بالكوفة منسوبة إلى سماك بن مخرمة ابن حمين بن بلث الأسدي من بني الهالك بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة، وفي سماك هذا يقول الأخطل:
إنّ سماكا بنى مجدا لأسرته ... حتى الممات، وفعل الخير يبتدر
قد كنت أحسبه قينا وأخبره، ... فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر
مســا: مَسَــوْتُ على الناقة ومَسَــوْتُ رَحِمَها أَــمْسُــوها مَسْــواً كلاهما
إِذا أَدخَلْتَ يدك في حيائها فَنَقَّيْته. الجوهري: الــمَسْــيُ إِخْراج
النُّطْفة من الرَّحِم على ما ذكرناه في مَسَــط، يقال: يَــمْسِــيه؛ قال
رؤبة:يَسطُو على أُمِّك سَطْوَ الماسِي
قال ابن بري: صوابه فاسْطُ على أُمك لأَن قبله:
إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك في مَسْــماسِ
(* قوله« في مســماس» ضبط في الأصل والصحاح هنا وفي مادة م س س بفتح الميم
كما ترى، ونقله الصاغاني هناك عن الجوهري مضبوطاً بالفتح وأنشده هنا
بكسر الميم. وعبارة القاموس هناك: والــمســماس، بالكسر، والــمسمســة اختلاط إلخ
ولم يتعرض الشارح له.)
والــمسْــماسُ: اخْتِلاطُ الأَمْر والتِباسُه؛ قال ذو الرمة:
مَسَــتْهُنَّ أَيامُ العُبورِ، وطُولُ ما
خَبَطْن الصُّوَى، بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ
ابن الأَعرابي: يقال مَسَــى يَــمْسِــي مَسْــياً إِذا ساءَ خُلْقُه بعد
حُسْن. ومَســا وأَــمْســى ومَسَّــى كله إِذا وعَدَك بأَمر ثم أَبْطَأَ عنك.
ومَسَــيْتُ الناقةَ إِذا سطوت عليها وأَخرجت ولدها. والــمَسْــيُ: لغة في الــمَسْــو
إِذا مَسَــطَ الناقة، يقال: مَسَــيْتُها ومَسَــوْتُها. ومَسَــيْتُ الناقَة
والفَرس ومَسَــيْتُ عليهما مَسْــياً فيهما إِذا سَطَوْت عليهما، وهو إِذا
أَدْخَلْت يدك في رحمها فاستخرجت ماء الفحل والولد، وفي موضع آخر: اسْتِلآماً
للفحل كَراهةَ أَن تَحْمِل له؛ وقال اللحياني: هو إِذا أَدخلت يدك في
رحمها فنقَّيْتَها لا أَدري أَمن نُطفة أَم من غير ذلك. وكل اسْتِلالٍ
مَسْــيٌ.
والــمَســاء: ضد الصَّباح. والإِــمْســاء: نَقِيض الإِصْباح. قال سيبويه:
قالوا الصَّباح والــمَســاء كما قالوا البياض والسواد. ولقيته صباحَ مَســاءَ:
مبني، وصَباحَ مَســاءٍ: مضاف؛ حكاه سيبويه، والجمع أَــمْسِــية؛ عن ابن
الأَعرابي. وقال اللحياني: يقولون إِذا تَطَيَّروا من الإِنسان وغيره مَســاءُ الله
لا مســاؤك، وإن شئت نصبت. والــمُسْــيُ والــمِسْــيُ: كالــمَســاء. والــمُسْــيُ: من
الــمَســاء كالصُّبْح من الصَّباحِ. والمُــمْســى: كالمُصْبَح، وأَــمْسَــينا
مُــمْسًــى؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:
الحمدُ لله مُــمْســانا ومُصْبَحَنا،
بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي ومَسَّــانا
وهما مصدران وموضعان أَيضاً؛ قال امرؤ القيس يصف جارية:
تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ، كأَنها
مَنارةُ مُــمْســى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
يريد صومعته حيث يُــمســي فيها، والاسم الــمُسْــيُ والصُّبْح؛ قال الأَضبط بن
قريع السعدي:
لكلّ هَمٍّ من الأُمُورِ سَعَهْ،
والــمُسْــيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ
ويقال: أَتيته لِــمُسْــيِ خامســةٍ، بالضم، والكسر لغة. وأَتَيته
مُسَــيّاناً، وهو تصغير مَســاء، وأَتيته أُصْبوحة كل يوم وأُــمْسِــيَّةَ كل يوم.
وأَتيته مُسِــيَّ أَــمْسِ
(* قوله« أتيته مســي أمس» كذا ضبط في الأصل.) أَي أَــمْسِ
عند الــمَســاء. ابن سيده: أَتيتُه مَســاء أَــمْسِ ومُسْــيَه ومِسْــيَه
وأَــمْسِــيَّتَه، وجئته مُسَــيَّاناتٍ كقولك مُغَيْرِباناتٍ نادر، ولا يستعمل إِلا
ظرفاً. والــمَســاء: بعذ الظهر إِلى صلاة المغرب، وقال بعضهم إِلى نصف
الليل. وقول الناس كيف أَــمْسَــيتَ أَي كيف أَنت في وقت الــمَســاء. ومَسَّــيْتُ
فلاناً: قلت له كيف أَــمْسَــيْتَ. وأَــمْسَــيْنا نحن: صِرْنا في وقت الــمَســاءِ؛
وقوله:
حتى إِذا ما أَــمْسَــجَتْ وأَــمْسَــجا
إِنما أَراد حتى إِذا أَــمْسَــتْ وأَــمْســى، فأَبدل مكان الياء حرفاً
جَلْداً شبيهاً بها لتصح له القافية والوزن؛ قال ابن جني: وهذا أَحد ما يدلُّ
على أَن ما يُدَّعى من أَن أَصل رَمَت وغَزَت رَمَيَت وغَزَوَتْ وأَعْطَتْ
أَعْطَيَتْ واسْتَقْصَت اسْتَقْصَيَت وأَــمْسَــتْ أَــمْسَــيَتْ، أَلا ترى
أَنه لما أَبدل الياء من أَــمْسَــيَتْ جيماً، والجيم حرف صحيح يحتمل الحركات
ولا يلحقه الانقلاب الذي يلحق الياءَ والواو، صحَّحها كما يجب في الجيم،
ولذلك قال أَــمْسَــجا فدل على أَن أَصل غَزا غَزَوَ.
وقال أَبو عمرو: لقيت من فلان التَّماسِي أَي الدَّواهي، لا يعرف واحده
وأَنشد لمرداس:
أُداوِرُها كيْما تَلِينَ، وإِنَّني
لأَلْقى، على العِلاَّتِ منها، التَّماسِيا
ويقال: مَسَــيْتُ الشيءَ مَسْــياً إِذا انتزعته؛ قال ذو الرمة:
يَكادُ المِراحُ العَرْبُ يَــمْسِــي غُروضَها،
وقد جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ
وقال ابن الأَعرابي: أَــمْســى فلانٌ فلاناً إِذا أَعانَه بشيء. وقال أَبو
زيد: رَكِبَ فلان مَســاء الطريق إِذا ركب وسَط الطريق. وماسى فلان فلاناً
إِذا سَخِرَ منه، وساماهُ إِذا فاخَره.
ورجل ماسٍ، على مثال ماشٍ: لا يَلْتَفِتُ إِلى موعظة أَحد ولا يقبل
قوله. وقال أَبو عبيد: رجل ماسٌ على مثال مالٍ، وهو خطأٌ.
ويقال: ما أَــمْســاهُ، قال الأَزهري: كأَنه مقلوب كما قالوا هارٍ وهارٌ
وهائرٌ، ومثله رجل شاكي السِّلاحِ وشاكٌ، قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون
الماسُ في الأَصل ماسِياً، وهو مهموز في الأَصل. ويقال: رجل ماسٌ أَي
خفيفٌ، وما أَــمْســاه أَي ما أَخَفَّه، والله أَعلم.