حبــا: حَبَــا الشيءُ: دَنا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وأَحْوَى، كأَيْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بعدَما
حَبَــا تَحْتَ فَيْنانٍ، من الظِّلِّ، وارفِ
وحَبَــوْتُ للخَمْسِين: دَنَوْتُ لها. قال ابن سيده: دنوتُ منها. قال ابن
الأَعرابي: حبــاها وحَبَــا لَها أَي دَنا لَها. ويقال: إِنه لَحابِي
الشَّراسِيف أَي مُشْرِفُ الجَنْبَيْنِ. وحَبَــتِ الشَّراسِيفُ حَبْــواً: طالتْ
وتَدانَتْ. وحَبَــتِ الأَضْلاعُ إِلى الصُّلْب: اتَّصَلَتْ ودَنَتْ.
وحَبَــا المَسِيلُ: دنا بَعْضُه إلى بعض. الأَزهري: يقال حَبَــتِ
الأَضْلاعُ وهو اتِّصالُها؛ قال العجاج:
حَابِي الحُيودِ فارِضُ الحُنْجُورِ
يعني اتصالَ رؤوس الأَضلاع بعضها ببعض؛ وقال أَيضاً:
حابِي حُيُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِيُّ
ويقال للمَسايِل إِذا اتَّصلَ بعضُها إِلى بعض: حَبَــا بعضُها إِلى بعض؛
وأَنشد:
تَــحْبُــو إِلى أَصْلابه أَمْعاؤُه
قال أَبو الدُّقَيْش: تَــحْبُــو ههنا تَتَّصل، قال: والمِعَى كُلُّ
مِذْنَبٍ بقَرار الحَضيض؛ وأَنشد:
كأَنَّ، بَيْنَ المِرْطِ والشُّفُوفِ،
رَمْلاً حَبــا من عَقَدِ العَزِيفِ
والعَزيف: من رمال بني سعد. وحَبَــا الرملُ يَــحْبُــو حَبْــواً أَي أَشَرَفَ
مُعْتَرِضاً، فهو حابٍ. والــحَبْــوُ: اتِّساعُ الرَّمْل. ورجل حَابِي
المَنْكِبَيْن: مُرْتَفعُهما إِلى العُنُق، وكذلك البعير.
وقد احْتَبَى بثوبه احْتِباءً، والاحْتِباءُ بالثوب: الاشتمالُ، والاسم
الــحِبْــوَةُ
(* قوله «والاسم الــحبــوة إلخ» ضبطت الاولى في الأصل كالصحاح
بكسر الحاء، وفي القاموس بفتحها كما هو مقتضى اطلاقه). والــحُبْــوَةُ
والــحِبْــيَةُ؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:
أَرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤابةِ مُشْرِفٍ،
فيه النُّسُورُ كما تَــحَبَّــى المَوْكِبُ
يقول: استدارت النُّسورُ فيه كأَنهم رَكْبٌ مُحْتَبُونَ. والــحِبْــوة
والــحُبْــوة: الثوبُ الذي يُحْتَبَى به، وجمعها حِبــىً، مكسور الأَول؛ عن يعقوب؛
قال ابن بري: وحُبــىً أَيضاً عن يعقوب ذكرهما معاً في إِصلاحه؛ قال:
ويُرْوَى بيتُ الفرزدق وهو:
وما حُلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَــى حُلَمائنا،
ولا قائلُ المعروفِ فينا يُعَنَّفُ
بالوجهين جميعاً، فمن كَسَر كان مثل سِدْرة وسِدَرٍ ومن ضم فمثل
غُرْفَةٍ وغُرَف. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن الاحْتِباء في ثوب واحد؛ ابن
الأَثير: هو أَن يَضُمَّ الإِنسانُ رجليه إِلى بطنه بقوب يجمعهما به مع ظهره
ويَشُدُّه عليها، قال: وقد يكون ا لاحْتباء باليدين عِوَضَ الثوب، وإِنما
نهى عنه لأَنه إِذا لم يكن عليه إِلا ثوب واحد ربما تحرّك أَو زال الثوب
فتبدو عورته؛ ومنه الحديث: الاحْتِباءُ حِيطَانُ العَرب أَي ليس في
البراري حِيطانٌ، فإِذا أَرادوا أَن يستندوا احْتَبَوْا لأَن الاحتِباء يمنعهم
من السُّقوط ويصير لهم كالجدار. وفي الحديث: نُهِيَ عن الــحَبْــوةِ يومَ
الجمعة والإِمامُ يخطب لأَن الاحْتِباءَ يَجْلُب النومَ ولا يَسْمَعُ
الخُطْبَةَ ويُعَرِّضُ طهارتَه للانتقاض. وفي حديث سَعْدٍ: نَبَطِيٌّ في
حِبْــوَتِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم، وقد تقدم.
والعرب تقول: الــحِبَــا حِيطَانُ العرب، وهو ما تقدم، وقد احْتَبَى بيده
احْتِباءً. الجوهري: احْتَبَى الرجلُ
إِذا جَمَع ظهره وساقيه بعمامته، وقد يَحْتَبِي بيديه. يقال: حَلَّ
حِبْــوَته وحُبْــوَتَه. وفي حديث الأَحْنف: وقيل له في الحرب أَين الحِلْمُ؟
فقال: عند الــحُبَــى؛ أَراد أَن الحلم يَحْسُن في السِّلْم لا في الحرب.
والحَابِيةُ: رملة مرتفعة مُشْرِفة مُنْبتة. والحَابِي: نَبْتٌ سمي به
لِــحُبُــوّه وعُلُوِّه.
وحَبَــا حُبُــوّاً: مشى على يديه وبطنه. وحَبــا الصَّبِيُّ حَبْــواً: مشى
على اسْتِه وأَشرف بصدره، وقال الجوهري: هو إِذا زَحَفَ؛ قال عمرو بن
شَقِيقٍ:
لولا السِّفَارُ وبُعْدُه من مَهْمَهٍ،
لَتَركْتُها تَــحْبــو على العُرْقُوبِ
قال ابن بري: رواه ابن القطاع: وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، وبُعْدُه من
مَهْمَهٍ. الليث: الصبي يَــحْبُــو قبل أَن يقوم، والبعير المَعْقُول يَــحْبُــو
فَيَزْحَفُ حَبْــواً. وفي الحديث: لو يعلمون ما في العَتَمةِ والفجر
لأَتوهما ولو حَبْــواً؛ الــحَبْــوُ: أَن يمشي على يديه وركبتيه أَو استه. وحَبَــا
البعيرُ إِذا بَرَك وزَحَفَ من الإِعْياء.
والــحَبِــيُّ: السحابُ الذي يُشرِفُ من الأُفُق على الأَرض، فَعِيل، وقيل:
هو السحاب الذي بعضه فوق بعض؛ قال:
يُضِيءُ حَبِــيّاً في شَمارخ بيضِ
قيل له حَبِــيٌّ من حَبَــا كما يقال له سَحاب من سَــحَب أَهدابه، وقد جاء
بكليهما شعرُ العرب؛ قالت امرأَة:
وأَقْبلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَبِير،
سِياقَ الرِّعاءِ البِطَاء العِشَارَا
وقال أَوسٌ:
دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه،
يَكادُ يدفعه مَنْ قامَ بالرَّاحِ
وقالت صبية منهم لأَبيها فتجاوزت ذلك:
أَناخَ بذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ،
كأَنَّ على عَضُدَيْه كِتافا
قال الجوهري: والــحَبِــيُّ من السَّحاب الذي يَعْترِض اعتراضَ الجبل قبل
أَن يُطَبِّقَ السماءَ؛ قال امرؤ القيس:
أَصاحِ، تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَه،
كَلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِــيٍّ مُكَلَّلِ
قال: والــحَبَــا مثل العَصا مثْلُه، ويقال: سمي لدنُوِّه من الأَرض. قال
ابن بري: يعني مثل الــحَبِــيِّ؛ ومنه قول الشاعر يصف جَعبة السهام:
هي ابْنةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسعين آزَرَتْ
أَخاً ثِقةً يَمْرِي حَبــاها ذَوائِبُه
والــحَبِــيُّ: سحاب فوق سحاب. والــحَبْــوُ: امتلاء السحاب بالماء. وكلُّ
دانٍ فهو حابٍ. وفي الحديث حديث وهب: كأَنه الجبلُ الحابِي، يعني الثقيلَ
المُشْرِفَ. والــحَبِــيُّ من السحاب: المُتَراكِمُ. وحَبــا البعيرُ حَبْــواً:
كُلِّفَ تَسَنُّمَ صَعْبِ الرَّمْلِ فأَشرَف بصدره ثم زحَف؛ قال رؤبة:
أَوْدَيْتَ إِن لم تَــحْبُ حَبْــوَ المُعْتَنِك
وما جاء إِلاَّ حَبْــواً أَي زَحْفاً. ويقال ما نَجا فلان إِلا حَبْــواً.
والحابي من السِّهام: الذي يَزْحَف إِلى الهَدَف إِذا رُمِيَ به.
الجوهري: حَبَــا السهمُ إِذا زَلََّ على الأَرض ثم أَصاب الهَدَف. ويقال: رَمَى
فأَــحْبَــى أَي وقع سهمُه دون الغرَض ثم تَقافَزَ
حتى يصيب الغرض. وفي حديث عبد الرحمن: إِنَّ حابِياً خيرٌ
من زاهِقٍ. قال القتيبي: الحابي من السهام هو الذي يقع دون الهَدَف ثم
يَزْحَفُ إِليه على الأَرض، يقال: حَبَــا يَــحْبُــو، وإِن أَصاب الرُّقْعة
فهو خازِقٌ وخاسِق، فإِن جاوز الهدَف ووقع خلْفه فهو زاهِقٌ؛ أَراد أَن
الحابِيَ، وإِن كان ضعيفاً
وقد أَصاب الهدَف، خير من الزاهق الذي جازَه بشدَّة مَرِّه وقوّته ولم
يصب الهدَف؛ ضرَب السَّهْمَيْنِ مثلاً لِوالِيَيْن أَحدهما ينال الحق أَو
بعضَه وهو ضعيف ، والآخر يجوز الحقَّ ويَبْعد، عنه وهو. قويٌّ. وحَبَــا
المالُ
حَبْــواً: رَزَمَ فلم يَتَحَرَّك هُزالاً. وحَبَــت السفينةُ: جَرَتْ.
وحَبَــا له الشيءُ، فهو حابٍ وحَبــيٌّ: اعترض؛ قال العجاج يصف قُرْقُوراً:
فَهْوَ إِذا حَبــا لَهُ حَبِــيُّ
فمعنى إِذا حَبــا له حَبِــيٌّ: اعترضَ له مَوْجٌ.
والــحِبــاءُ: ما يَــحْبُــو به الرجلُ صاحَبــه ويكرمه به. والــحِبــاءُ: من
الاحْتباءِ؛ ويقال فيه الــحُبــاءُ، بضم الحاء، حكاهما الكسائي، جاء بهما في باب
الممدود. وحَبَــا الرجلَ حَبْــوةً أَي أَعطاه. ابن سيده: وحَبَــا الرجُلَ
حَبْــواً أَعطاهُ، والاسم الــحَبْــوَة والــحِبُــوَة والــحِبــاءُ، وجعل اللحياني
جميع ذلك مصادر؛ وقيل: الــحِبــاءُ العَطاء بلا مَنٍّ ولا جَزاءٍ، وقيل:
حَبَــاه أَعطاه ومَنَعَه؛ عن ابن الأَعرابي لم يحكه غيره. وتقول: حَبَــوْته
أَــحْبُــوه حِبــاءً، ومنه اشتُقّت المُحاباة، وحابَيته في البيع مُحاباة،
والــحِبــاءُ: العطاء؛ قال الفرزدق:
خالِي الذَّي اغْتَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهُم،
وإِلَيْه كان حِبــاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ
وفي حديث صلاة التسبيح: أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَــحْبُــوكَ؟ حَبَــاه كذا
إِذا أَعطاه. ابن سيده: حَبَــا ما حَوْله يَــحْبُــوه حَماهُ ومنعه؛ قال ابن
أَحمر:
ورَاحَتِ الشَّوْلُ ولَمْ يَــحْبُــها
فَحْلٌ، ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِر
(* قوله «ولم يعتس فيها مدر» أي لم يطف فيها حالب يحلبها اه تهذيب).
وقال أَبو حنيفة: لم يَــحْبُــها لم يتلفت إِلهيا أَي أَنَّهُ شُغِل بنفسه،
ولولا شغله بنفسه لحازَها ولم يفارقها؛ قال الجوهري: وكذلك حَبَّــى ما
حَوْله تَــحْبــية.
وحابَى الرجلَ حِبــاءً: نصره واخْتَصَّه ومالَ إِليه؛ قال:
اصْبِرْ يزيدُ، فقدْ فارَقْتَ ذا ثِقَةٍ،
واشْكُر حِبــاءَ الذي بالمُلْكِ حاباكا
وجعل المُهَلْهِلُ مَهْرَ المرأَةِ حِبــاءً فقال:
أَنكَحَها فقدُها الأَراقِمَ في
جَنْبٍ، وكان الــحِبــاءُ منْ أَدَمِ
أَراد أَنهم لم يكونوا أَرباب نَعَمٍ فيُمْهِروها الإِبِلَ وجعلهم
دَبَّاغِين للأَدَمِ.
ورجل أَــحْبَــى: ضَبِسٌ شِرِّيرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
والدَّهْرُ أَــحْبَــى لا يَزالُ أَلَمُهْ
تَدُقُّ أَرْكانَ الجِبال ثُلَمُهْ
وحَبــا جُعَيْرانَ: نبات. وحُبَــيٌّ والــحُبَــيَّا: موضعان؛ قال الراعي:
جَعلْنا حُبَــيّاً باليَمِينِ، ونَكَّبَتْ
كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئِيدَةَ باكِرِ
وقال القطامي:
مِنْ عَنْ يَمينِ الــحُبَــيّا نَظْرةٌ قبَلُ
وكذلك حُبَــيّات؛ قال عُمر بن أَبي ربيعة:
أَلمْ تَسل الأَطْلالَ والمُتَرَبَّعا،
ببَطْنِ حُبَــيّاتٍ، دَوارِسَ بَلْقَعا
الأَزهري: قال أَبو العباس فلان يَــحْبُــو قَصَاهُم ويَحُوطُ قَصاهُمْ
بمعنىً؛ وأَنشد:
أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرادُ
عَباهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ
يَــحْبُــو قَصاها مُخْدَِرٌ سِنادُ،
أَحْمَرُ من ضِئْضِئِها مَيّادُ
سِنادٌ: مُشْرف، ومَيَّاد: يجيء ويذهب.