Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=83755#362e89
(اكتفأ) لَونه تغير والإناء كفأه
مرد: المارِدُ: العاتي.
مَرُدَ على الأَمرِ، بالضم، يَمْرُدُ مُروُداً ومَرادةً، فهو ماردٌ
ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْبَلَ وعَتا؛ وتأْويلُ المُروُد أَن يبلغ الغاية
التي تخرج من جملة ما عليه ذلك الصِّنْف.
والمِرِّيدُ: الشديدُ المَرادةِ مثل الخِمِّير والسِّكِّير. وفي حديث
العِرْباض: وكان صاحبُ خيبر رجُلاً مارِداً مُنْكراً؛ الماردُ من الرجال:
العاتي الشديد، وأَصله من مَرَدة الجن والشياطين؛ ومنه حديث رمضان:
وتُصَفَّدُ فيه مَرَدة الشياطين، جمع مارد. والمُرُودُ على الشيءِ: المخزُونُ
عليه. ومَرَدَ على الكلام أَي مَرَنَ عليه لا يَعْبَأُ به. قال الله
تعالى: ومن أَهل المدينة مَرَدُوا على النِّفاقِ؛ قال الفراء: يريد مَرَنُوا
عليه وجُرِّبُوا كقولك تَمَرَّدُوا. وقال ابن الأَعرابي: المَرْدُ التطاول
بالكِبْر والمعاصي؛ ومنه قوله: مَرَدُوا على النفاق أَي تَطاوَلوا.
والمَرادةُ: مصدر المارِدِ، والمَرِيدُ: من شياطين الإِنس والجن. وقد
تَمَرَّدَ علينا أَي عَتا. ومَرَدَ على الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى.
والمَرِيدُ: الخبيثُ المتمرّد الشِّرِّير. وشيطان مارِد ومَرِيد واحد. قال
ابن سيده: والمريد يكون من الجن والإِنس وجميع الحيوان؛ وقد استعمل ذلك في
المَواتِ فقالوا: تمرّد هذا البَثْق أَي جاوز حدّ مثله، وجمع المارد
مَرَدة، وجمع المَريدِ مُردَاء؛ وقول أَبي زبيد:
مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْـ
ـدِ، ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرودِ
(* قوله «مسنفات» في الصحاح: أسنف الفرس تقدم الخيل، فاذا سمعت في الشعر
مسنفة، بكسر، فهي من هذا وهي الفرس تتقدم الخيل في سيرها، وإذا سمعت
مسنفة، بفتح النون، فهي الناقة من السناف أي شد عليها ذلك).
قال: الشَّغْبُ المَرَحُ. والمَرُودُ والمارِدُ: الذي يَجِيءُ ويَذْهَبُ
تَشاطاً؛ يقول: نَسَّى الوَجِيفُ المارِدَ شَغْبَه.
ابن الأَعرابي: المَرَدُ نَقاءُ الخدين من الشعر ونَقاء الغُصْن من
الوَرَق، والأَمْرَدُ: الشابُّ الذي بلغَ خروج لِحْيته وطَرَّ شاربه ولم تبد
لحيته. ومَرِدَ مَرَداً ومُروُدة وتَمَرَّد: بقي زماناً ثم التحى بعد ذلك
وخرج وجهه. وفي حديث معاوية: تَمَرَّدْتُ عشرين سنة وجَمَعْت عشرين
ونَتَفْت عشرين وخَضَبت عشرين وأَنا ابن ثمانين أَي مكثت أَمرد عشرين سنة ثم
صرت مجتمع اللحية عشرين سنة.
ورملة مَرْادء: متسطحة لا تُنْبِت، والجمع مَرادٍ، غلبت الصفة غلَبَة
الأَسماء.
والمَرادِي: رِمال بِهَجَر معروفة، واحدتها مَرْداء؛ قال ابن سيده:
وأُراها سميت بذلك لقلة نباتها؛ قال الراعي:
فَلَيْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه،
ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما
الأَصمعي: أَرض مَرادءُ، وجمعها مَرادٍ، وهي رمال منبطحة لا يُنْبَتُ
فيها؛ ومنها قيل للغلام أَمْرَدُ. ومَرْداء هجر: رملة دونها لا تُنْبِتُ
شيئاً؛ قال الراجز:
هَلاَّ سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْداءَ هَجَرْ
وأَنشد الأَزهري بيت الراعي:
ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما
وقال: المَرادِي جمع مَرْداءٍ هجر؛ وقال: جاء به ابن السكيت: وامرأَة
مَرْداء: لا إِسْبَ لها، وهي شِعْرَتُها. وفي الحديث: أَهل الجنة جُرْد
مُرْد. وشجرة مَرْداء: لا ورق عليها، وغصن أَمْزَد كذلك. وقال أَبو حنيفة:
شجرة مَرْداء ذهب ورقها أَجمع. والمَرْدُ: التَّمْلِيسُ. ومَرَدْتُ الشيءَ
ومَرَّدْتُه: لينته وصقلته. وغلام أَمْرَدُ بَيِّن المَرَد، بالتحريك،
ولا يقال جارية مَرْداء. ويقال: تَمَرَّدَ فلان زماناً ثم خرج وجهه وذلك
أَن يبقى أَمْرَدَ حيناً. ويقال: شجرة مَرْداء ولا يقال غصن أَمْرَدُ.
وقال الكسائي: شجرة مَرْداء وغصن أَمْردُ لا ورق عليهما. وفرس أَمْرَدُ: لا
شعر على ثُنَّتِه. والتَّمْرِيدُ: التَّمليسُ والتَّسْوِيةُ
والتَّطْيِينُ.قال أَبو عبيد: المُمَرَّد بِناء طويل؛ قال أَبو منصور: ومنه قوله
تعالى: صرح مُمَرَّد من قوارير؛ وقيل: الممرَّد المملس. وتَمريد البناء:
تمليسه. وتمريدُ الغصن: تجريده من الورق. وبناء ممرّد: مُطَوَّلٌ. والمارد:
المرتفع.
والتِّمْرادُ: بيت صغير يجعل في بيت الحَمام لِمبْيَضِه فإِذا جُعِلَتْ
نسقاً بعضها فوق بعض فهي التَّمارِيدُ؛ وقد مَرَّدها صاحبها تَمْريداً
وتِمْراد والتِّمْراد الاسم، بكسر التاء.
ومَرَدَ الشيءَ: لينه. الصحاح: والمَرادُ، بالفتح، العُنُق. والمرَدُ:
الثريد. ومَرَدَ الخبز والتمر في الماءِ يَمْرُده مَرْداً أَي ماثَه حتى
يَلِينَ؛ وفي المحكم: أَنْقَعَه وهو المَريد؛ قال النابغة:
ولمَّا أَبى أَن يَنْقِصَ القَوْدُ لَحمَه،
نزَعْنا المَرِيذَ والمَريدَ لِيَضْمُرا
والمَرِيذُ: التمر ينقع في اللبن حتى يلين. الأَصمعي: مَرَذَ فلان الخبز
في الماءِ أَيضاً، بالذال المعجمة، ومَرَثه. الأَصمعي: مَرَثَ خبزه في
الماءِ ومَرَدَه إِذا ليَّنَه وفَتَّتَه فيه. ويقال لكل شيءٍ دُلِكَ حتى
استرخى. مَرِيدٌ. ويقال للتمر يُلْقى في اللبن حتى يَلِينَ ثم يُمْرَد
باليد: مَرِيدٌ. ومَرَذَ الطعان، بالذال، إِذا ماثه حتى يلين؛ قال أَبو
منصور: والصواب مَرَثَ الخَبْزَ ومَرَدَه، بالدال، إِلا أَن أَبا عبيد جاء به
في المؤلف مَرَثَ فلان الخبز ومَرَذَه، بالثاء والذال، ولم يغيره شمر؛
قال: وعندي أَنهما لغتان. قال أَبو تراب: سمعت الخَصيبي يقول: مَرَدَه
وهَرَدَه إِذا قطَعه وهَرَطَ عِرْضَه وهَرَدَه؛ ومَرَدَ الصبيُّ ثَدْيَ
أُمّه مَرْداً. والمَرْدُ: الغَضُّ من ثَمر الأَراك، وقيل: هو النَّضِيجُ
منه، وقيل: المَرْدُ هَنواتٌ منه حُمْر ضَخْمة؛ أَنشد أَبو حنيفة:
مِنانِيِّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَيْتِها،
أَراكٌ، إِذا صافَتْ به المَرْدُ، شَقَّحا
واحدته مَرْدةٌ. التهذيب: البَريرُ ثَمر الأَراك، فالغَضُّ منه المَرْد
والنضيجُ الكَباثُ. والمَرْدُ: السَّوْقُ الشديدُ.
والمُرْدِيُّ: خَشَبة يدفع بها المَلاَّحُ السفينةَ، والمَرْدُ: دفعها
بالمُرْدِيِّ، والفعل يَمْرُد.
ومارِدٌ: حِصْنُ دُومةِ الجندل؛ المحكم: ومارِدٌ حِصْن معروف غزاه بعض
الملوك فامتنع عليه، فقالوا في المثل: تَمرَّدَ ماردٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ،
وهما حصنان بالشام؛ وفي التهذيب: وهما حصنان في بلاد العرب غزتهما
الزباء؛ قال المفضل: كانت الزباء سارت إِلى مارد حِصْن دُومة الجندل وإِلى
الأَبْلَق، وهو حصن تَيْماءَ، فامتنعا عليها فقالت هذا المثل، وصار مثلاً لكل
عَزيز مُمْتَنع.
وفي الحديث ذكر مُرَيْد، وهو بضم الميم مصغَّراً: أُطُمٌ من آطام
المدينة وفي الحديث ذكر مَرْدانَ، بفتح الميم وسكون الراء، وهي ثنية بطريق
تَبُوكَ وبها مسجدٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم.
ومُرادٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو مراد بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن
سَبَا وكان اسمه يُحابِر فَتَمَرَّد فسمي مُراداً، وهو فُعال على هذا
القول؛ وفي التهذيب: ومُرادٌ حيّ هو اليوم في اليمن، وقيل: إِن نسبهم في
الأَصل من نزار؛ وقول أَبي ذؤيب:
كَسَيْفِ المرادِيِّ لا تاكِلاً
جَباناً، ولا حَيْدَرِيّاً قَبيحا
قيل: أَراد سيف عبد الرحمن بن مُلْجْمَ قاتِلِ عليّ، رضوان الله عليه،
وقيل: أَراد كأَنه سيف يمان في مضائه فلم يستقم له الوزن، فقال كسيف
المُرادِيِّ. ومارِدُون ومارِدِين: موضع، وفي النصب والخفض ماردين.
مذد: في الحديث ذِكْرُ المَذاد، وهو بفتح الميم: واد بين سَلْعٍ
وخَنْدَقِ المدينة الذي حفره النبي، صلى الله عليه وسلم، في غَزْوة
الخَنْدق.
ضيق: الضِّيقُ: نقيض السّعة، ضاقَ الشيءُ يضيق ضِيقاً وضَيْقاً
وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هو، وحكى ابن جني أَضاقَه، وهو أَمر ضَيِّقٌ.
أَبو عمر: الضَّيْقُ الشيء الضَّيِّقُ، والضِّيقُ المصدر، والمَضايِق: جمع
المَضِيق. والضَّيْقُ أَيضاً: تخفيف الضَّيِّق؛ قال الراجز:
دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ،
لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ
والضَّيْقُ: جمع الضَّيقاة والضِّيقة وهي الفقر وسوء الحال، وقد ضاقَ عن
كل الشيء. يقال: لا يَسَعُني شيء ويَضِيق عنك. وضاقَ الرجلُ أَي بخل،
وضَيَّقْت عليك الموضع. وقولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي به.
وتَضايَقَ القومُ إِذا لم يتوسَّعوا في خُلُق أََو مكان. والضُّوقى
والضِّيقى: تأْنيث الأَضْيَق، صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها. ويقال:
ضاقَ المكانُ، فهو ضَيِّق، فرق بينهما، ويقال في جمع ضائِقٍ ضاقَة؛ قال
زهير:يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ
فهذا جمع ضائِقٍ، ومثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سيِّد؛ ومكان ضَيِّقٌ
وضَيْقٌ وضائِقٌ. وفي التنزيل: فلعلَّك تارِكَ بعضَ ما يُوحَى إِليك وضائقْ
به صَدْرُك. وهو في ضِيقٍ من أَمره وضَيْقٍ أَي في أَمر ضَيِّقٍ، والنعت
ضَيِّقٌ، والاسم ضَيْق. ويقال: في صدر فلان ضِيقٌ علينا وضَيْقٌ.
والضَّيْق: الشكَ يكون في القلب من قوله تعالى: ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا
يَمْكُرون. وقال الفراء: الضَّيْقُ ما ضاق عنه صدرُك، والضِّيقُ ما يكون في الذي
يتسَّع ويضيق مثل الدار والثوب؛ وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قد وقع في موضع
الضَّيق كان على أَمرين: أَحدهما أَن يكون جمعاً للضَّيْقةِ كما قال
الأَعشى:فلئن رَبُّك، من رحمته،
كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح
والوجه الآخر أَن يراد به شيء ضَيِّق فيكون ضَيق مخففاً، وأَصله
التشديد، ومثله هَيْن ولَيْن. وأَضاقَ الرجلُ، فهو مُضِيق إِذا ضاقَ عليه
مَعاشُه. وأَضاقَ أَي ذهب مالُه. التهذيب: والضَّيَقِ، بفتح الياء، الشك،
والضَّيْقُ بهذا المعنى أَكثرُ. والضِّيقةُ: مثل الضِّيق. والمَضِيقُ: ما ضاقَ
من الأَماكن والأُمور؛ قال:
مَنْ شَا يُدَلِّي النفسَ في هُوَّة
ضَنْكٍ، ولكن مَنْ له بالمَضِيق؟
أَي بالخروج من المَضيق. وقالوا: هي الضِّيقى والضُّوقى على حد ما
يَعْتَوِرُ هذا النوع من المُعاقَبة. وقال كراع: الضُّوقى جمع ضَيَّقة؛ قال
ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن فُعْلى ليست من أَبنية الجموع إِلا أَن
يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمى؛ وقالت
امرأَة لضَرَّتها وهي تُسامِيها:
ما أَنت بالخُورَى ولا الضُّوقى حِرَا
الضُّوقى: فُعْلى من الضِّيق وهي في الأَصل الضُّيْقى، فقلبت الياء
واواً من أَجل الضمة، والخُورَى فُعْلى من الخير، وكذلك الكوسى من
الكَيْس.والضِّيقةُ: ما بين كل نجمين. والضِّيقةُ: كوكبان
كالمُلْتَزِقَينِ صغِيران بين الثُّرَيا والدَّبَران. وضِيقة: منزلة للقمر بلزق الثريّا
مما يلي الدبران وهو مكان نحْسٌ على ما تزعم العرب؛ قال الأَخطل:
فهلاَّ زَجَرْتِ الطير، لَيلة جِئْتِه،
بِضِيقةَ بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ
يذكر امرأَة وَسِيمةً تزوَّجها رجل دميم، والمرأَة هي بَرَّة أَبي هانئ
التغلبي والرجل سعيد بن بنان التغلبي، وقال الأَخطل في ذلك؛ قال ابن
قتيبة: وربما قَصُر القمر عن الدَّبَرانِ فنزل بالضِّيقة وهما النجمان
الصغيران المتقاربان بين الثريّا والدَّبران؛ حكي هذا القول عن أَبي زياد
الكلابي؛ قال أَبو منصور: جعل ضِيقةَ معرفة لأَنه جعله اسماً علماً لذلك
الموضع ولذلك لم يصرفه، وأَنشده أَبو عمرو بِضِيقةِ
بكسر الهاء، جعله صفة ولم يجعله اسماً للموضع؛ أَراد بضِيقَةِ ما بين
النجم والدبران. والضَّيْقة والضِّيقة: القمر
غسق: غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دمعت، وقيل: انصبَّت،
وقيل: أَظلمت. والغَسَقان: الانصباب. وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من
الضَّرْع. وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛
ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل
على الجبال. وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر؛
وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:
أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة،
تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق
أي سائل وليس من الظلمة في شيء. أَبو زيد: غَسَقت العين تَغْسِق
غَسْقاً، وهو هَمَلان العين بالعَمَش
والماء. وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب:
انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات:
إن هذا الليل قد غَسَقا،
واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا
قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل:
ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ. وأَغسَقَ المؤذِّن
أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل. وفي حديث الربيع بن خثيم: أنه قال
لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل، وهو
إظلامه، لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. وقال الفراء في قوله تعالى: إلى
غَسَقِ الليل، هو أَول ظلمته، الأخفش: غَسَقُ الليل ظلمته.
وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا
دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ. ابن
قتيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ
ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: وفي الحديث أن
عائشة، رضي الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي لما
طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره
أي من شره إذا كُسِفَ. وروي عن أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني
به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأنه أَبرد من النهار.
والغاسِق: البارد. غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين. ابن
شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط
ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً. وفي الحديث: فجاء رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.
وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح
عليهما غنمه مُغْسِقاً. وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على
الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. والغاسِقُ: الليل؛ إذا
غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ. وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول
الليل. والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي:
هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ،
ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ
قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة. والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ
ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.
وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو
بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد
الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص
وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون
وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ
غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في
الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من
صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق
والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم،
وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا
مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه.
الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام. ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ
وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء
وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.
غوغ: الغاغُ: الحَبَقُ، واحدته غاغةٌ، والغاغةُ: نبات يشبه الهربُون
(*
قوله «الهربون» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: الهرنوي.). وفي حديث
عمر: قال له ابن عوف: يَحْضُرُكَ غَوْغاءُ الناسِ، أَصل الغَوْغاءِ
الجَرادُ حين يَخِفُّ للطَّيرانِ ثم استعير للسَّفِلةِ من الناسِ
والمُتَسَرِّعين إلى الشرِّ، ويجوز أَن يكون من الغَوْغاءِ الصوتِ والجَلَبةِ لكثرة
لَغَطِهم وصِياحِهِم.
غلط: الغَلَطُ: أَن تَعْيا بالشيء فلا تَعْرِفَ وجه الصواب فيه، وقد
غَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطاً وأَغْلَطَه غيره، والعرب تقول: غَلِطَ في
مَنْطِقِه، وغَلِتَ في الحِساب غَلَطاً وغَلَتاً، وبعضهم يجعلُهما لغتين
بمعنىً. قال: والغَلَطُ في الحِساب وكلِّ شيءٍ، والغَلَتُ لا يكون إِلا
في الحساب. قال ابن سيده: ورأَيت ابن جني قد جمعَه على غِلاطٍ، قال: ولا
أَدْري وجْهَ ذلك. وقال الليث: الغَلَطُ كل شيءٍ يَعْيا الإِنسان عن جهة
صوابه من غير تعمد. وقد غالَطَه مُغالَطةً.
والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: الكلام الذي يُغْلَطُ فيه ويُغالَطُ به؛
ومنه قولهم: حَدَّثْتُه حديثاً ليس بالأَغالِيطِ. والتغْلِيطُ: أَن تقول
للرجل غَلِطْتَ. والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: ما يُغالَطُ به من المسائل،
والجمع الأَغالِيطُ. وفي الحديث: أَنه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نَهى عن
الغَلُوطاتِ، وفي رواية الأُغْلُوطاتِ؛ قال الهرويّ: الغَلُوطاتُ تُركت
منها الهمزة كما تقول جاء لَحْمَرُ بترك الهمزة، قال: وقد غَلِطَ مَن قال
إِنها جمع غَلُوطةٍ، وقال الخطابي: يقال مسأَلة غَلُوطٌ إِذا كان يُغْلَطُ
فيها كما يقال شاة حَلُوبٌ وفرَس رَكُوب، فإِذا جعلتها اسماً زِدْتَ فيها
الهاء فقلت غَلُوطة كما يقال حَلوبة ورَكوبة، وأَراد المسائل التي
يُغالَطُ بها العلماء ليَزِلُّوا فيَهِيجَ بذلك شَرٌّ وفِتنة، وإِنما نهَى
عنها لأَنها غير نافعة في الدِّين ولا تكاد تكون إِلا فيما لا يقع، ومثله
قول ابن مسعود: أَنْذَرْتُكم صِعابَ المَنْطِق؛ يريد المسائلَ الدَّقيقةَ
الغامِضةَ. فأَما الأُغْلُوطاتُ فهي جمع أُغْلوطة أُفْعولة من الغَلَط
كالأُحْدُوثةِ والأُعْجُوبةِ.