Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=71639#448bf1
(ترزن) فِي مَجْلِسه توقر
زنــا: الــزِّنــا يمد ويقصر، زَنَــى الرجلُ يَــزْنــي زِنــىً، مقصور، وزنــاءً
ممدود، وكذلك المرأَة. وزانى مُزاناةً وزَنَّــى: كَــزَنــى؛ ومنه قول
الأَعشى:إمَّا نِكاحاً وإِمَّا أُــزَنُّ
يريد: أُــزَنِّــي، وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر. وزانى مُزاناةً وزِنــاء،
بالمد؛ عن اللحياني، وكذلك المرأَة أَيضاً؛ وأَنشد:
أَما الــزّنــاء فإنِّي لستُ قارِبَه،
والمالُ بَيْني وبَيْنَ الخَمْرِ نصْفانِ
والمرأَة تُزانِي مُزاناةً وزِنــاء أَي تُباغِي. قال اللحياني: الــزِّنــى،
مقصور، لغة أَهل الحجاز. قال الله تعالى: ولا تَقْرَبُوا الــزِّنــى،
بالقصر، والنسبة إلى المقصور زِنَــوِيٌّ، والــزنــاء ممدود لغة بني تميم، وفي
الصحاح: المدّ لأَهل نجد؛ قال الفرزدق:
أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَــزْنِ يُعْرَفْ زِنــاؤُه،
ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا
ومثله للجعدي:
كانت فَرِيضة ما تقولُ، كما
كانَ الــزِّنــاء فَريضةَ الرَّجْم
والنسبة إلى الممدود زِنــائِيٌّ. وزَنَّــاهُ تــزْنِــيةً: نسبه إلى الــزِّنــا
وقال له يا زاني. وفي الحديث: ذِكر قُسْطَنْطِينيَّةَ الزانية، يريد
الزاني أَهلُها كقوله تعالى: وكَمْ قصَمْنا من قَرْيةٍ كانت ظالمة؛ أَي ظالمة
الأَهْل. وقد زانى المرأَة مُــزنــاةً وزنــاءً. وقال اللحياني: قيل لابنةِ
الخُسِّ ما أَــزْنــاكِ؟ قالت: قُرْبُ الوِسادِ وطُولُ السِّوادِ؛ فكأَنَّ
قوله ما أَــزْنــاكِ ما حَمَلَكِ على الــزِّنــا، قال: ولم يسمع هذا إلا في حديث
ابنةِ الخُسِّ.
وهو ابنُ زَنْــيةٍ وزِنْــيةٍ، والفتح أَعلى، أَي ابن زِنــاً، وهو نقِيضُ
قولك لِرِشدةٍ ورَشْدة. قال الفراء في كتاب المصادر: هو لِغَيَّةٍ
ولِــزَنْــيةٍ وهو لغَيْر رَشْدةٍ، كلُّه بالفتح. قال: وقال الكسائي ويجوز رَشْدة
وزِنْــية، بالفتح والكسر، فأَما غَيَّة فهو بالفتح لا غير. وفي الحديث: أَنه
وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم؟ فقالوا: نحن بنو الــزَّنْــية فقال:
بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ. والــزنْــية، بالفتح والكسر: آخِرُ
وَلدِ الرجل والمرأَة كالعجْزة، وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الــزَّنْــية
والــزِّنْــية لذلك، وإنما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بل أَنتم
بنو الرِّشْدةِ نَفْياً لهم عما يوهمه لفظ الــزنْــية من الــزِّنــا، والرَّشْدةُ
أَفصح اللغتين. ويقال للولد إذا كان من زِنــاً: هو لِــزَنْــية. وقد
زَنَّــاه. من التَّــزْنِــية أَي قَذَفَه. وفي المثل:
لا حِصْنُها حِصْنٌ ولا الــزِّنــا زِنــا
قال أَبو زيد: يضرب مثلاً للذي يكُفُّ عن الخَيْر ثم يُفَرِّط ولا
يَدومُ على طريقة.
وتسمَّى القِرْدة زنَّــاءةً، والــزَّنــاءُ: القصيرُ؛ قال أَبو ذؤيب:
وتُولِجُ في الظِّلِّ الــزَّنــاءِ رؤُوسها،
وتَحْسِبُها هِيماً، وهُنَّ صَحائحُ
وأَصل الــزَّنــاء الضيقُ، ومنه الحديث: لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو
زَنــاءٌ أَي مُدافِعٌ للِبَوْل؛ وعليه قول الأَخطل:
وإذا بَصُرْتَ إلى زَنــاءٍ قَعْرُها
غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ من الأَحْفارِ
وزَنــا الموضعُ يَــزْنُــو: ضاق، لغة في يَــزْنــأُ. وفي الحديث: كان النبيُّ،
صلى الله عليه وسلم، لا يُحِبُّ من الدُّنْيا إلا أَــزْنَــأَها أَي
أَضيقها. ووِعاءٌ
زَنِــيٌّ: ضيِّق؛ كذا رواه ابن الأَعرابي بغير همز. والــزَّنْــءُ:
الــزُّنُــوُّ في الجَبَل. وزَنَّــى عليه: ضَيَّق؛ قال:
لاهُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ.
زَنَّــى على أَبِيهِ ثم قَتَلَهْ
قال: وهذا يدل على أَن همزة الــزنــاء ياءٌ.
وبَنُو زِنْــيَة: حَيٌّ.
أزن: الأَــزَنِــيّة: لغةٌ في اليَــزَنِــيّة يعني الرماحَ، والياء أَصل.
يقال: رُمْحٌ أَــزَنــيٌّ ويَــزَنِــيٌّ، منسوب إلى ذي يَــزن أَحد ملوك الأَذْواءِ
من اليَمن، وبعضهم يقول يَزانيٌّ وأَزانيّ.
يــزن: ذو يَــزَنَ: مَلكٌ
من ملوك حِمْير تنسب إليه الرماحُ اليَــزَنِــيَّةُ، قال: ويَــزَنُ اسم موضع
باليمن أُضيف إليه ذو، ومثله ذو رُعَيْنٍ وذو جَدَنٍ أَي صاحب رُعَيْنٍ
وصاحب جَدَن، وهما قصران. قال ابن جني: ذو يَــزَنَ غير مصروف، وأَصله
يَزْأَنُ، بدليل قولهم رُمح يَزْأَنِيٌّ، وأَزْأَنيُّ، وقالوا أَيضاً
أَيْــزَنِــيٌّ، ووزنــه عَيْفَلِيٌّ، وقالوا آزَنِــيٌّ ووزنــه عافَلِيٌّ؛ قال
الفرزدق:قَرَيْناهُمُ المَأْثُورةَ البِيضَ كُلَّها،
يَثُجُّ العُروقَ الأَيْــزَنِــيُّ المُثَقَّفُ
وقال عَبْدُ بني الحَسْحاسِ:
فإنْ تَضْحَكِي مِنِّي، فيا رُبَّ ليلةٍ
تَرَكْتُكِ فيها كالقَباءِ مُفَرَّجا
رَفَعْتُ برجليها، وطامَنْتُ رأْسَها،
وسَبْسَبْتُ فيها اليَزْأَنِيَّ المُحَدْرَجا
قال ابن الكلبي: إنما سميت الرماح يَــزَنــيَّةً لأَن أَوَّل من عُمِلَتْ
له ذو يَــزَنَ، كما سميت السِّياطُ أَصْبَحِيَّةً، لأَن أَول من عُمِلَتْ
له ذو أَصْبَحَ الحِمْيَرِيُّ. قال سيبوية: سأَلت الخليل فقلت إذا سميت
رجلاً بذي مال هل تغيره؟ قال: لا، أَلا تراهم قالوا ذو يَــزَنٍ منصرفاً فلم
يغيروه؟ ويقال: رمح يَــزَنِــيٌّ
وأَــزَنِــيٌّ، منسوب إلى ذي يَــزَنٍ أحد ملوك الأَذْواءِ من اليمن، وبعضهم
يقول يَزْأَنِيّ وأَزأَنِيٌّ.
هــزن: هَوْــزَنُ: إسم طائر؛ قال الأَزهري: جمعه هَوْــزَنٍ: بطنٌ من ذي
الكُلاع، وروى الأَزهري عن الأَصمعي في كتاب الأَسماء قال: هَوَازِنُ جمع
هَوْــزَنٍ، وهو حَيّ من اليمن يقال لهم هَوْــزَن؛ قال: وأَبو عامر
الهَوْــزَنــيُّ منهم. وهَوازِنُ: قبيلة من قيس وهو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن
حَفْصةَ بن قيس عَيْلانَ. قال الأَزهري: هَوَازِنُ لا أَدري مِمَّ
اشْتقاقُه، والنسب إلى هَوازِنَ القبيلة هَوازِنــيٌّ، لأَنه قد صار اسماً للحيّ،
ولو قيل هَوْــزَنِــيٌّ لكان وجهاً؛ وأَنشد ثعلب:
إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّينْ،
لما رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ
وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ،
وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِــيّينْ
زنــك: الــزَّنَــكتانِ من الكَتَد: زَنَــمَتَانِ خارجتا الأطراف عن طرفها،
وأَصلاهما ثابتان في أَعلى الكَتَد وهما زائدتاها. والزَّوَنَّكُ من
الرجال: القصير اللحيم الحَيَّاك في مِشْيَته. وقال ابن الأعرابي: هو المختال
في مِشْيته الرافع نفسه فوق قدرها، الناظر في عِطْفَيْه الرائي أن عنده
خيراً وليس عنده ذلك؛ وأَنشد:
تَرْكَ النساء العاجِزَ الزَّوَنَّكا
ورجل زَوَنَّكٌ إذا كان غليظاً إلى القِصَر ما هو؛ قال منظور
الدُّبَيْري:
وبعلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى،
يَخْضِفُ، إِن فُزِّعَ، بالضَّبَغْطَى
ويروى: بَلْ زَوْجُها. ويروى: زَوَنْزَكٌ وزَوَنَّك، ويروى: زَوَنْكى
وزَوَنْزَى، ويَخْضِفُ ويَفْرَقُ، ويروى: بالضَّبَغْطَى أَيضاً، بالغين
والعين، كلٌّ
يروى في هذا البيت باختلاف هذه الألفاظ على اختلاف الروايات. ابن
الأعرابي: الزَّوَنَّزَُى ذو الأبَّهَةِ والكِبْر. الجوهري: والزَّوَنَّكُ
القصير الدميم، وربما قالوا الزَّوَنْزَكُ؛ قالت امرأَة ترثي زوجها:
ولَسْتَ بوَكْوَاكٍ ولا بزَوَنَّكٍ،
مَكَانَكَ حتى يَبْعَثَ الخلقَ باعثُهْ
ويروى: ولا بزوَنْزَكٍ. ابن بري: قال الزُّبَيْدِي زَوَنَّك وزنــه
فَعَنَّلٌ، وصرَّف له يعقوب فعلاً فقال: زَاكَ يَزُوك زَوْكاً وزَوَكَاناً،
قال: وحكى ابن السكيت الزَّوْك مشية الغراب؛ قال حسان بن ثابت:
أَجْمَعْتُ أَنك أنت الأمُ من مَشَى
في فُحْشِ زانيةٍ، وزَوْكِ غُرابِ
ومنه زَوَنَّكٌ
وهو القصير؛ قال ابن بري: ووزنــه عنده فَعَنَّلٌ؛ قال الزبيدي: لأنه جعله
من زاك يزوك إذا قارب خَطْوَه وحَرَّك جسدَه، قال: فعلى هذا كان ينبغي
أن يذكره الجوهري في فصل زوك لا فصل زنــك، قال: ولا يجوز أن يكون وزنــه
فعَلَّلاً لأَنه لا يكون الواو أَصلاً في بنات الأَربعة فلم يبق إلا
فَعَنَّلٌ، ويقوّي قول الجوهري إنه من زنــك قولهم زَوَنْزَكٌ لغة أخرى على
فَوَعْلَلٍ مثل كَوَألَلٍ، فالنون على هذا أَصل والواو زائدة، فوزن زَوَنَّك على
هذا فوعَّلٌ، ويقوّي قول ابن السكيت قولهم زَوَنْكَى لغة ثالثة، ووزنــها
فَعَنْلى،وقال أَبو علي: زَوَنَّك فَوَنْعَل، الواو زائدة لأنها لا تكون
زائدة في بنات الأربعة، قال: وأَما الزَّوَنْزَكُ فهو فَوَنْعَلٌ أَيضاً،
وهو من باب كوكَبٍ، قال: وقال ابن جني سألت أبا عليّ عن زَوَنَّكٍ
فاستقرّ الأمر فيما بيننا جميعاً أن الواو فيه زائدة، ووزنــه فَوَعَّلٌ لا
فَوَنْعَل، قلت له: فإن أَبا زيد قد ذكر عقيب هذا الحرف من كتابه الغرائب
زَاكَ يزُوكُ زَوْكاً وهذا يدل على أن الواو أَصلية، فقال: هذا تفسير المعنى
من غير اللفظ، والنون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة، فقلت: قد حكى ثعلبِ
شنْقَمّ، وقال: هو من شَقَم، فقال هذا ضعيف، قال: وهذا أيضاً يقوّي قول
الجوهري إن الزَّوَنَّكَ من فصل زَنَــكَ، وأما الزَّوَنْزك فقد تقدم قول أبي
عليّ فيه إن وزنــه فَوَنْعَلٌ، وهو من باب كَوْكَبٍ، فيكون على هذا
اشتقاقه من ززنــك على حدّ ككب. وقال ابن جني: زَوَنْزَك فَوَنْعَلٌ، ولا يجوز أن
تجعل الواو أصلاً والزاي مكررة لأنه يصير فَعَنْفَلاً، وهذا ما ليس له
نظير، وأيضاً فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء والعين من مكان واحد فثبت
أنه فَوَنْعَل والنون زائدة لأنها ثالثة ساكنة فيما زاد عدّته على أربعة
كَشَرنْبَثِ وحَرَنْفشٍ، والواو زائدة لأنها لا تكون أصلاً في بنات
الأربعة، فعلى قوله وقول أبي علي ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ززك.