من (ز ه ر) النبات إذا نور وطلع زهره، وموقد النار.
من (ز ه ر) النبات إذا نور وطلع زهره، وموقد النار.
جعز: الجَعْز والجَأْز: الغَصَص، كأَنه أُبدل من الهمز عيناً. جَعِزَ
جَعَزاً كجَئِزَ: غَصَّ.
صحر: الصَّحْراء من الأَرض: المُستوِيةُ في لِينٍ وغِلَظ دون القُفِّ،
وقيل: هي الفَضاء الواسع؛ زاد ابن سيده: لا نَبات فيه. الجوهري: الصَّحراء
البَرِّيَّة؛ غير مصروفة وإِن لم تكن صفة، وإِنما لم تصرف للتأْنيث
ولزوم حرف التأْنيث لها، قال: وكذلك القول في بُشرى. تقول: صَحْراءُ واسعة
ولا تقل صَحْراءَة فتدخل تأْنيثاً على تأْنيث. قال ابن شميل: الصَّحْراء من
الأَرض مثل ظهر الدابة الأَجْرَد ليس بها شجر ولا إِكام ولا جِبال
مَلْساء. يقال: صحراء بَيِّنة الصَّحَر والصُّحْرَة.
وأَصْحَر المكانُ أَي اتَّسع. وأَصْحَرَ. الرجل: نزل الصحراء. وأَصْحَرَ
القوم: برزوا في الصَّحْراء، وقيل: أَصْحَرَ الرجل إِذا . . .
(* هكذا
بياض بالأصل). كأَنه أَفضى إِلى الصَّحْراء التي لا خَمَرَ بها فانكشف.
وأَصْحَرَ القوم إِذا برزوا إِلى فضاء لا يُوارِيهم شيء. وفي حديث أُم سلمة
لعائشة: سَكَّن الله عُقَيراكِ فلا تُصْحِرِيها؛ معناه لا تُبْرِزِيها
إِلى الصَّحْراء؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في هذا الحديث متعدِّياً على
حذف الجار وإِيصال الفعل فإِنه غير متعدّ، والجمع الصَّحارى والصَّحارِي،
ولا يجمع على صُحْر لأَنه ليس بنعت. قال ابن سيده: الجمع صَحْرَاوَات
وصَحارٍ، ولا يكسَّر على فُعْل لأَنه وإِن كان صفة فقد غلب عليه الاسم. قال
الجوهري: الجمع الصَّحارِي والصَّحْراوات، قال: وكذلك جمع كل فعلاء إِذا
لم يكن مؤنث أَفْعَلَ مثل عَذْراء وخَبْراء ووَرْقاء اسم رجل، وأَصل
الصَّحارِي صَحارِيّ، بالتشديد، وقد جاء ذلك في الشرع لأَنك إِذا جمعت
صَحْراء أَدخلت بين الحاء والراء أَلفاً وكسرت الراء، كما يُكسر ما بعد أَلِف
الجمع في كل موضع نحو مساجد وجَعافِر، فتنقلب الأَلف الأُولى التي بعد
الراء ياءً للكسرة التي قبلها، وتنقلب الأَلف الثانية التي للتأْنيث أَيضاً
ياء فتدغَم، ثم حذفوا الياء الأُولى وأَبدلوا من الثانية أَلفاً فقالوا
صَحارى، بفتح الراء، لتسلم الأَلف من الحذف عند التنوين، وإِنما فعلوا
ذلك ليفرقوا بين الياء المنقلبة من الأَلف للتأْنيث وبين الياء المنقلبة من
الأَلف التي ليست للتأْنيث نحو أَلِفِ مَرْمًى ومغزًى، إِذ قالوا
مَرَامِي ومَغازِي، وبعض العرب لا يحذف الياءَ الأُولى ولكن يحذف الثانية فيقول
الصَّحارِي بكسر الراء، وهذه صَحارٍ، كما يقول جَوارٍ. وفي حديث علي:
فأَصْحِرْ لعدُوّك وامْض على بَصِيرَتِك أَي كُنْ من أَمره على أَمرٍ واضح
منكَشِف، من أَصْحَر الرجل إِذا خرج إِلى الصَّحراء. قال ابن الأَثير:
ومنه حديث الدعاء: فأَصْحِرْ بِي لغَضَبك فَريداً. والمُصاحِرُ: الذي يقاتل
قِرْنه في الصَّحراء ولا يُخاتِلُه.
والصُّحْرة: جَوْبة تَنْجاب في الحرَّة وتكون أَرضاً ليِّنة تُطِيف بها
حجارة، والجمع صُحَرٌ لا غير؛ قال أَبو ذؤيب يصف يرَاعاً:
سَبِيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ
أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلُوبُ
قوله سَبِيّ أَي غريب. واليَراعَة ههنا: الأَجَمَة. ولَقِيته صَحْرَةَ
بَحْرَةَ إِذا لم يكن بينك وبينه شيء، وهي غير مُجْراةٍ، وقيل لم
يُجْرَيَا لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً. وأَخبره بالأَمر صَحْرَةَ بَحْرَةَ،
وصَحْرَةً بَحْرَةً أَي قَبَلا لم يكن بينه وبينه أَحد.
وأَبرز له ما في نفسه صَحَاراً: كأَنه جاهره به جِهاراً. والأَصْحَرُ:
قريب من الأَصهَب، واسم اللَّوْن الصَّحَرُ والصُّحْرَةُ، وقيل: الصَّحَرُ
غُبرة في حُمْرة خفيفة إِلى بياض قليل؛ قال ذو الرمة:
يَحْدُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجةً،
صُحْرَ السَّرابِيل في أَحْشائها قَبَبُ
وقيل: الصُّحْرة حمرة تضرِب إِلى غُبرة؛ ورجل أَصْحَر وامرأَة صَحْراء
في لونها. الأَصمعي: الأَصْحَرُ نحو الأَصْبَح، والصُّحْرة لَوْن
الأَصْحَر، وهو الذي في رأْسه شُقرة.
واصْحارَّ النبْت اصْحِيراراً: أَخذت فيه حمرة ليست بخالصة ثم هاج
فاصفرَّ فيقال له: اصْحارَّ. واصحارَّ السُّنْبُل: احمرَّ، وقيل: ابيضَّت
أَوائله. وحِمار أَصْحَرُ اللون، وأَتان صَحُورٌ: فيها بياض وحمرة، وجمعه
صُحُر، والصُّحْرة اسم اللَّوْن، والصَّحَر المصدر.
والصَّحُور أَيضاً: الرَّمُوح يعني النَّفُوحَ برجلها.
والصَّحِيرة: اللَّبَن الحلِيب يغلى ثم يصب عليه السمن فيشرب شرباً،
وقيل: هي مَحْض الإِبل والغنم ومن المِعْزَى إِذا احتيج إِلى الحَسْوِ
وأَعْوَزَهُمُ الدقيق ولم يكن بأَرضهم طَبَخُوه ثم سَقَوْه العَليل حارّاً؛
وصَحَره يَصْحَره صَحْراً: طبخه، وقيل: إِذا سُخِّن الحليب خاصة حتى يحترق،
فهو صَحِيرة، والفِعْل كالفعل، وقيل: الصَّحِيرة اللبن الحليب يسخن ثم
يذرُّ عليه الدقيق، وقيل: هو اللبن الحليب يُصْحَر وهو أَن يلقى فيه
الرَّضْفُ أَو يجعل في القِدْر فيغلى فيه فَوْرٌ واحد حتى يحترق، والاحتراق
قبل الغَلْي، وربما جعل فيه دقيق وربما جعل فيه سمن، والفعل كالفعل، وقيل:
هي الصَّحِيرة من الصَّحْرِ كالفَهِيرة من الفِهْر.
والصُّحَيْراء، ممدود على مثال الكُدَيْراء: صِنْف من اللبن؛ عن كراع،
ولم يُعيِّنه.
والصَّحِير: من صوْت الحمير، صَحَر الحمار يَصْحَر صَحِيراً وصُحَاراً،
وهو أَشد من الصَّهِيل في الخيل. وصُحار الخيل: عرَقها، وقيل: حُمَّاها.
وصَحَرته الشمس: آلَمَتْ دِماغه.
وصُحْرُ: اسم أُخت لُقْمان بن عاد. وقولهم في المثل: ما لي ذَنْب إِلاَّ
ذنب صُحْرَ؛ هو اسم امرأَة عُوقبت على الإِحسان؛ قال ابن بري: صُحُرُ هي
بنت لقمان العادي وابنه لُقَيم، بالميم، خرجا في إِغارة فأَصابا إِبلاً،
فسبق لُقَيم فأَتى منزله فنحرت أُخته صُحْرُ جَزُوراً من غَنيمته وصنعت
منها طعاماً تتحِف به أَباها إِذا قدِم، فلما قدِم لُقْمان قدَّمت له
الطعام، وكان يحسُد لقيماً، فَلَطَمَهَا ولم يكن لها ذنب. قال: وقال ابن
خالَوْيهِ هي أُخت لقمان بن عاد، وقال: إِنَّ ذنبها هو أَن لقمان رأَى في
بيتها نُخامة في السَّقْف فقتلها، والمشهور من القولين هو الأَول.
وصُحَارٌ: اسم رجل من عبد القَيْس؛ قال جرير:
لقيت صُحارَ بني سِنان فيهم
حَدَباً كأَعصلِ ما يكون صُحار
ويروي: كأَقْطَمِ ما يكون صُحار. وصُحار: قبيلة. وصُحار: مدينة عُمَان.
قال الجوهري: صُحار، بالضم، قَصَبَة عُمان مما يلي الجبل، وتُؤَام
قَصَبتها مما يلي السَّاحل. وفي الحديث: كُفِّن رسولُ الله، صلى الله عليه
وسلم، في ثَوْبَيْن صُحَارِيَّيْنِ؛ صحار: قرية باليمن نُسِب الثوبُ إِليها،
وقيل: هو من الصُّخْرة من اللَّوْن، وثَوْب أَصْحَر وصُحارِيّ. وفي حديث
عثمان: أَنه رأَى رجلاً يقطَع سَمُرة بِصُحَيرات اليَمام؛ قال ابن
الأَثير: هو اسم موضع، قال: واليَمام شَجرَ أَو طير.
والصُّحَيرات: جمعٌ مصغر واحده صُحْرة،. وهي أَرض لَيِّنة تكون في وسط
الحرَّة. قال: هكذا قال أَبو موسى وفَسَّر اليَمام بشجر أَو طير، قال:
فأَما الطير فصحيح، وأَما الشجر فلا يُعرف فيه يّمام، بالياء، وإِنما هو
ثُمام، بالثاء المثلثة، قال: وكذلك ضبطه الحازِمي قال: هو صُحَيْرات
الثُّمَامة، ويقال فيه الثّمام، بلا هاء قال: وهي إِحدى مراحل النبي، صلى الله
عليه وسلم، إِلى بَدْر.
جذا: جَذا الشيءُ يَجْذُو جذْواً وجُذُوّاً وأَجْذَى، لغتان كلاهما: ثبت
قائماً، وقيل: الجَاذِي كالجَاثي. الجوهري: الجَاذِي المُقْعِي منتصب
القدمين وهو على أَطراف أَصابعه؛ قال النعمان بن نَضْلة العدويّ وكان عمر،
رضي الله عنه، استعمله على مَيْسان:
فَمنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أَنَّ خلِيلَها،
بِمَيْسانَ، يُسْقَى في قِلال وحَنْتَمِ؟
إذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ،
وصَنَّاجةٌ تَجْذُو على كلّ مَنْسِم
فإنْ كنت نَدْماني فبالأَكْبَر اسْقِني،
ولا تَسْقِنِي بالأَصْفَرِ المُتَثَلِّمِ
لعلَّ أَميرَ المؤمنينَ يسوءُهُ
تَنادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ
فلما سمع عمر ذلك قال: إي والله يسوءني وأَعزلك ويروى:
وصنَّاجة تجذو على حَرْفِ مَنسِم
وقال ثعلب: الجُذُوُّ على أَطرف الأَصابع والجُثُوُّ على الرُّكَب. قال
ابن الأَعرابي: الجَاذِي على قدميه، والجاثي على ركبتيه، وأَما الفراء
فإنه جعلهما واحداً. الأَصمعي: جثَوْت وجَذَوْت وهو القيام على أَطراف
الأَصابع، وقيل: الجاذي القائم على أَطراف الأَصابع؛ وقال أَبو دواد يصف
الخيل:
جاذِيات على السَّنَابِكِ قد أَنْـ
ـحَلَهُنَّ الإسْراجُ والإلْجَامُ
والجمع جِذاءٌ مثل نائِم ونِيام؛ قال المَرَّار:
أَعَانٍ غَرِيبٌ أَم أَمِيرٌ بأَرْضها،
وحَوْلِيَ أَعْدَاءٌ جِذاءٌ خُصُومُها؟
وقال أَبو عمرو: جَذَا وجَثَا لغتان، وأَجْذَى وجَذَا بمعنى إذا ثبت
قائماً. وكل من ثبت على شيء فقد جَذَا عليه؛ قال عمرو بن جميل الأَسدي:
لم يُبْقِ منها سَبَلُ الرَّذاذِ
غيرَ أَثافي مِرْجَلٍ جَوَاذِ
وفي حديث ابن عباس: فجَذَا على ركبتيه أَي جَثا. قال ابن الأَثير: إلا
أَنه بالذال أَدلُّ على اللزوم والثبوت منه بالثاء. قال ابن بري: ويقال
جَذَا مثل جَثا، واجْذَوَى مثل ارْعَوَى فهو مُجْذَوٍ؛ قال يزيد بن
الحَكَم:نَدَاكَ عن المَوْلى ونَصْرُكَ عاتِمٌ،
وأَنتَ لهُ بالظُّلْمِ والفُحْشِ مُجْذَوي
قال ابن جني: ليست الثاء بدلاً من الذال بل هما لغتان. وفي حديث النبي،
صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ المؤمن كالخامَةِ من الزرع تُفَيِّئُها
الريحُ مرة هناك ومرة هنا، ومثَلُ الكافر كالأَرْزَة المُجْذِيَةِ على وجه
الأَرض حتى يكونَ انْجِعافُها بمَرَّةٍ، أَي الثابتة المُنْتَصِبة؛ يقال:
جَذَتْ تَجْذو وأَجْذَتْ تُجْذي، والخامَةُ من الزرع: الطاقة منه،
وتُفَيِّئُها: تَجِيءُ بها وتَذْهب، والأَرْزَةُ: شجرة الصَّنَوْبر، وقيل: هو
العَرْعَر، والانْجِعافُ: الانْقِلاعُ والسقوطُ، والمُجْذِيَة: الثابتة على
الأَرض. قال الأَزهري: الإجْذاء في هذا الحديث لازم، يقال: أَجْذَى
الشيءُ يُجْذي وجَذَا يَجْذُو جُذُوّاً إذا انتصب واستقام، واجْذَوْذَى
اجْذِيذاءً مثله. والمُجْذَوْذي: الذي يلازم الرحل والمنزل لا يفارقه؛ وأَنشد
لأَبي الغريب النصْري:
أَلسْتَ بمُجْذَوذٍ على الرَّحْلِ دائِبٍ؟
فما لَكَ، إلا ما رُزِقْتَ، نَصيبُ
وفي حديث فَضالة: دخلتُ على عبد الملك بن مَرْوان وقد جَذَا منخراه
وشَخَصَت عَيْناه فعَرَفْنا منه الموت، أَي انْتَصبَ وامتَدَّ. وتَجَذَّيْتُ
يومي أَجمعَ أَي دَأَبْتُ.
وأَجْذَى الحجرَ: أَشاله، والحجَرُ مُجْذىً. والتَّجاذي في إشالةِ
الحجر: مثل التَّجاثي. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنه: مَرَّ بقومٍ
يُجْذُونَ حجَراً أَي يُشِيلونه ويرفعونه، ويروى: وهُمْ يتَجاذَوْنَ مِهْراساً؛
المِهْراس: الحجر العظيم الذي يُمْتَحَن برفعه قُوَّةُ الرجل. وفي حديث
ابن عباس: مَرَّ بقومٍ يتَجاذَبُون حجَراً، ويروى يُجْذُون؛ قال أَبو عبيد:
الإجْذاءُ إشالة الحجر لتُعرف به شدَّةُ الرجل، يقال: هم يُجْذُون حجراً
ويتَجاذَوْنه. أَبو عبيد: الإجْذاء في حديث ابن عباس واقع؛ وأَما قول
الراعي يصف ناقة صُلْبة:
وبازِل كعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ،
لم يُجْذِ مِرْفَقُها في الدَّفِّ منْ زَوَرِ
فإنه أَراد لم يتباعد من جنبه منتصباً من زَوَرٍ ولكن خِلْقةً. وأَجْذَى
طرْفَه: نصَبَه ورمى به أَمامه؛ قال أَبو كبير الهذلي:
صَدْيان أَجْذَى الطَّرْفَ في مَلْمومة،
لوْنُ السَّحابِ بها كَلَوْنِ الأَعْبَل
وتَجاذَوْهُ: ترابَعوه ليَرْفَعوه. وجَذَا القُرادُ في جَنْب البعير
جُذُوّاً: لَصِق به ولزمه. ورجل مُجْذَوْذٍ: مُتَذلِّل؛ عن الهَجَريِّ. قال
ابن سيده: وإذا صحَّت اللفظة فهو عندي من هذا كأَنه لَصِقَ بالأَرض
لِذُلِّه.
ومِجْذاء الطائر: مِنْقارُه؛ وقول أَبي النجم يصف ظليماً:
ومَرَّة بالحَدِّ مِنْ مِجْذائِهِ
(* قوله «ومرة بالحد إلخ» عجزه كما في التكملة:
عن ذبح التلع وعنصلائه
وذبح كصرد، والتلع بفتح فسكون، وعنصلائه بضم العين والصاد).
قال: المِجْذاءُ مِنقارُه، وأَراد أَنه ينزع أُصول الحشيش بمنقاره؛ قال
ابن الأَنباري، المِجْذاءُ عُودٌ يُضرب به؛ قال الراجز:
ومَهْمَهٍ للركب ذي انْجِياذِ،
وذي تَبارِيحَ وذي اجْلِوَّاذِ
(* قوله «ومهمه إلخ» هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه).
ليس بذِي عِدٍّ ولا إخَاذِ،
غَلَّسْتُ قبل الأَعْقَدِ الشَّمّاذِ
قال: لا أَدري انجياذ أَم انجباذ. وفي النوادر: أَكلنا طعاماً فجاذَى
بينَنا ووالى وتابَع أَي قَتَلَ بعْضَنا على إثْر بعضٍ. ويقال: جَذَيْتُه
عنه وأَجْذَيْتُِ عنه أَي منَعْته؛ وقول ذي الرمة يصف جمالاً:
على كلِّ مَوَّارٍ أَفانينُ سَيْرِه،
شُؤُوٌّ لأَبْواعِ الجَواذي الرَّواتِكِ
قيل في تفسيره: الجَوَاذي السِّراعُ اللَّواتي لا يَنْبَسِطن من
سُرْعتهن. وقال أَبو ليلى: الجَواذي التي تَجْذُو في سيرها كأَنها تَقْلَع
السيرَ؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف جَذَا أَسرع ولا جَذَا أَقْلَع. وقال
الأَصمعي: الجَواذي الإبلُ السِّراع اللاتي لا ينبسطن في سيرهن ولكن يَجْذُون
ويَنْتَصِبْنَ. والجِذْوَة والجَذْوة والجُذوة: القَبَسة من النار، وقيل:
هي الجَمْرة، والجمع جِذاً وجُذاً، وحكى الفارسي جِذاءٌ، ممدودة، وهو عنده
جمع جَذْوَة فيُطابقُ الجمعَ الغالِبَ على هذا النوع من الآحاد. أَبو
عبيد في قوله عز وجل: أَو جِذْوَةٍ من النار؛ الجِذْوة مثل الجِذْمَةِ وهي
القطعة الغليظة من الخشب ليس فيها لهب. وفي الصحاح: كأنَّ فيها ناراً ولم
يكن. وقال مجاهد: أَو جَذْوة من النار أَي قطعة من الجمر، قال: وهي بلغة
جميع العرب. وقال أَبو سعيد: الجَذْوة عود غليظ يكون أَحدُ رأْسَيْه
جَمْرةً والشهابُ دونها في الدقة. قال: والشُّعْلة ما كان في سراج أو في
فتيلة. ابن السكيت: جِذْوَة من النار وجِذًى وهو العود الغليظ يؤخذ فيه
نار.ويقال لأَصل الشجرة: جِذْيَة وجَذَاة. الأَصمعي: جِذْمُ كل شيء وجِذْيُه
أَصله. والجِذَاءُ: أُصولُ الشجر العظامُ العادِيَّةُ التي بَلِيَ
أَعلاها وبَقِيَ أَسفلُها؛ قال تميم بن مُقْبل:
باتَتْ حَوَاطِبُ ليْلى يَلْتَمِسْنَ لها
جَزْلَ الجِذَا غَيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ
واحدته جَذَاةٌ؛ قال ابن سيده: قال أَبو حنيفة ليس هذا بمعروف وقد وهم
أَبو حنيفة لأَن ابن مقبل قد أَثبته وهُوَ مَنْ هُوَ. وقال مرَّة:
الجَذَاةُ من النبت لم أَسمع لها بتَحْلِيَةٍ، قال: وجمعها جِذَاءٌ؛ وأَنشد لابن
أَحمر:
وَضَعْنَ بذي الجَذاةِ فُضُولَ رَيْطٍ،
لِكَيْما يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا
ويروى: لكيما يَجْتَذِينَ. ابن السكيت: ونبت يقال له الجَذَاةُ، يقال:
هذه جَذاة كما ترى، قال: فإن أَلقيت منها الهاء فهو مقصور يكتب بالياء
لأَن أَوله مكسور. والحجى: العقل، يكتب بالياء لأَن أَوله مكسور. واللِّثَى:
جمع لِثَةٍ، يكتب بالياء. قال: والقِضَة تجمع القِضِين والقِضُون، وإذا
جمعته على مثال البُرَى قلت القُضَى. قال ابن بري: والجِذَاءُ، بالكسر،
جمع جَذَاةٍ اسم بنت؛ قال الشاعر:
يَدَيْت على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ،
بأَسفلِ ذِي الجَذَاةِ، يَدَ الكَرِيمِ
رأَيت في بعض حواشي نسخة من نسخ أَمالي ابن بري بخط بعض الفضلاء قال:
هذا الشاعر عامر بن مؤاله
(* قوله «ابن مؤاله إلخ» هكذا في الأصل)، واسمه
معقل، وحَسْحاس هو حَسْحاس بن وهْبِ ابنِ أَعْيا بن طَرِيف الأَسَدِي.
والجاذِيَةُ: الناقة التي لا تلبث إذا نُتجت أَن تَغْرِزَ أَي يقِلَّ
لبنُها. الليث: رجل جاذٍ وامرأَة جاذِيَة بَيِّنُ الجُذُوِّ وهو قصير الباع؛
وأَنشد لسهم بن حنظلة أَحد بني ضُبَيْعة بن غنيّ بن أَعْصُر:
إنّ الخِلافةَ لم تكنْ مَقصورة،
أَبَداً، على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ
يريد: قصيرهما، وفي الصحاح: مُبَخَّل. الكسائي: إذا حمل ولد الناقة في
سنامه شحماً قيل أَجْذَى، فهو مُجْذٍ؛ قال ابن بري: شاهده قول الخنساء:
يُجْذِينَ نَيّاً ولا يُجْذِينَ قِرْدانا
يُجْذِينَ الأَوَّلُ من السَّمَنِ، ويُجْذِين الثاني من التعلق. يقال:
جَذَى القُراد بالجَمَل تعلق. والجَذَاةُ: موضع.
كرثأ: الكِرْثِئةُ: النَّبْتُ الـمُجتَمِعُ الـمُلْتَفُّ. وكَرْثَأَ شَعَرُ الرجُل: كَثُرَ والتَفَّ، في لغة بني أَسد. والكِرْثِئةُ: رُغْوة الـمَحْضِ إِذا حُلِبَ عليه لبَنُ شاةٍ فارْتَفَعَ. وَتَكَرْثَأَ السَّحابُ: تَراكَمَ. وكلُّ ذلك ثلاثي عند سيبويه. والكِرْثِئُ من السحاب.
كندش: الكُنْدُشُ: العَقْقعَقُ. قال ابن الأَعرابي: أَخبرني المفضّل
يقال هو أَخبَثُ من كُنْدُشٍ، وهو العَقْقعَق؛ وأَنشد لأَبي الغَطَمّش يصف
امرأَة:
مُنِيتُ بِزَنْمَرْدَةٍ كالعصا،
أَلَصَّ وأَخْبَث من كُنْدُشِ
تُحِبُّ النِّساء وتأْبى الرجال،
وتمشي مع الأَخْبَثِ الأَطْيَشِ
لها وجْهُ قِرْدٍ إذا ازَّينَتْ
ولَوْنٌ كَبَيْضِ القَطا الأَبْرَشِ
ومعنى مُنِيتُ: بُلِيتُ. وزَنْمَرْدةٌ: امرأَةٌ يُشْبِهُ خَلْقُها
خَلْقَ الرجل، فارسي معرب، ويروى: بِزِنْمِرْدة، بكسر الزاي مع الميم، ويروى:
بِزمَّرْدة، بحذف النون، على مثال عِلَّكْدة. وقوله: أَلصّ وأَخْبَث من
كُنْدُش، قال ابن خالويه: الكُنْدُشُ لِصُّ الطير، وهو العَقْعَقُ،
والرِّيبَالُ لِصُّ الأُسُودِ، والطِّمْلُ لِصّ الذِّئابِ، والزَّبابةُ لِصُّ
الفِيرانِ، والفُوَيْسِقةُ سارقةُ الفَتِيلة من السراج، والكُنْدُشُ ضرْبٌ
من الأَدْوِية.
كصص: الكَصِيصُ: الصوتُ عامة. قال أَبو نصر: سمعت كَصِيصَ الحَرْب أَي
صَوْتَها، وقيل: هو الصوت الرقيق الضعيف عند الفزع ونحوه، وقيل: هو
الهَرب، وقيل: الرِّعْدة. قال أَبو عبيد: أَفْلَتَ وله كَصِيصٌ وأَصِيصٌ
وبَصِيصٌ وهو الرعدة ونحوها، وقيل: هو التحرك والالتواء من الجهد؛ وأَنشد ابن
بري لامرئ القيس:
جَنادِبُها صَرْعَى لهنَّ كَصِيصُ
أَي تحرُّك. قال: والكَصِيصُ أَيضاً شدة الجهد؛ قال الشاعر:
تُسائل، يا سُعَيدةُ: مَنْ أَبوها؟
وما يُغْني، وقد بَلَغَ الكَصِيصُ؟
وقيل: الكَصِيصُ الانقباض من الفَرَق، كَصَّ يَكِصُّ كَصّاً وكَصِيصاً
وكَصْكَصَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
جَدَّ بِه الكَصِيصُ ثم كَصْكَصا
ويقال: له من فَرَقِه أَصِيصٌ وكَصِيصٌ أَي انقباض. والكَصِيصُ من
الرجال: القصيرُ التارّ.
والكَصِيصةُ: حِبالةُ الظبي التي يُصادُ بها. اللحياني: يقال تركتهم في
حَيْصَ بَيْصَ ككَصِيصة الظبْيِ، وكَصِيصتُه: موضِعُه الذي يكون فيه
وحِبالتُه.