بكسر أوله، وفتح ثانيه، وسكون الميم، والهدمل: الثوب الخلق، والهدملة: الرملة كثيرة الشجر، وقيل: الهدملة موضع بعينه، وينشد قول جرير:
حيّ الهدملة من ذات المواعيس، ... فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس
غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تحت الماء، وقيل: الغَوْصُ الدخولُ في الماء،
غاصَ في الماء غَوْصاً، فهو غائصٌ وغَوّاصٌ، والجمع غاصَة وغَوّاصُون.
الليث: والغَوْصُ موضع يُخْرَج منه اللؤلؤ.
والغَوّاصُ: الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه،
وفعله الغِياصة. قال الأَزهري: يقال للذي يَغُوصُ على الأَصداف في البحر
فيستخرجها غائصٌ وغَوّاصٌ، وقد غاصَ يغُوصُ غَوْصاً، وذلك المكان يقال له
المَغاصُ، والغَوْصُ فعل الغائص، قال: ولم أَسمع الغَوْصَ بمعنى المَغاصِ
إِلا لليث. وفي الحديث: إِنه نَهَى عن ضَرْبةِ الغائص، هو أَن يقول له
أَغُوصُ في البحر غَوْصةً بكذا، فما أَخْرَجْتُه فهو لك، وإِنما نَهَى عنه
لأَنه غَرَرٌ. والغَوْصُ: الهجوم على الشيء، والهاجِمُ عليه غائصٌ.
والغائصة: الحائضُ التي لا تُعْلِم أَنها حائض. والمُتَغَوِّصةُ: التي
لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض. وفي الحديث: لُعِنَت الغائصةُ
والمُتَغَوِّصة، وفي رواية: والمُغَوِّصة، فالغائصة الحائض التي لا تُعْلِم
زَوْجَها أَنها حائض ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وهي حائض، والمُغَوِّصة
التي لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِني حائض.
غفل: غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه
وأَغْفَلَه: تركَه وسها عنه؛ وأَنشد ابن بري في الغُفول:
فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ
تَدُورُ، وفي الأَيام عنك غُفولُ
(* قوله «فابك هلا إلخ» كذا في الأصل).
وأَغْفَلْتُ الرجل: أَصبْتُه غافلاً، وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل:
ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا؛ قال: ولو كان على الظاهر
لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه، بالفاء دون الواو؛ وسئل أَبو العباس عن
هذه الآية فقال: مَنْ جَعَلْناه غافلاً، وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته
سمّيته غافِلاً، وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً، قال: وفعلَ هو وأَفْعَلته
أَنا، أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته، هذا أَكثر الكلام، وفَعَّلْت
أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ
مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ
وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ. وفي حديث أَبي موسى: لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله،
صلى الله عليه وسلم، يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب
سُؤَالِنا، وقيل: سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه. يقال: تغَفَّلْته
واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته. ويقال: هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في
سعة؛ أَبو العباس: الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ. ونَعَمٌ أَغْفالٌ: لا
لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب. وقال بعض العرب: لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ؛
يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم. وقال شمر: إِبل أَغْفالٌ لا
سِماتِ عليها، وقِداحٌ أَغْفالٌ. سيبويه: غَفَلْتُ صرت غافلاً. وأَغْفَلْتُه
وغفَلْت عنه: وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ. قال الليث:
أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر. قال ابن سيده: وقوله تعالى:
وكانوا عنها غافِلينَ؛ يصلح أَن يكون، والله أَعلم، كانوا في تركهم
الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين، قال: ويجوز أَن
يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين، والاسم الغَفْلة
والغَفَل؛ قال:
إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ، وأَكْبَرُ هَمِّنا
صِرْفُ النَّوَى، وفِراقُنا الجِيرانا
وفي الحديث: من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه
ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة.
والتَّغافُلُ: تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو.
وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه. ابن السكيت: يقال
قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه. والتَّغْفِيل: أَن يكفيك صاحبُك وأَنت
غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء. والتَّغَفُّل: خَتْلٌ في غَفْلة.
والمُغَفَّلُ: الذي لا فِطْنة له. والغَفُول من الإِبل: البَلْهاء التي
لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها. والغُفْل: المُقيّد الذي
أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه، والجمع أَغْفال. والأَغْفالُ:
المَواتُ. والغُفْلُ: سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها؛ وأَنشد:
يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ
وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها
غُفْلٌ، والجمع كالجمع. وفي كتابه لأُكَيْدِرَ: إِنّ لنا الضاحيةَ
والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف، وحكى
اللحياني: أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً. وبلادٌ أَغْفالٌ: لا
أَعلام فيها يُهتدى بها، وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب.
ودابّة غُفْل: لا سمة عليها. وناقة غُفْل: لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها
صدقة؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز:
لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ
تَناوَلُ الحوضَ، إِذا الحوض شُغِلْ
وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها. وفي الحديث: أَن نَفاذة الأَسْلَمي
قال: يا رسول الله، إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي؟ أَي صاحبُ
إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها؛ ومنه حديث طهفة: ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ
أَغْفالٌ لا سمات عليها، وقيل: الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها، واحدها
غُفْل، وقيل: الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره. وقِدْحٌ غُفْل: لا
خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه، والجمع كالجمع؛ وقال اللحياني:
قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها
غُرْم، وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة، يعني بتثقّل تكثّر،
قال: وهي أَربعة: أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم
السَّفيح. ورجل غُفْل: لا حسَب له، وقيل: هو الذي لا يعرف ما عنده، وقيل: هو
الذي لم يجرِّب الأُمور. وشاعر غُفْل: غير مسمى ولا معروف، والجمع أَغْفال.
وشِعْر غُفْل: لا يعرف قائله. وأَرض غُفْل: لم تُمْطَر. وغفَل الشيءَ:
ستَره. وغُفْل الإِبل، بسكون الفاء: أَوبارُها؛ عن أَبي حنيفة.
والمَغْفَلة: العَنْفَقة؛ عن الزجاجي، ووردت في الحديث وهي جانبا
العَنْفَقة، روي عن بعض التابعين: عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ
موضع حلقة الحاتم. وفي حديث أَبي بكر: رأَى رجلاً يتوضأ فقال: عليك
بالمَغْفَلةِ؛ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء، سميت مَغْفَلة
لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها.
وغافلٌ وغَفْلة: اسمان. وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل: بُطون، والله
أَعلم.
خيف: خَيِفَ البعير والإنسانُ والفرسُ وغيره خَيَفاً، وهو أَخْيَفُ
بَيِّنُ الخَيَفِ، والأُنثى خَيْفاء إذا كانت إحدى عينيه سَوْداء كَحْلاء
والأَخرى زَرْقاء. وفي الحديث في صفة أَبي بكر، ورضي اللّه عنه: أَخْيَف بني
تَيْمٍ؛ الخَيَفُ في الرجل أَن تكون إحدى عينيه زرقاء والأَخرى سوداء،
والجمع خُوفٌ، وكذلك هو من كل شيء. والأَخْيافُ: الضُّروبُ المختلفة في
الأَخْلاق والأَشْكالِ. والأَخْيافُ من الناس: الذين أُمُّهم واحدة وآباؤهم
شَتى. يقال: الناسُ أَخْيافٌ أَي لا يَسْتَوُون، ويقال ذلك في الإخوة،
يقال: إخوةٌ أَخيافٌ. والأَخْيافُ: اختلاف الآباء وأَمهم واحدة، ومنه قيل:
الناسُ أَخياف أَي مختلفون.
وخَيَّفَتِ المرأَةُ أَولادَها: جاءت بهم مختلفين. وتَخَيَّفَت الإبل في
المَرْعى وغيره: اخْتَلَفَت وجُوهُها؛ عن اللحياني.
والخافةُ: خريطةٌ من أَدم تكون مع مُشْتارِ العَسل، وقيل: هي سُفْرة
كالخَريطة مُصَعَّدةٌ قد رُفعَ رأَسُها للعسل، قيل: سميت بذلك لتَخَيُّفِ
أَلوانِها أَي اخْتِلافها، قال الليث: تصغيرها خُوَيْفَةٌ واشْتِقاقها من
الخَوْفِ، وهي جُبة من أَدَم يلبسها العَسَّالُ والسَّقَّاء، قال أَبو
منصور: قوله اشتقاقها من الخَوْف خطأٌ والذي أَراه الحَوْف، بالحاء، وليس
هذا موضعه.
وخُيِّفَ الأَمر بينهم: وُزِّعَ. وخُيِّفت عُمُورُ اللِّثةِ بين
الأَسنان: فُرِّقَتْ.
والخَيْفانةُ: الجَرادةُ إذا صارت فيها خطوط مختلفة بياض وصُفرة، والجمع
خَيْفانٌ. وقال اللحياني: جراد خَيْفانٌ اختلفت فيه الأَلوان والجَرادُ
حينئذٍ أَطير ما يكون، وقيل الخَيْفانُ من الجراد المهازيل الحمر الذي من
نِتاج عام أَوّل، وقيل: هي الجَرادُ قبل أَن تَسْتَوِي أَجْنِحَتُه.
وناقة خَيْفانةٌ: سريعة، شبهت بالجراد لسرعتها، وكذلك الفرس شبهت بالجرادة
لخفتها وضُمورها؛ قال عنترة:
فغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتي خَيْفانةٌ،
مُرْطُ الجِراء لها تَميمٌ أَتْلَعُ
قال أَبو نصر: العرب تشبّه الخيل بالخَيْفانِ؛ قال امرؤ القيس:
وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانةً،
لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّْ
وهذا البيت في الصحاح:
وأَركب في الروع خيفانة،
كَسا وجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ
ويقال: تَخَيَّفَ فلان أَلواناً إذا تغير أَلواناً؛ قال الكميت:
وما تَخَيَّف أَلواناً مُفَنَّنَةً،
عن المحاسِنِ من إخْلاقِهِ، الوطْبُ
ابن سيده: وربما سميت الأَرضُ المختلِفةُ أَلوانِ الحجارة خَيْفاء.
والخَيْفُ: جِلدُ الضَّرْع ومنهم من قال: جلد ضرْع الناقة، وقيل: لا
يكون خَيْفاً حتى يخلُوَ من اللبن ويسترخي. وناقة خَيْفاءُ بَيِّنةُ
الخَيَفِ: واسعة جلد الضرع، والجمع خَيْفَاواتٌ، وخيفٌ الأُولى نادرة لأَن
فَعْلاوات إنما هي للاسم أَو الصفة الغالبة غَلبةَ الاسم كقوله، صلى اللّه
عليه وسلم: ليس في الخَضْراوات صَدقة. وحكى اللحياني: ما كانت الناقة
خَيْفاء ولقد خَيِفَتْ خَيَفاً. والخَيْفُ: وِعاء قَضِيب البعير. وبعير
أَخْيَفُ: واسِعُ جلد الثِّيل؛ قال:
صَوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيّا
أَخْيَفَ، كانت أُمّه صَفِيّا
أَي غَزِيرةً. وقد خَيِفَ، بالكسر. والخَيْفُ: ما ارتفع عن موضع مَجرى
السيلِ ومَسيلِ الماء وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل، والجمع أَخْيافُ؛ قال
قيسُ بن ذريح:
فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ،
بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ
(* قوله «فغيقة إلخ» قبله كما في المعجم لياقوت: عفا سرف من أهله
فسراوع فوادي قديد فالتلاع الدوافع)
ومنه قيل مسجد الخَيْفِ بمنًى لأَنه في خَيْفِ الجبل. ابن سيده: وخَيْفُ
مكةَ موضع فيها عند منًى، سمي بذلك لانحداره عن الغِلَظِ وارتفاعه عن
السيل. وفي الحديث: نحن نازلون غَداً بخَيْفِ بني كِنانة، يعني المُحَصَّب.
ومسجدُ منًى يسمى مسجد الخَيْف لأَنه في سَفْح جبلها. وفي حديث بدر: مضى
في مسيره إليها حتى قطع الخُيُوفَ؛ هي جمع خَيف.
وأَخْيَفَ القومُ وأَخافوا إذا نزلوا الخيفَ خيفَ منًى أَو أَتوه؛ قال:
هل في مُخِيفَتِكُم مَنْ يَشْتري أَدَما
والخِيفُ: جمع خِيفَةٍ من الخَوْف. أَبو عمرو: الخَيفةُ السِّكِّين وهي
الرَّميضُ.
وتَخَيَّفَ ماله: تَنَقَّصه وأَخذ من أَطرافه كتحَيَّفه؛ جكاه يعقوب
وعدّه في البدل، والحاء أَعَلى.
والخَيْفانُ: حشيش ينبت في الجبل وليس له ورق إنما هو حشيش، وهو يطول
حتى يكون أَطول من ذراع صُعُداً، وله سَنَمَةٌ صُبَيْغاء بيضاء السفل؛ جعله
كراع فَيْعالاً؛ قال ابن سيده: وليس بقوي لكثرة زيادة الأَلف والنون
لأَنه ليس في الكلام خ ف ن.
هلض: هلَضَ الشيءَ يَهْلِضُه هَلْضاً: انْتَزَعه كالنبت تَنْتَزِعُه من
الأَرض، ذكر أَبو مالك أَنه سمعه من أَعراب طيّء، وليس بثَبَت.
خذف: الخَذْفُ: رَمْيُكَ بحَصاة أَو نواة تأْخُذها بين سَبّابَتَيْك أَو
تَجْعَلُ مِخْذَفةً من خشب ترمي بها بين الإبهام والسبابة. خَذَفَ
بالشيء يَخْذِفُ خَذْفاً: رَمى، وخَصَّ بعضهم به الحَصى. الأَزهري في ترجمة
حَذَفَ قال: وأَما الخَذْف، بالخاء، فإنه الرَّمْيُ بالحصى الصغار بأَطْراف
الأَصابع. يقال: خَذَفَه بالحصى خذفاً. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، أَنه نَهَى عن الخَذْفِ بالحصى وقال: إنه يفقأُ العينَ ولا يَنْكِي
العَدُوّ ولا يُحْرِزُ صَيداً. ورمْيُ الجِمارِ يكون بمثْلِ حَصى
الخَذْفِ وهي صغار. وفي حديث رَمْيِ الجِمار: عليكم بمثل حصى الخذْف أَي صغاراً.
الجوري: الخَذْفُ بالحصى الرَّمْيُ به بالأَصابع؛ ومنه قول امرئ القيس:
كأَنّ الحصى من خَلْفِها وأَمامِها،
إذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرا
وفي الحديث: نَهَى عن الخَذْفِ، وهو رَمْيُكَ حَصاةً أَو نواةً تأْخذها
بين سبابتيك فترمي بها، أَو تَتَّخِذُ مِخْذَفةً من خشب فترمي بها الحصاة
بين إبْهامك والسبابة.
والمِخْذَفةُ: المِقْلاعُ وشيء يُرْمَى به. ابن سيده: والمِخْذفة التي
يوضع فيها الحجر ويُرْمى بها الطير وغيرها مثل المِقلاع وغيره. وفي
الحديث: لم يترك عيسى بن مريم، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، إلا
مِدْرَعةَ صُوفٍ ومِخْذَفةً؛ أَراد بالمخذفة المقلاع. وخَذْفُه النُّطْفَةَ:
إلقاؤها في وسَط الرَّحِم. وخَذَفَ بها يَخْذِفُ خَذْفاً: ضَرطَ. والخَذَّافة
والمِخْذفةُ: الاسْتُ. وخذفَ ببوله: رَمى به فَقَطَّعَه. والخَذْفُ:
القَطعُ كالخَدْبِ؛ عن كراع. والخَذْفُ والخَذَفانُ: سُرْعةُ سير الإبل.
والخَذُوفُ من الدَّوابّ: السَّريعةُ والسَّمِينَةُ؛ قال عَديّ:
لا تَنْسَيَا ذِكْرِي على لذَّةِ الـ
ـكأْسِ، وطَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوصْ
يقول: لا تَنْسَيا ذِكْرِي عند الشُّرْبِ والصَّيْدِ. الجوهري:
والخَذُوفُ الأَتان تَخْذِفُ من سرعتها الحَصى أَي تَرْميه؛ قال
النابغة:كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوفٌ،
من الجَوْناتِ، هادِيةٌ عَنُونُ
وقيل: الخَذُوفُ التي تَدْنو من الأَرض سِمَناً، وقيل: الخَذُوف التي
ترفع رجليها إلى شِقِّ بَطْنِها. قال الأَصمعي: أَتانٌ خَذُوفٌ، وهي التي
تدنو من الأَرض من السِّمَنِ؛ قال الراعي يصف عَيْراً وأُتُنَه:
نَفَى بالعِرَاكِ حَوالِيَّها،
فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ
والخَذُوفُ من الإبل: التي لا يَثْبُت صِرارُها. التهذيب: الخَذَفانُ
ضَرْبٌ من سير الإبل.
خذرف: خذْرَفَ: زَجَّ بقوائمِه، وقيل: الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ
القوائِمِ.والخُذْرُوفُ: السريعُ المشي، وقيل: السَّريعُ في جَرْيِه،
والخُذْرُوفُ: عُوَيْدٌ مَشْقُوقٌ في وسطه يُشَدُّ بخيط ويُمَدّ فَيُسْمع له حَنِينٌ،
وهو الذي يسمى الخَرَّارة، وقيل: الخُذْروف شيءٌ يُدوِّرُه الصبي بخيط
في يده فيُسْمَع له دَويّ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً:
دَرِيرٍ، كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه
تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
والجمع الخَذاريف. وفي ترجمة رمع: اليَرْمَعُ الخَرَّارةُ التي يَلْعَبُ
بها الصّبيان وهي الخُذْروف. التهذيب: والخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة
مَشْقوقة يُفْرَض في وسَطه ثم يُشَدُّ بخيط، فإذا أُمِرَّ دارَ وسمعت له
حفيفاً، يلعب به الصبيان ويُوصَفُ به الفرس لسُرْعَتِه، تقول: هو يُخَذْرِفُ
بقوائمه؛ وقول ذي الرمة:
وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع
قال بعضهم: الخَذْرَفَةُ ما تَرْمِي الإبلُ بأَخْفافِها من الحصى إذا
أَسرعت. وكلُّ شيء منتشر من شيء، فهو خُذْروفٌ؛ وأَنشد:
خَذارِيفُ مِن قَيْضِ النَّعامِ التَّرائكِ
وقال مُدْرِكٌ القَيْسِيُّ: تَخَذْرَفَتِ النَّوى فُلاناً
وتَخَذْرَمَتْه إذا قَذَفَتْه ورحَلَتْ به. والخُذروف: العُود الذي يوضع في خَرْقِ
الرَّحى العُليا، وقد خَذْرَف الرَّحى. والخُذْرُوفُ: طِين شَبِيهٌ
بالسُّكَّرِ يُلْعَبُ به.
والخِذْرافُ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، الواحدةُ خِذْرافةٌ، وقيل: هو نَبْت
رَبيعيّ إذا أَحَسَّ الصَّيْفَ يَبِسَ. وقال أَبو حنيفة: الخِذْرافُ من
الحَمْض له وُرَيقة صَغيرةٌ تَرْتَفِعُ قدر الذِّراعِ، فإذا جَفَّ شاكَهَ
البَياضَ؛ قال الشاعر:
تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ،
يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ
قال أَبو منصور: الصحيح أَن الخِذْرافَ من الحَمْض وليس من بُقول
الرّبيع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مِياهِها،
ومَنابتَ الحَمَصِيض والخِذْرافِ
ورجُل مُتَخَذْرِفٌ: طَيِّبُ الخُلُقِ. وخَذْرَفَ الإناءَ: مَلأَه.
والخَذْرَفَةُ: القِطْعة من الثوب. وتَخَذْرَفَ الثوب: تَخَرَّقَ، واللّه
أَعلم.