وقيل ســعر بالكسر، قال ابن دريد:
دارأت الحمى ثلاث: دارة عوارم ودارة وسط، وقد ذكرتا، ودارة ســعر، وهي لبني وقّاص من بني أبي بكر، بها الشّطون بئر زوراء يستسقى منها بشطنين أي بحبلين.
قــعر: قَــعْرُ كل شيء: أَقصاه، وجمعه قُعُور. وقَــعَر البئرَ وغيرها:
عَمَّقَها ونهر قَعِيرٌ: بعيد القَــعْرِ، وكذلك بئر قَعِيرة وقَعِير، وقد
قَــعُرَــتْ قَعارةً. وقصعة قَعيرة: كذلك. وقَــعَر البئرَ يَقْــعَرُــها قَــعْراً:
انتهى إِلى قَــعْرها، وكذلك الإِناء إِذا شَرِبْتَ جميع ما فيه حتى تَنْتَهي
إِلى قَــعْره. وقَــعَر الثريدةَ: أَكلها من قَــعْرها. وأَقْــعَر البئرَ: جعل
لها قَــعْراً. وقال ابن الأَــعرابي: قَــعَر البئرَ يَقْــعَرُــها عَمَّقها،
وقَــعَر الحَفْرَ كذلك، وبئر قَعِيرةٌ وقد قَــعُرَــتْ قَعارةً. ورجل بعيد
القَــعْرِ أَي الغَوْر، على المَثَل. وقَــعْرُ الفمِ: داخلُه.
وقَــعَّر في كلامه وتَقَــعَّرَ تَشَدَّقَ وتكلم بأَقصى قَــعْر فمه، وقيل:
تكلم بأَقصى حلقه. ورجل قَيْــعَرٌ وقَيْعار: مُتَقَــعِّر في كلامه.
والتقعيرُ: التعميق. والتَّقْعير في الكلام: التَّشَدُّق فيه. والتَّقَــعُّر:
التَّعَمُق. وقَــعَّر الرجلُ إِذا رَوَّى فنظر فيما يَغْمُضُ من الرأْي حتى
يستخرجه. ابن الأَــعرابي: القَــعَرُ العقل التام. يقال: هو يَتَقَــعَّر في
كلامه إِذا كان يَتَنَحَّى وهو لَحَّانة، ويَتعاقَلُ وهو هِلْباجة. أَبو
زيد: يقال ما خرج من أَهل هذا القَــعْرِ أَحدٌ مثله، كقولك: من أَهل هذا
الغائط مثل البصرة أَو الكوفة.
وإِناء قَــعْرانُ: في قَــعْره شيء. وقصعة قَــعْرى وقَــعِرة: فيها ما
يُغَطِّي قَــعْرها، والجمع قَــعْرى، واسم ذلك الشيء القَــعْرَــةُ والقُــعْرَــة.
الكسائي: إِناء نَصْفانُ وشَطْرانُ بلغ ما فيه شَطْرَه، وهو النصف. وإِناء
نَهْدانُ وهو الذي علا وأَشرف، والمؤنث من هذا كله فَعْلى. وقَعْبٌ مِقْعار:
واسع بعيد القَــعْر. والقَــعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ من الأَرض وتنهبط
يَصْعُب الانحدار فيها. والمُقَــعِّر: الذي يبلغ قَــعْرَ الشيء. وامرأَة قَــعِرة:
بعيدة الشهوة؛ عن اللحياني، وقيل: هي التي تجد الغُلْمةَ في قَــعْر
فرجها، وقيل: هي التي تريد المبالغة، وقيل: امرأَة قَــعِرَــة وقَعِيرةٌ نَعْتُ
سَوْء في الجماع. والقُــعَرُ من النمل: التي تَتَّخِذُ القُرَيَّاتِ. وضربه
فقَــعَرَــه أَي صَرَعَه. ابن الأَــعرابي قال: صحف أَبو عبيد يوماً في مجلس
واحد في ثلاثة أَحرف فقال: ضربه فانْعَقَر، وإِنما هو فانْقَــعَر، وقال :
في صدره حَشَكٌ، والصحيح حَسَكٌ، وقال: شُلَّتْ يَدُه، والصواب شَلَّتْ.
وقَــعَر النخلَةَ فانْقَــعَرَــتْ هي: قَطَعَها من أَصلها فسقطت، والشجرةُ
انْجَعَفَتْ من أَصلها وانْصَرَعَتْ هي. وفي التنزيل العزيز: كأَنهم
أَعجازُ نخل مُنْقَــعِرٍ؛ والمُنْقَــعِرُ: المُنْقَلِعُ من أَصله. وقَــعَرْــتُ
النخلة إِذا قَلَعْتها من أَصلها حتى تَسْقُط، وقد انْقَــعَرَــتْ هي. وفي
الحديث: أَن رجلاً تَقَــعَّر عن مال له، وفي رواية: انْقَــعَر عن ماله أَي
انْقَلَع من أَصله. يقال: قَــعَرَــه إِذا قَلَعَه، يعني أَنه مات عن مال له.
وفي حديث ابن مسعود: أَن عمر لقي شيطاناً فصارَعَه فقَــعَره أَي قَلَعه،
وقيل: كلُّ ما انْصَرَع، فقد انْقَــعَر وتَقَــعَّر؛ قال لبيد:
وأَرْبَد فارِس الهَيْجا، إِذا ما
تَقَــعَّرَــتِ المشاجِرُ بالفِئامِ
أَي انقلبت فانصرعت، وذلك في شِدَّة القتال عند الإنهزام. ابن
الأَــعرابي: قالت الدُّبَيْريَّةُ القَــعْر الجَفْنَة وكذلك المِعْجَنُ والشِّيزى
والدَّسِيعَةُ؛ روى ذلك كله الفراء عن الدُّبَيْريَّةِ. وقَــعَّرتِ الشاةُ:
أَلقت ولدها لغير تمام؛ عن ابن الأَــعرابي؛ وأَنشد:
أَبقى لنا اللهُ وتَقْعِيرُ المَجَرْ
سُواداً غَرابيبَ، كأَظْلالِ الحَجَر
والقَــعْراء: موضع. وبنو المِقْعارِ:بطن من بني هِلالٍ. وقَدَحٌ قَــعْرانُ
أَي مُقَــعَّرٌ.
يــعر: اليَــعْرُ واليَــعْرَــةُ: الشاة أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُِبْيَةِ
الذئب أَو الأَسد؛ قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ وكان قد توجه إِلى مصر في
بَعْثٍ فبكى على فقدهم:
فإِن أُمْسِ شيخاً بالرَّجِيع ووُلْدُهُ،
ويُصْبِحُ قَوْمي دون أَرضِهِمُ مِصْرُ
أُسائِلُ عنهم كلما جاءَ راكِبٌ
مقيماً بأَمْلاحٍ، كما رُبِطَ اليَــعْرُ
والرجيع والأَملاح: موضعان. وجعل نفسه في ضَعْفِه وقِلَّةِ حيلته
كالجَدْيِ المربوط في الزُّبْيَةِ، وارتفع قوله وُلْدُه بالعطف على المضمر
الفاعل في أَمس. وفي حديث أُم زرع: وتُرْوِيه فيِقَةُ اليَــعْرَــةِ؛ هي بسكون
العين العَناق. واليَــعْرُ: الجَدْيُ،وبه فسر أَبو عبيد قول البريق.
والفِيقَةُ: ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين. قال الأَزهري: وهكذا قال ابن
الأَــعرابي، وهو الصواب، رُبط عند زُبْيَةِ الذئب أَو لم يُرْبَطْ. وفي المثل:
هو أَذلُّ من اليَــعْرِ.
واليُعارُ: صوتُ الغنم، وقيل: صوتُ المِعْزى، وقيل: هو الشديد من أَصوات
الشاء. ويَــعَرَــتْ تَيْــعَرُ وتَيْــعِرُ، الفتح عن كراع، يُعاراً؛ قال:
وأَما أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا
تُيوساً، بالشَّظِيِّ، لها يُعارُ
ويَــعَرَــتِ العَنْزُ تَيْــعِرُ، بالكسر، يُعاراً، بالضم: صاحت؛ وقال:
عَرِــيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْــعِرُ حولَه،
وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ
هذا رجل ضاف رجلاً وله عَتُودٌ يَيْــعِرُ حوله، يقول: فلم يذبحه لنا وبات
يُسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب لأَن اللبن إِذا أُجْهِدَ
مَذْقُه اخْضَرَّ. وفي الحديث: لا يجيء أَحدكم بشاة لها يُعارٌ، وفي حديث
آخر: بشاة تَيْــعَِرُ أَي تصيح. وفي كتاب عُمَيْر ابن أَفْصى: إِن لهم
الياعِرَــة أَي ما له يُعارٌ، وأَكثر ما يقال لصوت المعز. وفي حديث ابن عمر،
رضي الله عنه: مَثَلُ المُنافِقِ كالشاة الياعِرَــة بين الغَنَمَيْنِ؛ قال
ابن الأَثير: هكذا جاء في مسند أَحمد فيحتمل أَن يكون من اليُعار الصوت،
ويحتمل أَن يكون من المقلوب لأَن الرواية العائِرَة، وهي التي تذهب كذا
وكذا.
واليَعُورَةُ واليَعُورُ: الشاة تبول على حالبها وتَبْــعَرُ فيفسد اللبن؛
قال الجوهري: هذا الحرف هكذا جاء، قال: وقال أَبو الغَوْثِ هو
البَعُورُ، بالباء، يجعله مأُخوذاً من البَــعَرِ والبَوْلِ. قال الأَزهري: هذا
وهَمٌ، شاة يَعُور إِذا كانت كثيرة اليُعارِ، وكأَن الليث رأَى في بعض الكتب
شاة يعور فصحَّفه وجلعه شاة بعور، بالباء.
واليَعارَةُ: أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فيعارضها معارضة من غير أَن
يُرْسَلَ فيها. قال ابن سيده: واعترض الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عارضها
فَتَنَوَّخَها، وقيل: اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل ولكن يُقادُ
إِليها الفحلُ وذلك لكرمها؛ قال الراعي يصف إِبلاً نجائب وأَن أَهلها لا
يَغْفُلون عن إِكرامها ومراعاتها، وليست للنتاج فهنّ لا يضرب فيهن فحل
إِلا معارضة من غير اعتماد، فإِن شاءت أَطاعته وإِن شاءت امتنعت منه فلا
تُكره على ذلك:
قلائص لا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً
عِراضاً، ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا
لا يشرين إِلا غواليا أَي لكونها لا يوجد مثلها إِلا قليلاً. قال
الأَزهري: قوله يقاد إِليها الفحل محال، ومعنى بيت الراعي هذا أَنه وصف نجائب
لا يرسل فيها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لقوّتها على السير لأَن
لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها، وإِذا كانت عائطاً فهو أَبقى لسيرها وأَقل
لتعبها، ومعنى قوله إِلا يَعارَةً، يقول: لا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فحل
من إِبل أُخرى فَيَعِير ويضربها في عَيرَانِه؛ وكذلك قال الطِّرِمَّاحُ
في نجيبة حَمَلَت يَعارَةً فقال:
سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسٍ سَبَنْتا
ةٌ، أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ
أَنْضَجَتْهُ عشرينَ يوماً، ونِيلَتْ
حين نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ
أَراد أَن الفحل ضربها يَعارَةً، فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقتِ
طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت مُنَّتُها كما
كانت؛ قال أَبو الهيثم: معنى اليَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت على الفحل
عارَتْ منه أَي نَفَرَتْ، تعارُ، فَيُعارِضها الفحلُ في عَدوِها حتى
يَنالها فَيَسْتَنِيخَها ويضربها. قال: وقوله يَعارَةً إِنما يريد عائرةً
فجعل يَعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء، وكان حقه أَن يقال عارَتْ تَعِيرُ
فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فيه.
واليَــعْرُ: ضرب من الشجر. وفي حديث خزيمة: وعاد لها اليَعارُ
مُجْرَنْثِماً؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وفسر أَنه شجرة في الصحراء
تأْكلها الإِبل، وقد وقع هذا الحديث في عدّة تراجم. ويَــعْرٌ: بلد؛ وبه فسر
السُّكَّرِيُّ قول ساعدة بن العَجْلان:
تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَــعْرٍ،
وأَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ