِعَتْ عَرْــضًا. وَقَالَ أَيْضًا: عَارِضَةُ الْبَابِ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي هِيَ مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. وَالْــعَرْــضِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَعَلَّ لَهُ عَرْــضًا. قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: هَزَّتْ قَوَامًا يَجْهَدُ الْــعَرْــضِيَّا ... هَزَّ الْجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْــضِهِ فَهُوَ مُــعْرِــضٌ لَكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَيُقَالُ: أَــعْرَــضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، إِذَا أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْــضِهِ ; مِثْلُ أَفْقَرَ وَأَعْوَرَ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ عَرِــيضُ الْبِطَانِ "، إِذَا أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَــاضًا، إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا: اعْتَرَضَ الشَّيْءَ: أَتَاهُ مِنْ عُرْــضٍ، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهَا مِنْ سَائِرِ النُّوقِ: قَالَ الرَّاعِي:

نَجَائِبُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً ... عِرَــاضًا وَلَا يُبْتَعْنَ إِلَّا غَوَالِيَا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقِحَتِ النَّاقَةُ عِرَــاضًا، أَيْ ذَهَبَتْ إِلَى فَحْلٍ لَمْ تُقَدْ إِلَيْهِ. وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِيَاسِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] . وَالْعَارِضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كَالْعَارِضِ مِنَ السَّحَابِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَارِضُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَــعْرِــضُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَشِيِّ ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ حَبَا وَاسْتَوَى. وَيُقَالُ لَهُ: الْعَانُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَمِنَ الْمُشْتَقِّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: مَرَّ بِي عَارِضٌ مِنْ جَرَادٍ، إِذَا مَلَأَ الْأُفُقَ. وَلِفُلَانٍ عَلَى أَعْدَائِهِ عُرْــضِيَّةٌ، أَيْ صُعُوبَةٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا نَاقَةٌ عُرْــضِيَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ التَّــعْرِــيضَ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْإِبِلِ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ أَنَّهُ يُــعْرَــضُ عَلَى مَنْ لَعَلَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَرِّــضُوا مِنْ مِيرَتِكُمْ، أَيْ أَطْعِمُونَا مِنْهَا. قَالَ: حَمْرَاءَ مِنْ مُــعَرِّــضَاتِ الْغِرْبَانِ

يَصِفُ نَاقَةً لَهُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ فَهِيَ تَتَقَدَّمُ الْإِبِلَ وَيَنْفَتِحُ مَا عَلَيْهَا لِسُرْعَتِهَا فَتَسْقُطُ الْغِرْبَانُ عَلَى أَحْمَالِهَا، فَكَأَنَّهَا عَرَّــضَتْ لِلْغِرْبَانِ مِيرَتَهُمْ. وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَبْعُدُ آثَارُهَا فِي الْأَرْضِ: الْــعُرَــاضَاتُ، أَيْ إِنَّهَا تَأْخُذُ فِي الْأَرْضِ عَرْــضًا فَتَبِينُ آثَارُهَا. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَتِ الشِّــعْرَــى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا، فَأَرْسِلِ الْــعُرَــاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا ".

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُرْــضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لِقُوَّتِهَا تُــعْرَــضُ أَبَدًا لِلسَّفَرِ. فَأَمَّا الْعَارِضَةُ مِنَ النُّوقِ أَوِ الشَّاءِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تُذْبَحُ لِشَيْءٍ يَعْتَرِيهَا. وَقَالَ:

مِنْ شِوَاءٍ لَيْسَ مِنْ عَارِضَةٍ ... بِيَدَيْ كُلِّ هَضُومٍ ذِي نَفَلْ

وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا جُعِلَ فِيهِ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ ; لِأَنَّ الْعَارِضَةَ هِيَ الَّتِي عُرِــضَ لَهَا بِمَرَضٍ، كَمَا يَقُولُونَ: سِرٌّ كَاتِمٌ. وَمَعْنَى عُرِــضَ لَهَا أَنَّ الْمَرَضَ أَــعْرَــضَهَا، وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى بَنَوُا الْفِعْلَ مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: عَرَــضَتْ. قَالَ الشَّاعِرُإِذَا عَرَــضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ

وَالْــعِرْــضُ: الْوَادِي، وَالْــعِرْــضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْــعِرْــضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ ... نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصَا

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

فَهَذَا أَوَانُ الْــعِرْــضِ حَيَّ ذُبَابُهُ ... زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ

وَمِنَ الْبَابِ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرْــضَ عَيْنٍ، أَيِ اعْتَرَضْتُهُ عَلَى عَيْنِي. وَرَأَيْتُ فُلَانًا عَرْــضَ عَيْنٍ، أَيْ لَمْحَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ عَرَــضَ لِعَيْنِي، فَرَأَيْتُهُ. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فُلَانًا عَرَــضًا، أَيِ اعْتِرَاضًا مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ مِنِّي لِذَلِكَ وَلَا إِرَادَةٍ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِرَــاضِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَأَنْشَدَ:

عُلِّقْتُهَا عَرَــضًا وَأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكِ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَــضٍ، إِذَا جَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي مَنْ رَمَاهُ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ أَيْضًا كَأَنَّهُ جَاءَهُ عَرَــضًا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْمِــعْرَــاضِ مِنَ السِّهَامِ.

وَالْمَعَارِضُ: جَمْعُ مَــعْرَــضٍ وَهِيَ بِلَادٌ تُــعْرَــضُ فِيهَا الْمَاشِيَةُ لِلرَّعْيِ. قَالَ: أَقُولُ لِصَاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنَا ... وَخَلَّفْنَا الْمَعَارِضَ وَالْهِضَابَا

عَرَقَ 

(عَرَــقَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْقَافُ أَرْبَعَةُ أُصُولٍ صَحِيحَةٌ: أَحَدُهَا الشَّيْءُ يَتَوَلَّدُ مِنْ شَيْءٍ كَالنَّدَى وَالرَّشْحِ وَمَا أَشْبَهَهُ. وَالْآخَرُ الشَّيْءُ ذُو السِّنْخِ، فَسِنْخُهُ مُنْقَاسٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَالثَّالِثُ كَشْطُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا يَكَادُ يَكُونُ إِلَّا فِي اللَّحْمِ. وَالرَّابِعُ اصْطِفَافٌ وَتَتَابُعٌ فِي أَشْيَاءَ. ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْأُصُولِ وَمَا يُقَارِبُهَا.

فَالْأَوَّلُ الْــعَرَــقُ، وَهُوَ مَا جَرَى فِي أُصُولِ الشَّــعْرِ مِنْ مَاءِ الْجِلْدِ. تَقُولُ: عَرِــقَ يَــعْرَــقَ عَرَــقًا. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ لِلْــعَرَــقِ جَمْعًا، فَإِنْ جُمِعَ فَقِيَاسُهُ أَــعْرَــاقٌ، كَجَمَلٍ وَأَجْمَالٌ. وَرَجُلٌ عُرَــقَةٌ: كَثِيرُ الْــعَرَــقِ. وَيُقَالُ: اسْتَــعْرَــقَ، إِذَا تَــعَرَّــضَ لِلْحَرِّ كَيْ يَــعْرَــقَ.

وَمِنَ الْبَابِ: جَرَى الْفَرَسُ عَرَــقًا أَوْ عَرَــقَيْنِ، أَيْ طَلَقًا أَوْ طَلَقَيْنِ. وَذَلِكَ مِنَ الْــعَرَــقِ. وَيُقَالُ: عَرِّــقْ فَرَسَكَ، أَيِ أَجْرِهِ حَتَّى يَتَــعَرَّــقَ. قَالَ الْأَعْشَى:

يُعَالَى عَلَيْهِ الْجِلُّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... وَيَرْفَعُ نَقْلًا بِالضُّحَى وَيُــعَرَّــقُ

وَيُقَالُ: اللَّبَنُ عَرَــقٌ يَتَحَلَّبُ فِي الْــعُرُــوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الضَّرْعِ. قَالَ الشَّمَّاخُ:

تُضْحِ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا عَرَــقًا ... مِنْ طَيِّبِ الطَّعْمِ حُلْوٍ غَيْرِ مَجْهُودِ

وَلَبَنٌ عَرِــقٌ، وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ فِي سِقَاءٍ فَيُشَدُّ بِجَنْبِ الْبَعِيرِ فَيُصِيبَهُ الْــعَرَــقُ فَيَفْسُدُ. وَأَمَّا عَرَــقُ الْقِرْبَةِ فِي قَوْلِهِ: " جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَــقَ الْقِرْبَةِ " فَمَعْنَاهُ فِيمَا زَعَمَ يُونُسُ: عَطِيَّةُ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ مَاؤُهَا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: جَشِمْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَافَرْتُ وَاحْتَجْتُ إِلَى عَرَــقِ الْقِرْبَةِ فِي الْأَسْفَارِ، وَهُوَ مَاؤُهَا. وَيُقَالُ: عَرِــقَ لَهُ بِكَذَا، كَأَنَّهُ تَنَدَّى لَهُ وَسَمَحَ. قَالَ:

سَأَجْعَلُهُ مَكَانَ النُّونِ مِنِّي ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَــقَ الْخِلَالِ

يَقُولُ: لَمْ أُعْطَهُ عَطِيَّةَ مَوَدَّةٍ، لَكِنَّهُ أَخَذْتُهُ قَسْرًا. وَالنُّونُ: السَّيْفُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَشِمْتُ إِلَيْكَ حَتَّى عَرِــقْتُ كَــعَرَــقِ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ سَيَلَانُ مَائِهَا. وَقَالَ قَوْمٌ: عَرَــقُ الْقِرْبَةِ أَنْ يَقُولَ: تَكَلَّفْتُ لَكَ مَا لَا يَبْلُغُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَجَشَّمْتُ مَا لَا يَكُونُ ; لِأَنَّ الْقِرْبَةَ لَا تَــعْرَــقُ، يَذْهَبُ إِلَى مِثْلِ قَوْلِهِمْ: " حَتَّى يَشِيبَ الْغُرَابُ ". وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: عَرَــقُ الْقِرْبَةِ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى الشِّدَّةِ، وَمَا أَدْرِي مَا أَصْلُهَا وَقَالَ ابْنُ أَبِي طَرَفَةَ: يُقَالُ لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ عَرَــقَ الْقِرْبَةِ، أَيِ الشِّدَّةَ. قَالَ: وَأَنْشَدَ الْأَحْمَرُ:

لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُهَا ... عَرَــقُ السِّقَاءِ عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ

يَمْدَحُ رَجُلًا يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الشَّدِيدَةَ فَلَا يَأْخُذُ صَاحِبَهَا بِهَا. وَمِنَ الْبَابِ: عَرَّــقْتُ فِي الدَّلْوِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ دُونَ الْمِلْءِ، كَأَنَّ هَذَا لِقِلَّتِهِ شُبِّهَ بِالْــعَرَــقِ. وَيُقَالُ لِلْمُعْطِي الْيَسِيرِ: عَرَّــقَ. قَالَ:

لَا تَمْلَأِ الدَّلْوَ وَــعَرِّــقْ فِيهَا ... أَمَا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيهَا

وَيُقَالُ: كَأْسٌ مُــعْرَــقَةٌ، إِذَا لَمْ تَكُنْ مَمْلُوءَةً، قَدْ بَقِيَتْ مِنْهَا بَقِيَّةٌ. وَخَمْرٌ مُــعْرَــقَةٌ، أَيْ مَمْزُوجَةٌ مَزْجًا خَفِيفًا، شُبِّهَ ذَلِكَ الْمَزْجُ الْيَسِيرُ بِالْــعَرَــقِ. وَقَالَ فِي الْمُــعْرَــقِ الْقَلِيلِ الْمَزْجِ:

أَخَذْتُ بِرَأْسِهِ فَدَفَعْتُ عَنْهُ ... بِمُــعْرَــقَةٍ مَلَامَةَ مَنْ يَلُومُ

وَالْأَصْلُ الثَّانِي السِّنْخُ الْمُتَشَعِّبُ. مِنْ ذَلِكَ الْــعِرْــقُ عِرْــقُ الشَّجَرَةِ. وَــعُرُــوقُ كُلِّ شَيْءٍ: أَطْنَابٌ تَنْشَعِبُ مِنْ أُصُولِهِ. وَتَقُولُ الْــعَرَــبُ: " اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْــقَاتَهُمْ " زَعَمُوا أَنَّ التَّاءَ مَفْتُوحَةٌ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ قَوْمٌ: أَرَادُوا وَاحِدَةً وَأَخْرَجَهَا مُخْرَجَ سِعْلَاةٍ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ تَاءُ جَمَاعَةِ الْمُؤَنَّثِ لَكِنَّهُمْ خَفَّفُوهُ بِالْفَتْحَةِ وَيُقَالُ: أَــعْرَــقَتِ الشَّجَرَةُ، إِذَا ضَرَبَتْ عُرُــوقُهَا فَامْتَدَّتْ فِي الْأَرْضِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: عَرَــقُ الرَّجُلِ يَــعْرُــقُ عُرُــوقًا، إِذَا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ. وَهَذَا تَشْبِيهٌ، شُبِّهَ ذَهَابُهُ بِامْتِدَادِ عُرُــوقِ الشَّجَرَةِ وَذَهَابِهَا فِي الْأَرْضِ.

فَأَمَّا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِــعِرْــقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» فَهُوَ مَثَلٌ. قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْــعُرُــوقُ أَرْبَعَةٌ: عِرْــقَانِ ظَاهِرَانِ، وَــعِرْــقَانُ بَاطِنَانِ. فَالظَّاهِرَانِ: الْغَرْسُ وَالْبِنَاءُ، وَالْبَاطِنَانِ الْبِئْرُ وَالْمَعْدِنُ. وَمَعْنَى الْــعِرْــقِ الظَّالِمِ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلَ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا رَجُلٌ قَبْلَهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسًا أَوْ يُحْدِثَ شَيْئًا يَسْتَوْجِبُ بِهِ الْأَرْضَ.

وَالْــعِرْــقُ: نَبَاتٌ أَصْفَرُ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ مُــعْرِــقٌ [لَهُ] فِي الْكَرَمِ "، أَيْ لَهُ فِيهِ أَصْلٌ وَسِنْخٌ. وَقَدْ عَرَّــقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ تَــعْرِــيقًا، وَأَــعْرَــقُوا فِيهِ أَــعْرَــاقًا. وَقَدْ أَــعْرَــقَ فِيهِ أَــعْرَــاقُ الْعَبِيدِ، إِذَا خَالَطَهُ ذَلِكَ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ. وَيُقَالُ: تَدَارَكَهُ أَــعْرَــاقُ خَيْرٍ وَأَــعْرَــاقُ شَرٍّ. قَالَ الشَّاعِرُ:

جَرَى طَلَقًا حَتَّى إِذَا قِيلَ ... سَابِقٌ تَدَارَكَهُ إِــعْرَــاقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَالْــعَرِــيقُ مِنَ الْخَيْلِ وَالنَّاسِ: الَّذِي لَهُ عِرْــقٌ فِي الْكَرَمِ. وَفُلَانٌ يُعَارِقُ

فُلَانًا، أَيْ يُفَاخِرُهُ، وَمَعْنَاهُ أَنْ يَقُولَ: إِنَّنَا أَكْرَمُ عِرْــقًا. وَيُقَالُ: " عِرْــقٌ فِي بَنَاتِ صَعْدَةَ " وَهِيَ الْحُمُرُ الْأَهْلِيَّةُ. وَقَوْلُ عِكْرَاشَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: " أَتَيْتُهُ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُرُــوقُ الْأَرْطَى " أَرَادَ أَنَّهَا حُمْرٌ، لِأَنَّ عُرُــوقَ الْأَرْطَى حُمْرٌ، وَحُمْرُ الْإِبِلِ كَرَائِمُهَا. قَالَ:

يُثِيرُ وَيُبْدِي عَنْ عُرُــوقٍ كَأَنَّهَا ... أَعِنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطُّ وَتُبْشَرُ

وَصَفَ ثَوْرًا يَحْفِرُ كِنَاسًا تَحْتَ أَرْطَى.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ كَشْطُ اللَّحْمِ عَنِ الْعَظْمِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْــعُرَــاقُ: الْعَظْمُ الَّذِي قَدْ أُخِذَ عَنْهُ اللَّحْمُ. قَالَ:

فَأَلْقِ لِكَلْبِكَ مِنْهُ عُرَــاقًا فَإِذَا كَانَ الْعَظْمُ بِلَحْمِهِ فَهُوَ عَرْــقٌ. وَيُقَالُ: الْــعُرَــاقُ جَمْعُ عَرَــقٍ، كَمَا يُقَالُ ظِئْرٌ وَظُؤَارٌ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: " هُوَ أَلْأَمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عَرْــقٍ ". قَالَ ابْنُ الْأَــعْرَــابِيِّ: جَمْعُ عَرْــقٍ عِرَــاقٌ. وَأَنْشَدَ:

يَبِيتُ ضَيْفِي فِي عِرَــاقٍ مُلْسِ ... وَفِي شَمُولٍ عُرِّــضَتْ لِلنَّحْسِ

مُلْسٌ، يَعْنِي الْوَدَكَ وَالشَّحْمَ. وَالنَّحْسُ: الرِّيحُ. يُقَالُ: عَرَــقْتُ الْعَظْمَ وَأَنَا أَــعْرُــقُهُ، وَاعْتَرَقْتُهُ وَتَــعَرَّــقْتُهُ، إِذَا أَكَلْتَ مَا عَلَيْهِ [مِنْ] اللَّحْمِ. وَيُقَالُ: أَعْطِنِي عَرْــقًا أَتَــعَرَّــقَهُ، أَيْ عَظْمًا عَلَيْهِ اللَّحْمُ. وَفُلَانٌ مُعْتَرَقٌ، أَيْ مَهْزُولٌ، كَأَنَّ لَحْمَهُ قَدِ اعْتُرِقَ. قَالَ:

غُولٌ تَصَدَّى لِسَبَنْتًى مُعْتَرِقْ

وَقَالَ:

قَدْ أَشْهَدُ الْغَارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي ... جَرْدَاءُ مَــعْرُــوقَةُ اللِّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ

يَصِفُ الْفَرَسَ بِقِلَّةِ اللَّحْمِ عَلَى وَجْهِهِ، وَذَلِكَ أَكْرَمُ لَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: فَمٌ مُــعْرَــقٌ: قَلِيلُ الرِّيقِ. وَوَجْهٌ مَــعْرُــوقٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ.

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ: الِامْتِدَادُ وَالتَّتَابُعُ فِي أَشْيَاءَ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. مِنْ ذَلِكَ الْــعَرَــقَةُ، وَالْجَمْعُ عَرَــقَاتٌ، وَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مَضْفُورٌ أَوْ مُصْطَفٌّ. وَإِذَا اصْطَفَّتِ الطَيْرُ فِي الْهَوَاءِ فَهِيَ عَرَــقَةُ، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ. قَالَ طُفَيْلٌ:

كَأَنَّهُ بَعْدَ مَا صَدَّرْنَ مِنْ عَرَــقٍ ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ

وَالْــعَرَــقَةِ: السَّفِيفَةُ الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ مِنْهَا زَبِيلٌ. وَسُمِّيَ الزَّبِيلُ عَرَــقًا لِذَلِكَ. وَيُقَالُ عَرَــقَةُ أَيْضًا. قَالَ أَبُو كَبِيرٍ:

نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي الْمَزَاحِفِ مَنْ ثَوَى ... وَنُمِرُّ فِي الْــعَرَــقَاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ

يَعْنِي نَأْسِرُهُمْ فَنَشُدُّهُمْ فِي الْــعَرَــقَاتِ، وَهِيَ النُّسُوعُ.

وَيُقَالُ لِآثَارِ الْخَيْلِ الْمُصْطَفَّةِ عَرَــقَةٌ. وَالْــعَرَــقَةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ ثُمَّ تُخَاطُ عَلَى شَقَّةٍ، الشُّقَّةُ الَّتِي لِلْبَيْتِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَــعْرَــابِيِّ: الْــعَرَــقَةُ: جَمَاعَةٌ مِنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْقَائِمَةِ عَلَى سَطْرٍ. فَأَمَّا عِرَــاقُ الْمَزَادَةِ وَالرَّاوِيَةِ فَهُوَ الْخَرْزُ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا، وَالْجَمْعُ عُرُــقٌ. وَذَلِكَ عِنْدَنَا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الِامْتِدَادِ وَالتَّتَابُعِ. قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

مِنْ ذِي عِرَــاقٍ نِيطَ فِي جَوْزِهَا ... فَهُوَ لَطِيفٌ طَيُّهُ مُضْطَمِرْ

وَقَالَ آخَرُ:

تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِرَــاقِ الشَّنَّهْ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْــعِرَــاقُ، وَهُوَ عِنْدَ الْخَلِيلِ شَاطِئُ الْبَحْرِ. وَسُمِّيَتِ الْــعِرَــاقُ عِرَــاقًا لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ عِدَاءً حَتَّى يَتَّصِلَ بِالْبَحْرِ. وَالْــعِرَــاقُ فِي كَلَامِ الْــعَرَــبِ: شَاطِئُ الْبَحْرِ عَلَى طُولِهِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْــعِرَــاقُ، وَهُوَ مَا أَحَاطَ بِالظُّفُرِ مِنَ اللَّحْمِ. قَالَ الدُّرَيْدِيُّ: " سُمِّيَتِ الْــعِرَــاقُ لِأَنَّهَا اسْتَكَفَّتْ أَرْضَ الْــعَرَــبِ "، أَيْ صَارَتْ كَالْكِفَافِ لَهَا. وَذُكِرَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنَّ الْــعِرَــاقَ مَأْخُوذٌ مِنْ عُرُــوقِ الشَّجَرِ، وَهِيَ مَنَابِتُ الشَّجَرِ. وَالْــعِرَــاقَانِ: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْــعِرَــاقُ كُلُّ مَوْضِعِ رِيفٍ. قَالَ جَرِيرٌ:

نَهْوَى ثَرَى الْــعِرْــقِ إِذْ لَمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ ... كَالْــعِرْــقِ عِرْــقًا وَلَا السُّلَانِ سُلَّانَا

وَيُقَالُ: أَــعْرَــقَ الرَّجُلُ وَأَشْأَمَ، أَيْ أَتَى الْــعِرَــاقَ وَالشَّامَ. قَالَ الْمُمَزَّقُ:

فَإِنْ تُنْجِدُوا أُتْهِمْ خِلَافًا عَلَيْكُمُ ... وَإِنْ تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبِي الشَّرِّ أُــعْرِــقِ

وَأَمَّا عُرْــقُوَةُ الدَّلْوِ فَالْخَشَبَةُ الْمَــعْرُــوضَةُ عَلَيْهَا.

عَرِضَ

(عَرِــضَ)
(هـ) فِيهِ «كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَام، دَمُه ومَالُه وعِرْــضُه» الــعِرْــض. موضعُ المدْح والذَّم مِنَ الإنْسان، سَوَاءً كَانَ فِي نَفْسه أَوْ فِي سَلَفه، أَوْ مَن يَلْزمه أمْرُه.
وَقِيلَ: هُوَ جَانبُه الَّذِي يَصُونُه مِنْ نَفْسه وحَسَبه، ويُحَامِي عَنْهُ أَنْ يُنْتَقَص ويُثْلَبَ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: عِرْــض الرَّجل: نَفْسُه وبدَنُه لَا غيرُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَمَنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استَبْرأ لدِينِهِ وعِرْــضِه» أَيِ احْتَاط لنَفْسِه، لَا يَجُوز فِيهِ مَعْنَى الآباءِ والأسْلافِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ضَمْضَم «اللَّهُمَّ إِنِّي تصدَّقْت بــعِرْــضِي عَلَى عِبادِك» أَيْ تصدَّقْت بــعِرْــضِي عَلَى مَن ذَكَرني بِمَا يَرْجِعُ إِلَيَّ عَيبُه.
وَمِنْهُ شِــعْرُ حَسّان:
فإنَّ أبِي وَوَالِدَه وعِرْــضِي ... لــعِرْــض محمد منكم وقاء
فهذ خاصٌّ للنَّفْسِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرداء «أقْرِضْ مِنْ عِرْــضِك لِيَوْمِ فَقْرك» أَيْ مَنْ عابك وذمّك فلا تجازه، واجْعلْه قَرْضا فِي ذِمَّتِهِ لتَسْتوفيَه مِنْهُ يومَ حاجَتك فِي القِيامة.
(هـ) وَفِيهِ «لَيُّ الواجدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْــضَه» أَيْ لِصاحِب الدَّيْن أَنْ يَذمّه ويَصِفَه بسُوءِ القَضَاء.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ أَــعْرَــاضَكم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمة يومِكم هَذَا» هِيَ جمعُ الــعِرْــض المذْكُور أَوَّلًا عَلَى اختِلاف القَولِ فِيهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صفَة أَهْلِ الْجَنَّةِ «إِنَّمَا هُوَ عَرَــقٌ يَجْرِي مِنْ أَــعْرَــاضِهم مِثْل المِسْكِ» أَيْ مِنْ مَعَاطِف أبْدَانهم، وَهِيَ المَوَاضِع الَّتِي تَــعْرَــق مِنَ الجَسَد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سلَمة لِعَائِشَةَ «غَضُّ الأطْراف وخَفَرُ الأَــعْرَــاض» أَيْ إِنَّهُنَّ للخَفَر والصَّون يتَسَتَّرُن. ويُروى بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: أَيْ يُــعْرِــضْنَ عَمَّا كُرِه لهُنَّ أَنْ يَنْظُرن إِلَيْهِ وَلَا يَلْتَفِتْن نَحْوَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ للحُطَيئة «فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأَــعْرَــاض المُسلِمين» أَيْ تُغَنِّي بذمِّهم وذَمِّ أسْلافِهم فِي شِــعْرِــك. وَفِيهِ «عُرِــضَتْ عَليَّ الجنَّةُ والنَّارُ آنِفاً فِي عُرْــضِ هَذَا الْحَائِطِ» الــعُرْــض بِالضَّمِّ: الجَانبُ والناحيَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا عُرْــضُ وجْهِه مُنْسَحٍ» أَيْ جَانِبُه.
[هـ] وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فقدَّمْتُ إِلَيْهِ الشَّرَابَ فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ فَقَالَ: اضْربْ بِهِ عُرْــض الحَائط» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «اذهَبْ بِهَا فاخْلِطْها ثُمَّ ائْتِنا بِهَا مِنْ عُرْــضِها» أَيْ مِن جَانِبها.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الحَنفيِّة «كُلِ الْجُبْنَ عُرْــضاً» أَيِ اشْتَره ممَّن وجَدْته وَلَا تَسْأل عمَّن عَمِله مِنْ مُسْلم أَوْ غَيره» مأخُوذٌ مِنْ عُرْــضِ الشَّيْءِ، وَهُوَ ناحِيتُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجِّ «فَأَتَى جَمْرَةَ الْوَادِي فاسْتَــعْرَــضَها» أَيْ أَتَاهَا مِنْ جانِبها عَرْــضاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «سَأَلَ عَمْرَو بْنَ مَعْدِ يَكْرِبَ عَنْ عُلَةَ بْنِ جَلْدٍ فَقَالَ: أولئكَ فوارسُ أَــعْرَــاضِنا، وشِفَاء أمْرَاضِنا» الأَــعْرَــاض: جمعُ عُرْــض، وَهُوَ النَّاحية: أَيْ يَحْمُون نواحِيَنَا وجِهَاتِنا عَنْ تَخَطُّفِ العَدُوّ، أَوْ جَمْعُ عَرْــض، وَهُوَ الجيشُ، أَوْ جَمْعُ عِرْــض: أَيْ يَصُونون ببَلائِهم أَــعْرَــاضِنا أَنْ تُذَمَّ وتُعابَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعَدِيّ بْنِ حَاتم. إنَّ وِسَادَك لَــعَرِــيصٌ» وَفِي رِوَايَةٍ «إِنَّكَ لــعَرِــيض القَفَا» َكَنى بالوِسَاد عَنِ النَّوْم، لِأَنَّ النَّائِم يتوسَّدُ: أَيْ إنَّ نومَك لَطَوِيلٌ كثيرٌ.
وَقِيلَ: كَنَى بالوِسَاد عَنْ مَوضِع الوَسَاد مِنْ رَأْسِه وعُنُقه، ويشْهدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الثَّانية، فإنَّ عِرَــضَ القَفَا كِنايةٌ عَنِ السَّمَن.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَن أكَل مَعَ الصُّبح فِي صَوْمه أصْبَح عَرِــيض القَفَا، لأنَّ الصَّوم لَا يُؤَثر فِيهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُحد «قَالَ للمُنهَزِمين: لَقَدْ ذَهَبْتم فِيهَا عَرِــيضَة» أَيْ واسِعَة. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَئِنْ أقْصَرْتَ الخُطْبة لَقَدْ أَــعْرَــضْتَ الْمَسْأَلَةَ» أَيْ جِئْتَ بِالْخُطْبَةِ قَصِيرَةً، وَبِالْمَسْأَلَةِ واسعة كثيرة.
(هـ) وفيه «لكم في الوَظِيفَة الفَرِيضَةُ، ولَكُم العَارِض» العَارِض: المَرِيضَةُ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتي أَصَابها كَسْر، يُقَالُ: عَرَــضَتِ النَّاقَةُ إِذَا أصَابَها آفَةٌ أَوْ كَسْر: أَيْ إِنَّا لا نأخذ ذات العيب فنصرّ بالصَّدَقة.
يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ أكَّالُون للعَوَارِض، إِذَا لَمْ يَنْحَروا إلاَّ مَا عَرَــضَ لَهُ مَرَض أَوْ كَسْر، خَوْفاً أَنْ يَمُوت فَلَا يَنْتَفِعُون بِهِ، والــعَرَــب تُعَيِّر بأكْلِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتادة في ماشية اليتيم «تصيب مِنْ رِسْلِها وعَوَارِضِها» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بَدَنةً مَعَ رجُل، فَقَالَ: إِنْ عُرِــضَ لَهَا فانْحَرها» أَيْ إِنْ أصَابَها مَرَض أَوْ كَسْر.
(س) وَحَدِيثُ خَدِيجَةَ «أَخَافَ أنْ يَكُونَ عُرِــضَ لَهُ» أَيْ عَرَــضَ لَهُ الجِنّ، أَوْ أصَابَه مِنْهُمْ مَسٌّ.
(س) وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبير وَزَوْجَتِهِ «فاعْتُرِضَ عَنْهَا» أَيْ أصَابَه عَارِض مِنْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِ مَنَعه عَنْ إتْيانها.
(س) وَفِيهِ «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعْتِرَاض» هُوَ أَنْ يَعْتَرِضَ رجُلٌ بفرَسه فِي السِّباق فَيَدْخُلَ مَعَ الخَيل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُرَاقة «أَنَّهُ عَرَــضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ الفَرَس» أَيِ اعْتَرَضَ به الطَّريقَ يمنَعُهُما مِنَ المَسِير.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ «كُنْتُ مَعَ خَليلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوة، إِذَا رَجُل يُقَرّبُ فَرَسا فِي عِرَــاض القَوم» أَيْ يَسِيرُ حِذَاءهم مُعَارِضا لَهُمْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ ذَكَر عُمر فأخَذَ الحُسينُ فِي عِرَــاضِ كَلامِه» أَيْ فِي مثْل قَوْله ومُقَابِله.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارَضَ جَنَازة أبِي طَالِبٍ» أَيْ أَتَاهَا مُعْتَرِضاً مِنْ بَعْضِ الطَّريق وَلَمْ يَتْبَعه مِنْ مَنزِله. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُه القُرآن فِي كُلِّ سَنةٍ مَرَّة، وأَنه عَارَضَه الْعَامَ مَرَّتَين» أَيْ كَان يُدَارِسُه جميعَ مَا نَزَل مِنَ الْقُرْآنِ، مِن المُعَارَضَة: المُقابلة.
وَمِنْهُ «عَارَضْتُ الكِتَابَ بِالْكِتَابِ» أَيْ قَابَلْته بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ فِي المَعَارِيض لَمنْدُوحةً عَنِ الكَذِب» المَعَارِيض: جمعُ مِــعْرَــاض، مِنَ التَّــعْرِــيض، وَهُوَ خِلافُ التَّصْرِيح مِنَ القَولِ. يُقَالُ: عَرَــفْت ذَلِكَ فِي مِــعْرَــاض كَلَامِهِ ومِــعْرَــض كلامِه، بحَذْفِ الْأَلِفِ، أَخرَجه أَبُو عُبَيْدٍ وغيرُه مِنْ حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصَين وَهُوَ حَدِيثٌ مرفوعٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَمَا فِي المَعَارِيض مَا يُغْنِي المُسْلم عَنِ الكَذب؟» وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَا أحِبُّ بمَعَارِيض الْكَلَامِ حُمْرَ النَّعَم» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن عَرَّــضَ عَرَّــضْنَا لَهُ- أَيْ مَنْ عَرَّــضَ بالقَذْفِ عَرَّــضْنَا لَهُ بتأدِيب لَا يَبلُغُ الحدَّ- ومَن صرَّح بالقذْف حَدَدْناه» .
(س) وَفِيهِ «مِنْ سَعادةِ المرءِ خِفَّةُ عَارِضَيْهِ» العَارِض مِنَ اللِّحْيَةِ: مَا يَنْبُت عَلَى عُرْــض اللحْىِ فوقَ الذَّقَن.
وَقِيلَ: عَارِضَا الإنْسَانِ: صَفْحَتا خَدّيه. وخِفّتُهما كِنَايَةً عَنْ كَثْرَةِ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَى وحَرَكتِهما بِهِ.
كَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ. وَقَالَ [قَالَ] ابْنُ السِّكِّيت: فلانٌ خَفيفُ الشَّفَة إِذَا كَانَ قَليلَ السُّؤالِ للنَّاس.
وَقِيلَ: أرادَ بخِفَّة العَارِضَيْن خِفَّةَ اللّحْية، وَمَا أَرَاهُ مُناسِباً.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعث أمَّ سُلَيم لتنْظُر امْرَأةً، فَقَالَ: شَمِّي عَوَارِضَها» العَوَارِض:
الأسْنانُ الَّتِي فِي عُرْــض الفَمِ، وَهِيَ مَا بَيْن الثَّنايا والأضْراس، واحدُها عَارِض، أمرَهَا بِذَلِكَ لِتَبُور بِهِ نَكْهَتَها.
وَفِي قَصِيدِ كعب: تَجْلُو عَوَارِض ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَت يَعْنِي تَكْشِفُ عَنْ أسْنَانِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَذِكْرِ سِيَاسَته فَقَالَ: «وأضْرِبُ الــعَرُــوض» وَهُوَ بِالْفَتْحِ من الإبِلِ الَّذِي يأخُذُ يَمِينًا وشِمَالاً وَلَا يَلْزَمُ المَحَجَّة. يَقُولُ: أضْرِبُه حَتَّى يَعُود إِلَى الطَّريق. جَعَلَهُ مَثلا لحُسْن سِيَاسَتِه للأُمَّة .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي البِجَادَين يُخاطبُ ناقةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
تَــعَرَّــضِي مَدَارِجًا وسُومِي ... تَــعَرُّــض الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
أَيْ خُذِي يَمْنَة ويَسْرة، وتَنكَّبي الثَّنَايَا الغلاَظ. وشبَّهها بالجوزَاء لِأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرضةً فِي السَّماء، لأنَّها غَيْرُ مُسْتَقِيمة الْكَوَاكِبُ فِي الصُّورة.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَن عُرُــضٍ
أَيْ أَنَّهَا تَعْتَرِض فِي مَرْتَعِها.
وَفِي حَدِيثِ قَوْمِ عَادٍ «قالُوا: هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُنا»
العَارِض: السَّحاب الَّذِي يَعْتَرِض فِي أفُق السَّمَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «فأخَذَ فِي عَرُــوض آخَرَ» أَيْ فِي طَريق آخَرَ مِنَ الْكَلَامِ.
والــعَرُــوض: طَرِيقٌ فِي عُرْــض الجبَل، والمَكان الذي يُعَارِضك إذا سِرْت. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاشُورَاءَ «فأمَرَ أنْ يُؤْذِنُوا أهْل الــعَرُــوض» أرَادَ مَن بأكْنافِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. يُقَالُ لمكَّة وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ: الــعَرُــوض، وَيُقَالُ للرَّساتيق بِأَرْضِ الْحِجَازِ: الأَــعْرَــاض، واحِدُها: عِرْــض، بِالْكَسْرِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ «أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى بَلغ الــعُرَــيض» هُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ مصَغَّر:
وادٍ بِالْمَدِينَةِ بِهِ أمْوالٌ لأهْلِها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سَاقَ خَلِيجًا مِنَ الــعُرَــيْض» .
(س) وَفِيهِ «ثَلاثٌ فيهنَّ البركةُ، منْهُن البَيعُ إِلَى أجَل، والمُعَارَضة» أَيْ بَيعُ الــعَرْــض بالــعَرْــض، وَهُوَ بالسُّكون: المَتاعُ بِالْمَتَاعِ لَا نَقْد فِيهِ. يُقَالُ: أخَذْتُ هَذِهِ السِّلعة عَرْــضا إِذَا أعْطيتَ فِي مُقابَلتِها سِلْعَة أُخْرَى.
(هـ) وَفِيهِ «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثرة الــعَرَــض، إنَّما الغِنَى غِنَى النَّفس» الــعَرَــض بِالتَّحْرِيكِ:
مَتاعُ الدُّنْيَا وحُطامُها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الدُّنيا عَرَــضٌ حاضِرٌ يأكلُ مِنْهُ البَرُّ والفَاجرُ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِأَقْوَالِ شَبْوَةَ «مَا كانَ لَهُمْ مِنْ مِلْكٍ وعرمان ومزاهر وعُرْــضَان عِرْــضَان» الــعُرْــضَان الــعِرْــضَان : جمعُ الــعَرِــيض، وَهُوَ الَّذِي أتَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَعَزِ سِنَةٌ، وَتَنَاوَلَ الشَّجَرَ وَالنَّبْتَ بــعُرْــض شِدْقه، وَهُوَ عندَ أَهْلِ الْحِجَازِ خاصَّةً الخِصِيّ مِنْهَا، ويجوزُ أَنْ يكونَ جمعَ الــعِرْــض، وَهُوَ الوادِي الكَثير الشَّجَر وَالنَّخْلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ حَكَمَ فِي صَاحِبِ الغَنَم أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِها وعِرْــضَانِها» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فتَلَقَّتْه امرأةٌ مَعَهَا عَرِــيضَان أهْدَتْهما لَه» وَيُقَالُ لِوَاحِدِهَا: عَرُــوض أَيْضًا، وَلَا يَكُونُ إِلَّا ذَكرا. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَديٍّ «إنِّي أرْمي بالمِــعْرَــاض فيَخْزِقُ» المِــعْرَــاض بِالْكَسْرِ: سَهمٌ بِلَا ريشٍ وَلَا نَصْل، وَإِنَّمَا يُصِيب بــعَرْــضه دُون حدِّه.
[هـ] وَفِيهِ «خَمِّرُوا آنيَتكم وَلَوْ بعودٍ تَــعْرِــضُونَه عَلَيْهِ» أَيْ تَضعونه عَلَيْهِ بالــعَرْــض.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة «تُــعْرَــض الفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْــضَ الْحَصِيرِ» أَيْ تُوضَع عَلَيْهَا وتُبْسَط كَمَا يُبْسَط الحَصِير. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَرْــض الْجُنْد بَيْنَ يَدَيِ السُّلطان لإظْهارهِم واخْتِبارِ أحْوالهم.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ عَنْ أُسَيْفع جُهَينة «فَادَّانَ مُــعْرِــضا» يُرِيدُ بالمُــعْرِــض المُعْتَرِض: أَيِ اعْتَرَضَ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُه. يُقَالُ: عَرَــضَ لِيَ الشَّيْءُ، وأَــعْرَــضَ، وتَــعَرَّــضَ، واعْتَرَضَ بِمَعْنًى.
وَقِيلَ: أرَادَ أنَّه إِذَا قِيلَ لَهُ: لَا تَسْتَدِن، فَلَا يَقْبل، مِن أَــعْرَــضَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا وَلاَّه ظَهْرَه.
وَقِيلَ: أرَادَ مُــعْرِــضا عَنِ الْأَدَاءِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَكْباً مِنْ تُجَّار الْمُسْلِمِينَ عَرَّــضُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ ثِيابا بِيضًا» أَيْ أهْدَوْا لَهُما. يُقَالُ: عَرَــضْتُ الرجُل إِذَا أهْديتَ لَهُ. وَمِنْهُ الــعُرَــاضَة، وَهِيَ هَدِيّة القَادِم مِنْ سَفَره.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «وَقَالَتْ لَهُ امْرَأته، وَقَدْ رَجَع مِنْ عَمَله: أَيْنَ مَا جِئت بِهِ مِمَّا يَأْتِي بِهِ العُمَّال مِنْ عُرَــاضَة أهْلِهم؟» .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ وَأَضْيَافِهِ «قَدْ عُرِــضُوا فأبَوْا» هُوَ بتَخْفيف الرَّاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فاعِله، ومعنَاه: أُطْعِمُوا وقُدِّم لَهُمُ الطَّعام.
(هـ) وَفِيهِ «فاسْتَــعْرضهم الخَوارِجُ» أَيْ قَتَلُوهم مِنْ أَيِّ وَجْهٍ أمكنَهم وَلَا يُبَالون مَنْ قَتَلوا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «أَنَّهُ كَانَ لَا يَتأثَّم مِن قَتْل الحَرُورِيّ المُسْتَــعْرِــض» هُوَ الَّذِي يَعْتَرِض النَّاسَ يقتُلُهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «تَدعون أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُــعْرَــضٌ لَكُمْ» هَكَذَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ. قَالَ الْحَرْبِيُّ: الصَّوَابُ بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: أَــعْرَــضَ الشيءُ يُــعْرِــضُ مِنْ بَعِيد إِذَا ظَهَرَ: أَيْ تدعُونه وَهُوَ ظاهرٌ لَكُمْ! (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا فِيهِ اعْتِرَاض» هُوَ الظُّهُور والدُّخُول فِي الْبَاطِلِ والامْتِنَاع مِنَ الْحَقِّ. واعْتَرَضَ فلانٌ الشيءَ تكلَّفه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْأَهْتَمِ «قَالَ للزِّبْرِقان إِنَّهُ شَدِيدُ العَارِضَة» أَيْ شَدِيدُ النَّاحِيَةِ ذُو جَلَد وصرامةٍ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ رُفِع لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِضُ الْيَمَامَةِ» هُوَ مَوْضِعٌ مَــعْرُــوفٌ.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ.
عُرْــضَتُها طامِسُ الأعلامِ مَجْهولُ هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: بَعِيرٌ عُرْــضَة لِلسَّفَرِ: أَيْ قَوِيٌّ عَلَيْهِ. وجَعلْتُه عُرْــضَة لِكَذَا: أَيْ نَصَبته لَهُ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ الْحَجَّاجَ كانَ عَلَى الــعُرْــضِ وَعِنْدَهُ ابنُ عُمَرَ» كَذَا رُوي بِالضَّمِ. قَالَ الحَرْبي:
أظنُّه أرادَ الــعُرُــوض: جَمْع الــعُرْــض، وَهُوَ الجيشُ.

عرض

عرض: عرض نَفْسَه على فلان: عرّــفه بنفسه.
وحضر أمامه وقدّم نفسه إليه. ففي النويري (الأندلس ص480) وأعلن سليمان نفسه خليفة عند البربر وسار معهم إلى وادي القصارة الذي استولوا عليه وعرضوا أنفسهم على واضح العامري- صاحب مدينة سالم فلم يقبلهم.
عَرَــض: أعلن عن اسمه. (الأغاني ص31).
عَرَــض: تضرع، توسل، ترامي (بوشر).
عرض نفسه على الخلاء: ذهب إلى الخلاء ليتغوط (ابن الجوزي ص148 و).
عرض البلاء على: انتقم، أخذ بالثأر (فوك).
عَرَــض: استظهر، تلا (لين 2003)، قرأ عن ظهر قلب، قرأ من حفظه. ويستعمل هذا الفعل ويقال: عرض الشيخ الكتاب إذا قرأه في دروسه عن ظهر قلب. كما يقال: عرض التلميذ إذا قرأ عن ظهر قلب ما يحفظه لكي يستفيد من ملاحظات الشيخ وتصحيحاته. أو يقرأ بعض الكتب عن ظهر قلب لكي يثبت إنه يحفظها، وبعبارة أخرى ليجتاز الامتحان (رسالة إلى السيد فليشر ص159 وما يليها).
وفي محيط المحيط: والــعَرْــض عند المحدّثين هو قراءة الحديث على الشيخ.
عَرَــض أو عرض على: قابل بين نصّ واصله (المقدمة 1: 9).
عَرَــض: ثلب، حقر، حطّ من (هلو).
عرضنا وداعتك. (ألف ليلة برسل 9: 393) ولا بد أن معناها قلنا له نستودعك الله. وفي طبعة ماكن: استودعناك الله ..
ما عرضتُ بالصفَد: ليس لي نية لأن اطلب منك عطاء (دي ساسي، النابغة في طرائف دي ساسي (1382) وانظر (ص463).
عَرَّــض (بالتشديد). عرَّــض فلانا لكذا: جعله عرضة وهدفاً له، كما ذكر فوك وفيه: عرَّــض نفسه ل.
عرَّــض: متعد، بنفسه لا باللام، ففي كوسج (طرائف من 147): لقد عرضتنا ونَفْسَك شراً. وفي الأخبار (ص39): وقد وعد أن لا يــعرضهم البربر. أي لا يجعلهم غرضاً وهدفاً لأعدائهم البربر. وكذلك في (ص56) وفي (ص42): عرَّــضتَنا أكل الكلاب والجلود. أي أطعمتنا الكلاب والجلود.
عرَّــض بفلان .. في كتاب محمد بن الحارث (ص205): ماذا عرضتما بالرجل. أي إلى أي خطر جعلتما هذا الرجل عرضة وهدفاً. وفيه (ص209): أن عاندنا فقد عرَّــض بنفسه ودمه.
عرَّــض: قاوم، ناوء، ناقض (دومب ص130).
عَرّــض: جعله يقرأ عن ظهر قلب. (شيرب ديال ص213).
عَرَّــض: دعا، وحثَ وحرض وأغرى (هلو).
عارَض: أزعج، كدَّر، أرهن. (أماري ديب ص131).
عارَض: لام، عاتب (فوك) وفيه إنه مرادف: عذل، وعاتب.
عارَض: ففي رياض النفوس (ص96 ق): أتى فلان إلى كتَّابي فعارض الصبيان في الفساد. أي أراد إغواء الصبيان وإفساد أخلاقهم. وأرى أن فوك فكر بهذا المعنى حين قال: إنه مرادف راود.
عارض فلاناً وعارضه به: أراه شيئاً (معجم الطرائف) وقد ترجمت العبارة التي وردت في (ص135) إلى الفرنسية (بما معناه): قال أني لم أفعل ما تلومني عليه فهي ليست إلا شائعة أشاعها عني من يكرهني ويبغضني والذين يسرهم أن يصيبني سوء الحظ وتنزل بي نوائب الدهر طوارقه وقوارعه. وبعد أن قال هذا أقسم له أن يتجنب ما يتهمونه به، وعندئذ تركه العباس وشأنه. فلهذا الفعل إذا معناه المألوف الذي ذكره لين وهو أعرض عنه أي صدّ وولىَّ.
عارض: بمعنى درس الكتاب مع آخر (لين تاج الــعروس). وهذا الفعل يتعدى بنفسه إلى مفعولين، ففي حياة ابن خلدون (ص207 و) في الكلام عن أحد الشيوخ: كان يعارض السلطان القرآن برواياته السبع إلى أن توفَي.
عارض في الأمور: لم يتبين لي معناها في العبارة التي في مادة دسَّ اعرض: عبرّ عن، أبان، وضّح. (بوشر).
أعرض: عرض. (رولاند).
أعرض عن: تظاهر بعدم ملاحظة الشيء (فوك).
أعرض = أعرض عنه: صدّ عنه ورفضه.
(معجم الطرائف).
أعرض على: عرض علي. قدّم إليه. (بوشر).
أعرض ذاته: عرض نفسه، قدَّم نفسه، (بوشر).
أعرض للأخطار: تــعرّــض للأخطار. (بوشر).
أعرض نفسه ل: عرَّــض نفسه، جعلها هدفاً. (بوشر).
أعرض في أو أعرض ل: تدخل في، شارك في، ووافق عليه ورضي به. (معجم الطرائف). هذا إذا كان الفعل فيه أعرض وليس عرض. تــعرَّــض له: أخذ شيئاً منه، سرقه، وتجرأ على ملامسته، وتجاسر على استملاكه. ففي كليلة ودمنة (ص241): ولتعلم إنه لم يكن يتــعرض لِلَحْم استودعتَه إياه. وفي النويري (مخطوطة رقم 273، 572): وقد أصدر أمراً إلى النصارى أن لا يتــعرضوا لماله ولادمه. أي بعدم التجاسر والتعدي على مال المسلم وحياته.
تــعرّــض لحرم فلان: اعتدى على شرف نسائه (أماري ص284، (انظر تعليقات نقدية) وص500). وفي تاريخ أبي الفداء (ص96): تــعرض للمملكة وليس من بيت المملكة. ويقال أيضاً: تــعرّــض إلى (ابن الأثير 11: 70) وتــعرض ب أيضاً، ففي الفخري (ص277) في كلامه عن الجنود: تــعرّــضوا بالنساء. ويقال أيضاً تــعرَّــض فلاناً بمضرَّة وأذية، أي أذاه وأضربه. (أماري دبي ص24، 27).
تــعرَّــض لي: تعهَّد، عقد تعهداً لشراء شيء ودفع ثمنه. أو يجهزه ويموّنه بثمن معين (بوشر).
تــعرَّــض: وضع عرضاً. وتوترّ وتمدّد. يقال: تــعرضت السلسة (البكري ص39).
تــعرّــض الجنودُ: استــعرضوا، مروا في استــعراض عسكري. (أماري ص201) وانظر: تعليقات نقدية.
قعدوا متــعرضين: جلسوا الواحد جنب الآخر. ترتبوا بعضهم بجانب البعض الآخر.
(زيشر 22: 155).
اعترض: اجتاز، قطع، عبر، ففي رحلة ابن بطوطة (:70) في الكلام عن مسجد عمرو بالقاهرة: والطريق يعترضه من شرق إلى غرب.
اعتراض: وضع بالــعرض، وتوترّ وتمدَّد. يقال: اعترضت السلسلة. (ابن بطوطة: 1: 131).
اعترض: صدّ، أوقف، منع، أعاق السير، ففي تاريخ البربر (1: 23): اعترضوا هدية باديس من أفريقية إلى مصر فأخذوها.
اعترض: هاجم الجبهة، وهي ضد اعتلى أي هاجم برفع الذراع. (دي ساسي طرائف 2: 444).
اعتراض: على أو اعترض في: زاحم، نافس، ضادّ، ناوأ، تصدّى له. (بوشر).
اعترض على: عارض، ردّ على (بوشر، هلو).
استــعرض: لا يقال استــعرض المملوك بمعنى طلب شراءه فقط بل بمعنى تفحصه أيضاً.
(انظر كتاب محمد بن الحارث من 238، والثعالبي طبعة كول وبوردا من 38، ألف ليلة 2: 465) وألاحظ أيضاً أن فريتاج حين ذكر: Lustravit at Comparavit rem rei اعتماداً على جان جاك شولتنز فيما يزعم، فانه قد نسب إلى هذا المستشرق الشهير خطأ هو بريء منه. فشولتنز بذكر أولاً Lustravit ( أي استــعرض وعاين وفحص) نقلاً عن أبي الفداء، ثم قال بعد ذلك: استــعرضت الناقة بحضر موت Comparavi camelam Hadramautae نقلاً عن الحريري (ص485 طبعة دي ساسي) وهذا يعني: اشتريت ناقة بحضر موت. ويؤيد هذا قول بعض اللغويين: والمعنى اشتريتها. غير أن فريتاج فهم من هذه العبارة اللاتينية أنها تعني عارضت وقارنت ناقة بحضر موت، وهذا لغو لا معنى له، ومن الغريب حقاً إنه نقل هذه العبارة من مقامات الحريري في السطر السابق بشرحه أسوأ شرح.
استــعرض الجندّ: طلب عرضهم عليه. (عبد الواحد ص72).
استــعرض: حاد، تولي عن، صدف، أعرض عنه. ففي بسَّام (3: 5ر): خالعين لسليمان معارضة للطاعة، واستــعراضاً للجماعة.
عَرْــض. ملك عرض: في الهند هو الذي يــعرض الجنود أي يستــعرضهم ويتولى قيادتهم. (ابن بطوطة 3: 44)، ويقول صاحب كتاب طبقات الناصري: كان في أيام الأمراء الغوريين موظف يسمى صاحب ديوان عرض ويجب على من يرغب في الخدمة العسكرية أن يحضر أمامه (طبقات الناصري ص458).
عَرْــض: وظيفة تقديم الــعرائض والالتماسات والطلبات إلى السلطان. ففي كرتاس (ص259): ومن كتابه الفقيه الكاتب البارع أبو عبد الله المغيلي كان يتولّى الــعرض والإنشاء.
عَرْــض وجمعها أعراض وعروضات، ويقال أيضاً: عرض حال: تقرير، مذكرة، عريضة، طلب، التماس، مذكرة استرحام، استرحام، رسالة إلى رئيس (بوشر).
عَرْــض: وجمعها عُروض: طلب. (هلو) وفي محيط المحيط: عرض الحال عند الكتاب كتاب من الأدنى إلى الاعلى وجمعه وعرض حالات.
عَرْــض: بمعنى أثاث المنزل، المفروشات والرياش. وتجمع أيضاً على أعراض (الفخري ص19) وانظر فريتاج في مادة عَرَــض.
عَرْــض = صَفّ. (زيشر 22: 155) ففي المقري (1: 364): وكان الرجال في المسجد مثل حروف في عرض سطر. وهذا فيما أرى صواب قراءتها وفقاً لما جاء في عدد من المخطوطات ولما جاء في طبعة بولاق بدلاً من عروض. ومنه يقال: من عرض الناس= من جُمْلَة الناس. (1 زيشر 1: 1).
عَرْــض: دائرة العمل، منطقة النفوذ والسلطة، وسعة القدرة والطاقة، وسعة العلم والمــعرفة وسعة الحال. يقال مثلاً: هذا خارج من عرضه.
عرض الوادي: ضفة النهر (فوك).
عَرْــض: بقرة، ثور. (دومب ص64).
من عَرْــض الفَحصْ: عند، قرب (فوك) ولا أدري كيف أن هذه العبارة تدل على هذا المعنى.
عِرْــض، وجمعها أعراض: قبيلة، عشيرة. ففي كتاب ابن خرداذبه (ص80) وقد نقلت في الحلل ص87 و) حيث يعدد قبائل البربر: أعراض البربر، هوارة وزناتة الخ، وعند رولان (ص352): قبائل رحل. ولعلها في الأصل. المقاطعات والمناطق التي تسكنها مختلف القبائل فسميت بأسمائها. (أنظر ياقوت 1: 541) حيث يتحدث عن البربر فيقول: وهذه من أسماء قبائلهم التي سميّت بهم الأماكن التي نزلوا بها.
عِرْــض: شرف. وأهل عرض: أشراف (بوشر).
أكل الــعرضَ أو الأعراض أو عرضَه: اغتاب، نمّ، شنّع: انتقص من، ثلب، قذف، افترى عليه، وشي. (فوك، ألكالا).
نحن في عرضك: نطرح أنفسنا على مروءتك وشهامتك، كما ترجمها لين (ألف ليلة: 225) وفيها: أن رجلين خافا أن يقتلا فذهبا إلى أمهما وقالا لها: يا أمَّنا نحن في عرضك يا أمنا اشفعي فينا. وفي معجم بوشر: أنا في عرضك: الأمان الأمان! العفو العفو! عُرْــض: كما يقال فلان من عرض الناس، يقال: فلان من عرض الجند، أي جند بسيط (مباحث 1 ص38).
عَرَــض: جنَي، شيطان، صاحب عرض، وجمعها أصحاب أعراض: به مس من الشيطان (فوك).
عَرِــض، عرض الممالك، انظرها في مادة عارض.
عَرْــضَة وجمعها عَرَــضات: الشيء الذي يُــعْرَــض ويرى. ففي طرائف فريتاج (ص38): ثم قال لخادمه يا بشرْ إذا أنا مُتُّ فاجعَل الرقاعَ في أكفاني ألُقَي بهما محمداً صلّعم في عَرَــضات القيامة. وهذا الضبط للكلمات في المطبوع منه. عُرْــضَة ل: مُــعرّــض ل، هدف ل، ففي العبدري في كلامة عن خِرْقة تسمى برقع تغطى بها نساء برقة وجوههن: فلا تزال تلك الخرقة عرضة للاتساخ.
عرضْى: قبيلة، عشيرة. (هلو).
عُرضى: معسكر، ثكنة (بوشر). ولا أدري أن كانت هذه الكلمة ذات علاقة مع أعْراض (انظر عِرْــض) أو أن لها علاقة بالكلمة التركية أوردي أو أوردوا التي أخذنا منها كلمة: horde التي معناها معسكر.
عَرَــضِيّ: طارىء، مفاجيء (فوك، محيط المحيط) الخطيئة الــعرضية: خلاف الكبيرة أو المميتة، وهي من اصطلاح النصارى (محيط المحيط).
عَرَــضِيَّة: حالة الشيء العارض أي الطارئ (بوشر). عرضية= كَر (انظر طرّ): قطعة قماش تتخذ عمامة، وقد فسرت ب (ما يلف على الرأس) (ميهرن ص31) وقد ترجمها بما معناه طاقية وقلنسوة، وهذا خطأ.
عَروض: موسيقى، فن الغناء (ألكالا، المقدمة 3: 417). انظر عن هذا البيت الذي ذكر في المقدمة ملاحظاتي في الجريدة الآسيوية 1869، 2: 213 - 214). وفي المعجم اللاتيني الــعربي): melodia بَمَساق وعَرُــوض حلْو.
عروض البَلَد: أغنية شائعة في المدينة، أغنية هزلية خفيفة. (المقدمة 2: 195، 3: 417) عَرُــوض: شطر، مصراع، نصف بيت. (المقدمة 3: 417) والجمع أعاريض: أجزاء البيت، تفاعيل. (المقري 2: 406).
عَروُض: بَحرْ وزن الشــعر وميزان الشــعر.
(الجريدة الآسيوية (1869، 2: 186، 187، المعجم اللاتيني - الــعربي).
من ذا الــعُرُــوض: من هذا النوع، من هذا الصنف، من هذا الجنس. (فوك).
الشاعر الــعَرِــيض؟ (حيان ص9 ف) عَرِــيض: جانب الجبل الذي هو في جهة المسافر، هذا إذ فهمت جيدا ما جاء من محيط المحيط وهو ما عُرِــض واستقام من جانب الجبل، وهو من كلام المولدين.
عُرَــاضة: عند أهل لبنان لإطلاق البارود في محافل الفرح (محيط المحيط).
عروضة: عينة، نموذج، مسطرة (بوشر).
عَريضة: في اصطلاح الكتاب عرض الحال (محيط المحيط).
عَرُــوضِيّ: موسيقار (الكالا).
عَرُــوضات: الراغبون، التائقون المشتهون. (رولاند).
عارض: السحاب المعترض في الأفق. ويقال العارض جائز، أي يهطل المطر مدراراً (دلابورت ص39. وفي معجم فوك: عارض: شؤبوب، وابل مدرار، زخة مطر. وهمرة، مزنة.
عارض: شبح، يقال: عارض رجل: شبح رجل (عباد 2= 120، 3: 211 رقم 11).
عارض: اختلال الصحة، سقم. ففي بدرون (ص17): طبيب لا يخُشى معه داء ولا شيء ولا عارض من العوارض.
عارِض: مرض يصيب الكرم (ابن العوام 1: 586).
عارض: يطلق على اختلال العقل. ففي حياة ابن خلدون (ص198 ق): لقي أعلام المشرق يومئذ فلم يأخذ عنهم لأنه كان مختلطا بعارض عرض في عقله. وفي محيط المحيط: والعارض للمسّ من الجنّ من كلام المولّدين.
عارض، جنى استولى على شخص وجننه.
(ألف ليلة 2: 341، 342، 343، 4: 532) عوارضُ السِكك: ملتقى الطرق فيما يظهر.
(المقري 1: 358).
عارضُ (أو عَرِــض) الممالك: مفتش الأقاليم في الهند. أنظر التعليقة في رحلة ابن بطوطة (3: 458).
عارضَة: مِبشر، محك، مبرد ضخم (ألكالا) عارضًة لكلام: تفخيم الكلام. وقدرة على الكلام (بوشر).
عارِضيّ: طارئ، مفاجئ، غير مقصود (بوشر).
عارِضيّ: عَرَــضي، فجائي (بوشر).
عارِضيَّة خَشَب: لوح، شريحة خشب (بوشر).
إعْراض: بيان، تفصيل، عَرْــض (بوشر).
إعْراض: عطاء، هبة، هدية (بوشر).
تَــعْرِــيض: تورية: تلميح، إلماع (بوشر). مَــعْرِــض: سوق الرقيق (لين) وفي معجم (فوك): مَــعَرَــض وجمعها معارض: ساحة انعقاد الأسواق الدورية وفي كتاب الخطيب (ص37 و): وانا أقدر أن أشتري لك من الغرض (المــعرض) أخيرا (خَيراً) منه بعشرين ديناراً. وما قلته هو الصواب لأنا نجد في المقري (2: 546): من سوق العبيد. وهو يعني المكان المذكور.
مُــعْرِــض: بمعنى أمكنه من عُرضِه. (انظر ديوان الهذليين ص266 البيت العاشر)، وجمعها: مَعارِض؟ (معجم مسلم).
مِــعْراض: يبدو لي أنها تعني المعنى المألوف الذي ذكره لين في العبارة التي نقلت في معجم مسلم.
مِــعْراض: حاجز، عائق. ففي المقري (3: 118): قال السلطان وقد حضر تشييع ميت: كيف تتركون الخيلَ تصل إلى ضريح الشيخ هَلاً عرَّــضتم هنالك (وأشار إلى حيث المــعراض الآن) خشبة ففعلنا. فمــعراض تعني إذا خشبة مــعرَّــضة وهي قطعة من الخشب توضع بالــعرض.
مِــعْراض: رتاج الباب، وهو قضيب يوضع وراء الباب لإغلاقها، وجمعها معارض. (بوسييه).
مَــعْرُــوض: مُــعَرَّــض. (بوشر).
مَــعْرُــوض: عريضة، عَرْــض الحال عند الكتاب (محيط المحيط).
مَــعْرُــوض: حديث النعمة، حديث الغنى (رولاند).
اعتراض: استطراد الكلام وخروج عن الموضوع في الكلام. (بوشر).
اعتراض: جملة معترضة (بوشر) والجمع مُعْتَرِضات: يظهران معناها قنوات صغيرة تربط فيما بينها القنوات الكبرى. (معجم البلاذري).
مُتَــعرِــض: متعهد بإجراء أمر. والذي يتعهد ويتكفل بتجهيز المؤن وبالدفع والبيع إلى غير ذلك (بوشر).
الــعرض: الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع، أي محل، يقوم به، كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحله ويقوم به، والأعراض على نوعين: قار الذات، وهو الذي يجتمع أجزاؤه في الوجود، كالبياض والسواد، وغير قار الذات، وهو الذي لا يجتمع أجزاؤه في الوجود، كالحركة والسكون.

الــعرض اللازم: هو ما يمتنع انفكاكه عن الماهية، كالكاتب بالقوة بالنسبة إلى الإنسان. 

الــعرض المفارق: هو ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء، وهو إما سريع الزوال، كحمرة الخجل، وصفرة الوجَل، وإما بطيء الزوال، كالشيب والشباب.

الــعرض العام: كلي معقول على أفراد حقيقة واحدة وغيرها قولًا عرضيًا، فبقولنا: "وغيرها" يخرج النوع والفصل والخاصة؛ لأنها لا تقال إلا على حقيقة واحدة فقط، وبقولنا: "قولًا عرضيًا" يخرج الجنس؛ لأنه قول ذاتي.

الــعرض: انبساط في خلاف جهة الطول.

الــعرض: ما يــعرض في الجوهر، مثل الألوان والطعوم والذوق واللمس وغيرها، مما يستحيل بقاؤه بعد وجوده.
عرض وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله كُلِ الجُبْنَ عُرضاً. [قَالَ الْأَصْمَعِي -] قَوْله: عُرْــضًا يَعْنِي اعتَرِضْه واشْتره مِمَّن وَجَدْتَه وَلَا تَسْأل عمَّن عمَله أمِنْ عَمَلِ أهل الْكتاب هُوَ أم من عَمَلِ المَجُوس. [وَمن هَذَا قيل للخارجي: إِنَّه يسْتــعرِــض الناسَ بِقَتْلِهِم يَقُول: لَا يسْأَل عَن مُسلم وَلَا غَيره وَمِنْه قيل: اضرِبْ بِهَذَا عُرْــض الْحَائِط أَي اعتَرِضْه حَيْثُ وجدت مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمن هَذَا حَدِيث ابْن مَسْعُود رَحمَه الله أَنه أقْرض رجلا دَرَاهِم فَأَتَاهُ بهَا فَقَالَ لِابْنِ مَسْعُود حِين قَضَاهُ: إنِّي تَجَوَّدْتُّها لَك من عَطَائي فَقَالَ ابْن مَسْعُود: اذهَبْ بهَا فاخْلِطْها ثمَّ ائْتِنَا بهَا من عُرْــضها حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن ابْن مَسْعُود. قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: اعتَرِضْها فَخذ من أَيهَا وجدت.
عرض وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فِي أسيفع جُهَيْنَة أَنه خطب فَقَالَ: أَلا إِن الاُسَيفع اُسَيفع جُهَيْنَة رَضِي من دينه وأمانته بِأَن يُقَال: سَابق الْحَاج أَو قَالَ: سبق الْحَاج فادّان مــعرضًا فَأصْبح قد رِينً بِهِ فَمن كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دين فليغد بِالْغَدَاةِ فلنقسم مَاله بَينهم بِالْحِصَصِ. قَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: قَوْله: فادّان مُــعرضا يَعْنِي فاستدان مُــعرضا وَهُوَ الَّذِي يعْتَرض النَّاس فيستدين مِمَّن أمكنه قَالَ الْأَصْمَعِي: وكل شَيْء أمكنك من عُرضه فَهُوَ مــعرض لَك وَمن هَذَا قَول النَّاس: هَذَا الْأَمر مــعرض لَك إِنَّمَا هُوَ بِكَسْر الرَّاء [بِهَذَا الْمَعْنى -] وَمِنْه قَول عدي ابْن زيد: [الْخَفِيف]

سرّه حَاله وَكَثْرَة مَا يملك ... الْبَحْر مُــعَرضا والسديرُ

و [يرْوى -] مــعرض بِالرَّفْع أَيْضا.
(عرض)
الشَّيْء عرضا وعروضا ظهر وأشرف يُقَال عرض لَهُ أَمر وَــعرض لَهُ عَارض وَأمكن يُقَال عرض لَهُ الصَّيْد وَــعرض لَهُ الْخَيْر وَالرجل عرضا أَتَى الْــعرُــوض مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَا حولهما وبسلعته بادل بهَا وَله عَارض من الْحمى أَصَابَهُ وَيُقَال سرت فَــعرض لي فِي الطَّرِيق عَارض مَانع وَالشَّيْء أظهره وأبرزه وَالْكتاب قَرَأَهُ عَن ظهر قلب وَالْمَتَاع للْبيع أظهره لِذَوي الرَّغْبَة لِيَشْتَرُوهُ وَعَلِيهِ الشَّيْء أرَاهُ إِيَّاه وَيُقَال عرض الدَّابَّة على الْحَوْض سامها أَن تشرب وَهُوَ من المقلوب وَأَصله عرض الْحَوْض على الدَّابَّة والجند عرض عين أَمرهم عَلَيْهِ وَاحِدًا وَاحِدًا وَأمرهمْ على بَصَره ليــعرف من غَابَ وَمن حضر وَله من حَقه شَيْئا أعطَاهُ إِيَّاه مَكَان حَقه وَالْقَوْم على السَّيْف قَتلهمْ بِهِ وَالْقَوْم على النَّار أحرقهم بهَا وَالشَّيْء أصَاب عرضه جَانِبه والحصير بَسطه وَالشَّيْء وَضعه بِالْــعرضِ يُقَال عرض الْعود على الْإِنَاء وَــعرض السَّيْف على فَخذه وَــعرض عرض فلَان نحا نَحوه وَلَا تــعرض عرض فلَان لَا تذكره بِسوء

(عرض) جن وَيُقَال عرض لَهُ أَيْضا

(عرض) الشَّيْء عرضا وعراضة تَبَاعَدت حاشيتاه واتسع عرضه فَهُوَ عريض وعراض (ج) عراض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا مَسّه الشَّرّ فذو دُعَاء عريض} وَاسع كثير
ع ر ض

عرضهم على السيف أي قتلهم، وعلى النار أي أحرقهم. وعرض لفلان إذا جن. و" أعرض ثوب الملبس " أي صار ذا عرض. يقال لمن يقال له: ممن أنت؟ فقال: من نزارٍ. " وطأ مــعرضاً " أي ضع رجلك حيث وقعت ولا تتّق شيأ. قال البعيث:

فطأ مــعرضاً إن الحتوف كثيرة ... وإنك لا تبقي لنفسك باقياً

وأعرض لك الشيء إذا أمكنك من عرضه. وأعرض لك الصيد فارمه وهو مــعرض لك. وأعرض لبّي عن كذا إذا نسيته. وادّان فلان مــعرضاً إذا استدان ممن أمكنه. واستــعرض الخوارج الناس إذا خرجوا لا يبالون من قتلوا. وعرفت ذلك في مــعراض كلاه. و" إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". واعترض فلان عرضي إذا وقع فيه وتنقّصه. واعترضت أعطى من أقبل ومن أدبر. واعترض الفرس في رسنه إذا لم يستقم لقائده. واعترض البعير: ركبه وهو صعب، وتــعرضت الإبل المدارج: أخذت فيها يميناً وشمالاً. وما فعلت مــعرّــضتكم: يريدون الجارية يــعرضونها على الخاطب عرضة ثم يحجبونها ليرغب فيها. قال الكميت:

ليالينا إذ لاتزال تروعنا ... مــعرّــضة منهن بكر وثيّب

وعرّــض قومه: أهدى لهم عند مقدمه. واشتر عراضةً لأهلك. قال:

حمراء من مــعرّــضات الغربان

وبنو فلان يأكلون العوارض أي ما عرضت به علّة ولا يعتبطون. وفلانة عرضة للنكاح. وهذه الفرس عرضهٌ للسباق أي قوية عليه مطيقة له. وفلان عرّــيض: يــعرض بالشر. قال:

وأحمق عرّــيض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرّقم

وخذ في عروض سوى هذه أي في ناحية. وأخذ في عروض ما تعجبني. ولقيت منه عروضاً صعبة. واستعمل فلان على الــعروض أي على مكة والمدينة. وفلان ذو عارضة وهي البديهة، وقيل: الصرامة. وأصابه سهم عرض وروي بالإضافة. وفلان عريض البطان أي غنيّ. ونظرت إليه عرض عين. وعرضت الجيش عرض عين إذا أمررته على بصرك لتــعرف من غاب ومن حضر. وعارضته في السير، وسرت في عراضه إذا سرت حياله. قال أبو ذؤيب:

أمنك برق أبيت الليل أرقبه ... كأنه في عراض الشام مصباح

وقال ذو الرمة:

جلبنا الخيل من كنفي حفير ... عراض الخيل تعتسف القفارا

ونظرت إليه معارضة أي من عرض. وبعير معارض: لا يستقيم في القطار يعدل يمنة ويسرة. وخرج يعارض الريح إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها. وجاءت بولد عن معارضة وعن عراض إذا لم يــعرف له أب.
(ع ر ض) : (الْــعَرْــضُ) خِلَافُ الطُّولِ وَشَيْءٌ عَرِــيضٌ (وَيُقَالُ) إنَّهُ لَــعَرِــيضُ الْقَفَا أَيْ أَحْمَقُ (وَلَقَدْ أَــعْرَــضْتُ الْمَسْأَلَةَ) جِئْتُ بِهَا عَرِــيضَةً وَاسِعَةً (وَالْمِــعْرَــاضُ) السَّهْمُ بِلَا رِيشٍ يَمْضِي عَرْــضًا فَيُصِيبُ بِــعُرْــضِهِ لَا بِحَدِّهِ (وَالْــعَرْــضُ) أَيْضًا خِلَافُ النَّقْدِ (وَالْــعُرْــضُ) بِالضَّمِّ الْجَانِبُ (وَمِنْهُ) أَوْصَى أَنْ يُنْفَقَ عَلَيْهِ مِنْ عُرْــضِ مَالِهِ أَيْ مِنْ أَيِّ جَانِبٍ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَيِّنَ وَفُلَانٌ مِنْ عُرْــضِ الْعَشِيرَةِ أَيْ مِنْ شِقِّهَا لَا مِنْ صَمِيمِهَا وَمُرَادُ الْفُقَهَاءِ أَبْعَدُ الْعَصَبَاتِ وَاسْتَــعْرَــضَ النَّاسُ الْخَوَارِجَ وَاعْتَرَضُوهُمْ إذَا خَرَجُوا لَا يُبَالُونَ مَنْ قَتَلُوا (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إذَا دَخَلَ الْمُسْلِمُونَ مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ الْمُشْرِكِينَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَعْتَرِضُوا مَنْ لَقُوا فَيَقْتُلُوا أَيْ يَأْخُذُوا مَنْ وَجَدُوا فِيهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُمَيِّزُوا مَنْ هُوَ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ (وَأَمَّا) مَا فِي الْمُنْتَقَى رَجُلٌ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَبْغَضْتُك وَــعَرَــضْتُ مِنْكَ فَالصَّوَابُ غَرِضْتُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ غَرِضَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا إذَا مَلَّهُ وَضَجِرَ مِنْهُ قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ
إنِّي غَرِضْتُ مِنْ الدُّنْيَا فَهَلْ زَمَنِي ... مُعْطٍ حَيَاتِي لِغِرٍّ بَعْدَمَا غَرِضَا
وَمِنْهُ فَادَّانَ مُــعْرِــضًا أَيْ اسْتَدَانَ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ الِاسْتِدَانَة مِنْهُ (وَقَوْلُهُمْ) عَرَــضَ عَلَيْهِ الْمَتَاعَ إمَّا لِأَنَّهُ يُرِيَهُ طُولَهُ وَــعَرْــضَهُ أَوْ عُرْــضًا مِنْ أَــعْرَــاضِهِ (وَمِنْهُ) اعْتَرَضَ الْجُنْدُ لِلْعَارِضِ وَاعْتَرَضَهُمْ الْعَارِضُ إذَا نَظَرَ فِيهِمْ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَرَــضَ عَلَى رَجُلٍ جِرَابَ هَرَوِيٍّ فَاشْتَرَاهُ الَّذِي اعْتَرَضَ الْجِرَابَ (وَالتَّــعْرِــيضُ) خِلَافُ التَّصْرِيحِ وَالْفَرْق بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكِنَايَةِ أَنَّ التَّــعْرِــيضَ تَضْمِينُ الْكَلَامِ دَلَالَةً لَيْسَ لَهَا فِيهِ ذِكْرٌ كَقَوْلِك مَا أَقْبَح الْبُخْلَ تَــعْرِــيضٌ بِأَنَّهُ بَخِيلٌ وَالْكِنَايَةُ ذِكْرُ الرَّدِيفِ وَإِرَادَة الْمَرْدُوف كَقَوْلِك فُلَانٌ طَوِيلُ النِّجَادِ وَكَثِيرُ رَمَادِ الْقِدْرِ يَعْنِي أَنَّهُ طَوِيلُ الْقَامَةِ وَمِضْيَافٌ (وَالْــعَرَــضُ) بِفَتْحَتَيْنِ حُطَامُ الدُّنْيَا (وَمِنْهُ) الدُّنْيَا عَرَــضٌ حَاضِرٌ وَفِي اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَا لَا بَقَاءَ لَهُ (وَقَوْلُهُمْ) هُوَ عَلَى عَرَــضِ الْوُجُودِ أَيْ عَلَى إمْكَانِهِ مِنْ أَــعْرَــضَ لَهُ كَذَا إذَا أَمْكَنَهُ وَحَقِيقَتُهُ أَبْدَى عُرْــضَهُ.
عرض
الــعَرْــضُ: خلافُ الطّولِ، وأصله أن يقال في الأجسام، ثمّ يستعمل في غيرها كما قال:
فَذُو دُعاءٍ عَرِــيضٍ
[فصلت/ 51] .
والــعُرْــضُ خصّ بالجانب، وأَــعْرَــضَ الشيءُ: بدا عُرْــضُهُ، وعَرَــضْتُ العودَ على الإناء، واعْتَرَضَ الشيءُ في حلقه: وقف فيه بِالْــعَرْــضِ، واعْتَرَضَ الفرسُ في مشيه، وفيه عُرْــضِيَّةٌ. أي: اعْتِرَاضٌ في مشيه من الصّعوبة، وعَرَــضْتُ الشيءَ على البيع، وعلى فلان، ولفلان نحو: ثُمَّ عَرَــضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ
[البقرة/ 31] ، عُرِــضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا
[الكهف/ 48] ، إِنَّا عَرَــضْنَا الْأَمانَةَ
[الأحزاب/ 72] ، وَــعَرَــضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْــضاً
[الكهف/ 100] ، وَيَوْمَ يُــعْرَــضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ
[الأحقاف/ 20] . وعَرَــضْتُ الجندَ، والعَارِضُ:
البادي عَرْــضُهُ، فتارةً يُخَصُّ بالسّحاب نحو:
هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا
[الأحقاف/ 24] ، وبما يَــعْرِــضُ من السَّقَمِ، فيقال: به عَارِضٌ من سُقْمٍ، وتارة بالخدِّ نحو: أَخَذَ من عَارِضَيْهِ، وتارة بالسِّنِّ، ومنه قيل: العَوَارِضُ للثّنايا التي تظهر عند الضّحك، وقيل: فلانٌ شديدُ العَارِضَةِ كناية عن جودة البيان، وبعيرٌ عَرُــوضٌ: يأكل الشّوك بِعَارِضَيْهِ، والــعُرْــضَةُ: ما يُجْعَلُ مُــعَرَّــضاً للشيء. قال تعالى: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْــضَةً لِأَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 224] ، وبعيرٌ عُرْــضَةٌ للسّفر. أي: يجعل مُــعَرَّــضاً له، وأَــعْرَــضَ: أظهر عَرْــضَهُ. أي: ناحيته. فإذا قيل: أَــعْرَــضَ لي كذا.
أي: بَدَا عَرْــضُهُ فأمكن تناولُهُ، وإذا قيل: أَــعْرَــضَ عنّي، فمعناه: ولّى مُبديا عَرْــضَهُ. قال: ثُمَّ أَــعْرَــضَ عَنْها [السجدة/ 22] ، فَأَــعْرِــضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ
[النساء/ 63] ، وَأَــعْرِــضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
[الأعراف/ 199] ، وَمَنْ أَــعْرَــضَ عَنْ ذِكْرِي [طه/ 124] ، وَهُمْ عَنْ آياتِها مُــعْرِــضُونَ
[الأنبياء/ 32] ، وربما حذف عنه استغناء عنه نحو: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُــعْرِــضُونَ [النور/ 48] ، ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُــعْرِــضُونَ [آل عمران/ 23] ، فَأَــعْرَــضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ
[سبأ/ 16] ، وقوله: وَجَنَّةٍ عَرْــضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ
[آل عمران/ 133] ، فقد قيل: هو الــعَرْــضُ الذي خلاف الطّول، وتصوُّرُ ذلك على أحد وجوه: إمّا أن يريد به أن يكون عَرْــضُهَا في النّشأة الآخرة كَــعَرْــضِ السّموات والأرض في النّشأة الأولى، وذلك أنه قد قال: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ [إبراهيم/ 48] ، ولا يمتنع أن تكون السّموات والأرض في النّشأة الآخرة أكبر ممّا هي الآن. وروي أنّ يهوديّا سأل عمر رضي الله عنه عن هذه الآية فقال: فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار .
وقيل: يعني بِــعَرْــضِهَا سَعَتَهَا لا من حيث المساحة ولكن من حيث المسرّة، كما يقال في ضدّه:
الدّنيا على فلان حلقة خاتم، وكفّة حابل، وسعة هذه الدار كسعة الأرض، وقيل: الــعَرْــضُ هاهنا من عَرْــضِ البيعِ ، من قولهم: بيع كذا بِــعَرْــضٍ: إذا بيع بسلعة، فمعنى عَرْــضُهَا أي: بدلها وعوضها، كقولك: عَرْــضُ هذا الثّوب كذا وكذا. والــعَرَــضُ: ما لا يكون له ثباتٌ، ومنه استعار المتكلّمون الــعَرَــضَ لما لا ثبات له إلّا بالجوهر كاللّون والطّعم، وقيل: الدّنيا عَرَــضٌ حاضرٌ ، تنبيها أن لا ثبات لها. قال تعالى:
تُرِيدُونَ عَرَــضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ [الأنفال/ 67] ، وقال: يَأْخُذُونَ عَرَــضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ: سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَــضٌ مِثْلُهُ [الأعراف/ 169] ، وقوله: لَوْ كانَ عَرَــضاً قَرِيباً
[التوبة/ 42] ، أي: مطلبا سهلا.
والتَّــعْرِــيضُ: كلامٌ له وجهان من صدق وكذب، أو ظاهر وباطن. قال: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّــضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ
[البقرة/ 235] ، قيل: هو أن يقول لها: أنت جميلةٌ، ومرغوب فيك ونحو ذلك.

عرض


عَرَــضَ(n. ac. عَرْــض)
a. Happened, took place, occurred, befell.
b. [acc. & La], Showed to; placed before; presented to.
c. [acc.
& c. ), slew; flogged, whipped.
d. Reviewed; held a review.
e. Read, recited.
f. Followed ( the footsteps of ).
g. [La], Interfered with.
h. [La], Became practicable, easy to.
i. Hit in the side.
j. [acc. & 'Ala], Placed sideways.
k. Came to Mecca.
l. Branded.
m.(n. ac. عَرْــض), Defrauded.
n. [pass.], Went mad.
a. see infra.

عَرِــضَ(n. ac. عَرَــض)
a. [La], Appeared, became apparent, showed himself to.

عَرُــضَ(n. ac. عِرَــض
عَرَــاْضَة)
a. Was broad, wide, large.

عَرَّــضَ
a. [acc. & La], Placed, put, set before, over against; presented
offered to; represented, explained to.
b. Widened, broadened, enlarged, extended.
c. Hinted at; suggested; insinuated.
d. [Bi
or
La], Made insinuations, threw out hints against.
e. Wrote indistinctly, illegibly.
f. see I (k)
عَاْرَضَa. Shunned, avoided.
b. Opposed, thwarted, crossed; contradicted;
interrupted.
c. Rendered the like to, paid back in his own
coin.
d. . Vied, competed, contended with, emulated
rivalled.
e. [acc. & Fī], Kept up with ( in walking ): walked by
the side of, accompanied.
f. [acc. & Bi], Compared, collated.
g. . Met, encountered.

أَــعْرَــضَa. see I (b) ( Bِ Bُ ) & II (b).
e. Presented (petition).
f. ['An]. Turned from; opposed, resisted, hindered.
g. [Fī], Was lavish, generous in.
تَــعَرَّــضَa. Showed, presented itself.
b. Was exposed; was shown, exhibited, displayed.
c. [La], Opposed, thwarted; contradicted.
d. [La], Undertook, ventured upon, essayed, attempted.
e. see I (a)
تَعَاْرَضَa. Opposed, withstood each other; contradicted each
other.

إِعْتَرَضَa. see I (a)b. [La], Appeared, presented himself to.
c. [La
or
'Ala], Confronted, encountered; opposed, withstood
thwarted, crossed, hindered; interfered with; contradicted.
d. [acc.
or
La], Faced; advanced towards; betook himself to.
e. Was intractable, refractory, perverse.
f. Rode a restive (animal).
g. Lay across; lay in the way of.
h. [pass.] ['An], Was prevented from.
i. Reviewed (troops).
j. [Min], Accepted a compensation.
k. Ate (thorns).
إِسْتَــعْرَــضَa. Asked to show, display, exhibit, expose.
b. Questioned.
c. Killed, gave &c. indiscriminately.
d. see (عَرُــضَ)
& VIII (d).
عَرْــضa. Width, breadth.
b. Happening; event, occurrence; incident;
accident.
c. Exhibition, display.
d. Review.
e. Wideness, ampleness, largeness; latitude ( in
geography ).
f. Side, slope ( of a mountain ).
g. (pl.
عُرُــوْض), Goods, chattels, movables; wares, merchandise.
h. (pl.
عُرُــوْض أَــعْرَــاْض), Hour of the night.
i. Cloud.

عَرْــضَةa. Exhibition, display; representation.
b. Review.
c. Offer, tender.

عَرْــضِيّa. Lumber-room; corner &c.

عِرْــض
(pl.
أَــعْرَــاْض)
a. Honour, reputation, fame.

عُرْــض
(pl.
عِرَــاْض)
a. Side; lateral part; flank; face, surface;
slope.
b. Main part, bulk, mass.

عُرْــضَةa. Intention, purpose, project, object, aim.
b. Equal, companion, fellow.

عُرْــضِيّa. Unsteady in the saddle.
b. Restive, refractory, untractable, stubborn.
c. [ coll. ], Camp.
عُرْــضِيَّةa. Restiveness, refractoriness, untractableness
indocility, stubbornness.

عَرَــض
(pl.
أَــعْرَــاْض)
a. Accident; misfortune, calamity; chance.
b. Chancegain; windfall.
c. Goods; movables; merchandise.

عَرَــضِيّa. Accidental; casual.
b. [ coll. ], Venial (
sin ).
عُرُــضa. Side.

مَــعْرَــضa. see 18
مَــعْرِــضa. Place of showing; market-place.
b. Exhibition.

مِــعْرَــضa. Festive attire, goodly apparel.

عَاْرِض
(pl.
عَوَاْرِضُ)
a. Accident.
b. Fit, attack; crisis ( of an illness ).
c. Obstacle: mountain; cloud &c.
d. Cheek.
e. Comer.

عَاْرِضَة
(pl.
عَوَاْرِضُ)
a. fem. of
عَاْرِضb. Side; side of the face, cheek.
c. Sidetooth, molar tooth.
d. Crossbeam; cross-piece; rafter; lintel (
door ).
عِرَــاْض
(pl.
عُرُــض)
a. Stripe; mark, brand ( on the side ).
b. see 3
عُرَــاْضa. Broad, wide.

عُرَــاْضَةa. Gift, present.
b. [ coll. ], Volley, salvo
discharge of musketry.
عَرِــيْض
(pl.
عِرَــاْض)
a. Wide, broad; large; extensive; vast.
b. Ample; abundant, plentiful.
c. (pl.
عُرْــضَاْن), Yearling (kid).
عَرُــوْض
(pl.
عُرُــض
أَعَاْرِيْضُ
69)
a. Measure, metre; foot ( of a verse ).
b. Prosody.
c. Path, track; tract.
d. Sense, meaning, drift, purport ( of a
speech ).
عَرُــوْضِيّa. Prosodist, prosodian.

عِرِّــيْضa. Forward, officious, interfering; interferer, busybody
meddler.

مِــعْرَــاْضa. Featherless arrow.
b. Ambiguous speech.

N. P.
عَرڤضَa. Offered, presented: petition; memoir, report.

N. Ag.
عَرَّــضَa. Straggling (camel).
b. Circumciser.

N. P.
عَرَّــضَ
(pl.
مَعَاْرِضُ مَعَاْرِيْضُ)
a. Obscure, vague, enigmatical (speech).
b. Branded.

N. Ag.
عَاْرَضَa. Untractable.

N. Ag.
أَــعْرَــضَa. Occurring, presenting itself.
b. see N. Ag.
عَرَّــضَ
(b).
N. Ag.
إِعْتَرَضَa. Parenthetic (clause).
b. Sudden, unexpected.
c. Transversal, transverse; hindrance.

N. Ac.
إِعْتَرَضَa. Opposition; interference; objection;
contradiction.

مُعَارَضَة [ N.
Ac.
عَاْرَضَ
(عِرْــض)]
a. see N. Ac.
VIII
عَرَــضًا
a. Accidentally, by chance, casually;
unintentionally.

عَرْــض حَال عَرْــضُحَال ( pl.

عَرْــضُحَالَات )
a. [ coll. ], Petition; report
statement, memoir.
يَوْم الــعَرْــض
a. The day of Judgment.

عِلْم الــعَرُــوْض
a. Prosody.

هُو عُرْــضَة لِذٰلِك
a. He is equal to, ready for that.

جَعَلْتُهُ عُرْــضَةً ل
a. I have set him as an obstacle to, as a butt
for.

عِرَــضَنَة عِرَــضْنَى
a. Briskness, liveliness, sprightliness.
ع ر ض: (عَرَــضَ) لَهُ كَذَا أَيْ ظَهَرَ. وَ (عَرَــضْتُهُ) لَهُ أَظْهَرْتُهُ لَهُ وَأَبْرَزْتُهُ إِلَيْهِ. يُقَالُ: (عَرَــضْتُ) لَهُ ثَوْبًا مَكَانَ حَقِّهِ وَثَوْبًا مِنْ حَقِّهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (عَرَــضَ) الْبَعِيرَ عَلَى الْحَوْضِ وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ وَالْمَعْنَى عَرَــضَ الْحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ، وَــعَرَــضَ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ، وَــعَرَــضَ الْكِتَابَ، وَــعَرَــضَ الْجُنْدَ، إِذَا أَمَرَّهُمْ عَلَيْهِ وَنَظَرَ مَا حَالُهُمْ وَ (اعْتَرَضَهُمْ) . وَ (عَرَــضَهُ عَارِضٌ) مِنَ الْحُمَّى وَنَحْوِهَا. وَ (عَرَــضَهُمْ) عَلَى السَّيْفِ قَتْلًا. كُلُّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (عَرَــضَ) الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ وَالسَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الْمِــعْرَــضُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ ثِيَابٌ تُجْلَى فِيهَا الْجَوَارِي. وَ (الْمِــعْرَــاضُ) السَّهْمُ الَّذِي لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وَ (الْــعَرْــضُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الْمَتَاعُ. وَكُلُّ شَيْءٍ عَرْــضٌ إِلَّا الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ فَإِنَّهَا عَيْنٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (الْــعُرُــوضُ) الْأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا تَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا. وَ (الْــعَرْــضِيُّ) بِسُكُونِ الرَّاءِ جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ. وَ (الْــعَرْــضُ) ضِدُّ الطُّولِ وَقَدْ (عَرُــضَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَ (عِرَــضًا) أَيْضًا بِوَزْنِ عِنَبٍ فَهُوَ (عَرِــيضٌ) وَ (عُرَــاضٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْــعَرَــضُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا يَــعْرِــضُ لِلْإِنْسَانِ مِنْ مَرَضٍ وَنَحْوِهِ. وَــعَرَــضُ الدُّنْيَا أَيْضًا مَا كَانَ مِنْ مَالٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ. وَالْإِــعْرَــاضُ عَنِ الشَّيْءِ الصَّدُّ عَنْهُ. وَ (أَــعْرَــضَ) الشَّيْءَ جَعَلَهُ عَرِــيضًا. وَ (عَرَــضَ) الشَّيْءَ (فَأَــعْرَــضَ) أَيْ أَظْهَرَهُ فَظَهَرَ فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: كَبَّهُ فَأَكَبَّ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَــعَرَــضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ} [الكهف: 100] أَيْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهَا (فَأَــعْرَــضَتْ) هِيَ أَيِ اسْتَبَانَتْ وَظَهَرَتْ. وَادَّانَ فُلَانٌ (مُــعْرِــضًا) بِكَسْرِ الرَّاءِ أَيِ اسْتَدَانَ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ وَلَمْ يُبَالِ مَا يَكُونُ مِنَ التَّبِعَةِ. وَ (اعْتَرَضَ) الشَّيْءُ صَارَ (عَارِضًا) كَالْخَشَبَةِ (الْمُعْتَرِضَةِ) فِي النَّهْرِ. يُقَالُ: (اعْتَرَضَ) الشَّيْءُ
دُونَ الشَّيْءِ أَيْ حَالَ دُونَهُ. وَ (اعْتَرَضَ) فُلَانٌ فُلَانًا أَيْ وَقَعَ فِيهِ. وَعَارَضَهُ أَيْ جَانَبَهُ وَعَدَلَ عَنْهُ. وَ (الْعَارِضُ) السَّحَابُ يَعْتَرِضُ فِي الْأُفُقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] أَيْ مُمْطِرٌ لَنَا لِأَنَّهُ مَــعْرِــفَةٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِعَارِضٍ وَهُوَ نَكِرَةٌ. وَالْــعَرَــبُ إِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا فِي الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الْأَفْعَالِ دُونَ غَيْرِهَا فَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: هَذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا. وَقَالَ أَــعْرَــابِيٌّ بَعْدَ الْفِطْرِ: رَبَّ صَائِمِهِ لَنْ يَصُومَهُ وَقَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ، فَجَعَلَهُ نَعْتًا لِلنَّكِرَةِ وَأَضَافَهُ إِلَى الْمَــعْرِــفَةِ. وَ (عَارِضَتَا) الْإِنْسَانِ صَفْحَتَا خَدَّيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ خَفِيفُ (الْعَارِضَيْنِ) يُرَادُ بِهِ خِفَّةُ شَــعْرِ عَارِضَيْهِ. وَ (عَارَضَهُ) فِي الْمَسِيرِ أَيْ سَارَ حِيَالَهُ. وَعَارَضَهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ أَيْ أَتَى إِلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَتَى. وَ (عَارَضَ) الْكِتَابَ بِالْكِتَابِ أَيْ قَابَلَهُ. وَ (التَّــعْرِــيضُ) ضِدُّ التَّصْرِيحِ، يُقَالُ: (عَرَّــضَ) لِفُلَانٍ وَبِفُلَانٍ إِذَا قَالَ قَوْلًا وَهُوَ يَعْنِيهِ. وَمِنْهُ (الْمَعَارِيضُ) فِي الْكَلَامِ وَهِيَ التَّوْرِيَةُ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ. أَيْ سَعَةٍ. وَ (عَرَّــضَهُ) لِكَذَا (فَتَــعَرَّــضَ) لَهُ. وَ (تَــعْرِــيضُ) الشَّيْءِ جَعَلُهُ عَرِــيضًا. وَ (تَــعَرَّــضَ) لِفُلَانٍ تَصَدَّى لَهُ، يُقَالُ: تَــعَرَّــضْتُ أَسْأَلُهُمْ. وَ (الْــعَرُــوضُ) مِيزَانُ الشِّــعْرِ لِأَنَّهُ يُعَارَضُ بِهَا. وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلَا تُجْمَعُ لِأَنَّهَا اسْمُ جِنْسٍ. وَالْــعَرُــوضُ أَيْضًا اسْمُ الْجُزْءِ الَّذِي فِي آخِرِ النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ وَيُجْمَعُ عَلَى (أَعَارِيضَ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا إِــعْرِــيضًا. وَإِنْ شِئْتَ جَمَعْتَهُ عَلَى (أَعَارِضَ) . وَ (عُرْــضُ) الشَّيْءِ بِوَزْنِ قُفْلٍ نَاحِيَتُهُ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ جِئْتَهُ. وَرَآهُ فِي عُرْــضِ النَّاسِ أَيْضًا أَيْ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَفُلَانٌ مِنْ عُرْــضِ النَّاسِ أَيْ مِنَ الْعَامَّةِ. وَفُلَانٌ (عُرْــضَةٌ) لِلنَّاسِ أَيْ لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَجَعَلْتُ فُلَانًا عُرْــضَةً لِكَذَا أَيْ نَصَبْتُهُ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْــضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224] أَيْ نَصْبًا. وَنَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ (عُرْــضٍ) وَ (عُرُــضٍ) مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ أَيْ مِنْ جَانِبٍ وَنَاحِيَةٍ. وَ (اسْتَــعْرَــضَهُ) قَالَ لَهُ: أَــعْرِــضْ عَلَيَّ مَا عِنْدَكَ. وَ (الْــعِرْــضُ) بِالْكَسْرِ رَائِحَةُ الْجَسَدِ وَغَيْرِهِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ خَبِيثَةً. يُقَالُ: فُلَانٌ طَيِّبُ الْــعِرْــضِ وَمُنْتِنُ الْــعِرْــضِ. وَ (الْــعِرْــضُ) أَيْضًا الْجَسَدُ. وَفِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: «إِنَّمَا هُوَ عَرَــقٌ يَسِيلُ مِنْ أَــعْرَــاضِهِمْ» أَيْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ. وَ (الْــعِرْــضُ) أَيْضًا النَّفْسُ يُقَالُ: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْــضِي أَيْ صُنْتُ عَنْهُ نَفْسِي. وَفُلَانٌ نَقِيُّ الْــعِرْــضِ أَيْ بَرِيءٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ وَيُعَابَ. وَقِيلَ عِرْــضُ الرَّجُلِ حَسَبَهُ. 
(عرض) - في الحديث: "أنّه بَعَث بَدنَةً مع رجل فقال: إن عُرِــضَ لها، فانْحَرْها" يعنى إن عُرِــض لها بكَسْر أو مَرَض، والعَارِضُ: المَرِيضَة التي أصابها كَسْر، والــعَرَــض: ما يَــعرِــض من مَرضٍ ونحوِه.
- في حديث عاشُوراءَ: "فأمر أن يؤذِنوا أَهلَ الــعَرُــوضِ"
قال وكِيع بن أبى سُود: كنا بالــعَرُــوضِ من أَكنافِ مكّة.
قال الأصمعي: يقال لمكَّةَ والمَدينةِ الــعَرُــوضَ ويضاف إليهما غَيرهُ: اليَمَن.
والــعَرُــوض: المكان الذي يُعارِضُك إذا سِرْتَ.
- وفي حَدِيث أبى هريرة: "فأخَذَ في عَرُــوضِ آخر"
: أي طريق آخر من الكلام؛ لأن الــعَروض طَريق في عُرْــضِ الجَبَل في مضيق.
وقال الليث: هو ما اعْتَرض في عُرْــضِ الجَبَل. يقال: تَــعرَّــض فلان في الجَبَل، إذا أخذ في عَرُــوضٍ منه، فاحتاجَ أن يأخذ يَمينًا وشِمالًا. وقيل: عَروضُ الجبل: ناحِيةٌ منه.
- وفي الحديث: "إن الحَجَّاجَ كان على الــعُرْــضِ وعنده ابنُ عُمَر رضي الله عنهما"
كذا رُوِى بالضَّمَّ. وقال الحرْبِىّ: أَظنُّه أراد الــعُرُــوضَ، يعنى جَمْعَ الــعَرْــض، وهو الجيش. يقال للجيش إذا كان كَثِيرًا: ما هو إلّا عَرَــض من الَأعراض، يُشْبِه ناحِيَةَ الجَبَل. وقال غيره: الــعَرْــضُ: الجَيْش الضخم، شبه بالــعَرْــض من السَّحاب؛ وهو ما سَدَّ الأُفُق، وهو الجَبَل أيضا.
- في الحديث: "ثَلاثٌ فيهن البَرَكة، مِنْهُن البَيعُ إلى أَجَل، والمُعَارَضَة".
يعنى بيع الــعَرْــض بالــعَرْــض وهو المتاع بالمتاع لا نَقْد فيه.
والمُعارَضَة: المقابلة، وعَارضَه بمثل فِعلِه. وأَخَذتُ هذه السلعة عَرْــضًا: إذا أعطيتَ بها مِثْلَها
- في الحديث: "فتَلقَّته امرأَةٌ معها عَرِــيضَانِ أهدَتْهما له".
قال الأصمعى: الــعَريضُ من المَعِز: الذي أتى عليه نحوٌ من سَنَة، وتَناولَ الشَّجرَ والنَّبتَ بــعُرْــضِ شِدْقِه، وجَمعُه عِرْــضَان.
- ومنه خَبَر سُلَيمان: "أنَه حَكَم في صاحب الغنم أن يَأكُلَ من رِسْلِها وعِرْــضَانِها"
قيل: هو الجَدْى إذا بَلَغ النَّزْو، يقال له عَرُــوضٌ أيضًا.
والــعَرِــيضُ عند أهل الحجاز خاصة الخَصِىّ. يقال: عَرضْت الــعِرضَان: إذا خَصَيْتَها.
وقال أبو زيد: لا يكون الــعَرِــيضُ إلا ذَكَرًا. وقيل: هو من الظِّباء ما عارَضَ الإثْنَاءَ .
- في الحديث: "لا جَلَبَ ولا جَنَب ولا اعْتِراضَ"  الاعْتِراض: هو أن يَعْتَرضَ رَجلٌ بفَرسِه في بعض الغَايَة. فَيدْخُلَ مع الخيل، ومنه أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عارض جَنازَة أَبىِ طالب: أي أتاها مُعارضَة من بعض الطَّريق، ولم يَتْبَعْها من مَنْزله.
- في الحديث: "من سَعادَةِ المَرْء خِفَّة عَارِضَيْه"
قيل: العَارِض من الِّلحية: ما يَنبُت على عُرْــض الِّلحَى فوق الذَّقَن. وقيل: العارضان صفحتا الخدين: أي خِفَّة الِّلحية وقيل: هي كناية عن كَثْرة الذِّكْر لله عز وجل.
- وفي حديث خَدِيجة: "أخاف أن يكون عُرِــض له"
: أي عَرَــض له الجِنُّ وأَصابَه مسٌّ منهم
- في حديث عبد الرحمن بن الزبير: "فاعتُرِضَ عنها".
: أي أصابه عارِضٌ من الجِنِّ أو المَرضِ، مَنعه من إتْيَانِ زَوجتِه تَمِيمةَ.
- في حديث الحَسَن: "أَنَّه كان لا يَتَأَثَّم من قَتْل الحَرُورِىِّ المُسْتَــعرِــض"
: أي الذي يَعْتَرِض الناسَ يَقْتُلهُم. يقال: استَــعرضَ الخوارِجُ الناسَ: إذا خرجوا بأَسْيافِهم لا يُبالُون مَنْ قَتَلُوا.
- في حديث عُثْمان بن أبى العاص رضي الله عنه: "أنه رَأَى رجُلًا فيه اعْتراض". الاعْتِراض: الظُّهُور، والدُّخول في الباطل، والامتناعُ من الحق، واعتَرض الفَرسُ في رَسَنه، إذا لم يستَقِم لقَائدِه، واعْترض فُلانٌ الشيءَ: تكلَّفه. واعترض عِرْــضى: وَقعَ فيه، وفي فلان عَرَــضْنِيَةٌ: أي صُعُوبة.
- في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "تَدْعونَ أَمِيرَ المؤمنين وهو مُــعْرَــض لكم"
كذا روى. قال الحَربِىُّ: الصَّواب بكَسْر الرَّاءِ وبالفَتْح خَطَأ.
يقال: أَــعرضَ الشيءُ من بعيد: ظَهَر.
- في الحديث: قال عَمْرو بن الأَهْتَم للزِّبْرِقَان: "إنه شَدِيدُ العَارِضَة"
قال الخليل: أي ذُو جَلَدٍ وصَرَامَة.
وقال الأصمعى: أي شَدِيدُ النَّاحِيَة.
- في حديث سُرَاقَة: "أنه عَرَــض لَأبِى بَكْرٍ، رضي الله عنهما، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الفَرَس"
: أي اعْتَرض به الطريقَ يمَنَعُهما من المَسِيرِ.
- في حديث أبي سَعِيد، رضي الله عنه: "كُنتُ مع خَلِيلى صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة؛ إذا رَجُلٌ يُقَرِّب فَرسًا في عِراضِ القَوْم". : أي ناحِيَة . يقال: عارَضْت فُلانًا: أي سِرْت حِياله.
- في حديث الحَسَن: "أنه ذكر عُمَر، فأَخَذَ الحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، في عِراضِ كلامِه"
: أي في مِثْل قَولِه.
- في الحديث: "رُفِعَ لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم عارِضُ اليَمامَةِ"
وهو موْضِع مــعروف.
- في حديث عُمَر: "سأل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن عُلَةَ بنِ جَلْد فقال: أُولئِك فوارسُ أَــعْراضِنا، وشِفَاءُ أَمراضِنا".
الأَــعراض: جمع عُرْــض، وهو الجانب: أي يَحمُون نواحِيَنَا عن تَخَطُّفِ العدو، أو جَمعُ عَرْــض وهو الجَيْش، أو جَمعُ عِرْــضٍ
: أي يَصونُون بِبَلائِهم أَــعراضَنَا عن أن تُذَمَّ وتُعَابَ.
- في حديث حُذَيْفَةَ: "تُــعرض الفِتَن على القُلُوبِ عَرضَ الحَصِير".
: أي تُوضَع عليها وتُبْسَط، كما يُبسَط الحَصِير، من قَولِهم: عرَــضْت العودَ على الإناءِ، والسيفَ على الفَخِذين 
عرض عَرُــضَ الشَّيْءُ عَرْــضاً وعِرَــضاً وعَرَــاضَةً، وهو عَرِــيْضٌ وعُرَــاضٌ. وعَرًــضْتُه وأعْرَــضْتُه: جَعَلْتَه عَرِــيْضاً. وأعْرَــضَ هو: صارَ ذا عَرْــض.
وأعْرَــضَتِ المَرْأةُ: أتَتْ بأوْلادٍ عِرَــاض. وماتَ وهو عَرِــيْضُ البِطَانِ: أي جَمُّ المال.
وعَرِــيْضٌ: اسم لِجَبَل مُنْقَادٍ في نِيْرِ عاضِرَة.
والــعَرِــيْضُ: الجَدْي إذا بَلَغَ ونَزَا أو كادَ. وهو عِنْد أهل الحِجاز: الخَصِي من الغَنَم. والجَمْعُ منهما: الــعِرْــضَانُ. وأعْرَــضْتُه: خَصَيْته، واسْتَــعْرَــضَ.
وعَرَــضَه للشِّرَى أو الهِبَةِ عَرْــضاً. وعَرَــضْتُ الجَيْشَ فاعْتَرَضُوا: أمْرَرْتُهم عَلَي. وعَرَــضْتُ الكِتَابَ والهِبَةَ، وعَارَضْتُه: قَابَلْتَه. وعَرَــضْتُهم على السَّيْفِ والسوْط ضَرْباً وقَتلاً، عَرْــضاً.
وعَرَــضَ الفَرَسُ في عدْوهِ، عَرْــضاً: مَر مائلاً رأسُه وعارِضاً صَدرَه.
وعَرَــضْتُه من حَقَه كذا: أي أعْطَيْته بَدَلَه. وعَرَــضْتُ أعْوَاداً بَعْضَها فوقَ بَعْضٍ فاعْتَرَضَتْ عَرْــضاً. وعَرَــضَتِ الشًاةُ عَرْــضاً: وهي العَارِضَةُ التي تُذْبَحُ لِعِلةٍ تَعْتَريه. وعَرِــضَتْ له الغُوْلُ بكَسْر الراء، وفَتْحُها لُغَةُ، عَرَــضاً.
ومَرَّ فَــعَرَــضْتُ له، بفَتْح الراء، وكَسْرُها لُغَةٌ. وعَارَضْتُه في البَيْع فَــعَرَــضْتُه، عَرْــضاً: غَبَنْتُه وصار الفَضْلُ في يدي. وأعْرَــضَ الظبْيُ، وعَرَــضَ أيضاً: بَدا عرْــضُه. والنهرُ مُــعْرِــضٌ لَكَ: أي مَوْجُوْدٌ لا تُمْنَعُ منه. وأعْرَــضَ عَني: حَادَ.
وأعْرَــضْت به: جَعَلْتُه في عُرْــضي أي ناحِيَتي. وعَارَضْتُه في المَسِيْر: سِرْتَ حِيَاله.
وعَارَضْتُه فيه: بَارَيْتَه وصَنَعْتَ مِثْلَ ما صَنَعَ. وعارَضْتُ: أخَذْتَ في عُرْــض - ويُقال: عِرَــاض أيضاً -: أي ناحِيَة.
ووُلدَ عِرَــاضَاً وعن مُعَارَضَةٍ وعِرَــاض: أي زِنىً.
ولقَحَتِ الناقةُ عِراضاً: وهو أنْ يَتَنوَخَها فَيَضْرِبَها من غيرِ أنْ يُقَاد إليها. وقيل: الــعِرَــاضُ: الفَحْل؛ سُميَ به لأنه يُعارِضُ النوْقَ، وجَمْعُه أعْرِــضَة.
وعَارَضَ فلاناً: أخَذَ في طريقٍ وأخَذَ هو في غيره ثم لَقِيَه. وعَارَضْتُه بِمَتَاع مُعَارَضَةً.
ونَظَرْتُ إليه مُعَارَضَةً: أي من عُرْــضٍ.
والــعِرَــاضُ: مِيْسَمٌ في عَرض الفَخِذِ. وقد عَرَــضْتُ البعيرَ وعَرضْتُه. وبه عُرُــضٌ: أي عِرَــاضٌ. والمُعَارِضُ: النّاقةُ تَرْأمُ بأنْفِها وتَمْنَعُ درَها. واعْتَرَضْتُ الشَيْءَ: تَكًلّفْته.
واعْتَرَضْتُ عَرْــضَه: نَحَوْتَ نَحْوَه. واعْتَرَضَ عِرْــضَه: وَقَعَ فيه وتَنَقَصَه. وإذا قابَلَه وسَاواه في الحَسَب أيضاً. واعْتَرَضَ الفرَسُ في الرسَنِ: لم يَسْتَقِمْ لقائدِه. واعْتَرَضَ له بِسَهْمٍ: أقْبَلَ قُبَلَه فَقَتَلَه. واعْتَرَضْتُ المَتَاعَ والنّاسَ: عَارَضْتَهم واحِداً واحِداً. واعْتَرَضَ الكلامَ: أخَذه بأدْناه.
واعْتَرَضَ البَعيرَ: رَكِبَه وهو صَعْبٌ لم يُرَضْ. ويُقال جَمَلٌ عَرُــوْضٌ وعِرَــضٌ: أي قَبِلَ بعضَ الرِّياضَةِ ولم يَسْتَحْكِمْ. وأخَذَ في عَرُــوْض سوء وعَرْــضَاءِ سوء: أي جانِبِ سَوْء.
ولَقِيتُ منه عَرُــوْضاً صَعْبَةً: أي أمْراً صَعْباً. والــعَرُــوْضُ: مكًةُ والمدينة واليَمَن.
وحَي عَرُــوْض: كَثيرٌ. والــعَرُــوْضُ: طَريق في عُرْــض الجَبَل، وهو ما اعْتَرَضَ في مَضِيْقٍ، والجَميعُ: الــعُرضُ. وعَرُــوْضُ الجَبَل: شُعْبَة منه.
والــعَرُــوْضُ: السحابُ، وكذلك: الــعِرْــضُ والــعَرْــضُ والعَارِض.
وعَرُــوْضُ الشــعْر: فَواصِلُ الأنْصاف، يُؤنَثُ، ويجوز تذكيره. وقيل: هر النَصف الأوَلُ من البَيْت. ومنهم مَنْ جَعَلَه طريقَ الشَــعْرِ وناحِيَتَه. وتَــعَرضَ له بكذَا ولمَــعْروفِه.
وهو عِرِّــيْضٌ: يَتَــعًرّــضُ للناس بالشَر. وتَــعَرَّــضَ كذا: أبْدى عُرْــضَه. وتَــعًرّــضَ الشَيْءُ والحَبُّ: فَسَدَ. وتَــعًرضْتُ الجَبَل: أخَذْتَ فيه يَميناً وشِمالاً. وعَرضْتُ له وبه: خِلافُ صَرَّحْت. ومنه المَعَاريض. وعَرَــفْتُه في مِــعْرَــاض كَلامِه: أي فَحْواه. وعَرضَ: ذهبَ بالشَيْء مَرةً هكذا ومرة هكذا. واسْتَــعْرَــضَهُم بالسيْفِ: لم يُبْقِ أحَداً إلا ضَرَبَه. وكذلك اسْتَــعْرَــضَهم بالعَطاء. والأعْرَــاضُ: جَمْعُ عِرْــض: وهو الأراكُ والأثلُ والحمضُ. وحَكى بعضُهم: بِبِلادِنَا عَرْــضَاوات: لأماكِنَ تُنْبِتُ الأعْراضَ.
والــعِرْــضُ: اسْمُ وادي اليمَامَة. وقيل: هو اسْمٌ لِكُل وَادٍ فيه الشَجَرُ. ووادي القُرَى: عِرْــضٌ.
والأعْرَــاضُ: قُرَىً بَيْنَ الحِجاز واليَمَن والسًرَاة. وفي لُغَةٍ أخرى: هي مثْلُ الأقاليم والرساتِيْق.
وعِرْــضٌ من الجَرَاد: طَبَقٌ منه.
والــعِرْــضُ: الثوْبُ الذي يَلي بَدَنَ الإِنْسانِ. ورِيْحُ بَدَنِ الإِنسان، وأكْثَرُ الناس يقول: عِرْــضُه: نَفْسُه. والحَسَبُ. والجَبَلُ، ويُقال في الجَبَل خاصَةً: الــعَرْــضُ - بالفَتح - أيضاً.
ويُقال: لا تَــعْرِــضْ عِرْــضَهُ: أي لا تَذْكُرْه بسُوء.
وقيل: عِرْــضُ الرجُل: ما يُمْدَح منه ويُذَم. وقيل: خَلِيْقَتُه. والــعَرْــضُ والعَارِضَةُ: الجَماعَةُ من الجَراد والنًحْل تَمْلأ الأفق. والأعْرَــاضُ: المَغَابِنُ. وقيل: أعْراضُ البَدَنِ نَواحِيْه.
والــعُرْــضُ: عُرْــضُ الحائط. وعُرْــضُ المال وعُرْــضُ البَحْر: أي وَسَطه. وقيل: عُرْــضُ الشَّيْء: هو نفسه. وجَرى في عُرْــض الحَدِيْث وفي عُرَــاضِه أيضاً. ونَظَرْت إليه عن عُرْــضٍ: أي ناحِيَةٍ. والــعُرْــضَةُ: الهَمّةُ، وهو لا يَــعْرِــضُ به: أي لا يَهًم به.
وهو عُرْــضٌ للنّاس وعُرْــضَةٌ لهم: أي لا يَزالونَ يَقَعُوْن فيه. وقد عَرَــضْتُه: أي جَعَلْتَه عُرْــضَةً.
ونَاقَة عُرْــضِيَّةٌ: صَعْبَةٌ. وفيها عُرْــضِيَّةٌ. وهو ذُوْ عُرْــضِيٍّ - بمعْنى عُرْــضِيًةٍ -: أي ذو قوة.
والــعُرْــضَةُ: المنْديلُ على وَسَط القَصَابِ كُلَما أصَابَه أو سِكيْنَه وَسَخ لَطَخَه به.
ويُقال: لا تجْعَلْه عُرْــضَة. وفُلانٌ من عُرْــض الناس: أي من سَفِلَتِهم. والمِــعْرَــاضُ: السهْمُ الذي لا رِيْشَ عليه يَمْضي عَرْــضاً. وثَوْبٌ مِــعْرَــض: تُــعْرَــضُ فيه الجَارِية.
وهو يَمْشي الــعِرَــضْنى والــعِرَــضْنَةَ: إذا اشْتَق في العَدْوِ مُعْتَرِضاً من النشاط. وامْرَأة عِرَــضْنَةٌ: ضَخْمَةٌ ذهَبَتْ عَرْــضاً من سِمَنِها.
والــعَرَــضُ: من أحْداثِ الدنيا نحو لمرض والمَوْت. والمَالُ. وحُطَامُ الدنْيا أيضاً. وأصَابَه سَهْمُ عَرَــضٍ - مُضَاف -: تُعُمَدَ به غيرُه فأصَابَه.
والــعُرَــاضَةُ: الهَدِيَّةُ يُهْدِيْها القافِلُ من سَفَرِه. وما تَعًجّلْتَه من طعامٍ قبل أن يُشْرِكَ. والشَيْءُ يُطْعِمُه الرَّكْبُ مَن اسْتَطْعَمَهم من أهل المِياه. والــعُرَــاضَةُ: مِثْلُ الــعَرِــيْضًة. ومَا عَرضْتُهم: أي ما أهْدَيْتَ ولا أطْعَمْت. وفُلان شَديدُ العَارِضةِ: أي ذو جَلِدِ وصَرَامَة. وعَارِضَةُ الوَجْهِ: ما يَبدو منه عِنْدَ الضَّحِك. وتُسَمَّى الضَوَاحِكُ من الأسْنَانِ: العَوَارِض. وهو خَفيفُ العَارِضَيْن: أي عارِضَي اللِّحْيَة. وكُلُّ ما اسْتقْبَلَكَ من شَيْ: فهو عَارِضٌ.
والعَوَارِضُ: سَقَائفُ المَحْمِل الــعِرَــاضُ التي أطْرافُها في العَارِضَتَيْن. وكذلك عَوَارِضُ الخَشَبِ فوقَ البَيْت.
قال يَعْقُوْبُ: " طَأ مُــعْرِــضاً ": أي ضَعْ رِجْلَك حيثُ وَقَعَتْ ولا تَتَقِ شيئاً. ومنه: " فَادانَ مُــعْرِــضاً ".
ع ر ض : عَرُــضَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ عِرَــضًا وِزَانُ عِنَبٍ وَــعَرَــاضَةٌ بِالْفَتْحِ اتَّسَعَ عَرْــضُهُ وَهُوَ تَبَاعُدُ حَاشِيَتَيْهِ فَهُوَ عَرِــيضٌ وَالْجَمْعُ عِرَــاضٌ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ فَالْــعَرْــضُ خِلَافُ الطُّولِ وَجَنَّةٌ عَرِــيضَةٌ وَاسِعَةٌ وَأَــعْرَــضْتُ فِي الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ ذَهَبْتُ فِيهِ عَرْــضًا.

وَأَــعْرَــضْتُ عَنْهُ أَضْرَبْتُ وَوَلَّيْتُ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ جَعْلُ الْهَمْزَةِ لِلصَّيْرُورَةِ أَيْ أَخَذْتُ عُرْــضًا أَيْ جَانِبًا غَيْرَ الْجَانِبِ الَّذِي هُوَ فِيهِ وَــعَرَــضْتُ الشَّيْءَ عَرْــضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَأَــعْرَــضَ هُوَ بِالْأَلِفِ أَيْ أَظْهَرْتُهُ وَأَبْرَزْتُهُ فَظَهَرَ هُوَ وَبَرَزَ وَالْمُطَاوِعُ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصُرَ رُبَاعِيُّهَا عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ وَــعَرَــضَ لَهُ أَمْرٌ إذَا ظَهَرَ وَــعَرَــضْتُ الْكِتَابَ عَرْــضًا قَرَأْتُهُ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ وَــعَرَــضْتُ الْمَتَاعَ لِلْبَيْعِ أَظْهَرْتُهُ لِذَوِي الرَّغْبَةِ لِيَشْتَرُوهُ وَــعَرَــضْتُ الْجُنْدَ أَمْرَرْتُهُمْ
وَنَظَرْتَ إلَيْهِمْ لِتَــعْرِــفَهُمْ وَــعَرَــضَ لَك الْخَيْرُ عَرْــضًا أَمْكَنَكَ أَنْ تَفْعَلَهُ وَــعَرَــضْتُهُمْ عَلَى السَّيْفِ قَتَلْتُهُمْ بِهِ وَــعَرَــضْتُ الْبَعِيرَ عَلَى الْحَوْضِ عَرْــضًا وَهَذَا مِنْ الْمَقْلُوبِ وَالْأَصْلُ عَرَــضْتُ الْحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَدْخَلْتُ الْقَبْرَ الْمَيِّتَ وَأَدْخَلْتُ الْقَلَنْسُوَةَ رَأْسِي وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ وَــعَرَــضْتُ الْعَسَلَ عَلَى النَّارِ عَرْــضًا كَالطَّبْخِ لِتُمَيِّزَهُ مِنْ الشَّمْعِ وَمَا عَرَــضْتُ لَهُ بِسُوءٍ أَيْ مَا تَــعَرَّــضْتُ وَقِيلَ مَا صِرْتُ لَهُ عُرْــضَةً بِالْوَقِيعَةِ فِيهِ وَالْجَمِيعُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَــعَرِــضْتُ لَهُ بِالسُّوءِ أَــعْرَــضُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ.
وَفِي الْأَمْرِ لَا تَــعْرِــضْ لَهُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا أَيْ لَا تَعْتَرِضْ لَهُ فَتَمْنَعَهُ بِاعْتِرَاضِكَ أَنْ يَبْلُغَ مُرَادَهُ لِأَنَّهُ يُقَالُ سِرْتُ فَــعَرَــضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عَارِضٌ مِنْ جَبَلٍ وَنَحْوِهِ أَيْ مَانِعٌ يَمْنَعُ مِنْ الْمُضِيِّ وَاعْتَرَضَ لِي بِمَعْنَاهُ وَمِنْهُ اعْتِرَاضَاتُ الْفُقَهَاءِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ التَّمَسُّكِ بِالدَّلِيلِ وَتَعَارُضِ الْبَيِّنَاتِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ تَعْتَرِضُ الْأُخْرَى وَتَمْنَعُ نُفُوذَهَا قَالُوا وَلَا يُقَالُ عَرَّــضْتُ لَهُ بِالتَّثْقِيلِ بِمَعْنَى اعْتَرَضْتُ وَــعَرَــضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَــعْرِــضُهُ عَرْــضًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ أَيْ وَضَعْتُهُ عَلَيْهِ بِالْــعَرْــضِ.

وَالْمِــعْرَــضُ وِزَانُ مِقْوَدٍ ثَوْبٌ تُجْلَى فِيهِ الْجَوَارِي لَيْلَةَ الْــعُرْــسِ وَهُوَ أَفْخَرُ الْمَلَابِسِ عِنْدَهُمْ أَوْ مِنْ أَفْخَرِهَا وَالْمَــعْرِــضُ وِزَانُ مَسْجِدٍ مَوْضِعُ عَرْــضِ الشَّيْءِ وَهُوَ ذِكْرُهُ وَإِظْهَارُهُ وَقُلْتُهُ فِي مَــعْرِــضِ كَذَا أَيْ فِي مَوْضِعِ ظُهُورِهِ فَذِكْرُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إنَّمَا يَكُونُ فِي مَــعْرِــضِ التَّعْظِيمِ وَالتَّبْجِيلِ أَيْ فِي مَوْضِعِ ظُهُورِ ذَلِكَ وَالْقَصْدِ إلَيْهِ وَهَذَا لِأَنَّ اسْمَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ يَأْتِي عَلَى مَفْعَلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ يُقَالُ هَذَا مَصْرِفُهُ وَمَنْزِلُهُ وَمَضْرِبُهُ أَيْ مَوْضِعُ صَرْفِهِ وَنُزُولِهِ وَضَرْبِهِ الَّذِي يُضْرَبُ فِيهِ وَسَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

وَالْمِــعْرَــاضُ مِثْلُ الْمِفْتَاحِ سَهْمٌ لَا رِيشَ لَهُ وَالْمِــعْرَــاضُ التَّوْرِيَةُ وَأَصْلُهُ السَّتْرُ يُقَالُ عَرَــفْتُهُ فِي مِــعْرَــاضِ كَلَامِهِ وَفِي لَحْنِ كَلَامِهِ وَفَحْوَى كَلَامِهِ بِمَعْنًى قَالَ فِي الْبَارِعِ وَــعَرَّــضْتُ لَهُ وَــعَرَّــضْتُ بِهِ تَــعْرِــيضًا إذَا قُلْتَ قَوْلًا وَأَنْتَ تَعْنِيهِ فَالتَّــعْرِــيضُ خِلَافُ التَّصْرِيحِ مِنْ الْقَوْلِ كَمَا إذَا سَأَلْت رَجُلًا هَلْ رَأَيْتَ فُلَانًا وَقَدْ رَآهُ وَيَكْرَهُ أَنْ يَكْذِبَ فَيَقُولُ إنَّ فُلَانًا لَيُرَى فَيَجْعَلُ كَلَامَهُ مُــعَرِّــضًا فِرَارًا مِنْ الْكَذِبِ وَهَذَا مَعْنَى الْمَعَارِيضِ فِي الْكَلَامِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ إنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنْ الْكَذِبِ وَيُقَالُ عَرَــفْتُهُ فِي مِــعْرَــضِ كَلَامِهِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ هَذَا اسْتِعَارَةٌ فِي الْمِــعْرَــضِ وَهُوَ الثَّوْبُ الَّذِي تُجْلَى فِيهِ الْجَوَارِي وَكَأَنَّهُ قِيلَ فِي هَيْئَتِهِ وَزِيِّهِ
وَقَالَبِهِ وَهَذَا لَا يَطَّرِدُ فِي جَمِيعِ أَسَالِيبِ الْكَلَامِ فَإِنَّهُ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعِ السَّبِّ وَالشَّتْمِ بَلْ يَقْبُحُ أَنْ يُسْتَعَارَ ثَوْبُ الزِّينَةِ الَّذِي هُوَ أَحْسَنُ هَيْئَةٍ لِلشَّتْمِ الَّذِي هُوَ أَقْبَحُ هَيْئَةٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ مِــعْرَــضٌ مَقْصُورٌ مِنْ مِــعْرَــاضٍ.

وَالْــعَرَــضُ بِفَتْحَتَيْنِ مَتَاعُ الدُّنْيَا.

وَالْــعَرَــضُ فِي اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَا لَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ وَلَا يُوجَدُ إلَّا فِي مَحَلِّ يَقُومُ بِهِ وَهُوَ خِلَافُ الْجَوْهَرِ وَذَلِكَ نَحْوُ حُمْرَةِ الْخَجَلِ وَصُفْرَةِ الْوَجَلِ.

وَالْــعَرْــضُ بِالسُّكُونِ الْمَتَاعُ قَالُوا وَالدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ عَيْنٌ وَمَا سِوَاهُمَا عَرْــضٌ وَالْجَمْعُ عُرُــوضٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْــعُرُــوض الْأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا تَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا وَيُقَالُ رَأَيْتُهُ فِي عَرْــضِ النَّاسِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ يَعْنُونَ فِي عُرُــضٍ بِضَمَّتَيْنِ أَيْ فِي أَوْسَاطِهِمْ وَقِيلَ فِي أَطْرَافِهِمْ وَالْــعُرْــضُ وِزَانُ قُفْلٍ النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ وَاضْرِبْ بِهِ عُرْــضَ الْحَائِطِ أَيْ جَانِبًا مِنْهُ أَيَّ جَانِبٍ كَانَ.

وَالْــعِرْــضُ بِالْكَسْرِ النَّفْسُ وَالْحَسَبُ وَهُوَ نَقِيُّ الْــعِرْــضِ أَيْ بَرِيءٌ مِنْ الْعَيْبِ وَعَارَضْتُهُ فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ وَعَارَضْتُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ قَابَلْتُهُ بِهِ وَتَــعَرَّــضَ لِلْمَــعْرُــوفِ وَتَــعَرَّــضَهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ إذَا تَصَدَّى لَهُ وَطَلَبَهُ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ تَــعَرَّــضَ فِي شَهَادَتِهِ لِكَذَا إذَا تَصَدَّى لِذِكْرِهِ.

وَالْعَارِضَانِ لِلْإِنْسَانِ صَفْحَتَا خَدَّيْهِ فَقَوْلُ النَّاسِ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ فِيهِ حَذْفٌ وَالْأَصْلُ خَفِيفُ شَــعْرِ الْعَارِضَيْنِ.

وَالْــعَرُــوضُ وِزَانُ رَسُولٍ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَنُ.

وَالْــعَرُــوضُ عِلْمٌ بِقَوَانِينَ يُــعْرَــفُ بِهَا صَحِيحُ وَزْنِ الشِّــعْرِ الْــعَرَــبِيِّ مِنْ مَكْسُورِهِ وَفُلَانٌ عُرْــضَةٌ لِلنَّاسِ أَيْ مُعْتَرِضٌ لَهُمْ فَلَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. 
[عرض] عَرَــضَ له أمرُ كذا يَــعرِــضُ، أي ظَهَر. وعَرَــضْتُ عليه أمر كذا. وعرضت له الشئ، أي أظهرته له وأبرزته إليه. يقال: عَرَــضْتُ له ثوباً مكان حَقِّهِ. وفي المثل: " عَرْــضٌ سابِرِيٌّ " لأنَّه ثوبٌ جيِّدٌ يُشترى بأول عَرْــضٍ ولا يُبالغ فيه. وعَرَــضَتِ الناقة، أي أصابها كسرٌ وآفةٌ. وعَرَــضْتُ البعير على الحَوْضَ، وهذا من المقلوب، ومعناه عَرَــضْتُ الحَوْض على البعير. وعَرَــضْتُ الجاريةَ على البيع، وعَرَــضْتُ الكتاب. وعَرَــضْتُ الجندَ عَرْــضَ العينِ، إذا أمررتَهم عليك ونظرتَ ما حالُهم. وقد عَرَــضَ العارضُ الجند واعْتَرَضهم. ويقال: اعْتَرَضْتُ على الدابّة، إذا كنت وقت الــعَرْــضِ راكباً. وعَرَــضَهُ عارضٌ من الحمى ونحوها. وعرضتهم على السيف قَتْلاً. وعَرضَ العودَ على الإناء والسيف على فخذه يَــعْرِــضُهُ ويَــعْرُــضُهُ أيضا، فهذه وحدها بالضم. أبو زيد يقال: عرضت له الغول وعرضت أيضا بالكسر. قال الفراء يقال: مرَّ بي فلانٌ فما عَرَــضْتُ له وما عَرِــضْتُ له، لغتان جيِّدتان. ويقال: ما يَــعْرِــضُكَ لفلان. قال يعقوب: ولا تقل: ما تــعرضك لفلان بالتشديد. وعَرَــضَ الرجل، إذا أتى الــعَروض، وهي مكَّة والمدينة وما حولَهما. قال الشاعر : فيا راكِباً إمَّا عَرضْتَ فبَلِّغَنْ * نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا * قال أبو عبيدة: أراد فيا راكباه للندبة، فحذف الهاء. كقوله تعالى: {يا أسفا على يوسف} ولا يجوز: يا راكبا بالتنوين، لانه قصد بالنداء راكبا بعينه. وإنما جاز أن تقول يا رجلا إذا لم تقصد رجلا بعينه وأردت يا واحدا ممن له هذا الاسم. فإن ناديت رجلا بعينه قلت: يا رجل، كما تقول يا زيد، لانه يتــعرف بحرف النداء والقصد. وقول الكميت: فأبلغ يزيدَ إنْ عَرَــضْتَ ومُنْذِراً * وعَمَّيهما والمستسر المنامسا * يعنى إن مررت به. والمِــعْرَــض: ثيابٌ تُجْلى فيها الجواري. والمِــعْراضُ: السهم الذي لا ريشَ عليه. والــعَرْــضُ: المتاعُ. وكلُّ شئ فهو عرض، سوى الدراهم والدنانير فإنَّهما عينٌ. قال أبو عبيد: الــعُروضُ: الأمتعةُ التي لا يدخلها كيلٌ ولا وزن، ولا يكون حيواناً ولا عَقاراً. تقول: اشتريت المتاع بــعَرْــضٍ، أي بمتاعٍ مثله. وعَرَــضْتُ له من حقِّه ثوباً، إذا أعطيته ثوباً مكان حقِّهِ. والــعَرْــضِيُّ: جنسٌ من الثياب. وقال يونس: يقول ناس من الــعرب: رأيته في عرض الناس يعنون في عرض. والــعَرْــض: سفح الجبل وناحيته، ويشبَّه الجيش العظيم به فيقال: ما هو إلا عَرْــضٌ من الأعْراض. قال رؤبة: إنَّا إذا قُدْنا لِقَوْمٌ عَرْــضا * لم نُبْقِ من بَغْي الأعادي عِضَّا * ويقال: شُبِّه بالــعَرْــضِ من السحاب وهو ما سدَّ الأفقَ. وأتانا جرادٌ عَرْــضٌ، أي كثير. والــعَرْــضُ: خلافُ الطول. وقد عرض الشئ يــعرض عرضا، مثال صغر يصغر صغرا، وعراضة أيضا بالفتح. قال الشاعر : إذا ابْتَدَرَ القومُ المكارمَ عَزَّهُمْ * عَراضَةُ أخلاقِ ابنِ لَيْلى وطولُها * فهو شئ عريض وعراض بالضم. وفلانٌ عَريضُ البِطانِ، أي مُثْرٍ. ويقال للعَتودِ إذا نبَّ وأراد السِفادَ: عَريضٌ ; والجمع عِرْــضانٌ وعُرْــضانٌ . قال الشاعر: عَريضٌ أريضٌ باتَ يَيْــعَرُ حولَهُ * وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَعالِبِ * والــعَرَــضُ بالتحريك: ما يَــعرِــضُ للإنسان من مرضٍ ونحوه. وعَرَــضُ الدنيا أيضاً: ما كانَ من مالٍ، قلَّ أو كثر. يقال: الدنيا عَرَــضٌ حاضرٌ، يأكل منها البرُّ والفاجرُ. قال يونس: يقال قد فاته الــعَرَــضُ ، وهو من عَرَــضِ الجند، كما يقال قَبَضَ قبضاً، وقد ألقاه في القَبَضِ.ويقال أيضاً: أصابه سهمُ عَرَــضٍ وحَجَرُ عَرَــضٍ بالإضافة، إذا تعمَّد به غيره فأصابه. وقولهم: " عُلِّقْتُها عَرَــضاً "، إذا هَوِيَ امرأةً أي اعْتَرَضَتْ لي فعُلِّقْتُها من غير قصدٍ. قال الأعشى: عَلَّقْتُها عَرَــضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً * غَيْري وعُلِّقَ أخْرى غيرها الرجل * والاعراض عن الشئ: الصدُّ عنه. ويقال أَــعْرَــضَ فلانٌ، أي ذهب عَرْــضاً وطولاً. وفي المثل: " أَــعْرَــضَتِ القِرْفَةُ " وذلك إذا قيل للرجل: مَن تتَّهم؟ فيقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها. وأَــعْرَــضْتُ الشئ: جعلته عريضا. وأعرضت الــعرضان: خَصَيْتُها. وأَــعْرَــضَتْ فلانة بولدها، إذا ولدتهم عراضا. وعرضت الشئ فأعرض، أي أظهرته فظهر. وهذا كقولهم: كببته فأكب، وهو من النوادر. وقوله تعالى: {وعَرَــضْنا جَهَنَّمَ يومئذٍ للكافرينَ عَرْــضاً} . قال الفراء: أبرزناها حتَّى نظر إليها الكفار. وأَــعْرَــضَتْ هي، أي استبانت وظهرت. قال الشاعر  وأعرضت اليمامةُ واشْمَخَرَّتْ * كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتينا * أي لاحت جبالُها للناظِرِ إليها عارِضَةً. وأعْرَــضَ لك الخيرُ، إذا أمكنَك. يقال أَــعْرَــضَ لك الظبيُ، أي أمكنك من عُرْــضِهِ، إذا وَلاَّكَ عُرْــضَهُ، أي فارْمِهِ. قال الشاعر: أفاطمُ أعْرِــضي قبلَ المَنايا * كَفى بالموتِ هَجْراً واجْتِنابا * أي أمْكِني. ويقال: طَأْ مُــعْرِــضاً حيث شئت، أي ضَعْ رجليك حيث شئتَ ولا تتَّق شيئاً وقد أمكنك ذلك. وادَّانَ فلانٌ مُــعْرِــضاً، أي استدان ممن أمكنَه ولم يبالِ ما يكون من التَبِعة. واعترض الشئ: صار عارضا، كالخشبة المعترضة في النهر. يقال: اعترض الشئ دون الشئ، أي حال دونه. واعْتَرَضَ الفرسُ في رَسَنِهِ: لم يستقم لقائده. واعْتَرَضْتُ البعيرَ: ركبتُهُ وهو صعبٌ. واعْتَرَضَ له بسهم: أقبل به قِبَلَهُ فرماه فقتله. واعْتَرَضْتُ الشهرَ، إذا ابتدأته من غير أوَّلِه. واعْتَرَضَ فلانٌ فلاناً، أي وقع فيه. وعارَضَهُ، أي جانبَهُ وعدَلَ عنه. قال ذو الرمة: وقد عارض الشــعرى سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافِرُ * ويقال: ضرب الفحلُ الناقةَ عراضا، وهو أن يقاد إليها ويُــعْرَــضُ عليها، إن اشتهتْ ضَرَبَها وإلا فلا، وذلك لكرمها. قال الشاعر : قلائصُ لا يلقحنَ إلاَّ يعارةً * عِراضاً ولا يشرينَ إلاَّ غَوالِيا * والــعِراضُ: سِمَةٌ. قال يعقوب: هو خطٌّ في الفخذ عَرْــضاً. تقول منه: عَرَــضَ بَعيرَهُ عَرْــضاً. وبعيرٌ ذو عِراضٍ: يُعارِضُ الشجر ذا الشوك بفيه. وناقة عرضنة بكسر العين وفتح الراء والنون زائدة، إذا كان من عادتها أن تمشي مُعارَضَةً، للنشاط. وقال:

عِرَــضْنَةُ ليلٍ في الــعِرَــضْناتِ جُنَّحا * أي من الــعِرَــضْناتِ، كما يقال، فلان رجلٌ من الرجال. ويقال أيضاً: هو يمشي الــعرضنة، ويمشى الــعرضنى، إذا مشى مِشيةً في شِقٍّ فيها بَغْيٌ، من نشاطه. ونظرت إلى فلان عِرَــضْنَةً، أي بمؤخر عيني. وتقول في تضغير الــعرضنى: عريضن، تثبت النونَ لأنَّها ملحقةٌ، وتحذف الياء لانها غير ملحقة. وقول أبى ذؤيبٍ في وصف برق:

كأنَّهُ في عِراضِ الشامِ مِصباحُ * أي في شِقِّه وناحيته. والعارِضُ: السحابُ يَعْتَرِضُ في الأفق. ومنه قوله تعالى: {هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} أي ممطر لنا، لانه مــعرفة لا يجوز أن يكون صفة لعارض وهو نكرة . والــعرب إنما تفعل مثل هذا في الاسماء المشتقة من الافعال دون غيرها. قال جرير: يا رب غابطنا لو كان يــعرفكم * لاقى مباعدة منكم وحرمانا * فلا يجوز أن تقول هذا رجل غلامنا. وقال أعرابي بعد الفطر: " رب صائمه لن يصومه، ورب قائمه لن يقومه "، فجعله نعتا للنكرة وأضافه إلى المــعرفة. ويقال للجبل: عارض. قال أبو عبيد: وبه سمى عارض اليمامة. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال للجراد إذا كثُر: قد مرَّ بنا عارِضٌ قد ملأ الأفقَ والعارِضُ: ما عَرَــضَ من الاعطية. قال الراجز : هل لك والعارض منك عائض * في هجمة يغدر منها القابض * قال الاصمعي: يخاطب امرأة رغب في نكاحها يقول: هل لك في مائة من الابل أجعلها لك مهرا يترك منها السائق بعضها لا يقدر أن يجمعها لكثرتها وما عرض منك من العطاء عوضتك منه. والعارضة: واحدة العوارض، وهى الحاجات. وفلان ذو عارضة، أي ذو جَلَدٍ وصرامةٍ وقدرةٍ على الكلام. والعارِضَةُ: واحدةُ عوارِضِ السَقف. وعارِضةُ الباب، هي الخشبة التي تُمسك عِضادَتَيْهِ من فوق محاذيةً للأُسْكُفة. والعارِضةُ: الناقةُ التي يصيبها كسرٌ أو مرضٌ فَتُنْحَر. يقال: بنو فلان لا يأكلون إلا العوارض أي لا ينحرون الابل إلا من داء يصيبها. يعيبهم بذلك. وتقول الــعرب للرجل إذا قرَّبَ إليهم لحماً: أعَبيطٌ أم عارِضَةٌ؟ فالعبيطُ: الذي يُنْحَرُ من غير عِلَّةٍ. قال الشاعر: إذا عَرَــضْتَ منها كَهاةٌ سَمينةٌ * فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ * وعارِضَتا الإنسان: صَفحتا خَدَّيه. وقولهم: فلان خفيف العارِضَيْنِ، يُراد به خِفَّة شــعرِ عارِضَيه. وامرأةٌ نقيَّةُ العارِضِ، أي نقيَّةُ عُرْــضِ الفمِ. قال جرير: أَتَذْكُرُ يومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها * بفَرْعِ بَشامةٍ سُقيَ البَشامُ * قال أبو نصر: يعني به الأسنانَ ما بعد الثنايا والثنايا ليس من العارض . وقال ابن السكيت: العارِضُ: النابُ والضرسُ الذي يليه. وقال بعضهم: العارِضُ ما بين الثنية إلى الضرس: واحتج بقول ابن مقبل: هزئت مية أن ضاحكتها * فرأت عارض عود قد ثرم * قال: والثرم لا يكون إلا في الثنايا. وعارضته في المسير، أي سرتُ حِيالَه. وعارَضْتُهُ بمثل ما صنع، أي أتيت إليه بمثل ما أتى. وعارَضْتُ كتابي بكتابِهِ، أي قابلته. وعارَضْتُ، أي أخذت في عَروضٍ وناحيةٍ. والعَوارِضُ من الإبل: اللواتي يأكلن العضاه. وعوارض، بضم العين: جبل ببلاد طيئ، عليه قبر حاتم. قال الشاعر : فلابغينكم قنا وعوارضا * ولاقبلن الخيل لابة ضرغد * أي بقنا وعوارض، وهما جبلان. والتــعريض: خلاف التصريح، يقال: عَرَّــضْتُ لفلان وبفلان إذا قلت قولاً وأنت تعنيه. ومنه المَعاريضُ في الكلام، وهي التورية بالشئ عن الشئ. وفى المثل : " أنَّ في المَعاريضِ لمندوحةً عن الكذب "، أي سَعةً. ويقال عَرَّــضَ الكاتب، إذا كتبَ مُثَبِّجاً ولم يبيِّن . وأنشد الأصمعيّ للشماخ: كما خَطَّ عِبْرانِيَّةَ بيَمينِهِ * بتَيْماَء حَبْرٌ ثم عَرَّــضَ أسْطُرا * وعَرَّــضْتُ فلاناً لكذا، فَتَــعَرَّــضَ هو له. وهو رجل عريض، مثال فسيق، أي يتــعرض للناس بالشرّ. ويقال لحمٌ مُــعَرَّــضٌ، للذي لم يُبالغ في النضج. قال الشاعر : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُــعَرَّــضٌ * وماءُ قدورٍ في القِصاعِ مشيب * يروى بالصاد والضاد . وتــعريض الشئ: جعله عريضا. والــعُراضةُ بالضم: ما يَــعْرِــضُهُ المائرُ، أي يُطعمه من الميرة. يقال: عَرِّــضونا، أي أطْعِمونا من عُراضَتِكُمْ. قال الشاعر : تقدمها كل علاة عليان * حمراء من مــعرضات الغربان * يقول إن هذه الناقة تتقدم الابل فلا يلحقها الحادى، وعليها تمر فتقع عليها الغربان فتأكل التمر، فكأنها قد عرضتهن. ويقال: اشْتَرِ عُراضةً لأهلك، أي هديَّة وشيئاً تحمله إليهم، وهو بالفارسية " رَاهْ آوَرْدْ ". والــعُراضُ أيضاً: الــعريض، كالكبار للكبير. وقال الساجع: " أرسل الــعراضات أثرا ". يقول: أرسل الابل الــعريضات الآثار. ونصب، " أثرا " على التمييز. وقوس عراضة، أي عَريضةٌ. قال أبو كبير: وعُراضَةُ السِيَتَيْنِ توبِع بَرْيُها * تَأْوي طَوائِفُها لعَجْسٍ عَبْهَر * والمُــعَرَّــضُ: نَعَمٌ وسْمُهُ الــعِراضُ قال الراجز:

سَقْياً بحيث يُهْمَلُ المُــعَرَّــضُ * تقول منه: عرضت الابل. وتــعرضت لفلان، أي تصدَّيت له. يقال: تــعرَّــضتُ أسألهم. وتــعرَّــض بمعنى تعوَّجَ. يقال: تــعرَّــض الجملُ في الجبل، إذا أخذَ في مسيره يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق. قال ذو البِجادَيْنِ - وكان دليل رسول الله صلّى الله عليه وسلم برَكوبَةَ يخاطب ناقته: تَــعَرَّــضي مَدارِجا وسومي * تَــعَرُّــضَ الجوزاءِ للنُّجومِ * هذا أبو القاسِم فاسْتَقيمي * قال الأصمعي: الجوزاء تمرُّ على جنبٍ وتُعارِضُ النجوم مُعَارَضةً ليست بمستقيمة في السماء. قال لبيد: أو رجع واشمة أسف نؤرها * كففا تــعرض فوقهن وشامها * وكذلك قوله: فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَــعَرَّــضَ وَصْلُهُ * فَلَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها * أي تعوَّج. والــعَروضُ: الناقة التي لم ترض. وأما قول الشاعر: وروحة دنيا بين حيين رحتها * أسير عسيرا أو عروضا أروضها * أسير أي أسير . ويقال معناه: أنه ينشد قصيدتين إحداهما قد ذللها، والاخرى فيها اعتراض. والــعروض: ميزان الشــعر، لانه يُعارِضُ بها. وهي مؤنَّثة، ولا تجمع لأنَّها اسمُ جنسٍ. والــعَروضُ أيضاً: اسمُ الجزء الذي فيه آخر النصف الأول من البيت، ويجمع على أعاريضَ على غير قياس، كأنَّهم جمعوا إعْرِــيضاً، وإن شئت جمعته على أَعارِضَ. والــعَروضُ: طريق في الجبل. وقولهم: استعمل فلان على الــعروض، وهي مكَّة والمدينة، وما حولَهما . قال لبيد: وإن لم يكن إلا القتال رأيتنا * نقاتل ما بين الــعروض وخثعما * أي ما بين مكة واليمن. وبعير عروض، وهو الذي إذا فاته الكلأ أكل الشوكَ. قال ابن السكيت: يقال عرفتُ ذلك في عَروضِ كلامِهِ، أي في فحوى كلامه ومعناه. والــعَروضُ: الناحيةُ. يقال: أخذ فلان في عروض ما تعجبني، أي في طريقٍ وناحيةٍ. قال التغلبي : لِكُلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ * يقول: لكلِّ حَيٍّ حِرزٌ إلا بني تغلب، فإنَّ حرزهم السيوفُ. وعِمارةٍ خفضٌ لأنَّه بدلٌ من أناسٍ. ومن رواه " عُروضٌ " بضم العين، جعله جمع عَرْــضٍ، وهو الجبل. والــعَروضُ: المكان الذي يُعارِضُكَ إذا سرْت. وقولهم: فلانٌ رَكوضٌ بلا عَروضٍ، أي بلا حاجةٍ عرضت له. وعرض الشئ بالضم: ناحيته من أيِّ وجهٍ جئته. يقال نظر إليه بــعُرْــضِ وجهه، كما يقال بِصُفْح وجهه. ورأيته في عُرْــضِ الناسِ، أي فيما بينهم. وفلانٌ من عُرْــضِ الناس، أي هو من العامَّة. وفلانةُ عُرْــضَةٌ للزَوْج . وناقةٌ عُرْــضَةٌ للحجارة، أي قويَّة عليها. وناقةٌ عُرْــضُ أسفارٍ، أي قوية على السفر. وعُرضُ هذا البعير السفرُ والحجرُ. وقال  أو مائة تجعل أولادها * لغْواً وعُرْــضُ المائةِ الجَلْمَدُ * ويقال فلان عُرْــضَةُ ذاك أو عُرْــضَةٌ لذاك، أي مُقْرِنٌ له قويٌّ عليه. والــعُرْــضَةُ: الهمةُ. وقال حسان: وقال الله قد أعْدَدْتُ جُنْداً * همُ الأنصارُ عُرْــضَتُها اللِقاءُ * وفلان عُرْــضَةٌ للناس: لا يزالون يقعون فيه. وجعلت فلاناً عُرْــضَةً لكذا، أي نصبتُه له. وقوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عُرْــضَةً لأيمانكم} ، أي نَصباً. وقولهم: هو له دونه عرضة، إذا كانَ يَتَــعَرّــضُ له دونه. ولفلان عُرْــضَةٌ يَصرع بها الناس، وهي ضربٌ من الحيلة في المصارعة. ونظرتُ إليه عن عُرْــضٍ وعُرُــضٍ، مثل عسر وعسر، أي من جانبٍ وناحيةٍ. وخرجوا يضربون الناس عن عُرْــضٍ، أي عن شقٍّ وناحيةٍ كيفما اتَّفق، لا يبالون من ضربوا. ومنه قولهم: اضْرِبْ به عُرْــضَ الحائط، أي اعْتَرِضْهُ حيثُ وجدت منه أي ناحية من نواحيه. وقال محمد بن الحنفية: " كل الجبن عرضا " قال الاصمعي: يعنى اعترضه واشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله أمن عمل أهل الكتاب هو أم من عمل المجوس. وبعير عُرْــضِيٌّ: يَعْتَرِضُ في سيره، لأنَّه لم تتمَّ رياضته بعدُ. وناقةٌ عُرْــضِيَّةٌ: فيها صعوبةٌ. قال حميد: يُصْبِحنَ بالقَفْرِ أتاوِيَّاتِ * مُعْتَرِضاتٍ غيرَ عُرْــضِيَّاتِ * يقول: ليس اعتراضهنَّ خِلقةً، وإنَّما هو للنشاط والبَغي. أبو زيد: يقال فلان فيه عُرْــضِيَّةٌ، أي عَجرفِيَّةٌ ونخوةٌ وصعوبةٌ. ويقال للخارجيِّ: إنه يَسْتَــعْرِــضُ الناس، أي يقتلهم ولا يسأل عن مسلمٍ ولا غيره. واسْتَــعْرَــضْتُ أُعْطي مَن أقبل ومن أدبر. يقال: اسْتَــعْرِــضِ الــعربَ، أي سلْ من شئت منهم عن كذا وكذا. واسْتَــعْرَــضْتُهُ، أي قلت له اعْرِــضْ عليَّ ما عندك. والــعرض بالكسر: رائحة الجسد وغيره، طيّبةً كانت أو خبيثةً. يقال: فلان طَيِّبُ الــعِرْــضِ ومنتن الــعرض. وسقاء خبيث الــعرض، إذا كان منتنا. عن أبى عبيد. والــعرض أيضا: الجسدُ. وفي صفة أهل الجنة: " إنما هو عَرَــقٌ يسيل من أعراضهم "، أي من أجسادهم. والــعِرْــضُ أيضاً: النفسُ. يقال: أكرمتُ عنه عِرْــضي، أي صنتُ عنه نفسي. وفلان نقى الــعرض، أي برئ من أن يُشْتَمَ أو يُعابَ. وقد قيل: عِرْــضُ الرجلِ حَسَبُهُ. والــعرض أيضا: اسم واد باليمامة. وكل واد فيه شجر فهو عرض. قال الشاعر: لــعرض من الأعراضِ تُمْسي حَمامُهُ * وتُضْحي على أفْنانِهِ الغينُ تَهْتفُ * أحَبُّ إلى قلبي من الديكِ رَنَّةً * وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ * يقال: أخْصَبَتْ أعْراضُ المدينةِ. والأعْراضُ: قرى بين الحجاز واليمن. والاعراض: الاثل والاراك والحمض. 
[عرض] نه: فيه: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و"عرضه"، هو موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمهالكلام حمر النعم. وح: من "عرض عرضنا" له، أي من عرض بالقذف عرضنا له بتأديب لا يبلغ الحد ومن صرح بالقذف حددناه. وفيه: من سعادة المرء خفة "عارضيه"، هو من اللحية ما ينبت على عرض اللحي فوق الذقن، وقيل: عارضاه صفحتا خديه، وخفتهما كناية عن كثرة ذكر الله وحركتهما به- قاله الخطابي، ابن السكيت: هو خفيف الشفة أي قليل السؤال للناس، وقيل: أراد بخفتهما خفة اللحية، وما أراه مناسبًا. ك: ومنه: فمسحت "عارضيها" أي جانبي وجهها فوق الذقن إلى ما تحت الأذن دفعًا لصورة الإحداد. نه: وفيه: إنه بعث أم سليم للنظر إلى امرأة فقال: شمي "عوارضها"، هي أسنان في عرض الفم وهي ما بين الثنايا والأضراس، جمع عارض، أمرها به لتبور به نكهتها. وفي ش كعب: تجلو "عوارضط ذي ظلم إذا ابتسمت؛ أي تكشف عن أسنانها. وفي ح سياسة عمر: واضرب "الــعروض"، هو بالفتح من الإبل ما يأخذ يمينًا وشمالًا ولا يلزم المحجة، يقول: اضربه حتى يعود إلى الطريق، جعله مثلًا لحسن سياسته الأمة. ومنه في ناقته صلى الله عليه وسلم:
"تــعرضي" مدارجًا وسومي ... تــعرض الجوزاء للنجوم
أي خذي يمنة ويسرة وتنكبي الثنايا الغلاظ، وشبهها بالجوزاء لأنها غير مستقيمة الكواكب صورة. وش كعب: مدخوسة قذفت بالنحض عن "عرض"؛ أي أنها تعترض في مرتعها. و"هذا "عارض" ممطرنا" هو سحاب يعترض في أفق السماء. وفيه: فأخذ في "عروض" آخر، أي في طريق آخر من الكلام، والــعروض طريق في عرض الجبل ومكان يعارضك إذا سرت. ومنه ح عاشوراء: فأمر أن يؤذنوا أهل "الــعروض"، أراد من بأكناف مكة والمدينة، يقال لهما ولليمن: الــعروض، وللرساتيق بأرض الحجاز: الأعراض، جمعالأعراض وصل إليه آخر، والنهش مجاز عن الإصابة مبالغة، قوله في ح أنس: فبينا هو كذلك، محمول على تصوير ح عبد الله أو أبي سعيد غرز عودًا- إلخ، أي بينا هو طالب لأمله البعيد فيدركه آفات هي أقرب إليه- وقد مر في أخطأ. ش: من "الأعراض" البشرية، هو جمع عرض بفتح عين وراء ما يــعرض من نحو مرض- وعودًا يجيء في موضعه. ط: وفي ح ابن صياد: لو "عرض" على ما كرهت، أي لو عرض على ما خيل في الدجال من الإغواء والتلبيس ما كرهته بل قبلته، وهذا دليل على كفره، قوله: ما لقيته، استفهام أي أي شيء لقيته. ج: "فتــعرضوا" له، من تــعرض له إذا تراءى له ليراه. وفيه: فسترته على "الــعرض"، هو بضاد معجمة؛ الخطابي: هو خشبة معترضة يسقف بها البيت ثم يوضع عليها أطراف خشب صغار، من عرضته تــعريضًا، وقيل إنه بمهملة. ش: وكونها متغيرة "عرضًا" للآفات، هو بفتح مهملة وراء أي نصبًا للآفات مقابلًا لها، يقال: هو عرضه، أي نصب له كالهدف للسهام. غ: "ولا تجعلوا الله "عرضة"" أي لا تجعلوا الحلف به عرضة، هي عرضة لك أي عدة يبتذله، أو هي الاعتراض وهو المنع وكل ما منعك عما تريده فقد اعترض عليك وتــعرض. "و"عرضنا" جهنم" أبرزناها. و"أعرض" بدا. و"عرض" هذا الأدنى" أي يرتشون في الحكم. و"إذا انقلبتم إليهم "لتــعرضوا" عنهم" أي لإعراضكم عنهم، وليست بلام كي. و"دعاء "عريض"" كثير. ك: والتوبة "مــعروضة" بعد، أي باب التوبة مفتوح بعد الفعل.
عرض
عرَــضَ/ عرَــضَ لـ يَــعرِــض، عَرْــضًا وعُروضًا، فهو عارِض، والمفعول مــعروض
عرَــض الموضوعَ/ عرَــض الموضوعَ عليه/ عرَــض الموضوعَ له: بَسَطه وطرحه ليُطْلِعَه عليه، أراه إيّاه "عرَــض خُطَّة بحثه- {وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَــضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ} " ° عرَــض الكتابَ: قرأه عن ظهر قلب.
عرَــض سيَّارتَه للبيع: أظهرها، طرحها لذوي الرغبة ليشتروها " {وَــعَرَــضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْــضًا} ".
عرَــض عليه أن يفعل شيئًا: أبدى استعدادَه لفعله "عرَــض عليه أن يحمل الحقيبةَ عنه- عرَــض عليه فكرة المشروع- عرَــض عليه العمل معه".
عرَــض له أمرٌ مستعجل: ظهر عليه وبدا ولم يَدُمْ? عرَــض له رأيٌ: خطَر له- عرَــض له عارضٌ: منعه مانعٌ. 

عرُــضَ يَــعرُــض، عِرَــضًا وعَرْــضًا وعَراضةً، فهو عريض
عَرُــض الثَّوبُ: تباعدَت حاشيتاه واتّسع عَرْــضُه، خلافُ طال "عريض الكتفين- {إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِــيْضٌ} [ق]- {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِــيضٍ}: واسع كثير، مستمرّ". 

أعرضَ/ أعرضَ عن يُــعرض، إعراضًا، فهو مُــعرِــض، والمفعول مُــعرَــض
• أعرض الطَّريقَ الجديدَ: جعله عريضًا متَّسعًا.
• أعرض عن صديقه:
1 - أدار ظهرَه له غير مكترثٍ أو مهتمٍّ به، صدَّ عنه، تجاهله، جفاه، عكْسه أقبل " {يُوسُفُ أَــعْرِــضْ
 عَنْ هَذَا} - {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِــعْرَــاضًا} ".
2 - صفح عنه " {سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُــعْرِــضُوا عَنْهُمْ} ". 

استــعرضَ يَستــعرِــض، استــعراضًا، فهو مُستــعرِــض، والمفعول مُستــعرَــض
• استــعرض الجندَ:
1 - مرَّ أمامهم واحدًا واحدًا يتفقّدُهم "استــعرض التَّلاميذَ في طابور الصَّباح".
2 - طلب عرْــضهم عليه "استــعرض البضاعةَ المستوردةَ".
• استــعرض الأمرَ: نظر فيه، تفحَّصه، بحثَه "استــعرض الأخطاءَ/ الحقائقَ/ المشروعَ/ ذكرياته/ المواهبَ- استــعرض القاضي أسباب الجريمة كلّها- يستــعرض أناقته" ° استــعراض البرامج: تفصيلها على المشاهدين والسَّامعين ولفت النَّظر إليها قبل موعد تقديمها- استــعرض عضلاتِه: أظهر قُوَّتَه مُتباهيًا أو مهدِّدًا.
• استــعرض الأمورَ مع فلان: أجال النَّظرَ وتداول فيها دون تعمُّق "استــعرض الرَّئيسُ مع الحكومة خطط التَّنمية". 

اعترضَ/ اعترضَ على يعترض، اعتراضًا، فهو مُعترِض، والمفعول مُعترَض
• اعترضه/ اعترض طريقَه: زجره ووقف له يحاول منعَه "هناك شيءٌ اعترض مجرى الماء- اعترض اللِّصُّ الــعربةَ بغرض السَّرقة" ° اعترض دون الشَّيء: حال دونه- اعترض عِرْــضَ فلان: وقع فيه وتنقَّصه.
• اعترض على خَصْمه: أنكر قولَه أو فعلَه وناقشه فيه "اعترضت على الإجراءات المراد اتّخاذها- أطاع بلا اعتراض". 

تعارضَ يتعارض، تعارضًا، فهو مُتعارِض
• تعارضت الأقوالُ: تقاطعت، تضاربت ولم تتطابق "تعارضت آراؤهم".
• تعارض الخَصْمان أمام القاضي: عارض كلٌّ منهما الآخر.
• تعارض مع كذا: اختلف معه "هذا العمل يتعارض مع القانون- سلوكه يتعارض مع أفكاره". 

تــعرَّــضَ إلى/ تــعرَّــضَ لـ يتــعرَّــض، تــعرُّــضًا، فهو مُتــعرِّــض، والمفعول مُتــعرَّــض إليه
• تــعرَّــض إلى مكروه/ تــعرَّــض لمكروه: مُطاوع عرَّــضَ/ عرَّــضَ بـ/ عرَّــضَ لـ: كان هدفًا له، أصابه مكروه "تــعرَّــض للموت/ للمُساءَلة/ للنقد والتوبيخ".
• تــعرَّــض إلى مسألة/ تــعرَّــض لمسألةٍ: تصدّى لها وطلبها، وقف في طريقها، واجهها "تــعرَّــض لخصمه في الطّريق- تــعرَّــض له الحارسُ". 

عارضَ/ عارضَ في يعارض، معارضةً، فهو مُعارِض، والمفعول مُعارَض
• عارضه:
1 - رفض قولَه أو عملَه وناقَشه فيه، ناقضه في كلامه وخالفه، جانبه وعدَل عنه، قاطعه "عارَض بعضُ النُّواب مشروعَ الحكومة" ° أحزاب المعارَضة: التجمُّعات السِّياسيَّة المنافسة للحكومة.
2 - قاومه "فلان يعارض القرارَ بشدّة- عارضت بعضُ الأحزاب الحكمَ" ° عارَض الكتابَ بالكتاب: قابله به، ناقض كلامَه.
• عارضَ شاعرًــا: باراه، جاراه في شِــعره وأتى بمثله أو أحسَن منه "معارضة الشّــعراء ممتعة- عارَض جريرٌ الفرزدقَ- عارَض بمثل صنيعه: فعل مثلَ فعله، أتى إليه بمثل ما أتى".
• عارَض في الحكم الغيابيّ: (قن) رفعه إلى المحكمة التي أصدرته طالبًا إلغاءه أو تعديله. 

عرَّــضَ/ عرَّــضَ بـ/ عرَّــضَ لـ يُــعرِّــض، تــعريضًا، فهو مــعرِّــض، والمفعول مــعرَّــض
عرَّــض الطَّريقَ: جعلها عريضةً واسعة "عرَّــض الخيّاطُ الثَّوبَ".
عرَّــضه للنَّقد: جعله هدفًا له "عرَّــضتَ مالَك للهلاك- عرَّــضه للإهانة/ للخطر".
عرَّــض به/ عرَّــض له: قال قولاً اقتصر فيه على التَّلميح من غير إفصاح "عرَّــض العاملون في كلامهم مع رئيسهم بقلَّة الأجور- {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّــضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} ".
 • عرَّــض بجاره: قال فيه قولاً يعيبه "لا تُــعرِّــض بزملائك فلست أفضل منهم". 

استــعراض [مفرد]: ج استــعراضات (لغير المصدر):
1 - مصدر استــعرضَ.
2 - مَشْهد تُــعرَــض فيه مختلف الفنون الرِّياضيّة.
3 - مَشْهد فنّيّ غنائيّ أو راقص أو موسيقيّ "أدخل على المسرحيّة بعض الاستــعراضات الغنائيّة".
• الاستــعراض العسكريّ: مَشْهد احتفاليّ يُستــعرض فيه الجيشُ بمناسبة العيد الوطنيّ وغيره. 

استــعراضيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استــعراض: "قام بحركات استــعراضيّة- ضربات استــعراضيّة: تظهر القوّة والتفوّق".
2 - مصدر صناعيّ من استــعراض: عرض علنيّ لأفكار أو شعور أو أعمال يفترض سرّيتها "تم نشر صور الأسرى من خلال استــعراضيّة واسعة".
3 - استــعراض المهارات في مجال ما بطريقة فيها تعالٍ وغرور "يتَّسم أسلوبه في الكتابة بالاستــعراضيّة اللغوية".
• الفرقة الاستــعراضيَّة: فرقة تمثيليّة تعتمد على تقديم عروض غنائيّة راقصة "قدّمت الفرقة الاستــعراضيّة عرضًا ممتعًا".
• مباراة استــعراضيّة: مباراة تبدو من خلالها مهارات اللاعبين وتحكُّمهم في الأداء "لعب المنتخب القوميّ مباراة استــعراضيّة أمام المنتخب المنافس". 

اعتراض [مفرد]: ج اعتراضات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترضَ/ اعترضَ على.
2 - (سف) إقامة الدليل على خلاف ما أقامه عليه الخصم، حُجَّة يُعارض بها التَّأكيد "قدَّم اعتراضًا على رأي مناظره" ° حقُّ الاعتراض: الفيتو.
3 - (قن) طلب إبطال حكم أو مطالبة بعدم تنفيذ عمل قانونيّ "اعتراض على انتخاب/ ضريبة/ مخالفة سير". 

اعتراضيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى اعتراض: "تضمنت كلمته أمام مجلس الأمن إشارات اعتراضيّة شديدة- لم تثن المواقف والموجات الاعتراضيّة الرئيس الأمريكيّ عن غزو الــعراق".
• الجملة الاعتراضيَّة: (نح) جملة مُعترِضة؛ جملة تقع بين جُزْأي جملة أخرى، مثل: كان- رحمه الله- رجلاً صالحًا، ولا محل لها من الإعراب. 

تــعرُّــض [مفرد]:
1 - مصدر تــعرَّــضَ إلى/ تــعرَّــضَ لـ.
2 - (قن) فعل ماديّ أو إجراء قانونيّ يُقصد به منازعة الحائِز في حِيازَتِه. 

عارِض [مفرد]: ج عارضون وعَوارضُ (لغير العاقل)، مؤ عارِضة، ج مؤ عارِضات وعَوارضُ:
1 - اسم فاعل من عرَــضَ/ عرَــضَ لـ ° شديد العارِض: فصيح.
2 - حادث غير متوقَّع يُصاب به المرءُ، مانع، حائل "عرَــض له عارِضٌ منعه من الحضور- حدث له عارِض صِحّيّ" ° إجازة عارِضة: إجازةٌ تُمنَح للموظَّف لعارِضٍ طرَأ له- العوارض الجوّيَّة: الاضطرابات الجوّيَّة.
3 - جانب الوجه، صفحة الخدّ "أخذ الشَّــعْرُ من عارضيه" ° خفيف العارضين: قليل شــعر الوجه.
4 - سحاب في الأفق، سحاب معترض " {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ".
• أمرٌ عارِض: عابر، زائل، غير دائم، وهو خلاف الجوهريّ أو الأصليّ "خلافٌ/ حُبٌّ عارضٌ- ملاحظةٌ عارِضةٌ".
• العارِضان: شِقَّا الفم. 

عارضة [مفرد]: ج عارِضات وعَوارضُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عرَــضَ/ عرَــضَ لـ.
2 - قضيب أو قطعة خشبيَّة أو حديديّة موضوعةٌ بالــعَرْــض لتربطَ جانبي شيء "عارضة المَرْمَى: إحدى قوائمه الثّلاث- عارضة الباب: الخشبة التي تمسكُ عِضادتيه من فوق مُحاذيةً للأُسكفّة، الخشبة العليا التي يدور فيها الباب- عارضة النّافِذة: واجِهَتُها" ° رَجُلٌ قويّ العارضة: ذو جَلَد، ذو قدرةٍ على الكلام، مُفوَّه فصيح بليغ.
3 - ما يبدو من الوجه عند الضّحك.
4 - سنّ في عَرْــض الفم.
5 - صفحة الخدّ "عارضة وجهه مشرقة".
• عارضة الأزياء: فتاة حسناءُ ترتدي نماذجَ من الملابس الجديدة تــعرضها على المشترين في حفل "لابدّ أن يكون لعارضة الأزياء قوام جميل".
• إجازة عارضة: إجازة يُمنحها الموظّفُ لعارض طرأ له. 

عَرَــاضة [مفرد]: مصدر عرُــضَ. 

عَرْــض1 [مفرد]: ج عُروض (لغير المصدر):
1 - مصدر عرَــضَ/ عرَــضَ لـ ° جهَاز عَرْــض: جهَاز يقدِّم المعلومات بشكل مَرْئيّ على شاشة- غرفة عَرْــض: غرفة لــعَرْــض البضائع والسلع.
2 - أداء "عَرْــضُ الطَّابور- عَرْــضٌ مسرحيٌّ/ تليفزيونيّ" ° عَرْــضُ أزياء: حفل ترتدي فيه الفتيات نماذجَ من الأزياء تُــعرضُ على الحاضرين- عَرْــض عَسْكَريّ: مرور فرق من الجيش أمام رئيس الدولة وسواه من أركان الحكم في مناسبات معيّنة.
3 - (قص) كميّة يقبل المنتجون والتجّار بيعها من سلعةٍ ما بســعرٍ معيّن ° الــعَرْــضُ والطَّلَبُ: ما يُــعْرَــض من بضائع للبيع وما يُطلَب شراؤه منها.
4 - متاع، كلّ ما يمتلكه الإنسانُ ما عدا النقود "عُروض التجارة".
5 - طلب الفعل بلين وتأدّب وأداته أَلاَ "قدَّم له عرضًا بالضِّيافة قائلاً: أَلاَ تنزل عندنا".
6 - مكان أو موضع أو اتِّجاه يُرى منه الشّيء.
عَرْــض قَصِير: فيلم قصير يُــعرض قبل عَرْــض الفيلم السِّينمائيّ.
عَرْــض مُسْبَق: عَرْــض منفرد لفيلم سينمائيّ قبل صدوره أو عَرْــضه الرَّسميّ.
• يوم الــعَرْــض: يوم الدِّين.
• ســعر الــعَرْــض: (قص) الســعر الذي يمكن للمستثمر أن يشتري به ورقة ماليّة من السوق كما هي مــعروضة. 

عَرْــض2 [مفرد]: ج أعراض (لغير المصدر):
1 - مصدر عرُــضَ.
2 - خلاف الطُّول، وهو قياس سعة "عَرْــضُ الطّريق: مسافة اتّساعه- عَرْــضُ كَتِفَيْهِ: اتّساعهما- {وَجَنَّةٍ عَرْــضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} " ° في طول البلاد وعَرْــضها: في كلّ مكان منها.
• خطوط الــعَرْــض: (جغ) خطوطٌ وهميَّة تحيط بالكرة الأرضيّة، توازي خطَّ الاستواء. 

عَرَــض [مفرد]: ج أعراض:
1 - اسم لما لا دوام له "هذا الأمر عَرَــض".
2 - متاعُ الدّنيا قلَّ أو كثُر " {تُرِيدُونَ عَرَــضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} ".
3 - نفْع " {لَوْ كَانَ عَرَــضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَتَّبَعُوكَ} ".
4 - (سف) ما قام بغيره كاللّون والطّول، عكسه الجوهر، أو ما لا يدخل في تقويم الذات كالقيام والقعود بالنسبة للإنسان ° عَرَــضيّ: غير جوهريّ، غير مُتأصِّل.
5 - (طب) ما يُحسُّه المريضُ من الظَّواهرِ الدَّالّةِ على المرضِ "يشكو من أعراض كذا- أعراض فقر الدَّم".
عَرَــضًا: بطريق الصُّدفة، من غير قصد أو رويّة "لاحظَ ذلك عَرَــضًا- ذكرته عَرَــضًا بين أصدقائي".
• الــعَرَــض العامّ: (سف) ما يصدق على أنواع كثيرة كالبياض للثَّلج والقطن. 

عُرْــض [مفرد]: ج أعراض
عُرْــض الشّيء: وسطُه "عُرْــض البحر/ الطّريق".
عُرْــض الوجه: جانبه، ناحيته ° ضرَب بكلامه عُرْــضَ الحائط: أهمله ولم يهتمّ به، ولم يُلْقِ له بالاً.
عُرْــض الجبل: سفحه.
عُرْــض النّاس: عامّتهم، معظمهم. 

عِرْــض [مفرد]: ج أعراض: ما يُمْدحُ ويُذَمُّ من الإنسان في نفسه وحسبه أو فيمن يلزمُه أمرُه، ما يفتخر به الإنسانُ من نسب أو شرف، أو ما يصونه الإنسانُ من نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره كالزَّوجة والبنت "طعن في عِرْــضِ فلان- لا تجرِّح أعراضَ النَّاس" ° أنا في عِرْــضك: ألجأ إليك وأستغيث بك- ذوو الــعِرْــض: أشراف القوم- لاك أعراضَ النَّاس: عابهم وتحدّث عنهم بسوء- مزَّق عِرْــضَه: شتمه وطعن فيه- نقيُّ الــعِرْــض: بريء من أن يُشتم أو يُعاب- نهَش عِرْــضَه: اغتابه وطعن فيه. 

عِرَــض [مفرد]: مصدر عرُــضَ. 

عُرْــضة [مفرد]: ج عُرُــضات وعُرْــضات
عُرْــضة إلى كذا/ عُرْــضة لكذا: مــعرَّــض له، هَدفٌ له "عُرْــضة للمَوْت/ للمَرَض/ للنَّقد/ للإهانة- {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْــضَةً لأَيْمَانِكُمْ}: لا تُــعَرِّــضوا اسمَ اللهِ لكثرة الحلف" ° هو عُرْــضة للنّاس: أي لا يزالون يقعون فيه، يسبُّونه. 

عَرْــضحال/ عَرْــض حال [مفرد]: ج عَرْــضحالات وعروض الحال: طلبٌ مكتوبٌ يُقدَّم إلى صاحب الأمر إمّا تظلُّمًا وإمّا لاستجلاب نعمة "نموذج عَرْــضحال". 

عَرْــضِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرْــض: "خلافات/ خطيئة عَرْــضِيَّة- سوق/ براعم/ جذور عَرْــضِيَّة". 

عَروض [مفرد]: ج أعاريضُ:
1 - (عر) علم موازين الشِّــعر، لأنّه به يظهر المتَّزن من المختلّ "مــعرفة الــعروض ضرورةٌ للشَّاعر".
2 - مكّة والمدينة وما حولهما.
عَروض البيت الشِّــعريّ: آخر شطره الأوّل. 

عُروض [مفرد]: مصدر عرَــضَ/ عرَــضَ لـ. 

عَروضيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عَروض.
2 - عالم بالــعروض، وهو علم موازين الشَّــعر.
• الخطّ الــعَروضيّ: (عر) كتابة الألفاظ كما ينطق بها.
• الدَّائرة الــعَروضيَّة: (عر) مجموعة مكوّنة من تفعيلات، وقد تكون من تفعيلة واحدة، وهذه التَّفعيلات مركَّبة من مقاطع عروضيَّة تشبه إلى حدٍّ كبير النَّغمات في السُّلّم الموسيقيّ، وهي خمس دوائر. 

عريض [مفرد]: ج عِراض، مؤ عريضة، ج مؤ عَريضات وعَرائِضُ (لغير العاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرُــضَ ° آمال عريضة: كبيرة- الخطوط الــعريضة: مُوجز يتضمّن النقاط الرئيسيّة- عريض القفا: غَبِيّ، بليد، لا يفهم. 

عَريضة [مفرد]: ج عَريضات وعَرائِضُ:
1 - مؤنَّث عريض: متّسعة الــعرض.
2 - (قن) صحيفة بها حاجة أو مَظْلَمة موجَّهة إلى سُلطةٍ أو إدارة رسميَّة "قدّم عريضةً إلى رئيس العمل- عَريضة مختصرة/ مرفوضة".
عريضة الدَّعوى: (قن) مُذكّرة قانونيّة مكتوبة عادة تَــعْرض أسبابَ الدَّعْوى أو الدِّفاع في قضيّة. 

عَوارضُ [جمع]: مف عارِض وعارضة:
1 - خشب سقف البيت المــعرّــضة "أُقيم العُشّ بعوارض خشبيّة".
2 - أعراض "ظهرت عليه عوارضُ المرض".
3 - (فز) سطوح من مادّة لا تتأثّر بالحرارة تعترض دون سَيْر غازات الاحتراق. 

مُستــعرَــض [مفرد]: اسم مفعول من استــعرضَ.
• القولون المستــعرض: (طب) جزء من القولون يقع عَبْر الجُزء العلويّ من الفجوة البطنيَّة. 

مُعارَضة [مفرد]:
1 - مصدر عارضَ/ عارضَ في.
2 - فئة غير موالية للحكومة "أحزاب المُعارَضة".
3 - (دب) محاكاة قصيدة لأخرى موضوعًا ووزْنًا وقافية.
4 - (سة) مناوأة القوى السِّياسيّة من أفراد وأحزاب أو هيئات للحكومة أو للنِّظام السِّياسيّ القائم أو لبرنامج سياسيّ.
5 - (قن) طعن في الحكم الغِيابيّ عن طريق رفعه إلى المحكمة التي أصدرته مع طلب تعديله أو إلغائه "قاضي المعارضات". 

مُعترِض [مفرد]: اسم فاعل من اعترضَ/ اعترضَ على.
• جملة مُعترِضة: (نح) جملة اعتراضية؛ جملة تقع بين جُزْأي جملة أخرى، مثل: كان- رحمه الله- رجلاً صالحًا، ولا محل لها من الإعراب. 

مَــعْرَــض/ مَــعْرِــض1 [مفرد]: ج مَعارِضُ:
1 - اسم مكان من عرَــضَ/ عرَــضَ لـ.
2 - مكان عامّ تُــعرَــضُ فيه نماذجُ من المنتجات العلميَّة، أو الفنيَّة، أو الصَّناعيّة ... إلخ "مَــعْرِــض الكتاب/ السَّيارات- أرض المَعارِضُ". 

مَــعْرِــض2 [مفرد]: موضع ذِكْر الشَّيء أو موضع ظهوره "قلت كذا في مَــعْرِــض حديثي عنه- لَسْنا الآنَ في مَــعْرِــض كذا- قلت هذا الكلام في مَــعْرِــض المناقشة". 

مــعروض [مفرد]: اسم مفعول من عرَــضَ/ عرَــضَ لـ.
• المــعروض النَّقديّ: (قص) قيمة الأوراق النقديّة والعملات المعدنيّة المتداولة بما في ذلك الودائع المصرفيّة للقطاع الخاصّ، ويعد ارتفاع المــعروض النقديّ مؤشِّرًا سلبيًّا لآفاق معدّلات التضخُّم المستقبليّة. 

مــعروضات [جمع]: مف مــعروضة: بضائع مــعروضة للبيع بطريقةٍ تُغْري وتحمل على الشِّراء "مــعروضات محلّ كبير- مــعروضات غذائيَّة/ نسيجيَّة". 
(ع ر ض)

الــعَرْــض: خلاف الطول. وَالْجمع: أَــعْرَــاض، عَن ابْن الْأَــعرَــابِي. وَأنْشد:

يَطْوُوْنَ أعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ

طَيَّ أخي التَّجْر بُرودَ التَّجْرِ

وَفِي الْكثير: عُروض، وعِراض. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أمِنْكِ بَرْقٌ أبيتُ اللَّيلَ أرْقُبُهُ ... كأنَّهُ فِي عِراضِ الشَّامِ مِصْباحُ

وَقد عَرُــضَ عِرَــضاً، وعَراضة. قَالَ كثير عزة:

إِذا ابتَدَرَ النَّاسُ المَكارِمَ بَذَّهُمْ

عَرَــاضَةَ أخلاقِ ابنِ لَيلَى وطُولُها

فَهُوَ عَرِــيضٌ، وعٌراض. وَالْجمع: عِرْــضَان. وَالْأُنْثَى: عَريضة، وعُرَــاضة.

وَقَول السَّاجع: " إِذا طَلَعَتِ الشِّــعرى سفرا، وَلم تَرَ مَطَرا، فَلَا تغذون إمَّرة وَلَا إمَّرا، وَأرْسل الــعُراضَاتِ أثرا، يبغينك فِي الأَرْض معمرا ". السّفر: بَيَاض النَّهَار. والإمَّرُ: الذّكر من ولد الضَّأْن. والإمرة: الْأُنْثَى. وَإِنَّمَا خص الذُّكُور من الضَّأْن، وَإِن كَانَ أَرَادَ جَمِيع الْغنم، لِأَنَّهَا أعجز عَن الطّلب من الْمعز، والمعز، والمعز تدْرك مَا لَا تدْرك الضَّأْن. والــعُراضَات: الْإِبِل. والمعمر: الْمنزل بدار معاش.

وأعْرَــضَه، وعَرَّــضَه: جعله عَرِــيضا. وَقَوله تَعَالَى: (فَذو دُعاءٍ عَرِــيض) : أَي وَاسع، وَإِن كَانَ الــعَرْــض إِنَّمَا يَقع فِي الْأَجْسَام، وَالدُّعَاء لَيْسَ بجسم. وأعْرَــضتْ بِأَوْلَادِهَا: ولدتهم عِراضا. وأعْرَــض: صَار ذَا عَرْــض. وأعرَــض فِي الشَّيْء: تمكن من عَرْــضِه. قَالَ ذُو الرمة:

فَعالَ فَتىً بَنيَ وبَني أبُوهُ ... فأعْرَــضَ فِي المكارِمِ واسْتَطالا

جَاءَ بِهِ على الْمثل، لِأَن المكارم لَيْسَ لَهَا طول وَلَا عَرْــض فِي الْحَقِيقَة.

وقوس عُراضة: عَرِــيضة.

وَقَول أَسمَاء بن خَارِجَة، أنْشد: ثَعْلَب:

فَــعَرَــضْتُه فِي ساقِ أسْمَنِها ... فاجْتازَ بَينَ الحاذِ والكَعْبِ

لم يفسره ثَعْلَب. وَأرَاهُ أَرَادَ: غَيَّبْتُ فِيهَا عَرْــض السَّيْف.

والــعُراضات: الْإِبِل الــعَرِــيضة الْآثَار.

وَرجل عَرِــيض البطان: كثير المَال. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: (فَذُو دُعَاء عَرِــيض) أَرَادَ: كثير، فَوضع الــعَرِــيض مَوضِع الْكثير، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مِقْدَار،وَكَذَلِكَ لَو قَالَ طَوِيل، لوجِّه على هَذَا، فَافْهَم. وَالَّذِي تقدم أعرف. وَامْرَأَة عَرِــيضة أرِيضة: ولود كَامِلَة.

وَهُوَ يمشي بالــعَرْــضِيَّة، والــعُرْــضِيَّة عَن اللَّحيانيّ: أَي بِالْــعرضِ.

وعَرَــض الشَّيْء عَلَيْهِ، يَــعْرِــضه عَرْــضا: أرَاهُ إِيَّاه.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

وَقد كَانَ يْومُ اللِّيثِ لَو قلتَ أُسْوَةً ... ومَــعْرَــضةً لَو كنتَ قلتَ لقائِلِ

عليَّ وَكَانُوا أهْلَ عِزّ مُقَدَّمٍ ... وَمْجدٍ إِذا مَا حَوَّض المجدَ نائِلِ

أَرَادَ: لقد كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين هَلَكُوا مَا آتَسيِ بِهِ، وَلَو عَرَــضْتهم على مَكَان مصيبتي بِابْني لقبلت. وَأَرَادَ ومــعرضة عَليّ، ففصل.

وعَرَــض الْكتاب والجند وَغَيرهم، يَــعْرِــضُهُمْ عَرْــضاً، وَهُوَ مِنْهُ. وَقد فَاتَهُ الــعَرْــضُ والــعَرَــض. والأخيرة أَعلَى.

واعْتَرَض الْجند على قائدهم، واعترَض النَّاس: عَرَــضهم وَاحِدًا وَاحِدًا. وَاعْترض الْمَتَاع وَنَحْوه، وَاعْتَرضهُ على عَيْنَيْهِ، عَن ثَعْلَب. وَنظر إِلَيْهِ عُرْــض عين، عَنهُ أَيْضا: أَي اعْتَرَضَهُ على عَيْنَيْهِ.

وعارَض الشَّيْء بالشَّيْء مْعارضة: قابله.

وعَرَــض من سلْعَته: عارَض بهَا، فَأعْطى سلْعَة وَأخذ أُخْرَى. وعارَضَه فِي البيع، فــعَرَــضه يَــعْرُــضُه عَرْــضاً: غبنه. وعَرَــض لَهُ من حَقه ثوبا، يــعرِــضه عَرْــضاً، وعَرَــض بِهِ: أعطَاهُ إِيَّاه مَكَان حَقه.

وَيُقَال: عَرَّــضْتُك: أَي عَوَّضْتُك. قَالَ:

هَل لكِ والعارِضُ مِنْك عائِضُ

فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابضُ

هَذَا رجل يُخَاطب امْرَأَة أَرَادَ تَزْوِيجهَا فَقَالَ لَهَا: هَل لَك رَغْبَة فِي مئة من الْإِبِل أَو أَكثر من ذَلِك، لِأَن الهجمة أَولهَا الْأَرْبَعُونَ، إِلَى مَا زَادَت. يسئر مِنْهَا الْقَابِض: أَي يبْقى، لِأَنَّهُ لَا يقدر على سوقها، لكثرتها وقوتها، لِأَنَّهَا تفرق عَلَيْهِ. والعارِض عَلَيْك هَذِه الْإِبِل عائض مِنْك، أَي مُعْتاض مِنْك التَّزْوِيج. وَمن روى يغدر: أَرَادَ ترك، من قَوْلهم: غادرت الشَّيْء.

وعَرَــض الْفرس فِي عدوه: مَرَّ مُعْتَرِضا. وعرضَ الْعود على الْإِنَاء، وَالسيف على فَخذه، يَــعْرِــضه عَرْــضاً.

وعَرَــض الرُّمح يَــعْرِــضه عَرْــضا، وعَرَّــضَه. قَالَ النَّابِغَة:

لَهُنَّ عَلَيْهِم عادةٌ قد عَرَــفْنَها ... إِذا عَرَّــضوا الخَطِّىَّ فوقَ الكَوَاثِبِ

وعَرَــض الشَّيْء يَــعْرِــض، واعترَض: انتصب كالخشبة المنتصبة فِي النَّهر وَنَحْوهَا.

وَاعْترض الشَّيْء: تكلَّفه.

وَأعْرض لَك الشَّيْء من بعيد: ظهر. وَالشَّيْء مُــعرِــض لَك: مَوْجُود ظَاهر، لَا يمْتَنع. وكل مُبْدٍ عُرْــضَه: مُــعْرِــض. قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

وأعْرَــضَتِ الْيَمَامَة واشْمَخَرَّتْ ... كأسْيافٍ بأيْدِي مُصْلِتِينَا

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بأحْسَنَ مِنْهَا حينَ قامَتْ فأعْرَــضَتْ ... تُوَارِى الدُّموعَ حينَ جَدَّ انحِدَارُها

واعترَض لَهُ بِسَهْم: أقبل قبله فَقتله. واعترَض عُرْــضَه: نحا نَحوه. واعترَض الْفرس فِي رسنه، وتَــعَرَّــض: لم يستقم لقائده، قَالَ الطرماح:

وأرَاني المليكُ رُشْدي وَقد كُنْ ... تُ أَخا عُنْجُهِيَّةٍ واعْتِرَاضِ

وَقَالَ:

تَــعَرَّــضَتْ لمْ تَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي

تَــعَرُّــضَ المُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ والــعَرَــض والعارِض: الآفة تَــعْرِــض فِي الشَّيْء. وَجمع الــعَرَــض: أَــعْرَــاض. وعَرَــض لَك الشَّكُّ وَنَحْوه: من ذَلِك.

وشبهة عارِضة: مُعْتَرِضَة فِي الْفُؤَاد. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " يَقْدَح الشَّكُّ فِي قَلْبه، بأَّوَّل عارِضَةٍ من شُبْهة ". وَقد تكون العارِضة هُنَا مصدر، كالعاقبة والعافية.

وأصابه سهم عَرَــضٍ، وَحجر عَرَــضٍ، مُضَاف. وَذَلِكَ أَن يرْمى بِهِ غَيره، فيصاب هُوَ بِتِلْكَ الرَّمية، وَلم يرد بهَا.

والــعَرَــض فِي الفلسفة: مَا يُوجد فِي حامله، وَيَزُول عَنهُ، من غير فَسَاد حامله، وَمَا لَا يَزُول عَنهُ، فالزائل مِنْهُ، كأدمة الشحوب، وصفرة اللَّوْن، وحركة المتحرك، وَغير الزائل كسواد القار والسَّبج والغراب.

وتَــعَرَّــض الشَّيْء: دخله فَسَاد. وتَــعَرَّــض الحُبُّ: كَذَلِك. قَالَ لبيد:

فاقْطَعْ لُبانةَ مَن تــعَرَّــضَ وَصْلُهُ ... ولَشَرُّ وَاصلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها

والــعَرَــض: مَا نيل من الدُّنْيَا. يُقَال: الدُّنْيَا عَرَــض حَاضر، يَأْكُل مِنْهَا الْبر والفاجر.

وَرجل عِرّــيض يَتَــعَرَّــض النَّاس بِالشَّرِّ. قَالَ:

وأحمَق عِرّــيضٌ عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِه وَأَنا الرَّقِمْ

واستَــعْرَــضَه: سَأَلَهُ أَن يَــعْرِــض عَلَيْهِ مَا عِنْده. واسْتَــعْرَــض: يعْطى من أقبل وَمن أدبر.

وعِرْــض الرجل: حَسَبُه. وَقيل: نَفسه. وَقيل: خليقه المحمودة. وَقيل: مَا يمدح بِهِ ويذم. قَالَ حسان:

فإنَّ أَبى ووالِدَه وعِرْــضِى ... لــعِرْــضِ مُحَمَّدٍ وِقاءُ

والجميع: أَــعْرَــاض.

وعَرَــض عِرْــضَه يَــعْرِــضُه، واعتَرَضَه: انتقصه وَشَتمه، أَو قابله، أَو ساواه فِي الْحسب. أنْشد ابْن الْأَــعرَــابِي: وقَوْما آخَرِينَ تَــعَرَّــضُوا لي ... وَلَا أجْنِي مِنَ النَّاسِ اعْتِراضَا

أَي لَا أجْتَبِي شتما مِنْهُم.

وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " لَيُّ الوَاجِد يُحِلُّ عُقوبَته وعِرْــضَه ". عُقُوبَته: حَبسه. وعِرْــضُه: شكايته. حَكَاهُ ابْن الْأَــعرَــابِي، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ.

والــعِرْــض: مَا عرق من الْجَسَد. والــعِرْــض: الرَّائِحَة مَا كَانَت. وَجَمعهَا: أعْراض. والــعِرْــض: الْجَمَاعَة من الطَّرفاء والأثل وَالنَّخْل، وَلَا يكون فِي غَيْرهنَّ. والــعِرْــض: جو الْبَلَد وناحيته من الأَرْض. والــعِرْــض: الْوَادي. وَقيل: جَانِبه. وَقيل: عِرْــض كل شَيْء: ناحيته. والــعِرْــض: وَاد بِالْيَمَامَةِ. قَالَ:

فهذَا أوَانُ الــعِرْــضِ جُنَّ ذُبابُه ... زَنابيرُه والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

الْأَزْرَق: الذُّبَاب. وَقيل: كل وَاد عِرْــض. وَجمع كل ذَلِك أَــعْرَــاض لَا يُجَاوز.

وبلد ذُو مَــعْرِــض: أَي مرعى يغنى الْمَاشِيَة عَن أَن تعلف. وعَرَّــض الْمَاشِيَة: أغناها بِهِ عَن الْعلف.

والــعَرْــض والعارِض: السَّحَاب. وَقيل: الــعَرْــض: مَا سد الْأُفق. وَالْجمع: عُرُــوض. قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

أرِقْتُ لهُ حَتَّى إذَا مَا عُرُــوضُه ... تحادَتْ وهاجَتْها بُرُوقٌ تُطيرُها

والعارِض: مَا سَدَّ الْأُفق من الْجَرَاد والنحل. قَالَ سَاعِدَة:

رأى عارِضاً يَهْوِى إِلَى مُشْمَخِرَّةٍ ... قدَ احْجَمَ عَنْهَا كلُّ شيءٍ يرُومُها

والــعَرِــيض: الجدي إِذا نزا. وَقيل: هُوَ إِذا أَتَى عَلَيْهِ نَحْو من سنة. وَتَنَاول الشّجر والنبت. وَقيل: هُوَ الَّذِي رعى وقوى. وَقيل: الَّذِي أجذع. وَالْجمع: عِرْــضان.

وعَرِــيضٌ عَرُــوضٌ: إِذا فَاتَهُ النبت اعترَض الشوك بــعُرْــض فِيهِ.

وَالْغنم تَــعْرُــض الشوك: تنَاول مِنْهُ. وَالْإِبِل تــعْرُــض عَرْــضا، وتَعترِض: تعلق من الشّجر لتأكله.

واعترضَ الْبَعِير الشوك: أكله. وبعير عَرْــوض: يَأْخُذهُ كَذَلِك. وَقيل الــعَرُــوض: الَّذِي إِن فَاتَهُ الْكلأ أكل الشوك.

وعَرَــض الْبَعِير يَــعْرُــض عَرْــضاً: أكل الشّجر من أعراضه. قَالَ ثَعْلَب: قَالَ النَّضر بن شُمَيْل: سَمِعت أعرابياًّ حجازياًّ وَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ: هُوَ يَأْكُل عَرْــضاً وشعبا. الشّعب: أَن يهتضم الشّجر من أَعْلَاهُ. وَقد تقدم.

ولقحت الْإِبِل عِرَــاضا: إِذا عارَضَها فَحل من إبل أُخْرَى. وَجَاءَت الْمَرْأَة بِابْن عَن مُعارَضَة، وعِراض: إِذا لم يــعرف أَبوهُ.

والــعَرْــض: خلاف النَّقْد من المَال. وَجمعه: عُروض. والــعَرْــض: الْجَبَل. وَالْجمع كالجمع. وَقيل: الــعَرْــض: صفح الْجَبَل وناحيته. وَقيل: هُوَ الْموضع الَّذِي يعلى مِنْهُ الْجَبَل. والــعَرْــض: الْجَيْش الضخم، مشبه بِنَاحِيَة الْجَبَل. وَجمعه: أَــعْرَــاض.

والــعَرُــوض: الطَّرِيق فِي عُرْــض الْجَبَل. وَقيل: هُوَ مَا اعترَض فِي مضيق مِنْهُ. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعتلى مِنْهُ. وَالْجمع: عُرُــض. والــعَرُــوض من الْإِبِل: الَّتِي لم تُرَضْ. أنْشد ثَعْلَب:

فمَا زَالَ سَوْطي فِي قِرابي ومِحْجَنِي ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُــوضٍ أذُودُها

واعترَضَها: ركبهَا، أَو أَخذهَا رَيِّضا.

والــعرُــوض: النَّاحِيَة. قَالَ التغلبي:

لكُلّ أُناسٍ مِنْ مَعَدّ عِمارَةٌ ... عَرُــوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وجانِبُ

وعَرُــوض الْكَلَام: فحواه وَمَعْنَاهُ. وَهَذِه الْمَسْأَلَة عَرُــوض هَذِه: أَي نظيرها.

والمُــعْرِــض: الَّذِي يستدين مِمَّن أمكنه من النَّاس.

وعُرْــض الشَّيْء: وَسطه وناحيته. وَقيل: نَفسه. وعُرْــض الحَدِيث وعُرَــاضُه: معظمه. وعُرْــضُ النَّاس، وعَرْــضُهُم: كَذَلِك. وعُرْــض السَّيْف: صفحة. وَالْجمع: أَــعْرَــاض. وعُرْــضَا الْعُنُق: جانباه. وَقيل: كل جَانب عُرْــض.

وأعْرَــض لَك الظبي وَغَيره: أمكنك من عُرْــضه. وَنظر إِلَيْهِ مُعارَضَةً، وَعَن عُرُــض، وَهُوَ مِنْهُ. وَخَرجُوا يضْربُونَ النَّاس من عُرْــض: أَي عَن شقّ وناحية، لَا يبالون من ضربوا. واسْتَــعرَــض الْخَوَارِج النَّاس: لم يبالوا من قتلوا. وَأكل الشَّيْء عُرْــضاً: أَي مُعترِضاً. وَمِنْه الحَدِيث: " كُلِ الجُبْنَ عُرْــضا ": أَي اعترِضْه. يَعْنِي كُله وَلَا تسْأَل عَنهُ: أمِن عمل أهل الْكتاب هُوَ، أم من عمل غَيرهم؟ والــعَرَــض: كَثْرَة المَال.

والــعُراضَة: الْهَدِيَّة يهديها الرجل لأَهله، إِذا قدم من سفر. وعَرَّــضَهم عُراضَةً، وعَرَّــضَها لَهُم: أَي أهداها أَو أطْعمهُم إِيَّاهَا. قَالَ يصف نَاقَة:

يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ

حَمْراءَ مِنْ مُــعَرّــضَاتِ الغِرْبانْ

مَعْنَاهُ: إِنَّهَا تقدم الْحَادِي وَالْإِبِل، فتسير وَحدهَا، فَيسْقط الْغُرَاب على حملهَا، إِن كَانَ تَمرا أَو غَيره، فيأكله. وَقَالَ اللَّحيانيّ: عُراضة القافل من سَفَره: هديته الَّتِي يهديها لصبيانه، إِذا قفل من سَفَره.

وتَــعَرَّــض الرِّفاق: سَأَلَهُمْ الــعُراضات.

والعارضة: الشَّاة أَو الْبَعِير يُصِيبهُ الدَّاء أَو السَّبع أَو الْكسر. وعَرَــضَتِ الْعَارِضَة تَــعْرُــض عَرْــضا: مَاتَت من مرض.

وَفُلَان عُرْــضة للشر: قوي عَلَيْهِ، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:

مِن كلّ نَضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِــقَتْ ... عُرْــضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع، قَالَ جرير:

وتُلْقَي حِبالِى عُرْــضَةً للمُرَاجِمِ

ويروى: " جبالى ". وَفُلَان عُرْــضة لكذا: أَي مــعروض لَهُ: أنْشد ثَعْلَب:

طَلَّقْتُهُنَّ وَمَا الطَّلاقُ بسُنَّة ... إنَّ النساءَ لــعُرْــضَةُ التَّطْليق

وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا تَجْعَلُوا الله عُرْــضَةً لأيمانكم) وَفُلَان عُرْــضة للنَّاس: لَا يزالون يقعون فِيهِ.

وعَرَــض لَهُ اشد الــعَرْــض، واعترَض: قابله بِنَفسِهِ. وعَرَــضَتْ لَهُ الغول عَرْــضاً وعَرَــضاً، وعَرِــضَتْ: بَدَت.

والــعُرْــضِيَّة: الصعوبة. وَقيل: هُوَ أَن يركب رَأسه من النخوة. وَرجل عُرْــضِيّ: فِيهِ عُرْــضِيَّة. والــعُرْــضِيَّة فِي الْفرس: أَن يمشي عَرْــضاً. والــعُرْــضِيّ: الذلول الْوسط، الصعب التَّصَرُّف. وناقة عُرْــضِيَّة: لم تذل كل الذل.

والمِــعْراض: السهْم دون ريش يمْضِي عَرْــضاً.

والمِــعْرَــض: الثَّوْب تُــعْرَــض فِيهِ الْجَارِيَة. والألفاظ معارِيض الْمعَانِي: من ذَلِك، لِأَنَّهَا تجملها.

والعارِضان: شقا الْفَم. وَقيل: جانبا اللِّحْيَة. قَالَ عدي بن زيد:

لَا تُؤَاتِيكَ وَإِن صَحَوْتَ وَإِن أجْ ... هَدَ فِي العارِضَينِ مِنْكَ القَتِيرُ

والعوارِضُ: مَا ولي الشدقين من الْأَسْنَان. وَقيل: هِيَ أَربع أَسْنَان تلِي الأنياب، ثمَّ الأضراس تلِي العَوَارِض. قَالَ الْأَعْشَى:

غَرَّاء فَرْعاءُ مَصْقولٌ عَوَارِضُها ... تمْشِي الهُوَيَنى كَمَا يمْشِي الوَجِي الوَحلُ

وَقيل: العَوَارض: مَا بَين الثنايا والأضراس. وَقيل: العَوارض: ثَمَانِيَة، فِي كل شقّ أَرْبَعَة فَوق، وَأَرْبع أَسْفَل.

والعارِض: الخد. وعارِضة الْوَجْه: مَا يَبْدُو مِنْهُ.

وعُرْــضا الْأنف: مُبْتَدأ منحدر قصبته.

وعارضة الْبَاب: مساك العضادتين من فَوق. وَرجل شَدِيد العارِضة: مِنْهُ، على الْمثل. وَأَنه لذُو عارضة وعارِض: أَي ذُو جلد، مُفَوَّهٌ، على الْمثل أَيْضا. والعارِض: سقائف الْمحمل. وعوارضُ الْبَيْت: خشب سقفه المُــعَرَّــضَة.

والــعِرَــضُّ: النشاط، أَو النشيط، عَن ابْن الْأَــعرَــابِي، وَأنْشد: إنَّ لَها لَسانِيا مِهَضاَّ ... على ثَنايا القَصْدِ أَو عِرَــضَّا

السَّاني: الَّذِي يسنو على الْبَعِير بالدلو. يَقُول: يمر على منحاته بالغرب، على طَرِيق مُسْتَقِيم.

والــعِرَــضَّة والــعِرْــضَنَة: الِاعْتِرَاض فِي السّير، من النشاط. وَالْفرس تعدو الــعِرَــضْنَى والــعِرَــضْنَة والــعِرَــضْناة: أَي مُعترضة، مرّة من وَجه، وَمرَّة من آخر. وناقة عِرَــضْنَةٌ: مُعْتَرضَة فِي السّير، عَن ابْن الْأَــعرَــابِي، وَأنْشد:

تَرِدُ بِنا فِي سَمَلٍ لم يَنْضُبِ

مِنْهَا عِرَــضْناتٌ عِظامُ الأرْقُبِ

الــعِرَــضْناتُ هُنَا: جمع عِرَــضْنَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يُقَال: نَاقَة عِرَــضْنَة، إِنَّمَا الــعِرَــضْنَة الِاعْتِرَاض. وَامْرَأَة عِرَــضْنَة: ذهبت عَرْــضا من سمنها.

وأعْرَــض عَنهُ: صد.

وعرَــض لَك الْخَيْر يَــعْرِــض عُرُــوضا، وأعْرض: أشرَف.

وتــعَرَّــض مَــعْرُــوفَة، وَله: طلبه.

وَاسْتعْمل ابْن جني التَّــعْرِــيض فِي قَوْله: كَانَ حذفه أَو التَّــعْرِــيض لحذفه، فَسَادًا فِي الصَّنْعَة.

وعارضه فِي السّير: سَار حياله. وعارضه بِمَا صنع: كافأه. وعارَض الْبَعِير الرّيح: إِذا لم يستقبلها وَلم يستدبرها.

وأعْرَــض النَّاقة على الْحَوْض، وعَرَــضَها عَرْــضاً: سامها أَن تشرب. وعَرَــض على سوم عَالَة: بِمَعْنى قَول الْعَامَّة: " عَرْــضٌ سابري ". وعَرَــضَ الشَّيْء يَــعْرِــض: بدا.

وعُرَــضَّى: فُعَلِّى من الِاعْتِرَاض. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

ولقيه عارِضاً: أَي باكرا. وَقيل: هُوَ بالغين الْمُعْجَمَة.

وعارِضاتُ الْورْد: أَوله. قَالَ: كِرام ينالُ الماءَ قَبلَ شِفاهِهمْ ... لهمْ عارِضاتُ الوِرْد شُمُّ المَناخِرِ

لَهُم: أَي مِنْهُم. يَقُول: تَقول أنوفهم فِي المَاء قبل شفاههم فِي أول وُرُود الوِرْد، لِأَن أَوله لَهُم دون النَّاس.

وعَرَّــض لي بالشَّيْء: لم يُبِيِّنْه.

وتــعرَّــض فِي الْجَبَل: أَخذ يَمِينا وَشمَالًا. قَالَ عبد الله ذُو البجادين الْمُزنِيّ، وَكَانَ دَلِيل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُخَاطب نَاقَته، عَلَيْهِ السَّلَام:

تَــعَرَّــضِي مَدارِجاً وسُومِي

تَــعَرُّــضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ

هُوَ أَبُو القاسِم فاسْتَقيمي

ويروى: " هَذَا أَبُو الْقَاسِم ". تَــعَرَّــضِي: خذي يمنة ويسرة. تَــعَرُّــض الجوزاء: لِأَن الجوزاء تمر على جنب. والمدارج: الثنايا الْغِلَاظ.

وعَرَّــض لفُلَان، وَبِه: إِذا قَالَ فِيهِ قولا وَهُوَ يعِيبهُ.

وأعراض الْكَلَام، ومَعارِضُه، ومَعارِيضه: كَلَام يشبه بعضه بَعْضًا فِي الْمعَانِي، كَالرّجلِ تسأله هَل رَأَيْت فلَانا؟ فَيكْرَه أَن يكذب وَقد رَآهُ، فَيَقُول إِن فلَانا ليرى، وَلِهَذَا الْمَعْنى قَالَ عبد الله بن الْعَبَّاس: مَا أحب بمعارِيض الْكَلَام حمر النعم. وَلِهَذَا قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة، حِين اتهمته امْرَأَته فِي جَارِيَة لَهُ، وَقد كَانَ حلف أَلا يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ جُنُب، فألحت عَلَيْهِ بِأَن يقْرَأ سُورَة، فَأَنْشَأَ يَقُول:

شَهِدْتُ بأنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ ... وأنَّ النَّارَ مَثْوَى الكافِرِينا

وأنَّ الــعَرْــشَ فوْقَ الماءِ طافٍ ... وفوْقَ الــعَرْــشِ رَبُّ العاَلمِينا

وتَحمِلُهُ ملائِكَةٌ شِدادٌ ... مَلائِكَةُ الإلَهِ مُسَوَّمِينا

قَالَ: فرضيت امراته، لِأَنَّهَا حسبت هَذَا قُرْآنًا، فَجعل ابْن رَوَاحَة كَلَامه هَذَا عَرَــضا ومِــعْرَــضا، فِرارا من الْقِرَاءَة. والــعَرُــوض: مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن، مؤَنَّث. والــعَروض: آخر النّصْف الأول من الْبَيْت، أُنْثَى، وَرُبمَا ذُكِّرت. وَالْجمع: أعاريض، على غير قِيَاس. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَإِنَّمَا سمي وسط الْبَيْت عَرُــوضا، لِأَن الــعَرُــوض وسط الْبَيْت من الْبناء، وَالْبَيْت من الشّــعْر مَبْنِيّ فِي اللَّفْظ على بِنَاء الْبَيْت المسكون للْــعَرَــب، فقوام الْبَيْت من الْكَلَام عروضه، كَمَا أَن قوام الْبَيْت من الْخرق، العارضةُ الَّتِي فِي وَسطه، فَهِيَ أقوى مَا فِي بَيت الْخرق، فَلذَلِك يجب أَن تكون الــعَروض أقوى من الضَّرْب، أَلا ترى أَن الضروب النَّقْص فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي الأعاريض.

وَمضى عَرْــض من اللَّيْل: أَي سَاعَة.

وَقد سموا عارضا، وعَرِــيضاً، ومُعْترِضاً، ومُــعَرِّــضاً، ومُــعْرِــضاً. قَالَ:

لَوْلَا ابنُ حارِثةَ الأميرُ لقَدْ ... أغْضَيْتَ مِنْ شَتْمي على رَغْمِ

إِلَّا كمُــعْرِــضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ

الْكَاف زَائِدَة. وَتَقْدِيره: إِلَّا مُــعْرِــضاً.

وعُوارِض مَوضِع. قَالَ:

فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوَارِضاً ... وَلأقْبِلَنَّ الخَيْل لابَةَ ضَرْغَدِ

والــعَرُــوض: جبل. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

ألمْ نَشْرِهِمْ شَفْعا وتُترَكَ منهمُ ... بِجَنْبِ الــعَرُــوضِ رِمَّةٌ ومَزَاحِفُ

عرض

1 عَرُــضَ, aor. ـُ inf. n. عِرَــضٌ, [instead of which, as a simple subst., عَرْــضٌ is generally used,] and عَرَــاضَةٌ, It was, or became, broad, or wide; (S, O, * Msb, K, TA;) as also ↓ اعرض, (A, TA,) which occurs in this sense in two exs. following. (TA.) [And in like manner, ↓ استــعرض It grew, or spread, wide; said of a tree; opposed to طَالَ; occurring in the TA in art. بهل.] It is said in a prov., القِرْفَةُ ↓ أَــعْرَــضَتِ (S, O, * TA [but in two copies of the S, I find the verb in this instance written اعرضتُ, and in the O اعرضتَ, and I do not know that the reading in the TA, which seems to be the common one, is found in any copy of the S,]) Suspicion became, or has become, wide; syn. اِتَّسَعَت: (TA:) used when it is said to a man, “ Whom dost thou suspect ? ” and he answers, “ The sons of such a one,” referring to the whole tribe. (S, O, TA.) [See Freytag's Arab. Prov. ii. 112, where another reading is mentioned, which, by what he says, is shown to be أَــعْرَــضْتَ القِرْفَةَ Thou hast made suspicion wide.] In another prov. it is said, ثَوْبُ المَلْبَسِ ↓ أَــعْرَــضَ (IAar, A, TA, and K in art. لبس,) and المِلْبَسِ and المُلْبِسِ (IAar, and K in art. لبس,) and المُلْتَبِسِ (TA in art. لبس) i. e. صَارَ ذَا عَرْــضٍ, (A, TA,) and عَرُــضَ, and اِتَّسَعَ; (Sh;) [meaning the same as the prov. before mentioned;] used with reference to him whose suspicion has become wide; (IAar, and TA in art. لبس;) i. e. with reference to him who suspects many persons (IAar, Az, and K in art. لبس,) of a theft; (IAar, Az, and TA in that art.;) or of saying a thing: (TS, and TA in that art.:) or when thou askest a person respecting a thing and he does not explain it to thee. (TA in that art.) [See, again, Freytag's Arab. Prov. ii. 100, where it is said that أَــعْرَــضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ app. means The garment of the suspected appeared, or has appeared: but that another reading is عَرُــضَ, meaning became, or has become, wide.]

A2: عَرَــضَ, aor. ـِ (Fr, S, O, Msb, K,) inf. n. عَرْــضٌ; (TA:) and عَرِــضَ, (As, TS, K,) aor. ـَ (Fr, K,) or ـِ like حَسِبَ, aor. ـِ deviating from the general rule; (As, TS;) It (a thing) appeared, or became apparent, لَهُ to him; (S, O, Msb, K; [but in some copies of the K, instead of the explanation ظَهَرَ وَبَدَا, we find ظَهَرَ عَلَيْهِ وَبَدَا, which is a mistake;]) as also ↓ اعرض, (Fr, S, O, Msb, K,) which is a deviation from a general rule, being quasi pass. of عَرَــضَهُ, which see below; (S, * O, * Msb, K;) [lit.] it showed its breadth, or width. (O, * TA.) You say, لَكَ الشَّىْءُ ↓ اعرض مِنْ بَعِيدٍ The thing appeared to thee from afar. (TA.) And عَرَــضَتْ لَهُ الغُولُ, and عَرِــضَتْ, (Az, S, O, K,) The ghool appeared to him. (K.) The Arabs say, of a thing, عَرَــضَ and ↓ اعرض and ↓ تــعرّــض and ↓ اعترض, using these verbs as syn.; (Sh;) [app. as meaning It showed, presented, or offered, itself, (lit. its breadth, or width, or its side, see 5,) to a person: the first and last also often signify, and the others sometimes, he obtruded himself in an affair; interfered therein:] IKt disallows ↓ اعرض in the sense of اعترض, as not having been found by him: (TA:) [but] an instance of the former of these two verbs used in the sense of the latter of them occurs in the phrase لِلنَّاظِرِينَ ↓ إِذَا أُــعْرَــضَتْ [app. meaning When she shows, or presents, herself to the lookers], in a poem by one of the tribe of Teiyi. (Sh.) b2: عَرَــضَ لَكَ الخَيْرُ, [in one place in the TA الخَبَرَ, and الخبر in a copy of the Msb,] inf. n. عَرْــضٌ; (TA; [in one place in the TA عُرُــوضٌ there referring to الخَبَرُ, which is app. a mistranscription;]) and ↓ اعرض; (S, O, K, TA;) Good [i. e. the doing of good] hath become within thy power, or practicable to thee, or easy to thee. (S, O, K, TA.) And لَكَ الظَّبْىُ ↓ اعرض The gazelle hath exposed to thee its side; (TA;) or hath put its side in thy power, (S, O, K, TA,) by turning it towards thee: (O, TA:) said to incite one to shoot it, or cast at it. (S, O.) Or لَكَ ↓ اعرض, said of an animal of the chase, or other thing, signifies It hath put in thy power, [or exposed to thee,] its breadth, or width: (A:) or لَهُ ↓ اعرض signifies it (a thing) became within his power, or practicable to him, or easy to him; lit., it showed its side [to him]. (Mgh.) [In the TA, I find أَــعْرَــضَ فِى الشَّىْءِ expl. as signifying He had the width of the thing in his power: but فى, here, seems to be a mistake for لَهُ.] A poet, also, says ↓ أَــعْرِــضِى addressing a woman; meaning أَمْكِنِى

[Empower thou; i. e. grant thou access]. (S.) b3: عَرَــضَ لَهُ, aor. ـِ (As, S, K, TA;) and عَرِــضَ, aor. ـَ (TA;) are also said of an event, (As, TA,) or of a disease, and the like, (S, K, TA,) such as disquietude of mind, and a state of distraction of the mind or attention; (TA;) [meaning It happened to him; it befell him; it occurred to him; was incident to him;] and also of doubt, and the like. (TA.) [So, too, is ↓ اعترض.] You also say, عَرَــضَهُ عَارِضٌ مِنَ الحُمَّى وَنَحْوِهَا [An occurrence of fever, and the like, happened to him, or befell him]. (S.) And البَدَنَ ↓ اعترض [It befell the body] is said of [a disease, as, for instance,] the mange, or scab. (B, in TA in art. عر.) b4: عَرَــضَ لَهُ, aor. ـِ (Msb, TA;) and عَرِــضَ له, aor. ـَ (Msb;) He intervened as an obstacle to him, preventing him from attaining his desire, (Msb, TA, *) or from seeking to attain his desire, and from going his way; (TA;) as also له ↓ اعترض. (Msb.) Yousay also, عَرَــضَ لَهُ أَشَدَّ الــعَرْــضِ, and ↓ اعترض, He opposed himself to him (قَابَلَهُ بِنَفْسِهِ) with the most vehement opposition of himself. (TA.) See also 5, second sentence. One should not say, عرّــضتُ لَهُ, with teshdeed, in the sense of اِعْتَرَضْتُ. (Msb.) You also say, عَرَــضَ عَارِضٌ, meaning [An obstacle intervened, or prevented; lit.] an intervening thing intervened; a preventing thing prevented. (TA.) And سِرْتُ فَــعَرَــضَ لِى فِى الطَّرِيقِ عَارِضٌ مِنْ جَبَلٍ

وَنَحْوِهِ I journeyed, and there opposed itself to me, so as to prevent my going on, an obstacle consisting in a mountain, and the like; as also ↓ اعترض: whence the اِعْتِرَاضَات [or objections] of the lawyers; because they prevent one's laying hold upon the evidence. (Msb.) And عَرَــضَ لَهُ الشَّىْءُ فِى الطَّرِيقِ The thing intervened as an obstacle to him in the way, preventing him from going on. (TA.) And عَرَــضَ الشَّىْءُ The thing stood up and prevented; [or stood in the way, or presented itself as an obstacle; or opposed itself;] as also ↓ اعترض. (TA.) [And The thing lay, or extended, breadthwise, or across, or athwart; like اعترض, q. v.] And الشَّىْءُ دُونَ الشَّىْءِ ↓ اعترض The thing intervened as an obstacle in the way to the thing; syn. حَالَ. (S, O.) b5: مَا عَرَــضْتُ لَهُ بِسُوْءٍ, aor. ـِ and ما عَرِــضْتُ, aor. ـَ signify ما تَــعَرَّــضْتُ: see 5: or, as some say, I did not, or have not, become exposed to his reviling, or evilspeaking, by reviling, or speaking evil, of him. (Msb.) [See also عَرَــضَ عِرْــضَهُ, below.] b6: عَرَــضَ لَهُ also signifies He went towards him; (TA in art. نحو;) and عَرَــضَ عَرْــضَهُ and عُرْــضَهُ [the same, i. e.] نَحَا نَحْوَهُ; (K;) as also عرضه ↓ اعترض (TA.) b7: In the saying of El-Kumeyt, فَأَبْلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَــضْتَ وَمُنْذِرًا he means [And convey thou to Yezeed,] if thou pass by him, [and to Mundhir: or perhaps, if thou go to him: or if thou present thyself to him.] (S.) b8: عَرَــضَ الفَرَسُ, (L, K,) aor. ـِ inf. n. عَرْــضٌ, (L, TA,) The horse went along inclining towards one side: (K, TA:) or ran inclining his breast and head: (L, TA:) and ran inclining his head and neck; (K; [in which only the inf. n. of the verb in this last sense is mentioned;]) the doing of which is approved in horses, but disapproved in camels. (TA.) [See also 3, and 5.] b9: عَرَــضَ البَعِيرُ, (K,) inf. n. عَرْــضٌ, (TA,) The camel ate of the أَــعْرَــاض, i. e. of the upper parts of the trees [or shrubs]. (K.) b10: عَرَــضَتْ, said of a she-camel, A fracture, (S, O, K,) or some injurious accident, (S, O,) befell her; (S, O, K;) as also عَرِــضَتْ; (O, K;) but the former is the more approved: (TA:) and عَرَــضَ لَهَا a disease, or a fracture, befell her. (TA, from a trad.) Also, said of a sheep, or goat, (شاة,) It died by disease. (K.) and عَرِــضَ الشَّآءُ The sheep, or goats, burst, or became rent, from abundance of herbage. (K.) and عَرَــضَ, (IKtt,) inf. n. عَرْــضٌ, (K,) He (an animal, IKtt, or a man, K, [but it is said in the TA that there is no reason for this restriction,]) died without disease. (IKtt, K.) b11: عَرَــضَ بِسِلْعَتِهِ i. q. عَارَضَ بِهَا. (K.) See 3, in two places. [and under the same, see a similar phrase.] b12: عَرَــضَ He (a man, S, O) came to الــعَرُــوض, i. e. Mekkeh and El-Medeeneh, (S, O, K, TA,) and El-Yemen, (TA,) and what is around them. (S, O, K, TA.) A3: عَرَــضَ الشَّىْءَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. عَرْــضٌ, (Msb,) He made the thing apparent; showed it; exhibited it; manifested it; exposed it to view; presented it; (S, O, Msb, K;) unfolded it; laid it open: and also he mentioned it: (Msb:) [lit. he showed its breadth, or width, or its side: and hence it also signifies he made the thing to stand as an obstacle, دُونَ شَىْءٍ in the way to, or of, a thing.] You say, عَرَــضَ لَهُ الشَّىْءَ He made apparent, showed, exhibited, manifested, or exposed to view, to him the thing; (S, O, K;) unfolded it, or laid it open, to him. (S, TA.) And عَرَــضَ عَلَيْهِ أَمْرَ كَذَا (S, O, K *) He showed, propounded, or proposed, to him, such a thing, or such a case: (K, * TA:) [and he asked, or required, of him, with gentleness, the doing of such a thing; for]

الــعَرْــضُ signifies طَلَبٌ بِلِينٍ, (Mughnee and K, voce أَلَا,) or طَلَبٌ بِلِينٍ وَتَأَدُّبٍ. (Mughnee voce لَوْلَا.) And عَرَــضْتُ المَتَاعَ لِلْبَيْعِ [I showed, exposed, presented, or offered, the commodity for sale; or] I showed the commodity to those desirous of purchasing it. (Msb.) The phrase عَرَــضَ عَلَيْهِ المَتَاعَ [He showed, or offered, to him the commodity] is used because the person shows to the other the length and breadth of the thing (طُولَهُ وَــعَرْــضَهُ), or because he shows him one of its sides (عُرْــضًا مِنْ أَــعْرَــاضِهِ). (Mgh.) [Hence,] it is said in a trad. of Hodheyfeh, تُــعْرَــضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْــضَ الحَصِيرِ, which means, accord. to some, that فِتَن [Temptations, &c.,] will be [displayed and] embellished to the hearts of men like [as] the ornamented and variegated garment called حصير [is displayed and embellished]: (B, TA in art. حصر:) or the meaning is, that they will be laid and spread upon the hearts like the حصير: (IAth, TA in the present art.:) and some say that by this last word is here meant a certain vein extending across upon the side of a beast, towards the belly. (TA in art. حصر.) [Hence also,] عَرْــضٌ سَابِرِىٌّ [A slight exhibition: (see art. سبر:)] so in the proverbs by A'Obeyd, in the handwriting of Ibn-El-Jawáleekee: (TA:) or عَرْــضُ سَابِرِىٍّ: (TA, and so in a copy of the S in this art.:) or عَرْــضَ سَابِرِىٍّ. (O, TA, and so in a copy of the S in this art.) With this agrees in meaning the saying عَرَــضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ [He offered to me in the manner of offering water to camels taking a second draught: see also arts. سوم and عل; and see Freytag's Arab. Prov. ii. 84]. (TA.) Yousay also, عَرَــضْتُ الجَارِيَةَ عَلَى البَيْعِ [I showed, or displayed, or exposed, or offered, the girl for sale]: (S, O, TA:) and in like manner المَتَاعَ [the commodity]. (TA.) And عَرَــضْتُ لَهُ ثَوْبًا مَكَانَ حَقِّهِ; (S, O;) and عَرَــضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا, (S, O, K,) or مَتَاعًا, (TA,) this meaning, [as also the former phrase,] I gave to him a garment, or piece of cloth, [or a commodity,] in place of his due: (S, O, K:) and in like manner, عرضت بِهِ. (El-Umawee, TA.) And عَرَــضْتُ البَعِيرَ عَلَى

الحَوْضِ, which is an instance of inversion, meaning عَرَــضْتُ الحَوْضَ عَلَى البَعِيرِ [I showed the watering-trough to the camel]: (S, O, Msb:) [or it agrees in meaning with the phrase] عَرَــضَ النَّاقَةَ عَلَى الحَوْضِ, and ↓ أَــعْرَــضَهَا, [as rendered] He offered to the she-camel to drink [at the wateringtrough]. (L, TA.) And عَرَــضَهُمْ عَلَى السَّيْفِ [lit. He exposed them to the sword; (see also 2;) meaning] he slew them (S, A, O, Msb, K) with the sword. (Msb.) And عَرَــضَهُمْ عَلَى السَّوْطِ He beat them with the whip; he flogged them. (K, * TA.) And عَرَــضَهُمْ عَلَى النَّارِ He burned them. (A, TA.) And عَرَــضْتُ العَسَلَ عَلَى النَّارِ I cooked the honey [upon the fire] to separate it from the wax. (Msb.) [And عَرَــضَ نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ He exposed himself to destruction.] b2: عَرْــضٌ also signifies The bringing a man before a judge, and accusing him. (IAar, in TA, art. عقب.) [and The presenting, or addressing, a petition, &c., with عَلَى or لِ before the word signifying the person to whom it is presented or addressed.] b3: One says also, مَا يَــعْرِــضُكَ لِفُلَانٍ, (S, [so in two copies,] and O,) or مَا يَــعْرُــضَكَ, (L, TA,) with fet-h to the ى and damm to the ر, (L,) the verb being coordinate to نَصَرَ: (TA:) [app. meaning What causeth thee to present thyself to such a one?]: Yaakoob disallows one's saying ↓ مَا يُــعَرِّــضُكَ لِفُلَانٍ, with teshdeed. (S, O, TA.) [But the latter of these two verbs has a signification nearly allied to that which is here assigned to the former, and exactly agreeing with one mentioned before. See 2.] b4: عَرَــضَ الجُنْدَ, (S, Msb,) and عَرَــضَ الجُنْدَ عَرْــضَ العَيْنِ, (S, O,) or عَرْــضَ عَيْنٍ, (A, K, B, except that in the A and B we find الجَيْشَ instead of الجند,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. عَرْــضٌ, (Yoo, S,) He made the army, or body of soldiers, to pass by him, and examined their state, (S, O, K,) what it was: (S, O:) [i. e. he reviewed them:] or he made them to pass before him in review, that he might know who was absent and who was present: (A, B:) or he caused them to come forth, and examined them, that he might know them: (Msb:) and you say also, ↓ اعترضهُمْ, (S, O, K,) meaning [the same, or] he made them to pass by him, or before him, and examined them, one by one, (K, TA,) to see who were absent from those who were present. (TA.) You say also, ↓ اعترض المَتَاعَ وَنَحْوَهُ and عَلَى عَيْنِهِ ↓ اعترضهُ [He examined the commodity, and the like thereof, having it displayed before his eye]. (Th.) [See also عَرْــضٌ.]

b5: عَرَــضْتُ الكِتَابَ, (S, O, Msb,) aor. ـِ inf. n. عَرْــضٌ, (Msb,) I read, or recited, the writing, or book: (O, TA: [in the S it is unexplained, but immediately followed by عَرَــضْتُ الجُنْدَ عَرْــضَ العَيْنِ:]) or I recited it by heart, or memory. (Msb.) A4: عَرَــضَ عِرْــضَهُ, aor. ـِ (TA;) and ↓ اعترضهُ; (A, TA;) [perhaps originally signified He examined his grounds of pretension to respect, or the like: and then became used to express a frequent consequence of doing so; i. e.] he spoke evil of him; reviled him; detracted from his reputation: (A, TA:) or he corresponded to him, or equalled him, in grounds of pretension to respect: (TA:) [the former seems to be the more probable of the two meanings; for it is said that] فُلَانًا ↓ اعترض signifies he spoke evil of such a one; reviled him; detracted from his reputation; (Lth, S, O, K;) and annoyed him. (Lth, TA.) A5: عَرَــضَ الشَّىْءَ, (K,) aor. ـِ inf. n. عَرْــضٌ, (TA,) He hit the side (عُرْــض) of the thing. (K.) A6: عَرَــضَ العُودَ عَلَى

الإِنَآءِ, (S, O, Msb, K,) and السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ, (S, O, K,) aor. ـُ and عَرِــضَ, (S, O, Msb, K,) in both phrases, (O, K,) [J says, in the S, app. referring, not, as SM thinks, to the latter of the two phrases, but to the meaning, “this, only, with damm,”] He put the stick breadthwise, across, athwart, or crosswise, (مَــعْرُــوضًا, TA, or بِالــعَرْــضِ, Msb, TA, both meaning the same, TA,) upon the vessel, (Msb, TA,) [and so the sword upon his thigh: and ↓ عرّــضهُ signifies the same.] b2: عَرَــضَ الرُّمْحَ, aor. ـِ [and probably عَرُــضَ also,] inf. n. عَرْــضٌ; and ↓ عرّــضهُ, inf. n. تَــعْرِــيضٌ; (TA:) He turned, or placed, the spear sideways; contr. of سَدَّدَهُ. (S, in art. سد, relating to the former verb; and L, in the same art., relating to the latter verb.) b3: عَرَــضَ الرَّامِى القَوْسَ, inf. n. عَرْــضٌ, The archer laid the bow upon its side on the ground, and then shot with it. (TA.) b4: The saying of Aboo-Kebeer El-Hudhalee, cited, but not expl., by Th, فَــعَرَــضْتُهُ فِى سَاقِ أَسْمَنِهَا is thought by ISd to mean And I made its (the sword's) breadth to become concealed in the thigh of the fattest of them. (TA.) A7: عَرَــضَهُ He fed him: (Fr, TA:) [or he offered, or presented, to him food: for] عُرِــضُوا signifies They were fed: and they had food offered, or presented, to them. (L, TA.) [See also 2, in the last quarter.] b2: عَرَــضَ الحَوْضَ and القِرْبَةَ He filled the wateringtrough and the water-skin. (K.) A8: عَرَــضَ الشَّوْكَ: see 8, near the end.

A9: عَرَــضَ بَعِيرَهُ, inf. n. عَرْــضٌ, He branded his camel with the mark called عِرَــاض; (S;) and so ↓ عرّــضهُ: (S, TA:) and عُرِــضَ البَعِيرُ, inf. n. as above, The camel was branded with that mark. (K.) A10: عَرَــضْتُهُ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عَرْــضٌ, (K, TA,) I defrauded, or deceived, him in selling. (K.) A11: عُرِــضَ, (K,) or عُرِــضَ لَهُ, (A, TA,) inf. n. عَرْــضٌ, (K,) He was, or became, mad, or insane, or possessed by jinn or by a jinnee: (A, K:) or he was, or became, affected, by a touch, or stroke, from the jinn. (TA.) 2 عرّــضهُ, inf. n. تَــعْرِــيضٌ, He made it (a thing) broad, or wide; (S, K;) as also ↓ اعرضهُ, (Lth, S, K,) inf. n. إِــعْرَــاضٌ. (TA.) b2: See also 1, near the end, in three places. b3: تَــعَرِــيضٌ also signifies The speaking obliquely, indirectly, obscurely, ambiguously, or equivocally; contr. of تَصْرِيحٌ; (S, Mgh, Msb, K;) as when thou askest a man, “ Hast thou seen such a one? ” and he, having seen him, and disliking to lie, answers, “Verily such a one is seen: ” (Msb:) or the making a phrase, or the like, to convey an allusion, or an indication not expressly mentioned therein; as when you say “ How foul is niggardliness! ” alluding to such a one's being a niggard (تُــعَرِّــضُ بِأَنَّهُ بَخِيلٌ): differing from كِنَايَةٌ, which is the mentioning of the consequence and meaning that of which it is the consequence; as when you say “ Such a one has a long suspensory cord to his sword, and has many ashes of the cooking-pot; ”

meaning that he is tall of stature, and one who entertains many guests: (Mgh:) [but many hold these two words to be identical in meaning.] You say, عَرَّــضْتُ لِفُلَانٍ and بِفُلَانٍ, i. e. I said something [in the manner explained above], meaning such a one. (S, Msb.) [See also an ex. voce كَلَّآءٌ.] 'Omar defined [or rather explained]

التَّــعْرِــيضُ بِالفَاحِشَةِ [The making an allusion to that which is foul, or obscene] by the instance of a man saying to another “ My father is not an adulterer, nor is my mother an adulteress. ” (O, TA.) Or, accord. to the early authorities, عرّــض signifies He used a phrase susceptible of different meanings, or an equivocal phrase, by which the hearer understood a meaning different from that which he (the speaker) intended: or, accord. to the later authorities, as Et-Teftezánee, he mentioned a thing by a proper or tropical or metonymical expression, to signify some other thing, which he did not mention; as when one says, “I heard him whom thou hatest praying for thee, and making good mention of thee; ” meaning in his praying for the Muslims in general. (El-Munáwee, in explaining the trad. إِنَّ فِى المَعَارِيضِ الخ, which see below, voce مِــعْرَــاضٌ.) تــعريض with respect to the demanding of a woman in marriage in [the period of] her عِدَّة, [during which she may not contract a new marriage,] is the using language which resembles a demand of her in marriage, but does not plainly express it; as the saying to her “ Verily thou art beautiful,” or “ Verily there is a desire for thee,” or “ Verily women are of the things that I need: ” and تــعريض is sometimes made by the quoting of proverbs, and by the introducing of enigmas in one's speech. (TA.) [When followed by عَلَى, it signifies The making an indirect objection against a person or saying &c.] b4: Also عرّــض, (S, O,) inf. n. as above, (K,) He wrote indistinctly; (S, O, K;) not making the letters distinct, nor the handwriting rightly formed or disposed. (TA.) A2: تَــعْرِــيضٌ also sigsifies The making a thing to be exposed [or liable] to another thing. (K, [It is there expl., with the article ال prefixed to it, by the words أَنْ يَجْعَلَ لِلشَّىْءِ ↓ الشَّىْءَ عَرْــضًا, or ↓ عَرَــضًا, accord. to different copies; the latter (which see, last sentence but one,) app. the right reading; meaning مَــعْرُــوضًا, whichever be the right; for an inf. n. may be used in the sense of a pass. part. n.; and many a word of the measure فَعَلٌ is used in that sense, as, for instance, خَبَطٌ and نَفَضٌ and هَدَمٌ. That I have rightly rendered the above-mentioned explanation in the K is indicated by what here immediately follows.]) Hence the trad. مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللّٰهِ عَلَى عَبْدٍ إِلَّا عَظُمَتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المَؤُونَةَ فَقَدْ عَرَّــضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ [The blessing of God upon a servant, or man, hath not become great but the burden of other men upon him hath become great; and he who doth not take upon himself that burden causeth that blessing to be exposed to cessation]. (O, TA.) You also say, هُوَ لَهُ ↓ عَرَّــضْتُ فُلَانًا لِكَذَا فَتَــعَرَّــضَ [I caused such a one to expose himself, or I exposed him, to such a thing, and he exposed himself, or became exposed, to it], (S, O, *) i. e. ↓ جَعَلْتُهُ عَرَــضًا لِكَذَا. (O.) See also 1, last quarter. b2: Also The giving a thing in exchange for, as an equivalent for, or in the place of, another thing. (TA.) b3: And The act of bartering, or selling, a commodity for a like commodity. (K, * TA.) See 3, in two places. b4: And The giving what is termed an عُرَــاضَة: (TA:) and the feeding with what is so termed: (K:) or the giving food of what is so termed. (S.) [See also 1, near the end.] It is said in a trad., respecting a company of travelling merchants making presents to Mohammad and Aboo-Bekr, عَرَّــضُوهُمَا ثِيَابًا بِيضًا They gave to both of them white garments, or pieces of cloth. (L.) And you say, عَرَّــضُوهُمْ مَحْضًا They gave them to drink [unmixed] milk. (TA.) And عَرِّــضُونَا Give ye to us food of your عُرَــاضَة; your wheat, or corn, which ye have brought. (S, TA.) b5: عرّــض المَاشِيَةَ, inf. n. تَــعْرِــيضٌ, He made the cattle to have such pasturage as rendered them in no need of being fed with fodder. (TA.) A3: عرّــض, (IAar, O,) inf. n. تَــعْرِــيضٌ (K,) also signifies He became possessed of عَارِضَة [i. e. courage, or courage and energy], (IAar, O, K,) and strength, or power, (IAar, O,) and a faculty of speech, (IAar, O, K,) or, as in the Tekmileh, and power of speech. (TA.) A4: And He kept continually to the eating of عِرْــضَان, (O, * K, TA, [in the O عِرَــاض,]) pl. of عَرِــيضٌ. (TA.) A5: See also 4, last sentence.3 عَاْرَضَ [عَارضهُ has two contr. significations, which are unequivocally expressed by saying عارضهُ بِالخِلَافِ and عارضهُ بِالوِفَاقِ. (See عَانَدَهُ.) Thus one says,] عارضهُ, (Msb,) inf. n. مُعَارَضَةٌ, (TA,) He opposed him [being opposed by him]. (Kull p. 342.) b2: And [He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, rivalled, or imitated, him;] he did like as he (the latter) did. (Msb, TA.) You say also, عَارَضْتُهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ, (S, O,) or بِمِثْلِ صَنِيعِهِ, (K,) I did to him like as he did: (S, O, K:) whence المُعَارَضَة [in trafficking, as will be seen below]: as though the breadth (عَرْــض) of the action of the one were like the breadth of the action of the other. (O, K.) And عارضهُ بِمَا صَنَعَهُ He requited him for that which he did. (L.) b3: [Hence] مُعَارَضَةٌ also signifies The selling a commodity for another commodity; exchanging it for another; as also عَرْــضٌ: (TA:) and [in like manner] ↓ تَــعْرِــيضٌ, the act of bartering, or selling a commodity for a like commodity. (K, * TA.) You say, عارض بِسِلْعَتِهِ; and بِهَا ↓ عَرَــضَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَرْــضٌ; (TA;) He exchanged his commodity; giving one commodity and taking another; (TA:) and مَتَاعَهُ ↓ عرّــض he sold his commodity for another commodity. (TK.) Also عارضهُ بِالبَيْعِ (M and L in art. بد) and بَاعَهُ مُعَارَضَةً (S and K in that art.) [He bartered, or exchanged commodities, with him]. And ↓ أَخَذْتُ هٰذِهِ السِّلْعَةَ عَرْــضًا I took this commodity giving another in exchange for it. (TA.) And when persons demand blood of other persons, and they [the latter] do not retaliate for them, they [the latter] say, نَحْنُ نَــعْرِــضُ مِنْهُ [We will give a compensation for it]: and they [the former] accept (اعترضوا) the bloodwit. (L.) b4: You say also, عَارَضْتُهُ فِى البَيْعِ فَــعَرَــضْتُهُ [I vied with him in endeavouring to defraud, or deceive, in selling, or buying,] and I defrauded, or deceived, him therein. (K, * TA.) And عارضهُ بِالمَجْدِ [He vied, or competed, or contended, with him, or emulated him, or rivalled him, in glory, or honour, &c.]: (L and K in art. مجد:) and in like manner عارضهُ بِالفَخْرِ. (K in art. فخر.) See 6. b5: عارضهُ, (O, K,) or عارضهُ فِى المَسِيرِ (S,) or فى السَّيْرِ, (A,) He went along over against him; or on the opposite side to him; (S, A, O, K;) in a corresponding manner; (TA;) [each taking the side opposite to the other.] b6: [Hence. عارضهُ as signifying It (a tract &c.) lay over against him. Also as syn. with اعرض عَنْهُ.] See 4. b7: [Hence also,] عارض, (S, O, K,) inf. n. مُعَارَضَةٌ, (TA,) He took to one side (S, O, K *) of the way, or ways, (accord. to different copies of the K,) while another took to another way, so that they both met. (TA. [See 3 in arts. خزم and زم.]) El-Ba'eeth says, مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فَعَارَضَتْ جَنَابَ الصِّبَا فِى كَاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا [cited in the S, voce رَيِّق, but with رَيْقَ, in the place of رَوْقَ, and there ascribed to Lebeed,] meaning, accord. to ISk, [We praised to her the first part of youth, and thereupon] she took to the side of الصبا [or youthful foolishness, and amorous dalliance], or, as another says, she entered with us into it, in a manner not open, but making it appear to us that she was entering with us; جناب الصبا meaning جَنْبَهُ. (TA.) b8: عارض الجِنَازَةَ He came to the bier, or the bier conveying the corpse, intermediately (مُعْتَرِضًا), in a part of the way, not following it from the abode of the deceased: (O, K, TA:) said of Mohammad, in a trad. respecting the funeral of Aboo-Tálib. (O, TA.) b9: عارض المَرْأَةَ, inf. n. عِرَــاضٌ and مُعَارَضَةٌ, He came in to the woman [indirectly, or] unlawfully; (Sgh, K, TA;) i. e. without marriage and without possession [of her as his slave]. (Sgh, TA.) Hence the saying, جَآءَتْ بِوَلَدٍ عَنْ عِرَــاضٍ and مُعَارَضَةٍ She brought forth a child in consequence of a man's having so come in to her: (K:) or a child whose father was unknown. (A, O, TA.) [Hence also,] اِبْنُ مُعَارَضَةٍ i. q. سَفِيحٌ; (O, K;) i. e. A son the offspring of fornication. (O, TA.) b10: الجَوْزَآءُ تَمُرُّ عَلَى جَنْبٍ وَتُعَارِضُ النُّجُومَ, inf. n. مُعَارَضَةٌ, [Orion passes along towards one side, and is oblique in its course with respect to the other stars;] i. e. it is not direct [in the disposition of its stars, particularly of the three conspicuous stars of the belt, with respect to its course] in the sky. (As, S, O.) [See also 5.] b11: عارض الرِّيحَ, said of a camel, (TA,) [He turned his side to the wind;] he did not face the wind nor turn his back to it. (A, TA.) b12: نَظَرَ إِلَيْهِ مُعَارَضَةً He looked at him, or towards him, sideways, or obliquely. (A, TA.) You say also, نَظَرَ عَنْ مُعَارَضَةٍ [He looked sideways, or obliquely]. (TA in art. خزر.) and you say of a she-camel, تَمْشِى مُعَارَضَةً لِلنَّشَاطِ [She goes obliquely by reason of briskness, liveliness, or sprightliness]. (S, K. * [See again 5, latter half.]) b13: عارض الشَّىْءَ بِالشَّىْءِ He compared the thing with the thing. (Msb.) You say, عارض الكِتَابَ, (S, O, K,) inf. n. مُعَارَضَةٌ and عِرَــاضٌ, (TA,) He compared, or collated, the writing, or book, (S, O, K,) بِكِتَابٍ آخَرَ with another writing, or book. (S, * O, * TA.) And كَتَبَ كِتَابًا عَنْ مُعَارَضَةٍ [He copied, or transcribed, the writing, or book]. (K in art. نسخ.) b14: And المُعَارَضَةُ is syn. with المُدَارَسَةُ [probably as meaning The reading, or studying, with another]. (TA.) A2: ضَرَبَ النَّاقَةَ عِرّــاضًا [He covered the she-camel agreeably with her desire] is said when the stallion is offered to her, and if she desire he covers her, but otherwise he does not: (S, O, TA:) in the K it is said, if he desire her; which is wrong: (TA:) this is because of her generous quality. (S, O, TA.) b2: And لَقِحَتْ عِرَــاضًا She (a camel) conceived by a stallion, she not being of the camels among which he was sent. (AO, TA.) b3: See also 8, near the end.4 اعرض: see 1, first sentence; and in thirteen places after that, as far as the break after the words “ grant thou access. ” b2: Also He went wide (S, O, Msb, K) and long; (S, O, K;) فِى الشَّىْءِ [in the thing]; (Msb;) and فِى المَكَارِمِ (tropical:) [in generous actions]. (TA.) b3: اعرض عَنْهُ, (S, * O, * Msb, K,) inf. n. إِــعْرَــاضٌ, (S, O,) He turned away from, avoided, shunned, and left, it; (S, O, Msb, K;) lit. he took a side (عُرْــضًا i. e. جَانِبًا) other than the side in which it was: (Msb:) or he turned his back upon it: (IAth, TA:) and [in like manner]

↓ عارضهُ he turned aside, or away, from him; avoided him; shunned him; (S, O, K;) lit. he became aside with respect to him. (TA.) A2: اعرضهُ: see 2, first signification. b2: أَــعْرَــضَتْ بِوُلْدِهَا She (a woman) brought forth her children broad [in make]; expl. by the words وَلَدَتْهُمْ عِرَــاضًا; (S, O, K;) [not meaning عَنْ عِرَــاضٍ, (see 3,) as Freytag, deviating from Golius, has understood it; unless SM be in error; for he says that] the last word in this explanation is pl. of عَرِــيضٌ. (TA.) b3: اعرض المَسْأَلَةَ He put, or expressed, the question broadly; (Mgh;) widely; (Mgh, TA;) largely. (TA.) b4: اعرض النَّاقَةَ عَلَى الحَوْضِ: see عَرَــضَ, latter half. b5: اعرض الــعِرْــضَانَ He put for sale the عرضان [pl. of عَرِــيضٌ, q. v.]. (O.) b6: And (O) He castrated the عرضان. (S, IKtt, O.) b7: [And app. He circumcized a boy: or so ↓ عرّــض: see مُــعَرِّــضٌ.]5 تــعرّــض: see عَرَــضَ, near the beginning, where these two verbs, and اعرض and اعترض, are said to be used as syn.; [app. as meaning It showed, presented, or offered, itself, to a person; lit. it showed, or presented, its breadth, or width; or, as تــعرّــض is expl. in the EM p. 19, it showed its عُرْــض, i. e. side: this, or it, or he, presented, or offered, or exposed, its, or his, side, seems to be the primary signification of تــعرّــض, and of اعترض, as well as of عَرَــضَ; and is of frequent occurrence: and all (as mentioned voce عَرَــضَ) signify also he obtruded himself in an affair; interfered therein.] b2: [Hence,] تــعرّــض لَهُ He opposed himself to him; he offered opposition to him; or he attacked him; said of a man, and of a beast of prey, or noxious reptile, and the like; as also ↓ عَرَــضَ and ↓ اعترض: this signification also is of frequent occurrence. (The lexicons passim.) b3: [Hence also,] He addressed, or applied, or directed, himself, or his regard, or attention, or mind, to him, or it; [as though he set himself over against the object to which the verb relates;] syn. تَصَدَّى. (Lth, Lh, S, O, Msb, K.) So in the saying, تــعرّــض لِمَــعْرُــوفِهِمْ and مَــعْرُــوفَهُمْ [He addressed himself, &c., presented himself, betook himself, advanced, came forward, or went forward, or attempted, to obtain their favour, or bounty]: and تــعرّــض لِلْمَــعْرُــوفِ and المَــعْرُــوفَ [He addressed himself, &c., to obtain favour, or bounty; and] he sought, or demanded, it: (Az, Msb:) and [so] للمــعروف ↓ اعترض (Msb in art. عر. [See also اعترض لَهُ.]) So too in the saying, تَــعَرَّــضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللّٰهِ [Address ye yourselves, &c., to become objects of the effusions of the mercy of God]; (O, K, TA;) occurring in a trad. (TA.) And hence the saying, تــعرّــض فِى شَهَادَتِهِ لِكَذَا He addressed himself, &c., (تصدّى,) in his testimony, to the mention of such a thing. (Msb.) It is likewise syn. with تصدّى in the saying, تــعرّــض لِى فُلَانٌ بِمَكْرُوهٍ [Such a one addressed himself, &c., or attempted, to do me an abominable, or evil, action; or opposed himself to me with an abominable, or evil, action]. (Lth.) [In like manner also you say,] يَتَــعَرَّــضُ لِلنَّاسِ بِالشَّرِّ [He addresses himself, &c., to do to men evil; or he opposes himself to men with evil or mischief]. (S, K.) And مَا تَــعَرَّــضْتُ لَهُ بِسُوْءٍ [I did not address myself, or have not addressed myself, &c., to do to him evil]: and ↓ مَا عَرَــضْتُ and ↓ مَا عَرِــضْتُ are said to signify the same. (Msb.) [See 1.] Yousay also, تَــعَرَّــضْتُ أَسْأَلُهُمْ [I addressed myself, &c., to ask them]. (S, O. *) And جَآءَ فُلَانٌ يَتَــعَرَّــضُ, and يَتَضَرَّعُ, Such a one came asking, or petitioning, to another, for a thing that he wanted. (Fr, in S, art.ضرع.) b4: And تــعرّــض الرِّفَاقَ He asked the companies of travellers for what are termed عُرَــاضَات [pl. of عُرَــاضَةٌ, q. v.]. (TA.) b5: تــعرّــض لِكَذَا [also signifies He exposed himself, or became exposed, to such a thing]. (S.) See 2, latter portion. b6: Also تــعرّــض, [from عُرْــضٌ,] He, or it, turned aside; turned from the right course or direction; syn. تَعَوَّجَ; (S, K, TA;) and زَاغَ: (TA:) his, or its, course, or march, was, or became, indirect, or oblique. (L, TA.) You say, تــعرّــض الجَمَلُ فِى الجَبَلِ The camel went to the right and left, [in, or upon, the mountain,] on account of the difficulty of the road, or way. (S, O, K.) And تَــعَرَّــضَتِ الإِبِلُ المَدَارِجَ The camels went along the routes (فِى المَدَارِجِ) [المَدَارِجَ being in the accus. case because فى is understood, not that the verb is trans.] to the right and left; (A;) i. e., alternately to the right and left. (T in art. ثنى.) [See a verse cited voce تَصَدَّفَ, and its explanation.] Dhu-l-Bijádeyn, being guide to the Apostle, addressing his she-camel, said, تَــعَرَّــضِى مَدَارِجًا وَسُومِى

تَــعَرُّــضَ الجَوْزَآءِ لِلنُّجُومِ هٰذَا أَبُو القَاسِمِ فَاسْتَقِيمِى (S, O) Go thou along routes to the right and left, avoiding the rugged acclivities, [and continue thy course, or as expl. in the TA, art. سوم, pass along quickly,] (TA,) like as الجوزاء [Orion] passes along in the sky obliquely, or indirectly, in the disposition of its stars [with respect to the other stars: (see 3, towards the end:) this is Abu-l- Kásim; therefore go thou right]. (IAth, TA.) b7: تــعرّــض الفَرَسُ فِى رَسَنِهِ i. q. اعترض, q. v. (TA.) You say also, of a camel, فِى سَيْرِهِ ↓ يَعْتَرِضُ [He inclines towards one side, in his march, or course; or goes obliquely, or inclining towards one side]. (K: and so in one copy of the S: in another copy of the S, يَتَــعَرَّــضُ. [See also 3, last quarter.]) b8: تــعرّــض also signifies It (a thing) became infected, vitiated, or corrupted; and in this sense it is said of love: (TA:) [as though it turned from the right course, or direction; a signification mentioned before; and thus it is expl. in the S, as occurring in the phrase تــعرّــض وَصْلُهُ, in the Mo'allakah of Lebeed; or, thus used, it signifies] it (a person's attachment to another) became altered, so as to cease. (EM p. 149.) 6 تعارضا They opposed each other. (Ibn-Maaroof, in Golius. [The verb is very often used in this sense.]) b2: They fought, or combated, each other. (MA.) b3: They did each like as the other did; they imitated each other: they vied, competed, or contended, each with the other; they emulated, or rivalled, each other: (TA in art. برى:) syn. تَبَارَيَا. (K in that art.) 8 اعترض: see عَرَــضَ, near the beginning, where these two verbs and اعرض and تــعرّــض, are said to be used as syn., app. in the senses expl. there and in the beginning of 5. b2: [Hence,] اعترض عَلَيْهِ He opposed, resisted, or withstood, him, or it; syn. اِمْتَنَعَ. (MA.) [See 1 in art. شنف, in two places.] b3: See also 5, second sentence. b4: And see from عَرَــضَ لَهُ as signifying “ it happened to him ” as far as the end of the sentence explaining اعترض الشَّىْءُ دُونَ الشَّىْءِ.

اعترض signifies [It lay, or extended, breadthwise, across, transversely, athwart, sideways, obliquely, or horizontally: or so as to present an obstacle: or so intervened in any manner; as shown in the part last referred to, above: or rather it has both of these meanings; and in the former sense it is used, in the TA, art. حر, in describing the direction of an asterism, opposed to اِنْتَصَبَ: or, in other words,] it (a thing, S) became, (K,) or became an obstacle, (صَارَ عَارِضًا, S, O,) like a piece of wood lying across, or athwart, or obliquely, (مُعْتَرِضَةً,) in a channel of running water, (S, O, K,) or a road, (O, L,) and the like, preventing persons from passing along it. (L.) It is also said [of a collection of clouds appearing, or presenting itself, or extending sideways, or stretching along in the horizon like a mountain; see عَارِضٌ: and] of a building, or other thing, such as a trunk of a palm-tree, or a mountain, lying in a road: and as this prevents the passengers from passing along the road, it is used as signifying He, or it, prevented, or hindered: (O, K:) it is quasi-pass. of عَرَــضَهُ. (K, * TA.) [And hence,] اُعْتُرِضَ عَنِ امْرَأَتِهِ, (O, TA,) not اِعْتَرَضَ, as the K seems to indicate, (TA,) He was prevented from going in to his wife, by an obstacle that befell him, arising from the jinn, or genii, or from disease: (O, K, TA:) occurring in a trad. (TA.) b5: [Hence,] اِعْتِرَاضٌ which is forbidden in a trad. [respecting horseracing] signifies A man's coming intermediately with his horse, in a part of the course, and so entering among the [other] horses. (O, L, K.) [See also عَارَضَ الجِنَازَةَ.] b6: [And hence,] اعترض الشَّهْرَ He commenced [the observances of] the month not from the beginning thereof. (S, O, K.) b7: [اعترضت الجُمْلَةُ The clause intervened parenthetically. b8: اعترض عَلَيْهِ He interposed in an argument, or the like, objecting against him something, by way of confutation]. And اعترض عَلَى

أَحَدٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْفِعْلٍ He attributed to any one an error in respect of a saying or an action. (Har p. 687.) b9: اعترض الفَرَسُ فِى رَسَنِهِ The horse was perverse, untoward, or intractable, [in his halter,] to his leader; (S, A, O, K;) as also ↓ تــعرّــض. (TA. [See مُعْتَرِضٌ.]) And اِعْتَرِاضٌ in a man is The appearing and engaging in what is vain, or false, and refusing to obey the truth. (TA.) b10: اعترضهُ He faced him, and advanced towards him: (Har p. 420) and اعترض عَرْــضَهُ and عُرْــضَهُ [has nearly, if not exactly, the same signification]: see عَرَــضَ. And اعتراض also signifies The coming in upon any one: or entering upon an affair. (Har p. 687.) b11: [اعترض لَهُ often means He presented himself, or advanced, or came forward, to him: and he addressed or betook himself, or advanced, or went forward, to it; namely, an action; like تــعرّــض له: see its syns. اِنْبَرَى and تَبَرَّى.] b12: See also 5, second sentence. b13: اعترض لَهُ بِسَهْمٍ He advanced towards him with an arrow, and shot at him, and slew him. (S, O, K.) b14: اعترض لِلْمَــعْرُــوفِ: see 5. b15: يَعْتَرِضُ فِى سَيْرِهِ: see 5, near the end.

A2: اعترض He rode while reviewing the army, or body of soldiers, or making them to pass by him and examining their state, (S, O, K,) عَلَى الدَّابَّةِ upon the beast. (S, O.) b2: اعترض الجُنْدُ The army, or body of soldiers, was reviewed: (Mgh, L:) quasi-pass. of عَرَــضَ الجُنْدَ [which signifies the same as the phrase next following]. (O, L, TA.) b3: اعترض الجُنْدَ: and المَتَاعَ وَنَحْوَهُ and اعترضهُ عَلَى عَيْنِهِ: see عَرَــضَ, last quarter.

A3: اِعترض عِرْــضَهُ: and اعترض فُلَانًا: see عَرَــضَ, last quarter.

A4: اعترض البَعِيرَ He rode the camel while refractory, or untractable, (S, O, K,) as yet. (K.) And اعترض الــعَرُــوضَ He took the untrained she-camel in her untrained state. (TA. [In the original of this explanation is a mistranscription, which I have rectified in the translation; اخذعا for أَخَذَهَا.]) b2: [Hence, app.,] اعترض فُلَانٌ الشَّىْءَ Such a one undertook the thing, or constrained himself to do it, it being difficult, or troublesome, or inconvenient. (IAth.) A5: اعترض الشَّوْكَ (K, TA.) He ate the thorns: and الشَّوْكَ ↓ عَرَــضَ, aor. ـُ inf. n. عَرَــضَ, he took and ate of the thorns: both said of a sheep or goat, or rather of a camel: (TA:) and [in like manner] one says of a camel, الشَّجَرَ ذَا الشَّوْكِ بِفِيهِ ↓ عَارَضَ: and the camel that does so is said to be ذُو عِرَــاضٍ. (S, O, K.) A6: See also 10, in five places.

A7: اعترض مِنْهُ [He accepted an equivalent, or a substitute, or compensation, for it]. You say, كَانَ عَلَى فُلَانٍ نَقْدٌ فَأَعْسَرْتُهُ فَاعْتَرَضْتُ مِنْهُ [Such a one owed a debt of money, and I demanded it of him when it was difficult for him to pay it, and I accepted an equivalent, &c., for it]: and اعترضوا مِنْهُ, referring to blood, when retaliation has been refused, means they accepted [قَبِلُوا, for which اقبلوا has been substituted by the copyists in the L and TA,] the bloodwit [as a compensation for it]. (L.) 10 استــعرض: see عَرُــضَ; second sentence. b2: استــعرضت النَّاقَةُ بِاللَّحْمِ is like the phrase قُذِفَتْ بِاللَّحْمِ, (O, K, TA,) meaning The she-camel became fat and plump. (TA.) A2: استــعرضهُ He asked him to show, or exhibit, to him what he had. (S, TA.) b2: استــعرض الجَارِيَةَ He asked to show, or display, to him the girl on the occasion of sale. (Mtr, in Har p. 557.) A3: استــعرضها He came to her from the direction of her side. (TA.) b2: [Hence, استــعرضهُ also signifies, and so ↓ اعترضهُ, He betook himself to him or it, or he took him or it, or he acted with respect to him or it, without any direct aim, at random, or indiscriminately: and hence the phrase here following.] استــعرض النَّاسُ الخَوَارِجَ and ↓ اِعْتَرَضُوهُمْ The people went forth against the Khárijees not caring whom they slew. (Mgh.) And مَنْ لَقُوا ↓ لَا بَأْسَ بِأَنْ يَعْتَرِضُوا فَيَقْتُلُوا [There will be no harm to them] in their taking without distinguishing who and whence he is him whom they find, and slaying. (Mgh.) and يَسْتَــعْرِــضُ الخَارِجِىُّ النَّاسَ The Khárijee slays men (S, O, K, * TA) in any possible manner, and destroys whomsoever he can, (TA,) without inquiring respecting the condition of any one, (S, * O, K, TA,) Muslim or other, (S, O, TA,) and without caring whom he slays. (TA.) And وَاشْتَرِهِ مِمَّنْ ↓ اِعْتَرِضْهُ وَجَدْتَهُ وَلَا تَسْأَلْ عَمَّنْ عَمِلَهُ [Take thou it at random, or indiscriminately, and buy it of him whom thou findest, and ask not respecting him who made it]. (S, K.) And اِسْتَــعْرَــضَ يُعْطِى مَنْ أَقْبَلَ وَمَنْ

أَدْبَرَ [He acted indiscriminately, giving to him who advanced and to him who retired]. (S.) And اِسْتَــعْرِــضِ الــعَرَــبَ Ask thou whom thou wilt of the Arabs respecting such and such things. (S.) You say also, of land (أَرْض) in which is herbage, يَسْتَــعْرِــضُهَا المَالُ and ↓ يَعْتَرِضُهَا [The camels, or the like,] depasture it [app. at random] when traversing it. (K.) عَرْــضٌ Breadth; width; contr. of طُولٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and i. q. سَعَةٌ; (K;) the mutual distance of the edges or sides of a thing: (Msb:) primarily relating to corporeal things, but afterwards used in relation to other things: [see عَرِــيضٌ:] (TA:) this word as signifying the contr. of طول is the common source of derivation of the other words of this art., not withstanding their multitude: (O:) pl. [of pauc.] أَــعْرَــاضٌ (IAar, TA) and of mult. عُرُــوضٌ and عِرَــاضٌ. (TA.) It is said in the Kur [lvii. 21, وَجَنَّةٍ عَرْــضُهَا كَــعَرْــضِ السَّمَآءِ والأَرْضِ And a paradise whereof the breadth, or width, is like the breadth, or width, of the heaven and the earth: and in iii. 127,] عَرْــضُهَا السَّمٰوَاتُ والأَرْضُ [the breadth, or width, whereof is as the heavens and the earth]: and Ibn-'Arafeh observes that when the عَرْــض is described as being much, it indicates that the طُول is much, for the latter is more than the former. (O, TA.) You say also, عَرَــضَ عَرْــضَهُ, and ↓ عُرْــضَهُ, He went towards him: [lit. towards his breadth, and his side.] (K.) And ذَهَبَ عَرْــضًا وَطُولًا [He went wide and long]; (S, Msb, * K;) فِى الشَّىْءِ [in the thing]; (Msb;) and فِى المَكَارِمِ (tropical:) [in generous actions]. (TA.) And قَطَعَهُ عَرْــضًا [He cut it breadthwise, or across, or crosswise]. (S in art. قط, &c.) And قَطَعَ الوَادِى عَرْــضًا [He crossed the valley]; (S and K in art. جزع &c.;) and in like manner, الأَرْضَ [the land]. (K in that art.) And وَضَعَ العُودَ عَلَى الإِنَآءِ بِالــعَرْــضِ [He put the stick upon the vessel breadthwise, or across, or crosswise]; (Msb;) i. q. مَــعْرُــوضًا. (TA.) b2: [In geography, The latitude of a place.] b3: The middle, or midst, of a thing: or عَرْــضُ الشَّىْءِ signifies the thing itself. (TA.) See also عُرْــضً, former half, and in three places towards the end.

A2: A mountain; (S, K;) as also ↓ عَارِضٌ: (S, O, K:) or the former, the lowest part, or base, (سَفْح,) thereof; (S, K;) as also ↓ عُرْــضٌ: (O, K:) and (so in the S, but in the K “ or ”) the side thereof; (S, K;) as also ↓ عُرْــضٌ: (TA:) or the place whence, or whereby, (مِنْهُ,) a mountain is ascended: (K:) and ↓ عَارِضٌ, a lofty mountain: (TA:) pl. of the first, أَــعْرَــاضٌ and عُرُــوضٌ. (S, TA.) A3: A collection of clouds: (K:) or a collection of clouds that obstructs the horizon: (S, K:) [see also عِرْــضٌ and عَارِضٌ:] pl. عُرُــوضٌ. (TA.) A4: (assumed tropical:) An army: (O, K:) or a great army: (S, TA:) and ↓ عِرْــضٌ also has the former signification: (K:) or the latter: (TA:) so called as being likened to a mountain; or to the clouds that obstruct the horizon: (S, TA:) pl. أَــعْرَــاضٌ. (TA.) b2: جَرَادٌ عَرْــضٌ (assumed tropical:) Numerous locusts; (S, O, K; *) likened to the clouds that obstruct the horizon; (TA;) as also ↓ عِرْــضٌ: (K:) pl. of the former, عُرُــوضٌ: (TA:) and ↓ عَارِضٌ also signifies a multitude of locusts; (S, O, TA;) and of bees: (TA:) as in the saying, مَرَّ بِنَا عَارِضٌ قَدْ مَلَأَ الأُفُقَ [There passed by us a multitude of locusts, or of bees, which had filled the horizon]: (S, O, TA:) so says Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim. (S, O.) A5: A valley. (IDrd, K.) See also عِرْــضٌ.

A6: [As inf. n. of عَرَــضَ, it occurs in the phrases عَرْــضَ عَيْنٍ and عَرْــضَ العَيْنِ: see عَرَــضَ الجُنْدَ.] You say also, نَظَرَ إِلَيْهِ عَرْــضَ عَيْنٍ (Th, A) He looked at, or examined, him, or it, having him, or it, before his eye; i. q. اِعْتَرَضَهُ عَلَى عَيْنِهِ. (TA.) And رَأَيْتُهُ عَرْــضَ عَيْنٍ I saw him, or it, obviously; nearly. (TA.) [See also an ex. voce عَيْنٌ.] b2: [يَوْمُ الــعَرْــضِ is an appellation of The day of the last judgment.]

A7: A compensation; a substitute; a thing that is given or received or put instead of another thing: so, accord. to some, in the Kur iii. 127, quoted above: [but this is strange:] and so in the phrase عَرْــضُ هٰذَا الثَّوْبِ كَذَا وَكَذَا [The compensation, or substitute, for this garment, or piece of cloth, is such a thing, and such a thing: but not necessarily; for عرض in this phrase may have the meaning first assigned to it above]. (TA.) See also what next follows. b2: A commodity; or commodities, or goods; syn. مَتَاعٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَرَــضٌ; accord. to Kz; (K;) which is the contr. of عَيْنٌ: (Mgh:) and the former, anything except silver and gold money, or dirhems and deenárs, (S, Msb, K,) which are termed عَيْنٌ: (S, Msb:) or any worldly goods or commodities except silver and gold money: (Mgh, * O, TA:) but ↓ عَرَــضٌ, which see below, has a more comprehensive signification; everything that is termed عَرْــضٌ being included in عَرَــضٌ, whereas everything that is termed عَرَــضٌ is not عَرْــضٌ: (TA:) the pl. of عَرْــضٌ is عُرُــوضٌ, (Msb,) which A'Obeyd explains as signifying the commodities, or goods, whereof none are meted in a measure nor weighed, and which are not animals, and do not consist in عَقَار [or immoveable property]. (S, O, Msb.) You say, اِشْتَرَيْتُ المَتَاعَ بِــعَرْــضٍ I bought the commodity for a commodity like it. (S, O.) A8: جَعَلَ الشَّىْءَ عَرْــضًا لِلشَّىْءِ, or عَرَــضًا, accord. to different copies of the K: see 2, in the latter half of the paragraph.

A9: سَأَلْتُهُ عَرْــضَ مَالٍ: see عُرَــاضَةٌ.

A10: عَرْــضٌ also signifies Madness; insanity; or possession by jinn, or by a jinnee. (K, TA.) [See 1, last sentence.]

A11: مَضَى عَرْــضٌ مِنَ اللَّيْلِ An hour, or a portion, of the night passed; syn. سَاعَةٌ. (K, * TA.) A12: See also عَرْــضٌ, with the unpointed ص.

عُرْــضٌ A side; a lateral, or an outward, part, or portion; syn. جَانِبٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and نَاحِيَةٌ, (S, O, Msb, K,) from whatever direction one comes to it, (S, O,) and شِقٌّ: (S, Mgh:) and so ↓ عِرْــضٌ; syn. نَاحِيَةٌ; of anything: (TA:) and ↓ عَارِضٌ, or ↓ عَارِضَةٌ, (accord. to different copies of the K,) or both; (TA;) syn. نَاحِيَةٌ: (K, TA:) and ↓ عَرُــوضٌ; syn. عَارِضَةٌ: (S, A, O, K:) and ↓ عِرَــاضٌ; syn. نَاحِيَةٌ, and شِقٌّ: (S, O, K:) [or] this last is pl. of عَرْــضٌ; (Sgh, K;) or, accord. to the M, of عَرْــضٌ as signifying the contr. of طُولٌ: and أَــعْرَــاضٌ is pl. [or is another pl.] of عُرْــضٌ; and is also pl. of عِرْــضٌ in the sense expl. above. (TA.) You say, عُرْــضُ السَّيْفِ The side, or flat, (صَفْح,) of the sword. (K.) And عُرْــضُ العُنُقِ The two sides of the neck: (K:) or each side of the neck. (TA.) [See also عَارِضٌ.] And عُرْــضَا أَنْفِ البَعِيرِ The beginning of the part of the bone of the camel's nose which slopes downwards, in both its edges. (Az, TA.) And نَظَرَ إِلَيْهِ بِــعُرْــضِ وَجْهِهِ He looked at him with the side of his face [turned towards him]. (S, O.) And نَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ عُرْــضٍ and ↓ عُرُــضٍ He looked at him from one side. (S, O, K. *) And خَرَجُوا يَضْرِبُونَ عَنْ عُرْــضٍ (S, O, K *) They went forth smiting the people from one side, in whatever manner suited, (S, O,) not caring whom they smote. (S, O, K.) And اِضْرِبْ بِهِ عُرْــضَ الحَائِطِ Strike thou with it indiscriminately any part that thou findest of the wall: (S, O, Msb, TA:) or the side thereof. (TA.) and أَلْقِهِ فِى أَىِّ أَــعْرَــاضِ الدَّارِ شِئْتَ Throw thou it in any side, or quarter, of the house which thou wilt. (TA.) And خُذْهُ مِنْ عُرْــضِ النَّاسِ, and ↓ عَرْــضِهِمْ, Take thou him from any side of the people which thou wilt. (TA.) And أَوْصَى أَنْ يُنْفِقَ عَلَيْهِ مِنْ عُرْــضِ مَالِهِ He enjoined that he should expend upon him, or it, of any part of his property indiscriminately. (Mgh.) And فُلَانٌ مِنْ عُرْــضِ العَشِيرَةِ Such a one is of the collateral class of the kinsfolk, or tribe; not of the main stock thereof. (Mgh.) And عَرَــضَ عُرْــضَهَ, He went towards him: [lit. towards his side.] (K.) See also عَرْــضٌ, near the beginning. And مِنَ الطَّرِيقِ ↓ أَخَذَ فِى عَرُــوضٍ (S, * K) He took to one side of the way. (S, * TA.) And سِوَى هٰذِهِ ↓ خُذْ فِى عَرُــوضٍ Take thou to a side other than this. (A.) And أَخَذَ مَا تُعْجِبُنِى ↓ فُلَانٌ فِى عَرُــوضٍ (S, A) Such a one took to a way and side not pleasing to me. (S.) [عَرُــوضٌ, it will be observed, is fem.] And سِرْتُ

↓ فِى عِرَــاضِهِ I went along over against him. (A.) And القَوْمِ ↓ سِرْنَا فِى عِرَــاضِ We went along not facing the people, or company of men, but coming to them from their side. (TA.) And Aboo-Dhueyb says, أَمِنْكِ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ الشَّامِ مِصْبَاحُ ↓ كَأَنَّهُ فِى عِرَــاضِ (S, * TA,) i. e. [Is there lightning proceeding from thee, which I pass the night watching, as though it were a lamp] in the side, or region, of Syria? (S.) b2: See also عَرْــضٌ, as signifying the “ lowest part, or base, of a mountain; ” and the “ side thereof. ” [And see شَفَقٌ, last sentence but one.]

b3: The middle, or midst, of a river or rivulet or the like, (O, K,) and of the sea, (K,) and of men or people, and of a story or tradition; and ↓ عَرْــضٌ signifies the same, of men or people, &c.: (TA:) and the former, the main part of men or people; as also ↓ the latter; and of a story or tradition; (K;) as also ↓ عِرَــاضٌ, (TA, and so in some copies of the K,) and ↓ عُرَــاضٌ. (TA, and so in some copies of the K.) You say, رَأَيْتُهُ فِى عُرْــضِ النَّاسِ I saw him among the people: (S, O:) and some of the Arabs say, النَّاسِ ↓ رَأَيْتُهُ فِى عَرْــضِ, meaning فِى عُرْــضٍ; (Yoo, S, O, TA;) or meaning I saw him in the midst of the people; (TA;) or, as also النَّاسِ ↓ فِى عُرُــضِ, in the middle portions of the people; or, as some say, in the surrounding portions of the people. (Msb.) And فُلَانٌ مِنْ عُرْــضِ النَّاسِ Such a one is of the common people, or vulgar. (S, K. *) b4: كُلِ الجُبْنَ عُرْــضًا [Eat thou cheese indiscriminately; or] take thou cheese at random, or indiscriminately, and buy it of him whom thou findest, not asking respecting him who made it, (As, S, O, K,) whether it be of the making of the people of the Scriptures, or of the making of the Magians. (As, S, O.) A2: نَاقَةٌ عُرْــضُ أَسْفَارٍ: and عُرْــضُ هٰذَا البَعِيرِ السَّفَرُ وَالحَجَرُ: see عُرْــضَةٌ, last two sentences but one.

A3: أَــعْرَــاضُ الكَلَامِ: see مِــعْرَــاضٌ. [But whether اعراض in this phrase be pl. of عُرْــضٌ, or whether it have any sing., I know not.] b2: See also عُرُــضٌ.

عِرْــضٌ: see عُرْــضٌ, first signification. b2: Also The side of a valley, and of a بَلَد [i. e. country or the like, or town or the like]: (K: [in the CK, بلد is in the nom. case, which I think a mistake:]) or (as some say, TA) a part, region, quarter, or tract, (K, TA,) and the low ground or land, (TA,) of, or pertaining to, either of these: (K, TA:) pl. أَــعْرَــاضٌ. (TA.) b3: A valley in which are towns, or villages, and waters: (O, K:) or in which are palm-trees: (K:) or a valley containing many palms and other trees: (TA:) or any valley in which are trees: (S, O:) [see also عَرْــضٌ, explained as applied to a valley:] pl. as above, (S,) and عُرْــضَانٌ. (TA.) b4: أَــعْراضُ الحِجَازِ The towns, or villages, of El-Hijáz: (K:) or these, (TA,) or the أَــعْرَــاض, (S, O,) are certain towns, or villages, [with their territories; i. e. certain provinces, or districts;] between El-Hijáz and El-Yemen: (S, O, TA:) and some say that أَــعْرَــاضُ المَدِينَةِ is applied to the towns, or villages, that are in the valleys of El-Medeeneh: (TA:) or the low lands of its towns, or villages, where are seed-produce and palm-trees: so says Sh: (O, TA:) the sing. is عِرْــضٌ. (K.) b5: And عِرْــضٌ, (S, O,) or أَــعْرَــاضٌ, (K,) which is its pl., (TA,) signifies [The trees called] أَرَاك (S, O, K) and أَثْل (S, O) and حَمْض. (S, O, K.) A2: Also A great cloud, (K, TA,) appearing, or presenting itself, or intervening, (يَعْتَرِضُ,) in the horizon. (TA.) [See عَرْــضٌ and عَارِضٌ, which signify nearly the same.]

A3: I. q. عَرْــضٌ, q. v., as signifying (assumed tropical:) An army: (K:) or a great army: (TA:) b2: and as signifying (assumed tropical:) Numerous locusts. (K.) A4: One's self; syn. نَفْسٌ; (S, O, Msb, K;) i. e. نَفْسُ رَجُلٍ. (IKt.) You say, أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْــضِى I preserved myself from it. (S, O.) and فُلَانٌ نَقِىُّ الــعِرْــضِ Such a one is [pure in respect of himself; or] free from reproach; (S, O;) or from fault, or vice, or the like. (S, Msb.) and in the same sense it occurs in the saying of Abu-d-Dardà, أَقْرِضْ مِنْ عِرْــضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ [Lend thou from thyself for the day of thy poverty: but see art. قرض]: and in other instances. (TA.) b2: The body; syn. جَسَدٌ, (IAar, S, O, K,) or بَدَنٌ: (IKt, Az:) pl. أَــعْرَــاضٌ. (Az, S.) So in the description of the people of Paradise, (Az, S,) in a trad., (Az,) إِنَّمَا هُوَ عَرَــقٌ يَجْرِى مِنْ أَــعْرَــاضِهِمْ [It is only sweat which flows from their bodies]. (Az, S, O.) b3: The skin. (Ibráheem El-Harbee, O, K.) b4: Any place of the body that sweats: (O, K:) so in the trad. cited above: (TA:) or any part of the body such as the arm-pit and the groin and the like. (A'Obeyd.) b5: The odour of the body, (S, O, K,) and of other things, (S, O,) whether sweet or foul. (S, O, K.) You say, فُلَانٌ طَيِّبُ الــعِرْــضِ [Such a one is sweet in respect of odour], and مُنْتِنُ الــعِرْــضِ [foul in respect of odour]; and سِقَآءٌ خَبِيثُ الــعِرْــضِ a stinking water-skin, or milk-skin; from A'Obeyd. (S, O.) b6: A man's honour, or reputation, (جَانِبُهُ,) which he preserves from impairment and blame, both as it relates to himself and to his حَسَب [or grounds of pretension to respect on account of the honourable deeds or qualities of his ancestors, &c.]: (IAth, O, K:) or whether it relate to himself or to his ancestors or to those of whose affairs the management is incumbent on him: (K:) or a subject of praise, and of blame, of a man, (Abu-l-'Abbás, IAth, O, K,) whether it be in himself or in his ancestors or in those of whose affairs the management is incumbent on him: (IAth:) or those things by the mention whereof with praise or dispraise a man rises or falls; which may be things whereby he is characterized exclusively of his ancestors; and it may be that his ancestors are mentioned in such a manner that imperfection shall attach to him by reason of the blaming of them. respecting this there is no disagreement among the lexicologists, except IKt [whose objection see in what follows]: (Abu-l-'Abbás, O:) or (accord. to some, S) grounds of pretension to respect on account of the honourable deeds or qualities of one's ancestors, &c., (حَسَبٌ, S, Msb, K,) and eminence, or nobility, (شَرَفٌ,) in which one glories. (K.) You say, فُلَانٌ كَرِيمُ الــعِرْــضِ Such a one is generous, or noble, in respect of حَسَب: and هُوَ ذُو عِرْــضٍ he is a possessor of حَسَب; and of شَرَف. (TA.) b7: Sometimes, Ancestors are meant by it. (A'Obeyd, K.) Thus you say, شَتَمَ فُلَانٌ عِرْــضَ فُلَانٍ, meaning Such a one spoke evil of the ancestors of such a one. (A'Obeyd.) And فُلَانٌ جَرِبُ الــعِرْــضِ Such a one is base, or ignoble, in respect of ancestry. (TA.) IKt disallows this signification, asserting عِرْــضٌ to have no other signification than those of a man's نَفْس and his بَدَن: (O, * TA:) but I Amb says that this is an error; as is shown by the saying of Aboo-Miskeen Ed-Dárimee, رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْــضُهُ وَسَمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

in which عِرْــض cannot be syn. with بَدَن and جِسْم, for, were it so, it would involve a contradiction; the meaning being only Many a person meagre in respect of his body is noble [or great] in respect of his ancestry; [and fat in respect of the body, meagre in respect of grounds of pretension to honour on account of the honourable deeds or qualities of his ancestors, &c.:] and by Mohammad's using the expression دَمُهُ وَــعِرْــضُهُ; for if عِرْــض were [here] syn. with نَفْس, it had sufficed to say دمه without عرضه. (O, TA.) b8: Also A natural disposition that is commended. (IAth, K.) b9: And A good action. (TA.) A5: Also One who speaks evil of men (يَعْتَرِضُهُمْ) falsely; (O, K;) applied to a man: and so with عِرْــضَنٌ applied to a woman: (O, K: *) so too ↓ ة applied to a man, and with عَرْــضَنٌ to a woman. (TA.) عَرَــضٌ A thing that happens to, befalls, or occurs to, a man; such as disease, and the like; (S, O, K;) as disquietude of mind, and a state of distraction of the mind or attention: or a misfortune, such as death, and disease, and the like: (TA:) or an event that happens to a man, whereby he is tried: (As:) or a thing that happens to a man, whereby he is impeded; such as disease, or a theft: (Lh:) or a bane, or cause of mischief, that occurs in a thing; as also ↓ عَارِضٌ: (TA:) [both signify also an accident of any kind:] pl. أَــعْرَــاضٌ. (TA.) b2: A thing's befalling, or hitting, unexpectedly. (O, K. [I follow the reading of the O, which is that of the K as given in the TA, and of my MS. copy of the K, أَنْ يُصِيبَ الشَّىْءُ عَلَى غِرَّةٍ; in preference to that in the CK, أَنْ تُصِيبَ الشَّىْءَ عَلَى غِرَّةٍ.]) You say, أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَــضٍ (S, A, O, K *) and سَهْمٌ عَرَــضٌ, (A, TA,) and حَجَرُ عَرَــضٍ (S, O) and حَجَرٌ عَرَــضٌ, (TA,) [A random arrow, and a random stone, or] an arrow, and a stone, aimed at another, hit him: (S, O, K:) such as hits, or falls upon, a man without any one's shooting it, or casting it, is not thus termed. (L.) And مَا جَآءَكَ مِنَ الرَّأْىِ عَرَــضًا خَيْرٌ مِمَّا جَآءَكَ مُسْتَكْرَهًا, i. e. [The opinion] that comes to thee without consideration, or thought, [is better than that which comes to thee forced.] (TA.) And عُلِّقْتُهَا عَرَــضًا I became attached to her (S, O, K) accidentally, or unintentionally, (S, O,) in consequence of her presenting herself to me (ISk, S, O, K) as a thing occurring without my seeking it. (ISk.) [See an ex., in a verse of Antarah, cited in the first paragraph of art. زعم; and another, in a verse of El-Aashà, cited in the first paragraph of art. علق.] b3: A thing that is not permanent: (Mgh, O, B, K.) so in the conventional language of the Muslim theologians: (Mgh:) opposed to جَوْهَرٌ: (TA:) or hence metaphorically applied by the Muslim theologians to (tropical:) a thing that has not permanence unless in, or by, the substance; [i. e., in the language of old logicians, an accident; an essential, and an accidental (as meaning a non-essential), property, or quality; or what modern logicians call a mode; whether it be, in their language, an essential mode or an accidental mode; which latter only they term “ an accident; ”] as colour, and taste: (B:) or, in the conventional language of the Muslim theologians (المُتَكَلِّمُون [expl. in the TA as signifying “ the philosophers,” from whom, however, they are generally distinguished]), a thing that subsists in, or by, another thing; (O, K;) as colours, and tastes, and smells, and sounds, and powers, and wills: (O: [and the like is said in the Msb:]) or, in philosophy, a thing that exists in its subject, or substance, and ceases therefrom without the latter's becoming impaired or annihilated; and also such as does not cease therefrom: the former kind being such as tawniness occasioned by an altered state of the body, and yellowness of complexion, and motion of a thing moving; and the latter kind, such as the blackness of pitch, and of [the beads called] سَبَج, and of the crow. (L.) b4: [Hence, An appertenance of any kind. b5: Hence also,] The frail goods (حُطَام) of the present world or state; (As, O, K;) and what a man acquires thereof: (As, O:) [so called as being not permanent:] or worldly goods or commodities, (AO, Msb,) of whatever kind, are thus called, with fet-h to the ر: (AO:) and any property or wealth, little or much, (S, O, K,) is thus called, (K,) or is called عَرَــضُ الدُّنْيَا. (S, O.) See also عَرْــضٌ, expl. as signifying “ a commodity,” or “ commodities ” or “ goods. ” One says, الدُّنْيَا عَرَــضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا البَرُّ وَالفَاجِرُ [The world is a present frail good: the righteous and the unrighteous eat thereof]: (S, O, TA:) i. e. it has no permanence: a trad. related by Sheddád Ibn-Ows. (TA.) And in another trad. related by the same, it is said, لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الــعَرَــضِ

إِنَّمَا الغِنَى غِنَى النَّفْسِ [Richness is not from the abundance of worldly goods: richness is only richness of the soul]. (O, TA.) One says also, قَدْ فَاتَهُ الــعَرَــضُ, (Yoo, S, L,) and ↓ الــعَرْــضُ, but the former is the more approved, (L,) [The property, &c., (but see another meaning below,) had escaped him], which is from عَرْــضُ الجُنْدِ, [see عَرَــضَ,] like as one says قَبَضَ قَبْضًا and قَدْ أَلْقَاهُ فِى القَبَضِ: (Yoo, S:) [which seems to indicate that عَرَــضٌ properly signifies مَــعْرُــوضٌ, like as قَبَضٌ signifies مَقْبُوضٌ.] b6: Booty; spoil. (O, K.) So in the Kur ix. 42: (O:) or it there signifies b7: i. q. مَطْلَبٌ [app. meaning A thing sought, or desired; and object of desire; rather than a place where a thing is sought]. (TA.) b8: I. q. طَمَعٌ [app. meaning A thing that is eagerly desired, or coveted: and also eager desire; or covetousness]. (AO, O, K.) So explained by some as occurring in the saying قَدْ فَاتَهُ الــعَرَــضُ, mentioned above. (TA.) And the following verse is also cited as an ex., مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَآءً لَا نَفَادَ لَهُ فَلَا يَكُنْ عَرَــضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

[Whoso hopeth for continuance without cessation, let not the eager desire of worldly goods be to him a cause of anxiety]. (O, TA.) b9: A gift. (TA.) See also عُرَــاضَةٌ. b10: هُوَ عَلَى عَرَــضِ الوُجُودِ signifies عَلَى إِمْكَانِهِ [app. meaning It is in the condition of possibility of existence; for على seems to be here used in the sense of فِى, as in some other instances]; from أَــعْرَــضَ لَهُ meaning “ it became within his power,” &c. (Mgh.) And one says, هُوَ بِــعَرَــضٍ

أَنْ يَضِيعَ [He is exposed, or liable, to perish]. (Mgh voce ضَيَاعٌ.) b11: جَعَلَ الشَّىْءَ عَرَــضًا لِلشَّىْءِ, or عَرْــضًا, accord. to different copies of the K: see 2, in the latter half of the paragraph, in two places.

عُرُــضٌ, (L, TA,) in the K, erroneously, ↓ عُرْــضٌ, (TA,) A certain manner of going along, (K, TA,) towards one side, (TA,) approved in horses, but disapproved in camels. (K, TA.) b2: نَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ عُرُــضٍ: b3: and رَأَيْتُهُ فِى عُرُــضِ النَّاسِ: see عُرْــضٌ.

عُرْــضَةٌ is of the measure فُعْلَةٌ in the sense of the measure مَفْعولٌ, like قُبْضَةٌ; (Bd, ii. 224;) and is applied to A thing that is set as an obstacle in the way of a thing: (Bd, TA:) and also to a thing that is exposed to a thing: (Bd:) or that is set as a butt, like the butt of archers. (TA.) You say, جَعَلْتُ فُلَانًا عُرْــضَةً لِكَذَا, meaning نَصَبْتُهُ لَهُ; (S, O, K; *) i. e. I set such a one as an obstacle to such a thing: or as a butt for such a thing. (TA.) And هُوَ لَهُ دُونَهُ عُرْــضَةٌ He is an obstacle to him intervening in the way of it. (S, O.) And فُلَانٌ عُرْــضَةٌ لِلنَّاسِ Such a one is [a butt to men; i. e.] a person whom men cease not to revile: (S, O, Msb, K:) or a person to whom men address themselves to do evil, and whom they revile. (Az, TA.) And هُمْ ضُعَفَآءُ عُرْــضَةٌ لِكُلِّ مُتَنَاوِلٍ

They are weak persons; persons who offer themselves as a prey to any one who would take them. (TA.) And it is said in the Kur [ii. 224], وَلَا تَجْعَلُوا اللّٰهُ عُرْــضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ, (S, * &c.,) meaning نَصْبًا; (S, TA;) admitting the two significations of an obstacle and a butt: (TA:) i. e. And make not God an obstacle between you and that which may bring you near unto God, &c.: (O, K:) or make not God an obstacle to the performance of your oaths to be pious (O, Bd) and to fear God and to make reconciliation between men: or make not God an obstacle, because of your oaths, to your being pious &c.: (Bd:) or make not the swearing by God an obstacle to your being pious [&c.]: (Fr:) and Zj says the like of this: (L:) or عُرْــضَةٌ signifies intervention with respect to good and evil; (Abu-l- 'Abbás, O, K;) and the meaning is, do not intervene by swearing by God every little while so as not to be pious &c.: (O, K, * TA:) or make not God an object of your oaths, by ordinary and frequent swearing by Him, (Bd,) or a butt for your oaths, like the butt of archers, (TA,) in order that ye may be pious &c.; for the habitual swearer emboldens himself against God, and is not pious &c.: (Bd:) or, as some say, the meaning is make not the mention of God a means of strengthening your oaths. (TA.) You say also, هٰذَا عُرْــضَةٌ لَكَ as meaning This is a thing prepared for thy common, or ordinary, use. (O, TA.) b2: A purpose; an intention; or an object of desire, or of endeavour; [as though it were a butt;] syn. هِمَّةٌ. (S, O, K.) Hassán says, (S, O,) i. e. Ibn-Thábit, (O, TA,) وَقَالَ اللّٰهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا هُمُ الأَنْصَارُ عُرْــضَتُهَا اللِّقَآءُ [And God said I have prepared an army: they are the Ansár; whose purpose, or the object of whose desire, is conflict with the unbelievers]. (S, O, TA. [In one copy of the S, in the place of يَسَّرْتُ, I find أَعْدَدْتُ, which signifies the same.]) b3: A pretext; an excuse. (MA.) b4: One says also, فُلَانٌ عُرْــضَةُ ذَاكَ, (S, O,) or عُرْــضَةٌ لِذَاكَ, (S, O, K,) Such a one is possessed of the requisite ability and strength for that: (S, O, K:) and عُرْــضَةٌ لِلشَّرِّ possessed of strength to do evil, or mischief: and in like manner عُرْــضَةٌ is applied to two things, and to more. (TA.) And فُلَانَةُ عُرْــضَةٌ لِلزَّوْجِ (S, O, K) Such a female is possessed of sufficient strength for the husband; [i. e., to be married;] (TA;) or لِلنِّكَاحِ for marriage. (A.) And نَاقَةٌ عُرْــضَةٌ لِلْحِجَارَةِ A she-camel having strength enough for [going upon] the stones. (S, O, K.) And [in like manner] أَسْفَارٍ ↓ نَاقَةٌ عُرْــضُ A she-camel having strength sufficient for journeys. (S, O, K. *) and هٰذَا البَعِيرِ السَّفَرُ وَالحَجَرُ ↓ عُرْــضُ (S, O, K) The strength of this camel is sufficient for journeying and for going over stone. (IB.) A2: عُرْــضَةٌ also signifies A kind of trick, or artifice, in wrestling, (S, O, K,) by which one throws down men. (S, O.) عَرْــضِىٌّ [in the CK عَرْــضٰى] A kind of cloths or garments. (S, O, K.) b2: And Certain of the appertenances (مَرَافِق, O, K) and chambers (O) of the house: a word of the dial. of El-'Irák: (O, K:) unknown to the Arabs. (O.) عُرْــضِىٌّ A camel that goes obliquely, or inclining towards one side, because not yet completely trained: (S, O, K:) or submissive in the middle part [or body, so as to be easy to ride, but] difficult of management: and perverse, untoward, or intractable: and with ة, a she-camel not completely trained: (TA:) or difficult to manage; refractory. (S, O, K.) See also عَرُــوضٌ. b2: One who does not sit steadily, or firmly, upon the saddle; (IAar, O, K;) inclining at one time this way, and at another time that way. (IAar, O.) يَمْشِى بِالــعَرْــضِيَّةِ, and ↓ بِالــعُرْــضِيَّةِ, the latter from Lh, He goes sideways. (TA.) عُرْــضِيَّةٌ: see what next precedes. Refractoriness, and a random or heedless manner of going, by reason of pride: in a horse, the going sideways: and in a she-camel, the state of being untrained: (TA:) and in a man, [so expressly shown in the S and TA; but in the CK, قِيلَ is erroneously put for فِيكَ;] what resembles roughness, ungentleness, or awkwardness; want of due care, by reason of haste; (syn. عَجْرَفِيَّةٌ;) and pride; and refractoriness. (Az, S, O, K.) A2: [See also عَرْــضِىٌّ.]

عِرَــضَّى, with fet-h to the ر; (O;) or عِرِــضَّى, like زِمِكَّى; (K;) Briskness, liveliness, or sprightliness. (IAar, O, K. [See also عِرَــضْنَةٌ.]) b2: and [app. for ذُو عِرَــضَّى] meaning also Brisk, lively, or sprightly. (TA. [See, again, عِرَــضْنَةٌ.]) عِرْــضَنٌ; fem. with ة: see عِرْــضٌ, last sentence.

عِرَــضْنَةٌ An oblique course or motion: (A'Obeyd, L, TA:) and briskness, liveliness, sprightliness: and عِرِــضْنَةٌ signifies the same. (TA. [See also عِرَِــضَّى.]) One says, يَمْشِى الــعِرَــضْنَةَ and ↓ الــعِرَــضْنَى He goes along with a proud gait, (S, O, K,) inclining towards one side, (S, O,) by reason of his briskness, liveliness, or sprightliness. (S, O, K.) And ↓ تَعْدُو الــعِرَــضْنَى and الــعِرَــضْنَةَ and الــعِرَــضْنَاةَ [perhaps correctly الــعِرَــضْنَاتَ] She (a mare) runs in a sidelong manner, one time in one direction and another time in another. (O, TA.) and يَعْدُو الــعِرَــضْنَةَ He (a man) runs so that he outstrips. (L, TA.) And نَظَرْتُ إِلَى فُلَانٍ عِرَــضْنَةً I looked towards such a one from the outer angle of my eye. (S, O, K. *) The dim. of ↓ عِرَــضْنَى is ↓ عُرَــيْضِنٌ; the ن being retained because it is a letter of quasi-coordination, and the ى suppressed because it is not such. (S, O.) b2: Also, [app. for ذَاتُ عِرَــضْنَةٍ,] A she-camel that goes along obliquely, (S, O, K,) by reason of briskness, liveliness, or sprightliness: pl. عِرَــضْنَاتٌ. (S, O. [See, again, عِرَــضَّى.] But A'Obeyd disallows the application of this epithet to a she-camel. (TA in art. عرضن.) b3: And A woman that has become broad by reason of her fatness and plumpness. (TA.) عِرَــضْنى: see the next preceding paragraph, in three places.

عُرَــاضٌ: see عَرِــيضٌ, in four places: A2: see also عُرْــضٌ, in the latter half of the paragraph.

عِرَــاضٌ: see عُرْــضٌ, in the first sentence, and again, in four places, in the latter half of the paragraph. b2: أَخَذَ فِى عِرَــاضِ كَلَامِهِ He began to say the like of that which he [another] had said: or, as in the O, he matched him, and equalled him, by saying the like of what he had said. (TA.) [See also عَرُــوضٌ.] b3: Also A certain brand; (S, O, K;) or, (K,) accord. to Yaakoob, (S, O,) a line upon the thigh of a camel, crosswise; (S, O, K;) or upon the neck, crosswise. (Ibn-Er-Rummánee, TA.) b4: And An iron with which the feet of a camel are marked in order that his foot-prints may be known. (O, K.) عَرُــوضٌ: see عُرْــضٌ, first sentence, and three of the examples which follow it, near the middle of the paragraph: b2: see also عَارِضٌ, in the sentence commencing with “ The side of the cheek. ”

b3: Also A road in a mountain: (S:) or in the side, or lowest part, (عُرْــض,) of a mountain, (O, K,) or, as some say, a part thereof lying across, or obliquely, (مَا اعْتَرَضَ مِنْهُ, TA,) in a narrow place: (O, K:) and a road down a descent, or declivity: (TA:) or [simply] a road: (Ham p. 346:) pl. عُرُــضٌ (TA) and أَعَارِيضُ. (Ham ubi suprà.) Hence the phrase in a trad. of Aboo-Hureyreh, فَأَخَذَ فِى عَرُــوضٍ آخَرَ (assumed tropical:) And he took another way of speech. (TA.) b4: The place that is over against one, or on the opposite side to one, as he goes along. (S, O, K.) A2: A she-camel that takes to a side, or tract, different from that which her rider would traverse; for which reason this epithet is applied to her: (O:) or that goes to the right and left, and does not keep to the road: (IAth:) or that has not been trained: (S, O, K:) or that has received some training, but is not thoroughly trained: (ISk:) or such as is termed ↓ عُرْــضِيَّة, stubborn in the head, but submissive in her middle part; that is loaded; and then the other loaded camels are driven on; and if a man ride her, she goes straight forward, and her rider has not the power of exercising his own free will [in managing her]. (Sh.) To such a camel, 'Omar likened a class of his subjects. (TA.) And 'Amr Ibn-Ahmar El-Báhilee says, أُخِبُّ ذَلُولًا أَوْ عَرُــوضًا أَرُوضُهَا [I make a submissive one to go the pace termed خَبَب, or an untrained one I train]; meaning that he recites two poems; one of which he has made easy, and the other whereof is difficult: J gives a different reading, أُسِيرُ عَسِيرًا, meaning أُسَيِّرُ; with the same explanation that is given above, of the former reading. (IB, O.) b2: A camel, (S, O, TA,) in the K, erroneously, a sheep or goat, (TA,) that eats the thorns (S, O, K, TA) when herbage is unattainable by him. (S, O.) b3: And i. q. عَتُودٌ [A yearling goat, &c.]. (TA [See also عَرِــيضٌ.]) A3: Also i. q. كَثِيرٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) [as meaning A large quantity or number] of a thing [or of things], (K.) [or large in number,] as in the phrase حَىٌّ عَرُــوضٌ [A tribe large in number]. (Ibn-'Abbád, O.) A4: and Clouds; syn. سَحَابٌ; (Ibn-'Abbád, O, K;) and غَيْمٌ. (K.) A5: And Food. (Fr, O, K.) A6: عَرُــوضُ كَلَامٍ The meaning, or intended sense, of speech; syn. فَحْوَاهُ, (ISk, S, O, K,) and مَعْنَاهُ: (ISk, S, O:) as also كَلَامٍ ↓ مِــعْرَــاضُ, (K,) of which the pl. is مَعَارِيضُ and مَعَارِضُ. (TA.) One says عَرَــفْتُ ذَٰلِكَ فِى عَرُــوضِ كَلَامِهِ [I knew that in the intended sense of his speech]; (ISk, S, O;) and كَلَامِهِ ↓ فِى مِــعْرَــاضِ; (A, O;) and in like manner, مَعَارِضِ كَلَامِهِ: (L, TA:) and عَرَــفْتُهُ فِى

كَلَامِهِ ↓ مِــعْرَــاضِ and فى لَحْنِ كلام and فى نَحْوِ كلامه signify the same. (Msb.) [See also مِــعْرَــاضٌ.]

A7: هٰذِهِ المَسْأَلَة عَرُــوضُ هٰذِهِ This question is the like of this. (TA.) [See also عِرَــاضٌ.]

A8: عَرُــوضٌ also signifies The transverse pole or piece of wood (عَارضَة) which is in the middle of a tent, and which is its main support. (Aboo-Is-hák.) b2: And hence, (Aboo-Is-hák,) The middle portion [or foot] of a verse; (Aboo-Is-hák, O;) for the بَيْت of poetry is constructed after the manner of the بَيْت inhabited by the Arabs, which is of pieces of cloth; and as the عروض of the latter is the strongest part, so should that of the former be; and accordingly we see that a deficiency in the ضَرْب is more frequent than it is in the عروض: (Aboo-Is-hák:) the last foot of the first half or hemistich (S, K) of a verse; (S;) whether perfect or altered: (K:) some make it to be the طَرَائِق of poetry, and its عَمُود: (TA:) [i. e. they liken it to these parts of the tents:] it is fem.: (K:) or sometimes masc.: (L:) the pl. is أَعَارِيضُ; (S, O, K;) contr. to rule, as though pl. of إِــعْرِــيضٌ; and one may use as its pl. أَعَارِضُ. (S, O.) b3: Also [The science of prosody, or versification;] the science of the rules whereby the perfect measures of Arabic verse are known from those which are broken; (Msb;) the standard whereby verse is measured: (S, O, K:) because it is compared (يُعَارَضُ) therewith: (S, O:) or because what is correct in measure is thereby distinguished from what is broken: (K: [in which some other reasons are added, too futile, in my opinion, to deserve mention: I think it more probable that عروض is used by a synecdoche for شِــعْرٌ, as being the most essential part thereof; and then, elliptically, for عِلْمُ الــعَرُــوضِ, which is the more common term for the science:]) it is fem.; and has no pl., because it is a gen. n. (S, O.) A9: See also عَارِضَةٌ; second and two following sentences.

A10: الــعَرُــوضُ is a name of Mekkeh and El-Medeeneh, (S, O, Msb, K, TA,) and El-Yemen, (Msb, TA,) with what is around them. (S, O, K, TA.) عُرُــوضٌ [thus app., but written without any vowel-sign to the ع,] The quality, in a she-camel, of being untrained. (L, TA. [See عَرُــوضٌ, near the beginning.]) عَرِــيضٌ Broad, or wide; (S, Mgh, O, Msb, K; *) as also ↓ عُرَــاضٌ; (S, O, K;) like as one says كَبِيرٌ and كُبَارٌ: (S, O:) fem. of the former, (S, Msb,) and of the latter, (S, K,) with ة: (S, Msb, K:) the pl. of عَرِــيضٌ is عِرَــاضٌ, like as كِرَامٌ is pl. of كَرِيمٌ. (Msb.) You say, عُرَــاضَةٌ and ↓ عُرَــاضَةٌ [A broad, or wide, bow]. (S.) and ↓ عُرَــاضَاتٌ, (TA,) or أَثَرًا ↓ عُرَــاضَاتٌ, in which the latter word is in the accus. case as a specificative, (S, O, TA,) meaning Camels whose foot-marks are broad. (S, O, TA.) And فُلَانٌ عَرِــيضُ البِطَانِ (assumed tropical:) Such a one is rich; or in a state of competence: (A, TA:) or possessed of much property. (S, * O, K, * TA. [See also art. بطن.]) And عَرِــيضُ القَفَا (tropical:) Fat: (TA:) or (assumed tropical:) stupid. (Mgh.) and عَرِــيضُ الوِسَادِ (tropical:) Sleepy: (TA:) or (assumed tropical:) stupid, dull, or wanting in intelligence. (Msb in art. وسد.) دُعَآءٌ عَرِــيضٌ, occurring in the Kur [xli. 51], means (assumed tropical:) Large, or much, prayer, or supplication: (K, * TA:) or in this instance we may say long. (L.) A2: Also A goat (As, O, K) that is a year old, (K,) or about a year old, (As, O,) and that takes [or crops] of the herbage (As, O, K) and trees [or shrubs] (As, O) with the side of his mouth: (K:) or (O, K) such as is termed عَتُود [q. v.], (S, O,) when he rattles, and desires copulation: (S, O, K:) or a [young] goat above such as is weaned and below such as is termed جَذَع [q. v.]: or such as has pastured and become strong: or such as is termed جَذَع: or a young goat when he leaps the female: it is applied only to a male: the female is termed عَرِــيضَةٌ: with the people of El-Hijáz it means peculiarly such as is gelded: it is also applied to a gazelle that has nearly become a ثَنِىّ [q. v.]: (TA:) pl. عِرْــضَانٌ and عُرْــضَانٌ. (S, O, K.) عُرَــاضَةٌ A present: what is brought to one's family: (S, O, K:) called in Persian رَاه آوَرْد: (S:) a present which a man gives when he returns from his journey: (TA:) such as a man gives to his children when he returns from a journey: (Sgh, TA:) and what is given as food by the bringer, or purveyor, of wheat, or corn, of the said wheat, or corn: (S, O, K:) what a person riding gives as food to any one of the owners of waters who asks him for food. (As.) You say, اِشْتَرِ عُرَــاضَةً لِأَهْلِكَ Purchase thou a present to take to thy family. (S, O.) And سَأَلْتُهُ عُراضَةَ مَالٍ and مَالٍ ↓ عَرْــضَ and مَالٍ ↓ عَرَــضَ [I asked him for a present of property] فَلَمْ يُعْطِنِيهِ [and he did not give it to me]. (L.) [See also Ham p. 103, l. 8.]

عَرُــضِىٌّ Of, or relating to, prosody, or the art of versification. A prosodist.]

عُرَــيْضِنٌ dim. of عِرَــضْنَى, q. v., voce عِرَــضْنَةٌ. (S, O.) عَرُــوضَاوَاتٌ Places in which grow أَــعْرَــاض [pl. of عِرْــضٌ] i. e. the [trees called] أَثْل and أَرَاك and حَمْض. (TA.) عِرِّــيضٌ Forward; officious; meddling; a busybody: (TA in art. تيح:) one who addresses himself to do evil to men. (S, O, K.) عَارِضٌ [Showing its breadth, or width; (see عَرَــضَ, first signification;) or] having its side apparent: (TA:) and [in like manner] ↓ مُــعْرِــضٌ, q. v., anything showing its breadth, or width: [or its side:] (TA:) [and hence, both signify appearing. (See again عَرَــضَ.)] b2: A collection of clouds appearing, or presenting itself, or extending sideways, (↓ مُعْتَرِضٌ,) in the horizon; (S, O, K;) overpeering: (TA:) or a collection of clouds which one sees in a side of the sky, like that which is termed جُلْبٌ, except that the former is white, whereas the latter inclines to blackness, and is narrower than the former, and more distant: (Az:) or a collection of clouds that comes over against one (مُعَارِضًا) in the sky, unexpectedly: (El-Báhilee, O:) or a collection of clouds that appears, or presents itself, or extends sideways, (يَعْتَرِضُ,) in the sky, like as does a mountain, before it covers the sky, is called سَحَابٌ عَارِضٌ, and also حَبِىٌّ: (As, O:) pl. عَوَارِضُ. (TA.) [See also عَرْــضٌ and عِرْــضٌ.] In the phrase عَارِضٌ مُمْطِرُنَا, in the Kur [xlvi. 23], ممطرنا means مُمْطِرٌ لَنَا; for as being determinate it cannot be an epithet to عَارِضٌ, which is indeterminate: and the like of this the Arabs do only in the instances of nouns derived from verbs; so that you may not say هٰذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا. (S, O.) b3: See also عَرْــضٌ, in the sentence commencing with “ A mountain,” in two places: b4: and again, shortly after. b5: A gift appearing (As, S, O, K) from a person. (As, S, O.) [See an ex. voce عَائِضٌ.] b6: [Happening; befalling; occurring: an occurrence; as a fever, and the like. (See عَرَــضَ لَهُ.)] A bane, or cause of mischief, that occurs in a thing; as also عَرَــضٌ, q. v. (TA.) And ↓ شُبْهَةٌ عَارِضَةٌ A doubt, or dubiousness, occurring, or intervening, in the mind. (TA.) In the saying of 'Alee, يَقْدَحُ الشَّكُّ فِى

مِنْ شُبْهَةٍ ↓ قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضَةٍ, the word عارضة may perhaps be an inf. n., [or a quasi-inf. n.,] like عَاقِبَةٌ and عَافِيَةٌ: (TA:) [so that the meaning may be Doubt makes an impression upon his heart at the first occurrence of dubiousness.] b7: Whatever faces one, of a thing: (TA, and so in some copies of the K: in other copies of the K, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ:) or anything facing one. (O.) b8: Intervening; preventing: an intervening, or a preventing, thing; an obstacle: (TA:) a thing that prevents one's going on; such as a mountain and the like. (Msb.) [Its application to a cloud, and some other applications to which reference has been made above, may be derived from this signification, or from that next preceding, or from the first.] b9: I. q. عُرْــضٌ, in the first of the senses assigned to this latter above; as also ↓ عَارِضَةٌ. (The former accord. to some copies of the K: the latter accord. to others: but both accord. to the TA.) b10: What appears, of the face, (K,) or of the mouth, accord. to the L, (TA,) when one laughs. (L, K, TA: but in some copies of the K, and in the O, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ.) b11: The side of the cheek (K, TA) of a man; (TA;) as also ↓ عَارِضَةٌ; (O, L, K;) the two sides of the two cheeks of a man being called the عَارِضَانِ, (Msb, TA,) or the ↓ عَارِضَتَانِ: (S:) the two sides of the face: (Lh, O, K:) or the side of the face; as also ↓ عَرُــوضٌ; the two together being called the عَارِضَانِ: (Lh, TA:) or this last signifies the two sides of the mouth: or the two sides of the beard: pl. عَوَارِضُ. (TA.) خَفِيفُ العَارِضَيْنِ means Light, or scanty, in the hair of the two sides of the cheeks, (S, O, Msb,) and of the beard; (O;) being elliptical. (Msb.) But in a certain trad., in which a happy quality of a man is said to be خِفَّةُ عَارِضَيْهِ, the meaning is said to be (tropical:) His activity in praising and glorifying God; i. e. his not ceasing to move the sides of his cheeks by praising and glorifying God. (IAth, on the authority of El-Khattábee; and O.) b12: The side of the neck; (K;) the two sides thereof being called the عَارِضَانِ: (IDrd, O:) pl. as above. (TA.) [See also عُرْــضٌ, near the beginning.] b13: The tooth that is in the side of the mouth: (TA; and K, as in some copies of the latter; but in other copies, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ:) pl. as above: (K:) or the side of the mouth; (S;) and so, as some say, عَوَارِضُ; (TA;) [meaning the teeth in the side of the mouth; for] you say اِمْرَأَةٌ نَقِيَّةُ العَارِضِ, (S,) and العَوَارِضِ, (TA,) a woman clean in the side of the mouth: (S, TA:) and Jereer describes a woman as polishing her عَارِضَانِ with a branch of a beshámeh, [a tree of which the twigs are used for cleaning the teeth,] meaning, as Aboo-Nasr says, the teeth that are after the central incisors, which latter are not of the عوارض: or, accord. to ISk, عَارِضٌ signifies the canine tooth and the ضِرْس [or bicuspid] next thereto: or, as some say, what are between the central incisor and the [first] ضرس [which is a bicuspid]: (S, O:) some say that the عوارض are the central incisors, as being [each] in the side of the mouth: others, that they are the teeth next to the sides of the mouth: others, that they are four teeth next to the canine teeth, and followed by the أَضْرَاس: Lh says that they are of the اضراس: others, that they are the teeth that are between the central incisors and the اضراس: and others, that they are eight teeth in each side; four above, and four below. (TA [from the O &c.].) A2: عَارِضٌ as applied to a she-camel, or a sheep or goat: see the paragraph next following.

A3: Giving a thing, or the giver of a thing, in exchange, for (مِنْ) another thing. (TA.) b2: A reviewer of an army, or of a body of soldiers, who makes them to pass by him, and examines their state. (S.) A4: See also the next paragraph; last three sentences.

عَارِضَةٌ: see عَارِضٌ, in eight places, from the sentence commencing with شُبْهَةٌ عَارِضَةٌ. b2: A want; an object of need: (S:) and [in like manner] ↓ عَرُــوضٌ a want, or an object of need, that has occurred to one: (S, O, K:) pl. of the former عَوَارِضُ. (S.) ↓ عَرُــوض has the signification above assigned to it in the saying, فُلَانٌ رَكُوضٌ بِلَا عَرُــوضٍ [Such a one is running without any want that has occurred to him]. (S, O. [In the K, in the place of ركوض, we find رَبُوضٌ, which I think a mistake.]) [In Freytag's Arab. Prov. i. 555, we find ↓ رَكُوضٌ فِى كُلِّ عَرُــوضٍ, which is expl. as meaning Running swiftly in every region; and said to be applied to him who disseminates evil, or mischief, among men.]

A2: A she-camel having a fracture or a disease, (S, O, K,) for which reason it is slaughtered; (S;) as also ↓ عَارِضٌ: (O, K:) and in like manner, a sheep or goat: (TA:) pl. عَوَارِضُ. (S.) It is opposed to عَبِيطٌ, which is one that is slaughtered without its having any malady. (S, O.) One says, بَنُو فُلَانٍ

لَا يَأْكُلُونَ إِلَّا العَوَارِضَ [The sons of such a one do not eat any but camels such as are slaughtered on account of disease]; reproaching them for not slaughtering camels except on account of disease befalling them. (S, O.) b2: عَوَارِضُ, applied to camels, also signifies That eat the [trees called]

عِضَاه, (S, L,) wherever they find them. (L.) A3: [A thing lying, or extending, across, or athwart; any cross piece of wood &c.: so in the present day.] b2: The [lintel, or] piece of wood which holds the عِضَادَتَانِ [or two side-posts], above, of a door; corresponding to the أُسْكُفَّة [or threshold]; (S, L;) the upper piece of wood in which the door turns. (O, K. [In some copies of the latter, this signification is erroneously given to عَارِضٌ.]) The عَارِضَتَانِ of a door are also [said to be] the same as the عِضَادَتَانِ. (TA, voce عَتَبَةٌ.) b3: A [rafter, or] single one of the عَوَارِض of a roof: (S, O, K: [but in some copies of the last, and in the TA, this signification is erroneously given to عَارِضٌ:]) the عوارض of a house are the pieces of wood of its roof, which are laid across; one of which is called عَارِضَةٌ: and عَارِضٌ [a mistranscription for عَوَارِضُ] also signifies the سَقَائِف [or pieces of wood which form the roof] of a [vehicle of the kind called]

مَحْمِل. (L.) A4: Also, (S, and so in some copies of the K,) or ↓ عَارِضٌ, (as in other copies of the K,) or both, (TA,) Hardiness: (S, K, TA:) and this is what is meant by its being said, in [some copies of] the K, that عَارِضٌ is also syn. with عَارِضَةٌ; (TA;) [for in some copies of the K, after several explanations of العَارِضُ, we find وَالعَارِضَةُ وَالسِّنُّ الَّتِى فِى عُرْــضِ الفَمِ; whereas, in other copies, the و before السِّنُّ is omitted:] courage; or courage and energy: (S, K, TA:) power of speech: (S:) perspicuity, or chasteness, of speech; and eloquence: (K, TA:) or the former signifies intuitive knowledge (بَدِيهَةٌ): or determination, resolution, or decision: (A:) and the trimming of speech or language, and the removal of its faults: and good judgment. (TA.) You say, فُلَانٌ ذُو عَارِضَةٍ (Az, IDrd, S, O, TA) Such a one is possessed of hardiness; (S, TA;) as also ↓ ذو عَارِضٍ; (TA;) and of courage, or courage and energy; and of power of speech: (S:) or of eloquence, (Az, IDrd, O,) and perspicuity, or chasteness, of speech. (IDrd, O.) And فُلَانٌ شَدِيدُ العَارِضَةِ Such a one is hardy; (Kh, O, TA;) as also ↓ شَدِيدُ العَارِضِ; (TA;) and courageous, or courageous and energetic. (Kh, TA.) أَــعْرَــاضُ الكَلَامِ: see مِــعْرَــاضٌ. b2: أَــعْرَــاضٌ is pl. of عَرْــضٌ and of عُرْــضٌ and of عِرْــضٌ and of عَرَــضٌ. b3: أَــعْرَــاضُ الشَّجَرِ means The upper parts of the trees [or shrubs]. (K.) مَــعْرِــضٌ The place of the appearance, [or occurrence,] and of the showing, or exhibiting, or manifesting, and of the mentioning, and of the intending, or purposing, of a thing. (Msb.) You say, قَتَلْتُهُ فِى مَــعْرِــضِ كَذَا I slew him in the place of the appearance [or occurrence &c.] of such a thing. (Msb.) And ذِكْرُ اللّٰهِ إِنَّمَا يَكُونُ فِى مَــعْرِــضِ التَّعْظِيمِ The praise and glorification of God is only in the place [or case] of the appearance, [or of the manifesting,] and of the intending, or purposing, of magnifying. (Msb.) [And hence, فِى مَــعْرِــضِ كَذَا also signifies In the time, or case, or on the occasion, of the appearance, &c., of such a thing. and In the state, or condition, or manner, which is indicative of such a thing: thus virtually agreeing with the phrase فِى مِــعْرَــضِ كَذَا, q. v. infrà.] b2: Also A place for the sale of slaves or beasts. (MA.) A2: And Pasturage that renders the cattle in no need of their being fed with fodder. (TA.) مُــعْرِــضٌ Anything showing its breadth, or width; [or its side; as also ↓ عَارِضٌ.] (TA. See the latter word.) [And hence, Appearing, as also the latter.] And i. q. مُعْتَرِضٌ [app. as signifying Presenting itself; or occurring]. (Sh.) and Anything putting its breadth, or width, [or side, (as is shown by an explanation of أَــعْرَــضَ,)] in one's power. (TA.) You say, الشَّىْءُ مُــعْرِــضٌ لَكَ, meaning The thing is in thy power; apparent to thee; not offering resistance to thee. (IAth, O. *) b2: And طَأْ مُــعْرِــضًا حَيْثُ شِئْتَ [Tread thou or] put thy feet where thou wilt, fearing nothing, for it is in thy power to do so. (S, O.) b3: اِدَّانَ مُــعْرِــضًا (occurring in a saying of 'Omar, K, or, as some relate it, دَانَ مُــعْرِــضًا, K in art. دين,) means He bought upon credit, or borrowed, or sought or demanded a loan, [doing so (TA)] of whomsoever he could, (Az, S, A, Mgh, O,) not caring what might be the consequence: (S, O:) or addressing himself to any one who came in his way: (Sh, K:) or turning away from such as said Thou shalt not buy on credit, or borrow: (IAth:) or avoiding payment: (TA:) or from any quarter that was easy and practicable to him, without caring, (O, K,) and without being perplexed: (O:) or he incurred the debt without caring for not paying it, or for what might be the consequence: (As:) or he contracted a debt with every one who presented himself to him: (K in art. دين:) Sh says that the making مــعرضا to signify مُمْكِنًا is improbable; because it is in the accus. case as a denotative of state with respect to [the agent implied in the verb] ادّان; and if you explain it as meaning he took it from him who enabled him, then مــعرضا applies to him whom he accosts, for he is the ممكن; [he suggests also, that the meaning may be he bought upon credit, or borrowed, largely; for] he adds that مــعرضا may be from أَــعْرَــضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ, signifying اِتَّسَعَ and عَرُــضَ. (TA.) b4: أَرْضٌ مُــعْرِــضَةٌ, or مُــعْرَــضَةٌ, (K, TA, [the former only in the CK,]) means Land wherein is herbage which the camels, or the like, depasture [app. at random] when traversing it. (O, K.) A2: See also مُــعَرِّــضٌ, last sentence.

مِــعْرَــضٌ Garments in which girls are displayed: (S:) or a garment in which a girl is displayed: (O, K:) or a garment in which girls are displayed on the wedding-night; which is the goodliest of their apparel, or of the goodliest thereof: (Msb:) and a garment in which a girl is shown, or displayed, to the purchaser: (TA:) or the shirt in which a male slave, and a girl, is shown, displayed, exposed, or offered for sale. (Har p. 129.) [and hence, فِى مِــعْرَــضِ كَذَا (assumed tropical:) In the guise of such a thing, used tropically, virtually agreeing with the phrase فِى مَــعْرِــضِ كَذَا in a sense expl. above.] See also مِــعْرَــاضٌ, last sentence but one.

مُــعَرَّــضٌ [pass. part. n. of 2, q. v.] Camels (نَعَمٌ) branded with the mark called عِرَــاض. (S, O, K.) A2: Also Flesh-meat not well and thoroughly cooked: (ISk, S, O, K:) occurring in a verse (S, O) of Es-Suleyk Ibn-Es-Sulakeh, (O,) as some relate it; but accord. to others it is with ص; (S, O;) and this latter is the more correct. (O.) A3: مُــعَرَّــضَةٌ A virgin before she is veiled, or concealed: for she is once exhibited to the people of the tribe in order that some one or more may become desirous of her, and then they veil her, or conceal her. (TA.) مُــعَرِّــضٌ [act. part. n. of 2, q. v.]. A poet describes a she-camel carrying dates, and having outgone the other camels, so that the crows, or ravens, alighted upon her, and ate the dates, as being مِنْ مُــعَرِّــضَاتِ الغِرْبَانِ, as though she were of those feeding the crows, or ravens, of what is termed عُرَــاضَة, q. v. (S.) A2: Also the circumciser of a boy: (K:) [or] so ↓ مُــعْرِــضٌ. (O:) مِــعْرَــاضٌ An arrow having no feathers (As, S, Mgh, O, Msb, K) nor head, (As,) slender at the two extremities, and thick in the middle, (O, K,) being in form like the wooden implement wherewith cotton is separated from its seeds, or is separated and loosened [by striking therewith the string of a bow], (O, TA,) which goes sideways, (Mgh, [in the O and TA, مُسْتَوِيًا, app. a mistranscription, for مُسْتَــعْرِــضًا,]) striking with its عَرْــض [or middle part, unless this be a mistake for عُرْــض, or side], (Mgh, [in my copy of which, عرض is without any vowel-sign,] and K,) not with its extremity: (Mgh, K:) sometimes, it strikes with its thick middle part in such a manner that it breaks and crushes what it strikes so that it is like the thing that is beaten to death; and if the object of the chase be near to it, it strikes it with the place of the head thereof: if it make a hole, the game smitten with it may be eaten; but not if it strike with a middle part (بِــعَرْــضٍ). (O, TA.) A2: An oblique, indirect, obscure, ambiguous, or equivocal, mode of speech; as when thou askest a man, “Hast thou seen such a one? ” and he, having seen him, and disliking to lie, answers, “ Verily such a one is seen: ” (Msb:) from عَرَّــضَ [q. v.]: (Msb, El-Munáwee: the latter in explaining a trad., q. v. infrà:) i. q. تَوْرِيَةٌ [signifying as above; or the pretending one thing and meaning another; or the using a word, an expression, or a phrase, which has an obvious meaning, and intending thereby another meaning to which it applies but which is contrary to the obvious one]; the original meaning of which is concealment: (Msb:) or language whereof one part resembles another in the meanings: (O, TA: [in the TA immediately follows the exemplification cited above, from the Msb; whence it seems that this explanation is itself somewhat of a مــعراض, meaning what it does not clearly express:]) or المَعَارِيضُ فِى الكَلَامِ [thus, with the pl. form, in two copies of the S, and in the TA,] signifies التَّوْرِيَةُ بِالشَّىْءِ عَنِ الشَّىْءِ [the pretending, or making believe, a thing instead of another thing]: (S:) and مَعَارِضُ الكَلَامِ and ↓ أَــعْرَــاضُهُ signify the same as مَعَارِيضُهُ. (TA.) [مَعَارِضُ is a contraction of مَعَارِيضُ, like as مِــعْرضٌ is said to be of مِــعْرَــاضٌ when syn. therewith.] It is said in a prov., (S,) a trad., (TA,) إِنَّ فِى

المَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الكَذِبِ [Verily, in oblique, indirect, obscure, ambiguous, or equivocal, modes of speech is ample scope, freedom, or liberty, (سَعَةٌ, S,) to avoid lying; or, as is said in the L in art. ندح, that which renders one in no need of lying]. (S, Msb.) One says also, عَرَــفْتُهُ فِى

مِــعْرَــاضِ كَلَامِهِ, expl. voce عَرُــوضٌ which see in three places, and كَلَامِهِ ↓ فِى مِــعْرَــضِ, rejecting the ا: this latter is said by some of the learned to be a metaphorical expression, from مِــعْرَــضٌ signifying the “ garment in which girls are displayed,” as though the meaning were (tropical:) [I knew it] in the form, or manner, and guise, and mould, of his speech; but this does not obtain in all kinds of speech; for it may not be said in cases of reviling; indeed it would be bad, in these cases, to use as a metaphor the garment of adornment: therefore the proper way is to say that مِــعْرَــضٌ is a contraction of مِــعْرَــاضٌ. (Msb.) One also says الأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ المَعَانِى (tropical:) [Words are the robes of meanings]: and this phrase also is [said to be] taken from مِــعْرَــضٌ signifying the “ garment in which a girl is displayed; ” because words adorn meanings. (TA.) مُعَارِضٌ A camel that does not go straightly in the file, or series, but takes to the right and left: (A:) or a she camel such as is termed عَلُوق; that makes a show of affection with her nose [by smelling her young one], (تَرْأَمُ بِأَنْفِهَا,) and refuses to yield her milk. (AA, O, K.) سَحَابٌ مُعْتَرِضٌ فِى الأُفُقِ: i. q. عَارِضٌ, q. v. b2: [جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ A parenthetic clause.] b3: فُلَانٌ مُعْتَرِضٌ فِى خُلُقِهِ [Such a one is habitually cross, or perverse, in his disposition, in every case,] is said of a man when everything of his affairs displeases thee. (TA.) b4: هَوًى مُعْتَرِضٌ Love that befalls at first sight, and captivates the heart at once unless it quit it quickly as it seized it quickly. (Ham p. 551.)
(عرض) : المُــعَرِّــضُ: الذي يَخْتُنُ الصَّبيَّ.
عرض: {عرض الدنيا}: طمع. {عرضة}: نصبا، وقيل: عدة. {عرضها}: سعتها. {عرضتم}: أومأتم. {وعرضنا جهنم}: أظهرنا. {عارض}: سحاب. 
(عرض) الشَّيْء جعله عريضا ونصبه بِالْــعرضِ وَيُقَال عرض الرمْح وَــعرض الْعود على الْإِنَاء وَفُلَانًا لكذا جعله عرضه وهدفا لَهُ يُقَال عرضه للذم وَله بالْقَوْل لم يُبينهُ وَلم يُصَرح بِهِ وَيُقَال عرض بفلان وَله قَالَ فِيهِ قولا يعِيبهُ وَالْقَوْم عراضة وعرضها لَهُم أهداها أَو أطْعمهُم إِيَّاهَا عِنْد مقدمهم
عرض
الــعَرُــوضُ، كصَبُورٍ: مَكَّةُ والمَدِينَةُ، شَرَّفَهُمَا اللهُ تَعالَى وَمَا حَوْلَهما، كَمَا فِي الصّحاح، والعُباب، والمُحْكَم، والتَّهْذِيب، مُؤَنَّثٌ، كَمَا صَرَّح بِهِ ابْن سِيدَهْ ورُوِيَ عَن مُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيّ الأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم خَرَج يَوْمَ عاشُوراءَ وأَمَرَهُم أَن يُؤْذِنُوا أَهْلَ الــعَرُــوض أَنْ يُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِم. قيل: أَرادَ مَنْ بأَكْنَافِ مَكَّةَ والمَدِينَةِ. وقَوْله: مَا حَوْلهما داخِلٌ فِيهِ اليَمَنُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِد من الأَئمَّة، وَبِه فَسَّروا قَوْلَهُم: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على الــعَرُــوضِ، أَي مَكَّةَ والمَدِينَةِ واليَمَنِ وَمَا حَوْلَهُمْ. وأَنْشَدُوا قَولَ لَبِيدٍ:
(وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ القِتَالُ فإِنَّنَا ... نُقَاتِلُ مَا بَيْنَ الــعَرُــوضِ وخَثْعَمَا) أَي مَا بَيْنَ مَكَّة واليَمَن. وعَرَــضَ الرَّجُلُ: أَتَاهَا، أَي الــعَرُــوضُ. قَالَ عَبْدُ يُغُوثَ بنُ وَقّاصٍ الحارِثيُّ:
(فيا رَاكِباً إِمَّا عَرَــضْتَ فبَلِّغَنْ ... نَدَامَايَ مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لَا تَلاَقِيَا)
وَقَالَ الكُمَيْت:
(فأَبْلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَــضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِمَا والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا)
يَعْني إِنْ مَرَرْت بِهِ. وَقَالَ ضابِيُ بنُ الحارَث:
(فيا رَاكِباً إِمَّا عَرَــضْت فَبلِّغَنْ ... ثُمَامَةَ عَنِّي والأُمُورُ تَدُورُ)
الــعَرُــوضُ: النّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وأَضْرِبُ الــعَرُــوضَ وأَزْجُرُ العَجُولَ وأَنشد ثَعْلَبٌ لحُمَيْدٍ:
(فَمَا زَالَ سَوْطِي فِي قِرَابِي ومِحْجَنِي ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُــوضٍ أَذُودُهَا)
وَقَالَ شَمِرٌ فِي هذَا البَيْت: أَي فِي نَاحِيَةٍ أُدارِيه وَفِي اعْتِرَاضٍ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيّ لعَمْرو بنِ أَحْمَر البَاهِليّ:
(ورَوْحَةُ دُنْيَا بَيْنَ حَيَّيْن رُحْتُهَا ... أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُــوضاً أَرُوضُها)
كَذَا نَصّ العُبَابِ. ونَصُّ الصّحاح. أُسِير عَسِيراً أَو عَرُــوضاً. وَقَالَ: أُسِيرُ، أَي أُسَيِّر. قَالَ: ويُقَال مَعْنَاه أَنّه يُنْشِدُ قَصِيدَتَيْن، إِحْدَاهُمَا قد ذَلَّلَها، والأُخْرَى فِيهَا اعْتِرَاضُ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فَسَّرَه هَذَا التَّفْسِيرَ رَوَى أُخِبُّ ذَلُولاً. قَالَ: وهكَذَا رِوَايَتُهُ فِي شِــعْرِــه وأَوَّلُه:
(أَلاَ لَيْتَ شِــعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... صَحِيحَ السُّرَى والعِيسُ تَجْرِي عَرُــوضُها)

(بتَيْهَاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّهَا ... قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً بُيُوضُها) ورَوْحَةُ ... قُلتُ: وقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، الَّذِي سَبَقَ وَصَفَ فِيهِ نَفْسَه وسِيَاسَتَهُ وحُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِيَّتِهِ فَقَالَ: إِنِّي أَضُمُّ العَتُودَ، وأُلْحِقُ القَطُوفَ، وأَزْجُرُ الــعَرُــوضَ. قَال شَمِر: الــعَرُــوضُ: الــعُرْــضِيَّةُ من الإِبِلِ الصَّعْبَةُ الرَّأْسِ الذَّلُولُ وَسَطُهَا، الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا، ثمَّ تُسَاقُ وَسَطَ الإِبِلِ المُحَمّلَةِ، وإِنْ رَكِبَها رَجُلٌ مَضَتْ بِهِ قُدُماً وَلَا تَصَرُّفَ لرَاكِبها، وإِنّمَا قَالَ: أَزْجُرُ الــعَرُــوضَ لأَنَّهَا تَكُونُ آخِرَ الإِبلِ. وَقَالَ ابْن الأَثِيرُ: الــعَرُــوضُ: هِيَ الَّتِي تأَخذ يَمِيناً وشِمَالاً وَلَا تَلْزَمُ المَحَجَّةَ. يقُول: أَضْرِبُه حَتّى يَعُودَ إِلى الطَّرِيق، جَعَلَه مَثَلاً لحُسْنِ سِيَاسَتِه للأَمَّة. وَتقول: ناقَةٌ عَرُــوضٌ، وفيهَا عَرُــوضٌ وناقَةٌ عُرْــضِيَّة. وفيهَا عُرْــضيَّة إِذا كانَتْ رَيِّضاً لَمْ تُذَلَّلْ. وَقَالَ ابنُ السَّكّيت: نَاقَةٌ عَرُــوضٌ، إِذَا قَبِلَتْ بَعْضَ الرِّيَاضَةِ وَلم تَسْتَحْكِم. من المَجَاز: الــعَرُــوضُ: مِيزَانُ الشِّــعْرِ، كَمَا فِي الصّحاح، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ بِهِ يَظْهَرُ المُتَّزِنُ مِنَ المُنْكَسِر عِنْدَ المُعَارَضَةِ بِهَا. وَقَوله: بِه هكَذَا فِي النُّسَخ، وصَوابُه: بِهَا، لأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ، كَمَا سَيَأْتِي، أَو لأَنَّهَا ناحِيَةٌ من العُلُوم أَي من عُلُوم الشِّــعْر، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، أَو لأَنَّهَا صَعْبَةٌ، فَهِيَ كالنَّاقَة الَّتِي لم تُذَلَّل، أَوْ لأَنَّ الشِّــعْرَ يُــعْرَــض عَلَيْهَا، فَمَا وَافقَهُ كَانَ صَحِيحاً، وَمَا خالَفَهُ كَانَ فَاسِداً، وهُوَ بعَيْنِه القَوْلُ الأَوّل، ونَصّ الصّحاح: لأَنَّه يُعَارَضُ بِهَا. أَوْ لأَنَّهُ أُلْهِمَهَا الخَلِيلُ بن أَحْمَد الفَرَاهِيدِيّ بمَكَّةَ، وَهِي الــعَرُــوضُ. وَهَذَا الوَجْهُ نَقَلَه بَعْضُ الــعَرُــوضِيِّينَ. فِي الصّحاح: الــعَرُــوضُ أَيْضاً اسمٌ للجُزْءِ الأَخِيرِ من النِّصْفِ الأَوَّلِ من البَيْت، وَزَاد المُصَنّف: سالِماً كَانَ أَوْ مُغَيَّراً. وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنّ الثَّانِيَ يُبْنَى على الأَوَّلِ، وَهُوَ الشَّطْرُ. وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُ الــعَرُــوضَ طَرَائقَ الشِّــعْرِ وعَمُودَه، مِثْل الطَّوِيل. يُقَال: هُوَ عَرُــوضٌ وَاحِداً، واخْتِلافُ قَوَافِيهِ تُسَمَّى ضُرُوباً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ. وإِنَّمَا سُمِّيَ وَسَطُ البَيْت عَرُــوضاً، لأَنَّ الــعَرُــوضَ وَسَطُ البَيْت من البِنَاء، والبَيْتُ من الشِّــعْر مَبْنِيٌّ فِي اللَّفْظ على بِنَاءِ البَيْتِ المَسْكُونِ لِلْــعَرَــبِ، فقِوَامُ البَيْتِ مِن الكَلامِ عَرُــوضُه، كَمَا أَنّ قِوَامَ البَيْتِ من الخِرَقِ العَارِضَة الَّتِي فِي وسَطِه، فَهِيَ أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الخِرَقِ، فلِذلِكَ يَجِبُ أَنْ تكونَ الــعَرُــوضُ أَقْوَى من الضَّرْبِ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الأَعَارِيض. وَهِي مُؤَنَّثَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح،، ورُبَّمَا ذُكِّرت، كَمَا فِي اللّسَان، وَلَا تُجْمَعُ لأَنَّهَا اسمُ جِنْس، كَمَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ فِي الــعَرُــوضِ، بمَعْنَى الجُزْءِ الأَخِيرِ إِن ج: أَعارِيضُ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنّهُم جَمَعُوا) إِــعْرِــيضاً، وإِنْ شِئْتَ جَمَعْتَه على أَعَارِضَ، كَمَا فِي الصّحاح. الــعَرُــوضُ: النَّاحِيَةُ. يُقَال: أَخَذَ فُلانٌ فِي عَرُــوضٍ مَا تُعْجِبُني. أَي فِي طَرِيقٍ ونَاحِيَة. كَذَا نَصّ الصّحاح. وَفِي العُبَابِ: أَنْتَ مَعِي فِي عَرُــوضٍ لَا تُلائمُني، أَي فِي ناحِيَة. وأَنشد:
(فإِنْ يُــعْرِــضْ أَبُو العَبّاسِ عَنِّي ... ويَرْكَبْ بِي عَرُــوضاً عَن عَرُــوضِ)
قَالَ: ولِهذا سُمِّيَت النَّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ عَرُــوضاً، لأَنَّها تَأْخُذُ فِي نَاحِيَةٍ غَيْرِ النّاحِيَةِ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للأَخْنَسِ بْنِ شِهَابٍ التَّغْلَبِيّ:
(لكُلِّ أُنَاسٍ مِن مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُــوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَؤُون وجانِبُ) يَقُول لِكُلّ حَيٍّ حِرْزٌ إِلاّ بَنِي تَغْلِبَ فإِنَّ حِرْزَهُم السُّيُوفُ. وعِمَارة خَفْضٌ، لأَنَّه بَدَلٌ من أُناس، وَمن رَواه عُرُــوضٌ، بالضَّمّ جعله جَمْعَ عَرْــضٍ، وَهُوَ الجَبَلُ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَرِوَايَة الكُوفِيّين عَمَارَةٌ بفَتْح العَيْن ورَفْع الهاءِ. الــعَرُــوضُ: الطَّرِيق فِي عُرْــضِ الجَبَلِ، وقِيلَ: مَا اعْتَرَضَ مِنْهُ فِي مَضِيقٍ، والجَمْع عُرْــضٌ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَأَخَذَ فِي عَرُــوضٍ آخَرَ أَي فِي طَرِيقٍ آخَرَ من الكَلام. الــعَرُــوضُ من الكَلاَمِ: فَحْوَاهُ. قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقَال عَرَــفْتُ ذلِكَ فِي عَرُــوضِ كَلامِه، أَي فَحْوَى كَلامِهِ ومَعْنَاه. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكذَا مَعَارِض كَلامِه كَمَا فِي اللّسَان. الــعَرُــوضُ: المَكَانُ الَّذِي يُعَارِضُك إِذا سِرْتَ. كمَا فِي الصّحاح والعُبَاب.
الــعَرُــوضُ: الكَثِيرُ مِنَ الشَّيْءِ. يُقَال: حَيٌّ حَرُوضٌ، أَي كَثِيرٌ، نَقَله ابنُ عَبّادٍ. الــعَرُــوضُ: الغَيْمُ، هَكَذَا فِي الأُصُلِ باليَاء التَّحْتِيَّة، هُوَ مَعَ قَوْلِهِ: السَّحابُ عَطْفُ مُرَادِفٍ، أَوْ هُوَ تَكْرَارٌ، أَو الصَّوابُ الغَنَم بالنُّون، كَمَا فِي اللّسَان، وَهِي الّتِي تَــعْرُــضُ الشَّوْكَ، تَنَاوَلُ مِنْهُ وتَأْكُلُه، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَــضَتِ الشّاةُ الشَّوْكَ تَــعْرُــضُه. إِلاَّ أَنَّ قَوْلَه فِيما بَعْدُ: ومِن الغَنَم، يُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَوَّلَ، أَو الصّواب فِيهِ: وَمن الإِبِلِ، كَمَا سَيَأْتِي. قَالَ الفَرَّاءُ: الــعَرُــوضُ: الطَّعَامُ. نَقله الصَّاغَانِيّ.
الــعَرُــوضُ: فَرَسُ قُرَّةَ بنِ الأَحْنَفِ بن نُمَيْرٍ الأَسَديّ. الــعَرُــوضُ: من الغَنَمِ، كَمَا فِي النُّسَخ، أَو الصَّوَاب من الإِبِل، فإِنَّ الإِبِلَ تَــعْرُــضُ الشَّوْكَ عَرْــضاً، وَقيل: هُوَ مِن الإِبِل والغَنَم: مَا يَعْتَرِضُ الشَّوْكَ فيَرْعَاهُ، ويُقَال عَرِــيضٌ عَرُــوضٌ، إِذا فَاتَه النَّبْتُ اعْتَرَضَ الشَّوْكَ. واعْتَرَضَ البَعِيرُ الشَّوْكَ: أَكَلَه. وبَعِيرٌ عَرُــوضٌ: يَأْخُذُه كَذلك. وقِيلَ: الــعَرُــوضُ: الَّذِي إِذا فاتَهُ الكَلأُ أَكَلَ الشَّوْكَ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. يُقَال: هُوَ رَبُوضٌ بِلاَ عَرُــوضٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ. والَّذِي فِي الصّحاح والعُبَاب: رَكُوضٌ بِلا عَرُــوضٍ، أَي بِلا حاجَةٍ عَرَــضَت لَهُ. فالَّذِي صَحَّ من مَعْنَى)
الــعَرُــوضِ فِي كَلام المُصَنِّفِ أَرْبَعَ عَشرَةَ مَعْنىً، على تَوَقُّفٍ فِي بَعْضِهَا، وسَيَأْتِي مَا زِدْنا عَلَيْهِ فِي المُسْتَدْرَكَات. وعَرَــضَ الرَّجُلُ: أَتى الــعَرُــوضَ، أَي مَكَّةَ والمَدِينَةَ واليَمَنَ وَمَا حَوْلَهُنّ، وَهَذَا بعَيْنِه قد تَقَدَّم للمُصَنِّف قرِيباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ. عَرَــضَ لَهُ أَمْرُ كَذَا، يَــعْرِــضُ، من حَدِّ ضَرَبَ: ظَهَرَ عَلَيْه وبَدَا، كَمَا فِي الصّحاح، ولَيْس فِيهِ عَلَيْه وبَدَا، كــعَرِــضَ، كسَمِعَ، لُغَتَان جَيّدَتان، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الفَرّاءُ: مَرَّ بِي فُلانٌ فَمَا عَرَــضْتُ لَهُ، وَلَا تَــعْرِــضْ لَهُ، وَلَا تَــعْرَــضْ لَهُ، لُغَتَان جَيِّدَتانِ. وَقَالَ ابْنُ القَطّاع: فَصِيحَتانِ. والَّذِي فِي التَّكْمِلَة عَن الأَصْمَعِيّ: عَرِــضْت لَهُ تَــعْرِــضُ، مثل حَسِبْتُ تَحْسِبُ، لُغَةٌ شاذَّةٌ سَمِعْتها. عَرَــضَ الشَّيْءَ لَهُ عَرْــضاً: أَظْهَرَه لَهُ، وأَبْرَزَهُ إِلَيْه. عَرَــضَ عَلَيْه أَمْرَ كَذَا: أَرَاهُ إِيّاهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ثمّ عَرَــضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ. ويُقال: عَرَــضْتُ لَهُ ثَوْباً مَكانَ حَقِّه. وَفِي المَثَلِ: عَرْــضٌ سَابِرِيٌّ لأَنَّهُ ثَوْبٌ جَيِّدٌ يُشْتَرَى بأَوَّلِ عَرْــضٍ، وَلَا يُبَالَغُ فِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَكَذَا هُوَ عَرْــضُ سَابِرِيٍّ، بالإِضافَةِ.
والَّذِي فِي الأَمثال لأَبِي عُبَيْدٍ بخَطِّ ابنِ الجَوَالِيقِيّ عَرْــض سَابِرِيّ. عَرَــضَ العُودَ عَلَى الإِنَاء. وعَرَــضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِه يَــعْرِــضُه ويَــعْرُــضُه، فِيهِما، أَي فِي العُود والسَّيْف، وَهَذَا خِلافُ مَا فِي الصّحاح، فإِنّه قَالَ فِي: عَرَــضَ السَّيْفَ: فهذِه وَحْدَها بالضَّمِّ، والوَجْهَانِ فيهمَا عَن الصَّاغَانِيّ فِي العُبَابِ. وَفِي الحَدِيثِ أُتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَنٍ فَقَال: أَلاَ خَمَّرْتَه ولَوْ بعُودٍ تَــعْرِــضُه عَلَيْه رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، ويُرْوَى: لَوْلاَ خَمَّرْتَهُ. وَهِي تَحْضِيضِيَّةٌ أَي تَضَعُهُ مَــعْرُــوضاً عَلَيْهِ، أَي بالــعَرْــض.
وَقَالَ شَيْخُنَا: قَوْلُه: والعُود، إِلخ، كَلامُع كالصَّرِيح فِي أَنّهُ ككَتَبَ، وَهُوَ الَّذِي اقْتَصَرَ عَلَيْهِ ابنُ القَطَّاع، والحَدِيث مَرْوِيٌ بالوَجْهَيْنِ، وكَلاَمُ المُصَنِّف فِي عَرَــضَ غَيْرُ مُحَرَّرٍ وَلَا مُهَذَّب، بل يُناقِضُ بَعْضُه بَعْضاً. قُلتُ: أَمَّا مَا ذَكَرَه عَن ابْنِ القَطّاع فصَحيحٌ، كَمَا رأَيْتُهُ فِي كِتَابِ الأَبْنِيَة لَهُ. وأَمَّا مَا نَسَبَهُ إِلى المُصَنِّف من القُصُورِ فغَيْرُ ظاهِرٍ، فإِنَّه قَالَ فِيمَا بَعْدُ: يَــعْرِــضُهُ ويَــعْرُــضُهُ، فِيهِمَا، والمُرَادُ بضَمِيرِ التَّثْنَيَةِ العُودُ والسَّيْفُ، فقد صَرَّح بأَنَّهُ على الوَجْهَيْن، ولَعَلَّه سَقَط ذلِك من نُسْخَةِ شَيْخِنَا، أَوْ لم يَتَأَمَّلْ آخِرَ العِبَارَةِ. وأَمَّا قَوْلُه: كَلاَمُه فِي عَرَــضَ غَيْرُ مُحَرَّرٍ وَلَا مُهَذّب فمَنْظُورٌ فِيهِ، بل هُوَ مُحَرَّرٌ فِي غَايَةِ التَّحْرِير، كَمَا يَــعْرِــفُه المَاهِرُ النِّحْرِيرُ، ولَيْسَ فِي المادَّةِ مَا يُخَالِفُ النُّصُوصَ، كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ عِنْدَ المُرُورِ عَلَيْهِ. فتَأَمَّلْ وأَنْصفْ. عَرَــضَ الجُنْدَ عَرْــضَ عَيْنٍ، وَفِي الصّحاح: عَرْــضَ العَيْنِ: أَمَرَّهُم عَلَيْه، ونَظَرَ مَا حَالهُمْ وَقد عَرَــضَ العارِضُ الجُنْدَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي البَصَائِر: عَرَــضْت الجَيْش َ عَرْــضَ عَيْنٍ: إِذا أَمْررْتَه)
على بَصَرِك لِتَــعْرِــفَ مَنْ غابَ ومَنْ حَضَرَ. عَرَــضَ لَهُ مِنْ حَقِّه ثَوْباً أَو مَتَاعاً، يَــعْرِــضُه عَرْــضاً من حَدِّ ضَرَبَ، وكَذَا عَرَــضَ بِهِ، كَمَا فِي كِتَابِ الأَرْمَوِيّ. وَفِي اللّسَان: ومِنْ فِي قَوْلك: مِنْ حَقّه، بمَعْنَى البَدَل، كقَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ولَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ يَقُول: لَو نَشَاءُ لجَعَلْنَا بَدَلَكُمْ فِي الأَرْض ملائِكَةً. أَعْطَاهُ إِيَّاه مَكَانَ حَقِّه. عَرَــضَتْ لَهُ الغُولُ: ظَهَرَتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أَبي زَيْدٍ. عَرَــضَتِ الناقَةُ: أَصابَهَا كَسْرٌ أَو آفَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيّ:
(إِذا عَرَــضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْد مِنْهَا واتَّشقْ وتَجَبْجَبِ)
كــعَرِــضَ، بالكَسْرِ فِيِهِمَا، أَي فِي الغُولِ والنَّاقَةِ، والأُوْلَى كــعَرِــضَتْ أَمّا فِي الغُولِ فنَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي زَيْدٍ، وأَمّا فِي النّاقَةِ فالصّاغَانِيّ فِي العُبَاب، وصاحِبُ اللّسَان. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه بَعَثَ بَدَنَةً مَعَ رَجُلٍ فَقَالَ: إِنْ عَرَــضَ لَهَا فانْحَرْهَا أَيْ إِنْ أَصابَهَا مَرَضٌ أَو كَسْرٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: ويُقَال: عَرَــضَتْ. من إِبِلِ فُلانٍ عارِضَةٌ، أَي مَرِضَتْ. وقالَ بَعْضُهُم: عَرِــضَتْ، أَي بالكَسْرِ، قَالَ: وأَجْوَدُه عَرَــضَتْ، أَي بالفَتْحِ. وأَنشَدَ قَوْلَ حُمَامِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ السّابِق. عَرَــضَ الفَرَسُ فِي عَدْوِه: مَرَّ عارِضاً صَدْرَهُ ورَأْسَهُ، وقِيلَ: عارِضاً، أَي مُعْتَرِضاً على جَنْبٍ وَاحِدٍ، يَــعْرِــضُ عَرْــضاً، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف ذِكْرُ مَصْدَرِه قَرِيباً. عَرَــضَ الشَّيْءَ يَــعْرِــضُه عَرْــضاً: أَصابَ عُرْــضَه. عَرَــضَ بسِلْعَتِهِ يَــعْرِــضُ بهَا عَرْــضَا عَارَضَ بهَا، أَي بادلَ بهَا فَأَعْطَى سِلْعَةً وأَخَذَ أُخْرَى. ويُقَالُ: أَخَذْتُ هذِه السِّلْعَةَ عَرْــضاً، إِذا أَعْطَيْتَ فِي مُقَابَلَتِهَا سِلْعَةً أُخْرَى. عَرَــضَ القَوْمَ على السَّيْفِ: قَتَلَهُم، كَمَا فِي الصّحاح، والأَسَاس. عَرَــضَهُمْ على السَّوْطِ: ضَرَبَهُم بِهِ، نَقَلَه ابْنُ القَطّاع. عَرَــضَ الشَّيْءُ عَرْــضاً: بَدَا وظَهَرَ. عَرَــضَ الحَوْضَ والْقِرْبَةَ: مَلأَهُمَا. عَرَــضَتِ الشَّاةُ: ماتَتْ بمَرَضِ عَرَــضَ لَهَا. عَرَــضَ البَعِيرُ عَرْــضاً: أَكَلَ من أَــعْرَــاضِ الشَّجَرِ، أَي أَعالِيه وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ أَــعرابيّاً حِجازيّاً وبَاعَ بَعِيراً لَهُ، فَقَالَ: يأْكُلُ عَرْــضاً وشَعْباً. الشَّعْبُ: أَنْ يَهْتَضمَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْلاه، وَقد تَقَدَّم. يُقَالُ: عَرَــضَ عَرْــضَهُ، بالفَتْح، ويُضَمُّ أَيْ نَحَا نَحْوَهُ وكَذِلكَ اعْتَرَضَ عَرْــضَهُ. والعَارِضُ: النّاقَةُ المَرِيَضَةُ أَو الكَسِيرُ، وهِيَ الَّتِي أَصابَها كَسْرٌ أَو آفَةٌ. وَفِي الحَدِيثِ: ولَكُمُ العارِضُ والفَرِيشُ وَقد تَقَدَّم فِي ف ر ش وَفِي وط أَوقد عَرَــضَت الناقَةُ أَيْ إنّا لَا نَأْخُذُ ذَاتَ العَيْبِ فنَضُرُّ بالصَّدَقَةِ. العارِضُ: صَفْحَةُ الخَدِّ من الإِنْسَان، وهما عَارِضَانِ وقَوْلُهُم: فُلانٌ خَفِيفُ)
العَارِضَيْن، يُرَادُ بِهِ خِفَّة شَــعرِ عارِضَيْهِ، كَذَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي العُبَاب: وخِفَّةُ اللِّحْيَةِ.
قَالَ: وأَمّا الحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ عارِضَيْهِ فَقَدْ قِيلَ إِنَّهَا كِنَايةٌ عَن كَثْرَةِ الذِّكْرِ، أَيْ لَا يَزَالُ يُحَرِّكُهُمَا بذِكْرِه تَعَالَى. قُلْتُ: هكَذَا نَقَلَه ابنُ الأَثِير عَن الخَطّابِيّ، قَالَ: وأَمّا خفَّةُ اللِّحْيَة فَمَا أَرَاهُ مُنَاسباً. كالعارِضَةِ فِيهِمَا أَيْ فِي النّاقَةِ والخَدّ. أَمّا فِي الخَدِّ فقد نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ فِي العُبَابِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وأَمَّا فِي النَّاقَةُ فَفِي الصّحاح: العَارضَةُ: الناقَةُ الَّتِي يُصِيبُهَا كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فتَنْحَرُ، وكذلِكَ الشَّاةُ. يُقَال: بَنُو فُلانٍ لَا يَأْكُلُون إِلاّ العَوَارِضَ، أَي لَا يَنْحَرُون الإبِلَ إِلاّ مِن دَاءٍ يُصِيبُهَا. يَعِيبُهم بِذلك. وتَقُولُ الــعَرَــب للرَّجُل إِذا قَرَّب إِلَيهم لَحْماً: أَعَبِيطٌ أَمْ عَارِضَةٌ فالعَبِيطُ: الَّذِي يُنْحَرُ من غَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي اللّسَان: ويُقَال: بَنُو فُلانٍ أَكّالُونَ العَوَارِضَ، إِذا لم يَنْحَرُوا إِلاّ مَا عَرَــضَ لَهُ مَرَضٌ أَو كَسْرٌ خَوْفاً أَنْ يَمُوتَ فَلا يَنْتَفِعُون بِهِ.
والــعَرَــبُ تُعَيِّرُ بأَكْلِهِ. العَارِضُ السَّحَابُ المَطِلُّ المَعْتَرِضُ فِي الأُفُقِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: العَارِضُ السَّحَابَةُ تَرَاهَا فِي ناحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَبْيَضَ، والجُلْب إِلى السَّوادِ، والجُلْبُ يَكونُ أَضْيَقَ من العَارِضِ وأَبْعَدَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الجَبِيُّ: السَّحابُ يَعْتَرِضُ فِي السَّمَاءِ اعْتِرَاضَ الجَبَلِ قَبْلَ أَنْ يُطَبِّق السَّماءَ، وَهُوَ السَّحابُ العَارِضُ. وَقَالَ البَاهِليُّ: السَّحابُ يَجيءُ مُعَارِضاً فِي السماءِ بغَيْرِ ظنٍّ مِنْك، وأَنشد لأَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيّ:
(وإِذا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ ... بَرَقَتْ كبَرْقِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ)
وَقَالَ الأَعْشَى:
(يَا مَنْ رَأَى عارِضاً قد بِتُّ أَرْمُقُهُ ... كأَنَّمَا البَرْقُ فِي حافَاتِهِ شُعَلُ)
وقَوْلُه جَلَّ وَعزَّ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتهِمْ قَالُوا هذَا عارِضٌ مُمْطِرُنَا، أَي قالُوا: هذَا الَّذِي وَعِدْنا بِهِ، سَحَابٌ فِيهِ الغَيْثُ. العارِضُ: الجَبَلُ الشامِخُ: ويُقَالُ: سَلَكْتُ طَرِيقَ كَذَا فَــعَرَــضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عارِضٌ، أَي جَبَل ٌ شامِخٌ، فقَطَعَ عَلَيَّ مَذْهَبِي على صَوْبِي. ومِنْهُ فِي الصّحاح: ويُقَال لِلْجَبَلِ: عارِضٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وبِهِ سُمِّيَ عَارِضُ اليَمَامَةِ وَهُوَ مَوْضِعٌ مَــعْرُــوفٌ وقَدْ جَاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. العَارِضُ: مَا عَرَــضَ من الأَعْطِيَةِ، قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: يَا لَيْلَُ أَسْقَاكِ البُرَيْقُ الوَامِضُ هَلْ لَكِ والعَارِضُ مِنْكِ عائِضُ فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القَابِضُ)
ويُرْوَى: فِي مائَةٍ، بَدَلَ: فِي هَجْمَةٍ، ويَغْدِرُ، بَدَل: يُسْئرُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُخَاطِب امْرَأَةً رَغِبَ فِي نِكَاحِهَا، يَقُولُ: هَلْ لَكِ فِي مائَةٍ من الإِبلِ أَجْعَلُهَا لَكِ مَهْراً، يَتْرُكُ مِنْهَا السائقُ بَعْضَهَا، لَا يَقْدِرُ أَن يَجْمَعَها لِكَثْرَتِهَا، وَمَا عَرَــضَ مِنْك من العَطَاءِ عَوَّضْتُكِ بِهِ. قلتُ: وَكَانَ الواجبُ عَلَى الجَوْهَرِيّ أَنْ يُوضِّحَهُ أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ، لأَنَّ فِيه تَقْدِيماً وتَأْخِيراً.
والمَعْنَى: هَلْ لَكِ فِي مائَةٍ من الإِبِلِ يُسْئِر مِنْهَا القَابِضُ، أَي قابِضُها الَّذِي يَسُوقُهَا لِكَثْرَتِهَا. ثُمّ قالَ: والعَارِضُ مِنْهُ عَائِضٌ، أَيْ المُعْطِي بَدَلَ بُضْعِكِ عَرْــضاً عائضٌ أَي آخِذٌ عِوَاضاً مِنْك بالتَّزْوِيج، يَكُون كِفَاءً لِمَا عَرَــضَ مِنْكِ. يُقَال: عِضْتُ أَعَاضُ، إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً. وعُضْتُ أَعُوضُ، إِذَا عَوَّضْتَ عِوَضاً، أَي دَفَعْتَ. وقولُهُ: عائضٌ، من عِضْتُ بالكَسْرِ، لَا مِنْ عُضْتُ.
ومَنْ رَوَى يَغْدِر أَرادَ يَتْرُكُ. قَالَ ابْن بَرّيّ: والَّذِي فِي شِــعْرِــه: والعائِضُ مِنْكِ عائِضُ، أَي والعِوَضُ مِنْ: ِ عِوَضٌ، كَمَا تَقُولُ: الهِبَةُ مِنْكَ هِبَةٌ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العَارِضَانِ صَفْحَتَا العُنُق، فِي بَعْضِ اللُّغَات. قَالَ اللِّحْيَانيّ: العارِضانِ:جَانِبَا الوَجْهِ وقيلَ: شِقَّا الفَمِ، وَقيل: جَانِبَا اللِّحْيَةِ.
العَارِضُ: العَارِضَةُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَذُو عارِضٍ وعارِضَةٍ، أَي ذُو جَلَدٍ. العَارِضُ: السِّنُّ الَّتِي فِي عُرْــضِ الفَمِ بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضْراسِ. الكُلّ عَوَارِضُ، قَالَه شَمِرٌ، وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لِتَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَ: شَمِّي عَوَارِضَهَا أَمَرَهَا بِذلِكَ لِتَبُورَ بِهِ نَكْهَتَهَا ورِيحَ فَمِهَا، أَطِيِّبٌ أَمْ خَبِيثٌ. وَقَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
(تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إِذَا ابْتَسَمَتْ ... كأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ)
يَصِفُ الثَّنَايَا ومَا بَعْدَهَا. أَي تَكْشِفُ عَن أَسْنَانِهَا. قَالَ شَيْخُنَا: وَقد ذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْحِ قَولِ كَعْبٍ هَذَا ثَمانِيَةَ أَقْوَالٍ، واقْتَصَرَ المُصَنِّف على قَوْلٍ مِنْهَا مَعَ شُهْرَتِهَا، فَفِي كَلامِه قُصُورٌ ظَاهِرٌ. قُلْت: بل ذَكَرَ المُصَنِّف قَولَيْن: أَحَدُهما هذَا، ويَأْتِي الثَّانِي قَرِيباً، وهُو قَوْلُه: ومِنَ الوَْه مَا يَبْدُو، إِلى آخِرِه، ثُمَّ إِنَّ شَيْخَنا لم يَذْكُرْ بَقِيَّةَ الأَقْوَالِ الَّتِي ذَكَرَهَا ابنُ هِشَامٍ، فأَوْقَعَ الخاطِرَ فِي شُغلٍ، ونَحْنُ نُورِدُهَا لَكَ بالتَّمَامِ لِتَكْمِيلِ الإِفَادَةِ والنِّظَام، فأَقُولُ: قِيل إِنَّ العَوَارِضَ الثَّنَايَا سُمِّيَتْ لأَنَّهَا فِي عُرْــضِ الفَمِ. وقِيلَ: العَوَارضُ: مَا وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ من الأَسْنَانِ. وقِيلَ: هِيَ أَرْبَعُ أَسْنَانٍ تَلِي الأَنْيَابَ، ثُمَّ الأَضْرَاسُ تَلِي العَوَارِضَ. قَالَ الأَعْشَى: غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها تَمْشِي الهُوَيْنَى كَمَا يَمْشِي الوَجِي الوَجِلُ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العَوَارِضُ: مِنَ الأَضْرَاسِ. وَقيل: العَوَارِضُ: عُرْــضُ الفَمِ. وَمِنْه قَوْلُهم: امرأَةٌ نَقِيَّةُ العَوَارِضِ، أَي نَقِيَّةُ عُرْــضِ الفَمِ قَالَ جَرِيرٌ: (أَتَذْكُرُ يَوْم تَصْقُلُ عَارِضَيْهَا ... بفَرْعِ بَشامَةٍ سُقِيَ البَشَامُ)
قَالَ أَبو نَصْرٍ: يَعْنِي بِهِ الأَسْنَان وَمَا بَعْدَ الثَّنَايَا، والثَّنَايَا لَيْسَت من العَوَارِض. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: العَارِضُ: النّابُ والضِّرْسُ الَّذِي يَلِيه. وَقَالَ بَعْضُهُم: العارِضُ: مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلى الضِّرْسِ، واحْتَجَّ بقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ:
(هَزِئَتْ مَيَّةُ أَنْ ضَاحَكْتُها ... فَرَأَتْ عَارِضَ عُودٍ قد ثَرِمْ)
قَالَ: والثَّرَمُ لَا يَكُونُ إِلاّ فِي الثَّنَايَا وَقيل العَوَارِضُ: مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضْرَاس. وَقيل: العَوَارِضُ: ثَمَانِيَةٌ، فِي كُلِّ شِق أَرْبَعَةٌ فَوْق، وأَرْبَعَةٌ أَسْفَل، فَهذِه نَحْوٌ من تِسِعَةِ أَقْوَالٍ، فتَأَمَّلْ ودَعِ المَلاَلَ. وأَنْشَد ابْنُ الأَــعْرَــابِيّ فِي العَارِضِ بَمعْنَى الأَسْنَان: وعَارِضٍ كجَانِبِ الــعِرَــاقِ أَنْبَتَ بَرَّاقاً من البَرَّاقِ شَبَّهَ اسْتِواءَهَا باسْتِوَاءِ أَسْفَلِ القِرْبَةِ، وَهُوَ الــعِرَــاقُ، للسَّيْرِ الَّذِي فِي أَسْفَلِ القِرْبَةِ. وَقَالَ يَصِفُ عَجُوزاً: تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِرَــاقِ الشَّنِّ أَراد أَنَّه أَجْلَجُ، أَيْ عَن دَرَادِرَ اسْتَوَتْ كأَنَّهَا عِرَــاقُ الشَّنِّ، هِيَ القِربَةُ. كُلُّ مَا يَسْتَقْبِلُكَ من الشَّيْءِ فَهُوَ عَارِضٌ. العَارِضَةُ: الخَشَبَةُ العُلْيَا الَّتِي يَدُورُ فِيهَا البَابُ، كَمَا فِي العُبَابِ. وَفِي اللّسَانِ: عارِضَةُ البابِ: مِسَاكُ العِضَادَتَيْن من فَوْق، مُحَاذِيَةً للأُسْكُفَّةِ. العارِضُ: وَاحِدَةُ عَوَارِض السَّقْفِ، كَمَا فِي العُبَابِ. وَفِي اللِّسَان: العَارِضُ: سَقَائِفُ المَحْمَلِ. وعَوَارِضُ البَيْتِ: خَشَبُ سَقْفِه المُــعَرَّــضَة، الوَاحِدَةُ عارِضَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا نَصَبْتُ على بابِ حُجْرَتِي عَبَاءَةً مُقْدَمَةُ مِنْ غَزَاةِ خَيْبَرَ أَو تَبُوكَ، فَهَتَكَ الــعَرْــضَ حَتَّى وَقَعَ بالأَرْضِ حَكَى ابنُ الأَثِيرِ عَن الهَرَوِيّ قَالَ: المُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بالضَّاد، وهُوَ بالصَّادِ والسّينِ وَهُوَ خَشَبٌ يُوضَعُ على البَيْتِ عَرْــضاً إِذا أرادُوا تَسْقِيفَهُ ثمّ يُلْقَى عَلَيْه أطْرَافُ الخَشَبِ القِصَارِ، والحَدِيث جَاءَ ف سُنن أَبِي دَاوُود بالضَّادِ المُعْجَمَةِ وشَرَحَه الخَطّابِيّ فِي المَعَالِم، وَفِي غَرِيبِ الحَدِيثِ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ قالَ: وقالَ الرَّاوِي: الــعَرْــض وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ الــعَرْــضُ، بالصَّادِ)
المُهْمَلَة. قالَ: وَقد رُوِيَ بالضَّادِ المُعْجَمَة، لأَنَّه يُوضَعُ على البَيْتِ عَرْــضاً، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي ع ر ص، فراجِعْه. العارِضُ: النّاحِيَةُ. يُقَال: إِنَّهُ لَشَدِيدُ العَارِضِ، أَيْ شَدِيدُ النّاحِيَةِ ذُو جَلَدٍ، وكَذلِكَ العَارِضَة. قَالَ اللَّيْثُ: العارِضُ مِنَ الوَجْهِ، وفِي اللِّسَان: مِن الفَمِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ، كَمَا تَقَدَّم. العَارِضُ والعَارِضَةُ: البَيَانُ واللَّسَنُ، أَي الفَصَاحَةُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ ذُو عَارِضَةٍ، أَي ذُو لِسَانٍ وبَيَانٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فُلانٌ ذُو عَارِضَةٍ، أَي مُفَوَّهٌ. العَارِضُ والعَارِضَةُ: الجَلَدُ والصَّرَامَةُ. قَالَ الخَلِيل: فُلانٌ شَدِيدُ العَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وصَرَامَةٍ. وَمِنْه قَوْلُ عَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ حِينَ سُئلَ عَن الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ التَّمِيمِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فقالَ: مُطَاعٌ فِي أَدْنَيْه، شَدِيدُ العَارِضَةِ، مانِعٌ وَراءَ ظَهْرِه. وعَرِــضَ الشَّاءُ، كفَرِحَ: انْشَقَّ من كَثْرَةِ العُشْبِ. الــعَرْــضُ: خِلافُ الطُّولِ، وَقد عَرُــضَ الشَّيْءُ ككَرُمَ يَــعْرُــضُ عِرَــضاً، كعِنَبٍ، وعَرَــاضَةً، بالفَتْح: صَارَ عَرِــيضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ:
(إِذا ابْتَدَرَ النَّاسُ المَكَارِمَ بَذَّهُمْ ... عَرَــاضَةُ أَخْلاقِ ابْنِ لَيْلى وطُولُهَا)
والبَيْتُ لجَرِيرٍ، وقِيلَ لكُثَيِّرٍ. والــعَرْــضُ: المَتَاعُ، ويُحَرَّكُ، عَن القَزَّاز، صاحِبِ الْجَامِع. وَفِي اللّسَان: يُقَال: قد فَاتَهُ الــعَرْــضُ والــعَرَــضُ، الأَخِيرَةُ أَعْلَى. قَالَ يُونُسُ: فاتَهُ الــعَرَــضُ، بالتَّحْرِيك، كَمَا تَقُولُ: قَبَضَ الشَّيْءَ قَبْضاً، وأَلْقَاه فِي القَبَضِ، أَي فِيمَا قَبَضَه. وَفِي الصّحاح: قَالَ يُونُسُ: قَدْ فاتَهُ الــعَرَــضُ، وَهُوَ من عَرَــضِ الجُنْد، كَمَا يُقَالُ: قَبَضَ قَبْضاً، وَقد أَلْقَاه فِي القَبَض. وَقد ظَهَرَ بِذلِكَ أَنَّ القَزَّاز لَمْ يَنْفَردْ بِهِ حَتَّى يُعْزَى لَهُ هَذَا الحَرْفُ مَعَ أَنَّ المُصَنِّف ذَكَرَه أَيْضاً فِيمَا بَعْدُ عِنْدَ ذِكْر الــعَرَــضِ، بالتَّحْرِيك، وعَبَّر هُنَاكَ بحُطَامِ الدُّنْيَا، وَهُوَ والمَتَاعُ سَوَاءٌ، فيَفْهَمُ مَنْ لَا تَأَمُّلَ لَهُ أَنَّ هَذَا غيرُ ذلِكَ، وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةِ سَالِمَةٌ من هذِه الأَوْهَامِ. فتَأَمَّلْ. وكُلُّ شَيْءٍ فهُوَ عَرْــضٌ سِوَى النَّقْدَيْن، أَي الدَّرَاهِمِ والدَّنَانِيرِ فإِنَّهُمَا عَيْنٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الــعُرُــوضُ: الأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ، وَلَا يَكُون حَيَوَاناً وَلَا عَقَاراً، تَقُولُ: اشتَرَيْتُ المَتَاعَ بــعَرْــضٍ، أَي بمَتَاعٍ مِثْلهِ. الــعَرْــضُ: الجَبَلُ نَفْسُه، والجَمْعِ كالجَمْعِ. يُقَالُ: مَا هُوَ إِلاّ عَرْــضٌ من الأَــعْرَــاضِ، أَو سَفْحُه أَوْ ناحِيَتُه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ أَو خَبَبٌ ... كَمَا تَدَهْدَى من الــعَرْــضِ الجَلامِيدُ)قلتُ: وإِطْلاقُ الــعَرِــيضِ على الطَّوِيل حِنَئذٍ من الأَضْدَادِ، فتَأَمَّلْ. وأَمّا قَوْلُه تَعَالَى: وجَنَّةٍ عَرْــضُهَا.
الْآيَة، فَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ: إِنَّه يُؤَوَّل بأَحَدِ وُجُوهٍ: إِمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّ عَرْــضَهَا فِي النَّشْأَةِ الآخِرَةِ كــعَرْــضِ السَّمواتِ والأَرْض فِي النَّشأَةِ الأُولَى، وذلِك أَنَّهُ قد قَالَ: يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمواتُ فَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُون السَّمواتُ والأَرْضُ فِي النَّشْأَةِ الآخِرَةِ أَكْبَرَ مِمَّا هِيَ الْآن. وسَأَلَ يَهُودِيٌّ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن الآيَةِ وَقَالَ: فأَيْنَ النَّارُ فَقَالَ عُمَرُ: فإِذا جاءَ اللَّيِلُ فأَيْن النَّهَارُ وقِيلَ يَعْنِي بــعَرْــضِهَا سَعَتَهَا، لَا مِنْ حَيْثُ المساحَةُ، وَهَذَا كقَوْلِهم: ضاقَتِ الدُّنْيَا على فُلانٍ كحَلْقَةِ خَاتَمٍ. وسَعَةُ هذِه الدَّارِ كسَعَةِ الأَرْضِ، وَقيل: عَرْــضُهَا: بَدَلُهَا وعِوَضُهَا، كقَولِك: عَرْــضُ هَذَا الثَّوْبِ كَذَا وكَذَا، وَالله أَعْلَم. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الــعَرْــضُ: الوَادِي وأَنْشَدَ: أَما تَرَى بِكُلِّ عَرضٍ مُــعرِــضِ كُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ الــعَرْــضُ: أَنْ يَذْهَبَ الفَرَسُ فِي عَدْوِه. وَقد أَمالَ رَأْسَهُ وعُنُقَهُ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الخَيْلِ مَذْمُومٌ فِي الإِبِل، وَقد عَرَــضَ إِذا عَدَا عَارِضاً صَدْرَه ورَأْسَهُ مَائِلاً. قَالَ رُؤْبَةُ: يَــعْرِــضُ حَتَّى يَنْصِلَ الخَيْشُومَا)
وَقد فَرَّق المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ، وهُوَ غَرِيبٌ، وسَيَأْتي الكَلامُ على المَوْضعِ الثّالِث الــعَرْــضُ: أَن يُغْبَنَ الرَّجُلُ فِي البَيْعِ، يُقَال: عارَضْتُه فِي البَيْعِ فــعَرَــضْتُهُ أَــعْرُــضُه عَرْــضاً، من حَدّ نَصَر. والمُعَارَضَة: بَيْعُ الــعَرْــضِ بالــعَرْــض، كَمَا سَيَأْتي. الــعَرْــضُ: الجَيْشُ، شُبِّه بالجَبَل فِي عِظَمِه، أَوْ بالسَّحَابِ الَّذِي سَدَّ الأُفُقَ. قَال دُرَيْدُ بنُ الصَّمَّة:
(بقِيَّة مِنْسَرٍ أَو عَرْــض جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الأَرْضِ مَجْرِ)
وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي رِوَايَة الأَصْمَعِيّ: إِنَّا إِذا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْــضَا لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعَادِي عِضَّا ويُكْسَرُ، والجَمْع أَــعْرَــاضٌ. ومِنه قَوْل عَمْرِو بنِ مَعْدِيكرِبَ فِي عُلَة بنِ جَلْد حِينَ سَأَلَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فقالَ: أُولَئِكَ فَوَارِسُ أَــعْرَــاضِنَا. أَي جُيُوشِنَا. الــعَرْــضُ: الجُنُونُ، وَقد عُرِــضَ كعُنِيَ، وَمِنْه حَدِيثُ خَدِيجَة، رَضِي الله عَنْهَا أَخَاف أَنْ يَكُونَ عُرِــضَ لَهُ أَي عَرَــضَ لَهُ الجِنُّ، وأَصابَه مِنْهُم مَسٌّ. الــعَرْــضُ: أَنْ يَمُوتَ الإِنْسَانُ من غَيْر عِلَّةٍ. وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ الإِنْسَان، فَقَدْ قَال ابنُ القَطّاعِ: عَرَــضَتْ ذاتُ الرُّوحِ من الحَيَوانِ: ماتَت مِنْ غَيْر عِلَّةٍ. يُقَالُ: مَضَى عَرْــضٌ من اللَّيْلِ، أَيْ ساعَةٌ مِنْه. الــعَرْــضُ: السَّحَابُ مُطْلَقاً، أَو هُوَ مَا سَدَّ الأُفُق مِنْهُ، وَبِه شُبِّهَ الجَرَادُ والجَيْشُ، كَمَا تَقَدَّمَ. والجَمْعُ عُرُــوضٌ. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أَرِقْتُ لَهُ حَتَّى إِذَا مَا عُرُــوضُهُ ... تَحَادَتْ وهَاجَتْهَا بُرُوقٌ تُطِيرُهَا)
الــعِرْــضُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ، عَن ابنِ الأَــعْرَــابِيّ وجَمْعُه الأَــعْرَــاضُ. وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّة: إِنّمَا هُوَ عَرَــقٌ يَجْرِي مِن أَــعْرَــاضِهم. أَي من أَجْسَادِهم. قيل: هُوَ كُلُّ مَوْضِعٍ يَــعْرَــقُ مِنْه، أَي من الجَسَدِ، لأَنَّهُ إِذا طَابَتْ مَرَاشِحُه طَابَتْ رِيحُه، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَيْضاً، أَي من مَعَاطِفِ أَبْدَانِهِم، وَهِي المَوَاضِعُ الَّتِي تَــعْرَــق من الجَسَد. قِيل عِرْــضُ الجَسَدِ: رَائِحَتُه، رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ كانَتْ أَو خَبِيثَةً، وَكَذَا عِرْــضُ غَيْرِ الجَسَدِ. يُقَال: فلانٌ طَيِّبُ الــعِرْــضِ، أَي طَيِّبُ الرِّيحِ، وكَذَا مُنْتِنُ الــعِرْــضِ، وسِقَاءٌ خَبِيثُ الــعِرْــض، إِذا كَانَ مُنْتِناً، عَن أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى الــعِرْــضِ فِي الحَدِيثِ أَنَّه كُلُّ شَيْءٍ من الجَسَدِ من المَغَابِن وَهِي الأَــعْرَــاضُ، قَالَ: ولَيْسَ الــعِرْــضُ فِي النَّسَبِ مِنْ هذَا فِي شَيْءٍ. وَقَالَ الأَزهريّ فِي مَعْنَى الحَدِيث: من أَــعْرَــاضِهِم، أَي مِن أَبْدَانِهِم، على قَوْلِ ابنِ الأَــعْرَــابِيّ، قَالَ: وَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلى أَــعْرَــاضِ المَغَابِنِ.)
الــعِرْــضُ أَيْضاً: النَّفْسُ. يُقَال: أَكْرَمْتُ عَنهُ عِرْــضِي، أَيْ صُنْتُ عَنهُ نَفْسِي، وفُلاَنٌ نَقِيُّ الــعِرْــض، أَي بَرِيٌ من أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعابَ. وَقَالَ حَسّان، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(فإِنَّ أَبِي وَوَالِدَه وعِرْــضِي ... لــعِرْــضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ)
قَالَ ابنُ الأَثِير: هَذَا خَاصٌّ للنَّفْس. وَقيل الــعِرْــضُ: جَانِبُ الرَّجُلِ الّذِي يَصُونُه من نَفْسِه وحَسَبِهِ ويُحَامِي عَنْهُ أَنْ يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ، أَو سَوَاءُ كَانَ فِي نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو مَنْ يَلْزَمُه أَمْرُهُ، أَو مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ مِنْه، أَي من الإِنْسَان، وهُمَا قَوْلٌ وَاحِدٌ، فَفِي النِّهَايَة: الــعِرْــضُ: مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنْسَان، سَوَاءٌ كانَ فِي نَفْسِهِ فُسِّر الحَديثُ: كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِم حَرَامٌ، دَمُه ومَالُه وعِرْــضُه، أَو الــعِرْــضُ: مَا يَفْتَخِرُ بِهِ الإنْسَانُ من حَسَبٍ وشَرَفٍ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ النَّابِغَة:
(يُنْبِيك ذُو عِرْــضِهِمْ عَنِّي وعَالِمُهُمْ ... ولَيْسَ جَاهِلُ أَمْرٍ مِثْلَ مَنْ عَلِمَا)
ذُو عِرْــضِهِم: أَشْرَافُهُم، وَقيل: ذُو حَسَبِهِم. ويُقَال: فُلانٌ كَرِيمُ الــعِرْــضِ، أَيْ كَرِيمُ الحَسَبِ، وَهُوَ ذُو عِرْــضٍ، إِذَا كَانَ حَسِيباً. وَقد يُرَادُ بِهِ أَي بالــعِرْــض الآبَاءُ والأَجْدَادُ، ذَكَرَه أَبُو عُبَيْدٍ. يُقَال: شَتَمَ فُلانٌ عِرْــضَ فُلانٍ، مَعْنَاهُ: ذَكَرَ أَسْلافَه وآبَاءَه بالقَبِيح. وأَنْكَرَ ابنُ قُتَيْبَةَ أَنْ يَكُون الــعِرْــضُ الأَسْلافَ والآباءَ، وَقَالَ: الــعِرْــضُ: نَفْسُ الرَّجُلِ وبَدَنُه لَا غَيْرُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير، رَضيَ الله عَنهُ: فمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ استَبْرَأَ لدِينِهِ وعِرْــضِهِ، أَي احْتَاطَ لنَفْسِهِ. لَا يَجُوزُ فِيهِ مَعْنَى الآبَاءِ والأَسْلافِ. قيل عِرْــضُ الرَّجُلِ: الخَلِيقَةُ المَحْمُودَةُ مِنْهُ، نَقَلَه ابنُ الأَثِير. وَقَالَ أَبُو بكْرِ بنُ الأَنْبَارِيّ: وَمَا ذَهَبَ إِلَيْه ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطٌ، دَلَّ على ذلِكَ قَوْلُ مِسْكِينٍ الدَّرامِيّ:
(رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْــضُه ... وسَمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ)
فَلَو كانَ الــعِرْــضُ البَدَنَ والجِسْمَ على مَا ادَّعَى لم يَقُل مَا قَالَ، إِذْ كانَ مُسْتَحِيلاً للقائِلِ أَنْ يَقُولَ: رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ جِسْمُه، لأَنَّه مُنَاقَضَةٌ، وإِنَّمَا أَرادَ: رُبَّ مَهْزُولٍ جِسْمَه كَرِيمَةٌ آبَاؤُه، ويَدُلُّ لِذلِك أَيْضاً قَولُه صلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم: دَمُه وعِرْــضُه فلَوْ كَانَ الــعِرْــضُ هُوَ النَّفْس لَكَانَ دَمُهُ كافِياً من قَوْلِهِ عِرْــضُه، لأَنَّ الدَّمَ يُرَادُ بِهِ ذَهَابُ النَّفْسِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: إِذا ذُكِرَ عِرْــضُ فُلانٍ فمَعْنَاه أُمُورُهُ الَّتي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بذِكْرِهَا من جِهَتِهَا بحَمْدٍ أَو بذَمٍّ، فيجُوزُ أَنْ يكُونَ أُموراً يُوصَفُ بهَا هُوَ دُونَ أَسْلافِه، ويَجُوزُ أَن تُذكَر أَسْلافَه لِتَلْحَقَه النقيصَةُ بعَيْبِهم، لَا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ اللّغَةِ إِلاَّ مَا ذَكَرَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ من إِنْكَارِه أَن يَكُون الــعِرْــضُ الأَسْلافَ والآباءَ: قلْتُ: وَقد احْتَجَّ) كُلٌّ مِنَ الفَرِيقَيْن بِمَا أَيَّدَ بِهِ كَلامَهُ، ويَدُلُّ لابْنِ قُتَيْبَةَ قَوْلُ حَسّانَ السّابِقُ وَلَو ادُّعِيَ فِيهِ العُمُومُ بَعْدَ الخُصُوصِ، وحَدِيثُ أَبِي ضَمْضَمٍ: إِنّي تَصَدَّقْت بــعِرْــضِي على عِبَادِك، وكَذَا حَدِيثُ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّابِقُ، وَكَذَا حَدِيثُ لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرْــضَه وكَذا حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وكَذَا قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقْرِضْ مِن عِرْــضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ. وإِنْ أُجِيبَ عَن بَعْضِ ذلِكَ. وأَمّا تَحَامُلُ ابْنِ الأَنْبَارِيّ وتَغْلِيظُه إِيَّاه فمَحَلُّ تَأَمُّلٍ. وَقد أَنْصَفَ أَبُو العَبَّاسِ فِيمَا قالَه فإِنَّه جَمَعَ بَين القَوْلَيْنِ، ورَفَعَ عَن وَجْهِ المُرَادِ حِجَابَ الشَّيْن، فتَأَمَّلْ، واللهُ أَعْلَمُ. الــعِرْــضُ: الجِلْدُ، أَنْشَدَ إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيّ:
(وتَلْقَى جَارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إِذَا مَا حَانَ يَوْمٌ أَن يَبِينَا)

(ثَنَاءٌ تُشْرِقُ الأَــعْرَــاضُ عَنْهُ ... بِهِ نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا)
الــعِرْــضُ: الجَيْشُ الضَّخْمُ، ويُفِتَح، وهذَا قد تَقَدَّمَ بعَيْنِه فِي كَلامِه، فَهُوَ تَكْرارٌ. الــعِرْــضُ: الوَادِي يكون فِيه قُرىً ومِيَاهٌ، أَوْ كُلُّ وَادٍ فِيهِ نَخيلٌ، وعَمَّهُ الجَوْهَرِيّ فقالَ: كُلُّ وَادٍ فِيهِ شَجَرٌ فَهُوَ عِرْــضٌ، وأَنْشَدَ:
(لَــعِرْــضٌ من الأَــعْرَــاض تُمْسِي حَمَامُه ... وتُضْحِي عَلَى أَفْنَانِهِ الغِينِ تَهْتِفُ)

(أَحَبُّ إِلى قَلْبِي مِنَ الدِّيكِ رَنَّةً ... وبابٍ إِذا مَا مَالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ)
الــعِرْــض: وَادٍ بعَيْنِه، باليَمَامَةِ، عَظِيمٌ، وهُمَا عِرْــضَانِ، عِرْــضُ شَمَامِ وعِرْــضُ حَجْرٍ. فالأَوَّل يَصُبّ فِي بَرْكٍ وتَلْتَقِي سُيُولُهُمَا بجَوٍّ فِي أَسْفَلِ الخِضْرِمَة، فإِذا الْتَقَيَا سُمِّيَا محقّفاً، وَهُوَ قاعٌ يَقْطَع الرَّمْلَ. قَالَ الأَعْشَى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الــعِرْــضَ أَصْبَحَ بَطْنُه ... زَنَابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)
وَقد تقَدَّم إِنشادُ هَذَا البَيْت للمُصَنّف فِي ل م س وذُكِرَ هُنَا استِطْرَاداً. والــعِرضُ: وَادٍ باليَمَامة.
الــعِرْــضُ: الحَمْضُ والأَرَاكُ، جَمْعُهُ أَــعْرَــاضٌ. وَفِي الصّحاح: الأَــعْرَــاضُ. الأَثْلُ والأَرَاكُ والحَمْضُ انْتَهَى. وقِيلَ: الــعِرْــضُ: الجَمَاعَةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْلِ، والنَّخْلِ، وَلَا يَكون فِي غَيْرهنّ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
(والمانِع الأَرْضَ ذَات الــعَرْــضِ خَشْيَهُ ... حَتَّى تَمْنَّعَ منْ مَرْعىً مَجَانِيهَا)
قِيلَ: الــعِرْــضُ: جَانِبُ الوَادِي والبَلَدِ. ووقيل: نَاحِيَتُهما وجَوُّهُمَا من الأَرْضِ، وكَذَا عِرْــضُ كلِّ شَيْءٍ ناحِيَتُه، والجَمْعُ الأَــعْرَــاضُ. الــعِرْــضُ: العَظِيمُ من السَّحَابِ يَعْتَرِض فِي أُفُقِ السَّمَاءِ.)
الــعِرْــضُ: الكَثيرُ من الجَرَادِ، وَقد تَقَدَّمَ أَنَّهُمَا شُبِّهَا بالجِبَالِ لضَخَامَةِ السَّحَابِ وتَرَاكُمِ الجَرَاد.
الــعِرْــضُ: مَنْ يَعْتَرِضُ النَّاسَ بالبَاطِل، وَهِي بِهَاءٍ. ويُقال رَجُلٌ عِرْــضٌ، وامْرَأَةٌ عِرْــضَةٌ. وأَــعْرَــاضُ الحِجَازِ: رَسَاتِيقُه، وَهِي قُرىً بَيْنَ الحِجَازِ واليَمَنِ. قَالَ عامرُ بنُ سَدُوسٍ الخُنَاعِيّ:
(لَنَا الغَوْرُ والأَــعْرَــاضُ فِي كُلِّ صَيْفَةٍ ... فَذلِكَ عَصْرٌ قد خَلاَها وذَا عَصْرُ) وَقيل: أَــعْرَــاضُ المَدِينَة: قُرَاها الَّتِي فِي أَوْدِيَتِهَا. وقِيلَ: هِيَ بُطُونُ سَوَادهَا حَيْثُ الزَّرْعُ والنَّخِيلُ، قَالَه شَمِرٌ. الوَاحِدُ عِرْــضٌ، بالكَسْر. يُقَالُ: أَخْصَبَ ذلِكَ الــعِرْــضُ. عُرْــض، بالضَّمّ: د، بالشَّامِ بَيْنَ تَدْمُرَ والرَّقَّةِ، قَبْلَ الرُّصافَةِ، يُعَدّ مِنْ أَعمالِ حَلَبَ. نُسِبَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ من أَهْل المَــعْرِــفَةِ. مِنْهُم أَبُو المَكَارِمِ فُضَالَةُ بنُ نَصْرِ الله ابنِ حَوّاسٍ الــعُرْــضِيّ، تَرْجَمَه المُنْذِرِيّ فِي التَّكْمِلَة: وأَبُو المَكَارِمِ حَمَّادُ بنُ حامِدِ بْنِ أَحْمَدَ الــعُرْــضِيّ التَّاجِر، حَدَّثَ. تَرْجَمَه ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَبَ. وَمن مُتَأَخِّرِيهم: الإِمَامُ المُحَدِّثَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّاب بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مَحْمُودِ بْنِ عَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الــعُرْــضِيُّ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَ عَنهُ وَلَدُهُ أَبُو الوَفَاءِ الَّذِي تَرْجَمَه الخَفَاجِيُّ فِي الرَّيْحَانَةِ. واجْتَمَعَ بِهِ فِي حَلَبَ. ومِنْهُم العَلاَّمَةُ السَّيِّد مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الــعُرْــضِيُّ. أَخَذَ عَن أَبِي الوَفَاءِ هَذَا، وتُوُفِّيَ أَبُو الوَفَاءِ بحَلَبَ سنة. الــعُرْــضُ: سَفْحُ الجَبَلِ وناحِيَتُه. الــعُرْــضُ: الجَانِبُ، جَمْعُه، عِرَــاضٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيّ:
(أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُه ... كأَنَّه فِي عِرَــاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ)
الــعُرْــضُ: النَّاحِيَةُ من أَيّ وَجْهٍ جئْتَ. يُقَالُ: نَظَرَ إِلَيَّ بــعُرْــضِ وَجْهِهِ كَمَا يُقَال بصُفْح وَجْهِه، كَمَا فِي الصّحاح. وجَمْعُه أَــعْرَــاضٌ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يَكَرِبَ: فَوَارِس أَــعْرَــاضِنا، أَي يَحْمُون نَوَاحِيَنَا عَن تَخَطُّفِ العَدُوِّ. الــعُرْــضُ من النَّهْرِ والبَحْرِ: وَسَطُه. قَالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(فتَوَسَّطَا عُرْــضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا) الــعُرْــضُ من الحَدِيث: مُعْظَمُه، كــعُرَــاضِهِ، بالضَّمِّ أَيْضاً. الــعُرْــضُ مِنَ النّاسِ: مُعْظَمُهم، ويُفْتَح.
قَالَ يُونُسُ: ويَقُولُ ناسٌ من الــعرَــبِ: رَأَيْتُهُ فِي عَرْــضِ الناسِ، يَعْنُون فِي عُرْــض. ويُقَال: جَرَى فِي عُرْــضِ الحَديثِ. ويُقَالُ فِي عُرْــضِ النَّاسِ، كُلُّ ذلِكَ يُوصَفُ بِهِ الوَسَطُ. ويُقَالُ: اضْرِبْ بِهَذَا عُرْــضَ الحائطِ، أَيْ ناحِيَتَهُ. ويُقَال: أَلْقِهِ فِي أَيِّ أَــعْرَــاضِ الدَّارِ شِئْتَ. ويُقَال: خُذْه من عُرْــضِ النَّاسِ وعَرْــضِهِم. أَي من أَيِّ شِقٍّ شِئْتَ. الــعُرْــضُ مِنَ السَّيْفِ: صَفْحُهُ. الــعُرْــضُ من العُنُق:) جَانِبَاهُ. وقِيلَ كُلُّ جانِبٍ عُرْــضٌ. الــعُرْــضُ: سَيْرٌ مَحْمُودٌ فِي الخَيْلِ، وَهُوَ السَّيْرُ فِي جَانِبٍ، وَهُوَ مَذْمُومٌ فِي الإِبِل. هَذَا هُوَ المَوْضِعُ الثّالثُ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْه وَهُوَ خَطَأٌ. والصَّوَابُ فِيهِ الــعُرُــضُ، بضَمَّتَيْنِ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي اللّسان هكَذا. فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّة: كُلِ الجُبْنَ عُرْــضاً. قَالَ الأَصْمَعِيّ: أَي اعْتَرِضْه واشْتَرِهِ مِمَّن وَجَدْتَه، وَلَا تَسْأَلْ عَمَّن عَمِلهُ مِنَ عَمَلِ أَهْلِ الكِتَابِ هُو أَمْ مِنْ عَمَلِ المجُوسِ. كَذَا فِي الصّحاح. وقَال إِبراهِيمُ الحرْبِيُّ فِي غَرِيب الحَدِيثِ، مِنْ تَأْلِيفِه، أَنَّهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم بجُبْنَةٍ فِي غَزْوَةِ الطّائِفِ، فجَعل أَصْحَابُه يَضْرِبُونَها بالعَصَا، وَقَالُوا: نَخْشَى أَنْ تَكُونَ فِيهَا مَيتَةٌ. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمً: كُلُوا. وأَهْلُ الطّائِفِ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ كِتَابٍ، وإِنَّمَا كانُوا من مُشْرِكِي الــعَرَــب. وأَمّا سَلْمَانُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فإِنَّهُ لَمّا فُتِحَتِ المَدَائنُ وَجَدَ جُبْناً فأَكَلَ مِنْهَا، وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ مَجُوسٌ. يُقَال: هُوَ من عُرْــض النَّاسِ، أَي هُوَ من العَامَّةِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: نَظَر إِلَيْهِ عَنِ عُرْــضِ، بالضَّمِّ، وعُرُــضِ، بضَمَّتَيْنِ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَي مْنِ جانِبٍ ونَاحِيَةٍ، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ نَظَرَ إَلَيْهِ مُعَارَضَةً. خَرَجُوا يَضْرِبُون النَّاسَ عَن عُرْــضٍ، أَيْ عَنْ شِقٍّ وناحِيَةٍ كَيْفَمَا اتَّفَقَ، لَا يُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُهُم: ضَرَبَ بِه عُرْــضَ الحائِطِ، أَي اعْتَرَضَهُ حَيْثُ وُجِدَتْ مِنْهُ أَيُّ ناحِيَةٍ من نَوَاحِيهِ. يُقَال: نَاقَةٌ عُرْــضُ أَسْفَارِ، أَي قَوِيَّةٌ على السَّفَر. وناقَةٌ عُرْــضَةٌ للْحجَارَةِ، أَي قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا كَمَا فِي الصّحاح. وعُرْــضُ هذَا البعِيرِ السَّفَرُ والحَجَرُ. قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيّ:
(مِن مَالِ مَنْ يَجْبِي ويُجْبَى لَهُ ... سَبْعُونَ قِنْطَاراً من العَسْجَدِ)

(أَو مائَة تُجْعَلُ أَوْلادُهَا ... لَغْواً وعُرْــضُ المائَةِ الجَلْمَدُ)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: فــعُرْــض مُبْتَدَأٌ، والجَلْمَدُ خَبَرُه. أَيْ هِيَ قَوِيَّةٌ على قَطْعِه. وَفِي البَيْتِ إِقواءٌ.
الــعَرَــضُ، بالتَّحْرِيك: مَا يَــعْرِــضُ لِلإِنْسَانِ من مَرَضٍ ونَحْوِهِ، كالهُمُوم والأَشْغَالِ. يُقَالُ: عَرَــضَ لي يَــعْرِــضُ، وعَرِــضَ يَــعْرَــضُ، كضَرَب وسَمِعَ، لُغَتَان. وَقيل: الــعَرَــضُ: من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، من المَوْتِ والمَرَضِ ونَحْوِ ذَلِك. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الــعَرَــضُ: الأَمْرُ يَــعْرِــضُ للرَّجُلِ يُبْتَلَى بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: الــعَرَــضُ: مَا عَرَــضَ لِلإِنْسَانِ من أَمْرٍ يَحْبِسُه من مَرَضً أَوْ لُصُوصٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الــعَرَــضُ: الآفَةُ تَــعرِــضُ فِي الشَّيْءِ، وجَمْعُه أَــعْرَــاضٌ. وعَرَــضَ لَهُ الشَّكُّ ونَحْوُهُ مِنْ ذلِكَ.
الــعَرَــضُ: حُطَامُ الدُّنْيَا ومَتَاعُها. وأَما الــعَرْــضُ بالتَّسْكينِ فمَا خَالَفَ النَّقْدَيْن من مَتَاعِ الدُّنْيَا)
وأَثَاثِها، والجَمْعُ عُرُــوضٌ، فكُلُّ عَرْــضٍ داخِلٌ فِي الــعَرَــضِ، وَلَيْسَ كُلُّ عَرَــضٍ عَرْــضاً. عَرَــضُ الدُّنْيَا: مَا كانَ مِن مالٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ، يُقَال: الدُّنْيَا عَرَــضٌ حاضِرٌ، يَأْكُل مِنْهما البَرُّ والفَاجِرُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَهُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ، رَواه شَدّادُ بنُ أَوْسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وَفِي حَدِيثِه الآَخرِ لَيْسَ الغِنَى عَن كَثْرَةِ الــعَرَــضِ، وإِنَّمَا الغِنَى غِنَى النَّفْسِ. وقَوْلُه تَعَالَى: يَأْخُذُونَ عَرَــضَ هَذَا الأَدْنَى ويَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا، أَي يَرْتَشُون فِي الأَحْكَامِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: جَمِيعُ مَتَاعِ الدُّنْيَا عَرَــضٌ، بفتْح الرّاءِ، وَقد ظَهَر لَكَ من هذَا أَنَّ الــعَرَــضَ، بالتَّحْرِيك، لم يَنْفرِدْ بِهِ القَزَّازُ. وَقد أَوْهَمَ المُصَنِّفُ آنِفاً عِنْدَ ذِكْرِ الــعَرْــض، بالتَّسْكِين فِي ذلِك، فتَأَمَّلْ. قولُه تَعَالَى: لَوْ كَانَ عَرَــضاً قَرِيباً، الــعَرَــضُ هُنَا: الغَنِيمَةُ، أَي لَو كانَ غَنِيمَةً قَرِيبَةَ التَّنَاوُلِ. الــعَرَــضُ: الطَّمَعُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وأَنْشَدَ غَيْرُهُ:
(مَنْ كانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَــضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا)
كَمَا فِي العُبَابِ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن يُونُسَ: فاتَهُ الــعَرَــضُ. وفَسَّرُوه بالطَّمْعِ. قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْد:
(وَمَا هذَا بأَوَّلِ مَا يُلاقِي ... مِنَ الحِدْثانِ والــعَرَــضِ القَريبِ)
فِي اللِّسَان: أَي الطَّمَع القَرِيب. الــعَرَــضُ: اسْمٌ لِمَا دَوَامَ لَهُ، وَهُوَ مُقَابِلُ الجَوْهَرِ، كَمَا سَيَأْتي. الــعَرَــضُ: أَنْ يُصِيبَ الشَّيْءَ على غِرَّةٍ. وَمِنْه: أَصابَهُ سَهْمُ عَرَــضٍ، وحَجَرُ عَرَــضٍ، بالإِضافَةِ فيهمَا، كَمَا سَيَأْتِي. الــعَرَــضُ: مَا يَقُومُ بغَيْرِه وَلَا دَوَامَ لَهُ، فِي اصْطِلاحِ المُتَكَلِّمِين، وهم الفَلاسِفَة. وأَنْوَاعُه نَيِّفٌ وثَلاَثُونَ، مِثْلُ الأَلْوَانِ والطعُومِ، والرَّوَائحِ، والأَصْوَاتِ، والقَدَرِ، والإِرَاداتِ، كَمَا فِي العُبَاب. وَلَا يَخْفَى لَوْ قَالَ: اسْمٌ لِمَا لَا دَوَامَ لَهُ، وعِنْدَ المُتَكَلِّمِين مَا يَقُومَ بغَيْرِه، كانَ أَحْسَنَ. وَفِي اللِّسَان: الــعَرَــضُ فِي الفَلْسَفَة: مَا يُوجَدُ فِي حَامِلِه ويَزُول عَنْهُ، مِنْ غَيْرِ فَسَادِ حامِلِهِ، وَمِنْه مَالا يَزُولُ عَنهُ. فالزَّائلُ مِنْهُ كأُدْمَةِ الشُّحُوبِ، وصُفْرَةِ اللَّوْنِ، وحَرَكَةِ المُتَحَرِّكِ، وغَيْرُ الزّائلِ كسَوَادِ القَارِ والسَّبَجِ والغُرَابِ. وَفِي البَصَائرِ: الــعَرَــض، مُحَرَّكَةً: مَا لَا يَكُونُ لَهُ ثَبَاتٌ. وَمِنْه اسْتَعارَ المُتَكَلِّمُون الــعَرَــضَ لمَا لَا ثَبَاتَ لَهُ إِلاَّ بالجَوْهَرِ، كاللَّوْنِ والطَّعْمِ.
وقِيلَ: الدُّنْيَا عَرَــضٌ حاضِرٌ، تَنْبِيهاً أَنْ لَا ثَبَاتَ لَهَا. قَولُهُم: عُلِّقْتُهَا عَرَــضاً، إِذا هَوِيَ امرأَةً، أَي اعْتَرَضَتْ لِي فهَوِيتُهَا من غَيْرِ قَصْدٍ. قَالَ الأَعْشَى:
(عُلِّقْتُها عَرَــضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً ... غَيْري وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَها الرَّجُلُ)
كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ عَنْترَةُ بنُ شَدَّاد:)
(عُلِّقْتُهَا عَرَــضاً وأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْماً لَعَمْرُ أَبيكَ لَيْسَ بمَزْعَم)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي قَوْله عُلِّقْتُهَا عَرَــضاً، أَي كانَت عَرَــضاً من الأَــعْرَــاض اعْترَضَتْنِي من غيْرِ أَن أَطْلُبَه، وأَنشَد:
(وَإِمَّا حُبُّهَا عَرَــضٌ وإِمَّا ... بَشَاشَةُ كُلِّ عِلْقٍ مُسْتَفَادُ) يَقُول: إِمّا أَنْ يَكُونَ الَّذِي من حُبِّهَا عَرَــضاً لَمْ أَطْلُبْه، أَو يَكُونَ عِلْقاً. يُقَالُ: أَصَابَهُ سهْمُ عَرَــضٍ، وحَجَرُ عَرَــضٍ، بالإِضافَة فيهمَا، وبالنَّعْت أَيْضاً كَمَا فِي الأساس، إِذَا تُعُمِّدَ بِهِ غَيْرُهُ فأَصَابَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وإِنْ أَصابهُ أَوْ سَقَطَ عَلَيْه منْ غيْر أَنْ يَرْمِيَ بِهِ أَحَدٌ فلَيْس بــعَرَــضٍ، كَمَا فِي اللِّسَان. والــعَرْــضِيّ، بالفَتْح وياءِ النِّسْبةِ: جِنْسٌ من الثِّيَاب قَالَ أَبو نُخَيْلَة السَّعْديّ: هَزَّتْ قَوَاماً يَجْهَدُ الــعَرْــضِيَّا هَزَّ الجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا الــعَرْــضِيُّ أَيْضاً: بَعْضُ مَرَافِقِ الدَّارِ وبُيُوتِهَا، عِرَــاقيَّةٌ لَا تَــعرِــفُها الــعَرَــبُ، كَمَا فِي العُبَاب.
الــعِرِــضَّى كزِمِكَّى: النَّشَاطُ أَو النَّشِيطُ، عَن ابْن الأَــعْرَــابيّ، وَهُوَ فِعِلَّى من الاعْتِرَاضِ كالجِيِضَّى. وأَنْشَدَ لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: إِنَّ لَهَا لسَانِياً مِهَضَّا عَلَى ثَنَايَا القَصْدِ أَو عِرِــضَّى قَالَ: أَيْ يَمُرّ على اعْتِرَاضٍ من نَشَاطِهِ. يُقَال: ناقَةٌ عِرَــضْنَةٌ كسِبَحْلَة، أَي بكَسْرِ العَيْنِ وفَتْحِ الرّاءِ، والنُّونُ زائِدَةٌ، أَي مُعْتَرِضَةٌ فِي السَّيْرِ للنَّشاطِ، عَن ابْنِ الأَــعْرَــابِيّ، كَمَا فِي اللّسَان. وَفِي العُبَاب والصّحاح: إِذا كانَ مِنْ عادَتِهَا أَنْ تَمْشِيَ مُعَارَضَةً، للنَّشَاط، والجَمْعُ الــعِرَــضْنَاتُ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَــعْرَــابِيّ: تَرِدْ بِنَا فِي سَمَلٍ لم يَنْضُبِ مِنْهَا عِرَــضْنَاتٌ عِرَــاضُ الأَرْنَبِ وأَنْكَرَه أَبو عُبَيْد فَقال: لَا يُقَالالــعِرَــاضُ: النَّاحيَةُ، والشَّقُّ. وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ ... كَأَنَّهُ فِي عِرَــاضِ الشَّامِ مصْبَاحُ)
قَالَ الصَّاغَانيّ: هُوَ جَمْعُ عُرْــضٍ، بالضَّمِّ. والَّذي فِي المُحْكَم أَنَّه جَمْع عَرْــضٍ، بالفَتْح، خِلاف الطُّولِ. والــعُرْــضِيُّ، بالضَّمِّ وياءِ النِّسْبَة: مَنْ لَا يَثْبُتُ على السَّرْج يَعْتَرِض مَرَّةً كَذَا، ومَرَّة كَذَا، عَن ابْن الأَــعْرَــابيّ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِليُّ:
(فَوَارِسُهُنَّ لَا كُشَفٌ خِفَافٌ ... وَلَا مِيلٌ إِذَا الــعُرْــضِيُّ مَالاَ)
الــعُرْــضِيُّ: البَعيرُ الَّذي يَعْتَرِضُ فِي سَيْره، لأَنَّهُ لم تَتِمَّ رِيَاضَتُه بَعْدُ، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ أَبُو دُوادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاويَةَ بْن عَمْرٍ والرُّؤَاسيّ:
(واعْرَــوْرَتِ العُلُطَ الــعُرْــضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوَارسِ بالدِّئْدَاءِ والرَّبَعَهْ)
وقيلَ الــعُرْــضِيُّ: الذَّلُولُ الوَسَطِ، الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ. ونَاقَةٌ عُرْــضِيَّةٌ: فيهَا صُعُوبَةٌ، وقيلَ إِذا لمْ تَذِلَّ كُلَّ الذُّلِّ. وأَنشد الجَوْهَريّ لحُمَيْدٍ الأَرْقَط: يُصْبِحْنَ بالقَفْر أَتَاوِيّاتِ مَعْتَرِضَاتٍ غَيْرَ عُرْــضِيَّاتِ يَقُولُ: لَيْسَ اعْتِرَاضُهُنَّ خِلْقَةً وإِنَّمَا هُوَ للنَّشَاط والبَغْيِ. وفيكَ يَا إِنسانُ عُرْــضِيَّةٌ، أَي) عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوةٌ وصُعُوبَةٌ. نَقله الجَوْهَرِيّ والصاغَانيُّ عَن أَبي زَيْدٍ. والــعُرْــضَةُ، بالضَّمِّ: الهِمَّةُ. وأَنشد الجَوْهَريّ لحَسّان بن ثابتٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(وقالَ اللهُ قد يَسَّرْتُ جُنْداً ... هُمُ الأَنْصَارُ عُرْــضَتُهَا اللِّقَاءُ)
لفُلانٍ عُرْــضَةٌ يَصْرَعُ بهَا النَّاسَ، وَهِي حِيلَةٌ فِي المُصَارَعَةِ، أَي ضَرْبٌ مِنْهَا، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: هُوَ عُرْــضَةُ ذَاكَ، أَو عُرْــضَةٌ لذَاكَ، أَي مُقْرِنٌ لهُ قَوِيٌّ عَلَيْه، كَمَا فِي العُبَاب. يُقَالُ: فُلانٌ عُرْــضَةٌ للنّاس، إِذا كانُوا لَا يَزَالُون يَقَعُونَ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث. وَقَالَ الأَزْهَريُّ: أَي يَــعْرِــضُ لَهُ الناسُ بمَكْرُوهٍ ويَقَعُون فِيهِ، ومنْهُ قَوْلُ الشَّاعر:
(وأَنْ تَتْرُكُوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبَةً ... يَتَامَى أَيَامَى عُرْــضَةً للقَبَائلِ)
يُقَالُ: جَعَلْتُه عُرْــضَةً لكَذَا، أَي نَصَبْتُهُ لَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: فُلانٌ عُرْــضَةٌ لكَذَا، أَي مَــعْروضٌ لَهُ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(طَلَّقْتُهُنّ وَمَا الطَّلاَقُ بسُنَّةٍ ... إِنَّ النِّسَاءَ لَــعُرْــضَةُ التَّطْلِيقِ)
ونَاقَةٌ عُرْــضَةٌ للحِجَارَةِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا، نَقَلَهُ الجوهَريُّ عِنْد قَوْله: ناقَةُ عُرْــضُ أَسْفَارٍ، لاتِّحَاد المَعْنَى. والمُصَنِّفُ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِي الذِكْر تَشْتيتاً للذِّهْن. وفُلاَنَةُ عُرْــضَةٌ للزَّوْج، أَي قَوِيَّةٌ عَلَيْه.
وكَذا قَوْلُهُم: فُلانٌ عُرْــضَةٌ للشَّرِّ، أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ. قَالَ كَعْبُ بن زُهَيْرٍ: مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِفْرَى إِذا عَرَــقَتْــعُرْــضَتُهَا طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ وكَذلكَ الاثْنَانِ والجَمْعُ. قَالَ جَريرٌ: وتُلْقَى حِبَالَى عُرْــضَةً للْمَرَاجِمِ فِي التَّنْزِيل: وَلَا تَجْعَلُوا الله عُرْــضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا وتُصْلِحُوا. قَالَ الجَوْهَريُّ: أَي نَصْباً. وَفِي العُبَاب أَي مَانِعاً مُعْتَرِضاً، أَي بَيْنَكُمْ وبَيْنَ مَا يُقَرِّبُكُم إِلى الله تَعَالَى أَنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا. يقَالُ: هَذَا عُرْــضَةٌ لَكَ، أَي عُدَّةٌ تَبْتَذِلُه. قَالَ عَبْدُ الله بنُ الزُّبَيْر:
(فهذِي لأَيّامِ الحُرُوبِ وَهَذِه ... للَهْوِي وهذِي عُرْــضَةٌ لارْتِحالِيَا)
أَي عُدَّةٌ لَهُ. أَو الــعُرْــضَةُ: الاعْتِرَاضُ فِي الخَيْر والشَّرِّ، قَالَه أَبو العَبَّاس. وَقَالَ الزَّجّاج: مَعْنَى: لَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْــضَةً، أَيْ أَنّ مَوْضِعَ أَنْ نَصْبٌ بمَعْنَى عُرْــضَة، أَي لَا تَعْتَرِضُوا باليَمين بِاللَّه فِي كُلِّ سَاعَةٍ أَلاَّ تَبَرُّوا وَلَا تَتَّقُوا، فلَمَّا سَقَطَت فِي أَفْضَى مَعْنَى الاعْتِرَاض، فنَصَبَ أَنْ.
وَقَالَ الفرّاءُ: أَي لَا تَجْعَلُوا الحَلِفَ بِاللَّه مُعْتَرِضاً مَانِعاً لَكُمْ أَن تَبَرُّوا. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ: هم) ضُعَفاءُ عُرْــضَةٌ لكُلّ مَنْ أَرادَهُم. ويُقَال: جَعَلْتُ فُلاناً عُرْــضَةً لكَذَا وكَذَا، أَي نَصَبْتُه لَهُ. قَالَ الأَزْهَريُّ: وَهَذَا قَرِيبٌ ممَّا قالَهُ النَّحْوِيُّون، لأَنَّه إِذا نُصِبَ فَقَدْ صَارَ مُعْتَرِضاً مَانِعاً. وَقيل مَعْنَاهُ أَيْ نَصْباً مُعْتَرِضاً لأَيْمانِكُم كالغَرَض الَّذي هُوَ عُرْــضَةٌ للرُّمَاة. وقيلَ: مَعْنَاهُ قُوَّة لأَيْمانِكُمْ، أَي تُشَدِّدُونَها بذِكْرِ اللهِ. والاعْتِرَاضُ: المَنْعُ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الطَّريقَ المَسْلُوكَ إِذا اعْتَرَضَ فِيهِ بِنَاءٌ أَو غَيْرُهُ، كالجِذْع أَو الجَبَل، مَنَعَ السَّابِلَةَ من سُلُوكِه، فوَضَعَ الاعْترَاضَ مَوْضِعَ المَنْعِ لهذَا المَعْنَى، وَهُوَ مُطَاوِعُ الــعَرْــضِ. يُقَالُ: عَرَــضْتُه فاعْتَرَضَ. والــعُرَــاضُ، كغُرَابٍ: الــعَرِــيضُ، وَقد عَرُــضَ الشِّيْءُ عُرَــاضَةً، فَهُوَ عَرِــيضٌ وعُرَــاضٌ، مثْلُ كَبيرٍ وكُبَارٍ، كَمَا فِي الصّحاح. والــعُرَــاضَةُ تَأْنِيثُهَا. والــعَرِــيضَة تَأْنيثُ الــعَرِــيض. الــعُرَــاضَةُ: الهَدِيَّةُ يُهْدِيها الرَّجُلُ إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ. وَفِي الصّحاح. ويُقَال: اشتَرِ عُرَــاضَةً لأَهْلكَ، أَي هَدِيَّةً وشَيْئاً تَحْمِلُه إِلَيْهم، وَهُوَ بالفارسيَّة رَاه آورد وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: عُرَــاضَةُ القَافِلِ مِن سَفَره: هَدِيَّتُهُ الَّتي يُهْدِيها لِصبْيَانِه إِذا قَفَلَ منْ سَفَرِه. الــعُرَــاضَةُ أَيْضاً: مَا يُــعَرِّــضُه المائِرُ، أَي يُطْعِمُه من المِيرَة، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الأَصْمَعيُّ: الــعُرَــاضَةُ: مَا أَطْعَمَهُ الرَّاكبُ من استَطْعَمَهُ مِن أَهْلِ المِيَاهِ. وعُوَارِضٌ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ فِيهِ، وَفِي الصّحاح: عَلَيْه قَبْرُ حاتِم بن عَبْدِ الله بن الحَشْرَج الطائِيّ، السَّخِيِّ المَشُهُور، ببِلادِ طَيِّئٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ لعَامرِ بْن الطُّفَيْل:
(فلأَبغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوَارِضاً ... ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لاَبَةَ ضَرْغَدِ)
أَي بقَناً وبعُوَارضِ، وهُمَا جَبَلانِ. قلتُ: أَمَّا قَناً بالفَتْح فإِنَّهُ جَبَلٌ قُرْبَ الهَاجِرِ، لبَنِي مُرَّةَ، منْ فَزَارَةَ، كَمَا سَيَأْتِي، وأَمَّا عُوَارِضٌ فإِنَّه جَبَلٌ أَسْوَدُ فِي أَعْلَى دِيَارِ طَيِّئٍ وناحِيَةِ دَارِ فَزَارَةُ. من المَجَاز: أَــعْرَــضَ فِي المَكَارِم: ذَهَبَ عَرْــضاً وطُولاً. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(فَعَالُ فَتىً بَنَى وبَنَى أَبُوهُ ... فأَــعْرَــضَ فِي المَكَارِمِ واسْتَطالاَ)
جاءَ بِهِ على المَثَل لأَنَّ المَكَارم لَيْسَ لَها طُولٌ وَلَا عَرْــضٌ فِي الحَقِيقَة. أَــعْرَــضَ عَنْهُ إِــعْرَــاضاً: صَدَّ، ووَلاَّهُ ظَهْرَه. أَــعْرَــضَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ عَرِــيضاً، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع واللَّيْثُ. أَــعْرَــضَتِ المرأَةُ بوَلْدها بضَمَّ الْوَاو وسُكُون الَّلام: وَلَدَتْهُم عِرَــاضاً، بالكَسْر، جَمْعُ عَرِــيضٍ. أَــعْرَــضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعيدٍ: ظَهَرَ وبَدَا، قَالَ الشَّاعرُ(إِذا أَــعْرَــضَتْ دَاوِيَّةٌ مُدّلَهِمَّةٌ ... وغَرَّدَ حَادِيها فَرَيْنَ بهَا فِلْقَا)
أَي بَدَتْ. وعَرَــضْتُه أَنَا، أَيْ أَظْهَرْتُهُ، شَاذٌّ، ككَبَبْتُه، فأَكَبَّ. وَفِي الصّحاح: وَهُوَ من النَّوَادر،)
وكَذَا فِي تَهْذيب ابْن القَطّاع، وستَأْتي نَظَائرُه فِي قشع، وشنق، وجفل. ومَرَّتْ أَيْضاً فِي كبّ وَفِي الصّحاح قَولُه تَعالَى: وَــعَرَــضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئذٍ للْكَافرينَ عَرْــضاً وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَيْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرَ إِليها الكُفَّارُ. وأَــعْرَــضَتْ هِيَ: اسْتَبانَتْ وظَهَرَتْ. وَفِي حَديث عُمَرَ: تَدَعُونَ أَميرَ المُؤْمنين وَهُوَ مُــعْرَــضٌ لكم هكذَا رُوِيَ بالفَتْح. قَالَ الحَرْبيّ: والصَّوابُ بالكَسْر. يُقَال: أَــعْرَــضَ الشَّيْءُ يُــعْرِــضُ من بَعِيدٍ، إِذَا ظَهَرَ، أَي تَدَعُونَه وَهُوَ ظَاهِرٌ لَكُم. وَقَالَ ابنُ الأَثير: والشَّيْءُ مُــعْرِــضٌ لَكَ: مَوْجودٌ ظَاهرٌ لَا يَمْتَنِعُ. وكُلُّ مُبْدٍ عُرْــضَهُ مُــعْرِــضٌ. قَالَ عُمْرُو بنُ كُلْثُوم:
(وأَــعْرَــضَت اليَمَامَةُ واشْمَخَرَّتْ ... كَأسْيافٍ بأَيْدِي مُصْلِتِينَا)
أَي أَبْدَتْ عُرْــضَهَا، ولاَحَتْ جِبَالُهَا للنّاظِر إِلَيْهَا عَارِضَةً. وقَال أَبو ذُؤَيْبٍ:
(بأَحْسَنَ مِنْهَا حِينَ قامَتْ فأَــعْرَــضَتْ ... تُوَارِي الدُّمُوعَ حينَ جَدَّ انْحِدَارُهَا)
أَــعرضَ لَكَ الخَيْرُ: أَمْكَنَك. يُقَال: أَــعرَــضَ لَك الظَّبْيُ، أَيْ أَمْكَنَك من عُرْــضِه، إِذا وَلاَّكَ عُرْــضَه، أَي فَارْمِه. قَالَ الشَّاعر:
(أَفاطِمُ أَــعْرضِي قَبْلَ المَنَايَا ... كَفَى بالمَوْت هَجْراً واجْتِنابَا)
أَيْ أَمْكِنِي ويُقَالُ: طَأْ مُــعْرِــضاً حَيْثُ شِئْتَ، أَي ضَعْ رِجْلَك حيثُ شِئْت َ وَلَا تَتَّقِ شَيْئاً، قد أَمكَنَ ذلكَ، قَالَ عَديُّ بنُ زَيْد:
(سَرَّهُ مالُه وكَثْرَةُ مَا يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُــعْرِــضاً والسَّدِيرُ)
وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْد للبَعِيث:
(فطَأْ مُــعْرِــضاً إِنَّ الخُطُوبَ كَثيرَةٌ ... وإِنَّك لَا تُبْقِي لنَفْسِك بَاقِيَا)
وأَرْضٌ مُــعْرضَةٌ، كمُكْرَمَة، أَو كمُحْسِنَةٍ: يَسْتَــعْرضُها المالُ ويَعْتَرضُهَا، أَيْ هيَ أَرْضٌ فِيهَا نَبَاتٌ يَرْعاهُ المَالُ إِذا مَرَّ فِيهَا. المُــعْرِــضُ، كمُحْسِن: الَّذِي يَسْتَدِينُ ممّنْ أَمْكَنَهُ من النّاس، ومِنْهُ قَول عُمَرَ بن الخَطّاب، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فِي الأُسَيْفِع حينَ خَطَبَ فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ الأُسَيْفِعَ، أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ، رَضِيَ منْ دِينِه وأَمانَتِه بأَنْ يُقَالَ لَهُ سَابِقُ الحَاجِّ، فادَّانَ مُــعْرِــضاً: وتَمامُه فِي س ف ع وَهُوَ قَوْلُه: فَأَصْبَح قَدْ رِينَ بِهِ، فمَنْ كانَ لَهُ عَلَيْه دَيْنٌ فلْيَغْدُ بالغَدَاة، فلْنَقْسِمْ مَالَهُ بَيْنَهُم بالحِصَص. أَي مُعْتَرِضاً لكُلِّ مَن يُقْرِضُه. قَالَه شَمِرٌ، قَالَ: والــعَرَــبُ تَقُولُ: عَرَــضَ ليَ الشَّيْءُ، وأَــعْرَــضَ، وتَــعَرَّــضَ، واعْتَرَضَ، بمَعْنىً وَاحدٍ. وأَنْكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ وَقَالَ: لم نَجدْ أَــعْرَــضَ)
بمَعْنَى اعْتَرَضَ فِي كَلاَم الــعَرَــب، أَو مُــعْرِــضاً عَمَّن يَقُولُ لَهُ لَا تَسْتَدِنْ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ، من أَــعْرَــضَ عَن الشَّيْءِ، إِذا وَلاَّه ظَهْرَه، قالَه ابْنُ الأَثير. قيلَ: أَراد مُــعْرِــضاً عَن الأَدَاءِ مُوَلِّياً عَنهُ، أَو اسْتَدَانَ مِنْ أَيِّ عُرْــضٍ تَأَتَّى لَه، غَيْرَ مُتَحَيِّرٍ وَلَا مُبَالٍ، نَقَلَه الصّاغَانيّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يَعْنِي اسْتَدانَ مُــعْرِــضاً، وَهو الَّذي يَــعْرِــضُ للنّاس فيَسْتَدينُ ممَّن أَمْكَنَهُ. وَقَالَ الأَصْمَعيّ: أَي أَخَذَ الدَّيْنَ وَلم يُبَال أَنْ يُؤَدِّيَه وَلَا مَا يَكُون من التَّبِعَة. وَقَالَ شَمِرٌ: ومَنْ جَعَلَ مُــعْرِــضاً هَنَا بمَعْنَى المُمْكِن فَهُوَ وَجْهٌ بَعيدٌ، لأَنَّ مُــعْرِــضاً مَنْصُوبٌ على الْحَال من قَوْلك فادَّانَ، فإِذَا فَسَّرْتَهُ أَنَّهُ يَأْخُذُه ممَّن يُمْكِنُه فالمُــعْرِــضُ هُوَ الَّذي يُقْرِضُه لأَنَّه هُوَ المُمْكِنُ. قَالَ: ويَكُونُ مُــعْرِــضاً من قَوْلك أَــعرَــضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ، أَي اتَّسَع وعَرُــضَ. وأَنْشَد لطَائيٍّ فِي أَــعْرَــضَ بِمَعْنى اعْتَرَضَ:
(إِذا أَــعْرَــضَتْ للْنَاظِرِينَ بَدَا لَهُم ... غِفَارٌ بأَعْلَى خَدِّها وغُفَارُ)
قَالَ: وغِفَارٌ: مِيسَمٌ يكونُ على الخَدِّ. وَقَوله: قَدْ رِينَ بِهِ، أَيْ غُلِبَ، وبَعِلَ بشَأْنه. والتَّــعْريضُ: خلافُ التَّصْريح. يُقَال: عَرَّــضْت بفُلان ولفُلانٍ، إِذا قُلْتَ قَوْلاً وأَنْتَ تَعْنِيه. كَمَا فِي الصّحاح.
وَكَانَ عُمَرُ يَحُدُّ فِي التَّــعْريض بالفَاحشَة، حَدَّ رَجُلاً قَال لرَجُلٍ: مَا أَبِي بزَانٍ وَلَا أُمِّي بزَانيَةٍ.
وَقَالَ رَجُلٌ لرَجُلٍ: يَا ابْنَ شامَّةِ الوَذْرِ، فحدَّهُ. والتَّــعْريض فِي خِطْبَة المَرْأَة فِي عِدَّتَها: أَن تَتَكَلَّم بكَلامٍ يُشْبِه خِطْبَتَهَا وَلَا تُصَرِّح بِهِ، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهَا: إِنَّك لَجَمِيلَةٌ، أَو إِنّ فِيكِ لَبَقيَّةً، أَو إِن النّساءَ لَمِنْ حاجَتِي. والتَّــعْرِــيض قد يَكُونُ بضَرْب الأَمْثَالِ وذِكْر الأَلْغازِ فِي جُمْلَةِ المَقَالِ.
والتَّــعْريضُ: جَعْلُ الشَّيْءِ عَرِــيضاً، وكَذلكَ الإِــعْرَــاضُ، كَمَا تَقَدَّم. التَّــعْرِــيضُ: بَيْعُ المَتَاعِ بالــعَرْــض، أَي بالمَتَاع مثْله. التَّــعْرِــيضُ: إِطْعَامُ الــعُرَــاضَةِ. يُقَال: عَرِّــضُونَا، أَي أَطْعِمُونَا مِن عُرَــاضَتِكم. وَفِي الصّحاح: قَالَ الشَّاعرُ، فِي العُبَاب هُوَ رَجُلٌ من عَطَفَانَ يَصِفُ عِيراً. قُلتُ: هُوَ الجُلَيْحُ بن شُمَيْذ، رَفيقُ الشَّمّاخ، ويُقَال: هُوَ الأَجْلَحُ بن قَاسِط. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَجَدْتُ هَذَا البَيْتَ فِي آخِرِ ديوَان الشَّمَّاخ: يَقْدُمُهَا كُلُّ عَلاَةٍ عِلْيَانْ حَمْراءَ من مُــعَرِّــضَاتِ الغِرْبانْوَفِي الصّحاح والجَمْهَرَة: هَذِه نَاقَةٌ عَلَيْهَا تَمْرٌ فَهِيَ تَقَدَّمُ الإِبلَ فَلَا يَلْحَقُهَا الحادِي، فالغِرْبَان تَقَعُ عَليْهَا فتَأْكلُ التَّمْرَ فكَأَّنَّهَا قد عَرَّــضَتْهُمَّ، وَفِي اللِّسَان فكَأَنّهَا أَهْدَتْه لَهُ وعَرَّــضَتْه. وَقَالَ هِمْيانُ بنُ قُحَافَة:)
وعَرَّــضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً مَاهِجَا وَقَالَ أَبو زَيْد: التَّــعْرِــيض: مَا كَان منْ مِيرَة أَو زَاد بَعْدَ أَنْ يَكُونَ على ظَهْر بَعِيرٍ. يُقَال: عَرِّــضُونَا، أَي أَطْعِمُونا منْ ميرَتِكم. التَّــعْرِــيضُ أَيضاً: المُداوَمَةُ على أَكْلِ الــعِرْــضَانِ، بالكَسْرِ، جَمْعُ عَرِــيضٍ، وَهُوَ الإِمَّرُ، كَمَا سَيأْتِي. التَّــعْرِــيضُ: أَن يَصِيرَ الرَّجُلُ ذَا عَارِضَة وقُوَّةٍ وكَلاَمٍ، عَن ابْنِ الأَــعْرَــابِيّ. وَفِي التَّكْمِلَة: وقُوَّةِ كَلامٍ. التَّــعْرِــيضُ: أَنْ يُثَبِّجَ الكَاتِبُ وَلَا يُبَيِّن الحُرُوفَ وَلَا يَقُوِّم الخَطَّ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ للشَّمَّاخ:
(أَتَــعْرِــفُ رَسْماً دَارِساً قد تَغَيَّرَا ... بِذَرْوَةَ أَقْوَى بَعْد لَيْلَى وأَقْفَرَا)

(كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينه ... بِتَيْماءَ حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّــضَ أَسْطُرَا)
ويُرْوي: ثُمَّ رَجَّعَ. التَّــعْرِــيضُ: أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْءَ عَرَــضاً لِلشَّيْءِ، ومِنْه الحَدِيثُ: مَا عَظُمَتْ نِعْمةُ اللهِ على عَبْدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤونَةُ النَّاسِ عَلَيْه، فمَنْ لمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المؤُونَةَ فقد عَرَّــضَ تِلْك النِّعْمَةَ لِلزَّوَال. والمُــعَرِّــضُ، كمُحَدِّثٍ: خاتِنُ الصَّبِيِّ، عَن أَبِي عمْرٍ و. ومُــعَرِّــضُ بْنُ عِلاَطٍ السُّلَمِيُّ أَخُو الحجَّاج، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ، وقِيل هُوَ ابْنُ الحَجَّاج بْنِ عِلاَطٍ. مُــعَرِّــض بن مُعَيْقِيبٍ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المُعْجَمِ مُعَيْقِيل، باللاَّم: صَحَابِيّان، الأَخِيرُ روَى لَهُ ابنُ قَانِع من طَرِيق الكديميّ أَو الصَّوَابُ مُعَيْقِيبُ بنُ مُــعَرِّــض. قُلْتُ: وَهُوَ رجُل آخَرُ من الصَّحابة ويُــعْرَــف باليَمَاميّ، وَقد تَفَرَّد بذِكْره شاصونَة بنُ عُبَيْد، وَهُوَ يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ. المُــعَرَّــضُ، كمُعظَّمٍ: نَعمٌ وَسْمُهُ الــعِرَــاضُ. قَالَ الراجِز: سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُــعَرَّــضُ وحَيْث يَرْعَى وَرَعٌ وأَرْفِضُ تَقُولُ مِنْهُ: عَرَّــضْتُ الإِبِلَ تَــعْرِــيضاً، إِذا وَسَمْتَها فِي عَرْــضِ الفَخِذِ لَا طُولِه. المُــعرَّــضُ من اللَّحْمِ: مَا لم يُبَالَغْ فِي إِنْضَاجِهِ، عَن ابنِ السِّكّيت. وَقَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ السَّعْدِيُّ لصُرَدَ: رَجُلٍ من بَنِي حَرَام ابْنِ مالِكِ بنِ سَعْدٍ:
(سيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُــعَرَّــضٌ ... وماءُ قُدُورٍ فِي القِصَاعِ مَشِيبُ)
ويُرْوَى بالصّادِ المُهْمَلَة، وهذِه أَصَحُّ، كَمَا فِي العُبَابِ. المِــعْرَــضُ، كمِنْبَر: ثَوْبٌ تُجْلَى فِيهِ الجَارِيَةُ، وتُــعْرَــضُ فِيه على المُشْتَرِي. المِــعْرَــاضُ، كمِحْرَابٍ: سَهْمٌ يُرْمَى بِهِ، بِلا رِيشٍ وَلَا نَصْلٍ، قالَه الأَصْمَعِيّ، وَقَالَ غَيْرُه: وهُوَ من عِيدَانٍ، دَقِيقُ الطَّرَفَيْنِ، غَلِيظُ الوَسَطِ، كهَيْئَةِ)
العُودِ الَّذِي يُحلَجُ بِهِ القُطْنُ، فإِذا رَمَى بِهِ الرَّامِي ذَهَبَ مُسْتَوِياً، ويُصِيبُ بــعَرْــضِه دُونَ حَدِّه، ورُبَّمَا كانَتْ إِصابَتُهُ بوَسَطِهِ الغَلِيظِ فكَسَرَ مَا أَصابَه وهَشَمَه، فَكَانَ كالمَوْقُوذَةِ، وإِنْ قَرُبَ الصَّيْدُ مِنْهُ أَصابَهُ بمَوْضِعِ النَّصْلِ مِنْهُ فجَرَحَهُ. وَمِنْه حَدِيث ُ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ: قُلتُ: فإِنِّي أَرْمِي بالمِــعْرَــاضِ الصَّيْدَ فأُصِيبُ، قَال: إِذا رَمَيْتَ بالمِــعْرَــاضِ فخَزَقَ فكُلْهُ، وإِن أَصابَهُ بــعَرْــضٍ فَلَا تَأْكُلْهُ. المِــعْرَــاضُ من الكَلامِ: فَحْوَاهُ. يُقَال: عَرَــفْتُ ذلكَ فِي مِــعْرَــاضِ كَلامِه، أَي فَحْوَاه.
والجَمْع المَعَارِيضُ، والمَعَارِضُ، وهُوَ كَلامٌ يُشْبِهُ بَعْضُه بَعْضاً فِي المَعَانِي، كالرَّجُل تَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَيْتَ فُلاناً فيَكْرَهُ أَنْ يَكْذِبَ وَقد رَآه، فيَقُولُ: إِنَّ فُلاناً لَيُرَى، ولهذَا المَعْنَى قَالَ عَبْدُ الله بنُ عَبّاس: مَا أُحِبُّ بمَعَارِيضِ الكَلامِ حُمْرَ النَّعَم. وَفِي الصَّحاح: المَعَارِيض فِي الكَلام هِيَ التَّوْرِيَةُ بالشَّيْءِ عَن الشَّيْءِ، وَفِي المَثَل، قلتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ عَن عُمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ، مَرْفُوعٌ إِن فِي المَعَاريض لَمَنْدُوحَةً عَن الكَذِب، أَي سَعَةً، جَمْعُ مِــعْرَــاضٍ، من التَّــعْريض. واعْتَرَضَ على الدَّابَّةِ إِذا صَارَ وَقْتَ الــعَرْــضِ رَاكباً عَلَيْهَا، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَالُ: اعْتَرَضَ القَائدُ الجُنْدَ كــعَرَــضَهُمْ، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ أَيْضاً. قيلَ: اعْتَرَضَ الشَّيْءُ: صارَ عَارِضاً، كالخَشَبَةِ المُعْتَرَضَةِ فِي النَّهْر، كَمَا فِي الصّحاح. وكَذَا الطَّرِيقُ ونَحْوُهَا تَمْنَعُ السّالِكينَ حَديثُ عَبْد الرَّحْمن ابْن يَزيدَ: خَرَجْنَا عُمّاراً فلُدِغَ صَاحبٌ لَنَا فاعْتَرَضْنَا الطَّرِيقَ. اعْتَرَضَ عَن امْرَأَتِهِ، ظَاهِرُ سِيَاقِه أَنَّه مَبْنيٌّ للمَعْلُوم، والصَّوابُ: اعْتُرِضَ عَنْهَا، بالضَّمِّ أَي أَصابَه عَارِضٌ من الجِنِّ أَو من مَرَضٍ يَمْنَعُه عَن إِتْيَانِها. وَمِنْه حَديثُ الزُّبَيْر بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن الزُّبَيْر وزَوْجَتهِ فَاعْتُرِضَ عَنْهَا فلَمْ يَسْتَطِع أَنْ يَمَسَّها. اعْتَرَضَ الشَّيْءُ دُونَ الشَّيْءِ: حَالَ دُونَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. اعْتَرَضَ الفَرَسُ فِي رَسَنه: لم يَسْتَقِمْ لقَائِده. نَقله الجَوْهَرِيّ قَالَ جَرِيرٌ:
(وكَمْ دافَعْتُ منْ خَطِلٍ ظَلُومٍ ... وأَشْوَسَ فِي الخُصُومَةِ ذِي اعْترَاضِ)
اعْتَرَضَ زَيْدٌ البَعِيرَ: رَكِبَهُ وَهُوَ صَعْبٌ، كَمَا فِي الصّحاح. زادَ المُصَنِّف: بَعْدُ، قَالَ الطِّرِمّاح:
(وأَرَانِي المَلِيكُ قَصْدِي وَقد كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ واعْترَاضِ)
ومعنَى قَوْلِ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ الَّذِي تَقَدَّم: مُعْتَرِضَاتٍ غَيْر عُرْــضِيَّاتِ أَن اعْتِرَاضَهُنَّ لَيْس خِلْقَةً وإِنَّمَا هُوَ للنَّشَاط والبَغْيِ. اعْتَرَضَ لَهُ بسَهْمٍ: أَقْبَل بِهِ قِبَلَهُ فرَمَاهُ)
فقَتَلَه، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَمِنْه حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، رَضيَ اللهُ عَنْه: يَأْتي عَلَى النَّاس زَمانٌ لَو اعْتَرَضْتُ بكِنَانَتِي أَهْلَ المَسْجِد مَا أَصَبْتُ مُؤْمناً. اعْتَرَضَ الشَّهْرَ: ابْتَدَأَه منْ غَيْر أَوَّلِهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. اعْتَرَضَ فُلاَنٌ فُلاناً، أَي وَقَعَ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، أَي يَشْتُمُهُ وبُؤْذِيه، وَهُوَ قَوْل اللَّيْثِ. ويُقَال: عَرَــضَ عِرْــضَهُ يَــعْرِــضُه واعْتَرَضَهُ، إِذا وَقَعَ فِيهِ وانْتَقَصَهُ وشَتَمَهُ، أَو قَابَلَه أَو سَاوَاه فِي الحَسَب، وأَنْشَدَ ابنُ الأَــعْرَــابيّ:
(وقَوْماً آخَرِيَن تَــعَرَّــضُوا لِي ... وَلَا أَجْنِي من النَّاس اعْترَاضَا)
أَي لَا أَجْتَنِي شَتْماً منْهُم. اعْتَرَضَ القَائِدُ الجُنْدَ: عَرَــضهم وَاحداً وَاحِداً، ليَنْظُر مَنْ غابَ مِمَّن حَضَر، وَقد ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، عِنْدَ عَرَــضَ. وَفِي الحَدِيثِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعْتِراضَ هُوَ أَن يَعْترِضَ الرَّجُلُ بفَرَسِه فِي بَعْضِ الغايةِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَان: وَفِي السِّبَاق، فيَدْخُلَ مَعَ الخَيْلِ، وإِنَّمَا مُنِعَ لكَوْنهِ اعْتَرَضَ مِنْ بَعْض الطَّرِيقِ ولَمْ يَتْبَعْه من أَوَّلِ المِضْمارِ. والــعَرِــيضُ، كأَمِيرٍ، مِنَ المَعزِ: مَا أَتَى عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَنَة، وتَنَاوَلَ الشَّجَرَ والنَّبْتَ بِــعُرْــضِ شِدْقِه. يُقَالُ: عَرِــيضٌ عَرُــوضٌ، قالَه الأَصْمَعِيّ وَمِنْه الحَدِيثُ: فَلَمَّا رجَعْنَا تَلقَّتْهُ ومَعَهَا عَرِــيضَانِ وقِيل: هُوَ مِن المِعْزَى مَا فوْقَ الفَطِيم ودُونَ الجَذَعِ. وقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَجْذَعَ، وقِيلَ: هُوَ الجَدْيُ إِذا نَزَا، أَوْ هُوَ العَتُودُ إِذا نَبَّ وأَرادَ السِّفَادَ، نقَلَه الجوْهرِيّ. ج عُرِــضانٌ، بالكَسْرِ والضَّمِّ، كَمَا فِي الصّحاح وأَنْشدَ:
(عَرِــيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْــعَرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بطُونَ الثَّعَالِبِ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَيْ يَسْقِينَا لَبَناً مَذِيقاً، كأَنَّهُ بُطُونُ الثَّعَالِبِ. وَقَالَ ابنُ الأَــعْرابِيّ: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سُمِّيَ عَرِــيضاً وعَتُوداً، وَفِي كِتَابِهِ لأَقْوالِ شَبْوَةَ: مَا كَانَ لَهُمْ من مِلْكٍ ومَزاهِرَ وعرْــضانٍ. وحَكم سُلَيْمَانُ عَلَيْه السَّلام وعَلَى نَبيّنا فِي صاحبِ الغَنَم أَنْ يَأْخُذَهَا فيَأْكُلَ من رِسْلِها وعِرْــضَانِها، وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: ويَأْكُلُ المُرْجَلَ من طُلْيَانِهِ ومنْ عُنُوقِ المُعْزِ أَو عِرْــضانِهِ المُرْجَل: الَّذِي يَخرُج مَعَ أُمِّه إِلى المَرْعَى. يُقال: فُلانٌ عَرِــيضُ البِطَانِ، أَي مُثْرٍ كَثِيرُ المَالِ.
وَفِي الأَسَاس: غَنِيٌّ. وتَــعَرَّــضَ لَهُ: تَصَدَّى لَهُ. يُقَال: تَــعَرَّــضْتُ أَسْأَلُهُم. كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: تَــعرَّــضْتُ مَــعْروفَهم ولمَــعْرُــوفِهِمْ، أَي تَصَدَّيْت. وقَال اللَّيْثُ: يُقَال: تَــعَرَّــضَ لي فُلاَنٌ)
بمَكْرُوهٍ، أَي تَصَدَّى. قَالَ الصَّاغَانيّ: وَمِنْه الحَديثُ اطْلُبُوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ وتَــعَرَّــضُوا لنَفَحَاتِ رَحْمَةِ الله فإِن لِله نَفَحَاتٍ من رَحْمَتِه. يُصِيبُ بهَا مَنْ يَشاءُ منْ عِبَادِه أَي تَصَدَّوْا لَهَا. تَــعَرَّــضَ بمعنَى تَعَوَّجَ. وَيُقَال: تَــعَرَّــضَ الجَمَلُ فِي الجَبَل، إِذا أَخَذَ مِنْهُ فِي عَرُــوضٍ فاحْتَاج أَن يَأْخُذَ فِي سَيْرِه يَميناً وشِمَالاً، لصُعُوبَةِ الطَّريق. كَمَا فِي الصّحاح. وأَنْشَدَ لذِي البِجَادَيْن، واسمُه عَبْدُ الله ابْن عَبْد نُهْمٍ المُزَنِيّ، وَكَانَ دَليلَ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يُخَاطِبُ ناقَتَه وَهُوَ يَقُودُهَا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم على ثَنِيَّةِ رَكُوبَةَ: تَــعَرَّــضِي مَدارِجاً وسُومِي تَــعَرُّــضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ هذَا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقيمِي تَــعَرَّــضِي، أَيْ خُذِي يَمْنَةً ويَسْرَةً وتَنَكَّبِي الثَّنَايَا الغِلاظَ، تَــعرُّــضَ الجَوْزَاءِ، لأَنَّ الجَوْزاءَ تَمَرُّ على جَنْبٍ مُعارِضَةً ليْستْ بمُسْتَقِيمةٍ فِي السَّمَاءِ، قالَه الأَصْمعيّ. وَقَالَ ابْن الأَثير: شَبَّهَهَا بالجَوْزاءِ، لأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرِضَةً فِي السَّمَاءِ، لأَنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الكَوَاكبِ فِي الصُّورَة. وَمِنْه قَصيدُ كَعْبٍ: مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَن عُرُــضٍ أَي أَنها تَعْتَرِض فِي مَرْتَعها وأَنْشَد الصَّاغَانيّ والجَوْهَرِيّ للَبِيد رَضِي اللهُ عَنهُ:
(فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَــعرَّــضَ وَصْلُه ... ولَخَيْرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا)
أَي تَعَوَّجَ وزَاغَ ولَمْ يَسْتَقم، كَمَا يَتــعَرَّــض الرَّجلُ فِي عُرُــوضِ الجَبَل يَميناً وشِمَالاً. وَقَالَ امرؤُ القَيْس يَذْكُر الثُّرَيَّا:
(إِذا مَا الثُرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَــعَرَّــضَت ... تَــعُّرضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ)
أَي لم تَسْتَقِم فِي سَيْرها ومَالَتْ كالوِشَاح المُعَوَّج أَثْنَاؤُه على جَارِيَةٍ تَوَشَّحَتْ بِهِ، كَمَا فِي اللِّسَان وعَارَضَه: جَانَبَه وعَدَلَ عَنهُ، نَقَلَهُ الجَوٍْهَرِيّ، وأَنْشَد قَوْلَ ذِي الرُّمَّة:
(وَقد عَارَضَ الشِّــعْرَــى سُهَيْلٌ كَأَنَّه ... قَرِيعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافُرِ)
ويُرْوَى: وقَدْ لاَحَ للسَّارِي سُهَيْلٌ، وَهَكَذَا أَنْشَدَهُ الصَّاغَانيّ. وحَقيقَةُ المُعَارَضة حينَئذ أَن يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي عُرْــضِ صَاحِبه. عَارَضَهُ فِي المَسِير: سَارَ حيَالَه وحَاذَاه. وَمِنْه حَديثُ أَبي سَعيدٍ فإِذا رَجلٌ يُقرِّبُ فرَساً فِي عِرَــاض القَوْم أَي يَسير حِذَاءَهم مُعَارِضاً لَهُم. قلت: وبَيْن المُجانَبَةِ)
وبَيْن هَذَا شَبَهُ الضِّدِّ، كَمَا يَظْهَر عندَ التَّأَمُّل. عَارَضَ الكِتَابَ مُعَارَضَةً وعِرَــاضاً: قَابَلَه بكِتَابٍ آخَرَ. عارَضَ مُعَارَضَةً، إِذا أَخّضَ فِي عَرُــوضٍ من الطَّرِيق، أَي ناحيَةٍ مِنْهُ وأَخَذَ آخَرُ فِي طريقٍ آخَرَ فالْتَقيَا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت فِي قَوْل البَعِيث:
(مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فعَارَضَتْ ... جَنَابَ الصِّبَا فِي كَاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا)
قَالَ: عَارَضَتْ: أَخذَتْ فِي عُرْــضٍ، أَي نَاحِيَةٍ مِنْهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَارَضَتْ، أَي دَخَلَتْ مَعَنَا فِيهِ دُخُولاً لَيْسَت بمُبَاحِتَةٍ، ولكنَّهَا تُرِينَا أَنَّهَا دَاخلَةٌ مَعنا. وجَنَابُ الصِّبَا: جَنْبُه. عَارَضَ الجَنَازَةَ.
وَمِنْه الحَدِيث أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَارَضَ جَنَازَةَ أَبِي طالبٍ، أَيْ أَتَاهَا معْتَرِضاً فِي، وَفِي بَعْض الأُصولِ: من بَعْضِ الطَّرِيقِ ولمْ يَتْبَعْهَا من مَنْزِلِهِ. عارَضَ فُلاناً بمِثْلِ صَنِيعِهِ أَي أَتَى إِلَيْه مِثْلَ مَا أَتى عَلَيْه. وَمِنْه حَدِيثُ الحسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّه ذَكَرَ عُمَرَ فَأَخَذَ الحُسَيْنُ فِي عِرَــاضِ كَلامِه أَي فِي مِثْلِ قَوْلِه ومُقَابِلِه، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وَفِي العُبَاب: أَي قَابَلَهُ وسَاوَاه بِمِثْل قَوْله، قَالَ: وَمِنْه اشْتُقّتِ المُعَارَضَةُ، كَأَنَّ عرْــضَ فِعْلِه كــعَرْــضِ فِعْلهِ، أَي كأَنَّ عَرْــضَ الشَّيْءِ بفِعْلِه مِثْلُ عَرْــضِ الشَّيْءِ الَّذِي فعَلَه، وأَنْشدَ لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
(وعارَضْتُهَا رَهْواً عَلَى مُتُتابِعٍ ... شَدِيدِ القُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ)
يُقالُ: ضَرَبَ الفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَــاضاً، وذلِك أَنْ يُقَادَ إِليْهَا، وعُرِــضَ عَلَيْهَا ليَضْرِبَها إِن اشْتَهاها.
هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، والصَّوَابُ إِن اشْتَهَتْ ضَرَبَهَا وإِلاَّ فَلا، وَذَلِكَ لكَرَمِهَا، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب، وأَمَّا إِذا اشْتَهَاها فضَرَبَهَا لَا يَثْبُتُ الكَرَمُ لَهَا، فتَأَمَّل. وأَنْشَدَ للرَّاعِي: قَلائصُ لَا يُلْقَحْنَ إِلاَ يَعَارَةًــعِرَــاضاً وَلَا يُشْرَيْن إِلاَّ غَوَالِيَا وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: لَقِحَتْ ناقَةُ فُلانٍ عِرَــاضاً، وذلكَ أَنْ يُعَارِضَهَا الفَحْلُ مُعَارَضَةً فيَضْرِبَها من غَيرِ أَنْ تَكُونَ فِي الإِبِل الَّتِي كَانَ الفَحْلُ رَسِيلاً فِيهَا. يُقَالُ: بَعِيرٌ ذُو عِرَــاضٍ، أَي يُعَارِضُ الشَّجَرَ ذَا الشَّوْكِ بفِيه. كَمَا فِي الصّحاح والعُباب. يُقَالُ: جَاءَت فُلانَةُ بوَلَدٍ عَن عِرَــاضٍ، ومُعَارضَةٍ، إِذا لَمْ يُــعْرَــفْ أَبُوهُ. والمُعَارَضَةُ: هِيَ أَن يُعَارِض الرَّجُل المرأَةَ فيَأْتِيَها حَرَاماً، أَي بِلا نِكَاحٍ وَلَا مِلْكٍ. نَقَله الصَّاغانِيّ. يُقَالُ: اسْتُــعرِــضَتِ النَّاقَةُ باللَّحْمِ، فهِي مُسْتَــعْرَــضَةٌ، كَمَا يُقَال: قُذِفَتْ باللَّحْمِ، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(قَبَّاءُ قَدْ لَحِقَتْ خَسِيسَةُ سِنِّهَا ... واسْتُــعْرِــضَت ببَعِيضِها المُتَبَتِّرِ)
كَمَا فِي التَّكْمِلَة. وَفِي العُبَابِ: ببَضيعِها. قُلتُ: وكَذلِك لُدِسَت باللَّحْم. كُلُّ ذلِكَ مَعْنَاه إِذَا سَمِنَت.)
وخَسِيسَةُ سِنّهَا حِينَ بَزَلَتْ، وَهِي أَقْصَى أَسْنَانِهَا. واستَــعْرَــضَهُم الخَارِجِيُّ، أَي قَتَلَهُم من أَيِّ وَجْهٍ أَمْكَن، وأَتَى عَلى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْهُم، وَلم يَسْأَلْ عَن حَالِ أَحَدٍ مُسْلِمٍ أَو غَيْرِه، ولَم يُبَالِ مَنْ قَتَل، وَمِنْه الحَدِيثُ فاسْتَــعْرضَهُمْ الخَوَارِجُ وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ أَنَّه كانَ لاَ يَتَأَثَّم مِنْ قَتْل الحَرُورِيِّ المُسْتَــعْرِــضِ. وعُرَــيْضٌ، كزُبَيْرٍ: وَادٍ بالمَدِينَةِ، على سَاكِنها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام، بِهِ أَمْوَالٌ لأَهْلِهَا، وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّه خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ حتَّى بَلَغَ الــعُرَــيْضَ، وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَرُ: ساقَ خَلِيجاً من الــعُرَــيْض. قلتُ: وإِليْه نُسِب الإِمامُ أَبُو الحسَنِ علِيُّ بنُ جعْفرِ بْنِ مُحمَّدِ بْنِ علِيّ ابْنِ الحُسيْن الــعُرَــيْضِيُّ، لأَنَّهُ نَزَل بِهِ وسَكنَه، فأَولادُه الــعُرَــيْضِيّون، وَبِه يُــعْرَــفُون، وفِيهم كَثْرةٌ ومَدَدٌ. رَجُلٌ عِرِّــيضٌ، كسِكِّيتٍ: يَتَــعرَّــضُ لِلنّاسِ بالشَّرِّ، قَالَ:
(وأَحْمَقُ عِرِّــيضٌ عليْهِ غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنِهِ وأَنَا الرَّقِمْ)
عَن أَبي عَمْرٍ و: المُعَارِضُ من الإِبِل: العَلُوقُ، وَهِي الَّتي تَرْأَمُ بأَنْفهَا وتَمْنَعُ دَرَّهَا، كَمَا فِي العُبَاب والتَّكْملَة. وَفِي الأَسَاس: بَعيرٌ مُعَارِضٌ: لَا يَسْتَقِيمُ فِي القِطَار، يَأْخُذُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وابْنُ المُعَارَضَةِ، بفَتْحِ الرَّاءِ: السَّفِيحُ، وَهُوَ ابْن الزِّنَا، نَقله الصَّاغَانيّ. والمُذَالُ بنُ المُعْتَرِضِ بنِ جُنْدَبِ بْن سَيَّارِ بْن مَطْرُودِ بن مازنِ بْن عَمْرِو بن الحارثِ التَّمِيميُّ: شاعرٌ. وقَوْلُ سَمُرَةَ بن جُنْدَب رَضِيَ الله عَنْه: مَنْ عَرَّــضَ عَرَّــضْنا لَهُ، ومَنْ مَشَى عَلَى الكَلاَّءِ قَذَفْناهُ فِي المَاءِ.
ويُرْوَى: أَلْقَيْنَاهُ فِي النَّهْرِ، أَيْ مَنْ لَمْ يُصَرِّحْ بالقَذْف عَرَّــضْنَا لَهُ بضَرْبِ خَفيفٍ، تأْدِيباً لَهُ، وَلم نَضْرِبْه الحَدَّ، ومَنْ صَرَّحَ بِهِ أَيْ برُكُوبِه نَهرَ الحَدِّ أَلْقَيْنَاه فِي نَهْرِ الحَدِّ وحَدَدْنَاهُ. استَعَارَ المَشْيَ عَلَى الكَلاَّءِ، وَهُوَ كشَدَّادٍ، مَرْفَأ السَّفينَة فِي المَاء للتَّصْرِيح، لارْتِكَابهِ مَا يُوجِبُ الحَدَّ وتَــعَرُّــضه لَهُ. اسْتَعَارَ التَّغْريقَ للحَدِّ، لإِصَابَته بِمَا تَــعَرَّــضَ لَهُ. كَمَا فِي العُبَاب. وَفِي اللّسَان: ضَرَب المَشْيَ على الكَلاَّءِ مَثَلاً للتَّــعْرِــيض للحَدِّ بصَرِيحِ القَذْفِ. وَفِي العُبَاب: والعَيْنُ والرِّاءُ والضَّادُ تَكْثُرُ فُرُوعُهَا وَهِي مَعَ كَثْرتِهَا تَرْجِعُ إِلى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الــعَرْــضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. ومَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ ذلكَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ الــعَرْــضِ خِلافُ الطُّولِ: أَــعْرَــاضٌ، عَن ابْن الأَــعْرَــابيّ وأَنْشَدَ: يَطْوُونَ أَــعْرَــاضَ الفِجَاجِ الغُبْرِ طَيَّ أَخِي التَّجْر بُرودَ التَّجْر وَفِي التَّكْثير: عُرُــوضٌ وعِرَــاضٌ. وَقد ذَكَرَ الأَخيرَ المُصنِّفُ استطْراداً، وجَمْعُ الــعَرِــيض) عُرْــضَانٌ، بالضَّمِّ والكَسْر، والأُنْثَى عَرِــيضَةٌ. وَفِي الحَديث لقَدْ ذَهَبْتُم فِيهَا عَرِــيضَةً أَي وَاسِعَة.
وأَــعْرَــضَ المسأَلَةَ: جَاءَ بهَا واسِعَةَ كَبِيرَةً. والــعُرَــاضَاتُ، بالضَّمّ: الإِبل ُ الــعَرِــيضاتُ الآثَارِ. قَالَ السّاجعُ: إِذَا طَلَعَت الشِّــعْرَــى سَفَراً، وَلم تَرَ مَطَراً، فَلَا تَغْدُوَنَّ إِمّرَةً وَلَا إِمَّراً، وأَرْسِل الــعُرَــاضَاتِ أَثَراً، يَبْغِينَك فِي الأَرْض مَعْمَراً. أَي أَرْسِل الإِبلَ الــعَرِــيضَةَ الآثَارِ، عَلَيْهَا رُكْبَانُهَا، ليَرْتَادُوا لَكَ مَنْزِلاً تَنْتَجعُه. ونَصَبَ أَثَراً على التَّمْييز، كَمَا فِي الصّحاحِ. وأَــعْرَــضَ: صارَ ذَا عَرْــضٍ. وأَــعْرَــضَ فِي الشَّيْءِ: تَمَكَّن من عَرْــضِه، أَيْ سَعَتِهِ. وقَوْسٌ عُرَــاضَةٌ بالضَّمِّ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنشد لأَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ:
عُرَــاضَةِ السِّيَتَيْن تُوبِعَ بَرْيُهَا ... تَأْوِي طَوَائفُها لعُجْسٍ عَبْهَرِ)
وقَوْلُ أَسْمَاءَ بْنِ خَارجَةَ، أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:
(فــعَرَــضْتُه فِي سَاقِ أَسْمَنِهَا ... فاجْتَازَ بَيْنِ الحاذِ والكَعْبِ)
لم يُفَسِّره ثَعْلَبٌ. قَالَ ابنُ سيدَه: وأُراهُ أَرادَ غَيِّبْتُ فِيهَا عَرْــضَ السَّيفِ. وامرأَةٌ عَرِــيضَةٌ أَرْيَضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ. ويُقَالُ هُوَ يَمْشِي بالــعَرْــضِيّة والــعُرْــضِيَّة، الأَخيرُ عَن اللِّحْيَانيّ، أَي بالــعَرْــض.
وعَرَــضْتُ البَعِيرَ على الحَوْض، وهذَا من المَقْلُوب، ومعْنَاهُ عَرَــضْتُ الحَوْضَ على البَعِير. قَالَ ابنُ بَرِّيّ. قَالَ الجَوْهَريُّ: وعَرَــضْتُ بالبَعير على الحَوْض، وصَوابُه: عَرَــضْتُ البَعيرَ. قَالَ صَاحب اللِّسَان: ورأَيتُ عِدَّةَ نُسَخ من الصّحاح فلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاّ وعَرَــضْتُ البَعيرَ، ويحتَملِ أَنْ يَكُونَ الجوهَريُّ قَالَ ذَلِك وأَصْلَحَ لَفْظَه فِيمَا بَعْدُ، انْتَهَى. وعَرَــضْتُ الجارِيَةَ والمَتَاعَ على البَيْع عَرْــضاً. وعَرَــضْتُ الكِتَابَ: قَرَأْتُه، وَمِنْه الحَديث أَكْثِرُوا عليَّ مِن الصَّلاةِ فإِنَّهَا مَــعْرُــوضَةٌ عَلَيّ. وعَرَــضَ لَك الخَيْرُ عَرْــضاً: أَمْكنَ. والــعَرَــضُ، مُحَرَّكَةً: العَطَاءُ والمَطْلَبُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى لَو كَانَ عَرَــضاً قَرِيباً، أَي مَطْلَباً سَهْلاً. واعْتَرَضَ الجُنْدُ. مُطَارِعُ عَرَــضَ. يُقَال: عَرَــضَهُم فاعْتَرَضَ. واعْتَرَضَ المَتَاعُ ونَحْوُه، واعْتَرَضَهُ على عَيْنِه. عَن ثَعْلَبٍ، ونَظَرَ إِلَيْه عُرْــضَ عَيْنٍ، عَنهُ أَيْضاً، أَي اعْتَرَضَه على عَيْنه. ورأَيتُه عُرْــضَ عَيْنِ، أَي ظَاهِراً عَن قرِيبٍ: وَفِي حَديثِ حُذَيْفَةَ تُــعْرَــضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْــضَ الحَصِيرِ. قَالَ ابنُ الأَثير: أَي تُوضَعُ عَلَيْهَا وتُبْسَطُ كَمَا يُبْسَطُ الحَصِيرُ. ويُقَالُ: تَــعَرَّــضْ، أَي أَقِمْهُ فِي السُّوق. والمُعَارَضَةُ: المُبَارَاةُ والمُدَارَسَةُ. وعَرَــضَ لَهُ الشَّيْءُ فِي الطَّرِيق، أَي اعْتَرَضَ يَمْنَعُه من السَّيْر. والمُعارَضَةُ: بَيْعُ المَتَاعِ بالمَتَاعِ لَا نَقْدَ فِيهِ. والتَّــعْرِــيضُ: التَّعْوِيضُ. ويُقَال: كَانَ لي عَلَى فُلانٍ نَقْدٌ فأَعْسَرْتُهُ)
فاعْتَرَضْتُ منْه. وإِذَا طَلَبَ قَومٌ دَماً فَلَمْ يُقِيدُوهُم قالُوا: نَحْنُ نَــعْرِــضُ منْهُ فاعْتَرِضُوا منْه، أَي اقْبَلُوا الدِّيَةَ. وعَرَــضَ الرُّمْحَ يَــعْرِــضُه عَرْــضاً، وعَرَّــضَه تَــعرِــيضاً. قَالَ النَّابغَة:
(لَهُنَّ عَلَيْهمْ عَادَةٌ قد عَرَــفْنَهَا ... إِذَا عَرَّــضُوا الخَطِّيَّ فَوْقَ الكَوَاثِبِ)
والضَّمير فِي لَهُنّ للطَّيْر. وعَرَــضَ الرَّامِي القَوسَ عَرْــضاً إِذا أَضْجَعَهَا ثُمَّ رَمَى عَنْهَا. وعَرَــضَ الشَّيْءُ يَــعْرِــضُ: انْتَصَبَ ومَنَعَ، كاعْتَرَضَ. واعْتَرَض فُلانٌ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَه، نَقَلَه ابنُ الأَثير. وَفِي حَديث عُثْمَانَ بن العاصِ: أَنَّه رَأَى رَجُلاً فِيهِ اعتِرَاضٌ هُوَ الظُّهُورُ والدُّخُولُ فِي الباطِل والامْتنَاعُ منَ الحَقِّ. واعْتَرَضَ عَرْــضَه: نَحَا نَحْوَهُ. وتَــعَرَّــضَ الفَرَسُ فِي رَسَنه: لَمْ يَسْتَقِمْ لقَائدِه، كاعْتَرَضَ. قالَ مَنْظُورُ بن حَبَّةَ الأَسَديّ: تَــعَرَّــضَتْ لي بمجازٍ حِلِّ تَــعَرُّــضَ المُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ تَــعرُّــضاً لم تَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي والــعَرَــضُ مُحَرَّكَةً: الآفَةُ تَــعْرِــضُ فِي الشَّيْءِ كالعَارِض، وجَمْعُه أَــعْرَــاضٌ، وعَرَــضَ لَهُ الشَّكُّ ونَحْوُه، منْ ذَلِك. والعَارِضَةُ: وَاحِدةُ العَوَارِضِ، وَهِي الحاجَاتُ. وشُبْهَةٌ عَارِضَةٌ: مُعْتَرِضَةٌ فِي الفُؤَادِ. وَفِي قَوْل علِيّ، رضِيَ الله عَنهُ: يقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِه بِأَوّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ وَقد تَكُونُ العارِضَةُ هُنَا مَصْدراً كالعَافِيَةِ والعَاقِبة. وتَــعرَّــضَ الشَّيْءُ: دَخَلَه فَسَادٌ، وتَــعرَّــض الحُبُّ، كذلِك. واسْتَــعْرضَهُ: سَأَلَهُ أَن يَــعْرِــض علَيْه مَا عِنْده. واستَــعْرَــضَ يُعْطِي مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبرَ.
يُقَال: استَــعْرِــض الــعَرَــبَ، أَي سَلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهم عنْ كَذَا وكَذَا، نَقَلَه الجوْهَريُّ. واستَــعرَــضْتُهُ: قُلتُ لَهُ: اعْرِــضْ عَلَيّ مَا عِنْدَك. وعَرَــضَ عِرْــضَهُ منْ حَدِّ ضَرَبَ: إِذا شَتَمَهُ، أَوْ سَاوَاهُ فِي الحَسَب. وَيُقَال: لَا تُــعْرِــض عِرْــضَ فُلانٍ، أَيْ لَا تَذْكُرْهُ بسُوء. وفُلانٌ جَرِبُ الــعِرْــض، إِذَا كانَ لَئيمَ الأَسْلاَفِ. والــعِرْــضُ أَيْضاً الفِعْلُ الجَميلُ، قَالَ: وأُدْرِ: ُ مَيْسُورَ الغِنَى ومَعِي عِرْــضِي وَذُو الــعِرْــضِ مِن القَوْمِ: الأَشْرَافُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لعَائشَة، رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا، غَضُّ الأَطْرَاف، وخَفَرُ الإِــعْرَــاض رُوِيَ بكَسْر الهَمْزَةِ وبفَتْحهَا، وَقد تَقَدَّم الكلاَم عَلَيْهِ فِي خَ ف ر.
وعَرَّــضَتُ فُلاناً لكَذَا فتَــعَرَّــضَ هُوَ لَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. والــعَرُــوضَاوَاتُ: أَمَاكِنُ تُنْبِتُ الأَــعْرَــاضَ، أَي الأَثْلَ، والأَرَاكَ، والحَمْضَ. ويُقَال: أَخَذْنَا فِي عَرُــوضٍ مُنْكَرَةٍ، يَعْني طَرِيقاً فِي هَبُوطٍ.)
ويُقَالُ: سِرْنَا فِي عِرَــاضِ القَوْم، إِذا لم تَسْتَقْبِلْهم ولكنْ جِئْتَهُمْ من عُرْــضِهم. وبَلَدٌ ذُو مَــعْرَــضٍ، أَي مَرْعىً يُغْنِي الماشيَةَ عَن أَنْ تُعْلَفَ، وعَرَّــضَ الماشيَةَ تَــعْريضاً: أَغْنَاهَا بِهِ عَن العَلَف. ويُقَالُ للرَّجْل العَظيمِ من الجَرَاد والنَّحْلِ عارِضٌ، قَالَ سَاعدَةُ:
(رأَى عارِضاً يَهْوِي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ ... قَدَ احْجَمَ عَنْهَا كُلُّ شَيْءٍ يَرُومُهَا)
ويُقَالُ: مَرَّ بنَا عارِضٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ. والــعُرْــضَانُ، بالضَّمّ، جَمْعُ الــعِرْــضِ، وَهُوَ الوَادِي الكَثيرُ النَّخْلِ والشَّجَر. واعْتَرَضَ البَعِيرُ الشَّوْكَ: أَكَلَهُ. والــعَرِــيضُ مِن الظِّبَاءِ: الَّذي قد قَارَبَ الإِثْناءَ.
والــعَرِــيضُ عِنْد أَهْلِ الحِجَاز خَاصَّةً الخَصِيُّ. ويُقَالُ: أَــعْرَــضْتُ الــعِرْــضانَ إِذَا خَصَيْتَها. نَقَله الجوهَريّ وابنُ القَطَّاع والصَّاغَانيّ. وأَــعْرَــضْتُ الــعِرْــضَانَ إِذا جَعَلْتَهَا للبَيْع، نَقَلَه الجَوْهَريُّ والصَّاغَانيُّ، وَلَا يَكُون الــعَرِــيضُ إِلاَّ ذَكَراً. والعَوَارِضُ مِن الإِبلِ: اللَّوَاتِي يَأْكُلْنَ العِضَاهَ، كَمَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي اللِّسَان: عُرْــضاً، أَي تَأْكُلُه حَيْثُ وَجَدَتْه. وقَال ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: مَا يَــعْرُــضُكَ لفُلانٍ، أَيْ مِن حَدِّ نَصَر، وَلَا تَقُل مَا يُــعَرِّــضك، بالتِّشْديد. واعْتَرَضَ الــعَرُــوضَ: أَخَذَها رَيِّضاً، وهذَا خِلاَفُ مَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، كَمَا تَقَدَّم. والــعَرُــوضُ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ بالحِجَاز. قَالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أَلَمْ نَشْرِهِمْ شَفْعاً وتُتْرَكَ منْهُمُ ... بجَنْبِ الــعَرُــوضِ رِمَّةٌ ومَزَاحِفُ)
وَهَذِه المسأَلَة عَرُــوضُ هَذِه، أَي نَظِيرُهَا. والــعَرُــوضُ: جَانِبُ الوَجْهِ، عَن اللَّحْيَانيْ، والــعَرُــوضُ: العَتُودُ. والمُــعْرِــضُ، كمُحْسِنٍ، المُعْتَرِضُ، عَن شَمِرٍ. وعُرْــضُ الشَّيْءِ: وَسَطُه، وقيلَ: نَفْسُه.
وعِرَــاضُ الحَديثِ، بالكَسْر: مُعْظَمُه. والمُــعْرِــضُ لَكَ: كُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ من عُرْــضِه. وخَرَجُوا يَضْرِبُون النَّاسَ عَن عُرْــضٍ، أَيْ لَا يُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا. واستَــعْرَــضَهَا: أَتاهَا من جَانِبِهَا عَرْــضاً.
والتَّــعْريضُ: إِهْدَاءُ الــعُرَــاضَةِ، وَمِنْه الحَديثُ أَنَّ رَكْباً من تُجَّارِ المُسْلمين عَرَّــضُوا رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وأَبَا بَكْر رَضيَ اللهُ عَنْه ثِيَاباً بِيضاً أَي أَهْدَوْا لَهُمَا. وعَرَّــضُوهم مَحْضاً، أَي سَقَوْهم لَبَناً. وعُرِــضَ القَوْمُ، مَبْنِيّاً للمَجْهُول، أَي أَطْعِمُوا وقُدِّم لَهُم الطَّعَامُ. وتَــعَرَّــضَ الرِّفَاقَ: سَأَلَهُم الــعُرَــاضَاتِ. وعَرَــضَ عارِضٌ، أَي حَالَ حائِلٌ ومَنَعَ مانِعٌ، وَمِنْه يُقَال: لَا تَــعْرِــض لفُلانٍ، أَي لَا تَــعْرِــضْ لَهُ بمَنْعكَ باعْترَاضِكَ أَنْ يَقْصِدَ مُرَادَه، ويَذْهَب مَذْهَبَه. ويُقَال: عَرَــضَ لَهُ أَشَدَّ الــعَرْــضِ. واعْتَرَض: قَابَلَه بنَفْسه. والــعُرْــضِيَّة بالضَّمّ: الصُّعُوبَة ُ والرُّكُوب على الرَّأْس من النَّخْوَة. والــعُرْــضِيَّة فِي الفَرَس: أَنْ يَمْشِيَ عَرْــضاً. ويُقَال: نَاقَةٌ عُرْــضِيَّةٌ، وفيهَا عُرْــضِيَّة: إِذا)
كانَت رَيِّضاً لم تُذَلَّلْ. والــعُرْــضِيُّ: الَّذي فِيهِ جَفَاءٌ واعْتِرَاضٌ. قَالَ العَجَّاج: ذُو نَخْوةٍ حُمَارِسٌ عُرْــضِيُّ والمَــعْرَــض، كمَقْعَدٍ المَكَانُ الّذِي يُــعْرَــضُ فِيهِ الشَّيْءُ. والأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ المَعالِي، مأْخُوذٌ من المِــعْرَــض، للثَّوبِ الَّذِي تُجَلَّى فِيهِ الجارِيَةِ لأَنَّ الأَلْفَاظَ تُجمِّلها. وعُرْــضَا أَنْفِ الفَرَسِ: مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قَصَبَتِه فِي حافَتَيْهِ جَمِيعاً، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ. والعارِضَةُ: تَنْقِيحُ الكَلامِ، والرَّأْيُ الجَيِّدُ.
والعَارِضُ: جانِبُ الــعِرَــاقِ، وسَقَائفُ المَحْمِلِ. والفَرَسُ تَعْدُو الــعِرَــضْنَى، والــعِرَــضْنَةَ، والــعِرَــضْنَاةَ، أَي مُــعْرِــضَةً مَرَّةً من وجْهٍ ومَرَّةً من آخَرَ. وَقَالَ أَبو عُبيْدٍ: الــعِرَــضْنَةُ: الاعْتِراضُ. وقَال غَيْرُه: وكذلِك الــعِرَــضَّةُ، وَهُوَ النَّشَاط. وامرأَةٌ عِرَــضْنَةٌ: ذَهَبَتْ عَرْــضاً من سِمَنِها. ورَجُلٌ عِرْــضَنٌ، كدِرْهَمٍ، وامرأَةٌ عِرْــضَنَةٌ: تَعْتَرِض النَّاسَ بالباطِل. وبَعِيرٌ مُعَارِضٌ: لم يَسْتَقِمْ فِي القِطَارِ.
وعَرَــضَ لَكَ الخَيْرُ عُرُــوضاً وأَــعْرَــضَ: أَشْرَفَ. وعَارَضَهُ بِمَا صَنَعَه: كَافَأَهُ. وعارَضَ البَعِيرُ الرِّيحَ: إِذا لمْ يسْتَقْبِلْها وَلم يَسْتَدْبِرْها. وأَــعْرَــضَ الناقَةَ علَى الحَوْضِ وعَرَــضَها: سَامَها أَنْ تَشْرَبَ. وعَرَــضَ عَلَيَّ سَوْمَ عَالّةٍ، بمعنَى قَوْلِ العامَّة: عَرْــضٌ سَابِرِيٌّ. وَقد تَقَدَّم. وعُرَــضَّى فُعَلَّى من الإِــعْرَــاضِ، حَكَاه سِيبَوَيْه. ولَقِيَهُ عارِضاً، أَي بَاكِراً، وقِيل هُو بالغَيْن المُعْجمَة.
وعَارِضَاتُ الوِرْدِ: أَوَّلُه، قَالَ الشَّاعِرُ:
(كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ عارِضَاتِ الوِرْدِ شُمُّ المَنَاخِرِ)
لَهُمْ: منْهُمْ، يَقُولُ: تَقَعُ أُنُوفُهم فِي الماءِ قَبْلَ شِفَاهِهم فِي أَوَّل وُرُودِ الوِرْدِ، لأَنَّ أَوَّلَهُ لَهُم دُونَ النَّاسِ. وأَــعْرَــاضُ الكَلامِ ومَعَارِضُهُ: مَعَارِيضُه. وعَرِــيضُ القَفَا: كِنَايَةٌ عَن السِّمْنِ. وعَرِــيضُ الوِسَادِ: كِنَايَةٌ عَن النَّوْم. والمُــعَرَّــضَةُ من النِّسَاءِ: البِكْرُ قَبْلَ أَنْ تُحْجَبَ، وذلِكَ أَنَّها تُــعْرَــضُ على أَهْلِ الحَيِّ عَرْــضَةً لِيُرَغِّبُوا فِيهَا مَنْ رَغِبَ، ثمّ يَحْجُبُونها، ويُقَالُ: مَا فَعَلَت مُــعَرَّــضَتُكم، كَمَا فِي الأَساس واللِّسَان. وعَارِضٌ، وعَرِــيضٌ، ومُعْتَرِضٌ، ومُــعَرِّــضٌ، ومُــعْرِــضٌ كصَاحِبٍ، وأَمِيرٍ، ومُكْتَسِبٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُحْسِن: أَسْمَاءٌ، ومُــعْرِــضُ بنُ عَبْدِ اللهِ، كمُحْسِنٍ، رَوَى عَنهُ شاصُونَة بنُ عُبَيْد، ذَكَره الأَمِير. وكمُحَدِّثٍ مُــعَرِّــضُ بنُ جَبَلَةَ، شاعِرٌ. وَقَالَ الشَّاعِر:
(لَوْلاَ ابْنُ حارِثَةَ الأَمِيرُ لَقَدْ ... أَغضَيْتُ من شَتْمِي على رَغْمِ)

(إِلاَّ كمُــعْرِــضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ)
الكَافُ فِيهِ زائِدَةٌ وتَقْدِيرَه إِلاّ مُــعْرِــضاً، وَهُوَ اسمُ رَجُلٍ. وَقَالَ النَّضْرُ: ويُقَال: مَا جَاءَك من)
الرَّأْيِ عَرَــضاً خَيْرٌ مِمَّا جاءَكَ مُسْتَكْرَهاً، أَي مَا جاءَك من عَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْرٍ. وَفِي المَثَل أَــعْرَــضَت القِرْفَةُ، أَي اتَّسَعَتْ، وذلِكَ إِذا قِيلَ للرَّجُل مَنْ تَتَّهِم فيَقُولُ بَنِي فُلانٍ، للْقَبِيلَةِ بأَسْرِها.
والــعَرِــيضُ، كأَمِير: اسمُ وَادٍ أَو جَبَل فِي قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:
(قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وبَيْنَ تِلاَعِ يَثْلَثٍ فالــعَرِــيضِ)

(أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَهُ ... فَوَادِي البَدِيّ فانْتَحَى للْيَرِيضِ)
وسَأَلْتُه عُرَــاضَةَ مَالٍ، وعَرْــضَ مَالٍ، وعَرَــضَ مَالٍ فَلَمْ يُعْطِنيه. وفُلانٌ مُعْتَرِضٌ فِي خُلُقه إِذا سَاءَك كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْره. وأَــعْرَــضَ ثَوْبُ المُلْبَسِ: صَارَ ذَا عَرْــضٍ. وعَرَــضَهُمْ على النَّار: أَحْرَقَهُم، كَمَا فِي الأَساس. وعُوَيْرِضَاتٌ: مَوْضِعٌ. والــعِرْــضُ، بالكَسْر: عَلَمٌ لوَادٍ من أَوْديَةِ خَيْبَرَ وَهُوَ الآنَ لعَنَزَةَ. وعَوَارِضُ الرُّجّاز: مَوْضِعٌ. وَقَالَ الفَرّاءُ: عَرَّــضَه: أَطْعَمَهُ. والــعَرُــوضُ: الطّعامُ، وَقد تَقَدَّم. والعَارِضُ: البَادِي عُرْــضُه، أَي جانبُه. وأَبو الخَضِرِ حامِدُ بن أَبي الــعَرِــيض التَّغْلبيّ الأَنْدَلُسيّ، من عُلَمَاء الأَنْدَلُس، كَمَا فِي العُبَاب. والعَارِضُ: قُنَّةٌ فِي جَبَلِ المُقَطَّمِ، مُشْرِفٌ على القَرَافَة بمِصْر. وكزُبَيْرٍ: سَعْيَةُ بنُ الــعُرَــيْض القُرَظيّ وَالدُ أُسَيْدٍ وأَسَدٍ الصَّحابِيَّيْن، ذكرَه السُّهَيْليّ فِي الرّوض، وذَكَره الحافظُ فِي التَّبْصير فَقَالَ: ويُقَالُ فِيهِ بالغَيْن المُعْجَمَة أَيْضاً. وأَبو سَعيدٍ عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّدٍ العَارِضُ عَن أَبي الحُسَيْن الخَفّاف ماتَ سنة. وعليُّ بنُ محمّد بن أَبي زَيْدٍ المُسْتَوْفِي العارِضُ، عَن جَدِّه لأُمّه أَبي عُثْمَان الصَّابُونيّ، وعَنْهُ ابْن نُقْطَةَ.
ومُحمَّدُ بنُ عَبْد الكَريم بن أَحْمَدَ العَميد، أَبو مَنْصُورٍ العارضُ، سَمِعَ من أَبي عُثْمَانَ الحِيرِيّ، ذكرَه ابنُ نُقْطَةَ. وأَبو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُورِ ابْن الحَسَن الأَصْبَهَانيّ الــعَرُــوضيّ، كَثيرُ الحِفْظِ عَن أَبي نُعَيْم الحافظِ، وأَبُو المُنْذِر يَعْلَى بن عقيلٍ الــعَرُــوضيّ الغَزِّيّ، من أَصْحاب الرِّوَايَة، وَكَانَ يُؤَدِّبُ أَبَا عِيسَى بنَ الرَّشيد. وأَبو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ سَعيد المَوْصِليّ الــعَرُــوضيّ، ذَكَرَهُ عُبَيْدُ الله ابْن جرْوٍ الأَسَديّ فِي كتَابه المُوَشَّح فِي عِلْم الــعَرُــوض، ونَوَّهَ بشَأْنه.

عرض: الــعَرْــضُ: خلافُ الطُّول، والجمع أَــعراضٌ؛ عن ابن الأَــعرابي؛

وأَنشد:

يَطْوُونَ أَــعْراضَ الفِجاجِ الغُبْرِ،

طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ

وفي الكثير عُرُــوضٌ وعِراضٌ؛ قال أََبو ذؤيب يصف برذوناً:

أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه،

كأَنَّه في عِراضِ الشامِ مِصباحُ؟

وقال الجوهري: أَي في شِقِّه وناحِيتِه. وقد عَرُــضَ يَــعْرُــضُ عِرَــضاً

مثل صَغُرَ صِغَراً، وعَراضةً، بالفتح؛ قال جرير:

إِذا ابْتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ، بَذَّهُم

عَراضةُ أَخْلاقِ ابن لَيْلَى وطُولُها

فهو عَرِــيضٌ وعُراضٌ، بالضم، والجمع عِرْــضانٌ، والأُنثى عَرِــيضةٌ

وعُراضةٌ.

وعَرَّــضْتُ الشيء: جعلته عَرِــيضاً، وقال الليث: أَــعْرَــضْتُه جعلته

عَرِــيضاً. وتَــعْرِــيضُ الشيء: جَعْلُه عَرِــيضاً. والــعُراضُ أَيضاً: الــعَرِــيضُ

كالكُبارِ والكَبِيرِ. وفي حديث أُحُد: قال للمنهزمين لقد ذَهَبْتُمْ فيها

عَرِــيضةً أَي واسعةً. وفي الحديث: لئن أَقْصَرْتَ الخُطْبةَ لقد

أَــعْرَــضْتَ المسأَلة أَي جِئْتَ بالخطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة واسعة كبيرة.

والــعُراضاتُ: الإِبل الــعَرِــيضاتُ الآثار. ويقال للإِبل: إِنها الــعُراضاتُ

أَثَراً؛ قال الساجع: إِذا طَلَعت الشِّــعْرى سَفَرا، ولم تَرَ مَطَرا، فلا

تَغْذُوَنَّ إِمَّرةً ولا إِمَّرا، وأَرْسِلِ الــعُراضاتِ أَثَرَا،

يَبْغِيْنَكَ في الأَرضِ مَعْمَرا؛ السفَر: بياضُ النهار، والإِمَّرُ الذكر من ولد

الضأْن، والإِمَّرةُ الأُنثى، وإِنما خص المذكور من الضأْن وإِنما أَراد

جميع الغنم لأَنها أَعْجَزُ عن الطَّلَب من المَعَزِ، والمَعَزُ

تُدْرِكُ ما لا تُدْرِكُ الضأْنُ. والــعُراضاتُ: الإِبل. والمَعْمَرُ: المنزل

بدارِ مَعاشٍ؛ أَي أَرسِلِ الإِبل الــعَرِــيضةَ الآثار عليها رُكْبانُها

لِيَرْتادُوا لك منزلاً تَنْتَجِعُه، ونَصَبَ أَثراً على التمييز. وقوله

تعالى: فَذُو دُعاءٍ عَرِــيضٍ؛ أَي واسع وإِن كان الــعَرْــضُ إِنما يقع في

الأَجسام والدعاءُ ليس بجسم. وأَــعْرَــضَتْ بأَولادها: ولدتهم عِراضاً.

وأَــعْرَــضَ: صار ذا عَرْــض. وأَــعْرَــض في الشيء: تَمَكَّن من عَرْــضِه؛ قال ذو

الرمة:فَعال فَتىً بَنَى وبَنَى أَبُوه،

فأَــعْرَــضَ في المكارِمِ واسْتَطالا

جاءَ به على المثَل لأَن المَكارمَ ليس لها طُولٌ ولا عَرْــضٌ في

الحقيقة. وقَوْسٌ عُراضةٌ: عَرِــيضةٌ؛ وقول أَسماء بن خارجة أَنشده ثعلب:

فَــعَرَــضْتُهُ في ساقٍ أَسْمَنِها،

فاجْتازَ بَيْنَ الحاذِ والكَعْبِ

لم يفسره ثعلب وأُراه أَراد: غَيَّبْتُ فيها عَرْــضَ السيف. ورجل عَرِــيضُ

البِطانِ: مُثْرٍ كثير المال. وقيل في قوله تعالى: فذو دُعاءٍ عَرِــيضٍ،

أَراد كثير فوضع الــعريض موضع الكثير لأَن كل واحد منهما مقدار، وكذلك لو

قال طَوِيل لَوُجِّهَ على هذا، فافهم، والذي تقدَّم أَــعْرفُ.

وامرأَة عَرِــيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُود كاملة. وهو يمشي بالــعَرْــضِيَّةِ

والــعُرْــضِيَّةِ؛ عن اللحياني، أَي بالــعَرْــض.

والــعِراضُ: من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ، قيل: هو خطٌّ في الفَخِذِ عَرْــضاً؛

عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي، تقول منه: عَرَــضَ بعيره عَرْــضاً.

والمُــعَرَّــضُ: نَعَمٌ وسْمُه الــعِراضُ؛ قال الراجز:

سَقْياً بحَيْثُ يُهْمَلُ المُــعَرَّــضُ

تقول منه: عَرَّــضْتُ الإِبل. وإِبل مُــعَرَّــضةٌ: سِمَتُها الــعِراضُ في

عَرْــضِ الفخذ لا في طوله، يقال منه: عَرَــضْتُ البعير وعَرَّــضْتُه

تَــعْرِــيضاً.

وعَرَــضَ الشيءَ عليه يَــعْرِــضُه عَرْــضاً: أَراهُ إِيّاه؛ وقول ساعدة بن

جؤية:

وقدْ كانَ يوم الليِّثِ لو قُلْتَ أُسْوةٌ

ومَــعْرَــضَةٌ، لو كنْتَ قُلْتَ لَقابِلُ،

عَلَيَّ، وكانوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ

ومَجْدٍ، إِذا ما حوَّضَ المَجْد نائِلُ

أَراد: لقد كان لي في هؤلاء القوم الذين هلكوا ما آتَسِي به، ولو

عَرَــضْتَهُم عليَّ مكان مُصِيبتي بابني لقبِلْتُ، وأَراد: وَمَــعْرضةٌ عليَّ

ففصل. وعَرَــضْتُ البعيرَ على الحَوْضِ، وهذا من المقلوب، ومعناه عَرَــضْتُ

الحَوْضَ على البعير. وعَرَــضْتُ الجاريةَ والمتاعَ على البَيْعِ عَرْــضاً،

وعَرَــضْتُ الكِتاب، وعَرَــضْتُ الجُنْدَ عرْــضَ العَيْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم

عليك ونَظَرْتَ ما حالُهم، وقد عَرَــضَ العارِضُ الجُنْدَ واعْتَرَضُوا

هم. ويقال: اعْتَرَضْتُ على الدابةِ إِذا كنتَ وقْتَ الــعَرْــض راكباً، قال

ابن بري: قال الجوهري وعَرَــضْتُ بالبعير على الحوض، وصوابه عَرَــضْتُ

البعير، ورأَيت عِدّة نسخ من الصحاح فلم أَجد فيها إِلا وعَرَــضْتُ البعير،

ويحتمل أَن يكون الجوهري قال ذلك وأَصلح لفظه فيما بعد.

وقد فاته الــعَرْــضُ والــعَرَــضُ، الأَخيرة أَعلى، قال يونس: فاته الــعَرَــضُ،

بفتح الراء، كما يقول قَبَضَ الشيءَ قَبْضاً، وقد أَلقاه في القَبَض أَي

فيما قَبَضه، وقد فاته الــعَرَــضُ وهو العَطاءُ والطَّمَعُ؛ قال عدي ابن

زيد:

وما هذا بأَوَّلِ ما أُلاقِي

مِنَ الحِدْثانِ والــعَرَــضِ الفَرِيبِ

أَي الطَّمَع القريب. واعْتَرَضَ الجُنْدَ على قائِدِهم، واعْتَرَضَ

الناسَ: عَرَــضَهم واحداً واحداً. واعْتَرَضَ المتاعَ ونحوه واعْتَرَضَه على

عينه؛ عن ثعلب، ونظر إِليه عُرْــضَ عيْنٍ؛ عنه أَيضاً، أَي اعْتَرَضَه على

عينه. ورأَيته عُرْــضَ عَيْنٍ أَي ظاهراً عن قريب. وفي حديث حذيفة:

تُــعْرَــضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْــضَ الحَصِير؛ قال ابن الأَثير: أَي توضَع

عليها وتُبْسَطُ كما تُبْسَطُ الحَصِيرُ، وقيل: هو من عَرْــض الجُنْدِ بين

يدي السلطان لإِظهارهم واختبار أَحوالهم. ويقال: انطلق فلان يَتَــعَرَّــضُ

بجَمله السُّوق إِذا عَرَــضَه على البيع. ويقال: تَــعَرَّــضْ أَي أَقِمْهُ في

السوق.

وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً: قابَلَه، وعارَضْتُ كتابي بكتابه أَي

قابلته. وفلان يُعارِضُني أَي يُبارِيني. وفي الحديث: إِن جبريل، عليه

السلام، كان يُعارِضُه القُرآنَ في كل سنة مرة وإِنه عارضَه العامَ مرتين،

قال ابن الأَثير: أَي كان يُدارِسُه جمِيعَ ما نزل من القرآن من

المُعارَضةِ المُقابلةِ.

وأَما الذي في الحديث: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعتراضَ فهو أَن

يَعْتَرِضَ رجل بفَرسِه في السِّباق فَيَدْخُلَ مع الخيل؛ ومنه حديث سُراقة:

أَنه عَرَــضَ لرسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَبي بكر الفَرسَ أَي

اعْتَرَضَ به الطريقَ يَمْنَعُهما من المَسِير. وأَما حديث أَبي سعيد: كنت

مع خليلي، صلّى اللّه عليه وسلّم، في غزوة إِذا رجل يُقَرِّبُ فرساً في

عِراضِ القوم، فمعناه أَي يَسِيرُ حِذاءَهم مُعارِضاً لهم. وأَما حديث

الحسن بن عليّ: أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسينُ في عِراضِ كلامه أَي في مثل

قوله ومُقابِله. وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،

عارَضَ جَنازَة أَبي طالب أَي أَتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطريق ولم يتبعْها

من منزله. وعَرَــضَ من سلعته: عارَضَ بها فأَعْطَى سِلْعةً وأَخذ أُخرى.

وفي الحديث: ثلاثٌ فيهن البركة منهن البَيْعُ إِلى أَجل والمُعارَضةُ أَي

بيع الــعَرْــض بالــعَرْــض، وهو بالسكون المَتاعُ بالمتاع لا نَقْدَ فيه.

يقال: أَخذت هذه السلعة عرْــضاً إِذا أَعْطَيْتَ في مقابلتها سلعة أُخرى.

وعارضَه في البيع فَــعَرَــضَه يَــعْرُــضُه عَرْــضاً: غَبَنَه. وعَرَــضَ له مِن

حقِّه ثوباً أَو مَتاعاً يَــعْرِــضُه عَرْــضاً وعَرَــضَ به: أَعْطاهُ إِيّاهُ

مكانَ حقِّه، ومن في قولك عَرَــضْتُ له من حَقِّه بمعنى البدل كقول اللّه

عزّ وجلّ: ولو نشاءُ لجعلنا منكم ملائكة في الأَرض يَخْلُفُون؛ يقول: لو

نشاءُ لجعلنا بدلكم في الأَرض ملائكة. ويقال: عَرَّــضْتُك أَي عَوَّضْتُك.

والعارِضُ: ما عَرَــضَ من الأَعْطِيَة؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسيّ:

يا لَيْلُ، أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ

هلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ،

في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟

قاله يخاطب امرأَة خطبها إِلى نفسها ورَغَّبها في أَنْ تَنْكِحه فقال:

هل لك رَغْبةٌ في مائة من الإِبل أَو أَكثر من ذلك؟ لأَن الهجمة أَوَّلُها

الأَربعون إِلى ما زادت يجعلها لها مَهْراً، وفيه تقديم وتأْخير،

والمعنى هل لك في مائة من الإِبل أَو أَكثر يُسْئِرُ منها قابِضُها الذي يسوقها

أَي يُبْقِي لأَنه لا يَقْدِر على سَوْقِها لكثرتها وقوتها لأَنها

تَفَرَّقُ عليه، ثم قال: والعارِضُ منكِ عائِضٌ أَي المُعْطِي بدلَ بُضْعِكِ

عَرْــضاً عائِضٌ أَي آخِذٌ عِوَضاً مِنْكِ بالتزويج يكون كِفاءً لما عَرَــضَ

منك. ويقال: عِضْتُ أَعاضُ إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً، وعُضْتُ أَعُوضُ

إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَي دَفَعْتَ، فقوله عائِضٌ من عِضْتُ لا من عُضْتُ،

ومن رَوَى يَغْدِرُ، أَراد يَتْرُكُ من قولهم غادَرْتُ الشيء. قال ابن

بري: والذي في شــعره والعائِضُ منكِ عائِضُ أَي والعِوَضُ منك عِوَضٌ كما

تقول الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَي لها مَوْقِعٌ. ويقال: كان لي على فلان

نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ منه. وإِذا طلب قوم عند قوم دَماً فلم

يُقِيدُوهم قالوا: نحن نَــعْرِــضُ منه فاعْتَرِضُوا منه أَي اقْبَلُوا الدية.

وعَرَــضَ الفَرَسُ في عَدْوِه: مَرَّ مُعْتَرِضاً. وعَرَــضَ العُودَ على

الإِناءِ والسَّيْفَ على فَخِذِه يَــعْرِــضُه عَرْــضاً ويَــعْرُــضُه، قال

الجوهري: هذه وحدها بالضم. وفي الحديث: خَمِّرُوا آنِيَتَكم ولو بِعُود

تَــعْرُــضُونَه عليه أَي تَضَعُونَه مَــعْرُــوضاً عليه أَي بالــعَرْــض؛ وعَرَــضَ

الرُّمْحَ يَــعْرِــضُه عَرْــضاً وعَرَّــضَه؛ قال النابغة:

لَهُنَّ عَلَيْهم عادَةٌ قدْ عَرَــفْنَها،

إِذا عَرَّــضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكَواثِبِ

وعَرَــضَ الرامي القَوْسَ عَرْــضاً إِذا أَضجَعها ثم رَمى عنها. وعَرَــضَ

له عارِضٌ من الحُمَّى وغَيرها. وعَرَــضْتُهم على السيف قَتْلاً. وعَرَــضَ

الشيءُ يَــعْرِــضُ واعترَضَ: انتَصَبَ ومَنَعَ وصار عارِضاً كالخشَبةِ

المنتصبةِ في النهر والطريق ونحوها تَمْنَعُ السالكين سُلوكَها. ويقال:

اعتَرَضَ الشيءُ دون الشيءِ أَي حال دونه. واعتَرَضَ الشيءَ: تَكَلَّفَه.

وأَــعرَــضَ لك الشيءُ من بَعِيدٍ: بدَا وظَهَر؛ وأَنشد:

إِذا أَــعْرَــضَتْ داويَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ،

وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا

(* قوله «فلقا» بالكسر هو الامر العجب، وأَنشد الصحاح: إِذا اعرضت البيت

شاهداً عليه وتقدم في غرد ضبطه بفتح الفاء.)

أَي بَدَتْ. وعَرَــضَ له أَمْرُ كذا أَي ظهر. وعَرَــضْتُ عليه أَمر كذا

وعَرَــضْتُ له الشيء أَي أَظهرته له وأَبْرَزْتُه إِليه. وعَرَــضْتُ الشيءَ

فأَــعْرَــضَ أَي أَظْهَرْتُه فظهر، وهذا كقولهم كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وهو من

النوادر. وفي حديث عمر: تَدَعُون أَميرَ المؤمنين وهو مُــعْرَــضٌ لكم؛ هكذا

روي بالفتح، قال الحَرْبيّ: والصواب بالكسر. يقال: أَــعْرَــضَ الشيءُ

يُــعْرِــضُ من بعيد إِذا ظهَر، أَي تَدَعُونه وهو ظاهر لكم. وفي حديث عثمان بن

العاص: أَنه رأَى رجلاً فيه اعتِراضٌ، هو الظهور والدخول في الباطل

والامتناع من الحق. قال ابن الأَثير: واعتَرَضَ فلان الشيءَ تَكَلَّفَه.

والشيءُ مُــعْرِــضٌ لك: موجود ظاهر لا يمتنع. وكلُّ مُبْدٍ عُرْــضَه مُــعْرِــضٌ؛

قال عمرو ابن كلثوم:

وأَــعْرَــضَتِ اليَمامةُ، واشمَخَرَّتْ

كأَسْيافٍ بأَيْدي مُصْلِتِينا

وقال أَبو ذؤيب:

بأَحْسَن منها حِينَ قامَتْ فأَــعْرَــضَتْ

تُوارِي الدُّمُوعَ، حِينَ جَدَّ انحِدارُها

واعتَرَضَ له بسهم: أَقْبَلَ قِبَلَه فرماه فقتلَه. واعتَرَضَ عَرْــضه:

نَحا نَحْوَه. واعتَرَضَ الفرَسُ في رَسَنِه وتَــعَرَّــضَ: لم يَسْتَقِمْ

لقائدِه؛ قال الطرماح:

وأَراني المَلِيكُ رُشْدي، وقد كنْـ

ـتُ أَخا عُنجُهِيَّةٍ واعتِراضِ

وقال:

تَــعَرَّــضَتْ، لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لي،

تَــعَرُّــضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ

والــعَرَــضُ: من أَحْداثِ الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك؛ قال الأَصمعي:

الــعَرَــضُ الأَمر يَــعْرِــضُ للرجل يُبْتَلَى به؛ قال اللحياني: والــعَرَــضُ

ما عَرَــضَ للإِنسان من أَمر يَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ. والــعَرَــضُ:

ما يَــعْرِــضُ للإِنسان من الهموم والأَشغال. يقال: عَرَــضَ لي يَــعْرِــضُ

وعَرِــضَ يَــعْرَــضُ لغتان. والعارِضةُ: واحدة العَوارِضِ، وهي الحاجاتُ.

والــعَرَــضُ والعارِضُ: الآفةُ تَــعْرِــضُ في الشيء، وجَمْعُ الــعَرَــضِ أَــعْراضٌ،

وعَرَــضَ له الشكُّ ونحوُه من ذلك.

وشُبْهةٌ عارِضةٌ: معترضةٌ في الفؤاد. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه:

يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ؛ وقد تكونُ

العارِضَةُ هنا مصدراً كالعاقبة والعافية.

وأَصَابَه سَهْمُ عَرَــضٍ وحَجَرُ عَرَــضٍ مُضاف، وذلك أَن يُرْمى به

غيْرُه عمداً فيصاب هو بتلك الرَّمْيةِ ولم يُرَدْ بها، وإِن سقَط عليه حجر

من غير أَن يَرْمِيَ به أَحد فليس بــعرَــض. والــعَرَــضُ في الفلسفة: ما يوجد

في حامله ويزول عنه من غير فساد حامله، ومنه ما لا يَزُولُ عنه، فالزّائِل

منه كأُدْمةِ الشُّحُوبِ وصفرة اللون وحركة المتحرّك، وغيرُ الزائل

كسَواد القارِ والسَّبَجِ والغُرابِ.

وتَــعَرَّــضَ الشيءُ: دخَلَه فَسادٌ، وتَــعَرَّــضَ الحُبّ كذلك؛ قال لبيد:

فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَــعَرَّــضَ وَصْلُه،

ولَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها

وقيل: من تــعرّــض وصله أَي تعوّج وزاغَ ولم يَسْتَقِم كما يَتَــعَرَّــضُ

الرجل في عُرُــوض الجَبل يميناً وشمالاً؛ قال امرؤ القيس يذكر الثريَّا:

إِذا ما الثُّرَيّا في السماءِ تَــعَرَّــضَتْ،

تَــعَرُّــضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ

أَي لم تَسْتَقِمْ في سيرها ومالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ أَثناؤه على

جارية تَوَشَّحَتْ به. وعَرَــضُ الدنيا: ما كان من مال، قلّ أَو كَثُر.

والــعَرَــضُ: ما نِيلَ من الدنيا. يقال: الدّنيا عَرَــضٌ حاضر يأْكل منها البَرّ

والفاجر، وهو حديث مَرْوِيّ. وفي التنزيل: يأْخذون عرَــض هذا الأَدنى

ويقولون سيغفر لنا؛ قال أَبو عبيدة: جميع مَتاعِ الدنيا عرَــض، بفتح الراء.

وفي الحديث: ليْسَ الغِنى عن كَثْرة الــعَرَــضِ إِنما الغِنى غِنى النفس؛

الــعَرَــضُ، بالتحريك: متاع الدّنيا وحُطامُها، وأَما الــعَرْــض بسكون الراء

فما خالف الثَّمَنَينِ الدّراهِمَ والدّنانيرَ من مَتاعِ الدنيا وأَثاثِها،

وجمعه عُروضٌ، فكل عَرْــضٍ داخلٌ في الــعَرَــض وليس كل عَرَــضٍ عَرْــضاً.

والــعَرْــضُ: خِلافُ النقْد من المال؛ قال الجوهري: الــعَرْــضُ المتاعُ، وكلُّ

شيء فهو عَرْــضٌ سوى الدّراهِمِ والدّنانير فإِنهما عين. قال أَبو عبيد:

الــعُرُــوضُ الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً

ولا عَقاراً، تقول: اشتريت المَتاعَ بِــعَرْــضٍ أَي بمتاع مِثْلِه،

وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به.

ورجلٌ عِرِّــيضٌ مثل فِسِّيقٍ: يَتَــعَرَّــضُ الناسَ بالشّرِّ؛ قال:

وأَحْمَقُ عِرِّــيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ،

تَمَرَّسَ بي مِن حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ

واسْتَــعْرَــضَه: سأَله أَنْ يَــعْرِــضَ عليه ما عنده. واسْتَــعْرَــض: يُعْطِي

(* قوله «واستــعرض يعطي» كذا بالأصل.) مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبَرَ.

يقال: اسْتَــعْرِــضِ الــعَرَــبَ أَي سَلْ مَنْ شئت منهم عن كذا وكذا.

واسْتَــعْرَــضْتُه أَي قلت له: اعْرِــضْ عليّ ما عندك.

وعِرْــضُ الرجلِ حَسبَهُ، وقيل نفْسه، وقيل خَلِيقَته المحمودة، وقيل ما

يُمْدح به ويُذَمُّ. وفي الحديث: إِن أَغْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ

يومكم هذا؛ قال ابن الأَثير: هو جمع الــعِرْــض المذكور على اختلاف القول

فيه؛ قال حسان:

فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْــضِي

لِــعِرْــض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ

قال ابن الأَثير: هذا خاصّ للنفس. يقال: أَكْرَمْت عنه عِرْــضِي أَي

صُنْتُ عنه نَفْسي، وفلان نَقِيُّ الــعِرْــض أَي بَرِيءٌ من أَن يُشْتَم أَو

يُعابَ، والجمع أَــعْراضٌ. وعَرَــضَ عِرْــضَه يَــعْرِــضُه واعتَرَضَه إِذا وقع

فيه وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله أَو ساواه في الحسَب؛ أَنشد ابن

الأَــعرابي:

وقَوْماً آخَرِينَ تَــعَرَّــضُوا لي،

ولا أَجْني من الناسِ اعتِراضا

أَي لا أَجْتَني شَتْماً منهم. ويقال: لا تُــعْرِــضْ عِرْــضَ فلان أَي لا

تَذْكُرْه بسوء، وقيل في قوله شتم فلان عِرْــضَ فلان: معناه ذكر أَسلافَه

وآباءَه بالقبيح؛ ذكر ذلك أَبو عبيد فأَنكر ابن قتيبة أَن يكون الــعِرْــضُ

الأَسْلافَ والآباء، وقال: الــعِرْــض نَفْسُ الرجل، وقال في قوله يَجْرِي

(*

قوله «يجري» نص النهاية: ومنه حديث صفة أهل الجنة إِنما هو عرق يجري،

وساق ما هنا.) من أَــعْراضِهم مِثلُ ريحِ المسكِ أَي من أَنفسهم وأَبدانِهم؛

قال أَبو بكر: وليس احتجاجه بهذا الحديث حجة لأَن الأَــعراضَ عند الــعرب

المَواضِعُ التي تَــعْرَــقُ من الجسد؛ ودل على غَلَطِه قول مِسْكِين

الدارِميّ:

رُبَّ مَهْزولٍ سَمِينٌ عِرْــضُه،

وسمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

معناه: رُبَّ مَهْزُولِ البدَن والجسم كريمُ الآباءِ. وقال اللحياني:

الــعِرْــضُ عِرْــضُ الإِنسان، ذُمَّ أَو مُدِحَ، وهو الجسَد. وفي حديث عمر،

رضي اللّه عنه، للحطيئة: كأَنِّي بك عند بعض الملوك تُغَنِّيه بأَــعراضِ

الناس أَي تُغَني بذَمِّهم وذَمِّ أَسلافِهم في شــعرك وثَلْبِهم؛ قال

الشاعر:ولكنَّ أَــعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ،

إِذا كان أَــعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ

وقال آخر:

قاتَلَكَ اللّهُ ما أَشَدَّ عَلَيْـ

ـك البَدْلَ في صَوْنِ عِرْــضِكَ الجَرِب

يُرِيدُ في صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ؛ وقال في قول حسان:

فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْــضِي

أَراد فإِنّ أَبي ووالده وآبائي وأَسلافي فأَتى بالعُموم بعد الخُصوص

كقوله عزّ وجلّ: ولقد آتيناك سَبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم، أَتى

بالعموم بعد الخصوص. وفي حديث أَبي ضَمْضَم: اللهم إِنِّي تَصَدَّقْتُ

بِــعِرْــضِي على عبادك أَي تصدّقت على من ذكرني بما يَرْجِعُ إِليَّ عَيْبُه،

وقيل: أَي بما يلحقني من الأَذى في أَسلافي، ولم يرد إِذاً أَنه تصدَّق

بأَسلافه وأَحلّهم له، لكنه إِذا ذكَرَ آباءه لحقته النقيصة فأَحلّه مما

أَوصله إِليه من الأَذى. وعِرْــضُ الرجل: حَسَبُه. ويقال: فلان كريم الــعِرْــضِ

أِي كريم الحسَب. وأَــعْراضُ الناس: أَــعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم.

وفلان ذو عِرْــضٍ إِذا كانَ حَسِيباً. وفي الحديث: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ

عُقُوبَتَه وعِرْــضَهُ أَي لصاحب الدَّيْنِ أَن يَذُمَّ عِرْــضَه ويَصِفَه

بسوء القضاء، لأَنه ظالم له بعدما كان محرماً منه لا يَحِلُّ له اقْتِراضُه

والطَّعْنُ عليه، وقيل: عِرْــضَه أَن يُغْلِظَ له وعُقُوبته الحَبْس،

وقيل: معناه أَنه يُحِلّ له شِكايَتَه منه، وقيل: معناه أَن يقول يا ظالم

أَنْصِفْني، لأَنه إِذا مَطَلَه وهو غنيّ فقد ظَلَمه. وقال ابن قتيبة:

عِرْــضُ الرجل نَفْسُه وبَدَنُه لا غير. وفي حديث النعمان بن بَشِير عن النبي،

صلّى اللّه عليه وسلّم: فمن اتقى الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِينِه

وعِرْــضِه أَي احْتاطَ لنفسه، لا يجوز فيه معنى الآباءِ والأَسْلافِ. وفي

الحديث: كلُّ المُسْلِم على المسلِم حَرام دَمُه ومالُه وعِرْــضُه؛ قال ابن

الأَثير: الــعِرْــضُ موضع المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنسان سواء كان في نَفْسِه

أَو سَلَفِه أَو من يلزمه أَمره، وقيل: هو جانبه الذي يَصُونُه من نفْسه

وحَسَبِه ويُحامي عنه أَن يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، وقال أَبو العباس: إِذا

ذكر عِرْــضُ فلان فمعناه أُمُورُه التي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بذكرها

من جهتها بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ، فيجوز أَن تكون أُموراً يوصف هو بها دون

أَسْلافه، ويجوز أَن تذكر أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِيصة بعيبهم، لا خلاف

بين أَهل اللغة فيه إِلا ما ذكره ابن قتيبة من إِنكاره أَن يكون الــعِرْــضُ

الأَسْلافَ والآباءَ؛ واحتج أَيضاً بقول أَبي الدرداء: أَقْرِضْ من

عِرْــضِك ليوم فَقْرِك، قال: معناه أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَي مَنْ عابك وذمّك

فلا تُجازه واجعله قَرْضاً في ذمته لِتَسْتَوفِيَه منه يومَ حاجتِكَ في

القِيامةِ؛ وقول الشاعر:

وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنى ومَعِي عِرْــضِي

أَي أَفعالي الجميلة؛ وقال النابغة:

يُنْبِئْكِ ذُو عِرْــضهِمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ،

ولَيْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما

ذو عِرْــضِهم: أَشْرافُهُم، وقيل: ذو عِرْــضِهم حَسَبهم، والدليل على أَن

الــعرض ليس بالنفْسِ ولا البدن قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: دمُه

وعِرْــضُه، فلو كان الــعرض هو النفس لكان دمه كافياً عن قوله عِرْــضُه لأَن الدم

يراد به ذَهابُ النفس، ويدل على هذا قول عمر للحطيئة: فانْدَفَعْتَ

تُغَنِّي بأَــعْراضِ المسلمين، معناه بأَفعالهم وأَفعال أَسلافهم. والــعِرْــضُ:

بَدَنُ كل الحيوان. والــعِرْــضُ: ما عَرِــقَ من الجسد. والــعِرْــضُ: الرائِحة ما

كانت، وجمعها أَــعْراضٌ. وروي عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه ذكر

أَهل الجنة فقال: لا يَتَغَوّطُون ولا يَبُولونَ إِنما هو عَرَــقٌ يجري من

أَــعْراضِهم مثل ريح المِسْك أَي من مَعاطفِ أَبْدانهم، وهي المَواضِعُ

التي تَــعْرَــقُ من الجسد. قال ابن الأَثير: ومنه حديث أُم سلمة لعائشة:

غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَــعْراضِ أَي إِنهن للخَفَر والصّوْن

يَتَسَتَّرْن؛ قال: وقد روي بكسر الهمزة، أَي يُــعْرِــضْنَ كما كُرِهَ لهن أَن

يَنْظُرْنَ إِليه ولا يَلْتَفِتْنَ نحوه. والــعِرْــضُ، بالكسر: رائحة الجسد

وغيره، طيبة كانت أَو خبيثة. والــعِرْــضُ والأَــعْراضُ: كلّ مَوْضِع يَــعْرَــقُ من

الجسد؛ يقال منه: فلان طيب الــعِرْــضِ أَي طيّب الريح، ومُنْتنُ الــعِرْــضِ،

وسِقاءٌ خبيثُ الــعِرْــضِ إِذا كان مُنْتناً. قال أَبو عبيد: والمعنى في

الــعِرْــضِ في الحديث أَنه كلُّ شيء من الجسد من المغابِنِ وهي الأَــعْراضُ،

قال: وليس الــعِرْــضُ في النسب من هذا في شيء. ابن الأَــعرابي: الــعِرْــضُ

الجسد والأَــعْراضُ الأَجْسادُ، قال الأَزهري: وقوله عَرَــقٌ يجري من أَــعراضهم

معناه من أَبْدانِهم على قول ابن الأَــعرابي، وهو أَحسن من أَن يُذْهَبَ

به إِلى أَــعراضِ المَغابِنِ. وقال اللحياني: لبَن طيّب الــعِرْــضِ وامرأَة

طيّبة الــعِرْــضِ أَي الريح. وعَرَّــضْتُ فلاناً لكذا فَتَــعَرَّــضَ هو له،

والــعِرْــضُ: الجماعةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْلِ والنَّخْلِ ولا يكون في

غيرهن، وقيل: الأَــعْراضُ الأَثْلُ والأَراكُ والحَمْضُ، واحدها عَرْــضٌ؛

وقال:والمانِع الأَرْضَ ذاتَِ الــعَرْــضِ خَشْيَتُه،

حتى تَمنَّعَ مِنْ مَرْعىً مَجانِيها

والــعَرُــوضاواتُ

(* قوله «الــعروضاوات؛ هكذا بالأصل، ولم نجدها فيما عندنا

من المعاجم.): أَماكِنُ تُنْبِتُ الأَــعْراضَ هذه التي ذكرناها.

وعارَضْتُ أَي أَخَذْتُ في عَروضٍ وناحيةٍ. والــعِرْــضُ: جَوُّ البَلَد وناحِيتُه

من الأَرض. والــعِرْــضُ: الوادِي، وقيل جانِبُه، وقيل عِرْــضُ كل شيء

ناحيته. والــعِرْــضُ: وادٍ باليَمامةِ؛ قال الأَعشى:

أَلم تَرَ أَنَّ الــعِرْــضَ أَصْبَحَ بَطْنُه

نَخِيلاً، وزَرْعاً نابِتاً وفَصافِصا؟

وقال الملتمس:

فَهَذا أَوانُ الــعِرْــضِ جُنَّ ذُبابُه:

زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

الأَزْرَقُ: الذُّبابُ. وقيل: كلُّ وادٍ عِرضٌ، وجَمْعُ كلِّ ذلك

أَــعراضٌ لا يُجاوَزُ. وفي الحديث: أَنه رُفِعَ لرسول اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، عارِضُ اليمامةِ؛ قال: هو موضعٌ مــعروف. ويقال للجبل: عارِضٌ؛ قال

أَبو عبيدة: وبه سمّي عارِضُ اليمامةِ، قال: وكلُّ وادٍ فيه شجر فهو

عِرْــضٌ؛ قال الشاعر شاهداً على النكرة:

لَــعِرْــضٌ مِنَ الأَــعْراضِ يُمسِي حَمامُه،

ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ،

(* قوله «الغين» جمع الغيناء، وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح.)

أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً

وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

ويقال: أَخصَبَ ذلك الــعِرْــضُ، وأَخصَبَتْ أَــعراضُ المدينة وهي قُراها

التي في أَوْدِيتها، وقيل: هي بُطونُ سَوادِها حيث الزرعُ والنخيل.

والأَــعْراضُ: قُرىً بين الحجاز واليمن.

وقولهم: استُعْمِلَ فلان على الــعَرُــوض، وهي مكة والمدينة واليمن وما

حولها؛ قال لبيد:

نُقاتِلُ ما بَيْنَ الــعَرُــوضِ وخَثْعَما

أَي ما بين مكة واليمن. والــعَرُــوضُ: الناحيةُ. يقال: أَخذ فلان في

عَروضٍ ما تُعْجِبُني أَي في طريق وناحية؛ قال التَّغْلَبيّ:

لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدٍّ، عَمارةٍ،

عَرُــوضٌ، إِليها يَلْجَؤُونَ، وجانِبُ

يقول: لكل حَيّ حِرْز إِلا بني تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ،

وعَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس، ومن رواه عُروضٌ، بضم العين، جعله جمع عَرْــض

وهو الجبل، وهذا البيت للأَخنس بن شهاب.

والــعَرُــوضُ: المكانُ الذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ. وقولهم: فلان رَكُوضٌ

بلا عَرُــوضٍ أَي بلا حاجة عَرَــضت له.

وعُرْــضُ الشيء، بالضم: ناحِيتُه من أَي وجه جِئْتَه. يقال: نظر إِليه

بــعُرْــضِ وجهه. وقولهم: رأَيتُه في عرض الناس أَي هو من العامة

(* قوله «في

عرض الناس أَي هو من العامة» كذا بالأصل، والذي في الصحاح: في عرض الناس

أَي فيما بينهم، وفلان من عرض الناس أَي هو من العامة.). قال ابن سيده:

والــعَرُــوضُ مكة والمدينة، مؤنث. وفي حديث عاشوراء: فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا

أَهلَ الــعَرُــوضِ؛ قيل: أَراد مَنْ بأَ كنافِ مكة والمدينة. ويقال

للرَّساتِيقِ بأَرض الحجاز الأَــعْراضُ، واحدها عِرْــضٌ؛ بالكسر، وعَرَــضَ الرجلُ

إِذا أَتَى الــعَرُــوضَ وهي مكة والمدينة وما حولهما؛ قال عبد يغوث بن

وقّاص الحارثي:

فَيا راكِبَا إِمّا عَرَــضْتَ، فَبَلِّغا

نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِيا

قال أَبو عبيد: أَراد فيا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالى: يا

أَسَفَا على يوسف، ولا يجوز يا راكباً بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً

بعينه، وإِنما جاز أَن تقول يا رجلاً إِذا لم تَقْصِدْ رجلاً بعينه

وأَردت يا واحداً ممن له هذا الاسم، فإِن ناديت رجلاً بعينه قلت يا رجل كما

تقول يا زيد لأَنه يَتَــعَرَّــفُ بحرف النداء والقصد؛ وقول الكميت:

فأَبْلِغْ يزيدَ، إِنْ عَرَــضْتَ، ومُنْذِراً

وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا

يعني إِن مَرَرْتَ به. ويقال: أَخَذْنا في عَرُــوضٍ مُنْكَرَةٍ يعني

طريقاً في هبوط. ويقال: سِرْنا في عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم

من عُرْــضِهم؛ وقال ابن السكيت في قول البَعِيثِ:

مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ

جَنابَ الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما

قال: عارَضَتْ أَخَذَتْ في عُرْــضٍ أَي ناحيةٍ منه.

جَنابُ الصِّبا أَي جَنْبُهُ. وقال غيره: عارضت جناب الصِّبا أَي دخلت

معنا فيه دخولاً ليست بمُباحِتةٍ، ولكنها تُرينا أَنها داخلة معنا وليست

بداخلة. في كاتم السرّ أَعْجما أَي في فعل لا يَتَبَيَّنُه مَن يَراه، فهو

مُسْتَعْجِمٌ عليه وهو واضح عندنا.

وبَلَدٌ ذو مَــعْرَــضٍ أَي مَرْعىً يُغْني الماشية عن أَن تُعْلَف.

وعَرَّــضَ الماشيةَ: أَغناها به عن العَلَف. والــعَرْــضُ والعارِضُ: السَّحابُ

الذي يَعْتَرِضُ في أُفُقِ السماء، وقيل: الــعَرْــضُ ما سدَّ الأُفُق، والجمع

عُروضٌ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ:

أَرِقْتُ له حتى إِذا ما عُروضُه

تَحادَتْ، وهاجَتْها بُروقٌ تُطِيرُها

والعارِضُ: السَّحابُ المُطِلُّ يَعْتَرِض في الأُفُقِ. وفي التنزيل في

قضية قوم عادٍ: فلما رأَوْه عارِضاً مستقبل أَوديتهم قالوا هذا عارض

مُمْطِرنا؛ أَي قالوا هذا الذي وُعِدْنا به سحاب فيه الغيث، فقال اللّه

تعالى: بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم، وقيل: أَي ممطر لنا لأَنه

مــعرفة لا يجوز أَن يكون صفة لعارض وهو نكرة، والــعرب إِنما تفعل مثل هذا في

الأَسماء المشتقة من الأَفعال دون غيرها؛ قال جرير:

يا رُبَّ غابِطِنا لو كان يَــعْرِــفُكم،

لاقَى مُباعَدَةً مِنْكم وحِرْمانَا

ولا يجوز أَن تقول هذا رجل غلامنا. وقال أَــعرابي بعد عيد الفطر: رُبَّ

صائِمِه لن يصومه وقائمه لن يقومه فجعله نعتاً للنكرة وأَضافه إِلى

المــعرفة. ويقال للرِّجْلِ العظيم من الجراد: عارِضٌ. والعارِضُ: ما سَدَّ

الأُفُق من الجراد والنحل؛ قال ساعدة:

رأَى عارِضاً يَعْوي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ،

قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شيءٍ يَرُومُها

ويقال: مَرَّ بنا عارِضٌ قد مَلأَ الأُفق. وأَتانا جَرادٌ عَرْــضٌ أَي

كثير. وقال أَبو زيد: العارِضُ السَّحابةُ تراها في ناحية من السماء، وهو

مثل الجُلْبِ إِلا أَن العارِضَ يكون أَبيض والجُلْب إِلى السواد.

والجُلْبُ يكون أَضْيَقَ من العارِضِ وأَبعد.

ويقال: عَرُــوضٌ عَتُودٌ وهو الذي يأْكل الشجر بِــعُرْــضِ شِدْقِه.

والــعَرِــيضُ من المِعْزَى: ما فوق الفَطِيمِ ودون الجَذَع. والــعَرِــيضُ:

الجَدْي إِذا نزا، وقيل: هو إِذا أَتَى عليه نحو سنة وتناول الشجر والنبت،

وقيل: هو الذي رَعَى وقَوِيَ، وقيل: الذي أَجْذَعَ. وفي كتابه لأَقْوالِ

شَبْوَةَ: ما كان لهم من مِلْكٍ وعُرْــمانٍ ومَزاهِرَ وعِرْــضانٍ؛

الــعِرْــضانُ: جمع الــعَرِــيضِ وهو الذي أَتَى عليه من المعَز سنة وتناولَ الشجر

والنبت بِــعُرْــضِ شِدْقِه، ويجوز أَن يكون جمعَ الــعِرْــضِ وهو الوادي الكثير

الشجر والنخيل. ومنه حديث سليمان، عليه السلام: أَنه حَكَمَ في صاحب الغنم

أَن يأْكل من رِسْلِها وعِرْــضانِها. وفي الحديث: فَتَلَقَّتْه امرأَة

معها عَرِــيضانِ أَهْدَتهما له، ويقال لواحدها عَروضٌ أَيضاً، ويقال

للعَتُودِ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ: عَرِــيضٌ، والجمع عِرْــضانٌ وعُرْــضانٌ؛

قال الشاعر:

عَرِــيضٌ أَرِيضٌ باتَ ييْــعَرُ حَوْلَه،

وباتَ يُسَقِّينا بُطُونَ الثَّعالِبِ

قال ابن بري: أَي يَسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب. وعنده

عَرِــيضٌ أَي جَدْي؛ ومثله قول الآخر:

ما بالُ زَيْدٍ لِحْية الــعَرِــيضِ

ابن الأَــعرابي: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سمي عَرِــيضاً

وعَتُوداً، وعَرِــيضٌ عَرُــوضٌ إِذا فاته النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ بِــعُرْــضِ

فيه.والعَنَمُ تَــعْرُــضُ الشوك: تَناوَلُ منه وتأْكُلُه، تقول منه: عَرَــضَتِ

الشاةُ الشوكَ تَــعْرُــضُه والإِبلُ تَــعْرُــضُ عَرْــضاً. وتَعْتَرِضُ:

تَعَلَّقُ من الشجر لتأْكله. واعْتَرَضَ البعيرُ الشوك: أَكله، وبَعِيرٌ

عَرُــوضٌ: يأْخذه كذلك، وقيل: الــعَرُــوضُ الذي إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشوك.

وعَرَــضَ البعِيرُ يَــعْرُــضُ عَرْــضاً: أَكلَ الشجر من أَــعراضِه. قال ثعلب: قال

النضر بن شميل: سمعت أَــعرابيّاً حجازيّاً وباع بعيراً له فقال: يأْكل

عَرْــضاً وشَعْباً؛ الشعْبُ: أَن يَهْتَضِمَ الشجر من أَعْلاه، وقد تقدّم.

والــعريضُ من الظِّباء: الذي قد قارَبَ الإِثْناءَ. والــعرِــيضُ، عند أَهل

الحجاز خاصة: الخَصِيُّ، وجمعه عِرْــضانٌ وعُرْــضانٌ. ويقال: أَــعْرَــضْتُ

الــعرضان إِذا خصيتها، وأَــعرضتُ الــعرضان إِذا جعلتها للبيع، ولا يكون الــعرِــيضُ

إِلا ذكراً.

ولَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ من إِبل أُخرى. وجاءت

المرأَة بابن عن مُعارَضةٍ وعِراضٍ إِذا لم يُــعْرَــفْ أَبوه. ويقال

للسَّفِيحِ: هو ابن المُعارَضةِ. والمُعارَضةُ: أَن يُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ

فيأْتِيَها بلا نِكاح ولا مِلْك. والعَوارِضُ من الإِبل: اللَّواتي يأْكلن

العِضاه عُرْــضاً أَي تأْكله حيث وجدته؛ وقول ابن مقبل:

مَهارِيقُ فَلُّوجٍ تَــعَرَّــضْنَ تالِيا

معناه يُــعَرِّــضُهُنَّ تالٍ يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ. ابن السكيت: يقال ما

يَــعْرُــضُكَ لفلان، بفتح الياء وضم الراء، ولا تقل مل يُــعَرِّــضك،

بالتشديد.

قال الفراء: يقال مَرَّ بي فلان فما عَرَــضْنا له، ولا تَــعْرِــضُ له ولا

تَــعْرَــضُ له لغتان جيّدتان، ويقال: هذه أَرضُ مُــعْرَــضةٌ يَسْتَــعْرِــضُها

المالُ ويَعْتَرِضُها أَي هي أَرض فيها نبت يرعاه المال إِذا مرَّ فيها.

والــعَرْــضُ: الجبَل، والجمع كالجمع، وقيل: الــعَرْــضُ سَفْحُ الجبل

وناحيته، وقيل: هو الموضع الذي يُعْلى منه الجبل؛ قال الشاعر:

كما تَدَهْدَى مِن الــعَرْــضِ الجَلامِيدُ

ويُشَبَّه الجيش الكثيف به فيقال: ما هو إِلاَّ عَرْــضٌ أَي جبل؛ وأَنشد

لرؤبة:

إِنَّا، إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْــضا،

لم نُبْقِ مِن بَغْي الأَعادي عِضّا

والــعَرْــضُ: الجيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بناحية الجبل، وجمعه أَــعراضٌ.

يقال: ما هو إِلا عَرْــضٌ من الأَــعْراضِ، ويقال: شُبِّه بالــعَرْــضِ من

السَّحاب وهو ما سَدَّ الأُفُق. وفي الحديث: أَن الحجاج كان على الــعُرْــضِ

وعنده ابن عمر؛ كذا روي بالضم؛ قال الحربي: أَظنه أَراد الــعُروضَ جَمْعَ

الــعَرْــضِ وهو الجَيْش.

والــعَرُــوضُ: الطريقُ في عُرْــض الجبل، وقيل: هو ما اعتَرَضَ في مَضِيقٍ

منه، والجمع عُرُــضٌ. وفي حديث أَبي هريرة: فأَخذ في عَرُــوضٍ آخر أَي في

طريق آخر من الكلام. والــعَرُــوضُ من الإِبل: التي لم تُرَضْ؛ أَنشد ثعلب

لحميد:

فما زالَ سَوْطِي في قِرابي ومِحْجَني،

وما زِلْتُ منه في عَرُــوضٍ أَذُودُها

وقال شمر في هذا البيت أَي في ناحية أُدارِيه وفي اعْتِراضٍ.

واعْتَرَضَها: رَكِبَها أَو أَخَذَها رَيِّضاً. وقال الجوهري: اعتَرَضْتُ البعير

رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ.

وعَرُــوضُ الكلام: فَحْواهُ ومعناه. وهذه المسأَلة عَرُــوضُ هذه أَي

نظيرُها. ويقال: عرفت ذلك في عَرُــوضِ كلامِه ومَعارِضِ كلامِه أَي في فَحْوَى

كلامه ومعنى كلامه.

والمُــعْرِــضُ: الذي يَسْتَدِينُ ممَّن أَمْكَنَه من الناس. وفي حديث عمر،

رضي اللّه عنه، أَنه خَطَبَ فقال: إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ

جُهَيْنَةَ رَضِيَ من دِينِه وأَمانَتِه بأَن يقال سابِقُ الحاجِّ فادّان

مُــعْرِــضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِينَ به، قال أَبو زيد: فادّانَ مُــعْرِــضاً يعني

اسْتَدانَ مــعرضاً وهو الذي يَــعْرِــضُ للناسِ فَيَسْتَدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه.

وقال الأَصمعي في قوله فادّانَ مُــعْرِــضاً أَي أَخذَ الدين ولم يُبالِ

أَن لا يُؤَدِّيه ولا ما يكون من التَّبِعة. وقال شمر: المُــعْرِــضُ ههنا

بمعنى المُعْتَرِض الذي يَعْتَرِضُ لكل من يُقْرِضُه، والــعرب تقول: عَرَــضَ

لي الشيء وأَــعْرَــضَ وتَــعَرَّــضَ واعْتَرَضَ بمعنى واحد. قال ابن الأَثير:

وقيل إِنه أَراد يُــعْرِــضُ إِذا قيل له لا تسْتَدِنْ فلا يَقْبَلُ، مِن

أَــعْرَــضَ عن الشيء إِذا ولاَّه ظهره، وقيل: أَراد مُــعْرِــضاً عن الأَداءِ

مُوَليِّاً عنه. قال ابن قتيبة: ولم نجد أَــعْرَــضَ بمعنى اعتَرَضَ في كلام

الــعرب، قال شمر: ومن جعل مُــعْرِــضاً ههنا بمعنى الممكن فهو وجه بعيد لأَن

مُــعْرِــضاً منصوب على الحال من قولك فادّان، فإِذا فسرته أَنه يأْخذه ممن

يمكنه فالمُــعْرِــضُ هو الذي يُقْرِضُه لأَنه هو المُمْكِنُ، قال: ويكون

مُــعْرِــضاً من قولك أَــعْرَــضَ ثوبُ المَلْبَس أَي اتَّسَعَ وعَرُــضَ؛ وأَنشد

لطائِيٍّ في أَــعْرَــضَ بمعنى اعْتَرَضَ:

إِذا أَــعْرَــضَتْ للناظِرينَ، بَدا لهمْ

غِفارٌ بأَعْلى خَدِّها وغُفارُ

قال: وغِفارٌ مِيسَمٌ يكون على الخد. وعُرْــضُ الشيء: وسَطُه وناحِيتُه.

وقيل: نفْسه. وعُرْــضُ النهر والبحر وعُرْــضُ الحديث وعُراضُه: مُعْظَمُه،

وعُرْــضُ الناسِ وعَرْــضُهم كذلك، قال يونس: ويقول ناس من الــعرب: رأَيته في

عَرْــضِ الناس يَعْنُونَ في عُرْــضٍ. ويقال: جرى في عُرْــض الحديث، ويقال:

في عُرْــضِ الناس، كل ذلك يوصف به الوسط؛ قال لبيد:

فَتَوَسَّطا عُرْــضَ السَّرِيِّ، وصَدَّعا

مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها

وقول الشاعر:

تَرَى الرِّيشَ عَنْ عُرْــضِه طامِياً،

كَــعَرْــضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا

يصِفُ ماءً صار رِيشُ الطيرِ فوقه بعْضُه فوق بعض كما تَــعْرِــضُ نصْلاً

فوق نَصْلٍ.

ويقال: اضْرِبْ بهذا عُرْــضَ الحائِط أَي ناحيته. ويقال: أَلْقِه في

أَيِّ أَــعْراضِ الدار شئت، ويقال: خذه من عُرْــضِ الناس وعَرْــضِهم أَي من أَي

شِقٍّ شِئتَ. وعُرْــضُ السَّيْفِ: صَفْحُه، والجمع أَــعْراضٌ. وعُرْــضا

العُنُق: جانباه، وقيل: كلُّ جانبٍ عُرْــضٌ. والــعُرْــضُ: الجانب من كل شيء.

وأَــعْرَــضَ لك الظَّبْي وغيره: أَمْكَنَكَ مِن عُرْــضِه، ونظر إِليه مُعارَضةً

وعن عُرْــضٍ وعن عُرُــضٍ أَي جانب مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. وكل شيءٍ أَمكنك من

عُرْــضه، فهو مُــعْرِــضٌ لك. يقال: أَــعْرَــضَ لك الظبي فارْمِه أَي وَلاَّك

عُرْــضه أَي ناحيته. وخرجوا يضربون الناس عن عُرْــضٍ أَي عن شقّ وناحية لا

يبالون مَن ضرَبوا؛ ومنه قولهم: اضْرِبْ به عُرْــضَ الحائط أَي اعتَرِضْه

حيث وجدت منه أَيَّ ناحية من نواحيه. وفي الحديث: فإِذا عُرْــضُ وجهِه

مُنْسَحٍ أَي جانبه. وفي الحديث: فَقَدَّمْتُ إِليه الشَّرابَ فإِذا هو

يَنِشُّ، فقال: اضْرِبْ به عُرْــضَ الحائط. وفي الحديث: عُرِــضَتْ عليّ الجنةُ

والنار آنِفاً في عُرْــضِ هذا الحائط؛ الــعُرض، بالضم: الجانب والناحية من

كل شيء. وفي الحديث، حديث الحَجّ: فأَتَى جَمْرةَ الوادي فاستَــعْرَــضَها

أَي أَتاها من جانبها عَرْــضاً

(* قوله: عَرضاً بفتح العين؛ هكذا في الأصل

وفي النهاية، والكلام هنا عن عُرض بضم العين.). وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: سأَل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن علة بن حالد

(* قوله «علة بن

حالد» كذا بالأصل، والذي في النهاية: علة بن جلد.) فقال: أُولئِكَ فَوارِسُ

أَــعراضِنا وشِفاءُ أَمراضِنا؛ الأَــعْراضُ جَمْعُ عُرْــضٍ وهو الناحية أَي

يَحْمونَ نَواحِينَا وجِهاتِنا عن تَخَطُّفِ العدوّ، أَو جمع عَرْــضٍ وهو

الجيش، أَو جمع عِرْــضٍ أَي يَصونون ببلائِهم أَــعراضَنا أَن تُذَمّ

وتُعابَ.

وفي حديث الحسن: أَنه كان لا يَتَأَثَّم من قتل الحَرُورِيِّ

المُسْتَــعْرِــضِ؛ هو الذي يَعْتَرِضُ الناسَ يَقْتُلُهُم. واسْتَــعْرَــضَ الخَوارِجُ

الناسَ: لم يُبالوا مَن قَتَلُوه، مُسْلِماً أَو كافِراً، من أَيّ وجهٍ

أَمكَنَهم، وقيل: استَــعْرَــضوهم أَي قَتَلوا من قَدَرُوا عليه وظَفِرُوا

به.وأَكَلَ الشيءَ عُرْــضاً أَي مُعْتَرِضاً. ومنه الحديث، حديث ابن

الحنفية: كُلِ الجُبْنَ عُرْــضاً أَي اعتَرِضْه يعني كله واشتره ممن وجَدْتَه

كيفما اتَّفق ولا تسأَل عنه أَمِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هو أَمْ مِنْ

عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غيرهم؛ مأْخوذ من عُرْــضِ الشيء وهو ناحيته.

والــعَرَــضُ: كثرة المال.

والــعُراضةُ: الهَدِيّةُ يُهْدِيها الرجل إِذا قَدِمَ من سفَر.

وعَرَّــضَهم عُراضةً وعَرَّــضَها لهم: أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِيّاها. والــعُراضةُ،

بالضم: ما يــعَرِّــضُه المائرُ أَي يُطْعِمُه من الميرة. يقال: عَرِّــضونا

أَي أَطعِمونا من عُراضَتِكم؛ قال الأَجلح بن قاسط:

يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ

حَمْراءَ مِنْ مُــعَرِّــضاتِ الغِرْبانْ

قال ابن بري: وهذان البيتان في آخر ديوان الشماخ، يقول: إِن هذه الناقة

تتقدّم الحادي والإِبل فلا يلحقها الحادي فتسير وحدها، فيسقُط الغراب على

حملها إِن كان تمراً أَو غيره فيأْكله، فكأَنها أَهدته له وعَرَّــضَتْه.

وفي الحديث: أَن ركباً من تجّار المسلمين عَرَّــضوا رسولَ اللّه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، وأَبا بكر، رضي اللّه عنه، ثياباً بيضاً أَي أَهْدَوْا

لهما؛ ومنه حديث معاذ: وقالت له امرأَته وقد رجع من عمله أَين ما جئت به

مما يأْتي به العُمّال من عُراضةِ أَهْلِهم؟ تريد الهَدِيّة. يقال:

عَرَّــضْتُ الرجل إِذا أَهديت له. وقال اللحياني: عُراضةُ القافل من سفره

هَدِيَّتُه التي يُهْدِيها لصبيانه إِذا قَفَلَ من سفره. ويقال: اشتر عُراضة

لأَهلك أَي هدية وشيئاً تحمله إِليهم، وهو بالفارسية راهْ آورَدْ؛ وقال أَبو

زيد في الــعُراضةِ الهَدِيّةِ: التــعرِــيضُ ما كان من مِيرةٍ أَو زادٍ بعد

أَن يكون على ظهر بعير. يقال: عَرِّــضونا أَي أَطْعِمونا من ميرتكم. وقال

الأَصمعي: الــعُراضة ما أَطْعَمَه الرّاكِبُ من استطعمه من أَهل المياه؛

وقال هِمْيانُ:

وعَرَّــضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا

أَي سَقَوْهُم لبناً رَقِيقاً. وفي حديث أَبي بكر وأَضْيافِه: وقد

عُرِــضُوا فأَبَوْا؛ هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله، ومعناه أُطْعِمُوا

وقُدِّمَ لَهم الطّعامُ، وعَرَّــضَ فلان إِذا دام على أَكل الــعَرِــيضِ، وهو

الإِمَّرُ. وتَــعَرَّــضَ الرّفاقَ: سأَلَهم الــعُراضاتِ. وتَــعَرَّــضْتُ

الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لهم أَسأَلهم. وقال اللحياني:

تَــعَرَّــضْتُ مَــعْروفَهم ولِمَــعْرُــوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ.

وجعلت فلاناً عُرْــضةً لكذا أَي نَصَبْتُه له.

والعارِضةُ: الشاةُ أَو البعير يُصِيبه الداء أَو السبع أَو الكسر

فَيُنْحَرُ. ويقال: بنو فلان لا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لا ينحرون الإِبل

إِلا من داء يُصِيبها، يَعِيبُهم بذلك، ويقال: بنو فلان أَكَّالُونَ

لِلْعَوارِضِ إِذا لم يَنْحَرُوا إِلا ما عَرَــضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً

أَن يموت فلا يَنْتَفِعُوا به، والــعرب تُغَيِّرُ بأَكله. ومنه الحديث:

أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال: إِنْ عُرِــضَ لها فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها

مرض أَو كسر. قال شمر: ويقال عَرَــضَتْ من إِبل فلان عارِضةٌ أَي

مَرِضَتْ وقال بعضهم: عَرِــضَتْ، قال: وأَجوده عَرَــضَتْ؛ وأَنشد:

إِذا عَرَــضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ،

فَلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

وعَرَــضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كسر أَو آفة. وفي الحديث: لكم في الوظيفة

الفَرِيضةُ ولكم العارِضُ؛ العارض المريضة، وقيل: هي التي أَصابها كسر.

يقال: عرضت الناقة إِذا أَصابها آفةٌ أَو كسر؛ أَي إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ

العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ. وعَرَــضَت العارِضةُ تَــعْرُــضُ عَرْــضاً:

ماتتْ من مَرَض. وتقول الــعرب إِذا قُرِّبَ إِليهم لحم: أَعَبيطٌ أَم عارضة؟

فالعَبيط الذي يُنحر من غير علة، والعارضة ما ذكرناه.

وفلانة عُرْــضةٌ للأَزواج أَي قويّة على الزوج. وفلان عُرْــضةٌ للشرّ أَي

قوي عليه؛ قال كعب بن زهير:

مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى، إِذا عَرِــقَتْ،

عُرْــضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ

وكذلك الاثنان والجَمع؛ قال جرير:

وتلْقَى حبالى عُرْــضةً لِلْمراجِمِ

(* قوله «وتلقى إلخ» كذا بالأصل.)

ويروى: جبالى. وفُلانٌ عُرْــضةٌ لكذا أَي مَــعْرُــوضٌ له؛ أَنشد ثعلب:

طَلَّقْتهنّ، وما الطلاق بِسُنّة،

إِنّ النِّساءَ لَــعُرْــضةُ التَّطْلِيقِ

وفي التنزيل: ولا تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْــضةً لأَيْمانِكم أَنْ تَبَرُّوا

وتتقوا وتُصْلِحُوا؛ أَي نَصْباً لأَيْمانِكُم. الفراء: لا تجعلوا الحلف

باللّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا فجعل الــعُرْــضةَ بمعنى

المُعْتَرِض ونحو ذلك، قال الزجاج: معنى لا تجعلوا اللّه عرضة لأَيمانكم

أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنى عُرْــضةً، المعنى لا تَعْتَرِضُوا باليمين باللّه

في أَن تَبَرُّوا، فلما سقطت في أَفْضَى معنى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن،

وقال غيره: يقال هم ضُعَفاءُ عُرْــضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً

لكل من أَرادهم. ويقال: جَعَلْتُ فلاناً عُرْــضةً لكذا وكذا أَي نَصَبْته

له؛ قال الأَزهري: وهذا قريب مما قاله النحويون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد

صار معترضاً مانعاً، وقيل: معناه أَي نَصْباً معترضاً لأَيمانكم كالغَرَض

الذي هو عُرضةٌ للرُّماة، وقيل: معناه قوّةٌ لأَيمانكم أَي تُشَدِّدُونها

بذكر اللّه. قال: وقوله عُرْــضةً فُعْلة من عَرَــضَ يَــعْرِــضُ. وكل مانِعٍ

مَنَعَك من شغل وغيره من الأَمراضِ، فهو عارِضٌ. وقد عَرَــضَ عارِضٌ أَي

حال حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ؛ ومنه يقال: لا تَــعْرِــضْ ولا تَــعْرَــض لفلان أَي

لا تَــعْرِــض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه ويذهب مذهبه.

ويقال: سلكت طَريق كذا فَــعَرَــضَ لي في الطريق عارض أَي جبل شامخ قَطَعَ

عَليَّ مَذْهَبي على صَوْبي. قال الأَزهري: وللــعُرْــضةِ معنى آخر وهو الذي

يَــعْرِــضُ له الناس بالمكروه ويَقَعُونَ فيه؛ ومنه قول الشاعر:

وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً

يَتَامى أَيَامى عُرْــضةً للْقَبائِلِ

أَي نَصْباً للقبائل يَعْتَرِضُهم بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ. وقال الليث:

فلان عُرْــضةٌ للناس لا يَزالون يَقَعُونَ فيه.

وعَرَــضَ له أَشَدَّ الــعَرْــضِ واعْتَرَضَ: قابَلَه بنفسه. وعَرِــضَتْ له

الغولُ وعَرَــضَت، بالكسر والفتح، عَرَــضاً وعَرْــضاً: بَدَتْ.

والــعُرْــضِيَّةُ: الصُّعُوبَةُ، وقيل: هو أَن يَرْكَبَ رأْسه من

النَّخْوة. ورجل عُرْــضِيٌّ: فيه عُرْــضِيَّةٌ أَي عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ

وصُعُوبةٌ. والــعُرْــضِيَّةُ في الفرس: أَن يَمْشِيَ عَرْــضاً. ويقال: عَرَــضَ

الفرسُ يَــعْرِــضُ عَرْــضاً إِذا مَرَّ عارِضاً في عَدْوِه؛ قال رؤبة:

يَــعْرِــضُ حتى يَنْصِبَ الخَيْشُوما

وذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مائلاً. والــعُرُــضُ، مُثَقَّل:

السيرُ في جانب، وهو محمود في الخيل مذموم في الإِبل؛ ومنه قول حميد:

مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْــضِيَّاتِ،

يُصْبِحْنَ في القَفْرِ أتاوِيّاتِ

(* قوله «معترضات إلخ» كذا بالأصل، والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما

هنا.)

أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ، وقيل في قوله في هذا الرجز: إِن اعتراضهن

ليس خلقة وإِنما هو للنشاط والبغي. وعُرْــضِيٌّ: يَــعْرِــضُ في سيره لأَنه لم

تتم رياضته بعد. وناقة عُرْــضِيَّةٌ: فيها صُعُوبةٌ. والــعُرْــضِيَّةُ:

الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ. وناقة عُرْــضِيَّة: لم تَذِلّ كل

الذُّلِّ، وجمل عُرْــضِيٌّ: كذلك؛ وقال الشاعر:

واعْرَــوْرَتِ العُلُطَ الــعُرْــضِيَّ تَرْكُضُهُ

وفي حديث عمر وصف فيه نفسه وسِياسَته وحُسْنَ النظر لرعيته فقال، رضي

اللّه عنه: إِني أَضُمُّ العَتُودَ وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ الــعَرُــوضَ؛

قال شمر: الــعَرُــوضُ الــعُرْــضِيَّةُ من الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ

وسَطُها التي يُحْمَلُ عليها ثم تُساقُ وسط الإِبل المحمَّلة، وإِن ركبها

رجل مضت به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لراكبها، قال: إِنما أَزجر الــعَرُــوضَ

لأَنها تكون آخر الإِبل؛ قال ابن الأَثير: الــعَرُــوض، بالفتح، التي تأْخذ

يميناً وشمالاً ولا تلزم المحجة، يقول: أَضربه حتى يعود إِلى الطريق،

جعله مثلاً لحسن سياسته للأُمة. وتقول: ناقة عَرَــوضٌ وفيها عَرُــوضٌ وناقة

عُرْــضِيَّةٌ وفيها عُرْــضِيَّةٌ إِذا كانت رَيِّضاً لم تذلل. وقال ابن

السكيت: ناقة عَرُــوضٌ إِذا قَبِلَتْ بعض الرياضة ولم تَسْتَحْكِم؛ وقال شمر في

قول ابن أَحمر يصف جارية:

ومَنَحْتُها قَوْلي على عُرْــضِيَّةٍ

عُلُطٍ، أُداري ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ

قال ابن الأَــعرابي: شبهها بناقة صعبة في كلامه إِياها ورفقه بها. وقال

غيره: مَنَحْتُها أَــعَرْــتُها وأَعطيتها. وعُرْــضِيَّةٍ: صُعوبة فكأَن كلامه

ناقة صعبة. ويقال: كلمتها وأَنا على ناقة صعبة فيها اعتراض.

والــعُرْــضِيُّ: الذي فيه جَفاءٌ واعْتِراضٌ؛ قال العجاج:

ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْــضِيُّ

والمِــعْراضُ، بالكسر: سهم يُرْمَى به بلا ريش ولا نَصْل يَمْضِي عَرْــضاً

فيصيب بــعَرْــضِ العود لا بحده. وفي حديث عَدِيّ قال: قلت للنبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: أَرْمي بالمِــعْراضِ فَيَخْزِقُ، قال: إِنْ خَزَقَ فَكُلْ

وإِن أَصابَ بــعَرضِه فلا تَأْكُلْ، أَراد بالمِــعْراضِ سهماً يُرْمَى به

بلا رِيش، وأَكثر ما يصيب بــعَرْــض عُوده دون حَدِّه.

والمَــعْرِــضُ: المَكانُ الذي يُــعْرَــضُ فيه الشيءُ. والمِــعْرَــضُ: الثوب

تُــعْرَــضُ فيه الجارية وتُجَلَّى فيه، والأَلفاظ مَعارِيضُ المَعاني، من

ذلك، لأَنها تُجَمِّلُها.

والعارِضُ: الخَدُّ، يقال: أَخذ الشــعر من عارِضَيْهِ؛ قال اللحياني:

عارِضا الوجه وعَرُــوضَاه جانباه. والعارِضانِ: شِعاً الفَم، وقيل: جانبا

اللِّحية؛ قال عدي بن زيد:

لا تُؤاتِيكَ، إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجْـ

ـهَدَ في العارِضَيْنِ مِنْك القَتِير

والعَوارِضُ: الثَّنايا سُميت عَوارِضَ لأَنها في عُرْــضِ الفَم.

والعَوارِضُ: ما وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ من الأَسنان، وقيل: هي أَرْبع أَسْنان

تَلي الأَنيابَ ثم الأَضْراسُ تَلي العَوارِضَ؛ قال الأَعشى:

غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُول عَوارِضُها،

تَمْشِي الهُوَيْنا كما يَمْشي الوجِي الوَحِلُ

وقال اللحياني: العَوارِضُ من الأَضْراسِ، وقيل: عارِضُ الفَمِ ما يبدو

منه عند الضحك؛ قال كعب:

تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ، إِذا ابْتَسَمَتْ،

كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

يَصِفُ الثَّنايا وما بعدها أَي تَكْشِفُ عن أَسْنانها. وفي الحديث: أَن

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لتنظر إِلى امرأَة

فقال: شَمِّي عَوارِضَها، قال شمر: هي الأَسنان التي في عُرْــضِ الفم وهي

ما بين الثنايا والأَضراس، واحدها عارضٌ، أَمَرَها بذلك لتَبُورَ به

نَكْهَتَها وريح فَمِها أَطَيِّبٌ أَم خبيث. وامرأَة نقِيَّةُ العَوارِض أَي

نقِيَّةُ عُرْــضِ الفم؛ قال جرير:

أَتَذْكرُ يَومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها،

بِفَرْعِ بَشامةِ، سُقيَ البَشامُ

قال أَبو نصر: يعني به الأَسنان ما بعد الثنايا، والثنايا ليست من

العَوارِضِ. وقال ابن السكيت: العارِضُ النابُ والضِّرْسُ الذي يليه؛ وقال

بعضهم: العارِضُ ما بين الثنية إِلى الضِّرْس واحتج بقول ابن مقبل:

هَزِئَتْ مَيّةُ أَنْ ضاحَكْتُها،

فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قد ثَرِمْ

قال: والثَّرَمُ لا يكون في الثنايا

(* قوله «لا يكون في الثنايا» كذا

بالأصل، وبهامشه صوابه: لا يكون إِلا في الثنايا اهـ. وهو كذلك في الصحاح

وشرح ابن هشام لقصيد كعب بن زهير، رضي اللّه عنه.)، وقيل: العَوارِضُ ما

بين الثنايا والأَضراس، وقيل: العوارض ثمانية، في كل شِقٍّ أَربعةٌ فوق

وأَربعة أَسفل، وأَنشد ابن الأَــعرابي في العارضِ بمعنى الأَسنان:

وعارِضٍ كجانبِ الــعِراقِ،

أَبَنْت بَرّاقاً مِنَ البَرّاقِ

العارِضُ: الأَسنان، شبه استِواءَها باستواء اسفل القرْبة، وهو الــعِراقُ

للسيْرِ الذي في أَسفل القِرْبة؛ وأَنشد أَيضاً:

لَمَّا رأَيْنَ دَرَدِي وسِنِّي،

وجَبْهةً مِثْلَ عِراقِ الشَّنِّ،

مِتُّ عليهن، ومِتْنَ مِنِّي

قوله: مُتّ عليهن أَسِفَ على شبابه، ومتن هُنّ من بغضي؛ وقال يصف

عجوزاً:تَضْحَكُ عن مِثْلِ عِراقِ الشَّنِّ

أَراد بِــعِراقِ الشَّنِّ أَنه أَجْلَحُ أَي عن دَرادِرَ اسْتَوَتْ

كأَنها عِراقُ الشَّنِّ، وهي القِرْبةُ. وعارِضةُ الإِنسان: صَفْحتا خدّيه؛

وقولهم فلان خفيف العارِضَيْنِ يراد به خفة شــعر عارضيه. وفي الحديث: من

سَعادةِ المرءِ خِفّة عارِضَيْه؛ قال ابن الأَثير: العارِضُ من اللحية ما

يَنْبُتُ على عُرْــضِ اللَّحْيِ فوق الذقَن. وعارِضا الإِنسان: صفحتا خدّيه،

وخِفَّتُهما كناية عن كثرة الذكرِ للّه تعالى وحركتِهما به؛ كذا قال

الخطابي. وقال: قال ابن السكيت فلان خفيف الشفَةِ إِذا كان قليل السؤال

للناس، وقيل: أَراد بخفة العارضين خفة اللحية، قال: وما أَراه مناسباً.

وعارضةُ الوجه: ما يبدو منه. وعُرْــضا الأَنف، وفي التهذيب: وعُرْــضا أَنْفِ

الفرس مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قصَبته في حافتيه جميعاً. وعارِضةُ الباب:

مِساكُ العِضادَتَيْنِ من فوق مُحاذِيةً للأُسْكُفّةِ. وفي حديث عمرو بن

الأَهتم قال للزبْرِقانِ: إِنه لشديد العارضةِ أَي شدِيد الناحيةِ ذو جَلَدٍ

وصَرامةٍ، ورجل شديدُ العارضةِ منه على المثل. وإِنه لذُو عارضةٍ وعارضٍ

أَي ذُو جلَدٍ وصَرامةٍ وقُدْرةٍ على الكلام مُفَوّهٌ، على المثل أَيضاً.

وعَرَــضَ الرجلُ: صار ذا عارضة. والعارضةُ: قوّةُ الكلامِ وتنقيحه

والرأْيُ الجَيِّدُ. والعارِضُ: سَقائِفُ المَحْمِل. وعوارِضُ البيتِ: خشَبُ

سَقْفِه المُــعَرَّــضةُ، الواحدة عارِضةٌ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها:

نَصَبْتُ على باب حُجْرتي عَباءةً مَقْدَمَه من غَزاة خَيْبَرَ أَو

تَبُوكَ فهَتَكَ الــعَرْــضَ حتى وقَع بالأَرض؛ حكى ابن الأَثير عن الهرويّ قال:

المحدثون يروونه بالضاد، وهو بالصاد والسين، وهو خشبة توضع على البيت

عَرْــضاً إِذا أَرادوا تسقيفه ثم تُلْقى عليه أَطرافُ الخشَب القِصار، والحديث

جاء في سنن أَبي داود بالضاد المعجمة، وشرحه الخطابي في المَعالِم، وفي

غريب الحديث بالصاد المهملة، قال: وقال الراوي الــعَرْــص وهو غلط، وقال

الزمخشري: هو الــعَرْــصُ، بالصاد المهملة، قال: وقد روي بالضاد المعجمة لأَنه

يوضع على البيت عَرْــضاً.

والــعِرَــضُّ: النَّشاطُ أَو النَّشِيطُ؛ عن ابن الأَــعرابي؛ وأَنشد لأَبي

محمد الفقعسي:

إِنّ لَها لَسانِياً مِهَضّا،

على ثَنايا القَصْدِ، أَوْ عِرَــضّا

الساني: الذي يَسْنُو على البعير بالدلو؛ يقول: يَمُرُّ على مَنْحاتِه

بالغَرْبِ على طريق مستقيمة وعِرِــضَّى من النَّشاطِ، قال: أَو يَمُرُّ على

اعْتراضٍ من نَشاطِه. وعِرِــضّى، فِعِلَّى، من الاعْتراضِ مثل الجِيَضِّ

والجِيِضَّى: مَشْيٌ في مَيَلٍ. والــعِرَــضَّةُ والــعِرَــضْنةُ: الاعْتِراضُ

في السير من النَّشاطِ. والفرس تَعْدُو الــعِرَــضْنى والــعِرَــضْنةَ

والــعِرَــضْناةَ أَي مُعْتَرِضةً مَرَّةً من وجه ومرّة من آخر. وناقة عِرَــضْنةٌ،

بكسر العين وفتح الراء: مُعْتَرِضةٌ في السير للنشاط؛ عن ابن الأَــعرابي؛

وأَنشد:

تَرِدْ بِنا، في سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ،

مِنْها عِرَــضْناتٌ عِراضُ الأَرْنُبِ

الــعِرْــضْناتُ ههنا: جمع عِرَــضْنةٍ، وقال أَبو عبيد: لا يقال عِرَــضْنةٌ

إِنما الــعِرَــضْنةُ الاعْتراضُ. ويقال: فلان يَعْدو الــعِرَــضْنةَ، وهو الذي

يَسْبِقُ في عَدْوه، وهو يمشي الــعِرَــضْنى إِذا مَشَى مِشْيةً في شقّ فيها

بَغْيٌ من نَشاطه؛ وقول الشاعر:

عِرَــضْنةُ لَيْلٍ ففي الــعِرَــضْناتِ جُنَّحا

أَي من الــعِرَــضْناتِ كما يقال رجل من الرجال. وامرأَة عِرَــضْنةٌ: ذهبت

عَرْــضاً من سِمَنِها. ورجل عِرْــضٌ وامرأَة عِرْــضةٌ وعِرْــضَنٌ وعِرْــضَنةٌ

إِذا كان يَعْتَرِضُ الناس بالباطل. ونظرت إِلى فلان عِرَــضْنةً أَي

بِمُؤَخَّر عَيْني. ويقال في تصغير الــعِرَــضْنى عُرَــيْضِنٌ تَثْبُتُ النونُ

لأَنها ملحقة وتحذف الياء لأَنها غير ملحقة.

وقال أَبو عمرو: المُعارِضُ من الإِبلِ العَلُوقُ وهي التي ترأَم

بأَنْفِها وتَمْنَعُ دَرَّها. وبعير مُعارِضٌ إِذا لم يَسْتَقم في

القِطار.والإِــعْراضُ عن الشيء: الصدُّ عنه. وأَــعْرَــضَ عنه: صَدّ. وعَرَــضَ لك

الخيرُ يَــعْرِــضُ عُروضاً وأَــعْرَــضَ: أَشْرَفَ. وتَــعَرَّــضَ مَــعْرُــوفَه وله:

طَلَبَه؛ واستعمل ابن جني التَّــعْرِــيضَ في قوله: كان حَذْفُه أَو

التَّــعْرِــيضُ لحَذْفِه فساداً في الصنْعة.

وعارَضَه في السير: سار حِياله وحاذاه. وعارَضَه بما صَنَعَه: كافأَه.

وعارض البعيرُ الريحَ إِذا لم يستقبلها ولم يستدبرها.

وأَــعْرَــض الناقةَ على الحوض وعَرَــضَها عَرْــضاً: سامَها أَن تشرب،

وعَرَــضَ عَلَيّ سَوْمَ عالّةٍ: بمعنى قول العامة عَرْــضَ سابِرِيّ. وفي المثل:

عَرْــضَ سابِرِيّ، لأَنه يُشترى بأَوّل عَرْــض ولا يُبالَغُ فيه. وعَرَــضَ

الشيءُ يَــعْرِــضُ: بدا. وعُرَــضَّى: فُعَلَّى من الإِــعْراضِ، حكاه سيبويه.

ولقِيه عارِضاً أَي باكِراً، وقيل: هو بالغين معجمة. وعارضاتُ الوِرْد

أَوّله؛ قال:

كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شفاهِهِمْ،

لَهُمْ عارِضات الوِرْدِ شُمُّ المَناخِرِ

لهم منهم؛ يقول: تقَع أُنوفُهم في الماء قبل شِفاههم في أَوّل وُرُودِ

الوِرْدِ لأَن أَوّله لهم دون الناس.

وعَرَّــضَ لي بالشيء: لم يُبَيِّنْه.

وتَــعَرُــضَ: تعَوَّجَ. يقال: تــعرَّــض الجملُ في الجبَل أَخَذ منه في

عَرُــوضٍ فاحتاج أَن يأْخذ يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق؛ قال عبد اللّه ذو

البِجادين المزنيُّ وكان دليلَ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، يخاطب ناقته

وهو يقودُها به، صلّى اللّه عليه وسلّم، على ثَنِيّةِ رَكوبةَ، وسمي ذا

البِجادَيْنِ لأَنه حين أَراد المسير إِلى النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

قطعت له أُمّه بِجاداً باثنين فَأْتَزَرَ بواحد وارْتَدى بآخَر:

تَــعَرَّــضِي مَدارِجاً وسُومي،

تَــعَرَّــضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ،

هو أَبُو القاسِمِ فاسْتَقِيمي

ويروى: هذا أَبو القاسم. تَــعَرَّــضِي: خُذِي يَمْنةً ويَسْرةً وتَنَكَّبي

الثنايا الغِلاظ تَــعَرُّــضَ الجَوْزاءِ لأَن الجوزاء تمر على جنب

مُعارضةً ليست بمستقيمة في السماء؛ قال لبيد:

أَو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها

كِفَفاً، تَــعَرَّــضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها

قال ابن الأَثير: شبهها بالجوزاء لأَنها تمرّ معترضة في السماء لأَنها

غير مستقيمة الكواكب في الصورة؛ ومنه قصيد كعب:

مَدْخُوسةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُــضٍ

أَي أَنها تَعْتَرِضُ في مَرْتَعِها. والمَدارِجُ: الثنايا الغِلاظُ.

وعَرَّــضَ لفلان وبه إِذا قال فيه قولاً وهو يَعِيبُه. الأَصمعي: يقال

عَرَّــضَ لي فلان تَــعْرِــيضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يبيِّن. والمَعارِيضُ من

الكلام: ما عُرِّــضَ به ولم يُصَرَّحْ. وأَــعْراضُ الكلامِ ومَعارِضُه

ومَعارِيضُه: كلام يُشْبِهُ بعضهُ بعضاً في المعاني كالرجل تَسْأَله: هل

رأَيت فلاناً؟ فيكره أَن يكذب وقد رآه فيقول: إِنَّ فلاناً لَيُرَى؛ ولهذا

المعنى قال عبد اللّه بن العباس: ما أُحِبُّ بمَعارِيضِ الكلامِ حُمْرَ

النَّعَم؛ ولهذا قال عبد اللّه بن رواحة حين اتهمته امرأَته في جارية له،

وقد كان حلف أَن لا يقرأَ القرآن وهو جُنب، فأَلَحَّتْ عليه بأَن يقرأَ

سورة فأَنشأَ يقول:

شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ،

وأَنَّ النارَ مَثْوَى الكافِرِينا

وأَنَّ الــعَرْــشَ فوْقَ الماءِ طافٍ،

وفوقَ الــعَرْــشِ رَبُّ العالَمِينا

وتَحْمِلُه ملائكةٌ شِدادٌ،

ملائكةُ الإِلهِ مُسَوَّمِينا

قال: فرضيت امرأَته لأَنها حَسِبَتْ هذا قرآناً فجعل ابن رواحة، رضي

اللّه عنه، هذا عَرَــضاً ومِــعْرَــضاً فراراً من القراءة.

والتــعْرِــيضُ: خلاف التصريح. والمَعارِيضُ: التَّوْرِيةُ بالشيء عن

الشيء. وفي المثل، وهو حديث مخرّج عن عمران بن حصين، مرفوع: إِنَّ في

المَعاريضِ لَمَنْدُوحةً عن الكذب أَي سَعةً؛ المَعارِيضُ جمع مِــعْراضٍ من

التــعريضِ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَمَا في المَعارِيض ما يُغْني المسلم

عن الكذب؟ وفي حديث ابن عباس: ما أُحب بمَعارِيضِ الكلام حُمْر النعَم.

ويقال: عَرّــض الكاتبُ إِذا كتب مُثَبِّجاً ولم يبين الحروف ولم يُقَوِّمِ

الخَطّ؛ وأَنشد الأَصمعي للشماخ:

كما خَطَّ عِبْرانِيّةً بيَمينه،

بتَيماءَ، حَبْرٌ ثم عَرَّــضَ أَسْطُرا

والتَّــعْرِــيضُ في خِطْبةِ المرأَة في عدّتها: أَن يتكلم بكلام يشبه

خِطْبتها ولا يصرّح به، وهو أَن يقول لها: إِنك لجميلة أَو إِن فيك لبقِيّة

أَو إِن النساء لمن حاجتي. والتــعريض قد يكون بضرب الأَمثال وذكر الأَلغاز

في جملة المقال. وفي الحديث: أَنه قال لعَديّ ابن حاتم إِن وِسادَكَ

لــعَرِــيضٌ، وفي رواية: إِنك لــعَريضُ القَفا، كَنى بالوِساد عن النوم لأَن

النائم يتَوَسَّدُ أَي إِن نومك لطويل كثير، وقيل: كنى بالوساد عن موضع

الوساد من رأْسه وعنقه، وتشهد له الرواية الثانية فإِنّ عِرَــضَ القفا كناية عن

السِّمَن، وقيل: أَراد من أَكل مع الصبح في صومه أَصبح عَريضَ القفا

لأَن الصوم لا يؤثِّر فيه.

والمُــعَرَّــضةُ من النساء: البكر قبل أَن تُحْجَبَ وذلك أَنها تُــعْرَــضُ

على أَهل الحيّ عَرْــضةً لِيُرَغِّبُوا فيها مَنْ رَغِبَ ثم يَحْجبونها؛

قال الكميت:

لَيالِيَنا إِذْ لا تزالُ تَرُوعُنا،

مُــعَرَّــضةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ وثَيِّبُ

وفي الحديث: من عَرَّــضَ عَرَّــضْنا له، ومن مَشى على الكَلاّءِ

أَلْقَيْناه في النهر؛ تفسيرُه: من عَرَّــضَ بالقَذْف عَرَّــضْنا له بتأْديب لا

يَبْلُغُ الحَدّ، ومن صرح بالقذف برُكُوبه نهر الحَدّ أَلقيناه في نهر الحدّ

فحَدَدْناه؛ والكلاَّء مَرْفأُ السفُن في الماء، وضرب المشي على الكلاَّء

مثلاً للتــعريض للحدّ بصريح القذف.

والــعَرُــوضُ: عَرُــوضُ الشــعر وهي فَواصِلُ أَنصاف الشــعْر وهو آخر النصف

الأَول من البيت، أُنْثَى، وكذلك عَرُــوض الجبل، وربما ذُكِّرتْ، والجمع

أَعارِيضُ على غير قياس، حكاه سيبويه، وسمي عَرُــوضاً لأَن الشــعر يُــعْرَــضُ

عليه، فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثاني يُبْنى على الأَول والنصف الأَخير

الشطر، قال: ومنهم من يجعل الــعَروضَ طَرائق الشــعْر وعَمُودَه مثل الطويل

يقول هو عَرُــوضٌ واحد، واخْتِلافُ قَوافِيه يسمى ضُرُوباً، قال: ولكُلٍّ

مقَالٌ؛ قال أَبو إِسحق: وإِنما سمي وسط البيت عَرُــوضاً لأَن الــعروض وسط

البيت من البِناء، والبيتُ من الشــعْر مَبنيّ في اللفظ على بناء البيت

المسكون للــعرب، فَقِوامُ البيت من الكلام عَرُــوضُه كما أَنّ قِوامَ البيت من

الخِرَقِ العارضةُ التي في وسطه، فهي أَقْوَى ما في بيت الخرق، فلذلك

يجب أَن تكون الــعروض أَقوى من الضرْب، أَلا ترى أَن الضُّروبَ النقصُ فيها

أَكثر منه في الأَعارِيض؟ والــعَرُــوضُ: مِيزانُ الشــعْر لأَنه يُعارَضُ

بها، وهي مؤنثة ولا تجمع لأَنها اسم جنس.

وفي حديث خديجة، رضي اللّه عنها: أَخاف أَن يكون عُرِــضَ له أَي عَرَــضَ

له الجنّ وأَصابَه منهم مَسٌّ. وفي حديث عبد الرحمن بن الزَّبِيرِ

وزَوجتِه: فاعتُرِضَ عنها أَي أَصابَه عارض من مرَضٍ أَو غيره منَعَه عن

إِتيانها. ومضى عَرْــضٌ من الليل أَي ساعةٌ.

وعارِضٌ وعرِــيضٌ ومُعْتَرِضٌ ومُــعَرِّــضٌ ومُــعْرِــضٌ: أَسماء؛ قال:

لَوْلا ابْن حارِثةَ الأَميرُ لَقَدْ

أَغْضَيْتُ مِنْ شَتْمي على رَغْمي

(* قوله «لولا ابن حارثة الأمير لقد» كذا بالأصل.)

إِلاَّ كَمُــعْرِــضٍ المُحَسِّر بَكْرَه

عَمْداً يُسَبِّبُني على الظُّلْمِ

الكاف فيه زائدة وتقديره إِلا مُــعْرِــضاً. وعُوارضٌ، بضم العين: جبَل أَو

موضع؛ قال عامرُ بن الطُّفَيْل:

فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارضاً،

ولأُقْبِلَنَّ الخيْلَ لابةَ ضَرْغَدِ

أَي بِقَناً وبعُوارِضٍ، وهما جبلان؛ قال الجوهري: هو ببلاد طيّء وعليه

قبر حاتم؛ وقال فيه الشماخ:

كأَنَّها، وقد بَدا عُوارِضُ،

وفاضَ من أَيْدِيهِنّ فائضُ

وأَدَبِيٌّ في القَتامِ غامِضُ،

وقِطْقِطٌ حيثُ يَحُوضُ الحائضُ

والليلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رابِضُ،

بجَلْهةِ الوادِي، قَطاً نَواهِضُ

والــعَرُــوضُ: جبل؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَيّة:

أَلمْ نَشْرِهمْ شَفْعاً، وتُتْرَكَ منْهُمُ بجَنْبِ الــعَرُــوضِ رِمّةٌ

ومَزاحِفُ؟

والــعُرَــيْضُ، بضم العين، مصغر: وادٍ بالمدينة به أَموالٌ لأَهلها؛ ومنه

حديث أَبي سفيان: أَنه خرَج من مكة حتى بلغ الــعُرَــيْضَ، ومنه الحديث

الآخر: ساقَ خَلِيجاً من الــعُرَــيْضِ. والــعَرْــضِيُّ: جنس من الثياب.

قال النضر: ويقال ما جاءكَ من الرأْي عَرَــضاً خير مما جاءك

مُسْتَكْرَهاً أَي ما جاءك من غير رَوِيَّةٍ ولا فِكْر. وقولهم: عُلِّقْتُها عَرَــضاً

إِذا هَوِيَ امرأَةً أَي اعْتَرَضَتْ فرآها بَغْتة من غير أَن قَصَد

لرؤيتها فَعَلِقَها من غير قصدٍ؛ قال الأَعشى:

عُلِّقْتُها عَرَــضاً، وعُلِّقَتْ رَجُلاً

غَيْري، وعُلِّقَ أُخْرى غيْرَها الرجُلُ

وقال ابن السكيت في قوله عُلِّقْتُها عرَــضاً أَي كانت عرَــضاً من

الأَــعْراضِ اعْتَرَضَني من غير أَن أَطْلُبَه؛ وأَنشد:

وإِمّا حُبُّها عَرَــضٌ، وإِمّا

بشاشةُ كلِّ عِلْقٍ مُسْتَفاد

يقول: إِما أَن يكون الذي من حبها عرَــضاً لم أَطلبه أَو يكون عِلْقاً.

ويقال: أَــعرَــض فلان أَي ذهَب عرْــضاً وطولاً. وفي المثلِ: أَــعْرَــضْتَ

القِرْفةَ، وذلك إِذا قيل للرجل: من تَتَّهِمُ؟ فيقول: بني فلانة للقبيلة

بأَسْرِها. وقوله تعالى: وعَرَــضْنا جهنم يومئذ للكافرين عَرْــضاً؛ قال

الفراء: أَبرزناها حتى نظر إِليها الكفار، ولو جَعَلْتَ الفِعْلَ لها زدْتَ

أَلفاً فقلت: أَــعْرَــضَتْ هي أَي ظَهَرَتْ واستبانت؛ قال عمرو بن كلثوم:

فأَــعْرَــضَتِ اليمامةُ، واشْمَخَرَّتْ

كأَسيافٍ بأَيدي مُصْلِتينا

أَي أَبْدَتْ عُرْــضَها ولاحَتْ جِبالُها للناظر إِليها عارِضةً.

وأَــعْرَــضَ لك الخير إِذا أَمْكَنكَ. يقال: أَــعْرَــضَ لك الظبْيُ أَي أَمْكَنكَ من

عُرْــضِه إِذا وَلاَّك عُرْــضَه أَي فارْمه؛ قال الشاعر:

أَفاطِمَ، أَــعْرِــضِي قَبْلَ المنايا،

كَفى بالموْتِ هَجْراً واجْتِنابا

أَي أَمكِني. ويقال: طَأْ مُــعْرِــضاً حيث شئت أَي ضَعْ رجليك حيث شئت أَي

ولا تَتَّق شيئاً قد أَمكن ذلك. واعْتَرَضْتُ البعير: رَكِبْتُه وهو

صَعْبٌ. واعْتَرضْتُ الشهر إِذا ابتدأْته من غير أَوله. ويقال: تَــعَرَّــضَ لي

فلان وعرَــض لي يَــعْرِــضُ يَشْتِمُني ويُؤْذِيني. وقال الليث: يقال تــعرَّــض

لي فلان بما أَكره واعتَرَضَ فلان فلاناً أَي وقع فيه. وعارَضَه أَي

جانَبَه وعَدَلَ عنه؛ قال ذو الرمة:

وقد عارَضَ الشِّــعْرى سُهَيْلٌ، كأَنَّه

قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ

ويقال: ضرَب الفحلُ الناقةَ عِراضاً، وهو أَن يقاد إِليها ويُــعْرَــضَ

عليها إِن اشْتَهَتْ ضرَبَها وإِلا فلا وذلك لكَرَمها؛ قال الراعي:

قلائِصُ لا يُلْقَحْنَ إِلاَّ يَعارةً

عِراضاً، ولا يُشْرَيْنَ إِلاَّ غَوالِيا

ومثله للطرماح:

.......... ونِيلَتْ

حِينَ نِيلتْ يَعارةً في عِراضِ

أَبو عبيد: يقال لَقِحَتْ ناقةُ فلان عِراضاً، وذلك أَن يُعارِضَها

الفحلُ معارضةً فيَضْرِبَها من غير أَن تكون في الإِبل التي كان الفحلُ

رَسِيلاً فيها. وبعير ذو عِراضٍ: يُعارِضُ الشجر ذا الشوْكِ بفِيه. والعارِضُ:

جانِبُ الــعِراق؛ والــعريضُ الذي في شــعر امرئ القيس اسم جبل ويقال اسم

واد:

قَعَدْتُ له، وصُحْبتي بَيْنَ ضارِجٍ

وبَيْنَ تِلاعِ يَثْلَثٍ، فالــعَرِــيضِ

أَصابَ قُطَيَّاتٍ فَسالَ اللَّوى له،

فَوادي البَدِيّ فانْتَحى لليَرِيضِ

(* قوله «أصاب إلخ» كذا بالأصل، والذي في معجم ياقوت في عدة مواضع: أصاب قطاتين فسال لواهما)

وعارَضْتُه في المَسِير أَي سِرْتُ حياله وحاذَيْتُه. ويقال: عارض فلان

فلاناً إِذا أَخذ في طريق وأخذ في طريق آخر فالتقيا. وعارَضْتُه بمثل ما

صنع أَي أَتيت إِليه بمثل ما أَتى وفعلت مثل ما فعل.

ويقال: لحم مُــعَرَّــضُ للذي لم يُبالَغْ في إِنْضاجِه؛ قال السُّلَيْك بن

السُّلَكةِ السعدي:

سَيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُــعَرَّــضٌ،

وماءُ قُدُورٍ في الجِفانِ مَشِيبُ

ويروى بالضاد والصاد. وسأَلته عُراضةَ مالٍ وعَرْــضَ مال وعَرَــضَ مالٍ

فلم يعطنيه. وقَوْسٌ عُراضةٌ أَي عَرِــيضةٌ؛ قال أَبو كبير:

لَمّا رأى أَنْ لَيْسَ عنهمْ مَقْصَرٌ،

قَصَرَ اليَمِينَ بكلِّ أَبْيَضَ مِطْحَرِ

وعُراضةِ السِّيَتَينِ تُوبِعَ بَرْيُها،

تأْوي طَوائِفُها بعَجْسٍ عَبْهَرِ

تُوبِعَ بَرْيُها: جُعِلَ بعضه يشبه بعضاً. قال ابن بري: أَورده الجوهري

مفرداً. وعُراضةُ وصوابه وعُراضةِ، بالخفض وعلله بالبيت الذي قبله؛

وأَما قول ابن أَحمر:

أَلا لَيْتَ شِــعْري، هل أَبِيتَنَّ ليلةً

صَحيحَ السُّرى، والعِيسُ تَجْري عَرُــوضُها

بِتَيْهاءَ قَفْرٍ، والمَطِيُّ كأَنَّها

قَطا الحَزْنِ، قد كانَتْ فِراخاً بُيُوضُها

ورَوْحةُ دُنْيا بَينَ حَيَّينِ رُحْتُها،

أُسِيرُ عَسِيراً أَو عَرُــوضاً أَرُوضُها

أُسِيرُ أَي أُسَيِّرُ. ويقال: معناه أَنه ينشد قصيدتين: إِحداهما قد

ذَلَّلها، والأُخرى فيها اعتراضٌ؛ قال ابن بري: والذي فسّره هذا التفسير

روى الشــعر:

أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُــوضاً أَرُوضُها

قال: وهكذا روايته في شــعره. ويقال: اسْتُــعْرِــضَتِ الناقةُ باللحمِ فهي

مُسْتَــعْرَــضَةٌ. ويقال: قُذِفَتْ باللحم ولُدِسَت إِذا سَمِنَتْ؛ قال ابن

مقبل:

قَبّاء قد لَحِقَتْ خَسِيسةُ سِنِّها،

واسْتُــعْرِــضَتْ ببَضِيعِها المُتَبَتِّرِ

قال: خسيسةُ سِنِّها حين بَزَلَتْ وهي أَقْصَى أَسنانها. وفلان

مُعْتَرِضٌ في خُلُقِه إِذا ساءَكَ كلُّ شيءٍ من أَمره. وناقة عُرْــضةٌ للحِجارةِ

أَي قويّةٌ عليها. وناقة عُرْــضُ أَسفارٍ أَي قويّة على السفَر، وعُرْــضُ

هذا البعيرِ السفَرُ والحجارةُ؛ وقال المُثَقِّبُ العَبْديُّ:

أَو مائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلادُها

لَغْواً، وعُرْــضُ المائةِ الجَلْمَدُ

(* قوله «أو مائة إلخ» تقدم هذا البيت في مادة جلمد بغير هذا الضبط

والصواب ما هنا.)

قال ابن بري: صواب إِنشاده أَو مائةٍ، بالكسر، لأَن قبله:

إِلا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خالِصٍ،

كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ

قال: وعُرْــضُ مبتدأ والجلمد خبره أَي هي قوية على قطعه، وفي البيت

إِقْواء.

ويقال: فلان عُرْــضةُ ذاك أَو عُرْــضةٌ لذلك أَي مُقْرِنٌ له قويّ عليه.

والــعُرْــضةُ: الهِمَّةُ؛ قال حسان:

وقال اللّهُ: قد أَعْدَدْتُ جُنْداً،

هُمُ الأَنْصارُ عُرْــضَتُها اللِّقاءُ

وقول كعب بن زهير:

عُرْــضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مجهول

قال ابن الأَثير: هو من قولهم بَعِيرٌ عُرْــضةٌ للسفر أَي قويٌّ عليه،

وقيل: الأَصل في الــعُرْــضةِ أَنه اسم للمفعول المُعْتَرَضِ مثل الضُّحْكة

والهُزْأَةِ الذي يُضْحَكُ منه كثيراً ويُهْزَأُ به، فتقول: هذا الغَرضُ

عُرْــضَةٌ للسِّهام أَي كثيراً ما تَعْتَرِضُه، وفلانٌ عُرْــضةٌ للكلام أَي

كثيراً ما يَعْتَرِضُه كلامُ الناس، فتصير الــعُرْــضةُ بمعنى النَّصْب كقولك

هذا الرجل نَصْبٌ لكلام الناس، وهذا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كثيراً ما

تَعْتَرِضُه، وكذلك فلان عُرْــضةٌ للشرِّ أَي نصب للشرّ قويٌّ عليه يعترضه

كثيراً. وقولهم: هو له دونه عُرْــضةٌ إِذا كان يَتَــعَرَّــضُ له، ولفلان

عرضة يَصْرَعُ بها الناس، وهو ضرب من الحِيلةِ في المُصارَعَة.

عرى

(عرى) الْقَمِيص أَو الْكوز وَنَحْوهمَا جعل لَهُ عرى وَالشَّيْء أهمله
عرى
عَرِــيَ عَرْــيَةً وعَرْــوَةً وعُرْــياً، وهو عَارٍ وعُرْــيَانٌ. وقيل: العاري هو الخَلَقُ الثِّياب، فَرْقاً بين المُتَجرِّدِ وبَيْنَه. والــعُرْــيَانُ: الفَرَسُ المُقَلَّصُ. ومن الرَّمْل: ما لا شجَرَ عليه. واعْرَــوْرَيْتُ الفَرَسَ: رَكبْتَه عُرْــياً بلا جُلٍّ، وأفْرَاسٌ أعْراءٌ. وكذلك أعْرَــوْرَى السَّرَابُ الاكامَ.
والــعَرَــاءُ: الفَضَاءُ لا يَسْتُرُ شَيْئاً، وجَمْعُه أعْرِــيَةٌ وأعْرَــاءٌ. وكُلُّ شَيْءٍ أعْرَــيْتَه من سُتْرَتِه أيضاً.
وترَكْتُه في عَرَــى الحائِط: أي فيما يَسْتُرُه منه. وما يُــعَرّــى منه: أي ما يُخَلَّصُ. وامْرأة حَسَنَةُ المُــعَرّــى والمُــعَرّــاةِ والــعُرْــيَةِ: أي المجَرَّد.
والمَــعْرَــى - وجَمْعُهُ مَعَارٍ -: ما كان بادِياً أبَداً كالوَجْهِ واليَدَيْن. وقيل: هي مبادي رُؤوسِ العِظامِ المُــعَرّــاةِ من اللَّحْم.
عرى
يقال: عَرِــيَ من ثوبه يَــعْرَــى ، فهو عَارٍ وعُرْــيَانٌ. قال تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَــعْرى
[طه/ 118] ، وهو عَرُــوٌّ من الذّنب.
أي: عَارٍ، وأَخَذَهُ عُرَــوَاءُ أي: رِعْدَةٌ تــعرض من الــعُرْــيِ، ومَعَارِي الإنسانِ: الأعضاءُ التي من شأنها أن تُــعْرَــى كالوجه واليد والرّجل، وفلانٌ حَسَنُ المَــعْرَــى، كقولك: حسن المحسر والمجرّد، وَالــعَرَــاءُ: مكان لا سترة به، قال:
فَنَبَذْناهُ بِالْــعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ
[الصافات/ 145] ، والــعَرَــا مقصورٌ: النّاحيةُ ، وعَرَــاهُ وَاعْتَرَاهُ: قصد عُرَــاهُ. قال تعالى: إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ [هود/ 54] . والــعُرْــوَةُ: ما يتعلّق به من عُرَــاهُ. أي: ناحيته. قال تعالى: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْــعُرْــوَةِ الْوُثْقى
[البقرة/ 256] ، وذلك على سبيل التّمثيل.
والــعُرْــوَةُ أيضا: شجرةٌ يتعلّق بها الإبل، ويقال لها: عُرْــوَةٌ وعَلْقَةٌ. والــعَرِــيُّ والــعَرِــيَّةُ: ما يَــعْرُــو من الرّيح الباردة، والنّخلةُ الــعَرِــيَّةُ: ما يُــعْرَــى عن البيع ويعزل، وقيل: هي التي يُــعْرِــيهَا صاحبها محتاجا، فجعل ثمرتها له ورخّص أن يبتاع بتمر لموضع الحاجة، وقيل: هي النّخلة للرّجل وسط نخيل كثيرة لغيره، فيتأذّى به صاحب الكثير ، فرخّص له أن يبتاع ثمرته بتمر، والجميع الــعَرَــايَا. «ورخّص رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بيع الــعَرَــايَا» .

عر

ى1 عَرِــىَ (S, MA, Mgh, Msb, K) مِنْ ثِيَابِهِ, (S, MA, Mgh, Msb,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. عُرْــىٌ (Mgh, Msb, K, and so in some copies of the S, accord. to other copies of which it is عُرِــىٌّ, and also with kesr to the ع, as stated in the TA, [الــعُرٰى commencing the art. in the CK is a mistake for الــعُرْــىُ,]) and عُرْــيَةٌ, (Msb, K,) He (a man, Msb, TA) was, or became, naked, nude, bare, or without clothing; (K, TA;) or bare of his clothes: (MA:) and ↓ تــعرّــى signifies the same: (MA, K:) [or rather] the latter is quasipass. of عرّــاهُ [and therefore is more correctly rendered he was made naked, &c.; or made bare of his clothes, or denuded thereof, or divested; or he made himself naked, &c.; or denuded himself of his clothes]. (S.) [And sometimes it means He was, or became, bare of clothing, or of his clothes, except one, or more, of his inner garments: and in like manner, ↓ تــعرّــى, he was made, or he made himself, bare of clothing, or of his clothes, except one, or more, of his inner garments.] b2: and [hence] one says also, عَرِــىَ البَدَنُ مِنَ اللَّحْمِ [The body was, or became, bare of flesh, or lean]. (TA.) b3: And عَرِــىَ مِنَ العَيْبِ, aor. as above, (assumed tropical:) He, or it, was, or became, free from fault, defect, or blemish: part. n.عَرٍ [if not a mistranscription for عَارٍ]. (Msb.) And عَرِــىَ مِنَ الأَمْرِ (assumed tropical:) He was, or became, free from the affair: and مَا يَــعْرَــى مِنْ هٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) He is not, or does not become, free from this affair: and hence, لَا يَــعْرَــى مِنَ المَوْتِ أَحَدٌ (assumed tropical:) [No one will be exempt from death]. (TA.) A2: عَرَــيْتُهُ I came to him; syn. غَشِيتُهُ; like عَرَــوْتُهُ [q. v.]. (K.) 2 عَرَّــىَ see 4. b2: [Hence,] one says also, عرّــاهُ مِنَ الأَمْرِ (assumed tropical:) He freed him from the affair. (TA.) b3: And عَرَّــيْتُهُ (assumed tropical:) I left it; or let it alone; i. e., anything. (TA.) 3 نَحْنُ نُعَارِى We ride the horses not saddled. (K, TA.) [See also 12.]4 اعراهُ (S, MA, Msb, K) مِنْ ثِيَابِهِ, (Msb,) or مِنَ الثِّيَابِ, (MA,) or الثَّوْبَ and مِنَ الثَّوْبِ; (K;) and ↓ عرّــاهُ, (S, MA, Msb, K,) inf. n. تَــعْرِــيَةٌ; (S, K;) He denuded him, made him bare, or divested him, (S, * MA, Msb, * K,) of his clothes, (Msb,) or of the clothes, (MA,) or of the garment. (K.) b2: And اعراهُ signifies also He plucked out the hair of his (a horse's) tail; like أَعَارَهُ: mentioned by IKtt and others. (TA in art. عير.) b3: See also three other significations (two of which seem to belong to this art.) in art. عرو.

A2: اعرى as intrans. He (a man, TA) journeyed in [a bare and wide tract, or] what is termed عَرَــآء [q. v.]: and he remained, stayed, dwelt, or abode, therein. (K, TA.) And He remained, stayed, dwelt, or abode, in the lateral, or adjacent, part or tract (بِالنَّاحِيَةِ). (TA.) And أَــعْرَــيْتُ signifies also اِجْتَنَبْتُ [app. as meaning I was, or became, distant, remote, far off, or aloof; or I went, or removed, or retired, or withdrew myself, to a distance, or far away; though I do not know اجتنبت used otherwise than as trans.]; as also ↓ اِسْتَــعْرَــيْتُ, and ↓ اِعْتَرَيْتُ: mentioned by Sgh. (TA.) 5 تَــعَرَّــىَ see the first paragraph, in two places.8 إِعْتَرَىَ see 4, last sentence.10 إِسْتَــعْرَــىَ see 4, last sentence: A2: and see 10 in art. عرو.12 اعرورى الفَرَسَ, (S, K,) or الدَّابَّةَ, (Mgh, Msb,) He rode the horse, or the beast, without a saddle, (S, Mgh, Msb, K, * and Ham p. 42,) and having nothing beneath him; (Ham:) the verb being of the measure اِفْعَوْعَلَ, (S, TA,) a measure of which there is no other trans. v. except اِحْلَوْلَى. (TA.) b2: Hence the usage of the verb in the saying of Taäbbata-Sharrà

يَظَلُّ بِمَوْمَاةٍ وَيُمْسِى بِغَيْرِهَا جَحِيشًا وَيَــعْرَــوْرِى ظُهُورَ المَهَالِكِ (assumed tropical:) He passes the day in a waterless desert, and enters upon the evening in another than it, alone, and he ventures upon [the surfaces of] the places of perdition without anything to protect him from them. (Ham ubi suprà.) [See also an ex. of the act. part. n. in a verse cited in the second paragraph of art. دوم.] b3: And اعرورى السَّرَابُ الآكَامَ means رَكِبَهَا [i. e. (assumed tropical:) The mirage surmounted the hills, or mounds]. (TA.) b4: And اعرورى أَمْرًا قَبِيحًا (assumed tropical:) He ventured upon, or did, an evil, or a foul, thing; (S, K; *) syn. رَكِبَهُ, (S,) or أَتَاهُ, (K,) or both. (TA.) b5: اعرورى signifies also (assumed tropical:) He journeyed by himself, alone, in the earth, or land. (K.) عَرًــى A hard and elevated, or an elevated and plain, part, or tract, of the earth, that is apparent, or open: pl. أَــعْرَــآءٌ. (TA.) [عَرَــآءٌ, also, (q. v.,) has a similar meaning, and the same pl.]

b2: And i. q. حَائِطٌ [A wall; or a wall of enclosure; or one that surrounds a garden: or a garden, in general; or a garden of palm-trees, surrounded by a wall]. (TA.) b3: See also عَرًــا in art. عرو: and in the same paragraph see its syn. عَرَــاةٌ.

عَرٍ: see 1, last quarter.

عُرْــىٌ A horse not having a saddle upon him; (S, Msb, K;) and so ↓ مُــعْرَــوْرٍ and ↓ مُــعْرَــوْرًى: (TA:) or not having upon him a saddle nor a saddle-cloth, or housing; as also ↓ مُــعْرَــوْرًى; but ↓ مُــعْرَــوْرٍ signifies riding without a saddle and without a saddle-cloth, or housing: (Mgh:) or عُرْــىٌ [as also ↓ مُــعْرَــوْرًى] signifies not having upon him a saddle nor any furniture: (TA:) ↓ عُرْــيَانٌ is not applied as an epithet to a horse, nor is عُرْــىٌ to a man: (Mgh, Msb, TA:) the latter is an inf. n. used as an epithet, and then made a subst., having a pl., (Msb, TA,) which is أَــعْرَــآءٌ. (S, Mgh, Msb, TA.) جَارِيَةٌ حَسَنَةُ الــعُرْــيَةِ, and ↓ الــعِرْــيَةِ, and ↓ المَــعْرَــى, and ↓ المَــعْرَــاةِ, (K, TA,) or, as in the M, ↓ المُــعَرَّــى, and ↓ المَــعْرَــاةِ, and in like manner in the A, ↓ المُــعَرَّــى and الــعُرْــيَة being [there] said to be like المُجَرَّد and الجُرْدَة in measure and in meaning, (TA,) signify حَسَنَةُ المُجَرَّدِ, (K, TA,) i. e. [A girl, or young woman, beautiful in respect of what is unclad of her person; or] beautiful when she is unclad: (TA: [see also جُرْدَةٌ: the CK, for وَالمَــعْرَــى وَالمَــعْرَــاةِ أَىِ المُجَرَّدِ, has والمُــعْرٰى والمُــعْراةُ اَىِ المُجَرَّدُ:]) and ↓ المَعَارِى (of which the sing. is مَــعْرًــى, TA) signifies the hands or arms, and the feet or legs, and the face, (S, K, TA,) as being the parts that are seen, (K, TA,) of a woman: (S, TA:) so in the saying, مَا أَحْسَنَ مَعَارِىَ هٰذِهِ المَرْأَةِ [How beautiful are the hands or arms, &c., of this woman!]: (S, TA:) or, as some say, the parts where the bones appear [as distinct] from the flesh: or, some say, what are necessarily made to appear, of a woman: and, some say, the عَوْرَة [or pudenda of a woman]: and the فَرْج [or vulva]. (TA.) الــعِرْــيَة: see the next preceding paragraph.

عُرْــيَانٌ and ↓ عَارٍ Naked, nude, bare, or without clothing; (S, * MA, Mgh, * Msb, * K, TA;) applied to a man: (Msb, TA:) fem. عُرْــيَانَةٌ (S, MA, Mgh, &c.) and ↓ عَارِيَةٌ, (MA, Mgh, Msb, &c.,) applied to a woman: (S, Msb:) the pl. of عُرْــيَانٌ is عُرْــيَانُونَ; (K;) and the pl. of ↓ عَارٍ is عُرَــاةٌ, (Msb, K,) and that of عَارِيَةٌ is عَارِيَاتٌ. (Msb.) [Also, sometimes, Bare of clothing, or of his clothes, except one, or more, of his inner garments.] See also عُرْــىٌ. b2: عُرْــيَانٌ applied to sand, (assumed tropical:) An extended and gibbous tract (نَقًا), or such as is accumulated and congested (عَقِدٌ, in the CK عَقْدٌ), of sand, having no trees upon it. (ISd, K, TA.) b3: Applied to a plant, or to herbage, (assumed tropical:) Such as has become apparent. (TA.) b4: عُرْــيَانُ النَّجِىِّ is an appellation applied to (assumed tropical:) A wife: but in the A it is implied that it is used as denoting anyone who will not conceal a secret. (TA.) b5: عُرْــيَانٌ applied to a horse signifies (assumed tropical:) Light, or active, and quick; tall; and long in the legs. (K, TA. [Expl. in the K and TA by the words مُقَلّص طَوِيل ; to which is added in the TA القَوَائِم: the first of these words I find written, in copies of the K, only مُقَلَّص; but it is correctly مُقَلِّص.]) عَرَــآءٌ [is app. a subst. signifying Nakedness, or bareness, or the like: for عَرَــآءُ العِظَامِ مِنَ اللَّحْمِ occurs in the TA, in art. عجف, evidently as meaning Leanness of the bones.

A2: Also] A wide, or spacious, place or tract of land, (S, M, Msb, K,) in which is nothing that hides, or conceals, (S, Msb,) or in which nothing will be hidden, (M, TA,) or in which one will not be hidden by anything; (K;) occurring in the Kur xxxvii. 145 [and lxviii. 49]: (S:) or the vacant surface of the earth or land, or of a wide space of land: (TA in this art.:) or a tract such as is termed جَهْرَآءُ [q. v.]: (TA in art. جهر:) pl. أَــعْرَــآءٌ. (K.) [In the TA in art. جهر the pl. is said to be أَــعْرِــيَةٌ.

See also عَرَــى.]

عَارٍ; and its fem., with ة: see عُرْــيَانٌ, in three places. b2: [Hence,] عَارِى الأَشَاجِعِ: see أَشْجَعُ.

عَارِى الثَّنْدُؤَتَيْنِ means Having no flesh on the ثَنْدُؤَتَانِ [or two paps]. (TA.) b3: And [hence] one says, الحَقُّ عَارٍ (assumed tropical:) The truth is [naked, i. e.] manifest. (TA in art. عجز.) طَرِيقٌ اعرورى [thus I find the latter word, like the verb (12), and without any syll. signs, perhaps a mistranscription, and, if so, it may be correctly عَرَــوْرًى, of the measure فَعَوْعَلٌ, like شَجَوْجًى &c.,] A rugged road. (TA.) المَــعْرَــى; and its pl., المَعَارِى: see الــعُرْــيَة. b2: [The pl.] مَعَارٍ [with the article المَعَارِى] signifies also (assumed tropical:) Places that do not give growth to plants, or herbage. (K.) b3: And (assumed tropical:) Beds, or the like; syn. فُرُشٌ, (K, TA,) pl. of فِرَاشٌ. (TA.) And in this sense, (TA,) مَعَارِى occurs for مَعَارٍ, by poetic license. (S, TA.) المَــعْرَــاةُ: see الــعُرْــيَة.

المُــعَرَّــى and المُــعَرَّــاةُ: see الــعُرْــيَة, in three places. b2: The former signifies also That [camel or beast] which is left to pasture by itself, and upon which no burden is put. (TA.) مُــعْرَــوْرًى: see عُرْــىٌ, in three places.

مُــعْرَــوْرٍ: see عُرْــىٌ, in two places.

شعر

(ش ع ر) : (الشِّعَارُ) خِلَافُ الدِّثَارِ وَالشِّعَارُ وَالشَّعِيرَةُ الْعَلَامَةُ (وَمِنْهُ) أَشْــعَرَ الْبَدَنَةَ أَعْلَمهُ أَنَّهُ هَدْيٌ (وَشِعَارُ الدَّمِ) الْخِرْقَةُ أَوْ الْفَرْجُ عَلَى الْكِنَايَةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا عَلَمٌ لِلدَّمِ (وَالشِّعَارُ) فِي الْحَرْبِ نِدَاءٌ يُــعْرَــفُ أَهْلُهَا بِهِ (وَمِنْهُ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - جَعَلَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَشِعَارَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَشِعَارَهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ حم لَا يُنْصَرُونَ» وَهُمَا الْحَرْفَانِ اللَّذَانِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ السَّبْعِ وَلِشَرَفِ مَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى نَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ ذِكْرَهُمَا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ الرَّحْمَةِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ (وَالْمَشْــعَرُ الْحَرَامُ) جَبَلٌ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَاسْمُهُ قُزَحُ يَقِفُ عَلَيْهِ الْإِمَامُ وَعَلَيْهِ الْمِيقَدَةُ.
شــعر: (اشك وآهم دو كواه اند بيا محكمه ... دلّ من بردي وانكار جرا ميدارى)
(شــعر) : مصدرُ شَــعرْــت بالشَّيء شِــعْرَــةٌ وشَــعْرَــةٌ وشُعُورٌ، كالشِّــعْرِ والشِّــعرى، والمَشْعُورِ، والمَشْعَورةِ.
(شــعر)
فلَان شــعرًــا قَالَ الشّــعْر وَيُقَال شــعر لَهُ قَالَ لَهُ شــعرًــا وَبِه شعورا أحس بِهِ وَعلم وَفُلَانًا غَلبه فِي الشّــعْر وَالشَّيْء شــعرًــا بَطْنه بالشــعر يُقَال شــعر الْخُف وَشــعر الميثرة

(شــعر) شــعرًــا كثر شــعره وَطَالَ فَهُوَ أشــعر وَهِي شــعراء (ج) شــعر وَهُوَ شــعر أَيْضا

(شــعر) فلَان شــعرًــا اكْتسب ملكه الشّــعْر فأجاده
(شــعر) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "فدخَلَ رَجلٌ أَشــعَرُ".
: أي كَثير الشَــعْر. وقيل: طَويلُه.
- وفي الحديث : "حتى أَضَاء لىِ أشْــعَرُ جُهَيْنة".
وهو اسم لجَبَل لهم. والأَشْــعَر: الذي يُنسَب إليه. قيل: اسمُه نَبْت وُلِدَ أَشْــعَر، فسُمِّى به.
- في الحديث: "أَتانِي آتٍ فشَقَّ من هَذِه إلى هَذِه، يعني من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِــعْرته".
الشِّــعْره: مَنْبت الشَّــعْر من العانَة، وقيل: هي شَــعْر العَانَة.
- في حديث أُمِّ سَلَمة، رضي الله عنها: "أنها جَعَلَت شَعائِرَ الذَّهَب في رقَبَتِها".
قال الحربي: أَظنُّه ضَربًا من الحَلْى.
وقال غيره: هي أَمثَال الشَّعِير من الحَلْى.
في الحديث : "أَنَّه أَشــعَر هَدْيَه". الإشعار: أن تُطعَن البَدنةُ في سَنامِها حتى يَسِيل دَمُها.
وأشــعَره سِنَاناً: أَلزقَه به. والإشعار: إلزاقُك الشيءَ بالشيءِ.
- وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِىّ: "قالت للحَسَن: إنك أَشــعَرْــت ابنىِ في الناس".
: أي شَهَّرتَه، أَخذَه من إشعْار البَدَنةِ وهو طَعْنُها كأنّه شَهَرَه بالبِدعَةِ، فَصَارت له كالطَّعْنةِ في البَدنَة.
- في حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه، "شَهِدتُ بَدراً ومالى غَيرُ شَــعْرَــة واحدةٍ، ثم أَكْثَر الله لىِ، من اللِّحَى بَعدُ".
قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، في إملائِه: "أي مَالِى إلا ابنَةٌ واحدةٌ، ثم أكْثَر الله تَعالَى من الوَلَد بَعْدُ".

شــعر


شَــعَرَ(n. ac. شَــعْر
شَــعْرَــة
شَــعْرَــى
شِــعْر
شِــعْرَــة
شِــعْرَــى
شُــعْرَــة
شُــعْرَــى
شَــعَر
شُعُوْر
شُعُوْرَة
مَشْعُوْر

مَشْعُوْرَة مَشْرُوْرَآء )
a. [Bi], Became aware, cognizant of; perceived, noticed
observed, remarked; knew, heard of.
b.(n. ac. شَــعْر
شِــعْر), Wrote, composed verses; versified, poetized.

شَــعِرَ(n. ac. شَــعَر)
a. Was hairy, shaggy.

شَــعُرَ
a. see I
شَــعَرَ
above.

شَــعَّرَa. Was hairy, shaggy.
b. Trimmed, lined with fur.

شَاْــعَرَa. Vied, competed with in versification.
b. Touched; slept with.

أَشْــعَرَa. Informed, apprised, told of.
b. Wounded; marked.
c. Clad with ( an under-garment ).
d. see II (a) (b).
تَشَــعَّرَa. see II (a)
تَشَاْــعَرَa. Passed himself off for a poet.

إِسْتَشْــعَرَa. see II (a)b. Put on (under-garment).
c. Apprehended, feared.

شَــعْر
(pl.
شِعَاْر شُعُوْر
أَشْعَاْر)
a. Hair; fur.

شَــعْرَــةa. A hair.

شَــعْرِــيَّة
a. [ coll. ], Latticework, trellis;
wire-work, grating.
شِــعْر
(pl.
أَشْعَاْر)
a. Knowledge, cognizance; perception; sensation
feeling.
b. Poetry, verse; poem.

شِــعْرَــةa. Pubes.

شِــعْرَــىa. Sirius, dog-star.
b. Dog-days.

شَــعَرa. see 1
شَــعَرَــةa. see 1t
شَــعِرa. see 14
أَشْــعَرُ
(pl.
شُــعْر)
a. Hairy, shaggy.

مَشْــعَر
(pl.
مَشَاْــعِرُ)
a. Sense (bodily).
b. Thicket, grove.

شَاْــعِر
(pl.
شُــعَرَــآءُ)
a. Poet.

شَعَاْرa. Vegetation.
b. Thicket, jungle; copse; grove.

شِعَاْر
(pl.
شُــعُر
أَشْــعِرَــة
15t)
a. Under-garment.
b. Horsecloth.
c. Mark, sign; badge, insignia.
d. Watchword, rallying-cry.
e. Rites, ceremonies.

شَعِيْرa. Barley.
b. Comrade, companion.

شَعِيْرَة
(pl.
شَعَاْئِرُ)
a. Grain of barley; barley-corn.
b. Knob, button ( on a sword ).
c. Rite, ceremony.

شَعِيْرِيَّة
a. [ coll. ], Vermicelli, macaroni
&c.
شُعُوْرa. Knowledge, understanding; consciousness.

شَــعْرَــاْنِيّa. see 14
N. P.
شَعڤرَa. Cracked.
b. Deranged, insane, half-witted.

شُوَيْــعِر
a. Rhymster; poetaster.

شُــعْرُــوْر
a. Rhymster, versifier; poetaster.
شَــعْر مُسْتَعَار
a. False-hair, wig.

لَيْتَ شِــعْرِــي
a. How I should like to know! Would that I knew!
ش ع ر

المال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشــعرة. ورجل أشــعر وشــعراني: كثير شــعر الجسد، ورجال شــعر، ورأى فلان الشــعرة: الشيب. والتقت الشــعرتان، ونبتت شــعرته: شــعر عانته. وأشــعر خفّه وجبته وشــعرهما. وخف مشــعر ومشعور: مبطن بالشــعر. وميثرة مشــعرة: مظهرة بالشــعر. وأشــعر الجنين. نبت شــعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شــعر، وأشــعره: ألبسه إياه فاستشــعره. وشــعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يــعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشــعر الحرام. وما شــعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شــعري ما كان منه، وما يشــعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشــعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:

فاستشــعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا

وأشــعر البدن. وأشــعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشــعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشــعرة، ودية المشــعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشــعر إذا قتل. وشــعر فلان: قال الشــعر، يقال: لو شــعر بنقصه لما شــعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شــعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشــعري.

ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشــعرت السكين. وأشــعره الهم، وأشــعره شراً: غشيه به. واستشــعر خوفاً. وقال طفيل:

وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشــعرت لون مذهب

ولبس شعار الهم. وداهية شــعراء: وبراء. وجئت بشــعراء: ذات وبر. وروضة شــعراء: كثيرة العشب، وأرض شــعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشــعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شــعر، كأنه شــعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق. قال:

كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شــعر مدوف
ش ع ر: (الشَّــعْرُ) لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُ الشَّــعْرِ (شُعُورٌ) وَ (أَشْعَارٌ) الْوَاحِدَةُ (شَــعْرَــةٌ) . وَرَجُلٌ (أَشْــعَرُ) كَثِيرُ شَــعْرِ الْجَسَدِ وَقَوْمٌ (شُــعْرٌ) . وَوَاحِدَةُ (الشَّعِيرِ) شَعِيرَةٌ. وَ (شَعِيرَةُ) السِّكِّينِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي السِّيَلَانِ لِتَكُونَ مِسَاكًا لِلنَّصْلِ. وَالشَّعِيرَةُ أَيْضًا الْبَدَنَةُ تُهْدَى. وَ (الشَّعَائِرُ) أَعْمَالُ الْحَجِّ وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْوَاحِدَةُ (شَعِيرَةٌ) قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: (شِعَارَةٌ) . وَ (الْمَشَاعِرُ) مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ. وَ (الْمَشْــعَرُ) الْحَرَامُ أَحَدُ (الْمَشَاعِرِ) وَكَسْرُ الْمِيمِ لُغَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ أَيْضًا الْحَوَاسُّ. وَ (الشِّعَارُ) بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنَ الثِّيَابِ. وَشِعَارُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ عَلَامَتُهُمْ لِيَــعْرِــفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (أَشْــعَرَ) الْهَدْيَ إِذَا طَعَنَ فِي سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ دَمٌ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُشْــعِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» وَ (شَــعَرَ) بِالشَّيْءِ بِالْفَتْحِ يَشْــعُرُ (شِــعْرًــا) بِالْكَسْرِ فَطِنَ لَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَيْتَ (شِــعْرِــي) أَيْ لَيْتَنِي عَلِمْتُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْلُهُ شِــعْرَــةٌ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ ذَهَبَ بِعُذْرِهَا وَهُوَ أَبُو عُذْرِهَا. وَ (الشِّــعْرُ) وَاحِدُ (الْأَشْعَارِ) وَجَمْعُ (الشَّاعِرِ) (شُــعَرَــاءُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (الشَّاعِرُ) مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ صَاحِبُ شِــعْرٍ وَسُمِّيَ شَاعِرًــا لِفِطْنَتِهِ. وَمَا كَانَ شَاعِرًــا (فَشَــعُرَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَهُوَ يَشْــعُرُ. وَ (الْمُتَشَاعِرُ) الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّــعْرِ. وَ (شَاعَرَــهُ فَشَــعَرَــهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ غَلَبَهُ بِالشِّــعْرِ. وَ (اسْتَشْــعَرَ) خَوْفًا أُضْمَرَهُ. وَ (أَشْــعَرَــهُ فَشَــعَرَ) أَيْ أَدْرَاهُ
فَدَرَى. وَ (أَشْــعَرَــهُ) أَلْبَسَهُ الشِّعَارَ. وَ (أَشْــعَرَ) الْجَنِينُ وَ (تَشَــعَّرَ) نَبَتَ شَــعْرُــهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ إِذَا أَشْــعَرَ» وَ (الشَّــعْرَــاءُ) بِوَزْنِ الصَّحْرَاءِ الشَّجَرُ الْكَثِيرُ. وَالشِّــعْرَــى كَوْكَبٌ وَهُمَا شِــعْرَــيَانِ: الْعَبُورُ وَالْغُمَيْصَاءُ. تَزْعُمُ الْــعَرَــبُ أَنَّهُمَا أُخْتَا سُهَيْلٍ. 
شــعر
الشــعْرُ والشــعَرُ: واحِدُ الشُّعُوْرِ والأشْعارِ. وهو أيضاً: الزعْفرَانُ ما دامَ لا يُسْحَقُ ولا يُدَاف.
ورجلٌ أشْــعَري وشَــعْرَــاني. ورأى فُلانُ الشــعْرَــةَ: أي الشَّيْب. والمالُ بيني وبَيْنَه شَق الشــعْرَــة: أي نِصْفَان. وشَــعْرُ: جَبَل خَلْفَ ضَريَّة.
والشعَارُ: ما يلي الجَسَدَ من الثياب. وما يُنادي به القومُ في الحَرْبِ لِيَــعْرفَ بعضُهم بعضاً. والرعدُ. والمَوْت. وأنْشَدَ في الرعْد:
باتَتْ تُنَفجُها جَنوبٌ رَأدة
وقِطار سَارِيَة بِغَيْرِ شِعَارِ ويُروى: الشَعَار - بالفتح - أيضاً.
وأنشد في الموت:
يرن عليه أهلوه ويبقى ... لينظر َهل قَضى عنه الشعَارُ
والأشْــعَرُ: ما اسْتدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهى الجِلْدِ من الشًــعْر، والجَميعُ الأشَاعر. وجَبَل لجُهَيْنَة. واسْمُ رَجُل. ونَاسُ يُسمُونَ اللَحمَ الذي يبدو إِذا قُلِّمَ الطفُرُ: أشْــعَر. والأشَاعرُ: هناتٌ في رَحِم النّاقةِ مثْلُ الثُّآليل. وقيل: هي خروفُ الحَياء.
وأشْــعَرَ قلبي هَماً: أبْطَنَه. وأشْــعَرْــت الهدْيَ: أعْلَمْتَه بعَلامةٍ، ومنه سُمًيَ الجِراحاتُ: المُشْــعَرات. وأشْــعَرْــتُ الخف وشَــعَرْــتُ وشــعررتُ: بطنْته بالشــعَر.
وَشَــعَرْــت به شِــعْراً وشِــعْرَــة وشعُوْراً: عَلِمْت، وقد قيل: شَــعَرْــتُه.
والشــعْر: القَريض، يُجْمَع على الاشْعَار والشعُوْر. ويقولون: ش
ِــعر شَاعِرٌ، إذا كان جيداً. وشــعَرً: قالَ الشَــعْرَ. وشَــعِرَ - بالكَسْر -: صارَ شاعراً. وشًــعَرْــتُ المَرْأةَ: نمتَ معها في شِعَارٍ.
وشَــعُرَ الشَّعِيْرُ - بالضمِّ - شَعَارةً: صارً شَعيراً.
وشَعَائر الحَج: أعْمالُه وعَلاماته، والواحدة شَعِيْرَةَ. والشَّعِيْرَةُ أيضاً: البَدَنَةُ تهْدى إلى بَيْتِ الله. والثقَيْبُ الذي في فأس اللجام. ومَخرج الماءِ من رأس قَضيبِ البَعير. وحَديدة أو فِضة تُجْعَلُ مِسَاكاً لِنَصْل السكين حيثُ يُرَكًبُ في النَصاب. ومن الحَلْي: ما يُتًخَذُ أمْثالَ الشَعِير.
والشعًارِيْرُ: صِغَارُ القِثاء، الواحِدةُ: شــعرُــوْرَة. وهي أيضاً: لعبَةٌ للصبْيانِ، ولا يُفْرَدُ حينئذٍ، يُقال: لَعِبْنا الشعاريْرَ. وذهبُوا شَعَارِيْرَ: أي مُتَفرقين. والشــعْرَــاءُ من الفاكِهةِ: الخَوْخ، وواحِدُه وجَمْعُه سَواء. وذُبابٌ من ذِبانِ الدواب. والدّاهِيَة، يُقال: داهية شَــعْراء.
والشــعْرَــانَةُ الشــعْراءُ: ذُبَاب الكَلْب. والشــعْرَــاء والشَــعْرَــةُ: الشــعَرُ النابِتُ على العَانَة. وأرْض شَــعْراءُ: كثيرة الشَعَار: أي الشجَر، والجميعُ شَعَارى. والشعَيْرَاءُ: شَجَرٌ بلغَةِ هُذَيْل. وبَنُو الشُعَيْرَاء: قَبيلةَ. والشــعْرَــان: ضربُ من الرمْث. والشِّــعْرى: كوكب وراءَ الجَوْزاء. وشَــعْرانُ: جَبَلٌ؛ سمَيَ به لِكَثْرة شَجَره.
والشِّعَارُ: المكانُ ذو الشًجَر الكثير. وما نَبَتَ عن مَطَرِ الشَــعْرى. والشَّــعرةُ: الشاةُ التي يَنْبُتُ الشــعرُ بين ظِلْفَيْها فَيدْمى. والشَّــعَرِــياتُ: فِراخ الرًخَم. وذوْ شَوْــعَر: اسْمُ وادٍ.
شــعر
الشَّــعْرُ مــعروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال الله تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها [النحل/ 80] ، وشَــعَرْــتُ: أصبت الشَّــعْرَ، ومنه استعير: شَــعَرْــتُ كذا، أي علمت علما في الدّقّة كإصابة الشَّــعر، وسمّي الشَّاعِرُ شاعرا لفطنته ودقّة مــعرفته، فَالشِّــعْرُ في الأصل اسم للعلم الدّقيق في قولهم: ليت شــعري، وصار في التّعارف اسما للموزون المقفّى من الكلام، والشَّاعِرُ للمختصّ بصناعته، وقوله تعالى حكاية عن الكفّار: بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ
[الأنبياء/ 5] ، وقوله: لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ [الطور/ 30] ، وكثير من المفسّرين حملوه على أنهم رموه بكونه آتيا بشــعر منظوم مقفّى، حتى تأوّلوا ما جاء في القرآن من كلّ لفظ يشبه الموزون من نحو:
وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ [سبأ/ 13] ، وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد/ 1] . وقال بعض المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من الكلام أنّه ليس على أساليب الشّــعر، ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلا عن بلغاء الــعرب، وإنما رموه بالكذب، فإنّ الشــعر يعبّر به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب حتى سمّى قوم الأدلة الكاذبة الشّــعريّة، ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّــعراء: وَالشُّــعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ
[الشــعراء/ 224] ، إلى آخر السّورة، ولكون الشِّــعْرِ مقرّ الكذب قيل: أحسن الشّــعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم ير متديّن صادق اللهجة مفلقا في شــعره. والْمَشَاعِرُ:
الحواسّ، وقوله: وَأَنْتُمْ لا تَشْــعُرُــونَ
[الحجرات/ 2] ، ونحو ذلك، معناه: لا تدركونه بالحواسّ، ولو في كثير ممّا جاء فيه لا يَشْــعُرُــونَ
: لا يعقلون، لم يكن يجوز، إذ كان كثير ممّا لا يكون محسوسا قد يكون معقولا.
ومَشَاعِرُ الحَجِّ: معالمه الظاهرة للحواسّ، والواحد مشــعر، ويقال: شَعَائِرُ الحجّ، الواحد:
شَعِيرَةٌ، قال تعالى: ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ [الحج/ 32] ، وقال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْــعَرِ الْحَرامِ [البقرة/ 198] ، لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ
[المائدة/ 2] ، أي: ما يهدى إلى بيت الله، وسمّي بذلك لأنها تُشْــعَرُ، أي: تُعَلَّمُ بأن تُدمى بِشَعِيرَةٍ، أي: حديدة يُشــعر بها.
والشِّعَارُ: الثّوب الذي يلي الجسد لمماسّته الشَّــعَرَ، والشِّعَارُ أيضا ما يشــعر به الإنسان نفسه في الحرب، أي: يعلّم. وأَشْــعَرَــهُ الحبّ، نحو:
ألبسه، والْأَشْــعَرُ: الطّويل الشــعر، وما استدار بالحافر من الشّــعر، وداهية شَــعْرَــاءُ ، كقولهم:
داهية وبراء، والشَّــعْرَــاءُ: ذباب الكلب لملازمته شــعره، والشَّعِيرُ: الحبّ المــعروف، والشِّــعْرَــى:
نجم، وتخصيصه في قوله: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّــعْرى [النجم/ 49] ، لكونها معبودة لقوم منهم.
[شــعر] الشَــعَر للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَــعْرَــةٌ. ويقال: رأى فلان الشَــعْرَــةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشــعر: كثير شــعر الجسد. وقوم شــعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشــعر بركا. والاشــعر: ما أحاط بالحافر من الشَــعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها. والشِــعْرَــةُ بالكسر: شَــعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى. والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ. والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْــعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر الميم لغة. والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس: والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُــهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان - والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليــعرِــف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْــعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشــعر أمير المؤمنين ". وأشــعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد. وشــعرت بالشئ بالفتح أَشْــعُرُ به شِــعْراً: فطِنْتُ له. ومنه قولهم: ليت شِــعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شــعرة، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشــعر: واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْــعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ جمعه الشــعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي صاحب شــعر. وسمى شاعرا لفطنته. وما كان شاعرا ولقد شَــعرَ بالضم، وهو يَشْــعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِــعْرِ. وشاعَرْــتُهُ فشَــعَرْــتُهُ أَشْــعَرَــهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِــعْرِ. وشاعَرْــتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْــعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره. وأَشْــعَرْــتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْــعَرْــتُهُ فَشَــعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْــعَرْــتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْــعَرَــهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْــعَرَــهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْــعَرَ الجنينُ وتشــعر، أي نبت شــعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشــعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشــعرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما الشِــعْرَــيانِ: الشِــعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِــعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم الــعرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ. والشَــعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَــعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة. وداهية شــعراء، وداهية وبراء. ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَــعْراءَ ذات وبر. والشــعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو عبيد. وبالموصل جبل يقال له شــعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة شجره. والاشــعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشــعر بن سبأ بن يشجب بن يــعرب بن قحطان. وتقول الــعرب: جاءتك الاشــعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير: صِغار القِثّاء، الواحدة شُــعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويــعر: لقب محمد بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْــعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما -
ش ع ر : الشَّــعْرُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ فَيُجْمَعُ عَلَى شُعُورٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِفَتْحِهَا فَيُجْمَعُ عَلَى أَشْعَارٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَهُوَ مِنْ
الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ الْوَاحِدَةُ شَــعْرَــةٌ وَإِنَّمَا جُمِعَ الشَّــعْرُ تَشْبِيهًا لِاسْمِ الْجِنْسِ بِالْمُفْرَدِ كَمَا قِيلَ إبِلٌ وَآبَالٌ.

وَالشِّــعْرَــةُ وِزَانُ سِدْرَةٍ شَــعْرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً قَالَهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الشِّــعْرَــةُ الشَّــعْرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ وَرَكَبِ الْمَرْأَةِ وَعَلَى مَا وَرَاءَهُمَا.

وَالشَّعَارُ بِالْفَتْحِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ فِي الْأَرْضِ وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنْ الثِّيَابِ وَشَاعَرْــتُهَا نِمْتُ مَعَهَا فِي شِعَارٍ وَاحِدٍ وَالشِّعَارُ أَيْضًا عَلَامَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ وَهُوَ مَا يُنَادُونَ بِهِ لِيَــعْرِــفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالْعِيدُ شِعَارٌ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَالشَّعَائِرُ أَعْلَامُ الْحَجِّ وَأَفْعَالُهُ الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ أَوْ شِعَارَةٌ بِالْكَسْرِ.

وَالْمَشَاعِرُ مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ.

وَالْمَشْــعَرُ الْحَرَامُ جَبَلٌ بِآخِرِ مُزْدَلِفَةَ وَاسْمُهُ قُزَحُ وَمِيمُهُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْمَشْهُورِ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.

وَالشَّعِيرُ حَبٌّ مَــعْرُــوفٌ قَالَ الزَّجَّاجُ وَأَهْلُ نَجْدٍ تُؤَنِّثُهُ وَغَيْرُهُمْ يُذَكِّرُهُ فَيُقَالُ هِيَ الشَّعِيرُ وَهُوَ الشَّعِيرُ.

وَالشِّــعْرُ الْــعَرَــبِيُّ هُوَ النَّظْمُ الْمَوْزُونُ وَحَدُّهُ مَا تَرَكَّبَ تَرَكُّبًا مُتَعَاضِدًا وَكَانَ مُقَفًّى مَوْزُونًا مَقْصُودًا بِهِ ذَلِكَ فَمَا خَلَا مِنْ هَذِهِ الْقُيُودِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا فَلَا يُسَمَّى شِــعْرًــا وَلَا يُسَمَّى قَائِلُهُ شَاعِرًــا وَلِهَذَا مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ مَوْزُونًا فَلَيْسَ بِشِــعْرٍ لِعَدَمِ الْقَصْدِ أَوْ التَّقْفِيَةِ وَكَذَلِكَ مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ شَــعَرْــتَ إذَا فَطِنْتَ وَعَلِمْتَ وَسُمِّيَ شَاعِرًــا لِفِطْنَتِهِ وَعِلْمِهِ بِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْــعُرْ بِهِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ يُقَالُ شَــعَرْــتُ أَشْــعُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُلْتُهُ وَجَمْعُ الشَّاعِرِ شُــعَرَــاءُ وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فُعَلَاءَ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ عَاقِلٌ وَعُقَلَاءُ وَصَالِحٌ وَصُلَحَاءُ وَبَارِحٌ وَبُرَحَاءُ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ شِدَّةُ الْأَذَى مِنْ التَّبْرِيحِ وَقِيلَ الْبُرَحَاءُ غَيْرُ جَمْعٍ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَإِنَّمَا جُمِعَ شَاعِرٌ عَلَى شُــعَرَــاءَ لِأَنَّ مِنْ الْــعَرَــبِ مَنْ يَقُولُ شَــعُرَ بِالضَّمِّ فَقِيَاسُهُ أَنْ تَجِيءَ الصِّفَةُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوَ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ فَلَوْ قِيلَ كَذَلِكَ لَالْتَبَسَ بِشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الْحَبُّ فَقَالُوا شَاعِرٌ وَلَمَحُوا فِي الْجَمْعِ بِنَاءَهُ الْأَصْلِيَّ وَأَمَّا نَحْوُ عُلَمَاءَ وَحُلَمَاءَ فَجَمْعُ عَلِيمٍ وَحَلِيمٍ.

وَشَــعَرْــتُ بِالشَّيْءِ شُعُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشِــعْرًــا وَشِــعْرَــةً بِكَسْرِهِمَا عَلِمْتُ.

وَلَيْتَ شِــعْرِــي لَيْتَنِي عَلِمْتُ.

وَأَشْــعَرْــتُ الْبَدَنَةَ إشْعَارًا حَزَزْتُ سَنَامَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ فَيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ فَهِيَ شَعِيرَةٌ. 
[شــعر] نه: فيه "شعائر" الحج آثاره وعلاماته، جمع شعيرة وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعى وغيرها، وقيل: هي المعالم التى ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. ومنه:"المشــعر" الحرام لأنه معلم
شــعر: أدرك. فهم. شــعر ب: وأتى أهلَ الربض من وراء ظهورهم فلم يشــعروا به وأضرم النار في الربض.
شــعر: تبين مرامي فلان (هذا إذا كنت على صواب في تصديق ما ورد في المخطوطة D لبدرون 116، 3).
شــعر: لاحظ شولتن إن هذا الفعل كثيراً ما يعني ارتاب، تشكك، على ما ورد في القرآن الكريم 16، 28، 47، وأبو الفرج 540، 5، وفي ألف ليلة 1، 99، 5: ((ثم شــعرنا إلا والعفريت قد صرخ من تحت النيران)) أي أننا لم نكن لنشك في شيء ثم هانحن .. الخ (أبو الفداء .. أخبار الجاهلية 94، 11: فلم يشــعر إلا بالغلبة والصياح (فخري 67، 10، 14).
شــعر: انشق. انصدع (بوشر).
شــعر: هذا الفعل عند (ألكالا) يرادف بلغة أهل قشتالة Acararse الذي يترجمه بكلمة فزع بعد أن يستعمل حرف R مرة واحدة ولا أدري ما إذا كان قد أعطى المعنى نفسه للكلمة قبل الحذف. إن كلمة Azorar هي أخاف عند (نونيز) ولكن الكلمة الأسبانية القشتالية Azorrarse عنده هي أذهل. دوّخ. انعس أو كقولنا إنه نام من شدة وجع الرأس، نبريجا لم يرتض سوى مرادف واحد لكلمة Efferari هي أستوحش وكذلك فكتور فالكلمة عنده تعني: سما. انتفخ، تعظم، تعجرف. ازدهى. استوحش. تخبط. ولو اعتمدنا على معنى كلمة S'effrayer: ارتاع، خاف، ارتعب فالصيغة الأولى تعادل: شــعر بالخوف ولكن من الفطنة الوقوف على ما ذهب إليه نبريجا لأن ألكالا أعتمد على رأيه ولعل اللاتينية تدعم هذا المعنى: أصبح وحشاً ونفوراً ووردت كلمة شَــعَرٌ في الحديث عن رهاب الماء.
أشــعر: يمكن ترجمتها: إثارة مشاعر معينة في المخاطب (عباد 1، 255): رفاق السوء ((أشــعروه الاستيحاش والنفار))، (المقري 11، 438). هناك خطئان ثم تصحيحهما شوّها العبارة، أحدهما في (الملحق) والآخر في رسالتي للسيد فليشر 209، ولكن، من جهة أخرى، يجب شطب حرف الجرّ (الباء) من (بسرورها) وفقاً لمقتضى السجع ثم أنها غير موجودة في (متمّة الفتح) وعليه فالعبارة يجب أن تقرأ: ((وصلنا إلى روضة قدسندس الربيع بساطها ودبجّ الزهر درانكها وأنماطها، وأشِــعرت النفوس فيها سرورها وانبساطها))؛ يقال إذا أشــعر الرجل سروراً، أي امتلأ فرحاً مثلما يقال: أشــعر الرجل هماً، امتلأ حزناً لأن الصيغة الأخيرة غاية في الصحة. (تنظر في معجم مُسلم والحريري 6، 585): أشــعرت في بعض الأيام هماً: تشــعرّ: هذه الصيغة عند (فوك) تجدها في مادة Perpendere؛ وحين يضاف للكلمة حرف الجر (ب) فإن معناها يفيد: تبين، تراءى له. (ينظر في استعمالها عند صاحب الصلاة 22): فقدم له الطعام والثردة فأكلها وتشــعرّ في الحين بالسم فيها فرمى باللقمة التي كانت في يده في وجه السجّان.
تشــعّر: مغطّى بالعليّق (عوادي 1، 51).
انشــعر: انصدع، انشق (بوشر).
استشــعر: يغطى الجسم العاري بقطعة قماش (حيان بسام 3، 4: كان يظاهر الوشي على الخزّ ويستشــعر الدبيقي).
استشــعر: أدرك العواطف فهم المشاعر، أدرك خلجات النفس وضم عليها جوانحه خوفاً (عند فريتاج، ولين) وامتلأ فرحاً (جوب 218، 7، 319، 4، المقرّي 1، 255) وامتلأ أسفاً (الحريري، مقدمة ابن خلدون 1، 370).
استشــعر: استشــعر الخوف، أسره الخوف (فخري 166).
استشــعر: توقع (جوب 51، 10، 76، 16، 117، 14) حيان بسام 1، 115: استشــعر الذل؛ أما (أبو الوليد 44) فقد استعمل حرف الجر (ب): وقد كان استشــعر بالهلاك.
استشــعر: لمح. اكتشف، لاحظ. ادرك، فهم، تبين.
شــعر ب: تبين. تراءى (أبو الفداء 1، 180): حين تلا الرسول (ص)، في أواخر حياته، الآية القرآنية الكريم:} (اليوم أكملت لكم دينكم) {بكى أبو بكر الصديق (رص) فكأنه استشــعر إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وأنه فد نُعيت إلى النبي نفسه؛ ويضيف ألماسين إلى الكلمة حرف (اللام) ويقول (285، 21) حين ألغى حكيم كثيراً من الطقوس الدينية أستشــعر المسلمون بما ظهر من هذه الأمور لانحرافه عن دين الإسلام.
استشــعر: ارتاب (الحريري 117، 5) (حياة صلاح الدين 170، 12): قوى استشعار المركيز من إنه إن أقام قبضوا عليه. فلما صح ذلك عنده وكان قد استشــعر منهم أخذ بلده. الخ ..
وقد وردت الكلمة من العمراني (مخطوطة 595 ص 27، 41): كان الهادي يخطط دوماً لقتل أخيه الرشيد وأستشــعر هارون منه فما كان يأتيه ولا يسلم عليه وفي ص42: وكان ليحي مطاعن في يحيى البرمكي، ((وكان يحيى مستشــعراً منه جداً وكانت أمه الخيزران مستشــعرة منه لأنه نفَّذ لها أرزاً مسموماً)) في ص51، 52: حين قال البرمكي جعفر لمغنيه: يا بارد .. الخ أجاب هذا ((البارد والله من قد قتلنا منذ شهر بهذا الاستشعار الفاسد)) وقال بعد هذا: ((بقى لك أمر تخاف أو تستشــعر منه.)) استشــعر: عند (حيان 40) ((وهو في ذلك مصب (مصرّ) على الغائلة مستشــعر الوثبة)).
وفي 75 (المصدر نفسه): حين رأى جنوده قد أتعبتهم المعارك والسير الطويل واشتاقوا إلى سكنهم ((استشــعر (الأمير) إراحتهم واعتزم على القفول بهم)) (في المخطوطة ورد: استشــعروا راحتهم وهذا خطأ).
استشــعر: ابن الخطيب 177: ((يستشــعر الجد في اموره)). استشــعر: (بَعض هذه الاستشهادات هي من J.J.Shultens) .
شَــعْر: حرير، شــعر الخنزير البّري، (الكالا).
شــعْر: عرْــف (هربرت 59).
شــعر الغول (ترجمة للكلمة اللاتينية Capillus Veneris التي تعني شــعر الآلهة فينوس لأن الــعرب حين ارتضوا أن يكتبوا عن هذه الربّة استعملوا كلمة غول وهناك أيضاً شــعر الجن وشــعر الأرض وشــعر الخنزير وأسمه عند المستعيني برشيا وشان وكذلك عند ابن البيطار 1، 126 الذي زاد على ذلك شــعر الجبار (الذي يوجد أيضاً في 2، 99) (وهو النبات نفسه الذي ذكره ديسقوريدوس في مادة كزبرة البير باسم ( Asplenium Trichomanes) .
ذو شــعر: غزير الشــعر أو طويله. وكذلك من له جذور صغيرة (بوشر).
شــعر: مديح إلهي (منظوم) (الكالا).
شَــعَرة. شــعرة الخنزير: حرير وشــعرة الخنزير البري (فوك).
شــعرة: (مشتقة من شَــعْراء) غابة، موضع مشجر (فوك) (أبو الوليد 787، كارتاس 19، 8، 16).
شــعرة: أجمة. دغل (الكالا) وهي عنده ( Mata O brena) وترجمتها من القشتالية: عشب أو شجيرة الأيك.
شــعرة: قطع خشبية دقيقة لإشعال الفرن (الكالا). شــعرة الموسى ونحوه عند العامة: طرف حده الذي يقطع به (محيط المحيط 469).
شــعرى (مشتق من شــعراء) جمعها شعاري: غابة، موضع زرعت فيه الأشجار (فوك) (أبو الوليد 290) (المقري 1، 97، 18، 3، 1، 20، 11، 517، 10)؛ وجمعها تجده عند فوك والمستعيني. وهي تعنى مدينة في (معجم الأسبانية 32) (وأبو الوليد 290) وعند (سعدية 29) (وياقوت 3، 408) ومصر النويري المخطوط الثاني 114: وأما الذين قتلوا بالجبال والشعاري وسائر بلاد المسلمين .. الخ.
الشِــعرى: مطلع الصيف (هيلو).
شــعراء: حطب الشــعراء تعني من دون جدال قطعاً خشبية دقيقة رقيقة لإشعال الفرن (المقري 1، 617).
شَــعرّــى: كزبرة البير (بوشر انظر شــعر الغول).
شــعرّــى: نعت لنوع من أنواع الدُراقنة. (ابن العوام 1، 338) وهي أشْــعَرُ (عند لين) وهي الدراقنة العادية عند (كلمنت مولية) وهذا هو أسمها لأنها ترادف كلمة أزغب أي الوبر.
شــعرّــى: نعت لنوع فاخر من أنواع التين (المقري 1، 123، 5 كرتاس 23) واقرأ أيضاً (الملاحظات ص369) وابن العوام 1، 88 و 90، 8؛ ومخطوطتنا بعد ص299 وفيها فوق ما تقدم: ((والشــعرى منه يجود ويحلو بينه (والصحيح نبته) في الأرض الحمراء ويأتي لون نبته (وردت في الأصل دون تنقيط) إلى الحمرة هويست 304 Schari)) .
شــعرّــى: الزعفران الشــعرى خيوط نبات يلتف بعضها على بعض كالشــعر جمعها زعافر (محيط المحيط 373).
شــعرى: هو الذي يوجد في الغابة.
شَــعْرى: حارس الغابة (الكالا).
شِــعرّــى: القياس الشــعرى وهو عند المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات تنبسط منها النفس أو تنقبض ويقال لها المخيّلات والمراد بها انفعال النفس بالترغيب أو التنفير (محيط المحيط ص468).
شــعرية: شــعر الرأس Coma ( فوك) وفي المصدر نفسه تجد هذه الكلمة في مادة Capillus التي تعنى شــعر اللحية أيضاً.
شــعرية: غطاء صغير من شــعر الحصان الأسود يغطي العينين فقط تلبسه النساء فوق نقاب اكبر يغطي الوجه وفيه ثقوب في موضع العينين؛ ينظر (الملابس 9/ 226) ويؤيد هذا المعنى والترسدورف وبكنجهام 2، 38، 494؛ وبوشر يقول إنه: (نقاب صغير من قماش رقيق يدعى ايتامين بالفرنسية Etamine ولونه اسود يستعمل للوجه فقط).
شــعرية: مشربية، شباك، مصراع، أو صفق نافذ (بوشر) و (محيط المحيط).
شــعرّــية: وشيعة مسيجة بقضبان الحديد، زخرف من أسلاك الحديد (بوشر).
شــعرية: عند قبيلة الطوارق قميص. يلبس الفرد منهم ثلاثة شــعريات ويضيبف اثنتين أخريين عند السفر وهو ((قميص ازرق غامض تعترضه خطوط بيض (كاريت، جغرافيا، 110) والكلمة من اصطلاح العامة.
ميزان الشــعرية: ميزان صغير توزن به الدنانير ونحوها والكلمة من اصطلاح العامة أيضاً.
شــعرية: (عند ميهرن 30) هي المعكرونة الرقيقة ولعله قد أخطأ؛ فالشعيرية هي التي تقابل هذا المعنى.
شَــعراويّ: هو الآس الذي يوجد في الغابات وهو عند ابن العوام: جبلي شــعراوي.
حطب شــعراوي: خشب دقيق لإشعال الفرن (ينظر في مادة شقواص وشــعرة).
شعار: نادى بشعار طاعتهم: انضم إلى جانبهم (بربرية 1/ 414).
شعار: علامة مميزة (فريتاج) (ساسي كرست 1/ 446): التعصب شعار الموحدين وعلامة المؤمنين.
شعير وجمعه شعيرات (يوتيش 11/ 321): القموح والشعيرات والحبوب. وعند (فوك) شــعران. ومن أنواع الشعير.
شعير رومي: عند ابن البيطار هو الخندروس (3/ 63 و2/ 78) وأسمه: Triticum romanum وهو مربع مثل سنبل الحنطة (محيط المحيط) و (ابن العوام 18، 47) شعير عربي: الشعير الذي سنبله من حرفين (محيط المحيط ينظر أيضاً الهامش المرقم 749).
شعير مقشر: (بوشر).
شعير مقشر مدقوق: (بوشر).
شعير الكلب: ذكره ابن ليون بهذا الاسم (ص33): والشياتين شبه شعير الكلب ينبت وحده.
شعير النبي: شعير مقشر (باجني، المستعيني): ومنه ما يــعرف بشعير النبي وهو يتقشر من قشره الأعلى عند الدرس.
الشعير: شكل من أشكال قلائد النساء (لين 2/ 407): طقطق شعيرك يادبور: لعبة (الأستغماية) المــعروفة (بوشر).
شعيرة: وزن الدانق عشر شعيرات (معجم البلاذري وابن البيطار).
شعيرة: داء الشعيرة وهي باللاتينية Ordeolus وهو ورم في الجفن يشبه حبة الشعير (محيط المحيط) و (ابن العوام 582) ينظر المعجم اللاتيني في مادة Ordeolus.
شعيرة: عند البنائين صف من حجارة منحوتة يساوي ما أمامه من أرض البيت ويعلو عما وراء منها (محيط المحيط ص469).
الهندي الشعيري: حب كبرز الزيتون يجلب من الهند ويتداوى به (محيط المحيط 469) (ينظر هامش 748).
شَعيرية: هي حساء الشعيرية المــعروف (بوشر) (محيط المحيط). (لين 11، 124) (اسكارياك 418) تنظر في مادة حَجم؟ وهي عند (بوشر) شعيرية إيطالية أي: Macaron I. شُعيرية: عجين يفتل ويحبب حبوباً صغيرة مستطيلة كالشعير ثم يجفف ويطبخ ويقال لها الشُعيرية أيضاً بلفظ التصغير، والشَعيرية والشُعيرية كلاهما من كلام العامة (ص469 محيط المحيط).
شعار: بائع الشعير (الكالا)، شعَّارين (سوق الشعارين. المعجم الأسباني 356/ 8: الذي يباع فيه الشعير) (الكالا).
شعّار: ناظم الشــعر (بوشر).
شاعر: الممثل الذي يؤدي دوراً (الكالا) وهو الممثل الهزلي أو المأساوي ويقابل معنى الكلمة في الأسبانية: Representador de Comedias, de tragedias شاعر: هو الذي يتلو قصة أبي زيد (لين 85، 125)! مَشــعَر: كلمة السّر، مثل شعار (أخبار 79/ 2): تصايحوا بمشاعرهم.
مشــعر: زق كبير للزيت (باين سميث 1607 ذكرها ثلاث مرات).
مُشَــعَّر: كثير الشــعر (الكالا).
مُشَــعَّر: مثلم، مشرم (هيلو) (ديلاب 76).
المشــعَرَــة: أولئك الذين قتلوا الأمراء (ينظر الكامل للمبرد (ص 82/ 5).
مشــعراني: أشــعر، مشــعر (بوشر).
مشعور: مصدوع، مشقوق.
مشدوخ (بوشر) وبالمعنى المجازى: شاذ (بوشر) ومختل العقل (محيط المحيط أنظره في هامش 752) وعقل مشعور أي مشقوق قليلاً. رأسه مشعور، في رأسه طنين، به بعض الجنون (بوشر).
(ش ع ر)

شَــعَرَ بِهِ، وشَــعُر يَشْــعُر شِــعْراً، وشَــعْراً، وشِــعْرَــة، ومَشْعُوَرة، وشُعُورا، وشُعُورَة، وشُــعْرى، ومَشْعُورَاء، ومَشْعُوراً، الْأَخِيرَة عَن اللَّحيانيّ، كُله: عَلمَ. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: مَا شَــعَرْــتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جَاءَ فلَان وَحكى عَن الْكسَائي أَيْضا: أشــعر فلَانا مَا عمله، وأشــعر لفُلَان مَا عمله، وَمَا شَــعَرْــت فلَان مَا عمله، وَمَا شَــعَّرْــت لفُلَان مَا عمله قَالَ: وَهُوَ كَلَام الْــعَرَــب.

وليت شــعِري: من ذَلِك، أَي لَيْتَني شَــعَرْــت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: لَيْت شِــعْرِــتي! فحذفوا التَّاء مَعَ الْإِضَافَة للكثرة، كَمَا قَالُوا: ذهب بعذرتها، وَهُوَ أَبُو عذرها، فحذفوا الْهَاء مَعَ الْأَب خَاصَّة. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: لَيْت شِــعْرِــي لفُلَان مَا صنع؟ وليت شِــعْري عَن فلَان مَا صنع؟ وليت شِــعرِــي فلَانا مَا صنع؟ وَأنْشد:

يَا لَيتَ شِــعْرِــي عَن حِمارِي مَا صَنَعْ

وَعَن أبي زَيدٍ وَكم كَانَ اضْطَجَعْ

وَأنْشد أَيْضا:

لَيْتَ شِــعري مُسافَر بن أبي عَمْ ... رو ولَيْتٌ يَقُولهَا المَحْزونُ وأشْــعَرَــه الأمْرَ وأشْــعَرَــه بِهِ: أعْلَمَهُ إِيَّاه. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا يُشْــعِرُــكمْ إِنَّهَا إِذا جاءتْ لَا يُؤْمِنُونَ) . وشَــعَر بِهِ: عقله. وَحكى اللَّحيانيّ: أشْــعَرْــتُ بفلان: أطْلَعْتُ عَلَيْهِ وأُشْــعِرْــت بِهِ: اطَّلَعْت عَلَيْهِ.

والشَّــعر: منظوم القَوْل، غلب عَلَيْهِ لشرفه بِالْوَزْنِ والقافية، وَإِن كَانَ كل علم شِــعرا، من حَيْثُ غلب الْفِقْه على علم الشَّرْع، وَالْعود على المندل، والنجم على الثريا، وَمثل ذَلِك كثير. وَرُبمَا سموا الْبَيْت الْوَاحِد شِــعراً، حَكَاهُ الْأَخْفَش. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي إِلَّا أَن يكون على تَسْمِيَة الْجُزْء باسم الْكل. كَقَوْلِك: المَاء، للجزء من المَاء، والهواء للطائفة من الْهَوَاء، وَالْأَرْض، للقطعة من الأَرْض. وَالْجمع أشعار.

وشَــعَر الرجل يَشْــعُرُ شَــعْراً وشِــعْراً، وشَــعُرَ: قَالَ الشِّــعْر. وَقيل: شَــعَرَ: قَالَ الشِّــعْر، وشَــعُر: أَجَاد الشِّــعر. وَرجل شَاعِر، وَالْجمع شُــعَراء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: شبهوا فَاعِلا بفَعيل، كَمَا شبهوه بفَعُول. يَعْنِي أَنهم كسروه على " فُعُل " حِين قَالُوا: بازِلٌ وبُزُل، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُر.

وشاعَرَــه فشَــعَرَــه يَشْــعُرُــه: أَي كَانَ أشــعر مِنْهُ.

وشِــعْر شاعِر: جيد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة والإشادة. وَقيل: هُوَ بِمَعْنى مَشْعورٍ بِهِ. وَالصَّحِيح قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقد قَالُوا: كلمة شاعرةٌ: أَي قصيدة. وَالْأَكْثَر فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُبَالغَة: أَن يكون لفظ الثَّانِي من لفظ الأول، كويل وَائِل، وليل لائل.

وَأما قَوْلهم: شاعرُ هَذَا الشِّــعْر، فَلَيْسَ على حد قَوْلك: ضَارب زيد، تُرِيدُ المنقولة من ضَرَب، وَلَا على حَدهَا فِي قَوْلك: ضَارب زيدا، تُرِيدُ المنقولة من قَوْلك: يضْرب أَو سيضرب، لِأَن كل ذَلِك مَنْقُول من فعل مُتَعَدٍّ. فَأَما شَاعِر هَذَا الشِّــعْر، فَلَيْسَ قَوْلنَا هَذَا الشِّــعْر، فِي مَوضِع نصب الْبَتَّةَ، لِأَن فعل الْفَاعِل غير مُتَعَدٍّ إِلَّا بِحرف، وَإِنَّمَا قَوْلك: " شَاعِر هَذَا الشِّــعر ": بِمَنْزِلَة قَوْلك: صَاحب هَذَا الشِّــعر، لِأَن صاحبا غير مُتَعَدٍّ عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده بِمَنْزِلَة غُلَام، وَإِن كَانَ مشتقاًّ من الْفِعْل، أَلا ترَاهُ جعله فِي اسْم الْفَاعِل بِمَنْزِلَة دَرّ فِي المصادر، من قَوْلهم: لله دَرُّكَ.

وَقَالَ الْأَخْفَش: هَذَا الْبَيْت أشــعر من هَذَا، أَي احسن مِنْهُ. وَلَيْسَ هَذَا على حد قَوْلهم: شِــعر شاعِر، لِأَن صِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا تكون من الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: " شِــعْر شَاعِر " معنى الْفِعْل، وَإِنَّمَا هُوَ على النّسَب والإجادة كَمَا قُلْنَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْأَخْفَش قد علم أم هُنَالك فعلا، فَحمل قَوْله أشــعر مِنْهُ عَلَيْهِ، وَقد يجوز أَن يكون الأخفشُ توهم الْفِعْل هُنَا، كَأَنَّهُ سمع " شَــعَر البيتُ ": أَي جاد فِي نوع الشِّــعْر، فَحمل أشــعر مِنْهُ عَلَيْهِ. والشَّــعْر والشَّــعَر مذكَّرانِ: نبتة الْجِسْم، مِمَّا لَيْسَ بصوف وَلَا وبر. وَجمعه أشْعار، وشُعور.

والشَّــعَرة: الْوَاحِدَة من الشــعَر. وَقد يكنى بالشَّــعَرة عَن الْجمع، كَمَا يكنى بالشيبة عَن الْجِنْس.

وَرجل أشــعر وشَــعِر وشَــعْرانِيّ: كثير شَــعَر الرَّأْس والجسد، طويله.

وشَــعِرَ التَّيس وَغَيره من ذِي الشَّــعْر شَــعَرا: كثر شَــعْره. وتيس شَــعِر وأشــعر، وعنز شــعراء.

والشِّــعْراء والشِّــعْرة: شَــعْرُ الْعَانَة. والشِّــعْرة: منبت الشَّــعْر تَحت السُّرَّة. وَقيل: الشِّــعْرة: الْعَانَة نَفسهَا.

وأشــعر الْجَنِين، وشَــعَّر، واسْتَشْــعَر: نبت عَلَيْهِ الشَّــعْر. قَالَ الْفَارِسِي: لم يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا. وأشْــعَرَــت النَّاقة: أَلْقَت جَنِينهَا وَعَلِيهِ شَــعْر. حَكَاهَا قطرب. وأشــعر الْخُف، وشَــعَّره وشَــعَرَــهُ، خَفِيفَة، عَن اللَّحيانيّ. كل ذَلِك: بَطْنه بشَــعْر.

والشَّــعِرة من الْغنم: الَّتِي ينْبت الشَّــعْر بَين ظلفيها، فيدميان. وَقيل: هِيَ الَّتِي تَجِد أكالا فِي ركابهَا.

وداهية شَــعْراء كَزَبَّاء: يذهبون إِلَى خشنتها. وَجَاء بهَا شَــعْراءَ: ذَات وبر، من ذَلِك، يَعْنِي الْكَلِمَة الْمُنكرَة. والشَّــعْراء: الفروة، سميت بذلك لكَون الشَّــعْر عَلَيْهَا. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب. وَقَوله:

فألْقَى ثَوْبَهُ حّوْلا كَرِيتاً ... على شَــعْراءَ تُنْقِض بالبِهامِ

إِنَّمَا أَرَادَ: أُدْرَة، وَجعلهَا شَــعْراء لما عَلَيْهَا من الشَّــعْر، وَجعلهَا تنقض بالبهام، لِأَنَّهَا تصوت.

والشَّعَار: الشّجر الملتف. قَالَ يصف حمارا وحشيا:

وقَرَّبَ جانبَ الغَرْبيّ يأَدُو ... مَدَبَّ السَّيْل واجْتَنَبَ الشَّعَارَا

يَقُول: اجْتنب الشّجر، مَخَافَة أَن يرْمى فِيهَا، وَلزِمَ مَدْرَجَ السَّيْل. وَقيل: الشَّعَار: مَا كَانَ من شجر فِي لين ووطاء من الأَرْض، يحله النَّاس، يستدفئون بِهِ فِي الشتَاء، ويستظلون بِهِ فِي القيظ.

والمَشْــعَر أَيْضا: الشَّعَار، وَهُوَ مثل المشجر، قَالَ ذُو الرمة يصف ثَوْر وَحش:

يَلُوحُ إِذا أفْضَى ويَخْفَى برِيقُه ... إِذا مَا أجَنَّتْه غُيُوبُ المَشاعرِ

يَعْنِي: مَا يُغيبه من الشّجر. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَإِن جَعَلْت المشــعَر: الْموضع الَّذِي بِهِ كَثْرَة الشّجر، لم يمْتَنع، كالمبقل، والمحشر.

والشَّــعْراء: كَثْرَة الشّجر. والشَّــعراء: الشّجر الْكثير. والشَّــعْراء: الأَرْض ذَات الشّجر. وَقيل: هِيَ الْكَثِيرَة الشّجر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّــعْراء: الرَّوْضَة يغمر رَأسهَا الشّجر، وَجَمعهَا شُــعْر، يُحَافِظُونَ فِي ذَلِك على الصّفة، إِذْ لَو حَافظُوا على الِاسْم، لقالوا: شَــعْرَــاوات أَو شَعارٍ. والشَّــعْراء أَيْضا: الأجمة.

والشَّــعْر: النَّبَات وَالشَّجر، على التَّشْبِيه بالشَّــعْر.

وشَــعْران: اسْم جبل بالموصل، سمي بذلك لِكَثْرَة شَجَره.

والشِّعار: مَا ولى شَــعْر جَسَد الْإِنْسَان من اللبَاس. وَالْجمع: أشْــعِرة، وشُــعُر. وَفِي الْمثل: " هُمُ الشِّعارُ دون الدّثار "، يصفهم بالمودّة والقرب.

وشاعَرَ الْمَرْأَة: نَام مَعهَا فِي شِعارٍ وَاحِد.

واسْتَشْــعَر الثَّوْب: لبسه، قَالَ طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأنّ نُحُورَها ... جَرَى فوْقَها واسْتَشْــعْرَــتْ لوْنَ مُذْهَبِ

وأشْــعَرَــه غيرُه: ألبسهُ إِيَّاه. وَقَالَ بعض الفصحاء: أشْــعَرْــتُ نَفسِي تقبُّل أمره، وَتقبل طَاعَته. فَاسْتَعْملهُ فِي الْــعرض.

والشِّعار: جُلُّ الْفرس.

وأشْــعَرَ الهمُّ قلبِي: لزق بِهِ كلزوق الشِّعار من الثِّيَاب بالجسد. وأشْــعَرَ الرجل هَمَّا: كَذَلِك، وكل مَا ألزقه بِشَيْء فقد أشْــعَره بِهِ، وَأَشْــعرهُ سِنَانًا: خالطه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. أنْشد ابْن الْأَــعرَــابِي لأبي عَارِم الْكلابِي:

فأشْــعَرْــتُهُ تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا ... من الخَطَر المَنْضُودِ فِي العينِ يافعُ يُرِيد: أشْــعَرْــتُ الذِّئْب بالسَّهم.

وسَمَّى الأخطل مَا وقيت بِهِ الْخمر شِعارا، فَقَالَ:

وكَفَّ الرّيحَ والأنْداءَ عَنْهَا ... مِن الزَّرَجُونِ دُوَنهما شِعارُا

والشِّعار: الْعَلامَة فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. وشِعار الْقَوْم: علامتهم فِي السّفر.

وأشْــعَرَ الْقَوْم فِي سفرهم: جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعارا. وأشــعر الْقَوْم: نادوا بشعارهم. كِلَاهُمَا عَن اللَّحيانيّ. وأشــعَر الْبَدنَة: أعلمها، وَهُوَ أَن يشق جلدهَا أَو يطعنها حَتَّى يظْهر الدَّم. وَقَالَت أم معبد الجهنية لِلْحسنِ: " انك قد أشْــعَرْــتَ ابْني فِي النَّاس ". أَي جعلته عَلامَة فيهم، لِأَنَّهُ عَابِد بالقدرية.

والشَّعِيرة: الْبَدنَة المهداة، سميت بذلك لِأَنَّهُ يُؤثر فِيهَا بالعلامات. وَالْجمع شَعائر.

وشِعار الْحَج: مَنَاسِكه وعلاماته. وَمِنْه الحَدِيث " أَن جِبْرِيل أَتَى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْ أُمَّتَك أَن يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية، فَإِنَّهَا من شِعار الحجّ ".

والشَّعيرة، والشِّعارَةُ، والمَشْــعَرُ: كالشِّعار. وَقَالَ اللَّحيانيّ: شَعائر الْحَج: مَنَاسِكه. واحدتها: شَعِيَرة. قَالَ: وَيَقُولُونَ: هُوَ المَشْــعَر الْحَرَام، والمِشْــعَر الْحَرَام. قَالَ: وَلَا يكادون يَقُولُونَهُ بِغَيْر الْألف وَاللَّام.

والشِّعار: الرَّعْد، قَالَ:

وقِطارِ سارِيَةٍ بغَيرِ شِعارِ

أَي مطر بِغَيْر رعد.

والأشْــعَر: مَا اسْتَدَارَ بالحافر من مُنْتَهى الْجلد. وَالْجمع: أشاعر، لِأَنَّهُ اسْم. وأشاعر النَّاقة: جَوَانبُ حيائها. والأشْــعَرَــان: الإسكتان. وَقيل: هما مِمَّا يَلِي الشفرين. والأشْــعَر: شَيْء يخرج من ظلفي الشَّاة، كَأَنَّهُ ثؤلول الْحَافِر. هَذَا عَن اللَّحيانيّ. والأشــعر: اللَّحْم تَحت الظفر.

والشعِير: حب مَــعْرُــوف. واحدته: شَعيرة. وبائعه شَعِيريّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ مِمَّا يبْنى على " فَاعل "، وَلَا " فَعَّال "، كَمَا يغلب فِي هَذَا النَّحْو. والشَّعيرة: هنة تصاغ من فضَّة أَو حَدِيد، على شكل الشعيرة، فَتكون مساكا لنصاب النصل والسكين. وأشْــعَر السكين: جعل لَهَا شَعيرة. والشَّعيرةُ: حلى يتَّخذ من فضَّة، مثل الشَّعير.

والشَّــعْراء: ذُبَاب. وَقيل: الشَّــعْراء، والشُّعَيراء: ذُبَاب أَزْرَق يُصِيب الدَّوَابّ. قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّــعْراء: نَوْعَانِ، وللكلب شَــعْراءُ مَــعْرُــوفَة، وللإبل شَــعراء، فَأَما شَــعْراء الْكَلْب، فَإِنَّهَا إِلَى الرقة والحمرة، لَا تمس شَيْئا غير الْكَلْب، وَأما شَــعْراء الْإِبِل فَتضْرب إِلَى الصُّفْرَة، وَهِي أضخم من شَــعراء الْكَلْب، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زغباء تَحت الأجنحة. قَالَ: وَرُبمَا كثرت فِي النَّعَم، حَتَّى لَا يقدر أهل الْإِبِل، على أَن يحتلبوا بِالنَّهَارِ، وَلَا أَن يركبُوا مِنْهَا شَيْئا، فيتركون ذَلِك إِلَى اللَّيْل، وَهِي تلسع الْإِبِل فِي مراقها وَمَا حوله، وَمَا تَحت الذَّنب والبطن والإبطين. قَالَ: وَلَيْسَ يتقونها بِشَيْء، إِذا كَانَ ذَلِك، إِلَّا بالقطران. وَهِي تطير على الْإِبِل، حَتَّى تسمع لصوتها دويا، قَالَ الشماخ:

تَذُبُّ ضَيْفاً مِن الشَّــعْراء مَنزِلُهُ ... مِنْهَا لَبانٌ وأقْرَابٌ زَهالِيلُ

وَالْجمع من ذَلِك كُله شَعارٍ. والشَّــعْراء: الخوخ جمعه كواحدة. قَالَ أَبُو حنيفَة الشُّــعَرَــاء: شجيرة من الحمض، لَيْسَ لَهَا ورق، وَلَا هدب، تحرص عَلَيْهَا الْإِبِل حرصا شَدِيدا، تخرج عيدانا شدادا والشَّــعْرانُ: ضرب من الرمث أَخْضَر. وَقيل: ضرب من الحمض أَخْضَر أغبر.

والشُّــعْرُــورة: القِثَّاء الصَّغِيرَة. وَقيل: هُوَ نبت.

وذهبوا شَعارِيرَ بقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. واحدهم شُــعْرُــور. وَكَذَلِكَ ذَهَبُوا شَعاريرَ بقِرْدَحْمة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: أَصبَحت شَعاريرَ بقِرْدَحْمة: وقَرْدَحْمة، وقِنْدَحْرة، وقِنْذَحْرَة، وقَدَحْرَة، وقَذَحْرَة، معنى كل ذَلِك: بِحَيْثُ لَا يُقدر عَلَيْهَا. يَعْنِي اللَّحيانيّ: أَصبَحت الْقَبِيلَة.

والشِّــعْرَــى: كَوْكَب، تَقول الْــعَرَــب: " إِذا طَلَعَت الشِّــعَرى، جعل صَاحب النّخل يرى ". وهما شِــعْرَــيان: العَبُور، والغميصاء. وطلوع الشِّــعْرَــى على أثر طُلُوع الهَنْعَة.

وَبَنُو الشُّعَيراء: قَبيلَة.

وشَــعْر: جبل. قَالَ البريق:

فحَطَّ العُصْمَ من أكْناف شَــعْرٍ ... وَلم يترُك بِذِي سَلَعٍ حِمارَا وَقيل: هُوَ شِــعِر.

والأشْــعَر: جبل بالحجاز.
شــعر
شــعَرَ1/ شــعَرَ لـ يَشــعُر، شِــعْرًــا، فهو شاعر، والمفعول مشعور (للمتعدِّي)
• شــعَر الرّجُلُ: قال الشِّــعرَ.
• شــعَر فلانًا: غلبه في الشِّــعْر.
• شــعَر لفلان: قال له الشِّــعرَ

شــعَرَ2 يَشــعُر، شَــعْرًــا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعور
• شــعَر الشّيءَ: بطَّنه بالشَّــعْر "شــعَر خُفًّا/ جِلْدًا". 

شــعَرَ بـ يَشــعُر، شُعورًا، فهو شاعِر، والمفعول مَشعور به
• شــعَر به:
1 - أحسّ به، أو أدركه بإحدى حواسِّه الظّاهرة أو الباطنة "لم يشــعر به أحد- شــعَر بالبرد/ التعب والإجهاد- {وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْــعُرُــونَ}: وما يعلمون أو يفطنون".
2 - خَطَرَ ببالِه " {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْــعُرُــونَ} ". 

شــعُرَ/ شــعُرَ بـ يَشــعُر، شِــعْرًــا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعُور به
• شــعُر فلانٌ: صار شاعرًــا، اكتسب ملكة الشِّــعر فأجادَه "خالط الشُّــعراءَ فشــعُر".
• شَــعُر به: شــعَر به؛ أحسَّ به. 

شــعِرَ يَشــعَر، شَــعَرًــا، فهو أَشــعَرُ وشَــعِر
• شــعِر فلانٌ: كَثُر شَــعْرُــه وطال "شابٌّ أشــعرُ/ شَــعِر". 

أشــعرَ يُشــعر، إشعارًا، فهو مُشــعِر، والمفعول مُشْــعَر (للمتعدِّي)
• أشــعر الغُلامُ: نبت على جسمه الشّــعر عند البلوغ والمراهقة.
• أشــعر القومُ: جعلوا لأنفسهم شِعارًا.
• أشــعر الحاجُّ البُدْنَ: جعل لها علامة تميِّزها.
• أشــعر فلانًا الأمرَ/ أشــعر فلانًا بالأمرِ: أعلمه إيّاه "أشــعرهُم بالخطر- {وَمَا يُشْــعِرُــكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} - {وَلاَ يُشْــعِرَــنَّ بِكُمْ أَحَدًا} ". 

استشــعرَ يستشــعر، استشعارًا، فهو مُستشــعِر، والمفعول مُستشــعَر
• استشــعر الشَّيءَ: أحسّ به مبهمًا، توقّعه بصورة غير واضحة، حدّثه به قلبُه "استشــعر الخطرَ- استشــعر الخوفَ: أضمره". 

تشاعرَ يتشاعر، تشاعُرًــا، فهو مُتشاعِر
• تشاعر الرَّجُلُ: ادّعى أنّه شاعر، تكلَّف قولَ الشِّــعر وأرى من نفسه أنَّه شاعر

شاعرَ يشاعر، مُشاعَرَــةً، فهو مُشاعِر، والمفعول مُشاعَر
• شاعَر فلانًا: باراه في الشِّــعْر، كان أشــعر منه. 

شــعَّرَ يشــعِّر، تشعيرًا، فهو مُشــعِّر، والمفعول مُشــعَّر (للمتعدِّي)
• شــعَّر الغُلامُ: أشــعرَ؛ نبت على جسمه الشَّــعْرُ عند البلوغ والمراهقة "شــعَّر الجنينُ: نبت عليه الشّــعر".
• شــعَّر الخُفَّ ونحوَه: بطّنه بالشَّــعْر

أشاعرة [جمع]: مف أَشْــعَريّ
• الأشاعرة: (سف) فرقة من المتكلِّمين ينتسبون إلى مؤسِّسها أبي الحَسَن الأشــعريّ، تقوم على أساس من التوسّط بين السّلف والمعتزلة، يخالفون المعتزلة في بعض آرائهم، ويقولون إنّ مــعرفة الله بالعقل تحصل وبالسمع تجب. 

إشعار [مفرد]: ج إشعارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشــعرَ ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون مُميّز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام- إشعار تسليم: مستند يشــعر المرسل إليه (المستلم) بتسليم البضائع، ويكون في صحبة البضائع عادة وتُبَيَّن فيه تفاصيل كميّاتها وأوصافها.
2 - خطاب تصدره جهة حكوميّة "إشعار وصول: إعلام أو إخطار، أو إبلاغ" ° حتَّى إشعار آخر/ إلى إشعار آخر: إلى أن تصدر تعليمات جديدة. 

أشْــعَرُ [مفرد]: ج أشاعِرُ وشُــعْر، مؤ شَــعْراءُ، ج مؤ شَــعْراوات وشُــعْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شــعِرَ ° أشــعر أظفر: طويل الشّــعر والأظفار- أشــعر الرَّقبة: قويّ شديد، تشبيها له بالأسد- داهية شــعراء: وَبْراء- روضة شــعراء: كثيفة العُشب. 

أشــعريّ [مفرد]: ج أشاعِرَــة وأشــعريَّة: مَنْ ينتمي إلى فرقة الأشاعرة، من أنصار المذهب الأشــعريّ "مذهب أشــعريّ". 

أشــعريَّة [جمع]
• الأشــعريَّة: (سف) الأشاعرة. 

استشعار [مفرد]: مصدر استشــعرَ.
• الاستشعار عن بُعْد: الإحساس بالأشياء البعيدة بواسطة الأجهزة الحديثة.
• قرنا الاستشعار: (حن) امتدادان رفيعان يخرجان من الرأس في بعض الحشرات كالصّرصُور يقومان بوظيفتي الشمّ واللَّمس. 

شاعر [مفرد]: ج شُــعراءُ، مؤ شاعرة، ج مؤ شاعرات وشَواعِرُ:
1 - اسم فاعل من شــعَرَ بـ وشــعُرَ/ شــعُرَ بـ وشــعَرَ1/ شــعَرَ لـ وشــعَرَ2.
2 - مَنْ يقول الشِّــعْرَ وينظمه "شاعر مُلْهم/ مطبوع/ عبقريّ- شاعر حرّ: مَنْ يكتب الشّــعر ولا يلتزم فيه القافية الموحّدة- {وَالشُّــعَرَــاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}: بل هو كاذب فيما يقول" ° فحول الشُّــعراء: المُفضَّلون عمومًا.
• الشُّــعراء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 26 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وعشرون ومائتا آية. 

شاعِريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شاعِر.
• جوٌّ شاعريّ: جوّ لطيف، يريح الأعصاب ويثير في النفس معانيَ وخواطرَ رقيقة. 

شاعريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من شاعر: موهبة قول الشِّــعر "يتمتّع هذا الرَّجُل بشاعريّة فيّاضة- شاعريَّة حُرّة: مدرسة الشّــعراء الرّمزيين أنصار الشِّــعر الحرّ الحديث". 

شِعار [مفرد]: ج شعارات وأشْــعِرة وشُــعُر:
1 - قميص، ما وَليَ الجسدَ من الثِّياب ° لبِس شعار الهَمّ.
2 - رسم أو علامة أو عبارة مختصرة يتيَسَّر تذكُّرها وترديدها تتميَّز بها دولة أو جماعة يرمز إلى شيء ويدلّ عليه "الصولجان شعار الملك- شعار تجاريّ: علامة تجاريّة- شعار الشّرف: شارة تُحمل دلالةً على الانتساب إلى مدرسة أو نادٍ وغير ذلك" ° تحت شعار كذا: باسمه, تحت رايته.
3 - عبارة يتعارف بها القومُ في السَّفر أو الحرب، وهو ما يسمّى: سرّ اللّيل ° شعارُ بني فلان: نداء يُــعرَــفون به. 

شَــعْر1 [مفرد]: مصدر شــعَرَ2. 

شَــعْر2/ شَــعَر1 [جمع]: جج أشْعار وشعُور، مف شَــعْرة وشَــعَرة: (شر) زوائد خيطيّة تظهر على جلد الإنسان ورأسه وعلى جلد غيره من الثدييّات، تقابل الرِّيشَ في الطيور والحراشيفَ في الزّواحف والقشورَ في الأسماك "أمسك بشَــعر فلان- شَــعْرٌ أشقر/ جَعْد- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا} " ° المال بيني وبينك شقّ شــعرة: بالتساوي- قطَع شــعرةَ معاوية: قطع صلته به- قَيْد شَــعْرَــة: قدر شــعرة، مسافة ضئيلة- كما تُسلُّ الشَّــعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب- وقَف شــعرُ رأسِه: خاف خوفًا شديدًا، فزِع.
• غزارة شَــعر: (طب) نموّ مفرط للشّــعر، غير طبيعيّ. 

شَــعَر2 [مفرد]: مصدر شــعِرَ

شَــعِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شــعِرَ

شِــعْر [مفرد]: ج أشْعار (لغير المصدر):
1 - مصدر شــعَرَ1/ شــعَرَ لـ.
2 - كلام موزون مقفّى قصدًا يعتمد
 على التخييل والتأثير؛ ليوحي بإحساسات مؤثِّرة وصور خياليّة "شــعر صافي الديباجة- نظم الشِّــعْرَ- ما الشِّــعْر إلاّ شعورُ المرء يُرسلُه ... عفو البديهة عن صدق وإيمانِ- إِنَّ مِنَ الشِّــعْرِ لَحِكْمَةً [حديث]- {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّــعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} " ° أنشده الشِّــعرَ: قرأه عليه- أوابِدُ الشِّــعْر: ما لا تُماثَل جودتُه أو قوافيه الشاردة- ربَّة الشِّــعْر: إلهة الشِّــعْر عند الوثنيِّين- شطرا بيت الشِّــعْر: الصدر والعجُز- شِــعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله- شــعر منثور: كلام بليغ مجموع يجري على منهج الشِّــعر في التخييل والتأثير دون الوزن- لَيْت شِــعْري!: أودُّ لو كنتُ أعلم وهي عبارة تعجُّب- مِصْراعا الشِّــعْر: ما كان فيه قافيتان من بيتٍ واحدٍ- مِنْ عيون الشِّــعْر الــعربيّ: مِنْ أفضل النماذج الشــعريّة.
• الشِّــعر الحُرُّ: شــعر لا يتقيّد بالقافية الموحَّدة، الشِّــعر المتحرِّر من الوزن والقافية.
• الشِّــعر المُرْسَل: الشِّــعر غير المقفَّى.
• شِــعر الحكمة: شــعر يمتاز بالحكمة وضرب الأمثال.
• شِــعر المديح: الفن الشــعريّ الذي يتناول مناقبَ شخص من الأشخاص، أو مدح شيء أو معنًى من المعاني أو الأشياء.
• شِــعر المناسبات: شِــعر يُكتب أو يُقال خِصيِّصَى لمناسبة معيَّنة هي عادة الاحتفال بذكرى حدث اجتماعيّ أو تاريخيّ أو أدبيّ.
• بيت الشِّــعر: كلام موزون مؤلَّف عادةً من شطرين، (صدر وعجز)، وقد يكون شطرًا واحدًا. 

شِــعْراءُ [مفرد]: شَــعْر العانة. 

شَــعْرانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَــعْر: على غير قياس.
2 - كثيرُ الشّــعر طويله، كثّ الشّــعر كثيفُه "رجل شــعرانيّ". 

شِــعْرة [جمع]: شَــعْر العانة. 

شُــعْرور [مفرد]: ج شعاريرُ: غير النابه من الشّــعراء، وهو فوق المتشاعر ودون الشوَيْــعر، شاعر رديء سخيف النّظم. 

شِــعْرَــى [مفرد]: كوكب نيِّر يطلع عند اشتداد الحرّ كانوا يعبدونه في الجاهليّة " {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّــعْرَــى} ". 

شِــعْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شِــعْر: "أسلوب/ جوّ شــعريّ- المسرحيّة الشِّــعريّة".
• الوزن الشِّــعريّ: نمط أو مجرى الصَّوت النّاتج عن ترتيب المقاطع المشدَّدة أو غير المشدَّدة في شــعر منبَّر توكيديّ أو مقاطع طويلة وقصيرة في شــعر كمّيّ.
• الجوازات الشِّــعريَّة: مخالفة القواعد العامّة في النَّحو والصَّرف وفي نظم الشِّــعر.
• التَّصوير الشِّــعريّ: (بغ) تصوير شخص أو شيء في القصيدة من خلال التَّشبيه والاستعارة وغيرهما من الصُّور المجازيّة.
• وعاء شِــعْريّ: (شر) أحد الأوعيَة الدمويّة الدقيقة، المنتشرة في الجسم على شكل شبكة، وهي الصِّلة بين الشُّريّنيّات والوُرَيّدات.
• الضَّرورة الشِّــعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصَّرف، وهي رخصة مُنحت للشُّــعراء كي يخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تــعرض لهم كلمة لا يُؤدِّي معناها في موقعها سواها. 

شَــعْريَّة [مفرد]:
1 - فتائل من عجين القمح أرفع من المكرونة، تجفّف وتطبخ.
2 - (طب) دودة طفيليّة من السلكيّات تصيب الخنازير وتنتقل منها إلى الإنسان إذا أكل لحمَها غير ناضج فتحدث فيه داء الشَّــعْريّة، وقد تؤدِّي إلى الموت السريع للإنسان إذا تكيَّست في عضلة قلبه.
• أنبوبة شَــعْريَّة: (فز) أنبوبة ذات قطر بالغ الصِّغر، تستخدم في الترمومترات ونحوها. 

شُعور [مفرد]:
1 - مصدر شــعَرَ بـ.
2 - إحساس، إدراك بلا دليل "عندي شعور بأنّه سوف يرجع- عمِل عن شعور لا عن تفكير- لديه شعور بالمسئوليّة" ° الشُّعور المشترك: الإحساس الجماعيّ والتضامن- الشُّعور بالذَّات/ الشُّعور بالنَّفس: الحساسيَّة الزائدة بالنّفس- جرَح شعورَه: آذاه، أساء إليه، أهانه- جَيَشان الشُّعور: ثورانه، هيجانه- فاقد الشُّعور: عديم الإحساس.
3 - حالة عاطفيّة تكون تعبيرًا عن
 مَيْلٍ ونزعة "شعور بالحنان- الشُّعور السَّامي".
4 - (نف) علم ما في النّفس أو ما في البيئة وما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانات ونزعات.
5 - إدراك المرء ذاته وأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا "شعور بالعظمة".
• اللاَّشعور: (نف) العقل الباطن، جزء من الدِّماغ يحتوي على عناصر التَّكوين العقليّ أو النَّفسيّ، التي لا تخضع لسيطرة أو إدراك الوعي، ولكنَّها غالبًا ما تؤثِّر في التّفكير أو التّصرّف الواعي "رغبات مكبوتة في اللاَّشعور". 

شَعير/ شِعير [جمع]: (نت) نبات عُشبيّ، حبِّيّ من الفصيلة النجيليّة، وهو دون القمح في الغذاء يقدّم علفًا للدوابّ، وقد يصنع منه الخبز، أو ينتقع ليتّخذ منه شراب "فلان كالشَّعير يُؤكل ويُذمّ: يُضرب في من يقدم الخَير فيجازى بالشّرّ".
• سُكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّكّر يمكن الحصول عليه من النّشا والمُلْت، وهو أقل حلاوة من سُكّر القصب. 

شَعيرة [مفرد]: ج شعائِرُ:
1 - حبَّة من الشَّــعر.
2 - ما ندب الشّرع إليه ودعا إلى القيام به " {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} " ° شعائر الحَجّ: مناسكه وعلاماته وأعماله، وكلّ ما جُعل علمًا لطاعة الله وأعماله- شعائر دينيّة: علامات دين وطقوسه أو طريقة في العبادة.
3 - ما يُهدَى لبيت الله من حيوان " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ} ".
4 - علامة. 

شُعَيْرة [مفرد]: تصغير شَــعْرة.
• شُعَيْرات دمويّة: قنوات دقيقة تماثل الشّــعرة في دقَّتِها، تحمل الدّم. 

شُوَيْــعر [مفرد]:
1 - تصغير شاعر.
2 - شاعر ضعيف لا يتمتَّع بمكانة سامية في الشِّــعر

مُستشــعِرات [جمع]: مف مُستشــعِرَــة: أجهزة تحتوي على خلايا حسَّاسة ترصُد أهدافًا من مسافاتٍ بعيدة تسمى بأجهزة الاستشعار عن بُعد. 

مَشْــعَر [مفرد]: ج مشاعِرُ:
1 - موضع مناسك الحج " {فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْــعَرِ الْحَرَامِ}: كثيرًا ما يطلق المَشْــعر الحرام على المزدلفة" ° مشاعِر الحجّ: مناسكه وأعماله.
2 - حاسّة، ما شــعرتَ به وفطِنتَ إليه.
• المَشْــعَران: المزدلفة ومنى.
• مشاعرُ الإنسان:
1 - حواسُّه، وهي خمس: البصر والسمع والذوق والشمّ واللمس.
2 - أحاسيسه "أشكرك على مشاعرك الطيِّبة نحوي". 

مَشعور [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شَــعَر2.
2 - مختلّ العَقْل "إنّه مشعور قليلا".
3 - مشقوق "إناء/ طبق مَشْعور". 

شــعر

1 شَــعَرَ بِهِ, (S, Msb, K, &c.,) and شَــعُرَ بِهِ, (K,) which latter is disallowed by some, but both are correct, though the former is the [more] chaste, (TA,) aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. شِــعْرٌ (S, Msb, K, &c.) and شَــعْرٌ (K, TA) and شَــعَرٌ, (TA, and so in the CK in the place of شَــعْرٌ,) but the first is the most common, (TA,) and شِــعْرَــةٌ (Msb, K) and شَــعْرَــةٌ and شُــعْرَــةٌ, (K,) of which last three the first is the most common, (TA,) and شِــعْرَــى and شُــعْرَــى (K) and شَــعْرَــى (TA) and شُعُورٌ (Msb, K) and شُعُورَةٌ, (K,) which is said to be the inf. n. of شَــعُرَ, (TA,) and مَشْعُورٌ and مَشْعُورَةٌ (Lh, K) and مَشْعُورَآءُ, (K,) which is of extr. form, (TA,) He knew it; knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it; (S, * A, Msb, K, TA;) as also شَــعَرَ لَهُ: (Lh, TA:) or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of [any of] the senses. (TA.) Lh mentions the phrase أَشْــعُرُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ and أَشْــعُرُ لِفُلَانٍ مَا عَمِلَهُ [I know what such a one did or has done], and مَا شَــعَرْــتُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ [I knew not what such a one did], as on the authority of Ks, and says that they are forms of speech used by the Arabs. (TA.) [See also شِــعْرٌ, below.] b2: شَــعَرَ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. شِــعْرٌ and شَــعْرٌ, (K, TA,) or شَــعَرٌ, (so accord. to the CK instead of شَــعْرٌ,) He said, or spoke, or gave utterance to, poetry; spoke in verse; poetized; or versified; syn. قَالَ شِــعْرًــا; [for poetry was always spoken by the Arabs in the classical times; and seldom written, if written at all, until after the life-time of the author;] (A, Msb, K;) as also شَــعُرَ: (K:) or the latter signifies he made good, or excellent, poetry or verses; (K, MF;) and this is the signification more commonly approved, as being more agreeable with analogy: (MF:) or the latter signifies he was, or became, a poet; (S;) as also شَــعِرَ, aor. ـَ (TA.) One says, شَــعَرْــتُ لِفُلَانٍ I said, or spoke, poetry, &c., to such a one. (TS, O, TA.) And لَوْ شَــعُرَ بِنَقْصِهِ لَمَا شَــعَرَ [Had he known his deficiency, he had not spoken poetry, or versified]. (A.) A2: شَاعَرَــهُ فَشَــعَرَــهُ: see 3.

A3: شَــعَرَ as a trans. verb syn. with اشــعر: see 4. b2: As syn. with شاعر: see 3.

A4: شَــعِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَــعَرٌ, (TA,) His (a man's, TA) hair became abundant (K, TA) and long: (TA:) and said likewise of a goat, or other hairy animal, his hair became abundant. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) He possessed slaves. (Lh, K.) 2 شــعّر as an intrans. verb: see 4: b2: and as a trans. verb also: see 4.3 شَاْــعَرَ ↓ شَاعَرَــهُ فَشَــعَرَــهُ, (S, K,) aor. of the latter شَــعَرَ, that is with fet-h, (S, MF,) accord. to Ks, who holds it to be thus even in this case, where superiority is signified, on account of the faucial letter; or, accord. to most, شَــعُرَ, agreeably with the general rule; (MF;) He vied, or contended, with him in poetry, and he surpassed him therein. (S, K, MF.) A2: And شاعرهُ, (S,) and شاعرها, (A, Msb, K,) and ↓ شَــعَرَــهَا, (A, K,) He slept with him, and with her, (نَاوَمَهُ, S, and نَامَ مَعَهَا, Msb, K, or ضَاجَعَهَا, A,) in one شِعَار [or innermost garment]. (S, A, Msb, K.) A3: [Reiske, as mentioned by Freytag, explains شاعر as signifying also Tractavit, prensavit, vellicavit: but without naming any authority.]4 اشــعرهُ He made him to know. (S.) Yousay, اشــعرهُ بِالأَمْرِ and الأَمْرَ, (K,) the latter of which is less usual than the former, because one says شَــعَرَ بِهِ but not شَــعَرَــهُ, (MF,) He aquainted him with the affair; made him to know it. (K.) And أَشْــعَرْــتُ أَمْرَ فَلَانٍ I made known the affair of such a one. (A.) And أَشْــعَرْــتُ فُلَانًا I made such a one notorious for an evil deed or quality. (A.) b2: Also, (inf. n. إِشْعَارٌ, Msb,) He marked it, namely a beast destined for sacrifice at Mekkeh, (S, * Mgh, Msb, * K, TA,) by stabbing it in the right side of its hump so that blood flowed from it, (S,) or by making a slit in its skin, (K,) or by stabbing it (K, TA) in one side of its hump with a مِبْضَع or the like, (TA,) so that the blood appeared, (K, TA,) or by making an incision in its hump so that the blood flowed, (Msb,) in order that it might be known to be destined for sacrifice. (S, Msb.) b3: [Hence, app.,] (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come. (TA.) It is said in a trad. respecting the assassination of 'Othmán, أَشْــعَرَــهُ مِشْقَصًا (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come with a مشقص [q. v.]: (TA:) and in another trad., أَشْــعِرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (assumed tropical:) [The Prince of the Faithful was wounded so that blood came from him]. (S.) b4: And (tropical:) He pierced him with a spear so as to make the spearhead enter his inside: and اشــعرهُ سِنَانًا (tropical:) he made the spear-head to enter into the midst of him: [but this is said to be] from اشــعرهُ بِهِ “ he made it to cleave to it. ” (TA.) أَشْــعِرَ is said specially of a king, meaning He was slain. (A, TA.) b5: Also He made it to be a distinguishing sign: as when the performance of a religious service is made, or appointed, by God to be a sign [whereby his religion is distinguished]. (TA.) b6: and اشــعروا They called, uttering their شِعَار [whereby they might know one another]: or they appointed for themselves a شِعَار in their journey. (Lh, K, TA. [See also 10.]) A2: مَا أَشْــعَرَــهُ [How good, or excellent, a poet is he !]. (TA in art. خزى: see مُخْزٍ in that art.) A3: اشــعر [from شَــعْرٌ or شَــعَرٌ signifying “ hair ”] It (a fœtus, S, A, K, in the belly of its mother, TA) had hair growing upon it; (S, A, K;) as also ↓ تشــعّر; (S, K;) and ↓ شــعّر, inf. n. تَشْعِيرٌ; and ↓ استشــعر. (K.) b2: And اشــعرت She (a camel) cast forth her fœtus with hair upon it. (Ktr, K.) b3: And اشــعر He lined a boot, (A, K,) and a جُبَّة, (A,) and the مِيثَرَة of a horse's saddle, and a قَلَنْسُوَة, and the like, (TA,) with hair; (A, K;) as also ↓ شَــعَرَ; (Lh, A, K;) and ↓ شــعّر, (K,) inf. n. تَشْعِيرٌ: (TA:) or, said of a ميثرة, he covered it with hair. (A.) b4: and اشــعرهُ He clad him with a شِعَار [i. e. an innermost garment]. (S, A, K.) And He put on him a garment as a شِعَار, i. e., next his body. (TA.) [Hence,] اشــعرهُ فُلَانٌ شَرًّا (tropical:) Such a one involved him in evil. (S, A.) And اشــعرهُ الحُبُّ مَرَضًا (assumed tropical:) [Love involved him in disease]. (S.) and اشــعرهُ بِهِ (assumed tropical:) He made it (i. e. anything) to cleave, or stick, to it, [like the شِعَار to the body,] i. e., to another thing. (K.) b5: [And (assumed tropical:) It clave to him, or it, as the شِعَار cleaves to the body. Hence,] اشــعرهُ الهَمُّ (tropical:) [Anxiety clave to him as the شِعَار cleaves to the body]. (A.) And اشــعر الهَمُّ قَلْبِى (tropical:) Anxiety clave to my heart (K, TA) as the شِعَار cleaves to the body. (TA.) And أَشْــعَرَ الرَّجُلُ هَمًّا (tropical:) The man clave to anxiety as the شِعَار cleaves to the body. (S, TA. [In one of my copies of the S, أُشْــعِرَ, accord. to which reading, the phrase should be rendered The man was made to have anxiety cleaving to him &c.]) A4: اشــعر السِّكِّينَ (tropical:) He put a شَعِيرَة [q. v.] to the knife. (S, A, K. *) 5 تَشَــعَّرَ see 4, in the latter half of the paragraph.6 تشاعر He affected, or pretended, to be a poet, not being such. (See its part. n., below.)]10 استشــعرت البَقَرَةُ The cow uttered a cry to her young one, desiring to know its state. (A, TA.) b2: And استشــعروا They called, one to another, uttering the شِعَار [by which they were mutually known], in war, or fight. (TA. [See also 4.]) A2: استشــعر as syn. with اشــعر and تشــعّر: see 4, in the latter half of the paragraph. b2: Also, (A,) or استشــعر شِعَارًا, (K,) He put on, or clad himself with, a شعار [i. e. an innermost garment]. (A, K.) [Hence,] اِسْتَشْــعِرْ خَشْيَةَ اللّٰهِ (tropical:) Make thou the fear of God to be شِعَارَ قَلْبِكَ [i. e. the thing next to thy heart]. (TA.) And استشــعر خَوْفًا (tropical:) He conceived in his mind fear. (S, A. *) شَــعْرٌ and ↓ شَــعَرٌ, (A, Msb, K, but only the latter in my copies of the S and in the O,) two wellknown dial. vars., the like being common in cases of this kind, in which the medial radical letter is a faucial, (MF,) [but the latter I have found to be the more common,] Hair; i. e. what grows upon the body, that is not صُوف nor وَبَر; (K;) it is an appertenance of human beings and of other animals: (S, A, Msb:) [when spoken of as used in the fabrication of cloth for tents &c., the meaning intended is goats' hair: (see 4 in art. بنى:)] of the masc. gender: (Msb, TA:) pl. (of the former, Msb) شُعُورٌ and (of the latter, Msb) أَشْعَارٌ (S, Msb, K) and (of the latter also, TA) شِعَارٌ: (K, TA:) and ↓ أُشَيْعَارٌ, properly dim. of أَشْعَارٌ, is used, accord. to Aboo-Ziyád, as dim. of شُعُورٌ: (TA:) the n. un. is with ة: (S, A, * Msb, K:) and this, i. e. شَــعْرَــةٌ [or شَــعَرَــهٌ], is also used metonymically as a pl. (K, TA.) One says, بَيْنِى وَبَيْنَكَ المَالُ شَقُّ الشَّــعْرَــةِ and شَقُّ الأُبْلُمَةِ (assumed tropical:) [The property is, or shall be, equally divided between me and thee]. (TA.) And رَأَى فُلَانٌ الشَّــعْرَــةَ Such a one saw, or has seen, hoariness, or white hairs, (Yaakoob, S, A, TA,) upon his head. (TA.) b2: [The n. un.] شَــعْرَــةٌ is also used, metonymically, as meaning (tropical:) A daughter. (TA.) b3: And ↓ شَــعَرٌ (K, and so accord. to the TA, but in the CK ↓ شُــعْرٌ,) signifies also (tropical:) Plants and trees; (K, TA;) as being likened to hair. (TA.) b4: And the same, (A, K, TA, but in the CK ↓ شُــعْرٌ,) (tropical:) Saffron (A, K) before it is pulverized. (A.) شُــعْرٌ: see the next two preceding sentences.

شِــعْرٌ [an inf. n., (see 1, first sentence,) and used as a simple subst. signifying] Knowledge; cognizance: (K, TA:) or knowledge of the minute particulars of things: or perception by means of [any of] the senses. (TA.) One says, لَيْتَ شِــعْرِــى فُلَانًا مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, S, * Msb, * K, *) and لَيْتَ شِــعْرِــى لَهُ مَا صَنَعَ, and لَيْتَ شِــعْرِــى عَنْهُ مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, K, *) i. e. Would that I knew what such a one did, or has done; (S, * K, * Msb, * TA;) for would that my knowledge were present at, or comprehending, what such a one did, or has done; the phrase being elliptical: (TA:) accord. to Sb, لَيْتَ شِــعْرِــى is for ليت شِــعْرَــتِى, the ة being elided as in هُوَ أَبُو عُذْرِهَا [for هو ابو عُذْرَتِهَا], (S, TA,) the elision of the ة in this latter instance, as Sb says, being peculiar to the case of the words being preceded by ابو; [but see عُذْرَةٌ;] and as in إِقَامَة when used as a prefixed noun; though لَيْتَ شِــعْرَــتِى is not now known to have been heard. (TA.) One says also, لَيْتَ شِــعْرِــى مَا كَانَ Would that I knew what happened, or has happened. (A.) b2: The predominant signification of شِــعْرٌ is Poetry, or verse; (Msb, K;) because of its preeminence by reason of the measure and the rhyme; though every kind of knowledge is شِــعْرٌ: (K:) or because it relates the minute affairs of the Arabs, and the occult particulars of their secret affairs, and their facetiæ: (Er-Rághib, TA:) it is properly defined as language qualified by rhyme and measure intentionally; which last restriction excludes the like of the saying in the Kur [xciv. 3 and 4], اَلَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكْ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكْ, because this is not intentionally qualified by rhyme and measure: (KT; and the like is said in the Msb:) and sometimes a single verse is thus termed: (Akh, TA:) pl. أَشْعَارٌ. (S, K.) b3: Also (assumed tropical:) Falsehood; because of the many lies in poetry. (B, TA.) شَــعَرٌ: see شَــعْرٌ, in two places.

شَــعِرٌ: see أَشْــعَرُ. b2: [The fem.] شَــعِرَــةٌ signifies [particularly] A sheep or goat (شَاةٌ) having hair growing between the two halves of its hoof, which in consequence bleed: or having an itching in its knees, (K, TA,) and therefore always scratching with them. (TA.) شَــعْرَــةٌ and شَــعَرَــةٌ ns. un. of شَــعْرٌ [q. v.] and شَــعَرٌ.

شِــعْرَــةٌ The hair of the pubes; (T, Msb, K;) as also ↓ شِــعْرَــآء, [accord. to general analogy with tenween,] or ↓ شَــعْرَــآء, [and if so, without tenween,] accord to different copies of the K; (TA;) of a man and of a woman; and of the hinder part of a woman: (T, Msb:) or the hair of the pubes of a woman, specially: (S, O, Msb:) and the pubes (عَانَة) [itself]: (K:) and the place of growth of the hair beneath the navel. (K, * TA.) b2: Also A portion of hair. (K, * TA.) الشِّــعْرَــى [The star Sirius;] a certain bright star, also called المِرْزَمُ; (TA; [but see this latter appellation;]) the star that rises [aurorally] after الجَوْزَآء [by which is here meant Gemini], in the time of intense heat, (S, TA,) and after الهَقْعَة [app. a mistranscription for الهَنْعَة]: (TA:) [about the epoch of the Flight, it rose aurorally, in Central Arabia, on the 13th of July, O. S.: (see النَّثْرَةُ; and see also مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:) on the periods of its rising at sunset, and setting aurorally, see دَبَرٌ and دَبُورٌ:] the Arabs say, إِذَا طَلَعَتِ الشِّــعْرَــى جَعَلَ صَاحِبُ النَّخْلِ يَرَى [When Sirius rises aurorally, the owner of the palm-trees begins to see what their fruit will be]: (TA:) there are two stars of this name; الشِّــعْرَــى العَبُورُ and الشِّــعْرَــى الغُمَيْصَآءُ, (S, K,) together called الشِّــعْرَــيَانِ: the former is that [above mentioned] which is in [a mistake for “ after ”] الجَوْزَآء, and the latter is [Procyon,] in the ذِرَاع [by which is meant الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, not الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ]; (S;) and both together are called the two Sisters of Suheyl (سُهَيْل [i. e. Canopus]): (S, K:) the former was worshipped by a portion of the Arabs; and hence God is said in the Kur-án to be Lord of الشِّــعْرَــى: (TA:) it is called العَبُور because of its having crossed the Milky Way; and the other is called الغُمَيْصَآء because said by the Arabs to have wept after the former until it had foul thick matter in the corner of the eye: (K in art. غمص:) the former is also called الشِّــعْرَــى اليَمَانِيَّةُ [the Yemenian, or Southern, شــعرى]; and the latter, الشِّــعْرَــى الشَّامِيَّةُ [the Syrian, or Northern, شــعرى]. (Kzw.) شَــعْرَــآءُ fem. of أَشْــعَرُ [q. v.: under which head it is also mentioned either as a subst. or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]. b2: See also شِــعْرَــةٌ.

شِــعْرَــآء [app., if correct, with tenween]: see شِــعْرَــةٌ.

شِــعْرِــىٌّ [Of, or relating to, poetry; poetical. b2: And also (assumed tropical:) False, or lying]. One says أَدِلَّةٌ شِــعْرِــيَّةٌ (assumed tropical:) False, or lying, evidences or arguments: because of the many lies in poetry. (B, TA.) A2: [and Of, or relating to, الشِّــعْرَــى, i. e. Sirius.] You say, رَعَيْنَا شِــعْرِــىَّ المَرَاعِى We pastured our cattle upon the herbage of which the growth was consequent upon the نَوْء [i. e. the auroral rising or setting] of الشِّــعْرَــى [or Sirius]. (A.) شَــعَرِــيَّاتٌ The young ones of the رَخَم [i. e. vultur percnopterus]. (K.) شَــعْرَــانُ: see أَشْــعَرُ. b2: شَــعْرَــان [app. without tenween, being probably originally an epithet, also] signifies (assumed tropical:) The [shrub called] رِمْث, (K,) or a species thereof, (Tekmileh, TA,) green, inclining to dust-colour: (Tekmileh, K, TA:) or a species of [the kind of plants called] حَمْض, dust-coloured: (TA:) or حَمْض upon which hares feed, and in which they [make their forms, i. e.] lie, cleaving to the ground; it is like the large أُشْنَانَة [here app. used as the n. un. of أُشْنَانٌ, i. e. kali, or glasswort], has slender twigs, and appears from afar black. (AHn, TA.) شُــعْرُــورٌ [A poetaster]: see شَاعِرٌ.

A2: Also, accord. to analogy, sing. of شَعَارِيرُ, which is (assumed tropical:) Syn. with شُــعْرٌ [as pl. of شَــعْرَــآءُ, q. v. voce أَشْــعَرُ], meaning the flies that collect upon the sore on the back of a camel, and, when roused, disperse themselves from it. (TA.) [Hence the saying,] ذَهَبَ القَوْمُ شَعَارِيرَ (assumed tropical:) The people dispersed themselves, or became dispersed: (S:) and ذَهَبُوا شَعَارِيرَ بِقُذَّانَ, (K,) or بِقَذَّانَ, and بِقِذَّانَ, (TA,) and بِقِنْدَحْرَةَ, (K,) and بِقِنْذَحْرَةَ, (TA,) (assumed tropical:) They went away in a state of dispersion, like flies: (K:) شعارير thus used being pl. of شُــعْرُــورٌ; (TA;) or having no sing. (Fr, Akh, S, TA.) And أَصْبَحَتْ شَعَارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ, and بِقِرْذَحْمَةَ, and بِقِنْدَحْرَةَ and بِقِدَّحْرَةَ, and بِقِذَّحْرَةَ, (assumed tropical:) They became beyond reach, or power. (Lh, TA.) b2: And the same pl. شَعَارِيرُ, having no sing., also signifies (assumed tropical:) A certain game (S, K, TA) of children. (TA.) You say, لَعِبْنَا الشَّعَارِيرَ [We played at the game of الشعارير]: and هٰذَا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ [This is the game of الشعارير]. (S.) b3: And (assumed tropical:) A sort of women's ornaments, like barley [-corns], made of gold and of silver, and worn upon the neck. (TA.) b4: And شُــعْرُــورَةٌ [n. un. of شُــعْرُــورٌ] signifies A small قِثَّآء [or cucumber]: pl. شَعَارِيرُ [as above]. (S, K.) شَــعْرَــانِىٌّ: see أَشْــعَرُ.

A2: أَرْنَبٌ شَــعْرَــانِيَّةٌ A hare that feeds upon the شَــعْرَــان [q. v.], and that [makes its form therein, i. e.] lies therein, cleaving to the ground. (AHn, TA.) شَعَارٌ (tropical:) Trees; (ISk, Er-Riyáshee, S, A, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (As, ISh, K:) or tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees; (T, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (Sh, T, K:) or (TA, but in the K “ and ”) trees in land that is soft (K, TA) and depressed, between eminences, (TA,) where people alight, (K, TA,) such as is termed دَهْنَآء, and the like, (TA,) warming themselves thereby in winter, and shading themselves thereby in summer, as also ↓ مَشْــعَرٌ: (K, TA:) or this last signifies any place in which are a خَمَر [or covert of trees, &c.,] and [other] trees; and its pl. is مَشَاعِرُ. (TA.) One says, أَرْضٌ كَثِيرَةُ الشَّعَارِ (assumed tropical:) A land abounding in trees [&c.]. (S.) b2: See also the next paragraph, latter half.

شِعَارٌ A sign of people in war, (S, Msb, K,) and in a journey (K) &c., (TA,) i. e. (Msb) a call or cry, (A, Mgh, Msb,) by means of which to know one another: (S, A, Mgh, Msb:) and the شِعَار of soldiers is a sign that is set up in order that a man may thereby know his companions: (TA:) and شِعَار signifies also the banners, or standards, of tribes. (TA in art. برم.) It is said in a trad. that the شِعَار of the Prophet in war was يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ [O Mansoor, (a proper name of a man, meaning “ aided ” &c.,) kill thou, kill thou]. (TA.) and it is said that he appointed the شِعَار of the refugees on the day of Bedr to be يابَنِى عَبْدِ الرَّحْمٰنِ: and the شعار of El-Khazraj, يا بَنِى عَبْدِ اللّٰهِ: and that of El-Ows, يَا بَنِى عُبَيْدِ اللّٰهِ: and their شعار on the day of El-Ahzáb, حٰم لَا يُنْصَرُونَ. (Mgh.) b2: And Thunder; (Tekmileh, K;) as being a sign of rain. (TK.) b3: شِعَارُ الحَجِّ means The religious rites and ceremonies of the pilgrimage; and the signs thereof; (K;) and, (TA,) as also ↓ الشَعَائِرُ, (S,) the practices of the pilgrimage, and whatever is appointed as a sign of obedience to God; (S, Msb, * TA;) as the halting [at Mount 'Arafát], and the circuiting [around the Kaabeh], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the throwing [of the pebbles at Minè], and the sacrifice, &c.; (TA;) and ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ and ↓ مَشْــعرٌ signify the same as شِعَارٌ: (L:) ↓ شَعِيرَةٌ is the sing. of شَعَائِرُ meaning as expl. above; (As, S, Msb;) or, as some say, the sing. is ↓ شِعَارَةٌ: (As, S:) or ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ, by some written ↓ شَعَارَةٌ, and ↓ مَشْــعَرٌ, signify a place [of the performance] of religious rites and ceremonies of the pilgrimage; expl. in the K by مُعْظَمُهَا, which is a mistake for مَوْضِعُهَا; (TA;) and ↓ مَشَاعِرُ, places thereof: (S:) or الحَجِّ ↓ شَعَائِرُ signifies the مَعَالِم [or characteristic practices] of the pilgrimage, to which God has invited, and the performance of which He has commanded; (K;) as also ↓ المَشَاعِرُ: (TA:) and اللّٰهِ ↓ شَعَائِرُ, all those religious services which God has appointed to us as signs; as the halting [at Mount 'Arafát], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the sacrificing of victims: (Zj, TA:) or the rites and ceremonies of the pilgrimage, and the places where those rites and ceremonies are performed; (Bd in v. 2 and xxii. 33;) among which places are Es-Safà and El-Marweh, they being thus expressly termed; (Kur ii. 153;) and so accord. to Fr in the Kur v. 2: (TA:) or the obligatory statutes or ordinances of God: (Bd in v. 2:) or the religion of God: (Bd in v. 2 and xxii. 33:) the camels or cows or bulls destined to be sacrificed at Mekkeh are also said in the Kur xxii. 37, to be مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ, i. e. of the signs of the religion of God: (Bd and Jel:) and [hence the sing.]

↓ شَعِيرَةٌ signifies [sometimes] a camel or cow or bull that is brought to Mekkeh for sacrifice; (S, K;) such as is marked in the manner expl. voce أَشْــعَرَ; (Msb;) and شَعَائِرُ is its pl.; (K;) and is also pl. of شِعَارٌ: and the [festival called the]

عِيد is said to be a شِعَار of the شَعَائِر [i. e. a sign of the signs of the religion] of El-Islám. (Msb.) b4: شِعَارُ الدَّمِ is said to mean (tropical:) The piece of rag: or (tropical:) the vulva: because each is a thing that indicates the existence of blood. (Mgh.) A2: Also The [innermost garment; or] garment that is next the body; (S, Msb;) the garment that is next the hair of the body, under the دِثَار; as also ↓ شَعَارٌ; (K;) but this is strange: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْــعِرَــةٌ and [of mult.] شُــعُرٌ. (K.) [Hence,] one says, لَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ (tropical:) [He involved himself in anxiety]. (A.) And جَعَلَ الخَوْفَ شِعَارَهُ (assumed tropical:) [He made fear to be as though it were his innermost garment], by closely cleaving to it. (TA in art. درع.) [Hence, also,] it is said in a prov., هُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ, meaning (assumed tropical:) They are near in respect of love: and in a trad., relating to the Ansár, أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ (assumed tropical:) Ye are the special and close friends [and the people in general are the less near in friendship]. (TA.) b2: Also A horse-cloth; a covering for a horse to protect him from the cold. (K.) b3: And (assumed tropical:) A thing with which wine [app. while in the vat] is protected, or preserved from injury: (L, K: [for الخَمْرُ, the reading in the CK, the author of the TK has read الخُمُرُ (and thus I find the word written in my MS. copy of the K) or الخُمْرُ, pls. of الخِمَارُ; and Freytag has followed his example: but الخَمْرُ is the right reading, as is shown by what here follows:]) so in the saying of El-Akhtal, فَكَفَّ الرِّيحَ وَالأَنْدَآءَ عَنْهَا مِنَ الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ

[evidently describing wine, and app. meaning (assumed tropical:) And the شعار of the wine, (الشِّعَارُ مِنَ الزَّرَجُونَ, i. e. شِعَارُ الزَّرَجُونِ,) while yet in the vat, intervening as an obstacle to them, kept off the wind and the rains, or dews, or day-dews, from it, namely, the wine]. (L.) b4: See also شَعَارٌ, in two places.

A3: Also Death. (O, K.) شَعِيرٌ, (S, Msb, K,) which may be also pronounced شِعِيرٌ, agreeably with the dial. of Temeem, as may any word of the measure فَعِيلٌ of which the medial radical letter is a faucial, and, accord. to Lth, certain of the Arabs pronounced in a similar manner any word of that measure of which the medial radical letter is not a faucial, like كَبِيرٌ and جَلِيلٌ and كَرِيمٌ, (MF,) [and thus do many in the present day, others pronouncing the fet-h in this case, more correctly, in the manner termed إِمَالَة, i. e. as “ e ” in our word “ bed: ”

Barley;] a certain grain, (S, Msb,) well known: (Msb, K:) of the masc. gender, except in the dial. of the people of Nejd, who make it fem.: (Zj, Msb:) n. un. with ة [signifying a barleycorn]. (S, K.) A2: Also An accompanying associate; syn. عَشِيرٌ مُصَاحِبٌ: on the authority of En-Nawawee: (K, TA:) said to be formed by transposition: but it may be from شَــعَرَــهَا meaning “ he slept with her in one شِعَار; ” [see 3; and so originally signifying a person who sleeps with another in one innermost garment;] then applied to any special companion. (TA.) شِعَارَةٌ, and, as written by some, شَعَارَةٌ: see شِعَارٌ, in four places.

شَعِيرَةٌ A sign, or mark. (Mgh.) b2: See this word, and the pl. شَعَائِرُ, voce شِعَارٌ, in seven places.

A2: Also n. un. of شَعِيرٌ [q. v.]. (S, K.) b2: and [hence,] (tropical:) The iron [pin] that enters into the tang of a knife which is inserted into the handle, being a fastening to the handle: (S:) or a thing that is moulded of silver or of iron, in the form of a barley-corn, (K, TA,) entering into the tang of the blade which is inserted into the handle, (TA,) being a fastening to the handle of the blade. (K, TA.) b3: [And (assumed tropical:) A measure of length, defined in the law-books &c. as equal to six mule's hairs placed side by side;] the sixth part of the إِصْبَع [or digit]. (Msb voce مِيلٌ.) b4: [And (assumed tropical:) The weight of a barley-corn.]

شُعَيْرَةٌ dim. of شَــعْرَــةٌ and شَــعَرَــةٌ: pl. شُعَيْرَاتٌ.]

شُعَيْرَآءُ [dim. of شَــعْرَــآءُ fem. of أَشْــعَرُ.

A2: Also] A kind of trees; (Sgh, K;) in the dial. of Hudheyl. (Sgh, TA.) b2: See also أَشْــعَرُ, last signification but one.

شَعِيرِىٌّ A seller of شَعِير [or barley]: one does not use in this sense either of the more analogical forms of شَاعِرٌ and شَعَّار. (Sb, TA.) شَاعِرٌ A poet: (T, S, Msb, K:) so called because of his intelligence; (S, Msb;) or because he knows what others know not: (T, TA:) accord. to Akh, it is a possessive epithet, like لَابِنٌ and تَامِرٌ: (S:) pl. شُــعَرَــآءُ, (S, Msb, K,) deviating from analogy: (S, Msb:) Sb says that the measure فَاعِلٌ is likened in this case to فَعِيلٌ; and hence this pl.: (TA:) or, accord. to IKh, the pl. is of this form because the sing. is from شَــعُرَ, and therefore should by rule be of the measure فَعِيلٌ, like شَرِيفٌ [from شَرُفَ]; but were it so, it might be confounded with شَعِير meaning the grain thus called, therefore they said شَاعِرٌ, and regarded in the pl. the original form of the sing. (Msb.) A wonderful poet is called خِنْذِيذٌ: one next below him, شَاعِرٌ: then, ↓ شَوَيْــعِرٌ [the dim.]: (Yoo, K:) then, ↓ شُــعْرُــورٌ: and then, ↓ مَتَشَاعِرٌ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) A liar: because of the many lies in poetry: and so, accord. to some, in the Kur xxi. 5. (B, TA.) b3: شِــعْرٌ شَاعِرٌ Excellent poetry: (Sb, T, K:) or known poetry: but the former explanation is the more correct. (TA.) One also says, sometimes, كَلِمَةٌ شَاعِرَــةٌ, [by كلمة] meaning قَصِيدَةٌ: but generally in a phrase of this kind the two words are cognate, as in وَيْلٌ وَائِلٌ and لَيْلٌ لَائِلٌ. (TA.) شُوَيْــعِرٌ: see the next preceding paragraph.

أَشْــعَرُ [More, and most, knowing or cognizant or understanding: see 1, first sentence. b2: And,] applied to a verse, (T,) or to a poem, (S,) More [and most] poetical. (T, S. *) A2: Also, (S, A, K,) and ↓ شَــعِرٌ, (A, K,) and ↓ شَــعْرَــانِىٌّ, (K,) which last (SM says) I have seen written شَــعَرَــانِىٌّ, (TA,) A man having much hair upon his body: (S, A:) or having hair upon the whole of the body: (IAth, L voce أَجْرَدُ [q. v.], in explanation of the first:) or having much and long hair (K, TA) upon the head and body: (TA:) and the first and second, a goat having much hair: fem. of the first شَــعْرَــآءُ: (TA:) and pl. of the first شَــعْرٌ. (S, K.) One says أشْعَثُ أَشْــعَرُ, meaning Having his head unshaven and not combed nor anointed. (TA.) And فُلَانٌ أَشْــعَرُ الرَّقَبَةِ [lit. Such a one is hairy in the neck] is said of a man though he have not hair upon his neck, as meaning (tropical:) such a one is strong, like a lion. (A, * TA.) b2: [The fem.] شَــعْرَــآءُ also signifies A testicle, or scrotum, (خُصْيَةٌ,) having much hair: (TA:) and the سَوْءَة [or pudendum]: thus used as a subst. (IAar, TA in art. معط.) See also شِــعْرَــةٌ. b3: And A furred garment. (Th, K.) b4: And as an epithet, (tropical:) Evil, foul, or abominable: [as being likened to that which is shaggy, and therefore unseemly:] (K, * TA:) in the K, الخَشِنَةُ is erroneously put for الخَبِيثَةُ. (TA.) One says, دَاهِيَةٌ شَــعْرَــآءُ, (S, A, K,) and وَبْرَآءُ, (S, A,) and زَبَّآءُ, (TA in art. زب,) (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, (TA,) or a severe, or great, (K,) calamity or misfortune: pl. شُــعْرٌ. (K, TA.) and one says to a man when he has said a thing that one blames or with which one finds fault, جِئْتَ بِهَا شَــعْرَــآءَ ذَاتَ وَبَرٍ (tropical:) [Thou hast said it as a foul, or an abominable, thing]. (S, A. *) b5: And أَشْــعَرُ signifies also The hair that surrounds the solid hoof: (S:) or [the extremity, or border, of the pastern, next the solid hoof; i. e.] the extremity of the skin surrounding the solid hoof, (K, TA,) where the small hairs grow around it: (TA:) or the part between the hoof of a horse and the place where the hair of the pastern terminates: and the part of a camel's foot where the hair terminates: (TA:) pl. أَشَاعِرُ, (S, TA,) because it is [in this sense] a subst. (TA.) b6: Also The side of the vulva, or external portion of the female organs of generation: (K:) it is said that the أَشْــعَرَــانِ are the إِسْكَتَانِ, which are the two sides [or labia majora] of the vulva of a woman: or the two parts next to the شُفْرَانِ, which are the two borders of the إِسْكَتَانِ: or the two parts between the إِسْكَتَانِ and the شُفْرَانِ: (L, TA:) or the two parts next to the شُفْرَانِ, in the hair, particularly: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) the أَشَاعِر of the حَيَآء [or vulva of a camel &c.] are the parts where the hair terminates: (TA:) and the أَشَاعِر of a she-camel are the sides of the vulva. (S, L, TA.) b7: And A thing that comes forth from [between] the two halves of the hoof of a sheep or goat, resembling a ثُؤْلُول [or wart]; (Lh, K;) for which it is cauterized. (Lh, TA.) b8: And Flesh coming forth beneath the nail: pl. شُــعُرٌ, (K, TA,) with two dammehs, (TA,) or شُــعْرٌ. (So in the CK.) b9: And [the fem.] شَــعْرَــآءُ also signifies (tropical:) Land (أَرْض) containing, or having, trees: or abounding in trees: (A, K:) [and so, app., ↓ شَــعْرَــانُ; for] there is a mountain in [the province of] El-Mowsil called شَــعْرَــانُ, said by AA to be thus called because of the abundance of its trees: (S:) or شَــعْرَــآءُ signifies many trees: (A 'Obeyd, S:) or i. q. أَجَمَةٌ [i. e. a thicket, wood, or forest; &c.]: (TA:) and a meadow (رَوْضَةٌ, AHn, A, K, TA) having its upper part covered with trees, (AHn, K * TA,) or abounding in trees, (TA,) or abounding in herbage: (A:) and a tract of sand (رَمْلَةٌ) producing [the plant called] نَصِىّ (Sgh, L, K) and the like. (Sgh, K.) b10: And (assumed tropical:) A certain tree of the kind called حَمْض, (K, TA,) not having leaves, but having [what are termed] هَدَب [q. v.], very eagerly desired by the camels, and that puts forth strong twigs or branches; mentioned in the L on the authority of AHn, and by Sgh on the authority of Aboo-Ziyád; and the latter adds that it has firewood. (TA.) b11: And (assumed tropical:) A certain fruit: (AHn, TA:) a species of peach: (S, K:) sing. and pl. the same: (AHn, S, K:) or a single peach: (IKtt, MF:) or الأَشْــعَرُ is a name of the peach, and the pl. is شُــعْرٌ. (Mtr, TA.) b12: Also (assumed tropical:) A kind of fly, (S, K,) said to be that which has a sting, (S,) blue, or red, that alights upon camels and asses and dogs; (K;) as also ↓ شُعَيْرَآءُ: (TA:) a kind of fly that stings the ass, so that he goes round: AHn says that it is of two species, that of the dog and that of the camel: that of the dog is well known, inclines to slenderness and redness, and touches nothing but the dog: that of the camel inclines to yellowness, is larger than that of the dog, has wings, and is downy under the wings: sometimes it is in such numbers that the owners of the camels cannot milk in the day-time nor ride any of them; so that they leave doing this until night: it stings the camel in the soft parts of the udder and around them, and beneath the tail and the belly and the armpits; and they do not protect the animal from it save by tar: it flies over the camels so that one hears it to make a humming, or buzzing, sound. (TA. [See also شُــعْرُــورٌ, under which its pl. شُــعْرٌ is mentioned.]) b13: And [hence, perhaps, as this kind of fly is seen in swarms,] (assumed tropical:) A multitude of men. (K.) أُشَيْعَارٌ: see شَــعْرٌ.

مَشْــعَرٌ i. q. مَعْلَمٌ [meaning A place where a thing is known to be]. (TA.) b2: And hence, A place of the performance of religious services. (TA.) See this word, and its pl. مَشَاعِرُ, voce شِعَارٌ, in four places. b3: [The pl.] المَشَاعِرُ also signifies The five senses; (S, * A, * TA;) the hearing, the sight, the smell, the taste, and the touch. (S and Msb in art. حس.) A2: See also شَعَارٌ.

دِيَةُ المُشْــعَرَــةِ The bloodwit that is exacted for killing kings: it is a thousand camels. (A, TA. [See 4.]) مُتَشَاعِرٌ One who affects, or pretends, to be a poet, but is not. (S, * L, * K, * TA.) See شَاعِرٌ.

شــعر: شَــعَرَ به وشَــعُرَ يَشْــعُر شِــعْراً وشَــعْراً وشِــعْرَــةً

ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِــعْرَــى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن

اللحياني، كله: عَلِمَ. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَــعَرْــتُ

بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْــعُرُ فلاناً ما

عَمِلَهُ، وأَشْــعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَــعَرْــتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام

الــعرب.

ولَيْتَ شِــعْرِــي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِــعري من ذلك أَي

ليتني شَــعَرْــتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِــعْرَــتي فحذفوا التاء مع الإِضافة

للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء

مع الأَب خاصة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِــعْرِــي لفلان ما

صَنَعَ، وليت شِــعْرِــي عن فلان ما صنع، وليتَ شِــعْرِــي فلاناً ما صنع؛

وأَنشد:يا ليتَ شِــعْرِــي عن حِمَارِي ما صَنَعْ،

وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ

وأَنشد:

يا ليتَ شِــعْرِــي عَنْكُمُ حَنِيفَا،

وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا

وأَنشد:

ليتَ شِــعْرِــي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ

ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ

وفي الحديث: ليتَ شِــعْرِــي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط

بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.

وأَشْــعَرَــهُ الأَمْرَ وأَشْــعَرَــه به: أَعلمه إِياه. وفي التنزيل: وما

يُشْــعِرُــكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم. وأَشْــعَرْــتُه

فَشَــعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَــعَرَ به: عَقَلَه. وحكى اللحياني:

أَشْــعَرْــتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْــعَرْــتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَــعَرَ

لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَــعِرَ إِذا ملك

(* قوله: «وشــعر إِذا ملك إِلخ»

بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.

وتقول للرجل: اسْتَشْــعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.

واسْتَشْــعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.

وأَشْــعَرَــه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به. ويقال: أَشْــعَرَــه الحُبُّ مرضاً.

والشِّــعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل

عِلْمٍ شِــعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ،

والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد

شِــعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على

تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من

الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض. وقال الأَزهري: الشِّــعْرُ القَرِيضُ

المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْــعُرُ

ما لا يَشْــعُرُ غيره أَي يعلم. وشَــعَرَ الرجلُ يَشْــعُرُ شِــعْراً وشَــعْراً

وشَــعُرَ، وقيل: شَــعَرَ قال الشــعر، وشَــعُرَ أَجاد الشِّــعْرَ؛ ورجل شاعر،

والجمع شُــعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه

بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم

وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون

أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه. ويقال: شَــعَرْــتُ لفلان

أَي قلت له شِــعْراً؛ وأَنشد:

شَــعَرْــتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ

على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْــعُرُ

ويقال: شَــعَرَ فلان وشَــعُرَ يَشْــعُر شَــعْراً وشِــعْراً، وهو الاسم، وسمي

شاعِراً لفِطْنَتِه. وما كان شاعراً، ولقد شَــعُر، بالضم، وهو يَشْــعُر.

والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّــعْر. وشاعَرَــه فَشَــعَرَــهُ يَشْــعَرُــه،

بالفتح، أَي كان أَشْــعر منه وغلبه. وشِــعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه:

أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول

سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من

المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.

وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشــعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ

من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب

أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشــعرِ فليس

قولنا هذا الشــعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ

بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشــعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن

صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً

من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم

لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب

شِــعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْــعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد

قولهم شِــعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من

قولهم شــعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا،

اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْــعَرُ

منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَــعُرَ

البيتُ أَي جاد في نوع الشِّــعْر فحمل أَشْــعَرُ منه عليه. وفي الحديث: قال

رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّــعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ

عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشــعر فإِنه عَرَــبِيٌّ.

والشَّــعْرُ والشَّــعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ

للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّــعْرَــةُ الواحدة من

الشَّــعْرِ، وقد يكنى بالشَّــعْرَــة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال

رأَى

(* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله

ومعناه أَنه يكنى بالشــعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّــعْرَــة

إِذا رأَى الشيب في رأْسه. ورجل أَشْــعَرُ وشَــعِرٌ وشَــعْرانيّ: كثير شــعر

الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُــعْرٌ. ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار،

وأَعْنَقُ: طويل العُنق. وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار،

رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.

ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْــعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن

ثمّ شَــعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْــعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير

شــعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْــعَرُ بَرْكاً.

وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْــعَر أَي الذي لم يحلق شــعره

ولم يُرَجّلْهُ. وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْــعَرُ: أَي كثير الشــعر

طويله. وشَــعِرَ التيس وغيره من ذي الشــعر شَــعَراً: كَثُرَ شَــعَرُــه؛ وتيس

شَــعِرٌ وأَشْــعَرُ وعنز شَــعْراءُ، وقد شَــعِرَ يَشْــعَرُ شَــعَراً، وذلك كلما

كثر شــعره.

والشِّــعْراءُ والشِّــعْرَــةُ، بالكسر: الشَّــعَرُ النابت على عانة الرجل

ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّــعْرَــةُ، بالكسر، شَــعَرُ

الرَّكَبِ للنساء خاصة. والشِّــعْرَــةُ: منبت الشِّــعرِ تحت السُّرَّة،

وقيل: الشِّــعْرَــةُ العانة نفسها. وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من

هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِــعْرَــتِه؛ قال: الشِّــعْرَــةُ،

بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر:

فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً،

على شِــعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ

فإِنه أَراد بالشــعراء خُصْيَةً كثيرة الشــعر النابت عليها؛ وقوله

تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت

النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها. وأَشْــعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَــعَّرَ

واسْتَشْــعَرَ: نَبَتَ عليه الشــعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد

ابن السكيت في ذلك:

كلُّ جَنِينٍ مُشْــعِرٌ في الغِرْسِ

وكذلك تَشَــعَّرَ. وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْــعَرَ،

وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته. وأَشْــعَرَــتِ الناقةُ: أَلقت

جنينها وعليه شَــعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله:

وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ

ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا

أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه. والشِّعارُ:

جمع شَــعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شــعر الفرس وهو

كأَنه مدهون بالسليط. والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ. والمُوارَى: هو

الأَديم لأَن الشــعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت

من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم

الشــعر لأَن الشــعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛

يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشــعر، وإِذا

كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شــعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن

كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله. وداهية شَــعْراءُ

وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها

شَــعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. وأَشْــعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَــعَّرَــه

وشَــعَرَــهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشــعر؛ وخُفٌّ مُشْــعَرٌ

ومُشَــعَّرٌ ومَشْعُورٌ. وأَشْــعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّــعر،

وكذلك إِذا أَشْــعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.

والشَّــعِرَــةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشــعر فَيَدْمَيانِ،

وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.

وداهيةٌ شَــعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها. والشَّــعْرَــاءُ:

الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشــعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.

والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً:

وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو

مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا

يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل:

الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ

وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض

ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين،

قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه

شَعار، بفتح الشين، في الشجر. وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا

شَعار الشجر. والشَّعارُ: مكان ذو شجر. والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال

الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر. ورَوْضَة شَــعْراء: كثيرة

الشجر. ورملة شَــعْراء: تنبت النَّصِيَّ. والمَشْــعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ،

وقيل: هو مثل المَشْجَرِ. والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو

الرمة يصف ثور وحش:

يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه،

إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر

يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْــعَر

الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ. والشَّــعْراء:

الشجر الكثير. والشَّــعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر.

قال أَبو حنيفة: الشَّــعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُــعُرٌ،

يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَــعْراواتٌ وشِعارٌ.

والشَّــعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ. والشَّــعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه

بالشَّــعَر.

وشَــعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح:

شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها

شَــعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها

أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير:

حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ

أَي حُجْنٌ مخالبُه. وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ:

حتى أَضاء لي أَشْــعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.

وشَــعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ:

فَحَطَّ الشَّــعْرَ من أَكْنافِ شَــعْرٍ،

ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا

وقيل: هو شِــعِرٌ. والأَشْــعَرُ: جبل بالحجاز.

والشِّعارُ: ما ولي شَــعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع

أَشْــعِرَــةٌ وشُــعُرٌ. وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم

بالمودّة والقرب. وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي

أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ. والدثار: الثوب

الذي فوق الشعار. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في

شُــعُرِــنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها

أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث

الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُــعُرِــنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من

الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في

صحة الصلاة بخلاف النوم فيها. وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم،

لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْــعِرْــنَها إِياه؛ فإِن أَبا

عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شــعرها،

وجمع الشِّعارِ شُــعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ. والشِّعارُ: ما استشــعرتْ به من

الثياب تحتها.

والحِقْوَة: الإِزار. والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من

الإِنسان. وأَشْــعَرْــتُه: أَلبسته الشّعارَ. واسْتَشْــعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال

طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها

جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْــعَرَــتْ لون مُذْهَبِ

وقال بعض الفصحاء: أَشْــعَرْــتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ

طاعَتِه؛ استعمله في الــعَرَــضِ.

والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس:

والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُــهُ،

يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ

والشِّعارُ: جُلُّ الفرس. وأَشْــعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق

الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْــعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك. وكل ما أَلزقه

بشيء، فقد أَشْــعَرَــه به. وأَشْــعَرَــه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن

الأَــعرابي لأَبي عازب الكلابي:

فأَشْــعَرْــتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا

من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع

يريد أَشــعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال:

فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها،

مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ

ويقال: شاعَرْــتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها

شعاراً وكانت لك شعاراً. ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِــينِي. وشاعَرَــتْه:

ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد. والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.

وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليــعرف الرجل بها رُفْقَتَه.

وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في

الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر

بالإِماتة. واسْتَشْــعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال

النابغة:

مُسْتَشْــعِرِــينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ،

دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ

يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم. وشِعارُ القوم:

علامتهم في السفر. وأَشْــعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.

وأَشْــعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني. والإِشْعارُ:

الإِعلام. والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ

من هذا لأَنها علامات له. وأَشْــعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق

جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه،

وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويــعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي

كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَحق بالاتباع. وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى

الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْــعِرَ أَميرُ

المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ:

ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة. ولهب: قبيلة من اليمن فيهم

عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْــعر أَمير

المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة

كما يشــعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن الــعرب

كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْــعِرُــوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ:

قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْــعَرَــةِ أَلف بعير؛ يريدون دية

الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْــعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً

فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما

يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْــعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه،

لما صَدَرَ من الحج قُتل. وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْــعَرَ

عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشــعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل

السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛

وأَنشد لكثيِّر:

عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها،

وقد أَشْــعَرَــاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ

أَشــعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر:

يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْــعِرُــهُ:

لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ

وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه

فأَشْــعَرَــهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ

شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ

وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشــعره. وفي حديث مَعْبَدٍ

الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْــعَرْــتَ ابني في

الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في

البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ. والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك

لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر. وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته

وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل

كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم

بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.

والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ

(* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً

بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها). والمَشْــعَرُ:

كالشِّعارِ. وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة. وقوله تعالى:

فاذكروا الله عند المَشْــعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى

بهما جميعاً. والمَشْــعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.

والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي

المَشْــعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو

المَشْــعَرُ الحرام والمِشْــعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام. وفي

التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء:

كانت الــعرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما

فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل:

شعائر الله مناسك الحج. وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات

الله التي أَشْــعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف

أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم

شَــعَرْــتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.

والمشاعر: مواضع المناسك. والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال:

وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ

الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد. والأَشْــعَرُ:

ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.

وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شــعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ

لأَنه اسم. وأَشْــعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّــعَرُ، وأَشْــعَرُ

الحافرِ مِثْلُه. وأَشْــعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشــعر. وأَشاعِرُ الناقة:

جوانب حيائها. والأَشْــعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي

الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ،

وللذي بينهما: الأَشْــعَرانِ. والأَشْــعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ

كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني. والأَشْــعَرُ: اللحم

تحت الظفر.

والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب مــعروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه

شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا

النحو. وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من

الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.

والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ

في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْــعَرَ

السكين: جعل لها شَعِيرة. والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على

هيئة الشعيرة. وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ

الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.

والشَّــعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّــعْراء ذباب

يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّــعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب

الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّــعْراءُ نوعان: للكلب شــعراء مــعروفة، وللإِبل

شــعراء؛ فأَما شــعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس

شيئاً غير الكلب، وأَما شَــعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم

من شــعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما

كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن

يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في

مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء

إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها

دَوِيّاً، قال الشماخ:

تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّــعْراءِ، مَنْزِلُهُ

مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ

والجمع من كل ذلك شَعارٍ. وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن

خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّــعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛

الشُّــعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَــعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل

أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشــعر. وفي

الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها

انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّــعْرِ، وقياس واحدها

شُــعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ

تطايرتْ عنها.

والشَّــعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو

حنيفة: الشَّــعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها

الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً. والشَّــعْراءُ: فاكهة، جمعه

وواحده سواء.

والشَّــعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ

أَخضر أَغبر.

والشُّــعْرُــورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.

والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُــعْرُــور. وفي الحديث: أَنه

أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء. وذهبوا

شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُــعْرُــور،

وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ

بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ

وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت

القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ

والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد. والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛

يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.

وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّــعْرَــى؛ الشــعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له

المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول الــعرب:

إِذا طلعت الشــعرى جعل صاحب النحل يرى. وهما الشِّــعْرَــيانِ: العَبُورُ التي

في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم الــعرب أَنهما أُختا

سُهَيْلٍ، وطلوع الشــعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ. وعبد الشِّــعْرَــى

العَبُور طائفةٌ من الــعرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْــضاً

ولم يَعْبُرْها عَرْــضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشــعرى؛

أَي رب الشــعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن الــعرب قالت

في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.

والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَــعْرَــةٍ واحدة ثم

أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم

أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.

وأَشْــعَرُ: قبيلة من الــعرب، منهم أَبو موسى الأَشْــعَرِــيُّ، ويجمعون

الأَشــعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري:

والأَشْــعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْــعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن

يَــعْرُــبَ بن قَحْطانَ. وتقول الــعرب: جاء بك الأَشْــعَرُــونَ، بحذف ياءي

النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة مــعروفة.

والشُّوَيْــعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ،

وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة

مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه

فرساً فأَبى فقال فيه:

أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْــعِرَ أَنِّي

عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا

حريم: هو جد الشُّوَيْــعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن

معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال

الشويــعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها،

وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما

بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً،

على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا

لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ

لقد كانَ عِرْــضُكَ مِنِّي حَراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ،

وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟

والشويــعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو

العباس ثعلب له:

وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ،

لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ

فسمي الشويــعر بهذا البيت.

شــعر
: (شَــعرَ بِهِ، كنَصَرَ وكَرُمَ) ، لغتانِ ثابتتان، وأَنكر بعضُهم الثَّانِيَة والصوابُ ثُبُوتُها، ولاكن الأُولى هِيَ الفصيحة، وَلذَا اقتصرَ المُصَنّف فِي البصائرِ عَلَيْهَا، حَيْثُ قَالَ: وشَــعَرْــتُ بالشَّيْءِ، بِالْفَتْح، أَشْــعُرُ بِهِ، بالضَّمّ، (شِــعْراً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْمَــعْرُــوف الأَكثر، (وشَــعْراً) ، بِالْفَتْح، حَكَاهُ جماعةٌ، وأَغفلَه آخَرُونَ، وضبطَه بعضُهم بالتَّحْرِيك، (وشــعْرَــةً، مثَلّثة) ، الأَــعرفُ فِيهِ الْكسر وَالْفَتْح، ذكرَه المصنّف فِي البصائر تَبَعاً للمُحْكَم (وشِــعْرَــى) ، بِالْكَسْرِ، كذِكْرَى، مَــعْرُــوفَة، (وشُــعْرَــى) ، بالضّمّ، كرُجْعَى، قَليلَة، وَقد قيل بِالْفَتْح أَيضاً، فَهِيَ مثلَّثَة، كشــعْرَــةٍ (وشُعُوراً) ، بالضمّ، كالقُعُود، وَهُوَ كثير، قَالَ شَيخنَا: وادَّعَى بعضٌ فِيهِ الْقيَاس بِنَاء على أَنّ الفَعْلَ والفُعُول قياسٌ فِي فَعَل متعدّياً أَو لَازِما، وإِن كَانَ الصَّوَاب أَن الفَعْلَ فِي المتعدِّي كالضَّرْبِ، والفُعُول فِي اللاَّزم كالقُعُودِ والجُلُوسِ، كَمَا جَزَم بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَام، وأَبو حَيّان، وابنُ عُصْفُورٍ، وَغَيرهم، (وشُعُورَةً) ، بالهاءِ، قيل: إِنّه مصدرُ شَــعُرَ، بالضَّمّ، كالسُّهُولَةِ من سَهُل، وَقد أَسقطه المصنّفُ فِي البَصائر، (ومَشْعُوراً، كمَيْسُورٍ، وهاذه عَن اللِّحيانِيّ) (ومَشْعُوراءَ) بالمدّ من شواذّ أَبْنِيةِ المصادر. وحكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكسائيّ: مَا شَــعَرْــتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جاءَه فلانٌ. فيُزادُ على نَظَائِرِه.
فجميعُ مَا ذَكَرَه المُصَنّف هُنَا من المَصَادِرِ اثْنا عَشَر مَصْدَراً، ويُزاد عَلَيْهِ، شَــعَراً بالتَّحْرِيكِ، وشَــعْرَــى بالفَتْح مَقْصُوراً، ومَشْعُورَة، فَيكون المجموعُ خمسةَ عَشَرَ مصدرا، أَوردَ الصّاغانيّ مِنْهَا المَشْعُور والمَشْعُورَة والشِّــعْرَــى، كالذِّكْرَى، فِي التكملة: (عَلِمَ بِهِ وفَطَنَ لَهُ) ، وعَلى هاذا القَدْرِ فِي التَّفْسِير اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، وَتَبعهُ المصنّف فِي البصائر. والعِلْمُ بالشيْءِ والفَطَانَةُ لَهُ، من بَاب المترادِف، وإِنْ فَرّق فيهمَا بعضُهُم.
(و) فِي اللِّسَان: وشَــعَرَ بِهِ، أَي بالفَتْح: (عَقَلَه) .
وحَكى اللِّحيانِيّ: شَــعَرَ لكذا، إِذَا فَطَنَ لَهُ، وَحكى عَن الكِسائِيّ أَشْــعُرُ فُلاناً مَا عَمِلَه، وأَشْــعُرُ لفُلانٍ مَا عَمِلَه، وَمَا شــعَرْــتُ فلَانا مَا عَمِلَه، قَالَ: وَهُوَ كلامُ الــعربِ. (و) مِنْهُ قولُهُم: (لَيتَ شِــعْرِــي فُلاناً) مَا صَنَعَ؟ (و) لَيْتَ شِــعْرِــي (لَهُ) مَا صَنَعَ، (و) لَيْتَ شِــعْرِــي (عَنهُ مَا صَنعَ) ، كلّ ذالك حَكَاهُ اللّحْيَانِيّ عَن الكِسَائيِّ، وأَنشد:
يَا لَيْت شِــعْرِــي عَن حِمَارِي مَا صَنَعْ
وَعَن أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطجَعْ
وأَنشد:
يَا لَيْتَ شِــعْرِــي عنْكُمُ حَنِيفَا
وَقد جَدَعْنَا مِنْكُمُ الأُنُوفَا
وأَنشد:
ليْتَ شِــعْرِــي مُسافِرَ بْنَ أَبي عَمْ
رٍ و، ولَيْتٌ يَقُولُهَا المَحْزُونُ
أَي ليْت عِلْمِي، أَو ليتَنِي عَلِمْتُ، وليْتَ شِــعْرِــي من ذالك، (أَي لَيْتَنِي شَــعَرْــتُ) ، وَفِي الحَدِيث: (لَيْتَ شِــعْرِــي مَا صَنَعَ فُلانٌ) أَي ليتَ عِلْمِي حاضِرٌ، أَو مُحِيطٌ بِمَا صَنَع، فحذَفَ الخَبَر، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قالُوا: لَيْتَ شِرْتِي، فحَذَفُوا التّاءَ مَعَ الإِضافةِ للكَثْرَةِ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبَ بعُذْرَتِهَا، وَهُوَ أَبو عُذْرِهَا، فحذفُوا التاءَ مَعَ الأَبِي خاصّة، هاذا نصُّ سِيبَوَيْهِ، على مَا نَقله صاحِب اللِّسَان وَغَيره، وَقد أَنكَر شيخُنَا هاذا على سِيبَوَيْهٍ، وتوَقَّف فِي حَذْفِ التاءِ مِنْهُ لزُوماً، وَقَالَ: لأَنّه لم يُسْمَعْ يَوْمًا من الدَّهْر شِــعْرَــتِي حتّى تُدَّعَى أَصالَةُ التاءِ فِيه.
قلْت: وَهُوَ بَحْثٌ نفيسٌ، إِلاّ أَنّ سِيبَوَيْهٍ مُسَلَّمٌ لَهُ إِذا ادّعَى أَصالَةَ التاءِ؛ لوقوفه على مَشْهُور كلامِ الــعربِ وغَرِيبِه ونادِرِه، وأَمّا عدمُ سَمَاع شِــعْرَــتِي الْآن وقبلَ ذالك، فلهَجْرِهِم لَهُ، وهاذا ظاهِرٌ، فتَأَمَّلْ فِي نصّ عبارَة سِيبَوَيْهٍ المُتَقَدِّم، وَقد خالَف شيخُنَا فِي النَّقْل عَنهُ أَيضاً، فإِنه قَالَ: صَرَّحَ سيبويهِ وَغَيره بأَنّ هاذَا أَصلُه لَيْتَ شِــعْرَــتِي، بالهَاءِ، ثمَّ حذَفُوا الهاءَ حَذْفاً لَازِما. انْتهى. وكأَنّه حاصِلُ معنَى كَلَامه.
ثمَّ قَالَ شيخُنا: وزادُوا ثالِثَةً وَهِي الإِقامَةُ إِذا أَضافُوها، وجَعلوا الثّلاثةَ من الأَشْبَاهِ والنّظَائِرِ، وَقَالُوا: لَا رابِعَ لَهَا، ونَظَمها بعضُهم فِي قولِه:
ثلاثَةٌ تُحْذَفُ هَا آتُها
إِذا أُضِيفَتْ عندَ كُلّ الرُّواهْ
قولُهُم: ذاكَ أَبُو عُذْرِهَا
وليْتَ شِــعْرِــي، وإِقام الصَّلاهْ
(وأَشْــعَرَــهُ الأَمْرَ، و) أَشْــعَرَــهُ (بهِ: أَعْلَمَه) إِيّاه، وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا يُشْــعِرُــكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْأَنْعَام: 109) ، أَي وَمَا يُدْرِيكُم.
وأَشْــعَرْــتُه فشَــعَرَ، أَي أَدْرَيْتُه فدَرَى.
قَالَ شَيخنَا: فشَــعَرَ إِذَا دخَلتْ عَلَيْهِ همزةُ التَّعْدِيَةِ تَعَدَّى إِلى مفعولين تَارَة بنفْسه، وَتارَة بالباءِ، وَهُوَ الأَكثرُ لقَولهم: شــعَرَ بهِ دون شَــعَرَــه، انْتهى.
وحكَى اللّحيانِيّ: أَشْــعَرْــتُ بفلانٍ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وأَشْــعَرْــتُ بِهِ: أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ، انْتهى؛ فَمُقْتَضى كلامِ اللّحيانيّ أَنْ أَشْــعَرَ قد يَتَعدّى إِلى واحدٍ، فَانْظُرْهُ.
(والشِّــعْرُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِنّمَا أَهمَلَه لشُهْرَتِه، هُوَ كالعِلْمِ وَزْناً ومَعْنًى، وَقيل: هُوَ العِلْمُ بدقائِقِ الأُمور، وَقيل: هُوَ الإِدْرَاكُ بالحَوَاسّ، وبالأَخير فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {وَأَنتُمْ لاَ تَشْــعُرُــونَ} (الزمر: 55) ، قَالَ المصنِّف فِي البصائر: وَلَو قالَ فِي كَثيرٍ ممّا جاءَ فِيهِ لَا يشْــعُرون: لَا يَعْقِلُون، لم يكُنْ يجُوز؛ إِذْ كَانَ كثيرٌ مِمَّا لَا يَكُونُ محْسُوساً قد يكونُ مَعْقُولاً، انْتهى، ثمَّ (غَلَبَ على منْظُومِ القولِ: لشَرَفِه بالوَزْنِ والقَافِيَةِ) ، أَي بالْتزامِ وَزْنِه على أَوْزَان الْــعَرَــب، والإِتيان لَهُ بالقَافِيَة الَّتِي تَرْبِطُ وَزْنَه وتُظْهِر مَعْناه، (وإِنْ كَانَ كُلُّ عِلْمٍ شِــعْراً) مِن حَيْثُ غلَبَ الفِقْهُ على عِلْمِ الشَّرْع، والعُودُ على المَنْدَل، والنَّجْم على الثُّريّا، ومثلُ ذالك كثيرٌ.
وَرُبمَا سمَّوُا البَيْتَ الواحدَ شِــعْراً، حَكَاهُ الأَخْفَشُ، قَالَ ابْن سَيّده: وهاذا عِنْدِي لَيْسَ بقَوِيّ إِلاّ أَن يكون على تَسْمِيَة الجُزْءِ باسم الكُلّ.
وعَلَّل صاحِبُ المفرداتِ غَلبتَه على المَنْظُومِ بكونِه مُشْتَمِلاً على دَقَائقِ الــعَربِ وخَفايَا أَسرارِها ولطائِفِها، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القَوْلُ هُوَ الَّذِي مالَ إِليه أَكثرُ أَهْلِ الأَدَبِ؛ لرِقَّتِه وكَمَالِ مُنَاسبَتِهِ، ولِمَا بينَه وبَيْنَ الشَّــعَر مُحَرَّكةً من المُناسَبَة فِي الرِّقّة، كَمَا مَال إِليه بعضُ أَهْلِ الاشتقاقِ، انْتهى.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّــعْرُ: القَرِيضُ المَحْدُودُ بعلاَماتٍ لَا يُجَاوِزُها، و (ج: أَشْعَارٌ) .
(وشَــعر، كنَصَرَ وكَرُم، شــعْراً) بِالْكَسْرِ، (وشَــعْراً) ، بِالْفَتْح: (قالَهُ) ، أَي الشِّــعْر.
(أَو شَــعَرَ) ، كنَصر، (قالَه، وشَــعُرَ) ، ككَرُم: (أَجاده) ، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القولُ الَّذِي ارْتَضَاهُ الجماهِيرُ؛ لأَنّ فَعُلَ لَهُ دلالةٌ على السَّجَايَا الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهَا الإِجادَةُ، انْتهى.
وَفِي التكملة للصّاغانيّ: وشَــعَرْــتُ لفُلانً، أَي قُلْتُ لَهُ شِــعْراً، قَالَ:
شَــعَرْــتُ لَكُم لمّا تبَيَّنْتُ فَضْلكُمْ
على غَيرِكُم مَا سائِرَ الناسِ يشْــعُرُ
(وَهُوَ شاعِرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لأَنّه يَشْــعُرُ مَا لَا يَشْــعُر غَيرُه، أَي يَعْلَمُ، وَقَالَ غَيْرُه: لفِطْنَتِه، ونقَلَ عَن الأَصْمَعِيّ: (من) قَوْمٍ (شُــعَراءَ) ، وَهُوَ جَمْعٌ على غيرِ قِيَاس، صرّحَ بِهِ المصنِّف فِي البَصَائِر، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: شَبَّهوا فَاعِلاً بفَعِيلٍ، كَمَا شَبَّهُوه بفَعُول، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُرٌ، واستغْنَوْا بفاعِلٍ عَن فَعِيلٍ، وَهُوَ فِي أَنْفُسِهِم وعَلَى بَالٍ من تَصَوُّرِهِم، لمّا كَانَ واقِعاً موقِعَه، وكُسِّرَ تَكْسِيرَه؛ ليكونَ أَمارةً ودليلاً على إِرادَته، وأَنه مُغْنٍ عَنهُ، وبدَلٌ مِنْهُ، انْتَهَى.
وَنقل الفَيُّومِيّ عَن ابْن خَالَوَيه: وإِنما جُمِعَ شاعِرٌ على شُــعَراءَ؛ لأَنّ من الــعَرَــبِ مَن يقولُ شَــعُرَ، بالضَّمّ، فقياسُه أَن تَجِيءَ الصِّفَةُ مِنْهُ على فَعِيلٍ، نَحْو شُرَفَاءَ جمْع شَرِيفٍ وَلَو قيل كذالك الْتَبَسَ بشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الحَبُّ الْمَــعْرُــوف، فَقَالُوا: شَاعِر، ولَمَحُوا فِي الجَمْعِ بناءَه الأَصليّ، وأَمّا نَحْو عُلَماءَ وحُلَماءَ فَجمع عَلِيمٍ وحَلِيمٍ، انْتهى.
وَفِي البَصَائِرِ للمُصَنِّف: وَقَوله تَعَالَى عَن الكُفَّار: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} (الْأَنْبِيَاء: 5) ، حَمَلَ كثير من المُفَسِّرين على أَنّهم رَمَوْه بكَوْنِهِ آتِياً بشِــعْرٍ منظُومٍ مُقَفًّى، حتّى تأَوَّلُوا مَا جاءَ فِي القُرْآن من كلّ كلامٍ يُشْبِهُ المَوْزُون من نحوِ: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رسِيَاتٍ} (سبأ: 13) .
وَقَالَ بعض المُحَصِّلِين: لم يَقْصِدُوا هاذا المَقْصِد فِيمَا رمَوْه بِهِ، وذالك أَنّه ظاهرٌ من هاذا أَنّه لَيْسَ على أَساليبِ الشِّــعْرِ، وَلَيْسَ يَخْفَى ذالك على الأَغْتَامِ من العَجَمِ فَضْلاً عَن بُلَغاءِ الْــعَرَــب، وإِنّمَا رمَوْه بِالْكَذِبِ، فإِنّ الشِّــعْرَ يُعَبَّر بهِ عَن الكَذِب، والشَّاعِر: الكاذِب، حتّى سَمَّوُا الأَدِلَّةَ الكاذِبَةَ الأَدِلةَ الشِّــعْرِــيَّةَ، ولهاذا قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ عامّة الشُّــعَراءِ: {وَالشُّــعَرَــآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (الشُّــعَرَــاء: 334) ، إِلى آخِرِ السُّورَةِ، وَلِكَوْن الشِّــعْرِ مَقَرّاً للكَذِبِ قيل: أَحسَنُ الشِّــعْرِ أَكْذَبُه، وَقَالَ بعضُ الحكماءِ: لم يُرَ مُتَدَيِّنٌ صادِقُ اللَّهْجَةِ مُفْلِقاً فِي شِــعْرِــه، انْتهى.
(و) قَالَ يونُس بنُ حبِيب: (الشَّاعِرُ المُفْلِقُ خِنْذِيذٌ) ، بِكَسْر الخاءِ المُعجَمة وَسُكُون النُّون وإِعجام الذَّال الثَّانِيَة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه، (ومَن دُونَه: شاعِرٌ، ثمَّ شُوَيْــعِرٌ) ، مُصَغّراً، (ثمَّ شُــعْرُــورٌ) ، بالضّمّ. إِلى هُنَا نصّ بِهِ يُونُس، كَمَا نقلَه عَنهُ الصّاغانيّ فِي التكملة، والمصنّف فِي البصائر، (ثمَّ مُتَشاعِرٌ) . وَهُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّــعْرِ، كَذَا فِي اللِّسَان، أَي يتكَلّفُ لَهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ.
(وشَاعَرَــهُ فشَــعَرَــهُ) يَشْــعَرُــه، بالفَتْح، أَي (كَانَ أَشْــعَرَ مِنْهُ) وغَلَبَه.
قَالَ شَيخنَا: وإِطلاقُ المصنِّف فِي الْمَاضِي يدُلّ على أَن الْمُضَارع بالضمّ، ككَتَبَ، على قَاعِدَته، لأَنّه من بَاب المُغَالَيَة وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الأَكْثَرُ، وضَبطَه الجوهَرِيُّ بالفَتْحِ، كمَنَعَ، ذهَاباً إِلى قَول الكِسَائِيّ فِي إِعمال الحلقِيّ حَتَّى فِي بَاب المُبَالَغَة؛ لأَنه اخْتِيَار المُصَنّف. انْتهى.
(وشِــعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ) ، قَالَ سِيبَوَيه: أَرادُوا بِهِ المُبَالَغَةَ والإِجادَةَ، وَقيل: هُوَ بمعنَى مَشْعُورٍ بِهِ، والصحيحُ قولُ سيبويهِ.
وَقد قَالُوا: كلِمَةٌ شاعِرَــةٌ؛ أَي قصيدَةٌ، والأَكثرُ فِي هاذا الضَّرْب من الْمُبَالغَة أَن يكونَ لفظُ الثانِي من لفْظِ الأَوّل، كوَيْلٍ وائِلٍ، ولَيْل لائِلٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: هاذا البَيْتُ أَشْــعَرُ من هاذَا، أَي أَحسَنُ مِنْهُ، وَلَيْسَ هاذا على حدِّ قَوْلهم: شِــعْرٌ شاعِرٌ؛ لأَن صِيغةَ التَّعَجُّبِ إِنما تكون من الفِعْلِ، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: شِــعْرٌ شاعِرٌ معنَى الفِعْل، إِنما هُوَ على النِّسْبَةِ والإِجادةِ. (والشُّوَيْــعِرُ: لَقبُ محمَّدِ بنِ حُمْرانَ) ابنِ أَبي حُمْرَانَ الحارِث بنِ مُعَاوِيةَ بنِ الحارِث بنِ مالِك بن عَوْفِ بن سَعْد بن عَوْف بن حَرِيم بن جُعْفِيَ (الجُعْفِيِّ) ، وَهُوَ أَحدُ مَنْ سُمِّيَ فِي الجاهليّة بمحمّد، وهم سبعةٌ، مذكورون فِي موضِعِهِم، لقَّبَه بذالك امرُؤُ القَيْس، وَكَانَ قد طلبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَه فَرَساً فأَبَى، فَقَالَ فِيهِ:
أَبْلِغَا عَنِّي الشُّوَيْــعِرَ أَنّي
عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا
وحَرِيم: هُوَ جَدّ الشُّوَيْــعِر الْمَذْكُور وَقَالَ الشُّوَيْــعِرُ مُخَاطبا لامرىءِ القَيْس:
أَتَتْنِي أُمورٌ فكَذَّبْتُهَا
وَقد نُمِيَتْ ليَ عَاما فعَامَا
بأَنّ امْرَأَ القَيْسِ أَمْسَى كَئِيباً
على آلِهِ مَا يَذُوقُ الطَّعَامَا
لعَمْرُ أَبِيكَ الّذِي لَا يُهَانُ
لقَدْ كَانَ عِرْــضُكَ منّي حَرَامَا
وقَالُوا هَجَوْتَ وَلم أَهْجُه
وهلْ يَجِدَنْ فِيكَ هاجٍ مَرامَا
(و) الشُّوَيْــعِرُ أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن عُثْمَانَ الكِنَانِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ، (و) لَقَبُ (هانِىء) بن تَوْبَة (الحَنَفِيّ الشَّيْبَانِيّ، الشُّــعراء) ، أَنشد أَبو العبّاسِ ثَعْلَبٌ للأَخير:
وإِنّ الَّذِي يُمْسِي ودُنْيَاهُ هَمُّه
لمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ
فسُمِّي الشُّوَيْــعِر بهاذا البيْت.
(والأَشْــعَرُ: اسْم شاعِرٍ بَلَوِيّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارِثَةَ الأَسَدِيّ) ، وَهُوَ الْمَــعْرُــوف بالأَشْــعَر الرَّقْبَان، أَحد الشُّــعَراءِ.
(و) الأَشْــعَرُ: (لَقبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ) بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُب بن عَريب بن زَيْدِ بنِ كَهْلان بن سَبَأَ، وإِليه جِمَاعُ الأَشْــعَرِــيِّين؛ (لأَنّه وَلَدَ) تْه أُمُّه (وَعَلِيهِ شَــعَرٌ) ، كَذَا صَرّح بِهِ أَرْبابٌ السِّيَرِ، (وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ باليَمَنِ) ، وَهُوَ الأَشْــعَرُ من سَبَأَ بنِ يَشْجُب بنِ يَــعْرُــب بنِ قَحْطَانَ، وإِليهم نُسِبَ مَسْجدُ الأَشاعِرَــة بمدينَة زَبِيد، حرسها الله تَعَالَى، (مِنْهُم) الإِمامُ (أَبُو مُوسَى) عبدُ الله بنِ قَيْسِ بنِ سُلَيْم بن حَضَار (الأَشْــعَرِــيّ) وذُرِّيّتُه، مِنْهُم أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ الأَشْــعَرِــيّ المُتَكَلِّمُ صَاحب التصانِيف، وَقد نُسِب إِلى طَرِيقَتِه خَلْقٌ من الفُضَلاءِ.
وَفَاته:
أَشْــعَرُ بنُ شهَاب، شهدَ فَتْحَ مصر.
وسَوّار بن الأَشْــعَرِ التَّمِيمِيّ: كَانَ يَلِي شُرْطَةَ سِجِسْتَان، ذَكَرهما سِبْطُ الْحَافِظ فِي هَامِش التَّبْصِير.
واستدرك شيخُنَا: الأَشْــعَرَ والدَ أُمِّ مَعْبدٍ عاتِكَةَ بنتِ خالِدٍ، ويُجْمَعُون الأَشْــعَرِــيّ بتَخْفِيف ياءِ النِّسبة، كَمَا يُقَال: قَوْمٌ يَمَانُون.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ويَقُولُون: جاءَتْكَ الأَشْــعَرُــونَ، بحذفِ ياءِ النَّسَبِ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ وارِدٌ كثيرا فِي كَلَامهم، كَمَا حَقَّقُوه فِي شَرْحِ قولِ الشّاعِر من شواهِدِ التَّلْخِيصِ:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعِدٌ
جَنِيبٌ وجُثْمَانِي بمَكَّةَ مُوثَقُ
(والشَّــعرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ويُحَرَّكُ) قَالَ شيخُنَا: اللُّغَتَانِ مشهورتان فِي كُلِّ ثلاثِيَ حَلْقِيِّ العَيْنِ، كالشَّــعرِ، والنَّهرِ، والزَّهر، والبَــعرِ، وَمَا يُحْصَى، حتّى جعلَه كثيرٌ من أَئمَّة اللُّغَة من الأُمور القِيَاسِيّة، وإِن ردَّه ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شَرْحِ الفَصِيح، فإِنّه لَا يُعوَّل عَلَيْهِ. انْتهى، وهُمَا مُذكَّرَانِ، صرّح بِهِ غيرُ واحدٍ: (نِبْتَةُ الجِسْمِ ممّا ليْس بِصُوفٍ وَلَا وَبَرٍ) ، وعمّمَه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، فَقَالَ: من الإِنسانِ وغيرِه، (ج: أَشْعَارٌ، وشُعُورٌ) ، الأَخيرُ بالضّمّ، (وشِعَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، كجَبَلٍ وجِبالٍ، قَالَ الأَعْشَى:
وكُلُّ طَوِيل كأَنّ السَّلِي
طَ فِي حَيْثُ وَارَى الأَدِيمُ الشِّعَارَا
قَالَ ابنُ هانِىءٍ. أَرادَ: كأَنّ السَّلِيطَ وَهُوَ الزَّيتُ فِي شَــعْرِ هاذا الفَرَسِ، كَذَا فِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
(الوَاحِدَةُ شَــعْرَــةٌ) ، يُقَال: بَيْنِي وبَيْنَك المالُ ش 2 قَّ الأُبْلُمةِ، وش 2 قَّ الشَّــعْرَــةِ.
قَالَ شيخُنَا: خالَفَ اصطِلاحَه، وَلم يقل وَهِي بهاءٍ؛ لأَنّ المُجَرّد من الهاءِ هُنَا جَمْعٌ، وَهُوَ إِنما يقولُ: وَهِي بهاءٍ غَالِبا إِذا كَانَ المجرَّدُ مِنْهَا وَاحِدًا غير جمْعٍ فتأَمَّل ذالك، فإِنّ الاستقراءَ رُبمَا دَلَّ عَلَيْهِ، انْتهى.
قلْت: وَلذَا قَالَ فِي اللِّسَان: والشَّــعْرَــةُ: الواحِدةُ من الشَّــعرِ، (وَقد يُكْنَى بهَا) : بالشَّــعْرَــةِ (عَن الجَمْعِ) ، هاكذا فِي الأُصولِ المصحَّحة، ويُوجَد فِي بعضِهَا: عَن الجَمِيعِ، أَي كَمَا يُكْنَى بالشَّيْبَةِ عَن الجِنْس، يُقَال: رأَى فلانٌ الشَّــعْرَــة، إِذا رأَى الشَّيْبَ فِي رأْسِه.
(و) يُقَالُ: رَجُلٌ (أَشْــعَرُ، وشَــعِرٌ) ، كفرِحٍ، (وشَــعْرَــانِيٌّ) ، بالفَتْح مَعَ ياءِ النِّسبة، وهاذا الأَخير فِي التكملة، ورأَيتُه مَضْبُوطاً بالتَّحْرِيك: (كَثيرُه) ، أَي كثيرُ شَــعرِ الرَّأْس والجسَدِ، (طويله) وقَوْمٌ شُــعْرٌ، ويُقال: رَجلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار، وأَعْنَقُ: طَوِيلُ العُنُقِ، وَكَانَ زِيادُ ابنُ أَبِيه يقالُ لَهُ أَشْــعَر بَرْكاً، أَي كثير شَــعرِ الصَّدْر، وَفِي حَدِيث عمر: (إِنَّ أَخَا الحَاجّ الأَشْعَثُ الأَشْــعَرُ) أَي الَّذِي لم يَحْلِق شَــعرَــه وَلم يُرجِّلْه.
وسُئِلَ أَبُو زِيَاد عَن تَصْغِير الشُّعُورِ فَقَالَ: أُشَيْعَارٌ، رَجَعَ إِلى أَشْعَار، وهاكذا جاءَ فِي الحَدِيث: (على أَشْعَارِهِم وأَبْشَارِهم) .
(وشَــعِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ شَــعرُــه) وطالَ، فَهُوَ أَشْــعَرُ، وشَــعِرٌ.
(و) حَكى اللِّحْيَانيّ: شَــعِرَ، إِذَا (مَلَكَ عَبِيداً) .
(والشِّــعْرَــةُ، بالكَسْرِ: شَــعرُ العَانَةِ) ، رَجُلاً أَو امرأَةً، وخَصَّه طائِفَةٌ بأَنَّه عانَةُ النّساءِ خاصَّةً، فَفِي الصّحاح: والشِّــعْرَــةُ، بالكسرِ: شَــعرُ الرَّكَبِ للنِّساءِ خاصّةً، ومثلُه فِي العُبَابِ للصّاغانيّ.
وَفِي التَّهْذِيب: والشِّــعْرَــةُ، بالكَسْر: الشَّــعرُ النّابِتُ على عانَةِ الرّجلِ ورَكَبِ المَرْأَةِ، وعَلى مَا وَراءَها، وَنَقله فِي المِصْباح، وسَلَّمَه، وَلذَا خالَفَ المُصَنّف الجَوْهَرِيّ وأَطلقه (كالشِّــعْراءِ) بالكَسْر والمَدّ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عندنَا، وَفِي بعض النُّسخ بالفَتْح، (وتَحْتَ السُّرَّة مَنْبِتُه) ، وَعبارَة الصّحاح: والشِّــعْرةُ مَنْبِتُ الشَّــعرِ تحتَ السُّرَّةِ (و) قيل: الشِّــعْرَــةُ: (العَانَةُ) نَفْسُها.
قلْت: وَبِه فُسِّر حديثُ المَبْعَثِ: (أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مِنْ هاذِه إِلى هاذِه) أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِــعْرَــتِه.
(و) الشِّــعْرَــةُ: (القِطْعَةُ من الشَّــعرِ) ، أَي طائفةٌ مِنْهُ.
(وأَشْــعَرَ الجَنِينُ) فِي بطْنِ أُمّه، (وشَــعَّرَ تَشْعِيراً، واسْتَشْــعَر، وتشَــعَّر: نبتَ عَلَيْهِ الشَّــعرُ) ، قَالَ الفارِسيّ: لم يُسْتَعْمَل إِلاّ مَزِيداً، وأَنشد ابنُ السِّكِّيتِ فِي ذالك:
كُلَّ جَنِينٍ مُشْع 2 رٍ فِي الغِرْسِ
وَفِي الحَدِيث: (ذَكاةُ الجَنِينِ ذكَاةُ أُمِّه إِذَا أَشْــعرَ) ، وهاذا كَقَوْلِهِم: أَنْبَتَ الغلامُ، إِذا نَبتَتْ عانَتُه.
(وأَشْــعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَــعرٍ) ، وكذالك القَلَنْسُوَة وَمَا أَشبههما، (كشَــعَّرَــه) تَشْعِيراً، (وشَــعَرَــه) ، خَفِيفَة، الأَخيرة عَن اللِّحْيانِيّ، يُقَال: خُفٌّ مُشَــعَّرٌ، ومُشْــعرٌ، ومَشْعُورٌ.
وأَشْــعَرَ فُلاَنٌ جُبَّتَه، إِذا بَطَّنَها بالشَّــعرِ، وكذالك إِذَا أَشْــعَر مِيثَرةَ سَرْجِه.
(و) أَشْــعَرت (الناقَةُ: أَلْقَتْ جَنِينَها وَعَلِيهِ شَــعرٌ) ، حَكَاهُ قُطْرُب.
(والشَّــعِرَــةُ، كفَرِحَةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّــعرُ بينَ ظِلْفَيْها، فتَدْمَيانِ) ، أَي يَخْرُج مِنْهُمَا الدَّمُ، (أَو) هِيَ (الّتي تَجِدُ أُكالاً فِي رُكَبِهَا) ، أَي فتَحُكُّ بهَا دَائِماً.
(والشَّــعْراءُ: الخَشِنَةُ) ؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصوابُ: الخَبِيثَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، يَقُولُونَ: دَاهِيَةٌ شَــعْرَــاءُ، كزَبّاءَ، يَذْهبُون بهَا إِلى خُبْثِهَا، (و) كَذَا قَوْله (المُنْكَرَةُ) ، يُقَال: داهِيَةٌ شَــعْراءُ، ودَاهِيَةٌ وَبْرَاءُ.
ويقَالُ للرَّجُلِ إِذا تَكَلّم بِمَا يُنْكَر عَلَيْهِ: جِئْت بهَا شَــعْرَــاءَ ذَاتَ وَبَرٍ.
(و) الشَّــعْرَــاءُ: (الفَرْوَةُ) ، سُمِّيتْ بذالك لِكَوْنِ الشَّــعرِ عَلَيْهَا، حُكِيَ ذالِك عَن ثَعْلَبٍ.
(و) الشَّــعْرَــاءُ: (كَثْرَةُ النَّاسِ) والشَّجَرِ.
(و) الشَّــعْرَــاءُ والشُّعَيْرَاءُ: (ذُبَابٌ أَزْرَقُ، أَو أَحْمَرُ، يَقَعُ علَى الإِبِلِ، والحُمُرِ، والكِلاَبِ) ، وَعبارَة الصّحاح: والشَّــعْرَــاءُ: ذُبَابَةٌ. يُقَال: هِيَ الَّتِي لَها إِبْرَةٌ، انْتهى.
وَقيل: الشَّــعْرَــاءُ: ذُبَابٌ يَلْسَعُ الحِمَار فيدُورُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الشَّــعْرَــاءُ نَوْعانِ: للكَلْبِ شَــعْرَــاءُ مــعروفَةٌ، وللإِبِل شَــعْراءُ، فأَمّا شَــعْرَــاءُ الكَلْبِ: فإِنّها إِلى الدِّقَّةِ والحُمْرَة، وَلَا تَمَسّ شَيْئا غيرَ الكَلْب، وأَمّا شَــعراءُ الإِبِل: فتَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، وَهِي أَضْخَمُ من شَــعْراءِ الكَلْبِ، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زَغْباءُ تحتَ الأَجْنِحَة، قَالَ: ورُبّمَا كَثُرَت فِي النَّعَمِ، حتَّى لَا يَقْدِرُ أَهلُ الإِبل على أَن يَحْتَلِبُوا بالنَّهَارِ، وَلَا أَنْ يَرْكَبُوا مِنْهَا شَيْئا مَعهَا، فيَتْركون ذالك إِلى اللّيْل، وَهِي تَلْسَعُ الإِبل فِي مَرَاقِّ الضُّرُوع ومَا حَوْلَهَا، وَمَا تَحْتَ الذَّنَب والبَطْنِ والإِبِطَيْن، وَلَيْسَ يتَّقُونَها بشيْءٍ إِذَا كَانَ ذالك إِلاّ بالقَطِرَانِ، وَهِي تَطِيرُ على الإِبِل حتّى تَسْمَع لصَوْتِها دَوِيّاً، قَالَ الشَّمّاخُ:
تَذُبُّ صِنْفاً من الشَّــعْراءِ مَنْزِلُه
مِنْهَا لَبَانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ
(و) الشَّــعْرَــاءَ: (شَجَرَةٌ من الحَمْضِ) لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ، ولهَا هَدَبٌ تَحْرِصُ عَلَيْهَا الإِبلُ حِرْصاً شَدِيداً، تَخرجُ عِيدَاناً شِداداً، نَقله صَاحب اللِّسَان عَن أَبي حَنِيفَة، والصّاغانيّ عَن أَبي زِيَاد، وَزَاد الأَخيرُ: ولَهَا خَشَبٌ حَطَبٌ.
(و) الشَّــعْرَــاءُ: فاكِهَةٌ، قيل: هُوَ (ضَرْبٌ من الخَوْخِ، جمعُهُما كواحِدِهِما) ، وَاقْتصر الجَوْهَرِيّ على هاذه الأَخِيرَة، فإِنه قَالَ: والشَّــعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ، واحدُه وجمعُه سواءٌ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: والشَّــعْرَــاءُ: فاكِهَةٌ، جمْعُه وواحِدُه سواءٌ.
ونقلَ شيخُنا عَن كتاب الأَبْنِيَةِ لِابْنِ القَطّاع: شَــعْراءُ لواحِدَةِ الخَوْخ.
وَقَالَ المُطَرِّز فِي كتاب المُدَاخِل فِي اللُّغَة لَهُ: وَيُقَال للخَوْخِ أَيضاً: الأَشْــعَرُ، وَجمعه شُــعْرٌ، مثل أَحْمَر وحُمْرٍ، انْتهى.
(و) الشَّــعْرَــاءُ (من الأَرْضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أَو كَثِيرَتُه) ، وَقيل: الشَّــعْرَــاءُ: الشَّجَرُ الكثيرُ، وَقيل: الأَجَمَةُ، ورَوْضَةٌ شَــعْرَــاءُ: كثيرةُ الشَّجَرِ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَة: الشَّــعْرَــاءُ: (الرَّوْضَةُ يَغْمُرُ) هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، والصوابُ: يَغُمّ، من غير راءٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ كِتَاب النّباتِ لأَبي حنيفَة (رَأْسَهَا الشَّجَرُ) ، أَي يُغَطِّيه، وذالك لكَثْرته.
(و) الشَّــعْرَــاءُ (من الرِّمَالِ: مَا يُنْبِتُ النَّصِيَّ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ صاحبُ اللِّسَان، وَزَاد الصّاغانيّ (وشِبْهَه) .
(و) الشَّــعْرَــاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَةُ العَظِيمةُ) الخَبِيثَةُ المُنْكَرَة، يُقَال: دَاهِيَةٌ شَــعْرَــاءُ، كَمَا يَقُولُونَ: زَبّاءُ، وَقد تقدّم قَرِيبا.
(ج: شُــعْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، يحافِظُون على الصِّفَة، إِذا لَو حافَظُوا على الِاسْم لقالوا: شَــعْرَــاوات وشِعَارٌ. وَمِنْه الحَدِيث: (أَنّه لما أَرادَ قَتْلَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ النَّاسُ عَنهُ تَطَايُرَ الشُّــعْرِ عَن البَعِيرِ) .
(والشَّــعَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النَّبَاتُ، والشَّجَرُ) ، كِلَاهُمَا على التَّشْيه بالشَّــعرِ.
(و) فِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: لَهُ شَــعَرٌ كأَنَّه شَــعَرٌ، وَهُوَ (الزَّعْفَرَانُ) قبْلَ أَن يُسْحَقَ. انْتهى. وأَنشدَ الصّاغانِيّ:
كأَنَّ دِماءَهُم تَجْرِي كُمَيْتاً
وَوَرْداً قانِئاً شَــعَرٌ مَدُوفُ
ثمَّ قَالَ: وَمن أَسماءِ الزَّعْفَرَان: الجَسَدُ والجِسَادُ، والفَيْدُ، والمَلاَبُ، والمَرْدَقُوش، والعَبِيرُ، والجَادِيّ، والكُرْكُم، والرَّدْعُ، والرَّيْهُقانُ، والرَّدْنُ، والرّادِنُ، والجَيْهَانُ، والنّاجُود، والسَّجَنْجَل، والتّامُورُ، والقُمَّحانُ، والأَيْدَعُ، والرِّقانُ، والرَّقُون، والإِرْقَانُ، والزَّرْنَبُ، قَالَ: وَقد سُقْتُ مَا حضَرَنِي من أَسْمَاءِ الزَّعْفرانِ وإِنْ ذَكَرَ أَكثَرَها الجوهَرِيّ، انْتهى.
(و) الشَّعَارُ، (كسَحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفّ) ، قَالَ يَصِفُ حِمَاراً وَحْشِيّاً:
وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيّ يَأْدُو
مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يَقُول: اجْتَنَب الشَّجَرَ مَخافةَ أَنْ يُرْمَى فِيهَا، ولَزِمَ مَدْرَجَ السّيْلِ.
(و) قيل: الشَّعَارُ: (مَا كانَ من شَجَرٍ فِي لِينٍ) ووِطَاءٍ (من الأَرْضِ يَحُلُّه النّاسُ) ، نَحْو الدَّهْنَاءِ وَمَا أَشبَهها، (يَسْتَدْفِئُونَ بِهِ شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ بِهِ صَيْفاً، كالمَشْــعَرِ) ، قيل: هُوَ كالمَشْجَرِ، وَهُوَ كُلُّ مَوْضِع فِيهِ خَمَرٌ وأَشْجَارٌ، وجَمْعُه المَشَاعِر، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه
إِذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ المَشَاعِرِ
يَعْنِي مَا يُغَيِّبه من الشَّجَرِ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعلْتَ المَشْــعَر المَوْضِعَ الَّذِي بِهِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ لم يمْتَنِع، كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
(و) الشِّعَارُ، (ككِتَابغ: جُلُّ الفَرَسِ) .
(و) الشِّعَارُ: (العَلامَةُ فِي الحَرْبِ، و) غيرِهَا، مثْل (السَّفَرِ) .
وشِعَارُ العَسَاكِر: أَنْ يَسِمُوا لَهَا عَلامَةً يَنْصِبُونها؛ ليَــعْرِــفَ الرّجلُ بهَا رُفْقَتَه، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ شِعَارَ أَصحابِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكانَ فِي الغَزْوِ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ) ، وَهُوَ تَفَاؤُلٌ بالنَّصْرِ بعد الأَمْرِ بالإِمَاتَةِ.
(و) سَمَّى الأَخْطَلُ (مَا وُقِيَتْ بِهِ الخَمْرُ) شِعَاراً، فَقَالَ:
فكَفَّ الرِّيحَ والأَنْدَاءَ عَنْهَا
من الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ
(و) فِي التَّكْمِلَة: الشِّعَارُ: (الرَّعْدُ) ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ و:
باتَتْ تُنَفِّجُها جَنُوبٌ رَأْدَةٌ
وقِطَارُ غادِيَةٍ بغَيرِ شِعَارِ
(و) الشِّعَارُ: (الشَّجَرُ) المُلْتَفُّ، هاكذا قَيده شَمِرٌ بخطِّه بِالْكَسْرِ، وَرَوَاهُ ابنُ شُمَيْل والأَصْمَعِيّ، نقَلَه الأَزْهَرِيّ، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ رِوَايَةُ ابنِ السِّكِّيتِ وآخرِينَ.
وَقَالَ الرِّياشِيّ: الشِّعَارُ كلّه مكسور، إِلاّ شَعَارَ الشَّجَرِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: فِيهِ لُغَتَان شِعَارٌ وشَعَارٌ، فِي كَثْرَة الشَّحَر.
(و) الشِّعَارُ: (المَوْتُ) ، أَوردَه الصّاغانيّ.
(و) الشِّعَارُ: (مَا تَحْتَ الدِّثارِ من اللِّبَاسِ، وَهُوَ يَلِي شَــعرَ الجَسدِ) دون مَا سِواه من الثِّيابِ، (ويُفْتَح) ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي المَثَل: (هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثَارِ) . يَصِفُهم بالمَوَدّة والقُرْب، وَفِي حديثِ الأَنصارِ: (أَنْتُم الشِّعَارُ، والناسُ الدِّثَارُ) أَي أَنتم الخاصَّةُ والبِطَانَةُ، كَمَا سمَّاهم عَيْبَتَه وكَرِشَه. والدِّثارُ: الثَّوبُ الَّذي فَوقَ الشِّعَار، وَقد سبق فِي مَحلِّه.
(ج: أَشْــعِرَــةٌ وشُــعُرٌ) ، الأَخِير بضمَّتَيْن ككِتَاب وكُتُبٍ، وَمِنْه حديثُ عَائِشَة: (أَنّه كَانَ لَا ينَامُ فِي شُــعُرِــنَا) ، وَفِي آخَرَ: (أَنّه كانَ لَا يُصَلِّي فِي شُــعُرِــنَا وَلَا فِي لُحُفِنَا) .
(وشَاعَرَــهَا، وشَــعَرَــها) ضَاجَعَها و (نامَ مَعَها فِي شِعَارٍ) واحِدٍ، فَكَانَ لَهَا شِعَاراً، وَكَانَت لَهُ شِعَاراً، وَيَقُول الرَّجلُ لامْرَأَتِه: شَاعِرِــينِي. وشَاعَرَــتْهُ: نَاوَمَتْه فِي شِعَارٍ واحدٍ.
(واسْتَشْــعَرَــه: لَبِسَه) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وكُمْتاً مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَهَا
جَرَى فَوقَها واسْتَشْــعَرَــت لَوْنَ مُذْهَبِ
(وأَشْــعَرَــه غَيْرُه: أَلْبَسَه إِيّاه) .
وأَما قولُه صلى الله عَلَيْهِ وسلملِغَسَلَةِ ابنَتِه حِين طَرَحَ إِليهِنّ حَقْوَهُ: (أَشْــعِرْــنَهَا إِيّاه) ، فإِن أَبا عُبَيْدَة قَالَ: مَعْنَاهُ: اجْعَلْنَه شِعَارَهَا الَّذِي يَلِي جَسَدَها؛ لأَنه يَلِي شَــعرَــها.
(و) من المَجَاز: (أَشْــعَرَ الهَمُّ قَلْبِي) ، أَي (لَزِقَ بهِ) كلُزُوقِ الشِّعَارِ من الثِّيَاب بالجَسَد، وأَشْــعَرَ الرَّجُلُ هَمّاً كذالك.
(وكُلُّ مَا أَلْزَقْتَه بشيْءٍ) فقد (أَشْــعَرْــتَه بهِ) ، وَمِنْه: أَشْــعَرَــه سِنَاناً، كَمَا سيأْتِي.
(و) أَشْــعَرَ (القَوْمُ: نادَوْا بشِعَارِهِمْ، أَو) أَشْــعَرُــوا، إِذَا (جعَلُوا لأَنْفُسِهِم) فِي سَفَرِهِم (شِعَاراً) ، كلاهُما عَن اللّحْيَانيّ.
(و) أَشْــعَرَ (البَدَنَةَ: أَعْلَمَهَا) ، أَصْلُ الإِشْعَار: الإِعْلام، ثمَّ اصطُلِحَ على استعمالِه فِي معنى آخَرَ، فَقَالُوا: أَشْــعَرَ البَدَنَةَ، إِذا جَعَلَ فِيهَا عَلامَةً (وَهُوَ أَن يَشُقّ جِلْدَهَا، أَو يَطْعَنَها) فِي أَسْنِمَتِها فِي أَحَدِ الجانِبَيْنِ بمِبْضَعٍ أَو نَحْوِه، وَقيل: طَعَنَ فِي سَنَامِها الأَيْمَن (حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ) ويُــعْرَــف أَنّها هَدْيٌ، فَهُوَ اسْتِعَارَة مَشْهُورَة، نُزِّلَتْ مَنْزِلَةَ الحَقيقَةِ، أَشار إِليه الشِّهَاب فِي العِنَايَة فِي أَثناءِ البَقَرة.
(والشَّعِيرَةُ: البَدَنة المَهداة) ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنّه يُؤَثَّر فِيهَا بالعَلاَمَات.
(ج: شَعَائِرُ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَة:
نُقَتِّلُهُم جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ
شَعائِرَ قُرْبَانٍ بهَا يُتَقَرَّبُ
(و) الشَّعِيرَةُ: (هَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ على شَكْلِ الشَّعِيرَةِ) تُدْخَل فِي السِّيلاَنِ (تَكُونُ مِسَاكاً لنِصَابِ النَّصْلِ) والسِّكِّين. (وأَشْــعَرَــها) : جَعَلَ لَهَا شَعِيرَةً، هاذِه عبارَة المُحْكَم، وأَمّا نَصُّ الصّحاح، فإِنَّه قَالَ: شَعِيرَةُ السِّكِّينِ: الحديدَةُ الَّتِي تُدْخَل فِي السِّيلانِ فَتكون مِساكاً للنَّصْل.
(وشِعَارُ الحَجِّ) ، بِالْكَسْرِ: (مَناسِكُه وعَلاَمَاتُه) وآثَارُه وأَعمالُه، وكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمَاً لطاعَةِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ، كالوُقوفِ والطّوافِ والسَّعْيِ والرَّمْيِ والذَّبْحِ، وَغير ذالك.
(والشَّعِيرَةُ والشَّعَارَةُ) ، ضَبَطُوا هاذِه بالفَتْح، كَمَا هُوَ ظاهرُ المصَنّف، وَقيل: بالكَسْر، وهاكذا هُوَ مضبوطٌ فِي نُسخةِ اللِّسَان، وضَبطَه صاحبُ المِصْبَاح بالكسرِ أَيضاً، (والمَشْــعَرُ) ، بالفَتْح أَيضاً (مُعْظَمُهَا) ، هاكذا فِي النّسخ، والصوابُ مَوْضِعُها، أَي الْمَنَاسِك.
قَالَ شيخُنَا: والشَّعَائِرُ صالِحَةٌ لأَن تكونَ جَمْعاً لشِعَارٍ وشِعَارَة، وجَمْعُ المَشْــعَرِ مَشَاعِرُ.
وَفِي الصّحاحِ: الشَّعَائِرُ: أَعمالُ الحَجِّ، وكُلُّ مَا جُعِل عَلَماً لطاعَةِ اللَّهِ عزّ وجَلّ، قَالَ الأَصمَعِيّ: الوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهُمْ: شِعَارَةٌ.
والمَشَاعِرُ: مَواضِعُ المَنَاسِكِ.
(أَو شَعائِرُه: مَعالِمُه الَّتِي نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهَا، وأَمَرَ بالقِيَام بِهَا) ، كالمَشاعِر، وَفِي التَّنْزِيل: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (الْمَائِدَة: 2) .
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَت الــعَرَــبُ عامَّةً لَا يَرَوْنَ الصَّفَا والمَرْوَةَ من الشَّعَائِرِ، وَلَا يَطُوفونَ بينهُما، فأَنزَل الله تعالَى ذالِك، أَي لَا تسْتَحِلُّوا تَرْكَ ذالِك.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي شعائِرِ الله: يعْنِي بهَا جَميعَ مُتَعَبَّدَاتِه الَّتِي أَشْــعَرَــها الله، أَي جَعَلَهَا أَعلاماً لنا، وَهِي كلُّ مَا كَانَ من مَوْقِفٍ أَو مَسْعًى أَو ذَبْحٍ، وإِنّما قيل: شَعائِرُ لكُلّ عَلَمٍ ممّا تُعَبِّدَ بِهِ؛ لأَنّ قَوْلَهُمْ: شَــعَرْــتُ بِهِ: عَلِمْتُه، فلهاذا سُمِّيَتِ الأَعلامُ الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّداتُ اللَّهِ تَعَالَى شَعَائِرَ.
(والمَشْــعَرُ) : المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِه، وَمِنْه سُمِّيَ المَشْــعَرُ (الحَرَامُ) ، لأَنّه مَعْلَمٌ للعبادَة، ومَوْضع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: (و) يَقُولُون: هُوَ المَشْــعَرُ الحَرَامُ، والمِشْــعَرُ، (تُكْسَر مِيمُه) وَلَا يكادُون يَقُولُونَه بِغَيْر الأَلف وَاللَّام. قلت: ونقَل شيخُنا عَن الْكَامِل: أَنّ أَبا السَّمَّالِ قرأَه بالكسْر: مَوضِعٌ (بالمُزْدَلِفَة) ، وَفِي بعض النُّسخ: المُزْدَلِفَة، وَعَلِيهِ شرح شيخِنَا ومُلاّ عَلِيّ، ولهاذا اعتَرَضَ أَخِيرُ فِي النّامُوس، بأَنّ الظَّاهِر، بل الصّواب، أَنّ المَشْــعَر مَوْضِعٌ خاصٌّ من المُزْدَلِفَة لَا عَيْنها، كَمَا تُوهِمُه عبارَةُ القامُوس، انْتهى. وأَنتَ خَبِيرٌ بأَنّ النُّسْخَة الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفَة، فَلَا تُوهِمُ مَا ظَنّه، وَكَذَا قَوْلُ شيخِنا عِنْد قَول المُصَنّف: (وعَليهِ بِناءٌ اليَوْمَ) : يُنَافِيهِ، أَي قَوْله: إِن المَشْــعَرَ هُوَ المُزْدَلِفة، فإِنّ البِنَاءَ إِنّمَا هُوَ فِي مَحَلَ مِنْهَا، كَمَا ثَبَتَ بالتّواتُر، انْتهى، وَهُوَ بِنَاء على مَا فِي نُسْخته الَّتِي شَرح عَلَيْهَا، وَقد تَقدَّم أَنّ الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفة، فزالَ الإِشكالُ.
(ووَهِمَ مَن ظَنَّه جُبَيْلاً بقُرْبِ ذالك البِنَاءِ) ، كَما ذَهَبَ إِليه صاحبُ المِصْباح وَغَيره، فإِنه قَولٌ مَرْجُوحٌ.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: المَشْــعَرُ الحَرَامُ: جَبَلٌ بآخِرِ المُزْدَلِفَة، واسْمه قُزَحُ، ميمه مَفْتُوحَة، على المَشْهُور، وبعضُهم يَكْسِرها، على التّشْبِيه باسمِ الآلةِ.
قَالَ شيخُنا: ووُجِدَ بخطّ المُصَنِّف فِي هَامِش المِصباح: وقيلَ: المَشْــعَرُ الحَرَامُ: مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مُزْدَلِفَةَ مِن مَأْزِمَيْ عَرَــفةَ إِلى مُحَسِّرٍ، وَلَيْسَ المَأْزِمانِ وَلَا مُحَسِّرٌ من المَشْــعَر، سُمِّي بِهِ لأَنَّه مَعْلَمٌ للعِبَادة، وموضعٌ لَهَا.
(والأَشْــعَرُ: مَا اسْتَدارَ بالحافِر من مُنْتَهَى الجِلْدِ) ، حَيْثُ تَنْبُت الشُّعَيْرَات حَوالَيِ الحافِر، والجمعُ أَشاعِرُ؛ لأَنّه اسمٌ، وأَشاعِرُ الفَرَسِ: مَا بينَ حَافِرِه إِلى مُنْتَهَى شَــعرِ أَرساغِه.
وأَشْــعَرُ خُفِّ البعيرِ: حيثُ يَنْقَطِعُ الشَّــعرُ.
(و) الأَشْــعَرُ: (جانِبُ الفَرْجِ) ، وَقيل: الأَشْــعَرَــانِ: الإِسْكَتَانِ، وَقيل: هما مَا يَلي الشُّفْرَيْنِ، يُقَال لنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المرأَةِ: الأَسْكَتَانِ، ولطَرَفَيْهِما: الشُّفْرانِ، والَّذِي بَينهمَا: الأَشْــعَرَــانِ.
وأَشاعِرُ النّاقَةِ: جَوانِبُ حَيَائِها، كَذَا فِي اللّسان، وَفِي الأَساس: يُقَال: مَا أَحْسَنَ ثُنَنَ أَشاعِرِــه، وَهِي منابِتُهَا حَوْلَ الحَافِر.
(و) الأَشْــعَرُ: (شَيْءٌ يَخْرُج من ظِلْفَيِ الشّاةِ، كأَنَّه ثُؤْلُولٌ) ، تُكْوَى مِنْهُ، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) الأَشْــعَرُ: (جَبَلٌ) مُطِلٌّ على سَبُوحَةَ وحُنَيْن، ويُذْكَر مَعَ الأَبْيَض.
والأَشْــعَرُ: جَبَلٌ آخرُ لجُهَيْنَةَ بَين الحَرَمَيْن، يُذْكَر مَعَ الأَجْرَدِ، قلْت: وَمن الأَخيرِ حَدِيثُ عَمْرِو بنِ مُرَّة: (حَتَّى أَضاءَ لي أَشْــعَرُ جُهَيْنَةَ) .
(و) الأَشْــعَرُ: (اللَّحْمُ يَخْرُج تَحْتَ الظُّفُر، ج: شُــعُرٌ) ، بِضَمَّتين.
(والشَّعِيرُ) ، كأَمِيرٍ: (م) ، أَي مَــعْرُــوف، وَهُوَ جِنْسٌ من الحُبُوب، (واحِدَتُه بهاءٍ) ، وبائِعُه شَعِيرِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: وَلَيْسَ مِمَّا بُنِيَ على فاعِلٍ وَلَا فَعَّالٍ، كَمَا يَغْلِب فِي هاذا النَّحْوِ.
وأَمّا قَوْلُ بعضِهِم: شِعِير وبِعِير ورِغِيف، وَمَا أَشبه ذالك لتَقْرِيبِ الصَّوْت، وَلَا يكونُ هاذا إِلاّ مَعَ حُروفِ الحَلْق.
وَفِي المِصْباح: وأَهْلُ نَجْدٍ يُؤَنِّثُونَه، وغيرُهم يُذَكِّرُه، فيُقَال: هِيَ الشَّعِيرُ، وَهُوَ الشَّعِيرُ.
وَفِي شرْحِ شيخِنا قَالَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَكِّيّ: كلُّ فَعِيلٍ وَسَطُه حَرْفُ حَلْقٍ مكسور يَجُوزُ كسْرُ مَا قَبْلَه أَو كَسْرُ فَائِه اتبَاعا للعَيْنِ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ، كشِعِير ورِحِيم ورِغِيف وَمَا أَشبَه ذالك، بل زَعَمَ اللَّيْثُ أَنّ قَوْماً من الْــعَرَــب يَقُولون ذالك، وإِنْ لم تَكُنْ عينُه حَرْفَ حَلْق، ككِبِير وجِلِيل وكِرِيم.
(و) الشَّعِيرُ: (العَشِيرُ المُصَاحِبُ) ، مقلوبٌ (عَن) مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنِ شَرَفِ بن مِرَا (النَّوَوِيّ) .
قلْت: ويجوزُ أَن يكون من: شَــعَرَــها: إِذا ضَاجَعَها فِي شِعَارٍ وَاحِد، ثمَّ نُقِلَ فِي كلّ مُصَاحِبٍ خاصّ، فتأَمَّلْ.
(و) بابُ الشَّعِير: (مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا الشَّيْخُ الصّالِحُ) أَبو طاهِرٍ (عبدُ الكَرِيمِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ) بْنِ رَزْمَة الشَّعِيرِيّ الخَبّاز، سَمِعَ أَبا عُمَرَ بنَ مَهْدِيّ.
وفَاتَه:
عليُّ بنُ إِسماعيلَ الشَّعِيرِيّ: شيخٌ للطَّبَرانِيّ.
(و) شَعِير: (إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ) .
(و) شَعِير: (ع، ببِلادِ هُذَيْلٍ) .
وإِقليم الشَّعِيرَةِ بحِمْصَ، مِنْهُ أَبو قُتَيْبَةَ الخُرَاسَانِيّ، نَزلَ البَصْرَةَ، عَن شُعْبَةَ ويُونُسَ بن أَبي إِسحاقَ، وَثَّقَهُ أَبو زُرْعَةَ.
(والشُّــعْرُــورَةُ) ، بالضّمّ: (القِثَّاءُ الصَّغِير، ج: شَعَارِيرُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (أُهْدِيَ لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَعارِيرُ) .
(و) يُقَال: (ذَهَبُوا) شَعَالِيلَ، و (شَعَارِيرَ بقذَّانَ) ، بِفَتْح القَافِ، وكَسْرِهَا، وتشديدِ الذَّال الْمُعْجَمَة، (أَو) ذَهَبُوا شَعَارِيرَ (بقِنْدَحْرَةَ) ، بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون النّون وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وإِعجامها، (أَي مُتَفَرِّقِينَ مثْلَ الذِّبّانِ) ، واحدُهم شُــعْرُــورٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَصبَحَتْ شَعَارِيرَ بقِرْدَحْمَةَ وقِرْذَحْمَةَ، وقِنْدَحْرَةَ، وقِنْذَحْرَةَ وقَدَّحْرَةَ وقِذَّحْرَةَ، معْنَى كلِّ ذالك: بحيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا، يَعنِي اللِّحْيانيُّ: أَصْبَحَت القَبِيلَةُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الشّماطِيطُ، والعَبَادِيدُ، والشَّعَارِيرُ، والأَبَابِيلُ، كلّ هاذا لَا يُفْرَدُ لَهُ واحدٌ. (والشعارِيرُ: لُعْبَةٌ) للصِّبْيَانِ، (لَا تُفْرَدُ) ، يُقَال: لَعِبْنا الشَّعَارِيرَ، وهاذا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ.
(وشِــعْرَــى، كذِكْرَى: جَبَلٌ عنْدَ حَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) ، ذكَرَه الصَّاغانيّ.
(والشِّــعْرَــى) ، بِالْكَسْرِ: كَوكبٌ نَيِّرٌ يُقَال لَهُ: المِرْزَم، يَطْلُع بعدَ الجَوْزَاءِ، وطُلُوعُه فِي شِدَّةِ الحَرّ، تَقُولُ الــعَرَــبُ: إِذا طَلَعَت الشِّــعْرَــى جعَلَ صاحبُ النّحلِ يَرَى.
وهما الشِّــعْرَــيانِ: (العَبُورُ) الَّتِي فِي الجَوْزَاءِ، (والشِّــعْرَــى الغُمَيْصَاءُ) الَّتِي فِي الذِّراعِ، تَزْعُمُ الــعربُ أَنّهما (أُخْتَا سُهَيْلٍ) . وطُلُوع الشِّــعْرَــى على إِثْرِ طُلُوعِ الهَقْعَة، وعَبَدَ الشِّــعْرَــى العَبُورَ طائِفَةٌ من الــعربِ فِي الجاهِليّة، وَيُقَال: إِنّها عَبَرَت السماءَ عَرْــضاً، وَلم يَعْبُرْها عَرْــضاً غيرُها، فأَنزلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشّــعْرَــى} (النَّجْم: 49) ، وسُمِّيَت الأُخرَى الغُمَيْصَاءَ؛ لأَنّ الــعربَ قَالَت فِي حديثِها: إِنّهَا بَكَتْ على إِثْرِ العَبُورِ حَتَّى غَمِصَتْ.
(وشَــعْرُ، بالفَتح مَمْنُوعاً) أَمَّا ذِكْرُ الفَتْحِ فمُسْتَدْرَكٌ، وأَمّا كَونه مَمْنُوعًا من الصَّرْفِ فقد صَرّح بِهِ هاكذا الصّاغانيّ وَغَيره من أَئمّةِ اللُّغَة، وَهُوَ غير ظَاهر، وَلذَا قَالَ البَدْر القرَافِيّ: يُسْأَل عَن علَّة المنْعِ وَقَالَ شيخُنا: وادِّعاءُ المنْعِ فِيهِ يَحْتاجُ إِلى بَيَانِ العِلَّة الَّتِي مَعَ العَلَمِيَّة؛ فإِنّ فَعْلاً بالفَتْح كزَيْدٍ وعَمْرٍ وَلَا يجوزُ منعُه من الصَّرْفِ إِلاّ إِذا كَانَ مَنْقُولاً من أَسماءِ الإِناث، على مَا قُرِّرَ فِي الــعَربيّة: (جَبَلٌ) ضَخْمٌ (لبَنِي سُلَيْمٍ) يُشْرِف على مَعْدِنِ المَاوَانِ قَبْلَ الرَّبَذَةِ بأَميالٍ لمَنْ كَانَ مُصْعِداً. (أَو) هُوَ جبلٌ فِي ديَارِ (بنِي كِلابٍ) ، وَقد رَوَى بعضُهُم فيهِ الكَسْرَ، والأَوَّلُ أَكثرُ.
(و) شِــعْرٌ، (بالكَسْرِ: جَبَلٌ بِبِلادِ بَنِي جُشَمَ) ، قريبٌ من المَلَحِ، وأَنشد الصّاغانِيّ لذِي الرُّمَّةِ:
أَقُولُ وشِــعْرٌ والــعَرَــائِسُ بَيْنَنَا
وسُمْرُ الذُّرَا مِنْ هَضْبِ ناصِفَةَ الحُمْرِ وحرَّك العَيْنَ بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ فَقَالَ:
فأَصْبَحَتْ بالأَنْفِ مِنْ جَنْبَيْ شِــعِرْ
بُجْحاً تَراعَى فِي نَعَامٍ وبَقَرْ
قَالَ: بُجْحاً: مُعْجَبَات بمكانهِنّ، والأَصْلُ بُجُحٌ، بضمّتَيْن. قلْت: وَقَالَ البُرَيْقُ:
فحَطَّ الشَّــعْرَ من أَكنافِ شَــعْرٍ
وَلم يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمَارَا
وفَسَّرُوه أَنّه جَبَل لبَنِي سُلَيْم.
(والشَّــعْرَــانُ بالفَتْح: رِمْثٌ أَخْضَرُ) ، وَقيل: ضَرْبٌ من الحَمْضِ أَغْبَرُ، وَفِي التَّكْمِلَة: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر (يَضْرِبُ إِلى الغُبْرَةِ) . وَقَالَ الدِّينَوَرِيّ: الشَّــعْرانُ: حَمْضٌ تَرْعاه الأَرانِبُ، وتَجْثِمُ فِيهِ، فيُقَال: أَرْنَبٌ شَــعْرَــانِيَّة، قَالَ: وَهُوَ كالأُشْنَانَةِ الضَّخْمَة، وَله عِيدَانٌ دِقاق تَرَاه من بَعِيدٍ أَسْوَدَ، أَنشدَ بعضُ الرُّوَاة:
مُنْهَتِكُ الشَّــعْرَــانِ نَضّاخُ العَذَبْ
والعَذَبُ: نَبْتٌ.
(و) شَــعْرَــانُ: (جَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ) وَقَالَ الصّاغانيّ: من نَوَاحِي شَهْرَزُورَ، (من أَعْمَرِ الجِبَالِ بالفَوَاكِه والطُّيُور) ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرَةِ شَجَرِه، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
شُمُّ الأَعَالِي شائِكٌ حَوْلَهَا
شَــعْرَــانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها
أَرادَ شُمٌّ أَعالِيهَا.
(و) شُــعْرَــانُ، (كعُثْمَانَ، ابنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيّ) ، ذكره ابنُ يُونُسَ، وَقَالَ: بَلَغَني أَنّ لَهُ رِوَايَةً، ولمْ أْظفَرْ بهَا، تُوُفِّي سنة 205.
(وشُعَارَى، ككُسَالَى: جَبَلٌ، ومَاءٌ باليَمَامَةِ) ، ذكرَهُمَا الصّاغانيّ.
(والشَّــعَرِــيّاتُ) ، محرّكةً: (فِرَاخُ الرَّخَمِ) .
(و) الشَّعُورُ، (كصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبِطَاتِ) حَب 2 طاتِ تَمِيمٍ، وفيهَا يقولُ بعضُهم:
فإِنّي لَنْ يُفَارِقَنِي مُشِيحٌ
نَزِيعٌ بَين أَعْوَجَ والشَّعُورِ
(والشُّعَيْرَاءُ) ، كالحُمَيْرَاءِ: (شَجَرٌ) ، بلغَة هُذَيْل، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) الشُّعَيْرَاءُ: (ابنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدَ) . هِيَ (أُمُّ قَبِيلَةٍ) وَلَدَتْ لبَكْرِ بنِ مُرَ، أَخي تَمِيمِ بنِ رّ، فهم بَنو الشُّعَيْرَاءِ. (أَو) الشُّعَيْرَاءُ: (لقَبُ ابنِهَا بَكْرِ بنِ مُرَ) ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرَ.
(وذُو المِشْعَارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِيّ) ، هاكذا ضَبَطَه شُرّاحُ الشِّفَاءِ، وَقَالَ ابنُ التِّلِمْسَانِيّ: بشين مُعْجمَة ومهملة. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ أَنّ كُنْيَةَ ذِي المِشْعَارِ أَبو ثَوْرٍ (الخارِفِيّ) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة والراءِ، نِسْبَة لخَارِفٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عبد الله، أَبو قَبِيلة من هَمْدانَ، (صَحابيّ) ، وَقَالَ السُّهَيْليّ: هُوَ من بَنِي خارِفٍ أَو من يَامِ بنِ أَصْبَى، وَكِلَاهُمَا من هَمْدان.
(و) ذُو الْمِشْعارِ: (حَمْزَةُ بنُ أَيْفَعَ) بن رَبِيبِ بن شَرَاحِيل بنِ ناعِط (النّاعِطِيّ الهَمْدانِيُّ، كانَ شَرِيفاً) فِي قومِه، (هاجَرَ) من اليمنِ (زَمَنَ) أَميرِ المُؤْمِنين (عُمَرَ) بنِ الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ، (إِلى) بلادِ (الشّامِ، وَمَعَهُ أَربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأَعْتَقَهُم كُلَّهُم، فانْتَسَبُوا) بالولاءِ (فِي هَمْدانَ) القَبِيلَةِ المشهورةِ.
(والمُتَشاعِرُ: مَنْ يُرِي من نَفْسِه أَنّه شاعِر) وَلَيْسَ بشاعِرٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قولَ الشِّــعْرِ، وَقد تقدّم فِي بَيَان طَبَقَاتِ الشُّــعَراءِ، وأَشَرْنا إِليه هُنَاكَ، وإِعادَتُه هُنَا كالتَّكْرارِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلك للرَّجُلِ: استَشْــعِرْ خَشْيَةَ اللَّهِ، أَي اجعَلْه شِعَار قَلْبِك.
واستَشْــعَرَ فُلانٌ الخَوْفَ، إِذا أَضمَرَه، وَهُوَ مَجاز.
وأَشْــعَرَــه الهَمَّ، وأَشْــعَره فلانٌ شَرّاً، أَي غَشِيَه بِهِ، ويقالُ: أَشْــعَرَــه الحُبُّ مَرَضاً، وَهُوَ مَجاز.
واسْتَشْــعَرَ خَوْفاً.
ولَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ، وَهُوَ مَجاز.
وكَلِمَةٌ شاعِرَــةٌ، أَي قصيدَةٌ.
وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيد: فلانٌ أَشْــعَرُ الرَّقَبةِ: شُبِّهَ بالأَسَد، وإِن لم يكن ثَمَّ شَــعرٌ، وَهُوَ مَجاز.
وشَــعِر التَّيْسُ وغَيْرُهُ مِنْ ذِي الشَّــعرِ شَــعَراً: كَثُرَ شَــعرُــه.
وتَيْسٌ شَــعِرٌ، وأَشْــعَرُ، وعَنْزٌ شَــعْرَــاءُ.
وَقد شَــعِرَ يَشْــعَرُ شَــعَراً، وذالك كُلَّمَا كَثُرَ شَــعرُــه.
والشَّــعْرَــاءُ، بالفَتْح: الخُصْيَةُ الكَثِيرَةُ الشَّــعرِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الجَعْدِيِّ:
فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً
على شَــعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ
وَقَوله: تُنْقِضُ بالبِهَامِ، عَنَى أُدْرَةً فِيهَا إِذا فَشَّتْ خَرَجَ لَهَا صَوْتٌ كتَصْوِيتِ النَّقْضِ بالبَهْمِ إِذا دَعاها.
والمَشَاعِرُ: الحَواسّ الخَمْسُ، قَالَ بلعَاءُ بنُ قَيْس:
والرَّأْسُ مرتَفِعٌ فِيهِ مَشاعِرُــه
يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنَانِ
وأَشْــعَرَــهُ سِنَاناً: خالَطَه بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، أَنشد ابنُ الأَــعرابِيّ لأَبِي عازِبٍ الكِلابِيّ:
فأَشْــعَرْــتُه تَحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنَا
من الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العينِ ناقِعُ
يُرِيدُ: أَشْــعَرْــتُ الذِّئْبَ بالسَّهْمِ.
واسْتَشْــعَر القَوْمُ، إِذَا تَدَاعَوْا بالشِّعَارِ فِي الحَرْبِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
مُسْتَشْــعِرِــينَ قَد الْفَوْا فِي دِيَارِهِمُ
دُعَاءَ سُوعٍ ودُعْمِيَ وأَيُّوبِ
يَقُول: غَزاهُم هاؤلاءِ فتَدَاعَوْا بَينَهم فِي بيوتِهِم بشِعَارِهم.
وَتقول الــعَرَــبُ للمُلوك إِذا قُتِلُوا: أُشْــعِرُــوا، وكانُوا يَقُولُون فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَةُ المُشْــعَرَــةِ أَلْفُ بَعِيرٍ، يُرِيدُون: دِيَةُ المُلُوكِ، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي حديثِ مَكْحُولٍ: (لَا سَلَبَ إِلاّ لِمَنْ أَشْــعَرَ عِلْجاً، أَو قَتَلَه) أَي طَعَنَه حتّى يَدْخُلَ السِّنَانُ جَوْفَه.
والإِشعارُ: الإِدْمَاءُ بطَعْنٍ أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحَدِيدَةٍ، وأَنشد لكُثَيِّر:
عَلَيْهَا ولَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جُهْدِهَا
وَقد أَشْــعَرَــاهَا فِي أَظَلَ ومَدْمَعِ
أَشْــعَرَــاها، أَي أَدْمَيَاها وطَعَنَاها، وَقَالَ الآخر:
يَقُولُ للمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْــعِرُــه
لَا تَجْزَعَنَّ فشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ
وَفِي حديثِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ التُّجِيبِيّ دَخَلَ عَلَيْهِ فأَشْــعَرَــهُ مِشْقَصاً) ، أَي دَمّاه بِهِ، وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (أَنَّه قاتَلَ غُلاماً فأَشْــعَرَــهُ) .
وأَشْــعَرْــتُ أَمْرَ فُلانٍ: جَعَلْته مَعْلُوماً مَشْهُورا.
وأَشْــعَرْــت فلَانا: جعَلْته عَلَماً بقبيحةٍ أَشْهَرتها عَلَيْهِ، وَمِنْه حَدِيث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لمّا رَمَاهُ الحَسَنُ بالبِدْعَةِ قَالَت لَهُ أُمُّه: (إِنّكَ قد أَشْــعَرْــتَ ابْنِي فِي النّاسِ) أَي جَعَلْتَه علامَةً فيهم وشهَّرْتَه بقَولِك، فصارَ لَهُ كالطَّعْنَةِ فِي البَدَنَة؛ لأَنه كَانَ عابَه بالقَدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (أَنَّها جَعَلَتْ شَعارِيرَ الذَّهَبِ فِي رَقَبَتِها) قيل: هِيَ ضَرْبٌ من الحُلِيّ أَمثالِ الشَّعِير، تُتَّخَذُ من فِضَّةٍ.
وَفِي حَديثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (تَطَايَرْنا عَنهُ تَطايُرَ الشَّعَارِير) هِيَ بمعنَى الشُّــعْر، وقياسُ واحِدها شُــعْرُــورٌ، وَهِي مَا اجْتَمَعَ على دَبَرَةِ البَعِيرِ من الذِّبّان، فإِذا هِيجَتْ تَطَايَرَتْ عَنْهَا.
والشَّــعْرَــة، بِالْفَتْح، تُكْنَى عَن البِنْت، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ سَعْدٍ: (شَهِدْت بَدْراً وَمَا لي غيرُ شَــعْرَــةٍ واحدةٍ ثمَّ أَكْثَر الله لي من اللِّحاءِ بَعْدُ) ، قيل: أَرادَ: مَا لي إِلا بِنْتٌ وَاحِدَة، ثمَّ أَكثرَ الله من الوَلَد بعدُ.
وَفِي الأَساس: واسْتَشْــعَرَــت البَقَرةُ: صَوَّتَتْ لوَلَدِها تَطَلُّباً للشُّعورِ بِحَالهِ.
وَتقول: بينَهُمَا مُعَاشَرَةٌ ومُشَاعَرَــةٌ.
وَمن الْمجَاز: سِكِّينٌ شَعِيرتُه ذَهَبٌ أَو فِضّة، انْتهى.
وَفِي التَّكْمِلَة: وشِــعْرَــانُ، أَي بالكَسْر، كَمَا هُوَ مضبوط بالقَلَمِ: من جِبَالِ تِهَامَة.
وشَــعِرَ الرَّجلُ، كفَرِحَ: صَار شاعِراً.
وشَعِيرٌ: أَرْضٌ.
وَفِي التَّبْصِير للحافِظ: أَبُو الشَّــعْرِ: مُوسَى بنُ سُحَيْمٍ الضَّبِّيّ، ذكَرَه المُسْتَغْفِرِيّ.
وأَبو شَعِيرَةَ: جَدُّ أَبي إِسحاقَ السَّبِيعِيّ لأُمّه، ذكَره الْحَاكِم فِي الكُنَى.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بن أَبي الشِّــعْرى، بالراءِ الممالة، القُرْطُبِيّ المُقْري، ذكَره ابنُ بَشْكوال. وأَبو مُحَمَّدٍ الفَضْلُ بنُ محمّد الشَّــعْرانِيّ، بالفَتْح: محدِّث، مَاتَ سنة 282.
وعُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ الشِّــعّرَــانِيّ، بِالْكَسْرِ: حَدَّث عَن الحُسَيْن بن محمّد بن مُصْعَب.
وهِبَةُ الله بن أَبِي سُفْيَان الشِّــعْرانِيّ، روَى عَن إِبراهيم بن سعيدٍ الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ: وجَدتُهما بِالْكَسْرِ.
وساقِيَةُ أَبي شَــعْرَــةَ: قرْيةٌ من ضَواحِي مصر، وإِليها نُسِبَ القُطْبُ أَبو محمّدٍ عبدُ الوَهّاب بنُ أَحمد بن عليَ الحَنَفِيّ نَسَباً الشَّــعْرَــاوِيّ قُدِّس سِرُّه، صَاحب السرّ والتآليف، توفِّي بِمصْر سنة 973.
والشُّعَيِّرَةُ، مصَغّراً مشَدّداً: مَوضِع خَارج مصر.
وبابُ الشَّــعْرِــيَّة، بالفَتْح: أَحدُ أَبوابِ القاهِرَة.
وشُــعْرٌ، بالضَّمِّ: مَوضِع من أَرض الدَّهْناءِ لبني تَمِيمٍ.
(شــعر) الشَّيْء بَطْنه بالشــعر
شــعر: {الشــعرى}: كوكب مــعروف. {شعائر}: أعلام الطاعة. {وما يشــعركم}: يدريكم. {تشــعرون}: تفطنون. مشــعر: معلم، و {المشــعر الحرام}: مزدلفة.
الشِّــعر: في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح: كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشــعر؛ لأن الإتيان به موزونًا ليس على سبيل القصد، والشــعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.
شــعر دثر لحف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شُــعُر نِسَائِهِ. [قَوْله -] : الشّــعْر واحدتها الشعار وَهُوَ مَا ولي جلد الْإِنْسَان من اللبَاس وَأما الدثار فَهُوَ مَا فَوق الشعار مِمَّا يستدفأ بِهِ. وَأما اللحاف فَكلما تغطيت بِهِ فقد التحفت بِهِ يُقَال مِنْهُ: لحفت الرجل ألحفه لحفا إِذا فعلت ذَلِك بِهِ قَالَ طرفَة بن العَبْد: [الرمل]

ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المسكُ بهم ... يلحفون الأَرْض هداب الأزر

وَفِي الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِنَّمَا كره الصَّلَاة فِي ثيابهن فِيمَا نرى وَالله أعلم مَخَافَة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من دم الْحيض / أعرف للْحَدِيث وَجها 37 / الف غَيره فَأَما عرق [الْجنب و -] الْحَائِض فَلَا نعلم أحدا كرهه وَلكنه بمَكَان الدَّم كَمَا كره الْحَسَن الصَّلَاة فِي ثِيَاب الصّبيان وَكره بَعضهم الصَّلَاة فِي ثِيَاب الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ وَذَلِكَ لمخافة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من القَذر لأَنهم لَا يستنجون وَقد روى مَعَ هَذَا الرُّخْصَة فِي الصَّلَاة فِي ثِيَاب النِّسَاء وسَمِعت يزِيد يحدث إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية أثمانها خَمْسَة دَرَاهِم أَو سِتَّة وَالنَّاس على هَذَا.
شــعر قَالَ أَبُو عبيد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مَا يثبت هَذَا القَوْل فِي قَوْله تَعَالَى {إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوْا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوْراً} قَالَ: قَالُوا فِيهِ غير الْحق ألم تَرَ إِلَى الْمَرِيض إِذا هجر قَالَ غير الْحق [قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد نَحوه -] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي إِشْعَار الْهَدْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ أَن يطعن فِي أسنمتها فِي أحد الْجَانِبَيْنِ بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبُو حنيفَة زعم يكرههُ وَسنة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك أَحَق أَن يتبع قَالَ الْأَصْمَعِي: أضلّ الْإِشْعَار الْعَلامَة يَقُول: كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يفعل بِالْهَدْي ليعلم أَنه قد جعل هَديا وَقَالَ أَبُو عبيد عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها: إِنَّمَا تشــعر الْبَدنَة ليعلم أَنَّهَا بَدَنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أرى مشاعر الْحَج إِلَّا من هَذَا لِأَنَّهَا عَلَامَات لَهُ قَالَ: وَجَاءَت أم معْبَد الْجُهَنِيّ إِلَى الْحَسَن فَقَالَت [لَهُ -] : إِنَّك قد أشــعرت ابْني فِي النَّاس - أَي إِنَّك تركته كالعلامة فيهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: مُرْ أمتك أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شعار الْحَج وَمِنْه شعار العساكر إِنَّمَا يسمون بِتِلْكَ الْأَسْمَاء عَلامَة لَهُم ليــعرف الرجل بهَا رُفقته. وَمِنْه حَدِيث عُمَر حِين رمى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب صلعته فاضباب الدَّم [ونادى رَجُل رجلا: يَا خَليفَة -] فَقَالَ رَجُل من خثعم: أشــعر أَمِير الْمُؤمنِينَ دَمًا ونادى رَجُل يَا خَليفَة ليقْتلن أَمِير الْمُؤمنِينَ. فتفاءل عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ - فَرجع عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقتل. 48 / ب

عرق

عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بــعرق من تمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الْــعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: الــعرقة أَيْضا وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ الْــعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل] نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي الــعَرَــقات مَن لم يُقْتَلِ

يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي الــعرقات وَهِي النسوع.
(عرق) : الــعِراقُ: حرْفُ الرِّيشِ، قال النَّظارُ:
وكَفَّ أَطْراف الــعِراقِ الخُرَّجِ
كمثْل خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّجِ
(عرق)
فِي الأَرْض عروقا ذهب فِيهَا والعظم عرقا ومــعرقا أكل مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم نهشا بِأَسْنَانِهِ وَيُقَال عرقته السنون وعرقته الخطوب نَالَتْ مِنْهُ وَيُقَال أَيْضا فلَان مــعروق إِذا كَانَ قَلِيل اللَّحْم

(عرق) عرقا رشح جلده فَهُوَ عرقان وَيُقَال عرق الْحَائِط وعرقت الأَرْض فَهُوَ عرق وعرقان
ع ر ق: (الْــعَرَــقُ) الَّذِي يَرْشَحُ وَقَدْ (عَرِــقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَهُوَ أَيْضًا الزِّنْبِيلُ. وَ (عِرْــقُ) الشَّجَرَةِ جَمْعُهُ (عُرُــوقٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِــعِرْــقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» وَ (الْــعِرْــقُ) الظَّالِمُ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا أَوْ يَزْرَعَ لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. وَذَاتُ (عِرْــقٍ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَ (الْــعِرَــاقُ) بِلَادٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُــعَرَّــبٌ. وَ (الْــعِرَــاقَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَأَــعْرَــقَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى الْــعِرَــاقِ. 
عرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِــعْرقٍ ظَالِم حقٌّ. قَالَ الجُمَحِي: قَالَ هِشَام: الــعِرق الظَّالِم أَن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رَجُل قبله فيغرس فِيهَا غرسا أَو يُحدث فِيهَا حَدثا ليستوجب بِهِ الأَرْض هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه قَالَ أَبُو عُبَيْد فَهَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث الأول وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث آخر سَمِعت عباد بْن الْعَوام يحدثه مثل هَذَا الحَدِيث قَالَ قَالَ عُرْــوَة: فَلَقَد أَخْبرنِي الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيث أَن رجلا غرس فِي أَرض رَجُل من الْأَنْصَار نخلا فاختصما إِلَى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقضى للْأَنْصَارِيِّ بأرضه وَقضى على الآخر أَن ينْزع نَخْلَة قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتهَا يُضرب فِي أُصُولهَا بالفُؤوس وَإِنَّهَا لنخل عَم.
(ع ر ق) : (الْــعَرْــقُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ وَاَلَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَقِيلَ الَّذِي أُخِذَ أَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَأَى عَرْــقًا فَأَكَلَ مِنْهُ وَالْجَمْعُ عِرَــاقٌ (وَالْــعِرْــقُ) بِالْكَسْرِ عِرْــقُ الشَّجَر (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِــعِرْــقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ أَيْ لِذِي عِرْــقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ غَرْسًا عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ لِيَسْتَوْجِبَهَا وَوَصْفُ الْــعِرْــقِ بِالظُّلْمِ الَّذِي هُوَ صِفَةُ صَاحِبِهِ عَلَى هَذَا الْوَجْه مِنْ الْمَجَازِ حَسَنٌ وَأَمَّا مَا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَتَمَحُّلٌ (وَفِي الْوَاقِعَاتِ) رَجُلٌ لَهُ شَجَرٌ تَــعَرَّــقَتْ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ أَيْ سَرَى فِيهِ عِرْــقُهَا وَصَوَابُهُ عَرَّــقَتْ (وَذَات عِرْــقٍ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْــعِرَــاقِ (وَالْــعَرَــقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِكْتَلٌ عَظِيمٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ سِعَتُهُ ثَلَاثُونَ صَاعًا وَقِيلَ خَمْسَةَ عَشَرَ.
(خُوَاهَرْ زَادَهْ) السُّجُود عَلَى الْعِيرْزَالِ قَالُوا هُوَ الْخُوَازَةُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَعَنْ الْغُورِيِّ هُوَ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاظِرُ فَوْقَ أَطْرَافِ الشَّجَر يَكُونُ فِيهِ فِرَارًا مِنْ الْأَسَدِ.
ع ر ق

فلان مــعرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:

جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا

وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بــعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستــعرقت: ضربت بــعروقها. ويقال: لبن حديث الــعرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس مــعرقة. وأنشد ابو عبيدك

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمــعرقة ملامة من يلوم

وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من الــعراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب الــعراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تــعرّــقته. وأنشد سيبويه لجرير:

إذا بعض السنين تــعرّــقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفلان مــعروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير الــعرق. واتخذت ثوبي هذا مــعرقاً أي شعاراً ينشف الــعرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستــعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليــعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المــعراق الأعلى وعلى المــعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى الــعراقي. ولقيت نه ذات الــعراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.

عرق


عَرَــقَ(n. ac. عَرْــق
مَــعْرَــق)
a. Gnawed, picked; scraped (bone).
b. [Fī], Went away, departed to, set out for.
c. Doubled the lining of (bag).
d. [pass.], Was thin, emaciated. _ast;
عَرِــقَ(n. ac. عَرَــق)
a. Perspired, sweated.

عَرَّــقَa. Made to perspire, sweat.
b. Diluted slightly (beverage).
c. [ coll. ], Parboiled (
figs ).
أَــعْرَــقَa. see II (b)b. Came, journeyed to Irāk.
c. Became firmly-rooted (tree).
تَــعَرَّــقَa. Gnawed &c. (bone).
إِعْتَرَقَa. see IV (c)
& V.
إِسْتَــعْرَــقَa. Tried to induce perspiration.

عَرْــق
(pl.
عِرَــاْق)
a. Bone.
b. Trodden path, beaten track.

عَرْــقَةa. Mountain-road.

عِرْــق
(pl.
عِرَــاْق
عُرُــوْق أَــعْرَــاْق)
a. Vein; artery.
b. (pl.
عُرُــوْق), Vein ( of metal ).
c. Root; fibre.
d. Fresh milk.
e. Sandhill.
f. Steep mountain.
g. Salt ground.
h. Drop, bead of; a little ( water & c. ).
عِرْــقَة
( pl.
reg. &
عِرَــق)
a. Root; fibre.
b. Capital, funds, resources; stock-in-trade.

عَرَــق
(pl.
أَــعْرَــاْق)
a. Sweat, perspiration; moisture, humidity.
b. Milk.
c. Row, layer; series; file, train ( of
animals ); foot-prints, tracks.
d. Fatigue, weariness.
e. Run, race, heat.
f. [ coll. ], Distilled liquor:
brandy; araki.
عَرَــقَة
(pl.
عَرَــق
& reg. )
a. see 4 (c)
عَرَــقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عُرَــق
عُرَــقَةa. Sweaty.

أَــعْرَــقُa. see 25 (b)
مِــعْرَــقa. Flaying-instrument.

عَرَــاْقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عِرَــاْق
(pl.
عُرْــق
عُرُــق
أَــعْرِــقَة
15t)
a. Leather lining.
b. (pl.
عُرُــق), Shore, coast; bank; edge.
c. Border, periphery ( of the ear ); hem (
of a cloth ).
d. Irāk, Mesopotamia.

عِرَــاْقِيَّة
(pl.
عَرَــاقٍ)
a. [ coll. ], Undercap.

عُرَــاْقa. Drop of water.
b. Abundant rain, downpour.

عَرِــيْقa. Generous, of good birth; thorough-bred (
horse ).
b. Enrooted: innate, inborn, inbred.

عَرْــقَاْنُa. Sweating, perspiring.

عَوَاْرِقُa. Molar teeth.
b. Years.

N. P.
عَرڤقَa. Diluted (drink).
N. Ag.
عَرَّــقَa. Sudorific.

N. P.
عَرَّــقَa. see N. P.
I
N. Ag.
أَــعْرَــقَa. see 25 (a)
N. P.
أَــعْرَــقَa. see N. P.
I
عِرْــقَاة
a. see 2t (b)
عَرَــق الخَِلَال
a. Token of friendship, gift.

الــعُرُــوْق السَّوَاكِن
a. The veins.

الــعُرُــوْق الضَّوَارِب
a. The arteries.

عُرَــاق الغَيْث
a. Vegetation that springs up after rain.
ذَات الــعَرَــاقِي
a. Misfortunes.
ع ر ق : عَرِــقَ عَرَــقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ عَرْــقَانُ قَالَ فَارِسٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لِلْــعَرَــقِ جَمْعٌ وَــعَرَــقْتُ الْعَظْمَ عَرْــقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَكَلْت مَا عَلَيْهِ مِنْ اللَّحْمِ.

وَالْــعَرَــقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَفِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ وَهُوَ الْمِكْتَلُ وَالزَّبِيلُ وَيُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَالْــعَرَــقُ أَيْضًا كُلُّ مُصْطَفٍّ مِنْ طَيْرٍ وَخَيْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَــعْرَــاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجُمِعَ أَيْضًا عَرَــقَاتٍ مِثْلُ قَصَبَاتٍ وَالْــعِرْــق مِنْ الْجَسَدِ جَمْعُهُ عُرُــوقٌ وَأَــعْرَــاقٌ وَــعِرْــقُ الشَّجَرَةِ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عُرُــوقٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَيْسَ لِــعِرْــقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» قِيلَ مَعْنَاهُ لِذِي عِرْــقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ أَوْ فِي أَرْضٍ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ لِيَسْتَوْجِبَهَا هُوَ لِنَفْسِهِ فَوَصَفَ الْــعِرْــقَ بِالظُّلْمِ مَجَازًا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ حَتَّى يَجُوزَ لِلْمَالِكِ الِاجْتِرَاءُ عَلَيْهِ بِالْقَلْعِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ كَمَا يَجُوزُ الِاجْتِرَاءُ عَلَى الرَّجُلِ الظَّالِمِ فَيُرَدُّ وَيُمْنَعُ وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ.

وَذَاتُ عِرْــقٍ مِيقَاتُ أَهْلِ الْــعِرَــاقِ وَهُوَ عَنْ مَكَّةَ نَحْوَ مُرْحَلَتَيْنِ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ نَجْدِ الْحِجَازِ.

وَالْــعِرَــاقُ إقْلِيمٌ مَــعْرُــوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قِيلَ هُوَ مُــعَرَّــبٌ وَقِيلَ سُمِّيَ عِرَــاقًا لِأَنَّهُ سَفَلَ عَنْ نَجْدٍ وَدَنَا مِنْ الْبَحْرِ أَخْذًا مِنْ عِرَــاقِ الْقِرْبَةِ وَالْمَزَادَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مَا ثَنَوْهُ ثُمَّ خَرَزُوهُ مَثْنِيًّا وَيُنْسَبُ إلَى الْــعِرَــاقِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ عِرَــاقِيٌّ وَالِاثْنَانِ عِرَــاقِيَّانِ وَلِلشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَصْنِيفٌ لَطِيفٌ نَصَبَ الْخِلَافَ فِيهِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَاخْتَارَ مَا رَجَحَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ وَيُسَمَّى اخْتِلَافَ الْــعِرَــاقِيِّينَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى الْــعِرَــاقِ فَهُمَا عِرَــاقِيَّانِ. 
(عرق) - في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُــعَرِّــقَةِ أم على المدينة؟ "
كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر.
- في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ الــعِراقِ ذَاتَ عِرْــقٍ"
الــعِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للــعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر.
وقيل: الــعراق: الخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ الــعَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة.
وقيل: عِراق تَــعْرِــيب إيران ، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْــق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْــقاً وهو الجَبَل الصَّغير.
- ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند الــعرْــقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" . وسُمِّى عِرْــقًا كأَنَّه عِرْــقُ جَبَل آخر.
- ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى الــعِرْــق الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ".
- في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْــقٍ وعَصبٍ"
قيل: الــعَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين الــعِرْــق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل الــعِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ.
- في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَــقَةً فقال غَطُّوها عنّا"
قال الحربى: أَظُنُّها خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَــقَة، والجَمعُ عَرَــق.
- في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه الــعُروقَ للمُحرِم"
الــعُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْــقٌ.
- في حديث وائل، بن حُجْر، قال لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَــعرَّــق ظِلَّ ناقَتى" كأنه من تَــعرَّــقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ.
- ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بــعَرَــاقِيها فشَرِب"
الــعَراقِى: جمع عَرْــقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المــعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ الــعَرقُوة فيها ، فهى مُــعَرْــقَاةٌ ومَــعْرُــوقة، وجِنْس الــعَرْــقُوَة الــعَرْــقِى بالياء. قال قائِلهُم:
* حتىّ تَقُضىِّ عَرْــقِىَ الدُّلِىِّ *
عرق علق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خطب النَّاس فَقَالَ: [أَلا -] لَا تُغَالوا فِي صُدُق النِّسَاء فَإِن الرجل يُغالي فِي صدَاق الْمَرْأَة حَتَّى يكون ذَلِك لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوَة يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك عَلَق القِرْبة أَو عَرَــقَ القِرْبة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف كثير قَالَ الْكسَائي: عَرَــقُ القِربة أَن يقولَ: نَصِبْتُ لَك وتَكلَّفتُ حَتَّى عَرِــقْتُ كــعَرَــقِ القِربة وعرقُها سَيَلانُ مَائِهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَــقُ القِربة أَن يَقُول: تكلفتُ إِلَيْك مالم يَبْلُغْه أحد حَتَّى تجشَّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ الْقرْبَة لَا تَــعرَــق يذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى يَشِيْبَ الغُراب وَحَتَّى يَبِيضَ الفأر وَمثل قَوْلهم: الأبْلَقَُ العَقُوق والعَقُوق الحامِل وأشباهه مِمَّا قد عُلِم أَنه لَا يكون. قَالَ أَبُو عبيد: وَله فِيهِ وَجه آخر قَالَ: إِذا قَالَ: عَلَق القِربة فَإِن علقها عِصامُها الَّذِي تُعلَّقُ بِهِ فَيَقُول: تكلّفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصامَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد: وحُكِى [لي -] عَن يُونُس الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ: عَرَــقُ الْقرْبَة مَنْقَعَتُها يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك حتّى اْحتَجتُ إِلَى نَقْع الْقرْبَة وَهُوَ مَاؤُهَا يَعْنِي فِي الْأَسْفَار وَأنْشد لرجل أَخذ سَيْفا من رجل فَقَالَ: [الوافر]

سَأجعَلُه مَكَان النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَلَق الخِلالِ

قَالَ أَبُو عبيد: لم اُعْطَهُ عَن مودّة من المخالة والصَّداقة وَلَكِن أَخَذته قَسْراً. والْحَدِيث فِي شــعر بني عبس وَاضح أَنه أسَرَه أَخذ سيفَه [ذَا -] النُّون. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من الْعلمَاء: عَرَــق القِربة بقايا المَاء 98 - / ب فِيهَا واحدتها عرقة. ويروى عَن أبي الْخطاب / الْأَخْفَش أنّه قَالَ: الــعَرَــقة السّفِيفة الَّتِي يَجْعَلهَا الرجل على صَدره إِذا حمل الْقرْبَة سَمَّاهَا عرقةً لِأَنَّهَا منسوجة. قَالَ الْأَصْمَعِي: عرق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت ابْن أبي طرفَة وَكَانَ من أفْصح من رَأَيْت يَقُول: سَمِعت شِيخانَنا يَقُولُونَ: لَقِيتُ مِن فلانٍ عرق الْقرْبَة يَعْنُون الشدَّة وأنشدني [الْأَصْمَعِي -] لِابْنِ أَحْمَر: [الْكَامِل]

لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها ... عَرَــق السقاءِ على القَعُود اللاَّغِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه يسمع الْكَلِمَة تغيظه وَلَيْسَت بشتم فَيَأْخُذ صَاحبهَا بهَا وَقد اُبْلِغَتْ إِلَيْهِ كــعرق السقاء على القَعود اللاغب أَرَادَ بالسقاء القربةَ فَقَالَ: عرق السقاء لما لم يُمْكِنْهُ الشّــعْر ثمَّ قَالَ: على القَعود اللاغب وَكَأن مَعْنَاهُ أَن يعلق الْقرْبَة على الْقعُود فِي أسفارهم وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا كَانَ الفرّاء يحكيه. زعم أَنهم كَانُوا فِي المفاوز فِي أسفارهم يتزوّدون المَاء فيعلّقونه على الْإِبِل يتناوبونه فَكَانَ فِي ذَلِك تَعب ومشقة على الظَّهر وَكَانَ الفرّاء يَجْعَل هَذَا التَّفْسِير فِي عَلَق الْقرْبَة بِاللَّامِ.
عرق
لَبَنُ عَرِــقٌ: أصابَه عَرَــقٌ فَفَسَدَ طَعْمُه. والــعَرَــقُ: اللبَن. وهذه غَنَمُ عَرَــقٍ ث مضاف. وأعْرَــقُ لَيْلةٍ في السنة: أكْملها لَبَناً. وعُرُــوْقُ كل شي: أصوله المُتَشعبَة.
وَــعَرَــقَ عُرُــوْقاً في الأرْض: اذْهَبَها. واسْتَأصَلَ اللهُ عِرْــقَاتهم: أي أصْلَهم؛ وهو على بِناء سِعْلاة، وقيل: واحده عِرقَة، وقد فُتحَت التاء تخفيفاً؛ وهي لغةٌ.
قال الصاحبُ الجليل: الذي أوجبه القياسُ الصحيح كَسرَ التاء من عِرْــقاتهم؛ لأنها التاءُ الزائدة، إلا أن الخليلَ قال: تقول: استأصَل اللهُ عَرَــقاتهم، كذا قال بنصب العين والراء؛ وينصبون التاءَ روايةً عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث.
فأما الأصمعي وغيره فيروون استأصَلَ اللهُ عرْــقاتهم على لفظ الواحد، والــعرقاة أصلُ الشيء على وَزْنِ سِعاة. وفي الروايتين جميعاً قد أقيمت اللامُ مقامَ الراء؛ كما تقول الــعربُ: عِلْقُ مَضِنةٍ وعِرْــقُ مَضِنةٍ.
والــعِرقُ: الحبل الصغير. ونَبات أصْفَرُ يُصْبغُ به، والجميعُ الــعُرُــوْق.
ولَبَنٌ حَدِيْثُ الــعِرْــقِ: أي حديثُ العَهْد لم يَتغير ْطَعْمُه. وعرْــقُ الماءِ: مَنْبَعه.
وماءٌ عَرَــق: طيب. والــعِرْــقُ من الأرْض: ما يُنْبِتُ العِكْرِشَ. وَرَفَعْتُ عَرَــقاً من الحائط، والجميع الأعْراق. وهو مُــعْرَــق له في الكرَم أو اللؤم، ومَــعْرُــوْق له أيضاً.
وعًرقَ فيه أعْمامُه وأعْرَــقوا. وأعْرَــقَ فيه أعْراقُ العَبيد: خالَطَه ذلك وتَخلَقَ بأخْلاقِهم. وأعرَــقَ الفَرَسُ: صارَ عَريقاً.
وأعْرَــقَ الشجَرُ: امتدتْ عُرُــوْقُه. وأعرَــق: أتى الــعِراقَ. والــعِرَــاقُ: شاطئ البَحْر، وبه سميَت الــعِراق. وعِراق المزادةِ: الخَرْزُ المَثْنِي في أسْفَلِه، وقيل: به سُمِّيَ الــعِراق، لإحاطَتِها بأرض الــعَرَــب، وجمعُهُ عُرُــقٌ. والــعِراقُ: مَنابتُ الشجَر، الواحِدُ عِرْــقٌ، وبه سميَ الــعِراق.
والــعراقُ والــعِرْــقُ: قُطْرُ الجَبَل وحده. ويُقال للفَرَس عندَ اسْتِلال الــعَرَــقِ والصنْعَة: احْمِلْه على الــعِراقِ الأعْلى والــعِراق الأسْفَل، يعني: الشديدَ والدوْنَ. وَــعَرقْتُه: أخَذْتَ عَرَــقَه. والــعَرْــقُوَةُ: الخَشَبَة المَــعْروضةُ على الدلْو وعلى عَضُد القَتَب، ويُقال عُرْــقُوَةٌ أيضاً. ودَلو مًــعَرْــقاة ومَــعْرُــوْقَة.
والــعَرْــقُوَةُ: كل أكَمَةٍ مُنْقادةٍ في الأرض. والجَبَلُ الغليظ لا يُرْتَقى لصُعُوَبتِه وليس بطويل. والــعُرَــاق: العَظْمُ أخِذَ عنه الفَحْم، وعَرَــقْتُه واعْتَرَقْته وتــعَرقته.
فإذا كان بلحمِه فهو عَرْــقٌ وعَرُــوْق. وأعْرَــقْتُه: أعطيْتَه عَرْــقاً. وعُرَــاقُ الغَيْث: نَباتُه في أثَره. وفَرَسٌ أمِيْنُ الــعُرَــاق: أي العَصبَ. وَرَجُل مَــعروق ومعترق: مهزول.
وَــعَرقْتُ في الدلْو: إذا كان دونَ المَلْء، وأعْرَــقْتُ أيضاً. والخمْرُ المُــعْرَــقَة؛ الصرْف، وقيل: القَليلةُ المِزاج. وَتَــعرقْتُها: مَزَجْتَها. وأعْرَــقَه الساقي: سقاه مُــعْرَــقاً.
وذاتُ الــعَرَــاقِي: دَاهِيَةٌ. وإِحْدى الــعَراقي مثلهُ. وما عَرقَ لنا من ثوابكم شيءٌ: أي ما أتانا. والــعَرَــقُ والــعَرًــقة: السَفِيْفَة المَنْسوجة أو المَضْفورة، وسميَ الزبِيْلُ عَرَــقاً لذلك. ومن الطيْر وغيرهِ: المُصْطَفَة.
وما أعْرَــقْتُه شيئاً: أي ما أعطيْته، ويُقال عَرَــقْتُه أيضاً. وعرِــقْتُ عليه بخيرٍ: نَدِيْت.
والــعَرَــقُ: الهِبَةُ بعَيْنها. وخُلوصُ المحبة. والجزاء. ومنه: تَكًلَفْتُ له عَرق القِرْبة: أي كلَّ شيءٍ حتى ثَمَن القِرْبة، وقيل: عَرَــقُ القِرْبَة أمْرٌ شديدٌ، وقيل: بقية مائها.
والــعُرَــاقَةُ: النُّطْفَة. ومَرَرْت على عَرَــقَةِ الإبل: أي أثَرِها. وفي المَثَل: هو أكْسى من عَرَــقَةِ قَينة: لِشَيْءٍ يُتَّخَذ فوقَ الهَوْدج. والــعَرَــقَةُ: خَشَبَةٌ تُــعْرَــضُ على الحائط بين اللبِن، وعلى البئر، وبِئْرٌ مُــعْرَــقَة.
واسْتَــعْرَــقَ في الشًمْس: جَلَسَ فيها لِيَــعْرَــقَ. واسْتَــعْرَــقَت الشجَرُ: ضَرَبَ عُرُــوْقُها في الأرض واسْتَفْرَعَتْ. ولا تُــعَرقَن لي: أي انظُرْ ما تريد، أي بينْ أمْرَك.
وما أنتَ بِــعِرْــق مَضِنًةٍ: بمعنى اللام.
وهو يُعَارِقُ فلاناً: أي يُفاخِرُه. ونَزَلَ بِــعَرْــقايَ وعَرْــقائي: أي ساحَتي.
[عرق] ط: فيه: أتى "بــعرق" من تمر، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. ط: تسع خمسة عشر صاعًا. ج: هو بفتح راء خوص منسوج مضفور يعمل منه الزنبيل فسمى به الزنبيل. وفي ح إحياء الموات: ليس "لــعرق" ظالم حق، هو أن يغرس في أرض أحياها رجل غصبًا ليستوجبها به، والــعرق أحد عروق الشجرة، وروى بتنوينه بمعنى لذي عرق ظالم، وظالم صفة عرق مجازًا أو صفة ذي حقيقة، وإن روىالإضافة يكون الظالم صاحب الــعرق والحق للــعرق أي مجازًا. ط: روى عرق بالإضافة والوصف أي من غرس في أرض غيره أو زرعها فليس لغرسه وزرعه حق إبقاء بل للمالك أن يقلعه مجانًا، وقيل: من غرس أرضًا أحياه غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض، وهو أوفق لما سبق، وظالم إن أضيف إليه فهو الغارس لأنه تصرف في ملك الغير، وإن وصف به فالمغروس سمي به لأنه الظالم. نه: ومنه ح من قدم عليه صلى الله عليه وسلم بابل من صدقات قومه: كأنها "عروق" الأرطى، هو شجر مــعروف وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثيرت حمراء مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة لونها. وفيه: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في "عرق" وعصب، الــعرق من الحيوان الأجوف الذي فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفيه: إنه وقت لأهل الــعراق ذات "عرق"، هو منزل مــعروف فيه عرق وهو الجبل الصغير، وقيل: الأرض السبخة. و"الــعراق" لغة شاطئ النهر والبحر وبه سمي الصقع لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. ومنه ح: لما كان عند "الــعرق" من الجبل الذي دون الخندق نكب. ومنه ح ابن عمر: كان يصلي إلى "الــعرق" الذي في طريق مكة.
عرق
عرِــقَ يَــعرَــق، عَرَــقًا، فهو عَرْــقانُ/ عَرْــقانٌ
عرِــق الإنسانُ/ عرِــق الحيوانُ: رشح جلدُه بالــعَرَــق، رشح الــعَرَــقُ من مَسَامِّ جِلده "كان الجوُّ حارًّا فــعَرِــق- عَرِــق من التَّعب". 

أعرقَ يُــعرق، إعراقًا، فهو مُــعرِــق، والمفعول مُــعرَــق (للمتعدِّي)
• أعرق الشَّجرُ: امتدّت عروقُه في الأرض "أعرق النَّخْلُ".
• أعرق الشَّخْصُ:
1 - أتى بلاد الــعراق "أعرقَ الرَّحَّالةُ".
 2 - صار عريقًا في الشّرف "أعرق فلان في الكرم: كان له أصل فيه".
• أعرقه طولُ العَدْو: جعله يَــعْرَــق "أعرقته التَّمارينُ الجادّة". 

عرَّــقَ يــعرِّــق، تــعريقًا، فهو مُــعرِّــق، والمفعول مُــعرَّــق
عرَّــقه الحرُّ الشَّديد: جعله يــعرق، أي ترشح مسامُّ جلده بالــعَرَــق "عرَّــقه العَدْوُ الطَّويل- تمارينُ مُــعرِّــقة" ° رَجُل مــعرِّــق: مهزول.
عرَّــق الشَّرابَ: مزجه بماء قليل "عرَّــقتُ شرابَ التُّوت لتقلّ كثافته وحلاوته". 

عَراقة [مفرد]: أصالة "عُرِــف بــعَراقة نَسَبه- في شــعره عراقة تذكِّرنا بالبحتريّ". 

عَرَــق [مفرد]:
1 - مصدر عرِــقَ.
2 - (طب) ماء تذوب فيه موادّ زائدة عن حاجة الجسم، يرشح من مَسَام الجِلْد من غُدَد خَاصَّة تُسمَّى الغُدَد الــعرقيَّة "كان الــعَرَــقُ يقطر من جبينه- عَرَــقُ العافية- مُبلَّلٌ بالــعَرَــق- شراب مُدِرّ للــعَرَــق" ° تصبَّب عَرَــقًا: خجِل، أو خاف واضطرب- لقيت منه عَرَــق الجبين: تعبت في أمره حتَّى عرِــق جبيني من الشِّدَّة- نال الشّيءَ بــعَرَــق جبينه: ناله بكدِّه وكفاحه.
3 - شراب مُسْكِر يُصنع من العنب أو البلح. 

عِرْــق [مفرد]: ج أعراق وعُرُــوق:
1 - وريد أو شريان، مجرى الدَّم في الجسَد "نفرت عُرُــوق يده" ° ما دام فيه عِرْــق ينبضُ: ما دام حيًّا.
2 - جنس، سلالة من النّاس يُصنَّفون بناء على التَّاريخ أو الجنسيّة أو التّوزيع الجغرافيّ المشترك "الــعِرْــق القوقازيّ/ الأبيض- له انتماء عِرْــقيّ" ° التَّاريخ الــعِرْــقيّ: الدراسة العلميَّة لتطوُّر الإنسانيّة عن طريق تحليل الآثار الجيولوجيَّة لمجموعة عرقيَّة- متعدِّد الأعراق: مؤلَّف من، أو متضمّن أو ممثّل لأعراق عديدة مختلفة.
3 - أساسه، أصل كلّ شيء "فلان طيّب الــعِرْــق: ينزع إلى أصل كريم".
4 - (نت) حزمة من أنسجة الخشب أو اللّحاء في الورقة.
عِرْــق النّبات: أصله وجذره ° عِرْــق السُّوس: جذر السُّوس، وهو نبات يُصنع منه شراب.
عِرْــق النَّسَا: (طب) داء في الأعصاب يبتدئ من مفصل الورك ويمتدّ إلى الركبة أو القدم. 

عَرْــقانُ/ عَرْــقانٌ [مفرد]: مؤ عَرْــقَى/ عرقانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِــقَ. 

عِرْــقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِرْــق.
• التَّطهير الــعرقيّ: التعدِّي على جنس من الأجناس البشريّة بالقتل والتعذيب بهدف إبادته والقضاء عليه نهائيًّا. 

عَرَــقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَــق.
• الغُدَّة الــعَرَــقيَّة: (طب) غدَّة صغيرة أنبوبيَّة الشَّكل موجودة في جميع أجزاء جلد الإنسان تقريبًا، وهي التي تفرز الــعَرَــق لخارج الجسم من خلال المسامّ للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. 

عِرْــقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عِرْــق.
2 - (سة) مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانيَّة على أساس انتمائها إلى عِرقٍ أو أصلٍ معيَّن، ويُــعرَــف بالتَّمييز العُنصريّ "عِرْــقيَّة النَّازيِّين". 

عَريق [مفرد]: ج عِراق وعُرُــق: أصيل، كريم، رفيع النَّسب "نسبٌ عَريق- فَرَسٌ عَريق: نجيب- هو من عائلة عريقة" ° عَريق في القِدم: قديم جدًّا. 
[عرق] الــعَرَــقُ: الذي يرشَح. وقد عرق. ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير الــعرق. وقولهم: ما أكثر عَرَــقَ إبلِه، أي نتاجَها. والــعَرَــقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَــقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والــعَرَــقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَــقٌ. وعَرَــقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَــقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَــقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: الــعَرَــقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَــعْرَــقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَــقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَــقاً أو عَرَــقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِــقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَــقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته. والــعَرَــقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط. والــعَرَــقاتُ: النُسوعُ. والــعَرَــقَةُ: واحدة الــعَرَــقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه. والــعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به. والــعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْــقٌ. وفي الحديث: " من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لــعِرْــقٍ ظالمٍ حَقٌّ ". والــعِرْــقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْــقٌ من الماء ليس بالكثير. وذات عرق: موضع بالبادية. والــعَرْــقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَــقْتُ العظم أعرقة بالضم عرقا ومــعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَــعْرَــقِ والــعَرْــقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم. قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها. ورجل مــعرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتــعرقت العظم، مثل عرقته. والــعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي مــعرب. والــعراقان: الكوفة والبصرة. وأعرق الرجل، إذا صار إلى الــعراق. قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو الــعِراقُ، والجمع عرق. وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: الــعِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخرز. وأعرق الرجل، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْــقٌ في الكرم، وكذلك الفرس. فلان مــعْرِــقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَــقَ فيه أعمامه وأخواله. ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُــعْرَــقٌ له في الموت " كما يقال لَمُــعْرَــقٌ له في الكرم، أي له عِرْــقٌ في ذلك، يموت لا محالة. وأعْرَــقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض. وعَرَــقَ فلانٌ في الارض يــعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب. وعارق: اسم شاعر من طيئ ، سمى بذلك لقوله:

لانتحين للعظم ذو أنا عارقه * وأعرقت الشراب فهو مــعرق أي فيه عِرْــقٌ من الماء ليس بالكثير. وعَرَّــقْتُ الشراب تَــعْريقاً، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه. ومنه طلاءٌ مُــعَرَّــقٌ. ويقال أيضاُ رجلٌ مُــعَرَّــقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين. ويقال: عَرِّــقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ. وعَرَّــقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّــقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْــقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة. والــعرقوتان: الخشبتان اللتلان تــعرضان على الدلو كالصليب، والجمع الــعراقى. قال :

خذلت، منها الــعراقى فانجذم * أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم " السجل، لان السجل والدلو واحد. وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها. وذات الــعَراقيِّ: الداهيةُ. قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ الــعَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة. والــعرقوتان أيضاً، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
عرق: عَرَّــق (بالتشديد): في معجم فوك (مادة طبخ) ما عَرَّــق اللحم ولا وَرَّق اللَّحْمَ.
لحم مُــعَرَّــق (ألف ليلة برسل 4: 136) ومعناه اللفظي لجم جعله يــعرق أي طبخه بالبخار في أنية مقفلة. (فليشر معجم ص95).
وَــعَرَّــقَ التين الجاف أغلاه بالماء الحار للحفظ، مولَّدة. (محيط المحيط).
عَرق: أنظرها في مادة تَــعْرقَة.
أَــعْرَــق: انظر ما جاء في معجم لين قولهم لم نُــعْرَــق في العجم، أي ليس بيننا وبين البربر قرابة أو واشجة رحم.
أعرقَ فيه أعراقُ العبيد: أي فيه صفات العبيد وخصائصهم. (معجم الطرائف).
وفي نص النواوي الذي نقلته: اللئام ليس جمع لُؤم، بل جمع لئيم كما هو مــعروف.
عَرَّــقَ فيه اللئام: تعبير مثل قولهم عرَّــق فيه أعمامه.
وفي معجم فوك (مادة شريف ونبيل): مُغْرِقِ في المجد. ولا بد من إبدال الغين بالعين.
وإذا ما كان لين مصيباً فصواب نطق الكلمة مُــعْرَــق.
عِرْــق: نامية، قضيب فتي ناشي على جذر نبات، وساق الشجرة وساق الجَنّبَة. (بوشر).
عرق عرق: غَرْسة إلى جنب غرسة، شتلة إلى جنب شتلة (بوشر).
عرق الانجبار: تورمونتيل (نبات) (بوشر).
عرق الانجيل: ثيل، نجيل، خافور. اغرس. (نبات. (بوشر).
عرق الانسيل: يقول نيبور في (مشاهدات في بلاد الــعرب ص126) أن دود المدني أو التنيني تسمى في حلب عَرْــق الانسيل. ولا ادري إذا كان هذا هو صواب كتابة الكلمة. عرق الحمرة: دم الأخوين، دم الثعبان، دم التنين، صبر سقطري (نبات). (بوشر، وريده حضرموت (ص130).
عرق الذهب: عرق بيكونكيل، عرق صيني مر، طارد الحمَّى، دافع الحمَّى، هاضوم، مساعد المعدة على الهضم. نافع للمعدة (بوشر)، دار الفلفل، (لين عادات 1: 50، سنج) وبخاصة جذر مقيء. (سنج) وفي معجم بوشر: عرق الذهب المطرش مقابل جذر مقيء.
عرق المسهل: حُمَّاض البقر، حماض البر، سلق بري. وهو نبات مسهل (بوشر).
عرق سوس: جذر النبات المسمى سوس.
(جاكسون ص18، تمبكتو ص74، والجمع: عُرُــوق سوس (ألكالا) وفيه:- Orocuc ومنه أخذت الكلمة الأسبانية:- Orozous عرق السوس البَلَدي: اسم نبات بالأندلس.
(انظر ابن البيطار 1: 149).
عرق الطيب: ألوة. (سنج) عرق الكافور: اسم يطلقه أهل مكة على الزرنباد، واسمه العلمي: amomum Zerumbeth ( ابن البيطار 1: 523): وقد أساء سونثيمر ترجمته. وانظر (ابن البيطار 2: 189).
عرق اللولو: مرجان متشعب وهو نتاج بحري، بسَّذ، مرجان. عروق دار هرم = عروق السوس. (ابن البيطار 2: 189). وقد أساء سونثيمر ترجمته.
الــعروق الصفرْ: نبات اسمه العلمي: Chel. idonium Maius ( ابن البيطار 1: 346) ويسمى أيضاً عروق الصبَّاغِين. ابن البيطار (2: 186) (معجم المنصوري). ويسمى عروق فقط (معجم المنصوري).
عِرَــق: عصب (ألكالا). وتر، عضلة (هلو).
عُرٌُــوق: نبض الشرايين. (هلو).
عرق ضارب: شريان نابض (فوك).
عرق وجمعها عروق: في علم طبقات الارض (جيولوجي) ركيزة المعدن، ركاز (معجم الادريسي).
عرق البدن: عند العامة الاكحل، الوريد المتوسط. (أبو القاسم طبعة شاننج ص460، معجم المنصوري انظر أكحل).
عرق الزور: وداج، وريد في العنق (بوشر).
عرق الماء: بلعوم الحصان. (ابن العوام 2: 673).
عرق النَسَا: العصب الوركي، وهو عصب يمتد من لورك إلى الكعب، عصب في اندماج الفخذ.
(ألكالا، بوشر). وفي معجم المنصوري (مادة نسى): (هذا المصطلح الطبي ليس بالجيد. ولم يذكر في القديم إلا في بيت من الشــعر نقله ابن عديس في شرحه للفصيح. ومع ذلك فان الثعالبي يقول إنه الوجع الذي يصيب من جهة النسى فإذا كان هذا كذلك فالمصطلح صحيح) وفي محيط المحيط: وعرق النسا وجع من أوجاع المفاصل يبتدىء من مفصل الورك وينزل إلى خلف على الفخذ ويمتد إلى الركبة وربما بلغ الكعب، والنسا بالفتح والقصر اسم عرق مخصوص، وهو وريد يمتد على الفخذ من الوحشي إلى الكعب. فالقياس أن يقال وجع النسا، ولكن العادة جرت بتسمية وجع النسا بــعرق النسا وتقدير الكلام وجع الــعرق الذي هو النسا، فالإضافة بيانية.
عرق النسا: الأعصاب الوركية. (بوشر).
عرق الأرض: دود الأرض. ففي المستعيني: خراطين هي الديدان التي إذا احتفر الإنسان في الأرض وجدها وهي عروق الأرض. وفي ابن العوام (1: 127): الحيوانات المتولدة في البساتين وغيرها كــعروق الأرض والديدان وشبهها (هذا ما ذكر في مخطوطتنا، وفي المطبوع لــعروق وهو خطأ) (1: 630). وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه ركائز الأرض.
عُرْــق عند عامة الأندلس واحدته عُرُــوقَة. وقد ذكرت في معجم ألكالا بمعنى: اسروع وهي دودة تنخر الكرم، وربما أخذن الكلمة الأسبانية Oruga من هذه الكلمة. ولم أجرأ على ذكرها في معجم الأسبانية لأنها ربما أخذت من الكلمة اللاتينية eruca التي تدل مثل oruga على معنين: على جرجير بري، وعلى أسروع. (انظر دودنيس 1198، ونبريجا) وقد ترجم نبريجا: Oruga gusano بكلمة eruca.
عرق مَدَني: دود مدني، دود غيني تنيني. واسمه العلمي: Filaria Medinensis ( الثعالبي لطائف من 132)، ويرى صاحب معجم المنصوري أن هذه الكلمة مشتقة من كلمة عرق بمعنى وريد لأنه يقول: كأنها عرق يمتدّ شيئاً بعد شيء حتى يفنى. ونفس هذا الاشتقاق في محيط المحيط (وفيه الــعرق البدني وهو خطأ) ..
وقد ترجمها نيبور في ملاحظات عن بلاد الــعرب (ص126) ب Vena Medinensis. وفي ريشادسن (صحاري 1: 196): (وقد أراني رجل موضع قرحة على دراعه سماها عرق العبيد. وهي دملة كبيرة بارزة في وسطها ثغرة أو فتحة يخرج منها من وقت إلى آخر دودة رفيعة كمثل خيط الحرير الرفيع وهي أحياناً ليست أغلظ من خيط نسج العنكبوت قصيرة الطول. وقد تبلغ هذه الدودة أحياناً عشرين ياردة تنسرب قطعة قطعة. وهو مرض شائع في السودان يصاب به التجار وينقلونه إلى الصحراء، وإنما يصابون به من شرب ماء هذه البلاد).
وقد أخطأ حين كتب الكلمة عرك بالكاف بدل القاف وما يذكره عن أصل الكلمة في تعليقه عليها خطأ أيضاً. انظر أيضاً: (غدامس ص346 - 347، زيشر 28: 207).
ويقول بارت 3: (3: 305): (مرض يعاني منه السكان ويسمونه مكردم (مجردم) ويسميه الــعرب عروق أو قرنيتت وهو اسم يطلق على دودة غينية وإن كان يختلف عنها كثيراً فيما يبدو، وسببه دودة في الأصبع الصغيرة من القدم وتتغلغل في المفاصل وتنخر اللحم وتبدو في مظهرها كأنها قد بطت بخيط. وأرىأن هذه الدودة هي نفس الحشرة التي تسمى ماليس الأمريكية أو سوفاجيسي أو ما تسمى عادة بالدودة المتغلغلة، وهي مــعروفة في أمريكا بأنها حشرة صغيرة سوداء).
عِرْــق: فصيلة، شعبة من قبيلة، فرع منها. (دوماس قبيل ص47 - 48).
عِرْــق: تلّ غير مرتفع، رابية قليلة الارتفاع، (برتون 2: 66).
عِرْــق: ربوة من الرمال، وكثيب متنقل (دوماس صحارى ص188، ديزور ص21).
ويستعمل الــعرق أيضاً اسماً للجنس وجمعها الــعروق: ويطلقونه على تلال متتالية وكثيان متنقلة متحركة. (دوماس صحاري ص6، تريسترام ص232، 325، رولفس ص67، بارت 1: 535) وعلى هذا يكون الــعرق منطقة من كثبان الرمل هي الحدود بين الأراضي. التي تنتقل وترتادها القبائل البدوية في إفريقية. (تاريخ البربر: 67). أو بالأحرى حدود من الكثبان تفصل بين بلاد البربر وبلاد الزنوج (تاريخ البربر 1: 121). أو هي كثبان الرمل التي تفصل منطقة القصور والواحات عن الصحراء. (مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 4: 422).
عَرَــق. عرق التمر: عصير النخيل ويحصلون عليه بقطع رأس النخلة وحفر رأس الجذع، فالعصير المتجمع في هذه الحفرة ألذ من العسل وأطيب مشروباً، ويكمد لونه بعد وقت قصير فيصبح كثيفاً حرّيفاً حامزاً، فإذا قطَّر صار مشروباً مسكراً.
وهذا هو الــعَرَــق أو الــعَرَــقي. وقد أصبحت هذه الكلمة الاسم الذي يطلقه الــعرب على كل مشروب شديد الاسكار. (معجم الأسبانية ص196).
عرق الشَجَر: علك، صمغ. (ابن البيطار 2: 189).
عرق البطم: صمغ البطم، تربنتين. (باين سميث 435). عرق يابس: قلفونية (ابن البيطار 2: 189) عرق الــعروس أو عرق الــعروسة: طلق (نوع من الحجر) وفي المستعيني حجر الطلق (ابن البيطار 2: 161) واحذف من سونثيمر ابن البيطار 2: 160 فالجملة الأولى وهو موجودة في مخطوطة ي أيضاً تعود إلى مادة طلق (2: 161).
عرق المَوْت: تطلق مجازاً على أكبر كارثة.
(الثعالبي لطائف ص32).
عرق أخضر: هدية تقدم للقاضي رشوة (بوشر).
عَرَــقَة: قلق، أنشغال بال، اضطراب فكري، خوف، خشية. (بوشر).
الأرض الــعُرَــقَة: الأرض الندية، الأرض الرطبة. (ابن الــعَرام 1: 62) وهذا هو صواب قراءتها كما جاء في مخطوطتنا (ص59، 60).
عَرَــقي: انظرها في مادة عَرَــق.
عرقية: تاج سقف أو قلنسوة على هيئة قالب سكر (الملابس ص298، همبرت ص132، وفيه أرصوصة وهي قلنسوة لها شكل البطيخة).
وفي ألف ليلة (برسل 9: 260): وعلى رأسها خوذة بالذهب مطلية وعرقية بولاد وزردية.
وفي طبعة ماكن (3: 452): بيضة بدل عرقية.
عَرْــقِيَّة: طاقية من نسيج الكتان أو القطن توضع تحت الطربوش (الملابس ص298)، (بوشر) وجمعها عراقي، (برجون ص799، همبوت ص21، عواده ص58، دوفانت ص201).
عرقية الراهب: مُضاض أو قلنسوة الراهب، (جنبة، شجيرة) (بوشر).
وعَرْــقية التي يذكرها كل من صاحب محيط المحيط روجر وبركهارت وبرجرن يظهر أنها خاصة بسورية. أما بمصر وبلاد البربر فهي عَرَــقية.
وأصل هذه الكلمة مشكوك فيه فصاحب محيط المحيط يقول أنها تحريف عِرَــاقيَّة نسبة إلى الــعراق، وقد وجدت بالفعل كلمة عراقية بمعنى طاقيّة (عرق جين) في ألف ليلة (برسل 4: 329) وعند بوسييه. غير أن الذي يعارض هذا أن الثعالبي وهو مؤلف قديم يكتب عرقيات (لطائف ص112) وهو يذكر اسمها بين الأشياء التي تصنع في طبرستان وليس في الــعراق. أما أصل الكلمة الآخر الذي يذكره (دي يونج وبرجون ولين وهو كلمة عرق (الذي يتشرب الــعَرَــق) فهو يلائم كلمة طاقية (عرق جين) ولا يلائم كلمة تاج اسقف أو قلنسوة أو خوذة.
عِراق: إذا كان الجمع عرائق عند ابن الــعرام (2: 32) هو جمع عِراق فأرى مع كليمنت- موليه (2: 90 رقم 1) إنه يعني سنفات أو قرون البسلّة والجلبان.
عِراق: لحن موسيقى، صوت (هوست ص258)، صفة مصر 14: 25، سلفادور ص30). عَروق. (مرجان عروق طويل ورقيق). (براكس ص28).
عَروق: كرّاث، ركل، وهو بقل زراعيّ من الفصيلة الزنبقية تطبخ عروقه. (همبرت ص183).
عُرُــوقَة: انظرها في مادة عِرْــق الأرض.
عُرُــوقَة: جرجير بري، حرشاء (نيات) (ألكالا) وهي بهذا المعنى تقابل الكلمة اللاتينية eruce.
عِرَــاقِيَّة: نوع من المزامير. (صفة مصر 13: 417).
عِرَــاقيَّة: انظرها في مادة عرقية.
عُرَّــاقَة: لبدة توضع تحت سرج الخيل. سميت بذلك لأنها تتشرب الــعرق. (صفة مصر 12: 459) وانظر معجم لين.
أَــعْرَــق: يمكن أن نضيف إلى ما ذكره لين تعليقة السيد دي يونج على لطائف المعارف للثعالبي (ص3) والمقدمة 2: 314.
تَــعْرِــيق: قوة الأعصاب. (ألكالا).
تَــعْرِــيقَة: بذكر بوسييه في مادة عَرَّــق أي رسم حلقة الحرف، يقال مثلاً: عَرَّــق النون أي رسم حلقة النون. ويذكر في مادة مُــعَرَّــق: حرف ينتهي بقوس يلتوي إلى اليمين (اقرأ إلى اليسار) يمر تحت الخط الذي يكتبون عليه، وهي حروف ي ن م ل ق ص س. وهكذا يقال تــعريقة السين، ففي المقري (3: 135): فما رأيت رجلا أكثر أخباراً ولا أظرف نوادر منه فما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مرَّ برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد.
ما كنت احسب أن أبقى كذا أبداً ... أعيش والدهر في أطرافه حتفُ
ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألفُ
قال فتقدَّمت إليه وقلت فأين تــعريقة السين؟ فقال طالب وربّ الكعبة ثم قال للآخر من جهة يمينه قم فقام يجرّ رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تــعريقة السين.
مَــعْرَــقَة: طاقية مصنوعة من وبر الجمل (الملابس ص299) أو من القطن (هاملتون ص11).
مَــعَرَّــق: عصبي، قوي، متين (ألكالا).
مُــعَرَّــق: لا ادري معنى هذه الكلمة حين يوصف بها نبات ففي ابن البيطار (1: 4) له ساق مستديرة مــعرّــفة وفيه (1: 127) في كلامه عن البردي: وهي خوّارة مــعرّــفة تتشظاً إذا رضت إلى شظايا دقيقة، والتشديد في مخطوطة أ. ويقال دُبّاء أو قَرْع مــعرّــق (ابن العوام 2: 224).
مْــعَرَّــقِيّ: عصبي (ألكال).
مــعريق: قرحة في الإصبع. (دومب ص88).
(ع ر ق)

الــعَرَــق: مَا جرى من أصُول الشَّــعر من مَاء الْجلد، اسْم للْجِنْس لَا يجمع، هُوَ فِي الْحَيَوَان اصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار.

عَرِــق عَرَــقا، وَرجل عُرَــق: كثير الــعَرَــق.

فَأَما فعلة، فبناء مطرد فِي كل فعل ثلاثي كضُحَكَة وهُزَأة، وَرُبمَا غلط بِمثل هَذَا وَلم يشْــعر بمَكَان اطراده، فَذكر كَمَا يذكر مَا يطرد، فقد قَالَ بَعضهم: رجل عُرَــق وعُرَــقة: كثير الــعَرَــق، فسوَّى بَين عُرَــق وعُرَــقة. وعُرَــق غير مُطَّرد، وعُرَــقَة مُطَّرد، كَمَا ذَكرْنَاهُ.

وأعرقتُ الْفرس وعَرَّــقْته: أجريته ليَــعْرَــق.

وعَرِــق الْحَائِط عَرَــقا: ندى، وَكَذَلِكَ الأَرْض الثرية إِذا نتح فِيهَا النَّدى، حَتَّى يلتقي هُوَ وَالثَّرَى.

وعَرَــق الزُّجاجة: مَا ينتح من الشَّرَاب وَغَيره مِمَّا فِيهَا، وَلبن عَرِــق: فَاسد الطّعْم، وَذَلِكَ من أَن تشد قربَة اللَّبن على جنب الْبَعِير بِلَا وقاية، فيصيبها عَرَــقه. وَقيل: هُوَ الْخَبيث الحمض. وَقد عَرِــق عَرَــقا. والــعَرق: الثَّوَاب، وَقَوله:

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيُته عَرقَ الخِلالِ

أَي لم يَــعْرَــق لي بِهِ عَن مَوَدَّة، إِنَّمَا أَخَذته مِنْهُ غصبا. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من الثَّوَاب، شبه بالــعَرَــق. ومَعارِق الرمل: العاطه وآباطه، على التَّشْبِيه بمَعارق الْحَيَوَان.

والــعَرَــق: اللَّبن، سمي بِهِ لِأَنَّهُ عَرَــق يتحلب فِي الــعُروق، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الضَّرع، قَالَ الشماخ:

تَغْدُو وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَــقا ... من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ

وَالرِّوَايَة الْمَــعْرُــوفَة: غُرَقا، جمع غُرْقة، وَهِي الْقَلِيل من اللَّبن وَالشرَاب. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من اللَّبن خَاصَّة. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُصْبحُ وَقد ضمنت "، وَذَلِكَ أَن قبله:

إنْ تُمْسِ فِي عُرْــفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ ... مِنَ الأسالِق عارِي الشَّوكِ مَجْرودِ

" تُصبح وَقد ضَمَنَت " فَهَذَا شَرط وَجَزَاء. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُضْحِ وَقد ضَمِنَت "، على احْتِمَال الطيّ.

وعَرِــق السِّقاءُ عَرَــقاً: نَتَحَ مِنْهُ اللَّبن.

وَمَا اكثر عَرَــقَ إبلك وغنمك، أَي لَبنهَا ونتاجها.

وَلَقِيت مِنْهُ عَرَــق الْقرْبَة: أَي شدَّة ومشقة، وَمَعْنَاهُ: أَن الْقرْبَة إِذا عَرِــقت وَهِي مدهونة خبث رِيحهَا، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تْعَدُّ وعَفْوُها ... عَرَــقُ السقاء على القَعُود اللاَّغِبِ

أَرَادَ عَرَــق الْقرْبَة، فَلم يستقم لَهُ الشّــعْر، كَمَا قَالَ رؤبة:

كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافُورِ

وَإِنَّمَا يُقَال: صَاحَ الكَرم: إِذا نوَّر، فكره احْتِمَال الطَّيِّ، لِأَن " صَاح مِنَ الْ " مُفْتَعِلُن، فَقَالَ: نَادَى، فَأَتمَّ الْجُزْء على مَوْضُوعه فِي بحره، لِأَن " نَادَى من ال " مُسْتَفْعِلُنْ. وَقيل مَعْنَاهُ: جشمت إِلَيْك النصب والتعب، وَالْغُرْم والمئونة، حَتَّى جشمت عَرَــق الْقرْبَة، أَي عِراقها الَّذِي يخرز حولهَا. وَمن قَالَ: " علق الْقرْبَة ": أَرَادَ السّير الَّذِي تعلق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَــعرَــابِي: كلفت إِلَيْك عَرَــق الْقرْبَة، وعلق الْقرْبَة، فَأَما عَرَــقها، فــعَرَــقك عَنْهَا من جهد حملهَا، وَذَلِكَ لِأَن اشد الْأَعْمَال عِنْدهم السقى. وَأما علقها: فَمَا شدت بِهِ، ثمَّ عُلِّقت. وَقيل: معنى قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ عَرَــق الْقرْبَة، إِنَّمَا أَرَادوا: علق الْقرْبَة، وَهُوَ مَا علقت بِهِ، فأبدلوا الرَّاء من اللَّام، كَمَا قَالُوا: رَعَمْلِى ولعمري. وَقَالَ أَبُو عبيد: تكلفت إِلَيْك عَرَــق الْقرْبَة، مَعْنَاهُ: تكلفت إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحد، حَتَّى تجشمت إِلَيْك مَالا يكون، لِأَن الْقرْبَة لَا تَــعْرَــق. يذهب إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى شيب الْغُرَاب، وَحَتَّى يبيض القار.

وعَرَــق التَّمر: دبسه. وناقة دائمة الــعَرَــق: أَي الدرة. وَقيل دائمة اللَّبن. وَفِي غنمه عَرَــق: أَي نتاج كثير، عَن ابْن الْأَــعرَــابِي.

وعِرْــق كل شَيْء: أَصله، وَالْجمع أعْراق، وعُروق.

وَرجل مُــعْرِــق فِي الْحسب وَالْكَرم واللؤم. وَقد عَرّــق فِيهِ أَعْمَامه وأخواله، وأعرقوا.

وأعرَــقَ فِيهِ أعراقُ العبيد وَالْإِمَاء: إِذا خالطه ذَلِك، وتخلَّق بأخلاقهم، وعَرَّــق فِيهِ اللئام. وَيجوز فِي الشّــعْر: انه لمْــعُروقٌ لَهُ فِي الكَرَم، على توهم حذف الزَّائِد. وتداركه أعراقُ خير، وأعراق شَرّ، قَالَ:

جرَى طَلَقا حَتَّى إِذا قيل سابِقٌ ... تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَرجل عَريق: كريم. وَكَذَلِكَ الْفرس وَغَيره وَقد أعْرَــق.

وعُروق كل شَيْء: أطناب تشعَّب مِنْهُ وَاحِدهَا: عِرْــق. اعرق الشّجر وعَرَّــق: امتدّت عُروقه.

والــعِرقاة: الأَصْل الَّذِي يذهب فِي الأَرْض سفلا، وتشعَّب مِنْهُ الــعُروق. وَقَالَ بَعضهم: عِرْــقة وعِرْــقات، فَجمع التَّاء. وعِرقاة كل شَيْء وعَرْــقاته: أَصله، وَمَا يقوم عَلَيْهِ، وَيُقَال: استأصل الله عَرْــقاَتهم وعِرْــقاتِهِم: أَي شأفتهم، فــعِرْــقاتِهم بِالْكَسْرِ: جمع عِرْــق، كَأَنَّهُ عِرْــق وعِرْــقات، كــعرس وعِرْــسات، إِلَّا أَن عرسا أُنْثَى، فَيكون هَذَا من الْمُذكر الَّذِي جمع بِالْألف وَالتَّاء، كسجل وسجلات، وحمَّام وحَمَّامات. وَمن قَالَ: عِرْــقاتَهُمْ، أجراه مجْرى سعلاة، وَقد يكون عِرْــقاَتهم جمع عِرْــق وعِرْــقة، كَمَا قَالَ بَعضهم: رَأَيْت بناتك، شبهوها بهاء التَّأْنِيث الَّتِي فِي فَتَاتهمْ وقناتهم، لِأَنَّهَا للتأنيث، كَمَا أَن هَذِه لَهُ، وَالَّذِي سمع من الْــعَرَــب الفصحاء عرقاتهم بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْن جني: سَأَلَ أَبُو عَمْرو أَبَا خيرة، عَن قَوْلهم: استأصل الله عِرْــقاتِهِم، فنصب أَبُو خيرة التَّاء من عِرْــقاتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَيْهَات أَبَا خيرة، لَان جِلْدك! وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو استضعف النصب بعد مَا كَانَ سَمعهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرو فِيمَا بعد بِالنّصب والجر، فإمَّا أَن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة، من ترْضى عربيته، وَإِمَّا أَن يكون قوى فِي نَفسه مَا سَمعه من أبي خيرة، من نصبها. وَيجوز أَيْضا أَن يكون أَقَامَ الضعْف فِي نَفسه، فَحكى النصب على اعْتِقَاده ضعفه، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الْأَــعرَــابِي ينْطق بِالْكَلِمَةِ يعْتَقد أَن غَيرهَا أقوى فِي نَفسه، أَلا ترى أَن أَبَا الْعَبَّاس حكى عَن عمَارَة انه كَانَ يقْرَأ (وَلَا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ) فَقَالَ لَهُ: مَا أردْت؟ فَقَالَ: أردْت سَابق النَّهَار، فَقَالَ لَهُ: فهَّلا قلته؟ فَقَالَ: لَو قلته لَكَانَ أوزن، أَي أقوى.

والــعِرْــق: نَبَات أصفر يُصبغ بِهِ، وَالْجمع عُروق، عَن كرَاع.

وعُروق الأَرْض: شحمتها. وعُرُــوقها أَيْضا: مناتح ثراها. وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

إِلَى عِرْــقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُــوقي

قيل: يَعْنِي بــعِرْــق الثرى: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام.

وَفِيه عِرْــق من حموضة وملوحة: أَي شَيْء يسير.

والــعِرق: الأَرْض الْملح الَّتِي لَا تنْبت. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الــعِرْــق: سبخَة تنْبت الشّجر. واسْتَــعرَــقت إبلُكم: أَتَت ذَلِك الْمَكَان، وإبل عِراقيَّة منسوبة إِلَى الــعِرْــق، على غير قِيَاس.

والــعِراق: بقايا الحمض. وإبل عِراقيَّة: ترعى بقايا الحمض.

وَفِيه عِرقْ من مَاء: أَي قَلِيل. والمُــعْرَــق من الْخمر: الَّذِي يمزج قَلِيلا مثل الــعِرْــق. قَالَ:

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيبا ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ ... بمُــعرَــقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ وعَرَّــقْت فِي السِّقاء والدلو: جعلت فيهمَا مَاء قَلِيلا، قَالَ:

لَا تَمْلأ الدَّلْوَ وعَرَّــق فِيها

أَلا تَرى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها

حَبار: اسْم نَاقَته. وَقيل: الحبار هُنَا: الْأَثر. وَقيل: الحبار: هَيْئَة الرجل فِي الْحسن والقبح. عَن الَّلحيانيّ. والــعُراقة: النُّطْفَة من المَاء، وَالْجمع عُرَــاق، وَهِي الــعَرْــقاة. وَعمل رجل عملا، فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: عَرَّــقْت وبَرَّقت. فَمَعْنَى بَرَّقت: لوّحت بشي لَا مصداق لَهُ. وَمعنى عَرَّــقْت: قللت، وَقد تقدم. وَقيل: عَرَّــقتُ الكأس: مزجتها، فَلم يعين بقلة مَاء وَلَا كَثْرَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أعْرَــقْت الكأس: ملأتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَان: الإعْراق والتَّــعريق جَمِيعًا، دون الملء. وَبِه فسر قَوْله:

لَا تملأِ الدَّلْوَ وعَرَــقّ فِيهَا

وَإنَّهُ لخبيث الــعِرْــق: أَي الْجَسَد، وَكَذَلِكَ السِّقاء.

وَفِي الحَدِيث: " ليسَ لــعِرْــقٍ ظالمٍ حَقّ ". وَهُوَ الرجل يغْرس فِي أَرض غَيره. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذِه عبارَة اللغويين، وَإِنَّمَا الــعِرْــق: المغروس، أَو الْموضع المغروس فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بــعِرق مَضَنَّة: أَي مَاله قدر، وَالْمَــعْرُــوف: عِلْق مضنَّة. وَأرى عِرْــق مَضنة إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي الْجحْد وَحده.

والــعُراق: الْمَطَر الغزير. والــعُراق: الْعظم بِغَيْر لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عَرْــق. وَقيل: الــعَرْــق الَّذِي قد اخذ اكثر لَحْمه. والــعَرْــق: الفدرة من اللَّحْم. وَجَمعهَا: عُرَــاق. وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَله نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْكتاب الموسوم بالمخصَّص. وَحكى ابْن الْأَــعرَــابِي فِي جمعه عِراق، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس، وَأنْشد:

يَبيِتُ ضَيْفي فِي عُرَــاقٍ مُلْسِ

وَفِي شَمُول عُرّــضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلسٍ من الشَّحْم. والنحس: الرّيح الَّتِي فِيهَا غبرة.

وعَرَــق العظمَ يَــعْرُــقُه عَرْــقا، وتَــعَرَّــقَهُ واعْترَقَه: أكل مَا عَلَيْهِ. واستعار بَعضهم التَّــعَرُّــق فِي غير الْجَوَاهِر. أنْشد ابْن الْأَــعرَــابِي فِي صفة إبل وَركب:يَتَــعَرَّــقُونَ خِلاَلُهنَّ ويَنْثَنَي ... مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

يتــعَرَّــقُون: أَي يستديمون، حَتَّى لَا تبقى قُوَّة وَلَا صَبر، فَذَلِك خلالهن أَي يسْقط مِنْهَا. وَمِنْهُم: أَي من هَذِه الْإِبِل.

وأعْرَــقه عَرْــقا: أعطَاهُ إِيَّاه. وَرجل مَــعْرُــوق ومُعْتَرَق ومَــعَرَّــق: قَلِيل اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الخدّ، وَيسْتَحب من الْفرس أَن يكون مَــعْرُــوق الخدَّين، قَالَ:

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِيجَرْداءُ مَــعْروقَةُ اللَّحْييَنٍ سُرْحوبُ

ويروى: مَــعْروقة الجنبين.

والعَوارق: الأضراس، صفة غالبة. والعوارق السنون، لِأَنَّهَا تَــعْرُــق الْإِنْسَان، وَقد عَرَــقَتْه تَــعْرُــقُه، وتَــعَرَّــقَتْهُ.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَــعَرَّــقَتْنا ... كَفى الأيتامَ فقدَ أَبى اليَتيمِ

أنَّث، لأنَ بعض السنين سنُون، كَمَا قَالُوا: ذهبت بعض أَصَابِعه، ومثلهُ كثير.

وعَرَــقَتْه الخُطُوبُ تَــعْرُــقه: أخذت مِنْهُ. قَالَ:

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه حوادثُ ... إلاَّ تَبْتَرِ العَظْمَ تَــعْرُــقِ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

أيَّامَ أعْرَــقَ بِي عامَ المَعاصِيمِ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: ذهب بلحمي. وَقَوله " عامَ المعاصيم " قَالَ: مَعْنَاهُ: بلغ الْوَسخ إِلَى معاصمي. وَهَذَا من الجَدْب. وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِير. وَزَاد الْيَاء فِي المعاصيم ضَرُورَة.

والــعَرَــق: كلُّ مضفور مصطف، واحدته: عَرَــقة. قَالَ أَبُو كَبِير:

نَغْدُو فنترُك فِي المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ فِي الــعَرَــقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ ونَقْتُلِ أَيْضا. يَعْنِي تأسرهم، فتشدهم فِي الــعَرَــقات.

والــعَرَــق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص، قبل أَن تجْعَل زبيلا. والــعَرَــق والــعَرَــقَة: الزَّبيل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والــعَرَــق: الطير إِذا صفَّت فِي السَّمَاء. والــعَرَــق: السطر من الْخَيل. الْوَاحِد مِنْهُمَا: عَرَــقة. وَرفعت من الْحَائِط عَرَــقا أَو عَرَــقين، أَي صفاًّ أَو صفّين. وَالْجمع: أعْراق.

والــعَرَــقة: طُرّة تنسج وتخاط على طرف الشُّقَّة. وَقيل: هِيَ طُرّة تنسج على جَوَانِب الْفسْطَاط. والــعَرَــقة: خَشَبَة تــعرض على الْحَائِط بَين الَّلبن. والــعَرَــقة: آثَار اتِّبَاع الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا. وَالْجمع: عَرَــق. قَالَ:

وَقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَــقا

والــعَرَــقة: النَّسعة وعِراق المَزادة: الخرز الْمثنى فِي أَسْفَلهَا وَقيل هوالذي يَجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي اسفل الْقرْبَة، فَإِذا سوى ثمَّ خرز غير مثنى، فَهُوَ طباب. وَقيل: عِراق القِربة: الخرز الَّذِي فِي وَسطهَا. قَالَ:

يَرْبُوعُ ذَا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِي بِيَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إِلَى المَرَاقيِ

وعارِضٌ كجانب الــعِرَــاقِ

هَذَا أَــعْرَــابِي ذكر يُونُس انه رَآهُ يرقص ابْنه، وسَمعه ينشد هَذِه الأبيات. قَوْله " وعارض كجانب الــعِراق " الْعَارِض: مَا بَين الثنايا والأضراس، وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: " مَصْقولٌ عَوارِضها ". وَقَوله " كجانب الــعِراق ": شبه أَسْنَانه فِي حسن نبتتها واصطاف على نسق وَاحِد، بــعراق المزادة، لِأَن خرزة متسرد مستو. وَمثله قَول الشماخ، وَذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد، فنفرن على تتَابع واستقامة، فَقَالَ:

فلمَّا رأيْنَ المَاء قد حالَ دُونَهُ ... ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز شكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدىً ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْى العِنان الخوَارِزُ

وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى:

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عذابٌ مَخاصرُ

عَنى: فَمَا حسن نبتة الاضراس، متناسقها كتناسق الْخياطَة فِي الثَّوْب، لِأَن الخائط يضع إبرة إِلَى أُخْرَى، شكَّة فِي اثر شكَّة. وَقَوله: " شكْس طريقُهُ ": عني صغره. وَقيل: لصعوبة مرامه، وَلما جعله شعبًا لصغره، وَجعل لَهُ صوحين، وهما جَانِبي الْوَادي، كَمَا تقدم. وَالدَّلِيل على انه عَنى فَمَا قَوْله بعد هَذَا:

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيل لم يَهْدِني لهُ ... دليلٌ، وَلم يشْهَدْ لَهُ النَّعت خابرُ

وعِراق السُّفرة: خَرْزُها الْمُحِيط بهَا. وعَرَــقْت المزادة والسفرة: عملت هما عِراقا. وعِراق الظفر: مَا أحَاط بِهِ من اللَّحْم. وعِراق الْأذن: كفافها. وعِراق الرَّكيب: حَاشِيَته، من أدناه إِلَى منتهاه. والرَّكيب: النَّهر الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط، وَسَيَأْتِي ذكره. وَالْجمع من كل ذَلِك: أعْرِــقه، وعُرُــق.

والــعِرَــاق: شاطئ المَاء. وخصَّ بَعضهم بِهِ شاطئ الْبَحْر، وَالْجمع: كالجمع. والــعِراق من بِلَاد فَارس: مذَّكر، سمي بذلك، لِأَنَّهُ على شاطئ دجلة، وَقيل: سمي عِراقا، لِأَنَّهُ استكفَّ أَرض الْــعَرَــب. وَقيل: سمِّي بِهِ، لتواشج عُروق الشَّجر وَالنَّخْل فِيهِ. كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْــقا ثمَّ جُمع على عِراق. وَقيل: سمي بِهِ، لِأَن الْعَجم سمَّته: " إيران شهر " وَمَعْنَاهَا: كَثِيرَة النّخل وَالشَّجر، فــعرِّــبت، فَقيل: عِراق. وَقيل: سمي بــعِراق المزادة، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي أَسْفَلهَا، لِأَن الْــعرَــاق بَين الرِّيف وَالْبر. والــعِراقان: الْكُوفَة وَالْبَصْرَة. وَقَوله:

أزْمانَ سَلْمَى لَا يَرَى مِثلَها الر ... اءون فِي شامٍ وَلَا فِي عِراقْ

إِنَّمَا نُكرِّ، لِأَنَّهُ جعل كلّ جُزْء مِنْهُ عِرَــاقا. وأعْرَــقَ القوْمُ: أَتَوا الــعِراق. قَالَ المُمزَّق الْعَبْدي:

فإنْ تُتْهِمُوا أنْجِدْ خِلافا عليكمُ ... وَإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحقبِي الحربِ أُــعْرِــق

وَحكى ثَعْلَب: " اعترَقوا " فِي هَذَا الْمَعْنى. وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَــعرَــابِي:

إِذا استنصَلَ الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابعِ

نُجْد هَاهُنَا: جمع نجدي كفارسي وَفرس، فسره فَقَالَ: هِيَ منسوبة إِلَى الــعِراق، الَّذِي هُوَ شاطئ المَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي تطلب المَاء فِي القيظ. وعِراق الدَّار: فنَاء بَابهَا. وَالْجمع: أعرِــقة، وعُرُــق.

وجَرَى الْفرس عُرَــقَاً أَو عَرَــقَيْن: أَي طلقا أَو طَلْقَتَيْنِ.

والــعَرَــق: الزَّبِيب، نَادِر.

والــعَرَــقة: الدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا.

والــعَرْــقُوة: خَشَبَة مــعروضة على الدُّلو، وَالْجمع عَرْــقٍ. واصله: عَرْــقُوٌ، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو، قبلهَا حرف مضموم، إِنَّمَا تخص بِهَذَا الضَّرْب الْأَفْعَال، نَحْو: سرو، وبهو، ورهو، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من النَّحْوِيين. فَإِذا أدّى قِيَاس إِلَى مثل هَذَا رفض، فعدلوا إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء، فكأنهم حولوا عَرْــقُواً إِلَى عَرْــقيِ، ثمَّ كَرهُوا الكسرة على الْيَاء، فأسكنوها، وَبعدهَا النُّون سَاكِنة، فَالتقى ساكنان، فحذفوا الْيَاء، وَبقيت الكسرة دَالَّة عَلَيْهَا، وَثبتت النُّون، أشعارا بِالصرْفِ، فَإِذا لم يلتق ساكنان، ردُّوا الْيَاء، فَقَالُوا: رَأَيْت عَرْــقِيها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْب من التصريف. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَتَّى تَفُضِّي عَرْــقِيَ الدِّلِيِّ

والــعَرْــقاة: الــعَرْــقُوَة. قَالَ:

أحْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْــقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ

شبهها بالعُقاب فِي ثقلهَا. وَقيل: فِي سرعَة هويِّها. والكاسر: الَّتِي تكسر من جناحها للانقضاض.

وعَرْــقَيْتُ الدّلوَ عَرْــقاةً: جَعَلتُ لَهَا عَرْــقوة، أَو شَدَدْتُها عَلَيْهَا.

وذاتُ الــعَراقي: الداهية، سميت بذلك لِأَن ذَات الــعَراقي: هِيَ الدَّلْو، والدلو من أَسمَاء الداهية. قَالَ:

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ الــعَراقِي

والــعَرْــقُوتان من الرَّحل والقتب: خشبتان تضمان مَا بَين الواسط والمؤخَّرة.

والــعَرْــقُوة: كل أكمة منقادة فِي الأَرْض، كَأَنَّهَا جثوَة قبر مستطيلة. والــعَرْــقُوة من الْجبَال: الغليظ المنقاد فِي الأَرْض، لَيْسَ يرتقى لصعوبته، وَلَيْسَ بطويل، وَهِي الــعِرْــق أَيْضا. وَقيل: الــعِرْــق جبيل صَغِير مُنْفَرد، وَقيل: الــعِرْــق: الْجَبَل، وَجمعه: عُرُــوق.

والــعَرَــاقِي عِنْد أهل الْيمن: التَّراقي.

وعَرَــق فِي الأَرْض يَــعْرِــق عُروقا: ذهب.

والمَــعْرَــقة: طَرِيق كَانَت تسلك عَلَيْهِ قُرَيْش إِلَى الشَّام، وَعَلِيهِ سلكت عِيرُها حِين وقْعَة بدر وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، انه قَالَ لسلمان: أَيْن تَأْخُذ إِذا صدرت: أَعلَى المَــعْرَــقة، أم على الْمَدِينَة؟ حَكَاهَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصارعَه فتَــعَرَّــقه: وَهُوَ أَن تَأْخُذ رَأسه، فتجعله تَحت إبطك، ثمَّ تصرعَه بعد.

وعِرْــقٌ، وَذَات عِرْــق، والــعِرْــقان، والأعراق، وعُرَــيق: كلهَا مَوَاضِع.

وعارِق: اسْم شَاعِر.

وَابْن عِرْــقان: رجل من الْــعَرَــب.

عرق: الــعَرَــق: ما جرى من أُصول الشــعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع،

هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِــق عَرَــقاً. ورجل عُرَــقٌ: كثير

الــعَرَــق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما

غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْــعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال

بعضهم: رجل عُرَــقٌ وعُرَــقةٌ كثير الــعرق، فسوّى بين عُرَــقٍ وعُرَــقةٍ،

وعُرَــقٌ غير مطرد وعُرَــقةٌ مطرد كما ذكرنا. وأَــعْرَــقْتُ الفرس وعَرَّــقْتُه:

أَجريته ليــعرق. وعَرِــقَ الحائطُ عَرَــقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة

إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وعَرَــقُ الزجاجةِ: ما نَتح

به من الشراب وغيره مما فيها. ولَبَنٌ عَرِــقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم

وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير

وقاء، فيَــعْرَــقُ البعيرُ

ويفسد طعمه عن عَرَــقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد

عَرِــق عَرَــقاً. والــعرَــقُ: الثواب. وعَرَــق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي

يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً:

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي،

وما أُعْطِيتُه عَرَــقَ الخِلالِ

أَي لم يَــعْرَــق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو

القليل من الثواب شبّه بالــعرقِ. قال شمر: الــعرَــقُ النفع والثواب، تقول

الــعرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ

منه عَرَــقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم

أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً،

والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم

قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه

أَخذ من مالك

(* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير

النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي

استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده:

ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي

لأَن قبله:

سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو،

إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال

والــعَرقُ

في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على

التشبيه بمَعارِق الحيوان. والــعرَــق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَــقٌ يتحلَّب في

الــعروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ:

تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَــقاً،

منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ

والرواية المــعروفة غُرَقاً

جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن

خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله:

إِن تُمْسِ في عُرْــفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه،

من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ

تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَــقاً،

فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.

وعَرِــقَ السقاءُ عَرَــقاً: نتح منه اللبن. ويقال: إِنَّ بغنمك لــعِرْــقاً

من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَــقاً من لبن، وهو الصواب. وما

أَكثر عَرَــق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها. وفي حديث عمر:أَلا لا

تُغالوا صُدُقَ

النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَــق

القربة؛ قال الكسائي: عَرَــقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى

عَرِــقْت كــعَرَــقِ القِرْبة، وعَرَــقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة:

تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا

تَــعْرَــق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ

ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بــعَرقِ القربة عَرَــقَ حامِلها من ثِقَلها،

وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَــق القربة وهو

ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد

لابن أَحمر الباهلي:

لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها

عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ

قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها

وقد أُبْلَغتْ

إِليه كــعَرَــق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل:

لَقِيت منه عَرَــقَ

القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِــقت وهي مدهونة خبُث

ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَــقَ القربة

فلم يستقم له الشــعر كما قال رؤبة:

كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ

وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله

صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى

من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ

والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَــقَ

القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد

السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََــعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَــقَ

القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَــقُها فــعَرَــقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك

لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم

عُلِّقت؛ وقال ابن الأَــعرابي: عَرَــقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل

به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال

الجوهري: لَقيت من فلان عَرَــق القربة؛ الــعَرَــقُ إِنما هو للرجل لا للقربة،

وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ

الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى

حملها بنفسه فيَــعْرَــقُ

لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَــقَ

القربة. وعَرَــقُ التمر: دِبْسه. وناقة دائمة الــعَرَــقِ

أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن. وفي غنمه عَرَــقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن

ابن الأَــعرابي.

وعِرْــق كل شيء: أَصله، والجمع أَــعْراق وعُروق، ورجل مُــعْرِــقٌ في الحسب

والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث:

أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُــعْرِــق

أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والــعرب تقول: إِنَّ

فلاناً لَمُــعْرَــق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً. وفي حديث عمر بن عبد

العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُــعْرَــق له في الموت أَي

إِن له فيه عِرْــقاً وإِنه أَصيل في الموت. وقد عَرَّــقَ فيه أَعمامُه

وأَخواله وأَــعْرقوا، وأَــعْرق فيه إِــعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك

وتخلَّق بأَخلاقهم. وعَرِّــق فيه اللئامُ وأَــعْرَــقوا، ويجوز في الشــعر إِنه

لَمــعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ

خير وأَــعْراق شر؛ قال:

جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ،

تَدارَكَه أَــعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا

قال الجوهري: أَــعْرَــق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في

الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً. ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس

وغيره، وقد أَــعْرَــقَ. يقال: أََــعْرَــق الفرس كِذا صار عَريقاً

كريماً. والــعَريق من الخيل: الذي له عِرْــقٌ في الكرم. ابن الأَــعرابي:

الــعُرُــقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُــوق، والــعُرُــقُ أَهل السلامة في

الدين. وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح. وعُرُــوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب

تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْــق. وفي الحديث: إِن ماءَ

الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْــقٍ وعَصَبٍ؛ الــعِرْــق من

الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.

والــعُرُــوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْــق. وأَــعْرَــقَ الشجرُ

وعَرَّــقَ وتَــعَرَّــقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض. وفي المحكم: امتدَّت

عُروقه بغير تقييد.

والــعَرْــقاة والــعِرْــقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ

منه الــعُروقُ، وقال بعضهم: أَــعْرِــقَةٌ وعِرْــقَات، فجمع بالتاء.

وعِرْــقاةُ كل شيء وعَرْــقاته: أَصله وما يقوم عليه. ويقال في الدعاء عليه: استأْصل

الله عَرْــقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال

الأَزهري: والــعرب تقول: استأْصل الله عِرْــقاتِهم وعِرْــقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم،

فــعِرْــقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْــق كأَنه عِرْــقٌ وعِرْــقات كــعِرْــسَ وعِرْــسات

لأَن عِرْــساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ

وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْــقاتَهم أَجْراه مجرى

سِعْلاة، وقد يكون عِرْــقاتَهُم جمع عِرْــق وعِرْــقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك،

شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما

أَن هذه له، والذي سمع من الــعرب الفصحاء عِرْــقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث:

الــعِرْــقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب الــعُروق وهو على

تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع

عِرْــقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم

استأْصل الله عِرْــقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْــقاتِهم، فقال له

أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف

النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد

بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى

عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً

أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ

على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن

غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان

يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ

سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي

أَقوى. والــعِرْــقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال

الأَزهري: والــعُروقُ

عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها. وفي

حديث عطاء: أَنه كره الــعُروقَ للمُحْرم؛ الــعُروقُ نبات أَصفر طيب الريح

والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْــقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شحمها،

وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ:

أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه

عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر مــعروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ

الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا

انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّــعرَــى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً

تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها

وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بــعُرُــوقِ

الأَرْطى، وعُرُــوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ

الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ

الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها

وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر

أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:

تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما

يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ

وقول امرئ القيس:

إِلى عِرْــقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُــوقي

قيل: يعني بِــعرْــقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.

ويقال: فيه عِرْــقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير. والــعِرْــقُ: الأَرض

المِلْح التي لا تنبت. وقال أَبو حنيفة: الــعِرْــقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.

واسْتَــعْرَــقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَــعَرقت الإِبل

إِذا رعت قُرْب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ. وإِبل

عِراقيَّة: منسوبة إِلى الــعِرْــقِ، على غير قياس. والــعِراقُ: بقايا الحَمْض.

وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض. وفيه عِرْــقٌ من ماءٍ أَي قليل.

والمُــعْرَــقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ

الــعِرْــقِ كأَنه جُعل فيه عِرْــقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ:

ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ

رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه،

بمُــعْرَــقة، ملامةَ من يَلومُ

ابن الأَــعرابي: أَــعْرَــقْتُ

الكأْسَ وعَرَّــقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي:

ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما

شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُــعْرَــق

وعَرَّــقْتُ في السِّقاء والدلو وأَــعْرَــقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛

قال:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّــقْ فيها،

أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة

الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني. والــعُرَــاقَةُ: النَّطْفة من الماء،

والجمع عُرَــاق وهي الــعَرْــقَاة. وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه:

عرَّــقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّــقْت

قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّــقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ

بقلَّة ماء ولا كثرة. وقال اللحياني: أَــعْرَــقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال

أَبو صفوان الإِــعْراقُ والتَّــعْرِــيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّــق فيها

وفي النوادر: تركت الحق مُــعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً

بيِّناً. وإِنه لخبيث الــعَرْــق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء. وفي حديث إِحيْاء

المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِــعِرْــق ظالم حقٌّ؛ الــعِرْــقُ

الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها

غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال

ابن الأَثير: والرواية لــعِرْــقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي

عِرْــقٍ ظالم، فجعَلَ الــعِرْــقَ نفسه ظالماً والحَقَّ

لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب الــعرق، وإِن روي عِرْــق بالإِضافة

فيكون الظالمُ صاحبَ الــعِرْــق والحقُّ للــعِرْــقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛

قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما الــعِرْــقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع

المَغْروس فيه. وما هو عندي بَــعرْــقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر،

والمــعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْــقَ

مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَــعرابي: يقال عِرْــقُ

مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه

إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.

والــعُرَــاقُ: المطر الغزير: والــعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه

لحم فهو عَرْــق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو

زيد في الــعُرَــاقِ واحتج بقول الراجز:

حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَــاقِها

أَي تبري اللحم عن العظم. وقيل: الــعَرْــقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول

عَرْــقاً ثم صلى ولم يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على

النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت

فناولني عَرْــقاً؛ الــعَرْــقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ

وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها،

ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب

اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَــاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر.

يقال: عَرَــقْتُ العظمَ وتَــعَرَّــقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك

نَهْشاً. وعظم مَــعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشــعراء

يخاطب امرأَته:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ،

ولا تُهْدِنَّ مَــعْروقَ العِظامِ

قال الجوهري: والــعَرْــقُ مصدر قولك عَرَــقْتُ العظم أَــعْرُــقُه، بالضم،

عَرْــقاً ومَــعْرقاً؛ وقال:

أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ

إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَــعْرَــقِ

والــعَرْــق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَــاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال

ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ

إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ،

وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْــقٌ وعُرَــاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال:

ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع

رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا

تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع

ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.

والــعُرامُ: مثل الــعُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم

تسمى عُرَــاقاً، وإِذا جردت من اللحم

(* قوله «جردت من اللحم» يعني من

معظمه.) تسمى عُراقاً. وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْــقاً سميناً أَو

مَرْمَاتَيْنِ. وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْــقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق

قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى

بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس

ثَريدةٌ كثيرة الــعُرَــاقِ خطأٌ لأَن الــعُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة

الوَذَرِ؛ وأَنشد:

ولا تُهْدِنَّ مَــعْرُــوقَ العظام

قال: ومَــعْروق العظام مثل الــعُراق، وحكى ابن الأَــعرابي في جمعه عِراقٌ،

بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد:

يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ،

وفي شَمولٍ عُرِّــضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.

وعَرَــقَ العظمَ يَــعْرُــقُه عَرْــقاً وتَــعَرَّــقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما

عليه. والمِــعْرَــقُ: حديدة يُبْرَى بها الــعُرَــاق من العظام. يقال: عَرَــقْتُ

ما عليه من اللحم بِمــعْرَــقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّــعَرُّــقَ في

غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَــعرابي في صفة إِبل وركب:

يَتَــعرَّــقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني

منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط

منها ومنهم أَي من هذه الإِبل. وأَــعْرَــقَه عَرْــقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل

مَــعْروقٌ، وفي الصحاح: مَــعْروقُ

العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُــعَرِّــقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد. وفرس مَــعْروقٌ

ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون

مَــعْروقَالخدّين؛ قال:

قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني

جَرْداءُ مَــعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ

ويروى: مَــعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِــيَ لَحْياها من اللحم فهو من

علامات عِتْقها. وفرس مُــعَرَّــق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّــقْ

فرسك تَــعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَــعْرَــقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.

والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَــعْرُــق

الإِنسان، وقد عرَــقَتْه تَــعْرُــقه وتَــعَرَّــقَته؛ وأَنشد سيبويه:

إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَــعَرَّــقَتْنا،

كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ

أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.

وعَرَــقَتْه الخُطوب تَــعْرُــقه: أَخذت منه؛ قال:

أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه

حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَــعْرُــقِ

وقوله أَنشده ثعلب:

أَيام أَــعْرَــقَ بي عامُ المَعاصيمِ

فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ

إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير،

وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً. والــعَرَــقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته

عَرَــقَةٌ؛ قال أَبو كبير:

نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى،

ونُقِرُّ في الــعَرَــقاتِ من لم يُقْتَلِ

يعني نأْسِرهم فنشدهم في الــعَرَــقاتِ. وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ

بــعَرَــقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.

وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَــقٌ وعَرَــقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه

أَبو عبيد عَرَــق وأَصحاب الحديث يخففونه. والــعَرَــقُ: السَّفِيفةُ

المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً. والــعَرَــقُ والــعَرَــقةُ: الزَّبيل

مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ. والــعَرَــقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في

السماء، وهي عَرَــقة أَيضاً. والــعَرَــقُ: السطر من الخيلِ

والطيرِ، الواحد منها عَرَــقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَــقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ

قال ابن بري: الــعَرَــقُ جمع عَرَــقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ

الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين:

مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ

وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَــعرابي: صُدِّرْنَ

من عَرَــقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِــقْنَ، يذهب إِلى الــعَرَــق الذي يخرج منهن

إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يــعرق صَدْرُه. ورفعتُ

من الحائط عَرَــقاً أَو عَرَــقَيْنِ

أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَــعْراقٌ. والــعَرَــقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط

في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط. والــعَرَــقةُ:

خشيبة تُــعَرَّــضُ

على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع

مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط. وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد

عَرَــقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة. والــعَرَــقةُ:

آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَــقٌ؛ قال:

وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَــقا

والــعَرَــقةُ: النِّسْعةُ. والــعَرَــقاتُ: النُّسوع.

قال الأَصمعي: الــعِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون

الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي

يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم

خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل

الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُــق، وقبل عِراقُ

القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال:

يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ،

والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،

بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ

وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،

وعارِض كجانب الــعِراقِ

هذا أَــعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛

قوله:

وعارض كجانب الــعِراقِ

العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها،

وقوله كجانب الــعِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ

واحد بِــعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول

الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة

فقال:

فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه

ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ

شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى،

كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ

وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى:

وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ،

مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ

عنى فَماً

حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط

يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى

صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما

جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا:

تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له

دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ

أَبو عمرو: الــعِراقُ

تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس

له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها. وعَرَــقْت المزادة

والسفرة، فهي مَــعْروقة: عملت لها عِراقاً. وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من

اللحم. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه

إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في

موضعه، والجمع من كل ذلك أَــعْرِــقَةٌ وعُرُــق.

والــعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.

والــعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل:

سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من

البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض الــعرب، وقيل: سمي به

لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْــقاً ثم جمع على عِراقٍ،

وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل

والشجر، فــعربَ

فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم

الــعِراقَ

اسم عجمي مــعرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَــعربته الــعرب فقالت عِراق،

وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد:

ما نِعِي بابَة الــعِراقِ من النا

سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود

ويروى: باحَة الــعِراقِ، ومعنى بابة الــعِراقِ ناحيته، والباحة الساحة،

ومنه أَباح دارهم. الجوهري: الــعِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي مــعرب. قال

ابن بري: وقد جاء الــعِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر:

وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ،

ومن آيِهِا بِينُ الــعِراقِ تَلُوح؟

واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بــعِراقِ المَزادة وهي

الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن

الــعِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: الــعِراقُ

شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد الــعِراقِ

عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ

عِداءً

(* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد

مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: الــعِراقُ مــعرب وأَصله

إِيرَاق فــعربته الــعرب فقالوا عِرَــاق. والــعِرَــاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله:

أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَــاقْ

إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.

وأَــعْرَــقْنا: أَخذنا في الــعِرَــاقِ. وأَــعْرَــقَ القومُ: أَتوا الــعِراقَ؛

قال الممزَّق العبدي:

فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُــعْرِــقِ

وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَــعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به

عِرَــاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ

نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى

الــعِرَــاقِ

الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ. والــعِرَــاقُ:

مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

هذه إِبل عِرَــاقيَّة، ولم يفسر. ويقال: أَــعْرَــقَ الرجلُ، فهو مُــعْرِــقٌ إِذا

أَخذ في بلد الــعِرَــاقِ.

قال أَبو سعيد: المُــعْرِــقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام

تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر. وفي

حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُــعَرِّــقةِ أَم

على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُــعَرِّــقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً

والصواب التخفيف. وعِرَــاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَــعْرِــقَة وعُرُــق.

وجرى الفرس عَرَــقاً أَو عَرَــقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .

والــعَرَــقُ: الزبيب، نادر. والــعَرَــقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.

والــعَرْــقُوَةُ: خشبة مــعروضة على الدلو، والجمع عَرْــقٍ، وأَصله عَرْــقُوٌ

إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ

بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره

من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى

إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْــقُواً إِلى عَرْــقِي ثم كرهوا الكسرة

على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء

وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً

بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْــقِيَها

كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه:

حتى تَقُضّي عَرْــقِيَ الدُّلِيِّ

والــعَرْــقاةُ: الــعَرْــقُوَةُ؛ قال:

احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ

عَرْــقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ

شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر

من جناحها للانْقِضاضِ. وعَرْــقَيْتُ

الدلو عَرْــقاةً: جعلت لها عَرْــقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال

للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب الــعَرْــقُوَتانِ

وهي الــعَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْــقَيْتُ

الدلو عَرْــقاةً. قال الجوهري: عَرْــقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل

عُرْــقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً

مثل عُنْصُوَة، والجمع الــعَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً:

فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ

راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ

وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها،

بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ

فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي،

خُذِلَتْ منها الــعَرَــاقي فانْجَذَمْ

أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ

والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْــقٍ وأَصله عَرْــقُوٌ، إِلا

أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ. وفي الحديث: رأيت كأَن

دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بــعَراقِيها فشرب؛ الــعَراقي: جمع

عَرْــقُوة الدلو. وذاتُ الــعَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ

الــعَرَــاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات

الــعَرَــاقي؛ قال عوف بن الأَحوص:

لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا

وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ الــعَراقي

والــعَرْــقُوَتانِ

من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.

والــعَرْــقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ

قبر مستطيلة. ابن شميل: الــعَرْــقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض

في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير

قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من

أَرض مستوية مشرف على ما حوله. والــعَرَــاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه

جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة،

وأَما الــعَرْــقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة الــعرض، لها سَنَد

وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره

فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً. والــعَرْــقُوَةُ والــعَراقي من الجبال:

الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل،

وهي الــعِرْــقُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات الــعَراقي، وقيل: الــعِرْــق

جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ:

ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها

مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ الــعِرْــقِ، مَجْدول

وقيل: الــعِرْــقُ الجبل وجمعه عُرُــوق. والــعَراقي عند أَهل اليمن:

التَّراقي.

وعَرَــقَ

في الأَرض يَــعْرِــقُ عَرْــقاً وعرُــوقاً: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن

الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى

أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَــقَ

في الأَرض إِذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو

يمشي في ركابه: تَــعَرَّــقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً

قليلاً. والــعَرَــقُ: الواحد من أَــعْرَــاق الحائط، ويقال: عَرِّــقْ عَرَــقاً أَو

عَرَــقين. أَبو عبيد: عَرِــقَ إِذا أَكل، وعَرِــقَ إِذا كسل. وصارَعَهُ

فتَــعَرَّــقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.

وعِرْــقٌ وذات عِرْــق والــعِرْــقانِ والأَــعْراق وعُرَــيْقٌ، كلها: مواضع. وفي

الحديث: أَنه وَقَّت لأهل الــعِراق ذات عِرْــقٍ؛ هو منزل مــعروف من منازل

الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل الــعِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْــقاً وهو

الجبل الصغير، وقيل: الــعِرْــقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم

النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم.

قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من الــعِراقِ يقال له عِراقٌ، وما

بين ذاتِ عِرْــقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ

من قِبَل الحجاز مدارج الــعَرْــج، وأَولها من قِبَلِ

نَجْدٍ مدارج ذات عِرْــقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْــقٍ موضع بالبادية. وفي

حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند الــعِرْــقِ من الجبلِ

الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى

الــعِرْــقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَــعرابي: عُرَــيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل

والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله:

لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ،

لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ

قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ. وابن عِرْــقانَ: رجل من الــعرب.

عرق
الــعَرَــقُ، مُحرّكة: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى من أُصولِ الشَّــعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسْم للجِنْس لَا يُجمَع، وَهُوَ فِي الحَيوانِ أصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قَالَ اللّيثُ: لم أسمَعْ للــعَرَــقِ جمْعاً، فإنْ جُمِع كَانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأفْعالٍ، مثل جدَثٍ وأجْداثٍ. وَفِي حَديثِ أهلِ الجنّة: وإنّما هُوَ عرَــقٌ يجْري من أعْراضِهِم وَقد عرِــقَ، كفَرِح. ورجُلٌ عُرَــقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ أَي: الــعرَــق. وَأما عُرَــقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مطّرِدْ فِي كلِّ فِعْلٍ ثُلاثيّ كضُحَكَة وهُزَأةٍ، وربّما غُلِطَ بمثْلِ هَذَا وَلم يُشــعَرْ بمَكَان اطِّرادِه، فذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يطّرِدُ، فقد قَالَ بعضُهم: رجلٌ عُرَــقٌ وعُرَــقَة: كثيرُ الــعرَــقِ، فسوّى بينَهُما، وعُرَــقٌ غير مطَّرد، وعُرَــقَةٌ مطَّرِد، كَمَا ذكَرْنا. والــعَرَــقُ: نَدَى الحائِط، وَقد عرِــقَ عرَــقاً: إِذا نَدِي، وَكَذَلِكَ الأرْضُ الثّريّة إِذا نتَحَ فِيهَا النَّدَى حتّى يَلْتَقي هُوَ والثّرَى. وَقَالَ شَمِرٌ: الــعَرَــقُ: هُوَ النّفْعُ والثّوابُ. تقولُ الــعَربُ: اتّخَذْتُ عندَه يَداً بيْضاءَ، وأخْرَى خضْراءَ، فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عرَــقاً، أَي: ثَواباً. وأنشَدَ للحارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العبْسيِّ يصِفُ سيْفاً:
(سأجْعَلُه مكانَ النّونِ منّي ... وَمَا أعطِيتُه عرَــقَ الخِلالِ)
يَقُول: لم أُعْطِه للمُخالَّة والمودَّة كَمَا يُعْطي الخَليلُ خليلَه، ولكنّي أخذْتُه قسْراً، والنّون: اسمُ سيْفِ مالكٍ ابنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حمَلُ بنُ بدْرٍ أخذَه من مالِكٍ يومَ قتَله، وأخذَه الحارِثُ من حمَل بنِ بدْرٍ يَوْم قتَله، وظاهِرُ بيْت الحارِث يقْضي بأنّه أخَذ منْ مالكٍ سيْفاً غيرَ النّونِ، بدَلالَةِ قولِه: سأجعَلُه مَكانَ النّونِ أَي: سأجْعَل هَذَا السّيْفَ الّذي استَفَدْتُه مَكَان النّونِ. والصّحيحُ فِي إنْشادِه: ويُخْبِرُهم مَكانَ النّونِ منّي لأنّ قبلَه:
(سيُخبِرُ قومَه حنَشُ بنُ عمْرٍ و ... إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ)
والــعَرَــقُ فِي البَيْت بمَعْنى الجَزاء. وَقَالَ غيرُه: عرَــقُ الخِلال: مَا يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَي: يُعطيكَ للمَودّةِ. ومعْنى الْبَيْت، أَي: لمْ يــعْرَــقْ لي بهذَا السّيفِ عَن مودَّة، وإنّما أخذْتُه مِنْهُ غصْباً،)
وَفِي بعض النُسَخ والتُّراب وَهُوَ غلَطٌ. أَو الــعَرَــقُ: قَليلُه أَي: القَليلُ من الثّوابِ، شُبّه بالــعَرَــق.
والــعَرَــق: اللّبَنُ، سُمِّي بهِ لأنّه عرَــقٌ يتحلّب فِي الــعُروقِ، حَتَّى ينْتَهي الى الضّرْع. قَالَ الشّمّاخُ: (تغْدو وَقد ضمِنَتْ ضَرّاتُها عرَــقاً ... من ناصِعِ اللّوْنِ حُلْوِ الطّعْمِ مجْهودِ)
ورَواه بعضُهم: تُصْبِحْ وَقد ضمِنت، وذلِك أنّ قبلَه:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْــفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... من الأسالِقِ عارِي الشّوْكِ مجْرودِ)
تُصبِح وَقد ضمِنَتْ ...
فَهَذَا شرْطٌ وجَزاءٌ. ورواهُ بعضُهم: تُضْحِ وَقد ضمِنَتْ على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرّواية المــعروفَةُ غُرَقاً جمْع غُرْقة، وَهِي القَليل من اللّبَن والشّراب. وَقيل هُوَ القَليلُ من اللبَنِ خاصّةً، ويُقال: إنّ بغنَمِك لــعِرْــقاً من لَبَنٍ، قَليلاً كَانَ أَو كثيرا، ويُقال: عرَــقاً من لبَنٍ، وَهُوَ الصّواب. والــعَرَــقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللّبِنِ والآجُرِّ فِي الحائِطِ. ويُقال: قد بَنى الْبَانِي عرَــقاً وعرَــقَيْن، وعَرَــقةً وعرقَتَيْن أَي: صَفّاً وصفّين، والجَمْع أعْراقٌ. والــعَرَــق: الطُّرُقُ فِي الجِبالِ، كالــعَرْــقَة بفَتْح فَسُكُون. وَقيل: الــعَرَــق: آثارُ اتّباعِ الإبِلِ بعضِها بعْضاً، واحدتُه عرَــقَة. قَالَ: وَقد نسجْنَ بالفَلاةِ عرَــقا وعرَــقُ التّمْر: دِبْسُه لِأَنَّهُ يتحلّب مِنْهُ. والــعَرَــق: الزّبيب نادِر. والــعَرَــق: نِتاجُ الإبِل. يُقال: مَا أكثرَ عرَــقَ إبِلِه. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال: مَا أكْثَر عرَــقَ غنَمِك: إِذا كثُر لبَنُها عندَ نِتاجِها. والــعَرَــق: النّقْع هَكَذَا هُوَ بالقافِ فِي سائِرِ النُسَخ، والصّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وَهُوَ قوْل شَمِر، كَمَا تقدّم عندَ قَوْله والثّواب، وَلَو ذكَرهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أحْسن. والــعَرَــق: السطْرُ من الخَيْل، وَمن الطّيْر وَهُوَ الصّفُّ، الواحِدَة مِنْهُمَا عرَــقَةٌ. قَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ يصِف الخَيلَ:
(كأنّهنَّ وَقد صَدَّرْنَ من عَرَــقٍ ... سيدٌ تمطَّر جُنْحَ اللّيلِ مبْلولُ)
هَكَذَا أنشدَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي: صدّرَ الفرسُ فَهُوَ مُصَدِّر: إِذا سبقَ الخيلَ بصَدْرِه.
والــعَرَــقُ: الصّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الْأَــعرَــابِي صُدِّرْنَ من عَرَــق أَي: صَدَرْن بعد مَا عرِــقْن، يذْهَبُ الى الــعَرَــق الَّذِي يخْرُجُ منْهُن إِذا أُجرينَ، يُقَال: فرسٌ مُصَدَّر: إِذا كَانَ يــعْرَــق صَدْرُه.
وكُلُّ مضْفورٍ مُصْطَفٍّ عرَــقٌ، وعَرَــقة. والــعَرَــقُ: السّفيفَةُ المنْسوجة من الخُوص وغيرِه قبلَ أَن يُجعَلَ مِنْهُ الزِّنْبيل، أَو الزِّنْبيلُ نفسُه. وَمِنْه حَديثُ المُظاهِر: فَأتى بــعَرَــقٍ فِيهِ تمْرٌ وَفِي رِوَايَة: بــعَرَــقٍ من تَمْرٍ. قَالَ الأزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد بالتّحْريك ويُسَكَّن عَن بعضِ المُحدِّثينَ.)
والــعَرَــق: الشّوطُ والطّلَق. يُقال: جرَى الفَرَسُ عرَــقاً، أَو عرَــقَيْن، أَي: شوْطاً أَو شوطَين. وَفِي المثَل: لَقيتُ مِنْهُ عرَــق القِرْبَة، وَهُوَ كِنايةٌ عَن الشِّدّةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أَدْرِي مَا أصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهود والمَشَقّة. قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَي لَقيتُ مِنْهُ المَجْهود وَأنْشد لابنِ أحْمر:
(ليستْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها ... عرَــقُ السِّقاءِ على القَعودِ اللاّغِبِ)
أرادَ عرَــقَ القِرْبة، فَلم يسْتَقِم لَهُ الشِّــعرُ لأنّ القِربَة إِذا عرِــقَت خبُثَ ريحُها، أَو لأنّ القِربَةَ مَا لَهَا عرَــق، فكأنّه تجشّم مُحالاً قالَه أَبُو عُبَيد، وَبِه فُسِّر حَديثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإنّ الرِّجالَ تُغالي بصَداقِها حَتَّى تَقولَ: جشِمتُ إِلَيْك عرَــق القِرْبَةِ، أَو علَق القِرْبة.
وَالْمعْنَى تكلّفْتُ إِلَيْك مَا لَمْ يبْلُغْه أحَدٌ حَتَّى تجشّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ القِرْبَة لَا تــعْرَــق، وَهَذَا مثل قوْلِهم: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ، ويَبيضَ الفأْر. أَو عَرقُ القِربَة: منْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأنّه نصَبَ وتكلّفَ وتجشّم وتعِبَ حَتَّى عرِــقَ كــعَرَــقِ القِرْبةِ، قَالَه الكِسائيُّ. وَقيل: أرادَ بــعرَــق القِرْبَةِ عرَــقَ حامِلِها من ثِقَلِها. وَقيل: أَرَادَ أنّه قصدَه وسافَر إِلَيْهِ حتّى احْتاجَ الى عرَــق القِرْبَة، وَهُوَ مَاؤُهَا، يعْني السّفَر إِلَيْهَا. أَو عرَــقُ القِربَة: سَفيفَةٌ يجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صدْرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: عرَــقُ القِربة وعلَقُها وَاحِد، وَهُوَ مِعْلاقٌ تُحْمَل بِهِ القِرْبَة، وأبدَلوا الرّاءَ من اللاّم، كَمَا قَالُوا: لَعَمْري ورَعَمْلي. وَقَالَ أَيْضا: أمّا عرَــق القِربة فــعَرقُك بهَا عَن جَهْدِ حمْلِها وذلِك لأنّ أشدّ الْأَعْمَال عندَهم السّقْي. وَأما علَقها فَمَا شُدّت بِهِ ثمَّ عُلِّقَت. القَولُ الأول نقَله عَنهُ الصّاغاني، والثّاني صاحِبُ اللِّسَان، فتأمّل. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ جشِمْتُ إليكَ النّصَبَ والتّعَب والغُرْمَ والمَؤونَة، حَتَّى جشِمْتُ إلَيْك عرَــق القِرْبة أَي: عِراقَها الَّذِي يُخْرَز حوْلَها. وَمن قَالَ: علَق القِرْبة، أرادَ السّيورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بهَا. أَو معْناه: تكلَّف مشَقّةً كمشَقّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يــعْرَــق تحتَها من ثِقَلِها. وَقَالَ الجوهَريّ: الــعَرَــق إنّما هُوَ للرّجلِ لَا للقِرْبةِ، وأصلُه أنّ القِرَب إِنَّمَا تحْمِلُها الإماءُ الزّوافِر، ومَن لَا مُعين لَهُ، وَرُبمَا افْتَقَر الرّجُل الكَريم، واحْتاجَ الى حمْلِها بنَفْسِه، فيــعْرَــق لِما يلْحَقُه من المشَقّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشّمتُ لَك عَرَــقَ القِرْبَة. ولَبَن عَرِــقٌ، ككتِف: فسَد طعْمُه عَن عرَــق البَعيرِ المُحَمَّل عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يُحْقَن فِي السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعير لَيْسَ بيْنه وبيْن جنْب البَعير وِقاء، فيــعْرَــقُ البَعير، ويَفْسُد طعمُه من عرَــقِه، فتتغيّر رائِحَتُه، وَقيل: هُوَ الخَبيثُ الحمْضُ، وَقد عرِــق عرَــقاً. وعرِــق كفرِح عرَــقاً: إِذا كسِل. وحِبّانُ بنُ الــعَرِــقَة بِكَسْر الحاءِ والرّاءِ وَقد تُفْتَح الرّاءُ عَن الواقِديّ وَهِي أَي: الــعَرِــقة أمُّه ابنَةُ سَعيد بنِ سهْم، واسمُها) قِلابَةُ والــعَرِــقة لقَبُها لُقِّبَتْ بِهِ لِطيبِ ريحِها. قَالَ ذَلِك ابنُ الكَلْبيّ وَهُوَ حِبّان بنُ أبي قيْس بنِ علْقَمَة بنِ عبْدِ مَناف بنِ الحارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْرو بنِ بَغيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ. وحِبّانُ هُوَ الَّذِي رَمَى سعْدَ بنَ مُعاذٍ رضِي الله تَعَالَى عنْه يومَ الخَنْدَق وَقَالَ: خُذْها وَأَنا ابنُ الــعَرِــقة، كَمَا فِي كُتُب السّير. والــعَرَــقة، مُحرَّكة: الخشَبَة الَّتِي تُــعرَّــضُ أَي توضَع معْتَرِضة بَين سافَي الحائِط كَمَا فِي الصّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي الدّرْداءِ رضِي الله عَنهُ: أنّه رأى فِي المسْجِد عرَــقَةً، فَقَالَ: غطّوها عنّا قَالَ الحربيُّ: أظنُّها خشَبَةً فِيهَا صورةٌ. والــعَرَــقة: الدِّرَّة الَّتِي يُضرَب بهَا. والــعَرَــقة: النِّسْعَة يُشَدُّ بهَا الْأَسير، ج: عرَــقٌ، وعرَــقات. قَالَ أَبُو كَبير الُذَليّ:
(نَغْدو فنتْرُك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوَى ... ونُقِرُّ فِي الــعَرَــقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ)
وعرَــقَ العظْمَ يــعرِــقه عرْــقاً، ومــعْرَــقاً، كمَقْعَد: إِذا أكَلَ مَا علَيْه من اللّحْم نهْشاً بأسْنانِه. قَالَ الشّاعر:
(أكُفُّ لِساني عَن صَديقي فَإِن أُجَأْ ... إِلَيْهِ فإنّي عارِقٌ كُلَّ مَــعْرَــقِ) كتــعرَّــقه. وَمِنْه الحَديث: فناولتُه العَضُدَ، فَأكلهَا حَتَّى تــعرَّــقَها، وَهُوَ مُحْرِم. واستعار بعضُهم التّــعرُّــقَ فِي غيْر الجَواهِر. أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ فِي صِفة إبلٍ وركْب:
(يتــعرّــقونَ خِلالَهُنّ ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُم مُقْطَعٌ وجَريحُ)
أَي: يسْتَديمونَ حَتَّى لَا تبْقَى قُوَّة وَلَا صَبر، فذلِك خِلالَهُن، وينثَني، أَي: يسْقُط مِنْهَا، وَمِنْهُم أَي: من هَذِه الإبِل. وعرَــقَ فُلانٌ فِي الأرضِ يــعرُــق عرْــقاً وعُروقاً أَي ذهَب. وظاهِرُه أنّه من حَدِّ نصَر كَمَا هُوَ مُقتضى اصْطِلَاحه، وصرّحَ الصاغانيُّ أنّه منْ حدِّ ضرَب، ومثلُه فِي الصِّحَاح، حيثُ قَالَ: عرَــقَ فُلانٌ فِي الأرْض يــعرِــق عُروقاً مِثَال جلَس يجلِسُ جُلوساً. وعرَــق المَزادَة وَكَذَلِكَ السُّفْرة يــعْرِــقُها عرْــقاً فَهِيَ مــعْروقة: جعلَ لَهَا عِراقاً بالكَسْر، وَسَيَأْتِي معْناه قَرِيبا.
والــعَرْــقُ بِالْفَتْح. والــعُراقُ كغُراب: العَظْم الَّذِي أُكِل لحْمُه، وَقيل: أُخِذَ معظمُ اللَّحْم وهبْرُه وبَقِي عَلَيْهَا لُحومٌ رَقيقة طيّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتؤخَذُ إهالتُها من طُفاحَتِها، ويُؤْكَل مَا علَى العِظام منْ لحْم رَقِيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولحمُها من أطيب اللُّحْمانِ عنْدهم. وَفِي الحَدِيث: أنّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَل على أمِّ سلَمة وتَناوَل عرْــقاً، وصلّى وَلم يتوضّأ وروى عَن أمِّ إسْحاق الغَنَويّة: أنّها دخَلت على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيْتِ حفْصةَ، وَبَين يدَيْه ثَريدَةٌ، قَالَت: فناوَلَني عَرْــقاً وَقيل: الــعَرْــق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. ج أَي: جمْع الــعَرْــق عِراقٌ ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ)
قَالَ: وَهُوَ أقْيسُ، وأنشَد: يَبيتُ ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ وَفِي شُمولٍ عُرِّــضَتْ للنّحْسِ أَي: مُلْسٍ من الشّحم. والنّحْسُ: الرّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. ويُجْمَع الــعَرْــق أَيْضا على عُراق، مثل غُراب وَهُوَ من الجَمْع العَزيز. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: نادِرٌ. ونقَل الجوهَريُّ عَن ابنِ السِّكّيت: لم يجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلَّا أحرُف مِنْهَا: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشَاة رُبّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَار، وعَرْــقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرير وفُرارٌ. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا. قَالَ الصّاغانيّ: بلْ لَهَا نظائِر: نذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذكَرَها ابنُ خالَوَيْه فِي كِتاب ليْس. قُلت: وزادَ ابنُ بَرّيّ: وظَهْر وظُهار. وبَريءٌ وبُراء، فصارَت الجُملة اثْنَى عشَر حرْفاً. أَو الــعَرْــق: العظْم بلَحْمِه، فَإِذا أُكِل لحمُه فــعُراقٌ. قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزّجّاجيّ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد فِي الــعُراق، واحتجّ بقولِ أبي زُبَيد: حمْراء تبْري اللّحْمَ عَن عُراقِها أَي: تبْري اللّحْمَ عَن العَظْم أَو كِلاهُما لكِلَيْهِما. والــعُراقُ والــعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُطْفَة كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه من الماءِ، كالــعَرْــقاةِ وَفِي اللّسان أنّ الــعُراقَ جمْع عُراقَة بِهَذَا المَعْنى.
والــعُراقَة: المطَرةُ الغَزيرَةُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عُراقُ الغَيث: نباتُه فِي أثرِه. وَفِي الأساس: هُوَ مَا خرَج من النّبات على أثَر الغيْثِ. وَرجل مُــعرَّــق العِظام كمُعَظَّمٍ، ومَــعروقُها أَي: قَليلُ اللّحْم وَكَذَلِكَ مُعْتَرَقُها، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، واقتصَر الجوهَريُّ على المَــعْروقِ والمُعْتَرَق. وَيُقَال: عظْمٌ مــعْروقٌ: إِذا أُلقِي عَنهُ لحمُه، وَأنْشد أَبُو عُبَيد لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تُهْدي الأمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ مــعْروقَ العِظامِ)
وَقد عُرِــق، كعُنِي، عَرْــقاً بِالْفَتْح. وَقَالَ ابنُ بَرّي: مــعْروقُ العِظام، مثل الــعُراق. والــعَرْــق بالفَتْح: الطّريقُ يــعْرُــقه النّاسُ من حدِّ نصَر، أَي: تسْلُكه وتذْهبُ فِيهِ حَتَّى يسْتَوْضِح ويَبين سُمِّي بالمَصْدر. والــعِرْــق، بالكَسْر للشّجَر مــعروفٌ، وَهُوَ أطْناب تشْعب مِنْهُ. وعِرْــقُ البَدَن من الحَيَوان م وَهُوَ الأجْوَفُ الَّذِي يكون فِيهِ الدّمُ، والعَصَب غير الأجْوف. وَفِي الحَدِيث: إنّ ماءَ الرّجُل يجرِي من المرأةِ إِذا واقَعها فِي كُلِّ عِرْــقٍ وعصَبٍ. ج: عُروقٌ، وأعراقٌ، وعِراقٌ، الْأَخِيرَة بالكَسر. يُقال: تداركَه أعراقُ خيرٍ، وأعراقُ شرٍّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قيلَ سابِقٌ ... تدارَكَهُ أعْراقُ سَوْءٍ فبلَّدا)
وَفِي الحَديث: من أحْيا أَرضًا ميِّتةً فَهِيَ لَهُ، وليْس لــعِرْــقٍ ظالمٍ حقّ أَي: لذِي عِرْــقٍ ظَالِم حَقّ، وَهُوَ الَّذِي يغرِسُ فِيهَا غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لــعِرْــق ظالِم بِالْإِضَافَة: قَالَ أَبُو عليّ: هَذِه عِبارةُ اللّغَويّين، وَإِنَّمَا الــعِرْــقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ، وَفِي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ: فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قَالَ الأزهريّ: عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمال المَمْطورة فِي الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّه الإبلَ فِي حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بــعُروقِ الأرْطَى. وَفِي حَدِيث آخر: انظُر فِي أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك، فإنّ الــعِرْــقَ دسّاس. والــعِرْــق: أصلُ كُلّ شيءٍ وَمَا يقومُ عَلَيْهِ. والــعِرْــقُ: الأرضُ المِلْحُ الَّتِي لَا تُنبِتُ، وسيأْتي قَريباً مَا يُخالِفه. والــعِرْــقُ: الجبَل والجَمْع الــعُروق. وَقيل: هُوَ الجبَل الغَليظ المُنْقادُ فِي الأَرْض يمنَعُك من عُلْوِه وَلَا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وَلَيْسَ بطَويلٍ. وَقيل: الجبَل الصّغير المُنفرِد فَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الشَّمّاخ:
(مَا إنْ تَزالُ لَهَا شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ الــعِرْــقِ مجْدولُ)
ويُقال: إِنَّه لخَبيثُ الــعِرْــق، أَي: الجسَد وَكَذَلِكَ السِّقاء. والــعِرْــق: ع على فَراسِخَ من هِيت، كَانَ بِهِ عُيونُ ماءٍ. والــعِرْــق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ الــعِرْــق، أَي: الدِّرّة، وقِيل: دائِمةُ اللّبَنِ. والــعِرْــق أَيْضا: النِّتاجُ الكَثيرُ عَن ابنِ الأعرابيِّ. يُقال: مَا أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك، أَي: لبَنَها ونِتاجَها.
والــعِرْــقُ: لقَبُ الحُسَيْن. وَفِي التّبْصير: الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عَنهُ قاسِمٌ النّوشَجانِيّ.
والــعِرْــقُ: السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ. ونصُّ أبي حَنيفةَ: تُنْبِت الشّجَر، وَهَذَا مَعَ قولِه آنِفاً: الأرضُ المِلحُ لَا تُنبِت، ضِدٌ، وَكَانَ ينبَغي أَن ينبِّه على ذَلِك. والــعِرْــقُ: الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مَعَ الأَرْض، أَو: هُوَ المَكانُ المرتَفِع، ج: عُروقٌ. وذاتُ عِرْــق: موضِعٌ بالبادِيَة كَانَ يُقالُ لَهُ قبْلَ الْإِسْلَام: عِرْــقٌ، وَهُوَ ميقاتُ الــعِراقِيّين، وَهُوَ الحدُّ بَين نجْد وتِهامةَ. وَمِنْه الحَديثُ: أنّه وقّت لأهْلِ الــعِراقِ ذاتَ عِرْــق وَهُوَ منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يفحرِم أهلُ الــعِراق بالحَجِّ مِنْهُ، سُمّي بِهِ لأنّ فِيهِ عِرْــقاً، وَهُوَ الجبَلُ الصغيرُ، وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنهم يُسلِمون ويحُجّون، فبيّن مِيقاتَهم، قَالَ:
(أَلا يَا نخْلةً من ذاتِ عِرْــقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ)

وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: مَا دونَ الرّمل الى الرّيفِ من الــعِراق، يُقال لَهُ: عِراقٌ وَمَا بيْن ذاتِ عِرْــقٍ الى الْبَحْر: غوْرٌ وتِهامَةُ، وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ الــعَرْــجِ، وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْــق. وعِرقٌ: وَاد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم، قَالَ جَرير:
(نهْوَى ثَرَى الــعِرْــق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالــعِرْــقِ عِرْــقاً وَلَا السُّلاّنِ سُلاّنا)
السُّلاّنُ: وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم. والــعِرْــقان: موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْــق ناهِق، وعِرْــق ثادِق. قَالَ شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ:
(مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رِسَالَة ... فَلَا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْــقِ ناهِقِ)
وعِرْــقَةُ، بهاء: د، بالشّام، وَهُوَ حِصْنٌ شرقيَّ طرابُلُسَ، وَهِي آخِرُ أَعمال دمشق، وَسَيَأْتِي للمُصنِّفِ أَيْضا قَرِيبا ذَلِك. والــعُروق الصُّفْر: نَباتٌ للصّبّاغينَ نقَله الجوْهَريّ فارسيَّته: زَرْدُ جوبَه أَي: الخشَبُ الأصْفر. أَو هوَ الهُرْدُ. أَو هُوَ المامِيران الصّيني. أَو الكُركُم الصّغيرُ وكلُّ ذَلِك مُتقارِب. والــعُروقُ البيضُ: نباتٌ آخر مُسمِّنَةٌ للنِّساءِ، وتُسمّى المُستَعْجِلةَ. والــعُروقُ الحُمْر: الفوّةُ يُصْبَغُ بهَا. والــعُرُــق، بضمّتَين: جمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه،نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي الــعِراقُ عِراقاً، كَمَا سَيَأْتِي. والــعُروق: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجا وسَجا بِالْجِيم: ماءٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني كِلاب، قَالَه أَبُو عَمْرو. والــعِراقُ ككِتاب: جوْفُ الرّيش.
قَالَ النَّظّار: وكَفَّ أطْرافَ الــعِراق الخُرَّجِ كمثْلِ خطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج وَقَالَ أَيْضا: الــعِراقُ: مياهٌ لبَني سعْد بن مَالك وَبني مَازِن. والــعِراقُ: شاطِئُ الماءِ أَو شاطئُ البحْر خاصّة، زَاد اللَّيْث طولا أَي على طولِ البحْر. والــعِراقُ: الخَرْزُ المَثْنيُّ فِي أسفلِ المَزادَةِ والرَّاويَةِ، نقلَه الليْث، والجَميعُ: الــعُرُــقُ، والأعرِــقَة، وَهُوَ من أوثَقِ خُرَز فِي المَزادَة. قَالَ عَمْرو بنُ أحْمَرَ يصِف قَطاةً سقَتْ فرْخَها:
(من ذِي عِراقٍ نِيطَ فِي جوْزِها ... فهْو لَطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ)
وَقَالَ أَبُو زيْد: إِذا كَانَ الجِلْدُ أسْفَل الإداوَةِ مثْنِيّاً، ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، والجمْع عُرُــقٌ.
وَقيل: عِراقُ القِرْبة: الخَرْز الَّذِي فِي وسَطِها. وَقَالَ يونُس: رأيتُ أَــعْرَــابِيًا يُرَقّصُ ابنَه، وَيَقُول: يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ)
والوَدْعِ والأحْويَةِ الأخْلاقِ بِي بيَ أرْياقَكَ من أرياقِ وحيثُ خُصْياكَ الى المآقِ وعارِض كجانِبِ الــعِراقِ قَالَ: شبّه أسْنانَه فِي حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نسَقٍ واحِد بــعِراقِ المَزادَةِ لأنّ خرْزَه متسرِّدٌ مُستَوٍ. وَقَالَ الأصْمَعي: الــعِراقُ: الطِّبابَةُ، وَهِي الجِلْدةُ الَّتِي تُغطَّى بهَا عُيونُ الخُرَزِ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُجعَلُ على مُلتَقَى طرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسْفَلِ القِرْبة، فَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غيرَ مثْنِيٍّ فَهُوَ طِبابٌ. والــعِراقُ: قُطْر الجبَل وحْدَه عَن ابْن عبّاد. والــعِراق: بَقايا الحمْض، كالــعِرْــق بالكَسْر فيهِما أَي: فِي المَعْنَيين وَمِنْه إبِل عِراقيّة ترْعَى بَقايا الحَمْض. وأوردَ الأزهريّ بعد قَوْله: الــعِراق: مياهُ بَني سعْدِ بنِ مَالك وبَني مازِن ويُقال: هذِه إبِل عِراقيّةٌ وَلم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أنّه منْسوبة الى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تفْسير قوْلِ الشاعِر، أنشدَه ابنُ الْأَــعرَــابِي:
(إِذا استنْصَلَ الهيْفُ السَّفا برّحَتْ بِهِ ... عِراقيّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ)
وَهِي الَّتِي تطْلُبُ الماءَ فِي القَيْظِ. وَقيل: هِيَ منسوبة الى الــعِراق الَّذِي هُوَ شاطِئُ الماءِ، ونُجْدٌ هُنَا جمع نَجْديّ، كفارِسيّ وفُرْس. وَقَالَ أَبُو زيْد: كلُّ مَا اتّصل بالبَحْر من مرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإبلٌ عِراقيّة: منسوبة الى الــعِراقِ، على غيرِ قِياس. والــعِراقُ من الظُّفْرِ: مَا أحاطَ بِهِ من اللّحْم.
والــعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها. وقالَ ابنُ بَرّي: الــعِراقُ من الدّارِ: فِناؤُها، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(وَهل بلِحاظِ الدّارِ والصّحْنِ معْلَمٌ ... وَمن آيِها بِينُ الــعِراقِ تلوحُ)
اللحاظُ هُنَا: فِناءُ الدّار أَيْضا. والــعِراقُ من السُفْرةِ: خرْزُها المُحيطُ بهَا، وَقد عَرقَها فَهِيَ مــعْروقَة: جعَل لَهَا عِراقاً. والــعِراقُ من الرّكيب، أَي: النّهر: الَّذِي يدخُل مِنْهُ الماءُ الحائِطَ، حاشيَتُه من أدْناه الى مُنْتَهاه. والــعِراقُ من الحَشا: مَا فوْق السُرّة معْتَرِضاً بالبَطْنِ. جمْعُ الكُلِّ: أعرِــقَة، وعُرْــقٌ بالضّم وبضمّتَيْن. والــعِراقُ: بلادٌ، م مــعْروفة من فارِس، حدُّها من عبّادان الى المَوصِل طولا، وَمن القادِسيّة الى حُلْوانَ عرْــضاً. وَقَالَ الجوهريّ: تُذَكَّر وتؤنَّث. قَالَ ابنُ دُريد: ذكَروا أنّ أَبَا عمْرو بنِ العَلاءِ كَانَ يَقُول: سُمّيَتْ بهَا لتَواشُجِ عِراق هَكَذَا فِي النُسخ، وَصَوَابه عُروق النّخْلِ والشّجَرِ فِيهَا كأنّه أرادَ عِرْــقاً ثمَّ جُمِع عِراقاً، أَو لأنّه استكفَّ أرضَ الــعرَــب. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زعَموا، وَهَكَذَا يَقُول الأصمعيُّ، أَو سُمّي بــعِراقِ المَزادَةِ لجِلدَة تُجْعَلُ)
على مُلتَقى طرفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسفَلِها لأنّ الــعِراقَ بيْن الرّيفِ والبَرّ، أَو لأنّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شاطِئِهما تتابُعاً حَتَّى يتّصِل بالبَحْر، قَالَه اللّيث. أَو هِيَ مــعرّــبة إيران شهْر، وَمَعْنَاهُ كثيرةُ النّخْلِ والشّجَر فــعُرِّــبت فَقيل عِراق، هَكَذَا نقَلوه. وَعِنْدِي فِي معْناه نظَر.
وَقَالَ الأزهريّ: قَالَ أَبُو الهيثَم: زعَم الْأَصْمَعِي أنّ تسميتَهم الــعِراقَ اسمٌ أعجمي مــعرَّــب، إِنَّمَا هُوَ إيران شَهْر، فأعرَــبتْه الــعربُ، فَقَالَت: عِراق، وإيران شهْر: موضِع المُلوك. قَالَ أَبُو زُبَيد:
(مانِعي بابةَ الــعِراقِ من النّا ... سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأسودِ)
والــعِراقان: الكوفَة والبَصْرَة نقلَه الجوْهَريّ. وعرْــقوَةُ الدّلْو بفَتْح العيْن كتَرْقُوَةٍ، وَلَا يُضَمّ أولُه قَالَ الجوهريّ: وَإِنَّمَا تُضَمّ فُعْلُوَة إِذا كَانَ ثَانِيهَا نوناً مثل عُنْصُوَة، وَكَذَا عرْــقاتُها بفَتْح فسُكون بمَعْنى واحِد، وَهِي الخشَبة المَــعروضة عَلَيْهَا، وشاهِد الْأَخير قولُ الشَّاعِر: احذَرْ على عيْنَيْك والمشافِرِ عرْــقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبّهَها بالعُقاب فِي ثِقَلها. وَقيل: فِي سُرْعة هُوِيِّها. والــعَرْــقُوَتان: خشَبَتان يُــعْرَــضان علَيْها أَي: على الدّلْو كالصّليب، نقَلَهُ الْأَصْمَعِي. وَأَيْضًا هما خشَبَتان تضُمّان مَا بَيْن واسِطِ الرّحْل والمُؤْخِرَةِ. وَقَالَ اللّيثُ: للقَتَبِ عَرْــقُوَتان، وهما خشَبتان على عضُدَيْه من جانِبَيْه ج: الــعَراقي.
قَالَ رؤبة: سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرعُ الأتْآقِ رحْبُ الفُروغِ مُكرَبُ الــعَراقِي وَقَالَ عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ يصِف مُهْراً:
(فهْيَ كالدّلْوِ بكَفِّ المُسْتَقِي ... خُذِلَتْ مِنْهَا الــعَراقِي فانْجذَمْ)
أَرَادَ بقوله: مِنْهَا: الدّلْو، وبقَوْلِه: انجَذَم: السَّجْل لِأَن السَّجْلَ والدّلْو واحِدٌ. وَفِي الحَدِيث: رأيتُ كأنّ دَلْواً دُلِّيَ من السّماءِ فأخذَ أَبُو بكْرٍ بــعَراقِيها فشرِب. قَالَ الجوْهَريُّ: وَإِن جمَعْتَ بحَذْفِ الهاءِ قلت: عرْــق، وأصلُه عرْــقُوٌ، إِلَّا أَنه فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بثَلاثَةِ أحْقٍ فِي جمْع حَقْو. وَفِي اللّسان بعدَ قولِه: وأصلُه عَرْــقُوٌ، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام اسْم آخِرُه واوٌ قبلَها حرْفٌ مضْموم، إنّما تُخَصُّ بِهَذَا الضّرْبِ الأفعالُ، نَحْو: سَرُوَ، وبَهُوَ، ودَهُوَ. هَذَا مذْهَب سيبَوَيْه وغيرِه من النّحْويينَ، فَإِذا أدّى قِياسٌ الى مثلِ هَذَا فِي الأسْماءِ رُفِض، فعدَلوا الى إبْدالِ الواوِ يَاء، فكأنّهم حوّلوا عرْــقُواً)
الى عَرْــقِي، ثمَّ كرِهوا الكسرة على الياءِ، فأسكنُوها، وبعْدَه النّون ساكِنَة، فالْتَقى ساكِنان، فحذَفوا الياءَ، وبقِيَت الكسرةُ دالّةً عَلَيْهَا وثبتَت النّون إشْعاراً بالصّرْف، فَإِذا لم يلْتَقِ ساكِنان ردّوا الياءَ، فَقَالُوا: رأيتُ عَرْــقِيَها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضّربِ من التّصريف. أنْشد سيبويْه: حَتَّى تَقُضّي عَرْــقِيَ الدُلِيّ وَذَات الــعَراقِي: الدّاهيَة، لِأَن ذَات الــعَراقي هِيَ الدّلْو، والدّلْوُ من أسماءِ الدّاهِيَة، يُقال: لَقيتُ مِنْهُ ذَات الــعَراقِي. قَالَ عوْفُ بنُ الأحْوص:
(لَقيتُمْ من تدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ الــعَراقِي)
ويُقال: هِيَ مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام، وَهِي الَّتِي غلُظَتْ جِداً لَا تُرْتَقَى إِلَّا بمشَقّة. وَقَالَ الليْثُ: الــعَرْــقُوة: كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ فِي الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الــعَرْــقُوة: أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ فِي السّماءِ، وَهِي علَى ذلِك تُشرِف على مَا حوْلَها، وَهُوَ قريبٌ من الأرْضِ أَو غيرُ قَريبٍ، وَهِي مُختلِفة مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ، ومكانٌ مِنْهَا غليظٌ، وإنّما هِيَ جانِبٌ من الأَرْض مسْتَوِية مُشرِفٌ على مَا حوْلَه. وَقَالَ غيرُه: الــعَراقِي: مَا اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأَرْض. وَأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً. والــعَرْــقاة بالفَتْح ويُكسَر، وكذلِك الــعِرْــقَة، بالكَسْر: الأصْلُ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْــقاتِنا ثمَّ يُرْتِعوا)
أَو: أصْلُ المالِ، أَو: أرومَةُ الشّجَر الَّتِي تتشعّبُ مِنْهَا الــعُروق، وَهِي الَّتِي تذْهَبُ فِي الأَرْض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ فِي الوسَط. وقولُهم: استأصَلَ اللهُ عَِرْــقاتَِهم أَي: شأفَتَهم إِن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه، وَهُوَ الأكثَر، وَإِن كسَرْتَه كسَرْتَه أَي: آخِرَه على أنّه جمْع عِرْــقَة بالكَسْر قَالَ اللّيثُ: ينصِبون التاءَ رِوايةً عَنْهُم، وَلَا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة فِي جمْع التأنيثِ. وَقَالَ الأزهريّ: عِرْــقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْــق كأنّه عِرْــق وعِرْــقات، كــعِرْــسٍ وعِرْــسات لأنّ عِرْــساً أُنثَى، فَيكون هَذَا من المُذَكَّر الَّذِي جُمِعَ بالألِف والتاءِ، كسِجِلٍّ وسِجِلاّت، وحمّامٍ وحمّامات. وَمن قالَ: عِرْــقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة، وَقد يكونُ عِرْــقاتُهم جمعَ عِرْــقٍ وعِرْــقَة، كَمَا قَالَ بعضُهم: رأيتُ بناتَك، شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ الَّتِي فِي فَتاتِهم وقَناتِهم لأنّها للتأنِيث، كَمَا أنّ هَذِه لَهُ. وَالَّذِي سُمِع من الــعَرَــبِ الفُصَحاءِ عِرْــقاتِهم بالكَسْرِ. قَالَ: وَمن كسَر التّاءَ فِي موضِع النّصْبِ، وجعلَها جمعَ عِرْــقَةٍ فقد أخْطأ. قَالَ ابنُ جِنّي: سألُ أَبُو عَمْرو أَبَا خَيْرةَ عَن قولِهم هَذَا، فنصَبَ أَبُو خيرةَ التاءَ)
من عَرْــقاتَهم فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو: هيْهات أَبَا خَيْرَةَ، لانَ جلدُكَ، وذلِك لأنّ أَبَا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كَانَ سمِعَها مِنْهُ بالجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَواها أَبُو عمر فِيمَا بعْدُ بالجرِّ والنّصْب، فإمّا أَن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه، وإمّا أَن يكونَ قَويَ فِي نفْسِه مَا سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ، ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ فِي نفْسِه، فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه. وعُرَــيْق كزُبَيْر: ع، بَين البَصرةِ والبَحْرَيْن. قَالَ: يَا رُب بَيْضاءَ لَهَا زوْجٌ حرَضْ حَلاّلة بَين عُرَــيْقٍ وحَمَضْ تَرميك بالطّرفِ كَمَا يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْــقَةُ، بالكَسْر: د، بِالشَّام وَقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ، وَأَنه حِصْنٌ، وَفِيه تَكرارٌ، كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ. مِنْهُ عُروَةُ بنُ مَرْوَان الــعِرْــقيّ المُسنِد، رَوى عَن زُهَير بنِ مُعاويةَ، وموسَى بنِ أعْيَن.
وواثِلَةُ بنُ الحسَن عَن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه الــعِرْــقِيّان نُسبا الى هَذَا الحصْن. وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْــق، بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد: تابِعيّان، رَوى محمدٌ عَن عبدِ الله بن بِشْرٍ وَعَن بقيّة وَجَمَاعَة، وُثق. وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْــق الحِمْصي: مُحدِّثٌ قُلت: ووالِدُه محمدٌ هَذَا هُوَ ابنُ عبْدِ الرَّحْمَن المذْكور، ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر، بل هُوَ حَفيدُ عبد الرّحْمن. وفاتَه مَعَ ذَلِك: أَحْمد بنُ مُحَمَّد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور، رَوى عَن أبيهِ، وعنْه الطَّبَرانيُّ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ، عُرِــف بابْنِ أخي الــعِرْــقِ، رَوى عَن داودَ بنِ رُشَيْدٍ، عَن حفْصِ بنِ غياثٍ، مَاتَ سنة. وعُرَــيْقَةُ كجُهَيْنَة: ع، وَله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ. قَالَ ابنُ الْأَــعرَــابِي: عُرَــيْقَة: بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع. وأعْرَــقَ الرّجلُ: أَتَى الــعِراقَ وَفِي الصِّحاح: صارَ الى الــعِراقِ، وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ:
(فَإِن تُتْهِموا أُنْجِدْ خِلافاً علَيْكُمُ ... وإنْ تُعْمِنوا مُستَحْقِبي الحَرْبِ أُــعْرِــقِ)
وَأنْشد الصّاغاني للأعشى:
(أَبَا مالِكٍ سارَ الَّذِي قد صنَعْتُمُ ... فأنْجَدَ أقْوامٌ بذاكَ وأعْرَــقوا)
وأعرَــقَ الرّجُلُ: صَار عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عِرْــق فِي الكَرَم، وكذلِك الفَرَس. يُقال ذلكَ فِي اللّؤْم وَفِي الكَرَم جَميعاً، وَقد عرّــقَ فِيهِ أعمامُه وأخوالُه، وَفِي حَديثِ عُمَر بنِ عبدِ العَزيز رَحمَه اللهُ تَعالَى: إنّ امْرأً لَيْسَ بينَه وبيْن آدمَ أبٌ حيٌّ لمُــعرَــقٌ لَهُ فِي الموْت. أَي: يَصيرُ لَهُ عِرْــقٌ فِيهِ،) يَعْني أَنه أصيلٌ، كَمَا يُقال: إِنَّه لمُــعْرَــقٌ لَهُ فِي الكَرَم، أَي: لَهُ عِرْــق فِي ذلِك يموتُ لَا مَحالَة.
قَالَت قُتَيْلَة بِنتُ النّضْرِ بنِ الحارِثِ، وَكَانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم قتل أَبَاهَا صَبْراً:
(أمُحمّدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجيبَةٍ ... فِي قومِها والفَحلُ فحْلٌ مُــعرِــقُ) وأعرَــقَ الشّجَرُ: اشتدّت، هكَذا فِي سائِرِ النُسَخ ومثلُه فِي العُباب، والصّواب: امتدّت عُروقُه كَذَا فِي المُحْكَم، وَزَاد الأزهرِيُّ: فِي الأَرْض. وأعرَــقَ الشّرابَ: جعَل فِيهِ عِرْــقاً من الماءِ بالكَسْر، أَي: قَليلاً لَيْسَ بالكثير، فهُو طِلاءٌ مُــعْرَــقٌ ومُــعَرَّــق كمُعَظَّم ومُكْرَم فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرتّب ومَــعْروق مثلُه، وَسَيَأْتِي ذكرُ فِعلِ الثَّانِي، وَلم يذْكُر للثّالثِ فِعْلاً، قَالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ:
(رفعتُ برأسِه وكشَفْتُ عَنهُ ... بمُــعْرَــقَةِ مَلامةَ مَنْ يَلومُ)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ للقُطامِيّ:
(ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كأنّما ... شرِبوا الغَبوقَ من الطِّلاءِ المُــعْرَــقِ)
وَقَالَ اللِّحياني: أعرقتُ الكأْسَ: ملأتُها. وأعرَــقَ فِي الدّلوِ إعْراقاً: جعلَ الماءَ فِيهَا دونَ المَلْءِ، قالَه أَبُو صفْوان كــعرَّــقَ فيهِما تــعْريقاً أَي: فِي الشّرابِ والدّلْو، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعرقْتُ الكأسَ وعرّــقْتُها: إِذا أقللتَ ماءَها. وعرّــقتُ فِي السِّقاءِ والدّلْوِ وأعرَــقْت: جعلتُ فيهمَا مَاء قَليلاً، وَأنْشد: لَا تملأ الدّلْوَ وعرِّــقْ فيهمَا أَلا ترَى حَبارَ مَنْ يسْقيها حَبار: اسمُ ناقَتِه. وَقَالَ غيرُه: عرّــقْتُ الكأسَ: مزَجْتُها، فَلم يُعَيِّن بقِلّةِ ماءٍ وَلَا كَثْرة. والمُــعْرِــقَةُ، كمُحْسِنَةٍ هَكَذَا ضبَطَه أَبُو سعيد، وضبَطَه أهلُ الحَدِيث مثلَ مُحدِّثَة، وصوّب ابنُ الْأَثِير التّخفيف: طريقٌ الى الشّأْم على ساحِلِ البَحْر كانَتْ قُرَيْشٌ تسلُكُها إِذا سارَتْ الى الشّأْم، وَفِيه سلَكتْ عيرُ قُرَيش حِين كَانَت وَقْعَةُ بدْرٍ، وَمن هَذَا قولُ عُمَر لسَلمانَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أينَ تأخُذْ إِذا صدَرْتَ أعلَى المُــعرِّــقَةِ، أم على المَدينَة. وَرجل مُعْتَرِقٌ ومَــعْروقٌ ومُــعَرَّــق، كمُعظَّم: قَليلُ اللّحْم مَهْزولٌ، وَكَذَلِكَ فرَسٌ مَــعْروقٌ ومُعْتَرَق: إِذا لم يكُنْ على قصَبِه لحم، ويُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَن يكونَ مــعْروقَ الخَدّيْنِ، قَالَ:
(قد أشهَدُ الغارةَ الشّعْواءَ تحْمِلُني ... جَرداءُ مــعْروقَةُ اللّحْيَيْنِ سفرْحوبُ)
ويُرْوَى: مــعْروقَةُ الجَنْبَيْن. وَإِذا عَرِــيَ لَحْياها من اللّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلاماتِ عِتْقِها. واستَغْرَقَ: تــعرّــض للحَرِّ كيْ يــعْرَــقَ قَالَه ابنُ فَارس: قَالَ الزّمخْشَري: وَذَلِكَ إِذا نامَ فِي المَشرُقَة واستَغْشَى)
ثيابَه. والعَوارِقُ: الأضْراسُ صِفةٌ غالِبةٌ. والعَوارِق: السِّنون، لأنّها تــعْرُــقُ الإنسانَ، وَقد عرقَتْه تــعْرُــقُه: أخذَتْ منهُ، قَالَ:
(أجارَتَنا كلُّ امْرئٍ ستُصيبُه ... حَوادِثُ، إِلَّا تَبْتُرِ العظْمَ تــعْرُــقِ)
وصارَعَه فتــعَرَّــقَه: إِذا أَخذ رأسَه فجعلَه تحْتَ إبْطِه فصرَعَه بعْدُ. وابنُ عِرْــقانَ، بالكَسْرِ: رجُلٌ من الــعرَــب. والــعِرْــقانِ: ع قَريبٌ من البَصْرة، وَيَنْبَغِي أَن تُكسَر نونُه فَإِنَّهُ مُثنّى عِرْــق. وعارِقٌ: لقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأجَئيّ الطّائيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:
(فإنْ لم نُغَيِّر بعضَ مَا قد صنَعْتُمُ ... لأنتَحِيَنَّ العظْمَ ذُو أَنا عارِقُهْ)
ويُرْوَى: فَإِن لم تُغَيِّر بعضَ ويُروَى: لأنتَحِيَنْ للعَظْمِ. وَذُو بمَعْنى الَّذِي فِي لُغَتِهم. والأعراق: ع نَقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وَقد أهملَه ياقوت فِي مُعجَمِه. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: أعْرَــقْتُ الْفرس وعرّــقْتُه: أجْرَيْتُه ليَــعْرَــق، وفرسٌ مُــعْرَــق: إِذا كَانَ مُضَمَّرا يُقال: عرِّــقْ فرَسَك تــعْريقاً، أَي: أجْرِه حتّى يــعْرَــق ويضْمُرَ، ويذْهبَ رهَلُ لحْمِه. ومعارِقُ الرّمْلِ: آباطُه على التّشبيه بمعارِقِ الحَيوان. والــعرَــبُ تَقول: إنّ فُلاناً لمُــعْرَــقٌ لَهُ فِي الكَرَم، وَقد عرّــق فيهِ أعمامُه وأخوالُه، كأعْرَــقَ.
وإنّه لمَــعروقٌ لَهُ فِي الكَرَم على توهُّم حذْفِ الزائدِ. والــعَريقُ من الخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْــقٌ فِي الكَرَم. وغُلامٌ عَريقٌ: نَحيفُ الجِسْم، خَفيفُ الرّوح. والــعُرُــق، بضمّتيْنِ: أهلُ السّلامة فِي الدّين، عَن ابنِ الْأَــعرَــابِي. وعرَّــقَ الشّجرُ وتــعرَّــقَ: امتدّت عُروقُه فِي الأَرْض، كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُباب. وَكَذَلِكَ اعْترَق. واستَــعْرق: إِذا ضرَبَ بــعُروقه فِي الأَرْض، كَمَا فِي الأساس. وعُروقُ الأرضِ: شحْمَتُها، وَأَيْضًا مناتِحُ ثَراها. وقولُ امْرِئ القَيْس: الى عِرْــقِ الثّرَى وشجَتْ عُروقِي قيل: يَعْنِي بــعِرْــقِ الثّرَى إسماعيلَ بنَ إِبْرَاهِيم عليْهِما السّلام. ويُقال فِيهِ: عِرْــقٌ من حُموضةٍ ومُلوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسير. واستَــعْرَــقَت إبِلُكم: أتَت الــعِرْــق، وَهِي السَّبَخَة تُنبِتُ الشّجرَ، قَالَه أَبُو حَنيفة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: استَــعْرَــقَت الإبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ. وكلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً فَهُوَ عِراقٌ. وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحابِه: عرّــقْت فبَرّقْت. فمعنَى برّقْت لوّحْت بشيءٍ لَا مِصْداقَ لَهُ، وَمعنى عرّــقْت: قلّلْت. وَفِي النّوادِر: تركت الحَقَّ مُــعْرِــقاً وصادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً. ويُقال: مَا هُوَ عِنْدي بــعِرْــق مَضَنَّة، أَي: مَا لَهُ قدْر، والمَــعْروفُ عِلْق مضَنَّةٍ، إِنَّمَا يُستَعْمل فِي الجَحْدِ وحدَه. قَالَ ابنُ الْأَــعرَــابِي: هما بمَعْنًى واحِد. يُقال ذلِك لكلِّ مَا)
أحبَّه. واعتَرقَ العظْمَ، مثل تــعرَّــقَه: أكل مَا عَليه. وتــعرَّــقَتْه الخُطوبُ: أخذَت مِنْهُ، وَأنْشد سيبَوَيْه:
(إِذا بعضُ السّنينَ تــعرَّــقتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فقْدَ أبي اليتيمِ)
أنّثَ لأنّ بعضَ السّنين سِنون، كَمَا قَالُوا: ذهبَتْ بعضُ أصابِعِه. والــعَرْــقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللّحْم. والمِــعْرَــقُ، كمِنْبَرٍ: حَديدةٌ يُبْرَى بهَا الــعُراق من العِظام. يُقال: عرَــقْتُ مَا عَلَيْه من اللّحم بمِــعْرَــقٍ، أَي: بشَفْرة. وأعْرقَه عِرْــقاً: أعْطاه إيّاه، ويُقال: مَا أعْرقْته شَيْئا، وَمَا عرّــقْتُه، أَي: مَا أعطيْتُه. وأنشَد ثعْلَبٌ: أيّام أعرقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فسّرَه فَقَالَ معْناه: ذهَبَ بلَحْمي. قَالَ: وَقَالَ: عامُ المَعاصيم ضَرورَةً. وَقَالَ أَبُو عمْرو: الــعِراقُ ككِتاب: تقارُب الخَرْزِ، يُضرَبُ مثَلاً للأمْرِ، يُقال: لأمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى. واعْتَرَقوا: أخَذوا فِي بِلادِ الــعِراقِ، حَكاهُ ثعْلب. وعرْــقَيْتُ الدّلْوَ عرْــقاةً: جعَلْتُ لَهُ عَرْــقُوَةً، وشدَدْتُها عَلَيْهَا، نَقله الجَوْهَري. واعْتَرَق الناقَة: أخذَها، وزمّ على خِطامِها. ويُقال: تــعرّــقْ فِي ظِلِّ ناقَتي، أَي: امْشِ فِي ظِلِّها، وانتفِعْ بِهِ قَليلاً قَلِيلا. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ، والزّمَخْشَريُّ: يُقال للفَرَس عِنْد اسْتِلالِ الْــعرق والصّنْعَةِ: احمِلْه على المِــعْراقِ الْأَعْلَى، والمِــعْراقِ الأسْفَل، أَي: الشّدَّيْنِ، الشّديدَ والدّونَ.
وعرْــقُوة: علَم لحَزيز أسْودَ فِي رأسِه طَميّة. وعُرَــيْقِيَة: من مِياهِ بَني العَجْلان. وأعْرَــقُ ليْلةٍ فِي السّنَةِ: أكْثَرُها لبَناً. واتّخذْتُ ثوْبي هَذَا مِــعْرَــقاً، أَي: شِعاراً ينَشِّفُ الــعَرَــق لَئِلاّ ينالَ ثِياب الصِّينَةِ.
وعَرِــقْتُ إِلَيْهِ بخَيْر، أَي: نَديتُ. والــعَراقِي: التّراقي بلُغةِ اليَمَن، كَمَا فِي اللّسان. والــعَرّــاقة، مشدّدَةً: مَا يوضَع تحْتَ كِلّةِ السّرْجِ والبَرْذَعَةِ. والــعَرَــقيّة، مُحرَّكةً: مَا يُلْبَس تحْتَ العِمامةِ والقَلَنْسُوة، مولدة. وابنُ الــعَريق، كَمَا مرّ هُوَ جعْفَر بنُ محمّد الإسْكَنْدرانيّ، ذكره السِّلَفيّ فِي تعاليقِه، وضبَطَه.
(عرق) أعرق

عرق

1 عَرَــقَ العَظْمَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَرْــقٌ (S, O, Msb, K) and مَــعْرَــقٌ; (S, O, K; [see an ex. of the last voce عَارِقٌ;]) and ↓ تــعرّــقهُ; (S, O, K;) He ate off the flesh from the bone, (S, O, Msb, K, TA,) taking it with his fore teeth: (TA:) and one says also اللَّحْمَ ↓ تــعرّــق [meaning as above]: (Lh, TA in art. نهس:) and العَظْمَ ↓ اعترق is likewise said to signify as above. (TA.) b2: عَرَــقْتُ مَا عَلَى الــعُرَــاقِ مِنَ اللَّحْمِ I pared off what was on the bone, of flesh, with a مِــعْرَــق, i. e. a large, or broad, knife or blade. (TA.) b3: And [hence,] عَرَــقَتْهُ السِّنُونَ, aor. as above, i. e. [The years, or droughts, or years of drought,] took from him [his flesh, or rendered him lean]; namely, a man. (TA.) الخُطُوبُ ↓ تَــعَرَّــقَتْهُ, also, signifies the like, i. e. [Afflictions, or calamities,] took from him [his flesh, &c.]. (TA.) بِى عَامُ المَعَاصِيمِ ↓ أَيَّامَ أَــعْرَــقَ cited by Th, he expl. as meaning In the days when the year of the مَعَاصِم took away my flesh: i. e., when the dirt, consequent upon drought, reached my مَعَاصِم [or wrists]; المَعَاصِيمِ being here used by poetic license for المَعَاصِمِ: but ISd says, “I know not what this explanation is. ” (L.) And عُرِــقَ, inf. n. عَرْــقٌ, signifies He (a man) was, or became, emaciated, or lean. (K.) ↓ التَّــعَرُّــقُ is also used in relation to other than material objects; as the strength and patience of camels, which are meant by خِلَالَهُنَّ [“ their properties ” or “ qualities,” خِلَال in this case being pl. of خَلَّةٌ,] in the phrase يَتَــعَرَّــقُونَ خِلَالَهُنّ [They exhaust, or wear out, their properties, or qualities, of strength and patience], in a verse cited by IAar, describing camels and a company of riders. (TA.) b4: [Hence, app.,] طَرِيقٌ يَــعْرُــقُهُ النَّاسُ (K, TA) A road which men travel [as though they pared it]. (TA.) A2: عَرَــقَ فِى الأَرْضِ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O, TA,) not عَرُــقَ, as seems to be required by the method of the K, (TA,) inf. n. عُرُــوقٌ (S, O, TA) and عَرْــقٌ, (TA,) He (a man, S, O, TA) went away into the country, or in the land; syn. ذَهَبَ [which, followed by فى الارض, often means he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature]. (S, O, K, TA.) A3: عَرَــقَ المَزَادَةَ, (K, TA,) and السُّفْرَةَ, aor. ـُ inf. n. عَرْــقٌ, (TA,) He made to the مَزَادَة [or leathern water-bag], (K, TA,) and to the سُفْرَة [or round piece of skin in which food is put and upon which one eats], (TA,) what is termed an عِرَــاق [q. v.]. (K, TA.) A4: عَرِــقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَرَــقٌ, (Msb,) He sweated. (S, O, K.) b2: and [hence, app.,] عَرِــقَ, inf. n. عَرَــقٌ, said of a wall, It became moist: [or it exuded moisture:] and in like manner one says of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: [It is also said in the TA, in the supplement to this art., that عرقت اليه بِخَبَرٍ means ندبت: but I think that the phrase is correctly عَرِــقْتُ إِلَيْهِ بِخَيْرٍ; and the explanation, نَدِيتُ: meaning I did to him good: see art. ندو and ندى.] b4: and عَرِــقَ, (O, K,) inf. n. عَرَــقٌ, (TA,) signifies also He was, or became, heavy, sluggish, lazy, or indolent. (O, K.) A5: عَرُــقَ, inf. n. عَرَــاقَةٌ, It had root: and he was of generous origin. (MA.) [See also 4, latter half.]2 عَرَّــقَ see 4, third sentence. b2: عرّــق الشَّرَابَ, (S, O, K,) inf. n. تَــعْرِــيقٌ, (S, O,) He mixed the wine, [with water,] not doing so immoderately: (S, O:) or he put a little water into it; as also ↓ اعرقهُ; (K;) or the latter signifies he put into it some water, not much: (S:) [but] accord. to Lh, الكَأْسَ ↓ أَــعْرَــقْتُ signifies I filled the cup of wine: or, accord. to IAar, عَرَّــقْتُ الكَأْسَ signifies I put little water to the cup of wine; and so ↓ أَــعْرَــقْتُهَا: but the former of these two phrases is also expl. as meaning I mixed the cup of wine; whether with little or much water not being specified: (TA:) and الخَمْرَةَ ↓ تَــعَرَّــقْتُ signifies I mixed [with water the wine, or portion of wine]. (Ham p. 561.) b3: عرّــق فِى الدَّلْوِ, (S, O, K, TA,) inf. n. as above; (O, K;) and فِيهَا ↓ اعرق; (O, K, TA;) He put into the bucket less water than what would fill it, (S, O, K,) on the occasion of drawing: (S, O:) or he put little water into the bucket; and so فِى السِّقَآءِ [into the skin]: (TA:) and عَرِّــقْ فِى الإِنَآءِ Put thou less than what would fill it into the vessel. (S.) b4: بَرَّقْتَ وَــعَرَّــقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [or madest a false display, or a vain promise,] and didst little. (IAar, TA in this art and in art. برق.) A2: عرّــق الفَرَسَ, (O, TA,) inf. n. as above; and ↓ اعرقهُ; (TA;) He made the horse [to sweat, or] to run in order that he might sweat, and become lean, and lose his flabbiness of flesh. (O, * TA.) A3: See also 4, again, in three places.4 أَــعْرَــقَ see 1, former half.

A2: اعرقهُ عَرْــقًا He gave him a bone with flesh upon it, or of which the flesh had been eaten. (TA.) b2: And [hence, app.,] مَاأَــعْرَــقْتُهُ شَيْئًا and ↓ مَا عَرَّــقْتُهُ I gave him not anything. (O, TA.) b3: And عرقهُ He gave him to drink pure, or unmixed, wine; or wine with a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) b4: See also 2, in four places.

A3: اعرق الفَرَسَ: see 2, last sentence but one.

A4: اعرق الشَّجَرُ, (S, O, K,) and النَّبَاتُ, (S,) The trees, (S, O, K,) and the plants, (S,) extended their roots into the earth; (S, O, K, * TA;) in the K, اِشْتَدَّتْ is erroneously put for اِمْتَدَّتْ, and so [in one place] in the O; (TA;) as also ↓ تــعرّــق, said of trees, (M, O, TA,) and ↓ عرّــق, (M, TA,) and in like manner, ↓ اعترق, and ↓ استــعرق, said of trees, i. e., struck their roots into the earth, as in the A: (TA:) [but accord. to Mtr,] in the phrase فِى ↓ رَجُلٌ لَهُ شَجَرَةٌ تَــعَرَّــقَتْ مِلْكِ غَيْرِهِ, meaning [A man of whom a tree] whereof the root crept along beneath the ground [into the property of another], in [one of the books of which each is entitled] “ the Wáki'át,”

تــعرّــقت should correctly be ↓ عَرَّــقَتْ. (Mgh.) b2: [Hence,] one says, أَــعْرَــقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ [His paternal uncles and his maternal uncles implanted, or engendered, in him, by natural transmission, a quality, or qualities, possessed by them, or what is termed a strain]; (S, O, TA; [in which the meaning is indicated by the context;]) and so ↓ عرّــق. (L, TA.) [See also the saying ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بِــعِرْــقٍ ذِى أَشَبٍ in the second quarter of the first paragraph of art. ضرب.] And أُــعْرِــقَ, (S, O, [agreeably with the context in both, in like manner as it is with explanations of phrases here preceding,]) or أَــعْرَــقَ, (K, [but I know nothing that is in favour of this latter except a questionable explanation of مُــعْرِــقٌ which will be mentioned below, voce عَرِــيقٌ,]) said of a man, and likewise of a horse, (S, O,) He was, or became, rooted (عَرِــيقًا), (S, O, K,) i. e. one having a radical, or hereditary, share (لَهُ عِرْــقٌ), in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the verb when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; meaning he had a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) [See an ex. in a verse cited voce طَابٌ, in art. طيب. And see also the last form of 1 (عَرُــقَ) in the present art.]

A5: أَــعْرَــقَ also signifies He (a man, S, O) went, or came, (صَارَ, S, or أَتَى, K,) or journeyed, (سَارَ, O,) to El-'Irák: (S, O, K:) and ↓ اعترقوا They entered upon, or took their way in or into, the country of El-'Irák. (Th, TA.) 5 تَــعَرَّــقَ see 1, former half, in four places: A2: and 2, former half: A3: and 4, former half, in two places.

A4: تَــعَرَّــقْ فِى ظِلِّ نَاقَتِى Walk thou in the shade of my she-camel, and profit by it, little and little. (TA.) A5: صَارَعَهُ فَتَــعَرَّــقَهُ He wrestled with him, and took his head beneath his armpit and threw him down. (K.) 8 إِعْتَرَقَ see 1, first sentence: A2: and 4, former half: A3: and the same, last sentence.

A4: اعترق النَّاقَةَ He took the she-camel and tied the cord called زِمَام to her خِطَام [or halter, or the like]. (TA.) 10 استــعرق He exposed himself to the heat in order that he might sweat: (IF, O, K:) he stood in a place on which the sun shone, and covered himself with his clothes [for that purpose]. (Z, TA.) A2: See also 4, former half.

A3: استــعرقت الإِبِلُ The camels pastured near to the sea or a great river, i. e., in a place of pasture such as is termed عِرَــاق: so says Az: or, as AHn says, the camels came to a piece, or tract, of land, such as is termed عِرْــق, i. e., one exuding water and producing salt and giving growth to trees. (TA.) Q. Q. 1 عَرْــقَيْتُ الدَّلْوَ, inf. n. عَرْــقَاةٌ, I bound, or tied, upon the leathern bucket the two cross-pieces of wood called the عَرْــقُوَتَانِ. (S.) عَرْــقٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُرَــاقٌ (K) [the latter also a pl.] A bone of which the flesh has been taken: (S, O:) or a bone of which the flesh has been eaten: (Msb, K:) or a bone of which most of the flesh has been taken, some thin and savoury portions of flesh remaining upon it: (TA:) or the former signifies a bone upon which is flesh: and one upon which is no flesh: or, as some say, whereof most of that which was upon it has been taken, some little remaining upon it: (Mgh:) or, as some say, a piece of flesh-meat; as also ↓ عَرْــقَةٌ: (TA:) or عَرْــقٌ signifies a bone with its flesh: and ↓ عُرَــاقٌ, a bone of which the flesh has been eaten: (K:) thus they are correctly expl. accord. to Ez-Zejjájee; and the like is said by Az respecting ↓ عُرَــاقٌ: (TA:) but accord. to A'Obeyd, this signifies a piece of flesh-meat; and IAmb says that this is the right explanation, because the Arabs say أَكَلْتُ الــعُرَــاقَ, and they do not say أَكَلْتُ العَظْمَ: (Har p.26:) [or, app., the flesh-meat of a bone: and likewise the portions, of trees, that are cropped by camels: (see عُرَــامٌ:)] the pl. (of عَرْــقٌ, S, Mgh, O) is ↓ عُرَــاقٌ, (S, Mgh, O, K,) which is extr, (IAth, K,) a pl. of a measure of which, as that of a pl., there are few instances, (ISk, S, O,) [see an ex. voce جَنَاحٌ,] and عِرَــاقٌ, also, (IAar, K,) which is more agreeable with analogy. (IAar, TA.) b2: Also A road which men travel [as though they pared it] so that it becomes plainly apparent: (K, * TA:) an inf. n. used as a subst. [properly so termed]. (TA.) b3: See also عَرَــقٌ, near the end.

عِرْــقٌ A certain appertenance of a tree; (S, Mgh, O, Msb, K;) the root thereof; or the part thereof that is beneath the ground; (MA;) or its branching roots [collectively]: (TA:) pl. [of mult.] عُرُــوقٌ (S, O, Msb, K) and عِرَــاقٌ and [of pauc.] أَــعْرَــاقٌ. (K.) b2: It is said in a trad., لَيْسَ لِــعِرْــقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) i. e. لِذِى عِرْــقٍ

ظَالِمٍ, (Mgh, O, Msb,) meaning (tropical:) [There is no right pertaining] to him who plants, (S, Mgh, O, Msb,) or sows, (S,) in land, (Mgh, Msb,) or in land which another has brought into cultivation (S, O, Msb) after it has been waste, (S, O, Msb, *) wrongfully, in order that he may have a claim to that land: (S, Mgh, O, Msb:) the epithet being tropically applied to the عِرْــق, (Mgh, Msb,) as it properly applies to the owner thereof: (Mgh:) but some, in relating this trad., say لِــعِرْــقِ ظَالِمٍ, making the former noun to be a prefix to the latter, governing it in the gen. case. (O.) b3: The roots of the أَرْطَى (عُرُــوقُ الأَرْطَى) are long, red, penetrating into the moist earth, succulent, compact, and dripping with water: and to them, in a trad., certain camels are likened in respect of their redness and plumpness and the compactness of their flesh and fat. (TA.) b4: الــعُرُــوقُ also signifies A certain plant with which one dyes: (S, O:) or الــعُرُــوقُ الصُّفْرُ, a certain plant used by the dyers, called in Pers\. زَرْدَچُوبَة [or زَرْدٌ چُوبْ], (K, TA,) i. e. yellow wood: (TA:) or i. q. الهُرْدُ: or المَامِيرَانُ, (K,) or المَامِيرَانُ الصِّينِىُّ: (TA:) or الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ: (K:) all which are nearly alike. (TA. [See also بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ, voce بقل.]) b5: And الــعُرُــوقُ الحُمْرُ Madder, (الفُوَّةُ, K, TA,) with which one dyes. (TA.) b6: And الــعُرُــوقُ البِيضُ A certain plant that fattens women; also called المُسْتَعْجِلَةُ. (K.) b7: [عُرُــوقٌ seems sometimes to signify Straggling plants or stalks, spreading like roots: see جَنْبَةٌ. b8: And it signifies also Sprouts from the roots of trees: see عُسْلُوجٌ.] b9: And عِرْــقٌ signifies also The root, origin, or source, of anything: (K, TA:) and the basis thereof. (TA.) [And particularly The origin of a man, considered as the root from which he springs: hence عِرْــقُ الثَّرَى is said to be applied by Imra-el-Keys to Adam, as the root, or source, of mankind; or to Ishmael, as, accord. to some, the root, or source, of all the Arabs: (see “ Le Diwan d'Amro'lkais,” p. 33 of the Ar. text, and p. 103 of the Notes:) and the pl.] أَــعْرَــاقٌ signifies the ancestors of a man. (Har p. 634.) [And A quality, or disposition, possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such person, considered as the source of that quality of a disposition in a descendant or in a collateral of a descendant: and such a quality, or disposition, when transmitted; a strain; i. e. a radical, a hereditary, an inborn, or a natural, disposition: and a radical, or hereditary, share in some quality or the like: pl. أَــعْرَــاقٌ.] One says, تَدَارَكَهُ أَــعْرَــاقُ خَيْرٍ [Good qualities or dispositions possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such a person, or strains of a good kind, extended to him]; and أَــعْرَــاقُ شَرٍّ or سَوْءٍ [evil qualities or dispositions &c., or strains of an evil kind]. (TA.) And الــعِرْــقُ دَسَّاسٌ [The natural disposition is wont to enter; i. e., to be transmitted to succeeding generations]. (TA in art. دس, q. v.) And عرقت فِيهِمْ عِرْــقَ سَوْءٍ

[i. e. عَرَّــقَتْ, or, accord. to more common usage, أَــعْرَــقَتْ, meaning She implanted, or engendered, in them, or among them, an evil strain, or radical or hereditary disposition]. (TA in art. ضرب.) And لَهُ عِرْــقٌ فِى الكَرَمِ [He has a radical, or hereditary, share in generousness or nobleness of origin]: (S, O:) and in like manner one says of a person between whom and Adam is no living ancestor, لَهُ عِرْــقٌ فِى المَوْتِ [He has a radical, or heriditary, share in death]; meaning that he will inevitably die. (O. [See also عَرِــيقٌ.]) b10: [Hence, app., A little, or modicum, or small quantity or admixture, of something]. One says, فِيهِ عِرْــقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ, and مُلُوحَةٍ, i. e. In it is a little, or a modicum, of acidity, and of saltness. (TA.) And فِى الشَّرَابِ عِرْــقٌ مِنَ المَآءِ In the wine is a small quantity [or admixture] of water. (S, O, K.) b11: Also A certain appertenance of the body; (O, Msb, K, TA;) i. e. the hollow [canal] in which is the blood; (TA;) [a blood-vessel; a vein, and an artery: also any duct, or canal, in an animal body: and sometimes, though improperly, a nerve: or any one of the appertenances of the body that resemble roots:] pl. [of mult.] عُرُــوقٌ (O, Msb, K) and عِرَــاقٌ (K) and [of pauc.] أَــعْرَــاقٌ. (Msb, K.) [Hence it may be applied to A spermatic duct: and hence, app.,] it is said in a trad., عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْــعِرْــقِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse: or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion. (T * and TA in art. حسم.) b12: عُرُــوقُ الأَرْضِ means The pores through which exudes the moisture of the earth. (TA.) b13: And (i. e. عروق الارض) i. q. شَحْمَةُ الأَرْضِ [the significations of which see in art. شحم]. (TA.) A2: عِرْــقٌ also signifies The body. (K, TA.) Thus in the saying, إِنَّهُ لَخَبِيثُ الــعِرْــقِ [Verily he is corrupt, or impure, in respect of the body]. (TA.) b2: And Milk. (K.) One says, نَاقَتُكَ دَائِمَةُ الــعِرْــقِ, meaning Thy she-camel has a constant flow, or abundance, of milk: or has constant milk. (TA.) [See also عَرَــقٌ, first quarter.] b3: And Numerous offspring: (IAar, K:) or milk and offspring; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عِرْــقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ [How abundant are the milk and offspring of thy camels and thy sheep or goats!]. (TA.) [See, again, عَرَــقٌ, first quarter.]

A3: Also Salt land that gives growth to nothing. (K.) b2: And (K) A piece, or tract, of land exuding water and producing salt, (AHn, K,) that gives growth to trees, (AHn, TA,) or that gives growth to the [species of tamarisk called] طَرْفَآء: (K:) a signification the contr. of that in the next preceding sentence. (TA.) b3: And A mountain that is travelled, or traversed: (TA:) or a mountain that is rugged, and extending upon the earth, (K, * TA,) debarring one by reason of its height, (TA,) and not to be ascended, because of its difficult nature, (K, TA,) but not long. (TA.) and A small mountain (K, TA) apart from others. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b4: And A thin حَبْل [or elongated and elevated tract (not جَبَل as in the CK)] of sand extending along the ground: (K, TA:) or an elevated place: pl. عُرُــوقٌ. (K.) b5: See also عِرَــاقٌ, latter half, in two places.

A4: عِرْــقُ مَضَنَّةٍ and عِلْقُ مَضَنَّةٍ (the latter of which is that commonly known, TA) signify A thing of which one is tenacious; (O;) a thing held in high estimation, of which one is tenacious, (S and K and TA in art. ضن,) and for which people vie in desire: (TA in that art.:) but [said to be] used only in a case of negation: one says, مَا هُوَ عِنْدِى بِــعِرْــقِ مَضَنَّةٍ, meaning It is not, in my estimation, a thing of any value, or worth. (TA.) عَرَــقٌ Sweat; i. e. the moisture, or fluid, that exudes (S, * O, * K, TA) from the skin of an animal; (K, TA;) or the water of the skin, that runs from the roots of the hair: a gen. n.; having no pl.; (TA;) or no pl. of it has been heard: (Msb:) Lth says, I have not heard a pl. of الــعَرَــقُ; but if it be pluralized, it should be, accord. to analogy, أَــعْرَــاقٌ. (O, TA.) b2: It is metaphorically used [in a similar sense] in relation to other things than animals. (K.) [Thus] it signifies The [exuded] moisture of a well: (K:) and in like manner of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: And The دِبْس [or honey] of dates; (K;) because it flows, or exudes, from them. (TA.) b4: And Milk; because it flows in the ducts (عُرُــوق) [thereof] until it comes at the last to the udder: (K:) or milk at the time of bringing forth; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَــقَ غَنَمِكِ How abundant is the milk of thy sheep, or goats, at the time of their bringing forth! (Az, O.) [See also عِرْــقٌ, latter half.] b5: And (K) The offspring of camels: (S, O, K:) so in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَــقَ إِبِلِهِ [How numerous are the offspring of his camels!]. (S, O.) [See, again, عِرْــقٌ, latter half.] b6: And Advantage, profit, utility, or benefit: (O, K, TA; in [several of] the copies of the second of which, النَّقْعُ is erroneously put for النَّفْعُ: TA:) and a recompense, or reward: (K, TA; in some copies of the former of which, التُّرَابُ is erroneously put for الثَّوَابُ: TA:) or a little thereof; (K, TA;) likened to عَرَــق [as meaning “ sweat ”]. (TA.) عَرَــقُ الخِلَالِ means A thing that one gives, or yields, for friendship: (S, O, TA:) or a reward for friendship. (TA.) A poet says, namely El-Hárith Ibn-Zuheyr, describing a sword named النُّون, (O, TA,) belonging to Málik Ibn-Zuheyr, which Hamal Ibn-Bedr took from him on the day when he slew him, and which El-Hárith took from Hamal when he slew him, (TA,) وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّى

وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَــقَ الخِلَالِ [And he shall tell them the place of En-Noon, from me, and that I was not given it as a reward for friendship]; meaning, that I took this sword by force. (O, TA. [In the S, the former hemistich of this verse is given differently, and, as is said in the TA, erroneously.]) b7: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ

عَرَــقَ القِرْبَةِ (which is a prov., TA) means [I experienced from such a one] hardship, as expl. by As, who says that he knew not the origin thereof, (S, O,) or difficulty, or distress, as expl. by IDrd: (O:) and it is said that the عَرَــق [or sweat] is of the man, not of the قِرْبَة [or water-skin]; and the origin of the saying is, that water-skins (قِرَب) are [generally] carried only by female slaves that bear burdens, and by him who has no assistant; but sometimes a man of generous origin becomes poor, and in need of carrying them himself, and he sweats by reason of the trouble that comes upon him, and of shame; (S, O;) wherefore one says, تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَــقَ القِرْبَةِ [expl. in art. جشم], (S,) or جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَــقَ القِرْبَةِ [likewise expl. in art. جشم]: accord. to Ks, the meaning is, I have suffered fatigue, and imposed upon myself difficulty, for thee, [or in coming to thee,] so that I have sweated like the sweating of the water-skin: or, accord. to A'Obeyd, I have imposed upon myself, in coming to thee, what no one has attained, and what will not be; because the قربة does not sweat: (O:) عَرَــقُ القِرْبَةِ is a metonymical expression for hardship, and difficulty, or distress; because, when the قربة sweats, its odour becomes foul: or because it has no sweat; therefore it is as though one imposed upon himself an impossible thing: or it means the benefit of the قربة; (which is the flowing of its water, TA;) as though one imposed upon himself such a task that he became in need of the water of the قربة, i. e. of journeying to it; or it means a سَفِيفَة [or plaited suspensory] which the carrier of the قربة puts over his chest [when carrying the قربة on his back]: (K:) accord. to IAar, it signifies the suspensory (مِعْلَاق) by means of which the قربة is carried; as also عَلَقُهَا; (O, TA;) the ر being substituted for ل: (TA: see art. ر:]) but he says also that عَرَــقُ القِرْبَةِ means one's sweating with the قربة by reason of the difficulty, or trouble, of carrying it; and عَلَقُهَا, that by which it is tied, or bound, and then suspended: (L, TA:) the former is also said to signify the ↓ عِرَــاق [q. v.] of the قربة, that is sewed around it: (TA:) or it means that one has imposed upon himself difficulty, or trouble, or fatigue, like that of the carrier of the قربة, who sweats beneath it by reason of its heaviness. (K.) b8: عَرَــقٌ also signifies A heat; i. e. a single run, or a run at once, to a goal, or limit. (S, O, K.) One says, جَرَى الفَرَسُ عَرَــقًا or عَرَــقَيْنِ The horse ran a heat or two heats. (S, O.) A2: Also A row of horses, and of birds, (S, O, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) and any things disposed in a row; (S, O, K, TA;) as also ↓ عَرَــقَةٌ; (TA;) or this latter is the n. un. [app. signifying one of such as compose a row]: (S:) pl. أَــعْرَــاقٌ and عَرَــقَاتٌ. (Msb.) [See an ex. in a verse of Tufeyl cited in art. صدر, conj. 5; also cited in the present art. in the S and O.] b2: And Any row of bricks, crude and baked, in a wall: one says, بَنَى البَانِى عَرَــقًا وَــعَرَــقَيْنِ and وَــعَرَــقَتَيْنِ ↓ عَرَــقَةً [The builder built a row of bricks and two rows thereof]: (K, TA:) pl. أَــعْرَــاقٌ. (TA.) b3: And Roads in mountains; as also ↓ عَرْــقَةٌ, (K, TA,) with fet-h and then sukoon. (TA.) b4: And Foot-marks of camels following one another: (K, TA:) n. un.

عَرَــقَةٌ. (TA.) [See an ex. of the latter voce طَرَقٌ.] A poet says, وَقَدْ نَسَجْنَ بِالفَلَاةِ عَرَــقَا [And they had woven in the desert, or waterless desert, foot-marks in their following one another]. (TA.) b5: And A plait of palm-leaves (S, O, Msb, K) &c. (S, O) before a زَبِيل [so in the S and O] or زِنْبِيل [so in the K, both meaning the same, i. e. a basket,] is made therewith: (S, O, K:) or a زِنْبِيل itself: (K:) or hence (S, O) it signifies also (S, O, Msb) a زَبِيل (S, O) or [what is called] a مِكْتَل (Mgh, Msb) and زِنْبِيل, (Msb,) of large size, woven of palm-leaves, (Mgh,) capable of containing fifteen times as much as the measure termed ضاع, as some say, (Mgh, Msb,) or thirty times as much as that measure: (Mgh:) also pronounced ↓ عَرْــقٌ. (K.) b6: [And A suspensory of a زَبِيل: see حَتِىٌّ, in art. حتى. (A similar meaning has been mentioned above, in this paragraph.)]

b7: See also عَرَــقَةٌ.

A3: And Raisins. (K. [But this is said in the TA to be extr.: and I think it to have been probably taken from some copy of a lexicon in which زِبَيب has been erroneously written for زِبَيل.]) لَبَنٌ عَرِــقٌ Milk of which the flavour is corrupted by the sweat of the camel upon which it is borne; (S, O, K;) the skin containing it being bound upon him without any preservative between it and his side. (S, O.) عُرَــقٌ: see عُرَــقَةٌ.

عُرُــقٌ a pl. of عِرَــاقٌ [q. v.]. (Lth, Az, S, &c.) A2: It is also expl. by IAar as meaning People of soundness in religion. (TA.) عَرْــقَةٌ: see عَرْــقٌ: A2: and see also عَرَــقٌ, last quarter.

عِرْــقَةٌ: see عِرْــقَاةٌ, in four places.

عَرَــقَةٌ: see عَرَــقٌ, last quarter, in three places. b2: Also The piece of wood, or timber, that intervenes between the [or any] two rows of bricks of a wall. (S, O, K, TA. [ساقَى, in this explanation in the CK, is a mistake for سَافَى, with ف.]) b3: and The border (طُرَّة) that is woven in the sides of the [tent called] فُسْطَاط. (S, O.) See also عِرْــقَاةٌ, last sentence. b4: And The دِرَّة [or whip], with which one beats, or flogs. (K.) b5: And The plaited thong with which a captive is bound: pl. عَرَــقَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ عَرَــقٌ: (K:) or عَرَــقَاتٌ signifies [simply] plaited thongs (نُسُوع). (S, O.) عُرَــقَةٌ, (S, O, K,) which is agreeable with general analogy, and ↓ عُرَــقٌ, (K, TA,) which is not so, but which is used by some in the same sense as the former, (TA,) A man who sweats much, (S, O, K, TA.) عَرْــقٍ, originally عَرْــقُوٌ: see عَرْــقُوَةٌ, of which it is a coll. gen. n.

عرقى, said by Reiske to signify The inner and thin skin in the egg of an ostrich, is evidently a mistake for غِرْقِئٌ.]

عَرْــقَاةٌ: see عَرْــقُوَةٌ: A2: and the paragraph here following, in two places: A3: and see also عُرَــاقٌ.

عِرْــقَاةٌ (O, K) and ↓ عَرْــقَاةٌ and ↓ عِرْــقَةٌ (K) A root, race, stock, or source; syn. أَصْلٌ: (O, K:) or a source of wealth or property: or the main portion of the root of a tree. from which the عُرُــوق [or minor roots] branch off: (K:) or, as some say, عِرْــقَاةٌ has this last meaning; or, as others say, ↓ عِرْــقَةٌ. (Ltl., O.) They said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ

عَرْــقَاتَهُمْ and عِرْــقَاتِهِمْ; if they pronounced the first letter with fet-h, they so pronounced the last letter [before the pronoun]; and if they pronounced the former with kesr, they thus pronounced the latter, regarding the word as pl. of ↓ عِرْــقَةٌ: (K:) or, accord. to Lth, the Arabs are related to have said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ عِرْــقَاتَهُمْ, meaning شَأْفَتَهُمْ [i. e. May God utterly destroy their race, stock, or family], pronouncing the ت with nasb because regarding the word as [a sing.] like سِعْلَاةٌ; or holding it to be pl. of ↓ عِرْــقَةٌ, but pronouncing the تَ thus like as they do in saying رَأَيْتُ بَنَاتَكَ: it is said, however, that this is a mistake; that only he should pronounce it thus who makes the word to be a sing. like سِعْلَاةٌ. (O.) [The saying is a prov., mentioned by Meyd, who adds another reading, namely, عَرَــقَاتهم, holding this to be from ↓ الــعَرَــقَةُ meaning “ the طُرَّة that is woven around the فُسْطَاط: ” and Freytag, in his Lexicon, adds also عَرِــقاتَه, with nasb, as on the authority of Meyd; in whose “ Proverbs ” I do not find it.]

عَرْــقَان [accord. to general analogy without tenween and having for its fem. عَرْــقَى, or accord. to the dial. of the Benoo-Asad with tenween and having for its fem. عَرْــقَانَةٌ,] Sweating. (Msb.) عَرْــقُوَةُ الدَّلْوِ is thus, (S, O, K,) with fet-h to the ع, (S, O,) like تَرْقُوَة, (K,) and should not be pronounced with damm to the first letter; (S, O, K;) and ↓ عَرْــقَاتُهَا signifies the same; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَرَــقَاتُها; but expressly stated in the TA to be with fet-h and then sukoon;]) i. e. The piece of wood that is put across the دلو [or leathern bucket, from one part of the brim to the opposite part]: (TA:) the عَرْــقُوَتَانِ being the two pieces of wood that are put athwart the دلو [to keep it from collapsing and for the purpose of attaching thereto the well-rope], like a cross: (As, S, O, K:) pl. عَرَــاقٍ; (S, O, K;) and if you pluralize it by suppressing the ة [of the sing., or rather if you form from it a coll. gen. n.], you say ↓ عَرْــقٍ, originally عَرْــقُوٌ, (S, O, L,) then عَرْــقِىٌ, and then عَرْــقٍ. (L.) b2: الــعَرْــقُوَتَانِ also signifies The two pieces of wood that connect the وَاسِط [or fore part] of the [camel's saddle called] رَحْل and the مُؤَخَّرَة [or kinder part thereof]: (S, O, K:) or, accord. to Lth, two pieces of wood which are upon the عَضُدَانِ [q. v.], on the two sides of the [camel's saddle called] قَتَب. (O.) b3: ذَاتُ الــعَرَــاقِى means (assumed tropical:) Calamity, or misfortune: (S, O, K, TA:) for it is [properly] the دَلْو [or leathern bucket]; and الدَّلْوُ is one of the names for calamity: one says, لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ الــعَرَــاقِى [I experienced from it, or him, calamity]: (TA:) or, as some say, it is from what here follows. (S, O, TA.) b4: عَرَــاقِى

الإِكَامِ signifies Such [eminences of the kind called إِكَام (pl. of أَكَمَةٌ or of أَكَمٌ)] as are very rugged, not to be ascended unless with difficulty, or trouble: (S, O, TA:) or عَرْــقُوَةٌ signifies any أَكَمَه extending upon the earth, [in form] as though it were the heap over a grave, (Lth, O, K,) elongated: (Lth, O:) an أَكَمَة that extends, not high, but overtopping what is around it, near to the ground or not near, and varying in different parts so that one place thereof is soft and another place thereof rugged; being only a level portion of the earth overtopping what is around it: (ISh, TA:) and الــعَرَــاقِى is also said to signify continuous, or connected, إِكَام, that have become as though they were one long جُرْف [or abrupt, water-worn bank or ridge] upon the face of the earth. (TA.) b5: الــعَرَــاقِى signifies also The collar-bones (التَّرَاقِى), in the dial. of El-Yemen. (L, TA.) عَرَــقِيَّةٌ, meaning A thing [i. e. a close-fitting cap, generally of cotton, to imbibe the sweat,] which is worn beneath the turban and the [cap called]

قَلَنْسُوَة, is a post-classical word. (TA.) عُرَــاقٌ: see عَرْــقٌ, in four places. b2: Also, and ↓ عُرَــاقَةٌ, i. q. نُطْفَةٌ (O, K) مِنَ المَآءِ [app. meaning Clear water, whether much or little; or a little water remaining in a bucket or skin]: (K:) or, accord. to the L, the former word is pl. [or rather a coll. gen. n.] of the latter in this sense: (TA:) and ↓ عَرْــقَاةٌ signifies the same. (K.) b3: And A copious rain: (K:) or so ↓ عُرَــاقَةٌ [only]. (TA.) b4: And عُرَــاقُ الغَيْثِ The herbage that has come forth after the rain. (Ibn-'Abbád, A, O, K.) عِرَــاقٌ The double suture that is in the lower part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة and رَاوِيَة; (Lth, O, K;) and this is of the firmest kinds of suture therein: (Lth, O:) or the suture that is in the middle of the قِرْبَة [or water-skin]: (TA:) or the piece [or strip] of skin that is put upon the place where the two extremities, or edges, of the [main] skin meet when it is sewed in, or upon, the lower part of the مزادة: (K:) or the appertenance of the قربة, and of the مزادة, &c., which is [a strip of skin] doubled and then sewed [thereon thus] doubled: (Msb:) or, accord. to Az, the [piece of] skin that is doubled, and then sewed upon the lower part of the [water-skin or milk-skin called] سِقَآء: (S:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) i. q. طِبَابَةٌ; (S, O, K;) i. e. the piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S, O: see also عَرَــقٌ, latter half: [and see طِبَابَةٌ:]) pl. عُرُــقٌ (Lth, Az, S, O, K, TA) and عُرْــقٌ (TA) and أَــعْرِــقَةٌ; (Lth, O, TA;) the last a pl. of pauc. (Lth, O.) And عِرَــاقُ السُّفْرَةِ signifies The suture surrounding the [round piece of skin called] سُفْرَة [q. v.]. (K.) b2: Also Nearness, together, of the stitch-holes in a skin or hide: [so I render تَقَارُبُ الخرزِ; reading الخُرَزِ: and it seems to mean also uniformity thereof: for it is added,] hence the prov., لِأَمْرِهِ عِرَــاقٌ, meaning (assumed tropical:) His affair is uniform, right, or rightly disposed. (TA.) b3: Also The side, or shore, (Lth, O, K,) of water, (K,) or of a sea, or great river, along the whole length thereof. (Lth, O, K. * [It is said in the K that عُرُــقٌ is pl. of عِرَــاقٌ in this sense: but afterwards, that the pl. of the latter in all its senses is أَــعْرِــقَةٌ also; to which the TA adds عُرْــقٌ.]) and accord. to Az, Any pasturage adjacent to a great river or a sea. (TA.) And عِرَــاقُ النَّهْرِ, (K,) or الرَّكِيبِ, (TA,) The border of the rivulet [ for irrigation] (K, TA) by which the water enters a حَائِط [i. e. garden, or garden of palm-trees surrounded by a wall], (TA,) from its nearest to its furthest extremity. (K, TA.) b4: Also The قُطْر [app. meaning side (but see this word)] of a mountain, by itself; [or so, perhaps, عِرَــاقُ جَبَلٍ;] and so ↓ عِرْــقٌ [or عِرْــقُ جَبَلٍ]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And, as also ↓ عِرْــقٌ, Remains of the [plants, or trees, called] حَمْض. (K.) b6: عِرَــاقُ الدَّارِ The court, or yard, in front, or extending from the sides, of the house. (IB, K.) b7: عِرَــاقُ الأُذُنِ The circuit, or surrounding edge, of the ear. (K.) b8: عِرَــاقُ الظُّفُرِ The flesh surrounding the nail. (K, * TA.) b9: عِرَــاقُ الحَشَا The intestines that are above the navel, lying breadthwise, or across, in the belly. (K.) b10: And عِرَــاقٌ signifies also The inside of feathers. (AA, K.) b11: The عِرَــاقَانِ of the horse's saddle are The two edges of the دَفَّتَانِ, at the fore part of the saddle and its hinder part. (IDrd, TA voce قَرَبُوسٌ, q. v.) A2: [Also A pace, or rate of going.] One says in relation to a horse, on the occasion of drawing forth the sweat, and of careful tending, and fattening, اِحْمِلْهُ عَلَى الــعِرَــاقِ الأَعْلَى وَالــعِرَــاقِ الأَسْفَلِ, meaning [Urge, or make, thou him to go] the vehement pace and the inferior pace. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: الــعِرَــاقُ is the name of A certain country, (S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) extending from 'Abbádán to El-Mow- sil in length and from El-Kádiseeyeh to Hulwán in breadth; (K;) masc. and fem.: (S, O, Msb, K:) said to be so named because upon the عِرَــاق, i. e. “ side,” or “ shore,” of the Tigris and Euphrates: (O, * K: [in which, and in other works, several other supposed derivations are mentioned, but such as I think too fanciful to deserve notice:]) accord. to some, it is arabicized, (S, O, Msb, K,) from a Pers\. appellation, (S, O,) i. e. from إِيرَان شَهْر, (As, O, * K, TA,) of which the meaning is [said to be] “ having many palmtrees and [other] trees; ” (K;) but [SM justly says,] in my opinion the meaning requires consideration. (TA.) b2: الــعِرَــاقَانِ is an appellation of El-Basrah and El-Koofeh. (S, O, K.) عَرِــيقٌ, (S, O, K,) applied to a man and to a horse, means [Rooted, i. e.] having a radical, or hereditary, share, (لَهُ عِرْــق, S, O,) in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the epithet when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; or having a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) And you say also فِى الكَرَمِ ↓ فُلَانٌ مُــعْرَــقٌ and فِى اللُّؤْمِ [Such a one is rooted, &c., in generousness or nobleness and in meanness or ignobleness]; and لَهُ فِى ↓ إِنَّهُ لَمُــعْرَــقٌ الكَرَمِ; (S, O;) and لَهُ فِى الكَرَمِ ↓ إِنَّهُ لَمَــعْرُــوقٌ, [the part. n. being formed] on the supposition of the suppression of the augmentative letter [in its verb, which is أُــعْرِــقَ]: (TA:) and in like manner, (S, O, TA,) in a trad., (O, TA,) a man of whom there is no living ancestor between him and Adam is said to be لَهُ فِى المَوْتِ ↓ مُــعْرَــقٌ (S, O, TA) i. e. Made to have a radical, or hereditary, share (عِرْــقٌ) in death; (O, TA;) meaning that he will inevitably die. (S, O, TA.) [In the Ham p. 438, ↓ مُــعْرِــقٌ is expl. as syn. with عَرِــيقٌ: but in the verse to which this explanation relates it is evidently employed in the sense of the act. part. n. of أَــعْرَــقَ as used in the phrase أَــعْرَــقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ, q. v.] b2: غُلَامٌ عَرِــيقٌ means [A boy, or young man,] slender, or spare, and light of spirit. (TA.) عُرَــافَةٌ: see عُرَــاقٌ, in two places.

عِرَــاقِىٌّ Of, or belonging to, the country called الــعِرَــاق. (Msb.) b2: إِبِلٌ عِرَــاقِيَّةٌ means Camels that pasture upon what are termed عِرَــاق, i. e. remains of the [plants, or trees, called] حَمْض: (K, * TA:) or, app., accord. to Az, camels of, or belonging to, الــعِرَــاق as meaning the waters of Benoo-Saad-Ibn-Málik and Benoo-Mázin: or, as some say, of, or belonging to, the عِرَــاق as meaning the side, or shore, of water: and it is also said that the epithet in this phrase is a rel. n. from الــعرق [thus in my original, without any syll. sign and without explanation]. (TA.) عَرَّــاقَةٌ, with teshdeed [to the ر], A thing [app. a cloth for imbibing the sweat] that is put beneath the تكلة [app. meaning pad] of the سَرْج [or horse's saddle] and the بَرْذَعَة [q. v.]. (TA. [The word تكلة, which I have not found anywhere except in this instance, I can only suppose to be an arabicized word from the Pers\. or Turkish تَگَلْتُو, which is commonly pronounced by the Turks تَكَلْتِى, with ك and ى, and which means a pad, or a piece of felt, put beneath the saddle to prevent its galling the beast's back.]) عَارِقٌ [act. part. n. of عَرَــقَ]. A poet says, أَكُفُّ لِسَانِى عَنْ صَدِيقِى فَإِنْ أُجَأْ

إِلَيْهِ فَإِنِّى عَارِقٌ كُلَّ مَــعْرَــقِ [I restrain my tongue from my friend; but if I be compelled to have recourse to him in a case of need, I am one who gnaws to the utmost: مَــعْرَــق being here an inf. n.]. (S, O: mentioned in both immediately after the explanation of عَرَــقْتُ العَظْمَ.) b2: And [the pl.] العَوَارِقُ signifies The أَضْرَاس [i. e. teeth, or lateral teeth, &c.]: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: And The سِنُون [i. e. years, or droughts, or years of drought]; so called لأَنَّهَا تَــعْرُــقُ الإِنْسَانَ, (K, TA, in some copies of the K الأَسْنَانَ,) i. e. because they take from the man [his flesh, or render him lean]. (TA.) أَــعْرَــقُ لَيْلَةٍ فِى السَّنَةِ, The night, in the year, most abundant in milk. (O.) A2: [أَــعْرَــقُ is also a comparative and superlative epithet signifying More, and most, rooted in a quality or faculty: regularly formed from عَرُــقَ, or irregularly from أُــعْرِــقَ: but perhaps post-classical. (See De Sacy's “ Anthol. Gram. Arabe,” p. 183, lines 1 and 3, of the Ar. text; and p. 441 of the Notes, in which he has expressed his opinion that it signifies “ qui a jeté de plus profondes racines. ”)]

مَــعْرَــقٌ an inf. n. of 1 in the sense first expl. in this art. (S, O, K.) A2: [And a noun of place, signifying A place of sweat or of sweating of an animal; such as the armpit and the groin: pl. مَعَارِقُ. b2: Hence,] مَعَارِقُ الرَّمْلِ i. q. آبَاطُهُ [i. e. (assumed tropical:) The places where the main body of the sand ends, and where it is thin, not deep]: likened to the مَعَارِق of the animal. (TA.) b3: And مــعرق [thus in my original; perhaps مَــعْرَــقٌ, as denoting “ a place of sweat,” like مَمْطَرٌ from المَطَرُ; or ↓ مِــعْرَــقٌ, as being likened to a utensil, like مِمْطَرٌ, and as being in form agreeable with many words denoting articles of dress;] signifies An innermost garment for imbibing the sweat, lest it should reach to the garments of pride [i. e. the outer garments]. (TA.) مُــعْرَــقٌ Wine (شَرَاب) having a little water put into it; (S, K;) and so ↓ مُــعَرَّــقٌ, (S, O, K,) applied to طِلَآء [which likewise signifies wine, or thick wine, &c.]; (S, O;) and ↓ مَــعْرُــوقٌ, (K,) of which last no verb has been mentioned: (TA:) or مُــعْرَــقَةٌ signifies wine (خَمْر) pure, or unmixed: or having a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) A2: See also عَرِــيقٌ, in three places.

مُــعْرِــقٌ: see عَرِــيقٌ.

A2: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, it signifies Rain that appears to the people of El-Yemen from the region of El-'Irák.]

A3: تَرَكْتَ الحَقَّ مُــعْرِــقًا means Thou hast left the truth apparent, or manifest, between us. (TA.) مِــعْرَــقٌ An iron implement, or a knife, or broad knife, or broad blade, with which one pares a bone with some flesh upon it, removing the flesh. (TA.) A2: See also مَــعْرَــقٌ.

مُــعَرَّــقٌ: see مَــعْرُــوقٌ, in four places: A2: and see مُــعْرَــقٌ.

مَــعْرُــوقٌ A bone of which the flesh has been [eaten or] thrown from it. (TA.) b2: And A man having little flesh; (K;) and so مَــعْرُــوقُ العِظَامِ; (S, O, K;) and ↓ مُعْتَرَقٌ, (S, O, TA, [and probably in correct copies of the K, but in my MS. copy of it and in the CK ↓ مُعْتَرِقٌ, which does not accord. with any of the explanations of its verb,]) and العِظَامِ ↓ مُعْتَرَقُ; (TA;) and ↓ مُــعَرَّــقٌ, and مُــعَرَّــقُ العِظَامِ. (K.) And A horse having no flesh upon his قَصَب [meaning bones of the legs]; as also ↓ مُعْتَرَقٌ. (TA.) And مَــعْرُــوقُ الخَدَّيْنِ, applied to a horse, in which the quality denoted thereby is approved, Having no flesh in the cheeks: (TA:) and الخَدَّيْنِ ↓ مُــعَرَّــقُ a man having little flesh in the cheeks: (S, O:) and القَدَمَيْنِ ↓ مُــعَرَّــقُ, (K and TA in art. نهس,) and الكَعْبَيْنِ, a man having little flesh upon the feet, and upon the ankle-bones: (TA in that art.:) and ↓ مُــعَرَّــقٌ applied to a horse signifies مُضَمَّرٌ [i. e. rendered lean, or light of flesh, probably by being made to sweat, agreeably with an explanation of the latter epithet, and thus radically differing from مَــعْرُــوقٌ and مُعْتَرَقٌ]. (TA.) A2: See also مُــعْرَــقٌ.

A3: and see عَرِــيقٌ.

مُعْتَرَقٌ and مُعْتَرِقٌ: see مَــعْرُــوقٌ; the former in two places.

عَرَبَةُ

عَرَــبَةُ:
بالتحريك: هي في الأصل اسم لبلاد الــعرب، قال أبو منصور: اختلف الناس في الــعرب لم سمّوا عربا فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة الــعرب يــعرب بن قحطان وهو أبو اليمن وهم الــعرب العاربة، قال نصر: وعربة أيضا موضع في أرض فلسطين بها أوقع أبو أمامة الباهلي بالروم لما بعثه يزيد بن أبي سفيان، لا أدري بفتح الراء أو بسكونها، ونشأ إسماعيل بن إبراهيم، عليه السّلام، بين أظهرهم فتكلم بلسانهم، فهو وأولاده الــعرب المستــعربة، وقال آخرون: نشأ أولاد إسماعيل بــعربة وهي من تهامة فنسبوا إلى بلدهم، وفي قول النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خمسة من الأنبياء من الــعرب، وهم إسماعيل وشعيب وصالح وهود ومحمد، وهو دليل على قدم الــعربية لأن فيهم من كان قبل إسماعيل إلا أنهم كلهم كانوا ينزلون بلاد الــعرب، فكان شعيب وقومه بأرض مدين، وكان صالح وقومه ينزلون ناحية الحجر، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف، [1]- هذا البيت مختل الوزن، غامض المعنى.
وهم أهل عمد، وكان إسماعيل ومحمد، صلّى الله عليهما وسلّم، من سكّان الحرم، وقد وصفنا كلّ موضع من هذه المواضع في مكانه، والذي يتبين ويصحّ من هذا أن كلّ من سكن جزيرة الــعرب ونطق بلسان أهلها فهم الــعرب سمّوا عربا باسم بلدهم الــعربات، وقال أبو تراب إسحاق بن الفرج: عربة باحة الــعرب، وباحة: دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم، عليه السّلام، قال: وفيها يقول قائلهم وهو أبو طالب بن عبد المطلب عم النبي، صلّى الله عليه وسلّم:
وعربة دار لا يحلّ حرامها ... من الناس إلا اللّوذعيّ الحلاحل
يعني النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أحلّت له مكة ساعة من نهار ثم هي حرام إلى يوم القيامة، قال:
واضطرّ الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها كما فعل الآخر:
وما كلّ مبتاع ولو سلف صفقه أراد سلف، وأقامت قريش بــعربة فتنخت بها وانتشر سائر الــعرب، وبها كان مقام إسماعيل، عليه السلام، وقال هشام بن محمد بن السائب: جزيرة الــعرب تدعى عربة ومن هنالك قيل للــعرب عربيّ كما قيل للهندي هنديّ وكما قيل للفارسي فارسيّ لأن بلاده فارس وكما قيل للرومي روميّ لأن بلاده الروم، وأما النبطيّ فكلّ من لم يكن راعيا أو جنديّا عند الــعرب من ساكني الأرضين فهو نبطيّ، وعلى ذلك شاهد من أشعار الــعرب مع حقّ ذلك وبيانه، وقال ابن منقذ الثوري في عربة:
لنا إبل لم يطمث الذّلّ نيبها ... بــعربة مأواها بقرن فأبطحا
فلو أنّ قومي طاوعتني سراتهم ... أمرتهم الأمر الذي كان أربحا
فالألسنة التي تجمع الــعربية كلّها قديمها وحديثها ستة ألسنة وكلها تنسب إلى الأرض والأرض عربة ولم يسمع لأحد من سكان جزيرة الــعرب أن يقال له عربيّ إلا لرجل أنطقه الله بلسان منها فإنهم وأولادهم أهل ذلك اللسان دون سائر ألسنة الــعرب، ألا ترى أن بني إسرائيل قد عمروا الحجاز فلم ينسبوا عربا لأنهم لم ينطقوا فيها بلسان لم يكن قبلهم؟ وبالخط وفي البحرين المسند وفي عمان فهم بمنزلة بني إسرائيل لم ينطقوا فيها بلسان لم يكن قبلهم وكانت بها عاد وثمود وجرهم والعماليق وطسم وجديس وبنو عبد ابن الضخم، وكان آخر من أنطق الله بلسان لم يكن قبله إسماعيل بن إبراهيم ومدين ويافش وهو يفشان فهؤلاء عرب، ومن أشدّ تقارب في النسب وموافقة في القرابة وأشدّ تباعد في اللّغات بنو إسماعيل وبنو إسرائيل أبوهم واحد، وهؤلاء عرب وهؤلاء عبر لأنهم لم ينطقوا بلغة الــعرب وأنطق الله فيها مدين ويافش وعدّة من أولاد إبراهيم فهم عرب، قال عمر بن محمد وأصحابه: أول من أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم عوض وصول ابنا إرم وجرهم بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، ومن بعد البلبلة أنطقهم الله بالمسند، فأهل المسند عاد وثمود والعماليق وجرهم وعبد بن الضخم وطسم وجديس وأميم فهم أول من تكلم بالــعربية بعد البلبلة ولسانهم المسند وكتابهم المسند، قال هشام: قال أبي أول من تكلم بالــعربية يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، ويقال: إن يقطن هو قحطان عرّــب فسمّي قحطان ولذلك سمّي ابنه يــعرب بن قحطان
لأنه أول من تكلم بالــعربية، واللسان الثاني ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم جرهم بن فالج وبنوه أنطقهم الله بالزّبور فهم الثاني ممن تكلم بالــعربية ولسانهم الزّبور وكتابهم الزّبور، واللسان الثالث ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم يقطن بن عامر وبنوه فأنطقوا بالزقزقة فهم الثالث ممن تكلم بالــعربية ولسانهم الزقزقة وكتابهم الزقزقة، واللسان الرابع ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم مدين بن إبراهيم وبنوه فأنطقوا بالحويل فهم الرابع ممن تكلم بالــعربية ولسانهم الحويل وكتابهم الحويل، واللسان الخامس ممن أنطق الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم يافش بن إبراهيم وإخوته فأنطقوا بالرّشق فهم الخامس ممن تكلم بالــعربية ولسانهم الرشق وكتابهم الرشق، واللسان السادس ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم إسماعيل بن إبراهيم فأنطقوا بالمبين وهو السادس ممن تكلم بالــعربية هو وبنوه ولسانهم المبين وكتابهم المبين وهو الغالب على الــعرب اليوم، فالمسند كلام حمير اليوم والزّبور كلام بعض أهل اليمن وحضرموت والرشق كلام أهل عدن والجند والحويل كلام مهرة والزقزقة الأشــعرون والمبين معدّ بن عدنان وهو الغالب على الــعرب كلها اليوم، قال: وكذلك أهل كلّ بلاد لا يقال فارسيّ إلا إن أنطقه الله بلسان لم يكن قبلهم ولا روميّ ولا هنديّ ولا صينيّ ولا بربريّ، ألا ترى أن في بلاد فارس من أهل الحيرة وأهل الأنبار في بلاد الروم وأشباه هؤلاء فلا ينسبون إلى البلاد؟ والــعربة أيضا: موضع بفلسطين كانت به وقعة للمسلمين في أول الإسلام، وقال أبو سفيان الأكلبي من خثعم، ويقال هو أكلب بن ربيعة بن نزار وإنهم دخلوا في خثعهم بحلف فصاروا منهم:
أبونا رسول الله وابن خليله ... بــعربة بوّأنا، فنعم المركّب
أبونا الذي لم تركب الخيل قبله، ... ولم يدر شيخ قبله كيف يركب
وقال أسد بن الجاحل:
وعربة أرض جدّ في الشهر أهلها ... كما جدّ في شرب النّقاخ ظماء
مجيء عربة في هذه الأشعار كلها ساكنة الراء دليل على أنها ليست ضرورة وأن الأصل سكون الراء.

عرس

(عرس) : عَرَــسَ عَنِّي: عَدَل عني.
(عرس) المسافرون أعرسوا
(عرس) : أَــعْرَــسَه: لَزمَه.
(عرس)
عَن الشَّيْء عرسا عدل وَالْبَعِير شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك فَهُوَ عارس وعراس

(عرس) فلَان عرسا بطر ودهش وَلزِمَ الْقِتَال فَلم يبرحه فَهُوَ عرس وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَيُقَال عرس الشَّرّ بَينهم لزم ودام وبالشيء لزمَه وألفه يُقَال عرس الصَّبِي بِأُمِّهِ
عرس خرس عذر نقع طخا أَبُو عبيد: الَّلخْلَخَانِيَّة العُجْمة يُقَال رجل لَخْلَخانِيٌّ وَامْرَأَة لخلخانية إِذا كَانَا لَا يفصحان قَالَ البعيث بن بشر: (الطَّوِيل)

سيترُكُها إِن سَلَّم الله جارَها ... بَنو اللخلخانيّات وَهِي رُتُوع

أَرَادَ بني العجميات] .
(عرس) - في الحَدِيث: "أنّه عَرَّــسَ" .
: أي نَزَل للنَّوم والاسْتِراحة - والتَّــعْرِــيسُ: النُّزول لِغَيْر إقامَة. وقيل: هو النُّزُولُ آخِرَ الليل. - في الحديث: "فأصبح عَرُــوسًا"
يُقال: للرَّجل عَرُــوسٌ، كما يقال للمرأة، وذلك إذا أعَرسَا، أو أَــعرسَ أَحدُهما بالآخر.
والــعُرسُ: الطَّعام الذي يُتَّخَذ لذلك، وهي مؤنثة.
ع ر س

" هو أنقى من الخير من طست الــعروس " أي لا خير عنده، " ولا مخبأ لعطر بعد عروس ". وشهدنا عرس فلان فيا لها من عرس، ورأينا عرسه فيا لها من عرس، والــعرس مؤنثة. قال:

إنا وجدنا عرس الخياط ... مذمومة لئيمة الحواط وفلان يتــعرّــس لامرأته أي يتحبب إليها. وهذه عرائس الإبل وعطراتها: لكرامها. وهو أمنع من عرس الأسد في عريسه وهي لبوته. وما نزلوا غير تــعريسة كحسوة طائر. ومالي بأرض الهوان من مــعرس ساعة.

عرس


عَرَــسَ(n. ac. عَرْــس)
a. Bound (camel).
b. Was cheerful, gay. _ast;

عَرِــسَ(n. ac. عَرَــس)
a. Was merry, boisterous.
b. [Bi], Kept, clave, held fast to.
c. Became severe.
d. ['An], Was fatigued, was incapacitated from.
e. ['An], Held back, refrained from.
f. Was perplexed, confused.

عَرَّــسَa. Halted ( at night ).
أَــعْرَــسَa. Gave a marriage-feast.
b. Brought the bride home.
c. see (عَرِــسَ) (b) & II.
تَــعَرَّــسَ
a. [La], Showed affection to.
عَرْــسa. Partition, wall.
b. Tentpole.

عِرْــس
(pl.
أَــعْرَــاْس)
a. Spouse: husband; wife.

عِرْــسِيّa. A certain dye.

عُرْــس
(pl.
أَــعْرَــاْس)
a. Wedding, marriage.
b. Marriage-feast; festivities, rejoicings.

عُرُــس
( pl.

عُرُــسَات )
a. see 3
عَرِــيْس
a. [ coll. ]
see 26 (a)
عَرُــوْس
(pl.
عُرُــس)
a. Betrothed: bridegroom.
b. see 26t
عَرُــوْسَة
(pl.
عَرَــاْئِسُ)
a. Betrothed; bride.

عِرِّــيْس
عِرِّــيْسَة
30ta. Thicket; haunt of of a lion.

N. P.
عَرَّــسَأَــعْرَــسَa. Halting-place, encampment, bivouac.

إِبْن عِرْــس (
pl.
a. بَنَات عِرْــس ), Weasel.
عرس
الــعِرسُ: امْرَأةُ الرجُل. ولبوءة الأسَد. والــعَرُــوْس: الرجُل والمَرْأةُ جميعاً. وأعْرَــسَ بامْرأتِه. والــعرس: الطعَامُ يُتخَذُ للــعَرُــوس، وهي مؤنثة. وتَــعَرسَ لامْرأته: تَحببَ إليها.
وفي المَثَل: " أنْقى من الخَيْر من طَسْتِ الــعَرُــوْس " و " أحْيا من عَرُــوْس ".
وعَرَــائِسُ النُّوْقِ: كرامُها. والــعريْس والــعِريسَةُ: الشجَرُ المُلْتَفُّ تأوي إليه الأسْد. واعْتَرَسَ: اتخَذَ أجَمَةً. والتــعْرِــيْسُ: نُزولٌ خَفيفٌ في آخِر الليْل.
وابنُ عِرْــس: دوَيبةٌ دوْنَ السنَوْر، والجَميعُ بَناتُ عِرْــس ذَكَراً كان أو أنْثى. والــعِرْــسِيُّ: ضَرْبٌ من الضَبْغ لَوْنُه لَوْنُ ابنِ عِرْــس. وعَرَــسْتُ البَعيرَ: شَددْتَ عُنُقَه إلى إحدى يَدَيْه وهو بارِكٌ. والحَبْلُ: الــعِرَــاس. واعْتَرَسَ الفَحْلُ الناقَة: قَفَز على رَقَبَتِها وكْرَهَها على البرُوْك. والعَيرسُ: الشجَاعُ لا يَبْرَحُ مكانه في القِتال. والمُتَحَيرُ الدهِشُ؛ جميعاً. وعَرِــسَ الكَلْبُ عن الصيْد: خرقَ فلم يَدْنُ منه. وعرِــس به: لَزمَه.
واعْتَرسُوا عنه: تَفَرقوا.
(ع ر س) : (أَــعْرَــسَ) الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ بَنَى عَلَيْهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي مُتْعَةِ الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُــعْرِــسِينَ هَكَذَا بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي مُلِمِّينَ (وَالْــعُرْــسُ) بِالضَّمِّ الِاسْم (وَمِنْهُ) «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى وَلِيمَةِ عُرْــسٍ فَلْيُجِبْ» أَيْ إلَى طَعَامِ عِرَــاسٍ (وَــعِرْــسُ الرَّجُلِ) بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ (وَمِنْهَا) ابْنُ عِرْــسٍ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو وَأَمَّا عَرَّــسَ بِهَا فِي حَدِيث مَيْمُونَةَ بِمَعْنَى أَــعْرَــسَ فَخَطَأٌ إنَّمَا التَّــعْرِــيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَكَذَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ عَرِــسْتُ وَأَنَا عَبْدٌ وَأَخَذَهُ مِنْ عَرِــسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ فِي الْقِتَال إذَا لَزِمَهُ أَوْ مِنْ عَرِــسَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ إذَا أَلِفَهَا خَطَأٌ آخَر لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْحَدِيثِ اتِّخَاذ الْــعُرْــسِ أَوْ الْــعِرْــسِ وَذَاكَ مِنْ بَابِ أَفْعَل لَا غَيْرُ.
عرس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ فِي مُتعة الْحَج: قد علمت أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قد فعلهَا وَأَصْحَابه وَلَكِنِّي كرهت أَن يَظلوا بِهن مُــعرِــسين تَحت الْأَرَاك ثمَّ يُلّبون بِالْحَجِّ تقطر رؤوسهم. قَالَ أَبُو عبيد: المُــعرس الَّذِي يغشى امْرَأَته واصله من الــعُرس شبه بذلك وَإِنَّمَا نهى عَن هَذَا لِأَنَّهُ كره الْمُتْعَة يَقُول: فَإِذا أحلّ من عمرته أَتَى النِّسَاء ثمَّ أهلّ بِالْحَجِّ فَنهى عَن ذَلِك وَقد رويت الرُّخْصَة عَنهُ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: نعم الْمَرْء صُهيب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَالْمعْنَى وَالْوَجْه فِيهِ أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ أنّ صهيبا إِنَّمَا يُطِيع الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حبّا [لَهُ -] لَا مَخَافَة عِقَابه يَقُول: فَلَو لم يكن عِقَاب يخافه مَا عصى الله [عز وَجل -] أَيْضا ومثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا أحبّ أنْ أعبُدَ اللهَ لِطمع فِي ثَوَاب وَلَا مَخَافَة عِقَاب فَأَكُون مثل عبد السوء إِن خَافَ موَالِيه أطاعهم وَإِن لم يخفهم عصاهم وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أعبد الله حُبّا لَهُ.
ع ر س: (الْــعَرُــوسُ) نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مَا دَامَا فِي أَــعْرَــاسِهِمَا. يُقَالُ: رَجُلٌ عَرُــوسٌ وَرِجَالٌ (عُرُــسٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَامْرَأَةٌ (عَرُــوسٌ) وَنِسَاءٌ (عَرَــائِسُ) . وَ (الْــعِرْــسُ) بِالْكَسْرِ امْرَأَةُ الرَّجُلِ وَالْجَمْعُ (أَــعْرَــاسٌ) . وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى (عِرْــسَيْنِ) . وَ (ابْنُ عِرْــسٍ) دُوَيْبَّةٌ يُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْــسٍ. وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخَاضٍ وَابْنُ لَبُونٍ وَابْنُ مَاءٍ. تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ. وَحَكَى الْأَخْفَشُ: بَنَاتُ عِرْــسٍ وَبَنُو عِرْــسٍ وَبَنَاتُ نَعْشٍ وَبَنُو نَعْشٍ. وَ (الْــعُرْــسُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَــعْرَــاسٌ) وَ (عُرُــسَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ. وَقَدْ (أَــعْرَــسَ) فُلَانٌ أَيِ اتَّخَذَ عُرْــسًا. وَأَــعْرَــسَ بِأَهْلِهِ بَنَى بِهَا. وَكَذَا إِذَا غَشِيَهَا. وَلَا تَقُلْ: عَرَّــسَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. قُلْتُ: قَوْلُهُ بَنَى بِهَا هُوَ أَيْضًا مِمَّا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ وَهُوَ خَطَأٌ كَذَا ذَكَرَهُ فِي [ب ن ى] وَ (التَّــعْرِــيسُ) نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَقَعُونَ فِيهِ وَقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يَرْتَحِلُونَ، وَ (أَــعْرَــسُوا) فِيهِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَوْضِعُ (مُــعَرَّــسٌ) بِالتَّشْدِيدِ وَ (مُــعْرَــسٌ) بِوَزْنِ مُخْرَجٍ. وَ (الْــعِرِّــيسُ) وَ (الْــعِرِّــيسَةُ) مَكْسُورَيْنِ مُشَدَّدَيْنِ مَأْوَى الْأَسَدِ. 
ع ر س : الْــعَرُــوسُ وَصْفٌ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى مَا دَامَا فِي إعْرَــاسِهِمَا وَجَمْعُ الرَّجُلِ عُرُــسٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ وَجَمْعُ الْمَرْأَةِ عَرَــائِسُ وَــعَرِــسَ بِالشَّيْءِ أَيْضًا لَزِمَهُ وَيُقَالُ الْــعَرُــوسُ مِنْ هَذَيْنِ وَأَــعْرَــسَ بِامْرَأَتِهِ بِالْأَلِفِ دَخَلَ بِهَا وَأَــعْرَــسَ عَمِلَ عُرْــسًا وَأَمَّا عَرَّــسَ بِامْرَأَتِهِ بِالتَّثْقِيلِ عَلَى مَعْنَى الدُّخُولِ فَقَالُوا هُوَ خَطَأٌ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَرَّــسَ إذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ لِيَسْتَرِيحَ نَزْلَةً ثُمَّ يَرْتَحِلُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَرَّــسَ الْقَوْمُ فِي الْمَنْزِلِ
تَــعْرِــيسًا إذَا نَزَلُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَالْإِــعْرَــاسُ دُخُولُ الرَّجُلِ بِامْرَأَتِهِ.

وَالتَّــعْرِــيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ لِيَسْتَرِيحَ.

وَــعِرْــسُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ وَالْجَمْعُ أَــعْرَــاسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِرْــسٌ أَيْضًا وَالْــعُرْــسُ بِالضَّمِّ الزِّفَافُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْــعُرْــسُ وَالْجَمْعُ أَــعْرَــاسٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهِيَ الْــعُرْــسُ وَالْجَمْعُ عُرْــسَاتٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى إيرَادِ التَّأْنِيثِ وَالْــعُرْــسُ أَيْضًا طَعَامُ الزِّفَافِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلطَّعَامِ.

وَابْنُ عِرْــسٍ بِالْكَسْرِ دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الْفَأْرَ وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْــسٍ. 
[عرس] الــعَروسُ نعت، يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال عُرُــسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ الــعَروسُ يكون أميراً ". والــعِرْــسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ; والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس * وربما سمى الذكر والأنثى عِرْــسينِ. قال علقمة : حتَّى تَلافى وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "، ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء. يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والــعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون ابن عِرْــسٍ. والــعَرْــسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت مــعرس. وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والــعرس: طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط * والجمع الاعراس والــعرسات. وقد أَــعْرَــسَ فلان، أي اتَّخذ عُرْــساً. وأَــعْرَــسَ بأهله، إذا بنى بها، وكذلك إذا غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يــعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم عَرْــساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ الــعِراسُ. والــعَرَــسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي دهش، فهو عَرِــسٌ. وعَرِــسَ به أيضاً: لزمه. والتَــعريسُ: نزولُ القوم في السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون. وأَــعْرَــسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُــعَرَّــسٌ ومُــعْرَــسٌ. والــعِرِّــيسُ بالتشديد والــعِرِّــيسَةُ: مأوى الاسد. وذات الــعرائس: موضع.
[عرس] فيه: إذا "عرس" بليل توسد لبنة وإذا "عرس" عند الصبح نصب ساعده نصبًا ووضع رأسه في كفه، التــعريس نزول المسافر آخر الليلة نزلة للاستراحة والنوم، وأعرس بمعناه، والمــعرس موضع التــعريس، ومنه "مــعرس" ذي الحليفة عرس به النبي صلى الله عليه وسلم. ط: وذلك لئلا يتمكن من النوم فيفوته الفجر. ن: وقيل: هو النزول أي وقت كان، وأراد الأول بح: وإذا "عرستم" فاجتنبوا الطرق، وهو أمر إرشاد لأن الحشرات ذوات السموم تمشي في الليل على الطرق لسهولتها ولتأكل ما يسقط من مأكول ورمة. ط: يطرق فيها الحشرات وذوات السموم والسباع لتلتقط ما يسقط من المارة. ن: أتى في "مــعرسة"، بضم ميم وفتح عين وتشديد راء. ومنه: ويدخل من طريق "المــعرس"، وهو موضع على ستة أميال من المدينة، ومخالفة الطريق تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه. ك: ومنه: "فــعرس" ثم حتى يصبح، وثم بفتح ثاء أي نزل هناك حتى يدخل في الصباح. ومنه: لو "عرست" بنا، أي نزلت بنا آخر الليل فاسترحنا، وقيل: هو النزول في الليل مطلقًا، ويشهد له ح: نزلوا مــعرسين. ج: ومنه: "عرس" من وراء الجيش. وح: أتى وهو في مــعرسه"،أي أتاه ملك وهو فيه. نه: وفي ح أبي طلحة: "أعرستم" الليلة، من أعرس إذا دخل بامرأته عند بنائها، والمراد هنا الوطء ولا يقال فيه: عرس. ك، زر: همزة الاستفهام فيه مقدرة، وضبط بتشديد راء فلا تقدر، وخطئ بأنه في النزول، وقيل: هو لغة في أعرس، وهذا السؤال للتعجب من صبرها- وقد مر في أصاب من ص: نه: ومنه ح النهي عن متعة- إلخ: ولكني كرهت أن يظلوا بها "مــعرسين"، أي ملمين بنسائهم. وفيه: فأصبح "عروسًا"، هو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر. وفيه: إن ابنتي "عريس" وقد تمعط شــعرها، هي مصغر الــعروس، ولم يظهر التاء للحرف الرابع مقامه. ومنه: كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي "عرس" أم خرس، يريد طعام الوليمة وهو ما يعمل عند الــعرس يسمى باسم سببه. غ: هو طعامها واسم من أعرس. ن: هو بضم راء وسكونها لغتان. ومنه: دعانا "عروسط، يعني رجلًا تزوج قريبًا. ط: ومنه: و"عروسط القرآن سورة الرحمن، والمراد زينة أو الزلفى إلى المحبوب فإنه كلما كرر "فبأي آلاء ربكما" كأنه يجلو-، نعمة من نعمة السابغة على الثقلين ويمن عليهم بها. ج: ومنه ح عائشة: ظللت في آخر يومك "مــعرسًا"، أي داخلًا بامرأة.
عرس
أعرسَ/ أعرسَ بـ/ أعرسَ لـ يُــعرس، إعراسًا، فهو مُــعْرِــس، والمفعول مُــعْرَــس به
• أعرس الشَّابُّ: اتَّخذ زوجةً.
• أعرس بالمرأة: تزوَّجها، دخَل بها.
• أعرس الرَّجُلُ لابنه: أقام حفلاً لتزويجه. 

عُرْــس [مفرد]: ج أعراس: حفل زفاف وتزويج "ليلة عُرسِه- دعوة لحضور عُرس".
• ابن عُرْــس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عِرْــس [مفرد]
• ابن عِرْــس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عَروس [مفرد]: ج عُرُــس وعِرْــسانُ، مؤ عَروس، ج مؤ عرائِسُ
• الــعَروسُ:
1 - المرأةُ عند زواجها ° جهاز الــعَروس: ما تقوم الــعروُس بتحضيره من ثياب وغيرها أثناء استعدادها للزَّواج- عروس الشِّــعر: أجودُه- لَيْلَةُ الــعَروس: يُشَبَّه بها ما يُوصف بالحُسْن.
2 - الرَّجلُ عند زواجه "كاد الــعروس يكون أميرًا [مثل]- فَأَصْبَحَ عَرُــوسًا [حديث] ".
• الــعَروسان: الــعريس والــعروسة "سافر الــعروسان لقضاء شهر العسل في الغردقة". 

عَروسة [مفرد]: ج عرائِسُ:
1 - عروس؛ المرأة عند زواجها "زفاف/ أمّ الــعروسة".
2 - دمية على شكل بنت تلعب بها البنات "عروسة من قطن- عروسة متحرّكة" ° مَسْرَح الــعرائس: مسرح خاصّ بــعرض ألعاب الدّمى.
عروسة البحر: نوعٌ من السَّمك. 

عريس [مفرد]: ج عِرْــسان: عروس؛ الرَّجل عند زواجه "زفافُ/ أمّ/ بدلة الــعريس- دعوة من الــعريس". 
عرس: عَرَّــس (بالتشديد): خيمّ في الــعراء، بات ونام في الصحراء (تاريخ البربر 2: 385).
وانظر السطر التالي.
عَرَّــس: توقف في جهة ما. ويقال: عرَّــس ب (تاريخ البربر 2: 279).
عَرَّــس ب: مكث فيه زمناً، ففي تاريخ البربر (2: 155): ومضى في وجهه إلى بجاية فغرس بساحتها ثلاثاً. والصواب: فــعرَّــس كما جاء ففي مخطوطتنا رقم 1350.
عَرَّــس على: خيمَّ وعسكر قرب مدينة لمحاصرتها. (تاريخ البربر:283).
عَرَّــس: كدَّس كوَّم، ركم (فوك).
عَّرس المتاع: فرَّع البضائع (معجم الادريسي).
عرَّــس: أعرس، اتخذ عروساً (فوك).
تــعرَّــس في: مكث في، أستقر في (فوك).
تــعرَّــس: تكدَّس، تكوّم، تراكم (فوك).
عَرِــسة: (بفتح العين وكسرها): ابن عرس، سرعوب، ابن مِقرض وهو حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر، همبرت ص64 وفيه عِرْــسة بكسر العين، باجني مخطوطات وفيه هَرْسة).
عِرْــسة، وجمعها عِرَــس: كومة، كدسة. (فوك). وفي القسم الأول منه: عِرْــسة وعِرْــصة.
عُرْــسيّ: زواجي، زفافي (بوشر).
الــعُرْــسيَّة: عند المولدين المهتمون بأمور الــعُرس (محيط المحيط).
عَرُــوس. عرائس: جمع عروس للذكر.
(فوك، الكالا) والجمع عَراس في معجم الكالا من خطأ الطباعة.
عَرُــوس الفقهاء: اسم أطلق على أحد كبار الصوفية. ففي المقري (1: 583): عروس الفقهاء وأمير المتجردين.
عَرْــوس: نيلوفر. (المستعيني مادة: نيلوفر).
عرائس النيل: زهور النيلوفر (بوشر).
عَروُس: آلة حربية، منجنيق، قذافة، عرّــادة.
(معجم البلاذري). وينقل كاترمير في تاريخ المغول (ص284) عبارة وردت عند مير خوند فيها: عروسك آلة حربية.
عَروُس: نوع من السمك (الادريسي ص 162).
عَروُس: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
وفي ياقوت (4: 842) كلام عن طيور جميلة تسمى عرائس السر.
الــعروس: اسم منارة في جامع دمشق.
(المقري 1: 720).
عرَــيس: وردت في ألف ليلة (1: 165، 325، باين سميث 1204، 1411، 1607). عَروُسة: أنظر المعنى الخاص لهذه الكلمة عند أهل مصر (لين عادات 2: 290).
عَرُــوسَة المياه: حورية الماء، ربةً الينابيع، تزعم الأساطير اليونانية أنها تقيم في البحيرات والأنهار وتمنحها الحياة (بوشر).
عَروُسةَ: لفَاح، يبروح، نبات عشبي من الفصيلة الباذنجانية (المستعيني مادة ببروح).
عروسة الفيران: ابن عرس، حيوان من الفصيلة السرعوبية ورتبة اللواحم يأكل الفيران. (فوك الكالا، أبو الوليد ص796).
عريسة (عُرَــيسْة؟): ابن مِقرضْ، حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر).
الــعروسالة: ابن عرس. ففي المعجم اللاتيني- الــعربي: ( Mustela) ابن عرس وهو الــعروسالَّة) واللاحقة أسبانية.
عُرَــيْوس، وعُرَــيوْسة: لُعْبة، دُمْية (ألكالا).
عَرَّــاسي: صنف من الخبز يؤكل في الأعراس (ألكالا).
مُــعَرّــس: بيت ريفي. (المقري 1: 447) مُــعَرَّــس: انظر مُــعَرّــص في معجم فوك.
(ع ر س)

عَرِــسَ الرجل عَرَــسا فَهُوَ عَرِــس: بطر. وَقيل أعيا ودهش. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى إِذا أدْرَكَ الرَّامي وَقد عَرِــسَتْ ... عنهُ الكِلابُ فَأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ

عداهُ بعن، لِأَن فِيهِ معنى جبنت وتأخرت. وَأَعْطَاهَا: أَي أعْطى الثور الْكلاب مَا وعدها من الطعْن، ووعده إِيَّاهَا انه كَانَ يتهيأ ويتحرف إِلَيْهَا ليطعنها. وعَرِــسَ الشَّيْء عَرَــسا: اشْتَدَّ. وعَرِــس بِهِ عَرَــسا: لزمَه. وعَرِــسَ عَرَــسا، فَهُوَ عَرِــس: لزم الْقِتَال فَلم يبرحه. وعَرِــس الصَّبِي بِأُمِّهِ عَرَــسا: ألفها ولزمها.

والــعُرْــس، والــعُرُــس: مهنة الإملاك وَالْبناء. وَقيل طَعَامه خَاصَّة، أُنْثَى وَقد تذكر. وتصغيرها: بِغَيْر هَاء، وَهُوَ نَادِر، لِأَن حَقه الْهَاء إِذْ هُوَ مؤنث، على ثَلَاثَة أحرف، وَالْجمع: أعراسٌ، وعُرُــسات، من قَوْلهم: عَرِــس الصَّبِي بامه على التفؤل.

والــعَرُــوس: نعت للرجل وَالْمَرْأَة. رجل عَروس فِي رجال أعْراس، وَامْرَأَة عَرُــوس، فِي نسْوَة عَرائس.

وعِرْــسُ الرجل: امْرَأَته. قَالَ:

وحَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِن عِرْــسِهِ ... سَوْقِى وَقد غابَ الشِّظاظُ فِي أسْتِهِ

أَرَادَ أَن هَذَا المسن كَانَ على الرحل، فَنَامَ فحلم بأَهْله، فَذَلِك معنى قَوْله: " قربه من عرسه "، لِأَن هَذَا الْمُسَافِر لَوْلَا نَومه، لم ير أَهله. وَهُوَ أَيْضا عِرْــسُها، لِأَنَّهُمَا اشْتَركَا فِي الِاسْم، لمواصلة كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، وإلفه إِيَّاه. قَالَ العجاج:

أنجَبُ عِرْــسٍ جُبَلا وعِرْــسِ

أَي أَنْجَب بعل وَامْرَأَة. وَأَرَادَ: أَنْجَب عِرْــسٍ وعِرْــس جبلا. وَهَذَا يدل على أَن مَا عطف بِالْوَاو، بِمَنْزِلَة مَا جَاءَ فِي لفظ وَاحِد، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب عِرْــسَين جبلا، لَوْلَا إِرَادَة ذَلِك لم يجز هَذَا، لِأَن جبلا وصف لَهما جَمِيعًا، ومحال تَقْدِيم الصّفة على الْمَوْصُوف: وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب رجل وَامْرَأَة. وَجمع الــعِرْــس الَّتِي هِيَ الْمَرْأَة، وَالَّذِي هُوَ الرجل: أعراسٌ. واستعاره الْهُذلِيّ للأسد فَقَالَ: لَيْثٌ مُدِلٌّ هِزَبْرٌ حَوْل غابَتِه ... بالرَّقْمَتين لَهُ أجْرٍ وأعراسُ

وَهُوَ عِرْــسُها أَيْضا. واستعاره بَعضهم للظليم والنعامة، فَقَالَ:

كبَيْضَة الأُدْحِىّ بينَ الــعِرْــسَينْ

وَقد عَرَّــسَ وأعْرَــسَ: اتخذها عِرْــسا، وَدخل بهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّــس بهَا، وأعرس.

والمُــعْرِــسُ: الَّذِي يغشى امْرَأَته.

والــعِرِّــيَسُة والــعِرّــيسُ: الشّجر الملتف. وَهُوَ مأوى الْأسد. قَالَ رؤبة:

أغْيالَهُ والأجَمَ الــعِرّــيسا

وصف بِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: والأجم الملتف، أَو أبدله، لِأَنَّهُ اسْم. وَفِي الْمثل: " كمُبتَغِي الصَّيدِ فِي عِرّــيسَةِ الأسَدِ ". فَأَما قَول جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجمِي فيهمْ وعِرّــيسِي

فَإِنَّهُ عَنى منبت أَصله فِي قومه.

والمُــعَرِّــس: الَّذِي يسير نَهَاره، ويُــعَرِّــس: أَي ينزل أول اللَّيْل. وَقيل: التَّــعْرِــيس: النُّزُول فِي آخر اللَّيْل. وعَرَّــس الْمُسَافِر: نزل فِي وَجه السحر. وَقيل: التَّــعرِــيس: النُّزُول فِي المعهد أَي حِين كَانَ، من ليل أَو نَهَار. قَالَ زُهَيْر:

وعَرَّــسُوا سَاعَة فِي كُثْبِ أسْنُمَةٍ ... ومنهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْترَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ

واعْترَسُوا عَنهُ: تفَرقُوا.

والــعَرْــسُ: الْحَائِط يوضع بَين حائطي الْبَيْت، لَا يبلغ بِهِ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز من طرف ذَلِك الْحَائِط الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت، ويسقف الْبَيْت كُله. وَالصَّاد فِيهِ لُغَة. وَقد تقدم.

وعَرَّــسَ الْبَيْت: عمل لَهُ عَرْــسا.

وعَرَــسَ الْبَعِير يَــعْرِــسُهُ، ويَــعْرِــسُهُ عَرْــسا: شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارك.

والــعِراسُ: مَا عُرِــسَ بِهِ.

واعْترس الْفَحْل النَّاقة: أبركها للضراب.

والإعْراس: وضع الرَّحَى على الْأُخْرَى للطحن. قَالَ ذُو الرمة:

كأنَّ على إعْرَــاسِهِ وبِنائِهِ ... وَئيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضَبرَت ضَبْرا

أَرَادَ: على مَوضِع إعراسه.

وَابْن عْرس: دُوَيْبَّة دون السنور، أشتر أصلم أصك. وَالْجمع: بَنَات عِرْــس، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى.

والــعِرْــسِيُّ: ضرب من الضبع، سمي بِهِ للونه، كَأَنَّهُ يشبه لون ابْن عِرْــس.

والــعَرُــوسِيُّ: ضرب من النّخل. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والــعُرَــيْساءُ: مَوضِع.

والمَــعْرَــسانِيَّاتُ: أَرض. قَالَ الأخطل:

وبالمَــعْرسانِيَّاتِ حَلَّ وأرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطا منهُ مَطافيلُ حُفَّلُ

عرس

1 عَرِــسَ بِهِ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَــسٌ, (TA,) He kept, or clave, to him or it; (S, O, Msb, K;) as also ↓ أَــعْرَــسَهُ. (O, K.) From this, and from another signification of the same verb, which see below, عَرُــوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) You say, عَرِــسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ The man kept, or clave, to his opponent or adversary, in fight. (Mgh.) And عَرِــسَ الصَّبِىُّ بِأُمِّهِ, (TA,) or أُمَّهُ, (Mgh,) The child kept to his mother. (Mgh, TA.) And عَرِــسَ الشَّرُّ بِهِمْ Evil clung, or stuck fast, to them, and continued. (TA.) b2: [Hence, perhaps,] عَرِــسَ الشَّىْءُ, [or, perhaps, الشَّرُّ,] inf. n. as above, The thing [or evil or mischief] became vehement, or severe, or distressful. (TA.) A2: عَرِــسَ, aor. ـَ inf. n. عَرَــسٌ, He (a man) was, or became, fatigued: (TA:) or عَرِــسَ, (IKtt,) or عَرِــسَ عَنِ الجِمَاعِ, (Msb,) he (a man) was, or became, fatigued, or weak, and so disabled, or incapacitated, from copulation; syn. كَلَّ, (Msb,) and أَعْيَا, (IKtt, Msb,) عن الجماع. (IKtt.) From this, and from another signification of the same verb, mentioned above, عَرُــوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) b2: Also He was, or became, confounded or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشَ: (S, O, K:) and so عَرِــشَ. (TA.) b3: and عَرِــسَ عَنْهُ He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice. (TA.) b4: And عَرِــسَ عَلَىَّ مَا عِنْدَهُ i. q. اِمْتَنَعَ [i. e. What he had was unattainable, or difficult of attainment, to me]. (IAar, O, K. [In the CK, علَى is put for عَلَىَّ.]) A3: عَرَــسَ البَعِيرَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O, TA) and عَرِــسَ, (TA,) inf. n. عَرْــسٌ, (S, O,) He bound the camel's fore shank to his neck, (S, O, K,) while he was lying down, (S, O,) with the rope called ↓ عِرَــاسٌ: (S, O, K:) or, as some say, he bound the neck of the camel to both of his fore legs. (TA.) 2 عرّــسوا, (Msb, K,) inf. n. تَــعْرِــيسٌ; (S, Mgh, O, Msb;) and ↓ اعرسوا; (S, O, K;) but the former is the more common; (K;) the latter, rare; (S, O;) They alighted (S, Mgh, O, Msb, K) during a journey, (S, Mgh, O, Msb,) in the last part of the night, (S, Mgh, O, K,) for a rest, (S, O, Msb, K,) and made their camels lie down, and took a nap, or slight sleep, (TA,) and then departed, (S, Msb,) and continued their journey, at daybreak: (TA:) [see also 2 in art. عوه:] or they journeyed all the day, and alighted in the first part of the night: (TA:) or they alighted (Az, Msb, TA) in a usual place of resort (TA) at any time of the night or day. (Az, Msb, TA.) [Hence,] لَيْلَةُ التَّــعْرِــيسِ The night in which the Apostle of God slept: (O, K:) the story of which is well known, in the biographies of him and in the traditions. (TA.) [It was when he was returning from the siege and capture of Kheyber: he halted in the latter part of the night, and unintentionally slept until the time of the prayer of daybreak had passed. See “ Mishcàt ul-Masábìh,” vol. i., p. 146.]

A2: See also 4.

A3: عُرِّــسَ, inf. n. as above, It (a chamber) had an عَرْــس [q. v.] made to it. (TA.) 4 اعرس He made, or prepared, a marriagefeast. (S, O, Msb, K, TA.) b2: [He became a bridegroom.] And اعرس بِأَهْلِهِ, (S, O, K,) or بِامْرَأَتِهِ, (Mgh, * Msb,) He had his wife conducted to him on the occasion of the marriage; syn. بَنَى

بِهَا, (T, S,) or بَنَى عَلَيْهَا; (Mgh, O, K;) as also بها ↓ عرّــس; (TA;) or this latter is only used by the vulgar; (S, O, TA;) or is a mistake: (Mgh, Msb:) and he abode with his wife during the days of and after that event: (TA:) [and] he went in to his wife (IAth, Msb) [a signification which may be meant to be included in the explanation بني بها or بنى عليها] on the occasion of that event; meaning, he compressed her; وَطْءٌ being thus called إِــعْرَــاسٌ because it is a consequence of إِــعْرَــاس [properly so termed]: (IAth:) the phrase also signifies [simply] he compressed his wife. (S, TA.) A2: See also 2: A3: and see عَرِــسَ بِهِ.5 تــعرّــس لِامْرَأَتِهِ He manifested, or showed, love, or affection, to his wife, (A, Ibn-'Abbád, O, K,) and kept to her. (TA.) [App. originally signifying He behaved like a bridegroom (عَرُــوس) to his wife.]

عَرْــسٌ A wall which is placed between the two [main lateral] walls of the winter-chamber, not reaching to the further end thereof, (S, O, K, TA,) then the beam is laid from the inner extremity of that wall to the further end of the chamber, (TA,) and it is roofed over, (S, O, K, TA,) i. e. the whole chamber is roofed over: what is between the two walls [above mentioned] is [called] a سَهْوَة [q. v.], and what is beneath the beam [app. with what is screened by the middle wall from the portion (of the chamber) in which is the entrance] is the مُِخْدَع: (TA:) this is done for the sake of more warmth, and only in cold countries: (S, O, K, TA:) and it is called in Pers\. بيجه [correctly پيچه]: (S, TA:) and عَرْــصٌ is [said to be] a dial. var. thereof. (TA.) عُرْــسٌ (Az, S, Msb, K) and ↓ عُرُــسٌ (Az, S, K) substs. from أَــعْرَــسَ as signifying “ he had his wife conducted to him on the occasion of his marriage,” and “ he went in to her: ” (Az, TA:) The ceremony of conducting a bride to her husband: (Msb:) or the ministration, or performance, of a marriage, and of the ceremony of conducting the bride to her husband: (TA:) or [simply] marriage: or coitus: syn. نِكَاحٌ: (K, TA:) because this is the real thing intended by الإِــعْرَــاس: (TA:) in the first of these senses, it is masc. and fem.; or, accord. to some, fem. only: as masc., its pl. is أَــعْرَــاسٌ; and as fem., its pl. is عُرُــسَاتٌ. (Msb.) Hence [the trad.], إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْــسٍ فَلْيُجِبْ When any one of you is invited to a marriage-feast, or a feast given on the occasion of the conducting of a bride to her husband, let him consent. (Mgh.) b2: And hence, (Az, TA,) A marriage-feast: (A 'Obeyd, Az, S, O, K:) or a feast made on the occasion of conducting a bride to her husband: (Msb:) in this sense it is masc.: (Msb:) or mase, and fem.: (S, O:) or fem., and sometimes mase. (Az, TA.) A rájiz says, إِنَّا وَجَدْنَا عُرُــسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ [Verily we found the marriage-feast of the wheatseller to be mean, discommended for the managers: see also حُوَاطَةٌ]. (Az, S, O, TA.) Pl. as above, i. e., أَــعْرَــاسٌ and عُرُــسَاتٌ. (S, O, K.) [See an ex. voce خُرْسٌ.] b3: [And hence,] A state of rejoicing. (IB, voce مَأْتَمٌ, q. v.) b4: The dim. is [عُرَــيْسٌ,] without ة; which is extr., [accord. to those who hold it to be fem. only,] for [accord, to them] it should have ة, being a fem. n. of three letters. (TA.) عِرْــسٌ A man's wife: (S, Mgh, O, Msb, K:) and a woman's husband: (O, Msb, K:) pl. (in both senses, TA) أَــعْرَــاسٌ: (S, O, Msb, K, TA:) the dual, عِرْــسَانِ, is sometimes applied to the male and female, (S, O,) or husband and wife: (TA:) and to a male and female ostrich: (IB:) and the sing., to the mate of the lion: (S, A, O, K:) and the pl. is applied, metaphorically, by Málik Ibn-Khuweylid El-Hudhalee, to lions. (TA.) A2: اِبْنُ عِرْــسٍ [The weasel; and a weasel;] a certain small animal, (Lth, S, O, Msb, K,) well known, (TA,) resembling the rat (الفَأْرَة), (Msb,) smaller than the cat, (Lth, O, TA,) having the lower lip cleft (أَشْتَرُ), and very short ears, as though they were amputated, (Lth, O, K,) and having a canine tooth; (TA;) called in Persian رَاسُوْ: (S, Mgh:) the name is determinate and indeterminate: (TA:) pl. بَنَاتُ عِرْــسٍ, (S, Msb, K,) applied to the males and the females; (O, K;) like as you say اِبْنُ آوَى and اِبْنُ مَخَاضٍ and اِبْنُ لَبُونٍ and اِبْنُ مَآءٍ, and in the pl. بَنَاتُ آوَى and بَنَاتُ مَخَاضٍ and بَنَاتُ لَبُونٍ and بَنَاتُ مَآءٍ; or, accord. to Akh, you say بَنَاتُ عِرْــسٍ and بَنُو عِرْــسٍ, like بَنَاتُ نَعْشٍ and بَنُو نَعْشٍ. (S, O.) عِرِــسٌ One who quits not the place of conflict, by reason of courage. (TA.) b2: الــعَرِــسُ The lion: (O, K:) because he keeps to the preying upon men; or because he keeps to his covert, or retreat. (O, * TA.) A2: Also Confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشٌ. (S, O, K.) عُرُــسٌ: see عُرْــسٌ.

عِرْــسِىٌّ A certain dye; (K;) a certain colour of dye, likened to the colour of the اِبْنُ عِرْــس [or weasel]. (S, O.) عِرَــاسٌ: see 1, last sentence.

عَرُــوسٌ A bridegroom: and a bride: i. e., a man, and a woman, during the period of their إِــعْرَــاس or أَــعْرَــاس [thus differently written in different MSS.]; (S, A, O, Msb, K;) or when the one goes in to the other: (IAth:) you say رَجُلٌ عَرُــوسٌ [a bridegroom, vulgarly, in the present day, ↓ عَرِــيس,] and اِمْرَأَةٌ عَرُــوسٌ [a bride, vulgarly, in the present day, ↓ عَرُــوسَة]: (S:) and عُرُــوسٌ is a dial. var. of the same: (IAar, TA:) pl. mase.

عُرُــسٌ (S, O, Msb, K) and أَــعْرَــاسٌ; (TA;) and pl. fem. عَرَــائِسُ. (S, O, Msb, K.) [See عَرِــسَ, in two places.] It is said in a prov., كَادَ الــعَرُــوسُ يَكُونُ أَمِيرًا [The bridegroom was near to being a prince]. (S: in the O, مَلِكًا.) The dim. is عُرَــيِّسٌ, without the addition of ة to distinguish the fem., because of the fourth letter. (TA.) b2: [Hence,] أَبْيَاتٌ عَرَــائِسُ (tropical:) Verses of which the words are marked with diacritical points: for, as Esh-Shereeshee says, the Arabs used to adorn the bride by speckling her cheeks with saffron: opposed to أَبْيَاتٌ عَوَاطِلُ. (Har p. 610.) b3: [Hence also,] عَرَــائِسُ الإِبِلِ (assumed tropical:) The high-bred of camels. (A.) عَرِــيس: see the next preceding paragraph.

عَرُــوسَة: see the next preceding paragraph.

عِرِّــيسٌ and عِرِّــيسَةٌ, [the latter the more common,] A thicket: (L:) the covert, or retreat, of the lion, (S, O, K, TA,) in a thicket. (TA.) [It is said in a prov.,] كَمُبْتَغِى الصَّيْدِ فِى عِرِّــيسَةِ الأَسَدِ [Like the seeker of game in the covert of the lion]: from a verse of Et-Tirimmáh. (Z, O. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 360.] (TA.) b2: Also the former, The place of growth [or origin] of the stock of a man, among his people. (TA.) عِرِّــيسَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُــعْرَــسٌ: see what next follows.

مُــعَرَّــسٌ (S, O, K) and ↓ مُــعْرَــسٌ, (O, K,) [the former of which is the more common,] A place where people alight (S, O, K) during a journey, (S,) in the last part of the night, for a rest, (S, O, K,) and make their camels lie down, and take a nap, or slight sleep, (TA,) after which they depart, (S,) and continue their journey, at daybreak: (TA:) or a place where people alight in the first part of the night, after journeying all the day: or a usual place of resort where people alight at any time of the night or day. (TA.) b2: Also the former, A chamber (بَيْت) having an عَرْــس [q. v.] made to it. (S, O, K.)

عرس: الــعَرَــسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ. وعَرِــسَ الرجل وعَرِــشَ، بالكسر

والسين والشين، عَرَــساً، فهو عَرِــسٌ: بَطِرَ، وقيل: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وقول

أَبي ذؤيب:

حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وقد عَرِــسَتْ

عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ

عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى

الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ

ويتحرّف إِليها ليطعنُها. وعَرِــسَ الشيءُ عَرَــساً: اشتَدَّ. وعَرِــسَ الشَّرُّ

بينهم: لزِمَ ودامَ. وعَرِــسَ به عَرَــساً: لَزِمَه. وعَرِــسَ عَرَــساً، فهو

عَرِــسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه. وعَرِــسَ الصبي بأُمه عَرَــساً:

أَلِفَها ولزمها.

والــعُرْــسُ والــعُرُــس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وقيل: طعامه خاصة،

أُنثى تؤنثها الــعرب وقد تذكر؛ قال الراجز:

إِنَّا وجَدْنا عُرُــسَ الحَنَّاطِ

لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،

نُدْعى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ

وتصغيرها بغير هاء، وهو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة

أَحرف. وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَــيِّسٌ وقد

تَمَعَّطَ شــعرها؛ هي تصغير الــعَرُــوس، ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً

لقيام الحرف الرابع مَقامه، والجمع أَــعْراسٌ وعُرُــسات من قولهم: عَرِــسَ

الصبي بأُمه، على التَّفاؤل.

وقد أَــعْرَــسَ فلان أَي اتخذ عُرْــساً. وأَــعْرَــسَ بأَهله إِذا بَنَى بها

وكذلك إِذا غشيها، ولا تَقُلْ عَرَّــسَ، والعامة تقوله؛ قال الراجز يصف

حماراً:

يُــعْرِــسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا،

أَكْرَمُ عِرْــسٍ باءةً إِذْ أَــعْرَــسا

وفي حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، وقال: قد علمت أَن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُــعْرِــسين بهن تحت

الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُــعْرِــسِين أَي

مُلِمِّين بنسائهم، وهو بالتخفيف، وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى

إِــعراساً أَيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد

بنائه عليها. وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم: أَــعْرَــسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: أَــعْرَــسَ

الرجل، فهو مُــعْرِــسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، وأَراد به ههنا الوطء

فسماه إِــعْراساً لأَنه من توابع الإِــعْراس، قال: ولا يقال فيه عَرَّــسَ.

والــعَرُــوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة، وفي الصحاح: ما داما في

إِــعْراسهما. يقال: رجل عَرُــوس في رجال أَــعْراس وعُرُــس، وامرأَة عَرُــوس في

نسوة عَرائِس. وفي المثل: كاد الــعَرُــوس يكون أَميراً. وفي الحديث: فأَصبح

عَرُــوساً. يقال للرجل عَرُــوسٌ كما يقال للمرأَة، وهو اسم لهما عند دخول

أَحدهما بالآخر. وفي حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال

أَفي خُرْسٍ أَو عُرْــس أَو إِعْذارٍ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْــس: يعني

طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند الــعُرْــس يسمى عُرْــساً باسم سببه. قال

الأَزهري: الــعُرُــس اسم من إِــعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها،

وكل واحد من الزوجين عَرُــوس؛ يقال للرجل: عَرُــوس وعُرُــوس وللمرأَة كذلك،

ثم تسمى الوليمة عُرْــساً. وعِرْــسُ الرجل: امرأَته؛ قال:

وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْــسِهِ

سَوْقي، وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ

أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى

قوله قرَّبه من عِرْــسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله، وهو

أَيضاً عِرْــسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه

وإِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج:

أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ،

أَنْجَب عِرْــسٍ جُبِلا وعِرْــسِ

أَي أَنجب بعل وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْــس جُبلا، وهذا يدل على

أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب

عِرْــسَيْن جُبِلا، لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال

تقديم الصفة على الموصوف، وكأَنه قال: أَنْجَبُ رجل وامرأَة. وجمع

الــعِرْــس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَــعْراسٌ، والذكر والأُنثى عِرْــسانِ؛

قال علقمة يصف ظَلِيماً:

حتى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ،

أُدْحِيَّ عِرْــسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ

قال ابن بري: تلافى تدارك. والأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ. وأَراد

بالــعِرْــسَينِ الذكر والأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْــسٌ لصاحبه.

والمَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْــسُه؛ وقد استعاره

الهذلي للأَسد فقال:

لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه

بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ وأَــعْراسُ

قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ وقبله:

يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ،

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ

الرَّزَّام: الذي له رَزيم، وهو الزئير. والفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ

فَريسَتِه، ويسمى كل قَتْل فَرْساً. والهزير: الضخْم الزُّبْرَة. وذكر

الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ: عند خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه.

ورقْمَهُ الوادي: حيث يجتمع الماء. ويقال: الرقمة الروضة. وأَجْرٍ: جمع

جَرْوٍ، وهو عِرْــسُها أَيضاً؛ واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال:

كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين الــعِرْــسَيْنْ

وقد عَرَّــسَ وأَــعْرَــسَ: اتخذها عِرْــساً ودخل بها، وكذلك عَرَّــس بها

وأَــعْرَــس. والمُــعْرِــسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْــسُه وطَلَّتُه

وقَعيدتُه؛ والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ

الــعُرْــسِ، والمرأَة تسمى عِرْــسَ الرجل في كل وقت. ومن أَمثال الــعرب: لا مُخْبَأَ

لِعِطْرٍ بعد عَرُــوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُــوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة،

فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه،

فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عروس، وقيل: إِنها قالته بعد موته. وفي الحديث:

أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة

عُرْــس فليُجِب.

والــعِرِّــيسَة والــعِرِّــيس: الشجر الملتف، وهو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال

رؤبة:

أَغْيالَه والأَجَمَ الــعِرِّــيسا

وصف به كأَنه قال: والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: وفي المثل:

كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّــيسَةِ الأَسَدِ

وقال طرَفة:

كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّــيسِ الأَجَمْ

فأَما قوله جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّــيسي

فإَنه عنى منبت أَصله في قومه.

والمُــعَرِّــسُ: الذي يسير نهاره ويُــعَرِّــسُ أَي ينزل أَول الليل، وقيل:

التَــعْريسُ النزول في آخر الليل. وعَرَّــس المسافر: نزل في وجه السَّحَر،

وقيل: التَــعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال

زهير:

وعَرَّــسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ،

ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ

وقال غيره: والتَّــعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون

فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع

انفجار الصبح سائرين؛ ومنه قول لبيد:

قَلَّما عَرَّــسَ حتى هِجْتُه

بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

وأَنشدت أَــعرابية من بني نُمير:

قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ،

ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَــعْريسُ

وفي الحديث: كان إِذا عَرَّــسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً، وإِذا عَرَّــسَ

عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه. وأَــعْرَــسُوا: لغة فيه

قليلة، والموضع: مُــعَرَّــسٌ ومُــعْرَــسٌ. والمُــعَرَّــسُ: موضع التَــعْريس، وبه

سمي مُــعَرَّــسُ ذي الحُليفة، عَرَّــس به، صلى اللَّه عليه وسلم، وصلى فيه

الصبح ثم رحل. والــعَرَّــاسُ والمُــعَرِّــسُ والمِــعْرَــسُ بائع الأَــعراسِ، وهي

الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْــسٌ وعُرْــسٌ. قال: وقال أَــعرابي بِكَمِ

البَلْهاء وأَــعْراسُها؟ أَي أَولادها.

والمِــعْرَــسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا

كَسِلوا عَرَّــسَ بهم والمِــعْرَــسُ: الكثير التزويج. والــعَرْــس: الإِقامة في

الفرحِ.

والــعَرَّــاس بائع الــعُرُــسِ، وهي الحبال، واحدها عَريسٌ. والــعَرْــسُ:

الحبل. والــعَرْــسُ: عمود في وسط الفُِسطاطِ. واعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ وقال

الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو. والبيت المُــعَرَّــسُ: الذي عُمِلَ

له عَرْــسٌ، بالفتح. والــعَرْــسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به

أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت

ويسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، وما كان تحتَ الجائِز فهو

المُخْدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر. وعَرَّــسَ البيتَ: عِمل له عَرْــساً.

وفي الصحاح: الــعَرْــسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا

يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذلك في

البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية بيجه، قال: وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً

غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث.

وعَرَــسَ البعيرَ يَــعْرِــسُه ويَــعْرُــسُه عَرْــساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً

وهو بارك. والــعِراسُ: ما عُرِــسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو

العَكْسُ، واسم ذلك الحبل العِكاسُ.

واعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. والإِــعْراس: وضع الرحى على

الأُخرى؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ على إِــعْراسِه وبِنائِه

وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً

أَراد على موضع إِــعْراسه.

وابنُ عِرْــسٍ: دُوَيْبَّة مــعروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ

أَصَكُّ له ناب، والجمع بنات عِرْــسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، مــعرفة ونكرة

تقول: هذا ابن عِرْــسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْــسٍ آخر مقبل، ويجوز في المــعرفة

الرفع ويجوز في النكرة النصب؛ قاله المفضل والكسائي. قال الجوهري: وابن

عِرْــسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، ويجمع على بنات عِرْــسٍ، وكذلك ابن

آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء؛ تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات

لبون وبنات ماء، وحكى الأَخفش: بنات عِرْــسٍ وبنو عِرْــسٍ، وبنات نَعْش

وبنو نعش.

والــعِرْــسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْــس

الدابة.

والــعَرُــوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة.

والــعُرَــيْساء: موضع. والمَــعْرَــسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وبالمَــعْرَــسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ،

بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ

وذات الــعَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان

رمالها يقال لها الــعَرائِسُ، ولم أَسمع لها بواحد.

عرس
الــعَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:
أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ الــعَرُــوْسا
أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً.
وجمع الرَّجل: عَرَــس، وجمع المرأة: عَرَــائس.
وفي المثل: كادَ الــعَروسُ يكونُ مَلِكاً. وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُــوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَــعَرَــفَ الزوج أنَّها تُــعَرِّــضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس.
ومن الــعروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ ... عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُــوْسُ
ووادي الــعَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ الــعِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة - على ساكنيها السلام - مُتَــعَرِّــضينَ لِمَــعْروفِهِم.
والــعروس: من حصون النِّجاد باليمن.
وباليمن - أيضاً -: حِصْنٌ يُــعرَــف بالــعروسَين.
والــعِرْــس - بالكسر -: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:
كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْــسَه ... وامنعُ عِرْــسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي
والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:
ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَــاسُ
وعِرْــسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ ... أنْجَبُ عِرْــسٍ جُبِلا وعِرْــسِ
أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ.
وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْــسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:
فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ ... كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْــسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ
وابن عِرْــس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْــسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ " وبنات عِرْــسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون " وبنات ماء " وحَكى الأخفَش: " بنات عرس وبنو عِرس و " بنات نعش وبنو نعش.
والــعِرْــسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس.
وعَرَــسَ عَنِّي: عَدَلَ.
وعَرَــسْتُ البعيرَ أعْرُــسُه - بالضم - عَرْــساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: الــعِراس - بالكسر -.
والــعَرْــسُ - بالفتح -: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة.
والــعَرَــس - بالتحريك -: الدَّهَشُ، وقد عَرِــسَ الرَّجل - بالكسر - فهو عَرِــس.
وعَرِــسَ به - أيضاً -: لَزِمَه.
وعَرِــسَ - أيضاً -: إذا بَطِرَ.
وعَرِــسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ.
والــعَرِــسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:
عَرِــسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها ... عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ
وقال ابن الأعرابي: الــعَرْــسُ - بالفتح -: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ. والــعَرْــسُ - أيضاً -: الحَبْلُ.
والــعَرْــسُ: الإقامَةُ في الفَرَح.
والــعَرْــسُ والــعُرْــسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَــاسُها؟ أي أولادُها.
والــعَرّــاسُ - بالفتح والتشديد -: بائع الــعِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ.
والمِــعْرَــسُ - بكسر الميم -: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّــسَ بهم.
والمِــعْرَــسُ - أيضاً -: الكثير التزوُّج.
والــعُرَــساء - مثال شُهَداء -: موضع.
والــعُرْــسُ والــعُرُــسُ - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:
إنّا وَجَدْنا عُرُــسَ الحَنّاطِ ... لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ ... وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ
وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:
تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْــسُ ... إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ
زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ... ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ
ويروى: " اجْتَمَعَ الناس "، ويروى: " مائَراتٌ " بَدَل " زَلَحْلَحَاتٌ "، ولُغَةُ دُكَيْنٍ " فاضَتْ " بالضاد، ولغة غيره " فاظَت " بالظّاء.
وجمعُ الــعُرسِ: أعراس وعُرُــسات.
والــعِرِّــيس والــعِرِّــيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:
إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم ... مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّــيْسي
وقال رؤبة:
مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا ... أغْيالَها والأجَمَ الــعِرِّــيْسا
وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
أبَنَّ عِرِّــيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ ... ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ
وقال الطِّرِمّاح:
يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم ... كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّــيْسَةِ الأسَدِ
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِهِ ... يُــعْرَــجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ
وذاة الــعرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:
لَهانَ عليها ما يقولُ ابْنُ دَيْسَقٍ ... إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والــعرائسِ
وأعْرَــسَه: لغة في عَرِــسَه أي لَزِمَه.
وقد أعْرَــسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْــساً.
وأعْرَــسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّــسَ، قال:
يُــعْرِــسُ أبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْــسٍ باءةً إذْ أعْرَــسا
والإعراس والتــعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُــعْرَــسٌ ومُــعَرَّــسٌ.
وليلة التــعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ إذا عَرَّــسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّــسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:
لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيّاً مَوَارِدُهُ ... من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَــعْرِــيسي
وقال ذو الرمَّة:
زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ ... به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ
مُــعَرِّــساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ ... وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ
وقال لَبيد - رضي الله عنه - يصف رفيقَه:
قَلَّ ما عَرَّــسَ حتى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والمُــعَرِّــس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار.
وبيت مُــعَرَّــس: عُمِلَ فيه الــعَرْــسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ.
وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو.
وقال ابن عبّاد: تَــعَرَّــسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها.
والتركيب يدل على المُلازَمة.
عرس
الــعَرُــوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيه الرجُلُ والمَرْأَةُ، وَفِي الصّحاح: مَا دَامَا فِي إِــعْرَــاسِهِما، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْد دُخُولِ أَحَدِهما بالآخرِ، وَفِي الحَدِيثِ: فَأَصْبَحَ عَرُــوساً وَفِي المَثَلِ: كادَ الــعَرُــوسُ يكونُ أَمِيراً. وَمن الــعَرُــوسِ للمَرْأَةِ قولُ أَبِي زُبيْدٍ الطائيّ:
(كأَنّ بنَحْرِهِ وبمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً بَات تَعْبَؤُه عَرُــوسُ)
وهُم عُرُــسٌ، بضمَّتَيْنِ، وأَــعْرَــاسٌ، وهُنَّ عَرائسُ. والــعَرُــوسُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ.
وقَولُهم فِي المَثَل: لَا عِطْرَ بَعْد عَرُــوسٍ، أَوّلُ من قالَ ذلِكَ امْرأَةٌ اسْمُهَا أَسْماءُ بنتُ عبدِ الله العُذْرِيَّة، وَاسم زَوْجِها، وَكَانَ مِن بَنِي عَمِّها، عَرُــوسٌ، وماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِيلٌ دَمِيمٌ، يُقَال لَهُ: نَوْفَل، فلمّا أَرادَ أَنْ يَظْعَنَ بهَا قالَتْ: لَو أَذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبَكَيْتُ عنْدَ رَمْسه. فقالَ: افْعَلي، فقالَتْ: أَبْكيكَ يَا عرس الأَــعْرَــاس، هَكَذَا بضَمِّ الرّاءِ فِي النُّسَخ، وصَوابه بالوَاو يَا ثَعْلَباً فِي أَهْله وأَسَداً عنْدَ النّاس، هَكَذَا بالنُّون فِي النُّسَخ، وَصَوَابه بالمَوَحَّدة، مَعَ أَشْيَاءَ لَيْسَ يَعْلَمهَا النّاس. فقالَ: وَمَا تلْكَ الأَشْياءُ: فَقَالَ: كانَ عَن الهِمَّة غيرَ نَعّاس، ويُعْمِلُ السَّيْف صَبِيحاتِ أَنْبَاس، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالنُّون والمَوْحَّدة على النُّون، وَفِي التَّكْملَة: صَبِيحاتِ البَاس، ولعلّه الصوابُ، أَو صَبِيحات امْبَاس، بالميمِ بدل َ النُّونِ، على لُغَةِ حِمْير، كَمَا يَنْطِقُ بهَا أَهْلُ اليَمنِ، ثمَّ قَالَ: يَا عَرُــوسُ الأَغَرّ الأَزْهر، الطّيِّب الخِيم الكَرِيم المَحْضَر، مَعَ أَشْياءَ لَا تُذْكَر. فقالَ: وَمَا تِلْكَ الأَشْياءُ قَالَ: كَانَ عَيُوفاً للخَنَا والمُنْكَر، طَيِّب النَّكْهةِ غَيْر أَبْخَر، أَيْسر غَير أَعْسَر. فَــعرف الزَّوجُ أَنَّها تُــعرِّــضُ بِهِ، فلمّا رَحَلَ بِها قَالَ: ضُمِّي إِليكِ عِطْرَك، وَقد نَظَر إِلَى قَشْوةِ عِطْرِها مَطْرُحةً، فقَالَتْ: لَا عِطْرَ بعْدَ عَرُــوسٍ، فذهَبَتْ مثَلاً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هَكَذَا. أَو المثَلُ: لَا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُــوسٍ قَالَ المُفَضَلُ: تَزَوَّد رَجلٌ يُقَال لَهُ: عَرُــوسٌ امْرأَةً فهُدِيتْ إِليه فَوَجَدَهَا تَفِلَةً: ونَصُّ المفضَّلِ: فلمّا هُدِيتْ لَهُ وَجَدَها نَغِلَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ عِطْرُكِ فَقَالَت: خَبَأْتُه، فَقَالَ لَهَا: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُــوسٍ، وَقيل: إِنّها قالَتْهُ بعد مَوْتِه، فذَهَبَتْ مَثَلاً. قَالَ الصّاغَانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَن لَا يُؤَخَِّرُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاو، وَصَوَابه: لَا يُدَّخَرُ عَنهُ نَفِيسٌ. والــعَرُــوسَيْنِ: حِصْنٌ باليَمَنِ، كَذَا يُقَال بالياءِ. ووَادِي الــعَرُــوسِ: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرِّفَةِ، على طريقِ الحاجِّ إِلى الــعِراقِ. والــعِرْــسُ، بالكَسر: امرأَةُ الرجُلِ فِي كلِّ وَقْتٍ، قَالَ الشَّاعِر:)
(وحَوْقَلٍ قَرَّبهُ مِنْ عِرْــسِهِ ... سَوْقِي وقَدْ غابَ الشِّظَاظُ فِي اسْتِهِ)
وعِرْــسُها أَيْضاً: رَجُلُها، لأَنَّهما اشْتَركَا فِي الاسْمِ، لمُواصَلَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا صاحِبَه وإِلفِه إِياه. قَالَ العَجّاج:
(أَزْهَرُ لم يُولَدْ بِنَجْمِ نحْسِ ... أنْجَبُ عِرْــسٍ جُبِلا وعِرْــسِ)
أَي أَنْجَبُ بَعْلٍ وامرأَةٍ، وأَرادَ أَنْجَب عِرسٍ وعِرْــسٍ جُبِلاَ، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ مَا عُطِفَ بِالْوَاو بمنزلةِ مَا جاءَ فِي لفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنَّه قَالَ: أَنْجَبُ عِرْــسَيْنِ جُبِلاَ، لَوْلَا إِرادَةُ ذلِكَ لم يَجُزْ هَذَا، لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لَهما جَمِيعاً، ومُحَالٌ تقديمُ الصِّفَةِ على المَوْصُوف. وجَمْعُ الــعِرْــسِ الّتِي هِيَ المَرْأَةُ، والّذِي هُوَ الرَّجُلُ: أَــعْرَــاسٌ، والذَكَرُ والأُنْثَى عِرْــسَانِ، قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً:
(حتَّى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْــسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: تَلافَى: تَدَارَكَ، والأُدْحِيُّ: مَوضع بَيْضِ النَّعامَةِ. وَأَرَادَ بالــعِرْــسَيْنِ الذَكَرَ والأُنْثَى، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْــسٌ لصاحِبِه. ولَبْؤَةُ الأَسَدِ: عِرْــسُه، ج أَــعْرَــاسٌ، وَقد اسْتَعارَهُ الهُذَلِي للأَسَدِ، فَقَالَ:
(لَيْثٌ هِزَيْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِهِ ... بالرَِّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وأَــعْرَــاسُ)
أَجْرٍ: جَمْع جَرْوٍ. والبيتُ لمالِكِ ابنِ خالِد الخُنَاعِيِّ. وابنُ عِرْــسٍ بالكَسْر: دُوَيْبَّةٌ مــعروفةٌ دُونَ السِّنَّوْرِ، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَسَكُّ، لَهَا نابٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى بالفَارِسيّة: راسُو، ج: بَنَاتُ عِرْــسٍ، هَكَذَا يُجْمَع الذَكَرُ والأُنْثَى المَــعْرِــفةُ والنَّكِرة، تَقول: هَذَا ابنُ عِرْــسٍ مُقْبِلاً، وَهَذَا ابنُ عِرْــسٍ آخَرُ مُقْبِلٌ. ويجوزُ فِي المَــعْرِــفَة الرَّفْعُ، وَيجوز فِي النكرَة النَّصبُ، قَالَه المُفَضَّل والكِسَائِيُّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ بعد ذِكْرِ الجَمْع، وَكَذَلِكَ ابنُ آوَى وابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ وابنُ ماءٍ تَقول: بَنَاتُ آوَى، وبَنَاتُ مَخَاضٍ وبَناتُ لَبْونٍ، وبَناتُ ماءٍ. وحَكَى الأَخْفَشُ: بَناتُ عِرْــسٍ وبَنُو عِرْــسٍ، وبَناتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ. والــعِرْــسِيُّ، بالكَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ، سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه كأَنَّهُ يُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْــسٍ، الدّابَّةِ. وعَرَــسَ البَعِيرَ يَــعْرِــسُهُ ويَــعْرُــسُه عَرْــساً، مِن حَدِّ ضَرَب وكَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلى ذِرَاعِه وَهُوَ بارِكٌ، وَذَلِكَ الحَبْلُ: عِرَــاسٌ، ككِتَابٍ، يُقَال: الــعَرْــسُ: إِيثاقُ عُنُقِ البَعِيرِ مَعَ يَدَيْه جَمِيعاً، فإِنْ كانَ إِلى إِحْدَى يَدَيْهِ فَهُوَ العَكْسُ، واسمُ الحَبْلِ العِكَاسُ، وسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه.
وعَرَــسَ عَنِّي: عَدَلَ وتَأَخَّرَ. وَقَالَ ابنُ الأَــعْرابِيّ: الــعَرْــسُ، بالفَتْح: عَمُودٌ فِي وَسَطِ الفُسْطَاطِ.
والــعَرْــسُ أَيضاً: الإِقَامَةُ فِي الفَرَح. والحَبْلُ. وأَيضاً: الفًَِيلُ الصَّغِيرُ، ويُضَمُّ فِي هذِه، ج أَــعْرَــاسٌ،)
وبائِعُهَا عَرَّــاسٌ ومُــعَرِّــسٌ، كشَدَّادٍ ومُحَدِّثٍ، ويُرْوَى أَيضاً مِــعْرَــسٌ، كمِنْبَرٍ، قالَ: وقالَ أَــعْرَــابِيٌّ: بِكَم البَلْهَاءُ وأَــعْرَــاسُهَا: أَيْ أَولادُهَا. والــعَرْــسُ: حائِدٌ. يُجْعَلُ بينَ حائِطَي البَيْتِ الشَّتَوِيِّ لَا يُبْلَغُ بِهِ أَقْصاهُ، ثمّ يُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِكَ الحائِطِ الداخِلِ إِلى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسَقَّفُ البَيْتُ كلُّهُ، فَمَا كانَ بَيْنَ الحائِطَيْنِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كانَ تحتَ الجائِزِ فَهُوَ المُخْدَع، والصادُ فِيهِ لُغَةٌ، وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه. زادَ الجَوْهَرِيُّ: لِيَكُونَ البيتُ أَدْفَأَ، وإِنَّمَا يَكُوُنُ ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ بالبِلادِ البارِدَةِ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة: بِيجَهْ، وذلكَ البَيْتُ مُــعَرَّــسٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي عُمِل لَهُ عَرْــسٌ، وَقد عُرِّــسَ تَــعْرِــيساً. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِه شَيْئاً غيرَ هَذَا لم يَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ. والــعَرَــسُ، محرَّكةً: الدَّهَشُ، يُقَال: عَرِــسَ، كفَرِح، بِالسِّين والشين، عَرَــساً فَهُوَ عَرِــسٌ ككَتِفٍ. وَفِي حَدِيثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ: أَنّه كانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعامٍ قَالَ: أَفِي خُرْسٍ أَو عُرْــسٍ أَو إِعْذَار الــعُرْــسُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتين: مِهْنَةُ الإِمْلاكِ والبِنَاءِ، وقِيلَ: طَعَامُه خاصَّةً، وَقَالَ أَبو عبيد، فِي قَوْله عُرس: يَعْنِي طَعَام الوَلِيمَةِ، هُوَ الّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ الــعُرسُ، يُسَمَّى عُرٍْ اً باسمِ سَبَبِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: الــعُرسُ: اسمٌ مِن أَــعْرَــسَ الرَّجُلُ بأَهْلِه، إِذا بَنَى عَلَيْهَا ودَخَلَ بِهَا، ثُم تُسَمَّى الوَلِيمَةُ عُرساً، وَهُوَ أُنْثَى تُؤَنِّثُهَا الــعَرَــبُ، وَقد تُذَكَّر، قَالَ الرّاجِزُ: إِنّا وَجَدْنا عُرُــسَ الحَنّاطِ لَئِيمةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ نُدْعَى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ ج أَــعْرَــاسٌ وعُرُــسَاتٌ، بضَمَّتَيْنِ. والــعُرسُ أَيضاً: النِّكَاحُ، لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِــعْراس.
والــعَرِــسُ ككَتِفٍ: الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ، أَو لِلُزُومِهِ عَرِــينَه. والــعُرَــسَاءُ، كالشَّهَداءِ فِي جَمْع شَهِيدٍ: ع، نَقَله الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه، وإِنَّمَا هُوَ: الــعُرَــيْسَاءُ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ، وذَكَرَه الصّاغَانِيُّ أَيضَاً. وعَرِــسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، عَرَــساً: بَطِرَ، فَهُوَ عَرِــسٌ، يُروَى بالسِّينِ والشِّينِ جَمِيعاً. وعَرِــسَ بِهِ عَرَــساً: لَزِمَهُ، وعَرِــسَ الصَّبِيُّ بأُمِّه عَرَــساً: لَزِمَها وأَلِفَها، كأَــعْرَــسه. وعَرِــسَ عَلَيَّ مَا عِنْدَه: امْتَنَعَ، عَن ابنِ الأَــعْرابِيِّ. والمِــعْرَــسُ، كمِنْبَرٍ: السّائِقُ الحاذِقُ السِّيَاقِ، إِذا نَشِطُوا ساَرَ بِهِم، وإِذا كَسِلُوا عَرَّــس بهِم، أَي نَزَلَ بهم. والــعِرِّــيسُ، كسِكِّيتٍ، وبِهَاءٍ: الشَّجَرُ المُلتَفُّ، مَأْوَى الأَسَدِ فِي خِيسِه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَغْيَالَه والأَجَمَ الــعِرِّــيسَا) وَصَفَ بِهِ، كَأَنَّه قالَ: والأَجَمَ المُلْتَفَّ، أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ. وَفِي الْمثل: كمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّــيسةِ الأَسَدِ.
وَقَالَ طَرَفَةُ: كلُيُوثٍ وَسْطَ عِرِّــيسِ الأَجَمْ وذاتُ الــعَرائِسِ: ع، قَالَ غَسّانُ ابنُ ذُهَيْلٍ السَّلِيطِيُّ:
(لَهانَ عَلَيْهَا مَا يَقُولُ ابنُ دَيْسَقٍ ... إِذا مَا رَغَتْ بينَ اللِّوَى والــعَرَــائِسِ)
وأَــعْرَــسَ الرجُلُ: اتَّخّذَ عُرْــساً، أَي وَلِيمَةً. وأَــعْرَــسَ بأَهْلِه: بَنَى عَلَيْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنَى بهَا، وَكَذَا عَرَّــسَ بهَا، وأَنْكَره ابنُ الأَثِير، ونسَبَه الجَوْهَرِيُّ للعامَّة. وأَــعْرَــسَ القَوْمُ فِي السَّفَرِ: نَزَلُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ للاسْتِراحَةِ، ثمّ أَناخُوا ونامُوا نَوْمةً خَفِيفَةً، ثمّ سارُوا مَعَ انفِجَارِ الصُّبْح سائِرِين، كــعَرَّــسُوا تَــعْرِــيساً، وَهَذَا أَكْثَرُ، واَــعْرَــسُو لُغَةٌ قَلِيلةٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
(قَلَّمَا عَرَّــس حتَّى هِجْتُه ... بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ) وأَنْشَدَت أَــعْرابِيَّةٌ من بَنِي نُمَيْرٍ:
(قد طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلِيسُ ... ليسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَــعْرِــيسُ)
وَقيل: التَّــعْرِــيسُ: أَن يَسِيرَ النهارَ كلَّه ويَنْزِلَ أَوّلَ اللَّيْلِ، وَقيل: هُوَ النُّزُولُ فِي المَعْهَد، أَيَّ حِينٍ كَانَ من ليلٍ أَو نَهارٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
عَرَّــسُوا ساعَةً فِي كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... ومنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ)
والمَوْضِعُ: مُــعْرَــسٌ، كمُكْرَمٍ، ومُــعَرَّــسٌ، كمُعَظَّمٍ، وَمِنْه سُمِّيَ مُــعَرِّــسُ ذِي الحُلَيْفَةِ، عَرَّــس فِيهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم، وصلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثمّ رَحَلَ. وقالَ اللَّيْثُ: اعْتَرَسُوا عَنهُ، إِذا تَفَرَّقوا، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَر، لَا أَدْرِي مَا هُو. وتَــعَرَّــس لامْرَأَتِه: تَحَبَّبَ إِليها وأَلِفَهَا، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، ونَقَلَه ابنُ عبَّادٍ أَيضاً. ولَيْلَةُ التَّــعْرِــيسِ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي نَام فِيهَا رَسُولُ اللهُ صَلَّى اللهُ تَعَالَى علَيه وسلَّم، والقِصَّة مَشْهُورةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ والحَدِيثِ. ومِما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: عَرِــسَ الرَّجُلُ عَرَــساً، كفَرِحَ: أَعْيَا، وَقيل: أَعْيَا عَن الجِمَاعِ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ. وعَرِــسَ عَنهُ: جَبُنَ وتَأَخَّرَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
(حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي وقَدْ عَرِــسَتْ ... عَنْهُ الكِلاَبُ فأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ) والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ، عَن ابنِ الأَــعْرَــابِيِّ، كَمَا سيأْتِي. وعَرِــسَ الشيْءُ عَرَــساً: اشْتَدَّ. وعَرِــسَ الشَّرُّ)
بينَهم: شَبَّ وَدَام والــعَرِــسُ، ككَتِفٍ: الذِي لَا يَبْرَحُ مَوْضِعَ القِتَالِ شَجَاعَةً. والــعُرُــوسُ، بالضّمِّ: لُغَةٌ فِي الــعَرُــوسِ، بالفَتْحِ، عَن ابنِ الأَــعْرَــابيِّ. وتَصْغِيرُه: عُرَــيِّسٌ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عُمَر: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ لَهُ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَــيِّسٌ قد تَمَعَّطَ شَــعَرُــهَا. وإِنَّمَا لم تُلْحِقه تاءَ التَّأْنِيثِ وإِنْ كانَ مُؤَنَّثاً، لِقِيَامِ الحَرْفِ الرّابِعِ مَقَامَهُ، وتَصْغِيرُ الــعُرْــسِ بالضّمّ، بغيرِ هاءٍ، وَهُوَ نادِرٌ، لأَنَّ حَقَّه الهاءُ، إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ. وأِــعرَــسَ بهَا، إِذا غَشِيَهَا، والعامّة تَقول عَرَّــس بِهَا، قَالَ الراجِز يَصِف حِماراً:
(يُــعْرِــسُ أَبْكاراً بهَا وعُنَّساً ... أَكْرَمُ عِرْــسٍ بَاءَةٌ إِذْ أَــعْرَــسَا)
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه نَهَى عَن مُتْعَة الحَجِّ، وَقَالَ: قد عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَعَلَه ولكنْ كَرِهْتُ أَن يَظَلُّوا مُــعْرِــسِينَ بهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، أَي مُلِمِّينَ بالنِّسَاءِ، وَهَذَا يَدُلُّ أنَّ إِلمامَ الرَّجُلِ بأَهْلِه يُسَمَّى إِــعْرَــاساً أَيّامَ بِنائِه عَلَيْهَا، وبَعدَ ذَلِك، لأَنَّ تَمتُّعَ الحاجِّ بامْرأَتِه يكونُ من بَعْدِ بِنائِه عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَر: أَــعْرَــسْتُم اللَّيْلَة قَالَ: نَعَم قَالَ ابنُ الأَثِير: أَــعْرَــس فَهُوَ مُــعْرِــسٌ، إِذا دَخَلَ بامْرأَتِه عندَ بِنائِهَا وأَرادَ بهِ هُنَا الوَطْءَ، فسَمّاه إِــعْرَــاساً، لأَنّه من تَوابِعِ الإِــعْرَــاسِ، قالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ: عَرَّــس. والمِــعْرَــسُ، كمِنْبَرٍ: الذِي يَغْشَى امْرَأَتَه، وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ التَّزَوُّجِ، وقِيل: هُوَ الكَثِيرُ النِّكَاح. وعَرَــسَ البَعِيرَ عَرْــساً: أوْثَقه بالــعِرَــاسِ، وَهُوَ الحَبْلُ، قالَه ابنُ القَطّاع. والــعِرِّــيسُ، كسِكِّيت: مَنْبِتُ أَصْلِ الإِنْسانِ فِي قَوْمه، قالَ جَرِيرٌ: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّــيسِي والــعَرّــاسُ، كشَدّادٍ: بائِعُ الأَــعْراسِ، وَهِي الحِبَالُ. وأَــعْرَــسَ الفَحْلُ النّاقَةَ: أَبْرَكَها للضِّرَابِ، وَفِي التَّكْملَة: أَكْرَهَها للبُرُوكِ. والإِــعْرَــاسُ: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخْرَى، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كأَنَّ عَلى إِــعْرَــاسِه وبِنَائه ... وَئِيدَ جِيَادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْرَا)
أَرادَ: على مَوْضِع إِــعْرَــاسِه. والــعَرُــوسُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحَمَه الله. وَهَذِه عرائسُ الإِبل، لكِرَامِهَا، حَكاه الزَّمَخْشَرِيّ.
والــعُرَــيْسَاءُ: مَوْضعٌ، عَن ابْن دُرَيْدِ. والمَــعْرَــسَانِيَّاتُ: أَرْضٌ، قَالَ الأَخْطَل:
(وبالمَــعْرَــسَانِيَّات حَلَّ وأَرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطَا مِنْهُ مَطَافِيلُ حُفَّلُ)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَرأَيْتُ بالدَّهْناءِ جِبَالاً مِنْ نِقْيَانِ رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا: الــعَرَــائِسُ، وَلم أَسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ.
وعُرْــسٌ، بالضّمّ: مَوْضِعٌ ببلدِ هُذَيْل. وسُوقُ بني الــعَرُــوسِ: قَرْيَة من أَعْمال مِصْر. والــعَرُــوس) بَلْدةٌ باليَمن من أَعمال الحَجَّة. ومحمّد بن أَحْمد بن الــعُرَــيِّسة، بالضَّمّ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة، سَمِع أَبا الوَقْت، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه. وعُرْــسُ بنُ عَمِيرَةَ الكِنْدِيُّ، بالضّمّ، وَكَذَا عُرْــسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ العامِرِيُّ. وعُرْــسُ بن قَيْس بنِ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ: صحابِيُّون. وعُرْــسُ بنُ فَهْدٍ المَوْصِلِيُّ، وأَبُو الغَنَائِم عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ بن عُرْــسٍ ومحمّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عُرْــس: مُحَدَّثُون. وأَبُو عبدِ اللهِ محمَّدِ بنُ عبدِ اللهِ بن عِرْــسٍ المِصْرِيّ، بالكَسْرِ: من شُيُوخِ الطَّبَرانِيّ، والقاضِي مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيُّ، يُلَقَّبُ بانِ عِرْــسٍ، رَوَى عَن الناصِرِ لدينِ اللهِ بالإِجازَة، ضبَطه ابْن نُقْطَة بالكَسرِ.

عرش

عرش: {عروشها}: سقوفها. {الــعرش}: سرير الملك. {يــعرشون}: يبنون. {مــعروشات}: مجعول تحتها قصب وشبهه ليمتد.
(عرش)
فلَان عرشا بنى عَرِــيشًا وبالمكان عروشا أَقَامَ وَالْــعرش عمله وَالْكَرم عرشا وعروشا رفع أغصانه على الْخشب

(عرش) فلَان بنى عَرِــيشًا والطائر ارْتَفع وظلل بجناحيه على من تَحْتَهُ وَالْأَمر عَنهُ أَبْطَأَ وَالْكَرم رفع أغصانه على الْخشب وَالْبَيْت سقفه
(عرش) - قَولُه تَبارك وتَعال: {مَــعْرُــوشَاتٍ}
يقال: عرشْتُ الكَرْمَ وعَرَّــشْته: أي جَعلْت تحته قَصَبًا أو نحوه ليمتَدَّ عليه، فهِو مَــعرُــوشٌ ومُــعرَّــشٌ ومُــعْرشٌ، ولمَا يُــعرَّــش به عَرْــشٌ وعَرِــيشٌ. وعَرَّــشَ الطَّيرُ: ارِتْفَع ورَفْرفَ.
- ومنه الحديث: "فجَاءَت حُمَّرة، فَجعَلت تُــعَرِّــش أو تُفَرِّش"
والتَّــعْرِــيش: أن تَرْتَفع وتُظلِّل بجناحيها على من تحتها، ومنه أُخِذ الــعَرْــش.
(ع ر ش) : (الْــعَرْــشُ) السَّقْفُ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ عَرْــشُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدٍ النَّخْلِ أَيْ مِنْ أَفْنَانِهِ وَعِيدَانِهِ (وَفِي قَوْلِهِ) لَا بَلْ عَرْــشٌ كَــعَرْــشِ مُوسَى الْمِظَلَّةُ تُسَوَّى مِنْ الْجَرِيدِ وَيُطْرَحُ فَوْقَهُ الثُّمَامُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إذَا نَظَرَ إلَى عُرُــوشِ مَكَّةَ يَعْنِي بُيُوتَ أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْهُمْ وَــعَرِــيشُ الْكَرْمِ مَا يُهَيَّأ لِيَرْتَفِع عَلَيْهِ وَالْجَمْعُ عَرَــائِشُ.
بَاب الْــعَرْــش

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الْــعَرْــش طي الْبِئْر بالخشب وَالْــعرش بِنَاء فَوق الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ الساقي

أخبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَــعرَــابِي قَالَ الْــعَرْــش الْملك وَالْــعرب تَقول ثل عرش فلَان أَي ذهب عزه وَالْــعرش سَرِير الْملك وَالْــعرش ظهر الْقدَم والفرش صغَار الْإِبِل وكبارها أَيْضا والفرش اتساع فِي رجل الْبَعِير وَإِن كثر فَهُوَ الْعقل فالفرش مدح وَالْعقل ذمّ وَالْفرس ضرب مكن الشّجر تألفه الْإِبِل والفرش الْكَذِب يُقَال فلَان يفرش أَي يكذب والفرش تَغْطِيَة الْبَيْت برخام أَو بريحان أَو مَا كَانَ تَقول الْــعَرَــب افرش الْبَيْت أَي غطه واستر أرضه وَالله أعلم

عرش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سعد [رَحمَه الله] حِين قيل لَهُ: إِن فلَانا ينْهَى عَن الْمُتْعَة فَقَالَ: [قد -] تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفُلَان كَافِر بالــعُرُــش. قَوْله: الْــعَرْــش [يَعْنِي -] بيُوت مَكَّة سميت الْــعَرْــش لِأَنَّهَا عيدَان تنصب ويظلل عَلَيْهَا و [قد -] يُقَال لَهَا [أَيْضا -] عُروش وَمِنْه حَدِيث ابْن عُمَر: أَنه كَانَ يَقطع التَّلْبِيَة فِي الْعمرَة إِذا نظر [إِلَى -] عروش مَكَّة. فَمن قَالَ: عُرش فواحدها عَريش وَجمعه عُرُــش مثل قليب وقُلُب وسَبيل وسُبُل وطَريق وطُرُق وَمن قَالَ: عُروش فواحدها عَرش وَجمعه عُروش مثل فَلْس وفُلُوس وسَرْج وسُرُوج.
ع ر ش : الْــعَرْــشُ السَّرِيرُ وَــعَرْــشُ الْبَيْتِ سَقْفُهُ وَالْــعَرْــشُ أَيْضًا شِبْهُ بَيْتٍ مِنْ جَرِيدٍ يُجْعَلُ فَوْقَهُ الثُّمَامُ وَالْجَمْعُ عُرُــوشٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْــعَرِــيشُ مِثْلُهُ وَجَمْعُهُ عُرُــشٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَعَلَى الثَّانِي تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْــعُرُــشِ لِأَنَّ بُيُوتَ مَكَّةَ كَانَتْ عِيدَانًا تُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ عَلَيْهَا وَعَلَى الْأَوَّلِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إذَا رَأَى عُرُــوشَ مَكَّةَ يَعْنِي الْبُيُوتَ وَــعَرِــيشُ الْكَرْمِ مَا يُعْمَلُ مُرْتَفِعًا يَمْتَدُّ عَلَيْهِ الْكَرْمُ وَالْجَمْعُ عَرَــائِشُ وَــعَرَّــشْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ عَمِلْتُ لَهُ عَرِــيشًا وَالْــعَرِــيشَةُ بِالْهَاءِ الْهَوْدَجُ وَالْجَمْعُ عَرَــائِشُ أَيْضًا. 
ع ر ش: (الْــعَرْــشُ) سَرِيرُ الْمَلِكِ. وَ (عَرْــشُ) الْبَيْتِ سَقْفُهُ. وَقَوْلُهُمْ: ثُلَّ عَرْــشُهُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَيْ وَهَى أَمْرُهُ وَذَهَبَ عِزُّهُ. وَ (عَرَــشَ) بَنَى بِنَاءً مِنْ خَشَبٍ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَكُرُومٌ (مَــعْرُــشَاتٌ) . وَ (الْــعَرِــيشُ) عَرِــيشُ الْكَرْمِ. وَهُوَ أَيْضًا خَيْمَةٌ مِنْ خَشَبٍ وَثُمَامٍ وَالْجَمْعُ (عُرُــشٌ) بِضَمَّتَيْنِ كَقَلِيبٍ وَقُلُبٍ. وَمِنْهُ قِيلَ لِبُيُوتِ مَكَّةَ الْــعُرُــشُ لِأَنَّهَا عِيدَانٌ تُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْــعُرُــشِ» وَمَنْ قَالَ (عُرُــوشٌ) فَوَاحِدُهَا (عَرْــشٌ) مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إِذَا نَظَرَ إِلَى عُرُــوشِ مَكَّةَ» وَ (عَرَّــشَ) الْكَرْمَ بِالْــعُرُــوشِ (تَــعْرِــيشًا) . وَ (اعْتَرَشَ) الْعِنَبُ إِذَا عَلَا عَلَى الْــعِرَــاشِ. 
عرش
الــعَرْــش: سَريرُ الَملِكِ؛ والجميعً عِرَــشَةٌ وأعْراشٌ. وما يُسْتَظَل به، والــعَرِــيْشُ كذلك، وجَمْعُه عُرُــوْش. وقوامُ أمْرِ الرجُل، وإِذا زالَ قيلَ: ثلَّ عَرْــشُه. وطَيُّ البِئْرِ بالخَشَب بعدَ ما يُطْوى موضِعُ الماء بالحجارة؛ تقول: عَرَــشُوْها.
وعَرْــشُ السمَاكِ: كواكبُ أربعةٌ في الجُنوب على صُورةِ النَعْش؛ وهي عَجُزُ الأسَد، ويُنْسَبُ إليه النَّوْءُ فيُقال: لَيْلَةٌ عَرْــشِيةٌ.
والــعَرِــيْشُ والــعَرْــشُ: ما تُــعَرَّــشُ به الكُرومُ، ويُجْمَعُ الــعَرْــشُ علىِ الــعُرُــوْش والــعِرَــاش والــعُرُــش. وقد اعْتَرشَ الكَرْمُ: عَلا عليها. وأعْرَــشْتُ الــعَرْــش وعَرَــشْتُه جميعاً. والــعَرِــيْشُ: شِبْهُ هَوْدَج يُتَخَذ للمرأة تقعدُ فيه على بعيرِها. وإذا حَمَلَ الحِمارُ على العَانَةِ رافِعاً رأسَه شاحِياً فاهُ قيل: عًرش بِعانَتِه. والــعُرْــشُ في القَدَم: ما بَيْنَ العَيْر والأصابع من ظَهْر القَدَم، والجَميعُ: الــعِرَــشَةُ والأعْراش. وللعُنُقِ عُرْــشَانِ: وهما لَحْمَتانِ مُسْتَطيلتانِ عَدَاءَ العُنُق وفيهما الأخْدعانِ.
وقيل: الــعُرْــشان: عَظْمانِ في الَّلهَاةِ يُقِيْمانِ اللسانَ.
والــعَرْــشُ: مَكةُ. وهو - أيضاً -: البَيْتُ، قال اللهُ عز وتعالى: " وهيَ خَاوِيَة على عُرُــوشها ".
وتَــعَروَش بي: تَعَلق. وتَــعَرْــوَش بالشجَرَة: استَظَل. وعَرْــوَشْتُ ظِلاً: اتخَذْته. ويُقال للجَمَل: انه لمــعرُــوْشُ الظهْر: أي شَديده. وعَرِــشِ الكلْبُ: خَرِقَ فلمْ يَمْنُ للصيْد. وعرش عنيَ الأمْرُ: أبْطَأ.
وتَــعَرشْنا ببلادِنا: ثَبَتْنا. وعُرِــشَ الوَقُوْدُ وعُرشَ: أوْقِدَ وأدِيْمَ.
ع ر ش

اين ما غرسوه وما عرشوه؟ " ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يــعرشون " وقريء: يغرسون. واستوى على عرشه إذا ملك، وثلّ عرشه إذا هلك. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثلّ عرشها ... وذبيان إذ زلّت بأقدامها النعل

ويقال: من الــعرش إلى الفرش. وعريش موسى لا صرح هامان وهو شبه الخيمة من خشب وثمام. وتــعرشنا ببلادنا: نحو تخيمنا. والــعرائش والــعرش والــعروش واحد، والــعروش أيضاً: السقوف. " فهي خاوية على عروشها ". قالت الخنساء:

كان أبو غسان عرشاً خوى ... مما بناه الدهر دان ظليل

وبدت لنا عروش مكّة أي بيوتها. وقال القطامي:

وما لمثابات الــعروش بقية ... إذا استل من تحت الــعروش الدعائم

ومكتنسات في الــعرائش أي في الهوادج. وعرش دونه عرش السماك هو عجز الأسد أربعة أنجم من العوّاء. وأنشد النضر:

كأنما السر مني حين أضمنه ... في رأس صماء مأوى طيرها زلل

حقباء يدفع عرش النجم منكبها ... لا يستطيع ذراها الأعصم الوقل

وقال ابن أحمر يصف ثوراً:

باتت عليه ليلة عرشية ... شريت وبات على نقاً يتهدّد

شريت: لجّت في الإمطار، يتهدّد: ينهدّ وينهار. واعترشت القضبان على الــعريش إذا علت واسترسلت وهو مطاوع عرش كرفع وارتفع. وبعير مــعروش الحصيرين أي مطويهما كما تــعرش البئر، وعرشها: طيّها. وأراد أن يقرّ بحقّي حتى نفث فلان في عرشيه فأفسده وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق يعني حتى سارّه فأغراه بي لأن المسارّ يدني فاه من عرشيه أو سمّي الأذنين عرشين للمداناة.
عرش
الــعَرْــشُ في الأصل: شيء مسقّف، وجمعه عُرُــوشٌ. قال تعالى: وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُــوشِها
[البقرة/ 259] ، ومنه قيل: عَرَــشْتُ الكرمَ وعَرَّــشْتُهُ: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المُــعَرَّــشُ. قال تعالى: مَــعْرُــوشاتٍ وَغَيْرَ مَــعْرُــوشاتٍ
[الأنعام/ 141] ، وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَــعْرِــشُونَ
[النحل/ 68] ، وَما كانُوا يَــعْرِــشُونَ [الأعراف/ 137] . قال أبو عبيدة : يبنون، واعْتَرَشَ العنبَ: رَكَّبَ عَرْــشَهُ، والــعَرْــشُ: شبهُ هودجٍ للمرأة شبيها في الهيئة بِــعَرْــشِ الكرمِ، وعَرَّــشْتُ البئرَ: جعلت له عَرِــيشاً. وسمّي مجلس السّلطان عَرْــشاً اعتبارا بعلوّه. قال: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْــعَرْــشِ
[يوسف/ 100] ، أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِــعَرْــشِها
[النمل/ 38] ، نَكِّرُوا لَها عَرْــشَها
[النمل/ 41] ، أَهكَذا عَرْــشُكِ
[النمل/ 42] ، وكنّي به عن العزّ والسّلطان والمملكة، قيل: فلان ثُلَّ عَرْــشُهُ. وروي أنّ عمر رضي الله عنه رؤي في المنام فقيل: ما فعل بك ربّك؟ فقال: لولا أن تداركني برحمته لَثُلَّ عَرْــشِي . وعَرْــشُ اللهِ: ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلّا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامّة، فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له، تعالى عن ذلك، لا محمولا، والله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر/ 41] ، وقال قوم: هو الفلك الأعلى والكرسيّ فلك الكواكب، واستدلّ بما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في جنب الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسيّ عند الــعَرْــشِ كذلك» وقوله تعالى: وَكانَ عَرْــشُهُ عَلَى الْماءِ [هود/ 7] ، تنبيه أنّ الــعَرْــشَ لم يزل منذ أوجد مستعليا على الماء، وقوله: ذُو الْــعَرْــشِ الْمَجِيدُ [البروج/ 15] ، رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْــعَرْــشِ [غافر/ 15] ، وما يجري مجراه قيل:
هو إشارة إلى مملكته وسلطانه لا إلى مقرّ له يتعالى عن ذلك.
[عرش] الــعَرْــشُ: سريرُ الملك. وعَرْــشُ البيت: سقفه. وقولهم ثل عرشه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ. قال زهير: تَداركْتُما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْــشُها * وذُبْيانَ إذ زَلَّتْ بأقدامِها النَعْلُ * والــعَرْــشُ والــعَريشُ: ما يستظل به. وعَرْــشُ القدم: ما نتأ في ظهرها وفيه الاصابع. وعَرْــشُ السِماك: أربعةُ كواكبَ صغارٍ أسفلَ من العَوَّاءِ، يقال إنَّها عَجُزُ الأسد. قال ابن أحمر : باتَتْ عليه لَيْلَةٌ عَرْــشِيَّةٌ * شَرِبَتْ وباتَ على نَقاً مُتَهَدِّمِ * وعَرْــشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى. أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة. فذلك الخشبُ هو الــعَرْــشُ ; والجمع عروش. قال الشاعر : وما لمثابات الــعروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت الــعروش الدعائم * والمثابة: أعلى البئر بحيث يقوم الساقى. قال الشماخ: ولما رأيت الأمر عَرْــشَ هَوِيَّةٍ * تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشمرا * الهوية: موضع يهوى من عليه، أي يسقُط. وعَرَــشَ يَــعْرُــشُ ويَــعْرِــشُ عَرْــشاً، أي بنى بناءً من خشب. وبئرٌ مــعروشةٌ وكُرومٌ مَــعْروشاتٌ. والــعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ. والــعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها. قال رؤبه: إما ترى دهرا حناني حفضا * أطر الصناعين الــعريش القعضا * والــعريش: خيمة من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُــشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ. ومنه قيل لبيوت مكّة الــعُرُــشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلل عليها. وفى الحديث: " تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفلان كافر بالــعرش ". ومن قال عروش فواحدها عرش، مثل فلس وفلوس. ومنه الحديث أن ابن عمر رضى الله عنه " كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة ". وعرشت الكرم بالــعروش تَــعْريشاً. ويقال أيضاً: عَرَّــشَ الحمار بعانَته تَــعْريشاً، إذا حمل عليها ورفع رأسه وشحا فاه. والــعرش بالضم: أحد عُرْــشَي العُنُق، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق. وأنشد الأصمعي : وعَبْدُ يَغوثُ تَحْجُلُ الطَيْرُ حَوْلَهُ * قد احْتَزَّ عُرْــشَيْهِ الحسام المذكر * ويروى: " قد اهتذ ". واعترش العنب، إذا علا على الــعراش .
عرش: عرش. البساتين المــعروشة (ابن صاحب الصلاة ص67 ق) هي بساتين ممراتها ذات عرائش.
(تاريخ البربر 1: 413).
عرَّــش (بالتشديد): حبك، أشبك. يقال مثلاً: عرَّــش القصب والبوص أي اشتبك.
(ألكالا) وفيه مُــعَرَّــش.
عرَّــش: أقام عريشاً للكرم (بوشر).
تــعَرَّــش: صار عريشة، صار نبتة مُــعَّرشة. (فوك، ابن العوام 1: 312) والصواب فيه ويتــعرش كما جاء في مخطوطتنا.
عَرْــش: حين نقارن ما جاء في معجم لين بما جاء في زيشر (22: 153) لا نتردد بقراءة الكلمة: عرش بدلاً من حرش في عبارة بركهارت (سوريا ص380) وهي: وقد لاحظت أن فوق سطوح كل بيوت مدينة فايق مقصورة صغيرة تسمى حرش، وهي مصنوعة من أغصان الشجر ومسقفة بالحُصرُ. والى هذا المكان البارد تلجأ الأسرة أثناء حر الظهيرة.
عَرْــش: دالية كرم تتسلق جدارا أو شجرة.
ففي ابن العوام (1: 502): والــعروش أيضاً المحدثة تدبر بهذا التدبير حتى يصير لسوقها ارتفاع قدر أربعة أذرع وذلك أن الــعرش ما دام ليناً فيه قبول تشكيل. (وهذا صواب قراءة العبارة وفقاً لمخطوطتنا).
(ملّر ص16، 26).
عَرْــش، وجمعها عروش: جُذَيُر، نتش، جذر صغير. عرق صغير. (بوشر).
عَرْــش: عصب. (بوشر).
عَرْــش: عند البربر: قبيلة، وجمعها أعْراش وعُرُــوش (بوشر بربرية، هلو، معجم البربرية، دوماس قبيل ص47) وفي تاريخ فونس (ص136): وجميع المزارقية من الــعروش.
عَرْــش: في مقاطعة قسطنطينية أرض ليس للقبيلة فيها إلا حق الانتفاع والاستغلال.
(دارست ص83).
أرض عرش: أرض هي ملك عام مشترك للقبيلة لا يجوز بيعها، وهي مرادف: سابقة. (بوسييه).
عريش: عرزال، كوخ من أغصان الشجر، (معجم الأسبانية ص58، بوشر).
عَرِــيش: حَرَّيج، غابة صغيرة، غيضة، دغل (بوشر).
عَرِــيش: دالية كرم تتسلق جداراً أو شجرة.
(معجم الأسبانية ص58 محيط المحيط: وفيه: والعامة تجمعه على عُرْــشان).
عَرِــيش: كرم مُــعَرَّــش، كرم يستند على خشب هُيّئ له. (معجم الأسبانية ص50).
عَرِــيش: اسم نبات (براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 264).
عَرِــيشَة = عريش: قبّة مشبكة يتسلق عليها الكرم والياسمين وما أشبه ذلك (بوشر).
عَرِــيشة من شجر: غيضة، أيكة، أجمة (بوشر) وفي ميهرن (ص31) عَرِــيشة فقط.
عَريِشة= عرش في عبارة بركهارت التي نقلتها فيما تقدم (زيشر 22: 153).
عَريشة: كرم متسلِقّ. (ألكالا، محيط المحيط، أبو الوليد ص779).
مُــعَرَّــش، وجمعها مُــعَرَّــشات: عريش، والكرم الذي يتسلق على أخشاب مشبكة. (معجم الأسبانية ص58).
مُــعَرَّــش: سياج حقل، سياج من أغصان شائكة، سياج من أغصان الشجر (ألكالا).
مُــعَرَّــش: حجرة، غرفة، مخدع. (ابن بطوطة 2: 109) الكرم المــعرش: الكرم المتسلق على عريش. (معجم الأسبانية ص52) ويقال: مــعرش فقط أيضاً (فوك).
العنب المــعرش: العنب الذي ينمو على الــعريش.
(معجم الأسبانية ص59).
[عرش] نه: فيه: اهتز "الــعرش" لموت سعد، أي جنازته، أي فرح لحمل سعد عليه إلى مدفنه، وقيل: عرش الله تعالى، لما روى: عرش الرحمن،الكروم، وهي خشبات تجعل تحت أغصانه ليرتفع عليها. وفيه: إن إبليس يضع "عرشه" على الماء، هذا يحتمل بأن يضع عليه عرشه تمردًا وطغيانًا، ويحتمل الكناية الإيمانية. ن: إن "عرش" إبليس على البحر أي مركزه البحر. ك: أين "عرشكط، هو ما يستظل به عند الجلوس تحته، وقيل: البناء، قوله: الثانية، أي المرة الثانية. ج: ومنه ح: وإنما هو "عريش". وح: فاطلق إلى "الــعريش". غ: "يــعرشون" يبنون على عروشها: سقوفها. قا: "مــعروشات" أي مسموكات و"غير "مــعروشات" متروكات على وجه الأرض. نه: فجاءت حمرة "تــعرش"، التــعريش أن ترتفع وتظلل بجناحيها على من تحتها. ج: من عرش الطائر إذا رفرف بأن يرخى جناحيه ويدنو من الأرض ليسقط ولا يسقط، وروى: تفرش، أي تبسط. نه: وقال أبو جهل: سيفك كهام فخذ سيفي فاحتز به رأسي من "عرشي"، هو عرق في أصل العنق؛ الجوهري: عرشًا العنق لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق.
عرش
عرَــشَ يَــعرِــش، عَرْــشًا، فهو عارش، والمفعول مــعروش

(للمتعدِّي)
عرَــش الرَّجُلُ: هيَّأ، بنى بناء من خشب يستظلّ به " {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَــعْرِــشُونَ} ".
عرَــش الكَرْمَ: رفع أغصانَه على خشب " {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَــعْرُــوشَاتٍ وَغَيْرَ مَــعْرُــوشَاتٍ} " ° بئر مــعروشة: إذا طُويت بخشب. 

عرَّــشَ يُــعرِّــش، تــعريشًا، فهو مُــعرِّــش، والمفعول مُــعرَّــش (للمتعدِّي)
عرَّــش الرَّجلُ: عرَــش؛ بنى بناء من خشب يستظلّ به.
عرَّــشَ البيتَ: سقَّفه، جعل له سقفًا "عرَّــش الطَّائرُ عُشَّه- بيتٌ مُــعرَّــشٌ- {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يُــعَرِّــشُونَ} [ق] ".
عرَّــش الكَرْمَ: عرَــشه؛ رفع أغصانَه على خشب. 

تَــعْريشَة [مفرد]: ج تــعريشات وتعاريشُ: مكان مُظلَّل بأغصان متشابكة يُوجد في حديقة أو متنزَّه، مَمَرّ من أعمدة تدعم سقفًا من الأجزاء المتشابكة تنمو عليه النَّباتات المتسلِّقة لِتَعْترش. 

عَرْــش [مفرد]: ج أعراش (لغير المصدر) وعُروش (لغير المصدر):
1 - مصدر عرَــشَ.
2 - سرير المُلْكِ، قوام المُلْكِ "جلس على الــعَرْــش- {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْــعَرْــشِ} " ° استوى على عَرْــشه/ تربَّع على الــعَرْــش: ملَك مقاليدَ الحكم، تولَّى المُلْكَ- اعتزل الــعَرْــشَ: تخلّى عنه- اعتلى الــعَرْــشَ: أصبح مَلِكًا- ثُلَّ عَرْــشُه: ذهب عزُّه ووهى أمرُه.
3 - سقف "عَرْــش البيت- {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُــوشِهَا}: متداعية متهدِّمة خالية من سكانها" ° بدت لنا عروش مكّة: بيوتها- مدينة خاوية على عروشها: سقطت سقوفُها ثم تساقطت الجدرانُ فوقها، خربة خالية من النَّاس.
4 - مِظلَّة "جعل في طرف حديقته عَرْــشًا يجلسون تحته".
عَرْــش الطَّائِر: عُشُّه. 

عريش [مفرد]: ج عُرُــش:
1 - ما يُستَظلُّ به، بناءٌ مؤلَّف من عوارضَ حديديَّةٍ أو خشبيَّةٍ محمولةٍ على عواميد "جلس تحت عريش الحديقة- عريش العنب".
2 - سقف "عريش البيت".
3 - قطعة خشبيَّة طويلة ممتدّة في مقدّم الــعربة وعلى جانبيها يكون الحصانان "عريش الــعَرَــبة: مِجَرُّها".
4 - حظيرة تُسوَّى للماشية تكفُّ عنها البردَ "ما زالت الــعرائشُ توجد في بيوت الرِّيف". 
(ع ر ش)

الــعَرْــش: سَرِير الْملك. وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَها عَرْــشٌ عَظِيمٌ) . وَقد يستعار لغيره. وعَرْــش الْبَارِي تَعَالَى مِنْهُ. وَلَا يُحَدَّد. وَالْجمع أعراش، وعِرَــشَة. والــعَرْــش: الْبَيْت، وَجمعه عُرُــوش. وعرش الْبَيْت: سقفه، وَالْجمع كالجمع. وَقَوله تَعَالَى: (فكأيِّن مِن قرْيَةٍ أهْلَكْناها وهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ على عُرُــوشِها) . قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى: إِنَّهَا خَلَت وخَرِبَتْ، فَصَارَت على سقوفها، كَمَا قَالَ: (فجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) . وَالْــعرش أَيْضا: الْخَيْمَة. وَالْجمع: أعراش وعُرُــوش.

وعَرَــش الــعرْــشَ يــعرِــشُه، ويــعرُــشُه عرشا: عمله.

وعَرْــش الرجل: قوام أمره. وثُلَّ عَرْــشُه: هدم مَا هُوَ عَلَيْهِ من قوام أمره. والــعَرْــش: الْبَيْت والمنزل. وَالْجمع: عُرُــش، عَن كرَاع.

والــعَرْــش: كواكب قُدَّام السِّماك الأعزل، قَالَ:

باتَتْ عَلَيْهِ لَيلةٌ عَرْــشِيَّةٌ ... شَرِبَتْ وباتَ إِلَى نَقاً مُتَهَدّلِ والــعَرْــش والــعَرِــيش: مَا يستظل بِهِ. قَالَت الخنساء:

كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْــشاً خَوَى ... مِمَّا بناهُ الدَّهْرُ دانٍ ظَلِيلْ

أَي كَانَ يُظلُّنا. وَجمعه: عُروش، وعُرُــش. وَعِنْدِي أَن عُروشا جمع عَرْــش، وعُرُــشا جمع عَرِــيش، وَلَيْسَ جمع عَرْــش، لِأَن بَاب رهن وَرهن، وسحل وسحل لَا يَتَّسِع. والــعريش: الأَصْل تكون فِيهِ أَربع نخلات أَو خمس. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، عَن أبي عَمْرو.

وعَرَــشْتُ الرَّكية أعْرِــشُها وأعْرُــشها عَرْــشا: طويتها من أَسْفَلهَا قدر قامة بِالْحِجَارَةِ، ثمَّ طويت سائرها بالخشب، فَأَما الطَّيُّ فبالحجر خَاصَّة.

والــعَرْــش: مَا عَرَــشَها بِهِ من الْخشب، وَجمعه: عُرُــوش.

والــعَرْــش: الَّذِي يكون على فَم الْبِئْر، يقوم عَلَيْهِ الساقي، وَالْجمع كالجمع. قَالَ الْقطَامِي:

وَمَا لِمَثاباتِ الــعُرُــوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلّ من تحتِ الــعُرُــوش الدعائمُ

وعَرْــش الكَرْم: مَا دعم بِهِ من الْخشب. وَالْجمع كالجمع.

وعَرَــش الكَرْم يَــعْرِــشه ويَــعْرُــشُه عَرْــشا وعُروشا، وعَرَّــشَه: عمل لَهُ عَرْــشا.

وَقَوله تَعَالَى: (جَنَّاتٍ مَــعْرُــوشاتِ) ، المَــعْرُــوشات: الكُرُوم.

والــعَرِــيشُ: مَا عَرَــشْتَهُ. وَالْجمع عُرُــش. والــعَريش: شبه الهودج، تقعد فِيهِ الْمَرْأَة على بعير.

والــعُروش والــعُرُــش: بيُوت مكَّة. وَاحِدهَا: عَرْــش وعَرِــيش، وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهَا كَانَت عيدانا تُنصَبُ ويُظَلَّل عَلَيْهَا، عَن أبي عبيد. والــعَريش والــعَرْــش: مَكَّة نَفسهَا، لذَلِك.

وناقة عُرْــش: ضخمة، كَأَنَّهَا مــعروشة الزَّور. وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب:

عُرْــشٌ تُشير بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ ... مِن خَصْبة بقِيَتْ فِيهَا شَماليلُ

وعَرْــشُ الْقدَم وعُرْــشُها: مَا بَين عيرها وأصابعها من ظَاهرهَا. وَالْجمع أعراش وعِرشَة وعُرْــشا الْعُنُق: لحمتان مستطيلتان، بَينهمَا الفقار. وَقيل: هما موضعا المحجمتين، قَالَ العجاج:

يَمْتَدُّ عُرْــشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهْ

ويروى: " وامْتَدَّ عُرْــشا ". وعُرْــشا الْفرس: منبت الْــعرف، فَوق العلباوين.

وعَرَّــشَ الْحمار بعانته: حمل عَلَيْهَا فاتحا فَمه، رَافعا صَوته. وَقيل: هُوَ إِذا شحا فَاه بعد الكرف.

وعَرَــش بِالْمَكَانِ يَــعْرِــش عُرُــوشا: ثَبت. وعَرِــش بغريمه عَرْــشا: لزمَه.

وعُرْــشانُ: اسْم.

والــعُرَــيْشان: اسْم مَوضِع. قَالَ الْقِتَال الْكلابِي:

عَفا النَّجْبُ بعدِي فالــعُرَــيشانِ فالبُتْرُ

عرش

1 عَرَــشَ, aor. ـِ and عَرُــشَ, (S, O, K,) inf. n. عَرْــشٌ, (S, O,) He constructed, or built, what is called an عَرِــيش; (K;) as also ↓ اعرش; (Zj, K;) and ↓ عرّــش, (K,) inf. n. تَــعْرِــيشٌ: (TA:) or he built a building of wood. (S, O.) b2: عَرَــشَ البَيْتَ, (K,) aor. ـِ and عَرُــشَ, inf. n. عَرْــشٌ and عُرُــوشٌ, (TA,) He built the house, or the like. (K.) b3: عَرَــشَ الكَرْمَ: see 2. b4: عَرَــشَ البِئْرَ, (A, K,) aor. ـِ and عَرُــشَ, (K,) inf. n. عَرْــشٌ, (S, A, O,) He cased the well with stones to the height of the stature of a man in the lowest part, and the rest of it with wood: (K:) or he cased the well with wood, after having cased the lowest part thereof with stones to the height of the stature of a man. (S, O.) A2: عَرَــشَ فُلَانًا, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَرْــشٌ, (TA,) He struck such a one in the عُرْــش, (K, TA,) i. e. base, (TA,) of his neck. (K, TA.) 2 عرّــش, inf. n. تَــعْرِــيشٌ: see 1. b2: Also (assumed tropical:) He (a bird) rose, and shaded with his wings him who was beneath him. (TA.) b3: عرّــش الــعَرْــشَ He made the عَرْــش [q. v.: or perhaps we should read الــعَرِــيشَ]. (TA.) b4: عرّــش البَيْتَ, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) He roofed the house, or the like; (O, K, TA;) and raised the building thereof. (TA.) b5: عرّــش الكَرْمَ, (S, O, Msb, K,) inf. n. as above, (S, O, TA,) He made an عَرِــيش for the grape-vine: (Msb:) or he raised the shoots of the grape-vine upon the pieces of wood [made to support them]; as also ↓ عَرَــشَهُ, (Zj, O, K,) aor. ـِ and عَرُــشَ, inf. n. عَرْــشٌ and عُرُــوشٌ; (K;) or both signify he made an عَرْــش for the grape-vine, and raised its shoots upon the pieces of wood; (TA;) and ↓ اعرشهُ signifies the same as عرّــشهُ: (Zj, O, TA:) or عرّــشهُ signifies he bent the pieces of wood upon which its branches, or shoots, were trained. (TA.) 4 اعرش: see 1. b2: اعرش الكَرْمَ: see 2.5 تَــعَرَّــشْنَا We pitched our tent, or tents. (A, TA.) b2: تــعرّــش بِالبَلَدِ He became fixed, settled, or established, in the country, or town. (Az, O, K.) 8 اعترش He made, or took, for himself an عَرِــيش. (O, K.) b2: اعترش العِنَبُ The grapes mounted (S, O, K) upon the عَرِــيش, (O, K,) or, as in the Mufradát, upon their عريش, (TA,) or upon the عِرَــاش [which may be a pl. of عَرِــيشٌ, like عَرَــائِشُ, or perhaps it is a mistranscription for this last word]: (S: so in two copies:) and in like manner, اعترش العِنَبُ الــعَرِــيشَ: (L, TA: [expl. by عَلَاهُ عَلَى الــعِرَــاشِ, which seems to be a mistake for عَلَا عَلَى الــعِرِــيشِ:]) and اعترشت القُضْبَانُ عَلَى الــعَرِــيشِ The branches, or shoots, mounted upon the عريش. (A, TA.) عَرْــشٌ A booth, or shed, or thing constructed for shade, (مِظَلَّةٌ,) mostly made of canes, or reeds; (K;) and sometimes, (TA,) made of palm-sticks, over which is thrown ثُمَام [a species of panic grass]; (Mgh, TA:) as described by Az, on the authority of the Arabs; (TA;) and such is meant by the عَرْــش of Moses: (Mgh:) a thing resembling a house, or tent, made of palm-sticks, over which is put ثُمَام; as also ↓ عَرِــيشٌ: (Msb:) a booth, or shed, syn. خَيْمَةٌ, (K, TA,) made of wood and ثمان; (TA;) as also ↓ عَرِــيشٌ; (S, A, * O, K;) and such is meant by the ↓ عَرِــيش of Moses; (A;) and sometimes the ↓ عَرِــيش was made of palm-sticks, with ثُمَام thrown over them: (TA:) both signify a thing, (S, O,) or a house, or the like, (K,) used for shade: (S, O, K:) pl. of the former, عُرُــوشٌ (ISd, Mgh, Msb, K) and عُرُــشٌ and أَــعْرَــاشٌ [which is a pl. of pauc.] and عِرَــشَةٌ: (K:) or عُرُــشٌ is pl. of ↓ عَرِــيشٌ, (S, ISd, O, Msb,) not of عَرْــشٌ: (ISd:) or it is also pl. of ↓ عَرِــيشٌ: (K:) and عُرُــوشٌ is also a pl. of ↓ عُرْــشٌ, which is a pl. of ↓ عَرِــيشٌ. (L.) Hence The houses of Mekkeh, (S, A, Mgh, O, Msb,) in which the needy of its inhabitants dwelt, (Mgh,) or its ancient houses, (K,) were called الــعُرُــوشُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) and الــعُرُــشُ, (S, Msb,) and ↓ الــعُرْــشُ; (O, K;) because they were of poles, or sticks, set up, and shaded over: (S, O, Msb:) or Mekkeh itself was called ↓ الــعُرْــشُ: (Az, O, L, K:) or it was called الــعَرْــشُ, with fet-h, and ↓ الــعَرِــيشُ: (Az, L, K:) and its houses were called ↓ الــعُرْــشُ, and الــعُرُــوشُ. (K.) And hence, (S, O, Msb,) the saying in a trad., (S, O,) i. e., the saying of Saad, (K, TA,) when he heard that Mo'áwiyeh forbade the performing conjointly the greater and minor pilgrimages, (TA,) تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْــعُرُــشِ, (S, O, K, *) or بِالْــعُرُــوشِ, (S, TA,) i. e., [We performed conjointly the greater and minor pilgrimages with the Apostle of God, (God bless and save him,)] when such a one, meaning Mo'áwiyeh, was abiding (O, L, K) in his state of unbelief, (L,) in Mekkeh; (L, K;) i. e. in the houses thereof: (O, L:) or, as some say, was hiding himself in the houses of Mekkeh. (L.) b2: A house [in an absolute sense]; a dwelling, or place of abode: (Kr, TA:) pl. عُرُــشٌ (TA) [and عُرُــوشٌ]. b3: A [building of the kind called] قَصْر. (K.) b4: The wood upon which stands the drawer of water: (K:) or a structure of wood built at the head of the well, forming a shade: [pl. عُرُــوشٌ:] when the props are pulled away, the عُرُــوش fall down. (TA.) [عَرْــشٌ in relation to a well has also another meaning; which see below.] b5: The wooden thing [or trellis] which serves for the propping of a grape-vine. (TA.) [But this is more commonly called عَرِــيشٌ, q. v.] b6: The roof of a house or the like: (S, Mgh, O, Msb, K:) pl. عُرُــوشٌ. (A.) So in a trad., where a lamp is mentioned as suspended to the عرش: (O, TA:) and in another, in which a man relates that he used, when upon his عرش, to hear the Prophet's reciting [of the Kur-án]. (TA.) And so it has been expl. as occurring in the phrase of the Kur [ii. 261 and xxii. 44], خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُــوشِهَا Having fallen down upon its roofs: meaning that its walls were standing when their roofs had become demolished and had fallen to the foundations, and the walls fell down upon the roofs demolished before them: (O, TA:) but some consider على as here meaning عَنْ [from]. (TA.) b7: [Hence, app.,] الــعَرْــشُ is applied to The عَرْــش of God, which is not definable: (A, K:) I'Ab is related to have said that the كُرْسِىّ is the place of the feet and the عَرْــش is immeasurable: and it is said in the Mufradát of Er-Rághib that the عَرْــش of God is one of the things which mankind know not in reality, but only by name; and it is not as the imaginations of the vulgar hold it to be; [namely, the throne of God;] for were it so, it would be a support to Him; not supported; whereas God saith [in the Kur., xxxv. 39], “Verily God holdeth the heavens and the earth, lest they should move from their place; and if they should move from their place, no one would hold them after Him: ” or, as some say, it is the highest sphere; [or the empyrean;] and the كرسىّ is the sphere of the stars: and they adduce as an indication thereof the saying of Mohammad, that the seven heavens and earths, by the side of the كرسىّ, are nought but as a ring thrown down in a desert land; and such is the كرسىّ with respect to the عَرْــش: and this assertion is mentioned in the B, but without approval: (TA:) [it appears, however, to be most commonly accepted:] or a red sapphire, which glistens with the light of the Supreme. (A, K.) [Hence the saying,] مِنَ الــعَرْــشِ إِلَى الفَرْشِ meaning, [From the highest sphere, or the empyrean, to] the earth. (A.) b8: Also The سَرِير [or throne] (S, A, O, Msb, K) of a king; (S, A, O, K;) the seat of a sultán; [perhaps as being likened to the عرش of God; or, more probably, from its being generally surmounted by a canopy; or] because of its height. (Er-Rághib.) [Hence,] the phrase اِسْتَوَى عَلَى

عَرْــشِهِ means He reigned as king. (A, TA.) b9: And [hence, also,] Certain stars in advance of السِّمَاك الأَعْزَل [which is Spica Virginis]; (TA;) [app. those meant by what here follows;] عَرْــشُ السِّمَاكِ signifies four small stars [app. γ, δ, ε, and η, of Virgo, regarded as the seat of Bootes, the principal star of which is called السِّمَاكُ الرَّامِحُ, being described as] beneath العَوَّآء [which is a name of Bootes and also of the four stars mentioned above], and also called عَجُزُ الأَسَدِ [the rump of Leo, the figure of which was extended by the Arabs far beyond the limits which we assign to it]. (S, O, K.) b10: And عَرْــشُ الجَوْزَآءِ [The seat of Orion; applied by our astronomers to

α of Lepus; but described as] four stars, of which two are on the fore legs and two on the hind legs, of Lepus. (Kzw.) b11: And عَمْشُ الثَّرَيَّا Certain stars near الثُّرَيَّا [or the Pleiades]. (T, TA.) b12: عَرْــشٌ also signifies The جَمَازَة; (O, K, TA;) i. e., the bier of a corpse. (O, TA.) and hence, as some say, the expression in a trad., اِهْتَزَّ الــعَرْــشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ, meaning The bier rejoiced [lit. shook] at the death of Saad Ibn-Mo'ádh; i. e., at carrying him upon it to his place of burial: (O, K, * TA:) but there are other explanations, for which see art. هز. (TA.) b13: The wood with which a well is cased after it has been cased with stones (S, O, K) in its lowest part (S, O) to the height of the stature of a man: (S, O, K:) pl. عُرُــوشٌ. (S, O.) [Another meaning of the same word in relation to a well has been mentioned before.] b14: (assumed tropical:) The nest of a bird, such as is built in a tree, (K,) [app. as being likened to a booth.]

b15: The angle, or corner, or strongest side, syn. رُكْن, (Ks, Zj, K,) of a house, (Ks, Zj,) or [other] thing: (K:) pl. عُرُــوشٌ. (Ks, Zj.) Accord. to some, the phrase in the Kur [ii. 261, mentioned above], خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُــوشِهَا, means Empty, and fallen to ruin upon its أَرْكَان [or angles, &c.]. (Ks, Zj, O.) b16: [Hence,] (tropical:) The head, or chief, who is the manager or regulator of the affairs, of a people, or company of men: (K:) likened to the عَرْــش of a house. (TA.) b17: [Hence also,] (assumed tropical:) The means of support of a thing, or an affair. (A, O, K.) Hence the saying, ثُلَّ عَرْــشُهُ, (O, K,) meaning (tropical:) His means of support became taken away: (TA:) or he perished: (A:) or he was slain; as also ↓ ثُلَّ عُرْــشُهُ: (IDrd, in M, art. ثل:) or his might, or power, departed: (TA:) or his affairs, or state, became weak, and his might, or power, departed. (S, O. [See also art. ثل.] [For عَرْــشٌ also signifies] b18: (tropical:) Might, or power: (Er-Rághib, K:) regal power; sovereignty; dominion: (IAar, Er-Rághib, K:) from the same word as signifying the throne, or seat, of a king. (Er-Rághib.) b19: And The protuberant part (S, O, K) in, (S, O,) or of, (K,) the upper surface of the foot, (S, O, K,) in which are the toes; (S, O, TA;) as also ↓ عُرْــشٌ: pl. [of pauc.] أَــعْرَــاشٌ and [of mult.] عِرَــشَةٌ: (O, TA:) and the part between the عَيْر [or prominent bone] and the toes, of the upper surface of the foot; as also ↓ عُرْــشٌ: (Ibn-'Abbád, O, K:) pls. the same as last mentioned above: (K:) or ↓ عُرْــشٌ signifies the upper surface of the foot; and its lower surface is called the أَخْمَص. (IAar.) عُرْــشٌ, both as a sing. and as a pl.: see عَرْــشٌ, last sentence, in three places: b2: and the same paragraph, first and second sentences, in four places: and see ثُلَّ عُرْــشُهُ in the latter part of the same paragraph. b3: الــعُرْــشَانِ signifies Two oblong portions of flesh in the two sides of the neck, [app. the two sterno-mastoid muscles,] (S, A, O, K, TA,) between which are the vertebræ [of the neck]: (TA:) or in the base of the neck: (K:) or the base [itself] of the neck: so in the phrase ثَلَّ عُرْــشَيْهِ: (IDrd and M in art ثل, q. v.:) or the أَخْدَعَانِ [or two branches of the occipital artery], (TA, as from the K, [in which I do not find it,]) which are (TA) [in] the two places of the cuppingvessels: (K, TA:) or the أَخْدَعَانِ are in the عُرْــشَانِ: (Ibn-'Abbád, O:) or the عُرْــش is a vein in the base of the neck: (Th, O:) or the عُرْــشَانِ are [app. the two greater cornua of the os hyoides, which forms a support to the tongue; two bones in the لَهَاة [meaning furthest part of the mouth], which erect the tongue. (Ibn-'Abbád, O, K.) It is related in a trad., respecting the slaying of Aboo-Jahl, that he said to Ibn-Mes'ood, خُذْ سَيْفِى فَاجْتَزَّ بِهِ رَأْسِي مِنْ عُرْــشَيَّ [Take thou my sword, and cut with it my head from my عُرْــشَانِ]. (O, TA.) b4: And (assumed tropical:) The ear: (K:) or (assumed tropical:) the two ears: because near to the عُرْــشَانِ [properly so called]: hence the saying, نَفَثَ فِى عُرْــشَيْهِ (assumed tropical:) He spoke secretly to him, or with him. (As, A, O.) b5: And The extremity of the hair of the mane of a horse: (IDrd, O, K:) or so الــعُرْــشُ. (TA.) b6: Also, (K,) or الــعُرْــشُ, (TA [and thus accord. to a verse there cited],) The bulky she-camel; as though her chest were cased like a well. (K, TA. [See 1.]) عَرِــيشٌ: see عَرْــشٌ, first and second sentences, in several places. b2: Also, (K,) or عَرِــيشُ كَرْمٍ, (S, Mgh, Msb,) [The trellis of a grape-vine;] the structure made for a grape-vine, of sticks, or pieces of wood, in the form of a roof, upon which are put the branches, or shoots, of the vine; (K, * TA;) [also, but less commonly, called عَرْــشٌ;] the structure made for a grape-vine to rise upon it; (Mgh;) the elevated structure upon which a grape-vine spreads itself: (Msb:) pl. عَرَــائِشُ, (Mgh, Msb,) [and perhaps عِرَــاشٌ also: see 8.]

b3: Also, عَرِــيشٌ, A thing resembling a هَوْدَج, (S, O, K,) but not [exactly the same as] it, made for a woman, who sits in it upon her camel: (S, O:) so called as being likened in form to the عريش of a vine: (Er-Rághib:) or ↓ عَرِــيشَةٌ, with ة, is the same as هودج; and its pl. is عَرَــائِشُ, (Msb,) which signifies the same as هَوَادِجُ. (ISh, A.) b4: And An enclosure of the kind called حَظِيرَة, made for beasts, to protect them from the cold. (TA.) عَرِــيشَةٌ: see the next preceding paragraph.

عُرُــوشَاتٌ Grape-vines. (TA.) كُرُومٌ مَــعْرُــشَاتٌ [Grape-vines furnished with, or trained upon, عَرَــائِش, or trellises, pl. of عَرِــيشٌ]. (S.) b2: بِئْرٌ مَــعْرُــوشَةٌ [A well cased with what is termed an عَرْــش]. (S.) b3: Hence, (O,) مَــعْرُــوشُ الجَنْبَيْنِ A camel large in the sides. (O, K.)
عرش
الــعَرْــشُ: عَرْــشُ اللهِ تَعالَى، وَلَا يُحَدُّ، ورُوِىَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنَّهُ قالَ: الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، والــعَرْــشُ لَا يُقْدَرُ قَدْرُه، وَفِي المُفْردات للرّاغِبِ: وعَرْــشُ اللهِ مِمّا لَا يَعْلَمُه البَشَرُ إِلاّ بالاسْمِ لَا عَلى الحَقِيقَة، ولَيْسَ كَمَا تَذْهَبُ إِلَيْه أَوْهامُ العامّةِ فإِنّه لَوْ كانَ كَذلِكَ لَكَان حامِلاً لَهُ تَعَالَى لَا مَحْمُولاً، وقالَ اللهُ تَعَالَى: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمواتِ والأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ ولِئَنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِه. وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الفَلَكُ الأَعْلَى، والكُرْسِيُّ: فَلَكُ الكَوَاكبِ، وَاسْتَدَلُّوا بمَا رُوِىَ عَنهُ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم ومَا السَّموَاتُ السَّبْعُ والأَرْضُونَ السَّبْعُ فِي جَنْبِ الكُرْسِيِّ إِلاَّ كحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي أَرْضٍ فَلاةٍ. والكُرْسِيّ عِنْدَ الــعَرْــشِ كَذلِكَ. قُلْتُ: وَقد نَقَلَ المُصَنِّفُ، رَحِمَه اللهُ تَعَالَى هَذَا القَوْلَ فِي البَصَائِرِ هَكَذا، وَلم يَرْتَضِه. أَو الــعَرْــشُ: ياقُوتٌ أَحْمَرُ يَتَلأْلأُ من نُورِ الجَبّارِ تَعالَى، كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ. وَفِي الصّحاحِ: الــعَرْــشُ: سَرِيرُ المَلِكِ. قُلْتُ: وبشهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى ولَهَا عَرْــشٌ عَظِيم وفِي حَدِيثِ بَدْءِ الوَحْيِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذا هُوَ قاعِدٌ عَلَى عَرْــشٍ فِي الهَوَاءِ وَفِي رِوَايَةٍ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ يَعْنِي جِبْرِيلَ، عَلَيْه السَّلامُ، علَى سَرِيرٍ، وقالَ الراغِبُ: وسُمِّيَ مَجْلِسُ السُّلْطَانِ عَرْــشاً اعْتِبَاراً بِعُلُوِّه، وقالَ عَزَّ وجلَّ أَيَّكُمْ يَأْتِينِي بــعَرْــشِهَا. وَقَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْــشَهَا. وقَالَ: أَهكذا عَرْــشُكِ. وكُنِىَ بِهِ عَن العِزّ والسُّلْطَانِ والمَمْلَكَةِ. وقِوَامُ الأَمْرِ، ومِنْهُ قَوْلُهم: ثُلَّ عَرْــشُهُ، أَي عُدِمَ مَا هُوَعَلَيْهِ من قِوَامِ أَمْرِهِ، وقِيلَ: وَهَي أَمْرُهُ، وقِيلَ: ذَهَبَ عِزُّه،)
ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ أَنه رُئِىَ فِي المَنَامِ فقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ قالَ: لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَنِي لثُلَّ عَرْــشِي. وقَال زُهَيْرٌ:
(تَدَارَكْتُما الأَحْلاَفَ قَدْ ثُلَّ عَرْــشُهَا ... وذُبْيَانَ إِذْ زَلَّتْ بأَحْلامِهَا النَّعْلُ)
والــعَرْــشُ: رُكْنُ الشَّيْءِ، قَالَهُ الزَّجّاجُ والكِسَائِيُّ، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعالَى: وهِيَ خاوِيَةٌ على عُرُــوشِها. أَيْ خَلَتْ وخَرِبَتْ عَلَى أَرْكَانِهَا. والــعَرْــشُ مِنَ البَيْتِ: سَقْفُهُ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَو كالقِنْدِيلِ المُعَلَّقِ بالــعَرْــشِ، يَعْنِي السَّقْفَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ كُنْتُ أَسْمَعُ قراءَةَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ عَلَى عَرْــشِي أَيْ سَقْفِ بَيْتِي، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُــوشِهَا. أَيْ صارَتْ على سُقُوفِهَا، كمَا قالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ: فَجَعَلْنَا عالِيْهَا سافِلَهَا. أَرادَ أَن حِيطَانَهَا قائِمَةٌ، وقَدْ تَهَدَّمَتْ سُقُوفُهَا، فصارَتْ فِي قَرَارِهَا، وانْقَــعَرَــت الحِيطانُ من قَواعِدِها، فتَساقَطَتْ على السُّقُوفِ المُتَهَدِّمَةِ قَبْلَهَا، ومَعْنَى الخاوِيَة والمُنْقَــعِرَــة وَاحِدٌ، وَهِي المُنْقَلِعَةُ مِنْ أُصُولِهَا، وجَعَلَ بَعْضُهُم عَلَى بمَعْنَى عَنْ، وقالَ: أَي خاوِيَة عَنْ عُرُــوشِهَا لِتَهَدُّمِها، وعُرُــوشُها: سُقُوفُهَا، يَعْنِي سَقَطَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يَسْقُطَ السَّقْفُ، ثمَّ تَسْقُطَ الحِيطَانُ عَلَيْهَا. والــعَرْــشُ: الخَيْمَةُ مِنْ خَشَبٍ وثُمَامٍ. والــعَرْــشُ: البَيْتُ الَّذِي يُسْتَظَلُّ بِهِ، كالــعَرِــيشِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمْ يَوْمَ بَدْرٍ: أَلاَ نَبْنِي لَكَ عَرِــيشاً تَسْتَظِلُّ بهِ، فقَالَ: بَلْ عَرْــشٌ كــعَرْــشِ مُوسَى، ج أَي جَمْعُ الكُلِّ عُرُــوشٌ وعُرُــشٌ، بضّمَّتَيْنِ، وأَــعْرَــاشٌ وعِرَــشَةٌ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، وقالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ عُرُــوشاً جَمْعُ عَرْــشِ، وعُرُــشاً جَمْعُ عَرِــيشٍ، ولَيْسَ جَمْعَ عَرْــشٍ لأَنَّ بابَ فَعْلٍ وفُعُلٍ كرَهْنٍ ورُهُنٍ، وسَحْلٍ وسُحُلٍ لَا يَتَّسِعُ. والــعَرْــشُ مِنَ القَوْمِ: رَئِيسُهُم المُدَبِّرُ لأَمْرِهِمِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بــعَرْــشِ البَيْتِ، وبِهِ فُسِّر قَوْلُ الخَنْسَاء:
(كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْــشاً خَوَىَ ... مِمَّا بَناهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ)
أَيْ كانَ يثظِلُّنَا بتَدْبِيرِه فِي أُمورِه. والــعَرْــشُ: القَصْرُ، وقَالَ كُراع: هُوَ البَيْتُ والمَنْزِلُ. والــعَرْــشُ: كَوَاكِبُ قُدّامَ السِّمَاكِ الأَعْزَلِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هِيَ أَرْبَعَةُ كَوَاكِبَ صِغَارٌ، أَسْفَلَ مِنَ العَوّاءِ، ويُقَالُ لَهَا: عَرْــشُ السِّمَاكِ، وعَجُزُ الأَسَدِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: عَرْــشُ الثُّرَيّا: كَواكِبُ قَرِيبَةٌ مِنْهَا.
والــعَرْــشُ: الجَنَازَةُ، وهُوَ سَرِيرُ المَيِّتِ، قِيلَ: وَمِنْه الحَدِيثُ اهتَزَّ الــعَرْــشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بن مُعَاذٍ واهْتِزَازُه: فَرَحُهُ بحَمْلٍ سَعْدٍ عَلَيْه إِلَى مَدْفَنِه. وقِيلَ: إِنَّه عَرْــشُ اللهِ تَعَالَى لأنَّه قد جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، أُخْرَى اهْتَزَّ عَرْــشُ الرّحْمنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ، وهُوَ كِنَايَةٌ عَن ارْتِيَاحِه برُوحِهِ حِينَ صُعِدَ بِهِ)
لكَرَامَتِه عَلَى رَبِّهِ، وقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِي ذلِكَ مَبْسُوطاً فِي هـ ز ز، فراجِعْهُ. وقالَ ابنُ الأَــعْرَــابِيّ: الــعَرْــشُ: المُلْكُ، بِضَمِّ المِيم، وهُوَ كِنَايَةٌ، كَمَا تَقَدَّمَ، عَن الرّاغِبِ.
والــعَرْــشُ: الخَشَبُ تُطْوَى بهِ البِئْرُ بَعْدَ أَنْ تُطْوَى، أَي يُطْوَى أَسْفَلُهِا، بالحِجارَةِ قَدْرَ قامَةٍ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد عَرَــشَها يَــعْرِــشُهَا، ويَــعْرُــشُهَا، فَأَمَّا الطَّيُّ فبالحِجارَةِ خاصَّةً، وإِذا كانَتْ كُلُّهَا بالحِجَارَةِ فَهِي مَطْوِيَّةٌ ولَيْسَتْ مَــعْرُــوشةً. والــعَرْــشُ مِنَ القَدَمِ: مَا نَتَأَ مِنْ ظَهْرِ القَدَمِ، وفِيهِ الأَصَابِعُ ويُضَمُّ، والجَمْعُ أَــعْرَــاشٌ وعِرَــشَةٌ. والــعَرْــشُ: المِظَلَّةُ، وأَكْثَرُ مَا يَكُونُ مِن قَصَبٍ، وقَدْ تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، ويُطْرَحُ فَوْقَهَا الثُّمامُ، كمَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَنِ الــعَرَــبِ. والــعَرْــشُ: الخَشَبُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْه المُسْتَقِي، وهُوَ بِنَاءٌ يُبْنَى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ يَكُونُ ظِلالاً، فإِذا نُزِعَت القَوَائمُ سَقَطَتِ الــعُرُــوشُ، قالَه ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وَمَا لِمَثَاباتِ الــعُرُــوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ الــعُرُــوشِ الدّعَائِمُ)
قُلْتُ: وهُوَ قَوْلُ القُطامِيّ عُمَيْرِ بنِ شُيَيْمٍ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: والمَثَابَةُ أَعْلَى البِئْر حَيْثُ يَقُومُ السّاقِي، وقَالَ آخَرُ: أَكُلُّ يَوْمٍ عَرْــشُهَا مَقِيلِي. والــعَرْــشُ للطائِرِ: عُشُّهُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْه. والــعُرْــشَانِ، بالضَّمِّ: لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتانِ فِي ناحِيَتَيِ العُنُقِ، بَيْنَهُمَا الفَقَارُ، قالَ العَجّاجُ: وامْتَدّ عُرْــشَا عُنْقِه للُقْمَتِهُ. أَوْ هُمَا فِي أَصْلِهَا، أَيِ العُنُقِ، قالَهُ أَبو العَبّاس: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: أَصْلِهِمَا، وهُوَ غَلَطٌ، أَوْ هُمَا الأَخْدَعاَنِ، وهْما مَوْضِعَا المِحْجَمَتَيْنِ، قالَه ابنُ عَبّادٍ، قالَ ذُو الرُّمّةِ فِيما أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيّ:
(وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... قد احْتَزَّ عُرْــشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ)
يَعْنِي عَبْدَ يَغُوثَ بنَ وَقّاصٍ المُحَارِبيّ، وكانَ رَئِيسَ مَذْحِجَ يَوْمَ الكُلاَبِ، ولَمْ يُقْتَلْ ذلِكَ اليَوْمَ، وإِنّمَا أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذلِكَ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: والــعُرْــشانِ: عَظْمانِ فِي اللَّهَاةِ يُقِيمانِ اللَّسَانَ، ومِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ أَبي جَهْلٍ، لَعَنَه اللهُ تَعَالَى، قالَ لابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: سَيْفُكَ كَهَامٌ، فَخُذْ سِيْفِي فاحْتَزَّ بِهِ رَأْسِي مِنْ عُرْــشَيَّ. والــعُرْــشُ: آخِرُ شَــعرِ الــعُرْــفِ من الفَرَسِ، وهُمَا عَرْــشَانِ فَوْقَ العِلْبَاوَيْنِ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. والــعُرْــشُ: الأُذُنُ. وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الــعُرْــشَانِ: الأُذُنانِ، سُمِّيَا عُرْــشَيْنِ لِمُجَاوَرَتِهما عُرْــشَ العُنُقِ، ويُقَالُ: أَرادَ فُلانٌ الإِقْرَارَ بحَقِّي فنَفَثَ فلانٌ فِي عُرْــشَيْهِ، إِذا سَارَّه، وإِذا سَارَّهُ فِي أُذُنَيْه فقَدْ دَنَا من عُرْــشَيْهِ نَقَله الزّمَخْشَرِيُّ والصاغَانِيُّ. والــعُرْــشُ: الضَّخْمَةُ من النُّوقِ كَأَنَّهَا مَــعْروشَةُ الزَّوْرِ، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
(عُرْــش تُشِيرُ بقِنْوَانِ إِذا زُجِرَتْ ... من خَصْبَةٍ بَقِيَتْ مِنْهَا شَمَالِيلُ)

والــعُرْــشُ: مَكَّةُ المُشْرَّفَةُ، نَفْسُهَا أَوْ بُيُوتُهَا القَدِيمَةُ، ويُفْتَحُ، كالــعُرُــوشِ، بالضَّمِّ، نَقَلَه المصَنَّفُ فِي البَصَائِر، وقِيلَ: هُو جَمْعٌ، وَاحِدُه عَرْــشٌ وعَرِــيشٌ، وعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: عُرُــوشُ مَكَّةَ: بُيُوتُهَا لأَنّهَا كانَت عِيدَاناً تُنْصَبُ، ويُظَلَّلُ عَلَيْهَا. أَو الــعَرْــشُ، بالفَتْح، مَكَّةُ، شَرَّفَها الله تَعَالَى، كالــعَرِــيش، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ، وبالضَّمِّ: بُيُوتُهَا، كالــعُرُــوشِ، ويُقَال: إِنَّ الــعُرُــوشَ جَمْعُ عَرْــشٍ، والــعُرُــشُ: جَمْعُ عَرْــيشٍ، كقَلِيبٍ وقُلُبٍ، فالــعُرُــوشُ حِيَنئِذٍ جَمْعُ الجَمْعِ، فصارَ المَجْمُوعُ مِمّا ذَكَرَهُ من أَسماءِ مَكَّةَ شَرَّفَهَا الله تَعَالى خَمْسَةً: الــعُرْــشُ، والــعُرُــوش، بضَمِّهِمَا،َ الأَوْلَى أَنْ يَقُولَ: خَرِبَ، وأَمّا الصّاغَانِيُّ فَقَالَ: مَدِينَةٌ، وهِيَ الآنَ خَرَابٌ. قُلْتُ: ولَهَا قَلْعَةٌ مَتِينَةٌ وقَدْ عَمِرَت بَعْدَ زَمَنِ المُصَنّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وهِيَ الآنَ آهِلَةٌ، بَيْنَهَا وبَيْنَ غَزَّةَ مَسافَةٌ قَرِيبَةٌ. والــعَرِــيشُ: أَنْ يَكُونَ فِي الأَصْلِ الوَاحِدِ أَرْبَعُ نَخَلاتٍ أَوْ خَمْسٌ، وَهَكَذَا فِي التَّكْمِلَةِ أَيْضاً، وَقَدْ قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ، والَّذِي فِي التَّهْذِيبِ يُخَالِفُهُ، فإنَّهُ قالَ: والــعَرْــشُ: الأَصْلُ يَكُونُ فيهِ أَرْبَعُ نَخَلاتٍ أَوْ خَمْسٌ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي عَمْروٍ، وإذَا نَبَتَتْ رَوَاكِيبُ أَرْبَعٌ أَو خَمْسٌ عَلى جَذْعِ النَّخْلَةِ فَهُوَ الــعَرِــيشَ.)
وعَرَــشَ الرَّجُلُ يَــعْرِــشُ، بالكَسْرِ، ويَــعْرُــشُ، بالضَّمّ: بَنَى عَرِــيشاً، قَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبُو بَكْرٍ فِي الأَــعْرَــافِ وَفِي النَّحْلِ: يَــعْرشُونَ. بالضَّمِّ، والباقُونَ بالكَسْرِ، كأَــعْرَــشَ، عَن الزَّجّاجِ، وعَرَّــشَ تَــعْرِــيشاً. وعَرَــشَ الكَلْبُ، إِذا خَرِقَ ولَمْ يَدْنُ لِلصَّيْدِ. وعَرَــشَ الرَّجُلُ: بَطِرَ وبُهِتَ، كــعَرِــشَ، بالكَسْرِ، عَرَــشاً، مُحَرَّكَةً، وعَرْــشاً، بالفَتْحِ. قُلْتَ: كَلاَمُ المصَنِّفِ هُنَا غَيْرُ مُحَرَّرٍ فإِنَّ الَّذِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَــعْرَــابِيِّ مَا نَصُّه: يُقَالُ لِلكَلْبِ إِذا خَرِقَ ولَمْ يَدْنُ لِلْصَّيْدِ. عَرِــسَ وعَرِــشَ بالكَسْر، أَيْ بالسِّينِ والشِّين، وكِلاهُمَا من بابِ فَرِحَ، وقَالَ شَمِرٌ: وعَرِــشَ فُلانٌ وعَرِــس عَرَــشاً وعَرَــساً: بَطِرَ وبُهِتَ، كُلٌّ بمَعْنَىً، فصَحَّفَ المُصَنِّفُ أَحَدَهُمَا، وظَنَّ أَنَّهُمَا بالشِّينِ، وجَعَلَ الاخْتِلاَفَ فِي الأَبْوَابَ، وتَقَدَّمَ لَهُ فِي السِّينِ أَيْضاً أَنَّ الــعَرَــس، مُحَرَّكَةً: الدَّهَشُ، وَقَدْ عَرِــسَ كفَرِحَ، ولَمْ يَذْكُرْ هُنَاكَ البَابَ الثَّانِيَ، وقَالَ أَيْضاً فِي السِّين: عَرِــسَ، كفَرِحَ:وعَرَّــشَ البَيْتَ تَــعْرِــيشاً: سَقَفَهُ وَرَفَع بِناءَهُ. وعَرَّــشَ عَنِّي الأَمْرُ تَــعْرِــيشاً: أَبْطَأَ. هَذَا هُوَ الصّوابُ، كَمَا هُوَ نَصُّ أَبِي زَيْدٍ، فقَوْلهُ: بِهِ لَا حَاجَةَ إِلَيْه، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ بَيْتَ الشّمّاخِ:
(ولَمّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرَّــشَ هَوْنُه ... تَسَلَّيْتُ حاجَاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا)
) يَصِفُ فَوْتَ الأَمْرِ وصُعُوبَتَه بقَوْله: عَرَّــشَ هَوْنُه، ويُرْوَى عَرْــشَ هَوِيَّةٍ، مِنْ عَرَــشَ البِئْرَ.
وتَــعَرَّــشَ بالبَلَدِ: ثَبَتَ، عَن أَبِي زَيْدِ. وتَــعَرَّــشَ بالأَمْرِ: تَعَلَّقَ بِهِ، كتَــعَرْــوَشَ، عَن الصّاغَانِيّ.
واعْتَرَشَ العِنَبُ، إِذا عَلاَ عَلَى الــعَرِــيشِ. وَفِي المُفْرداتِ: رَكِبَ عَرِــيشَه، وَفِي المُفْرَدات: اعْتَرَشَ العِنَبُ الــعَرِــيشَ اعْتِرَاشاً: عَلاَهُ عَلَى الــعِرَــاشِ. وَفِي الأَسَاسِ: اعْتَرَشَتِ القُضْبَانُ عَلَى الــعَرِــيشِ: عَلَت واسْتَرْسَلَت، وهُوَ مُطَاوِعُ عَرَــش، كرَفَعَ وارْتَفَعَ. واعْتَرَشَ فُلاَنٌ: اتَّخَذَ عَرِــيشاً. واعْتَرَشَ الدَّابَّةَ: رَكِبَهَا، كاعْتَرَسَها، بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، وَقَدْ أَهْمَلَه هُنَاكَ، واسْتَدْرَكْنَاهُ عَلَيْهِ، ولكِنّ الّذِي صَرَّحَ بهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ: اعْتَرَسَ الفَحْلُ النَّاقَةَ إِذَا بَرَّكَهَا لِلضِّرَابِ، وقِيلَ أَكْرَهَها للبُرُوكِ، ولَمْ يَذْكُرُوا الاعْتِرَاسَ بمَعْنَى الرُّكُوبِ، فتَأَمَّلْ، وكَذَا قَالَ الأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وغيرُهُمَا: اعْتَرَسَ الدّابَّةَ، واعْرَــوَّشَها وتَــعَرْــوَشَهَا، أَي رَكِبَها، ولَمْ يَذْكُر اعْتَرَشَ بِهذا المَعْنَى أَصْلاً، فقَد خالَفَ المُصَنِّفَ، وأَحالَ على مَا لَمْ يُذْكر، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ كاعْتَرَشَهَا، بالشِّينِ المُعْجَمَة، هَكَذَا هُوَ غالِبِ النُّسَخِ، وهُوَ خَطَأٌ ظاهِرٌ. والمُــعَرْــوِشُ، أَيْ كمُدَحْرِجٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ المُتَــعَرْــوِشُ: المُسْتَظِلُّ بشَجَرَةٍ ونَحْوِها، وقَدْ تَــعَرْــوَشَ بِهَا، كَمَا فِي اللِّسَانِ وَفِي التَّكْمِلَة. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الــعَرْــشُ: البَيْتُ، عَن كُرَاع، والجَمْعُ عُرُــوشٌ. وعَرَّــشَ الطائِرُ تَــعْرِــيشاً: ارْتَفَعَ وظَلَّلَ بجَنَاحَيْهِ مَنْ تَحْتَه. وعَرَــشَ الــعَرْــشَ: عَمِلَه. وعَرْــشُ الكَرْمِ: مَا يُدْعَمُ بِهِ من الخَشَبِ.
وأَــعْرَــشَ الكَرْمَ، لُغَةٌ فِي عَرَــشَه، عَن الزَّجّاجِ. والــعُرُــوشَاتُ: الكُرُوم. وعَرَــشَ عَرْــشاً: بَنَى بِنَاءً مِن خَشَبٍ. والــعَرِــيشُ: الحَظِيرَةُ تُسَوَّى لِلْمَاشِيَةِ تَكُنُّها من البَرْدِ. والــعَرَــائِشُ: الهَوَادِجُ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. والإِــعْرَــاشُ: أَنْ تَمْنَعَ الغَنَمَ أَنْ تَرْتَعَ قالَ: يُمْحَى بهِ الَمْحُل وإِــعْرَــاشُ الرِّمَمْ. ولَيْلَةٌ عَرْــشيَّةٌ: كَثِيرَةُ المَطَرِ، كَأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى نَوْءِ الثُّرَيَّا، ويُحَرّكُ، أَي غَيْرُ مُطْمَئِنّة، وبِهِمَا رُوِىَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ أَحْمَرَ الباهِلِيَّ يَصِفُ ثَوْراً:
(بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ عَرْــشِيَّةٌ ... شَريَتْ وبَاتَ على نَقاً مُتَلَبِّدِ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: عُرْــشَانُ، بالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ. وعَرْــشَانُ، بالفَتْحِ: بَلَدٌ تَحْتَ جَبَلِ التَّعْكَرِ، باليَمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. قُلتُ: وَمِنْه القاضِي صَفِيُّ الدِّينِ ابنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ أَبي بَكْرٍ الــعَرْــشانِيّ، ولِيَ القَضاءَ باليَمَن: والــعُرَــيْشَان: مَوْضِعٌ، قَالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ: عَفَا النَّجْدُ بَعْدِي فالــعُرَــيْشان فالبُتْرُ. وعَوْرَشٌ، كجَوْهَرٍ: مَوْضِعٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. واسْتَوَى عَلَى عَرْــشِه، إِذَا مَلَكَ. والــعُرُــشُ، بضَمَّتَيْنِ: على ساحِلِ اليَمَنِ. وأَبُو عَرِــيش: مَدِينَةٌ باليَمَنِ مِنْ عَمَلِ حَرَضَ، وحَرَضُ، آخِرُ بِلادِ)
اليَمَنِ مِنْ جِهَةِ الحِجَازِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حل مَفَازَةٌ. وابنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَشْــعَرِــيّ الــعَرِــيشِيّ: مُحَدّثٌ. وأَبُو القاسِمِ بنُ المَهْدِيّ الحَكَمِيّ الــعَرِــيشِيّ: من أُدَباءِ الدَّهْرِ، نَشَأَ بِأَبِي عَرِــيش، واخْتَصَّ بالسَّيدِ جَمَالِ الإِسلامِ، مُحَمَّدِ بن صَلاَحٍ، ولَهُ شِــعْرٌ رائقٌ. وأَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَرْــشٍ الوَاسِطّيِ، رَوَى عَن مُحَمّدِ بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيّ، نَقَلَه ابنُ الطَّحّانِ. ومُحَمّدُ بنُ حِصْنٍ الــعُرَــيْشِيّ مُصَغَّراً، رَوَى عَن الشَّاذْكُونِيّ. ذَكَرَه المالِينِيّ. وتَــعَرَّــشْنَا، تَخَيَّمْنَا. والــعَرَــائِشُ: مَدِينَةٌ بالمَغْرِب. وعَرْــوَشُ، كجَوْهَر: مَوْضِعٌ، قَالَ عَمْرو ذُو الكَلْبِ:
(وأُمِّي قَيْنَةٌ إِنْ لَمْ تَرَوْنِي ... بــعَرْــوَشَ وَسْطَ عَرْعَرِــهَا الطِّوَالِ) 
(عرش) : اعْتَرَشَ: اتَّخَذَ عَرِــيشاً.
الــعرش: الجسم المحيط بجميع الأجسام؛ سمي به لارتفاعه، أو للتشبيه بسرير الملك في تمكنه عليه عند الحكم، لنزول أحكام قضائه وقدره منه، ولا صورة ولا جسم ثمة.

عرش


عَرَــشَ(n. ac.
عَرْــش)
a. Built, constructed; roofed (building).
b. [La], Made an arbour for ( the vine ).
c.(n. ac. عَرْــش
عُرُــوْش), Formed an arbour (vine).
d. Cased with stone (well).
e. [Bi], Stopped, stayed in.
f. Struck on the neck.

عَرِــشَ(n. ac. عَرَــش)
a. Was confused, bewildered, mazed, dazed.
b.(n. ac. عَرْــش) [Bi], Pressed, dunned (debtor).

عَرَّــشَa. see I (a)b. Trained (vine).
c. Formed an arbour.

أَــعْرَــشَa. see I (b)
& II (c).
تَــعَرَّــشَ
a. [Bi], Stayed, settled in, pitched his tent in; stuck
kept to.
إِعْتَرَشَa. Overgrew an arbour (vine).
عَرْــش
(pl.
عِرَــشَة
عُرُــش
عُرُــوْش
أَــعْرَــاْش
38)
a. Throne.
b. Tent; pavilion; alcove.
c. Palace.
d. Roof.
e. Pillar, support.
f. Bier.

عُرْــش
(pl.
عِرَــشَة
7t
أَــعْرَــاْش)
a. Base of the neck.
b. Instep.

عَرِــيْش
(pl.
عُرُــش)
a. Vine-arbour, bower; hut; trellis; terrace.
b. [ coll. ], Vine.
c. see 25t (a) (b).
عَرِــيْشَة
(pl.
عَرَــاْئِشُ)
a. Woman's litter.
b. Enclosure, pen.
c. [ coll. ], Vine.
d. [ coll. ], Refreshment-room.

عرش: الــعَرْــش: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه

اللَّه عز وجل عَرْــشاً فقال عز من قائل: إِني وجدتُ امرأَة تملكهم

وأُوتيتْ من كل شيءٍ، ولها عرش عظيمٌ؛ وقد يُستعار لغيره، وعرض الباري سبحانه

ولا يُحدُّ، والجمع أَــعراشٌ وعُروشٌ وعِرَــشَةٌ. وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ:

فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْــش في الهواء، وفي رواية: بين السماء

والأَرض، يعني جبريلَ على سرير. والــعَرْــش: البيتُ، وجمعه عُروشٌ. وعَرْــش

البيت: سقفُه، والجمع كالجمع. وفي الحديث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه،

صلى اللَّه عليه وسلم، وأَنا على عَرْــشِي، وقيل: على عَرِــيشٍ لي؛

الــعَرِــيشُ والــعَرْــشُ: السقفُ، وفي الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالــعَْرش،

يعني بالسقف. وفي التنزيل: الرحمن على الــعَرْــش استوى، وفيه؛ ويحمل عَرْــشَ

ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع

القدَمين والــعَرْــش لا يُقدَر قدرُه، وروي عنه أَنه قال: الــعَرْــش مجلِس

الرحمن، وأَما ما ورد في الحديث: اهتزَّ الــعرشُ لموت سعد، فإِن الــعَرْــش ههنا

الجِنَازة، وهو سرير الميت، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى

مَدْفنِه، وقيل: هو عَرْــش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى: اهتزَّ

عرشُ الرحمن لموْت سعد، وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به

لكرامته على ربه، وقيل: هو على حذف مضافٍ تقديره: اهتزَّ أَهل الــعرش لقدومه على

اللَّه لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند. وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من

قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها؛ قال الزجاج: المعنى

أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها، وقيل: صارت على سقُوفها، كما قال عز من

قائل: فجعلنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت

سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَــعَرَــت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على

السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، ومعنى الخاوِية والمنقــعِرة واحد يدلُّك على ذلك

قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد: كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ؛

وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً: كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَــعرٍ،

فمعنى الخاوية والمنقــعر في الآيتين واحد، وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى

خَوى مَنْبتُها. ويقال: انقَــعَرَــتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، وانقَــعَر النبتُ

إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما

يوصف. وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو

قوله: فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم؛

أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، وعليها

القواعد، وحيطانُها وهم فيها، وإِنما قيل للمُنقَــعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وقال

بعضهم في قوله تعالى: وهي خاوِية على عروشها؛ أَي خاوية عن عروشها

لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل: الذين إِذا اكتالُوا على

الناس يَسْتَوْفُون؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يعني

قد سقَط بعضُه على بعض، وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان

عليها. خَوَتْ: صارت خاوِيةً من الأَساس. والــعَرْــش أَيضاً: الخشَبة،

والجمع أَــعراشٌ وعُروشٌ. وعرَــش الــعَرْــشَ يــعرِــشه ويــعرُــشه عَرْــشاً: عَمِلَه.

وعَرْــشُ الرجل: قِوام أَمره، منه. والــعَرْــش: المُلْك. وثُلَّ عَرْــشُه:

هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، وقيل: وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه؛ قال

زهير:تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْــشُها،

وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ

(* في الديوان: بأَقدامها بدلاً من بأَحلامها.)

والــعَرْــش: البيت والمنزل، والجمع عُرُــش؛ عن كراع. والــعَرْــش كواكِبُ

قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهري: والــعَرْــشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار

أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر:

باتت عليه ليلةٌ عَرْــشيَّةٌ

شَرِبَتْ، وبات على نَقاً مُتهدِّمِ

وفي التهذيب: وعَرْــشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها. والــعَرْــشُ

والــعَرِــيش: ما يُستَظلُّ به. وقيل لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، يوم بدر:

أَلا نَبْني لك عَرِــيشاً تتظلَّل به؟ وقالت الخنساء:

كان أَبو حسّان عَرْــشاً خَوَى،

ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

أَي كان يظلُّنا، وجمعه عُروش وعُرُــش. قال ابن سيده: وعندي أَن عُروشاً

جمع عَرْــش، وعُرُــشاً جمعُ عَرِــيش وليس جمعَ عَرْــشٍ، لأَن باب فَعْل

وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع.

وفي الحديث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُــعَرِّــشُ؛ التَّــعْرِــيش: أَن ترتفع

وتظلَّل بجناحيها على من تحتها. والــعَرْــش: الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات

أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو

خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو الــعَرِــيشُ. وعَرْــشُ البئر: طَيُّها

بالخشب. وعرشْت الرَّكِيَّة أَــعرُــشها وأَــعرِــشُها عَرْــشاً: طَويْتُها من

أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَــعْرُــوشةٌ، وذلك

الخشب هو الــعَرْــش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، وإِذا كانت كلها

بالحجارة، فهي مطويَّة وليست بمــعروشة، والــعَرْــشُ: ما عَرَــشْتها به من الخشب،

والجمع عُروشٌ. والــعَرْــشُ: البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه

الساقي، والجمع كالجمع؛ قال الشاعر:

أَكُلَّ يومٍ عَرْــشُها مَقِيلي

وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ:

وما لِمَثاباتِ الــعُرُــوشِ بَقِيَّةٌ،

إِذا استُلَّ من تحت الــعُرُــوشِ الدَّعائمُ

فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ،

على قومِه، إِلا انتهى وهو نادمُ

أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ،

وتَبْقَى من الشِّــعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟

يريد أَبياتَ الهِجاء. والصوارِمُ: القواطِع. والمثابةُ: أَعلى البئر

حيث يقوم المستقي. قال ابن بري: والــعَرْــش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى

من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ

الــعُروشُ، ضَرَبَهُ مثلاً.

وعَرْــشُ الكَرْمِ: ما يُدْعَمُ به من الخشب، والجمع كالجمع. وعَرَــشَ

الكَرْمَ يَــعْرِــشُه ويــعرُــشه عَرْــشاً وعُرُــوشاً وعَرَّــشَه: عَمِل له عَرْــشاً،

وعَرَّــشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم،

والواحد عَرْــش والجمع عُروش، ويقال: عَرِــيش وجمعه عُرُــشٌ. ويقال: اعْتَرَشَ

العِنَبُ الــعَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على الــعِراش. وقوله تعالى:

جَنَّاتٍ مَــعْرُــوشات؛ المــعروشاتُ: الكُرُوم. والــعَرِــيشُ ما عَرَّــشْتَه به،

والجمع عُرُــشٌ. والــعَرِــيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على

بَعِيرٍ وليس به؛ قال رؤبة:

إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا

أَطْرَ الصَّناعَيْنِ الــعَرِــيشَ القَعْضا

وبئرٌ مَــعْروشةُ وكُرُومٌ مَــعْروشاتٌ. وعرَــشَ يــعْرِــشُ ويــعرُــش عَرْــشاً

أَي بَنى بِناءً من خشبٍ. والــعَرِــيشُ: خَيْمةٌ من خشب وثُمام. والــعُروش

والــعُرُــش: بيوت مكة، واحدها عَرْــشٌ وعَرِــيشٌ، وهو منه لأَنها كانت تكون

عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد: وفي حديث ابن عمر: أَنه

كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة؛ يعني بيوتَ أَهل

الحاجة منهم، وقال ابن الأَثير: بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل

عليها. وفي حديث سعد قيل له: إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال:

تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ومعاويةُ كافر

بالــعُرُــشِ؛ أَراد بيوت مكة، يعني وهو مقيم بــعُرُــش مكة أَي بيوتها في حال

كُفْرِه قبل إِسلامِه، وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي؛ يعني أَنه

كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُــش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ

وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش

فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس. والــعَريش والــعَرْــشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال

الأَزهري: وقد رأَيتُ الــعربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل

ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُــشاً، والواحد منها عَريش: ثم يُجْمع عُرْــشاً،

ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ. وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة: إِني وجدت ستين

عَرِــيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا؛ أَراد بالــعَرِــيش أَهل البيت

لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ

فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ. ويقال

للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد: عَريشٌ.

والإِــعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وقد أَــعْرَــشْتها إِذا

مَنعْتها أَن ترتع؛ وأَنشد:

يُمْحى به المَحْلُ وإِــعْراشُ الرُّمُم

ويقال: اعْرَــوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته

(* قوله «واعنوشته» هو في

الأصل بهذا الضبط .) وتَــعَرْــوَشْته إِذا ركبته. وناقة عُرْــشٌ: ضخْمة كأَنها

مَــعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب:

عُرْــشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ،

من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ

وبعيرٌ مَــعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كما تُــعْرَــشُ البئر إِذا طُوِيتْ.

وعَرْــشُ القَدَمِ وعُرْــشُها: ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ، وقيل:

هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ، والجمع أَــعْراشٌ وعِرَــشة. وقال ابن

الأَــعرابي: ظهرُ القدم الــعَرْــش وباطنُه الأَخْمَص. والــعُرْــشانِ من

الفرس: آخرُ شَــعرِ الــعُرْــف. وعُرْــشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما

الفَقارُ، وقيل: هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج:

يَمْتَدّ عُرْــشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ

ويروى: وامتدَّ عُرْــشا. وللعنُقِ عُرْــشان بينهما القفا، وفيهما

الأَخْدَعانِ، وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة:

وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله،

قد احْتَزّ عُرْــشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ

لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ،

وإِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ

وواحدهما عُرْــش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، وكان رئيسَ مَذْحِج

يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك؛

وروي: قد اهْتَذّ عُرْــشَيه أَي قَطَع، قال ابن بري: في هذا البيت شاهِدانِ:

أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من

عُمرٍو، وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان:

فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ

وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي

فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْــشِي؛ قال: الــعُرْــشُ عِرْــقٌ في أَصل العُنُق.

وعُرْــشا الفرسِ: مَنْبِت الــعُرْــفِ فوق العِلْباوَيْنِ.

وعَرْــشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَــعْريشاً: حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً

صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة:

كأَنّ حيث عَرَّــشَ القَبائلا

من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا

والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْــشَينِ لِمُجاوَرَتِهما الــعُرْــشَين. أَراد

فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْــشَيهِ، وإِذا سارَّه في

أُذُنيه فقد دَنا من عُرْــشَيْهِ. وعَرَــشَ بالمكان يَــعْرِــش عُرُــوشاً

وتَــعرَّــش: ثبَتَ. وعَرِــشَ بغَرِيمه عرَــشاً: لزِمَه. والمُتَــعَرْــوِشُ:

المُسْتَظِلّ بالشجرة. وعَرَّــشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قال الشماخ.

ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْــشَ هَوِيّةٍ،

تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا

الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ

وصعوبتَه بقوله عَرْــشَ هَوِيّة. ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ

للصيد: عَرِــشَ وعَرِــسَ.

وعُرْــشانٌ: اسمٌ. والــعُرَــيْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابي:

عفا النَّجْبُ بعدي فالــعُرَــيْشانُ فالبُتْرُ

عرف

(ع ر ف) : (عَرَــفَ) الشَّيْءَ وَاعْتَرَفَهُ بِمَعْنًى (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَمَا اعْتَرَفَهُ الْمُسْلِمُونَ وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي اللُّقَطَةِ فَإِنْ أَكَلَهَا أَوْ تَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ جَاءَ صَاحِبُهَا فَاعْتَرَفَهَا أَيْ عَرَــفَ أَنَّهُ أَكَلَهَا أَوْ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَصَدَّق بِهَا (وَأَمَّا) الِاعْتِرَافُ بِمَعْنَى الْإِقْرَارِ بِالشَّيْءِ عَنْ مَــعْرِــفَةٍ فَذَاكَ يُعَدَّى بِالْبَاءِ وَالْمَــعْرُــوفُ خِلَافُ الْمُنْكَرِ (وَقَوْلُهُ) فِي الْوَقْف أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَــعْرُــوفِ أَيْ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ (وَالْــعَرَّــافُ) الْحَازِي وَالْمُنَجِّمُ الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ مَنْ أَتَى عَرَّــافًا (وَالْــعِرَــافَةُ) بِالْكَسْرِ الرِّيَاسَةُ وَالْــعَرِــيفُ) السَّيِّدُ لِأَنَّهُ عَارِفٌ بِأَحْوَالِ مَنْ يَسُودَهُمْ وَيَسُوسَهُمْ (وَــعَرَــفَاتٌ) عَلَمٌ لِلْمَوْقِفِ وَهِيَ مُنَوَّنَةٌ لَا غَيْرَ وَيُقَالُ لَهَا عَرَــفَةُ أَيْضًا (وَيَوْمَ عَرَــفَة) التَّاسِع مِنْ ذِي الْحِجَّةِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْن أُنَيْسٍ بَعَثَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِــعَرَــفَةَ وَالْقَاف تَصْحِيفٌ (وَــعَرَّــفُوا تَــعْرِــيفًا) وَقَفُوا بِــعَرَــفَاتٍ وَأَمَّا التَّــعْرِــيفُ الْمُحْدَثُ وَهُوَ التَّشَبُّهُ بِأَهْلِ عَرَــفَةَ فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَوَاضِع وَهُوَ أَنْ يَخْرُجُوا إلَى الصَّحْرَاءِ فَيَدْعُوَا وَيَتَضَرَّعُوا وَأَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْبَصْرَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُــعَرِّــفَ بِالْهَدْيِ أَيْ أَنْ يَأْتِي بِهِ إلَى عَرَــفَاتٍ (وَــعُرْــفُ الْفَرَسِ) شَــعْرُ عُنُقِهِ (وَالْمَــعْرَــفَة) بِفَتْحِ الْمِيم وَالرَّاء مِثْلُهُ (وَمِنْهَا) الْأَخْذُ مِنْ مَــعْرَــفَةِ الدَّابَّةِ لَيْسَ بِرِضَا يَعْنِي قَطْعَ شَيْءٍ مِنْ عُرْــفِهِ وَالْمَــعْرَــفَةُ فِي غَيْرِ هَذَا مَنْبِتُ الْــعُرْــفِ (وَفَرَسٌ أَــعْرَــفُ) وَافِرُ الْــعُرْــفِ وَالْمُؤَنَّث عَرْــفَاءُ الْعَارِفُ فِي كِتَابِ الدَّعْوَى فِي (ن ت) عَرَــفَ عُمَر فِي (س ن) وَلَا اعْتِرَافًا فِي (ع ق) .
ع ر ف : عَرَــفْتُهُ عِرْــفَةً بِالْكَسْرِ وَــعِرْــفَانًا عَلِمْتُهُ بِحَاسَّةٍ مِنْ الْحَوَاسِّ الْخَمْسِ وَالْمَــعْرِــفَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ عَرَّــفْتُهُ بِهِ فَــعَرَــفَهُ وَأَمْرٌ عَارِفٌ وَــعَرِــيفٌ أَيْ مَــعْرُــوفٌ وَــعَرَــفْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَــعْرُــفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ عِرَــافَةً بِالْكَسْرِ فَأَنَا عَارِفٌ أَيْ مُدَبِّرٌ أَمْرَهُمْ وَقَائِمٌ بِسِيَاسَتِهِمْ وَــعَرَــفْتُ عَلَيْهِمْ بِالضَّمِّ لُغَةٌ فَأَنَا عَرِــيفٌ وَالْجَمْعُ عُرَــفَاءُ قِيلَ الْــعَرِــيفُ يَكُونُ عَلَى نَفِيرٍ وَالْمَنْكِبُ يَكُونُ عَلَى خَمْسَةِ عُرَــفَاءَ وَنَحْوِهَا ثُمَّ الْأَمِيرُ فَوْقَ هَؤُلَاءِ وَأَمَرْتُ بِالْــعُرْــفِ أَيْ بِالْمَــعْرُــوفِ وَهُوَ الْخَيْرُ وَالرِّفْقُ وَالْإِحْسَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ مَنْ كَانَ آمِرًا بِالْمَــعْرُــوفِ فَلْيَأْمُرْ بِالْمَــعْرُــوفِ أَيْ مَنْ أَمَرَ بِالْخَيْرِ فَلْيَأْمُرْ بِرِفْقٍ وَقَدْرٍ يُحْتَاجُ إلَيْهِ وَاعْتَرَفَ بِالشَّيْءِ أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ.

وَالْــعَرَّــافُ مُثَقَّلٌ بِمَعْنَى الْمُنَجِّمِ وَالْكَاهِنِ وَقِيلَ الْــعَرَّــافُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْكَاهِنُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ وَيَوْمُ عَرَــفَةَ تَاسِعُ ذِي الْحِجَّةِ
عَلَمٌ لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَهِيَ مَمْنُوعَةٌ مِنْ الصَّرْفِ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ.

وَــعَرَــفَاتٌ مَوْضِعُ وُقُوفِ الْحَجِيجِ وَيُقَالُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ نَحْوُ تِسْعَةِ أَمْيَالٍ وَيُــعْرَــبُ إعْرَــابَ مُسْلِمَاتٍ وَمُؤْمِنَاتٍ وَالتَّنْوِينُ يُشْبِهُ تَنْوِينَ الْمُقَابَلَةِ كَمَا فِي بَابِ مُسْلِمَاتٍ وَلَيْسَ بِتَنْوِينِ صَرْفٍ لِوُجُودِ مُقْتَضَى الْمَنْعِ مِنْ الصَّرْفِ وَهُوَ الْعَلَمِيَّةُ وَالتَّأْنِيثُ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَرَــفَةُ هِيَ الْجَبَلُ وَــعَرَــفَاتٌ جَمْعُ عَرَــفَةَ تَقْدِيرًا لِأَنَّهُ يُقَالُ وَقَفْتُ بِــعَرَــفَةَ كَمَا يُقَالُ بِــعَرَــفَاتٍ وَــعَرَّــفُوا تَــعْرِــيفًا وَقَفُوا بِــعَرَــفَاتٍ كَمَا يُقَالُ عَيَّدُوا إذَا حَضَرُوا الْعِيدَ وَجَمَّعُوا إذَا حَضَرُوا الْجُمُعَةَ.

وَــعُرْــفُ الدِّيكِ لَحْمَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فِي أَعْلَى رَأْسِهِ يُشَبَّهُ بِهِ بَظْرُ الْجَارِيَةِ.

وَــعُرْــفُ الدَّابَّةِ الشَّــعْرُ النَّابِتُ فِي مُحَدَّبِ رَقَبَتِهَا. 

عرف


عَرَــفَ(n. ac. عِرْــفَة
مَــعْرِــفَة
عِرَــاْف)
a. Knew, was acquainted with.
b. [Bi & La], Acknowledged, confessed, avowed ( a
fault ) to.
c. [La], Bore patiently, supported, suffered, endured.
d.(n. ac. عِرَــاْفَة) ['Ala], Ruled, governed; managed, directed.
عَرِــفَ(n. ac. عَرَــف)
a. Was scented, perfumed.

عَرُــفَ(n. ac. عَرَــاْفَة)
a. Was chief, head; was a prince &c.

عَرَّــفَa. Acquainted with, informed of; taught.
b. Defined; made definite, used the definite article with
(noun).
c. [ coll. ], Confessed, heard the
confession of (priest).
d. Perfumed, scented.

أَــعْرَــفَa. see II (a)b. Had a long mane (horse); had a fine comb
(cock).
تَــعَرَّــفَa. Was, became known; made himself known.
b. Asked, inquired about.
c. [Bi], Was known to, was an acquaintance of.
d. Was defined, determined; was used with the definite
article (noun).
تَعَاْرَفَa. Knew one another, were acquainted.
b. Recognized each other.

إِعْتَرَفَa. Knew; learnt; was, became acquainted with.
b. [Bi], Acknowledged, confessed, avowed, owned; professed
(faith).
c. Questioned, interrogated.
d. Was humble, submissive.
e. see I (c)f. [ coll. ], Went to confession
confessed.
إِسْتَــعْرَــفَa. Wanted to know; inquired, asked about.
b. Made himself known to.

عَرْــفa. Odour; scent, perfume, fragrance.

عَرْــفَةa. Wind.
b. Boil on the hand.
c. see 2t
عِرْــفa. Patience.

عِرْــفَةa. Question, demand, inquiry.

عُرْــفa. Avowal, acknowledgment; confession.
b. Kindness; favour; benefit; boon.
c. Mane (horse); comb (cock).
d. Height, elevation, eminence.

عُرْــفَة
(pl.
عُرَــف)
a. see 3 (d)b. Limit, boundary.

عُرْــفِيّa. Commonly received; in common usage, usual.
b. Conventional.

عُرْــفِيَّةa. Aphorism; truism. —
مَــعْرَــف مَــعْرِــف
(pl.
مَعَاْرِفُ), Face, visage; feature.
مَــعْرِــفَة
(pl.
مَعَاْرِفُ)
a. Knowledge; cognizance, cognition.
b. Determinate (noun).
عَاْرِف
(pl.
عَرَــفَة)
a. Known, wellknown.
b. Patient.

عَاْرِفَة
(pl.
عَوَاْرِفُ)
a. fem. of
عَاْرِفb. Kindness; favour; benefit, boon; gift.

عِرَــاْفَةa. Divination, soothsaying.

عَرِــيْف
(pl.
عُرَــفَآءُ)
a. Well-informed.
b. Chief.
c. Inspector, superintendent, overseer.
d. Known (thing).
عَرُــوْف
(pl.
عُرْــف)
a. Patient; persevering.

عَرُــوْفَةa. Expert; intelligent; well-informed, cultured.

عَرَّــاْفa. Diviner, soothsayer.

عِرْــفَاْنa. Knowledge; information, instruction; culture.
b. Kindness; favour.

مَعَاْرِفُa. Acquaintances, friends.

N. P.
عَرڤفَa. Known, commonly known.
b. Active voice.
c. Favour; kindness.

N. Ag.
عَرَّــفَ
a. [ coll. ], Father confessor.

N. P.
عَرَّــفَa. Definite, determinate.

N. Ac.
عَرَّــفَ
(pl.
تَعَاْرِيْف
&
a. تَــعَرِــيْفَات ), Definition;
explanation.
b. Tariff.

N. Ag.
إِعْتَرَفَa. Confessor.

N. Ac.
إِعْتَرَفَa. Acknowledgment, avowal.
b. [ coll. ], Confession.

عَرَــفَات
a. Small mountain near Mecca.

عُرْــفًا
a. Consecutively.

حَرْف التَّــعْرِــيْف
a. The definite article ( اَل).
إِــعْرَــوْرَفَ
a. Had a flowing mane (horse).
b. Was luxuriant, abundant.
c. Prepared for mischief.

عُرْــف الدِّيْك
a. Cockscomb (plant).
عَرْــفَج
a. A certain thorny plant.
ع ر ف: (عَرَــفَهُ) يَــعْرِــفُهُ بِالْكَسْرِ (مَــعْرِــفَةً) وَ (عِرْــفَانًا) بِالْكَسْرِ. وَ (الْــعَرْــفُ) الرِّيحُ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ مُنْتِنَةً. وَ (الْمَــعْرُــوفُ) ضِدُّ الْمُنْكَرِ وَ (الْــعُرْــفُ) ضِدُّ النُّكْرِ يُقَالُ: أَوْلَاهُ عُرْــفًا أَيْ مَــعْرُــوفًا. وَالْــعُرْــفُ أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِرَافِ. وَالْــعُرْــفُ أَيْضًا عُرْــفُ الْفَرَسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْــفًا} [المرسلات: 1] قِيلَ: هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرْــفِ الْفَرَسِ أَيْ يَتَتَابَعُونَ كَــعُرْــفِ الْفَرَسِ. وَقِيلَ: أُرْسِلْتُ بِالْــعُرْــفِ أَيْ بِالْمَــعْرُــوفِ. وَ (الْمَــعْرَــفَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْــعُرْــفُ. وَ (الْأَــعْرَــافُ) الَّذِي فِي الْقُرْآنِ قِيلَ هُوَ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ. وَيُقَالُ: يَوْمُ (عَرَــفَةَ) غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَ (عَرَــفَاتٌ) مَوْضِعٌ بِمِنًى وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةٍ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا عَرَــفَةَ شَبِيهٌ بِمُوَلَّدٍ وَلَيْسَ بِــعَرَــبِيٍّ مَحْضٍ. وَهُوَ مَــعْرِــفَةٌ وَإِنْ كَانَ جَمْعًا لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَخَالَفَ الزَّيْدِينَ تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَــفَاتٌ حَسَنَةً بِنَصْبِ النَّعْتِ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ. وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَــفَاتٍ} [البقرة: 198] قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنَّمَا صُرِفَتْ لِأَنَّ التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسْلِمِينَ وَمُسْلِمُونَ لِأَنَّهُ تَذْكِيرُهُ وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُونَ عَلَى حَالِهِ إِذَا سُمِّيَ بِهِ. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي أَذَرِعَاتٍ وَعَانَاتٍ وَــعُرَــيْتِنَاتٍ. وَ (الْعَارِفَةُ) الْمَــعْرُــوفُ. وَ (الْــعَرِــيفُ) وَ (الْعَارِفُ) بِمَعْنًى كَالْعَلِيمِ وَالْعَالِمِ. وَ (الْــعَرِــيفُ) أَيْضًا النَّقِيبُ وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَالْجَمْعُ (عُرَــفَاءُ) وَبَابُهُ ظَرُفَ إِذَا صَارَ عَرِــيفًا. وَإِذَا بَاشَرَ ذَلِكَ مُدَّةً قُلْتَ: (عَرَــفَ) مِثْلُ كَتَبَ. وَ (التَّــعْرِــيفُ) الْإِعْلَامُ. وَالتَّــعْرِــيفُ أَيْضًا إِنْشَادُ الضَّالَّةِ. وَالتَّــعْرِــيفُ أَيْضًا
التَّطْيِيبُ مِنَ الْــعَرْــفِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَرَّــفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] " أَيْ طَيَّبَهَا لَهُمْ. وَ (التَّــعْرِــيفُ) أَيْضًا الْوُقُوفُ بِــعَرَــفَاتٍ. وَ (الْمُــعَرَّــفُ) الْمَوْقِفُ. وَ (الِاعْتِرَافُ) بِالذَّنْبِ الْإِقْرَارُ بِهِ. وَرُبَّمَا وَضَعُوا (اعْتَرَفَ) مَوْضِعَ (عَرَــفَ) وَبِالْعَكْسِ. وَ (تَــعَرَّــفَ) مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَيْ طَلَبَهُ حَتَّى عَرَــفَهُ. وَ (تَعَارَفَ) الْقَوْمُ عَرَــفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
ع ر ف

لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينك به، وبه فسر قوله تعالى: " عرف بعضه وأعرض عن بعض " وأتيت فلاناً متنكراً ثم استــعرفت أي عرّــفت نفسي. قال مزاحم العقيلي:

فاستــعرفا ثم قولا إنّ ذا رحم ... هيمان كلفنا من شأنكم عسرا

فإن بغت آية تستــعرفان بها ... يوما فقولا لها العود الذي اختضرا

وسمع أعرابيّ يقول: ما عرف عرفي إلا بأخرة بكسر العين. واعترف القوم: استخبرهم، يقال: اذهب إلى هؤلاء فاعترفهم. قال بشر:

أسائلة عميرة عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا

وسمعتهم يقولون لمن فيه جربزة: ما هو إلا عويرف. ويقال: هاجت معارف فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها ما يهيج الزرع. ويقال للقوم إذا تلثموا: غطوا معارفهم. قال ذو الرمة:

نلوث على معارفنا وترمى ... محاجرنا شآمية سموم

وقال الراعي:

متختّمين على معارفنا ... نثني لهنّ حواشي العصب

يقال: تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول: بنو فلان غرّ المعارف، شمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه، وقيل: الوجه كله. وخرجنا من مجاهل الأرض إلى معارفها. قال لبيد:

أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم

وما كنا بشيء حتى عرفت علينا: من عريف القوم وهو القيّم بأمرهم الذي عرف بذلك وشهر. وطعام مــعرف: مأدوم بشيء من الإدام. والنفس عارفة وعروف أي صبور. قال أبو ذؤيب:

فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلّع

والــعرف بالكسر: الصبر. قال:

قل لابن قيس أخي الرقيات ... ما أحسن الــعرف في المصيبات

وعرف الرجل واعترف. وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته:

مالك ترغين ولا ترغو الخلف ... وتضجرين والمطيّ معترف

وقال أبو النجم يصف مرح ناقته وأنها كانت نشيطةً الليلة كلّها وما ذلّت إلا عند الصبح:

فما عرفت للذل حتى تعطفت ... بقرن بدا من دارة الشمس خارج

وما أطيب عرفه، وعرف الله الجنة: طيبها. وطار القطا عرفاً عرفاً أي متتابعة. والضبع عرفاء. وعن سعيد بن جبير: ما أكلت لحماً اطيب من مــعرفة البرذون. وفلان يــعرف الخيل أي يجز أعرافها.

ومن المستعار: أعراف الريح والسحاب والضباب: لأوائلها. وقال:

وطار أعراف العجاج فانتصب

واعرورف البحر: ارتفعت أمواجه. قال الحطيئة:

وهند أتى من دونها ذو غوارب ... يقمص بالبوصيّ مــعرورف ورد وفيه نظر من قال:

خضم ترى الأمواج فيه كأنها ... إذا التطمت أعراف خيل جوامح

وأميل أعرف: مرتفع. قال العجاج:

فانصاع مذعوراً وما تصدّفا ... كالبرق يجتاز أميلاً أعرفا

واعرورف فلان للشرّ: اشرأب له، ومنه قوله: فإذا سمعت بحفيف الموكب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرفٌ وانتفشت. وقلة عرفاء: مرتفعة. قال زهير:

ومرقبة عرفاء أوفيت مقصراً ... لأستأنس الأشباح فيه وأنظرا

من القصر وهو العشيّ. إذا سال بك الغرّاف، لم ينفعك الــعراف. قال:

جعلت لــعرّــاف اليمامة حكمه ... وعراف نجدٍ إن هما شفياني

قال الجاحظ: هو دون الكاهن.
[عرف] عَرَــفْتُهُ مَــعْرِــفَةً وعِرْــفاناً . وقولهم: ما أعرِــفُ لأحدٍ يصرعني، أي ما أعترفُ. وعَرَــفْتُ الفرسَ: أي جَزَزْتُ عُرْــفَهُ. والــعَرْــفُ: الريحُ طيّبةً كانت أو منتنة. يقال: ما أطيب عَرْــفَهُ. وفي المثل: " لا يَعْجِزَ مَسْكُ السَوْءِ عن عَرْــفِ السَوْءِ ". والــعَرْــفَةُ: قرحةٌ تخرج في بياض الكفّ عن ابن السكيت. يقال: عرف الرجال فهو مــعروف، أي خرجت به تلك القَرحة. والمَــعْروفُ: ضدّ المنكر والــعُرْــفُ: ضد النكر. ويقال: أولاه عرفا، أي مــعروفا. والمــعرف أيضا: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له عليَّ ألفٌ عُرْــفاً، أي اعترافاً، وهو توكيد. والــعُرْــفُ: عُرْــفُ الفرسِ. وقوله تعالى: {والمُرسَلاتِ عُرفاً} ، يقال هو مستعار من عُرْــفِ الفرس، أي يتتابعون كــعُرْــفِ الفرس ويقال: أُرْسِلَتْ بالــعُرْــفِ، أي بالمــعروفِ. والمَــعْرَــفَةُ بفتح الراء: الموضع الذي ينبت عليه الــعُرْــفُ. والــعُرْــفُ والــعُرُــفُ: الرملُ المرتفُع . قال الكميت: أبكاك بالــعرف المنزل وما أنت والطلل المحول وهو مثل عسر وعسر. وكذلك الــعُرْــفَةُ، والجمع عُرَــفٌ وأعْرافٌ. ويقال الأعرافُ الذي في القرآن: سورٌ بين الجنة والنار. وشئ أعرف، أي له عرف. وأعرف الفرس، أي طال عُرْــفُهُ. واعْرَــوْرَفَ أي صار ذا عُرْــفٍ. واعْرَــوْرَفَ الرجلُ، أي تهيأ للشر. واعْرَــوْرَفَ البحرُ، أي ارتفعت أمواجه. ويقال للضبع عَرْــفاءُ، سُمِّيَتْ بذلك لكثرة شــعرها. والــعِرْــفُ بالكسر، من قولهم: ما عرف عرفى إلا بأخرة، أي ما عرفَني إلا أخيراً. وتقول: هذا يوم عرفة غير منون، ولا تدخله الالف واللام. وعرفات: موضع بمنى ، وهو اسم في لفظ الجمع فلا يجمع. قال الفراء ولا واحد له بصحة. وقول الناس: نزلنا عرفة شبيه بمولد، وليس بــعربي محض . وهى مــعرفة وإن كان جمعا، لان الا ما كن لا تزول، فصار كالشئ الواحد، وخالف الزيدين. تقول: هؤلاء عرفات حسنة، تنصب النعت لانه نكرة. وهى مصروفة. قال تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات} قال الاخفش: إنما صرفت لان التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون، لانه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمى به ترك على حاله كما يقال مسلمون إذا سمى به على حاله. وكذلك القول في أذرعات وعانات وعريتنات. والعارِفُ: الصبورُ. يقال: أصيب فلان فَوُجِدَ عارِفاً. والــعَروفُ مثله. قال عنترة: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً ترْسو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ يقول: حبستُ نَفساً عارِفَة، أي صابرةً. والعارفَةُ أيضاً: المــعروفُ. ورجلٌ عَروفَةٌ بالأمور، أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة. والــعريفُ والعارِفُ بمعنًى، مثل عليمٍ وعالمٍ. وأنشد الأخفش : أوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة بعثوا إليَّ عَريفَهُمْ يَتَوَسَّمُ أي عارِفَهُمْ. والــعَريفُ: النقيبُ، وهو دون الرئيس، والجمع: عُرَــفاءُ. تقول منه عَرُــفَ فلانٌ بالضم عَرافَةً، مثل خُطب خَطابَةً، أي صار عريفاً، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عرف فلان علينا سنين يــعرف عرافة، مثال كتب يكتب كتابة. والتــعريف: الاعلام. والتــعريف أيضا: إنشاد الضالة. والتَــعْريفُ: التطييب، من الــعَرْــفِ. وقوله تعالى: {عَرّــفَها لهم} أي طَيَّبَها. قال الشاعر يخاطب رجلا ويمدحه:

عرفت كإتب عرفته اللطائم * يقول: كما عرف الاتب، وهو البقير. والــعَرَّــافُ: الكاهنُ والطبيبُ. قال الشاعر : فقلت لــعَرَّــافِ اليَمامةِ داوني فإنك إن أبْرَأْتَني لَطبيبُ والتــعريفُ: الوقوفُ بــعَرَــفاتٍ. يقال: عَرَّــفَ الناسُ، إذا شهدوا عَرَــفاتٍ، وهو المُــعَرَّــفُ، للموقف. والاعتِرافُ بالذنب: الإقرارُ به. واعْتَرَفْتُ القومَ، إذا سألتَهم عن خبر لتَــعرِــفَهُ. قال الشاعر : أسائِلةٌ عُمَيْرَةُ عن أبيها خِلالِ الرَكْبِ تَعْتَرِفُ الرِكابا وربَّما وضعوا اعْتَرَفَ موضعَ عَرَــفَ، كما وضعوا عَرَــفَ موضع اعْتَرَفَ. قال أبو ذؤيب يصف سحابا مرته النعامى لم يعترف خِلافَ النُعامى من الشأم ريحا أي لم يَــعرِــف غير الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرياحِ وأرطَبُها. وتَــعَرَّــفْتُ ما عند فلان، أي تطلّبتُ حتَّى عَرَــفتُ. وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَــعْرِــفْ إليه حتَّى يــعرفك. وقد تَعارَفَ القومُ، أي عَرَــفَ بعضُهم بعضاً. وامرأةٌ حسنة المَعارِفِ، أي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَــعْرَــفٌ. قال الراعي: مُتَلَفِّمينَ على مَعارِفِنا نَثْني لهنَّ حَواشِيَ العَصْبِ
[عرف] فيه: قد تكرر ذكر "المــعروف" وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي أمره مــعروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه، والمــعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم؛ والمنكر ضد كل ذلك. ومنه ح: أهل "المــعروف" في الدنيا هم أهل "المــعروف" في الآخرة، أي من بذل مــعروفه للناس أتاه الله جزاء مــعروفه في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة، وروى في معناه: يأتي أصحاب المــعروف يوم القيامة فيغفر لهم بمــعروفهم وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيجتمع لهم الإحسان في الدنيا والآخرة. ك: ومنه: أو تفعل "مــعروفًا"، يعني أنها ربما تصدقت من ثمرها إذا جدته. ط: للمسلم على المسلم ست "بالمــعروف"، أي خصال ست ملتبسة بالمــعروف، وهو ما عرف في الشرع وحسنه العقل. نه: "والمرسلات "عرفا"" أي ملائكة أرسلوا بالمــعروف والإحسان، والــعرف ضد النكر، وقيل: أرسلت متتابعة كــعرف الفرس. ح: أي كتتابع شــعر الــعرف. نه: وفيه: لم يجد "عرف" الجنة، أي ريحها الطيبة، والــعرف الريح- ويتم في تعلم. ومنه ح: حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة "مــعروفة"، أي طيبة الــعرف. وفيه: "تــعرف" إلى الله في الرخاء "يــعرفك" في الشدة، أي اجعله يــعرفك بطاعته والعمل فيما أولاك من نعمته فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدارين. ومنه ح: هل "تــعرفون" ربكم؟ فيقولون: إذا "اعترف" لنا "عرفناه"، أي إذا وصف نفسهأن يكون ابن عباس لصغره يتخلف عن حضور الجماعة في المسجد أو يتأخر مجيئه عن فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع في بيته أو بيت واحد من جيران المسجد تكبيره صلى الله عليه وسلم فيــعرف أنه صلى الله عليه وسلم فرغ من الصلاة وانصرف عنها- والله أعلم. ط: من "عرفني" فقد "عرفني" ومن "لم يــعرفني" فأنا جندب! اتحاد الشرط والجزاء إشعار بشهرة صدق لهجته، أي ومن لم يــعرفني فليعلم أني جندب، وروى: فأنا أبو ذر، أي المــعروف بالصدق، بحديث: ما أظلت الخضراء على أصدق من أبي ذر. وفيه: لسنا "نــعرف" العمرة، أي لسنا نــعرفها في أشهر الحج، فإن الجاهلية يرون العمرة في أشهرها من أفجر الفجور. ط: وح: كأن وجهه قطعة قمر وكنا "نــعرف" ذلك، حال مؤكدة أي كان جليًا ظاهرًا لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة. و"عرفة" سمي بها لوقوع المــعرفة فيها بين آدم وحواء، أو لتــعرف العباد إلى الله بالدعاء والعبادة. قا: "ذلك أدنى أن "يــعرفن"" يميزن من الإماء والقينات. غ: "الأعراف" سور بين الجنة والنار حبس فيها من استوت حسناتهم وسيئاتهم، وأعراف الرمال أشرافها. و"قبائل "لتعارفوا"" لا لتفاخروا. و""عرف" بعضه" أي حفصة، وبالتخفيف جازى حفصة ببعض ما فعلت كقولك لمن تتوعده: عرفت ما فعلت. و""عرفها" لهم" طلبها أو إذا دخلوا عرفوا منازلهم. قا: أي عرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت "واعرض عن" إعلام "بعض" تكرمًا؛ أو جازى بها على بعض بالتطليقة وتجاوز عن بعض.
الْعين وَالرَّاء وَالْفَاء

الــعِرْــفانُ: الْعلم، وينفصلان بتحديد لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب.

عَرَــفَه يَــعْرِــفه عِرْــفَةً وعِرْــفانا وعِرِــفَّاناً. ومَــعْرِــفَة واعْترَفَه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْه النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلالَ لنُّعامى منَ الشَّأمْ رِيحا

وَرجل عَرُــوفٌ وعَرُــوفَةٌ: يــعرف الْأُمُور وَلَا يُنكر أحدا رَآهُ مرّة.

والــعرِــيف: العارفُ، قَالَ طريف ابْن مَالك الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وَرَدْت عُكاظَ قَبيلَةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عَرِــيفَهُمْ يَتوسَّمُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى فَاعل، كَقَوْلِهِم ضريب قداح، وَالْجمع عُرَــفاء.

وَأمر عَرِــيفٌ وعارِفٌ: مَــعْرُــوفٌ، فَاعل بِمَعْنى مفعول.

وعَرَّــفَه الْأَمر: أعلمهُ إِيَّاه.

وعَرَّــفَه بَيته: أعلمهُ بمكانه.

وعَرَّــفَه بِهِ: وسمه.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَّــفْتُه زيدا، فَذهب إِلَى تَعديَة عَرَّــفْتُ بالتثقيل - إِلَى مفعولين، يَعْنِي انك تَقول عَرَــفْتُ زيدا فيتعدى إِلَى وَاحِد ثمَّ تثقل لعين فيتعدى إِلَى مفعولين. قَالَ: وَأما عَرَّــفْتُه بزيد فَإِنَّمَا تُرِيدُ: عَرَّــفْتُه بِهَذِهِ الْعَلامَة وأوضحته بهَا، فَهُوَ سوى الْمَعْنى الأول، وَإِنَّمَا عرَّــفْتُه بزيد كَقَوْلِك سميته بزيد.

وَقَوله أَيْضا إِذا أَرَادَ أَن يفضل شَيْئا من اللُّغَة أَو النَّحْو على شَيْء: وَالْأول أعرف. عِنْدِي انه على توهم عَرُــف لِأَن الشَّيْء إِنَّمَا هُوَ مَــعْرُــوف لَا عَارِف، وَصِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا هِيَ من الْفَاعِل دون الْمَفْعُول، وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ: مَا ابغضه الي أَي انه مبغض فتعجب من الْمَفْعُول كَمَا تعجب من الْفَاعِل حِين قَالَ مَا ابغضني لَهُ، فعلى هَذَا يصلح أَن يكون أعرف هُنَا مفاضلة وتعجبا من الْمَفْعُول الَّذِي هُوَ الْمَــعْرُــوف.

وعَرَّــف الضَّالة: نشدها.

واعترَفَ الْقَوْم: سَأَلَهُمْ، قَالَ بشر بن أبي خازم:

أسائِلَةٌ عُمَيَرةُ عَن أَبِيهَا ... خِلالَ الجيشِ تَعْترِفُ الرّكابا

واستــعرف إِلَيْهِ: انتسب لَهُ ليَــعْرِــفه.

وتَــعَرَّــفه الْمَكَان وَفِيه: تامله بِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقالُوا تَــعَرَّــفْها المنازِلَ مِنْ مِشنىً ... وَمَا كُلُّ مَنْ وَافى مِنىً أَنا عارِفُ

والــعَرَّــافُ: الطَّبِيب أَو الكاهن. قَالَ:

فقلتُ لِــعَرَّــافِ اليمامَةِ دَاوِني ... فانك إِن أبرأتني لَطَبِيبُ والمَــعْرَــفُ: الْوَجْه، لِأَن الْإِنْسَان يُــعْرَــف بِهِ. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

مُتَكَوّرِينَ على المَعارف بَيْنَهُم ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المزاد الانجل

والمَعارِفُ: محَاسِن الْوَجْه، وَهُوَ من ذَلِك.

ومَعارِفُ الأَرْض: أوجهها وَمَا عرف مِنْهَا.

والــعَرِــيفُ: الْقيم وَالسَّيِّد لمــعرفته بسياسة الْقَوْم وَبِه فسر بَعضهم بَيت طريف الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وردَتْ عُكاظَ قبيلةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عريفَهُم يتوسم

وَقد عَرَــف عَلَيْهِم يَــعْرُــف عِرَــافَةً.

والــعِرْــفُ: الصَّبْر. قَالَ أَبُو دهبل الجحمي:

قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أخي الرُّقَيَّاتِ ... مَا أحْسَن الــعِرْــفَ فِي المصِيباتِ

وعَرَــف الْأَمر واعترف: صَبر، قَالَ قيس بن ذريح:

فيا قَلْبُ صَبرًا واعِترافا لما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قَعْ بالَّذِي أنتَ واقعُ

والعارِفُ والــعَرُــوفُ والــعَرُــوفة: الصابر.

وَنَفس عَرُــوف: حاملة صبور.

وعَرَــف بِذَنبِهِ عُرْــفا واعْترَف: أقرّ.

وعَرَــف لَهُ: اقر، أنْشد ثَعْلَب:

عَرَــف الحِسانُ لَها غُلَيِّمةً ... تَسْعَى مَعَ الأتْرَابِ فِي إتبِ

وَلَك على ألف دِرْهَم عُرْــفا: أَي اعترافا.

والمْــعُروفُ والعارِفة: ضد النكر.

والــعُرْــف والَمْــعُروفُ: الْجُود، وَقيل: هُوَ اسْم مَا تبذله وتعطيه، وحرك الشَّاعِر ثَانِيه فَقَالَ: إنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْملاً ... بالخيرِ يُفْشيِ فِي مِصْرِه الــعُرُــفا

والمــعْرُــوف كالــعُرْــفِ وَقَوله تَعَالَى (وصَاحِبْهُما فيِ الدُّنْيا مَــعْرُــوفا) أَي مصاحبا مَــعْرُــوفا، قَالَ الزّجاج: الْمَــعْرُــوف هُنَا مَا يستحسن من الْأَفْعَال. وَقَوله تَعَالَى (وأتْمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَــعْرُــوفٍ) قيل فِي التَّفْسِير: الْمَــعْرُــوف الْكسْوَة والدثار وَأَن لَا يقصر الرجل فِي نَفَقَة الْمَرْأَة الَّتِي ترْضع وَلَده إِذا كَانَت والدته لِأَن الوالدة أرأف بِوَلَدِهَا من غَيرهَا، وَحقّ كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يأتمر فِي الْوَلَد بِمَــعْرُــوفٍ.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَمَا خيرُ مَــعْرُــوفِ الْفَتى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِده الشَّيْبُ حِين يَشِيبُ

قد يكون من الْمَــعْرُــوف الَّذِي هُوَ ضد الْمُنكر، وَمن الْمَــعْرُــوف الَّذِي هُوَ الْجُود.

والــعَرْــفُ: الرَّائِحَة الطّيبَة والمنتنة، قَالَ:

ثناءٌ كَــعَرْــفِ الطَّيبِ يُهْدَي لأهْلِهِ ... وليسَ لهُ إلاَ بَنِي خالدٍ أهْلُ

وَقَالَ البريق الْهُذلِيّ فِي النتن:

فَلَعَمْرُ عَرْــفِك ذِي الصمُّاحِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بِغَضْبةِ اللِّهْمِ

وعَرَّــفَه: طيَّبه وزيَّنَهُ، وَفِي التَّنْزِيل (ويُدخلُهمُ الجَنَّةَ َــعَّرفَها لَهُمْ) .

وعَرَّــفَ طَعَامه: أَكثر أدْمَه.

وعَرَّــف رَأسه بالدهن: رَوَاهُ.

وطار القطا عُرْــفا عُرْــفا: بَعْضهَا خلف بعض.

وعُرْــفُ الدَّابَّة والدّيك وَغَيرهمَا: منبت الشّــعْر والريش من الْعُنُق، وَاسْتَعْملهُ الْأَصْمَعِي فِي الْإِنْسَان فَقَالَ: جَاءَ فلَان مبرئلا للشر أَي نافشا عُرْــفَه. وَالْجمع أعْرَــافٌ وعُرُــوفٌ.

والمَــعْرَــفَة: منبت عُرْــفِ الْفرس من الناصية إِلَى المنسج.

وأعرفَ الْفرس: طَال عُرْــفُه.

وسنام أعْرَــفُ: ذُ عُرْــفٍ، قَالَ يزِيد بن الْأَعْوَر الشني: مُسْتَحْمَلاً أعْرَــفَ قَدْ تَبَنَّى

وضبع عَرْــفاءُ: ذَات عُرْــفٍ، وَقيل: كَثِيرَة شــعر الــعُرْــفِ.

واعْرَــوْرَف الْبَحْر والسيل: تراكم موجه وارتفع فَصَارَ لَهُ كالــعُرْــفِ.

وعُرْــفُ الرمل والجبل وكل عَال: ظَهره وأعاليه وَالْجمع أعراف وعِرَــفَةٌ. وَقَوله تَعَالَى (وَعَلى الأعْرَــافِ رِجالٌ) قَالَ الزّجاج: الْأَــعْرَــاف أعالي السُّور، وَاخْتلف النَّاس فِي أَصْحَاب الْأَــعْرَــاف، فَقيل: هم قوم اسْتَوَت حسناتهم وسيئاتهم. فَلم يستحقوا الْجنَّة بِالْحَسَنَاتِ وَلَا النَّار بالسيئات فَكَانُوا على الْحجاب الَّذِي بَين الْجنَّة وَالنَّار قَالَ: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ - وَالله أعلم - على الْأَــعْرَــاف: على مَــعْرِــفَةِ أهل الْجنَّة وَأهل النَّار هَؤُلَاءِ الرِّجَال، فَقَالَ قوم مَا ذكرنَا، وَأَن الله يدخلهم الْجنَّة، وَقيل أَصْحَاب الْأَــعْرَــاف: أَنْبيَاء وَقيل: مَلَائِكَة، ومــعرفتهم كلا بِسِيمَاهُمْ يــعْرفُونَ أَصْحَاب الْجنَّة بِأَن سِيمَاهُمْ إسفار الْوُجُوه والضحك والاستبشار كَمَا قَالَ (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرةٌ) ويــعرفون أَصْحَاب النَّار بِسِيمَاهُمْ، وسيماهم سَواد الْوُجُوه وغبرتها كَمَا قَالَ تَعَالَى (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، (ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبرَةٌ تَرْهَقُها قَترَةٌ) وجبل أعْرَــفُ: لَهُ كالــعُرْــفِ.

وعُرْــفُ الأَرْض: مَا ارْتَفع مِنْهَا، وَالْجمع أعْرَــافٌ.

وأعْرَــاف الرِّيَاح: أعاليها، وَاحِدهَا عُرْــفٌ.

وحَزْنٌ أعرَــفُ: مُرْتَفع.

والأعْرَــافُ: الْحَرْث الَّذِي يكون على الفلجان والقوائد.

والــعَرْــفَةُ: قرحَة تخرج فِي بَيَاض الْكَفّ، وَقد عُرْــفَ.

والــعُرْــفُ: شجر الأترج.

والــعُرْــفُ: النّخل إِذا بلغ الْإِطْعَام، وَقيل: النَّخْلَة أول مَا تطعم.

والــعُرْــفُ والــعُرَــفُ: ضرب من النّخل بِالْبَحْرَيْنِ.

والأعْرَــاف: ضرب من النّخل أَيْضا وَهُوَ البرشوم.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَت النَّخْلَة باكورا فَهِيَ عُرْــفٌ. والــعَرْــف: نبت لَيْسَ بحمض وَلَا عضاه وَهُوَ الثمام.

والــعُرُــفَّانُ والــعِرِــفَّانُ: دويبة صَغِيرَة تكون فِي الرمل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الــعُرُــفَّانُ: جُنْدُب ضخم مثل الجرادة لَهُ عُرْــفٌ وَلَا يكون إِلَّا فِي رمثة أَو عنظوانة.

وعُرُــفَّانُ: جبل.

وعِرِــفَّانُ والــعِرِــفَّانُ: اسْم.

وعَرَــفةُ وعَرَــفاتٌ: مَوضِع بِمَكَّة مــعرفَة، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل مَوضِع مِنْهَا عَرَــفَةَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَــفاتٌ مصروفة فِي كتاب الله عز وَجل وَهِي مــعرفَة. وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الْــعَرَــب: هَذِه عَرَــفاتٌ مُباركا فِيهَا، وَهَذِه عَرَــفاتٌ حَسَنَة، قَالَ: ويدلك على مَــعْرفَتهَا انك لَا تدخل فِيهَا الْفَا وَلَا مَا وَإِنَّمَا عَرَــفاتٌ بِمَنْزِلَة أبانين وبمنزلة جمع وَلَو كَانَت عَرَــفَات نكرَة لكَانَتْ إِذا عَرَــفَات فِي غير مَوضِع، قيل سميت عَرَــفَة لِأَن النَّاس يَتَعَارَفُونَ بِهِ، وَقيل: سمي عَرَــفَة، لِأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام طَاف بإبراهيم صلى الله على مُحَمَّد وَعَلِيهِ، فَكَانَ يرِيه الْمشَاهد، فَيَقُول لَهُ: أعَرَــفْتَ أعَرَــفْتَ؟ فَيَقُول إِبْرَاهِيم: عَرَــفْتُ عَرَــفْتُ، وَقيل لِأَن آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هَبَط من الْجنَّة، وَكَانَ من فِرَاقه حَوَّاء مَا كَانَ فلقيها فِي ذَلِك الْموضع عَرَــفَها وعَرَــفَتْه.

وعَرَّــفَ الْقَوْم: وقفُوا بِــعَرَــفَةَ، قَالَ أَوْس ابْن مغراء:

وَلَا يَرِيمُونَ للتَّــعْرِــيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يُقالَ أجِيزُوا آلَ صَفْوَانا

والــعُرَــفُ: مَوَاضِع، مِنْهَا: عُرْــفَةُ سَاق وعُرْــفَةُ الأمْلَحِ، وعُرْــفَةُ صَارَةَ.

والــعُرُــفُ: مَوضِع، وَقيل: جبل. قَالَ الْكُمَيْت:

أهاجَك بِالــعُرُــفِ المَنزِلُ ... وَمَا أنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

والــعُرْــفَتان بِبِلَاد بني أَسد.

والأعراف فِي الْقُرْآن: مَا بَين الْجنَّة وَالنَّار. وَأما قَوْله، أنْشدهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل: وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّــفَ الشَّرَّ بينهُمْ ... وَلَا حِينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبا

فَلَيْسَ عَرَّــف فِيهِ من هَذَا الْبَاب، إِنَّمَا أَرَادَ أرَّثَ فأبدل الْألف لمَكَان الْهمزَة عينا وأبدل الثَّاء فَاء.

ومَــعْرُــوفٌ: وَاد لَهُم، أنْشد أَبُو حنيفَة:

وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى فِي لَوِيِّهِ ... أسارِيعُ مَــعْرُــوفٍ وصرَّتْ جَنادِبُهْ
عرف
عرَــفَ/ عرَــفَ بـ يَــعرِــف، عِرفانًا، فهو عارِف، والمفعول

مَــعْروف
عرَــف الحقيقةَ/ عرَــف بالحقيقة: علمها وأدركها "عرَــف صديقَه من عدوِّه- عالم المَــعرِــفة- اعرف نفسك تــعرف ربَّك [مثل]- {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَــعَرَــفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} " ° خالِف تُــعْرَــف [مثل]: يُضرب في التّفرّد بالفعل حتَّى تُــعْرَــف- عرَــف حقَّ المَــعرِــفة: عرَــف دون شكٍّ- عرَــف غَوْر المسألة: عرَــف حقيقتَها- لا يــعرف صرفًا ولا عدلاً: جاهل بالأمور- لا يــعرف قبيلاً من دبيرٍ: جاهل بالأمور- يَــعْرِــف من أين تُؤكل الكتِف [مثل]: داهية يأتي الأمورَ مأتاها، يــعرف كيف يستفيد من الفُرَص- يــعرفه عن ظهر قَلْب: يقينًا.
عرَــف الشّيءَ لفلان: سمّاه وعيَّنه له " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَــفَهَا لَهُمْ} [ق] ". 

اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ يَعترف، اعترافًا، فهو مُعترِف، والمفعول مُعترَف إليه
• اعترف إليَّ: أخبرني باسمه وشأنه.
• اعترف بذنبه: أقرَّ به على نفسه، دلَّ عليه "اعترف بالجميل: أقرَّ به وأعرب عن امتنانه- {فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} ".
• اعترفت دولةٌ بدولةٍ أخرى: اعتبرتها دولةً شرعيَّةً وأقامت معها علاقاتٍ دبلوماسيَّةً. 

تعارفَ/ تعارفَ على يَتعارف، تعارُفًا، فهو مُتعارِف، والمفعول مُتعارَف عليه
• تعارف الرَّجلان: تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَــفه "تعارف الصَّديقان بعد سنواتٍ من الفِراق- تعارف الطُّلاَّب: عرَــف بعضُهم بعضًا- {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} ".
• تعارفوا على أمرٍ: أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ "لُغةٌ مُتعارَفٌ عليها- أجرٌ مُتعارَفٌ عليه- هذا أمرٌ مُتعارَفٌ عليه". 

تــعرَّــفَ/ تــعرَّــفَ إلى/ تــعرَّــفَ بـ/ تــعرَّــفَ على يَتــعرَّــف، تــعرُّــفًا، فهو متــعرِّــف، والمفعول متــعرَّــف إليه
• تــعرَّــف الاسمُ: مُطاوع عرَّــفَ: ضدّ تنكّر، لم يعد نكرة "يتــعرَّــف الاسم بدخول (أل) التّــعريف عليه".
• تــعرَّــفَ إليه/ تــعرَّــفَ عليه: عرَــفه، تحقَّق منه بالنَّظر إلى صورته أو السَّماع إلى صوته أو بشبهٍ في معالمِه "تــعرَّــف إلى روائيٍّ من أسلوبه- تــعرَّــف إلى رجلٍ بالنَّظر إلى صورته- تَــعَرَّــفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَــعْرِــفْكَ فِي الشِّدَّةِ [حديث] ".
• تــعرَّــف بالعالِم: صار مــعروفًا عنده، جعله يــعرفه. 

عرَّــفَ يُــعرِّــف، تــعريفًا، فهو مُــعرِّــف، والمفعول مُــعرَّــف
عرَّــف الشَّيءَ:
1 - حدَّد معناه بتعيين جنسه ونوعه وصفاته "عرَّــف الجبلَ بأنّه كذا- عرَّــف نبات كذا".
2 - طيَّبه وزيَّنه " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّــفَهَا لَهُمْ} ".
عرَّــفه الأمرَ/ عرَّــفه بالأمر/ عرَّــفه على الأمر:
1 - أعلمه إيّاه، أخبره به وأطلعه عليه، هداه وأرشده إليه "عرَّــفه ما حدث البارحة- عرَّــفه نتيجة الامتحان- {عَرَّــفَ بَعْضَهُ وَأَــعْرَــضَ عَنْ بَعْضٍ} ".
2 - نشده "عرَّــف حقيبتَه المفقودة".
عرَّــفه بشخصٍ: أخبره باسمه "عرَّــفه بزميله في العمل".
عرَّــف الاسمَ النَّكرةَ: (نح) أضاف إليه (أل) أو أضافه إلى مــعرفة، ضِدَّ نكَّرَه. 

أعراف [جمع]: مف عُرْــف:
1 - ظهر كلّ مرتفع من رمل أو جبل أو سحاب.
2 - ما تعارف عليه النَّاسُ في عاداتهم ومعاملاتهم "ينبغي احترام الأعراف السَّائدة" ° الأعراف الاجتماعيَّة: العادات وما استقرّ عليه الناسُ في تصرُّفاتهم في المجتمع.
• الأعراف:
1 - الحاجز بين الجنَّة والنَّار " {وَعَلَى الأَــعْرَــافِ رِجَالٌ يَــعْرِــفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 7 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ ومائتا آية. 

اعتراف [مفرد]: ج اعترافات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ.
2 - (قن) إقرار المدّعي عليه أو المتَّهم صراحة أو ضمنًا بصحة الوقائع المنسوبة إليه أو المطلوبة منه "كان اعتراف الجاني مفاجأة للمحكمة" ° الاعتراف
 سيِّد الأدلَّة: اعتراف الجاني بجريمته أقوى دليل.
• الاعتراف بالواقع: (سة) اعتراف حكومة بحكومة ناشئة اعترافًا مؤقّتًا بالأمر الواقع دون أن ينشأ عنه تبادل التَّمثيل بين الدَّولتين. 

تــعريف [مفرد]: ج تــعريفات (لغير المصدر {وتعاريفُ} لغير المصدر): مصدر عرَّــفَ ° أداة التَّــعريف: الأداة التي تُــعرِّــف الاسم وهي (ال) في اللغة الــعربيّة.
• التَّــعريف بالشَّيء: تقديم معلوماتٍ عنه "قدَّم تــعريفًا بنبات كذا- قام المحاضر بتــعريف السّامعين بمعنى اقتصاد السُّوق".
• تــعريف الشَّيء: تحديد مفهومه الكلِّيّ بذكر خصائصه ومميّزاته "ورقة تــعريف- اشتمل الكتاب على أبواب تتعلَّق بتعاريف القانون وأهدافه ونطاق تطبيقه"? غنِيّ عن التَّــعريف: مشهور، لا يحتاج إلى تــعريف. 

تــعريفة [مفرد]: ج تــعريفات وتعاريفُ: (قص) قائمة تحدِّد أثمانَ السِّلع، أو أجورَ العمل، أو رُسومَ النَّقل، تسعيرة "التَّــعريفة الجمركيَّة- وضعت الدَّولةُ تــعريفة لأجور العُمّال". 

عارف [مفرد]: اسم فاعل من عرَــفَ/ عرَــفَ بـ.
• العارف: (عند الصُّوفيّة) عابد منصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديمًا لشروق نور الحقّ في سرِّه. 

عِرافة [مفرد]: حِرفة الــعرَّــاف، وهي التّنجيم ° عِرَــافة الكفِّ: قراءة خطوط اليد للتّنبّؤ بالمستقبل. 

عرَّــاف [مفرد]: مُنجِّم، مَن يدَّعي القدرة على كشف المستقبل، متنبِّئ، متكهِّن "لم تتحقّق نبوءَةُ الــعرَّــافين- فقلتُ لــعرَّــاف اليمامة داوني ... فإنّك إن أبرأتني لطبيبُ- مَنْ أَتَى عَرَّــافًا فَقْد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [حديث] ". 

عَرْــف [مفرد]: ريحٌ طيِّبة كانت أو منتنة، وأكثر استعماله للطَّيِّبة "لهذه الأزهار عَرْــفٌ طيِّب- شَذا الــعَرْــف- أَريجُ الزَّهر مِن عَرْــفِكْ ... ومعنى السِّحْرِ في طَرْفِك". 

عُرْــف [مفرد]: ج أعراف:
1 - اسم ما تعطيه، مــعروف، جود " {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْــعُرْــفِ} ".
2 - ما اتَّفق عليه الناسُ في عاداتهم ومعاملاتهم واستقرّ من جيل إلى جيل "تصرُّفٌ خارج عن الــعُرْــف- الــعُرْــف الاجتماعيّ- للــعُرْــف قوّة القانون" ° الــعُرْــف الدُّوليّ: ما اتَّفقت عليه الدُّولُ في معاملاتها- الــعُرْــف السِّياسيّ: تصرُّفات الحكَّام والسِّياسيّين الرَّسميّة (بروتوكول) - الــعُرْــف القوليّ: هو أن يتعارف النَّاسُ على إطلاق اللَّفظ عليه- عُرْــف الشَّرع: ما فُهم منه جملة الشَّرع وجعلوه مبنى الأحكام- عُرْــف اللِّسان: ما يفهم من اللّفظ بحسب وضعه اللغويّ.
3 - شــعر عُنق الخيل والبغال والحمير "عُرْــف الفرس- {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْــفًا}: مُستعار من عُرْــف الفرس".
4 - مكان مرتفع، زوائد زخرفيّة في أعلى البناء " {وَعَلَى الأَــعْرَــافِ رِجَالٌ يَــعْرِــفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
عُرْــف الدِّيك: لحمة في أعلى رأسه. 

عَرَــفاتُ/ عَرَــفاتٌ [مفرد]: جبل مرتفع شرقيّ مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الوقوف بــعرفات- {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَــفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} ".
• يوم عرفات: يوم عَرَــفَة، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عِرْــفان [مفرد]: مصدر عرَــفَ/ عرَــفَ بـ ° عِرفان الجميل: تقديره والاعتراف به وشكر صانعه. 

عِرْــفانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِرْــفان: "ظهرت لديه نزعات صوفيّة وعرفانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من عِرفان.
3 - مذهب فلسفيّ صوفيّ باطنيّ قائم على العلم بأسرار الحقائق الدينيّة، وهو أرقى من العلم الحاصل لعامَّة المؤمنين "وصل إلى مرتبة الــعرفانيّة ببواطن الأمور". 

عَرَــفة [مفرد]: عرفات؛ جبل قريب من مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ، خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الحَجُّ عَرَــفةُ [حديث] ".
• يوم عَرَــفة: يوم عَرَــفَات، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عُرْــفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عُرْــف.
• الزَّواج الــعُرْــفيّ: زواج لم يُثبَت في السِّجلاَّت وإنّما وقع أمام الشُّهود فقط.

• حُكْم عرفيّ: (سة) حكم عسكريّ لا يجري على قواعد القانون العام مراعاةً لمقتضيات الأمن "مجلس عُرْــفيّ- تمّ إعلان الأحكام الــعُرْــفيّة".
• قانون عُرْــفيّ: القواعد القانونيَّة التي أقرّتها العادات وتعارف عليها النَّاسُ.
• محكمة عُرْــفيّة: عسكريّة لا تخضع لقانون المحاكم. 

عَريف [مفرد]: ج عُرَــفاءُ:
1 - (سك) رُتْبة عسكريَّة، فوق الجنديّ ودون الرَّقيب "عَريف أول/ بحريّ/ مجنّد/ متطوّع".
2 - عالم بالشّيء، من يــعرف أصحابه، القيِّم بأمر القوم. 

مَعارفُ [جمع]: مف مَــعرفة: معلومات، علوم "اكتساب المَعارف- رجلٌ متعدِّد المَعارف- مَعارف ضئيلة" ° دائرة مَعارف: موسوعة من عِدّة أجزاء تبحث بصورة منهجيَّة في كلّ العلوم والفنون- وزارة المَعارف: الوزارة التي ترعى شئون التَّربية والتَّعليم ويُطلق عليها الآن في معظم البلاد الــعربيَّة وزارة التربية والتَّعليم.
• مَعارف الشَّخص: النَّاسُ الذين يــعرفهم، وبينه وبينهم مودَّة ومَــعرفة "هذا الرَّجل مَعارفه كثيرة- له مَعارف من أصحاب النُّفوذ". 

مُــعرِّــف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عرَّــفَ.
2 - (سف) طريق موصِّل إلى مــعرفة الشّيء بحدّه أو برسمه. 

مَــعرِــفة [مفرد]: ج معارفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من عرَــفَ/ عرَــفَ بـ ° مَــعرِــفة مباشرة: مَــعرِــفة تنتفي فيها الواسطة بين الذات العارفة والموضوع المــعروف.
2 - إدراك الشَّيء على ما هو عليه "هو أكثر منك مَــعرِــفة لهذا الموضوع- المَــعرِــفة قوَّة- حدث هذا بمَــعرِــفته: بعلمه، واطِّلاعه- النَّشاط بغير مَــعرِــفة حُمْق" ° يَــعرِــفُه حقَّ المَــعرِــفة: يــعرفه جيِّدًا.
• المَــعرِــفة:
1 - حصيلة التَّعلُّم عبر العصور.
2 - ضدّ النّكرة، الاسم الدّال على مُعيَّن مثل: الكتاب، قلم الحبر.
• نظريَّة المَــعرِــفة: (سف) البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمــعروف، وفي وسائل المــعرفة الفطريّة أو المكتسبة.
• دوائر المَعارِف: موسوعة، كتاب يضمُّ معلومات عن مختلف ميادين المــعرفة، أو عن ميدان خاصّ منها، ويكون عادة مرتَّبًا ترتيبًا هجائيًّا.
• مَــعرِــفة الذَّات: تفهُّم الشَّخص لطبيعته أو قدراته أو حدوده، وعي بالممِّيزات والخصائص المكوِّنة لذات الفرد. 

مــعرفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَــعرِــفة.
• الانفجار المــعرفيّ: النِّموّ السَّريع في معظم حقول المــعرفة والذي أدَّى إلى خلق صعوبات ومشاكل في البحث عن المعلومات واسترجاعها. 

مــعروف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عرَــفَ/ عرَــفَ بـ.
2 - كلُّ فعلٍ حسنٍ يُــعرف بالعقل أو بالشَّرع، عكْس مُنْكَر "الأمر بالمــعروف- اصنع المــعروفَ في أهله وفي غير أهله- {تَأْمُرُونَ بِالْمَــعْرُــوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ".
3 - مشهور، معلوم، محبوب لدى الجميع، عكْسه مغمور "كاتب/ رجلٌ مــعروف- معلومةٌ مــعروفة- {لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَــعْرُــوفَةٌ} ".
4 - جميل، فضل، إحسان، مساعدة "لن أَنْسَى مــعروفك أبدًا- غمرني صديقي بمــعروفه- ومن يجعل المــعروف في غير أهلهِ ... يكن حمدُه ذمًّا عليه ويندمِ" ° أولاه مــعروفًا: صنعه إليه- ناكر المــعروف: من يسيء إلى أحد أحسن إليه.
5 - متعارف عليه " {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَــعْرُــوفِ} ". 
عرف:
عرف: اعترف بالجميل، أقرّ بالفضل. يقال مثلاً: اعرف لي هذه الفعلة أي اعترف لي بفضل هذه الفعلة. (بوشر، أبو الوليد ص167، معجم مسلم). ونجد هذا الفعل في معجم مسلم بمعنى دأب علي واعتاد. ففي النص الذي نقل: هم يحسدوني لأنهم يعلمون أنك ستغنيني لأنَّ ذلك قد عرفتَ بِفعْله فيمن قصدك. وإذا ما ترجم ب (لأنك تــعرف فعل هذا فيمن قصدك) نجد أن الفعل يعني معناه المألوف.
عرفه: تحقق من أن الشيء الذي وجده شخص آخر هو ملكه. (معجم البلاذري).
عرفه القاضي: تأكد القاضي من هويته وشخصيته. (رولاند).
عرف لفلان فضله: اعترف له به، أقرّبه. ففي رياض النفوس (ص45 و): كان من المجتهدين في العبادة وكان سَحْنون يــعرف له فَضْلَه.
عرف نفسه بأن: اعترف، أقرَّ (بوشر).
عرف: فحص الضالة التي لقيها وعثر عليها لكي يعلم إذا ما طالب بها شخص أنها ملكه حقيقة.
(معجم البلاذري).
ما اعرف فيه .. لا أتدخل فيه، لا أريد أن أشارك فيه مجاناً بلا ثمن (بوشر).
ما اعرف ثيابي إلا منك: ما أطالب بثيابي أحداً غيرك (ألف ليلة 3: 428 وفيها 3: 433) مخاطباً القاضي: ما نــعرف حالنا وما لنا إلا منك. وانظر (3: 435) وما يليها، و (برسل 11: 383).
عرف بفلان: علم بوجوده. ففي رياض النفوس (ص101 ق): دخلا عليه حين كان مستغرقاً في الصلاة فلما فرغ منها وقالا له لقد انتظرنا زمناً طويلاً أجابهم: ما عرفتُ بكما وقت دخولكما ولا رأيتكما الساعة عُرِــف ب: استعمار اسمه من: (معجم الادريسي).
عَرَّــف (بالتشديد). عرّــف أحداً ب أو مع: جعل شخصاً يــعرف آخر. (بوشر، معجم بدرون).
عرَّــف: سمّاه باسم. ففي المقري (1: 134): والكاتب الآخر كاتب الزمام هكذا يــعرفون كاتب الجهْبذهَ. وفي معجم لين: عرَّــفتُه بزيد.
عرَّــف: جعله يقرّ بذنبه. ففي ابن رشد لرينان: (ص442): ومتى عُثر منهم على مُجْدٍ (مُجِدّ) في غلوائه فليعاجل بالتثقيف والتــعريف. وانظر كلام اللغويين في مادة عَرَــف. عَرَــف بِذَنْبِه لفلان، أي أقرَّ.
عَرَّــف: حمله على الاعتراف، سمع اعترافه بخطاياه. (بوشر).
عَرَّــف: جعله عريفاً وهو القيّم بأمر القوم ورئيسهم (الأخبار ص109، ألماوردي ص59) عَرَّــف: أهان، سبَّ، شتم، قذع، حقَر. (ألكالا، ياقوت، 2: 139).
نَــعَرَّــف- التــعرُّــف: هو علم يتــعرف منه تحصيل المال. أي علم يعلم كيف يكسب المال (بوشر).
تَــعَرَّــف: اكتيب علماً ومــعرفة، ودرس.
وتعلَّم. ففي الجريدة الآسيوية (1851، 1: 60): وبها قرأ ونشأ وتَــعرَّــفَ (انظر لين) وقد فهم السيد شير بونوّ هذا الفعل بمعنى آخر لأنه ترجمه (إلى الفرنسية بما معناه): اتخذ له فيها عدداً من المعارف والأصدقاء. وهذا ما يمكن الدفاع عنه وقبوله.
تَــعَرَّــف: فحص الشيء الذي لقيه لكي يــعرف إذا ما ادعاه أحد إنه ملكه حقيقة (معجم البلاذري).
تــعرَّــف: وصف من أضاع شيئاً هذا الشيء لمن وجده. (معجم البلاذري).
تــعَّرف بفلان: تعارف معه، وصاحبه وعاشره (معجم بدرون، ألف ليلة 4: 482). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص62 و): حين دخل بغداد وتــعرف بسلطانها. (أبو الوليد ص268). ويقال أيضاً: تَــعرَّــفَ لفلان (المقري 2: 102، 103). وفي كتاب الخطيب (99ر): فجاء في ذلك الموضع رَجُلُ حَدَّاد فقرأه لعمر (؟) كان له وتــعرف له وأبو بكر يستغرب أمره فلما فرغوا من أكلهم .. الخ.
تــعرَّــف بالناس: عرف الأشخاص الذين يتوقف عليهم نجاحه وفوزه. (بوشر).
تــعَّرف بفلان: عرفه ثانية وتحقق منه. (ألف ليلة برسل 4: 44).
تــعرَّــف: لا أدري كيف يجب أن أترجم عبارة ابن جبير (ص300)، وهي: في مطلع هذا الشهر يدعو بعضهم لبعض بتــعُّرف بركة هذا الشهر ويمنه واستصحاب السعادة والخير فيه.
تــعرَّــف: وجد عرْــفاً طيباً أي رائحة طيبة.
(أبو الوليد ص194).
تعارف. تعارف الزوجان: تجامعا. (محيط المحيط).
تعارف مع فلان: تــعرَّــف إليه. (بوشر).
تعارف تبّان وانتشر (دي سلان). وفي البكري (ص10): وعندهم غريبة وهو أن السارق إذا سرق عندهم كتبوا كتاباً يتعارفونه الخ.
تعارف: أصطلح، جعل الكلمة مصطلحاً علمياً أو فنياً. أنظر العبارات التي نقلتها في مادة حب القرع من معجم المنصوري وكذلك مادة رحى.
وفيه: شرج هو حلقة الدُبُر مستعار من شرج القربة وتعورف كالمنقول.
وفيه (مادة ورم): هذا اصطلاح الأطباء وتعارُفُهم.
اعترف: أقرَّ بالدين. (ملّر ص27).
اعترف لفلان: أقرّ بالسلطان وخضع له.
ففي حيان- بسّام (3: 66ق): فتشاوروا في ارتياد أمير من أنفسهم يعترفون له.
واعترف لفلان بالشيء: أقرّ له بمزاياه وعرفها له. ففي المقري (2: 64): اعترف له بالفضل والغناء في حفظ قواعد الدولة.
اعترف: تأمل، تروّى، فكّر ملياً، تفكرّ.
(المقري 1: 306).
عَرْــف: رائحة، وتجمع على أعَراف (المقري 2: 242).
عَرْــف: غُصن، فرع، فنن، وجمعها عُرُــوف (هوبرت ص51). وأعراف (بوسييه) وأما عراف عند رولاند فهي خطأ.
عَرْــف: يقولون في تونس يا عَرْــفي كما يقولون يا سيدي (كاريت قبيل 1: 81) غير أنها أقل درجة من سيدي. وهي كما يقال: معلّم بيير، معلّم جان (بليسييه ص207). وعند دونانت (ص217) (وفي تونس يطلق الأهالي لقب عَرَّــفي أي معلم وأستاذ على الأوربيين من ذوي الرتب والمكانة). غير أنها عارف. عند بورسييه.
عُرْــف: مرادف عادة. يقال مثلاً في مدح أمير: خصائصه لا تدخل تحت الــعرف والعادة. (الثعالبي لطائف ص2، ألكالا، المقدمة 2: 56، 57).
عُرْــف: قانون قائم على ما تعارف عليه الناس.
مثل عادة وهو ضد شَرْع وهو القانون المكتوب (فان دنيرج ص2، محيط المحيط). ألكالا) وفيه عرف وهذه لفظة مخففة إن لم تكن من خطأ الطباعة = عادة. (وينجفيلدا: 56) وانظر دي ساسي (بلاغة وقواعد ص438 رقم 25).
الــعرف الجاري: الاستعمال المألوف في القضاء (سندوفال ص30).
عُرْــف: في اصطلاح النحو مُــعَرَّــف، يقال اسم عُرْــف وهو خلاف وضد نُكْر. (الألفية ص92).
الأعراف (جمع) (المعتكف) البرزخ. وهو من اصطلاح علم اللاهوت. (بوشر، همبرت من 149). وعند همبرت أيضاً: مطهر، الــعراف.
غير أن هذه نفس الكلمة الأعراف.
عرف الأسد: النجوم التي تشبه 9.3 في كوكبة نجوم الأسد. (دورن ص54).
عرف الديك: اسم نبات = شَنْف الديك. (محيط المحيط مادة شنف). عرف الأفعى: لسان الأفعى: (باين سميث 1229).
عرف: اسم آلة موسيقية، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة عند كازيري (1: 528). ولم يقل السيد سيمونيه ما يخالف هذا.
عُرَّــفَي: تعسفي، مطلق، كيفي غير قضائي وحئُكم عُرُــفي: حكم كيفي، وقضاء حَكمَ في نزاع (بوشر).
عِرْــفان: مختصر الــعرفان بالله (المقدمة 1: 199) وهي المــعرفة الإلهية. (المقدمة 1: 199، 3: 61، المقري 1: 569).
عرفان الجميل: امتنان، شكران، إقرار بالفضل. (بوشر).
عِرْــفان: أصدقاء، وأشخاص بينهم صلة وعلاقة. (المقري 1: 357 البيت 26) وانظر: إضافات.
عَرُــوف: جيد المــعرفة، حسب ما يقول شارح ديوان مسلم الذي فسر عروف السُرَى بعارف بالسرى. وليس في المعاجم الــعربية غير عروفة.
وعروف بمعنى صبور معنى يلائم المعنى (معجم مسلم).
عَرِــيف: تعني غالباً كلمة ضابط، وقائد الحملة العسكرية، والرئيس، والمفتتش، ومن وظيفته مراقبة الأشخاص الآخرين. (تاريخ البربر 2: 373) عرفاء الحشم (تاريخ البربر 1: 584).
وعريف الخصيان: رئيس الخصيان (تاريخ البربر 2: 341).
وعريف في الجيش: رئيس تحت إمرته عدد يتراوح بين الكثرة والقلة، ففي المعجم اللتيني- الــعربي: عريف على عشرة، وعريف على المائة، وعريف على يّدٍ أي قبيلة. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، فون كريمر تاريخ حضارة الشرق 1: 88، حيّان ص14 ق) وانظر مادة عِرافة.
عريف: في الكزفة الرئيس العسكري للمحلة. (معجم الطرائف).
عريف الشرطة: كان في اشبيلية نائب ضابط عمله أن يوسع الطريق للملك حين يخرج من قصره ويعني بأن يحافظ الجنود على صفوفهم.
(عبد الواحد ص109).
عريف الغوغاء: قاضي الرعاع. (تاريخ البربر 1: 567، 582). عريف: استاذ، معلم، أسطه، وهو رئيس حريف يستخدم عدداً من العمال ويتولى إدارتهم.
ففي حيّان- بسّام (3: 3ق): ولحق بهم كلُّ عريف ورئيس كل صناعة مــعروف.
عريف: رئيس مشذبي الكرم وتقليمه. ففي كتاب الخطيب (ص57 ق): ثم قُمنْا إلى زَبَّارين يصلحون شجرة عنب فقال لــعريفهم الخ.
عريف البنائين (المقري 1: 373، 380) أو عريف البُنَّاء (ابن بطوطة 3: 153) هو رئيس عمال البناء ومن يقوم بإدارتهم، استاد، أسطه، معمار، ومن يفتش العمارات ويتفقدها. ويسمونه عادة الــعريف فقط.
(معجم البيان، معجم الأسبانية ص57، المعجم اللاتيني- الــعربي، ابن صاحب الصلاة ص23 ق، كرتاس ص46). وفي المقري 2: 510): الــعرفاء والصناع. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص9 و): ومشى من اشبيلية الــعريف أحمد بن باسه بجميع البَنَّائين.
عريف: شاعر منشد (كان يطوف البلاد منشداً شــعره على آلة موسيقية في القرون الوسيطة).
موسيقار. (ألكالا)، وعند مارمول (تاريخ ثورة المغاربة ص7: من يرأس جماعة الموسيقيين). وكانت لفظة عريف يطلق في الأصل من غير شك على رئيس الفرقة الموسيقية.
عريف: رئيس أهل حرفة. (ملّر آخر أيام غرناطة ص150)، ويسمى أيضاً: عريف السوق أو شيخ السوق. (ألف ليلة 1: 345، 346) لأن لكل حرفة في المشرق سوقها الخاص بها. عريف: مروّض الجياد، المشرف على اإسبل السلطان والأمير (معجم البيان، أخبار ص129) عريف: مقدم الأولاد في الصف يتولى الإشراف على مراجعة أبناء صفه لدروسهم (لين، محيط المحيط، ألف ليلة 1: 178، 212) عرفاء: انظر عن عرفاء في درجات الصوفية زيشر (7: 22).
عِرَــافَة: كتيبة أو فيلق أو فرقة من الجند يتراوح عددهم قلّة أو كثرة. فهي عند البلدزوري: من عشرة إلى خمسة عشر جندياً. وفي المعجم اللاتيني- الــعربي: عرافة ثلاثين أي سرية فرسان مؤلفة من ثلاثين فارساً. وعرافة من مائة أي فوج مشاة. والــعرافة الثانية بعد المائة أي ضعف المائة. وعرافة وعقدة ستة آلاف أي فرقة وفي القسم الأول من معجم فوك: عرافة: فرقة. وفي القسم الثاني منه: مختار، منتخب، منتقى. وهو خطأ كما يدل عليه ترتيب الكلمات.
وفي النويري (إفريقية ص36 ق) ونزل الناس فوجاً فوجاً وحبيب يــعرّــفه بهم قائداً قائدا وعرافة عرافة.
وعرافة السود في الأندلس في عهد عبد الرحمن الأول: الحرس الأسود (الأخبار ص109).
وقد أنشأ حفيده الحكم الأول إسطبلات الخيل يديرها مروضو الخيل ويسمى كل واحد منهم عريفاً وكل واحد منهم يشرف على عِرافة تحتوي مائة من الخيل. (الأخبار ص129).
عرافة في الكوفة: محلة نظمت عسكرياً وحربياً. (معجم الطرائف).
عَرِــيفَة: (لزنجيات تونس تسع عرائف (جمع عريفة) يرأسهن، وهن يقمن بالنسبة للنساء بمثل مهمة الشيوخ بخصوص الرجال). (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 352). عَرِــيفة: زنجية قوية جداً أو خلاسية موكلة بجلد النساء وشنقهن، وهي بالنسبة للنساء كالجلاد بالنسبة للرجال. وتسمى التي تقوم بمعاقبة نساء حرم السلطان عريفة الحرم. انظر شارنت ص48 ورحلة الفداء (ص199)، هوست ص2240 فلوجل قسم 69 ص7، اوغسطين ص92، كوت ص138).
عَرَّــافَة: ساحرة، متكهنة عند الوثنين (بوشر).
عرّــافية: صنف من اللوبياء الدجو شديدة السواد (ابن العوام 2: 64) وأقرأ فيه: وهي سوداء حالكة.
عارف: ذكي، بصير، حاذق، بعيد النظر. (هلو).
عارف: عرَّــاف، كاهن، زاجر الطير ضارب الرمل. (تاريخ البربر؟: 457).
عارف: أنظرها في مادة عَرْــف.
عارف الجَميل: شاكر الصنيع، شاكر المــعروف. ممنون. (بوشر).
عارف الشراب: هو في معجم ألكالا: Moxon ولما لم أجد هذه الكلمة في معاجمي سألت المرحوم السيد لافونت عنها في ذلك الحين فأجابني بما يلي: هو الخبير بالشراب. ففي الأماكن التي يصنع فيها النبيذ (الشراب) بكميات كبيرة مثل جرش يوجد رجال خبراء ذوي تجربة يتذوقون نبيذ الدنان والمنابذ ليــعرفوا درجة التخمر التي وصل إليها وقوته الخ ويسمى هؤلاء الرجال: catador أو Mo- join de Vinos.
أَــعْرَــف ب: أكثر مــعرفة ب (الماوردي ص5).
أعْرَــف: في مصطلح النحو: أكثر نــعريفاً.
(المفصل ص81، 82).
تَــعْريف: وصف، بيان، جردة، قائمة، لائحة. (هلو).
تــعريف: تــعريفة، بيان الأسعار. (بوشر، مارسيل، هلر) وانظر تــعريفة فيما يلي: تــعريف: تأشيرة، سمة، (ابن بطوطة 3، 406، 407).
تَــعُريف: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا) وفيه: decargo = تخفيف.
تَــعْريف: عذر، معذرة، اعتذار. (ألكالا).
تَــعْريفَة: بيان الأسعار، بيان ضرائب الكمرك والمكوس (برجرن). وفي محيط المحيط: (التــعريفة في اصطلاح أرباب السياسة تطلق أولا على ما يؤخذ من الرسم على الداخل والخارج من البضائع، ثانياً على الكتاب المتضمن بيان ما يؤخذ على كل صنف منها، ثالثاً على أسعار العملة المعيَّنة من الحكومة. يقال: عملة تــعريفة لتتميز عن العملة الرائجة في البندر).
تَــعْرِــيفَة: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا).
تَــعْرِــيفَة: الخروج من المسجد الحرام للذهاب إلى عرفات. (برتون 2: 52).
تَــعْرِــيفيّ: نعتي، بياني (بوشر).
تــعريفي: كاشف، مثبت (بوشر).
تــعريفيّ: ما يسمّى به وما يلقب به، مستعمل للتسمية. (بوشر).
تــعريفي: تمييزي، تحديدي، مــعرّــف، معينّ، محدّد (بوشر).
في التعارُف: عادةً، غالباً، في الغالب، بالأكثر.
(الماوردي ص302).
مــعرفة: صديق، شخص يُــعرف. (بوشر). وفي ألف ليلة (4: 484): أنا فراغ الملك. وانظر فليشر (ألف ليلة 12، المقدمة ص32).
مــعرفة: لقب يــعرف به الشخص وأسم قد غلب على اسمه الأول ومثل ابن فلان، واسم الأسرة (ألكالا) وهذه الثلاثة ترادف كلمة كُنْيَة .. (انظر كنية في معجم الأسبانية ص96) ففي المقري (3: 444): ورأى في صغره فارة أنثى فقال هذه قرينة فلقب بذلك وصار هذا اللقب اغلب عليه من اسمه ومــعرفته. وفي كتاب الخطيب (ص22 و): يُــعْرَــف بابن قعنب، أوليته ذكر الأستاذ ابن الزبير في صلته وغَيْرُه أن قوماً بغرناطة يُــعْرَــفون بهذه المــعرفة فان كان منهم فله أوَّلِية لا بأس بها. واسم نبات أو الكلمة التي تعلق عليه لمــعرفته أيضاً.
يقول ابن جلجل بعد أن فسر الكلمة اليونانية كسيفوتريدوس: ولا أعرف له باللطيني مــعرفة.
أي لا أعرف له باللاتينية اسماً.
المــعرفة: اختصار المــعرفة بالله (المقدمة 3: 74) أي المــعرفة التامة بالله. (المقدمة 3: 61).
المــعرفة: عند الصوفية بخراسان والهند هي الدرجة الثانية في درجات التصوف، وذلك حين يدرك المتصوف أن العبادات الدينية التي تصلح للعامة لا قيمة لها عند المعارف (زيشر 16: 242).
مــعرفة الابن: الإقرار شرعاً ببنوة ابن الحرام (بوشر).
مُــعَرَّــف: ذو عُرْــف وهو شــعر العنق، أو ذو هُلب وهو شــعر الذيل. (ألكالا).
الُمُــعِرّــف: الدليل على أسماء الناس. وهو حاجب مكلف بالإعلان عن أسماء الحاضرين وذكر حالاتهم لرب البيت في الاجتماعات العامة، (ابن بطوطة 2: 346، 363، 381، 3، 433، الجريدة الآسيوية 1850، 2: 61).
مــعروف. طاعة مــعروفة: درجة معينة من الطاعة، طاعة ظاهرية وليست حقيقية. (المقدمة 2: 268، تاريخ البربر 2: 9، 10).
ضريبة مــعروفة: ضريبة معينة ثابتة لا تتغير (تاريخ البربر 1: 609) مثل: ضريبة معلومة (تاريخ البربر 1: 614).
مَــعْرُــوف: حديث ضعيف يؤيده حديث آخر ضعيف. (دي سلان المقدمة 2: 482) المــعروف: هو العارف وهو الله تعالى. (المقري 1: 589).
مــعروف، وجمعها معارف: منحة، عطيّة، إكرامية، مكافأة. جائزة زائدة على الواجب.
(معجم البيان، فوك، المقري 1: 1: 229، 2: 85، المقدمة 1: 316). وفي حيّان (ص15 و): وتعهدَّهم بالصلات وأجرى عليهم العارف عند الغزوات.
مــعروف: عناية، رعاية، لطف، مراعاة، تفضّل، رقة المعاملة. يقال مثلاً: عمل معي كلَّ مــعروف. وعمل معه مــعروفاً أي تفضل عليه بجميل.
صاحب مــعروف: ذو رعاية وفضل، مبادر إلى الخدمة، ومفضال كريم، ومسرع للجميل (بوشر).
المــعروف: آداب السلوك - وعنده مــعروف: رجل حسن السلوك (بوشر).
مــعروف: بومة صمعاء صغيرة، واسمها العلمي: Stryx passerina ( شيرب) وبومة (معجم البربر) وبومة، قوقة، بوم صياح (ترايترام ص392).
معارفة: تعارف، صلة (بوشر).
مُعْتَرف: عند النصارى من اعترف بالديانة المسيحية أمام الولاة المضطهدين واحتمل العذابات بثبات محاماة عن إيمانه، وهو إذا مات تحت تلك العذابات كان شهيداً. (محيط المحيط).
مُتَعَارَف: (انظر لين): ما تقرر عرفاً بالاستعمال.
اعتيادي، مألوف. وهو مرادف معتاد ودائم (معجم الادريسي، ابن جبير ص68، المقدمة 1: 232، 2: 11، 111، 3، 62).
على المتعارف: عادةً، غالباً. (أبو الوليد ص403، المقدمة 2: 379).
المتعارف: المصطلحات الفنية والإدارية.
(المقدمة 2: 55).
عرف
المَــعْرفَةُ والــعِرْــفانُ: مصدرا عَرَــفْتُه أعْرِــفُه.
وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.
وعَرَــفْتُ الفرس أعْرِــفُه عَرْــفاً: أي جززت عُرْــفَه.
وعَرَــفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى:) عَرَــفَ بعضه (بالتخفيف: أي جازى حفصة - رضي الله عنها - ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِــفُ لأهل الإحسان وأعْرِــفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له.
والــعَرْــفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْــفَه. وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْــفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن.
وقال ابن عبّاد: الــعَرْــفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.
والــعَرْــفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِــفَ الرجل - على ما لم يسم فاعله -: أي خرجت به تلك القرحة.
والمَــعْرُــوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى:) وأمر بالمَــعْروفِ (، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صنائع المَــعْروفِ تقي مصارع السوء.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: أهل المَــعْروفِ في الدنيا هم أهل المَــعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَــعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء مــعروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال: روى الشعبي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يأتي أصحاب المــعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمــعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.
ومَــعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، قال يحيى بن عروة بن الزبير:
أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه ... وصاحب مَــعْرًــوْفٍ سِمَامُ الكتائب
أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب مــعروف: هو الزبير رضي الله عنه.
ومَــعْرُــوْفٌ - أيضا -: فرس سلمة بن هند الغاضري.
وأبو محفوظ مــعروف بن فيرزان الكرخي - قدس الله روحه -: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.
ويوم عَرَــفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَــفَةَ - غير منون -، ولا تدخلها الألف واللام.
وعَرَــفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَــفَةَ، قال الله تعالى:) فإذا أفَضْتُم من عَرَــفَاتٍ (، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَــفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بــعربي محض، وهي مــعرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَــفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَــيْتِنَاتٍ.
والنسبة إلى عَرَــفاتٍ: عَرَــفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد الــعَرَــفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.
وكقال ابن فارس: أما عَرَــفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل - عليه السلام - لما أعلم إبراهيم - صلوات الله عليه - مناسك الحج قال له: أعَرَــفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّــفَ: أي طُيِّبَ.
والعارِفُ والــعَرُــوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي:
فصبرت عارِفَةً لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع
يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني:
على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب
أي: صابرات.
والعارِفَةُ - أيضاً -: المَــعْرُــوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.
والــعَرّــافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أتى عَرّــافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والــعَرّــافُ - أيضاً -: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري:
وقلت لــعَرّــافِ اليمامة دواني ... فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ... ولكن عمي الحميري كذوب
ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّــافٌ.
وقد سموا عَرّــافاً.
وقال الليث: أمر مَــعْروفٌ، وأنكره الأزهري.
وقال ابن عباد: عَرَــفَ أي استحذى. وقال ابن الأعرابي: عَرِــفَ - بالكسر -: إذا أكثر الطيب، وعَرِــفَ: إذا ترك الطيب.
والــعُرْــفُ - بالضم -: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْــفاً: أي مــعروفاً، قال الله تعالى:) وأمر بالــعُرْــفِ (، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:
أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر مَــعْروْفٌ ولا الــعُرْــفُ ضائع
والــعُرْــفُ - أيضاً -: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْــفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد.
والــعُرْــفُ: عُرْــفُ الفرس، والجمع: أعْرَــافٌ، قال أمرؤ القيس:
نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ
والــعُرْــفُ: موضع، قال الحُطَيْئة:
أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالــعُرْــفِ ... أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ
وقوله تعالى:) والمُرْسَلاتِ عُرْــفاً (يقال: هو مستعار من عُرْــفِ الفرس؛ أي يتتابعون كــعُرْــفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالــعُرْــفِ أي بالمَــعْروف.
والــعُرْــفُ والــعُرُــفُ والــعُرْــفَةُ - والجمع: الــعُرَــفُ والأعْرافُ -: الرمل المرتفع، قال الكميت:
أأبكاك بالــعُرَــفِ المنزل ... وما أنت والطَّلل المحول
والــعُرَــفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْــفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْــفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْــفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً:
رأيت بــعُرْــفَةَ الفروين ناراً ... تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان
ويقال: الــعًرَــفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.
والــعُرْــفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.
والــعُرْــفَةُ: الحد، والجمع: عُرَــفٌ.
ويقال: الأعراف في قوله تعالى:) ونادى أصحاب الأعْرَــافِ (سور بين الجنة والنار.
وقال ابن دريد: الأعْرَــافُ ضربٌ من النخل، وأنشد:
يغرس فيها الزّاذ والأعْرَــافا ... والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافا
وقال الأصمعي: الــعُرْــفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.
والــعُرْــفُ: من العلام.
وذو الــعُرْــفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْــفِ - رضي الله عنه - له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.
وعُرْــفانُ: أبو المعلى بن عُرْــفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.
والــعُرُــفّانُ - مثال جُرُبّانِ القميص -: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.
وعِرِــفّانُ - بكسرتين والفاء مشددة -: صاحب الراعي الذي يقول فيه:
كفاني عِرِــفّانُ الكرى وكفيته ... كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه
فبات يريه عرسه وبناته ... وبتُّ أريه النجم أين مخافقه
وقال ثعلب: الــعِرِــفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَــعْرِــفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُــفّانٌ " بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.
وقال ابن دريد: عُرُــفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.
والعَارفُ والــعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري:
أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلي عَرِــيْفَهُمْ يتوسَّمُ
والــعَرِــيْفُ: الذي يَــعْرِــفُ أصحابه، والجمع: الــعُرَــفاءُ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَــفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.
وعَرُــفَ فلان - بالضم - عَرَــافَةً - مثال خَطُبَ خَطَابَةً -: أي صار عَرِــيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَــفَ فلان علينا سنين يَــعْرُــفُ عِرَــافَةً - مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً -.
والــعِرْــفَةُ - بالكسر -: المَــعْرِــفَةُ.
ويقال: ما عَرَــفَ عِرْــفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَــفَني إلا أخيراً.
وقال ابن الأعرابي: الــعِرْــفُ - بالكسر -: الصبر، وأنشد:
قل لأبن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ ... ما أحسن الــعِرْــفَ في المصيبات
وعَرَــفَ: أي اعترف.
والمَــعْرَــفَةُ - بفتح الراء -: موضع الــعُرْــفِ من الفرس. وشيء أعْرَــفُ: له عُرْــفٌ، قال:
عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ ... كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِــفُ
ويقال للضبع عًرْــفاءُ؛ لكثرة شــعر رقبتها، قال الشنفرى:
ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْــفاءُ جيئلُ
وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.
يا لهفَ من عَرْــفَاءَ ذاة فليلةٍ ... جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع ويروى: بل لَهْفَ.
ورجل عَرُــوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.
وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَــعْرَــفٌ، قال الراعي:
مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا ... نثني لهن حواشي العصب
ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَــعْرُــوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.
وعِرْــفانً - بالكسر -: مغنية مشهورة.
وعُرَــيْفٌ - مصغراً -: من الأعلام.
وأعْرَــفَ الفرس: طال عُرْــفُه.
والتَّــعْريْفُ: الإعلام.
والتَّــعْرِــيْفُ: ضد التنكير.
وقوله تعالى:) عَرَّــفَ بعضه (: أي عَرَّــفَ حفصة - رضي الله عنها - بعض ذلك.
وقوله تعالى:) عَرَّــفَها لهم (: أي طَيَّبها لهم، قال:
عَرُــفْتَ كاتبٍ عَرَّــفَتْهُ اللطائم
ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَــفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَــعْرِــفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَــعْرِــفُوْنَ منازلهم في الدنيا.
والتَّــعْرِــيْفُ: الوقوف بِــعَرَــفاتٍ، يقال عَرَّــفَ الناس: إذا شهدوا عَرَــفاتٍ.
والمُــعَرَّــفُ: الموقف.
واعْرَــوْرَفَ: أي صار ذا عُرْــفٍ.
واعْرَــوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.
واعْرَــوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.
واعْرَــوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْــفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.
مُــعْرَــوْرِفٌ أسبل جباره ... بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ
واعْرَــوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل الــعُرْــفِ، قال أبو كبير الهذلي:
مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تنفي التراب بقاحزٍ مُــعْرَــوْرِفِ
واعْرَــوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْــفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَــوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَــافِ.
والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.
واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَــعْرِــفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال:
أسائلهُ عميرة عن أبيهم ... خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا
تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا
وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَــفَ كما وضعوا عَرَــفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا:
مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ ... خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا
أي لم يَــعْرِــفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.
وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره:
مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف ... وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ
وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: " وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ " أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.
وتَــعَرَّــفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَــفْتُ.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما -: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَــعَرَّــفْ إلى الله في الرخاء يَــعْرِــفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.
وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَــعْرِــفْ إليه حتى يَــعْرِــفَكَ.
وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَــفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى:) وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا (.
والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.

عرف: الــعِرفانُ: العلم؛ قال ابن سيده: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق

بهذا المكان، عَرَــفه يَــعْرِــفُه عِرْــفة وعِرْــفاناً وعِرِــفَّاناً

ومَــعْرِــفةً واعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً:

مَرَتْه النُّعامَى، فلم يَعْتَرِفْ

خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا

ورجل عَرُــوفٌ وعَرُــوفة: عارِفٌ يَــعْرِــفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه

مرة، والهاء في عَرُــوفة للمبالغة. والــعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم

وعالم؛ قال طَرِيف بن مالك العَنْبري، وقيل طريف بن عمرو:

أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ،

بَعَثُوا إليَّ عَرِــيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟

أَي عارِفَهم؛ قال سيبويه: هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح،

والجمع عُرَــفاء. وأَمر عَرِــيفٌ وعارِف: مَــعروف، فاعل بمعنى مفعول؛ قال

الأَزهري: لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي مــعروف لغير الليث، والذي حصَّلناه

للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور؛ قاله أَبو عبيدة وغيره.

والــعِرْــف، بالكسر: من قولهم ما عَرَــفَ عِرْــفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما

عَرَــفَني إلا أَخيراً.

ويقال: أَــعْرَــفَ فلان فلاناً وعرَّــفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه.

وعرَّــفه الأَمرَ: أَعلمه إياه. وعرَّــفه بيتَه: أَعلمه بمكانه. وعرَّــفه

به: وسَمه؛ قال سيبويه: عَرَّــفْتُه زيداً، فذهَب إلى تعدية عرّــفت بالتثقيل

إلى مفعولين، يعني أَنك تقول عرَــفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل

العين فيتعدَّى إلى مفعولين، قال: وأَما عرَّــفته بزيد فإنما تريد عرَّــفته

بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل، وإنما عرَّــفته بزيد

كقولك سمَّيته بزيد، وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو

أَو اللغة على شيء: والأَول أَــعْرَــف؛ قال ابن سيده: عندي أَنه على توهم

عَرُــفَ لأَن الشيء إنما هو مَــعْروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من

الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويه: ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض،

فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال: ما أَبْغضَني له، فعلى

هذا يصْلُح أَن يكون أَــعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو

المــعروف. والتــعريفُ: الإعْلامُ. والتَّــعريف أَيضاً: إنشاد الضالة. وعرَّــفَ

الضالَّة: نَشَدها.

واعترَفَ القومَ: سأَلهم، وقيل: سأَلهم عن خَبر ليــعرفه؛ قال بشر بن أَبي

خازِم:

أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها،

خِلالَ الجَيْش، تَعْترِفُ الرِّكابا؟

قال ابن بري: ويأْتي تَــعرَّــف بمعنى اعْترَف؛ قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ:

تَــعَرَّــفوني أَنَّني أَنا ذاكُمُ،

شاكٍ سِلاحي، في الفوارِس، مُعْلَمُ

وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَــف كما وضعوا عرَــف موضع اعترف، وأَنشد بيت

أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يــعرف غير

الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها. وتــعرَّــفت ما عند فلان أَي

تَطلَّبْت حتى عرَــفت. وتقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَــعْرِــفْ إليه حتى

يَــعْرِــفَكَ. وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً. وأَما الذي جاء في حديث

اللُّقَطةِ: فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه مــعرفتُه إياها بصفتها وإن لم

يرَها في يدك. يقال: عرَّــف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَــعْرِــفها

فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها. وفي حديث ابن مسعود:

فيقال لهم هل تَــعْرِــفون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْترَف لنا عرَــفناه أَي

إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه. واستَــعرَــف إليه: انتسب له

ليَــعْرِــفَه. وتَــعرَّــفه المكانَ وفيه: تأَمَّله به؛ أَنشد سيبويه:

وقالوا: تَــعَرَّــفْها المَنازِلَ مِن مِنًى،

وما كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عارِفُ

وقوله عز وجل: وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما

نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّــف بعضَه وأَــعرض عن بعض، وقرئ: عرَــفَ بعضه،

بالتخفيف، قال الفراء: من قرأَ عرَّــف بالتشديد فمعناه أَنه عرّــف حَفْصةَ

بعْضَ الحديث وترَك بعضاً، قال: وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ

من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك: واللّه لأَــعْرِــفنَّ لك ذلك،

قال: وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وقال الفرَّاء: وهو وجه حسن،

قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال الأَزهري: وقرأَ الكسائي

والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَــف بعضَه، خفيفة، وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير

وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّــف بعضه، بالتشديد؛ وفي حديث عَوْف

بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُــعَرِّــفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَــعرِــف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند

التهديد والوعيد.

ويقال للحازِي عَرَّــافٌ وللقُناقِن عَرَّــاف وللطَبيب عَرَّــاف لمــعرفة كل

منهم بعلْمِه. والــعرّــافُ: الكاهن؛ قال عُرْــوة بن حِزام:

فقلت لــعَرّــافِ اليَمامة: داوِني،

فإنَّكَ، إن أَبرأْتَني، لَطبِيبُ

وفي الحديث: من أَتى عَرَّــافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على

محمد، صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد بالــعَرَّــاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي

يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه.

والمَعارِفُ: الوجُوه. والمَــعْروف: الوجه لأَن الإنسان يُــعرف به؛ قال

أَبو كبير الهذلي:

مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ، بَيْنَهم

ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

والمِــعْراف واحد. والمَعارِف: محاسن الوجه، وهو من ذلك. وامرأَة حَسَنةُ

المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَــعْرَــف؛ قال الراعي:

مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا،

نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ

ومعارفُ الأَرض: أَوجُهها وما عُرِــفَ منها.

وعَرِــيفُ القوم: سيّدهم. والــعَريفُ: القيّم والسيد لمــعرفته بسياسة

القوم، وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري، وقد تقدَّم، وقد عَرَــفَ عليهم

يَــعْرُــف عِرافة. والــعَريفُ: النَّقِيب وهو دون الرئيس، والجمع عُرَــفاء، تقول

منه: عَرُــف فلان، بالضم، عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً، وإذا

أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرف فلان علينا سِنين يــعرُــف عِرافة مثال

كتَب يكتُب كِتابة.

وفي الحديث: الــعِرافةُ حَقٌّ والــعُرفاء في النار؛ قال ابن الأَثير:

الــعُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي

أُمورهم ويتــعرَّــف الأَميرُ منه أَحوالَهُم، فَعِيل بمعنى فاعل، والــعِرافةُ

عَملُه، وقوله الــعِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم

وأَحوالهم، وقوله الــعرفاء في النار تحذير من التــعرُّــض للرِّياسة لما ذلك من

الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة، ومنه حديث طاووس:

أنه سأَل ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ما معنى قول الناس: أَهْلُ القرآن

عُرفاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ وقال علقمة بن عَبْدَة:

بل كلُّ حيّ، وإن عَزُّوا وإن كَرُموا،

عَرِــيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ

والــعُرْــف، بالضم، والــعِرْــف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل

الجُمَحِيُّ:

قل لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ:

ما أَحْسَنَ الــعُِرْــفَ في المُصِيباتِ

وعرَــفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قيس بن ذَرِيح:

فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى،

ويا حُبَّها قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ

والعارِفُ والــعَرُــوف والــعَرُــوفةُ: الصابر. ونَفْس عَروف: حامِلة صَبُور

إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابن الأَــعرابي:

فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ،

عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ

أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، ويروى وابْتِحاح من

البُحبُوحةِ، وهذا رواه ابن الأَــعرابي. ويقال: نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً

عَروفاً؛ قال الأَزهري: ونفسه عارِفة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة:

وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني،

لا يُنْجِني منها الفِرارُ الأَسْرَعُ

فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً،

تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ

تَرْسو: تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان؛ يقول: حَبَسْتُ

نَفْساً عارِفةً أَي صابرة؛ ومنه قوله تعالى: وبَلَغَتِ القُلوبُ

الحَناجِر؛ وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي:

وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى،

ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ

المُّبرياتُ: التي في أُنوفِها البُرة، والعَوارِفُ: الصُّبُر. ويقال:

اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الفراء:

أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ

أَي تَــعْرِــف وتصْبر، وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر.

وعرَــف بذَنْبه عُرْــفاً واعْتَرَف: أَقَرَّ. وعرَــف له: أَقر؛ أَنشد ثعلب:

عَرَــفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمةً،

تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ

وقال أعرابي: ما أَــعْرِــفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به. وفي حديث

عمر: أَطْرَدْنا المعترِفين؛ هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب

عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يقال: أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه

عن بلده، وطرَدَه إذا أَبْعَده؛ ويروى: اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم

ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم. والــعُرْــفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛

ومنه قولهم: له عليّ أَلْفٌ عُرْــفاً أَي اعتِرافاً، وهو توكيد.

ويقال: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَــعْرَــفْتُ أَي عرَّــفْته من أَنا؛ قال

مُزاحِمٌ العُقَيْلي:

فاسْتَــعْرِــفا ثم قُولا: إنَّ ذا رَحِمٍ

هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا

فإنْ بَغَتْ آيةً تَسْتَــعْرِــفانِ بها،

يوماً، فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا

والمَــعْرُــوف: ضدُّ المُنْكَر. والــعُرْــفُ: ضدّ النُّكْر. يقال: أَوْلاه

عُرفاً أَي مَــعْروفاً. والمَــعْروف والعارفةُ: خلاف النُّكر. والــعُرْــفُ

والمــعروف: الجُود، وقيل: هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشاعر ثانيه

فقال:

إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلاً

للخَيْرِ، يُفْشِي في مِصْرِه الــعُرُــفا

والمَــعْروف: كالــعُرْــف. وقوله تعالى: وصاحِبْهما في الدنيا مــعروفاً، أَي

مصاحباً مــعروفاً؛ قال الزجاج: المــعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال. وقوله

تعالى: وأْتَمِرُوا بينكم بمــعروف، قيل في التفسير: المــعروف الكسْوة

والدِّثار، وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت

والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها، وحقُّ كل واحد منهما أَن

يأْتمر في الولد بمــعروف. وقوله عز وجل: والمُرْسَلات عُرْــفاً؛ قال بعض

المفسرين فيها: إنها أُرْسِلَت بالــعُرف والإحسان، وقيل: يعني الملائكة

أُرسلوا للمــعروف والإحسان. والــعُرْــفُ والعارِفة والمَــعروفُ واحد: ضد النكر،

وهو كلُّ ما تَــعْرِــفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه، وقيل:

هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة. يقال: هو مُستعار من عُرْــف الفرس أَي

يتتابَعون كــعُرْــف الفرس. وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْــف أَي

يتْبَع بعضهم بعضاً، وقرئت عُرْــفاً وعُرُــفاً والمعنى واحد، وقيل:

المرسلات هي الرسل. وقد تكرَّر ذكر المــعروف في الحديث، وهو اسم جامع لكل ما عُرف

ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندَب إليه

الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي

أَمْر مَــعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه. والمــعروف: النَّصَفةُ

وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس، والمُنكَر: ضدّ ذلك جميعه.

وفي الحديث: أَهل المــعروف في الدنيا هم أَهل المــعروف في الآخرة أَي مَن بذل

مــعروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَــعروفه في الآخرة، وقيل: أَراد

مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم

شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة. وروي عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما،

في معناه قال: يأْتي أَصحاب المــعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم

بمــعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة، فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته

فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة؛

وقوله أَنشده ثعلب:

وما خَيْرُ مَــعْرُــوفِ الفَتَى في شَبابِه،

إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ، حِينَ يَشِيبُ

قال ابن سيده: قد يكون من المــعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المــعروف الذي

هو الجود. ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده: قد هاجت مَعارِفُ فلان؛

ومَعارِفُه: ما كنت تَــعْرِــفُه من ضَنِّه بك، ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج

النبات إذا يبس. والــعَرْــفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة. يقال: ما

أَطْيَبَ عَرْــفَه وفي المثل: لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْــفِ السَّوْء؛

قال ابن سيده: الــعَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة؛ قال:

ثَناء كــعَرْــفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه،

وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ

وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن:

فَلَعَمْرُ عَرْــفِك ذي الصُّماحِ، كما

عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ

وعَرَّــفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه. والتــعْرِــيفُ: التطْييبُ من الــعَرْــف.

وقوله تعالى: ويُدخِلهم الجنة عرَّــفها لهم، أَي طَيَّبها؛ قال الشاعر يمدح

رجلاً:

عَرُــفْتَ كإتْبٍ عَرَّــفَتْه اللطائمُ

يقول: كما عَرُــفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ. قال الفراء: يــعرفون مَنازِلهم

إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَــعْرَــف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله؛

قال الأَزهري: هذا قول جماعة من المفسرين، وقد قال بعض اللغويين عرَّــفها

لهم أَي طيَّبها. يقال: طعام مــعرَّــف أَي مُطيَّب؛ قال الأَصمعي في قول

الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين:

فتُدْخلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ

لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُــعَرَّــفِ

قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم، قال وقال بعضهم في قوله:

عَرَّــفها لهم؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه على بعض. ابن الأَــعرابي: عَرُــف

الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب، وعَرِــفَ إذا ترَكَ الطِّيب. وفي الحديث: من

فعل كذا وكذا لم يجد عَرْــف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة. وفي حديث عليّ، رضي

اللّه عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة مــعروفة أَي طيّبة

الــعَرْــفِ، فأَما الذي ورد في الحديث: تَــعَرَّــفْ إلى اللّه في الرَّخاء

يَــعْرِــفْك في الشدَّة، فإنَّ معناه أَي اجعله يَــعْرِــفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما

أَوْلاك من نِعمته، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا

والآخرة.

وعرَّــف طَعامه: أَكثر أُدْمَه. وعرَّــف رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه.

وطارَ القَطا عُرْــفاً عُرْــفاً: بعضُها خلْف بعض. وعُرْــف الدِّيك

والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشــعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي

في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه،

والجمع أَــعْراف وعُروف. والمَــعْرَــفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْــف الفرس من الناصية

إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه الــعُرْــف. وأَــعْرَــفَ

الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَــورَفَ: صار ذا عُرف. وعَرَــفْتُ الفرس: جزَزْتُ

عُرْــفَه. وفي حديث ابن جُبَير: ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَــعْرَــفة

البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْــفه من رَقَبته. وسَنام أَــعْرَــفُ: طويل ذو عُرْــف؛ قال

يزيد بن الأَعور الشني:

مُسْتَحْملاً أَــعْرَــفَ قد تَبَنَّى

وناقة عَرْــفاء: مُشْرِفةُ السَّنام. وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه

الجمال، وقيل لها عَرْــفاء لطُول عُرْــفها. والضَّبُع يقال لها عَرْــفاء

لطول عُرفها وكثرة شــعرها؛ وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى:

ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ،

وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْــفاء جَيأَلُ

وقال الكميت:

لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما:

أَبو جَعْدةَ العادِي، وعَرْــفاء جَيْأَلُ

وضَبُع عَرفاء: ذات عُرْــف، وقيل: كثيرة شــعر الــعرف. وشيء أَــعْرَــفُ: له

عُرْــف. واعْرَــوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له

كالــعُرف. واعْرَــوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه الــعرف؛ قال الهذلي

يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب:

مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة،

تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُــعْرَــوْرِفِ

(* قوله «الفلوّ» بالفاء المهر، ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين.)

واعْرَــوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ.

وعُرْــف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَــعْراف وعِرَــفَة

(*

قوله «وعرفة» كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح.) وقوله تعالى: وعلى الأَــعْراف

رِجال؛ الأَــعراف في اللغة: جمع عُرْــف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج:

الأَــعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل

الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَــعراف فقيل: هم قوم استوت

حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على

الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم،

على الأَــعراف على مــعرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم:

ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء،

وقيل: ملائكة ومــعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يــعرفون أَصحاب الجنة بأَن

سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة

ضاحكة مُستبشرة؛ ويــعرِــفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه

وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها

غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَــعراف على

أَهل الجنة وأَهل النار. وجبَل أَــعْرَــفُ: له كالــعُرْــف. وعُرْــفُ الأَرض: ما

ارتفع منها، والجمع أَــعراف. وأَــعراف الرِّياح والسحاب: أَوائلها

وأَعاليها، واحدها عُرْــفٌ. وحَزْنٌ أَــعْرَــفُ: مرتفع. والأَــعرافُ: الحَرْث الذي

يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ.

والــعَرْــفةُ: قُرحة تخرج في بياض الكف. وقد عُرِــف، وهو مَــعْروف: أَصابته

الــعَرْــفةُ.

والــعُرْــفُ: شجر الأُتْرُجّ. والــعُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل:

النخلة أَوَّل ما تطعم. والــعُرْــفُ والــعُرَــفُ: ضرب من النخل بالبحرَيْن.

والأعراف: ضرب من النخل أَيضاً، وهو البُرْشُوم؛ وأَنشد بعضهم:

نَغْرِسُ فيها الزَّادَ والأَــعْرافا،

والنائحي مسْدفاً اسُدافا

(* قوله «والنائحي إلخ» كذا بالأصل.)

وقال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْــف. والــعَرْــفُ: نَبْت

ليس بحمض ولا عِضاه، وهو الثُّمام.

والــعُرُــفَّانُ والــعِرِــفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل، رمْلِ

عالِج أَو رمال الدَّهْناء. وقال أَبو حنيفة: الــعُرُــفَّان جُنْدَب ضخم

مثل الجَرادة له عُرف، ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ.

وعُرُــفَّانُ: جبل. وعِرِــفَّان والــعِرِــفَّانُ: اسم. وعَرَــفةُ وعَرَــفاتٌ: موضع

بمكة، مــعرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا

يقال الــعَرفةُ، ولا تدخله الأَلف واللام. قال سيبويه: عَرفاتٌ مصروفة في

كتاب اللّه تعالى وهي مــعرفة، والدليل على ذلك قول الــعرب: هذه عَرفاتٌ

مُبارَكاً فيها، وهذه عرفات حسَنةً، قال: ويدلك على مــعرفتها أَنك لا تُدخل فيها

أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع، ولو كانت

عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع، قيل: سمي عَرفةَ لأَن الناس

يتعارفون به، وقيل: سمي عَرفةَ لأَن جبريل، عليه السلام، طاف بإبراهيم، عليه

السلام، فكان يريه المَشاهِد فيقول له: أَــعرفْتَ أَــعرفت؟ فيقول إبراهيم:

عرفت عرفت، وقيل: لأَنّ آدم، صلى اللّه على نبينا وعليه السلام، لما هبط

من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَــفها

وعرَــفَتْه. والتــعْريفُ: الوقوف بــعرفات؛ ومنه قول ابن دُرَيْد:

ثم أَتى التــعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً

تقديره ثم أَتى موضع التــعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه.

وعَرَّــف القومُ: وقفوا بــعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء:

ولا يَريمون للتــعْرِــيفِ مَوْقِفَهم

حتى يُقال: أَجيزُوا آلَ صَفْوانا

(* قوله «صفوانا» هو هكذا في الأصل، واستصوبه المجد في مادة صوف راداً

على الجوهري.)

وهو المُــعَرَّــفُ للمَوْقِف بــعَرَــفات. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه

عنهما: ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُــعَرَّــفِ، يريد بعد

الوُقوف بــعرفةَ. والمُــعَرَّــفُ في الأَصل: موضع التــعْريف ويكون بمعنى المفعول.

قال الجوهري: وعَرَــفات موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع، قال

الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا بــعَرفة شَبيه بمولَّد، وليس

بــعربي مَحْض، وهي مَــعْرِــفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار

كالشيء الواحد، وخالف الزيدِين، تقول: هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ

لأَنه نكِرة وهي مصروفة، قال اللّه تعالى: فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ؛

قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين

ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به تُرِك على

حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ

وعاناتٍ وعُرَــيْتِنات

والــعُرَــفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْــفةُ الأَملَحِ وعُرْــفةُ

صارةَ. والــعُرُــفُ: موضع، وقيل جبل؛ قال الكميت:

أَهاجَكَ بالــعُرُــفِ المَنْزِلُ،

وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟

(* قوله «أهاجك» في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك.)

واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله الــعُرْــف. والــعُرُــفُ: الرمل

المرتفع؛ قال: وهو مثل عُسْر وعُسُر، وكذلك الــعُرفةُ، والجمع عُرَــف وأَــعْراف.

والــعُرْــفَتانِ: ببلاد بني أَسد؛ وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل:

وما كنْت ممّنْ عَرَّــفَ الشَّرَّ بينهم،

ولا حين جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا

فليس عرَّــف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان

الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء. ومَــعْروف: اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام

شهد عليه حُنَيْناً. ومــعروف أَيضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من

بني أَسد؛ وفيه يقول:

أُكَفِّئُ مَــعْرُــوفاً عليهم كأَنه،

إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ

ومَــعْرُــوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنيفة:

وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى في لَوِيِّهِ

أَساريعُ مَــعْروفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

وذكر في ترجمة عزف: أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت

الأَنصار يوم بُعاث، قال: وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ.

عرف

1 عَرَــفَهُ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (O, K,) inf. n. مَــعْرِــفَةٌ (S, O, K) and عِرْــفَانٌ (S, O, Msb, K) and عِرِــفَّانٌ (K) and عِرْــفَةٌ, (Msb, K,) or مَــعْرِــفَةٌ is a simple subst., (Msb,) He knew it; he had cognition of it; or he was, or became, acquainted with it; syn. عَلِمَهُ: (K:) or he knew it (عَلِمَهُ) by means of any of the five senses; (Msb;) [and also, by mental perception:] Er-Rághib says, المَــعْرِــفَةُ is the perceiving a thing by reflection, and by consideration of the effect thereof [upon the mind or sense], so that it has a more special meaning than العِلْمُ, and its contr. is الإِنْكَارُ; and one says, فُلَانٌ يَــعْرِــفُ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ [Such a one knows God and his apostle], but one does not say يَعْلَمُ اللّٰهَ, making the verb [thus] to have a single objective complement, since man's مَــعْرِــفَة [or knowledge] of God is [the result of] the consideration of his effects, without the perception of his essence; and one says, اَللّٰهُ يَعْلَمُ كَذَا, but not يَــعْرِــفُ كذا, since المَــعْرِــفَةُ is used in relation to عِلْم [or knowledge] which is defective, to which one attains by reflection: it is from عَرَــفْتُهُ meaning I found, or experienced, its عَرْــف i. e. odour; or as meaning I attained its عُرْــف i. e. limit: (TA:) it is said in the B that المَــعْرِــفَةُ differs from العِلْمُ, in meaning, in several ways: the former concerns the thing itself [which is its object;] whereas the latter concerns the states, or conditions, or qualities, thereof: also the former generally denotes the perceiving a thing as a thing that has been absent from the mind, thus differing from the latter; therefore the contr. of the former is الإِنْكَارُ, and the contr. of the latter is الجَهْلُ; and the former is the knowing a thing itself as distinguished from other things; whereas the latter concerns a thing collectively with other things: (TA in art. علم:) and sometimes they put ↓ اعترف in the place of عَرَــفَ; (S, O;) [i. e.] اعترف الشَّىْءَ signifies عَرَــفَهُ: (Mgh, K:) and so, sometimes, does ↓ استــعرفُه. (Har p. 486.) b2: And عَرَــفَ is also used in the place of اعترف [in the first of the senses assigned to the latter below]. (S, O.) See the latter verb, in four places. b3: عَرَــفَهُ also signifies He requited him. (O, K.) Ks read, (O, K,) and so five others, (Az, TA,) in the Kur [lxvi. 3], (O,) عَرَــفَ بَعْضَهُ, meaning He requited her, namely, Hafsah, for part [thereof, i. e.] of what she had done: (Fr, O, K:) and he did so indeed by divorcing her: (Fr, TA:) or it means he acknowledged part thereof: (K:) but others read بَعْضَهُ ↓ عَرَّــفَ, which, likewise, has the former of the two meanings expl. above: (Bd:) or this means he told Hafsah part thereof. (Fr, O, Bd, * TA. [See also 2.]) As first expl. above, this phrase is like the saying to him who does good or who does evil, أَنَا أَــعْرِــفُ لأَهْلِ الإِحْسَانِ وَأَــعْرِــفُ لِأَهْلِ الإِسَآءَةِ, (O,) or لِلْمُحْسِنِ وَالمُسِىْءِ, (K,) [I know how to requite the doer of good and the doer of evil,] i. e. the case of the doer of good and that of the doer of evil are not hidden from me nor is the suitable requital of him. (O, K.) لَأَــعْرِــفَنَّكَهَا عَنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ occurs in a trad., meaning I will assuredly requite thee for it in the presence of the Apostle of God so that he shall know thy evil-doing: and is used in threatening. (TA.) A2: عَرَــفَ الفَرَسَ, (S, O, K,) aor. ـِ (O,) inf. n. عَرْــفٌ, (O, K,) He clipped the عُرْــف [i. e. mane] of the horse. (S, O, K.) A3: عَرَــفْتُ عَلَى القَوْمِ, aor. ـُ inf. n. عِرَــافَةٌ, I was, or became, عَرِــيف over the people, or party; i. e., manager, or orderer, of their affairs; as also عَرُــفْتُ عَلَيْهِمْ: (Msb:) or عَرُــفَ, inf. n. عَرَــاعَةٌ, signifies he was, or became, an عَرِــيف; (S, O, K;) as also عَرَــفَ, aor. ـِ (K;) i. e., a نَقِيب: (S, O:) and when you mean that he acted as an عَرِــيف, you say, عَرَــفَ عَلَيْنَا سِنِينَ, aor. ـُ inf. n. عِرَــافَةٌ, [he acted over us as an عريف during some years,] like كَتَبَ, aor. ـْ inf. n. كِتَابَةٌ. (S, O, K. *) A4: عَرَــفَ لِلْأَمْرِ, aor. ـِ He was patient in relation to the affair, or event; (K;) as also ↓ اعترف, (O, K,) as some say. (O.) And عُرِــفَ عِنْدَ المُصِيبَةِ He was patient on the occasion of the affliction, or misfortune. (TA.) b2: And عَرَــفَ He was, or became, submissive, or tractable; (Ibn-'Abbád, O, TA;) and so ↓ اعترف, (IAar, O, K,) said of a man, (IAar, O,) and of a beast that one rides. (O.) A5: عَرُــفَ, inf. n. عَرَــافَةٌ, He (a man) was, or became, pleasant, or sweet, in his odour. (TA.) And ↓ اعرف, said of food, It was sweet in its عَرْــف, i. e. odour. (TA.) b2: عَرِــفَ He (a man, TA) made much use of perfume. (IAar, O, K.) b3: And He relinquished, or abstained from, perfume. (IAar, O.) A6: عُرِــفَ, (S, O, K,) inf. n. عَرْــفٌ, (K, TA,) accord. to one or more of the copies of the K عِرْــفَانٌ, (TA,) He (a man, S, O) had a purulent pustule, termed عَرْــفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S, O, K.) 2 تَــعْرِــيفٌ signifies The making to know; syn. إِعْلَامٌ: (S, O, K, TA:) [or rather it has a more restricted signification than the latter word, as is indicated in the preceding paragraph:] and in this sense its verb may have two objective complements: one says, عرّــفهُ الأَمْرَ He made him to know the affair, or case; syn. أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ: [or he acquainted him with it; or told him of it:] and عرّــفهُ بَيْتَهُ He made him to know, or acquainted him with, the place of his house, or tent; syn. أَعْلَمَهُ بِمَكَانِهِ: (TA:) [and] one says عَرَّــفْتُهُ بِهِ, meaning I made him to know it by means of any of the five senses [or by mental perception; as also عَرَّــفْتُهُ إِيَّاهُ]. (Msb.) See also 1, former half. And see 4. b2: Also The making known; contr. of تَنْكِيرٌ. (O, K.) عَرَّــفَ بَعْضَهُ, in the Kur [lxvi. 3], has been expl. as meaning He made known part thereof. (TA. [For other explanations, see 1.]) And عَرَّــفْتُهُ بِزَيْدٍ means I made him known by the name of Zeyd; like the phrase سَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ. (Sb, TA.) b3: [Hence, The explaining a term: and an explanation thereof: thus used, its pl. is تَــعْرِــيفَاتٌ: it has a less restricted meaning than حَدٌّ, which signifies the “ defining,” and “ a definition. ” b4: And The making a noun, or a nominal proposition, determinate. b5: Hence also,] The crying a stray-beast, or a beast or some other thing that has been lost; (S, TA;) the mentioning it [and describing it] and seeking to find him who had knowledge of it. (TA.) b6: And [hence likewise,] عرّــفهُ بِذَنْبِهِ He branded him, or stigmatized him, with his misdeed. (TA.) A2: Also The rendering [a thing] fragrant; (S, O, * K, * TA;) from الــعَرْــفُ: (S:) and the adorning [it], decorating [it], or embellishing [it]. (TA.) عَرَّــفَهَا لَهُمْ, in the Kur [xlvii. 7], is said to mean He hath rendered it fragrant [i. e. Paradise (الجَنَّة)] for them: (S, O:) or it means He hath described it to them so that, when they enter it, they shall know it by that description, or so that they shall know their places of abode therein: (O:) or He hath described it to them, and made them desirous of it: (Er-Rághib, TA:) [and the like is said by Bd:] or He hath defined it for them so that there shall be for every one a distinct paradise. (Bd.) b2: One says also, عرّــف رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ He moistened the hair of his head abundantly with oil, or with the oil; syn. رَوَّاهُ. (TA.) b3: And عرّــف طَعَامَهُ He made his food to have much seasoning, or condiment. (TA.) A3: Also The halting [of the pilgrims] at 'Arafát. (S, O, K.) You say, عرّــفوا, (S, Mgh, O, Msb,) inf. n. as above, They halted at 'Arafát; (Mgh, Msb;) or they were present at 'Arafát; (S, O.) And [hence], in a postclassical sense, They imitated the people of 'Arafát, in some other place, by going forth to the desert and there praying, and humbling themselves, or offering earnest supplication; (Mgh;) or by assembling in their mosques to pray and to beg forgiveness: (Har p. 672:) the first who did this was Ibn-'Abbás, at El-Basrah. (Mgh, and Har ubi suprá.) And عرّــف بِالهَدْىِ He brought the animal for sacrifice to 'Arafát. (Mgh.) A4: عرّــف الشَّرَّ بَيْنَهُمْ He excited evil, or mischief, between them, or among them: the verb in this phrase being formed by permutation from أَ َّ ثَ. (Yaakoob, TA.) 4 اعرف فُلَانًا He told such a one of his misdeed, then forgave him; and so ↓ عرّــفهُ. (TA.) A2: اعرف (said of a horse, S, O) He had a long عُرْــف [or mane]. (S, O, K.) A3: See also 1, near the end.5 تــعرّــف It was, or became, known. (Har p. 6.) b2: And تــعرّــف إِلَيْهِ He made himself known to him; (TA;) [and so ↓ استــعرف; for] you say, أَتَيْتُ مُتَنَكِّرًا ثُمَّ اسْتَــعْرَــفْتُ i. e. [I came disguising myself, or assuming an unknown appearance, then] I made known who I was: (L:) and اِئْتِ فُلَانًا فَاسْتَــعْرِــفْ إِلَيْهِ حَتَّى يَــعْرِــفَكَ [Come thou to such a one and make thyself known to him, that he may know thee]. (S, O, K. *) [See also 8.] b3: [Hence,] one says, تــعرّــف إِلَى اللّٰهِ بِالعِبَادَاتِ وَالأَدْعِيَةِ [He made himself known to God by religious services and prayers]. (Er-Rághib, TA.) And تَــعَرَّــفْ إِلَى

اللّٰهِ فِى الرَّخَآءِ يَــعْرِــفْكَ فِى الشِّدَّةَ, occurring in a saying of the Prophet to Ibn-'Abbás, [may be rendered Make thyself known to God by obedience in ampleness of circumstances, then He will acknowledge thee in straitness: or] means render thou obedience to God [&c., then] He will requite thee [&c.]. (O.) A2: تــعرّــفهُ [He acquainted himself, or made himself acquainted, with it, or him; informed himself of it; learned it; and discovered it: often used in these senses: for an instance of the last, see تَفَرَّسَ: it is similar to تَعَلَّمَهُ, but more restricted in meaning. b2: And] He sought the knowledge of it: (Har p. 6:) [or he did so leisurely, or repeatedly, and effectually:] you say, تَــعَرَّــفْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ I sought leisurely, or repeatedly, after the knowledge of what such a one possessed until I knew it. (S, O, K. *) b3: And تــعرّــفهُ المَكَانَ, and فِى المَكَانِ, He looked at it, endeavouring to obtain a clear knowledge thereof, in the place; syn. تَأَمَّلَهُ بِهِ. (TA.) A3: [تَــعَرُّــفٌ is also expl. in the KL by the Pers\. words بــعرف كارى كردن, app. meaning The acting with عُرْــف i. e. goodness, &c.: but Golius has hence rendered the verb “ convenienter opus fecit. ”]6 تعارفوا They knew, or were acquainted with, one another. (S, O, K.) b2: And i. q. تَفَاخَرُوا [i. e. They vied, competed, or contended for superiority, in glorying, or boasting, or in glory, &c.; or simply they vied, one with another]: it occurs in a trad., or, as some relate it, with ز; and both are expl. as having this meaning. (TA.) 8 اعترف بِهِ He acknowledged it, or confessed it, (S, Mgh, O, Msb, K,) namely, a misdeed, (S, O,) or a thing; (Mgh, Msb;) and so به ↓ عَرَــفَ and لَهُ, namely, his misdeed [&c.]; (K;) [for] sometimes they put عَرَــفَ in the place of اعترف; (O;) and so ↓ عَرَــفَهُ: (Ksh and Bd and Jel in xvi. 85:) [الإِحْسَانِ ↓ عِرْــفَانُ (occurring in the K voce شُكْرٌ &c.) means The acknowledgment, or confession, of beneficence; thankfulness, or gratitude:] and one says, لأَِحَدٍ يَصْرَعُنِى ↓ مَا أَــعْرِــفُ (S, O, TA) i. e. ما أَعْتَرِفُ, (S, O,) meaning I do not acknowledge [any one that will throw me down]: this was said by an Arab of the desert. (TA.) b2: اعترف إِلَىَّ He acquainted me with his name and condition. (K.) And اعترف لَهُ He described himself to him in such a manner as that he would certify himself of him thereby. (TA.) [See also 5.]

b3: اعترف also signifies He described a thing that had been picked up, and a stray-beast, in such a manner as that he would be known to be its owner. (TA.) b4: And you say, اِعْتَرَفْتُ القَوْمَ, (S, O,) or فُلَانًا, (K,) I asked the people, or party, (S, O,) or such a one, (K,) respecting a subject of information, in order that I might know it. (S, O, K.) b5: See also 1, former half.

A2: And see 1, last quarter, in two places.10 استــعرف [He sought, or desired, knowledge; or asked if any had knowledge; of a person or thing: a meaning clearly shown in the M by an explanation of a verse cited in art. بلو, conj. 8, q. v.]. b2: استــعرف إِلَيْهِ: see 5. Also He mentioned his relationship, lineage, or genealogy, to him. (TA.) b3: استــعرفهُ: see 1, former half.12 اِــعْرَــوْرَفَ He (a horse, TA) had a mane (عُرْــف). (S, O, TA.) b2: اعرورف الفَرَسَ He (a man, O) mounted upon the mane (عُرْــف) of the horse. (O, K. [In the CK, والفَرَسُ عَلا عُرْــفُهُ is erroneously put for وَالفَرَسَ عَلَا عَلَى عُرْــفِهِ.]) b3: And اعرورف (said of a man, K) (assumed tropical:) He rose upon the أَــعْرَــاف [pl. of عُرْــفٌ, and app. here meaning the wall between Paradise and Hell: (see the Kur vii. 44:) probably used in this sense in a trad.]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b4: Said of the sea, (tropical:) Its waves became high, (S, O, K, TA,) like the عُرْــف [or mane]: and in like manner said of the torrent, (tropical:) It became heapy and high. (TA.) b5: Said of blood, (assumed tropical:) It had froth (O, K) like the عُرْــف [or mane]. (O.) b6: Said of palm-trees (نَخْل), (tropical:) They became dense, and luxuriant, or abundant, or thickly intermixed, like the عُرْــف [or mane] of the hyena. (O, K, TA.) b7: And, said of a man, (tropical:) He prepared himself for evil, or mischief, (S, O, K, TA,) and raised his head, or stretched forth his neck, for that purpose. (TA.) [See also 12 in art. عزف.]

عَرْــفٌ An odour, whether fragrant or fetid, (S, O, K, TA,) in most instances the former, (K, TA,) as when it is used in relation to Paradise: (TA:) and ↓ عَرْــفَةٌ signifies [the same, i. e.] رِيحٌ (K, TK) and رَائِحَةٌ. (TK.) One says, ما أَطْيَبَ عَرْــفَهُ [How fragrant is its odour!]. (S, O.) and لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عَنْ عَرْــفِ السَّوْءِ [The bad hide will not lack the fetid odour]; (S, O, K;) a prov.; (S, O;) applied to the low, ignoble, mean, or sordid, who will not cease from his evil doing; he being likened to the hide that is not fit for being tanned; (O, K;) wherefore it is cast aside, and becomes fetid. (O.) And some read, in the Kur [lxxvii. 1], وَالْمُرْسَلَاتِ عَرْــفًا, [as meaning By the winds that are sent forth with fragrance,] instead of عُرْــفًا. (TA.) A2: Also A certain plant: or the ثُمَام [or panic grass]: (K:) or a certain plant, not of the [kind called] حَمْض, nor of the [kind called] عِضَاه; (Ibn-'Abbád, O, L, K;) of the [kind called] ثُمَام. (Ibn-'Abbád, O, L.) عُرْــفٌ [Acknowledgment, or confession;] a subst. from الاِعْتِرَافُ, (S, O, K, TA,) as meaning الإِقْرَارُ. (TA.) Hence, (S, O,) you say, (K,) لَهُ عَلَىَّ أَلْفٌ عُرْــفًا, meaning اِعْتِرَافًا [i. e. A thousand is due to him on my part by acknowlegment, or confession]; (S, O, * K;) the last word being a corroborative. (S, O.) b2: Also i. q. ↓ مَــعْرُــوفٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَارِفَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. is عَوَارِفُ; (O, K;) عُرْــفٌ being contr. of نُكْرٌ, (S, O, K,) and ↓ مَــعْرُــوفٌ being contr. of مُنْكَرٌ [as syn. with نُكْرٌ]; (S, Mgh, O, K;) i. e. Goodness, or a good quality or action; and gentleness, or lenity; and beneficence, [favour, kindness, or bounty,] or a benefit, a benefaction, or an act of beneficence [or favour or kindness]: (Msb:) عُرْــفٌ is also expl. as signifying liberality, or bounty; (K, TA;) and so ↓ عُرُــفٌ, which is a dial. var. thereof: (TA:) and a thing liberally, or freely, bestowed; or given: (K:) and ↓ مَــعْرُــوفٌ is expl. as signifying liberality, or bounty, when it is with moderation, or with a right and just aim: [and sometimes it means simply moderation:] and sincere, or honest, advice or counsel or action: and good fellowship with one's family and with others of mankind: it is an epithet in which the quality of a subst. predominates: (TA:) and signifies any action, or deed, of which the goodness is known by reason and by the law; and مُنْكَرٌ signifies the contr. thereof. (Er-Rághib, TA.) It is said in the Kur [vii. 198], وَأْمُرْ بِالْــعُرْــفِ, (O,) meaning [And enjoin thou goodness, &c., or] what is deemed good, or approved, of actions. (Bd.) And you say, أَوْلَاهُ عُرْــفًا, (S, O,) or ↓ عَارِفَةً, (TA,) meaning ↓ مَــعْرُــوفًا [i. e. He did to him, or conferred upon him, a benefit, &c.]. (S, O, TA.) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ

↓ مَتَاعٌ بِالْمَــعْرُــوفِ [in the Kur ii. 242] means [and for the divorced women there shall be a provision of necessaries] with moderation, or right and just aim, and beneficence. (TA.) And ↓ قَوْلٌ مَــعْرُــوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [in the same, ii. 265,] means Refusal with pleasing [or gracious] speech, (Bd, Jel, TA,) and prayer [expressed to the beggar, that God may sustain him,] (TA,) and forgiveness granted to the beggar for his importunity (Bd, Jel) or obtained by such refusal from God or from the beggar, (Bd,) are better than an alms which annoyance follows (TA) by reproach for a benefit conferred and for begging. (Jel.) And مَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ

↓ بِالْمَــعْرُــوفِ [in the same, iv. 6,] means [And such as is poor, let him take for himself (lit. eat)] according to what is approved by reason and by the law, (TA,) or according to his need (Bd) and the recompense of his labour. (Bd, Jel.) b3: [الــعُرْــفُ, in lexicology, signifies The commonly-known, commonly-received, or common conventional, language; common parlance, or common usage: mostly meaning that of a whole people; in which case, the epithet العَامُّ is sometimes added: but often meaning that of a particular class; as, for instance, of the lawyers. Hence the terms حَقِيقَةٌ عُرْــفًا and مَجَازٌ عُرْــفًا, expl. in arts. حق and جوز.

See also مُتَعَارَفٌ: and see عَادَةٌ.]

A2: Also The عُرْــف of the horse; (S, O;) [i. e. the mane;] the hair (Mgh, Msb, K) that grows on the ridge (Msb) of the neck of the horse (Mgh, Msb, K) or similar beast; (Msb;) as also ↓ عُرُــفٌ: (K:) [see also مَــعْرَــفَةٌ:] or the part, of the neck, which is the place of growth of the hair: [see again مَــعْرَــفَةٌ:] and the part, of the neck [of a bird], which is the place of growth of the feathers: (TA:) [or the feathers themselves of the neck; used in this sense in the K and TA in art. برل, as is shown by the context therein:] and the [comb or] elongated piece of flesh on the upper part of the head of a cock; to which the بَظْر of a girl is likened: (Msb:) pl. أَــعْرَــافٌ [properly a pl. of pauc.] (O, TA) and عُرُــوفٌ. (TA.) As used it in relation to a man, explaining the phrase جَآءَ فُلَانٌ مُبْرَثِلًّا لِلشَّرِّ as meaning نَافِشًا عُرْــفَهُ [i. e. (assumed tropical:) Such a one came as though ruffling the feathers of his neck to do evil, or mischief]. (TA.) And [hence] it is said in a trad., جَاؤُوا كَأَنَّهُمْ عُرُــفٌ (assumed tropical:) [They came as though they were a mane], meaning, following one another. (TA.) And one says, جَآء القَوْمُ عُرْــفًا عُرْــفًا (assumed tropical:) [The people, or party, came] one after another: like the saying, طَارَ القَطَا عُرْــفًا (assumed tropical:) [The sand-grouse flew] one after another. (K.) And hence, وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْــفًا, (S, O, K,) in the Kur [lxxvii. 1], a metaphorical phrase, from the عُرْــف of the horse, meaning (tropical:) [By the angels, or the winds, that are sent forth] consecutively, like [the several portions of] the عُرْــف [or mane] of the horse: (S, O:) or the meaning is, sent forth بِالْمَــعْرُــوفِ, (S, O, K, TA,) i. e. with beneficence, or benefit: (TA:) [for further explanations, see the expositions of Z and Bd or others: and see also art. رسل:] some read عَرْــفًا [expl. in the next preceding paragraph]. (TA.) b2: [Hence also,] (tropical:) The waves of the sea. (K, TA.) b3: And (assumed tropical:) Elevated sand; as also ↓ عُرُــفٌ and ↓ عُرْــفَةٌ: pl. (of the last, TA) عُرَــفٌ and (of the first, TA) أَــعْرَــافٌ: (S, O, K:) and all signify likewise (assumed tropical:) an elevated place: (K:) and the first, (assumed tropical:) the elevated, or overtopping, back of a portion of sand, (K, TA,) and of a mountain, and of anything high: and (assumed tropical:) an elevated portion of the earth or ground: and [the pl.] أَــعْرَــافٌ (assumed tropical:) the حَرْث [meaning land ploughed, or prepared, for sowing] that is upon the [channels for irrigation that are called] فُلْجَان [pl. of فَلَجٌ] and قَوَائِد [pl. of قَائِدٌ]. (TA.) b4: [The pl.] الأَــعْرَــافُ, (S, O, K,) mentioned in the Kur [vii. 44 and 46], (S, O,) is applied to (assumed tropical:) A wall between Paradise and Hell: (S, O, K:) so it is said: (S, O:) or the upper parts of the wall: or by عَلَى الأَــعْرَــافِ may be there meant عَلَى مَــعْرِــفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ [i. e., app., and possessing knowledge of the people of Paradise and of the people of Hell: for it seems that مُحْتَوُونَ, or the like, is to be understood before على]. (Zj, TA.) [And hence it is the name of The Seventh Chapter of the Kurn.] By

أَصْحَابُ الأَــعْرَــافِ [The occupants of the اعراف], there mentioned, are said to be meant persons whose good and evil works have been equal, so that they shall not have merited Paradise by the former nor Hell by the latter: or prophets: or angels. (Zj, TA.) b5: See also عُرْــفَةٌ. b6: [The pl.]

أَــعْرَــافٌ also signifies (tropical:) The higher, or highest, (K, TA,) and first, or foremost, (TA,) of winds; (K, TA;) and likewise of clouds, and of mists. (TA.) b7: And عُرْــفٌ signifies also, (As, O, K,) in the speech of the people of El-Bahreyn, (As, O,) A species [or variety] of palm-trees; (As, O, K;) and so [the pl.] أَــعْرَــافٌ (O, K) is expl. by IDrd: (O:) or when they first yield fruit, or edible fruit, or ripe fruit; (K, TA;) or when they attain to doing so: (TA:) or a [sort of] palmtree in El-Bahreyn, also called بُرْشُوم; (K, TA;) but this is what is meant by As and IDrd. (TA.) b8: And The tree of the أُتْرُجّ [i. e. citrus medica, or citron]. (K.) A3: Also pl. of عَرُــوفٌ: b2: and of أَــعْرَــفُ and عَرْــفَآءُ. (K.) عِرْــفٌ, with kesr, is from the saying, مَا عَرَــفَ عِرْــفِى إِلَّا بِأَخَرَةٍ, (S, O,) which means He did not know me save at the last, or lastly, or latterly. (S, O, K.) A2: And it signifies Patience. (IAar, O, K.) A poet says, (namely Aboo-Dahbal ElJumahee, TA,) قُلْ لِابْنِ قَيْسٍ أَخِى الرُّقَيَّاتِ مَا أَحْسَنَ الــعِرْــفَ فِى المُصِيبَاتِ [Say thou to the son of Keys, the brother of Er-Rukeiyat, How good is patience in afflictions!]. (IAar, O, TA.) عُرُــفٌ: see عُرْــفٌ, in three places.

عَرْــفَةٌ A question, or questioning, respecting a subject of information, in order to know it; (K, * TA;) as also ↓ عِرْــفَةٌ. (K, TA.) A2: See also عَرْــفٌ.

A3: Also A purulent pustule that comes forth in the whiteness [or palm] of the hand. (ISk, S, O, K.) عُرْــفَةٌ: see عُرْــفٌ, latter half. b2: Also An open, elongated, tract of land, producing plants, or herbage. (O, K.) b3: Also, (O, K,) and ↓ عُرْــفٌ, (TA,) A limit (O, K, TA) between two things: (K:) [like أُرْفَةٌ:] pl. of the former عُرَــفٌ. (O, K, TA.) عِرْــفَةٌ [an inf. n.] I. q. مَــعْرِــفَةٌ. (O, K. [See 1, first sentence. In the O, it seems to be regarded as a simple subst.]) b2: See also عَرْــفَةٌ.

يَوْمُ عَرَــفَهَ The ninth day of [the month] ذُو الحِجَّة [when the pilgrims halt at عَرَــفَات]: (S, Mgh, O, Msb, K:) the latter word being without tenween, (S, O,) imperfectly ـعْرَــبٌ">decl., because it is of the fem. gender and a proper name, (Msb,) and not admitting the art. ال. (S, O, Msb.) b2: See also the next paragraph.

عَرَــفَاتٌ The place [or mountain] where the pilgrims halt (Mgh, O, Msb, K) on the day of عَرَــفَة [above mentioned], (O, K,) [described by Burckhardt as a granite hill, about a mile, or a mile and a half, in circuit, with sloping sides, rising nearly two hundred feet above the level of the adjacent plain,] said to be nine miles, (Msb,) or twelve miles, (K,) from Mekkeh; (Msb, K;) said by J to be a place in, or at, Minè, but incorrectly, (K, TA,) unless thereby be meant near Minè; (TA;) also called by some ↓ عَرَــفَةُ; (Mgh, Msb;) but the saying نَزَلْنَا عَرَــفَةَ, (S, O, K,) or نَزَلْتُ بِــعَرَــفَةَ, (Msb,) [We, or I, alighted at عَرَــفَة,] is like a post-classical phrase, (S, O, K,) and (S, O) it is said to be (Msb) not genuine Arabic: (S, O, Msb:) عَرَــفَاتٌ is a [proper] name in the pl. form, and therefore is not itself pluralized: (S, O, K:) it is as though the term عَرَــفَةٌ applied to every distinct portion thereof: (TA:) as Fr says, it has, correctly, no sing.; (S, O;) and it is determinate as denoting a particular place; (Sb, S, O, K, TA;) and therefore not admitting the article ال; (Sb, TA;) differing from الزَّيْدُونَ [because this is a proper name common to a number of persons]: you say, هٰؤُلَآءِ عَرَــفَاتٌ حَسَنَةً [lit. These are 'Arafát, in a good state], putting the epithet in the accus. case because it is indeterminate [as a denotative of state, like مُصَدِّقًا in the saying وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ, in the Kur ii. 85]: (S, O:) it is ـعْرَــبٌ">decl. (مَصْرُوفَةٌ [more properly مُــعْرَــبَةٌ]) because the ت is equivalent to the ى and و in مُسْلِمِينَ and مُسْلِمُونَ, (S, O, K,) the tenween becoming equivalent to the ن, therefore, being used as a proper name, it is left in its original state, like as is مُسْلِمُونَ when used as a proper name: (Akh, S, O, K:) [i. e.,] it is ـعْرَــبٌ">decl. in the manner of مُسْلِمَاتٌ and مُؤْمِنَاتٌ, the tenween being like that which corresponds to the masc. pl. termination ن, not the tenween of perfect declinability, because it is a proper name and of the fem. gender, wherefore it does not admit the article ال. (Msb.) عَرَــفَاتٌ was thus named because Adam and Eve knew each other (تَعَارَفَا) there (IF, O, K, TA) after their descent from Paradise: (TA:) or because Gabriel, when he taught Abraham the rites and ceremonies of the pilgrimage, said to him “ Hast thou known? ” (أَــعَرَــفْتَ), (O, K,) and he replied “ I have known ” (عَرَــفْتُ): (K:) or because it is a place sanctified and magnified, as though it were rendered fragrant (عُرِّــفَ i. e. طُيِّبَ): (O, K:) or because the people know one another (يَتَعَارَفُونَ) there: or, accord. to Er-Rághib, because of men's making themselves known (نِتَــعَرُّــفِ العِبَادِ) there by religious services and prayers. (TA.) عُرْــفِىٌّ Of, or relating to, الــعُرْــفُ as meaning the commonly-known or commonly-received or conventional language, or common parlance, or common usage. Hence حَقِيقَةٌ عُرْــفِيَّةٌ and مَجَازٌ عُرْــفِىٌّ, expl. in arts. حق and جوز.]

عَرَــفِىٌّ Of, or relating to, عَرَــفَات. (O, K.) عِرِــفَّانٌ, (O, K,) accord. to Th, A man (O) who acknowledges, or confesses, a thing, and directs to it, or indicates it; (O, K;) thus expl. as an epithet, though Sb mentions his not knowing it as an epithet; (O;) occurring in a poem of Er-Rá'ee, and expl. by some as the name of a companion of his: (O, K: *) and عُرُــفَّانٌ signifies the same; (K;) but this is said by Sb to be a word transferred from the category of proper names. (O.) A2: Also the latter, (O,) or both, (K,) A small creeping thing that is found in the sands of 'Álij and of Ed-Dahnà: (O, K:) or a large [sort of locust, or the like, such as is termed] جُنْدَب, resembling the جَرَادَة, (AHn, K, TA,) having a crest (لَهُ عُرْــفٌ), (AHn, TA,) not found save upon [one or the other of two species of plants, i. e.] a رِمْثَة or an عُنْظُوَانَة: (AHn, K, TA:) but AHn mentions only the latter form of the word, عُرُــفَّانٌ. (TA.) عَرُــوفٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرِــيفٌ: see عَارِفٌ, first sentence. b2: [Hence,] One who knows his companions: pl. عُرَــفَآءُ. (O, K.) The chief, or head, (Mgh, K, TA,) of a people, or party; (K, TA;) because he knows the states, or conditions, of those over whom he acts as such; (Mgh;) or because he is known as such [so that it is from the same word in the last of the senses assigned to it in this paragraph]; (K;) or because of his acquaintance with the ordering, or management, of them: (TA:) or the نَقِيب [or intendant, superintendent, overseer, or inspector, who takes cognizance of, and is responsible for, the actions of a people], who is below the رَئِيس: (S, O, K:) or the manager and superintendent of the affairs, who acquaints himself with the circumstances, or a tribe, or of a company of men; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: (IAth, TA:) or the orderer, or manager, of the affairs of a people, or party; as also ↓ عَارِفٌ: (Msb:) pl. as above: (S, IAth, Msb:) it is said that he is over a few persons, and the مَنْكِب is over five عُرَــقَآء, then the أَمِير is over these. (Msb.) It is said in a trad. that the عُرَــفَآء are in Hell, as a caution against undertaking the office of chief, or head, on account of the trial that is therein; for when one does not perform the duty thereof, he sins, and deserves punishment. (TA.) b3: [It is now used as meaning A monitor in a school, who hears the lessons of the other scholars.]

A2: See also مَــعْرُــوفٌ, with which it is syn. عِرَــافَةٌ The holding, and the exercising, of the office of عَرِــيف. (S, Mgh, * O, Msb, * K. [An inf. n.: see 1, in the middle of the latter half.]) عَرُــوفَةٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرَّــافٌ A كَاهِن [or diviner]: (S, O, Msb, K:) or the former is one who informs of the past, and the latter is one who informs of the past and of the future: (Msb:) or, accord. to Er-Rághib, [but the converse of his explanation seems to be that which is correct,] the former is one who informs of future events, and the latter is one who informs of past events. (TA.) Hence the saying of the Prophet, that whoso comes to an عرّــاف and asks him respecting a thing, prayer of forty nights will not be accepted from him. (O.) b2: and (Msb) An astrologer, (IAth, Mgh, Msb,) who lays claim to the knowledge of hidden, or invisible, things, (IAth, Mgh,) which God has made to belong exclusively to Himself: (IAth:) and this is [said to be] meant in the trad. above mentioned. (Mgh.) b3: And A physician. (S, O, K.) b4: and One who smells [for يسم I read يَشُمُّ] the ground, and thus knows the places of water, and knows in what country, or district, he is. (ISh, in TA, art. حزى.) عَارِفٌ and ↓ عَرِــيفٌ are syn., (S, O, K,) like عَالِمٌ and عَلِيمٌ, (S, O,) signifying Knowing; [&c., agreeably with the explanations of the verb in the first quarter of the first paragraph of this art.;] as also ↓ عَرُــوفَةٌ, (S, O, K,) but in an intensive sense, which is denoted by the ة, (S, O, TA,) meaning [knowing, &c., much, or well; or] knowing, or acquainted with, affairs, and not failing to know [or recognise] one that has been seen once; (TA;) as in the phrase, بِالأُمُوِر ↓ رَجُلٌ عَرُــوفَةٌ [A man much, or well, acquainted with affairs]. (S, O.) b2: For the first, see also عَرِــيفٌ. b3: It also signifies particularly [Skilled in divine things;] possessing knowledge of God, and of his kingdom, and of the way of dealing well with Him. (TA.) b4: See also مَــعْرُــوفٌ.

A2: Also, the first, [Patient; or] very patient, or having much patience; syn. صَبُورٌ; (AO, S, O, K;) and so ↓ عَرُــوفٌ; (S, O, K;) of which latter the pl. is عُرْــفٌ. (K.) One says, أُصِيبَ فُلَانٌ فَوُجِدَ عَارِفًا [Such a one was smitten, or afflicted, and was found to be patient]. (S, O.) And حَبَسْتُ نَفْسًا عَارِفَةً, meaning صَابِرَةً [i. e. I restrained a patient soul, or mind]: (O, TA:) like the phrase صَبَرْتُ عَارِفَةً in a verse of 'Antarah [cited in the first paragraph of art. صبر]. (S, * O.) And ↓ نَفْسٌ عَرُــوفٌ means [A soul, or mind,] enduring; very patient; that endures an event, or a case, when made to experience it. (TA.) عَوَارِفُ [is pl. of عَارِفَةٌ, and] means Patient she-camels. (IB, TA.) عَارِفَةٌ as a subst.; pl. عَوَارِفُ: see عُرْــفٌ, first quarter, in two places.

عُوَيْرِفٌ [dim. of عَارِفٌ, i. e. signifying One possessing little knowledge &c.]. One says of him in whom is a sin, or crime, مَا هُوَ إِلَّا عُوَيْرِفٌ [He is none other than one possessing little knowledge]. (TA.) أَــعْرَــفَ is mentioned in “ the Book ” of Sb as used in the phrase هٰذَا أَــعْرَــفَ مِنْ هٰذَا [meaning This is more known than this]: irregularly formed from مَــعْرُــوفٌ, not from عَارِفٌ. (ISd, TA.) A2: Also A thing having what is termed عُرْــف [i. e. a mane, or the like]: (S, O, K:) fem. عَرْــفَآءُ: pl., masc. and fem., عُرْــفٌ. (K.) It is applied to a horse, (Mgh, K, TA,) meaning Having a full mane, or much hair of the mane. (Mgh, TA.) And to a serpent (O, K) such as is termed شَيْطَان [which is described as having an عُرْــف]. (O.) And the fem. is applied to a she-camel, (K, TA,) meaning High in the hump: or resembling the male: or long in her عُرْــف [or mane]: (TA:) or having what resembles the عُرْــف by reason of her fatness: or having, upon her neck, fur like the عُرْــف. (Ham p. 611.) b2: The fem. is also used as meaning The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena], because of the abundance of its hair (S, O, K, TA) of the neck, (O, K, TA,) or because of the length of its عُرْــف. (TA.) b3: and one says سَنَامٌ أَــعْرَــفُ A long, or tall, camel's hump, having an عُرْــف. (TA.) And جَبَلٌ أَــعْرَــفُ (assumed tropical:) A mountain having what resembles the عُرْــف. (TA.) And قُلَّةٌ عَرْــفَآءُ (tropical:) A high mountain-top. (TA.) And حَزْنٌ أَــعْرَــفُ (assumed tropical:) High rugged ground. (TA.) مَــعْرَــفٌ (S, O, K [in one of my copies of the S written مُــعَرَّــفٌ]) and مَــعْرِــفٌ also (Ham p. 47) sing. of مَعَارِفُ, which means The face [and faces], and any part thereof that appears; as in the saying اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَعَارِفِ [A woman beautiful in the face, or in the parts thereof that appear]; (S, O, K;) because the person is known thereby: (TA:) or, as some say, no sing. of it is known: (Har p. 146:) and some say that it signifies the beauties, or beautiful parts, of the face. (TA.) Er-Rá'ee says, مُتَلَفِّمِينَ عَلَى مَعَارِفِنَا نَثْنِى لَهُنَّ حَوَاشِىَ العَصْبِ [Muffling our faces, or the parts thereof that appeared, we fold, or folding, to them the selvages of the عَصْب (a sort of garment).] (S, O: but the latter has مُتَلَثِّمِينَ.) And one says, حَيَّا اللّٰهُ المَعَارِفَ, meaning [May God preserve] the faces. (O, K.) And قَدْ هَاجَتْ مَعَارِفُ فُلَانٍ The features of such a one, whereby he was known to me, have withered, like as the plant withers: said of a man who has turned away, from the speaker, his love, or affection. (TA.) And هُوَ مِنَ المَعَارِفِ He is of those who are known; [or of those who are acquaintances;] (O, K;) as though meaning مِنْ ذَوِى المَعَارِفِ, i. e. of those having faces [whereby they are known]: (O:) or مَعَارِفُ الرَّجُلِ meansThose who are entitled to the man's love, or affection, and with whom he has acquaintance; [and simply the acquaintances of the man;] and is pl. of ↓ مَــعْرِــفَةٌ. (Har p. 146.) مَعَارِفُ الأَرْضِ meansThe faces, and known parts, of the land. (TA.) مَــعْرَــفَةٌ The place [or part] upon which grows the عُرْــف [or mane]; (S, Mgh;) the place of the عُرْــف of the horse, (O, K, TA,) from the forelock to the withers: or the flesh upon which grows the عُرْــف. (TA.) But the phrase الأَخْذُ مِنْ مَــعْرَــفَةِ الدَّابَّةِ means The cutting [or taking] of somewhat from the عُرْــف of the beast. (Mgh.) مَــعْرِــفَةٌ a subst. [signifying Knowledge, cognition, cognizance, or acquaintance; &c.: as such having for its pl. مَعَارِفُ, meaning sorts of knowledge:] from عَرَــفَهُ signifying as expl. in the beginning of this art.: (Msb:) or an inf. n. therefrom. (S, O, K.) b2: See also مَــعْرَــفٌ, last sentence but one. b3: [In grammar, A determinate noun; opposed to نَكِرَةٌ.]

مُــعَرَّــفٌ [pass. part. n. of 2, q. v.

A2: ] Food rendered fragrant. (TA.) A3: And Food put part upon part [app. so that the uppermost portion resembles a mane or the like (عُرْــف)]. (TA.) [Golius, as on the authority of J, and hence Freytag, assign to it a meaning belonging to مُــعَرَّــقٌ.]

A4: Also The place of halting [of the pilgrims] at عَرَــفَات. (S, O, K.) b2: And in a trad. of I'Ab, the phrase بَعْدَ المُــعَرَّــفِ occurs as meaning After the halting at عَرَــفَة [or rather عَرَــفَات]. (TA.) مَــعْرُــوفٌ [Known: and particularly well, or commonly, known]. أَمْرٌ مَــعْرُــوفٌ and ↓ عَارِفٌ, (O, Msb, K, TA,) accord. to Lth, but the latter is disapproved by Az, having not been heard by him on any other authority than that of Lth, (O, TA,) [though there are other similar instances well known, (see أَمْرٌ, and دَافِقٌ,)] signify the same [i. e. A known affair or event &c.]; (O, Msb, K, TA;) as also ↓ عَرِــيفٌ. (Msb, TA,) b2: [Hence, in grammar, The active voice; opposed to مَجْهُولٌ.]

b3: See also عُرْــفٌ, former half, in seven places.

A2: أَرْضٌ مَــعْرُــوفَهٌ Land having a fragrant عَرْــف [or odour]. (TA.) A3: رَجُلٌ مَــعْرُــوفٌ A man having a purulent pustule, termed عَرْــفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S.) مُعْتَرِفٌ [part. n. of 8, q. v.]. 'Omar is related to have said, اُطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ, meaning [Drive ye away] those who inform against themselves [or confess or acknowledge the commission] of something for which castigation is due to them; as though he disliked their doing so, and desired that people should protect them. (TA.) مُتَعَارَفٌ [applied to language, or a phrase, or word, means Known by common conventional usage]. One says, هُوَ مُتَعَارَفٌ بَيْنَهُمْ It is known [by common conventional usage] among them. (MA. See also عُرْــفٌ.])
عرف
عَرَــفَه يَــعْرِــفُه مَــعْرِــفَةً، وعِرْــفاناً وعِرْــفَةً بالكسرِ فيهمَا وعِرِــفاناً، بكسرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الأَولَيْنِ، قَالَ ابنُ سِيده: وينْفَصِلان بتَحْدِيد لَا يَليقُ بِهَذَا المَكانِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: المَــعْرِــفةُ والــعِِرْــفانً: إِدْراكُ الشيءِ بتَفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ، فَهِيَ أَخصُّ من الْعلم، ويُضَادُّه الإِنكارُ، ويُقال: فلانٌ يــعرِــفُ الله وَرَسُوله، وَلَا يُقال: يعلم الله متَعَدِّياً إِلَى مفعولٍ وَاحِد لما كَانَ مَــعرِــفَةُ البَشرِ للهِ تَعَالَى هُوَ تَدبُّرُ آثارِه دُونَ إِدْراكِ ذاتِه، ويُقالُ: اللهُ يَعْلَمُ كَذَا، وَلَا يُقال: يَــعْرِــفُ كَذَا لما كَانَت المَــعْرِــفة تُسْتَعْمَلُ فِي العِلمِ الْقَاصِر المُتَوَصَّلِ إِلَيْهِ بتَفَكُّرِ، وأَصْلُه من عَرَــفْتُهُ، أَي: أَصَبْتُ عَرْــفه: أَي رائِحَته، أَو من أَصَبْتُ عَرْــفَه أَي خَدِّهُ فَهُوَ عارِفٌ، وعَريفٌ، وعَرُــوفَةٌ يَــعْرِــفُ الأُمورَ. وَلَا يُنْكرُ أَحداً رَآهُ مرّةً، والهاءُ فِي عَرُــوفَةٍ للمُبالَغَةِ، قَالَ طَرِيفُ ابْن مالكٍ:
(أَوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبِيلَة ... بَعَثُوا إِليَّ عَرِــيفَهَم يَتَوَسَّمُ)
أَي: عارِفَهم، قَالَ سِيبَوْيهِ: هُوَ فَعِيل بمَعْنى فاعِلٍ، كقولِهم: ضَرِيبُ قِداحِ. وعَرَــفَ الفَرَسَ عَرْــفاً، بالفتحِ وذِكْرُ الْفَتْح مُسْتَدْرَكٌ: جَزَّ عُرْــفَه يُقَال: هُوَ يَــعْرِــفُ الخيلَ: إِذا كَانَ يَجُزُّ أَــعْرافَها، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، والجَوْهَرِيُّ وَابْن القَطّاعِ.
وعَرَــف بذَنْبِه، وَكَذَا عَرَــفَ لهُ: إِذا أَقَرَّ بِهِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: (عَرَــفَ الحِسانُ لَهَا غُلَيِّمَةً ... تَسْعَى مَعَ الأَتْرابِ فِي إِتْبِ)
وَقَالَ أَــعْرَــابِي: مَا أَــعْرِــفُ لأَحَدٍ يَصْرَعُنِي: أَي لَا أُقِرُّ بهِ. وعَرَــفَ فُلاناً: جازاهُ، وقَرَأَ الكِسائِيّ قولَه عزَّ وجَلّ: وإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزوْاجِهِ حَدِيثاً فلَمّا نَبَّأَتْ بهِ وأَظْهَرَهُ اللهُ علَيْهِ عَرَــفَ بَعْضَه وأَــعْرَــضَ عنْ بَعْضٍ أَي جازَى حَفْصَة رَضِي الله تعالَى عَنْها ببَعْضِ مَا فَعَلَتْ قالَ الفَرّاءُ: من قَرَأَ عَرَّــفَ بالتّشْديدِ، فمَعْناه أَنَّه عَرَّــفَ حَفْصَةَ بعضَ الحَدِيثِ وترَكَ بعْضاً، وَمن قَرأَ بالتَّخْفِيف، أَرادَ غَضِبَ من ذلِكَ، وجازَى عليهِ، قالَ: ولعَمْرِي جازَى حَفْصَةَ بطَلاقِها، قالَ: وَهُوَ وَجْهٌ حَسَنٌ، قرأَ بذلك أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيّ. أَو مَعْناهُ: أَقرَّ ببَعْضِه وأَــعْرَــضَ عَنْ بَعْضٍ، وَمِنْه قولُهم: أَنا أَــعْرِــفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ: أَي لَا يَخْفَى عليَّ ذلكَ وَلَا مُقابَلَتُه بِمَا يُوافِقُه وَفِي حَدِيث عَوْفِ بن مالِكٍ: لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُــعَرِّــفَنَّكَها عندَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ أَي لأُجازِيَنَّك بهَا حتَّى تَــعْرِــف سُوءَ صَنِيعِك، وَهُوَ كلمةٌ تُقالُ عِنْد التَّهْدِيدِ والوَعِيدِ، وقالَ الأَزْهَرِي: قَرَأَ الكِسائِيُّ والأَعْمشُ عَن أَبِي بَكْرٍ عَن عاصِمٍ عَرَــف بَعْضهُ خَفِيفَة، وقرأَ حَمْزَةُ ونافِعٌ وابنُ) كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ اليَحْصُبِيًّ بالتّشْدِيدِ. والــعَرْــفُ الرِّيحُ طيِّبَةً كانتْ أَو مُنْتِنةً يُقال: مَا أَطْيَبَ عَرْــفَه كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنشدَ ابنُ سِيدَه:
(ثَناءٌ كَــعَرْــفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه ... ولَيْسَى لَهُ إِلا بَنِي خالِدٍ أَهْلُ)
وَقَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ فِي النَّتْنِ:
(فلَعَمْرُ عَرْــفِكِ ذِي الصُّماخِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ) وأَكْثَرُ اسْتِعمالِه فِي الطَّيِّبَةِ وَمِنْه الحَدِيثُ: من فَعَل كَذَا وكَذَا لم يَجِدْ عَرْــفَ الجَنَّةِ أَي: رِيحَها الطَّيِّبَةَ. وَفِي الْمثل: لَا يَعْجَزُ مَسْكُ السَّوْءِ عهن عَرْــفِ السَّوْءِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ الصاغانيُّ: يُضْرَبُ للَّئِيمِ الَّذِي لَا يَنْفَكُّ عَن قُبْحِ فِعْلِه، شُبِّهَ بجِلْدٍ لَمْ يَصْلُحْ للدِّباغِ فنُبِذَ جانِباً، فأَنْتَنَ. والــعَرْــفُ: نَباتٌ، أَو الثُّمامُ، أَو نَبْتٌ ليْسَ بحَمْضٍ وَلَا عِضاهِ من الثُّمامِ كَذَا فِي المُحِيطِ واللسانِ. والــعَرْــفَةُ بهاءٍ: الرِّيحُ. والــعَرْــفَةُ: اسمٌ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً: إِذا سَأَلَهُم عَن خَبَرٍ ليَــعْرِــفَه، وَمِنْه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:
(أَسائِلَةٌ عُمَيْرَةُ عَن أَبِيها ... خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكابَا)
ويُكْسَرُ.
والــعَرْــفَةُ أَيضاً: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي بَياضِ الكَفِّ نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. ويُقال: عُرِــف الرَّجلُ كعُنِيَ عَرْــفاً، بالفَتْحِ وَفِي بعضِ النُّسخِ عِرْــفاناً بالكسرِ، فَهُوَ مَــعْرُــوفٌ: خَرَجَتْ بِهِ تِلكَ القُرْحَةُ، مَا فِي الصِّحاحِ. والمَــعْرُــوفُ: ضِدُّ المُنْكَرِ قالَ اللهُ تعالَى: وأْمُرْ بالمَــعْرُــوف وَفِي الحَدِيث: صَنائِعُ المَــعْرُــوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَــعْرُــوفُ: اسمٌ لكلِّ فِعْلٍ يُــعْرَــفُ بالعَقْرلِ والشَّرْعِ حُسْنُه، والمُنْكَرُ: مَا يُنْكَرُ بِهِما، قَالَ تَعالى: تَأْمُرُونَ بالمَــعْرُــوفِ وتَنْهَوْنَ عَن المُنْكَرِ وقالَ تَعَالَى: وقُلْنَ قَوْلاً مَــعْرُــوفاً وَمن هَذَا قيل للاقْتِصادِ فِي الجُودِ: مــعْرُــوفٌ، لَمّا كانَ ذَلِك مُسْتَحْسَناً فِي العقولِ، وبالشرْعِ نَحْو: ومَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمَــعْرُــوفِ وَقَوله: وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمــعْرُــوفِ أَيبالاقْتِصادِ، والإِحسانِ، وقولُه: قَوْلٌ مَــعْرُــوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ من صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذًى أَي: رَدٌّ بالجَمِيلِ ودُعاءُ خيرٌ من صَدَقَةٍ هَكَذَا.
ومَــعْرُــوفٌ: فَرَسُ سَلَمَةَ بنِ هِنْد الغاضِرِيِّ من بَنِي أَسَدٍ، وَفِيه يَقُولُ:
(أُكَفِّئُ مَــعْرُــوفاً عَلَيْهِم كأَنَّه ... إِذا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ)
ومَــعْرُــوفُ بنُ مُسْكانَ: بانِي المكعْبَةِ شَرَّفها اللهُ تَعَالَى، أَبُو الوَلِيدِ المَكِّيُّ، صَدُوقٌ مُقْرِيءٌ) مَشْهُورٌ، مَاتَ سنة ومُسْكانُ كعُثْمانَ، وَقيل بالكَسْرِ، هَكَذَا هُوَ بالسِّينِ المُهْمَلةِ، والصوابُ بالمُعْجَمة. ومَــعْرُــوفُ بن سُوَيْدٍ الجُذامِيُّ: أَبو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ أَبو دَاوُدَ والنِّسائِي.
ومَــعْرُــوفُ بن خَرَّبُوذَ المكيُّ: مُحدثانِ وَقد تقدم ضبطُ خَرَّبُوذَ فِي موضِعِه، قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ: تابِعِيٌّ صَغِيرٌ، وليسَ لَهُ فِي البُخارِيّ غيرُ موضعٍ واحدٍ، وَفِي كِتابِ الثِّقاتِ لِابْنِ حِبّان، يَرْوِى عَن أَبِي الطَّفَيْلِ، قالَ: وكانَ ابنُ عُيَيْنَةَ يقولُ: هُوَ مَــعْرُــوفُ ابنُ مُشْكانَ، رَوَى عَنهُ ابنُ المُباركِ، ومَرْوانُ بنُ معاوِيَةَ الفَزارِيُّ. وأَبو محْفُوظٍ مَــعْرُــوفُ بنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ قَدَّسَ الله رُوحَه من أَجِلَّةِ الأَولِياءِ، وقَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدادَ لقَضاءِ الحاجاتِ، قالَ الصّاغانِيُّ: عَرضَتْ لِي حاجَةٌ أَعْيَتْنِي وحَيَّرَتْنِي فِي سنةِ خَمْسَ عَشرَةَ وسِتِّمائةٍ، فأَتَيْتُ قَبْرَهُ، وذَكَرْتُ لَهُ حاجَتِي، كَمَا تُذْكَرُ للأَحْياءِ مُعْتَقِداً أَنَّ أَوْلياءَ اللهِ لَا يَمُوتُونَ، ولكِنْ يُنْقَلُون من دارٍ إِلَى دارٍ، وانْصَرَفْتُ، فقُضِيَت الحاجَةُ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى مَسْكَنِي. قلتُ: وفاتَه مِمَّن اسمُه مَــعْرُــوفُ جماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ مِنْهُم: مَــعْرُــوفُ بنُ محَمّدٍ أَبو المَشْهُورِ عَن أَبي سَعِيدِ بنِ الأَــعْرابِيّ، ومَــعْرُــوفُ بنُ أَبِي مَــعْرُــوف البَلْخِيّ، ومَــعْرُــوفُ بنُ هُذَيْلٍ الغَسّانِيُّ، ومَــعْرُــوفُ بنُ سُهَيْلٍ: مُحَدِّثُون، وهؤلاءِ قد تُكُلِّمَ فيهِم. ومَــعْرُــوفٌ الأَزْدِيُّ الخَيّاط، أَبُو الخَطّابِ مَوْلَى بنِي أُمَيَّةَ، ومَــعْرُــوفُ بنُ بَشِيرٍ أَبو أَسْماء، وهؤلاءِ من ثِقاتِ التّابِعِينَ. ومَــعْرُــوفَةُ بهاءِ: فَرَسُ الزُّبَيْرِ ابنِ العَوامِ القُرَشِيِّ الأَسَدِيّ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنّ اسمَ فَرسِه مَــعْرُــوف بِغَيْر هاءٍ، وَهِي الَّتِي شَهِدَ عَلَيْهَا حُنَيْناً، وَمثله فِي اللِّسان والعُبابِ، وأَنْشدَ الصّاغانِيُّ ليَحْيَى ابْن عُرْــوَةَ بنِ الزُّبيْرِ:
(أَبٌ لِي آبِي الخَسْفِ قَدْ تَعْلَمُونَه ... وصاحِبُ مَــعْرُــوفٍ سِمامُ الكَتائِبِ)
وَقد تَقَدّم ذَلِك فِي خَ س ف. ويَوْمُ عَرَــفَةَ: التاسِعُ من ذِي الحجةِ. تَقول: هَذَا يَوْمُ عَرَــفَةَ غيرَ مُنَوَّنٍ، وَلَا تَدْخُلُه الأَلِفُ واللامُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وعَرَــفاتٌ: موقِفُ الحاجِّ ذلكَ اليَّوْمَ، على اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً من مَكة، على مَا حَقَّقه المُتكلمونَ على أَسمَاء المَواضِع، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فَقَالَ: مَوْضِعٌ بمِنىً وَكَذَا قَوْلُ غيرِه: موضِعٌ بمَكَّةَ، وإِن أُريدَ بذلك قُرْبَ مِنىً ومَكَّةَ فَلَا غَلَطَ، قَالَ ابنُ فارِسٍ: أَما عَرفاتٌ فَقَالَ قَومٌ: سُمِّيَتْ بذلِكَ لأنَّ آدَمَ وحَوّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَام تَعارَفا بهَا، بعدَ نُزُولِهما من الْجنَّة. أَو لِقَوْلِ جِبْرِيلَ لإبراهيمَ عَلَيْهِمَا السلامُ، لمّا عَلَّمَه المَناسِكَ وأَراهُ المَشاهِدَ: أَــعَرَــفْت أَــعَرَــفْتَ قالَ عَرَــفْتُ عَرَــفْتُ. أَو لِأَنَّهَا مُقدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ، كأَنَّها عُرّــفَتْ أَي طُيِّبَتْ. وقِيلَ: لأَنَّ الناسَ يَتَعارَفُونَ بهَا. زادَ الراغِبُ: وَقيل:) لِتــعَرُّــفِ العِبادِ فِيهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى بالعِباداتِ والأَدْعِيَةِ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ اسمٌ فِي لَفْظِ الجَمْعِ، فَلَا يُجْمعُ كأَنّهم جَعَلُوا كل جزءٍ مِنْهَا عَرَــفة، ونقلَ الجَوهريُّ عَن الفَرّاءِ أَنَّه قَالَ: لَا واحِدَ لَهُ بصِحَّةٍ وَهِي مَــعْرِــفَةٌ وإِنْ كانَ جَمْعاً، لأَنَّ الأَماكِنَ لَا تَزُولُ، فصارَتْ كالشَّيءِ الواحِدِ وخالَفَ الزّيْدِينَ، تقولُ: هؤَلاءِ عرفاتٌ حَسَنةً، تنصِبُ النَّعت لِأَنَّهُ نَكِرة، وَهِي مصروفةٌ قَالَ سيبويهِ: والدَّلِيلُ على ذَلِك قَول الــعرَــبِ: هَذِه عَرَــفاتٌ مُبارَكاً فِيهَا، وهذِه عَرَــفاتٌ حَسَنَةً، قَالَ: ويَدُلُّكَ على كَوْنِها مــعرِــفةً أَنّكَ لَا تُدْخِلُ فِيهَا أَلفاً ولاماً، وَإِنَّمَا عَرفاتٌ بمنْزِلَةِ أَبانَيْنِ، وبمنزلة جَمْعٍ، وَلَو كَانَت عَرَــفاتٌ نَكِرةً لكَانَتْ إِذنْ عَرَــفاتٌ فِي غيرِ مَوْضِعٍ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: وإِنّما صُرِفَتْ عَرَــفاتٌ لأَنَّ التاءَ بمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ فِي مُسْلِمِينَ ومُسْلِمُون لأَنه تذْكِيرُه، وَصَارَ التَّنْوِينُ بمنزلةِ النُّونِ، فلمّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ على حالِه، كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُون إِذا سُمِّيَ بِهِ على حالِه، وكذلِك القولُ فِي أَذْرِعاتٍ، وعاناتٍ، وعُرَــيْتِناتٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح. والنِّسْبَةُ عَرَــفِيّ محركةً.
وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ الــعَرَــفِيُّ من أَتْباعِ التّابِعِينَ، رَوَى عَن ابنِ أَبي مُلَيْكَةَ سَكَنَها فَنُسِب إِليها ذَكَرَهُ الصاغانِيُّ والحافِظُ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وقَوْلُهمُ: نَزَلْنا عَرَــفَةَ شَبِيهُ مُوَلَّدٍ وليسَ بــعرِــبيٍّ مَحْضٍ. والعارِفُ، والــعَرُــوفُ: الصَّبُورُ يُقال: أُصِيبَ فُلانٌ فوُجِدَ عارِفاً. والعارِفَةُ: المَــعْرُــوفُ، كالــعُرْــفِ بالضّمِّ يُقال: أَوْلاهُ عارِفَةً: أَي مَــعْرُــوفاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ ج: عَوارِفُ وَمِنْه سَمَّى السُّهْرَوَرْدِيُّ كِتَابه عَوارِفَ المعارِفَ. والــعَرّــافُ كشَدّادٍ: الكاهِنُ. أَو الطَّبِيبُ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح وَمن الأَول الحَدِيثُ: من أَتى عَرّــافاً فسأَلَه عَنْ شَيْءٍ لم يُقْبَلْ منْهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَمن الثَّانِي قَول عُروةَ بن حِزامٍ العُذْرِيِّ:
(وقُلْتُ لــعَرّــافِ اليَمامَةِ داوِنِي ... فإِنَّكَ إِ، ْ أَبْرَأْتَنِي لطَبِيبُ)

(فَمَا بِيَ مِنْ سُقْمٍ وَلَا طَيْفِ جِنَّةٍ ... ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَرِيَّ كَذُوبُ)
هَكَذَا فَصله الصاغانِيُّ، وَفِي حديثٍ آخر: من أَتى عَرّــافاً أَو كاهِناً فقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على محمدٍ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن الأَثِيرِ: الــعَرّْــافُ: المنَجِّمُ، أَو الحازِي الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الغَيْبِ الَّذِي استَأْثرَ اللهُ بعِلْمِه، وقالَ الرّاغِبُ: الــعَرّــافُ: كالكاهِنِ، إلاّ أَنَّ الــعَرّــاف يُخَصُّ بمَنْ يُخْبِرُ بالأَحْوالِ المُستَقْبَلَةِ، والكاهِنُ يخبِرُ بالأَحْوالِ الماضِيَةِ. وعَرّــافٌ: اسمٌ. وقالَ اللَّيْثُ: يُقالُ:) أَمْرٌ عارِفٌ: أَي مَــعْرُــوفٌ فَهُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، وأَنْكَره الأَزْهَريُّ، وَقَالَ: لم أَسمعه لغيرِ اللَّيْثِ، والذِي حَصَّلْناه للأَئِمَّةِ: رجُلٌ عارِفٌ: أَي صبُورٌ، قَالَه أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه. وَقَالَ ابنُ الْأَــعرَــابِي: عَرِــفَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ: إِذا أَكْثَرَ من الطِّيبِ. والــعُرْــفُ، بالضمِّ: الجُودُ. وقِيلَ: هُوَ اسمُ مَا تَبْذُلُه وتُعْطِيه. والــعُرْــفُ: مَوْجُ البَحْرِ وَهُوَ مجازٌ. والــعُرْــفُ: ضِدُّ النُّكْرِ وَهَذَا فقد تَقدم لَهُ، فَهُوَ تَكْرارُ، وَمِنْه قَوْلُ النابِغَةِ الذًّبْيانِيِّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ:
(أَبَى اللهُ إِلَّا عَدْرلَه ووَفَاءه ... فَلَا النُّكْرُ مَــعْرُــوفٌ، وَلَا الــعُرْــفُ ضائعُ) والــعُرْــفُ: اسمٌ من الاعْتِرافِ الذِي هُوَ بمَعْنَى الإقْرارِ، تَقُول: لَهُ عليَّ أَلْفُ عُرْــفاً: أَي اعْتِرافاً وَهُوَ تَوْكِيدٌ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والــعُرْــفُ: شَــعْرُ عُنُقِ الفَرَسِ وقِيل: هُوَ مَنْبِتُ الشَّــعْرِ والرِّيشِ من العُنُقِ، واسْتَعْمَلَه الأَصْمَعِيُّ فِي الإنْسانِ، فقالَ: جاءَ فلانٌ مُبْرَئِلاًّ للشَّرِّ: أَي نافِشاً عُرْــفَه، جَمعُه أَــعْرافٌ وعُرُــوفٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(نَمُشُّ بأَــعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءٍ مُضَهَّبِ)
ويُضَمُّ راؤُه كعُسُرٍ، وعُسْرٍ، والــعُرْــفُ: ع، قالَ الحُطَيْئةُ:
(أَدارَ سُلَيْمَى بالدَّوانِكِ فالــعُرْــفِ ... أَقامَتْ علَى الأَرْواحِ والدِّيَمِ الوُطْفِ)
وَفِي المُعْجَمِ: فِي دِيارِ كِلابٍ بِهِ مُلَيْحةً: ماءةٌ من أَطْيَبِ المِياهِ بنَجْدٍ، يخرجُ من صَفاً صَلْدٍ.
والــعُرْــفُ: علَمٌ. والــعُرْــفُ: الرَّمْلُ والمَكانُ المُرتَفِعانِ، ويُضَمُّ راؤُه وَفِي الصِّحاحِ: الــعُرْــفُ الرَّمْلُ المرتفعُ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(أَهاجَكَ بالــعُرُــفِ المَنْزِلُ ... وَمَا أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ)
وقالَ غيرُه: الــعُرْــفُ هُنَا: موضِعٌ أَو جَبَلٌ، كالــعُرْــفةِ بالضّمِّ، ج: كصُرَدٍ، وجمْعُ الــعُرْــفِ: أَــعْرافٌ، مثل أَِقْفالٍ. والــعُرْــفُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ قالَ الأَصْمَعِيُّ: فِي كلامِ أَهل البَحْرَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الأَــعْرافُ: ضربٌ من النَّخْلِ، وأَنْشَد: يَغْرِسُ فِيهَا الزّاذَ والأعْرافَا والنابِجِيَّ مُسْدِفاً إِسْدافَا أَو هِيَ: أَوَّلُ مَا تُطْعِمُ وقِيلَ: إِذا بَلَغَت الإِطْعامَ. أَو هِيَ: نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى البُرْشُومَ وَهُوَ بعينهِ الَّذِي نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ وابنُ دُرَيْدٍ. والــعُرْــفُ: شجَرُ الأُتْرُجِّ نَقَله الْجَوْهَرِي، كَأَنَّهُ لرائِحَتهِ.
والــعُرْــفُ من الرَّمْلَةِ ظَهْرُها المُشْرِفُ وَكَذَا من الجَبَلِ، وكلِّ عالٍ. والــعُرُــف: جَمْعُ عَرُــوفٍ)
كصَبُورٍ للصابِرِ. والــعُرْــفُ: جَمْعُ الــعَرْــفاءِ من الإِبلِ والضِّباعِ ويُقال: ناقَةٌ عَرْــفاءُ: أَي مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وقِيلَ: ناقَةٌ عَرْــفاءُ: إِذا كانَتْ مذَكَّرَةً تُشْبِه الجِمالَ، وقيلَ لَهَا: عَرْــفاءُ لِطُولِ عُرْــفِها، وأَمّا الــعَرْــفاءُ من الضِّباعِ فسيأْتِي للمُصَنّفِ فِيمَا بَعْدُ. والــعُرْــفُ: جَمْعُ الأَــعْرَــفِ من الخَيْلِ والحَيّاتِ يُقال: فَرَسٌ أَــعْرَــفُ: كثيرُ شَــعْرِ المَــعْرَــفَةِ، وَكَذَا حَيَّةٌ أَــعْرَــفُ. ويُقال: طارَ القَطَا عُرْــفاً بالضَّم: أَي مُتَتابِعَةً بَعْضُها خَلْفَ بَعْضِ، ويُقالُ: جاءَ القَوْمُ عُرْــفاً عُرْــفاً أَي مُتَتابِعَةً كَذَلِك ومنهُ حدِيثُ كعْبِ بنِ عُجْرَةَ: جاءُوا كأَنَّهُم عُرْــفٌ أَي يَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضاً، قِيلَ: وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: والمُرْسَلاتِ عُرْــفاً وَهِي الملائكةُ أُرْسِلَتْ مُتَتابِعَةً، مُستعارٌ من عُرْــفِ الفَرَسِ. أَو أَرادَ أَنَّها تُرْسَلُ بالمَــعْرُــوفِ والإِحْسانِ، وقُرِئت: عُرْــفاً، وعُرُــفاً. وذُو الــعُرْــفِ، بالضَّمِّ: رَبِيعَةُ بنُ وائِل ذِي طَوّافٍ الحَضْرَمِيُّ وَقد تقَدَّم ذكرُ أَبيهِ فِي ط وف من وَلَدِه الصّحابِيُّ رَبِيعَةُ بنُ عَيْدانَ بنِ رَبِيعَةَ ذِي الــعُرْــفِ الحَضْرَمِيُّ. وَيُقَال: الكِنْدِيُّ رَضِي الله عَنهُ شَهدَ فتح مِصْر، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وَهُوَ الَّذِي خاصَمَ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَرْضٍ، وتقَدَّم الاخْتلافُ فِي ضَبْطِ اسمِ أَبيهِ، هلْ هُوَ عَيْدانُ، أَو عَبْدانُ. والــعُرُــفُ كعُنُقٍِ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ من أَحْلَى المِياهِ. وأَيضاً: ع وَبِه فَسَّرَ غيرُ الجَوْهَرِيِّ قولَ الكُميْتِ السّابِقَ. والمُعَلَّى بنُ عُرْــفانَ بنِ سلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوفِيُّ بالضَّمِّ: من أَتْباعِ التّابِعِينَ ضَبَطَه الصّاغانِيُّ هَكَذَا. قلتُ: وَهُوَ أَخُو ابنِ أَبي وائِلٍ شَقِيقِ ابْن سلمَة، يَرْوِي عَن عَمه، قَالَ يَحْيَى وأَبوُ زُرْعَةَ والدارقطنيّ: ضعيفٌ، وَقَالَ البُخارِيُّ وأَبو حاتِمٍ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسائِيُّ والأَزْدِيّ: مَتْرُوكُ الحَدِيثِ وَقَالَ ابنُ حِبّان: يَرْوِي الموْضُوعاتِ عَن الأَثْباتِ، لاَحِلُّ الاحْتِجاجُ بِهِ، قَالَه ابنُ الجَوْزِيِّ والذَّهَبِيُّ. مُشَدَّدَةً، وبِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ، قَالَ أَبُو حنِيفةَ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ لَهُ عُرْــفٌ، لَا يَكُونُ إِلَّا فِي رِمْثَةٍ، أَو عُنْظُوانَةٍ وَقد اقْتَصَرَ على الضَّبْطِ الأَوّلِ. أَو دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ برملِ عالِجٍ أَو رِمالِ الدَّهْناء وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الــعُرُــفّانُ بالضبط الأول: جَبَلٌ أَو دُوَيْبَّةٌ. والــعِرِــفّانِ، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً فقَط: اسمُ رَجُلٍ، وَهُوَ صاحبُ الراعِي الشاعِرِ الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(كَفانِي عِرِــفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه ... كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ)

(فباتَ يُرِيهِ عِرْــسَهُ وبَناتِ ... وبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُه)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الــعِرِــفّانُ هُنَا: الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشَّيْء الدَّالُّ عليهِ وَهَذَا صِفَةٌ، وَذكر سِيبويْهِ أَنه لَا يَــعْرِــفُه وَصْفاً ويُضم مَعَ التشديدِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، جَعَله مَنْقُولاً عَن اسْم عينٍ. وعِرْــفانُ،)
كعِتْبانَ: مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيُّ. والــعُرْــفَةُ، بالضمِّ: أَرْضٌ بارِزَةٌ مُستَطِيلَةٌ تُنْبِتُ. والــعُرْــفَةُ أَيضاً: الحَدُّ بينَ الشّيْئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج: عُرَــفٌ كصُرَدٍ. والــعُرَــفُ: ثلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً فِي بلادِ الــعَرَــبِ، مِنْهَا: عُرْــفَةُ صارَةَ، وعُرْــفَةُ القَنانِ، وعُرْــفَةُ ساقٍ وَهَذَا يُقالُ لهُ: ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ:
(رَأَيْتُ بــعُرْــفَةِ الفَرْوَيْنِ نَارا ... تُشَبُّ ودُونِيَ الفَلُّوجَتانِ)
وعُرْــفَةُ الأَمْلَحِ، وعُرْــفَةُ خَجَا، وعُرْــفَةُ نِباطٍ، وغيرُ ذَلِك ويُقال: الــعُرَــفُ فِي بلادِ ثَعْلَبَةَ بن سَعْدٍ، وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ، وَفِي اللِّسانِ الــعُرْــفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ. والأَــعْرافُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ، وَقد تقَدَّم شاهِدُه. والأَــعْرافُ: سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ونادَى أَصْحابُ الأَــعْرافِ وقالَ الزَّجّاجُ: الأَــعْرافُ: أَعالِي السُّورِ، واخْتُلِفَ فِي أَصْحابِ الأَــعْرافِ، فَقِيلَ: هم قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَناتُهم وسَيِّئاتُهم، فَلم يَسْتَحِقُّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ، وَلَا النارَ بالسَّيِّئاتِ، فكانُوا على الحِجابِ الذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ، قالَ: ويَجُوزُ أَن يَكونَ مَعْناه وَالله أعلم: على الأَــعْرافِ: على مَــعْرَــفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ، وقِيلَ: أَصْحابُ الأَــعْرافِ: أَنْبِياءُ، وقِيلَ: مَلائِكَةٌ على مَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي كُتُب التّفاسِيرِ. والأَــعْرافُ من الرِّياحِ: أَعالِيها وأَوائِلُها، وَكَذَلِكَ من السَّحابِ والضَّبابِ، وَهُوَ مجازٌ. وأَــعْرافُ: نَخْل وهِضابٌ وَفِي بعضِ النُّسَخِ وَهُوَ الصَّواب وأَــعْرافً نَخْلٍ: هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه حُمْرٌ فِي أَرْضٍ سهلةٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُعْجَمِ لياقوت، وأَنشدَ: يَا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَــعْرافِ وَيَوْم الأَــعْرافِ: من أَيّامِهِمْ. وَقَالَ أَبُو زِياد: فِي بِلادِ الــعَرَــب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَــعْراف، مِنْهَا: أَــعْرافُ لُبْنَى، وأَــعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما، وَهِي مَواضِعُ فِي بِلادِ الــعَرَــبِ، قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ:
(جلَبْنَا من الأَــعْرافِ أَــعْرافِ غَمْرَةٍ ... وأَــعْرافِ لُبنْىَ الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ)

(عِراباً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَبَاتُها ... بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ)

(بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ)
والــعَرِــيفُ، كأَمِيرٍ: مَ، ْ يُــعَرِّــف أَصْحابَه، ج: عُرَــفاءُ وَمِنْه الحدِيثُ: فارْجِعُوا حتّى يَرْفَع إِلينا عُرَــفاؤُكُم أَمْرَكُم. وعَرُــفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ وضَرَب عَرافَةً مصدر الأَول، واقْتَصَر الصّاغانيُّ)
والجَوْهَرِيُّ على البابِ الأَوْلِ، أَي: صارَ عَرِــيفاً، ويُقال أَيضاً عَرَــف فلانٌ عَلَيْنا سِنَين، يــعْرُــفُ عِرافَةً ككَتَبَ كِتابَةً: إِذا عَمِلَ الــعِرافَةَ نَقَله الجَوْهرِيُّ. والــعَرِــيفُ رَئِيسُ القَوْمِ وسَيِّدهم سُمِّي بِهِ، لأَنَّه عُرِــفَ بذلِكَ أَو لمــعْرِــفَتِه بسِياسةِ القَوْمِ. أَو النَّقِيبُ، وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَفِي الحَدِيث: الــعِرافَةُ حقٌ، والــعُرَــفاءُ فِي النّارِ وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الــعُرَــفاءُ جمعُ عَرِــيفٍ، وَهُوَ القَيِّمُ بأُمورِ القَبِيلَةِ أَو الجَماعةِ من النّاسِ، يَلِي أُمُورَهُم، ويَتَــعَرَّــفُ الأَمِيرُ منهُ أَحْوالَهُم، فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ، وقولُه: الــعِرافَةٌ حَقٌّ: أَي فِيها مَصْلَحَةٌ للنّاسِ، ورِفْقٌ فِي أُمورِهم وأَحوالِهم، وقولُه: والــعُرَــفاءُ فِي النّارِ: تَحْذِيرٌ من التَّــعَرُّــضِ للرِّياسَةِ لِما فِي ذَلِك من الفِتْنَةِ فإِنَّه إِذا لَمْ يَقُمْ بحَقِّه أَثِمَ، واسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ، وَمِنْه حَدِيثُ طاوُس: أَنَّه سأَلَ ابنَ عَبّاسٍ: مَا مَعْنَى قَوْلِ النّاسِ: أَهْلُ القُرآنِ عُرَــفاءُ أَهْلِ الجَنَّةِ فقالَ: رُؤَساؤُهم وَقَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ:
(بل كُلُّ حَيٍّ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَرُمُوا ... عَرِــيفُهم بأَثافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ)
وعَرِــيفُ بنُ سَرِيعٍ، وابنُ مازِنٍ: تابِعِيّانِ أَما الأَولُ فإِنّه مِصْرِيٌّ يَرْوِي عنْ عبدِ اللهِ بن عَمْرٍ ووعنه تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ، ذكرهُ ابنُ حِبّانٍ فِي الثّقاتِ، وأَما الثانِي، فإِنّه حَكَى عَن عَلِيٍّ ابْن عاصِمٍ، قَالَه الحافِظُ. وعَرِــيفُ بنُ جُشَمَ: شاعِرٌ فارِسٌ وَهُوَ من أَجدادِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ وغيرِه من الجُشَمِيِّينَ. وابنُ الــعَرِــيفِ: أَبُو القاسِم الحُسَيْنُ ابنُ الوَلِيدِ القُرْطُبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ: نَحْوِيٌّ شاعِرٌ.
وفاتَه: أَبو العَبّاسِ بنُ الــعَرِــيفِ: مَــعْرُــوفٌ، نَقله الحافِظُ. قلت: وَهُوَ أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَّمدِ بنِ مُوسَى ابنِ عَطاءِ الله الصِّنْهاجِيُّ الطَّنْجِيُّ نَزِيلُ المَرِيَّةِ، والمُتوفَّى بمَراكُشَ سنة أَخَذ عَن أَبِي بَكْرٍ عبدِ الباقِي بنِ مُحَمّدِ ابنِ بُرْيال الأَنْصارِيّ، تلميذِ أَبي عَمْرٍ والــعَرَــبِيِّ، وغَيْرُه، كَما ذَكَرْناهُ فِي رِسالَتِنا: إتْحاف الأَصْفياءِ بسُلاك الأَوْلِياء. وكَزُبَيْرٍ: عُرَــيْفُ بنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرةَ الكُوفِيُّ عَن الشَّعْبِيِّ. وعُرَــيْفُ بنُ إِبْراهِيمَ يَرْوِي حَدِيثَه يَعْقوبُ بنُ مُحَمّدٍ الزُّهّرِيْ. وعُرَــيْفُ بنُ مُدْرِكٍ وغيرُ هؤلاءِ: مُحدِّثُونَ. والحارِثُ بن مالِكِ بن قَيْسِ بن عُرَــيْفٍ: صَحابِيُّ، لم أَجِدُ ذِكْره فِي المَعاجِمِ. وعُرَــيْفُ بنُ آبَدَ كأَحْمَدَ فِي نَسِبِ حَضْرَمَوْتَ من اليَمَنِ. وَفِي الصِّحَاح: الــعِرْــفُ، بالكَسر، من قَوْلِهِم: مَا عَرَــفَ عِرْــفِي إِلَّا بِأَخَرَةٍ: أَي مَا عَرَــفَنِي إِلاّ أَخِيراً. والــعِرْــفَةُ، بِالْكَسْرِ: المَــعْرِــفَةُ وَهَذَا تقدم ذكره فِي أَولِ الْمَادَّة، عِنْد سَرْدِه مَصادِرَ عَرَــفَ. وَقَالَ ابنُ الأَــعرابِيِّ: الــعِرْــفُ بِالْكَسْرِ الصَّبرُ وَأنْشد لأبي دَهْبَلٍ الجَمْحِيِّ
(قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيّاتِ ... مَا أَحْسَنَ الــعِرْــفَ فِي المُصِيباتِ)

وَقد عَرَــف للأَمْرِ يــعْرِــفُ من حد ضرَبَ، واعْتَرَفَ أَي: صَبَرَ، قَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:
(فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قعْ بالَّذِي أَنْتَ واقِعُ)
والمَــعْرَــفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: مَوْضِعُ الــعُرْــفِ من الفَرَسِ من النّاصِيَةِ إِلَى المنْسَجِ، وقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الــعُرْــفُ. والأَــعْرفُ من الأَشياء: مَا لهُ عُرْــفٌ قالَ: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِنَ أَحْلِفُ كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَــعْرَــفُ والــعَرْــفاءُ: الضَّبُعُ، لكَثْرَةِ شَــعْرِ رَقَبَتِها وقِيلَ: لطُولِ عُرْــفِها، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ للشَّنْفَرَي: (وَلِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْــفاءُ جَيْأَلُ)
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(لَهَا راعِيَا سُوءٍ مُضِيعانِ مِنْهُما ... أَبو جَعْدَةَ العادِي وعَرْــفاءُ جَيْأَلُ)
ويُقال: امْرَأَةٌ حَسَنةُ المَعارِفِ: أَي الوَجْهِ وَمَا يَظْهَرُ مِنْها، واحِدُها مَــعْرَــفٌ، كمَقْعَدٍ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الإِنسانَ يُــعْرَــفُ بهِ، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَلَثِّمِينَ على مَعارِفِنَا ... نَثْنِي لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ)
وقِيل: المَعارِفُ: مَحاسِنُ الوَجْهِ. ويُقال: هُوَ من المَعارِفِ: أَي المَــعْرُــوفِينَ كأَنَّه يُرادُ بِهِ من ذَوِي المَعارِفِ، أَي: ذَوِي الوُجُوهِ. وَمن سَجَعاتِ المَقاماتِ الحَرِيرِيَّةِ: حَيّا اللهُ المَعارف وإِنْ لم يَكُنْ مَعارِف: أَي حيّا اللهُ الوُجُوهَ. وأَــعْرَــفَ الفَرَسُ: طالَ عُرْــفُه. والتَّــعرِــيفُ: الإِعْلامُ يُقال: عَرَّــفَه الأَمْرَ: أَعْلَمَه إيّاه، وعَرَّــفَهُ بَيْتَه: أَعْلَمَه بمَكانِه، قالَ سِيَبَويْهِ: عَرَّــفْتُه زَيْداً، فذَهَبَ إِلَى تَعْدِيَةِ عَرَّــفْتُ بالتَّثْقِيل إِلى مَفْعُولَيْنِ، يَعْنِي أَنَّك تَقُول: عَرَــفْتُ زَيْداً، فيَتَعَّدى إِلَى واحدٍ، ثمَّ تُثَقِّلُ العَيْنَ، فيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قالَ: وأَما عَرَّــفْتُه بزْيدٍ، فإِنَّما تُرِيدُ عَرَّــفْتُه بهذِه العَلامَةِ وَأَوْضَحْتُه بهَا، فَهُوَ سِوَى المَعْنَى الأَوّلِ، وإِنّما عَرَّــفْتُه بزيدٍ، كقَوْلِكَ سَمَّيْتُه بزَيْدٍ. والتَّــعْرِــيفُ: ضِدُّ التَّنْكِيرِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: عَرَّــفَ بعْضَهُ وأَــعْرَــضَ عَنْ بَعْضٍ على قِراءَةِ من قَرأَ بالتَّشْدِيدِ.
والتَّــعْرِــيفُ: الوُقُوفُ بــعرَــفاتٍ يُقال: عَرَّــفَ الناسُ: إِذا شَهِدُوا عَرَــفاتٍ، قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ:
(وَلَا يَرِيمُونَ للتَّــعْرِــيفِ مَوْقِفَهُم ... حَتَّى يُقالَ: أَجِيزُوا آلَ صَفْوانَا)
وَهُوَ المُــعَرَّــفُ، كمُعَظَّمٍ: الموْقِفُ بــعَرَــفاتٍ وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: ثُمَّ مَحِلُّها إِلى البيْتِ العتِيقِ وذلِكَ بعدَ المُــعَرَّــفِ يريدُ بعدَ الوُقُوفِ بــعَرَــفَةَ، وَهُوَ فِي الأَصْلِ موضِعُ التَّــعْرِــيفِ، ويكونُ بِمَعْنى)
المَفْعُول. وَمن المَجازِ: اعْرَــوْرَفَ الرَّجلُ: إِذا تَهَيَّأَ للشَّرِّ واشْرَأَبَّ لَهُ. وَمن المَجازِ أَيضاً: اعْرَــوْرَفَ البَحْرُ: إِذا ارْتَفَعَت أَمْواجُه كالــعُرْــفِ. وكذلِكَ اعْرَــوْرَفَ السَّيْلُ: إِذا تَراكُمَ وارْتَفع.
وَمن الْمجَاز أَيضاً: اعْرَــوْرَفَ النَّخْلُ: إِذا كَثُفَ والْتَفَّ كأَنّه عُرْــفُ الضَّبُعِ قَالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ يَصِفُ عَطَنَ إِبلِه:
(مُــعْرَــوْرِفٌ أَسْبَلَ جبّارُه ... بحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ)
واعْرَــوْرَفَ الدَّمُ: صارَ لَهُ زَبَدٌ مثلُ الــعُرْــفِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(مُسْتَنَّةٍ سنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُــعْرَــوْرِفٍ)
واعْرَــوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَس: إِذا علا على عُرْــفِه نَقله الصَّاغَانِي. وقالَ ابْن عباد: اعْرَــوْرفَ الرَّجلُ: ارْتَفَع على الأَــعْرافِ. ويُقال: اعْتَرَفَ الرجُلُ بِهِ أَي بذَنْبِه: أَقَرَّ بِهِ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: اطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ، وهم الَّذين يُقِرُّون على أَنْفُسِهِم بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِم فِيهِ الحَدُّ والتَّعْزِيرُ، كأَنَّه كَرِه لَهُم ذَلِك، وأَحبَّ أَنْ يَسْتُرُوه. واعْتَرَفَ فُلاناً: إِذا سَأَله عَن خَبَرٍ ليَــعْرِــفَه والاسمُ الــعِرْــفَةُ، بالكَسْرِ، وَقد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ بِشْرٍ. واعْتَرَفَ الشَّيْءَ: عَرَــفَه قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحاباً:
(مَرَتْه النُّعامَى فَلم يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى من الشَّأْمِ رِيحَا)
ورُبّما وَضَعُوا اعْتَرَفَ موضِعَ عَرَــفَ، كَمَا وَضَعوا عَرَــف موضِعَ اعْتَرَف. وقالَ ابنُ الْأَــعرَــابِي: اعْتَرَفَ فُلانٌ: إِذ ذلَّ وانْقاد وأَنْشَدَ الفَرّاءُ فِي نوادِرِه: مالَكِ تَرْغِينَ وَلَا يَرْغُو الخَلِفْ وتَجْزَعِينَ والمَطِيُّ يَعْتَرِفْ أَي: يَنْقادُ بالعملِ، وَفِي كِتاب يافِع ويَفَعَة: والمَطِيُّ مُعْتَرِف.
واعْتَرَفَ إِليَّ: أَخْبَرنِي باسْمِه وشَأْنِه كأَنّه أَعْلَمَه بِهِ. وتَــعَرَّــفْتُ مَا عِنْدَك: أَي تَطَلَّبْتُ حَتَّى عَرَــفْتُ وَمِنْه الحَدِيثُ: تَــعَرَّــفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخاءِ يَــعْرفْكَ فِي الشِّدَّة. ويُقال: ائْتِه فاسْتَــعْرِــفُ إِليهِ حَتَّى يَــعْرِــفَكَ وَفِي اللِّسَان: أَتَيْتُ مُتَنَكِّراً ثمَّ اسْتَــعْرَــفْتُ: أَي عَرَّــفْتُه مَنْ أَنا، قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(فاسْتَــعْرِــفا ثُمّ قُولاَ: إِنَّ ذَا رَحِمٍ ... هَيْمانَ كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسَرَا)

(فإِن بَغَتْ آيَة تَسْتَــعْرِــفان بِها ... يَوْماً فقُولاَ لَها: العُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا)
وتَعارفُوا: عَرَــفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا. وسَمَّوْا) عَرَــفَةَ مُحَرَّكَةً، ومَــعْرُــوفاً، وكزُبَيْرٍ، وأَمِيرٍ، وشَدّادِ، وقُفْلٍ وَمَا عَدا الأَوَّلَ فقد ذَكَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، فتَأَمَّلْ. َ وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَمْرٌ عَرِــيفٌ: مــعروفٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. وأَــعْرَــفَ فُلانٌ فُلاناً، وعَرَّــفَه: إِذا وَقَفَهُ على ذَنْبِه، ثمَّ عَفَا عَنهُ. وعَرّــضفَه بهِ: وسَمَهُ. وَهَذَا أَــعْرَــفُ مِنْ هَذَا، كَذَا فِي كِتابِ سِيبَوَيْهِ، قالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَنَّه على تَوَهُّم عَرُــفَ، لأَنَّ الشَّيءَ إِنَّما هُوَ مَــعْرُــوفٌ لَا عارفٌ، وصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنما هِيَ من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ، وَقد حَكَى سِيبَوَيْهِك مَا أَبْغَضَه إِليَّ: أَي أَنَّه مُبْغَضٌ، فتَعَجَّبَ من المَفْعُول كَمَا يُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ، حَتَّى قَالَ: مَا اَبْغَضَنِي لَهُ، فعَلَى هَذَا يَصْلُحُ أَنْ يكونَ أَــعْرَــفُ هُنَا مُفاضَلَةً وتَعَجُّباً من المَفْعُولِ الذِي هُوَ المَــعْرُــوف. والتَّــعْرِــيفُ: إِنْشادُ الضّالَّةِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ.
(ُوتَــعَرَّــفُونِي إِنَّنِي أَنا ذَاكُمُو ... شاكٍ سِلاحِي فِي الفَوارِسِ مُعْلَمُ)
واعْتَرَفَ اللُّقَطَةَ: عَرَّــفَها بصِفَتِها وإِنْ لم يَرَها فِي يدِ الرَّجُلِ، يُقَال: عَرَّــفَ فلانٌ الضّالَّةَ: أَي ذَكَرَها وطَلَبَ مَنْ يَــعْرِــفُها، فجاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها: أَي يَصِفُها بصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها. واعْتَرَفَ لَهُ: وصَفَ نفسَه بصفةٍ يُحَقِّقُه بهَا. واسْتَــعْرَــفَ إِليه: انْتَسَب لَهُ. وتَــعَرَّــفَهُ المَكانَ، وفِيهِ: تأَمَّلَه بهِ وأَنشدَ سِيبويهِ:
(وقالُوا تَــعَرَّــفْها المَنازِلَ مِنْ مِنىً ... وَمَا كُلُّ من وافَى مِنىً أَنا عارِفُ)
ومَعارِفُ الأَرضِ: أَوْجُهُها وَمَا عُرِــف مِنْها. ونَفْسٌ عَرُــوفٌ: حاملَةٌ صَبَوُرٌ إِذا حُمِلَتْ على أَمرٍ احْتَمَلَتْه. قالَ الأزهريُّ ونفسٌ عارِفَةٌ، بالهاءِ مِثلُه، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ)
يَقُول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً، أَي: صابرَةً. والعَوارِفُ: النُّوقُ الصُّبُرُ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٌّ لمُزاحِمٍ العُقيليِّ:
(وقَفْتُ بهَا حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... ومَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ)
المُبْرَياتُ: الَّتِي فِي أُنُوفِها البُرَةُ. والــعُرُــف، بضمَّتَيْنِ: الجُودُ، لغةٌ فِي الــعُرْــفِ بِالضَّمِّ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِه الــعُرُــفَا)
والمَــعْرُــوف: الجُودُ إِذا كَانَ باقْتِصادٍ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه مَا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:)
(وَمَا خَيْرُ مَــعْرُــوفِ الفَتَى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِيدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ)
والمَــعْرُــوف: النُّصْحُ، وحُسنُ الصُّحْبَةِ مَعَ الأَهْلِ وغيرِهم من النّاسِ، وَهُوَ من الصِّفاتِ الغالِبَةِ.
ويُقال للرَّجُلِ إِذا وَلَّى عنكَ بِوُدِّه: قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ، وَهِي مَا كُنْتَ تَــعْرِــفُه من ضَنِّه بكَ، ومعْنَى هاجَتْ: يبِسَتْ، كَمَا يَهيجُ النَّباتُ إِذا يَبِسَ. والتَّــعْرِــيفُ: التَّطْييبُ والتَّزْيِينُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّــفَها لَهُمْ أَي: طَيَّبَها، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا قولُ بعضِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، يُقَال: طَعامٌ مُــعَرَّــفٌ: أَي مَطُيَّبٌ، وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ يَــعْرِــفُونَ منازِلَهُم حَتّى يكونَ أَحَدُهم أَــعْرَــفَ بَمْنزِلِه فِي الجَنَّةِ مِنْه بمَنْزِله إِذا رَجَع من الجُمُعَةِ إِلَى أَهْلِه، وَقَالَ الراغِبُ: عرَّــفَها لَهُم بأَن وَصَفَها وشَوَّقَهُم إِليها. وطَعامٌ مُــعَرَّــفٌ: وُضِعَ بعضُه على بعضٍ. وعَرُــفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: طابَ رِيحُه. وعَرِــفَ، كعَلِم: إِذا تَرَك الطِّيبَ، عَن ابنِ الْأَــعرَــابِي: وأَرْضٌ مَــعْرُــوفَةٌ: طَيَِّبَةُ الــعَرْــفِ. وتَــعَرَّــفَ إِليه: جَعَله يَــعْرِــفُه.
وعَرَّــفَ طَعامَه: أَكْثَر إِدامَهُ. وعَرَّــفَ رَأْسَهُ بالدُّهْن: روّاهُ.
واعْرَــوْرَفَ الفَرَسُ: صارَ ذَا عُرْــفٍ. وسَنامٌ أَــعْرَــفُ: أَي طَوِيلٌ ذُو عُرْــفٍ. د وناقَةٌ عَرْــفاءٌ: مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وَقيل: إِذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ. وجَبَلٌ أَــعْرَــفُ: لَهُ كالــعُرْــفِ.
وعُرْــفُ الأَرْضِ، بالضَّمِّ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وحَزْنٌ أَــعُرَــفُ: مُرْتَفِعٌ. والأَــعْرافُ: الحَرْثُ الذِي يَكُونُ على الفُلْجانِ والقَوائِدِ. وعَرَّــفَ الشَّرَّ بينَهم: أَرَّثَه، أَبْدِلَت الأَلِِفُ لمكانِ الهَمْزةِ عَيْناً، وأُبْدِل الثّاءُ فَاء، قَالَه يَعْقُوب فِي المُبْدَلِ، وَأنْشد:
(وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّــفَ الشَّرَّ بينَهُم ... وَلَا حينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا)
أَي أَرَّثَ ومَــعْرُــوفٌ: وادٍ لَهُم أَنشَدَ أَبو حنيفَةَ:
(وحَتَى سَرَتْ بعدَ الكَرَى فِي لَويِّه ... أَسارِيعُ مَــعْرُــوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ)
وتَعارَفُوا: تَفاخَرُوا: ويُرْوَى بالزاي أَيضاً، وَبِهِمَا فُسِّرَ مَا فِي الحديثِ: أَن جارِيَتَين كانَتَا تُغَنِّيانِ بِمَا تَعارفَت الأَنْصارُ يومَ بُعاثٍ. وتَقُولُ لمَنْ فِيه جَرِيَرةٌ: مَا هُوَ إِلَّا عُرَــيْرِفٌ. وقُلَّةٌ عَرْــفاءُ: مرتَفِعَةٌ، وَهُوَ مجَاز. وعَرَــفْتُه: أَصَبْتُ عَرْــفَه، أَي: خَدَّه. والعارِفُ فِي تَعارُفِ القومِ: هُوَ المُخْتَصُّ بمَــعْرِــفَةِ اللهِ، ومَــعْرِــفةِ مَلَكُوتِه، وحُسْنِ مُعامَلَتِه. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: عَرَــفَ: اسْتَخْذَى. وَقد عَرَــفَ عندَ المُصِيبَةِ: إِذا صَبَرَ. وعَرُــفَ ككَرُمَ عَرافَةً: طابَ رِيحُه. وأَــعْرفَ الطَّعامُ: طابَ) عَرْــفُه، أَي رائِحَتُه. والأَعَارِفُ: جِبالُ اليمامَةِ، عَن الحَفْصِيِّ. والأَــعْرَــفُ: اسمُ جَبَلٍ مُشْرِف على قُعَيْقِعانَ بمكَّة. والأُعَيْرِفُ: جَبَلٌ لطَيِّئٍ، لَهُم فِيهِ نَخْلٌ، يُقالُ لَهُ: الأَفِيقُ. وعَرَــف، مُحَرَّكَةً: من قُرى الشِّحْرِ باليَمَنِ. وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَّمدٍ بنِ حُجْرٍ الــعَرّــافِيُّ بِالْفَتْح مَعَ التَّشديد رَوَى عَن شيخٍ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ، وَعنهُ حَسَنُ بنُ يَزْدادَ.
عرف: {بالــعرف}: المــعروف. {الأعراف}: سور بين الجنة والنار، وكل مرتفع من الأرض أعراف، الواحد: عُرف.
الــعرف: ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول، وهو حجة أيضًا، لكنه أسرع إلى الفهم، وكذا العادة، هي ما استمر الناس عليه على حكم العقول وعادوا إليه مرة بعد أخرى.
(عرف) الْحجَّاج وقفُوا بِــعَرَــفَات وَالِاسْم (فِي اصْطِلَاح النُّحَاة) ضد نكره وَالشَّيْء طيبه وزينه والضالة نشدها وَعَلَيْهِم عريفا أَقَامَهُ ليــعرف من فيهم من صَالح وطالح وَفُلَانًا بِكَذَا وسمه بِهِ وَفُلَانًا الْأَمر أعلمهُ إِيَّاه
(عرف)
فلَان على الْقَوْم عرافة دبر أَمرهم وَقَامَ بسياستهم وَالشَّيْء عرفانا وعرفانا وَمَــعْرِــفَة أدْركهُ بحاسة من حواسه فَهُوَ عَارِف وعريف وَهُوَ وَهِي عروف وَهُوَ عروفة (وَالتَّاء للْمُبَالَغَة) وَيُقَال لأعرفن لَك مَا صنعت لأجازينك بِهِ وللأمر عرفا صَبر فَهُوَ عَارِف وعروف وعروفة

(عرف) فلَان أَصَابَته الــعرفة فَهُوَ مَــعْرُــوف

(عرف) عرفا ترك التَّطَيُّب فَهُوَ عرف والديك كَانَ لَهُ عرف فَهُوَ أعرف وَهِي عرفاء (ج) عرف

(عرف) عرفا صَار عريفا وَأكْثر من الطّيب
(عرف) - في الحديث: "مَنْ فَعَل كَذَا وكذَا لم يَجِدْ عَرْــفَ الجنَّة"
: أي رِيحَها الطَّيِّبة. والــعَرْــفُ: الرِّيح.
- في حديث سَعِيد بن جُبَيْر: "ما أَكَلْتُ لحمًا أَطْيَبَ من مَــعْرَــفَةِ البِرْذَوْن"
: أي مَنْبِت عُرْــفه، وأَــعرَــفَ الفَرسُ: طال عُرْــفُه. وعَرفْتُه: جَزَزْته.
- في الحديث: "الــعِرافَة حَقٌّ، والــعُرفَاء في النار"
الــعُرَــفَاء: جمع الــعَرِــيفِ، وهو القَيِّم بأَمْرِ القَبِيلة والمَحَلَّة يَلِى أُمورَهم ويتــعَرَّــف الأَميرُ منه أَحوالَهم، وهو مبالغة في اسْمِ مَنْ يَــعرِــف حالَ الجُند ونَحوِهم، وقد عَرُــفَ وعَرَــف.
وقوله: حَقٌّ: أي فيها مَصلحةٌ للنَّاس ورِفْقٌ في الأُمور.
وقوله: في النَّار، معناه التَّحذِيرُ من التَّــعرُّــض للرِّياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنة، وأَنّه إذا لم يَقُم بحَقِّه ولم يُؤدِّ الأَمانَة فيه أَثِم واستَحقَّ العُقوبةَ. - في حديث عَوْفِ بنِ مالك - رضي الله عنه -: "لتَردَّنَّه أو لأُــعَرِّــفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"
: أي لأجازِينَّك بها حتى تَــعرِــف سُوءَ صَنِيعِك.
قال الفَرَّاء: تقول الــعربُ للرجل إذا أَسَاء إليه: لَأعُرِّــفَنَّ لك غِبَّ هذا: أي لأُجَازِينَّك عليه. تقول هذا لمن يَتَوعَّده
: أي قد عَلِمتُ ما عَمِلتَ، وعَرفتُ ما صَنَعْتَ. ومعناه: سَأُجَازِيك عليه، لا أَنَّك تَقْصد إلى أن تــعرِّــفَه أَنَّك قد عَلِمتَ فقط.
- ومنه قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عَرَّــفَ بَعْضَهُ} بالتَّخْفِيف
: أي جَازَى على بَعْض.
- في حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: "جَاؤُا كأنّهم عُرْــفٌ"
يقال: طار القَطَا عُرْــفًا عُرْــفًا: أي بَعْضُها خَلْفَ بعض.
عرف
عَرَــفَ عِرْــفَاناً ومَــعْرِــفَةً. ورَجُلٌ عَرُــوْفَةٌ وعَرِــيْفٌ: أي عَارِف. وعَرَــفَ: اسْتَحْذى. وصَبَرَ، وهو عارِفٌ وعَرُــوْفٌ، والــعِرْــفُ: الصَّبْر. والــعَرَّــافُ: دُوْنَ الكاهِن. والــعَرْــفُ: نَباتٌ ليس بِحَمْضٍ ولا عِضَاهٍ من الثُّمام. والرِّيْحُ الطَّيِّبَة، ومنه قَوْلُ الله تَبارَكَ وتَعَالى: " ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّــفَها لهم "، وقيل: معناه حَدَّها لهم، والــعُرَــفُ: الحُدُوْد، والواحِدَة: عُرَــفَة، وسُمِّيتْ عَرَــفَةُ بذلك كأنَّه عُرِــفَ حَدُّه. والــعُرْــفُ: المَــعْرُــوْف. وعُرْــفُ الفَرَس. ويُقال: أعْرَــفَ: إِذا طالَ عُرْــفُه، وعَرَــفْتُه: جَزَزْتَه، والمَــعْرَــفَةُ: مَوْضِعُ الــعُرْــف.
وطارَ القَطا عُرْــفاً عُرْــفاً: بَعْضُها خَلْفَ بعضٍ. والأعْرافُ: ما ارتَفَعَ من الرَّمْل، والواحِدُ: عُرْــفٌ. وقيل: الأعْرَــافُ: كُلُّ مُرْتَفعٍ عند الــعَرَــب، ومنه قولُ الله عَزَّ ذِكْرُه: " وعلى الأعْرَــافِ رِجَالٌ " وهو اسْمُ واحِدٍ وإنْ كان بِناؤه جَميْعاً. واعْرَــوْرَفَ: ارْتَفَعَ على الأعْرَــاف. واع واعْرَــوْرَفَ البَحْرُ: ارْتَفَعَتْ أعْرَــافُه وأمْواجُه. والــعُرَــفُ - والواحِدَةُ عُرْــفَةٌ -: أشْرافُ الأرض الدِّقَاق المُرْتَفِعَةُ. واسْمُ مَوْضِعٍ. والــعُرَــفُ بِبِلادِ بَني أَسَد: عُرْــفَةُساقٍ، عُرْــفَةُالأمْلَح، عُرْــفَةُ صَارَةَ، وعُرْــفَة الثَّمد؛ وعُرْــفَة الماوَيْنِ؛ وعُرْــفَة القَرْدَيْن مَوَاضَعُ. واعْتَرَفْتُهُم: سَألْتَهم عن خَبَرٍ. والاعْتِراف: الاقْرارُ بالذُّلِّ أو الذَّنْب.
والتَّــعْرِــيْفُ: الوُقُوْفُ بــعَرَــفاتٍ: وتَعْظِيْمُ يَوْمِ عَرَــفَة. وأنْ يُصِيْبَ الضّالَّةَ فَيُنادي عليه.
والــعُرُــفانُ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ له عُرْــفٌ. وامْرأةٌ حَسَنَةُ المَعَارِف: وهي الوَجْه: واحِدُها: مَــعْرَــفٌ ومَــعْرِــفٌ: وقيل: هي الأنْفُ وما والاه. والــعَرْــفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُج على اليَد، وقد عُرِــفَ الرَّجُلُ.
والــعِرَــافَةُ: كالنَّقَابَة، ومنا رَجُلٌ عَرِــيْفٌ.
عرف
المَــعْرِــفَةُ والــعِرْــفَانُ: إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره، وهو أخصّ من العلم، ويضادّه الإنكار، ويقال: فلان يَــعْرِــفُ اللهَ ولا يقال: يعلم الله متعدّياإلى مفعول واحد، لمّا كان مَــعْرِــفَةُ البشرِ لله هي بتدبّر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يَــعْرِــفُ كذا، لمّا كانت المَــعْرِــفَةُ تستعمل في العلم القاصر المتوصّل به بتفكّر، وأصله من: عَرَــفْتُ. أي: أصبت عَرْــفَهُ. أي:
رائحتَهُ، أو من أصبت عَرْــفَهُ. أي: خدّه، يقال:
عَرَــفْتُ كذا. قال تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَــفُوا
[البقرة/ 89] ، فَــعَرَــفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
[يوسف/ 58] ، فَلَــعَرَــفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ
[محمد/ 30] ، يَــعْرِــفُونَهُ كَما يَــعْرِــفُونَ أَبْناءَهُمْ
[البقرة/ 146] . ويضادّ المَــعْرِــفَةُ الإنكار، والعلم الجهل. قال: يَــعْرِــفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها [النحل/ 83] ، والعَارِفُ في تَعَارُفِ قومٍ:
هو المختصّ بمــعرفة الله، ومــعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى، يقال: عَرَّــفَهُ كذا. قال تعالى:
عَرَّــفَ بَعْضَهُ وَأَــعْرَــضَ عَنْ بَعْضٍ
[التحريم/ 3] ، وتَعَارَفُوا: عَرَــفَ بعضهم بعضا. قال:
لِتَعارَفُوا
[الحجرات/ 13] ، وقال:
يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ
[يونس/ 45] ، وعَرَّــفَهُ:
جعل له عَرْــفاً. أي: ريحا طيّبا. قال في الجنّة:
عَرَّــفَها لَهُمْ
[محمد/ 6] ، أي: طيّبها وزيّنها لهم، وقيل: عَرَّــفَهَا لهم بأن وصفها لهم، وشوّقهم إليها وهداهم. وقوله: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَــفاتٍ
[البقرة/ 198] ، فاسم لبقعة مخصوصة، وقيل: سمّيت بذلك لوقوع المــعرفة فيها بين آدم وحوّاء ، وقيل: بل لِتَــعَرُّــفِ العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. والمَــعْرُــوفُ:
اسمٌ لكلّ فعل يُــعْرَــفُ بالعقل أو الشّرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما. قال: يَأْمُرُونَ بِالْمَــعْرُــوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران/ 104] ، وقال تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَــعْرُــوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
[لقمان/ 17] ، وَقُلْنَ قَوْلًا مَــعْرُــوفاً
[الأحزاب/ 32] ، ولهذا قيل للاقتصاد في الجود:
مَــعْرُــوفٌ، لمّا كان ذلك مستحسنا في العقول وبالشّرع. نحو: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَــعْرُــوفِ [النساء/ 6] ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَــعْرُــوفٍ [النساء/ 114] ، وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَــعْرُــوفِ
[البقرة/ 241] ، أي:
بالاقتصاد والإحسان، وقوله: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَــعْرُــوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَــعْرُــوفٍ [الطلاق/ 2] ، وقوله: قَوْلٌ مَــعْرُــوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ
[البقرة/ 263] ، أي: ردّ بالجميل ودعاء خير من صدقة كذلك، والــعُرْــفُ: المَــعْرُــوفُ من الإحسان، وقال: وَأْمُرْ بِالْــعُرْــفِ
[الأعراف/ 199] . وعُرْــفُ الفرسِ والدّيك مَــعْرُــوفٌ، وجاء القطا عُرْــفاً. أي: متتابعة. قال تعالى: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْــفاً
[المرسلات/ 1] ، والــعَرَّــافُ كالكاهن إلّا أنّ الــعَرَّــافَ يختصّ بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والــعَرِــيفُ بمن يَــعْرِــفُ النّاسَ ويُــعَرِّــفُهُمْ، قال الشاعر:
بعثوا إليّ عَرِــيفَهُمْ يتوسّم
وقد عَرُــفَ فلانٌ عَرَــافَةً: إذا صار مختصّا بذلك، فالــعَرِــيفُ: السّيدُ المــعروفُ قال الشاعر:
بل كلّ قوم وإن عزّوا وإن كثروا عَرِــيفُهُمْ بأثافي الشّرّ مرجوم
ويومُ عَرَــفَةَ يومُ الوقوفِ بها، وقوله: وَعَلَى الْأَــعْرافِ رِجالٌ
[الأعراف/ 46] ، فإنه سور بين الجنّة والنار، والاعْتِرَافُ: الإقرارُ، وأصله:
إظهار مَــعْرِــفَةِ الذّنبِ، وذلك ضدّ الجحود. قال تعالى: فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ
[الملك/ 11] ، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا
[غافر/ 11] .

عَرَقَ

(عَرَــقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْمَظَاهِرِ «أَنَّهُ أُتِي بــعَرَــقٍ مِنْ تَمْرٍ» هُوَ زَبِيلٌ مَنْسوج مِنْ نَسَائج الخُوص، وَكُلُّ شَيْءٍ مَضْفُور فَهُوَ عَرَــقٌ وعَرَــقَةٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ إحْياء المَوَات «وَلَيْسَ لــعِرْــقِ ظالمٍ حقٌّ» هُوَ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أرْضٍ قَدْ أحْياهَا رجلٌ قَبْلَهُ فيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسا غَصْباً لِيسْتَوجبَ بِهِ الأرضَ.
وَالرِّوَايَةُ «لــعِرْــقٍ» بالتنْوين، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ: أَيْ لِذِي عِرْــقٍ ظالمٍ، فجَعَلَ الــعِرْــقَ نفسَه ظَالِمًا والحقَّ لصاحبِه، أَوْ يَكُونُ الظَّالم مِنْ صِفَةِ صاحِب الــعِرْــق، وَإِنْ رُوي «عِرْــقِ» بِالْإِضَافَةِ فيكونُ الظالمُ صاحبَ الــعِرْــق، والحقُّ للــعِرْــق، وَهُوَ أحدُ عُرُــوق الشَّجَرَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرَاش «أَنَّهُ قَدم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإِبلٍ مِنْ صَدَقات قَوْمِهِ كأنَّها عُرُــوق الأَرْطَى» هُوَ شَجَرٌ مــعروفٌ واحدتُه: أَرْطَاة، وعُرُــوقُه طِوَالٌ حُمْرٌ ذَاهِبة فِي ثَرى الرِّمَالِ الممطُورَة فِي الشِّتاء، تَراها إِذَا أُثِيرَت حُمْراً مكتَنِزة تَرِفُّ يقْطُر مِنْهَا المَاءُ، شبَّه بِهَا الإبلَ فِي اكْتِنازِها وحُمْرة ألْوَانها.
(س) وَفِيهِ «إنَّ ماءَ الرَّجُلِ يَجْرِي مِنَ المَرْأة إِذَا وَاقَعَها فِي كُلِّ عِرْــقٍ وعَصَب» الــعِرْــق مِنَ الحَيَوان: الأجْوفُ الَّذِي يكونُ فِيهِ الدَّمُ، والعَصَب: غَيْرُ الأجْوف.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ وقَّتَ لأهْل الــعِرَــاق ذاتَ عِرْــق» هُوَ منزلٌ مَــعْرُــوف مِنْ مَنَازِلِ الْحَاجِّ.
يُحْرِم أهْلُ الــعِرَــاق بالحجِّ مِنْهُ، سُمِّي بِهِ لأنَّ فِيهِ عِرْــقا، وَهُوَ الجَبَل الصَّغِيرُ. وَقِيلَ: الــعِرْــق مِنَ الْأَرْضِ سَبَخَةٌ تُنْبتُ الطَّرْفاء.
والــعِرَــاق فِي اللُّغَةِ: شَاطِئُ النَّهر وَالْبَحْرِ، وَبِهِ سُمي الصُّقع، لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ الفُرَات ودِجْلَة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «خَرجُوا يَقُودُون بِهِ حَتَّى لمَّا كَانَ عِنْد الــعِرْــق مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي دُون الخَنْدَق نَكَّبَ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُصلِّي إِلَى الــعِرْــق الَّذِي فِي طَرِيق مَكَّةَ» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أنَّ امْرَأَ لَيْسَ بينَه وبينَ آدمَ أبٌ حيٌّ لَمُــعْرَــقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ» أَيْ أنَّ لَهُ فِيهِ عِرْــقا وأنَّه أصيلٌ فِي الْمَوْتِ.
ومنه حديث قُتَيلة أخت النضر بن الحارث.
والفَحْلُ فحلٌ مُــعْرِــق أَيْ عَرِــيق النَّسَب أصيلٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ تَناول عَرْــقاً ثُمَّ صلَّى وَلَمْ يَتَوضأ» الــعَرْــق بِالسُّكُونِ: العَظْم إِذَا أُخذ عَنْهُ مُعْظَم اللَّحم، وجمعُه: عُرَــاق، وَهُوَ جمعٌ نَادِرٌ، يُقَالُ: عَرَــقْتُ العظْمَ، واعْتَرَقْتُه، وتَــعَرَّــقْتُه إِذَا أخَذْتَ عَنْهُ اللَّحْمَ بأسْنَانك.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَوْ وَجَد أحدُهم عَرْــقاً سَمِيناً أَوْ مَرْمَاتين» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَطْعِمَةِ «فَصَارَتْ عَرْــقَة» يَعْنِي أنَّ أضْلاعَ السِّلْق قَامت فِي الطَّبخ مقَام قِطَع اللَّحم، هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. وَفِي أُخْرَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، يريدُ المَرَق مِنَ الغَرْف.
(هـ) وَفِيهِ «قَالَ ابْنُ الْأَكْوَعِ: فخرَجَ رَجُلٌ عَلَى ناقَةٍ ورْقَاءَ وَأَنَا عَلَى رجْلي فأعْتَرِقُها حَتَّى آخذَ بخِطَامها» يُقَالُ: عَرَــقَ فِي الْأَرْضِ إِذَا ذَهَب فِيهَا، وجَرَت الخيلُ عَرَــقاً: أَيْ طَلَقاً. وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ وسيَجيء.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «جَشِمْت»
إِلَيْكَ عَرَــق القِرْبة» أَيْ تَكَلَّفْتُ إِلَيْكَ وتَعِبْت حَتَّى عَرِــقْتُ كــعَرَــقِ القِرْبَةِ، وعَرَــقُها: سَيَلانُ مائِها.
وَقِيلَ: أَرَادَ بــعَرَــقِ القِرْبة عَرَــق حَامِلِها مِنْ ثِقَلها.
وَقِيلَ: أَرَادَ إِنِّي قَصَدتك وسَافَرت إِلَيْكَ واحتَجْت إِلَى عَرَــقِ القِرْبة وهو ماؤُها. وَقِيلَ: أَرَادَ تكلَّفتُ لكَ مَا لَمْ يَبْلغه أحَدٌ وَمَا لَا يَكُونُ، لأنَّ القِرْبة لَا تَــعْرَــق.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: عَرَــقَ الْقِرْبَةِ مَعْنَاهُ الشِّدَّة، وَلَا أدْرِي مَا أصْلُه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدردَّاء «أَنَّهُ رَأى فِي الْمَسْجِدِ عَرَــقَةً فَقَالَ: غَطُّوها عنَّا» قَالَ الْحَرْبِيُّ:
أظنُّها خَشَبة فِيهَا صُورَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر «أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَمْشِي فِي رِكَابِهِ: تَــعَرَّــقْ فِي ظِلِّ ناقتِي» أَيِ امْشِ فِي ظلِّها وانْتفع بِهِ قَليلاً قَليلاً.
(س [هـ] ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لِسَلْمَان: أَيْنَ تَأْخُذُ إِذَا صَدَرْت، أَعْلَى المُــعَرِّــقَة، أَمْ عَلَى الْمَدِينَةِ؟» هَكَذَا رُوي مُشدَّداً. والصَّوابُ التَّخْفِيفُ ، وَهِيَ طَريقٌ كَانَتْ قُرَيش تَسْلُكها إِذَا سَارَتْ إِلَى الشَّام تأخُذُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهَا سَلكت عِير قُرَيش حِينَ كَانَتْ وَقْعَة بَدْرٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «أَنَّهُ كَرِهَ الــعُرُــوق للمُحْرِم» الــعُرُــوق: نَباتٌ أصْفَرُ طَيبُ الرِّيح والطَّعْم يُعْمَل فِي الطَّعَام. وَقِيلَ: هُوَ جمعٌ واحدُه عِرْــق.
(س) وَفِيهِ «رأيتُ كأنَّ دَلْواً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بــعَرَــاقِيها فشَرِب» الــعَرَــاقِي:
جمعُ عَرْــقُوَة الدَّلو، وَهُوَ الْخَشَبَةُ المَــعْرُــوضَة عَلَى فَمِ الدَّلْو، وَهُما عَرْــقُوَتَان كالصَّليب. وَقَدْ عَرْــقَيْتُ الدَّلْو إِذَا ركَّبتَ الــعَرْــقُوَة فِيهَا.

عَرَشَ 

(عَرَــشَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى ارْتِفَاعٍ فِي شَيْءٍ مَبْنِيٍّ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ. مِنْ ذَلِكَ الْــعَرْــشُ، قَالَ الْخَلِيلُ: الْــعَرْــشُ: سَرِيرُ الْمَلِكِ. وَهَذَا صَحِيحٌ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْــعَرْــشِ} [يوسف: 100] ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ ذَلِكَ فَقِيلَ لِأَمْرِ الرَّجُلِ وَقِوَامِهِ: عَرْــشٌ. وَإِذَا زَالَ ذَلِكَ عَنْهُ قِيلَ: ثُلَّ عَرْــشُهُ. قَالَ زُهَيْرٌ:

تَدَارَكْتُمَا الْأَحْلَافَ قَدْ ثُلَّ عَرْــشُهَا ... وَذُبْيَانَ إِذْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ

وَمِنَ الْبَابِ: تَــعْرِــيشُ الْكَرْمِ، لِأَنَّهُ رَفْعُهُ وَالتَّوَثُّقُ مِنْهُ. وَالْــعَرِــيشُ: بِنَاءٌ مِنْ قُضْبَانٍ يُرْفَعُ وَيُوَثَّقُ حَتَّى يُظَلِّلَ. وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ: " أَلَا نَبْنِي لَكَ عَرِــيشًا ". وَكُلُّ بِنَاءٍ يُسْتَظَلُّ بِهِ عَرْــشٌ وَــعَرِــيشٌ. وَيُقَالُ لِسَقْفِ الْبَيْتِ عَرْــشٌ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُــوشِهَا} [الحج: 45] ، وَالْمَعْنَى أَنَّ السَّقْفَ يَسْقُطُ ثُمَّ يَتَهَافَتُ عَلَيْهِ الْجُدْرَانُ سَاقِطَةً. وَمِنَ الْبَابِ الْــعَرِــيشُ، وَهُوَ شِبْهُ الْهَوْدَجِ يُتَّخَذُ لِلْمَرْأَةِ تَقْعُدُ فِيهِ عَلَى بَعِيرِهَا. قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْكِبَرَ:

إِمَّا تَرَيْ دَهْرًا حَنَانِي حَفْضًا ... أَطْرَ الصَّنَاعَيْنِ الْــعَرِــيشَ الْقَعْضَا

وَمِمَّا جَاءَ فِي الْــعَرِــيشِ أَيْضًا قَوْلُ الْخَنْسَاءِ:

كَانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْــشًا خَوَى ... مِمَّا بَنَاهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

فَأَمَّا قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

قَلِيلًا تُتَلِّي حَاجَةً ثُمَّ عُولِيَتْ ... عَلَى كُلِّ مَــعْرُــوشِ الْحَصِيرَيْنِ بَادِنِ

فَقَالَ قَوْمٌ: أَرَادَ الْــعَرِــيشَ، وَهُوَ الْهَوْدَجُ. وَحِصِيرَاهُ: جَنْبَاهُ. وَيُقَالُ: الْمَــعْرُــوشُ: الْجَمَلُ الشَّدِيدُ الْجَنْبَيْنِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَــشْتُ الْكَرَمَ وَــعَرَّــشْتُهُ. يُقَالُ: اعْتَرَشَ الْعِنَبُ، إِذَا عَلَا عَلَى الْــعَرْــشِ. وَيُقَالُ: الْــعُرُــوشُ: الْخِيَامُ مِنْ خَشَبٍ، وَاحِدُهَا عَرِــيشٌ. وَقَالَ:

كَوَانِسًا فِي الْــعُرُــشِ الدَّوَامِجِ

الدَّوَامِجُ: الدَّوَاخِلُ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرْــشُ الْبِئْرِ: طَيُّهَا بِالْخَشَبِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: تَكُونُ الْبِئْرُ رِخْوَةَ الْأَسْفَلِ وَالْأَعْلَى فَلَا تُمْسِكُ الطَّيَّ لِأَنَّهَا رَمِلَةٌ، فَيُــعَرَّــشُ أَعْلَاهَا بِالْخَشَبِ، يُوضَعُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ يَقُومُ السُّقَاةُ عَلَيْهِ فَيَسْتَقُونَ. وَأَنْشَدَ:

وَمَا لِمَثَابَاتِ الْــعُرُــوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ الْــعُرُــوشِ الدَّعَائِمُ

الْمَثَابَةُ: أَعْلَى الْبِئْرِ حَيْثُ يَقُومُ السَّاقِي. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْــعَرْــشُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي. قَالَ الشَّمَّاخُ:

وَلَمَّا رَأَيْتُ الْأَمْرَ عَرْــشَ هُوِيَّةٍ ... تَسَلَّيْتُ حَاجَاتِ الْفُؤَادِ بِشَمَّرَا

الْهُوِيَّةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَهْوِي مَنْ يَقُومُ عَلَيْهِ، أَيْ يَسْقُطُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: وَإِذَا حَمَلَ الْحِمَارُ عَلَى الْعَانَةِ رَافِعًا رَأْسَهُ شَاحِيًا فَاهُ قِيلَ: عَرَّــشَ بِعَانَتِهِ تَــعْرِــيشًا. وَهَذَا مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ، لِرَفْعِهِ رَأْسَهُ. وَمِنَ الْبَابِ الْــعُرْــشُ: عُرْــشُ الْعُنُقِ، عُرْــشَانِ بَيْنَهُمَا الْفَقَارُ، وَفِيهِمَا الْأَخْدَعَانِ، وَهُمَا لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتَانِ عَدَاءَ الْعُنُقِ، أَيْ نَاحِيَةَ الْعُنُقِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... قَدِ احْتَزَّ عُرْــشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُمَا عَرْــشَانِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وَالْــعَرْــشُ فِي الْقَدَمِ. مَا بَيْنَ الْعَيْرِ وَالْأَصَابِعِ مِنْ ظَهْرِ الْقَدَمِ، وَالْجَمْعُ عِرَــشَةٌ. وَقَدْ قِيلَ فِي الْــعُرْــشَيْنِ أَقْوَالٌ مُتَقَارِبَةٌ كَرِهْنَا الْإِطَالَةَ بِذِكْرِهَا. وَيُقَالُ إِنَّ عَرْــشَ السِّمَاكِ: أَرْبَعَةُ كَوَاكِبَ أَسْفَلَ مِنَ الْعَوَّاءِ، عَلَى صُورَةِ النَّعْشِ. وَيُقَالُ هِيَ عَجُزُ الْأَسَدِ. قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ عَرْــشِيَّةٌ ... شَرِيَتْ وَبَاتَ إِلَى نِقًا مُتَهَدِّدِ

يَصِفُ ثَوْرًا. وَقَوْلُهُ: " شَرِيَتْ " أَيْ أَلَحَّتْ بِالْمَطَرِ.

عَرِسَ 

(عَرِــسَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ تَعُودُ فُرُوعُهُ إِلَيْهِ، وَهُوَ الْمُلَازَمَةُ. قَالَ الْخَلِيلُ: عَرِــسَ بِهِ، إِذَا لَزِمَهُ. فَمِنْ فُرُوعِ هَذَا الْأَصْلِ الْــعِرْــسُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ، وَلَبُؤَةُ الْأَسَدِ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كَذَبْتِ لَقَدْ أُصْبِي عَلَى الْمَرْءِ عِرْــسَهُ ... وَأَمْنَعُ عِرْــسِي أَنْ يُزَنَّ بِهَا الْخَالِي

وَيُقَالَ إِنَّهُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ عِرْــسَانِ ; وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ عَلْقَمَةَ: أُدْحِيَّ عِرْــسَيْنِ فِيهِ الْبَيْضُ مَرْكُومُ

وَرَجُلٌ عَرُــوسٌ فِي رِجَالٍ عُرُــسٍ، وَامْرَأَةٌ عَرُــوسٌ فِي نِسْوَةٍ عَرَــائِسَ وَــعُرُــسٍ. وَأَنْشَدَ:

جَرَّتْ بِهَا الْهُوجُ أَذْيَالًا مُظَاهَرَةً ... كَمَا تَجُرُّ ثِيَابَ الْفُوَّةِ الْــعُرُــسُ

وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ الْــعَرُــوسَ نَعْتٌ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ عَلَى فَعُولٍ وَقَدِ اسْتَوَيَا فِيهِ، مَا دَامَا فِي تَــعْرِــيسِهِمَا أَيَّامًا إِذَا عَرَّــسَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ. وَأَحْسَنُ [مِنْ] ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ مُــعْرِــسٌ، أَيِ اتَّخَذَ عَرُــوسًا. وَالْــعَرَــبُ تُؤَنِّثُ الْــعُرْــسَ. قَالَ الرَّاجِزُ:

إِنَّا وَجَدْنَا عُرُــسَ الْحَنَّاطِ ... مَذْمُومَةً لَئِيمَةَ الْحُوَّاطِ

وَقَالَ فِي الْمُــعْرِــسِ:

يَمْشِي إِذَا أَخَذَ الْوَلِيدُ بِرَأْسِهِ ... مَشْيًا كَمَا يَمْشِي الْهَجِينُ الْمُــعْرِــسُ

قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ. يُقَالُ: أَــعْرَــسَ الرَّجُلُ بِأَهْلِهِ، إِذَا بَنَى بِهَا، يُــعْرِــسُ إِــعْرَــاسًا، وَــعَرَّــسَ يُــعَرِّــسُ تَــعْرِــيسًا. وَرُبَّمَا اتَّسَعُوا فَقَالُوا لِلْغِشْيَانِ: تَــعْرِــيسٌ وَإِــعْرَــاسٌ. وَيُقَالُ: تَــعَرَّــسَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ، أَيْ تَحَبَّبَ إِلَيْهَا. قَالَ يُونُسُ: وَهُوَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي قِسْنَاهُ. [وَ] عَرِــسَ الصَّبِيُّ بِأُمِّهِ يَــعْرَــسُ، تَقْدِيرُهُ عَلِمَ يَعْلَمُ، وَذَلِكَ إِذَا أُولِعَ بِهَا وَلَزِمَهَا. وَكَذَلِكَ عَرِــسَ الرَّجُلُ بِصَاحِبِهِ. قَالَ الْمُعَقِّرُ: وَقَدْ عَرِــسَ الْإِنَاخَةَ وَالنُّزُولَا

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: عَرِــسَ يَــعْرَــسُ عَرَــسًا، إِذَا بَطِرَ، وَيُقَالُ: بَلْ أَعْيَا وَنَكَلَ. وَهَذَا إِنِّمَا يَصِحُّ إِذَا حُمِلَ عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، وَذَلِكَ أَنْ يَــعْرَــسَ عَنِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: عَرِــسَتِ الْكِلَابُ عَنِ الثَّوْرِ، أَيْ بَطِرَتْ عَنْهُ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ كَأَنَّهَا شُغِلَتْ بِغَيْرِهِ وَــعَرِــسَتْ.

قَالَ يَعْقُوبُ: الْــعِرْــسُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ الْقِتَالَ، مِثْلُ الْحِلْسِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجُلٌ عَرِــسٌ مَرِسٌ. وَمِنَ الْبَابِ الْــعِرِّــيسُ: مَأْوَى الْأَسَدِ فِي خِيسٍ مِنَ الشَّجَرِ وَالْغِيَاضِ، فِي أَشَدِّهَا الْتِفَافًا. فَأَمَّا قَوْلُ جَرِيرٍ:

مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وَــعِرِّــيسِي

فَإِنَّهُ يَعْنِي مَنْبِتَ أَصْلِهِ فِي قَوْمِهِ. وَيُقَالُ عِرِّــيسٌ وَــعِرِّــيسَةٌ. وَتَقُولُ الْــعَرَــبُ فِي أَمْثَالِهَا:

كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّــيسَةِ الْأَسَدِ

وَمِنَ الْبَابِ التَّــعْرِــيسُ: نُزُولُ الْقَوْمِ فِي سَفَرٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، يَقَعُونَ وَقْعَةً ثُمَّ يَرْتَحِلُونَ. قُلْنَا فِي هَذَا: وَإِنْ خَفَّ نُزُولُهُمْ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّهُمْ لَا بُدَّ [لَهُمْ] مِنَ الْمُقَامِ. قَالَ زُهَيْرٌ:

وَــعَرَّــسُوا سَاعَةً فِي كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... وَمِنْهُمُ بِالْقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

مُــعَرِّــسًا فِي بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتُهُ ... وَسَائِرُ السَّيْرِ إِلَّا ذَاكَ مُنْجَذِبُ

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَــسْتُ الْبَعِيرَ أَــعْرِــسُهُ عَرْــسًا، وَهُوَ أَنْ تَشُدَّ عُنُقَهُ مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارِكٌ. وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى مَا قُلْنَاهُ.

وَمِمَّا يَقْرُبُ مِنْ هَذَا الْبَابِ الْمُــعَرَّــسُ: الَّذِي عُمِلَ لَهُ عَرْــسٌ، وَهُوَ الْحَائِطُ يُجْعَلُ بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ، لَا يُبْلَغُ بِهِ أَقْصَاهُ، ثُمَّ يُوضَعُ الْجَائِزُ مِنْ طَرَفِ الْــعَرْــسِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى الْبَيْتِ، وَيُسَقَّفُ الْبَيْتُ كُلُّهُ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُــوسٍ "، وَأَصْلُهُ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمَّا بَنَى بِهَا وَجَدَهَا تَفِلَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ الطِّيبُ؟ فَقَالَتْ: خَبَّأْتُهُ! فَقَالَ: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُــوسٍ.

عرم

(عرم) الشَّيْء خلطه
عرم: {الــعرم}: جمع عرمة، وهي سكر الأرض مرتفعة. وقيل: الــعرم المسناة. وقيل: الــعرم اسم الجرذ الذي نقب السكر.
(ع ر م) : (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ لِنَبِيذِ الزَّبِيبِ (عُرَــامًا) أَيْ حِدَةً وَشِدَّةً مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرَــامِ الصَّبِيِّ وَهُوَ شِرَّتُهُ.
ع ر م

فيه شرّه وعرام وقد عرم علينا وتــعرّــم. قال:

إني امرؤ تذب عن محارمي ... بسطة كفٍّ ولسان عارم

وعرام الجيش: حدّته وكثرته، وجيش عرمرم. وذهب بهم سيل الــعرم.
(عرم)
فلَان عرما اشْتَدَّ وخبث وَكَانَ شريرا وَفُلَانًا أَصَابَهُ بشراسة وأذى وَالصَّبِيّ أمه رضعها

(عرم) الشَّيْء عرما وعرمة كَانَ بِهِ سَواد مختلط ببياض فَهُوَ أعرم وَهِي عرماء (ج) عرم وَفُلَان عرما شرس وَاشْتَدَّ فَهُوَ عرم

(عرم) فلَان عرامة وعراما شرس وَاشْتَدَّ
عرم
الــعَرَــامَةُ: شراسةٌ وصعوبةٌ في الخُلُقِ، وتَظْهَرُ بالفعل، يقال: عَرَــمَ فلانٌ فهو عَارِمٌ، وعَرَــمَ :
تَخَلَّقَ بذلك، ومنه: عُرَــامُ الجيشِ، وقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْــعَرِــمِ
[سبأ/ 16] ، قيل: أراد سيلَ الأمرِ الــعَرِــمِ، وقيل: الــعَرِــمُ المَسْنَاةُ ، وقيل: الــعَرِــمُ الجُرَذُ الذَّكَرُ، ونسب إليه السّيلُ من حيث إنه نَقَبَ المسناةَ.
[عرم] نه: في ح عاقر الناقة: فانبعث لها رجل "عارم"، أي خبيث شرير، وعرم بالضم والفتح والكسر، والــعرام الشدة والقوة والشراسة. ومنه ح أبي بكر: إن رجلًا قال له: "عارمت" غلامًا بمكة فعض أذني، أي خاصمت وفاتنت. ومنه ح: على حين فترة من الرسل و"اعترام" من الفتن، أي اشتداد. وفيه: إنه ضحى بكبش "أعرم"، هو الأبيض الذي فيه نقط سود، والأنثى عرماء. وفيه: ما كان لهم من ملك و"عرمان"، أي مزارع، وقيل: أكرة، جمع أعرم وقيل عريم. ك: "سيل "الــعرم"" أي السد، وقيل: المسناة بلغة اليمن، وقيل: الوادي. غ: أو الخلد الذي نقب السكر أو المطر الشديد، والــعرم والبر من أسماء الفأر.
ع ر م : الْــعُرَــامُ وِزَانُ غُرَابٍ الْحِدَّةُ وَالشَّرَس يُقَالُ عَرَــمَ يَــعْرُــمُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ فَهُوَ عَارِمٌ وَــعَرِــمَ عَرَــمًا فَهُوَ عَرِــمٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فِيهِ وَيُقَالُ الْــعَرِــمُ الْجَاهِلُ وَالْــعُرْــمَةُ الْكُدْسُ مِنْ الطَّعَامِ يُدَاسُ ثُمَّ يُذَرَّى وَالْجَمْعُ عُرَــمٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْــعَرَــمَةُ وِزَانُ قَصَبَةٍ لُغَةٌ وَالْــعَرِــمُ قِيلَ جَمْعُ عَرِــمَةٍ مِثْلُ كَلِمٍ وَكَلِمَةٍ وَهُوَ السَّدُّ وَقِيلَ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ دَفْعُهُ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْــعَرِــمِ} [سبأ: 16] مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشَّيْء إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ. 
ع ر م: (الْــعَرِــمُ) الْمُسَنَّاةُ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَقِيلَ: وَاحِدُهَا (عَرِــمَةٌ) . قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْــعَرِــمِ} [سبأ: 16] فِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قِيلَ: الْــعَرِــمُ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ (عَرِــمَةٍ) وَهِيَ السِّكْرُ وَالْمُسَنَّاةُ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ وَادٍ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الْجُرَذِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ. وَ (الْــعَرَــمَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْكُدْسُ الَّذِي جُمِعَ بَعْدَ مَا دِيسَ لِيُذَرَّى. وَ (الْــعَرَــمْرَمُ) الْجَيْشُ الْكَبِيرُ. 
(عرم) - في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه -: "ضَحَّى بكَبْشٍ أَــعرمَ" .
قال الأصمعى: هو الأَبيضُ الذي فيه نُقَط سُود مع بَياضِه، والأُنثَى عَرْــمَاءُ، وجمعُها عُرْــم، وقد عَرِــم عَرَــمًا، والــعُرْــمَة: الاسْم، وحَيَّة عَرْــماءُ: منقَّطة بَبَياضٍ وحُمْرَة، وكذا بَيْضَةٌ عَرمَاءُ. والــعُرْــمة: بَياضٌ بِمَرمَّة الشاة. وقَطِيعٌ أَــعرمُ، إذا كان ضَأنًا ومَعِزا. وعَرَّــمتُ: خَلطتُ الشعَير بالحِنْطة.
والــعَرَــمْرَم من الجيوُشِ: المْخَتلِف الأَلوان.
- في حديث عَاقِر النَّاقةِ: "فانْبَعَث لها رجلٌ عَارِم"
: أي خَبِيثٌ شِرِّير؛ ومنه عَرامة الصَّبِىَّ في صِغَره زيادةٌ في عَقْله في كِبَره. وقد عَرُــم، بضم الراء وفتحها وكسرها، صار عارِمًا. والــعُرامُ : الــعَرَــامَة. والصَبِىُّ عَرِــمٌ وعَرِــيمٌ، وعَرَّــمتُه: أصبْتُه بشَرٍّ، والــعَرامُ: الشَّدِيدُ الــعَرَــامة العَقُول لها.

عرم


عَرَــمَ(n. ac.
عَرْــم)
a. Gnawed, nibbled.
b. [ coll. ], Bound (
book ).
c.(n. ac. عُرَــاْم) ['Ala], Was illnatured, insolent, overbearing to.
d. see infra.

عَرِــمَ(n. ac. عَرَــم)
a. Exhaled.

عَرُــمَ(n. ac. عَرَــاْمَة)
a. Was violent, malicious.

عَرَّــمَa. Mixed, mingled.
b. [ coll. ], Heaped, piled up.

تَــعَرَّــمَa. Gnawed, picked.
b. Was gnawed, picked.
c. [ coll. ], Was heaped, piled up.
d. [ coll. ], Swelled, was swollen.

إِعْتَرَمَa. Was restive (horse).
عُرْــمَةa. Mixture of black & white.
b. see 4t
عَرَــمa. see 3t (a)
عَرَــمَة
(pl.
عَرَــم)
a. Heap.

عَرِــمa. Bad, malicious, malignant, hardhearted.

عَرِــمَة
(pl.
عَرِــم)
a. Dam, dyke.
b. Downpour, drenching rain; inundation.

أَــعْرَــمُ
(pl.
عُرْــم)
a. Black & white; spotted.

عَاْرِمa. Violent; malicious, malignant.
b. Cold (day).
عَاْرِمَة
(pl.
عَوَاْرِمُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْرِم
عُرَــاْمa. Evil disposition, maliciousness.
b. Impetuosity; violence, fury.
c. Mass ( of an army ).
عَرِــيْم
(pl.
عُرْــمَاْن)
a. Calamity.
b. Pit.

عَرَّــاْم
a. [ coll. ], Book-binder.

N. P.
عَرڤمَ
a. [ coll. ], Bound (
book ).
عَرَــمْرَم
a. Violent; malicious, malignant.
b. Numerous (army).
c. [ coll. ], Downpour.

عِرْــمِس
a. Rock.
عرم عَرَــمَ عَرَــامَةً وعُرَــاماً. وهو عارِمٌ عَرِــمٌ. وعَرَــمْتُه، أصَبْتَه بَــعَرَــامَةٍ وشَرٍّ. ورَجُلٌ عَرَّــامٌ. وعُرَــامُ الجَيْش: حَدُّهم وكَثْرَتُهم. والــعُرَــامُ: جَمْعُ الــعَرْــم وهو العَظْمُ عُرِــمَ ما عليه من اللَّحْم عَرْــماً: أي أُكِلَ. وتَــعَرَّــمْتُه: تَــعَرَّــقْتَه. والــعُرَــامَةُ والــعَرَــمُ: اللَّحْم. وبَقِيَّةُ القِدْر. والدَّسَمُ أيضاً.
وعُرَــامَةُ العَوْسَجِ: ما سَقَطَ من قِشْرِه. وغُلاَمٌ أعْرَــمُ: أقْلَفُ. والاعْرَــمُ: الذي فيه بَياضٌ وسَوادٌ. وقد عَرِــمَ عَرَــماً. والاسْمُ: الــعُرْــمة، وحَيَّةٌ عَرْــماءُ: مُنَقَّطَةٌ بِبَياضٍ وحُمْرَة.
والــعُرْــمَةُ من النّاس: الجَمَاعَة. والــعَرِــمُ: الجُرَذُ الذَّكَرُ. وإذا خَلَط الشَّعِيرَ بالحنطةِ قيل: عَرَّــمه.
والــعَرَــمَةُ: الكُدْسُ المجْموعُ غيرُ المَدْرْوسِ. وقد عَرَّــمْناه. والــعَرِــمَةُ: مِثْلُ المُسَنّاة، والجَميعُ: الــعَرِــمُ، ومنه سَيْلُ الــعَرِــمِ. والــعَرَــمْرَمُ: الجَيْشُ الكَثير. ودَارَةُ عُوَارِم: من دارات الحِمَى.
وعُوَارِمُ: هِضَبٌ، وماءٌ لِبَني جَعْفَرِ. والــعُرَــيْمَةُ: فَلاةٌ فيا مِيَاه مِلْحَة.
[عرم] الــعَرِــم: المُسَنَّاةُ، لا واحدَ لها من لفظها، ويقال واحدها عَرِــمَةٌ. وعَرَــمْتُ العظم أعْرُــمُهُ وأعْرِــمُهُ عَرْــماً، إذا عَرَــقْتَهُ. وكذلك عَرَــمَتِ الإبلُ الشجرَ: نالَتْ منه. والــعُرامُ بالضم: الــعراق من العظم والشجر. وتَــعَرَّــمْتُ العظمَ: تَــعَرَّــقْتُهُ. وصبيٌّ عارِمٌ بيِّن الــعُرام بالضم، أي شَرِسٌ. وقد عرم يــعرم ويــعرم عرامه بالفتح. وقال  * دبت عليها عارمات الانبار * أي خبيثاتها. ويروى: " ذربات ". والــعرم: العارم. والاعرم: الذي فيه سوادٌ وبياضٌ. وبَيْضُ القطا عُرْــمٌ. وحيّةٌ عَرْــماءُ. وقطيعٌ أعْرَــمُ بيِّن الــعَرَــمِ، إذا كانَ ضأناً ومِعزًى. وقال يصف امرأةً راعية:

حَيَّاكَةٌ وسط القطيع الأعْرَــمِ * والــعُرْــمَةُ: بياضٌ يكون بِمرَمَّة الشاة. والــعَرَــمَةُ، بالتحريك: مُجْتَمَعُ رملٍ. والــعَرَــمَةُ: الكُدْسُ الذي جُمِع بعد ما ديس ليذرى. قال الراجز: يدق معزاء الطريق الفازر دق الدياس عرم الا نادر والــعريمة، مصغرة: رملة لبنى فزارة. قال بشر بن أبي خازم إن الــعُرَــيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سحم بها وصفار والــعرموم: الجيش الكثير. وعرام الجيش: كثرته.
عرم: عَرَــم الكتاب: شدَّه، وجلدَه (مولّدة). نحيط المحيط).
عَرَّــم (بالتشديد): كوَّمَ، كدَّس، (فوك).
عرَّــمَ: جمع، جَمَّم، أفعم (هلو).
عَرَّــم اللَيل: أفعمه وملأه أعلى من حافته (بوشر).
عرَّــمَ: جمع، ضمَّ، لمَّ، (همبرت ص132).
عَرَّــم: كبح، أعاق، منع، قمع، ردع (فوك). تــعرَّــم الجمل: صار عَرِــماً أي شرساً مؤذياً لا ينقاد. (معجم مسلم).
تــعَرَّــم: تكوّم وتكدّس، وتجمَّم وأفُعِم، وامتلأ (الكيل) حتى الحافة. (فوك).
تــعرَّــم الموج: تراكم وتجمّع. (أبو الوليد ص550 رقم 90، باين سميث 1148).
عرم: سردين. (ابن البيطار 2: 191).
عَرم: قويّ، شديد. (فوك) وفي القسم الأول منه: عَرِــم: جري: شجاع، جسور، وفي القسم الثاني منه: عارم.
عُرْــمة، وجمعها عُرَــم: كُوْم، كُدْس من القمح لم يُذَر (فوك).
عُرْــمَة: كدس، كرعة، وكدس الحشيش والعلف وكومة القمح وغيره (بوشر).
عرمة تراب: تَّلة، مرتفع من الأرض (بوشر).
عَرَــمَة، وجمعها عِرام (أبو الوليد ص782) رُكام، كومة، كدس. (رولاند).
عَرَــمَة: ناتئة، بروز صغير على شكل كدسة وتفاحة تستعمل زينة في عمود البناء (باين سميث 1238).
عَرَــامَة: قوّة، شجاعة، جرأة، جسارة. (فوك) وفي حيّان- بسّام (1: 9ق): وظهرت من عبد الرحمن لوقته عرؤامة وكان في (فَتىً) أيَّ فَتىَّ لو أخطأته المتَالف.
عَرُّــوم: شجاع، باسل، مقدام، جريء (دوماس حياة الــعرب ص475).
عارم: جريء، شجاع، جسور (فوك) في القسم الثاني. وفي القسم الأول: عَرِــم. عارِم: أنثى الصقر من النوع الكبير (مرجريت ص172).
عرم
عرَــمَ يَــعرُــم، عَرْــمًا، فهو عارِم، والمفعول مــعروم (للمتعدِّي)
 • عرَــم فلانٌ:
1 - اشتدَّ وخرَج عن الحدِّ.
2 - خبُث، وكان شرِّيرًا.
عرَــم فلانًا: أصابه بشراسةٍ وأذًى. 

عارم [مفرد]: ج عَرَــمَة:
1 - اسم فاعل من عرَــمَ.
2 - شديد، شَرِس، مُؤذٍ "حربٌ عارمة- أدَّت موجة عارمة من الرَّأي العامّ إلى سقوطه" ° حُبٌّ عارم: جارف- خُلُق عارم: شكِس- شهوةٌ عارمة: لا تُقاوم، شديدة مضطرمة- نهارٌ عارم: نهاية في البرد- يَوْمٌ عارِم: شديد البرودة. 

عُرام [مفرد]: شراسَة وأذى. 

عَرامَة [مفرد]
عَرامَة العواطف: اشتدادُها وخروجُها عن الحَدِّ. 

عَرْــم [مفرد]: مصدر عرَــمَ. 

عَرِــم [مفرد]
• الــعَرِــمُ:
1 - السَّيْلُ الشَّديدُ الجارِف الذي لا يُحتمل " {فَأَــعْرَــضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْــعَرِــمِ} ".
2 - السَّدُّ أو كلُّ ما يمسك الماء " {فَأَــعْرَــضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْــعَرِــمِ} ". 

عُرْــمَة [مفرد]: ج عُرُــمات وعُرْــمات وعُرَــم: كَوْمَة من القمح المدروس، حُزْمة، كُدْس من الطَّعام يُداس ثم يُذَرَّى "عُرْــمةُ غلالٍ/ حشيشٍ- عُرْــمةٌ صغيرةٌ". 
الْعين وَالرَّاء وَالْمِيم

عُرَــامُ الْجَيْش: حَدهمْ وشدتهم وكثرتهم، قَالَ سَلامَة بن جندل:

وإنَّا كالَحصَى عَدَداً وإنَّا ... بَنُو الحْربِ الَّتِي فِيهَا عُرَــامُ

وليل عارِمٌ: شَدِيد، وَالْجمع عُرَّــمٌ قَالَ:

ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي الــعُرَّــمِ ... تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يَعْنِي من شدَّة بردهَا.

وعَرَــمَ الْإِنْسَان يَــعْرُــمُ ويَــعْرِــم، وعَرِــمَ وعَرُــمَ عَرَــامَةً وعُرَــاما وَهُوَ عارِمٌ وعَرِــمٌ كُله: اشْتَدَّ.

وعَرَــمَنا الصَّبِي وعَرَــمَ علينا يَــعْرُــم ويَــعْرِــمُ عَرَــامَةً وعُرَــاما وعَرُــمَ: أشر، وَقيل: مرح وبطر، وَقيل: فسد.

والــعُرَــام: الْأَذَى، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيَقةِ حائِطٌ ... عَلَيْهَا عُرَــامُ الطَّائِفين شَفِيق

وعُرَــامُ الْعظم: عُراقه. وعَرَــمَه يَــعْرُــمُه ويَــعْرِــمه عَرْــما وتَــعَرَّــمَه: نزع مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.

وعَرِــم الْعظم عَرَــما: قتر.

وعُرَــامُ الشَّجَرَة: قشرها. قَالَ:

وتَقْنَعي بالــعَرْــفَجِ المُشَجَّجِ ... وبالثُّمامِ وعُرَــامِ العَوْسَجِ

وعَرَــم الصَّبِي أمه عَرْــما: رضعها.

واعْتَرَمَتْ هِيَ تَبَغَّتْ مَنْ يَــعْرُــمُها، قَالَ الشَّاعِر:

وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأمّ الغُلا ... مِ إنْ لاَ تَجدْ عارِما تَعْتَرِمْ

يَقُول: إِن لم تَجِد من ترْضِعه درَّت هِيَ فحلبت ثدييها وَرُبمَا رضعته ثمَّ مجته من فِيهَا. وَقَالَ ابْن الْأَــعرَــابِي: إِنَّمَا يُقَال هَذَا لِلْمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنه.

والــعَرَــمُ والــعُرْــمَةُ: لون مختلط بسواد وَبَيَاض فِي أَي شَيْء كَانَ، وَقيل: هُوَ تنقيط بهما من غير أَن يَتَّسِع، كل نقطة مِنْهُ عُرْــمَةٌ عَن السيرافي، الذّكر أعْرَــمُ وَالْأُنْثَى عَرْــماءٌ.

وَقد غلبت الــعَرْــماءُ على الحيَّة الرقشاء قَالَ معقل الْهُذلِيّ:

أبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغاضتي ... رُءُوسَ الأفاعي فِي مَرَاصِدِها الْــعُرْــمِ

ويروى عَن معَاذ انه ضحى بكبش أعْرَــمَ وَقَول أبي وجزة:

مَا زِلْنَ يَنْسُبنَ وَهْنا كُلَّ صَادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِر عُرْــما غَيرَ أزْوَاجِ

عَنى بيض القطا لِأَنَّهَا كَذَلِك.

والــعَرَــمُ والــعُرْــمَة: بَيَاض بمرمة الشَّاة، وَالصّفة كالصفة. والأعْرَــمُ: الأبرش، وَالْأُنْثَى عَرماءُ.

ودهر أعْرَــمُ: متلون.

والــعْرَــمَةُ: الكدس المدوس الَّذِي لم يذر.

والــعَرَــمَةُ والــعَرِــمَةُ: المسناة. الأولى عَن كرَاع.

والــعَرِــمَةُ: سد يعْتَرض بِهِ الْوَادي، وَالْجمع عَرِــمٌ، وَقيل: الــعَرِــمُ جمع لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الــعَرِــمُ: الأحْباس تبنى فِي أوْساط الأوْدية.

والــعَرِــمُ أَيْضا: الجرذ الذّكر، وَقَوله تَعَالَى: (سَيْلَ الــعَرِــمِ) قيل إِضَافَة إِلَى المسناة أَو السد، وَقيل إِلَى الفأر، وَله حَدِيث.

والــعَرَــمُ: وسخ الْقدر.

وَرجل أعْرَــمُ: لم يختن فَكَأَن وسخ القلفة بَاقٍ هُنَالك.

والــعَرْــمَةُ: بَيْضَة السِّلَاح.

والــعُرْــمانُ: الْمزَارِع، وَاحِدهَا عَرْــمٌ وأعرَــمُ وَالْأول أسوغ فِي الْقيَاس لِأَن فُعْلانا لَا يُجمع عَلَيْهِ أفْعَل إِلَّا صفة.

وجيش عَرَــمْرَمٌ: كثير، وَقيل: هُوَ الْكثير من كل شَيْء.

والــعَرَــمْرَمُ: الشَّديد، قَالَ:

أدَاراً بأْجمادِ النَّعامِ عَهِدْتُها ... بهَا نَعَما حَوْما وعِزاًّ عَرَــمْرَما

وَرجل عَرَــمْرَمٌ: شَدِيد العجمة عَن كرَاع.

وَقد سموا عارِما وعَرَّــاما.

وعَرْــمانُ أَبُو قَبيلَة.

وعارِمَةُ اسْم مَوضِع.

قَالَ الرَّاعِي:

ألمْ تَسْألْ بِعارِمَةَ الدّيارَا ... عَنِ الحَيّ المُفارِقِ أَيْن سارَا 

عرم

1 عَرَــمَ, aor. ـُ and عَرَــمَ, (S, Msb, K,) inf. n. عَرَــامَةٌ (S, K) and عُرَــامٌ (S, * Msb, * K) and عَرْــمٌ; (CK;) and عَرِــمَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَــمٌ; (Msb;) and عَرُــمَ; (K; [in which the inf. ns. mentioned above follow this last form of the verb;] and so in a copy of the S in the place of عَرَــمَ, with يَــعْرُــمُ only for the aor. ;) He was, or became, evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) said of a boy, or child: (S:) or of a man: and, said of a boy, or child, (or so [particularly] عَرُــمَ, inf. n. عَرَــامَةٌ and عُرَــامٌ, TA,) he behaved insolently and unthankfully, or ungratefully; syn. أَشِرَ, or مَرِحَ, or بَطِرَ; [all of which signify the same;] or he was, or became, bad, corrupt, or wicked; عَلَيْنَا [to us]. (K, TA.) And accord. to IAar, عَرَــمَ, aor. ـُ signifies He was, or became, ignorant; as also عَرُــمَ, and عَرِــمَ. (TA.) [See also عَرَــامٌ, below.] b2: عَرِــمَ said of a bone, [app. when burnt,] aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَرَــمٌ, accord. to the copies of the K i. q. فَتَرَ, but correctly فَتَرَ [i. e. It exhaled its scent, smell, or odour]. (TA.) A2: عَرَــمَ فُلَانًا, (K, TA,) inf. n. عَرَــامَةٌ, (TA,) He treated such a one with illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance. (K, * TA.) b2: عَرَــمَ العَظْمَ, (S, K,) aor. ـُ and عَرَــمَ, inf. n. عَرْــمٌ; (S;) and ↓ تــعرّــمهُ; (S, K;) are like عَرَــقَهُ and تــعرّــقهُ; (S;) [i. e.] both signify He stripped off the flesh from the bone [with his fore teeth, eating it]. (K.) b3: And in like manner, (S,) عَرَــمَتِ الإِبِلُ الشَّجَرَ The camels [cropped the trees; or] obtained [pasture] from the trees. (S, K.) b4: And عَرَــمَ أُمَّهُ, (K, TA,) inf. n. عَرْــمٌ, (TA,) He (a child) sucked the breast of his mother; (K, TA;) and so ثَدْىَ أُمِّهِ ↓ اعترم. (TA.) 2 تَــعْرِــيمٌ The act of mixing. (K.) One says, عرّــمهُ بِهِ He mixed it with it. (TK.) 3 مُعَارَمَةٌ The contending in an altercation, disputing, or litigating; and occasioning فِتْنَة (i. e. conflict, or discord, or the like,) with another; syn. مُخَاصَمَةٌ; and مُفَاتَنَةٌ. (TA.) 4 اعرمهُ He brought upon him, meaning he induced him to do, a deed [of an evil nature] that he had not committed. (Ham p. 707.) 5 تــعرّــم العَظْمَ: see 1, latter half.8 اِعْتِرَامُ الفِتَنِ The being, or becoming, hard to be borne, severe, or distressing, said of فِتَن [i. e. trials, or conflicts and factions, &c.]. (TA.) b2: اِعْتَرَمَت, said of a mare, She went at random, heedlessly, or in a headlong manner, not obeying guidance; and deviated from the right course. (Ham p. 277.) b3: And, said of a mother, She sought one who would suck her breast: or she sucked the milk from her own breasts and spirted it forth from her: a poet says, لَا تَلْغُِبَنَّ كَأُمِّ الغُلَا تَعْتَرِمْ ↓ مِ إِلَّا تَجِدْ عَارِمًا [in my original لا تلغينّ; for which I have substituted what I think to be the right reading: i. e. Do not thou become wearied like the mother of the boy if she find not a sucker of her breast, seeking for such: or] he means, if she finds not one who will suck her, she contrives, and milks her own breasts, and sometimes she sucks it [i. e. the milk] and spirts it forth from her mouth: accord. to IAar, this is said to him who imposes upon himself the task of doing that which is no part of his business: or, accord. to Az, the meaning is, be not thou like him who censures, or satirizes, himself, when he finds not whom he may censure, or satirize. (TA.) b4: See also 1, last sentence.

عَرْــمٌ Grease, or gravy; i. e. the dripping that exudes from flesh-meat and from fat. (K.) and The remains of the cooking-pot: (K, TA:) or the dirt of the cooking-pot; as also ↓ عُرَــامٌ, (TA.) عَرَــمٌ The quality, in anything, of being of two colours: a leopard has this quality: (Th, TA:) or, as also ↓ عُرْــمَةٌ, blackness mixed with whiteness, in anything: or the quality of being speckled with blackness and whiteness, without largeness of every speckle: and a whiteness in the lip of the sheep or goat: (K:) or thus the latter word: (S, TA:) and likewise the quality of being speckled with black, in the ear thereof. (TA.) Also (i. e. عَرَــمٌ) The quality, in a collection of small cattle, of consisting of sheep and goats. (S.) A2: See also عَرَــمَةٌ.

عَرِــمٌ: see عَارِمٌ, in two places.

A2: Also A dam; syn. مُسَنَّاةٌ: (S, TA:) [or rather dams, agreeably with what here follows:] a pl. [or coll. gen. n.] (K) having no sing. [or n. un.]: (S, K:) or its sing. [or n. un.] is ↓ عَرِــمَةٌ, (S, Msb, K,) which signifies, (Kr, K, TA,) as also ↓ عَرَــمَةٌ, (Kr, TA,) a dam (مُسَنَّاةٌ, Kr, or سَدٌّ, K) that is raised across a valley, or torrent-bed: (K:) or عَرِــمٌ signifies [dams such as are termed] أَحْبَاس [pl. of حِبْسٌ] constructed in valleys, or torrent-beds, (AHn, K, TA,) in the middle parts of these: (AHn, TA:) in each of which senses it is said to be used in the Kur xxxiv. 15: (TA:) or it there signifies a torrent of which the rush is not to be withstood: (Msb:) and a violent rain, (K, TA,) that is not to be endured: thus, accord. to some, in the Kur: (TA:) and the male of the [species of rat called]

جُرَذ, (K, TA,) which is the خُلْد, so, Az says, is there meant accord. to some: (TA:) and, (K, TA,) as some say, in that instance, (TA,) it is the name of a certain valley (K, TA) in ElYemen: so says (TA.) عُرْــمَةٌ: see عَرَــمٌ: A2: and see also عَرَــمَةٌ.

A3: Also A helmet of iron. (TA.) عَرَــمَةٌ A quantity of reaped corn or grain, collected together, (S, Msb, K,) trodden out, (S, K,) to be winnowed, (S,) not yet winnowed, (K,) or that is trodden out, then winnowed: (Msb:) said by some to called only عَرْــمَةٌ; but correctly عَرَــمَةٌ, as is shown by its having for its pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ عَرَــمٌ, as in an ex. cited by J [in the S]; حَلْقَةٌ and حَلَقٌ being anomalous: (IB, TA:) and ↓ عُرْــمَةٌ, of which the pl. is عُرَــمٌ, signifies the same; (Msb;) or عُرْــمَةٌ signifies heaps of reaped wheat and of barley. (TA.) b2: And A place in which sand is collected: (S, K:) pl. عَرَــمَاتٌ. (IB, TA.) b3: And it is said to signify جُثْوَةٌ مِنْ دَمَالٍ [app. meaning A heap of dung such as is termed دَمَال, q. v.]. (TA.) b4: See also عَرِــمٌ.

A2: Also Flesh-meat. (Fr, K, TA: omitted in the CK.) One says, إِنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ الــعَرَــمَةِ Verily your slaughtered camel is savoury in respect of the meat. (Fr, TA.) b2: And The odour of cooked flesh-meat. (K.) A3: Also a pl. of عَارِمٌ [q. v.]. (TA.) عَرِــمَةٌ: see عَرِــمٌ. b2: [It is also said, by Golius, on the authority of Meyd, to signify A vineyard.]

عَرْــمَى وَاللّٰهِ is a dial. var. of أَمَا وَاللّٰهِ, (IAar, K, TA,) as also [غَرْمَى واللّٰه, and] حَرْمَى وَاللّٰهِ: one says, عَرْــمَى وَاللّٰهِ لَأَفْعَلَنٌ كَذَا [Verily, or now surely, by God, I will indeed do such a thing]. (IAar, TA.) عُرَــامٌ, [mentioned in the first sentence of this art. as an inf. n.,] (S, Mgh, Msb, K,) when used as [a simple subst.] denoting a quality of a boy, or child, (S, Mgh,) or of a man, (K,) signifies Evilness of disposition, or illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance; (S, Msb, K;) and vehemence, and strength; (Mgh, * TA;) and sharpness; (Msb;) and annoyance, or molestation: (K:) [and] the quality of quitting the right course, and exorbitance. (Ham p. 277.) b2: Hence, in a trad. of 'Omar, metaphorically used as meaning (assumed tropical:) Sharpness and strength of [the beverage termed] نَبِيذ made of raisins. (Mgh.) b3: and Numerousness of an army, (S, K,) and sharpness, and vehemence, thereof. (K.) b4: Also Ignorance. (Fr, TA.) A2: And The عُرَــاق [app. meaning flesh-meat] of a bone: and likewise [i. e., app., portions that are cropped by camels] of trees. (S, K. [See عُرَــاقٌ, voce عَرْــقٌ.]) One says مِنْ ↓ أَــعْرَــمُ كَلْبٍ عَلَى عُرَــامٍ [More evil in disposition than a dog over a piece of flesh-meat of a bone]. (TA.) Or, accord. to Az, الــعُرَــامُ signifies, (TA,) or it signifies also, (K,) What falls of the bark of the [thorn-tree called] عَوْسَج: (K, TA:) but others explain it in a general manner, saying that عُرَــامُ الشَّجَرَةِ signifies the bark of the tree. (TA.) b2: See also عَرْــمٌ.

عَرِــيمٌ A calamity, or misfortune: (K, TA:) because of its hardness, or pressure. (TA.) A2: See also أَــعْرَــمُ, last two sentences.

عُرَــامِىٌّ is [app. a rel. n. signifying Of, or relating to, ignorance; being] said by Fr to be from عُرَــامٌ signifying “ ignorance. ” (TA.) عَارِمٌ and ↓ عَرِــمٌ, (S, Msb, K,) applied to a boy, or child, (S,) or to a man, (K,) Evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) and, applied to a boy, or child, insolent and unthankful, or ungrateful: or bad, corrupt, or wicked: the former epithet, applied to a man, signifies also abominable, or evil: (TA:) and so its fem. pl. عَارِمَات, (S, TA,) applied by a rájiz as an epithet to creeping [ticks, or similar insects, such as are termed] أَنْبَار [pl. of نِبْرٌ]: (S:) and ↓ عَرِــمٌ is said (Msb, TA) by IAar (TA) to signify ignorant: (Msb, TA:) عَرَــمَةٌ is pl. of عَارِمٌ, and is applied as an epithet to boys, like عَقَقَةٌ [pl. of عَاقٌّ]. (TA.) b2: [Hence,] لِسَانٌ عَارِمٌ A vehement tongue. (TA. [See an ex. voce شَكِىٌّ.]) b3: And يَوْمٌ عَارِمٌ A day vehemently cold: (TA:) or a day cold in the utmost degree: (K, TA:) and in like manner لَيْلٌ عَارِمٌ [a night vehemently cold: &c.]: and [the pl. in this sense is عُرَّــمٌ:] اللَّيَالِى الــعُرَّــمُ signifies the vehemently-cold nights. (TA.) A2: Also [Sucking the breast; or] a sucker of the breast: so in a verse cited above: see 8. (TA.) A3: مَا هُوَ بِعَارِمِ عَقْلٍ see expl. voce حَارِمٌ عَرَــمْرَمٌ Hard, strong, or vehement; (K, TA;) applied to anything. (TA.) b2: And Numerous; applied to an army; (S, K, TA;) or, as some say, to anything. (TA.) b3: And, applied to a man, Having a strong degree of عُجْمَة [i. e. impotence, or difficulty, in speech, or utterance; or barbarousness, or vitiousness, therein; or in speaking Arabic].

أَــعْرَــمُ [More, and most, evil in disposition, or illnatured, &c.]: see an ex. voce عُرَــامٌ.

A2: Also [Having the quality termed عَرَــمٌ and عُرْــمَةٌ: fem عَرْــمَآءُ: and pl. عُرْــمٌ: i. e.] having in it blackness and whiteness: [&c.:] (S, K: *) the eggs of the sand-grouse are عُرْــم; (S, K, * TA;) they are meant by this word in a verse of Aboo-Wejzeh Es-Saadee: (TA:) and عَرْــمَآءُ is applied to a serpent; (S;) and means a serpent speckled with black and white; (K, TA;) pl. عُرْــمٌ. (TA.) and i. q. أَبْرَشُ: (K, TA:) and, some say, أَبْرَصُ: [the former meaning Speckled: and the latter, and sometimes the former also, leprous:] fem.

عَرْــمَآءُ. (TA.) Applied to a sheep or goat, Having a whiteness in the lip: fem. as above: (K:) [but] it occurs in a trad., applied to a ram, as meaning white, with black specks. (TA.) and Coloured (K, TA) with two colours. (TA.) Hence دَهْرٌ أَــعْرَــمُ (assumed tropical:) [Time, or fortune, of two sorts]. (TA.) b2: [Hence also,] applied to a collection of small cattle, Consisting of sheep and goats. (S, K.) b3: And Uncircumcized: pl. عُرْــمَانٌ, and pl. pl. عَرَــامِينُ, (K, TA,) which is mentioned by AA as an epithet applied to men, syn. with قُلْفَانٌ [a pl. of أَقْلَفُ]. (TA.) A3: Also a sing. of عُرْــمَانٌ signifying Tillers, or cultivators, of land, syn. أَكَرَةٌ, [in the CK اُكْرَة (which is a sing.),] (Az, K, TA,) and so is ↓ عَرِــيمٌ, in the copies of the K, erroneously written عرم [in some of them عَرْــمٌ and in others عَرَــمٌ]. (TA.) b2: And أَــعْرَــمُ and ↓ عَرِــيمٌ, the latter more agreeably with analogy, are likewise pls. of عُرْــمَانٌ signifying Places of seed-produce. (TA.)

عرم: عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل:

وإنا كالحَصى عَدداً، وإنا

بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ

وقال آخر:

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ

هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والــعَرَــمة: جمعُ عارمٍ. يقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَــمةٌ. وليلٌ عارمٌ:

شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه، والجمع عُرَّــمٌ؛ قال:

وليلةٍ من اللَّيالي الــعُرَّــمِ،

بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ،

تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يعني من شدة بردها. وعَرَــمَ الإنسانُ يَــعْرُــمُ ويَــعْرِــمُ وعَرِــمَ

وعَرُــمَ عَرامةً، بالفتح وعُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْميُّ، وقيل هو

لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي:

أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَــامَتي،

وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ؟

وهو عارمٌ وعَرِــمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد:

إني امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي،

بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ

وفي حديث عليّ، عليه السلام: على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من

الفِتَنِ أَي اشتدادٍ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَن رجلاً قال

له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ

وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ الــعُرامِ، بالضم، أَي شَرِسٌ؛ قال شَبِيب بنُ

البَرْصاء:

كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ،

دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ

أَي خَبيثاتُها، ويروى: ذَرِبات. وفي حديث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها

رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ. والــعُرَــامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ

والشَّراسةُ. وعَرَــمنا الصبيُّ وعَرَــمَ علينا وعَرُــمَ يَــعْرِــمُ ويَــعْرُــمُ

عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ. وقيل: مَرِحَ وبَطِرَ، وقيل: فسَدَ. ابن الأَــعرابي:

الــعَرِــمُ الجاهلُ، وقد عَرَــمَ يَــعْرُــمُ وعَرُــمَ وعَرِــمَ. وقال الفراء:

الــعُرامِيُّ من الــعُرامِ وهو الجَهْلُ. والــعُرامُ: الأَذى؛ قال حُمَيْدُ

ابنُ ثور الهِلاليُّ:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ،

عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ

والــعَرَــمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ

جزُورَكم لَطَيِّبُ الــعَرَــمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم. وعُرامُ العظم،

بالضم: عُراقُهُ. وعَرَــمَهُ يَــعْرِــمُه ويَــعْرُــمه عَرْــماً: تَــعَرَّــقه،

وتَــعَرَّــمَه: تَــعَرَّــقَه ونَزَع ما عليه من اللحم، والــعُرامُ والــعُراقُ واحد،

ويقال: أَــعْرَــمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ. وفي الصحاح: الــعُرامُ، بالضم،

الــعُراقُ من العَظْمِ والشجر. وعَرَــمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه.

وعَرِــمَ العَظْمُ عَرَــماً: قَتِرَ. وعُرَــامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال:

وتَقَنَّعي بالــعَرْــفَجِ المُشَجَّجِ،

وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ

وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال: يقال لقُشور العَوْسَج الــعُرامُ،

وأَنشد الرجزَ. وعَرَــمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْــماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها:

مَصَّه. واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ من يَــعْرُــمُها؛ قال:

ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا

مِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ

يقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها، وربما

رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها؛ وقال ابن الأَــعرابي: إنما يقال هذا

للمتكلف ما ليس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام

(* قوله «أراد بذات الغلام إلخ»

هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم

الغلام). الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي؛ قال

الأَزهري: ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من

يَهْجُوه. والــعَرَــمُ والــعُرْــمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان،

وقيل: تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْــمةٌ؛ عن

السيرافي، الذكرُ أَــعْرَــمُ والأُنثى عَرْــماءُ، وقد غَلَبَتِ الــعَرْــماءُ على

الحية الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ:

أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي

رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها الــعُرْــمِ

الأَصمعي: الحَيَّةُ الــعَرْــماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، ويروى عن

معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَــعْرَــمَ، وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ

سُود. قال ثعلب: الــعَرِــمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ، قال: والنَّمِرُ ذو

عَرَــمٍ. وبَيْضُ القَطا عُرْــمٌ؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:

ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ

باتَتْ تُباشِرُ عُرْــماً، غَيْرَ أَزْواجِ

عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك. والــعَرَــمُ والــعُرْــمةُ: بَياضٌ

بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كالصفة، وكذلك إذا كان في

أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ الــعَرَــمُ. وقطيعٌ أَــعْرَــمُ بَيِّنُ الــعَرَــمِ

إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى؛ وقال يصف امرأَة راعية:

حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَــعْرَــمِ

والأَــعْرَــمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْــماءُ. ودَهْرٌ أَــعْرَــمُ:

مُتَلَوِّنٌ. ويقال للأَبْرَصِ: الأَــعْرَــمُ والأَبْقَعُ.

والــعَرَــمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير. والــعَرَــمُ والــعَرَــمَةُ:

الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى،

وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ.

قال ابن بري: ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْــمَةٌ، والصحيح عَرَــمة، بدليل

جمعهم له على عَرَــمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه؛ قال

الراجز:

تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ،

دَقَّ الدِّياسِ عَرَــمَ الأَنادِرِ

والــعَرَــمَةُ والــعَرِــمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عن كراع، وفي الصحاح:

الــعَرِــمُ المُسَنَّاة

لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عَرِــمَةٌ؛ أَنشد ابن بري

للجَعْدِيِّ:

مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ

شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ الــعَرِــما

قال: وهي الــعَرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو الــعَرَِــمَةُ،

قال: والــعَرِــمَةُ من أَرض الرَّبابِ. والــعَرِــمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به

الوادي، والجمع عَرِــمٌ، وقيل: الــعَرِــمُ جمعٌ

لا واحد له. وقال أَبو حنيفة: الــعَرِــمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط

الأَوْدِيَةِ. والــعَرِــمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهري: ومن

أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والــعَرِــمُ. والــعَرِــمُ: السَّيْلُ الذي

لا يُطاق؛ ومنه قوله تعالى: فأَرسلنا عليهم سَيْلَ الــعَرِــمِ؛ قيل: أَضافه

إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ

عليهم.قال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل:

الــعَرِــمُ اسم وادٍ، وقيل: الــعَرِــمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ

ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها

الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط

في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله

فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما

يَحْتاجُونَ

إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر

فغَرَّقَ جِنانَهم. والــعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ. والــعَرَــمُ: وَسَخُ القِدْرِ.

ورجل أَــعْرامُ أَقْلَفُ: لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ

هنالك. أَبو عمرو: الــعَرَــامِينُ القُلْفانُ من الرجال. والــعَرْــمَةُ: بَيْضَة

السِّلاح.

والــعُرْــمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِــيمٌ وأَــعْرَــمُ، والأَولُ أَسْوَغُ

في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً.

وجَيْشٌ عَرَــمْرَمٌ: كثير، وقيل: هو الكثير من كل شيء. والــعَرَــمْرَمُ:

الشديدُ؛ قال:

أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها

بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَــمْرَما

وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه. ورجل عَرَــمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عن

كراع. والــعَرِــيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: الــعُرْــمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم

أَــعْرَــمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْــمانٍ؛

الــعُرْــمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَــعْرَــمُ، وقيل

عَرِــيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ الــعُرْــمانِ والــعَرامينِ ليست بأَصلية. يقال:

رجل أَــعْرَــمُ ورجال عُرْــمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت الــعرب

تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ،

والقَعادينُ نظيرُ الــعَرامِينِ.

والــعَرِــمُ والمِعْذار: ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَــعرابي:

الــعَرَــمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة:

وعارِض الــعِرْــض وأَعْناق الــعَرَــمْ

قال الأَزهري: الــعَرَــمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ اليمامة يقابلها،

قال: وقد نزلتُ بها. وعارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ

مــعروفة؛ قال الراعي:

أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا،

عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا؟

والــعُرَــيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبني فَزارةَ؛ وأَنشد الجوهري لبِشْر

بن أَبي خازم:

إِنَّ الــعُرَــيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا

ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ

قال ابن بري: هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري،

ويروى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وهي ماءٌ لبني فَزارة. والــعَرَــمةُ، بالتحريك:

مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بري:

حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا،

وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا،

والــعَرَــماتِ دُسْتُها دِياسا

ابن الأَــعرابي: عَرْــمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، وغَرْمى وحَرْمى، ثلاث

لغات بمعنى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد:

عَرْــمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم،

كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي

وقال بعض النَّمِريِّين: يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَــمةٌ منْ

دَمالٍ، فقيل له: ما الــعَرَــمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين

حِمْلَ بقرتين. قال ابن بري: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثيِّر:

تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ،

بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ

وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وقد سَمَّوْا عارِماً

وعَرَّــاماً. وعَرْــمان: أَبو قبيلة.

عرم

(عُرامُ الجَيْش، كَغُرَابٍ: حِدَّتُهُم، وشِدَّتُهم، وكَثْرَتُهم) قَالَ سَلاَمَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(وإِنَّا كالحَصَى عَدَدًا وإنَّا ... بَنُو الحَرْبِ الَّتِي فِيهَا عُرامُ)

وَقَالَ آخر:
(وَلَيْلَةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيَة ... هَدَيْتُ وجَمْعٍ ذِي عُرامٍ مُلادِسِ)

(و) الــعُرامُ (من العَظْمِ والشَّجَرِ: الــعُراقُ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ يُقَالَ: " أَــعْرَــمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عُرامٍ ".
(و) الــعُرامُ: (مَا سَقَطَ مِنْ قِشْرِ العَوْسَجِ) هَكَذَا خَصَّه الأَزْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلرَّاجِزِ:
(وَتَقْنَعِي بِالــعَرْــفَجِ المُشَجَّجِ ... )

(وَبِالثُّمَامَ وعُرامِ العَوْسَجِ ... )
وَعمَّه غَيرُه فَقَالَ: عُرامُ الشَّجَرَةِ: قِشْرُهَا.
(و) الــعُرامُ (من الرَّجُلِ: الشَّرَاسَةُ) ، والشِّدَّةُ، والقُوَّةُ.
(و) الــعُرامُ: (الأَذَى) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ:
(حَمَى ظِلَّهَا شَكْسُ الخَلِيقَةِ حَائِطُ ... عَلَيْهَا عُرامُ الطَّائِفِينَ شَفِيقُ)

(عَرمَ) الرَّجلُ، (كَنَصَرَ وَضَرَبَ وكَرُمَ وعَلِمَ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ (عَرَــامةً وعُرَــامًا، بِالضَّمِّ) . قَالَ وَعْلَةُ الجَرْسِيُّ:
(أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عَرَــامَتِي ... وأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الكَسْرِ)

(فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِــمٌ) ، أَي (اشْتَدَّ) قَالَ:
(إنِّي امرؤٌ يَذُبُّ عَن مَحَارِمِي ... )

(بَسْطَةُ كَفٍّ ولِسَانٍ عَارِمِ ... )

(و) عَرُــمَ (الصَّبِيُّ عَلَيْنَا) عَرَــامَةً وعُرَــامَ: (أَشِرَ ومَرِحَ أَو بَطِرَ أَو فَسَدَ) فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِــمٌ، وَقَالَ ابنُ الأَــعْرَــابِيّ: الــعَرِــم الجَاهِلُ، وَقد عَرَــمَ يَــعْرُــم وعَرُــمَ وعَرِــمَ.
(وَيَوْمٌ عَارِمٌ) : شَدِيدُ البَرْدِ، وقِيلَ: (نِهايةٌ فِي البَرْدِ) ، وَكَذَا لَيْلٌ عَارِمٌ.
(وَــعَرِــمَ العَظْمَ) يَــعْرِــمُه ويَــعْرُــمُه عَرْــمًا: (نَزَع مَا عَلَيْه مِنْ لَحْمٍ كَتَــعَرَّــمَهُ) ، وكَذَلِكَ عَرَــقَه وتَــعَرَّــقَه.
(و) عَرَــمَ (الصَّبِيُّ أُمَّه) عَرْــمًا: (رَضَعَها) .
(و) عَرَــمَتِ (الإِبِلُ الشَّجَرَ: نَالَتْ مِنْه) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
(و) عَرَــمَ (فُلانًا) عَرامةً: (أَصَابَه بــعُرامٍ) أَي شَراسَةٍ:
عَرِــمَ العَظْمُ - كفَرِح) - عَرَــمًا: (فَتِر) هَكَذا فِي النُّسَخ، والصَّواب: قَتِرَ. (والــعَرَــمُ - مُحَرَّكَةً - والــعُرْــمَةُ بالضَّمِّ: سَوادٌ مُخْتَلِطٌ بِبَياضٍ فِي أَيِّ شَيءٍ كانَ) ، وعَلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، (أَو هُو تَنْقِيطٌ بِهِما من غير أَن تَتَّسِع كُلَّ نُقْطَةٍ) عُرْــمَة، عَن السِّيرافِيِّ.
(و) الــعُرْــمَةُ: (بَياضٌ) يَكونُ (بِمَرَمَّةِ الشَّاةِ) ، (كَمَا فِي الصِّحَاح، وكَذَلِك إِذا كَانَ فِي أُذُنِها نُقَطٌ سُودٌ.
(وَهُوَ أَــعرَــمُ وهِي عَرْــمَاءُ) . ويُرْوَى عَن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ: " أَنَّه ضَحَّى بِكَبْشٍ أَــعْرَــمَ " وَهُوَ الأَبْيَضُ الَّذِي فِيهِ نُقَط سُودٌ.
(و) قَالَ ثَعْلَبٌ: الــعَرِــمُ فِي كُلِّ شَيءٍ: ذُو لَوْنَيْن، قالَ: والنَّمِرُ ذُو عَرَــمٍ.
و (بَيْضُ القَطَا عُرْــمٌ) وإيَّاهَا عَنَى أبووَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
(مَا زِلْنَ يَنْسُبْن وَهْنًا غيرَ صادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْــمًا غَيْرَ أَزواجِ)

(و) قد غَلَبَت (الــعَرْــمَاءُ) على (الحَيَّةِ الرَّقْشَاءِ) ، والجَمْع الــعُرْــمُ، قَالَ مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ:
(أَبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُؤُوسَ الأَفاعِي فِي مَراصِدِها الــعُرْــمِ)

(والأَــعْرَــمُ، المُتَلَوِّنُ) بِلَوْنَيْنِ، وَمِنْه: دَهْرٌ أَــعرمُ.
(و) الأَــعْرَــمُ: (الأَبْرَشُ) ، وَهِي عَرْــمَاءُ. ويُقالُ: هُوَ الأَبْرَصُ.
(والقَطَيعُ) الأَــعْرَــمُ: بَيِّن الــعَرَــمِ إِذا كَانَ (من ضَاْنٍ ومِعْزًى) . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لشاعِرٍ يَصِفُ امْرَأَة راعِيَةً:
(حَيَّاكَةٌ وَسْطَ القَطِيعِ الأَــعْرَــمِ ... )

(و) الأَــعْرَــمُ: (الأَقْلَفُ) الَّذِي لم يُخْتَنْ، فَكَأَن وَسَخَ القُلْفَة باقٍ هُناكَ، (ج: عُرمانٌ) بالضَّمِّ، (جج: عَرامِينُ) ، أَي جمع الْجمع. قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الــعَرَــامِينُ: القُلْفَانُ من الرِّجَالِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ونُونُ الــعُرْــمَانِ والــعَرَــامِينِ لَيْسَت بأَصْلِيَّةٍ، قَالَ: وسَمِعْتُ الــعَرَــبَ تَقُولُ لجَمْع القِعْدان [من الْإِبِل] : قَعَادِينُ، والقِعْدَانُ جَمْع القَعُود، والقَعَادِينُ نَظِير الــعَرَــامِينِ.
(والــعَرَــمَةُ، مُحَرَّكَةً: رائِحَةُ الطَّبِيخِ) .
(و) أَيضًا: (الكُدْسُ المَدُوسُ) الَّذِي (لم يُذَرَّ) يُجْعَلُ كَهَيْئَةِ الأَزَجِ، ثمَّ يُذَرَّى. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ بَعضُهم إِنَّه لَا يُقالَ إِلاَّ عَرْــمَةٌ، والصَّحِيحُ عَرَــمَةٌ، بِدَلِيل جَمْعِهم لَهُ على عَرَــمٍ، فَأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فَشَاذٌّ وَلَا يُقَاسُ عَلَيه، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّرِيقِ الفَازِرِ ... دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَــمَ الأَنَادِرِ)

(و) الــعَرَــمَة: (مُجْتَمَعُ الرَّمْلِ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّي:
(حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهاسَا ... )

(وبَطْنَ لُبْنَى بَلَدًا حِرْمَاسَا ... )

(والــعَرَــمَاتِ دُسْتُها دِياسَا ... )

(و) الــعَرَــمةُ: (أَرضٌ صُلْبَةٌ) إِلَى جَنْبِ الصَّمَّانِ، قالَه ابنُ الأعرابِي، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(وعارضِ الــعِرْــضِ وأَعْناق الــعَرَــمْ ... )
وَقَالَ الأَزهريُّ: (تُتَاخِمُ الدَّهْنَاء ويُقَابِلُهَا عارِضُ اليَمامَةِ) ، قَالَ: وَقد نَزَلْتُ بهَا.
(و) الــعَرِــمَةُ: (كَفَرِحَةٍ: سَدٌ يُعْتَرَضُ بِهِ الوَادِي، ج عَرِــمٌ) كَكَتِفٍ، (أَو هُو جَمْعٌ بِلاَ وَاحِدٍ) .
وَفِي الصِّحاح: الــعَرِــمُ: المُسَنَّاةُ وَلَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَيُقَال: واحِدُها عَرِــمَةٌ، أَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للجَعْدِيِّ:
(منْ سَبَأِ الحَاضِرِين مَأْرِب إذْ ... شَرَّدَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ الــعَرِــمَا) (أَو) الــعَرِــمُ (هُوَ) - صَوابُه هِيَ - (الأَحْباسُ تُبْنَى فِي) أَوْسَاطِ (الأَوْدِيَةِ) ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَة.
(و) قيل: الــعَرِــمُ: (الجُرَذُ الذَّكَرُ) ، وَهُوَ الخُلْدُ، قالَه الأَزْهَرِيُّ.
(و) قيل: (المَطَرُ الشَّدِيدُ) الَّذِي لَا يُطاقُ. (و) قيل: اسمُ (وَاد) باليَمَن، نَقله الأزهريُّ، (وبِكُلًّ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى) : {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل الــعرم} قيل: أَضافَه إِلَى المُسَنَّاةِ أَو السَّدِّ، أَو الفَأْرِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِم. قَالَ الرَّاغِبُ: ونُسِبَ إِلَيْهِ السَّيْلُ، من حَيْثُ إِنَّه هُوَ الَّذِي ثَقَبَ المُسَنَّاةَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَله قِصَّة، وذَلِك أَنَّ قَوْمَ سَبَأَ كانُوا فِي نَعْمَةٍ وجِنَانٍ كَثِيرَةٍ، وكانَت المَرْأَةُ مِنْهُم تَخْرُجُ، وعَلى رَأْسِها الزَّبِيلُ، فَتَعْتَمِلُ بِيَدَيْها، وتَسِيرُ بَين ظَهْرَانَيِ الشَّجَرِ المُثْمِرِ، فَيَسْقُط فِي زبِيلِها مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ من ثِمارِ الشَّجَرِ، فَلم يَشْكُروا نِعْمَةَ الله، فَبَعَثَ عَلَيْهِم جُرَذًا، وكانَ لَهُم سِكْرٌ فِيهِ أبوابٌ يَفْتَحون مَا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ من المَاءِ، فَثَقَبَه ذلكَ الجُرَذُ، حَتَّى بَثَقَ عَلَيْهِم السِّكْر، فَغَرَّقَ جِنَانَهم.
(و) الــعَرَــمُ، (بالتَّحْرِيك: اللَّحْمُ) ، عَن الفَرَّاء، يُقالُ: إنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ الــعَرَــمَةِ، أَي: اللَّحْمِ.
(والــعُرْــمَانُ، بالضَّمِّ: (الأُكَرُ، واحِدُها عَرَــمٌ) - وَكَذَا فِي النُّسَخِ - والصَّواب: عَرِــيمٌ (وأعرَــمُ) ، واقْتَصَرَ الأَزْهَرِيُّ على الأَخِير، وَبِه فُسِّرَ بَعضُ حَديثِ أقوالِ شَنُوءةَ " مَا كَانَ لَهُمْ من مِلْكٍ وعُرْــمانٍ ".
(و) قَالَ ابنُ الأَــعْرابِيُّ: (عَرْــمَى واللهِ) لأفعلَنَّ ذلِك، وحَرْمَى وَالله، كِلاهُما (لُغَةٌ فِي أَمَا واللهِ) وأنْشَدَ: (عَرْــمَى وجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ لَهُم ... )
(وعَارِمَةُ: أَرضٌ) مَــعْرُــوفَة، وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ للرَّاعِي:
(ألم تَسْأَلْ بِعارِمَةَ الدِّيَارا ... عَن الحَيِّ المُفارِقِ: أَيْنَ سَارَا)

عَرْــمَانُ: أَبُو قَبِيلَةٍ) ، نَقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ عَرْــمَانُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَزْدِ.
(والــعَرِــيمُ: الدَّاهِيَةُ) ، لِشِدَّتِها.
(وَسَمَّوْا عارِمًا، و) عُرَــامًا (كغُرابٍ وحَمَّامٍ) ، مِنْهُم: عَارِمُ بنُ الفَضْل شَيخُ البُخارِيّ، وعُرامُ - بِالضَّمِّ - فِي نَسَب الخَالِدِيَّيْن الشَّاعِرَــيْن فِي زَمَنِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ.
(والــعَرْــمُ) بالفَتْح: (الدَّسَمُ) .
(و) أَيضًا: (بَقِيَّةُ القِدْرِ) ، وقِيلَ: وَسَخُها، وَبِه سُمِّي الأَقْلَفُ: أَــعْرَــمُ.
(و) عُرِــيْمةُ، (كَجُهَيْنَةَ: رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ) ، وأنشدَ الجوهَرِيُّ لبِشْرِ بنِ أبِي خَازمٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للنَّابِغَةِ. قُلتُ: وَقد تَقدَّم للجَوْهَرِيِّ فِي ((س ح م)) للنَّابغة، وَهُوَ الصَّوابُ:
(إنَّ الــعُرَــيْمَةَ مَانِعٌ أَرماحَنا ... مَا كَانَ من سَحَمٍ بهَا وصَفَارِ)

وَيُروَى " الدُّمَيْنَة "، وَهِي ماءَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ.
(والعَارِمُ: فَرسُ المُنْذِرِ بنِ الأَعْلَمِ) الخَوْلاَنِيِّ، وَله يَقولُ:
(جَالَ مِنَ العَارِم فِي مَأْقِطٍ ... يَغْشَى وأُغْشِيه صُدورَ العَوالْ)

(أَقِيهِ فِي الحَرْبِ بِنَفْسِي كَمَا ... يَقِينِيَ المَوْتَ تَحْتَ الظِّلاَلْ)

كَذَا فِي كتاب الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيّ.
(وعَوَارِمُ: هَضَبٌ، و) قيل: (ماءٌ) . وَقَالَ نَصْر: جَبَلٌ لِبَنِي أَبي بَكْر بنِ كلاب.
(وَسِجْنُ عَارِمٍ حَبَسَ فِيهِ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ مُحمدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ مَخْرَجَ المُخْتَارِ) ابنِ [أبي] عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ (بالكُوفةِ) ، خَوْفًا من خُروجِه مَعَه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لِكُثَيِّر:
(تُحَدِّثُ مَنْ لاَقَيْتَ أَنَّكَ عَائِذٌ ...
بَلِ الْعَائِذُ المَظْلُومُ فِي سِجْنِ عَارِمِ)
(والتَّــعْرِــيمُ الخَلْطُ) .
(والــعَرَــمْرَمُ: الشَّدِيدُ) من كُلِّ شَيْء.
(و) الــعَرَــمْرَمُ: (الجَيْشُ الكَثِيرُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ويُقال: هُوَ الكَثِيُر من كُلِّ شَيْء.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الــعَرَــمَة - مُحَرَّكةً -: جَمْعُ عَارِمٍ، يُقال: غِلْمَانٌ عَقَقَةٌ عَرَــمَةٌ.
واللَّيالِي الــعُرَّــمُ: الشَّدِيدَاتُ البَرْدِ، قَالَ
(ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي الــعُرَّــمِ ... )

(بَيْنَ الذِّرَاعَيْن وَبَين المِرْزَمِ ... )

(تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بِالتَّكَلُّمِ ... )
يَعْنِي من شِدَّة بَرْدِها.
واعْتِرامُ الفِتَنِ: اشتِدَادُها.
والمُعَارَمَةُ: المُخَاصَمَةُ والمُفَاتَنَةُ.
والعَارِمَاتُ: الخَبِيثَاتُ.
ورَجُلٌ عَارِمٌ: خَبِيثٌ شِرِّيرٌ.
وَقَالَ الفَرَّاء: الــعُرَــامِيُّ، مِن الــعُرامِ، وَهُوَ الجَهْلُ.
واعْترَم الصَّبِيُّ، ثَديَ أمّه: مَصَّه.
واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ مَنْ يَــعْرُــمها، قَالَ:
(وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأُمِّ الغُلاِ ... مِ إنْ لم تَجِدْ عارٍ مَا تَعْتَرِم) يَقولُ: إنْ لم تَجِدْ مَنْ تُرْضِعُه دَرَّتْ هِيَ، فَحَلَبَتْ ثَدْيَها، ورُبَّمَا رَضِعَتْه فَمَجَّتْه مِنْ فِيهَا. وَقَالَ ابنُ الأَــعرابِيِّ: إنَّما يُقالُ هَذَا للمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنِه. وقالَ الأزهَرِيُّ: مَعْنَاهُ لَا تَكُنْ كَمَنْ يَهجُو نَفسَه إِذا لم يَجِدْ مَنْ يَهْجُوه.
والــعُرْــمَةُ، بِالضَّمِّ: الأَنْبارُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ.
والــعَرَــمَةُ مُحَرَّكةً: المُسَنَّاةُ، لُغَةٌ فِي الــعَرِــمَةِ، عَن كُراع.
والــعُرَــامُ، بالضَّمِّ: وَسَخُ القِدْرِ.
والــعُرْــمَةُ، بِالضَّمِّ: بَيْضَةُ السِّلاحِ.
والــعُرْــمَانُ: المَزارِعُ، واحِدُهَا عَرِــيمٌ وأَــعرَــمُ، والأَوَّل أَسْوَغُ فِي القِياسِ؛ لأنَّ فُعْلانًا لَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ أَفْعَلُ إلاّ صِفَةً، وبهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أَقْوالِ شَنُوءَةَ.
وعِزٌّ عَرَــمْرَمٌ: كَثِيرٌ، قَالَ
(أَداراً بأجمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بهَا نَعَمًا حَوْمًا وعِزًّا عَرمْرَمَا)

ورجُلٌ عَرَــمْرَمٌ: شَدِيدُ العُجْمَةِ، عَن كُراع.
والــعَرِــمُ، كَكَتِفُ: مَا يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ، وَهُوَ المِعْذَارُ.
والــعَرَــمَة: مُحَرَّكَة: جُثْوَةٌ من دَمالٍ، قَالَه بَعضُ النَّمَرِيِّين.
وأَبو عُرَــام، كَغُرابٍ: كُنْية كَثِيبٍ بالجِفَارِ.
وعَرَّــامُ بنُ عَبْدِ اللهِ - كَشَدَّادٍ -: مُحَدِّثٌ أَنْدَلُسيٌّ، تُوفِّي سنة مِائَتَيْن وسِتٍّ وخَمْسِين.
وعَرِــمَ، كَكَتِفَ: وادٍ بنَجْد مِن يَنْبُعَ حَتَّى تَصُكَّه البُرْكَانُ، دونَ الجارِ قَالَه نَصْر. 
عرم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث معَاذ أَنه ضحَّى بكبش أعْرَــمَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الْأَبْيَض الَّذِي فِيهِ نُقَط سُود مَعَ بياضه وَالْأُنْثَى عَرْــمَاء وَجَمعهَا عُرْــم [وأنشدنا لمعقِل بن خويلد الْهُذلِيّ: (الطَّوِيل)

أَبَا مَعْقِلِ لَا تُوطِئَنْك بغاضتي ... رؤسَ الأفاعي فِي مراصدها الــعُرْــمِ]
باب العين والرّاء والميم معهما ع ر م، ع م ر، ر ع م، م ع ر، ر م ع، م ر ع مستعملات

عرم: عَرَــمَ الإنسانُ يَــعْرُــمُ عَرامةً فهو عارِمٌ. وعَرُــم يَــعْرُــم. قال صقر بن حكيم :

إنّي امرؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي ... بسطةُ كفٍّ ولسانٍ عارمِ

وعُرامُ الجيشِ: حدُّهم وشِرَّتُهم وكَثْرتُهم. قال سَلامَة بنُ جَنْدَل :

وإنّا كالحصى عَدَداً وإنّا ... بنو الحربِ التي فيها عُرامُ

وقال :

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيةٍ ... هَدَيْتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والــعَرِــمُ: الجُرَذُ الذّكَرُ. والــعُرْــمَةُ: بياضٌ بمرَمّة الشاة، عنقها بيضاء وسائرها أسود. والــعَرَــمَةُ الكُدْسُ المدوسُ الذي لم يُذَرَّ بعد كهيئة الأزج. قال شجاع: لا أقول: نعجة عَرْــماء، ولكن ماعزة عرماء ببطنها بياض. والــعَرَــمْرَمُ: الجيشُ الكثير. وجبلٌ عَرَــمْرَمٌ، أي: ضخم. قال :

أداراً بأجْمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَــمْرَمَا

والــعَرَــمْرَمْ الشّديدْ العجمةِ الذي لا يُفصح.

عمر: العَمْرُ: ضربُ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطويلُ. والعَمْرُ: ما بدا من اللِّثة، ومنه اشتقّ اسم عمرو. والعُمْرُ عُمْرُ الحياة. وقول الــعرب: لعَمْرُكَ، تحلف بعمره، وتقول: عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله، أو تسأله طول عُمره. عَمَرَ النّاس وعّمَّرهُمُ الله تعميراً. وتقول: إنّك عَمْري لظريف. وعَمَرَ النّاس الأرض يَعْمُرُونَها عِمارةً، وهي عامرة معمورة ومنها العُمْران. واستعمر الله النّاسَ ليَعْمُروها. والله أعمر الدّنيا عمْراناً فجعلها تعمر ثمُ يُخَرِّبُها. والعِمارة: القبيلة العظيمة. والعُمورُ: [حي من عبد القيس] . قال :

فلولا كان أسعد عبد قيسٍ  ... أعاديها لعادتني العمور

والحاجُّ يَعْتَمِرُ عُمْرَةً. والعَمْرَةُ: خَرَزَةٌ حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط. والإفلاس يُكنى أبا عَمْرَة .

رعم: رَعَمَتِ الشّاةُ تَرْعَمُ فهي رَعومٌ، وهو داءٌ يأخذُ في أنفها فيسيل منه شيء، فيقال لذلك الشيء: رُعام رَعُوم: اسم امرأة تشبيهاً بالشّاة الرّعوم. قال الأخطل :

صَرَمَتْ أمامةُ حَبْلَنا وَرَعُومُ ... وبدا المُجَمْجَمُ منهما، المَكْتومُ

رُعْم: اسم امرأة. قال :

ودع عنك رُعْماً قد أتى الدّهر دونها ... وليس على دهر لشيء معول

مــعر: مَــعِرَ الظُّفْرُ مَــعَراً. إذا أصابه شيءٌ فَنَصَلَ. قال :

بوقاح مجمر غير مَــعِرْ

وقال :

تتّقي الأرضَ بمرثومٍ مَــعِرْ

وتَمَــعَّرَ لَوْنُهُ إذا تغيّر، وعَرَــتْه صفرةٌ من غضبٍ. ورجل أَمْــعَرُ، وبه مُــعْرَــة، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة، وهو أقبح الألوان.ومَــعِرَ رأس الرّجل إذا ذهب شــعره، وأَمْــعَر أيضاً بالألف. قال :

والرأس منك مبيّن الإِمْعارِ

ويقال: رجلٌ أَمْــعَرُ، أي: قليل الشــعر، مثل أَزْــعَر. وأَمْــعَرَــت الأرضُ إذا لم يكن فيها نبات، وأرض مَــعِرَــة مثل زَــعِرَــة: قليلة النبات غليظة. ومَــعِرَــتِ الأرضُ وأمْــعَرَــتْ لغتان. قال الكميت :

أصبحت ذا تلعة خضراء إذْ مَــعِرَــتْ ... تلك التلاع من المــعروف والرّحب

وأَمْــعَرْــنا في هذا البلد، أي: وقعنا في أرض مَــعِرَــة.

رمع: رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرّك . وتقول: مرّ بي يرمع رمعاً ورمعاناً مثل: رسم يرسم رسماً ورسماناً. والرَّمّاعةُ: الاست، لترمُّعِها، أي: تحرّكها. والرَّمّاعةُ التي تتحرك من رأس الصبيّ المولود [من يافوخه من رقّته] . واليَرْمَعُ: الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس، الواحدة بالهاء. قال رؤبة :

حتى إذا أحمى النهار اليرمعا مرع: مرُعَ يَمْرَعُ مُرْعاً والمَرْعُ الاسم، وهو الكلأ. ويقال: أرض مَرِعَةٌ مُمْرِعة. مثل خَصِبَة مُخْصِبة. وأَمْرَعَ القومُ: أصابوا مَرْعاً. قال :

فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربنا ... أسال علينا البطن بالعدد الدثر

وأَمْرَعَ المكانُ والوادي، أي: أكلآ. 

عرج

عرج: {تــعرج}: تصعد. {المعارج}: الدرج.

عرج

1 عَرَــجَ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. عُرُــوجٌ (S, O, K) and مَــعْرَــجٌ, (O, K,) He ascended, or mounted. (S, A, O, K.) So in the saying عَرَــجَ فِى الدَّرَجَةِ and فى السُّلَّمِ [He ascended, or mounted, the stair, or the series of steps, and the ladder]. (S, O.) And عَرَــجَ فِى الشَّىْءٍ, and عَلَيْهِ, aor. ـُ and عَرِــجَ, inf. n. عُرُــوجٌ, He ascended, or mounted, upon the thing (TA.) And عُرِــجَ بِهِ means He was taken up to a high place; as, for instance, إِلَى عَنَانِ السَّمَآءِ [to the clouds of Heaven]. (Ham p. 87.) b2: And عَرَــجَ الشَّىْءُ The thing became high, or elevated. (TA.) A2: عَرَــجَ, (S, O, Msb, K,) with fet-h to the ر, (O,) aor. ـُ inf. n. عَرْــجٌ; (Msb; [accord. to the O عَرَــجٌ;]) or عَرَــجَ and عَرِــجَ and عَرُــجَ; (K;) He limped, or had a slight lameness, (S, O, Msb, K,) and walked like the lame, (S, O,) by reason of some accident that had befallen him (S, O, Msb, K) in his leg or foot, (S, O, K.) not naturally, (S, K,) or not by reason of a chronic ailment: (Msb:) or عَرَــجَ, aor. ـُ and عَرِــجَ and عَرُــجَ; inf. n. عَرَــجَانٌ; he walked like the lame, with a limping gait, by reason of some accident. (L.) b2: And عَرِــجَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَــجٌ (S, * O, * Msb, K, * TA) and عُرْــجَةٌ, (TA,) He was lame, walked lamely, or limped, (S, O, Msb, K,) naturally, (S, O, K,) or by reason of a chronic ailment: (Msb:) or he became lame. (TA.) [See also عَرَــجٌ below.] b3: عَرَــجٌ also signifies The setting of the sun: or its inclining towards the place of setting: (S, O, K:) inf. n. of عَرِــجَتْ. (TK.) b4: And عَرِــجَ, inf. n. عَرَــجٌ, He (a camel) emitted his urine indirectly: said of the male only, when the hind girth is bound upon him [so as to press upon his sheath]: like حقِبَ. (TA.) 2 عرّــج, inf. n. تَــعْرِــيجٌ, He made (a building, or structure, S, O, and a river, or rivulet, TA) to incline. (S, O, K, TA.) A2: عَرَّــجْتُ عَنْهُ I turned from it, and left it, or forsook it; as also عنه ↓ انــعرجت. (Msb.) b2: And عرّــج عَلَيْهِ He bent, or inclined, to, or towards, him, or it. (TA.) You say, مَرَّ بِهِ فَمَا عَرَّــجَ عَلَيْهِ [He passed by him, or it,] and did not bend, or incline, to him, or it. (A.) [But this may be otherwise rendered, as is shown by what follows.] b3: عرّــج also signifies He remained, stayed, abode, or dwelt; (K, TA;) as also ↓ تــعرّــج. (T, TA.) You say, عرّــج بِالمَكَانِ He remained, stayed, &c., in the place. (TA.) And عرّــج عَلَى الشَّىْءِ, (O,) inf. n. as above, (S, A,) He remained, stayed, or abode, intent upon the thing; (S, A, O;) as also عليه ↓ تــعرّــج. (O.) See also عُرْــجَةٌ, in two places: and see 2 in art. عوج. And مَا عَرَّــجْتُ عَلَى الشَّىْءِ means I did not pause, or stop, at the thing: (Msb: [and the like is said in the Mgh:]) or I did not care for it, or regard it. (TA in art. وبر.) And عرّــج عَلَى المَنْزِلِ, (S, O, K,) and ↓ تــعرّــج, (S, K,) He confined his camel that he rode at the place of alighting or abode, (S, O, K,) and remained, or stayed: (S, O:) or تَــعْرِــيجٌ signifies the confining the camel that one rides, remaining, or staying, for one's travelling-companions or for some object of want: and عرُــج النَّاقَةَ means he confined the she-camel. (TA.) A3: See also 4.4 اعرجهُ He (God) rendered him lame. (S, O, * K.) A2: And He gave him a herd of camels such as is termed عَرْــج. (S, K.) A3: And اعرج He had, or possessed, a herd of camels such as is termed عَرْــج: (O, TA:) thus in the L and other lexicons: in the K, إِبِلُ عُرْــجٌ is erroneously put for عَرْــجٌ مِنَ الإِبِلِ. (TA.) [This signification is erroneously assigned by Freytag to 2: and so is that next preceding it by him and by Golius.]

A4: Also He entered upon the time of the setting of the sun; and so ↓ عرّــج, (O, K,) inf. n. تَــعْرِــيجٌ. (O.) 5 تــعرّــج It (a building, or structure,) inclined. (S, O.) b2: See also 2, in three places: and see عُرْــجَةٌ, in two places.6 تعارج [He pretended to be lame;] he imitated the gait of a lame person. (TA.) 7 انــعرج It (a thing, S, Msb) bent or inclined; (S, O, Msb, TA;) and so a road: (TA:) and it was, or became, curved, or crooked. (Mgh.) You say, انــعرج بِنَا الطَّرِيقُ [The road bent, or inclined, with us]. (A.) And انــعرج عَنِ الطَّرِيقِ He declined from the road: (Mgh:) and انــعرج الرَّكْبُ عَنْ طَرِيقِهِمْ [The company of riders declined from their road]. (A.) See also 2, second sentence. R. Q. 3 اِــعْرِــنْجَجَ فِى أَمْرِهِ He strove, or exerted himself, in his affair. (O, K. *) عَرْــجٌ and ↓ عِرْــجٌ A herd of camels consisting of about eighty: (S, O, K:) or from seventy to eighty: (TA:) or from eighty to ninety: (K:) or a hundred and fifty and a little above that number: (AO, S, O, K:) or from five hundred to a thousand: (As, S, O, K:) or more than two hundred, and near a thousand: (AHát, TA:) or a thousand: (TA:) or many camels: (Az, TA:) pl. أَــعْرَــاجٌ [a pl. of pauc.] (S, O, K) and عُرُــوجٌ. (K.) عُرْــجُ: see أَــعْرَــجُ, in two places.

عِرْــجٌ: see عَرْــجٌ.

عَرَــجٌ inf. n. of عَرِــجَ: (Msb, TA:) [as a simple subst.,] Natural lameness; (S, O, K;) as also ↓ عُرْــجَةٌ, which is likewise an inf. n. of عَرِــجَ. (TA.) One says, مَا أَشَدَّ عَرَــجَهُ [How great is his natural lameness!]: not مَا أَــعْرَــجَهُ; for from that which signifies a colour, or a quality in the body, one does not derive the form مَا أَفْعَلَهُ. (S, O.) A2: Also A river, or rivulet: and a valley: because of their bending, or inclining. (TA.) عَرِــجٌ A camel that emits his urine indirectly: (O, K, TA:) an epithet applied to the male only. (TA. [See 1, last sentence.]) عَرْــجَةٌ: see the next paragraph, in two places.

عُرْــجَةٌ: see عَرَــجٌ. b2: Also, (TA in this art.,) or ↓ عَرَــجَةٌ, like جَدَعَةٌ and قَطَعَةٌ, (TA in art. جدع,) The place, or seat, of lameness, in the leg, or foot. (TA.) b3: And you say, مَا لِى عِنْدَكَ عُرْــجَةٌ, and ↓ عَرْــجَةٌ, and ↓ عِرْــجَةٌ, and ↓ عَرِــجَةٌ, and ↓ تَــعْرِــيجٌ, and ↓ تَــعَرُّــجٌ, There is not for me any remaining, staying, abiding, or dwelling, or, as some say, any confining, or place of confinement, [of my beast,] with thee, or at thy abode. (L, TA.) and مَا لِى عَلَيْهِ عُرْــجَةٌ, and ↓ عَرْــجَةٌ, (S, O,) and ↓ عِرْــجَةٌ, and ↓ عَرِــجَةٌ, (so in a copy of the S,) and ↓ تَــعْرِــيجٌ, and ↓ تَــعَرُّــجٌ, (S, O,) [i. e., as is implied in the S, There is not for me any confining of my camel that I ride, and remaining, or staying, at it: or] there is not for me any bending, or inclining, to, or towards, him, or it. (O.) عِرْــجَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

عَرَــجَةٌ: see عُرْــجَةٌ.

عَرِــجَةٌ: see عُرْــجَةٌ, in two places.

عَرَــجَانٌ [mentioned in the L as an inf. n.,] The gait of him who is naturally lame. (S, K.) عُرْــجُونٌ, mentioned in the A and Mgh and Msb in this art.: see art. عرجن.

عُرَــاجُ: see أَــعْرَــجُ, in two places.

عَرِــيجٌ High, or elevated. (TA.) A2: And An affair not firmly, solidly, or soundly, executed. (S, O, K.) الــعُرَــيْجَآءُ [dim. of الــعَرْــجَآءُ fem. of الأَــعْرَــجُ; and therefore, if without the article ال, imperfectly ـعْرَــبٌ">decl.;] The هَاجِرَة [or midday; or midday in summer, or when the heat is vehement; &c.]. (O, K.) b2: And The coming, of camels, to water one day at noon, and one day in the morning between daybreak and sunrise: (As, S, O, K:) or their coming to water in the morning between daybreak and sunrise, then returning from the water and remaining the rest of the day in the pasturage, and the next night and day, and coming to the water again at night, then returning from the water, and remaining the rest of the night in the pasturage, and the next day and night, then coming to the water in the morning between daybreak and sunrise: this is one of the descriptions of رِفْه: or, as some say, their coming to water thrice every day; but this is strange. (TA.) b3: Also A man's eating but once every day. (K.) One says, فُلَانٌ يَأْكُلُ الــعُرَــيْجَآءَ Such a one eats but once every day. (O, TA.) عَارِج Limping, or having a slight lameness, not by reason of a chronic ailment, but in consequence of some accident that has befallen him. (Msb.) A2: Also i. q. غَائِبٌ [i. e. Absent, &c.]: (O, K:) thus written, with the pointed غ; but [SM says, though without adducing any ex. to confirm his assertion, that] it is correctly عَائِب, with the unpointed ع, [i. e. being, or becoming, faulty, &c.; or making, or causing, to be faulty, &c.; or blaming, &c.;] as in the L. (TA.) أَــعْرَــجُ Lame, (S, Msb, K,) by nature, (S, K,) or by reason of a chronic ailment: fem. عَرْــجَآءُ: (Msb:) pl. عُرْــجٌ and عُرْــجَانٌ. (S, K.) b2: الأَــعْرَــجُ is an appellation of The crow; (O, K;) [and] so الأَعْوَرُ الأَــعْرَــجُ: because of its hopping, or leaping in going, as though shackled. (A, TA.) b3: and الــعَرْــجَآءُ is an appellation of The female hyena: (S, O, K:) pl. عُرْــجٌ: the male is not called أَــعْرَــجُ. (TA.) And ↓ عُرْــجُ, determinate, and imperfectly ـعْرَــبٌ">decl., means The female hyenas, so called as though they were a قَبِيلَة [or tribe]; (Sh, O, K;) and so ↓ عُرَــاجُ, likewise determinate, and imperfectly ـعْرَــبٌ">decl.: (K:) or, accord. to IAar, in the phrase ↓ أَبْنَآءُ عُرْــجَ in a verse of Aboo-Muk'it ElAsadee, the poet makes the latter word, which is a pl., imperfectly ـعْرَــبٌ">decl. because he means التَّوْحِيد وَالــعُرْــجَة; as though he regarded it as a sing. [proper] name: (L: [i. e., accord. to Ibr D, because he uses عُرْــجَ as a sing. proper name, curtailed by poetic license from الــعُرْــجَة: if so, this last word seems here to signify a personification of lameness:]) and accord. to him (i. e. IAar), one says ↓ هٰذِهِ عُرَــاجُ, meaning This is the female hyena [not hyenas]; the latter word imperfectly ـعْرَــبٌ">decl. (O.) b4: الأَــعْرَــجُ is also an appellation of A certain deaf, malignant serpent. (TA.) [See also the next paragraph.] b5: And الــعُرْــجُ signifies Three nights of the first part of the lunar month: [perhaps in allusion to the curved aspect of the moon; though on this ground it might also be applied to three nights of the last part:] mentioned on the authority of Th. (TA.) الأُعَيْرِجُ [dim. of الأَــعْرَــجُ] A certain deaf serpent, (O, K, TA,) of the most malignant of serpents, (TA,) that will not admit of being charmed, and that leaps up like the viper: (O, K:) accord. to ISh, a certain broad serpent, having a single broad leg; like the [serpent called] أَصَلَة: IAar says, it springs upon the horseman so as to become with him on his saddle: (O:) the word has no fem. form: (Lth, O, K:) [but] the pl. is الأُعَيْرِجَاتُ. (O, K.) مَــعْرَــجٌ: see مِــعْرَــاجٌ, in two places.

مِــعْرَــجٌ: see the next paragraph.

مِــعْرَــاجٌ (S, A, O, K) and ↓ مِــعْرَــجٌ and ↓ مَــعْرَــجٌ, (S, O, K,) the second and third allowable accord. to Akh, like مِرْقَاةٌ and مَرْقَاةٌ, (S, O,) A ladder, or series of steps or stairs: (S, A, O, K:) or, with the article ال, [but most commonly the first of these with ال,] a thing resembling a دَرَجَة [i. e. ladder, or series of steps or stairs], upon which the souls ascend when they are taken [from their bodies]: it is said that there is nothing more beautiful than it; so that when the soul sees it, it cannot refrain from making its exit [from the body]: (TA:) hence لَيْلَةُ المِــعْرَــاجِ [the Night of the Ladder; in which Mohammad is related to have ascended from Jerusalem to Heaven, after having been conveyed to the former from Mekkeh upon the beast named البُرَاق]: pl. مَعَارِيجُ and مَعَارِجُ, like مَفَاتِيحُ and مَفَاتِحُ. (S, O.) Also, (K,) or [properly the last only, i. e.] ↓ مَــعْرَــجٌ, (L, Msb, TA,) A place of ascent: (L, Msb, K, TA:) and the way whereby the angels ascend: (TA:) pl. مَعَارِجُ, (Msb, TA,) [in both senses, i. e.] this signifies places of ascent: (S, A, O:) and in the Kur lxx. 3, the places of ascent of the angels: or it there means benefits, or favours: (O:) and مِــعْرَــاجٌ is [said to be] like مَــعْرَــجٌ [in meaning, though this is a loose explanation]. (Msb.) مُــعَرَّــجٌ A garment, or piece of cloth, having upon it curving stripes or lines. (O, K.) مُــعَرْــجَنٌ: see art. عرجن.

مُنْــعَرَــجٌ, (S, O, K, TA,) or ↓ مُنْــعَرِــجٌ, (Msb,) or the latter is wrong, (TA,) A place of bending, or inclining, (S, O, Msb, K,) of a valley, to the right and to the left. (S, O, Msb.) مُنْــعَرِــجٌ: see what next precedes.
(عرج) عَلَيْهِ مَال وبالمكان نزل بِهِ وَالشَّيْء ميله يُقَال عرج الْبناء وَالنّهر والخط وَالثَّوْب خططه خُطُوطًا ملتوية
(عرج) - في حديث المِــعْراجِ: "هو شِبْه سُلّم تَــعرُــج فيه الأَرْوَاحُ" كأنَّه من آلة الــعُرُــوجِ وهو الصُّعُودُ.
- في الحديث: "فلم أعَرِّــج عليه" .
: أي لم أُقِم ولم أَحْتَبِس. يقال: عَرَّــج على الشيءِ وتَــعَرَّــج: أَقام عليه.
(ع ر ج) : (الْــعَرْــجُ) بِسُكُونِ الرَّاء مِنْ مَرَاحِل طَرِيق الْمَدِينَةِ وَيُقَالُ مَرَرْتُ بِهِ فَمَا عَرَّــجْتُ عَلَيْهِ أَيْ مَا وَقَفْتُ عِنْدَهُ (وَمِنْهُ) الْمُعْتَكِفُ يَمُرُّ بِمَرِيضٍ فَيَسْأَلُ عَنْهُ وَلَا يُــعَرِّــجُ عَلَيْهِ (وَانْــعَرَــجَ) عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ عَنْهُ (وَمِنْهُ) الْــعُرْــجُونُ أَصْلُ الْكِبَاسَةِ لِانْــعِرَــاجِهِ وَاعْوِجَاجِهِ.
ع ر ج

عرج بروح الشمس إذا غربت. وتقول: الشرف بعيد المدارج، رفيع المعارج. ومررت به فما عرجت عليه. ومالي عليه عرجة. وانــعرج بنا الطريق. وانــعرج الركب عن طريقهم. وهم بمنــعرج الوادي، ومنه: الــعرجون وهو أصل الكباسة سمّيَ لانــعراجه. " حتّى عاد كالــعرجون القديم ". وثوب مــعرجن: فيه صور الــعراجين. وقبح الله تعالى هذه الــعرجة. ولتلقينّ من هذا الأعرج الأعيرج وهو حية صمّاء لا تقبل الرقي تطفر كما تطفر الأفعى. وحجل في دارهم الأعور الأعرج وهو الغراب لحجلانه وانقباض نساه.
(عرج) الشَّيْء عروجا ارْتَفع وَعلا فَهُوَ عريج وَفُلَان أَصَابَهُ شَيْء فِي رجله فغمز كَأَنَّهُ أعرج وَلَيْسَ بخلقه وَفِي السّلم وَعَلِيهِ ارْتقى وَصعد وبالشيء صَحبه فِي عروجه وَمِنْه عرج بِالروحِ وَالْعَمَل صعد بهما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تــعرج الْمَلَائِكَة وَالروح إِلَيْهِ}

(عرج) عرجا وعرجانا كَانَ فِي رجله شَيْء خلقَة فَجعله يغمز بهَا وغمز بِرجلِهِ لعِلَّة طارئة فَهُوَ أعرج وَهِي عرجاء (ج) عرج وَالشَّمْس عرجا مَالَتْ للغروب
عرج
الــعُرُــوجُ: ذهابٌ في صعود. قال تعالى: تَــعْرُــجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ
[المعارج/ 4] ، فَظَلُّوا فِيهِ يَــعْرُــجُونَ
[الحجر/ 14] ، والمَعَارِجُ:
المصاعد. قال: ذِي الْمَعارِجِ [المعارج/ 3] ، وليلة المِــعْرَــاجُ سمّيت لصعود الدّعاء فيها إشارة إلى قوله: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر/ 10] ، وعَرَــجَ عُرُــوجاً وعَرَــجَاناً: مشى مشي العَارِجِ. أي: الذاهب في صعود، كما يقال: درج: إذا مشى مشي الصاعد في درجه، وعَرِــجَ: صار ذلك خلقة له ، وقيل للضّبع: عَرْــجَاءُ، لكونها في خلقتها ذات عَرَــجٍ، وتَعَارَجَ نحو: تضالع، ومنه استعير:
عَرِّــجْ قليلا عن مدى غلوائكا
أي: احبسه عن التّصعّد. والــعَرْــجُ: قطيعٌ ضخم من الإبل، كأنّه قد عَرَــجَ كثرةً، أي:
صعد.
ع ر ج : عَرِــجَ فِي مَشْيِهِ عَرَــجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ مِنْ عِلَّةٍ لَازِمَةٍ فَهُوَ أَــعْرَــجُ وَالْأُنْثَى عَرْــجَاءُ فَإِنْ كَانَ مِنْ عِلَّةٍ غَيْرِ لَازِمَةٍ بَلْ مِنْ شَيْءٍ أَصَابَهُ حَتَّى غَمَزَ فِي مَشْيِهِ قِيلَ عَرَــجَ يَــعْرُــجُ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ عَارِجٌ وَالْمَــعْرَــجُ وَالْمَصْعَدُ وَالْمَرْقَى كُلُّهَا بِمَعْنًى وَالْجَمْعُ الْمَعَارِجُ وَالْمِــعْرَــاجُ وِزَانُ مِفْتَاحٍ مِثْلُهُ وَالْــعَرْــجُ وِزَانُ فَلْسٍ مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَمَا عَرَّــجْتُ عَلَى الشَّيْءِ بِالتَّثْقِيلِ أَيْ مَا وَقَفْتُ عِنْدَهُ وَــعَرَّــجْتُ عَنْهُ عَدَلْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَانْــعَرَــجْتُ عَنْهُ مِثْلُهُ وَانْــعَرَــجَ الشَّيْءُ انْعَطَفَ وَمُنْــعَرِــجُ الْوَادِي اسْمُ فَاعِلٍ حَيْثُ يَمِيلُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً وَالْــعُرْــجُونُ أَصْلُ الْكِبَاسَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْــعِرَــاجِهِ وَانْعِطَافِهِ وَنُونُهُ زَائِدَةٌ. 

عرج


عَرَــجَ(n. ac. مَــعْرَــج
عُرُــوْج)
a. [Fī], Mounted, ascended.
b. [pass.] [Bi], Was borne aloft.
c.(n. ac. عَرْــج), Limped, halted.
عَرِــجَ(n. ac. عُرْــجَة
عَرَــج)
a. Limped, was lame.
b. Was low, was setting (sun).
عَرُــجَ(n. ac. عَرَــجَاْن)
a. see (عَرِــجَ) (a).
عَرَّــجَa. Sloped, leant over, inclined.
b. Made to slope.
c. ['Ala], Stopped, halted in; stayed, paused, lingered in;
inclined to.
d. ['An], Left, forsook.
أَــعْرَــجَa. Made to limp, rendered lame.

تَــعَرَّــجَa. see II (a) (c).
c. Limped.
d. Confined.

تَعَاْرَجَa. Feigned lameness.

إِنْــعَرَــجَa. see II (a) (d).
عَرْــج
(pl.
عُرُــوْج أَــعْرَــاْج)
a. Train of camels.

عَرْــجَةa. Slope, incline; bend.
b. Detour; deviation.
c. Inclination.

عِرْــجa. see 1
عُرْــجَةa. see 1t & 4
عَرَــجa. Limp, lameness.

أَــعْرَــجُ
(pl.
عُرْــج
عُرْــجَاْن)
a. Limping, lame, halt; cripple.
b. [art.], The crow.
مَــعْرَــجa. see 20
مِــعْرَــج
(pl.
مَعَاْرِجُ)
a. Place of ascent; ascent: ladder, steps; stairs
staircase.

عَاْرِجa. Limping.
b. Absent.

عَرِــيْجa. High.
b. Unsolid

عَرَــجَاْنa. see 4
عَرْــجَآءُ
a. [art.], The hyena.
مِــعْرَــاْج
(pl.
مَعَاْرِيْجُ)
a. see 20
N. Ac.
عَرَّــجَتَــعَرَّــجَa. see 1t
عُرْــجُد عُرْــجُوْد
a. Pedicle.
b. Crooked palm-branch.
عرج
الــعُرْــجَة: مَوْضِعُ الــعَرَــج من الرجْل. وبَنُو الأعْرَــج: قَبِيْلَة. وجَمْع الأعْرَــج: الــعُرْــجَانُ. ويُقال لِلغُرابِ: أعْرَــجُ. والــعَرْــجَاءُ: الضَّبُعُ؛ وذلك خِلْقَةٌ فيها. والاعَيْرِجُ: حَيَّةٌ أصَم تَطْفِرُ.
والــعَرْــجُ من الإبل: القَطِيْعُ الضَخْمُ نَحْوُ الخمسمائة، وقيل: هو من الثَّمانين إلى التسْعين، وجَمْعُه: أعْرَــاجٌ وعُرُــوج.
وقد أعْرَــجْتُه: جَعَلْتَ له عَرْــجاً. والــعِرْــجُ بالكَسْر أيضاً. والــعَرِــجُ من الإبل: الذي لا يَستَقيمُ بَوْلُه لِقَصدِه من ذَكَرِه. وعَرَــجَ عُرُــوْجاً ومَــعْرَــجاً: ارْتقى. والمِــعْرَــاجُ: شِبْهُ سُلَمٍ أو درَجَةٍ يُــعْرَــجُ فيه. وعَرَــجَ عَرَــجَاناً: غمَز من شَيْءٍ أصَابَه. والتَــعْرِــيْجُ: أنْ يَحْبِسَ المَطِيَ مُقيماً لامْرٍ.
وعَرجْنا النَهْرَ: أمَلْنَاه. وانْــعَرَــجَ القَوْمُ عن الطًريق، وانْــعَرَــجَ الوادي: انْعَطَفَ.
والــعَرَــنْجَجُ: اسْمُ حِمْيَر، وقيل: عَرَــنْجِيْج. والــعَرْــجُ: مَوْضع بَيْنَ مَكةَ والمدينة.
وثَوْبٌ مُــعَرًــجٌ: فيه خُطُوْطٌ مُلْتَوِية. والــعُرَــيْجَاءُ: الهَاجِرَةُ. ومن الإبِل: أن تَرِد الإبليَوْماً نِصْفَ النَهار ويوماً غدْوَةً، وقيل: أنْ تَرِدَ بالغَداة ثم تَرِدَ بالعَشِي. والــعَرَــجُ: غَيْبُوْبَةُ الشمْس. وأمْرٌ عَرِــجٌ: مُلْتَبِس. وما عرْــجَتُك وعَرْــجَتُك: أي حاجَتُك. وعَرَّــجَني عن حاجتي: لَبَّثَني.
ومالي عُرْــجَة وعَرِــيْجَة: لَبْثٌ.
ع ر ج: عَرَــجَ فِي السُّلَّمِ ارْتَقَى. وَــعَرَــجَ أَيْضًا إِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ فِي رِجْلِهِ فَمَشَى مِشْيَةَ (الْــعُرْــجَانِ) وَبَابُهُمَا دَخَلَ فَإِنْ كَانَ خِلْقَةً فَبَابُ الثَّانِي طَرِبَ فَهُوَ (أَــعْرَــجُ) وَهُمْ (عُرْــجٌ) وَ (عُرْــجَانٌ) وَ (أَــعْرَــجَهُ) اللَّهُ. وَمَا أَشَدَّ عَرَــجَهُ وَلَا تَقُلْ: مَا أَــعْرَــجَهُ لِأَنَّ مَا كَانَ لَوْنًا أَوْ خِلْقَةً فِي الْجَسَدِ لَا يُقَالُ مِنْهُ: مَا أَفْعَلَهُ إِلَّا مَعَ أَشَدَّ أَوْ نَحْوِهِ. وَ (الْــعَرَــجَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِشْيَةُ الْأَــعْرَــجِ. وَ (التَّــعْرِــيجُ) عَلَى الشَّيْءِ الْإِقَامَةُ عَلَيْهِ يُقَالُ: (عَرَّــجَ) فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ (تَــعْرِــيجًا) إِذَا حَبَسَ مَطِيَّتَهُ عَلَيْهِ وَأَقَامَ. وَكَذَا التَّــعَرُّــجُ، تَقُولُ: مَا لِي عَلَيْهِ (عُرْــجَةٌ) بِوَزْنِ جُرْعَةٍ، وَلَا (عَرْــجَةٌ) بِوَزْنِ رَجْعَةٍ، وَلَا (تَــعْرِــيجٌ) وَلَا (تَــعَرُّــجٌ) . وَ (انْــعَرَــجَ) الشَّيْءُ انْعَطَفَ. وَ (مُنْــعَرَــجُ) الْوَادِي بِفَتْحِ الرَّاءِ مُنْعَطَفُهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً. وَ (الْمِــعْرَــاجُ) السُّلَّمُ وَمِنْهُ لَيْلَةُ الْمِــعْرَــاجِ وَالْجَمْعُ (مَعَارِجُ) وَ (مَعَارِيجُ) . قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْوَاحِدَ (مِــعْرَــجٌ) وَمَــعْرَــجٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا كَمَا تَقُولُ: مِرْقَاةٌ وَمَرْقَاةٌ. وَ (الْمَعَارِجُ) أَيْضًا الْمَصَاعِدُ. 
[عرج] نه: في أسمائه تعالى ذو "المعارج"، أي المصاعد والدرج، جمع مــعرج، أي معارج الملائكة إلى السماء، وقيل: هي الفواضل العالية. ك: أي ذي الملائكة العارجة إليه، عرج بفتحتين صعد. نه: ومنه "المــعراج" بالكسر، شبه السلم كأنه آلة له. ك: ثم "عرج" بي، بفتحات وبضم فكسر. ش: اختلف في أن الإسراء والمــعراج هل كانا في ليلة واحدة أم لا، وعلى الثاني فأيهما كان مقدمًا، وهل كانا في يقظة أو منام أو بعضه في يقظة وبعضه في منام، وهل كان المــعراج مرة أو مرتين مرة في اليقظة ومرة في المنام، وهل أسرى في ليلة سابع عشرين من ربيع الأول أو الآخر أو رجب أو ليلة السبت لسبع عشرة من رمضان، سنة خمس أو ست أو ثنتي عشر من النبوة أو بعد سنة وثلاثة أشهر أو غير ذلك. نه: وفيه من "عرج" أو كسر أو حبس فليجز مثلها وهو حل، أي فليقض أي الحج، يقال: عرج عرجانًا، إذا غمز من شيء أصابه، وعرج عرجًا إذا صار أعرج أو كان خلقة، أي من أحصره مرض أو عدو فعليه أن يبعث بهدى ويواعد الحامل يومًا بعينه يذبحها فيه فيتحلل بعده، وضمير مثلها للنسيكة. وفيه: "فلم أعرج" عليه، أي لم أقم ولم أحتبس. ط: فيمر كما هو ولا "يــعرج" يسأل عنه، أي يمر مرورًا مثل هيئته هو عليها، ولا يــعرج أي لا يميل عن الطريق إلى الجوانب، ويسأل بيان ليعود. نه: "الــعرجون" عود أصفر فيه شماريخ العذق، وعراجين ج. ومنه ح: فسمعت تحريكًا في "عراجين" البيت، أي أعواد في سقف البيت، شبهت بها. ج: ومنه: كان يحب "الــعراجين"، وهو قضيب منقوس فيه شماريخ عذق الرطب. غ: فإذا قدم واستقوس شبه به الهلال. نه: و"الــعرج" بفتح فسكون قرية جامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة. ط: ومنه: تسير "بالــعرج". ك: من وراء "الــعرج"- بفتح فسكون جبل بطريق مكة وهو أول تهامة.
[عرج] عَرَــجَ في الدَرجة والسلَّم يَــعْرُــج عُروجاً، إذا ارْتَقى. وعَرَــجَ أيضا، إذا أصابه شئ في رجله فَخَمَع ومشى مشْيةَ الــعُرْــجان وليس بخلقة. فإذا كان ذلك خِلْقةً قلت: عَرِــجَ بالكسر، فهو أعرج بيِّن الــعَرَــج، من قوم عُرْــجٍ وعُرْــجانٍ. وأعرجه الله، وما أشدُّ عَرجَه. ولا تقل: ما أعْرَــجَهُ، لأنَّ ما كانَ لوناً أو خِلقةً في الجسد لا يقال منه ما أفْعَلَه إلا مع أشَدَّ. والــعَرَــجان، بالتحريك: مِشية الأعرج. وأمرٌ عَريج، إذا لم يُبْرَم. وعَرَّــج البناءِ تَــعْريجاً، أي ميله فتــعرج. والتــعريج على الشئ: الإقامة عليه. يقال: عَرَّــج فلانٌ على المنزل، إذا حَبَس مطّيته عليه وأقام. وكذلك التــعرُّــج. تقول: مالى عليه عرجة ولا عِرْــجَة ولا تَــعْريج ولا تَــعَرُّــج. وانــعرج الشئ، أي انعطف. ومنــعرج الوادي: مُنْعَطَفُهُ يمنةً ويسرةً. والمِــعْراج: السُلَّم، ومنه ليلة المِــعْراج، والجمع مَعارج ومَعاريج، مثله مَفاتِح ومَفاتيح. قال الأخفش: إن شئت جعلت الواحد مِــعْرَــج ومَــعْرَــج مثل مِرْقاةٍ ومَرْقاةٍ. والمَعارج: المصاعِدُ. والــعَرَــج: غيبوبة الشمس، ويقال انْــعراجُها نحو المغرب. وأنشد أبو عمرو:

حتَّى إذا ما الشمس همت بــعرج  والــعرجاء: الضَبُع. وقال الأصمعي: الــعُرَــيْجاء في الوِرْدِ أن تَرِد الإبلُ يوماً نِصْف النهار ويوماً غُدْوة. والــعَرْــجُ: منزل بطريق مكة، وإليه ينسب الــعرجى، وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان. والــعرج أيضاً: القطيع من الإبل نحوٌ من الثمانين. وقال أبو عبيدة: مائة وخمسون وَفُوَيْق ذلك. وقال الأصمعي: خَمْسُمائة إلى الألف. والــعِرْــج بالكسر مثله، والجمع أَــعْراج. وقد أَــعْرَــجْتُكَ، أي وَهَبْتُكَ عِرْــجاً من الابل. والــعرنجج: اسم حمير بن سبإ.
(ع ر ج)

الــعَرَــج والــعُرْــجَة: الظَّلَع. والــعُرْــجة أَيْضا: مَوضِع الــعَرَــج من الرجل. وَرجل أعرج من قوم عُرْــج، وعُرْــجان.

وعَرَــج يَــعْرُــج، وعَرِــج عَرَــجانا: مَشى مشْيَة الْأَــعْرَــج، لــعرض. وعَرِــج لَا غير: صَار أعرج. وأعْرجَ الرجل: جعله أعْرَــج، قَالَ الشماخ:

فَبِتُّ كأنّي مُتَّقٍ رأسَ حَيَّةٍ ... لِحاجَتها إِن تخطيءِ النَّفْس تُــعْرِــجِ

وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

ألم تَرَ أنَّ الغَزْوَ يُــعْرِــج أهلَه ... مِرارا وَأَحْيَانا يُفِيدُ ويُورِقُ

لم يفسره. وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ كنى بِهِ عَن الخيبة.

وتَعارَجَ: حكى مشْيَة الْأَــعْرَــج.

والــعَرْــجاء: الضَّبع، خلقَة فِيهَا. وَلَا يُقَال للذّكر أعرج. وَيُقَال لَهَا عُراجُ، مــعرفَة، لــعَرَــجها. وَقَول أبي مكعت الاسدي:

أفَكانَ أوَّلَ مَا أتَيْتَ تَهارَشَتْ ... أبْناءُ عُرْــجَ عَليكَ عِندَ وِجارِ

يَعْنِي: أَبنَاء الضباع، وَترك صرف عُرْــج، لِأَنَّهُ جعله اسْما للقبيلة. وَأما ابْن الْأَــعرَــابِي فَإِنَّهُ قَالَ: لم يُجْر عُرْــجَ، وَهُوَ جمع، لِأَنَّهُ أَرَادَ التَّوْحِيد والــعُرْــجَة، فَكَأَنَّهُ قصد إِلَى اسْم وَاحِد، وَهُوَ إِذا كَانَ جمعا غير مُسَمّى بِهِ نكرَة.

وعَرَــج الْبَعِير عَرَــجا، فَهُوَ عَرِــج: لم يستقم بَوْله من الحقب.

وانــعَرَــج الشَّيْء: مَال.

وعَرَّــج النَّهر أماله.

والــعَرَــج: النَّهر والوادي، لانــعراجهما.

وعَرَّــج عَلَيْهِ: عطف. وعَرَّــج النَّاقة: حَبسهَا.

وَمَالِي عَنْك عِرْــجة وَلَا عَرْــجَة وَلَا عَرَــجة، وَلَا عُرْــجة، وَلَا تَــعريج: أَي محتبس.

وعَرَــج فِي الشَّيْء، وَعَلِيهِ، يــعرُــج ويَــعْرِــج عُرُــوجا: رقى. وعَرَــج الشَّيْء، فَهُوَ عَرِــيج: ارْتَفع وَعلا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كَمَا نَوَّرَ المِصْباحُ للْعُجْمِ أمْرَهُمْ ... بُعَيْدَ رُقاد النَّائمينَ عَرِــيجُ والمِــعْراج: شبه سلم، تــعرُــجُ عَلَيْهِ الْأَرْوَاح. وَقيل: هُوَ حَيْثُ تصعد أَعمال بني آدم.

وعُرِــج بالرُّوح وَالْعَمَل: صعد بهما. فَأَما قَول الْحُسَيْن بن مطير:

زَارَتْكَ شَهْمَةُ والظَّلْماءُ داجِيةٌ ... والعَينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَــعْرُــوجُ

فَإِنَّمَا أَرَادَ: مَــعْروجٌ بِهِ، فَحذف.

والــعَرْــج والــعِرْــج من الْإِبِل: مَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ. وَقيل: من الثَّمَانِينَ إِلَى التسعين. وَقيل: مئة وَخَمْسُونَ، وفويق ذَلِك. وَقل من خمس مئة إِلَى ألف، قَالَ ابْن قيس الرقيات:

أنْزَلوا مِنْ حُصُونِهِنَّ بَناتِ التُّ ... رْكِ يَأتُونَ بَعْدَ عَرْــجٍ بَــعرْــجِ

وَالْجمع أعراجٌ، وعُروج. قَالَ:

يوْمَ تُبْدى البِيضُ عَن أسْؤُقِها ... وتَلُفُّ الخَيلُ أعْراجَ النَّعَمْ

قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُونَ عُرُــوجَهُمْ ... مَوْرَ الجَهامِ إذَا زَفَتْهُ الأَزْيَبُ

والــعَرَــج: غيبوبة الشَّمْس، قَالَ:

حَتَّى إِذا مَا الشَّمسُ همَّت بــعَرَــجْ

والــعُرْــج: ثَلَاث لَيَال من أول الشَّهْر. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب.

والأُعَيْرِج: حيَّة أَصمّ خَبِيث، وَالْجمع: الأُعَيْرِجات.

والــعُرَــيجاء: أَن ترد الْإِبِل يَوْمًا نصف النَّهَار، وَيَوْما غدْوَة. وَقيل: هُوَ أَن ترد غدْوَة، ثمَّ تصدر عَن المَاء، فَتكون سَائِر يَوْمهَا فِي الْكلأ، وليلتها ويومها من غدها، وَترد لَيْلًا المَاء، ثمَّ تصدر عَن المَاء، فَتكون بَقِيَّة لَيْلَتهَا فِي الْكلأ، ثمَّ تصبح المَاء غدْوَة. وَهِي من صِفَات الرفة. والــعُرَــيجاء: مَوضِع.

وَبَنُو الْأَــعْرَــج: قَبيلَة. وَكَذَلِكَ بَنو عُرَــيْج.

والــعَرْــج: مَوضِع على أَرْبَعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة، إِلَيْهِ ينْسب الــعَرْــجيّ الشَّاعِر.

والــعَرَــنْجَجُ: اسْم حمير.
عرج
عرَــجَ يَــعرُــج، عَرَــجًا وعَرَــجانًا، فهو عارج وأعرجُ
عرَــج الرَّجُلُ: مشى مِشْيَةً غير مُتساوية بسبب عِلَّةٍ طارئة أصابت إحدى رِجْلَيه "أُصيبَ بالــعرَــجِ- بإحدى رجليه عرجانٌ مؤلم- {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَــعْرَــجِ حَرَجٌ} ". 

عرَــجَ على/ عرَــجَ في يَــعرُــج، عُروجًا، فهو عارِج، والمفعول مــعروج عليه
عرَــج على السُّلَّم/ عرَــج في السُّلَّم: صعد وارتقى "عرَــج على الجبل حتَّى وصل إلى القمّة- {تَــعْرُــجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ". 

عرِــجَ يَــعرَــج، عَرَــجًا وعَرَــجانًا، فهو أعرجُ
عرِــج الرَّجُلُ:
1 - عرَــج؛ مشى مشية غير متساوية بسبب عِلَّة طارئة أصابت إحدى رجليه.
2 - كان في رجله شيء خِلْقةً جعله يغمز بها. 

انــعرجَ/ انــعرجَ عن ينــعرج، انــعراجًا، فهو مُنــعرِــج، والمفعول مُنــعرَــج عنه
• انــعرج الطَّريقُ: انعطفَ يَمْنَةً ويَسْرةً، انحرف فجأةً واعوجّ ومال "نهرٌ مُنــعرِــجٌ- احذر انــعراجَ الطَّريق" ° مُنْــعَرَــج الوادي/ مُنْــعَرَــج النهر/ مُنْــعَرَــج الطريق: مُنعطفه يَمنَةً ويَسْرَةً.
• انــعرج الشَّخصُ عن الطَّريق: حادَ عنه، مال عنه وتركه "طريقٌ منــعرَــجٌ عنه- انــعرج عن الحقّ/ الصَّواب". 

تعارجَ يتعارج، تعارُجًا، فهو مُتعارِج
• تعارج الصَّبيُّ: تكلَّف الــعَرَــجَ وليس به، مشى مشية الأعرج "يا بُنيّ لا تتعارج- التَّعارج كذبٌ وسخرية". 

تــعرَّــجَ يتــعرَّــج، تــعرُّــجًا، فهو مُتــعرِّــج
• تــعرَّــج الطَّريقُ: مُطاوع عرَّــجَ/ عرَّــجَ بـ/ عرَّــجَ على/ عرَّــجَ عن: اعوجَّ، وانعطف يَمْنَةً ويَسْرَةً "تــعرَّــج النَّهرُ/ الخَطُّ- أصلح تــعرُّــج الطَّريق" ° سِباق التَّــعرُّــج: سباق في طريق منعطف أو متموَّج بين أعلام مركوزة ونحوها.
• تــعرَّــج البناءُ: مال. 

عرَّــجَ/ عرَّــجَ بـ/ عرَّــجَ على/ عرَّــجَ عن يــعرِّــج، تــعريجًا، فهو مُــعرِّــج، والمفعول مُــعرَّــج
عرَّــج البناءَ: ميَّله "عرَّــج الخطَّ الذي رسمه".
عرَّــج بالمكان: نزل به نزولاً عابرًا.
عرَّــج على صديقه في بيته: مرَّ به، مال عليه ووقف عنده، زاره "عرَّــج على منزل عمِّه وهو في طريقه إلى القرية".
عرَّــج عن الشَّيءِ: عدَل عنه وتركه، انصرف عنه "عرَّــج عن الطَّريق غير الممهَّد". 

أعرجُ [مفرد]: ج عُرْــج وعُرْــجان، مؤ عَرْــجاءُ، ج مؤ عَرْــجاوات وعُرْــج: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرَــجَ وعرِــجَ. 

انــعراج [مفرد]:
1 - مصدر انــعرجَ/ انــعرجَ عن.
2 - (فز) خروج شعاع ضوئيّ في سيره عن الاستقامة. 

تعاريجُ [جمع]: مف تــعريج
• تعاريج الطَّريق/ تعاريج النَّهر: منعطفاته. 

عَرَــج [مفرد]: مصدر عرَــجَ وعرِــجَ. 

عَرَــجان [مفرد]: مصدر عرَــجَ وعرِــجَ. 

عُروج [مفرد]: مصدر عرَــجَ على/ عرَــجَ في. 

معارجُ [جمع]: مف مِــعْرج ومِــعراج
 • المعارج: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 70 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعٌ وأربعون آية.
• ذو المعارج: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُــعْرج إليه بالأرواح والأعمال، وهو صاحب العلوّ والعظمة والدرجات الفواضل والنّعم، وخالق السموات التي ترقى فيها الملائكة من سماء إلى سماء " {مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ} ". 

مِــعْراج [مفرد]: ج مَعَارِجُ ومَعارِيجُ: مِصْعَد، سُلَّم "صعد إلى الطَّابق العلويّ بالمِــعْراج: المِصْعَد- صعد على المِــعْراج: السُّلَّم- {وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} ".
• المِــعْراج: ما صَعَد عليه النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى السَّماء ° لَيْلَةُ المــعراج: ليلة السَّابع والعشرين من رجب ليلة صعود الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم إلى السَّماء. 

عرج: الــعَرَــجُ والــعُرْــجة: الظَّلَعُ. والــعُرْــجة أَيضاً: موضع الــعَرَــج من

الرِّجْل.

والــعَرَــجان، بالتحريك: مِشْية الأَــعرج.

ورجل أَــعرج من قوم عُرْــج وعُرجان، وقد عَرَــج يَــعْرُــج، وعَرُــج وعَرِــج

عَرَــجاناً: مشى مِشْية الأَــعرج بــعَرَــضٍ فغمز من شيءٍ أَصابه، وعَرَــج، لا

غير: صار أَــعْرَــجَ. وأَــعرج الرجلَ: جعله أَــعْرَــجَ؛ قال الشماخ:

فبِتُّ كأَني مُتَّقٍ رأْسَ حَيَّةٍ

لحاجتها، إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُــعْرِــجِ

وأَــعرجه الله، وما أَشدَّ عرجه ولا تقل: ما أَــعْرَــجَه، لأَن ما كان

لَوْناً أَو خِلقة في الجسد، لا يقال منه: ما أَفعله، إِلاّ مع أَشدَّ.

وأَمرٌ عَرِــيج إِذا لم يُبرَم.

وعرَّــج البناءَ تَــعْريجاً أَي ميَّله فتــعرج؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَلم تَرَ أَن الغَزْوَ يُــعْرِــج أَهلَه

مِراراً، وأَحْياناً يُفِيدُ ويُورِقُ؟

لم يفسره، وهو من ذلك كأَنه كناية عن الخَيْبَة. وتعارَج: حكى مِشْيَة

الأَــعرج. والــعَرْــجاءُ: الضَّبُع، خلقة فيها، والجمع عُرْــجٌ، والــعرب تجعل

عُرْــجَ مــعرفة لا تنصرف، تَجْعَلُها بمعنى الضباع بمنزلة قبيلة، ولا يقال

للذكر أَــعْرَــج، ويقال لها عُرَــاجُ مــعرفة لــعَرَــجِها؛ وقول أَبي مكعَّب

الأَسدي:

أَفكان أَوَّلَ ما أَثبْت نَهارَشَتْ

أَبناءُ عُرْــجَ، عليك عند وِجارِ

يعني أَبناء الضباع، وترك صرف عُرْــجَ لأَنه جعله اسماً للقبيلة؛ وأَما

ابن الأَــعرابي فقال: لم يجر عُرْــج، وهو جمع، لأَنه أَراد التوحيد

والــعُرْــجة، فكأَنه قصَد إِلى اسم واحد، وهو، إِذا كان اسماً غير مسمًّى،

نكرة.والــعَرَــجُ في الإِبل: كالحَقَب، وهو أَن لا يستقيم مخرج بَوْلِهِ،

فيقال: حَقِب البعير حَقَباً، وعَرج عَرَــجاً، فهو عَرِــجٌ، ولا يكون ذلك إِلاّ

للجمَل إِذا شدَّ عليه الحَقَب؛ يقال: أَخْلِفْ عنه لئلاَّ يَحْقَب.

وانْــعَرَــج الشيءُ: مال يَمْنَة ويَسْرة. وانــعَرَــج: انعطَف.

وعَرَّــج النهرَ: أَماله.

والــعَرَــج: النَّهر

(* قوله «والــعرج النهر» هو في الأصل بفتح العين

والراء.) والوادي لانــعراجهما.

وعَرَّــج عليه: عطف. وعَرَّــج بالمكان إِذا أَقام. والتــعريجُ على الشيءِ:

الإِقامة عليه. وعَرَّــج الناقة: حبسها.

وما لي عندك عِرْــجَة ولا عَرْــجَة ولا عَرَــجة ولا عُرْــجة ولا تَــعْريج ولا

تَــعَرُّــج أَي مُقام؛ وقيل: مجلِس.

وفي ترجمة عرض: تَــعَرَّــض يا فلان وتَهَجَّس وتَــعَرَّــج أَي أَقم.

والتَّــعريجُ: أَن تحبس مطيَّتك مُقِيماً على رُفْقتك أَو لحاجة؛ يقال: عَرَّــج

فلان على المنزل. وفي الحديث: فلم أُــعَرِّــج عليه أَي لم أُقِمْ ولم أَحتبس.

ويقال للطريق إِذا مال: قد انْــعَرَــجَ. وانــعرَــج الوادِي وانــعرَــج القوم عن

الطريق: مالوا عنه.

وَــعَرَــجَ في الدَّرَجَة والسُّلَّم يــعرُــج عُرُــوجاً أَي ارتقى. وعَرَــج في

الشيءِ وعليه يَــعْرِــج ويَــعْرُــج عُرُــوجاً أَيضاً: رَقيَ. وعَرَــج الشيءُ،

فهو عَريج: ارتفع وعَلا؛ قال أَبو ذؤَيب:

كما نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ،

بُعَيْدَ رُقادِ النائمين، عَريجُ

وفي التنزيل: تَــعْرُــج الملائكة والرُّوح إِليه؛ أَي تصعد؛ يقال: عَرَــج

يَــعْرُــج عُرُــوجاً؛ وفيه: من الله ذي المَعارج؛ المَعارِج: المَصاعِد

والدَّرَج. قال قتادة: ذي المَعارج ذي الفواضل والنِّعَم؛ وقيل: مَعارج

الملائكة وهي مَصاعِدها التي تَصْعَد فيها وتــعرُــج فيها؛ وقال الفراءُ: ذي

المَعارِج من نعت الله لأَن الملائكة تــعرُــج إِلى الله، فوصف نفسه بذلك.

والقرَّاءُ كلهم على التاء في قوله: تــعرج الملائكة، إِلاَّ ما ذكر عن عبد الله،

وكذلك قرأَ الكسائي.

والمَــعْرَــج: المَصْعَد. والمَــعْرَــج: الطريق الذي تصعَد فيه الملائكة.

والمِــعْراج: شبه سُلَّم أَو دَرَجة تــعْرُــج عليه الأَرواح إِذا قُبِضت،

يقال: ليس شيءٌ أَحسن منه إِذا رآه الرُّوح لم يتمالك أَن يخرُج، قال: ولو

جُمِع على المَعاريج لكان صواباً، فأَما المَعارِج فجمع المِــعْرَــج؛ فال

الأَزهري: ويجوز أَن يجمع المِــعْرَــاج مَعارِجَ. والمِــعْراج: السُّلَّم؛

ومنه ليلة المِــعْراج، والجمع مَعارج ومَعارِيج، مثل مَفاتِح ومَفاتيح؛ قال

الأَخفش: إِن شئتَ جعلت الواحد مِــعْرجاً ومَــعْرجاً مثل مِرْقاة

ومَرْقاة. والمَعارِج: المَصاعد؛ وقيل: المِــعْرَــاج حيث تصعَد أَعمال بني

آدم.وعُرِــج بالرُّوح والعمل: صُعِد بهما؛ فأَما قول الحسين بن مطير:

زارَتْكَ سُهْمَةُ، والظَّلْماءُ ضاحيَةٌ،

والعينُ هاجعَةٌ، والرُّوحُ مَــعْرُــوجُ

(* قول «سهمة» لم تتضح صورة هذه

الكلمة في الأَصل، وإِنما فهمناها بالقوة.)

فإِنما أَراد مــعْرُــوج به، فحذف.

والــعَرْــج والــعِرْــج من الإِبل: ما بين السبعين إِلى الثمانين؛ وقيل: هو

ما بين الثمانين إِلى التسعين؛ وقيل: مائة وخمسون وفويق ذلك؛ وقيل: من

خمسمائة إِلى أَلف؛ قال ابن قيس الرقيات:

أَنزَلُوا من حُصُونِهِنَّ بَنات التُّـ

ـرْكِ، يأْتون بعد عَرْــجٍ بــعَرْــجِ

والجمع أَــعْرَــاج وعُرُــوج؛ قال:

يومَ تُبدِي البيضُ عن أَسْوُقِها،

وتَلُفُّ الخيلُ أَــعْراجَ النَّعَمْ

وقال ساعدة بن جؤَية:

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئون عُرُــوجَهُمْ،

مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ

أَبو زيد: الــعَرْــج الكثير من الإِبل. أَبو حاتم: إِذا جاوزت الإِبل

المائتين وقاربت الأَلف، فهي عَرْــج وعُرُــوج وأَــعْراج.

وأَــعرَــجَ الرجل إِذا كان له عَرْــج من الإِبل؛ ويقال قد أَــعْرَــجْتُك أَي

وهبتك عَرْــجاً من الإِبل.

والــعَرَــجُ: غيبوبة الشمس، ويقال: انــعراجُها نحو المغرب؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

حتى إِذا ما الشمس هَمَّتْ بِــعَرَــجْ

والــعُرْــج: ثلاث ليال من أَول الشهر؛ حكى ذلك عن ثعلب. والأُعَيْرِج:

حيَّة أَصَمُّ خبيث، والجمع الأُعَيْرِجات؛ والأُعَيْرج أَخبث الحيَّات

يَثِبُ حتى يصير مع الفارس في سَرْجه؛ قال أَبو خيرة: هي حيَّة صمَّاء لا

تقبل الرُّقْيَة وتَطْفِر كما تَطْفِرُ الأَفعى، والجمع الأُعَيْرِجات؛

وقيل: هي حيَّة عَريض له قائمة واحدة عَرِــيض مثل النبث والراب نبثه من ركنه

أَو ما كان، فهو نَبْث

(* قوله «مثل النبث إلى قوله فهو نبث» هكذا في

الأصل المنقول من نسخة المؤلف ولم نهتد إلى اصلاح ما فيها من التحريف.)، وهو

نحو الأَصَلَةِ. والعارج: العائب.

والــعُرَــيْجاء: أَن ترد الإِبل يوماً نصف النهار ويوماً غُدْوَة؛ وقيل:

هو أَن ترِد غُدوة ثم تَصدُر عن الماء فتكون سائر يومها في الكلإِ

وليلَتَها ويومَها من غَدِها، فترِدُ ليلاً الماء، ثم تصدر عن الماء فتكون بقية

ليلتها في الكلإِ ويومَها من الغد وليلَتها، ثم تصبح الماءَ غُدْوَة، وهي

من صفات الرِّفْهِ. وفي صفات الرِّفْهِ: الظاهِرةُ والضَّاحِيةُ

والأَبيَّة والــعُرَــيْجَاءُ. ويقال: إِن فلاناً ليأْكل الــعُرَــيْجاء إِذا أَكل كل

يوم مَرَّة واحدة.

والــعُرَــيْجاء: موضع

(* قوله «والــعريجاء موضع» هكذا في الأصل بالتــعريف

وعبارة ياقوت: عريجاء تصغير الــعرجاء، موضع مــعروف، لا يدخله الالف واللام

اهـ. وعبارة القاموس وشرحه وعريجاه، بلا لام: موضع.).

وبنو الأَــعْرَــج: قبيلة، وكذلك بَنُو عُرَــيْج.

والــعَرْــج، بفتح العين وإِسكان الراء: قرية جامعة من عمل الفُرْع؛ وقيل:

هو موضع بين مكة والمدينة؛ وقيل: هو على أَربعة أَميال من المدينة ينسب

إِليه الــعَرْــجِيّ الشاعر

(* قوله «ينسب إِليه الــعرجيّ الشاعر إلخ» عبارة

ياقوت في معجم البلدان إِليها ينسب الــعرجي الشاعر وهو عبد الله بن عمر بن

عبد الله بن عمرو بن عثمان إلخ. وعبارة القاموس وشرحه: منه عبج الله بن

عمرو بن عثمان بن عفان الــعرجي الشاعر. وفي بعض النسخ عبد الله بن عمر بن

عمرو بن عثمان.). والــعَرْــجِيُّ: عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفان.

والــعَرَــنْجَجُ: اسم ؛حِمْيَرِ بن سَبَأ.

وفي الحديث: من عَرَــج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فليَجْزِ مثلَها وهو حِلٌّ

أَي فَلْيَقْضِ، يعني الحجَّ؛ المعنى: من أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ

فعليه أَن يبعث بِهَدْيٍ ويواعدَ الحامل يوماً بعينه يذبَحُها فيه، فإِذا

ذبحت تَحَلَّلَ، فالضمير في مثلها للنَّسِيكَة.

عرج
: (عَرَــجَ) فِي الدَّرَجَة والسُّلَّمِ يَــعْرُــجُ، بالضّمّ (عُرُــوجاً ومَــعْرَــجاً) ، بِالْفَتْح (: ارْتَقَى) ، وعَرَــجَ فِي الشْيءِ وَعَلِيهِ يَــعْرِــجُ، بِالْكَسْرِ، ويَــعْرُــج، بالضّمّ عُرُــوجاً أَيضاً: رَقِيَ. وعَرَــجَ الشيءُ فَهُوَ عَريجٌ: ارتفَعَ وعُلا. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
كمَا نَوَّرَ المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ
بُعَيْدَ رُقَادِ النَّائمينَ عَريجُ
(و) عَرَــجَ زيدٌ يَــعْرُــجُ، بالضّمّ (: أَصابَه شيْءٌ فِي رِجْله فخَمَعَ وَلَيْسَ بخِلْقَةٍ. فإِذا كَانَ خِلْقَةً فَــعَرِــجَ، كفَرِحَ) ، ومصدره الــعَرَــجُ، محرَّكةً. والــعُرْــجَةُ، بالضّمّ (أَو يُثَلَّث، فِي غير الخِلْقَة، وَهُوَ أَــعْرَــجُ بَيِّنُ الــعَرَــجِ، من) قَوْمٍ (عُرْــجٍ وعُرْــجَانٍ) . بالضَّمّ فيهمَا، وعَرِــجَ، بِالْكَسْرِ لَا غير: صارَ أَــعْرَــجَ.
(وأَــعْرَــجَه اللَّهُ تَعالى) : جعلَه أَــعْرَــجَ.
وَمَا أَشَدَّ عَرَــجَه. وَلَا تَقُلْ: مَا أَــعْرَــجَه، لأَن مَا كَانَ لوناً أَو خِلْقَةً فِي الجَسَد لَا يُقَال مِنْهُ: مَا أَفْعَلَه، إِلاّ مَعَ أَشَدَّ.
(والــعَرَــجَانُ، محرْكَةً: مِشْيَتُه) ، أَي الأَــعْرجِ.
وعَرَــجَ عَرَــجَانَا: مَشَى مِسْيَةَ الأَــعْرجِ بــعَرَــضٍ فغَمَز من شيْءٍ أَصابَه.
(و) يُقَال: (أَمرٌ عَرِــيجٌ) : إِذا (لم يُبْرَمْ) .
عَرَّــجَ) البِناءَ (تَــعْريجاً: مَيَّلَ) فتَــعَرَّــجَ. وعَرَّــجَ النَّهْرَ: أَمالَه. وعَرَّــجَ عَلَيْهِ: عَطَفَ. (و) عَرَّــجَ بِالْمَكَانِ: إِذا (أَقامَ) . والتَّــعَريج على الشْيءِ: الإِقَامَةُ علَيْه. وعَرَّــجَ فُلانٌ على المَنزِل. وَفِي الحَدِيث: (فَلم أُــعرِّــجْ عَلَيْهِ) أَي لم أُقِمْ وَلم أَحْتَبْس. (و) عَرَّــج: (حَبَس المَطِيَّةَ على المَنزل) . يُقَال: عَرَّــجَ الناقَةَ: حَبَسَهَا. والتَّــعْريج أَن تَحْبِس مَطيَّتك مُقيماً على رُفْقَتك أَو لحاجَةٍ، (كتَــعرَّــجَ) . قرأَت فِي (التَّهْذِيب) فِي تَرْجَمَة (عرض) : تَــعرَّــضْ يَا فُلان، وتَهجَّسْ، وتَــعَرَّــجْ: أَي أَقِمْ.
(والمُنْــعَرَــج) من الوادِي: (المُنْعَطَفُ) مِنْهُ يَمْنَةً ويَسْرَةً، كِلَاهُمَا بِفَتْح الْعين على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول، ووَهِمَ من قَال خلافَ ذالك. وانْــعَرَــجَ: انعطفَ. وانــعَرَــجَ القَوْمُ عَن الطّريق: مَالُوا. ويقا للطّريق إِذا مَال: انْــعَرَــج.
وَيُقَال: مَالِي عنْدك عِرْــجَةٌ، بِالْكَسْرِ، وَلَا عَرْــجَةٌ، بالفَتْحِ، وَلَا عَرَــجَةٌ، محرّكَةً، وَلَا عُرْــجَةٌ، بِالضَّمِّ، وَلَا تَــعَرُّــجٌ: أَي مُقامٌ، وَقيل: مَحْبس.
(والمِــعْرَــاجُ والمِــعْرَــجُ) ، بِحَذْف الأَلف (والمَــعْرَــج) بالفَتْح؛ نَقله الجوهريّ عَن الأَخفش ونَظَّره بمِرْقَاة ومَرْقَاة (: السُّلَّمُ) أَو شِبْهُ دَرَجَةٍ، تَــعْرُــجُ عَلَيْهِ الأَرْواحُ إِذا قُبِضَتْ، يُقَال: لَيْسَ شيءٌ أَحسن مِنْهُ إِذا رَآهُ الرُّوحُ لم يَتمالكْ أَن يَخْرُجَ.
(و) المِــعْرَــج: (المَصْعَد) ، والطَّريق الَّذِي تَصْعَد فِيهِ الملائكةُ جمعُه المَعَارجُ. وَفِي التَّنْزِيل: {مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} (المعارج: 3) قيل: معارجُ الْمَلَائِكَة: مَصَاعدُهَا الَّتِي تَصعَدُ فِيهَا وتَــعْرُــجُ فِيهَا. وَقَالَ قَتادَةُ: ذِي المعارج: ذِي الفَوَاضِل والنِّعَم. وَقَالَ الفَرّاءُ (ذِي المعارج) من نَعْت الله، لأَن الْمَلَائِكَة تَــعْرُــجُ إِلى الله تَعَالَى، فوصَفَ نَفْسَه بذالك. قَالَ الأَزهريّ: وَيجوز أَن يُجمَع المِــعْرَــاجُ مَعَارِجَ، والمِــعْرَــاجُ: السُّلَّمُ، وَمِنْه ليلَةُ المِــعْرَــاجِ، وَالْجمع مَعارِجُ ومَعَاريجُ مثل مَفَاتحَ ومَفَاتيحَ. قَالَ الأَخْفَشُ: إِن شئتَ جعلْتَ الواحدَ مِــعْرَــجاً ومَــعْرَــجاً.
(والــعَرَــجُ، محرَّكَةً: غَيْبوبةُ الشَّمْسِ أَو انْــعراجُها نَحْو المَغْرِب) ، وأَنشد أَبو عَمرٍ و:
حتّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بــعَرَــجْ (و) الــعَرِــجُ (كَكَتِفٍ: مَا لَا يَستقيمُ) مَخْرَجُ (بَوْله من الإِبل) ، والــعَرَــجُ فِيهِ كالحَقَب، فَيُقَال: حَقِبَ البعيرُ خَقَباً، وعَرِــجَ عَرَــجاً، فَهُوَ عَرِــجٌ، وَلَا يكون ذالك إِلاّ للجمل إِذا شُدَّ عَلَيْهِ الحَقَبُ، يُقَال: أَخْلِفْ عَنهُ لئلاّ يَحْقَبَ.
(و) الــعَرَــجُ (بالفَتْح: د، باليَمَن، ووادٍ بالحِجَاز ذُو نَخيلٍ، و: ع بِبِلَاد هُذَيْلٍ) . قَالَ شَيخنَا: إِنْ كَانَ هُوَ الَّذِي بِالطَّائِف فالصّواب فِيهِ التَّحْريك كَمَا جَزَم بِهِ غيرُ واحدٍ، وإِن كَانَ منزِلاً آخَرَ لهُذَيْلٍ فَهُوَ بِالْفَتْح، وَبِه جزم ابْن مُكرَّم، انْتهى. قلت: لَيْسَ فِي كَلَام ابْن مُكرَّم مَا يَدُلّ على مَا قَالَه شيخُنَا، كَمَا ستــعرف نَصَّح، (ومنْزِلٌ بطريقِ مَكَّةَ) ، شَرَّفَها الله تَعَالَى. فِي (اللِّسَان) : الــعَرْــجَ بِفَتْح الْعين وإِسكان الرّاءِ: قَرْيَةٌ جامعَةٌ من أَعمال الفُرْع. وَقيل: هُوَ مَوْضِعٌ بَين مكَّةَ وَالْمَدينَة وَقيل: هُوَ على أَربعةِ أَميالٍ من الْمَدِينَة. (مِنْهُ عبدُ الله بنُ عَمْرِو بنِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ) ثالثِ الخلفاءِ، (الــعَرْــجِيّ الشّاعر) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، الَّذِي قَالَ:
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضَاعُوا
ليَوْمِ كَريهَةٍ وسِدَادِ ثَغْرِ
وَفِي بعض النُسخ: عبد الله بن عُمَرَ بن عَمْرو بن عُثمان، وَلم يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَله قِصّة غريبةٌ نَقَلها شُرّاحُ المَقَامَاتِ. وقَوْل شَيخنَا: وَفِي (لِسَان الــعَرَــب) مَا يَقْضِي أَنّ الشاعِرَ غيرُ عبدِ الله وَهُوَ غَلطٌ واضحٌ، وإِن توقَّف فِيهِ الشيخُ عَلِيٌّ المَقدسيّ لقصوره، غيرُ واردٍ على صَاحب اللِّسَان، فإِنه لم يَذْكُرْ قَوْلاً يُفهَم مِنْهُ التَّغَايرُ، مَعَ أَنّى تَصَفَّحت النُّسْخَةَ وَهِي الصحيحةُ المَقروءَة وَالله أَعلم.
(و) الــعَرْــجُ: (القَطِيعُ من الإِبل) مَا بَين السّبعين إِلى الثّمانين أَو (نحوُ الثَّمَانِينِ) ، وهاكذا وُجِدَ بخطّ أَبي سَهْلٍ، (أَو مِنْهَا إِلى تسعين، أَو مِائةٌ وخَمسون وفُوَيْقَهَا) ، ونَسَبه الجوهريّ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ، (أَو من خَمْسِمِائة إِلى أَلفٍ) ، ونَسبه الجوهريّ إِلى الأَصمعيّ. وَقَالَ أَبو زَيد: الــعَرْــجُ: الكثيرُ من الإِبلِ. وَقَالَ أَبو حاتِمٍ: إِذا جاوَزَتِ الإِبلُ المائَتينِ وقارَبت الأَلْفَ فَهِيَ عَرْــجٌ. وقرأْت فِي (الأَنساب) للبَلاذُرِيّ قَولَ العلاءِ بن قَرَظَةَ خالِ الفرزدقِ:
وقَسَّم عَرْــجاً كأَسُه فوقَ كَفِّه
وآبَ بِنَهْبٍ كالفَسِيلِ المُكمَّمِ
قَالَ: الــعَرْــجُ: أَلْفٌ من الإِلل. (ويُكْسَرُ، ج أَــعْرَــاجٌ وعُروجٌ) ، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ:
أَنْزَلوا من حُصونِهنَّ بناتَ التُّ
رْكِ يأْتُونَ بَعْدَ عَرْــجٍ بــعَرْــجِ
وَقَالَ:
يومَ تُبْدِي البِيضُ عَنْ أَسْوُقِها
وتَلُفُّ الخَيْلُ أَــعْراجَ النَّعَمْ
وَقَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُون عُرُــوجَهُمْ
مَوْرَ الجَهَامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَالُ
(والــعُرَــيْجَاءُ، ممدوةً) ، مَضمومَة: (الهاجرَةُ، وأَن تَرِدَ الإِبلُ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ ويَوْماً غُدْوَةً) وبهاذا اقْتصر الجوهريّ. وَقيل: هُوَ أَن تَرِدَ غُدْوة ثمَّ تَصْدُرَ عَن الماءِ، فَتكون سائرَ يَومِها فِي الكَلإِ وليلتَهَا ويَوْمَها من غَدِهَا، فتَرِدَ لَيْلًا الماءَ، ثمَّ تَصْدُر عَن الماءِ فَتكون بَقيَّةَ لَيْلَتهَا فِي الكَلإِ ويَوْمَهَا من الغَدِ وليلَتَهَا، ثمَّ تُصبح الماءَ غُدْوَةً، وَهِي من صفَاتِ الرِّفْه؛ (وأَن يأْكُلَ الإِنسانُ كلَّ يَوْمٍ مَرَّةً) ، يُقَال: إِنّ فُلاناً لَيأْكُل الــعُرَــيْجاءَ، إِذا أَكَل كُلَّ يومٍ مرَّةً وَاحِدَة. وَنقل شيخُنَا عَن أَمثال حَمْزَةَ أَن الــعُرَــيجاءَ أَن تَرِدَ الإِبلُ كلَّ يومٍ ثَلاَثَ ورْدَاتٍ، وصَحَّحه جماعةٌ. قلتُ: وَهُوَ غَريبٌ.
(و) عُريجَاءُ، (بِلَا لامٍ: ع) .
(وأَــعْرَــجَ) الرّجلُ: (حَصَلَ لَهُ إِبلٌ عُرْــجٌ) ، بالضّمّ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، والصّواب: حَصلَ لَهُ عَرْــج من الإِبل، أَي قَطِيعٌ مِنْهَا، كَمَا فِي (للسان) وَغَيره. (و) أَــعْرَــجَ الرَّجلُ (دَخَلَ فِي وَقْت غَيْبُوبة الشّمس، كــعَرَّــجَ) تَــعْريجاً (و) أَــعْرَــجَ (فُلاناً: أَعْطَاه عَرْــجاً من الإِبل) ، أَي وَهَبَه قَطيعاً مِنْهَا.
(و) الأَعْوَرُ (الأَــعْرَــجُ: الغُرَابُ) ، لحَجَلانِه.
(وثَوْبٌ مُــعَرَّــجٌ: مُخَطَّطٌ فِي الْتوَاءٍ) .
عُرْــجُ، وعُرَــاجُ) بضَمِّهما (مَــعرِــفتَيْن ممنوعَتين) من الصَّرْف: (الضِّبَاعُ، يجعلونها بمَنزلةِ القَبيلةِ) وَلَا يُقَال للذَّكر: أَــعْرَــجُ. قَالَ أَبو مُكْعِت الأَسَديّ:
أَفَكَانَ أَوَّلَ مَا أَثَبْتَ تَهارَشَتْ
أَبْناءُ عُرْــجَ عليكَ عِنْدَ وَجَارِ
يَعْنِي أَبناءَ الضِّباعِ، وتَرَكَ صَرْفَها لجعْلِهَا اسْما للقَبيلة. وأَما ابْن الأَــعرابيّ قَالَ: لم يُجْرَ (عُرْــج) وَهُوَ جَمعٌ، لأَنه أَراد التَّوْحيدَ، والــعُرْــجَةَ، فكأَنّه قَصَدَ إِلى اسمٍ واحدٍ، وَهُوَ إِذا كَانَ اسْما غير مُسمًّى نَكِرَةٌ.
(والــعَرْــجَاءُ: الضَّبُع) ، خِلْقَة فِيهَا، وَالْجمع عُرْــجٌ.
(وَذُو الــعَرْــجاءِ: أَكَمَة بأَرْضِ مُزَيْنَة) .
عُرَــاجَةُ، كثُمامَة: اسْمٌ) .
عَرِــيجَةُ، كحَنيفةَ: جَدُّ نُسَيرِ بنِ دَيْسَمٍ) .
(وبَنُو الأَــعْرَــجِ: حَيٌّ م) ، أَي مــعروفد وكذالك بَنو عُرَــيجٍ، وسيأْتي.
(والــعُرْــجُ) بالضَّمّ (من المُحَدّثين: كثيرُون) .
(والأُعَيْرِجُ) مُصغّراً: (حَيَّةٌ صَمّاءُ) من أَخْبَثِ الحَيَّات (لَا تَقْبَل الرُّقْيَةَ) تَثِبُ حتّى تَصيرَ مَعَ الْفَارِس فِي سَرْجه. قَالَ أَبو خَيْرَةَ: (وتَطْفِرُ كالأَفْعَى) . وَقيل: هِيَ حَيّةٌ عَريضٌ لَهُ قائمةٌ واحدةٌ عَريضة. (قَالَ اللّيث) بنُ مُظفّر: (لَا يُؤنَّث) و (ج الأُعَيْرِجاتُ) .
(والعَارِجُ: الغائبُ) ، هاكذا بالغين الْمُعْجَمَة عندنَا، وَالصَّوَاب (العائب) بِالْمُهْمَلَةِ كَمَا فِي (اللِّسَان) .
(والــعَرَــنْجَجُ اسمُ حِمْيَرَ بنِ سَبَإٍ) ، قَالَه السُّهَيْليّ فِي الرّوْض، وَابْن هشامٍ وَابْن إِسحاقَ فِي سيرتهما.
(واعْرَــنْجَجَ: جَدَّ فِي الأَمْر) ، قيل: وَمِنْه أُخِذَ اسمُ الــعَرَــنْجَج.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الــعُرْــجَة: الظَّلَع، ومَوْضِع الــعَرَــج من الرِّجْل.
وتَعارَجَ: حَكَى مِشْيَة الأَــعْرجِ.
والــعَرَــجُ: النَّهْر، والوادِي، لَا نــعراجِهما.
وعَرَــجَ الشْىءُ فَهُوَ عَرِــيج: ارتفعَ وَلاَ (والرُّوحُ مَــعروجٌ) فِي قَول الحُسين بن مُطَيْر أَي مَــعْروجٌ بِهِ، فحَذَف.
والأَــعْرَــجُ: حيَّة أَصَمُّ خَبيثٌ.
والــعُرْــجُ: ثلاثُ ليالٍ من أَوّلِ الشَّهْرِ، حُكِيَ ذالك بن ثَعْلَب.
وَبَنُو عَرِــيجٍ، كأَميرٍ: من بني عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدْرِكَةَ، وهم قَلِيلُونَ، كَمَا فِي (المَعَارِفِ) لِابْنِ قُتَيْبةَ. وَمِنْهُم أَبو نَوْفلِ بن (أَبي) عَقْرب، وَثَّقه فِي (التَّقْرِيب) .
وَذكر فِي أَحكام الأَساس هُنَا: الــعُرْــجُون، لانْــعِرَــاجِه، وثَوْبٌ مُــعَرْــجَنٌ فِيهِ صُوَرُ الــعَرَــاجِينِ. قلت: وهاذا إِذا قيل بِزِيَادَة النُّون، فليراجَعْ.
عرج: عرج: ظلع، غمز برجله، ومصدره عُرُــوجة أيضاً في معجم فوك. (وانظر ما يلي).
عَرَّــج (بالتشديد)، عرَّــج عن: مال عن المكان ولم ينزل به (فوك).
انــعرج: عرج، ظلع، (أبو الوليد ص786).
عُرُــوجَة: (انظرها في عرج): عَرَــج، ظَلَع (ألكالا).
عَرُّــوج، وجمعها عَرارِج: قلنسوة مزينة بريش النعام يعتمرها فرسان الأعراب في أيام الأعياد. (شيرب).
أَــعَرج: من له رجل واحدة (ألكالا).
أَــعَرج، وجمعها عُرجان: صورة صبي في ورق اللعب، وهو الولد في ورق اللعب (بوشر).
أعرج: الصنف الأصغر حجما من الجلبانت الذي يشبه ورقه ورق البيقية (ابن العوام 2: 68).
دُوبَيْت اعرج: (انظره في مادة دوبيت).
عَرْــجاء: ضبع، وجمعها عراج (باين سميث 1554).
تــعْريج: لا أعرف معنى هذه الكلمة بدقة وقد وردت في رحلة ابن جبير (ص177): يُدْخل منها (الأبواب) إلى دهاليز وتعاريج.
التعاريج: ذكرت في صور الفسيساء في رحلة ابن جبير (ص85).
تَــعْريج: شقة من القماش المغضَّن (بوشر).
مَــعْرَــج: ذكر فيكتور الكلمة الأسبانية almarax بمعنى جسر أو قنطرة. ولا ادري إذا كان عرب الأندلس يستعملون المــعرج بهذا المعنى.
مِــعْراج، رغيف طري في المعاريج: وردت في بيت شــعر في ألف ليلة (2: 258) وفي طبعة برسلا (7: 332): رغيف من خبز المعاريج. ويعترف لين في ترجمته (2: 495) إنه يجهل معنى هذه الكلمة. وتجد صورة أخرى من هذا البيت في ألف ليلة (4: 203، برسل 5: 100: 10: 116).

قصرُ عُرْوة

قصرُ عُرْــوة:
هو بالعقيق، منسوب إلى عروة بن الزبير ابن العوّام بن خويلد، روى عروة بن الزبير أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: يكون في أمتي خسف وقذف وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم، قال عروة: فبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحّيت عن المدينة وخشيت أن يقع وأنا بها فنزلت العقيق وبنى به قصره المشهور عند بئره وقال فيه لما فرغ منه:
بنيناه فأحسنّا بناه ... بحمد الله في وسط العقيق
تراهم ينظرون إليه شزرا ... يلوح لهم على وضح الطريق
فساء الكاشحين وكان غيظا ... لأعدائي وسرّ به صديقي
وأقام عبد الله بن عروة بالعقيق في قصر أبيه فقيل له:
لم تركت المدينة؟ فقال: لأني كنت بين رجلين حاسد على نعمة وشامت بنكبة، وقال عامر بن صالح في قصر عروة:
حبّذا القصر ذو الطهارة والبئ ... ر ببطن العقيق ذات الشّباب
ماء مزن لم يبغ عروة فيها ... غير تقوى الإله في المقطعات
بمكان من العقيق أنيس ... بارد الظلّ طيّب الغدوات
وقصر عروة أيضا: قرية من نواحي بغداد من ناحية بين النهرين، سمع بها أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن موسى بن علي السقطي شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن النّجار التميمي الكوفي على أبي الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد ابن القزّاز المطيري الخطيب في سنة 463.

عَرْزَمٌ

عَرْــزَمٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي مفتوحة:
وهو اسم جبّانة بالكوفة، وأصله الشديد المكتنز، وقيل: عرزم محلة بالكوفة تــعرف بجبّانة عرزم نسبت إلى رجل كان يضرب فيها اللّبن اسمه عرزم، ولبنها رديء فيه قصب وخرق فربما أصابها الشيء اليسير من النار فاحترقت حيطانها، وقيل: عرزم بطن من فزارة نسبت الجبانة إليه، وقال البلاذري:
عرزم بطن من نهد، وقيل: رجل من نهد يقال له عرزم، وقال الكلبي: نسبت الجبّانة إلى عرزم مولى لبني أسد أو بني عبس، والأصل في الجبّانة عند أهل الكوفة اسم للمقبرة، وفي الكوفة عدّة مواضع تــعرف بالجبانة كل واحدة منها منسوبة إلى قبيلة، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: عبد الملك بن ميسرة بن عمر بن محمد بن عبيد الله أبو عبد الله بن أبي سليمان الــعرزلي، حدث عن عطاء وسعيد ابن جبير، روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، وكان ثقة يخطئ في بعض الحديث، توفي سنة 145، وابن أخيه أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان الــعرزمي يروي عن عطاء، روى عنه أبو أفنون، ومات سنة 155.

عِرْنانُ

عِرْــنانُ:
بالكسر ثم السكون ثم النون، وآخره نون أخرى، كأنه جمع عرن مثل صنو وصنوان، وواحدته عرنة، وهي شجرة على صورة الدلب يقطع منه خشب القصّارين، وقيل: هو شجر خشن يشبه العوسج إلا أنه أضخم منه يدبغ به وليس له ساق طويل، وقيل: الــعرن، ويقال الــعرنة، عروق الــعرتن، بضم التاء، وهو شجر يدبغ به، وقال السكوني: عرنان جبل بين تيماء وجبلي طيّء، قال نصر: عرنان مما يلي جبال صبح من بلاد فزارة، وقيل: رمل في بلاد عقيل، وقال الأزهري: عرنان اسم واد مــعروف، وقال غيره: عرنان اسم جبل بالجناب دون وادي القرى إلى فيد، وهذا مثل قول أبي عبيد السكوني، وقال الأصمعي: عرنان واد، وقيل: غائط واسع في الأرض منخفض، وقال الشاعر:
قلت لعلّاق بــعرنان: ما ترى؟ ... فما كاد لي عن ظهر واضحة بيدي
ويوصف عرنان بكثرة الوحش، قال بشر بن أبي خازم:
كأني وأقتادي على حمشة الشّوى ... بحربة أو طاو بعسفان موجس
تمكّث شيئا ثم أنحى ظلوفة ... يثير التراب عن مبيت ومكنس
أطاع له من جوّ عرنين بأرض ... ونبذ خصال في الخمائل مخلس
وقال القتّال الكلابي:
وما مغزل من وحش عرنان أتلعت ... بسنّتها أخلت عليها الأواعس
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.