Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: من_جراء

نفذ

(ن ف ذ) : (رَمَيْتُهُ فَأَنْفَذْتُهُ) أَيْ خَزَقْتُهُ وَمِنْهُ لَوْلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَأَنْفَذْتُ حِضْنَيْكَ.
(نفذ) - في حديث أبى الدَّرْدَاء: "إنْ نَافَذْتَهم نافَذُوك"
قال ابن فارس: نافَذْتُ الرجُلَ: حاكَمْتُه: أي إنْ قُلتَ لهم قالوا لك، ويُروَى بالقاف والدَّالِ المُهمَلة  
ن ف ذ: (نَفَذَ) السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَنَفَذَ الْكِتَابُ إِلَى فُلَانٍ وَبَابُهُمَا دَخَلَ، وَ (نَفَاذًا) أَيْضًا. وَ (أَنْفَذَهُ) هُوَ وَ (نَفَّذَهُ) أَيْضًا بِالتَّشْدِيدِ. وَأَمْرٌ (نَافِذٌ) أَيْ مُطَاعٌ. 
[نفذ] نفد السهم من الرمية . ونفذ الكتاب إلى فلان نفاذا ونفوذاً، وأَنْفَذْتُهُ أنا. والتنفيذُ مثله. ورجلٌ نافِذٌ في أمره، أي ماضٍ. وأمرُهُ نافِذٌ أي مطاعٌ. وقولهم: أتى ينفذ ما قال، أي بالمخرج منه. وطعنةٌ لها نَفَذٌ، أي نافِذَةٌ. قال الشاعر قيس بن الخطيم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القيسِ طَعْنَةَ ثائرٍ * لها نفذ لولا الشعاع أضاءها -
نفذ
نَفَذَ السَّهْمُ في الرَّمِيَّة نُفُوذاً ونَفَاذاً، والمِثْقَبُ في الخَشَبِ: إذا خَرِقَ إلى الجهة الأُخرى، ونَفَذَ فلانٌ في الأمرِ نَفَاذاً وأَنْفَذْتُهُ. قال تعالى: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ
[الرحمن/ 33] ونَفَّذْتُ الأمرَ تَنْفِيذاً، والجيش في غَزْوِهِ، وفي الحديث: «نَفِّذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ» . والمَنْفَذُ المَمَرُّ النَّافِذُ.
نفذ: نَفَذَ السَّهْمُ في الرَّمِيَّةِ نَفَاذاً، وأنْفَذْتُه أنا. وطَعْنَةٌ لها نَفَذٌ ومَنْفَذٌ.
والنَّفَذُ: المَخْرَجُ من الأمْرِ.
ونَفَذَهُم البَصَرُ يَنْفُذُهم: إذا خَرَقَهم.
والرَّجُلُ النّافِذُ في أمْرِه: الماضي.
ونَفَذُ الكِتَابِ: إنْفَاذُ ما فيه.
والنَّفَاذُ: الجَوَازُ. والخُلُوْصُ من الشَّيْءِ.
والطَّرِيْقُ النّافِذُ: يَسْلُكُه النّاسُ.
والنّافِذَةُ من دَوائرِ الفَرَسِ: الهَقْعَةُ؛ وهي في شِقٍّ واحِدٍ.
والنّافِذَانِ: سَمّا الأنْفِ.
(نفذ)
الْأَمر نفوذا ونفاذا مضى وَيُقَال نفذ فلَان لوجهه مضى على حَاله وَنفذ الْكتاب إِلَى فلَان وصل إِلَيْهِ وَهَذَا الطَّرِيق ينفذ إِلَى مَكَان كَذَا يصل بالمار فِيهِ إِلَى مَكَان كَذَا وَنفذ الطَّرِيق سهل مسلكه لكل أحد وَفِيه وَمِنْه خرج مِنْهُ إِلَى الْجِهَة الْأُخْرَى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَا معشر الْجِنّ وَالْإِنْس إِن اسْتَطَعْتُم أَن تنفذوا من أقطار السَّمَاوَات وَالْأَرْض فانفذوا لَا تنفذون إِلَّا بسُلْطَان} وَيُقَال نفذ فلَان فِي الْأُمُور مهر بهَا وَعنهُ جَازَ وخلص وَالْقَوْم نفذا جازهم وخلفهم وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (إِنَّكُم مجموعون فِي صَعِيد وَاحِد ينفذكم الْبَصَر)
ن ف ذ

نفذ السهم في الرميّة نفوذاً ونفاذاً، ورميته فأنفذته، وأنفذت في السهم. وهذا منفذ القوم ونفذهم، وهذه منافذهم وأنفادهم، وطعنة نافذة، وطعنات نوافذ. وللجرح نفذ وللجراح أنفاذ. قال جرير:

وعاوٍ عوى من غير شيء رميته ... بقارعةٍ أنفاذها تقطر الدّما

وقارب الخرّاز بين النفذ وهي الخرز، الواحدة نفذة.

ومن المجاز: رجل نافذ في الأمور، وله نفاذ. ونفذ الكتاب والرسول، وأنفذته. ونفذهم البصر وأنفذهم. وقام المسلمون بنفذ الكتاب أي بإنفاذ ما فيه. وائتني بنفذ ما قلت: بالمخرج منه. وطريق نافذ: عام يسلكه كلّ أحد، وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا.
نفذ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] إِنَّكُم مجموعون فِي صَعِيد وَاحِد يسمعهم الدَّاعِي ويَنُفذْهم البصرُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: هَكَذَا سَمِعت ابْن عون يَقُولهَا: ويَنُفذهم البصرُ يُقَال [مِنْهُ -] : أنفذت الْقَوْم إِذا خرقتهم ومشيت فِي وَسطهمْ قَالَ: فَإِن جزتهم حَتَّى تُخَلِّفهم قلت: نفذتُهم أنفُذهم قَالَ أَبُو زيد: ينفذهم الْبَصَر إنفاذا إِذا جاوزهم قَالَ الْكسَائي: يُقَال: نفَذني بَصَره ينَّفُذُني أَي بَلغنِي وجاوزني. قَالَ أَبُو عبيد: فَالْمَعْنى أَنه ينفذهم بصر الرَّحْمَن عز وَجل حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلهم وَيسْمعهُمْ داعيه.
ن ف ذ : نَفَذَ السَّهْمُ نُفُوذًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَنَفَاذًا خَرَقَ الرَّمِيَّةَ وَخَرَجَ مِنْهَا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَنَفَذَ الْأَمْرُ وَالْقَوْلُ نُفُوذًا وَنَفَاذًا مَضَى وَأَمْرُهُ نَافِذٌ أَيْ مُطَاعٌ.

وَنَفَذَ الْعِتْقُ كَأَنَّهُ مُسْتَعَارٌ مِنْ نُفُوذِ السَّهْمِ فَإِنَّهُ لَا مَرَدَّ لَهُ.

وَنَفَذَ الْمَنْزِلُ إلَى الطَّرِيقِ اتَّصَلَ بِهِ.

وَنَفَذَ الطَّرِيقُ عَمَّ مَسْلَكُهُ لِكُلِّ أَحَدٍ فَهُوَ نَافِذٌ أَيْ عَام.

وَنَوَافِذُ الْإِنْسَانِ كُلُّ شَيْءٍ يُوَصِّلُ إلَى النَّفْسِ فَرَحًا أَوْ تَرَحًا
كَالْأُذُنَيْنِ وَاحِدُهَا نَافِذٌ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ مَنَافِذُ وَهُوَ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ قِيَاسًا فَإِنَّ الْمَنْفِذَ مِثْلُ مَسْجِدٍ مَوْضِعُ نُفُوذِ الشَّيْءِ. 
باب الذال والنون والفاء معهما ن ف ذ يستعمل فقط

نفذ: النَفاذُ: الجَواز والخُلُوصُ من الشيء، ونَفَذْتُ أي جُزْتُ، وطريقٌ نافِذٌ: يجُوزُه كلُّ اَحَدٍ ليس بين قومٍ خاصٍّ دون العامّة، [ويقال: هذا الطريق ينفُذ إلى مكان كذا وكذا، وفيه منفَذٌ للقوم أي مجاز] . ونَفَذَ السَّهْمُ وأنفَذْته، والنَّفَذُ يستعمل في إِنفاذ الأمر، تقول: قام المسلمون بنَفَذِ الكتاب، أي بإِنفاذ ما فيه . [وقال قيس بن الخطيم:

طَعَنْتَ ابنَ عبدِ القيس طَعْنَةَ ثائِرٍ ... لها نَفَذٌ لولا الشُّعاع أضاءَها

أراد بالنَّفَذ المنفذ. يقول: نَفَذَت الطَعْنة: أي جاوزَت الجانبَ الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خَرْقَها، ولولا انتشار الدم الفائر لأبصَرَ طاعنُها ما وراءَها، أراد أنّ لها نَفَذاً أضاءها لولا شُعاعُ دَمِها، ونَفَذُها نُفُوذُها إلى الجانب الآخر] .

نفذ


نَفَذَ(n. ac. نَفَاْذ
نُفُوْذ)
a. [acc.
or
Min], Pierced, penetrated, passed through.
b. Overtook, passed by, left behind.
c. Was a public thoroughfare.
d. Was effective; was fulfilled (order).
e. [Fī], Carried out ably, executed (affair).
f. [ Ila ], Reached.
g. [Bain], Judged between.
نَفَّذَa. Made to pass through, to pierce; brought to pass, had
executed; enforced ( edict & c. ).
b. [acc. & Ila], Transmitted, sent to.
c. Joined himself to.

نَاْفَذَa. Prosecuted, summoned.

أَنْفَذَa. see I (a) (b) & II.
تَنَاْفَذَ
a. [Ila], Went to law.
نَفَذ
(pl.
أَنْفَاْذ)
a. Free passage; exit.
b. Execution, accomplishment; enforcement.
c. Fissure.
d. Penetration; penetrative.

مَنْفَذ
(pl.
مَنَاْفِذُ)
a. Place of passage: thoroughfare; exit; outlet, place of
egress.
b. see 21t (a)
مَنْفِذa. see 17 (a)
نَاْفِذa. Passing through; penetrating.
b. Able; vigorous, energetic.
c. Accomplished, executed; effective, effectual.
d. Thoroughfare; frequented (road).

نَاْفِذَة
(pl.
نَوَاْفِذُ)
a. Aperture: window; casement.
b. fem. of
نَاْفِذ
نَفَاْذa. Effectiveness, efficaciousness.

نَفِيْذa. see 21 (c)
نَفُوْذa. see 21 (b)
نُفُوْذa. see 22
نَفَّاْذa. see 21 (b)
نَوَاْفِذُa. Orifices.
b. Marks; wounds.

مَنَاْفِذُa. see 41 (a)
N. P.
إِنْتَفَذَa. Space, scope; width.
[نفذ] نه: فيه: أيما رجل أشاد على مسلم بما هو بريء منه كان حقًا على الله أن يعذبه أو يأتي "بنفذ" ما قال، وهو بالحركة: المخرج والمخل، ويقال لمنفذ الجراحة: نفذ. وفيه: إنكم مجموعون في صعيد واحد "ينفذكم" البصر، من نفذني بصره- إذا بلغني وجاوزني، وأنفذت القوم- إذا خرقتهم ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت: نفذتهم- بلا ألف وقيل: يقال بألف، قيل: أراد ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم، وقيل: أراد بصر الناظر لاستواء الصعيد، وهو أولى لأن الله يجمع الناس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على ااده ويرون ما يصير إليه. ن: ولأن رؤية الرحمن محيطة بكل حال، وينفذ- بفتح ياء أكثر من ضمها. نه: أبو حاتم: يروونه بمعجمة وإنما هو بمهملة أي يبلغ أولهم وأخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نفذ الشيء وأنفذته. وفي ح بر الوالدين: الاستغفار لهما و"إنفاذ" عهدهما، أي إمضاء وصيتهما وما عهدا به. وفي ح المحرم: إذا أصاب أهله "ينفذان" لوجههما، أي يمضيان على حالهما ولا يبطلان حجهما. ومنه: قيل لعمر في طوافه: ألا تستلم؟ فقال: "انفذ" عنك فإنه صلى الله عليه وسلم لم يستلمه، أي دعه وتجاوزه، سر عنك، أي امض عن مكانك وجزه. وح: حتى "ينفذ" النساء، أي يمضين ويتخلصن من مزاحمة الرجال. ك: أرى أن مكثه لكي "ينفذ" النساء- بفتح تحتية وضم فاء وإعجام ذال. نه: ومنه: "انفذ" على رسلك وانفذ بسلام، أي انفصل وامض سالمًا. ك: هو بضم فاء وسكون ذال. نه: وفيه: إن "نافذتهم" نافذوك، من نافذته- إذا حاكمته أي إن قلت لهم قالوا لك، ويروى بقاف ودال مهملة. ومنه ح: ألا رجل "ينفذ" بيننا؟ أي يحكم ويمضي أمره فينا، يقال: أمره نافذ، أي ماض مطاع. ك: منه الأمين الذي "ينفذ" ما أمر به، هو من الإنفاذ والتنفيذ بمعنى الإمضاء. ومن: "أنفذه" لنا؛ الأصبهاني: أي أرسل. وح: إني "أنفذ" كلمة، بضم همزة، أي أمضى. وح الأنصاريين: "نفذا" فقال: على رسلكما، أي مضيا وأسرعا. ن: ثم "نفذ" ابن عمر: انصرف. ك: ومنه: فطعنه "فأنفذه".
[ن ف ذ] النَّفاذُ جَوازُ الشَّيْءِ والخُلُوصُ منه نَفَذَ يَنْفُذُ نَفاذًا ونُفُوذًا ورَجُلٌ نافِذٌ ونَفُوذٌ ونَفّاذٌ ماضٍ في جَمِيعِ أُمُورِه ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فِيها يَنْفُذُها نَفْذًا ونَفَاذًا خالَطَ جَوْفَها ثُمّ خَرَجَ طَرَفُه من الشِّقِّ الآخَرِ وسائرُهُ فيه وطَعْنَةٌ نافِذَةٌ مُنْتَظِمَةٌ للشِّقَّيْنِ والنَّفاذُ عند الأَخْفَشِ حَرَكَةُ هاءِ الوَصْلِ الَّتِي تكونُ للإضْمارِ ولم يَتَحَرَّكْ مِن حُروفِ الوَصْلِ غيرُها نحو فَتْحَةِ الهاءِ من قَوْلِه

(رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحْمالَهَا ... )

وكَسَرَةُ هاءِ

(تَجَرُّدَ المَجْنُونِ من كِسائِهِ ... )

وضَمَّةُ هاءِ

(وبَلَدٍ عامِيَةٍ أَعْماؤُهُ ... )

سُمِّي بذلك لأَنَّهُ أَنْفَذَ حَرَكَةَ هاءِ الوَصْلِ إلى حَرْفِ الخُروجِ وقد دّلَّت الدًّلالَةُ على أَنَّ حركَةَ هاءِ الوَصْلِ لَيْسَ لها قُوَّةٌ في القِياس من قِبَلِ أَنَّ حروفَ الوَصْلِ المُتَمكِّنَةَ فيه الَّتِي هي الهاءُ مَحْمُولَةٌ في الوصلِ عليها وهي الاَلِفُ والياءُ والواوُ لا يَكُنْ في الوَصْلِ إِلا سواكِنَ فلما تَحرَّكَت هاءُ الوَصْلِ شابَهت بذلك حَرْفَ الرَّوِيِّ وتَنَزَّلَت حُروفُ الخُرُوجِ من هاءِ الوَصْلِ قَبْلَها منزلةَ حُروفِ الوَصْلِ من حَرْفِ الرَّوِيِّ قَبْلَها فكَما سُمِّيَتْ حركةُ الرَّوِيِّ مَجْرى لأَنَّ الصوتَ جَرَى فِيها حتى اسْتَطالَ بحروفِ الوَصْلِ وتمكَّنَ بها اللِّينُ كذلِكَ سُمِّيَت حركةُ هاءِ الوَصْلِ نَفاذًا لأَنَّ الصوتَ نَفَذَ فيها إلى الخُرُوج حَتَّى استطالَ بها وتمكَّنَ المَدُّ فيها ونُفُوذُ الشَّيْءِ إلى الشَّيْءِ نحوٌ في المَعْنَى من جَرَيانِه نحوه فإن قُلْتَ فَهَلا سُمِّيَت لذلِك نُفُوذًا لا نَفاذًا قيلَ أَصْلُه ن ف ذ ومَعْنَى تَصَرُّفِها مَوْجُودٌ في النَّفاذِ والنُّفُوذِ جَمِيعًا ألا تَرَى أَنَّ النَّفاذَ هو الحِدَّةُ والمَضاءُ والنُّفُوذَ هو القَطْعُ والسُّلُوك فقد تَرَى المَعْنَيين مُقْتَربَيْنِ إِلا أَنَّ النَّفاذَ كان هُنا بالاسْتِعْمالِ أَوْلَى لا تَرَى أَنَّ أَبا الحَسَن الأَخْفَشَ سَمَّي ما هُو نَحوُ هذه الحَركةِ تَعَدِّيًا وهُو حَرَكَةُ الهاءِ في نَحْوِ قَوْلِه

(قَرِيبَةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهي ... )

والنَّفاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كُلُّه أَدْنَى إلى التَّعَدِّي والغُلُوِّ من الجَرَيانِ والسُّلُوكِ لأَنَّ كُلَّ مُتَعَدٍّ مُتَجاوِزٌ وسالِكٌ فهو جارٍ إلى مَدًى مَا وليسَ كُلُّ جارٍ إلى مَدًى مُتَعَدِّيًا فلمّا لم يَكُنْ في القِياسِ تَحْريكُ هاءِ الوَصْلِ سُمِّيَتْ حَرَكَتُها نَفاذًا لقُرْبِه من مَعْنَى الإفْراطِ والحِدَّةِ ولما كانَ القِياسُ في الرَّوِيِّ أَن يكونَ مُتَحَرِّكًا سُمِّيَت حَرَكَتُه المَجْرَى لأَنَّ ذلك على ما بَيَّنّا أَخْفَضُ رُتْبَةً من النَّفاذِ المَوْجُودِ فيه مَعْنَى الحِدَّةِ والمَضاءِ المُقاربِ للتَّعَدِّي والإفْراطِ فلذلكَ اخْتِيرَ لحَرَكَة الرَّوِيِّ المَجْرَى ولحَرَكَةِ هاءِ الوَصْلِ النَّفاذُ وكما أَنَّ الوَصْلَ دونَ الخُرُوجِ في المَعْنَى لأَنَّ الوَصْلَ معناه المُقاربَةُ والاقتصادُ والخُرُوجَ فيه مَعْنَى التَّجاوُرِ والإفراطِ كذلك الحَرَكَتان المُؤَدِّيَتَانِ أيضًا إلى هذين الحَرْفَيْنِ بينهما من التَّفاوُتِ ما بَيْنَ الحَرْفَينِ الحادِثَيْنِ عنهما أَلا تَرَى اسْتِعْمالَهم ن ف ذ بحيثُ الإفْراطُ والمُبالَغَةُ وأَنْفَذَ الأَمْرَ قَضاهُ والنَّفَاذُ اسمُ الإنْفاذِ وأَمَرَ بنَفَذِه أي بإِنْفاذِه ونَفَذَهُم البَصَرُ وأَنْفَذَهم جاوَزَهُم وأَنْفَذَ القَوْمَ صارَ بَيْنَهم ونَفَذَهُم جاوَزَهُم وتَخَلَّفَهُم لا يُخَصُّ به قومٌ دونَ قَوْمٍ وطَرِيقٌ نافِذٌ سالِكٌ وقد نَفَذَ إلى مَوْضِعِ كَذَا يَنْفُذُ وفِيه مَنْفَذٌ للقومِ أَي مَجازٌ وأَمْرٌ نَفِيذٌ مُوَطَّأٌ والمُنْتَفَذُ السَّعَةُ

نفذ: النَّفاذ: الجواز، وفي المحكم: جوازُ الشيء والخلوصُ منه. تقول:

نَفَذْت أَي جُزْت، وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونُفُوذاً.

ورجل نافِذٌ في أَمره، ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ: ماضٍ في جميع أَمره، وأَمره

نافذ أَي مُطاع. وفي حديث: بِرُّ الوالدين الاستغفارُ لهما وإِنْفاذُ

عهدهما أَي إِمضاء وصيتهما وما عَهِدا به قبل موتهما؛ ومنه حديث المحرم:

إِذا أَصاب أَهلَه يَنْفُذان لوجههما؛ أَي يمضيان على حالهما ولا يُبْطلان

حجهما. يقال: رجل نافذ في أَمره أَي ماض.

ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فيها يَنْفُذُها نَفْذاً

ونَفَاذاً: خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر وسائره فيه. يقال: نَفَذَ

السهمُ من الرمية يَنْفُذُ نَفَاذاً ونَفَذَ الكتابُ إِلى فلان نَفَاذاً

ونُفُوذاً، وأَنْفَذْتُه أَنا، والتَّنْفِيذُ مثله. وطعنة نافذة: منتظمة

الشقين. قال ابن سيده: والنَّفاذ، عند الأَخْفش، حركة هاء الوصل التي تكون

للإِضمار ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها نحو فتحةِ الهاء من قوله:

رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها

وكسرة هاء:

تجرَّدَ المجنون من كسائه

وضمة هاء:

وبلَدٍ عاميةٍ أَعماؤه

سمى بذلك لأَنه أَنفذ حركة هاء الوصل إِلى حرف الخروج، وقد دلت الدلالة

على أَن حركة هاء الوصل ليس لها قوّة في القياسد من قبل أَنّ حروف الوصل

المتمكنة فيه التي هي

(* قوله «التي هي» الضمير يعود إلى حروف الوصل،

وقوله الهاء مبتدأ ثان.) الهاء محمولة في الوصل عليها، وهي الأَلف والياء

والواو لا يكنّ في الوصل إِلاَّ سواكن، فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك

حروف الروي وتنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من

حرف الروي قبلها، فكما سميت حركة هاء الوصل

(* قوله «فكما سميت حركة هاء

الوصل إلخ» كذا بالأصل وفيه تحريف ظاهر، والاولى أن يقال: فكما سميت حركة

الروي مجرى لأن الصوت جرى إلخ. وقوله وتمكن بها اللين كما سميت إلخ الأولى

حذف لفظ كما هذه لأنه لا معنى لها وقد اغتر صاحب شرح القاموس بهذه

النسخة فنقل هذه العبارة بغير تأمل فوقع فيما وقع فيه المصنف.) نَفاذاً لأَن

الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين، كما سميت حركة

هاء الوصل نَفاذاً لأَن الصوت نفذ فيها إِلى الخروج حتى استطال بها وتمكن

المد فيها. ونفوذ الشيء إِلى الشيء: نحو في المعنى من جريانه نحوه، فإِن

قلت: فهلا سميت لذلك نُفُوذاً لا نَفَاذاً؟ قيل: أَصله «ن ف ذ» ومعنى

تصرفها موجود في النفاذ والنفوذ جميعاً، أَلا ترى أَن النفاذ هو الحِدَّةُ

والمضاء، والنفوذ هو القطع والسلوك؟ فقد ترى المعنيين مقتربين إِلا أَن

النفاذ كان هنا بالاستعمال أَولى، أَلا ترى أَنّ أَبا الحسن الأَخفش سمى ما

هو نحو هذه الحركة تعدياً، وهو حركة الهاء في نحو قوله:

قَرِيبَةٌ نُدْوَتُه من مَحْمَضهى

والنَّفَاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كله أَدنى إِلى التعدي والغلو من

الجريان والسلوك، لأَن كل متعدّ متجاوز وسالك، فهو جار إِلى مدًى مّا وليس

كل جار إِلى مدى متعدياً، فلما لم يكن في القياس تحريك هاء الوصل سميت

حركتها نفاذاً لقربه من معنى الإِفراط والحدّة، ولما كان القياس في الروي

أَن يكون متحركاً سميت حركته المجرى، لأَن ذلك على ما بيَّنا أَخفض رتبة من

النفاذ الموجود فيه معنى الحدة والمضاء المقارب للتعدي والإِفراط، فلذلك

اختير لحركة الروي المجرى، ولحركة هاء الوصل النفاذ، وكما أَن الوصل دون

الخروج في المعنى لأَن الوصل معناه المقاربة والاقتصاد، والخروج فيه

معنى التجاوز والإِفراط، كذلك الحركتان المؤدِّيتان أَيضاً إِلى هذين

الحرفين بينهما من التقارب ما بين الحرفين الحادثين عنهما، أَلا ترى أَن

استعمالهم «ن ف ذ» بحيث الإِفراط والمبالغة؟ وأَنْفَذَ الأَمر: قضاه.

والنَّفَذُ: اسم الأُنْفَاذِ. وأَمر بِنَفَذِهِ أَي بإِنْفاذِهِ. التهذيب: وأَما

النَّفَذُ فقد يستعمل في موضع إِنْفاذِ الأَمر؛ تقول: قام المسلمون

بِنَفَذِ الكتاب أَي بإِنفاذ ما فيه. وطعنة لهها نَفَذٌ أَي نافذة؛ وقال قيس بن

الخطيم:

طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القيس طَعْنَةَ ثائرٍ،

لها نَفَذٌ، لولا الشُّعاعُ أَضاءها

والشعاع: ما تطاير من الدم؛ أَراد بالنفذ المَنْفَذ. يقول: نفذت الطعنة

أَي جاوزت الجانب الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها، ولولا انتشار الدم

الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها. أَراد لها نفذ أَضاءها لولا شعاع دمها؛

ونَفَذُها: نفوذها إِلى الجانب الآخر. وقال أَبو عبيدة: من دوائر الفرس

دائرة نافذة وذلك إِذا كانت الهَقْعَة في الشِّقَّين جميعاً، فإِن كانت في

شق واحد فهي هَقْعَةٌ.

وأَتى بِنَفَذ ما قال أَي بالمخرج منه. والنفذ، بالتحريك: المَخْرج

والمَخْلص؛ ويقال لمنفذ الجراحة: نفَذٌ. وفي الحديث: أَيما رجل أَشادَ على

مسلم بما هو بريءٌ منه، كان حقاً على الله أَن يعذبه أَو يأْتي بِنَفَذِ ما

قال أَي بالمَخْرَج منه. وفي حديث ابن مسعود: إِنكم مجموعون في صعيد

واحد يَنْفُذُكم البصرُ؛ يقال منه: أَنفذت القوم إِذا خرقتهم ومشيت في

وسطهم، فإِن جزتهم حتى تُخَلِّفَهم قلت: نفَذْتُهم بلا أَلف أَنْفُذُهم، قال:

ويقال فيها بالأَلف؛ قال أَبو عبيد: المعنى أَنه ينفذهم بصر الرحمن حتى

يأْتي عليهم كلهم. قال الكسائي: يقال نفَذَني بصرُه يَنْفُذُني إِذا بلغني

وجاوزني؛ وقيل: أَراد يَنْفُذُهم بصر الناظر لاستواء الصعيد؛ قال أَبو

حاتم: أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإِنما هو بالدال المهملة،

أَي يبلغ أَولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نَفَدَ الشيءَ

وأَنفَدْته؛ وحملُ الحديث على بصر المبصر أَولى من حمله على بصر الرحمن، لأَن

الله يجمع الناس يوم القيامة في أَرض يشهد جميعُ الخلائق فيها محاسبة

العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إِليه؛ ومنه حديث أَنس: جُمعوا في

صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البصر ويسمعهم الصوت. وأَمرٌ نَفِيذٌ: مُوَطَّأٌ.

والمُنْتَفَذُ: السَّعَةُ. ونَفَذَهم البصر وأَنْفَذَهْم: جاوزهم. وأَنْفَذَ

القومَ: صار بينهم. ونَفَذَهم: جازهم وتخلَّفهم لا يُخَص به قوم دون قوم.

وطريق نافذ: سالك؛ وقد نَفَذَ إِلى موضع كذا يَنْفُذُ. والطريق النافذ:

الذي يُسلك وليس بمسدود بين خاصة دون عامة يسلكونه. ويقال: هذا الطريق

يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا وفيه مَنْفَذٌ للقوم أَي مَجَازٌ. وفي حديث

عمر: أَنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إِلى الركن الغربي الذي يلي

الأَسود قال له: أَلا تَسْتَلِم؟ فقال له: انْفُذ عنك فإِن النبي، صلى الله

عليه وسلم، لم يَسْتَلِمْه أَي دعه وتجاوزه. يقال: سِرْ عنك وانْفُذْ عنك

أَي امض عن مكانك وجزه. أَبو سعيد: يقال للخصوم إِذا ارتفعوا إِلى الحاكم:

قد تنافذوا اليه، بالذال، أَي خَلَصوا اليه، فإِذا أَدلى كل واحد منهم

بحجته قيل: قد تنافذوا، بالذال، أَي أَنفذوا حجتهم، وفي حديث أَبي

الدرداء: إِنْ نافَذْتهم نافذوك؛ نافَذْت الرجل إِذا حاكمته، أَي إِن قلت لهم

قالوا لك، ويروى بالقاف والدال المهملة. وفي حديث عبد الرحمن بن الأَزرق:

أَلا رجل يُنْفذُ بيننا؟ أَي يحكم ويُمْضي أَمرَه فينا. يقال: أَمره نافذ

أَي ماض مطاع. ابن الأَعرابي: أَبو المكارم: النوافذ كلُّ سَمٍّ يوصل

إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً، قلت له: سَمِّها، فقال: الأَصْرَانِ

والخِنّابَتَانِ والفمُ والطِّبِّيجَة؛ قال: والأَصْران ثقبا الأُذنين،

والخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ، والعرب تقول: سِرْ عنك أَي جُزْ وامض، ولا

معنى لعنك.

نفذ

1 نَفَذَ, aor. ـُ (M, L,) inf. n. نَفَاذٌ and نُفُوذٌ, (M, L, K,) It went, or passed, through: (L:) or it went, or passed, through a thing, and became clear of it. (M, L, K.) b2: نَفَذْتُ I went, or passed, through. (L.) b3: نَفَذَ السَّهْمُ, aor. ـُ inf. n. نُفُوذٌ and نَفَاذٌ, The arrow perforated, transpierced, or pierced through, the animal at which it was shot, and went forth from it: (Msb:) or نَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ, (M, L,) and نَفَذَ مِنْهَا, (S, L,) and فِيهَا, (M, A, L,) aor. ـُ (M, L,) inf. n. نَفَاذٌ (M, A, L, K) and نُفُوذٌ (A) and نَفْذٌ, (M, L, K,) the arrow penetrated into the inside of the animal at which it was shot, and its extremity went forth from the other side, or protruded from it, the rest remaining therein; the extremity of the arrow passed through the animal at which it was shot, the rest remaining therein; (M, L, K;) a part of the arrow passed through, or went forth or protruded from, the animal at which it was shot. (A, art. صرد.) See سهْمٌ نَافِذٌ b4: نَفَذَتِ الطَّعْنَةُ The wound made by a spear or the like passed through, or beyond, the other side (T, L.) b5: اُنْفُذْ عَنْكَ Go thou from thy place; pass thou from it. (L.) [See also عَنْ.] b6: نَفَذَ لِوَجْهِهِ He went his way. (TA.) b7: نَفَد الطَّرِيقُ (tropical:) The road was [a thoroughfare (see نَافِذٌ)] pervious, or passable, to every one in common. (Msb.) b8: هٰذَا الطَّرِيقُ يَنْفُدُ إِلَى مَكَانِ كَذَا [This road is a thoroughfare, along which every one may pass, to such a place]. (T, M, * L.) b9: نَفَذَ الَمْنزِلُ إِلَى الطَّرِيقِ (tropical:) The house, or abode, [was a thoroughfare, and] communicated with the road. (Msb.) b10: نَفَذَ القَوْمَ He passed through the people, and left them behind him; (T, M, L, K;) as also ↓ أَنْفَذَهُمْ; (L, K;) or only the former is used in this sense (L.) See also the latter. b11: نَفذَهُمُ البَصَرُ (tropical:) The sight reached them, and extended beyond them: (Ks, L:) or, extended over them all: (A'Obeyd, L:) you say also, البَصَرُ ↓ أَنْفَذَهُمُ in the former sense (L:) [or The sight penetrated into the midst of them: see أَنْفَذَ القَوْمَ.] b12: نَفَذَ رَأْيُهُ (assumed tropical:) His judgment was penetrating; syn. ثَفَبَ. (K in art ثفب) b13: نَفَذَ فِى الأَمْرِ (tropical:) He acted, or went on, with penetrative energy, or with sharpness, vigorousness, and effectiveness, in the affair; syn. مَضَى (S, K, art. مضى.) b14: نَفَذَ الكِتَابُ إِلَى فُلَانٍ, inf. n. نَفَاذٌ and نُفُوذٌ, (tropical:) [The letter passed to, came to, or reached, such a one]: (S, L:) [and in like manner, الرَّسُولُ the messenger: see 4.] b15: نَفَذَ الأَمْرُ,and القَوْلُ, (assumed tropical:) The command, or order, and the saying, was effectual; had effect; was, or became, executed, or performed; syn. مَضَى. (Msb.) b16: نَفَذَ العِتْقُ (assumed tropical:) [The act of emancipation had, or took effect; was, or became, executed. or performed; and in like manner, a covenant, contract, sale, &c.: see 4]. App. a met. expression, from نُفُوذُ السَّهْمِ; because there is no retracting it. (Msb.) b17: يَنْفُدُ بَيْنَنَا (tropical:) He shall judge between us, and make his command or order to have effect, or execute or perform it. (L.) b18: لَهُ نَفَاذٌ فِى الأُمُورِ (tropical:) [He has ability in affairs, to execute, or perform]. (A.) 2 نَفَّذَ see 4.3 نافذهُ (assumed tropical:) He cited him before a judge. It is said in a trad., ان نَافَذْتَهُمْ نَافَذُوكَ If thou cite them before a judge, they will do the same to thee; meaning, If thou say to them, they will say to thee. Accord. to one relation, the verb is with ق and د. (L.) [Accord. to another, it is with ف and ذ.]4 انفذ السَّهْمَ, (A, Msb,) and ↓ نفّذهُ, (Msb,) He made the arrow to pierce, and go forth from, or to pass through, the animal at which it was shot: (Msb:) [or, to penetrate within the animal at which it was shot, and to protrude its extremity from the other side, the rest remaining within; accord. to the explanation of نَفَذَ السَّهْمُ in the M, L, K: or to penetrate the animal at which it was shot, and to protrude a part of it from the other side; accord. to the explanation of سَهْمٌ نَافِذٌ in the A, art. صرد.] You say also, أَنْفَذْتُ فِيهِ السَّهْمَ [I made the arrow to pierce, or penetrate, him, &c.] (A.) b2: رَمَيْتُهُ فَأَنْفَذْتُهُ I shot, or cast, at him, and pierced, or made a hole, through him. (Mgh.) b3: See 1. b4: انفذ الأَمْرَ (assumed tropical:) [He brought to pass the command, or order; made it effectual; made it to have effect; executed or performed it: and in like manner, the saying: see 1]. b5: (assumed tropical:) He executed, performed, or accomplished, the affair. (M, L, K.) b6: انفذ القَوْمَ He became [or entered] among the people: (M, L:) in the copies of the K, explained by صَارَ مِنْهُمْ; but the correct reading is بَيْنَهُمْ [as in the M and L]: (TA:) or he penetrated into them, and went, or walked, in the midst of them. (T, L, K.) See also نَفَذَ القَوْمَ. b7: انفذ كِتَابًا إِلَى فُلَانٍ; (S, L;) and ↓ نفّذهُ, (A,) inf. n. تَنْفِيذٌ; (S, L;) (tropical:) [He sent, or transmitted, a letter to such a one; caused it to pass to or to reach him]: and in like manner, رَسُولًا a messenger. (A.) b8: انفذ عَهْدَهُ, inf. n. إِنْفَاذٌ (assumed tropical:) He made his covenant, or contract, or the like, to take effect; executed or performed it: [and in like manner, an act of emancipation: see 1.] (L, TA.) 6 تَنَافَذُوا إِلَيْهِ (assumed tropical:) They came to him, (namely, a judge,) and referred to him their cause, or suit, for judgment. When each party adduces his plea, or allegation, one says تنافدوا, with د, unpointed. (Aboo-Sa'eed, T, L, K. *) طَعْنَةٌ لَهَا نَفَذٌ i. q. طَعْنَةٌ نَافِذَةٌ; (S;) A wound having a passage through the other side; by نَفَذٌ being meant مَنْفَذٌ, or نُفُوذٌ: (T, L:) pl. أَنْفَاذٌ. (A.) Keys Ibn-El-Khateem says (see Ham. p. 85), طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ

لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشَّعَاعُ أَضَاءَهَا (T, S, L) I pierced the son of 'Abd-El-Keys with the wound of one making an angry assault, that had a passage through, which, but for the spirtling blood, would have made it show the light through him. (T, L [See also شُعَاعٌ.]) See also مَنْفَذٌ. b2: نَفَذٌ (tropical:) A place, or way, or means, of exit, escape, or safety; syn. مَخْرَجٌ (T, S, A, L, K.) So in the saying أَتَى بِنَفَذِ مَا قَالَ (tropical:) He effected a means of escape from [the natural consequences of] what he had said; i. e., بِالمَخْرَجِ مِنْهُ. (T, S, A, L, K.) It occurs in a trad., where it is said, that unless a man who has published against a Muslim a charge of which he is clear do this, he is to be punished. (T, L.) b3: نَفَذٌ a subst., (M, L,) used in the sense of إِنْفَاذٌ: (T, M, L, K: *) نَفَذٌ أَمْرٍ signifying (assumed tropical:) [The making a command, or order, effectual; making it to have effect; to be executed or performed;] i. q. إِنْفَاذُهُ: (T, L:) you say, أَمَرَ بِنَفَذِهِ (assumed tropical:) He commanded that it should have effect, or be executed or performed;] i. e., بِإِنْفَاذِهِ: (M, L:) and قام المُسْلِمُونَ بِنَفَذِ الكِتَابِ (assumed tropical:) [The Muslims accomplished the execution, or performance, of what was in the Scripture:] i. e. بإِنفَاذِ مَا فِيهِ. (T, A, L.) نَفُوذٌ: see نَافِذٌ.

أَمْرٌ نَفِيذٌ (assumed tropical:) An affair arranged, or made easy. (L.) See also نَافِذٌ.

نَفَّاذٌ: see نَافِذٌ.

سَهْمٌ نَافِذٌ [An arrow that perforates, transpierces, or pierces through, and goes forth from, or passes through, the animal at which it is shot; accord. to the explanation of the verb in the Msb: or, that penetrates into the inside of the animal at which it is shot, and of which the extremity goes forth from the other side, or protrudes from it, the rest remaining therein; accord. to the explanation of the verb in the M, L, K: or,] of which a part has passed through the animal at which it is shot: when the extremity only has passed through, it is termed صارِدٌ; and when the whole of it has passed through, مَارِقٌ. (A, art. صرد.) b2: طَعْنَةٌ نَافِذَةٌ A wound made by a spear or the like passing through both sides: (M, L:) pl. طَعَنَاتٌ نَوَافِذُ. (A.) See also نَفَذٌ. b3: طَرِيقٌ نَافِذٌ (tropical:) A road which is a thoroughfare; (T, M, L, K;) [pervious;] not stopped up; (T, L;) along which every one may pass. (T, A, L, Msb.) See also مَنْفَذٌ. b4: نَافِذٌ sing. of نَوَافِذُ, (Msb,) which signifies All the holes, or perforations, by which joy or grief is conveyed to the mind (of a man, Msb); as the two ear-holes, (IAar, on the authority of Abu-l-Mekárim, T, L, Msb, K,) and the two nostrils, and the mouth, and the anus: (IAar, T, L, K: *) called by the doctors of practical law مَنَافِذُ, which is contr. to analogy: see مَنْفَِذٌ. (Msb.) b5: نَافِذٌ and ↓ نَفُوذٌ and ↓ نَفَّاذٌ [but the second and third are intensive epithets] (tropical:) A man (M, L) penetrating, or acting with a penetrative energy, or sharp, energetic, vigorous, and effective, (مَاضٍ,) in all his affairs. (M, L, K.) b6: رَجُلٌ نَافِذٌ فِى أَمْرِهِ (tropical:) A man penetrating, or acting with a penetrative energy, or sharp, vigorous, and effective, in his affair; (S, L;) and فى الأُمُورِ in affairs. (A.) b7: أَمْرُهُ نَافِذٌ (assumed tropical:) His command, or order, is effectual; has effect; is executed, or performed; syn. مَاضٍ (K;) and obeyed; (S, L, Msb, K; *) as also ↓ نَفِيذٌ. (K.) b8: دَائِرَةٌ نَافِذَةٌ A feather, or curl of hair in a horse's coat, of the kind which, when it is only on one side, is called هَقْعَةٌ, but which is on both sides. (AO, T, L.) ذَا مَنْفَذُ القَوْمِ, and ↓ نَفَذُهْمُ; and هٰذِهِ مَنَافِذُهُمْ, and أَنْفَاذُهُمْ, [This is the place of passage of the people, and these are their places of passage]. (A.) b2: هٰذَا الطَّرِيقُ مَنْفَذٌ لِمَحَلِّ كَذَا (tropical:) This road is a way along which every one may pass to such a place. (A.) b3: فِيهِ مَنْفَذٌ للقَوْمِ (tropical:) In it (the road) is a [free, or an open,] passage to, or for, the people. (T, L.) See also نَافِذٌ.

مَنْفِذٌ, in measure like مَسْجِدٌ, [or مَنْفَذٌ, agreeably with analogy, as it is written in copies of the T, A, L,] A place by which a thing passes through; [a thoroughfare; an outlet; a place of egress:] pl. مَنَافِذُ. (Msb.) See also نَافِذٌ.

مُنْتَفَذٌ (assumed tropical:) Ample room, space, or scope, or liberty to act &c.: (syn. سَعَةٌ, (M, L, K, TA,) and مَنْدُوحَةٌ: (TA:) [ample means of escape: see also نَفَذٌ:] you say, إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَمُنْتَفَذًا Verily in that there is ample room, scope, or means [for action, or for escape]. (TA.) See also مُنْتَفَدٌ.
نفذ
نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من يَنفُذ، نُفوذًا ونَفاذًا، فهو نافِذ، والمفعول منفوذ إليه
• نفَذ الشّيءُ:
1 - مضَى، صار معمولاً به، وقع وتحقّق "نفَذ الأمرُ/ الحكمُ/ قضاءُ الله- قانون نافِذ" ° نفَذ صبرُه: لم يَعُدْ يحتمل.
2 - ثقَب، خرج طرفُه إلى الشِّقِّ الآخر "نفَذ السَّهم- رصاصةٌ نافِذة- ظلَّ حيًّا رغم نفوذ الرُّمح من ظهره".
3 - سهُل مسلكُه إلى كلِّ أحد، عمّ مسلكه "نفَذ الطّريقُ".
• نفَذ إلى شيءٍ:
1 - وصلَه، بلغَه "نفَذ الكتابُ إلى المكتبة".
2 - فهمه وأدركه "نفَذ إلى سرٍّ/ الحقيقة- نفذ البيتُ إلى الطَّريق: فُتحت منه نافذةٌ عليه".
3 - أثّر تأثيرًا عميقًا "نفذ إلى القلب- نفَذ كلامه إلى قلبي".
• نفَذت الرّصاصَةُ في قلبه/ نفَذت الرّصاصةُ من قلبه: ثقبته، اخترقته، مرّت من خلاله "نفَذ السِّكِّينُ في اللَّحم- نفَذ المطرُ من الثوب- نفَذ من عيون الشبك- {إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ}: أن تخرجوا من سلطان الله وقدرته أو
 تهربوا من الموت" ° نفَذ فلانٌ في الأمور: أجراها، مهر بها- ينفذ من خِلال كذا: يخترقه. 

أنفذَ يُنفذ، إنفاذًا، فهو مُنفِذ، والمفعول مُنفَذ
• أنفذ العَقدَ: أمضاه "عَهْدٌ مُنْفَذ".
• أنفذ الأمرَ: قضاه وأجراه وأتمَّه "أنفَذ الوفدُ المهمَّة التي أوكلت إليه".
• أنفذ القومَ: فرَّقَهم ومشَى وسَطهم "أنفَذ الأطفالُ صفوفَ الشَّباب المارّين في الشَّارع".
• أنفذ الصَّيدَ: جعل الرّميَة تخرقه وتخرج من شقِّه الآخر.
• أنفذ الكتابَ/ أنفذ إليه الكتابَ: أرسلَه له "رسولٌ مُنفَذ". 

نفَّذَ ينفِّذ، تنفيذًا، فهو مُنفِّذ، والمفعول مُنفَّذ
• نفَّذ الحُكمَ: أمضاه، أخرجَه إلى العمل حسب منطوقه "نفَّذ قانونًا: طبَّقه- تنفيذ اللّوائحُ- وضعه موضع التَّنفيذ" ° حُكْمٌ مع وَقْف التَّنفيذ/ حُكْمٌ مع إيقاف التَّنفيذ: مع إرجاء تنفيذه إلى وقت لاحق، حكم لا يُنفّذ إلاّ في ظروف معيّنة- سلطةُ التَّنفيذ: الحكومة- في حيِّز التَّنفيذ: مرحلة/ قيد التَّنفيذ.
• نفَّذ الأمرَ: أنفذه، قضاه وأجراه وأتمَّه "نفَّذ المشروعَ حسب الخطّة الموضوعة- منفِّذ وصيَّة".
• نفَّذَ الكتابَ إلى فلان: أنفذه، أرسله إليه. 

تنفيذ [مفرد]:
1 - مصدر نفَّذَ.
2 - إجراء عمليّ لما قضى به الحكم.
• إشكال التَّنفيذ: (قن) منازعة تتعلَّق بإجراءات تنفيذ الحكم. 

تنفيذيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تنفيذ ° السُّلطة التَّنفيذيَّة: الحكومة وهيئة موظَّفيها التي تباشر إجراء القوانين التي تضعها السلطة التشريعيّة وهي خلاف السُّلطة التَّشريعيّة والسُّلطة القضائيّة- لجنة تنفيذيّة: هيئة مُهِمَّتُها السَّهر على تنفيذ القرارات المتَّخذَة من قبل هيئة عموميَّة أو حزب أو منظَّمة أو نحوها.
2 - (قن) خاصّ بما هو إجراء مُلزِم أو مهمَّة إلزاميَّة لا تسمح بحريَّة تصرُّف أو حُكْم ذاتيّ عِنْد تنفيذه.
• البحث التَّنفيذيّ: البحث والتَّقصِّي لجمع البيانات والمعلومات.
• الهَيْئة التَّنفيذيَّة: (قن) السُّلطة التي تقوم بتنفيذ قوانين الدَّولة وأوامرها.
• صيغة تنفيذيّة: (قن) عبارة مُعيَّنة يضعها الموظَّف المختصّ على صورة الحكم ليُنفَّذ جَبْرًا.
• صُورة الحُكْم التَّنفيذيّة: (قن) صورة رسميّة من النسخة الأصليّة للحكم، يكون التَّنفيذ بموجبها، وهي تُختم بخاتم المحكمة، ويُوقَّع عليها الكاتب المختصّ بذلك بعد أن يذيِّلها بالصيغة التَّنفيذيّة.
• لائحة تنفيذيّة: مجموعة القيود والضَّوابط التي تحكم سيرَ عملٍ ما. 

مَنْفَذ [مفرد]: ج مَنافِذُ:
1 - اسم مكان من نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من: مَخْرَج؛ مكان اختراق الشّيء "منفذُ الرّصاصة/ القذيفة- منفذُ هواء: فتحة يدخل منها- {ثُمَّ إِنَّ مَنْفَذَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ} [ق] " ° سدَّ عليه المنافِذ: أفحمه.
2 - مَمَرّ "مَنْفذ بحريّ- منافذ المياه- فرّ اللِّصُّ من المنفذ الجانبي" ° لا مَنْفَذ له من هذه الأزمة: لا مخرَجَ له- منافذُ الإنسان: نوافذه. 

مَنْفَذيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مَنْفذ.
2 - (فز) نسبة كثافة الفيض المغنطيسيّ المنتج في وسط ما إلى القوَّة الممغنطة المنتجة له. 

نافِذ1 [مفرد]: ج نوافِذُ، مؤ نافِذة، ج مؤ نافِذات ونوافِذُ:
1 - اسم فاعل من نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من.
2 - مُنْجَز، مطبَّق ساري المفعول، نهائيّ قاطع "قرارٌ نافِذ".
3 - تنفذ إليه السَّوائل والغازات.
4 - سالك ° طريق نافذ: عامٌّ، يسلكه الناس كلُّهم- نافذ البصيرة: ذو ذهن وعقل ثاقب، ذكي. 

نافِذ2 [مفرد]: ج نُفَّذ:
1 - اسم فاعل من نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من.
2 - مُطَاع، حازم، الرَّجل الماضي في كلّ أموره "رجلٌ نافذُ الكلمة- أمره نافذ" ° شخصيّة نافذة: ذات نفوذ وتأثير ومكانة. 

نافِذة [مفرد]: ج نوافِذُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نفَذَ/
 نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من: "طرُق نافذة".
2 - شُبَّاك في حائط أو سقف ينفُذ منه الضّوءُ والهواءُ إلى الحجرة وغيرها "نافذةُ الغُرْفَة- نوافِذُ المسجد- افتحْ نوافذ البيت ليتجدّد الهواء" ° أصِّيص النَّافِذة: صندوق طويل ضيِّق لزراعة النَّباتات يوضع على عتبة النافذة أو على رفّ- درفة النَّافِذة: غِطاء مُغلق بمِفْصلة على النافذة- طعنةٌ نافِذةٌ: منتظمة الشِّقَّيْن- عتبة النَّافِذة: الجُزْء الأفقي لإطار النَّافذة- نافِذةُ العواصف: نافذة ثانويَّة ملحقة بالنَّافذة العاديَّة للحماية من الرِّياح والبرد.
• نافذة الإطلاق: (جو) فترة زمنيَّة قصيرة يجب أن تُطلق فيها سفينة فضائيَّة أو قذيفة لتحقيق هدفها أو مهمَّتها. 

نفَاذ [مفرد]: مصدر نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من ° الحكمُ مع النَّفاذ: حالة تلحق الحكمَ إذا كان واجبَ التَّنفيذ بمجرد صدوره مدنيًّا كان أو جنائيًّا، بدون انتظار فوات ميعاد الاستئناف الجائز رفعه من المحكوم عليه، وبدون انتظار الفصل في هذا الاستئناف- نفاذُ البصيرة: الفِراسة، الفطنة والذّكاء الوقَّاد. 

نفاذيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من نفَاذ: معدَّل تدفُّق السَّائل أو الغاز عبر مادَّة مُنفذة "تتجمَّع المياه الجوفيّة فوق طبقات قليلة النفاذيّة أو عديمتها".
2 - (فز) خاصِّيَّة لمادّة جامدة تسمح لجزيئات مائع بالانشطار خلالها.
• اللاَّنفاذيَّة: عدم قدرة جسمين على إشغال الحيِّز نفسه في الوقت نفسه. 

نفّاذ [مفرد]: صيغة مبالغة من نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من.
• غير نفّاذ نسبيًّا: أكمد أو مُعْتم، ويكون الاختلاف واضحًا بين الأماكن المضيئة والمُعْتِمة، وتستخدم لوصف الصُّور السَّلبيّة. 

نُفوذ [مفرد]:
1 - مصدر نفَذَ/ نفَذَ إلى/ نفَذَ في/ نفَذَ من.
2 - سلطان وقوّة "نفوذ اجتماعيّ- يتمتّع الآن بنفوذ سياسيّ أكثر" ° الجماعات ذات النُّفوذ: مجموعة أشخاص تربطهم أهداف مشتركة، يحاولون اتِّخاذ قرارات تدعم القيم التي يفضِّلونها بشتَّى الوسائل وخاصّة بالتأثير على النظام السياسيّ القائم- فلانٌ ذو نفوذ: ذو سطوة- مناطق النُّفوذ: البلاد الضَّعيفة التي تبسُط الدُّولُ الكبرى سُلطانها عليها. 
(نفذ) الحكم أخرجه إِلَى الْعَمَل حسب منطوقه (مج)
نفذ
: (النَّفَاذُ) : الجَوَازُ، وَفِي الْمُحكم (: جَوَازُ الشَّيْءِ والخُلُوصُ مِنْهُ) ، تَقول: نَفَذْت، أَي جُزْتُ، وَقد نَفَذ يَنْفُذ نَفَاذاً، (كالنُّفُوذِ) ، بالضَّمّ. (و) النَّفَاذُ (: مُالَطَة السَّهْمِ جَوْفَ الرَّمِيَّةِ وخُرخوجُ طَرَفِه مِن الشِّقِّ الآخَرِ وسَائِرُه فِيه) ، يُقَال: نَفَذ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْفُذُ نَفَاذاً، (كالنَّفْذِ) ، بِفَتْح فَسُكُون. (و) قَالَ ابنُ سِيدَه: والنَّفَاذُ عِنْد الأَخفش (: حَرَكَةُ هَاءٍ الوَصْلِ الَّتِي) تكون (للإِضْمَارِ) ، وَلم يَتَحَرَّكْ مِن حُرُوف الوَصْلِ غَيْرُهَا (كَكَسْرَة، هَاء) مِن قَوْله.
(تَجَرُّدَ المَجّنُونِ مِنْ كِسائِهِ وفتحة الهاءِ من قَوْله:
رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحْمَالَها وضَمَّة الهاءِ من قَوْله:
وبَلَدِ عَامِيَةٍ أَعْمَاؤُهُ سُمِّيَ بذالك لأَنّه أَنْفَذَ حَرَكَةَ هاءٍ الوَصْلِ إِلى حَرْفِ الخُرُوجِ، وَقد دَلَّت الدَّلاَلَةُ على أَنَّ حَركَة هاءِ الوَصْلِ لَيْسَ لَهَا قُوَّةٌ فِي القِيَاسِ مِنْ قِبَلِ أَنّ حُرُوفَ الوَصْلِ المُتَمكِّنة فِيهِ، الَّتِي هِيَ الهاءُ، مَحمولَةٌ فِي الوصلِ عَلَيْهَا، وَهِي الأَلف والياءُ وَالْوَاو، لَا يَكُنَّ فِي الوَصْلِ إِلاَّ سَوَاكِنَ، فَلَمَّا تحَرَّكَتْ هاءُ الوصلِ شابَهَتْ بذالكَ حُروفَ الرَّويّ وتَنَزَّلَتْ حُرُوفُ الخُرُوجِ مِن هاءِ الوَصْلِ قَبْلَهَا مَنْزِلَةَ حُروفِ الوَصْلِ من حَرْفِ الرَّوِيّ قَبْلَهَا، فَكَمَا سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هاءِ الوَصْلِ نَفَاذاً، لأَن الصَّوْت جَرعى فِيهَا حَتَّى اسْتَطالَ بِحُرُوفِ الوَصْلِ وتَمَكَّنَ بهَا اللِّينُ، كَمَا سُمِّيَتْ حَرَكَة هاءِ الوَصْلِ نَفَاذاً لأَنّ الصَّوْتَ نَفَذَ فِيهَا إِلى الخُرُوجِ حَتّى استَطَالَ بهَا وتَمَكَّنَ المَدُّ فِيهَا، ونُفُوذُ الشيْءِ إِلى الشيْءِ نَحْوٌ فِي المَعْنَى مِنْ جَرَيَانِه نَحْوَه. (وأَنْفَذَ الأَمْرَ: قَضَاهُ، و) أَنْفَذَ (القَوْمَ: صارَ مِنْهُم) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصصواب: بَينهم، (أَو) ، أَنْفَذَ القَوحمَ، إِذَا (خَرَقَهُم) ، وَفِي نُسْخَة: فَرَّقَهُم، وَلَيْسَ بشيْءٍ، (ومَشَى فِي وَسَطِههم، و) يُقَال: (نَفَذَهم) إِذا (جَازَهم وتَخَلَّفَهُمْ) ، لَا يُخَصُّ بِهِ قَوْمٌ دون قومٍ، (كأَنْفَذَهم) . رُبَاعِيًّا، لُغَة فِي الثلاثيّ، وَفِي حَدِيث ابنِ مَسْعُود (إِنَّكُمْ مَجموعُونَ فِي صَعيدٍ واحدٍ يَنْفُذُكُمْ ابَصَرُ) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، مَعْنَاهُ أَنه يَنْفُذهم بَصرخ الرحمانِ حَتَّى يأْتيَ عَلَيْهِم كُلِّهم، قَالَ الكسائيّ: يُقال: نَفَذَني بَصَرَهُ يَنْفُذُني، إِذا بَلَغَني وجَاوَزَنَي، وَقيل: أَراد يَنْفُذُهم بصَرُ الناظرِ لاستواءِ الصَّعِيدِ، قَالَ أَبو حاتمٍ أصحابُ الحديثِ يَرْوُونَه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وإِما هُوَ بِالدَّال المُهمَلة، أَي يَبلُغ أَوَّلَهم وآخِرَهم حَتَّى يَرَاهُمْ كُلَّهُم ويَستَوْعِبَهُمْ، من نَفَد الشَّيْءَ وأَنفَدْتَ، وحَمْلُ الحديثِ على بَصَرِ المُبْصِر أَوْلَى مِن حَمْلِه على بَصرِ الرَّحمانِ، لأَن الله يَجمَع الناسَ يومَ القِيامَة، فِي أَرْضٍ يَشْهَدُ جَمِيعُ الخلائقِ فِيهَا مُحَاسَبَةَ العَبْدِ الواحِد على انفِرَادِه، ويرون مَا يَصِيرُ إِليه، وَمِنْه حَدِيث أَنسٍ (جُمِعُوا فِي صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصَّوْتُ) وَهُوَ مجازٌ، مَا فِي الأَساس.
(و) من المَجاز أَيضاً: (طَرِيقٌ نَافِذٌ) ، أَي (سَالِكٌ) ، وَفِي الأَساس: أَي عامٌّ يَسْلُكه كُلُّ أَحدٍ. وَفِي اللِّسَان والطريقُ النافِذُ: الَّذِي يُسْلَك وَلَيْسَ بمَسدودٍ بَيْنَ خاصَّةٍ دون عَامَّة يَسْلُكونه، وَيُقَال: هاذا الطريقُ يَنْفُذُ إِلى مَكَان كَذَا وَكَذَا. وَفِيه مَنْفَذٌ القَوْمِ، أَي مَجَازٌ.
(و) من المَجاز (: النَّافِذُ:) الرجلُ (املَاضِي فِي جَمِيع أُمُورِه) ، وَله نَفَاذَةٌ الأُمُور، (كالنَّفُوذِ والنُّفَّاذ) كَصبورٍ ورُمّان، (و) النَّافِذ (المُطَاع مِن الأَمْرِ، كالنَّفِيذ) .
وأَمرٌ نَفِيذٌ: مُوَطَّأٌ.
وَفِي حَدِيث عبد الرحمان بنِ الأَزْرق (أَلاَ رَجُلٌ يَنْفِذُ بَيننا) أَي يَحْكُم ويُمْضِي أَمْرَه فِينَا، يُقَال: أَمرُه نافِذٌ، أَي ماضٍ مُطَاعٌ.
(والنَّفَذ، بالتحرِيكه:) اسْم (الإِنْفَاذ) ، وأَمَر بِنَفَذِه، أَي بإِنْفَاذِه. وَفِي التَّهْذِيب: وأَمَّا النَّفَذُ فقد يُستَعْمَل فِي مَوضِع إِنْفَاذِ الأَمْر، تَقول: قَامَ المُسْلِمُونَ بِنَفَذِ الكِتَاب، أَي بإِنفاذ مَا فِيهِ. (و) النَّفَذُ: المَخْرَجُ والمَخْلَصُ، يُقَال (أَتعى بِنَفَذِ مَا قَالَ، أَي بِالمُخْرَجِ مِنه) وَمِنْه، الحَدِيث (أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ بِمَا هُوَ بَرِىءٌ مِنْهُ كَانَ حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعَذِّبَه أَوْ يَأْتِيَ بِنَفَذِ مَا قَالَ) ، (و) يُقَال: إِن فِي ذالك لَمُنْتَفَذاً ومَنْدُوحَةً، (المُنْتَفَذُ) والمَنْدُوحة (: السَّعَةُ) ، وَقد تَقدَّم فِي الدَّال المُهملة.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ عَن أَبي المكارم (النَّوَافِذُ: كُلُّ سَمَ يُوصِلُ إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرحاً، و) عَنهُ: قلْت لَهُ: سَمِّها. فَقَالَ: (هِيَ الأَصَرَّانِ والخِنَّابَتَانِ والفَمُ والطِّبِّيجَةُ) . قَالَ: والأَصَرَّانِ: ثُقْبَا الأُذنينِ، والخِنَّابَتَانِ سَمَّا الأَنْفِ. (و) عَن أَبي سعيد: يُقَال للخُصوم ابذا ارتَفعوا إِلى الْحَاكِم: قد (تَنَافَذُوا) إِليه، بِالذَّالِ، أَي (إِلى القَاضِي) ، أَي (خَلَصُوا إِليه، فإِذا أَدْلَى كُلّ) واحدٍ (مِنْهُم بِحُجَّتِه فَيُقَال: تَنَافَدُوا، بالدَّال المُهْمَلَة) ، وَفِي حَدِيث أَبي الدردَاءِ (إِن نَافَذْتَهُم نَافَذُوك) نافَذْتُ الرجلَ، إِذا حَاكَمْتَه، أَي إِن قُلْت لَهُم قَالُوا لَك. ويُرْوعى بالقَاف وَالدَّال المُهْمَلَة، وَقد تقدّم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَفَذَ لِوَجْهِهِ، إِذا مَضَى على حالِه.
وأَنْفَذَ عَهْدَ: أَمْضَاه.
ونَفَذَ الكِتَابُ إِلى فُلانٍ نَفَاذاً ونُفُوذاً، وأَنْفَذَتُهُ أَنا. والتَّنْفِيذ مثْلُه، وَكَذَا نَفَذع الرَّسُولُ، وَهُوَ مَجازٌ. وطَعْنَةٌ نَافِذَةٌ: مُنْتَظِمَةُ الشِّقِّيْنِ، وطَعَنَات نَوَافِذُ.
وللْجُرْحِ نَفَذٌ، وللجِرَاحِ أَنْفَاذٌ.
وطَعْنَةٌ لَهَا نَفَذٌ، أَي نَافِذَةٌ وَقَالَ قَيْسُ بن الخَطِيمِ:
طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ
لَهَا نَفَذٌ لَوْلاَ الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا
والشّعَاع: مَا تَطَايَرَ مِن الدَّمِ، أَراد بالنَّفَذِ المَنْفَذَ، يَقُول: نَفَذَت الطَّعْنَةُ، أَي جاوَزَت الجانبَ الآخَرَ حتَّى يُضِيءَ نَفَذُهَا خَرْقَا، وَلَوْلَا انتشارُ الدَّمِ الفائِرِ لأَبْصَرَ طاعِنُهَا مَا وَرَاءَهَا، أَراد: لَهَا نَفَذٌ أَضاءَهَا لَوْلَا شُعاعُ دَمِهَا. ونَفَذُهَا: نُفُوذُها إِلى الجانِب الآخَر، ومثْله فِي كتاب الْفرق لِابْنِ السَّيِّد.
وذَا مَنْفَذُ القَوْمِ ونَفَذُهم، وهاذه مَنافِذُهم وأَنْفَاذهم.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مِن دوائرِ الفَرَسِ دَائرَةٌ نافِذَةٌ، وذالك إِذا كانَت الهَقْعَةُ فِي الشَّقَّيْنِ جَمِيعاً، فإِن كَانَت فِي شِقَ واحدٍ فَهِيَ هَقْعَةٌ.
وَيُقَال سِرْ عَنْكَ، وانْفُذْ عَنْك، أَي امْضِ عَنْ مَكَانِكَ وجُزْهُ.
ونافِذٌ: مَوْلَى لعبد الله بن عامرٍ، وإِليه نُسِبَ نَهْرُ نافِذٍ بِالْبَصْرَةِ، كَانَ عبدُ الله وَلاَّه حَفْرَه فغَلَبَ عَلَيْهِ.
ونافِذٌ: أَبو مَعْبَدٍ مولَى ابنِ عَبَّاسٍ، حَديثُه فِي الصِّحاحِ.
والنَّافِذُ بن جَعُونَةَ، لَهُ ذِكْرٌ.

عون

عون
الْعَوْنُ: المُعَاوَنَةُ والمظاهرة، يقال: فلان عَوْنِي، أي: مُعِينِي، وقد أَعَنْتُهُ. قال تعالى:
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
[الكهف/ 95] ، وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ
[الفرقان/ 4] . والتَّعَاوُنُ:
التّظاهر. قال تعالى: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[المائدة/ 2] . والْاستِعَانَةُ: طلب العَوْنِ. قال:
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
[البقرة/ 45] ، والعَوَانُ: المتوسّط بين السّنين، وجعل كناية عن المسنّة من النّساء اعتبارا بنحو قول الشاعر:
فإن أتوك فقالوا: إنها نصف فإنّ أمثل نصفيها الذي ذهبا
قال: عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ
[البقرة/ 68] ، واستعير للحرب التي قد تكرّرت وقدّمت. وقيل العَوَانَةُ للنّخلة القديمة، والعَانَةُ: قطيع من حمر الوحش، وجمع على عَانَاتٍ وعُونٍ، وعَانَةُ الرّجل: شعره النابت على فرجه، وتصغيره:
عُوَيْنَةٌ.

عون


عَان (و)(n. ac. عَوْن)
a. Was middleraged; was, became a matron.

عَوَّنَ
a. [acc. & 'Ala], Helped, aided against.
b. see I
& X.
عَاْوَنَأَعْوَنَ
IVa. see II (a)
تَعَاْوَنَa. Helped, aided each other.

إِعْتَوَنَa. see VI
إِسْتَعْوَنَ
a. [acc.
or
Bi], Asked help of.
عَوْنa. Help, aid, succour.
b. (pl.
أَعْوَاْن), Helper, aid; assistant; auxiliary; servant.
c. Satllite, guard.

عَانَة [] (pl.
عُوْن)
a. She-ass.
b. Herd of wild asses.

مَعَانَة []
a. see 1 (a)
عَوَان [] (pl.
عُوْن)
a. Middle-aged.
b. Married woman; matron.
c. Long, sanguinary war.
d. Well-watered land.

عَوَانَة []
a. Sand-worm.
b. Palm-tree.
c. see 22 (d)
مِعْوَان [مِعْوَاْن
a. }, Ready to help; helper, succourer.

مُعَاوِن
a. [ N Ag. III], Helper, assistant;
coadjutant, coadjutor.
مَعُوْن مَعُوْنَة
a. Help, aid, assistance, succour.

إِعَانَة
a. Help, aid, assistance.

مُعَاوَنَة
a. see supra.

إِسْتَعَانَة
a. Appeal.

بِعَوْن اللّٰح
a. By God's help.

صَاحِب المَعُوْنَة
a. Prefect of police; chief commissioner of the
police.
[عون] في ح على: كانت ضرباته مبتكرات لا "عونًا"، هو جمع عوان وهي التي وقعت مختلسة فأحوجت إلى المراجعة، ومنه: الحرب العوان، أي المترددة، والمرأة العوان: الثيب، يعني أن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة. ك: وح: لا تكونوا "عون" الشيطان على أخيكم، أي لا تعينوا عليه الشيطان فإنه يريد خزيه فإذا دعوتم عليه بالخزي فقد أعنتموه عليه. مد: ""عوان" بين ذلك" أي نصف. و"استعينوا" على حوائجكم إلى الله بالصبر على تكاليف الصلاة من الإخلاص ودفع هواجس النفس ورعاية الأدب أو على البلايا بالصبر والالتجاء إلى الصلاة. ش: وكان "يستعين" بالخاصة على العامة، أي جعل صلى الله عليه وسلم من جزء نفسه ما يوصل الخاصة إليه ثم يبلغ الخاصة عنه للعامة، أي يستعين في الإبلاغ بخاصة الناس على عامتهم. تو: وحلق "العانة"، هو الشعر على الفرج أو منبته، قيل: يستحب حلق ما على القبل والدبر وما حولهما، ويكفي القص والنتف والنورة، وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان ينور على عانته بيده، وقيل: يستحب للمرأة النتف. ز: ووجدت في الكتابين النون مقدمًا على ميم فتبعته.
ع و ن

الصوم عون على العفة. وهؤلاء عونك وأعوانك، وهذه عونك، واستعنته واستعنت به. وعاونته على كذا، وتعاونوا عليه. ولا تبخلوا بمعونكم وما عونكم. والكريم معوان، وهم معاوين في الخطوب. ولا بدّ للناس من معاون. وتقول: إذا قلّت المعونة، كثرت المؤنة. وقال بعض العرب: أجرّ لي سراويلي فإني لم أستعن أي أسبغها لي فإنل لم أستحدّ، قاله: لمن أراد قتله. " العوان لا تعلّم الخمرة ". ونساء وحروب عون، وقد عوّنت. ومن المستعار: امرأة متعاونة: سمينة في اعتدال ساقها ليست بخدلةٍ ولا حمشة. وقال ابن مقبل:

فباكرتها حين استعانت حقوفها ... بشهباء ساريها من القرّ أنكب

ذكر خزامى واستعانة حقوفها بالشهباء وهي الليلة ذات الضّريب أنها تلبدت بنداها، وأنكب: مائل المنكب. وحرب عوان. قال:

حرباً عواناً لاقحاً عن حولل ... خطرت وكانت قبلها لم تخطر

وتقول: فلان لا يحبّ إلا العانية، ولا يصحب إلا الحانيّه؛ أي الخمر المنسوبة إلى عانة وأصحاب الحانات.
(ع و ن) : (فِي حَدِيث بَنِي قُرَيْظَةَ) مَنْ كَانَتْ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ هِيَ الشَّعْرُ النَّابِتُ فَوْقَ الْفَرْجِ وَتَصْغِيرُهَا عُوَيْنَةٌ وَقِيلَ هِيَ الْمَنْبِتُ وَإِنَّمَا اسْمُ النَّابِتُ الشِّعْرَةُ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الصَّوَابُ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ فِي الْحَدِيث تَوَسُّعٌ وَمَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ دَلَّ الْإِنْبَاتُ عَلَى بُلُوغِهِ فَاقْتُلُوهُ (وَاسْتَعَنْتُهُ فَأَعَانَنِي) وَالِاسْمُ الْعَوْنُ (وَبِهِ كُنِّيَ) أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَعْوَرُ الْكُوفِيُّ يَرْوِي حَدِيثَ السُّجُودِ عَلَى الْحَصِيرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَمَا وَقَعَ فِي شَرْحِ مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ أَبُو عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سَهْوٌ إنْ كَانَ عَلَى ظَنِّ الْإِسْنَادِ وَإِنْ كَانَ عَلَى ظَنٍّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ فَصَوَابٌ (وَالْمَعُونَةُ) الْعَوْنُ أَيْضًا (وَبِهَا سُمِّيَتْ) بِئْرُ مَعُونَةَ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْمَدِينَة.
ع و ن: (الْعَوَانُ) النَّصَفُ فِي سِنِّهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ (عُونٌ) . وَ (الْعَوَانُ) مِنَ الْحَرْبِ الَّتِي قُوتِلَ فِيهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْأُولَى بِكْرًا. وَبَقَرَةٌ عَوَانٌ لَا فَارِضٌ مُسِنَّةٌ وَلَا بِكْرٌ صَغِيرَةٌ. وَ (الْعَوْنُ) الظَّهِيرُ عَلَى الْأَمْرِ، وَالْجَمْعُ (الْأَعْوَانُ) . وَ (الْمَعُونَةُ) الْإِعَانَةُ، يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ مَعُونَةٌ وَلَا (مَعَانَةٌ) وَلَا (عَوْنٌ) . قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَ (الْمَعُونُ) أَيْضًا الْمَعُونَةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَعُونَةٍ. وَيُقَالُ: مَا أَخْلَانِي فُلَانٌ مِنْ (مَعَاوِنِهِ) وَهُوَ جَمْعُ مَعُونَةٍ. وَرَجُلٌ (مِعْوَانٌ) كَثِيرُ الْمَعُونَةِ لِلنَّاسِ. وَ (اسْتَعَانَ) بِهِ (فَأَعَانَهُ) وَ (عَاوَنَهُ) . وَفِي الدُّعَاءِ: رَبِّ (أَعِنِّي) وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ. وَ (تَعَاوَنَ) الْقَوْمُ أَعَانَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (اعْتَوَنُوا) أَيْضًا مِثْلُهُ. وَ (الْعَانَةُ) الْقَطِيعُ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ وَالْجَمْعُ (عُونٌ) . وَ (عَانَةُ) قَرْيَةٌ عَلَى الْفُرَاتِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الْخَمْرُ. 
[عون] العَوانُ: النَصَفُ في سنِّها من كل شئ، والجمع عون. وفي المثل: " لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخمرة ". (*) وتقول منه: عونت المرأة تَعْويناً، وعانَتْ تَعونُ عَوْناً. والعَوانُ من الحروب: التي قوتِل فيها مرةً بعد مرّة، كأنَّهم جعلوا الأولى بِكْراً. وبقرةٌ عوانٌ: لا فارِضٌ مُسِنَّةٌ ولا بكرٌ صغيرةٌ، بين ذلك. والعَوْنُ: الظهيرة على الأمر، والجمع الأعْوانُ. والمَعونةُ: الإعانةُ. يقال: ما عندك معونةٌ، ولا مَعانةٌ، ولا عَوْنٌ. قال الكسائي: المعون: المعونة. قال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون يقول: نعم العون قولك (لا) في رد الوشاة وإن كثروا. وقال الفراء: هو جمع معونة، وليس في الكلام مفعل بواحدة، وقد فسرناه في مكرم . وتقول: ما أخلانى فلانٌ من مَعاوِنِهِ، وهو جمع معونة. ورجل معوان: كثير المعونة للناس. واستَعَنْتُ بفلانٍ فأعانَني وعاوَنَني. وفي الدعاء: " رَبِّ أعِنِّي ولا تُعِنْ عَلي ". وتعاونَ القوم، إذا أعان بعضهم بعضا. واعتونوا مثله، وإنما صحت الواو لصحتها في تعاونوا ; لان معناهما واحد فبن عليه، ولولا ذلك لاعتلت. والمتعاونة من النساء: التى طعنت في السنّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم. والعانَةُ: القطيع من حُمُر الوحش، والجمع عونٌ. والعانَةُ: شعر الرَكَبِ. واسْتَعانَ فلان: حلق عانته. وعانة: قرية على الفرات تنسب إليها الخمر، فيقال عانية. قال زهير :

من خمر عانة لما يعد أن عتقا  (*) وربما قالوا عانات، كما قالوا عرفة وعرفات. والقول في صرف عانات كالقو في عرفات وأذرعات.
ع و ن : الْعَوْنُ الظَّهِيرُ عَلَى الْأَمْرِ وَالْجَمْعُ أَعْوَانٌ
وَاسْتَعَانَ بِهِ فَأَعَانَهُ وَقَدْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ اسْتَعَانَهُ وَالِاسْمُ الْمَعُونَةُ وَالْمَعَانَةُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَوَزْنُ الْمَعُونَةِ مَفْعُلَةٌ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْمِيمَ أَصْلِيَّةً وَيَقُولُ هِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ الْمَاعُونِ وَيَقُولُ هِيَ فَعُولَةٌ.

وَبِئْرُ مَعُونَةَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ قِبَلَ نَجْدٍ وَبِهَا قَتَلَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ الْقُرَّاءَ وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا بَعْدَ أُحُدٍ بِنَحْوِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَتَعَاوَنَ الْقَوْمُ وَاعْتَوَنُوا أَعَانَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

وَالْعَانَةُ فِي تَقْدِيرِ فَعَلَةٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَفِيهَا اخْتِلَافُ قَوْلٍ فَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ هِيَ مَنْبِتُ الشَّعْرِ فَوْقَ قُبُلِ الْمَرْأَةِ وَذَكَرِ الرَّجُلِ وَالشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَيْهِ يُقَالُ لَهُ الْإِسْبُ وَالشِّعْرَةُ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: فِي مَوْضِعٍ هِيَ الْإِسْبُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هِيَ شَعْرُ الرَّكَبِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ اسْتَعَانَ وَاسْتَحَدَّ حَلَقَ عَانَتَهُ وَعَلَى هَذَا فَالْعَانَةُ الشَّعْرُ النَّابِتُ وَقَوْلُهُ فِي قِصَّةِ بَنِي قُرَيْظَةَ «مَنْ كَانَ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ» ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ لِهَذَا الْقَوْلِ وَصَاحِبُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَقُولُ الْأَصْلُ مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرُ عَانَةٍ فَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ وَالْعَوَانُ النَّصَفُ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَهَائِمِ وَالْجَمْعُ عُونٌ وَالْأَصْلُ بِضَمِّ الْوَاوِ لَكِنْ أُسْكِنَ تَخْفِيفًا. 
(ع ون)

العون: الظّهْر، الْوَاحِد والاثنان والجميع والمؤنث فِيهِ سَوَاء. وَقد حكى فِي تكسيره اعوان. وَالْعرب تَقول إِذا جَاءَت السّنة: جَاءَ مَعهَا اعوانها، يعنون بِالسنةِ عَام الجدب وبالاعوان الْجَرَاد والذئاب والأمراض.

والعوين: اسْم للْجَمِيع.

وَقد استعنته واستعنت بِهِ فاعانني، وَإِنَّمَا اعْل اسْتَعَانَ وَإِن لم يكن تَحْتَهُ ثلاثي معتل، اعني انه لَا يُقَال عان يعون كقام يقوم لِأَنَّهُ وَإِن لم ينْطق بثلاثيه فَإِنَّهُ فِي حكم الْمَنْطُوق بِهِ. وَعَلِيهِ جَاءَ اعان يعين وَقد شاع الاعلال فِي هَذَا الأَصْل فَلَمَّا اطرد الاعلال فِي جَمِيع ذَلِك دلّ أَن ثلاثية وَإِن لم يكن مُسْتَعْملا فَإِنَّهُ فِي حكم ذَلِك.

وَالِاسْم العون والمعانة والمعونة والمعونة والمعون وَلم يَأْتِ مفعل بِغَيْر هَاء إِلَّا المعون والمكرم قَالَ جميل:

بثين الزمي لَا إِن لَا إِن لَزِمته ... على كَثْرَة الواشين أَي معون

وَقَالَ آخر:

ليَوْم مجد أَو فعال مكرم

وَقيل: معون جمع مَعُونَة ومكرم جمع مكرمَة.

وتعاونوا عَليّ واعتونوا: اعان بَعضهم بَعْضًا. سِيبَوَيْهٍ: صحت وَاو اعتونوا لِأَنَّهَا فِي معنى تعاونوا، فَجعلُوا ترك الاعلال دَلِيلا على انه فِي معنى مَا لابد من صِحَّته وَهُوَ تعاونوا. وَقَالَ: عاونته معاونة وعوانا صحت الْوَاو فِي الْمصدر لصحتها. فِي الْفِعْل لوُقُوع الْألف قبلهَا.

وَرجل معوان حسن المعونة. والنحويون يسمون الْبَاء حرف الِاسْتِعَانَة وَذَلِكَ انك إِذا قلت ضربت بِالسَّيْفِ وكتبت بالقلم وبريت بالمدية فكأنك قلت: استعنت بِهَذِهِ الأدوات على هَذِه الْأَفْعَال.

والعوان من الْبَقر وَغَيرهَا: النّصْف فِي سنّهَا، وَفِي التَّنْزِيل (عوان بَين ذَلِك) وَقيل الْعوَان من الْبَقر وَالْخَيْل: الَّتِي نتجت بعد بَطنهَا الْبكر، والعوان من النِّسَاء: الَّتِي قد كَانَ لَهَا زوج، وَالْجمع عون قَالَ:

نواعم بَين ابكار وَعون ... طوال مشك اعقاد الهوادي

وَقد عونت إِذا صَارَت عوانا.

وَخرب عوان: قوتل فِيهَا مرّة. وَهُوَ على الْمثل. قَالَ:

حَربًا عوانا لاقحا عَن حولل ... خطرت وَكَانَت قبلهَا لم تخطر

ونخلة عوان: طَوِيلَة، ازدية. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العوانة: النَّخْلَة فِي لُغَة أهل عمان.

والعانة: القطيع من حمر الْوَحْش. والعانة: الاتان. وَالْجمع مِنْهُمَا عون.

وعانة الْإِنْسَان: الشّعْر النَّابِت على فرجه، وَقيل: هِيَ منبت الشّعْر هُنَالك.

واستعان الرجل: حلق عانته. وَقَالَ بعض الْعَرَب وَقد عرضه رجل على الْقَتْل: اجْرِ لي سراويلي فَإِنِّي لم اسْتَعِنْ..

وَتعين كاستعان، واصله الْوَاو. فإمَّا أَن يكون تعين تفعيل، وَإِمَّا أَن يكون على المعاقبة كالصياغ فِي الصواغ، وَهُوَ اضعف الْقَوْلَيْنِ إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لوجدنا تعون فعدمنا إِيَّاه يدل على أَن تعين تفيعل.

وَفُلَان على عانة بكر بن وَائِل: أَي جَمَاعَتهمْ وحرمتهم. هَذَا عَن اللحياني.

والعانة: الْحَظ من المَاء للارض بلغَة عبد الْقَيْس.

وعانة: قَرْيَة من قرى الجزيرة.

وتصغير كل ذَلِك عوينة.

وَأما قَوْلهم: فِيهَا عانات فعلى قَوْلهم:

رامات جمعُوا كَمَا ثنوا.

والعانية: الْخمر: منسوبة إِلَيْهَا.

وَعون وعوين وعوانة أَسمَاء. وعوانة أَيْضا: مَوضِع.

وعوانة وعوائن: موضعان قَالَ تابط شرا:

وَلما سَمِعت العوص تَدْعُو تنفرت ... عصافير رَأْسِي من بَرى فعوائنا

وَمَعَان: مَوضِع بِالشَّام على قرب مُؤْتَة قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة:

أَقَامَت لَيْلَتَيْنِ على معَان ... واعقب بعد فترتها جموم
عون:
أعان، أعانه على البكاء، أو أعانه فقط: بكى معه، مثل ساعده وأسعده (لين، معجم البلاذري، معجم الطرائف في مادة سعد شرح الروزني للبيت الأول من معلقة امرئ القيس).
تعاون: كسب قوته، ففي تاريخ بني زيان (ص98 ق): وساروا (الأولى وصاروا) ينقلون الرمل على الحمير يتعاونون به، وفي مخطوطة فينا: يبتاعونه ويتعيشون به.
تعاون: تجسس. (بوشر).
تعاون على فلان: وشى به، نم عليه. (ألف ليلة برسل 9: 381) وفي طبعة ماكن (3: 227): نم على وهو مرادفها.
تعاون على فلان: أقام دعوى عليه. (هلو).
عَون: تابع جديد، مولي جديد، حسب التفسير المذكور في المقدمة (1: 334).
عَوْن: جمَّال. ففي رياض النفوس (ص61 و): وجميع الرفقة من الجمال والأحمال والأعوان لرجل واحد- ثم اشترى ثلاثين جملاً حتى كملها مائة جمل: أحمالها وأعوانها.
أعوان الزكاة: موظفي الكمرك. (ابن جبير ص60).
عَوْن: شرير مريد من الجن. (ألف ليلة 2: 120، 669، 670، 672) وانظر ترجمة لألف ليلة (2: 330 رقم 106).
عَون: تمثال ضخم، ورجل أو تمثال هائل، جسيم، عملاق. (بوشر).
عانة: عظم الحرقفة ويقال له أيضاً عظم العانة. (بوشر).
عانة: مثانة. (مارتن ص149).
عونة: إعانة مالية. (بوشر).
عونة: وسخرة: كلفة، عمل مجاني. (ميهرن ص32).
عَوْني: ضخم، هائل، جبار. (بوشر).
عَوان: إهانة، إذلال، تعد، ظلم، بلص (بوشر موكيت ص180) وفيه إهانة أو غرامة نقدية.
وانظر: (ديفيك ص48).
عَوَان: سعاية، نميمة. (بوشر).
عِوَان: ذكرت في معجم الكالا وهي تصحيف عنوان.
عَوين: زاد. (دومب ص61 و): وجميع الرفقة من الجمال والأحمال والأعوان لرجل واحد- ثم اشترى ثلاثين جملاً حتى كملها مائة جمل: أحمالها وأعوانها.
أعوان الزكاة: موظفي الكمرك. (ابن جبير ص60).
عَوْن: شرير مريد من الجن. (ألف ليلة 2: 120، 669، 670، 672) وانظر ترجمة لين ألف ليلة (2: 330 رقم 106).
عَون: تمثال ضخم، ورجل أو تمثال هائل، جسيم، عملاق. (بوشر).
عانة: عظم الحرقفة ويقال له أيضاً عظم العانة. (بوشر).
عانة: مثانة. (مارتن ص149).
عونة: إعانة مالية. (بوشر).
عونة: وسخرة: كلفة، عمل مجاني. (ميهرن ص32).
عَوْني: ضخم، هائل، جبار. (بوشر).
عَوان: إهانة، إذلال، تعد، ظلم، بلص (بوشر موكيت ص180) وفيه إهانة أو غرامة نقدية.
وانظر: (ديفيك ص48).
عَوَان: سعاية، نميمة. (بوشر).
عِوَان: ذكرت في معجم الكالا وهي تصحيف عنوان.
عَوين: زاد. (دومب ص61، دوماس حياة العرب ص345).
عوين: قوت، طعام. (همبرت ص2 جزائرية).
عَوينة: مكيال للحبوب. (بربروجر ص186).
عواني، وجمعها عوائية: جاسوس، واش، نمام، ساع، دساس، ناقل كلام، (بوشر).
عوانية جهنم: زبانية جهنم. (بوشر).
عوانية: إهانة، إذلال، بلص، ظلم، تعد (بوشر). وانظر: (ديفيك ص48).
إعانة: ضرب من الإتاوة (محيط المحيط).
معونة: تستعمل بمعنى الإعانة مصدر أعان أي مساعدة. ففي كليلة ودمنة (ص222): طمع في معونتي إياه.
ليلة المعونة: حفل يقيمه رجل شجاع في ضيق وعوز يقدم له المدعون فيه الهدايا والعطايا والتبرعات. (دوماس حياة العرب ص449).
معونة. وجمعها معونات: دراهم تعطى لقبيلة لتقوم بغارة أو غزوة. ففي الكامل (ص76).
نحن ضربنا الازد بالعراق ... والحيَّ من ربيعة المرَّاق
وابن سهيل قائد النفاق ... بلا معونات ولا أرزاق
معونة: ضريبة استثنائية فوق العادة بفرضها الأمير إذا فقد ما في خزانته من مال. وعلى الرغم من أنها ضريبة استثنائية فقد أصبحت منذ العهد الأموي ضريبة ثابتة، بمرور الزمن أطلق على كل الضرائب اسم معاون (معجم الادريسي ص351 - 532، 389، معجم البلاذري، معجم الطرائف).
وفي كتاب الخطيب (ص14 و): واخلاقهم في احتمال المعاون الجبايية جميلة وانظرها في مادة لقب.
وكلمة معونة تعني في عدد من الوثائق القطلونية في القرون الوسطى إما ضريبة على السفن التجارية تخصص لتجهيز الأسطول ضد المغاربة، وأما هبة تمنح لهذا الغرض. (معجم الأسبانية ص179، 80). وقد جبى الأمير عبد القادر في أيامنا هذه المعونة في حالة الضرورة القصوى. وكانت القبائل لا تحب دفع هذه الضريبة الاستثنائية مرة ثانية وكانت جبايتها سبب الخروج على السلطان مرات عديدة.
معونة: ضريبة تفرض لتموين الجيش في المعركة. (جودار 1: 150، 662).
صاحب المعونة: رئيس الشرطة- دار المعونة في القاهرة: دار الشحنة أو رئيس الشرطة، وكانت تتخذ سجناً في نفس الوقت. وتسمى أيضاً المعونة (الجريدة الآسيوية 1866، 2: 424 رقم 1) وحبس المعونة: انظر: معجم الادريسي وقد صححت فيه نصوص أبي الفدا وشرح مقامات الحريري. وفي كتاب الماوردي (ص376): ولاة الأحداث والمعاون.
معونة: يقول السيد كتال في كتابه (التاريخ الحديث لجمهورية جنوا) (المجلد الثاني ص344 وما يليها): أن علاقات جنوا مع غوطا في القسم الأول من القرن الثالث عشر أدت إلى استحداث بنك من البنوك الخاصة سمي بالمعونة وكان يقرض النقود للدولة. وأرى أن مؤسسة من هذا النوع كانت أول من استغل مناجمنا من الحديد وباع الحديد بالجملة، لأن مخازنه الكبرى لا تزال تسمى بالمعونة في (توسكانيا). وقد أرسل إلي هذه المعلومات السيد أماري.
معوني: سمير السلطان ونديمه. (الكالا).
الاستعانة عند أهل البديع: يأتي القائل ببيت غيره ليستعين به على إتمام مراده. وهي نوع من التضمين. (محيط المحيط).
عون
عانَتِ البَقَرَةُ عَوْناً: صارَتْ عَوَاناً، وهي النَّصَفُ. وعَوَّنَتِ المَرْأةُ، وهي عَوَانٌ وعَوَانَةٌ.
وحَرْبٌ عَوَانٌ: قُوْتلَ فيها مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وعَوَانَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. والعَوَانَةُ: العَيْدَانَةُ من النَّخِيْل.
والعَوَانُ: الأرْضُ المَمْطُوْرَةُ، والجَمْعُ: عُوْنٌ. والعَانَةُ: قَطِيْعٌ من الحُمُرِ الوَحْشِيَّة، والجَمْعُ: عُوْنُ. وكَواكِبُ بِيْضٌ أسْفَل من السُّعُود. وإسْبُ الرَّجُلِ، واسْتَعَانَ: حَلَقَ عانَتَه.
وعَانَاتٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ تُنْسَبُ إليه الخَمْرُ العانِيَّةُ. والعَوْنُ: المُعِيْنُ، يَقَعُ للواحِدِ والجَمْعِ والمُذَكَّر والمُؤنَّث. وما عَوَّنْتُ فيه بشَيْءٍ: أي ما أعَنْتُ. والمِعْوَانُ: الحَسَنُ المَعُوْنَةِ. والمَعْوُنُ: المَعْوْنَةُ، وليس في الكَلام مَفْعُلٌ إلاّ هذا ومَكْرُمٌ، وقيل: هما جَمْعُ مَعْوُنَةٍ ومَكْرُمَةٍ.
والتَّعْوِيْنُ: أنْ تَدْخُلَ على غَيْرِكَ في نَصِيْبه. قال أبو حاتم: تُوْلَعُ العامَّةُ في تَصْغِيْرِ العَيْنِ بِعُوَيْنَةٍ، ويقولون: ذو العُوَيْنَتَيْن، وإنما هو: العُيَيْنَتَيْنِ بالياء. وجاء: حُوْرٌ عُوْنٌ: في مَعْنى عِيْن.
عين العَيْنُ: الناظِرَةُ، والجَميعُ: العُيُوْنُ والأعْيَانُ والأعْيُنُ والأعْيُنات. والفَوّارَةُ تفور من غير عَمَل. والسَّحَابَةُ تَنْشَأُ من يَمين القِبْلَة. ونُقْرَةُ الرُّكْبَةِ. والمالُ الحاضِرُ، يُقال: هُوَ عَيْنٌ غيرُ دَيْنٍ، وصَيْخَدُ الشَّمْس. والشَّمْسُ نَفْسُها، يُقال: طَلَعَتِ العَيْنُ: والدِّيْنارُ. ومَصْدَرُ عِنْتُه: إِذا أصَبْتَه بالعَيْن. والجاسُوْسُ، ويُسَمّى ذا العَيْنَيْنِ أيضاً. والمَيْلُ في الميزان. ولُّبُّ الشَّيْءِ وخِيَارُه. ونَفْسُ الشَّيْءِ، ومنه: " لا أتْبَعُ أثَراً بَعْد عَيْنٍ ".
والعَيَنُ - بفَتْح الياء وسُكونها -: الجَماعَةُ من النّاس. وما بها عَيَنٌ وعَيْنٌ وعائنَةٌ: أي أحَدٌ.
ولَقِيْتُه أدنى عَيَنٍ وأدنى عائنَةٍ وأدنى عَيْنٍ: أي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وبَعَثْنا عَيْناً يَعْتانُ لنا وَيَتَعَيَّنُ: أي يأْتِيْنا بالخَبَر. واعْتَانَ لنا مَنْزِلاً: ارْتادَه. واعْتَانَ: تَبَصَّرَ هل يَرى أحَداً.
وعانَ عليهم يعِيْنُ عِيَانَةً: كان عَيْناً. ونَظَرَتِ البلادُ بِعَيْنٍ أو بِعَيْنَيْنِ: طَلَعَ نَباتُها. وعانَتِ العَيْنُ عَيْناً: جَرَتْ. وسالَتْ أيضاً، ومنه العَيِّنُ: الشَّديدُ البُكاء، وهو فَيْعِلٌ. وسِقَاءٌ عَيِّنٌ - بكَسْر الياء وفَتْحِها -: وهو الجَدِيدُ في لُغَةِ طَيِّءٍ، والحَلَقُ في لُغَةِ غيرِهم. وليس في المُعْتَلِّ فَيْعَلٌ - بالفَتْح - غير هذا. وَتَعَيَّنَ: وَهَتْ مَخَارِزُه.
وقِرْبَةٌ عَيْناءُ: تَهَيَّأَتْ للخَرْق. وعَيَّنْتُها: تَتَبَّعْتَ ما تَعَيَّنَ فَدُهِنَتْ وشُحِمَت. وحَفَرْتُ البئْرَ حتّى عِنْتُ عَيْناً وأعْيَنْتُ: بَلَغْتَ العَيْنَ. وهو الرَّجُلُ عَيْنُ الرَّجُلِ وعَيْنَه - بالفَتْح - ولا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ. وهو أخُوْ عَيْنٍ وصَدِيْقُ عَيْنٍ وعَبْدُ عَيْنٍ: أي إِذا غابُوا تَغَيَّرُوْا. وأَعْيَانُ القَوْم: أشْرَافُهُم. وأوْلاَدُ الرَّجُلِ من الحَرائِر: بَنُو أعْيانٍ، وهم أعْيَانٌ. وتقول للأخْوَةِ من أبٍ وأُمٍّ ولهم أخْوَةٌ من أُمَّهاتٍ شَتّى: هؤلاءِ أعْيَانُ إخْوَتِهم. وأسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ. ويقولونَ للمَبْعُوثِ في أمرٍ إِذا اسْتُعْجِلَ: " بعَيْنٍ ما أرَيَنَّكَ ". والعَيَنُ: طائرٌ. وعِظَمُ سَوادِ العَيْنِ في سَعَةٍ، يُقال: ثَوْرٌ أعْيَنُ بَيِّنُ العِيْنَة والعَيَن، قال ذو الرُّمَّة: رَفْيقُ أعْيَنُ ذَيّالٌ.
وزَعَمَ الخَليلُ أنَّهم لا يقولونَ إلاّ: بَقَرَةٌ عَيْناءُ، والأعْيَنُ يُسْتَعْمَلُ في غيرِ البَقَرَة. وقال أيضاً: الأعْيَنُ اسْمٌ للثَّوْرِ وليس بصِفَةٍ. وهو مِعْيانٌ وعَيُوْنٌ: شَديدُ العَيْن. وقَوْمٌ عِيْنٌ وعُيُنٌ.
والعِيْنَةُ: اسْمٌ من عانَهُ بالعَيْن. وخِيَارُ المال، والجَميعُ: عِيَنٌ، واعْتَانَ: اخْتَارَ. والشَّرُّ. والفَسَادُ. والسَّلَفُ، وكأنَّه من عَيْنِ الميزانِ وهو زِيادَتُه، واعْتَانَ وتَعَيَّنَ: أخَذَ عِيْنَةً.
وعَيَّنَ الحَرْبَ واعْتَانَها: ارَّثَها. وعَيَّنَ الشَّجَرُ: نَضَرَ ونَوَّرَ. وعَيَّنْتُه: أخْبَرْتَه بمَساوئ أعْمالِه في وَجْهِه. وما عَيَّنَ لي بِشَيْءٍ: أي لم يَدُلَّني على شيْءٍ ولم يُبَيِّن. وما أعْطاني شَيْئاً أيضاً.
وعَيْناءُ ثَبِيرٍ: شَجْرَاءُ في رأسِه. وكُلُّ عَيْنَاءَ فهيَ خَضْرَاء. وقافِيَةٌ عَيْنَاءُ: نَافِذَةٌ، وقَوَافٍ عِيْنٌ.
والعَيْنَاءُ من الضَّأْنِ: البَيْضَاءُ وعَيْناها في سَوَادٍ. وأمّا قَوْلُهم: ابْنَا عِيَان أسْرَعا البَيَان، فَخَطَّانِ في الأرْض يُزْجَرُ بهما الطًّيْرُ. وإذا عُلِمَ أنَّ القامِرَ يَفُوْزُ قِدْحُه قيل: جَرى ابْنا عِيَان. وفي مَثَلٍ يُضْرَبُ عند اليأْس من كلِّ شَيْءٍ: " لا حَسَاسَ من ابْنَيْ عِيَانٍ ".
والعِيَانُ: حَلْقَةُ الفَدّانِ، وقيل: ما يُقْرَنُ به الخَشَبَةُ الطَّويلةُ من الفَدّانِ إلى المَكْرَب. والمُعَيَّنُ: المُلَوَّنُ من الجَرَاد. وثَوْبٌ مُعَيَّنٌ: يُرى في وَشْيه تَرَابِيْعُ صِغَارٌ. فأمّا المَثَل: " هَيْنٌ لَيْنٌ وَأَوْدَتِ العَيْنُ " فَيُضْرَبُ لِمَا يَذْهَبُ حُسْنُه. وفي الحَديث: " عَيْنٌ سَاهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمة " أي عَيْنُ ماءٍ لا يَنْقَطِعُ، ويَعْني بالنائمة عَيْنَ صاحبها، أي هو يَنامُ وتلك تَجْري. والماءُ المَعِيْنُ: الظّاهِرُ. وهو مَعِيْنٌ ومَعْيُوْنٌ: أي تأخُذُه العَيْنُ لِبَراعَتِه.
عون
أعانَ يُعين، أَعِنْ، إعانةً، فهو مُعين، والمفعول مُعان
• أعان صديقَه في شدَّته: ساعده، أسعفه، أغاثه "أعان جارَه/ مُحتاجًا/ يتيمًا- ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليّ [دعاء]- {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ} ". 

استعانَ/ استعانَ بـ يستعين، اسْتَعِنْ، استعانةً، فهو مُستعين، والمفعول مُستعان
• استعان صديقَه/ استعان بصديقه: طلب منه المساعدةَ والعَوْن والنصرة "استعان بالمعجم/ بالسلطة- وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ [حديث]- {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منك وحدك يا الله نطلب العون". 

تعاونَ يتعاون، تعاوُنًا، فهو مُتعاوِن
• تعاون الجيرانُ: تضامنوا، ساعد بعضُهم بعضًا "تعاون الأهلُ- تعاون الصديقان في السرَّاء والضرَّاء- لا يعجز القومُ إذا تعاونوا [مثل]- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ". 

عاونَ يعاون، مُعاونةً وعِوانًا، فهو مُعاوِن، والمفعول معاوَن
• عاون جارَه: أعانه، ساعده وأسعفه "أصبح فقيرًا يطلبِ المعاونة". 

إعانة [مفرد]: ج إعانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أعانَ.
2 - (قص) منحة تكون عادةً ماليَّة تمنحها الدّولةُ بعضَ المنشآت الصِّناعيّة أو الزِّراعيّة حماية لها من المنافسة الأجنبيّة، وتمنح كذلك للأفراد "حصل الطّالب الفائز على إعانة لإكمال دراسته". 

استعانة [مفرد]: مصدر استعانَ/ استعانَ بـ. 

تعاوُن [مفرد]:
1 - مصدر تعاونَ.
2 - (قص) مذهب اقتصاديّ شعاره الفرد للجماعة والجماعة للفرد ومظهره تكوين جماعات للقيام بعمل مشترك لمصلحة الأعضاء والاستغناء عن الوسيط "روح التَّعاوُن- التَّعاون الدَّوليّ/ الاقتصاديّ". 

تعاونيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تعاوُن.
• تأمين تعاونيّ: (جر) نظام تأمينيّ يصبح فيه الأشخاص المؤمَّن عليهم أعضاء في الشركة بحيث يدفع كلّ منهم قدرًا معينًا من الأموال لصندوق مشترك ويكون فيه الأعضاء مخوّلين بالتأمين في حالة الخسارة.
• جمعيّة تعاونيَّة: جمعيّة للأشخاص أو الأعمال التّجاريّة قائمة على التعاون والمساعدة. 

عانة [مفرد]: ج عَانات وعُون:
1 - شَعر نابت في أسفل البطن حول الفرج "من النظافة حلق العانة".
2 - شعر الرّكب في الذكور والإناث.
• عظم العانة: (شر) الجُزء الأماميّ من عَظْم المِفْصل الذي يشكل تجويف الحَوْض. 

عَوان [مفرد]: ج عُون:
1 - ما كان في منتصف السِّنّ من كُلِّ شيء " {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ".
2 - المرأة في منتصف عمرها.
• حرب عَوان: قُوتل فيها مرّة بعد مرّة، وهي من أشدّ الحروب "وفي الحرب العَوانِ وُلدتُ طفلا ... ومن لبن المعامعِ قد سُقِيتُ". 

عَوْن [مفرد]: ج أعوان:
1 - معين، مساعد، مساند، ظهير "هم أعوان الخير- وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ [حديث] " ° العَوْن العسكريّ: المدد والنجدة- مَدَّ له يدَ العون: أعانه، ساعده.
2 - مساعدة. 

مُعاوِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عاونَ.
2 - موظّف مساعد، يساعد غيره في عمله "معاون المدير/ النيابة/ السَّائق". 

مِعْوان [مفرد]: ج معاوينُ، مؤ مِعْوان ومِعْوانَة: كثير المساعدة للنَّاس "الكريم مِعْوانٌ- كان مِعْوانًا لكُلِّ مَنْ عرَفه- امرأة مِعْوان/ مِعْوانَة لزوجها". 

مَعونة [مفرد]: ج مَعُونات ومَعاوِن: مساعدة، إعانة "معونة الأيتام/ الشِّتاء/ المعاش- معونات للمتضرّرين- معونة عسكريّة". 

مُعين [مفرد]: اسم فاعل من أعانَ.
• المُعين: اسم من أسماء الله الحسنى.
• المُعينات البَصَريَّة: (طب) أجهزة أو عدسات تُستخدم لضعاف البصر بقصد توضيح الرُّؤية البصريّة لهم "تمّ تزويد المسنِّين بالأجهزة التّعويضيّة كالمُعينات البصريّة والسَّمعيّة والأسنان الصِّناعيَّة". 

عون

1 عَانَتْ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. عَوْنٌ, (S, TA, [but see what follows,]) said of a woman, She was, or became, such as is termed عَوَان [q. v.]; as also ↓ عَوَّنَتْ, inf. n. تَعْوِينٌ: (S, K:) and in like manner, عانت, aor. as above, inf. n. عُؤُونٌ, [or عَوْنٌ, (Ham p. 630,)] is said of a cow, accord. to Az. (TA.) 2 عَوَّنَ see 1: A2: and see also 10.

A3: تَعْوِينٌ signifies also The he-ass's leaping his she-ass much, or often. (IAar, K.) A4: And The invading another in respect of his share, or portion. (K.) 3 عَاوَنَهُ, inf. n. مُعَاوَنَةٌ and عِوَانٌ (K,) [He aided, helped, or assisted, him, being aided, &c., by him:] see 6: b2: and i. q. أَعَانَهُ: see the latter, and see also 10.4 اعانهُ [inf. n. إِعَانَةٌ] and ↓ عَاوَنَهُ signify the same, (S, * MA, K,) i. e. He aided, helped, or assisted, him. (MA.) رَبِّ أَعِنِّى وَلَا تُعِنْ عَلَىَّ [O my Lord, aid me, and aid not against me,] is said in a form of prayer. (S.) [And you say, اعانهُ عَلَي الأَمْرِ lit. He aided him against, meaning, to accomplish, or perform, the affair]. See also 6 and 10, the latter in two places.5 تَعَيَّنَ, originally تَعَوَّنَ: see 10, last sentence.6 تَعَاوَنُوا signifies بَعْضُهُمْ بَعْضًا ↓ أَعَانَ, (S, Msb, K,) They aided, helped, or assisted, one another; (MA;) as also ↓ عَاوَنُوا; (Msb;) and ↓ اِعْتَوَنُوا, (S, K,) in which the و is preserved because it is preserved in تعاونوا with which it is syn.; (Sb, S;) and also ↓ اِعْتَانُوا, accord. to IB, who cites as an ex. a verse in which نَعْتَانُ occurs; but this correctly means نَأْخُذُ العِينَةَ [belonging to art. عين]. (TA.) One says, تَعاونوا عَلَي الأَمْرِ They aided, helped, or assisted, one another [lit. against, meaning, to accomplish, the affair]. (MA.) 8 اِعْتَوَنُوا and اِعْتَانُوا: see 6, in two places.10 استعانهُ and استعان بِهِ He sought, desired, demanded, or begged, of him, aid, help, or assistance. (MA.) You say, اِسْتَعَنْتُهُ, (Mgh,) or اِسْتَعَنْتُ بِهِ, (S, Msb,) or both, (K,) ↓ فَأَعَانَنِى (S, Mgh, Msb, * K) and ↓ عَاوَنَنِى, (S, TA,) for which last, ↓ عَوَّنَنِى is erroneously put in the copies of the K; (TA;) [i. e. I sought, &c., of him, aid, &c., and he aided me.] The alteration of the infirm letter [و into ا] is made in استعان and ↓ اعان in imitation of a general rule [which requires it when that alteration is made in the unaugmented triliteral verb], though عَانَ, aor. ـُ [as their source of derivation,] is not used. (TA.) ب [i. e. بِ] is called حَرْفُ اسْتِعَانَةٍ [A particle denotative of seeking aid, &c.,] because when you say ضَرَبْتُ بِالسَّيْفِ and كَتَبْتُ بِالقَلَمِ and بَرَيْتُ بِالمُدْيَةِ, it is as though you said اِسْتَعَنْتُ بِهٰذِهِ الأَدَوَاتِ عَلَي هٰذِهِ الأَفْعَالِ [meaning I sought aid of these instruments, or made use of them as means, against, i. e. to perform, these actions of smiting &c.]. (TA.) [And you say, استعان بِنَفْسِهِ, meaning He sought self-help, or exerted himself, فِي أَمْرٍ in an affair, and عَلَيْهِ against it, or him.]

A2: استعان signifies also He shaved his عَانَة, or pubes; (S, Msb, K;) and so ↓ تَعَيَّنَ, originally تَعَوَّنَ, on the authority of ISd. (TA.) عَوْنٌ (S, Mgh, K) and ↓ مَعُونَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَعْوُنَةٌ, (K, TA,) with damm to the و, agreeably, with analogy, (TA, [in the CK written مَعْوَنَةٌ,]) and ↓ مَعَانَةٌ (S, Msb, K) and ↓ مَعُونٌ, (S, K,) [respecting the second and last of which see what follows,] are simply substs., (Mgh, Msb, K,) and signify Aid, help, or assistance: (S, Mgh, * Msb, * K: *) عَوْنٌ is one of those quasi-inf. ns. that govern like the inf. n., i. e. like the verb; as in the saying, إِذَا صَحَّ عَوْنُ الخَالِقِ الْمَرْءَ لَمْ يَجِدْ عَسِيراً مِنَ الآمَالِ إِلَّا مُيَسَّرَا [When the Creator's aiding the man is true, he will not find such as is difficult, of hopes, otherwise than facilitated]: (I 'Ak, § إِعْمَالُ المَصْدَرِ:) or, accord. to AHei, it is an inf. n. [having no verb]: (TA:) ↓ مَعُونَةٌ is of the measure مَقْعُلَةٌ, (Az, Msb, TA,) from العَوْنُ; (Az, TA;) or, as some say, of the measure فَعُولَةٌ, from المَاعُونُ: (Az, Msb, TA:) one says, مَا عِنْدَكَ مَعُونَةٌ and ↓ مَعَانَةٌ and عَوْنٌ [i. e. There is not with thee any aid]: (S:) and ↓ مَا أَخْلَانِى فُلَانٌ مِنْ مَعَاوِنِهِ [Such a one did not make me to be destitute of his aids]; مَعَاوِنُ being pl. of مَعُونَةٌ: (S, TA:) ↓ مَعُونٌ is said by Ks to be syn. with مَعُونَةٌ; (S;) and he says that it is the only masc. of the measure مَفْعُلٌ except مَكْرُمٌ: (TA:) an ex. of it occurs in a verse of Jemeel cited voce أَىُّ: Fr says that it is pl. [virtually, though not in the language of the grammarians,] of مَعُونَةٌ; (S, TA;) and that there is no sing. of the measure مَفْعُلٌ. (S. [On this point, see مَأْلُكٌ, voce أَلُوكٌ.]) b2: Also An aid, as meaning an aider, a helper, or an assistant, (S, Msb, K,) to perform, or accomplish, an affair; (S, Msb;) applied to a single person, (K, TA,) and also to two, (TA,) and to a pl. number, (K, TA,) and to a male, (TA,) and to a female: (K, TA:) and [particularly] a servant: (Har p. 95:) [and an armed attendant, a guard, or an officer, of a king, and of a prefect of the police, and the like:] and ↓ عَوَانِيُّ is an appellation applied to an عَوْن [or armed attendant, or a guard,] who accompanies a Sultán, without pay, or allowance: (TA in art. تأر:) أَعْوَانٌ is pl. of عَوْنٌ; (Lth, S, Msb, K;) and ↓ عَوِينٌ is a quasi-pl. n., (K,) said by AA to be syn. with أَعْوَانٌ, and Fr says the like. (TA.) The Arabs say, السَّنَةُ جَآءَتْ مَعَهَا

أَعْوَانُهَا, meaning When drought comes, [its aiders] the locusts and the flies and diseases come with it. (TA.) And عَوْنٌ signifies Anything that aids, helps, or assists, one: for instance, [one says,] الصَّوْمُ عَوْنُ العِبَادَةِ [Fasting is the aider of religious service]. (Lth, TA.) b3: See also what next follows.

أَبُو عُونٍ, with damm, Dates: and salt: (K:) or ↓ أَبُو عَوْنٍ [thus, with fet-h,] has the latter meaning; salt being metonymically thus called because its aid is sought for the eating of food. (Har p. 227.) عَانَةٌ A herd of wild asses: (S, K:) and a she-ass: (K:) pl. عُونٌ, (S, K,) and some say عَانَاتٌ. (TA.) b2: And [hence, app.,] العَانَةُ is the appel-lation of (assumed tropical:) Certain white stars, beneath the سُعُود [pl. of سَعْد, q. v.]. (K.) A2: Also The pubes; i. e. the hair of the رَكَب; (S, Msb, K;) the hair that grows above the anterior pudendum; (Mgh;) or, [as some say,] above that of a woman: (TA:) or, accord. to Az (Mgh, Msb, TA) and AHeyth, (TA,) the place of growth of the hair above the anterior pudendum of a man (Msb, TA) and of a woman; (TA;) the hair itself being called the شِعْرَة (Mgh, Msb, TA) and the إِسْب; (Msb, TA;) though it is also called عانة (Mgh, Msb) by an extension of the proper meaning (Mgh) or by an ellipsis: (Msb:) the word is originally عَوَنَةٌ: (Msb:) and the dim. is ↓ عُوَيْنَةٌ. (Mgh.) A3: فُلَانٌ عَلَي عَلَي عَانَةِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ is a saying mentioned by Lh as meaning جَمَاعَتِهِمْ وَحُرْمَتِهِمْ [i. e., app., Such a one is over the collective body, or community, and those who are under the protection, of the tribe of Bekr Ibn-Wáïl]: and it is said to mean, he is manager, orderer, or regulator, of their affairs. (TA.) A4: And عَانَةٌ is said to signify in the dial. of 'AbdEl-Keys A share of water for land. (TA.) عَوَانٌ A beast of the bovine kind, or a cow, (Az, TA,) or anything, (S, TA,) [i. e.] an animal [of any kind]. (IAar, TA,) or a woman, and a beast, (Msb,) Of middle age, (Az, IAar, Msb, TA,) between such as is advanced in age and the youthful, (Az, TA,) neither young nor old; (IAar, TA:) so in the Kur ii. 63: (S, * TA:) or a cow, and a mare, that has brought, forth after her firstborn: (K, TA: [in the CK, البَكْرُ is erroneously put for البِكْرِ:]) and a woman who has had a hasland; (K, TA;) in the M, i. q. ثَيِّبٌ: (TA:) pl. عُونٌ, (S, Msb, K,) originally عُوُنٌ. (Msb, TA.) لَا تُعَلَّمُ العَوَانُ الخِمْرَةَ is a prov. [expl. in art. خمر.]. (S, TA.) And حَرْبٌ عَوَانٌ means (assumed tropical:) A war in which fighting has occurred once [and is occurring again]; (S, K;) as though they made the first [fighting] to be a بِكْر [or first-horn], (S.) And ضَرْبَةٌ عَوَانٌ (assumed tropical:) A blow inflicted by seizing an opportunity when the object is unaware, and requiring to be repeated: pl. ضَرَبَاتٌ عُونٌ, occurring in a trad., in which the blows of 'Alee are said to have been not of this kind, but such as are termed مُبْتَكِرَاتٌ. (L. [See بِكْرٌ, last sentence.]) b2: and Land watered by rain (K, TA) between two portions of land not so watered. (TA.) b3: And [the fem. i. e.] with ة, A tall palm-tree: (S, K:) of the dial. of 'Omán, (AHn, S, TA,) or of the dial. of Azd: (TA:) or one standing alone, apart from others. (IAar, TA.) عَوِينٌ quasi pl. n. of عَوْنٌ, q. v. (K.) عَوَانَةٌ [fem. of عَوَانَةٌ, q. v.

A2: And] A certain creeping thing (دَابَّة), less than the قُنْفُذ, [or hedgehog]: (K:) accord. to As, it is like the قُنْفُذ, found in the midst of an isolated portion of sand, appearing sometimes, and turning round as though it were grinding, then diving [into the sand], and also called the طَحَن [q. v.]: (TA:) and, (K, TA,) some say, (TA,) a certain worm in the sand, (K, TA,) that turns round many times. (TA.) عُوَيْنَةٌ dim of عَانَةٌ, q. v. (Mgh.) عَوَانِيٌّ: see عَوْنٌ, عَانِيَّةٌ Wine (خَمْر [in the CK erroneously حُمُر]) of 'Anch (عَانَة), a town on the Euphrates. (S, K.) Zuheyr speaks of the wine of 'Aneh (S, TA) in a verse in which be likens to it the saliva of a woman. (TA.) And [عَانِيَّة is used as a subst.:] one says, فُلَانٌ لَا يُحِبُّ إِلَّا العَانِيَّةَ وَلَا يَصْحَبُ إِلَّا الحَانِيَّةَ i. e. [Such a one does not love aught save] the wine of 'Auch, and [does not associate save with] the vintners. (A, TA.) مَعُونٌ: see عَوْنٌ, former half; each in two places.

مَعَانَةٌ: see عَوْنٌ, former half; each in two places.

مَعُنَةٌ and مَعْوُنَةٌ, and the pl. مَعَاوِنُ: see عَوْنٌ, former half, in four places. صَاحِبُ المَعُونَةِ [as used in post-classical times] means The officer appointed for the rectifying of the affairs of the commonalty: as though he were the aider of the wronged against the wronger; i. q. الوَالِي; or, as Esh-Shereeshee says, وَالِي الجِنَايَاتِ. (Har p. 261.) And دَارُ المَعُونَةِ was the appellation of The mansion of the شِحْنَة [q. v.], in Cairo. (Abulf. Ann. vol. iii. (tropical:) . 632.) مِعْوَانٌ A man who aids, helps, or assists, people much, or often; (S, K; *) or well: (K:) pl. مَعَاوِينُ. (TA.) One says, الكَرِيمُ مِعْوَانٌ [The generous is one who aids. &c.] and هُمْ مَعَاوِينُ فِي الخُطُوبِ [They are persons who aid, &c., in affairs, or great affairs, or afflictions]. (TA.) مُتَعَاوِنَةٌ A woman advanced in age, (S, K,) but not unless with fleshiness: (S:) or, accord. to Az, symmetrical, or proportionate, in her make, so that there is no appearance of protrusion, or protuberance, of her form: and accord, to the A, a woman fat, with symmetry, or proportionateness. (TA.) b2: And بِرْذَوْنٌ مُتَعَاوِنٌ [A hackney] whose strength and age have reached their full states [so I render the explanation لَحِقَتْ قُوَّنُهُ وَسِنُّهُ, in which I suppose لحقت to mean أَدْرَكَتْ]; as also مُتَلَاحِكْ [the fem. of which, applied to a she-camel, is expl. as meaning “ strong in make ”]. (TA.)

عون: العَوْنُ: الظَّهير على الأَمر، الواحد والاثنان والجمع والمؤنث

فيه سواء، وقد حكي في تكسيره أَعْوان، والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة: جاء

معها أَعْوانها؛ يَعْنون بالسنة الجَدْبَ، وبالأَعوان الجراد والذِّئاب

والأَمراض، والعَوِينُ اسم للجمع. أَبو عمرو: العَوينُ الأَعْوانُ. قال

الفراء: ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ. وتقول: أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه

واستَعَنْتُ به فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته

ثلاثي معتل، أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه، وإن لم

يُنْطَق بثُلاثِيَّة، فإِنه في حكم المنطوق به، وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين، وقد

شاع الإِعلال في هذا الأَصل، فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن

ثلاثية وإن لم يكن مستعملاً فإِنه في حكم ذلك، والإسم العَوْن والمَعانة

والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قال الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة في

قياس من جعله من العَوْن؛ وقال ناسٌ: هي فَعُولة من الماعُون، والماعون

فاعول، وقال غيره من النحويين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل

المَغُوثة من الغَوْث، والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق، والمَشُورة من أَشارَ

يُشير، ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ، وهو شاذ لأَنه ليس في كلام

العرب مَفْعُل بغير هاء. قال الكسائي: لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ، بضم

العين، إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما: المَعُون، والمَكْرُم؛

قال جميلٌ:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا إنْ لزِمْتِه،

على كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

يقول: نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة، وإن كثروا؛ وقال آخر:

ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ

(* قوله «ليوم مجد إلخ» كذا بالأصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم

هيجا). وقيل: مَعُونٌ جمع مَعونة، ومَكْرُم جمع مَكْرُمة؛ قاله الفراء.

وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بعضهم بعضاً. سيبويه: صحَّت واوُ

اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً

على أَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو تعاونوا؛ وقالوا: عاوَنْتُه

مُعاوَنة وعِواناً، صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف

قبلها. قال ابن بري: يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً؛ قال

ذو الرمة:

فكيفَ لنا بالشُّرْبِ، إنْ لم يكنْ لنا

دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، ولا نَقْدُ؟

أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لنا

فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟

وتَعاوَنَّا: أَعان بعضنا بعضاً. والمَعُونة: الإِعانَة. ورجل مِعْوانٌ:

حسن المَعُونة. وتقول: ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه، وهو وجمع مَعُونة.

ورجل مِعْوان: كثير المَعُونة للناس. واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني

وعاونَني. وفي الدعاء: رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ. والمُتَعاوِنة من

النساء: التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم؛ قال الأَزهري:

امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها. والنحويون

يسمون الباء حرف الاستعانة، وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم

وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال.

قال الليث: كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك، كالصوم عَوْنٌ على العبادة،

والجمع الأَعْوانُ. والعَوانُ من البقر وغيرها: النَّصَفُ في سنِّها. وفي

التنزيل العزيز: لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك؛ قال الفراء: انقطع

الكلام عند قوله ولا بكر، ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك، وقيل: العوان من

البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ. أَبو زيد: عانَتِ

البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً؛ والعَوان: النَّصَفُ التي بين

الفارِضِ، وهي المُسِنَّة، وبين البكر، وهي الصغيرة. ويقال: فرس عَوانٌ وخيل

عُونٌ، على فُعْلٍ، والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها،

وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود؛ وقال زهير:

تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا،

جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ.

فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغيثاً؛ يقول: إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً، قال:

ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل، وأَراد أَنهم

شُجْعان، فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا. أَبو زيد: بَقَرة عَوانٌ

بين المُسِنَّةِ والشابة. ابن الأَعرابي: العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ

بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير. قال الجوهري: العَوَان النَّصَفُ في

سِنِّها من كل شيء. وفي المثل: لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قال ابن

بري: أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ

القِناعَ بالخِمار. قال ابن سيده: العَوانُ من النساء التي قد كان لها

زوج، وقيل: هي الثيِّب، والجمع عُونٌ؛ قال:

نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ،

طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي.

تقول منه: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً، وعانت

تَعُونُ عَوْناً. وحربٌ عَوان: قُوتِل فيها مرة

(* قوله: مرة، أي مرّةً بعد

الأخرى). كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً، قال: وهو على المَثَل؛ قال:

حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ،

خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ

وحَرْبٌ عَوَان: كان قبلها حرب؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جهل:

ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟

بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي،

لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي.

وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً؛

العُونُ: جمع العَوان، وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى

المُراجَعة؛ ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة، والمرأَة العَوان وهي

الثيب، يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية.

ونخلة عَوانٌ: طويلة، أَزْدِيَّة. وقال أَبو حنيفة: العَوَانَةُ النخلة، في

لغة أَهل عُمانَ. قال ابن الأََعرابي: العَوانَة النخلة الطويلة، وبها

سمي الرجل، وهي المنفردة، ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة. قال ابن بري:

والعَوَانة الباسِقَة من النخل، قال: والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من

الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة. قال الأَصمعي: العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون

في وسط الرَّمْلة اليتيمة، وهي المنفردة من الرملات، فتظهر أَحياناً

وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص، قال: ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ، قال:

والعَوانة الدابة، سمي الرجل بها. وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ

ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه. والعَانة: القطيع

من حُمُر الوحش. والعانة: الأَتان، والجمع منهما عُون، وقيل: وعانات.

ابن الأَعرابي: التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته. والتَّوْعِينُ:

السِّمَن. وعانة الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ على فرجه، وقيل: هي

مَنْبِتُ الشعر هنالك. واسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ،

لم يَسْتَعِنْ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ.

البُرام: القُرادُ، لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته، وحَوامي

الموتِ: حوائِمُه فقلبه، وهي أَسباب الموت. وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على

القَتْل: أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ. وتَعَيَّنَ:

كاسْتَعان؛ قال ابن سيده: وأَصله الواو، فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ،

وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ، وهو أَضعف القولين

إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ

تَفَيْعَل. الجوهري: العانَة شعرُ الركَبِ. قال أَبو الهيثم: العانة

مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة، وفوق الذكر من الرجل، والشَّعَر

النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو

الصواب. وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم؛ هذه عن

اللحياني، وقيل: هو قائم بأَمرهم. والعانَةُ: الحَظُّ من الماء للأَرض، بلغة

عبد القيس. وعانَةُ: قرية من قُرى الجزيرة، وفي الصحاح: قرية على الفُرات،

وتصغير كل ذلك عُوَيْنة. وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ،

جَمَعُوا كما ثَنَّوْا. والعانِيَّة: الخَمْر، منسوبة إليها. الليث:

عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة؛ قال زهير:

كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ

من خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا.

وربما قالوا عاناتٌ

كما قالوا عرفة وعَرَفات، والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات

وأَذْرِعات؛ قال ابن بري: شاهد عانات قول الأَعشى:

تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً،

ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما.

قال: وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه:

تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين، وأَذرعاتِ بغير تنوين، وأَذرعاتَ بفتح

التاء؛ قال: وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه.

وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ

وعَوانةُ: أَسماء. وعَوانة وعوائنُ: موضعان؛ قال تأبَّط شرّاً:

ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ

عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا.

ومَعانُ: موضع بالشام على قُرب مُوتة؛ قال عبد الله ابن رَواحة:

أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ،

وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

عون
: (} العَونُ: الظَّهِيرُ) على الأمْرِ، (للواحِدِ) والاثْنَيْن (والجَمْعِ) ، والمُذَكَّرِ (والمُؤَنَّثِ، ويُكَسَّرُ {أَعْواناً) والعَرَبُ تقولُ: إِذا جاءَتِ السَّنة: جاءَ مَعهَا أَعْوانُها، يَعْنُونَ بالسَّنةِ الجَدْبَ،} وبالأَعْوانِ الجَرادَ والذباب والأَمْراضَ.
وقالَ اللَّيْثُ: كلُّ شيءٍ {أَعانَكَ فَهُوَ} عَوْنٌ لَكَ، كالصَّوْمِ عَوْنٌ على العِبادَةِ، والجَمْعُ {أَعْوانٌ.
(} والعَوينُ: اسمٌ للجمعِ) .
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {العَوينُ:} الأَعْوانُ.
قالَ الفرَّاءُ: ومثْلُه طَسِيسٌ جَمْعُ طَسَ. ( {واسْتَعَنْتُه و) } اسْتَعَنْتُ (بِهِ {فأَعانَنِي) إعانَةً (} وعَوَّنَنِي) {تَعْويناً، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ:} عاوَنَنِي، وإِنَّما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإنْ لم يكنْ تحْتَه ثلاثيٌّ مُعْتل، أَعْنِي أَنَّه لَا يُقالُ {عانَ} يَعُونُ كَقَامَ يَقُومُ لأنَّه وَإِن لم يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإنَّه فِي حكْمِ المَنْطوق بِهِ، وَعَلِيهِ جاءَ {أَعانَ} يُعِين، وَقد شاعَ اَلإعْلالُ فِي هَذَا الأصْلِ، فلمّا اطّرد الإِعْلالُ فِي جمِيعِ ذَلِك دَلَّ على أَنَّ ثُلاثِيَّه وَإِن لم يكنْ مُسْتَعْملاً فإنّه فِي حكْمِ ذلِكَ، (والاسمُ {العَوْنُ} والمَعانَةُ {والمَعْوَنَةُ} والمَعُوْنَةُ) ، بضمِّ الواوِ على القِياسِ، وذَكَرَ أَبو حيَّان فِي شرْحِ التَّسْهيل أنَّ العونَ مَصْدَرٌ، وصَوَّبَه عبدُ الحكِيمِ فِي حواشِي المطول. وقالَ بعضُ النّحوِيّين: {المَعُونَةُ مَفْعُلة مِن العَوْن كالمَغُوثَة مِن الغَوْثِ، والمَضُوفَة مِن أَضافَ إِذا أَشْفَق، والمَشْورَة مِن أَشارَ يُشِير، (و) مِن العَرَبِ مَنْ يحْذِفُ الهاءَ فيقولُ (} المَعُونُ) ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّه ليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ مَفْعُل بغيرِ هاءٍ.
وقالَ الكِسائيّ: لَا يأْتي فِي المُذَكَّر مَفْعُلُ، بضمِّ العَيْن إلاَّ حَرْفان جاءَا نادِرَيْن لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قالَ جَميلٌ:
بُثَيْنَ الْزَمي لَا إنَّ لَا إنْ لزِمْتِهعلى كَثْرَة الواشِينَ أَيُّ! مَعُونِ يقولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلَك لَا فِي رَدِّ الوُشَاة، وَإِن كَثرُوا؛ وقالَ آخَرُ:
ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ وقيلَ: هُما جَمْعُ {مَعُونَة ومَكْرُمَة؛ قالَهُ الفرَّاءُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ:} والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِياسِ مَنْ جَعَلَه مِن العَوْنِ.
وقالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولَة مِن الماعُونِ، والمَاعُون فاعُولٌ، وَقد نَقَلَهُ الشَّهاب فِي أَوَّلِ البَقَرَةِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه الّلهُ تعالَى: وَفِيه تأَمّل وَقد مَرَّ البَحْثُ فِيهِ فِي م ل ك، ويأْتي شيءٌ مِن ذلِكَ فِي معن.
( {وتَعاوَنُوا واعْتَوَنُوا:} أعانَ بعضُهم بَعْضًا) .
قالَ سِيْبَوَيْه: صحَّت واوُ اعْتَوَنُوا لأَنَّها فِي معْنَى {تَعاوَنُوا، فجعَلُوا تَرْكَ الإِعْلالِ دَليلاً على أَنّه فِي معْنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّتِه، وَهُوَ تَعاوَنُوا.
(و) قَالُوا: (} عاوَنَهُ {مُعاوَنَةً} وعِواناً) ، بالكسْرِ: ( {أَعانَهُ) ، صحت الواوُ فِي المَصْدَرِ لصحَّتِها فِي الفِعْل لوقُوعِ الأَلفِ قَبْلها.
(} والمِعوانُ: الحَسَنُ {المَعُونَةِ) للنَّاسِ، (أَو كثيرُها) . يقالُ: الكَرِيمُ} مِعْوانٌ، والجَمْعُ {مَعاوِينُ، وهُم مُعاوِين فِي الخُطُوبِ.
(} والعَوانُ، كسَحابٍ، من الحُروبِ: الَّتِي قُوتِلَ فِيهَا مَرَّةً) كأَنَّهم جَعَلُوا الأُولَى بكرا، وَهُوَ على المَثَلِ: قالَ:
حَرْباً {عواناً لَقِحَتْ عَن حَولَلٍ خَطَرتْ وَكَانَت قبْلها لم تَخْطُرِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي جَهْل:
مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ باذِلُ عَاميْنِ حَدِيثٌ سِنِّيلمِثْل هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي (و) } العَوانُ (من البَقَرِ والخَيْلِ: الَّتِي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِها البِكْرِ) .
وَفِي التَّنزيلِ العَزيزِ: {لَا فارِضٌ وَلَا بِكْرٌ! عَوانٌ بينَ ذلِكَ} .
قالَ الفرَّاءُ: انْقَطَعَ الكَلامُ عنْدَ قوْلِه وَلَا بكْرٌ، ثمَّ اسْتأْنَفَ فقالَ عَوانٌ بينَ ذلِكَ. وقالَ أَبو زيْدٍ: {عانَتِ البَقَرَةُ} تَعُونُ {عُؤُوناً: صارَتْ} عَواناً، وَهِي النَّصَفُ بينَ المُسِنَّة والشابَّةِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {العَوَانُ مِن الحيوانِ السِّنُّ بينَ السَّنَّيْنِ لَا صَغِير وَلَا كَبِيرِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: العَوَانُ النَّصَفُ فِي سِنِّها مِن كلِّ شيءٍ.
(و) العَوَانُ (مِن النِّساءِ: الَّتِي) قد (كانَ لَهَا زَوْجٌ) .
وقيلَ: هِيَ الثيِّبُ؛ كَذَا فِي المُحْكَمِ؛ (ج} عُونٌ بالضَّمِّ) . والأَصْلُ {عُوُن، كَرِهُوا الضمَّةَ على الواوِ فسكَّنُوها، وكذلِكَ يقالُ رجُلٌ جَوادٌ وقوْمٌ جُودٌ؛ قالَ زهيرٌ:
تَحُلُّ سُهُولَها فَإِذا فَزَعْناجَرَى منهنَّ بالآصالِ عُونُيقولُ: إِذا أَغَثْنا رَكِبْنا الخَيْلَ.
وقالَ آخَرُ:
نَواعِم بَين أَبْكارٍ} وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي (و) {عَوانٌ: (د بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.
(و) } العَوانُ: (الأرضُ المَمْطُورَةُ) بينَ أَرْضينِ لم تمطر.
(و) ! العَوانَةُ (بهاءٍ: النّخْلَةُ الطَّويلَةُ) ، أَزْديَّةٌ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: عُمانِيّة.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ المُنْفرِدَةُ ويقالُ لَهَا القِرْواحُ والعلْبَة، وَبهَا سُمِّي الرَّجُل.
وقالَ ابنُ بَرِّي العَوَانَةُ الباسِقَةُ مِن النَّخْلِ.
(و) أَيْضاً: (دابَّةٌ دُونَ القُنْفُذِ (.
(وقالَ الأصمعيّ: تكونُ القُنْفُذ فِي وَسَطِ الرَّمْلةِ اليَتِيمةِ المنفردة من الرَمَلات فتظهرُ أَحياناً وتَدُورُ كأَنَّها تَطْحَنُ ثمَّ تَغُوصُ، قالَ: ويقالُ لهَذِهِ الدابَّةِ الطُّحَنُ، وَبهَا سُمِّي الرَّجُلُ.
(وقيلَ: هِيَ (دودة فِي الرَّمْلِ) تَدُورُ أَشْواطاً كَثيرَةً.
(و) {عَوانَةُ: (ماءٌ بالعَرْمَةِ) بالصمَّانِ.
(} والعانَةُ: الأَتانُ.
(و) أَيْضاً: (القَطيعُ من حُمُرِ الوَحْشِ، ج {عُونٌ، بالضَّمِّ) .
وقيلَ:} وعانات.
(و) {العانَةُ: (شَعَرُ الرَّكَب) أَي النَّابِتُ على قُبُلِ المرْأَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ أَبو الْهَيْثَم: العانَةُ: مَنْبت الشَّعرَ فوْقَ القُبُلِ مِن المرْأَةِ، وفوْقَ الذّكَرِ مِن الرَّجُلِ؛ والشَّعَرُ الثابتُ عَلَيْهِمَا يقالُ لَهُ الإسْبُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ.
(} واسْتَعانَ: حَلَقَهُ) ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
مِثْل البُرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ أَي لم يَحْلِقْ {عانَتَه.
وقالَ بعضُ العَرَبِ وَقد عَرَضَه رجُلٌ على القَتْل: أَجِرْلي سَراوِيلِي فإنِّي لم أَسْتَعِنْ.
(و) } عانَةُ: (ة على الفُراتِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي بالُقْرِبِ مِن حديثَة النُّور؛ مِنْهَا يعيشُ بنُ الجهْمِ {العانيُّ عَن عبدِ المجيدِ بنِ أَبي رَوَّاد، وَعنهُ الحُسَيْنُ بنُ إدْرِيس؛ (يُنْسَبُ إِلَيْهَا الخَمْرُ} العانِيَّةُ) ؛ قالَ زهيرٌ:
كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرَى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ {عانَةَ لمَّا يَعْدُ أَن عَتَقاومِن سَجَعاتِ الأساس: فلانٌ لَا يُحبُّ إلاَّ} العانِيَّة وَلَا يَصْحَب إلاَّ الحانِيَّة، أَي خَمْرُ! عانَةَ وأَصْحاب الحَانَات. (و) {العانَةُ: (كَواكِبُ بيضٌ أَسْفَلَ من السُّعودِ.
(} وعانَتِ المرأَةُ) {تَعُونُ} عَوْناً، ( {وعَوَّنَتْ} تَعْويناً: صارَتْ عَواناً) ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
(وأَبو {عُونٍ، بالضَّمِّ: التَّمْرُ والمِلْحُ.
(وبِئْرُ} مَعُونَةَ، بضمِ العينِ: قُرْبَ المَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام، فِيهِ أَمْران: الأَوَّل: أَنَّ الأَولى ذِكْره فِي معن كَمَا فَعَلَه غيرُهُ، فإنَّ الميمَ أَصْليَّة كَمَا سَيَأْتي. وَالثَّانِي: أَنَّ هَذِه البِئْرَ ليْسَتْ قُرْبَ المَدينَةِ، وَالَّتِي هِيَ كذلِكَ هِيَ بِئْرُ مَغُونَةَ، بالغَيْنِ المعْجمَةِ كَمَا سَيَأْتي إنْ شاءَ الّلهُ تَعَالَى.
قالَ ابنُ إسْحق: بئْرُ مَعُونَةَ بينَ أَرْضِ بَني عامِرٍ وحرَّة بَني سُلَيم.
وقالَ عرامٌ: بينَ جِبالٍ يقالُ لَهَا أُبْلَى فِي طرِيقِ المصعدِ مِن المَدينَةِ إِلَى مكَّةَ، وَهِي لبَنِي سُلَيْم.
وقالَ الوَاقِدِيّ: فِي أَرْضِ بَني سُلَيْم وأَرْض بَني كِلابٍ، وعنْدَها كانَ قصَّة الرَّجِيع.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (التَّعْوينُ: كَثْرَةُ بَوْكِ الحِمارِ {لِعانَتِهِ) .
والتَّعْوينُ: السِّمَن.
(و) قالَ غيرُهُ:} التَّعْوينُ: (أَن تَدْخُلَ على غَيْرِك فِي نَصيبِه.
( {وعُوائِنٌ) ، كعُلابِطٍ: (جَبَلٌ) ؛ قالَ تأَبَّطَ شرّاً:
وَلما سمعتُ العُوصَ تَدْعو تنفَّرَتْعصافيرُ رأْسِي من بَرًى فعَوائِنا (و) مِن المجازِ: (} المُتَعاوِنَةُ: المرأَةُ الطَّاعِنَةُ فِي السِّنِّ) ، وَلَا تكونُ إلاَّ مَعَ كَثْرَةِ اللّحْمِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وَهِي الَّتِي اعْتَدَلَ خَلْقُها فَلم يَبْدُ حَجْمُها.
وَفِي الأساسِ: امْرأَةٌ {مُتَعاوِنَةٌ: سَمِينَةٌ فِي اعْتِدالٍ.
(} وعَوْنٌ! وعُوَيْنٌ) ، كزُبَيْرٍ، ( {وعَوانَةُ} ومَعِينٌ) ، كأَمِيرٍ، ( {ومُعِينٌ) ، بضمِ الميمِ: (أَسْماءٌ) : فَمن الأَوَّلُ: عَونُ الدِّيْن بنُ هُبَيْرَةَ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ قراطاشي بنُ طَنْطاش العَوْنيُّ عَن ابنِ الطيوريّ، وابْنَتُه فرحةُ رَوَتْ عَن أَبي القاسِمِ السَّمَرْقَنْدِي، وأَخُوه عليُّ بنُ طنطاش عَن ابنِ شاتيل.
ومِن الثَّالثِ: أَبو} عَوانَةَ يَعْقوبُ بنُ إسْحقَ بنِ إبراهيمَ الاسْفَرايني أَحَدُ حفَّاظِ الدُّنْيا، رحِمَه الله تعالَى.
ومِن الَّرابِعِ: يَحْيَى بنُ مَعِينٍ أَبو زكريَّا المري البَغْدادِيُّ إمامُ المحدِّثِين رَوَى عَنهُ الحافِظُ البُخارِي ومُسْلم وأَبو دَاودُ وُلِدَ سَنَة 158، وماتَ بالمَدينَةِ سَنَة 233، وَحمل على أَعوادِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ومِن الخامِسِ: عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ {المُعِينيُّ البَصْريُّ عَن أَبي يَعْلَى العبْدِيّ.
وأَبو} المُعِين محمدُ بنُ محمدِ النّسفيُّ صاحِبُ التَّبْصرةِ، رَوَى عَنهُ السَّمعانيُّ.
{والمُعِينُ بنُ أَبي العبَّاسِ: قاضِي الثَّغر سَمِعَ عَنهُ الذَّهبيُّ.
} ومُعِينُ الدِّيْن بنُ أَميرِ الجَيْش الشَّاميّ، هُوَ واقِفُ المُعِينِيّة بدِمَشْقَ، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اعْتانُوا:} أَعانَ بعضُهم بَعْضًا، عَن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة: فكيفَ النا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنادَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَمْ يَنْبَري لنافَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيْفِ شِيمَتُه الحَمْدُ؟ قلْتُ: والصَّحيحُ فِي معْنَى نَعْتان نأْخُذُ الْعينَة وَهُوَ المُناسِبُ لمَا بَعْده؛ ويُرْوَى.
فَتًى مثْلُ نَصْلِ السَّيْفِ ضَرَّتْ مَضارِبُه وَهُوَ لغيرِ ذِي الرُّمَّة.
وتقولُ: منا أَخْلاني فلانٌ مِن {مَعاوِنِه، وَهُوَ جَمْعُ} مَعُونَة.
والنَّحويّونَ يُسَمُّون الباءَ حَرْف الاسْتِعانَةِ، وذلِكَ أَنَّك إِذا قلْتَ ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ وكَتَبْتُ بالقَلَم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنَّك قُلْت اسْتَعَنْت بِهَذِهِ الأَدَوات على هَذِه الأَفْعالِ.
وَفِي المَثَل: لَا تُعَلَّم {العَوانُ الخِمْرَةَ، أَي أَنَّ المُجَرِّبَ عارِفٌ بأَمْرِه، كَمَا أَنَّ المرْأَةَ الَّتِي تَزَوَّجَتْ تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمارِ.
وضَرْبةٌ عَوانٌ: إِذا وَقَعَتْ مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إِلَى المُراجَعَةِ.
وقيلَ: هِيَ القاطِعَةُ الماضِيَةُ الَّتِي لَا تَحْتاجُ إِلَى المعاوَدَةِ.
وبِرْذَوْنٌ} مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِكٌ ومُتَلاحِكٌ إِذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه.
{وتَعَيَّنَ الرَّجُل: خَلَقَ} عانَتَه؛ وأَصْلُه الْوَاو؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
وفلانٌ على عانَةِ بكْرِ بنِ وائِلٍ: أَي جَمَاعَتهم وحُرْمَتِهم؛ عَن اللّحْيانيّ.
وقيلَ: هُوَ قائِمٌ بأَمْرِهم.
! والعانَةُ: الحَظُّ مِنَ الماءِ للأرْضِ، بلُغَةِ القَيْسِ. ويقالُ فِي {عانَة القَرْيَة المَذْكُورَة} عَانَاتٌ كَمَا قَالُوا عَرَفَة وعَرَفات؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشى:
تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيْرَها عَاما فعاماومَعانُ: موْضِعٌ بالشامِ، يأْتي ذِكْرُه فِي معن.
{والعُوَيْنةُ: تَصْغيرُ العانَةَ بمعْنَى الأَتانِ، وبمعْنَى مَنْبِتُ الشَّعَر.
وأَبو} عوينَةَ: بِئْرٌ لبعضِ العَرَبِ.
عون: {عوان}: نَصَف، بين الصغيرة والكبيرة.

النظر

النظر: طلب المعنى بالقلب من جهة الذكر، كما يطلب إدراك المحسوس بالعين، ذكره الحرالي، قال: وأول موقع العين على الصورة نظر، ومعرفة خبرتها الحسية بصر، ونفوذه إلى حقيقتها رؤية. فالبصر متوسط بين النظر والرؤية كما قال تعالى {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} . وقال غيره: تقليب البصر أو البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. ونظر الله إلى عباده إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم. والنظير: المثل، واصله المناظر كأنه ينظر كل منهما إلى صاحبه فيناديه. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر. والنظر: البحث، وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر ولا عكس.

النظر عند أهل الأصول: الفكر المؤدي إلى علم أو ظن.
النظر:
[في الانكليزية] Sight ،vision ،consideration ،meditation ،position ،thought ،reflection
[ في الفرنسية] Vue ،consideration ،meditation position ،pensee ،reflexion
بفتح النون والظاء المعجمة في اللغة نكريستن در چيزي بتأمل، يقال نظرت إلى الشيء كذا في الصراح. وعند المنجّمين كون الشيئين على وضع مخصوص في الفلك، فإن اجتمع الكوكبان غير الشمس والقمر في جزء واحد من أجزاء فلك البروج يسمّى قرانا ومقارنة، وإن كان أحد الكوكبين المجتمعين في جزء واحد شمسا والآخر كوكبا من الخمسة المتحيّرة يسمّى احتراقا، وإن كان أحدهما شمسا والآخر قمرا يسمّى اجتماعا، وإن لم يجتمع الكوكبان في جزء واحد، فإن كان البعد بينهما سدس الفلك بأن تكون مسافة ما بينهما ستين درجة من فلك البروج كأن يكون أحدهما في أول الحمل والآخر في أول الجوزاء يسمّى نظر تسديس، وإن كان البعد بينهما ربع الفلك أي تسعين درجة يسمّى نظر التربيع، وإن كان البعد بينهما ثلث الفلك أي مائة وعشرين درجة يسمّى نظر التثليث، وإن كان البعد بينهما نصف الفلك أي مائة وثمانين درجة يسمّى مقابلة ومقابلة النيّرين أي الشمس والقمر يسمّى استقبالا، ونظرات القمر تسمّى امتزاجات وممازجات قمر ومقارنة الكواكب بعقدة القمر تسمّى مجاسدة، وإن لم يكن البعد بينهما كذلك فلا نظر بينهما.
اعلم أنّ نظر كلّ برج إلى ثالثة هو التسديس الأيمن وإلى الحادي عشر هو التسديس الأيسر، وإلى خامسه التثليث الأيمن وإلى تاسعه التثليث الأيسر، وإلى رابعه التربيع الأيمن وإلى عاشره التربيع الأيسر وقد مرّ ما يتعلّق بهذا في لفظ الاتصال. اعلم بأنّ عبد العلي البرجندي في شرح زيج (الغ بيك) يقول:

الأنظار نحو نظر المقابلة قسمان: أحدهما على التوالي ويقال له: أنظار أولى. وذلك لأنّ حركات الكواكب لهذا الجانب. فلذا يقولون:
أولا هذه الأنظار تقع. والثاني يقال له أنظار ثانية. ويقال للأولى أنظار يسرى، وللثانية أنظار يمنى. وذلك لأنّ أهل أحكام الفلك توهّموا كون الإنسان مستلقيا ورأسه لجهة القطب الشمالي. وقسم من هذه الأنظار حينا يعتبرونها من منطقة البروج، والنظرات التي يسطّرونها في دفاتر التقويم مبنية على هذا الاعتبار وحينا من معدّل النهار. وهذه معتبرة في أحكام المواليد، ويقولون لها أيضا مطارح الأشعّة ومطارح الأنوار وتخصيصهم مطرح الشّعاع بهذه المواضع من حيث أنّ آثار وقوع الشّعاع يظهر في هذه المواضع، ولأنّ صحّتها صارت معلومة بالتجارب الكثيرة وإلّا فإنّ أشعّتها تصل إلى جميع أجزاء الفلك. انتهى كلامه. وإنّ نظرات البيوت والأشكال والنقاط في علم الرمل يأخذونها على هذا النحو، إلّا إذا لاحظوا بيوت الرمل بدلا من أجزاء فلك البروج وبدلا من كواكب الأشكال نقاط الاعتبار.
وأمّا عند غيرهم كالمنطقيين فقيل هو الفكر وقيل غيره وقد سبق. وقال القاضي الباقلاني النّظر هو الفكر الذي يطلب به علم أو غلبة ظنّ، والمراد بالفكر انتقال النفس في المعاني انتقالا بالقصد، فإنّ ما لا يكون انتقالا بالقصد كالحدس وأكثر حديث النفس لا يسمّى فكرا، وذلك الانتقال الفكري قد يكون بطلب العلم أو الظّنّ فيسمّى نظرا، وقد لا يكون كذلك فلا يسمّى به فالفكر جنس له وما بعده فصل له وكلمة، أو لتقسيم المحدود دون الحدّ.
وحاصله أنّ قسما من المحدود حدّه هذا أي الفكر الذي يطلب به علم، وقسما آخر حدّه ذاك أي الفكر الذي يطلب به ظنّ فلا يرد أنّ الترديد للإبهام فينافي التحديد والمراد بغلبة الظّنّ هو أصل الظّنّ، وإنّما زيد لفظ الغلبة تنبيها على أنّ الرجحان مأخوذ في حقيقة فإنّ ماهية الظّنّ هي الاعتقاد الراجح فلا يرد أنّ غلبة الظّنّ غير أصل الظّنّ فيخرج عنه ما يطلب به أصل الظّنّ، والمراد بطلب الظّنّ من حيث هو ظنّ من غير ملاحظة المطابقة للمظنون وعدمها، فإنّ المقصود الأصلي كالعمل في الاجتهاديات قد يترتّب على الظّنّ بالحكم بالنّظر إلى الدليل، فإنّ الحكم الذي غلب على ظنّ المجتهد كونه مستفادا من الدليل بحسب العمل به عليه من غير التفات إلى مطابقته وعدّ مطابقته سيّما عند من يقول بإصابة كلّ مجتهد، ولذا يثاب المجتهد المخطئ فلا يرد أنّ الظّنّ الغير المطابق جهل، فيلزم أن يكون الجهل مطلوبا وهو ممتنع إذ لا يلزم من طلب الأعمّ الذي هو الظّنّ مطلقا طلب الأخصّ الذي هو الظّنّ الغير المطابق، فلا يلزم طلب الجهل. وهذا التعريف يتناول النظر في التصوّر وفي التصديق لأنّ التصوّر مندرج في العلم، وكذا التصديق اليقيني مندرج فيه، فيتناول القطعي باعتبار مادته وصورته كالنّظر القياسي البرهاني والظّنّي من حيث المادة كالنّظر القياسي الخطابي، ومن حيث الصورة كالاستقراء والتمثيل، وكذا يتناول النّظر الصحيح والفاسد.
اعلم أنّ للنظر تعريفات بحسب المذاهب.
فمن يرون أنّه اكتساب المجهول بالمعلومات السّابقة وهم أرباب التعاليم القائلون بالتعليم والتعلّم يقولون إنّ النّظر ترتيب أمور معلومة للتأدّي إلى مجهول، وبعبارة أخرى ترتيب علوم الخ، إذ العلم والمعلوم متحدان والترتيب فعل اختياري لا بدّ له من علّة غائية، فالباعث على ذلك الفعل التأدّي إلى المجهول يقينا أو ظنّا أو احتمالا فهو الفكر، فخرج عنه المقدّمة الواحدة لأنّ الترتيب فيها ليس للتأدّي بل لتحصيل المقدّمة، وكذا خرج أجزاء النظر وترتيب الطرفين والنسبة الحكمية أو بعضها في القضية لتحصيل الوقوع واللاوقوع المجهول، وكذا خرج التنبيهات، وكذا خرج الحدس لأنّه سنوح المبادئ المرتّبة دفعة من غير اختيار، سواء كان بعد طلب أو لا، وأيضا ليس له غاية لعدم الاختيار فيه، ودخل فيه ترتيب المقدّمات المشكوكة المناسبة بوجود غرض التأدّي احتمالا، وكذا التعليم لأنّه فكر بمعونة الغير وكذا الحدّ والرسم الكاملان إلّا أنّ الأول موصل إلى الكنه والثاني إلى الوجه، لكنه يخرج عنه التعريف بالفصل والخاصّة وحدهما، وكون كلّ منهما قليلا ناقصا كما قاله ابن سينا لا يشفي العليل لأنّ الحدّ إنما هو لمطلق النّظر فيجب أن يندرج فيه جميع أفراده التامة والناقصة قلّ استعمالها أو كثر. ولهذا غيّر البعض هذا التعريف فقال هو تحصيل أمر أو ترتيب أمور للتأدّي إلى المجهول، وكذا دخل فيه قياسا المساواة والاستلزام بواسطة عكس النقيض وإن أخرجوهما عن القياس لعدم اللزوم لذاته، وكذا النّظر في الدليل الثاني لأنّ المقصود منه العلم بوجه دلالته وهو مجهول. وإنّما قيل للتأدّي ولم يقل بحيث يؤدّي ليشتمل النّظر الفاسد صورة أو مادة فيشتمل المغالطات المصادفة للبديهيات كالتشكيك المذكور في نفس اللزوم ونحوه لأنّ الغرض منها التصديق للأحكام الكاذبة وإن لم يحصل ذلك، وغيّر البعض هذا التعريف لما مر فقال النّظر ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره، والمراد بالعقل النفس لأنّ الملاحظة فعلها وأنّ المجرّدات علمها حضوري لا حصولي، والمتبادر من الملاحظة ما يكون بقصد واختيار فخرج الحدس ثم الملاحظة لأجل تحصيل الغير تقتضي أن يكون ذلك لتحصيل غاية مترتّبة عليه في الجملة فلا يرد النقض بالملاحظة التي عند الحركة الأولى والثانية إذ لا يترتّب عليه التحصيل أصلا، بل إنّما يترتّب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الأولى إلى انتهاء الحركة الثانية. نعم يترتّب على الملاحظة بالحركة الأولى في التعريف بالمفرد وهي فرد منه فتدبّر فظهر شمول هذا التعريف أيضا لجميع الأقسام. وأمّا من يرى أنّ النّظر مجرّد التوجّه إلى المطلوب الإدراكي بناء على أنّ المبدأ عام الفيض متى توجهنا إلى المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات، فمنهم من جعله عدميا فقال هو تجريد الذهن عن الغفلات المانعة عن حصول المطلوب، ومنهم من جعله وجوديا فقال هو تحديق العقل نحو المعقولات أي المطالب وتحديق النّظر بالبصر نحو المبصرات. وقد يقال كما أنّ الإدراك بالبصر يتوقّف على أمور ثلاثة: مواجهة البصر وتقليب الحدقة نحوه طلبا لرؤيته وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار، كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقّف على أمور ثلاثة: التوجّه نحو المطلوب أي في الجملة بحيث يمتاز المطلوب عمّا عداه كما يمتاز المبصر عن غيره بمواجهة البصر وتحديق العقل نحوه طلبا لإدراكه أي التوجّه التام إليه بحيث يشغله عما سواه كتقليب الحدقة إلى المبصر وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة. فإن قلت الاستعانة بالمعلومات بديهية فكيف ينكرها؟

قلت: لعلّه يقول إنّ إحضار المعلومات طريق من طرق التوجّه فإنّه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب، ولذا قد يحصل المطلوب بمجرّد التوجّه بدون معلومات سابقة على ما هو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة، والظاهر هو مذهب أرباب التعاليم. قيل والتحقيق الذي يرفع النزاع من المتقدّمين والمتأخّرين هو أنّ الاتفاق واقع على أنّ النّظر والفكر فعل صادر عن النفس لاستحصال المجهولات من المعلومات، ولا شكّ أنّ كلّ مجهول لا يمكن اكتسابه من أيّ معلوم اتفق، بل لا بدّ له من معلومات مناسبة إياه كالذاتيات في الحدود واللوازم الشاملة في الرسوم والحدود الوسطى في الاقترانيات، وقضية الملازمة في الشرطيات.
ولا شك أيضا في أنّه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أي وجه كانت بل لا بدّ هناك من ترتيب معيّن فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب، فإذا حصل لنا شعور بأمر تصوّري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل سواء قلنا إنّ ذلك الوجه هو المطلوب أو أنّ المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه فلا بدّ أن يتحرّك الذهن في المعلومات المخزونة عنده منتقلا من معلوم إلى معلوم آخر حتى يجد المعلومات المناسبة لذلك المطلوب وهي المسمّاة بمباديه. ثم أيضا لا بدّ أن يتحرّك في تلك المبادي ليرتّبها ترتيبا خاصا يؤدّي إلى ذلك المطلوب، فهناك حركتان مبدأ الأولى منهما هو المطلوب المشعور بذلك الوجه الناقص ومنتهاها آخر ما يحصل من تلك المبادئ ومبدأ الثانية أول ما يوضع منها للترتيب ومنتهاها المطلوب المشعور به على الوجه الأكمل. فالحركة الأولى تحصل المادة أي ما هو بمنزلة المادة أعني مبادئ المطلوب التي يوجد معها الفكر بالقوة، والحركة الثانية تحصل الصورة أي ما هو بمنزلة الصورة أعني الترتيب الذي يوجد معه الفكر بالفعل وإلّا فالفكر عرض لا مادة ولا صورة. فذهب المحقّقون إلى أنّ الفعل المتوسط بين المعلوم والمجهول للاستحصال هو مجموع هاتين الحركتين اللتين هما من قبيل الحركة في الكيفيات النفسانية إذ به يتوصّل إلى المجهول توصلا اختياريا، للصناعة الميزانية فيه مدخل تام، فهو النظر بخلاف الترتيب المذكور اللازم له بواسطة الجزء الثاني إذ ليس له مدخل تام لأنّه بمنزلة الصورة فقط.
وذهب المتأخّرون إلى أنّ النّظر هو ذلك الترتيب الحاصل من الحركة الثانية لأنّ حصول المجهول من مباديه يدور عليه وجودا وعدما. وأمّا الحركتان فهما خارجتان عن الفكر والنّظر إلّا أنّ الثانية لازمة له لا توجد بدونه قطعا والأولى لا تلزمه بل هي أكثري الوقوع معه، إذ سنوح المبادئ المناسبة دفعة عند التوجه إلى تحصيل المطلوب قليل، فالنزاع بين الفريقين إنّما هو في إطلاق لفظ النظر لا بحسب المعنى، إذ كلا الفريقين لا ينكران أنّ مجموع الحركتين فعل صادر من النفس متوسط بين المعلوم والمجهول في الاستحصال، كما لا ينكران الترتيب اللازم للحركة الثانية كذلك مع الاتفاق بينهما على أنّ النظرين أمران من هذا القبيل، ومختار الأوائل أليق بصناعة الميزان. ثم إنّ هذا الترتيب يستلزم التوجه إلى المطلوب وتجريد الذهن عن الغفلات وتحديق العقل نحو المعقولات فتأمّل حتى يظهر لك أنّ هذه التعريفات كلها تعريفات باللوازم وحقيقة النّظر هي الحركتان وأن لا نزاع بينهم بحيث يظهر له ثمرة في صورة من الصور.
اعلم أنّ الإمام الرازي عرّف النّظر بترتيب تصديقات يتوصّل بها إلى تصديقات أخر بناء على ما اختاره من امتناع الكسب في التصوّرات. قال السّيّد السّند في حواشي العضدي: إن قلت ماذا أراد القاضي بالنّظر المعرّف بما ذكره، أمجموع الحركتين كما هو رأي القدماء أم الحركة الثانية كما ذهب إليه المتأخّرون؟ قلت: الظاهر حمله على المعنى الأول إذ به يحصل المطلوب لا بالحركة الثانية وحدها انتهى. وفيه إشارة إلى جواز حمله على المعنى الثاني.
فائدة:
المشهور أنّ النّظر والفكر يختصان بالمعقولات الصّرفة لا يجريان في غيرها، والظاهر جريانهما في غيرها أيضا كقولك هذا جسم لأنّه شاغل للحيّز، وكلّ شاغل للحيّز جسم، كذا ذكر أبو الفتح في حاشية الجلالية للتهذيب. وبقي هاهنا أبحاث فمن أرادها فليرجع إلى حواشي شرح المطالع في تعريف المنطق.

التقسيم:
ينقسم النظر إلى صحيح يؤدّي إلى المطلوب وفاسد لا يؤدّي إليه، والصحة والفساد صنفان عارضان للنّظر حقيقة لا مجازا عند المتأخّرين. فإنّ الترتيب الذي هو فعل الناظر يتعلّق بشيئين أحدهما بمنزلة المادة في كون الترتيب به بالقوة وهو المعلومات التي يقع فيها الترتيب، والثاني بمنزلة الصورة في حصوله به بالفعل وهو تلك الهيئة المترتّبة عليها. فإذا اتصف كلّ منهما بما هو صحته في نفسه اتصف الترتيب بالصحة التي هي صفته وإلّا فلا، بخلاف ما إذا كان عبارة عن الحركتين لأنّ الحركة حاصلة بالفعل من مبدأ المسافة أعني المطلوب المشعور به بوجه إلى منتهاها، أعني الوجه المجهول، وليست بالقوة عند حصول المعلوم وبالفعل عند حصول الهيئة فلا يكون صحة النظر حينئذ بصحة المادة والصورة، بل بترتيب ما لأجله الحركة، أعني حصول المعلومات المناسبة والهيئة المنتجة، وبخلاف ما إذا كان النظر عبارة عن التوجّه المذكور، فإنّ العلوم السابقة لا مدخل لها في التأدية حينئذ فلا يكون صحته بصحة المادة والصورة أيضا.
قيل يرد على التعريفين قولنا زيد حمار وكلّ حمار جسم فإنّه يدخل في الصحيح مع أنه فاسد المادة. أقول: لا نسلّم تأديته إلى المطلوب فإنّ حقيقة القياس على ما صرّح به السّيّد السّند في حواشي العضدي وسط مستلزم للأكبر ثابت للأصغر، وهاهنا لا يثبت الوسط للأصغر فلا اندراج فلا تأدية في نفس الأمر. نعم إنّه يؤدّي بعد تسليم المقدمتين. ومنهم من قسّم النظر إلى جلي وخفي وهذا بعيد لأنّ النظر أمر يطلب به البيان فجلاؤه وخفاؤه إنّما هو بالنظر إلى بيانه وكشفه للمنظور فيه وهو لا يجامعه أصلا لكونه معدا له، فلا يتّصف بصفاته حقيقة بل مجازا، فما وقع في كلامهم من أنّ هذا نظر جلي وهذا نظر خفي فمحمول على التجوّز.
فائدة:
لا اختلاف في إفادة النظر الصحيح الظّنّ بالمطلوب، وأمّا في إفادته العلم به فقد اختلف فيه. فالجمهور على أنّه يفيد العلم وأنكره البعض وهم طوائف. الأولى من أنكر إفادته للعلم مطلقا وهم السّمنية المنسوبة إلى سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان قائلون بالتّناسخ وبأنّه لا طريق للعلم سوى الحسّ.
الثانية المهندسون قالوا إنّه يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيات والغاية القصوى فيها الظّنّ والأخذ بالأحرى والأخلق بذاته تعالى وصفاته وأفعاله. الثالثة الملاحدة قالوا إنّه لا يفيد العلم بمعرفة الله تعالى بلا معلّم يرشدنا إلى معرفته تعالى ويدفع الشبهات عنّا.
فائدة:
اختلف في كيفية حصول العلم عقيب النظر الصحيح، فمذهب الشيخ الأشعري أنّه بالعادة بناء على أنّ جميع الممكنات مستندة عنده إلى الله سبحانه ابتداء بلا واسطة وأنّه تعالى قادر مختار فلا يجب عنه صدور شيء ولا يجب عليه أيضا، ولا علاقة توجيه بين الحوادث المتعاقبة إلّا بإجراء العادة بخلق بعضها عقيب بعض كالإحراق عقيب مماسة النار والرّي بعد شرب الماء. ومذهب المعتزلة أنّه بالتوليد وذلك أنّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّرا غير الله تعالى، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه، وإمّا بالتوليد أي بتوسطه والنّظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. ومذهب الحكماء أنّه بسبب الإعداد فإنّ المبدأ الذي يستند إليه الحوادث في عالمنا هذا وهو العقل الفعّال أو الواجب تعالى بتوسط سلسلة العقول موجب عندهم عام الفيض، ويتوقّف حصول الفيض على استعداد خاص يستدعيه ذلك الفيض، والاختلاف في الفيض إنّما هو بحسب اختلاف استعدادات القوابل. فالنّظر يعدّ الذهن إعدادا تاما والنتيجة تفيض عليه من ذلك المبدأ وجوبا أي لزوما عقليا. ومذهب الإمام الرازي أنّه واجب أي لازم عقلا غير متولّد منه. قيل أخذ هذا المذهب من القاضي الباقلاني وإمام الحرمين حيث قالا باستلزام النظر للعلم على سبيل الوجوب من غير توليد. ونقل في شرح المقاصد عن الإمام. الغزالي أنّه مذهب أكثر أصحابنا، والقول بالعادة مذهب البعض.
فائدة:
شرط النّظر في إفادته العلم إمّا مطلقا صحيحا كان أو فاسدا، فبعد الحياة أمران وجود العقل الذي هو مناط التكليف وضدّه وهو ما ينافيه، فمنه ما هو عام يضاد النّظر وغيره وهو كلّ ما هو ضدّ للإدراك من النوم والغفلة ونحوهما، ومنه ما هو خاص يضاد النّظر بخصوصه وهو العلم بالمطلوب من حيث هو مطلوب والجهل المركّب به إذ صاحبهما لا يتمكّن من النّظر فيه، وأمّا العلم بالمطلوب من وجه آخر فلا بد فيه ليتمكّن طلبه ومن يعلم شيئا بدليل ثم ينظر فيه ثانيا ويطلب دليلا آخر فهو ينظر في وجه دلالة الدليل الثاني وهو غير معلوم. وأمّا الشرط للنظر الصحيح بخصوصه فأمران أن يكون النّظر في الدليل لا في الشبهة وأن يكون من جهة دلالته على المدلول.
فائدة:
النّظر في معرفته تعالى واجب إجماعا منّا ومن المعتزلة، واختلف في طريق ثبوت هذا الوجوب. فعندنا هو السمع وعند المعتزلة العقل. اعلم أنّ أوّل ما يجب على المكلّف عند الأكثرين ومنهم الأشعري هو معرفة الله تعالى إذ هو أصل المعارف وقيل هو النظر فيها لأنّ المعرفة واجبة اتفاقا والنظر قبلها وهو مذهب جمهور المعتزلة. وقيل هو أول جزء من أجزاء النظر. وقال القاضي واختاره ابن فورك وامام الحرمين أنّه القصد إلى النظر. وقال أبو هاشم أول الواجبات الشكّ وهذا مردود بلا شبهة.
فائدة:
القائلون بأنّ النظر الصحيح يفيد العلم اختلفوا في الفاسد، فقال الرازي إنّه يفيده مطلقا، والمختار عند الجمهور وهو الصواب أنّه لا يفيده مطلقا، والبعض على أنّ الفساد إن كان من المادة فقط استلزمه وإلّا فلا. وإن شئت توضيح تلك الأبحاث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع.

سبع

سبع: سبع: ورد هذا الفعل في المعجم اللاتيني - العربي مقابل اللفظة اللاتينية Lobo ولا ادري لماذا؟.
سَبَعَهُ: أبهته من الخوف (محيط المحيط).
سَبَّع (بالتشديد): طاف حول الكعبة سبعاً.
(معجم بدرون).
استسبع: ارتاع من السَبُع (مرجريت ص312) سَبْع. السبع: اختصار الروايات السبع (المقري 1: 885) أو الروايات السبع أو قراءات القرآن السبع (المقري 1: 562، 843، 870).
سبع معادن: ذوب معادن، مزج معادن (بوشر) سَبُع وسَبْع: ذئب (الكالا) وفيه: bobo ( سَبَع).
سَبُع وسَبْع وسَبَع: فهد (الكالا). سبع الأرض = كزبرة البئر (ابن البيطار 2: 4).
سبع البحر: ذئب البحر (الكالا).
سبع الشعراء: الافتيمون (ابن البيطار 2: 5) سبع الكتّان: نبات اسمه العلمي: Cuscuta epithymum ( ابن البيطار 2: 4) سَبْعَة، السبعة: مختصر قراءات السبعة (المقري 1: 834) وهي قراءات القرآن السبعة لأئمة القراء السبعة (المقري 1: 490، 828).
سبعة بذراع: صنف من التمر، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه من الطول بحيث يكون طول سبعة منها ذراعاً. (باجني ص150).
سبعة وسَبْعين: حريش، أم أربعة وأربعين. (بابن سميث 1554) وفي محيط المحيط: أبو سبعة وسبعين.
السَّبْعِيَّة: فرقة من غلاة الشيعة ذهبوا إلى أن النطقاء بالشريعة وهو آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ومحمد المهدي سابع النطقاء، وبين كل اثنين من النطقاء سبعة أئمة، ولابد في كل شريعة من سبعة يقتدى بهم (محيط المحيط: الشهرستاني طبعة هاربروكر 2: 514) سُبْعِيّ. دابّة سُبُعية: حيوان مفترس (فوك) وعند دي يونج فان رودنبورج (ص113): Zoebia وجار الأسد.
سَبْعُونّي. المصحف السبعوني: الترجمة السبعينية (بوشر).
سُبُوع: اليوم السابع من مرض المريض، واليوم السابع بعد وفاة الميت (محيط المحيط).
سِبِاعِيّ: أسدي، مختص بالأسد (بوشر).
سُبَاعّي: غلام طوله سبعة أشبار من الكعب حتى طرف أذنه، فإن كان طوله أقل من ستة أشبار قلت قيمته كما إذا زاد طوله على سبعة أشبار لأنه يكون عندئذ في هيئة الرجال فلا يصلح للخدمة في الحرم (عوادة ص632، وأنظر داسكرياك ص506). سُباعي: ذو سبعة أركان (الكالا، محيط المحيط).
سباعي: ما كان على سبعة احرف (محيط المحيط).
سُباعي: من المواليات: ما كان سبعة مصاريع، كل ثلاثة منها على قافية والسابع على قافية الثلاثة الأولى، ويقال له النعماني أيضاً (محيط المحيط).
سُباعّي: من ولد لسبعة اشهر من الحمل به (محيط المحيط).
سُباعّي انظر مُسَبَّع.
سُباعي: جمل يقطع مسافة سبعة أيام في يوم واحد (جاكسون ص40).
سباعيات: أحاديث رواها سبعة رواة بعضهم عن بعض (حاجى خليفة 3: 574، المقري 2: 769) سُبْوعي: تطلق على كل سبعة سنوات من عمر الإنسان (بوشر).
سُبَاعّية: كراسة ذات سبع ورقات، وتطلق على كل كراسة اتساعاً (بوشر) سابع: يوم السبعة بعد الزواج، ويسمى يوم الأسْبُوع (لين، ألف ليلة 2: 374) ويوم السبوع (لين) ويوم السابع (ألف ليلة برسل 5: 91) ويحتفل به كل من المرأة والرجل، غير أن الأغنياء منهم يحتفلون في كل يوم من أيام الزواج السبعة الأولى (أين عادات 2: 305) وقد أطلق سابع العروس على الأيام السبعة الأولى من الزواج اعتباطاً. وهذا ما يستنتج من عبارة للمقري يقول فيها في كلامه عن المظفر (1: 277): وكانت أيام حكمه كلها أعياداً. وقد استمر حكمه سبع سنوات أطلق عليها اسم السابع إشارة إلى سابع العروس.
ونجد في رحلة ابن بطوطة (1: 175) عبارة أربكت الناشرين يقول فيها ان التقي ادهم كان بدل أن يضاجع ابنة السلطان التي تزوجها مكرهاً، ينزوي في كل ليلة في زاوية من الغرفة ليصلى فيها حتى الصباح واستمر على ذلك طوال ليالي السابع أي طوال ليالي الأسبوع الأول من الزواج، وهذا هو صواب كتابتها بدل سبع ليالٍ كما في المطبوع منها.
سَوَابع: اليوم الثامن لوداع العيد في الكنيسة الرومانية وهو اليوم الثامن منذ الاحتفال بيوم العيد الكبير (فوك) وفيه أيضاً أسبوع (الكالا) أسبوع: كل سبع سنوات من حياة الإنسان (بوشر) أسبوع: اليوم الثامن لوداع العيد (فوك) انظر سابع.
مُسَبَّع: (عند المهندسين): سطح تحيط به سبعة أضلاع متساوية، ويقال له ذو سبعة أضلاع إن كانت غير متساوية (محيط المحيط).
مُسَبَّع (عند أهل التكسير). وفق مشتمل على تسعة وأربعين مربعا صغيراً ويسمى بمربع سبعة في سبعة أيضاً، وبالوفق السباعي (محيط المحيط) مُسَبَّع (عند الشعراء): قسم من المسمط (محيط المحيط) انظر: مسمط في مادة سمَّط.
مَسبوع: الذي ذعره السبع، والعامة تطلقه على كل مذعور (محيط المحيط).
(سبع) : اسْتَبَع الشيءَ. إذا سَرَقَه، وسَبَعَه أيضاً.
(سبع)
الْقَوْم سبعا كملهم سَبْعَة يُقَال هُوَ سَابِع سِتَّة وَأخذ سبع أَمْوَالهم وَالْحَبل جعله على سبع طاقات وَالذِّئْب الْغنم فرسها فَأكلهَا وَفُلَانًا ذعره وعابه وَشَتمه

(سبع) الْمَوْلُود حلق رَأسه وَذبح عَنهُ لسبعة أَيَّام وَالْبَقَرَة الوحشية أكل السَّبع وَلَدهَا
(سبع) الشَّيْء صيره سَبْعَة وَجعله ذَا سَبْعَة أَرْكَان وَالْعَمَل عمله سبعا أَو ضاعفه مُطلقًا يُقَال سبع الْإِنَاء غسله سبع مَرَّات وَسبع الله لَك الْأجر ضاعفه سبعا أَو أَكثر وَيُقَال سبع عِنْد امْرَأَته أَقَامَ عِنْدهَا سبع لَيَال وَالْحَامِل أسبعت وَالْقَوْم تَمُّوا سَبْعمِائة رجل وَفِي الحَدِيث (سبعت سليم يَوْم الْفَتْح)
(س ب ع) : (السَّبْعَةُ) فِي عَدَدِ الْمُذَكَّرِ وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ (سُبَيْعَةُ) بِنْتُ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةُ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ وَقِيلَ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقِيلَ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ وَوَزْنُ (سَبْعَةٍ) فِي (د ر) (وَالسُّبُعُ) جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةِ أَجْزَاءٍ وَمِنْهُ (أَسْبَاعُ) الْقُرْآنِ وَفِي الْوَاقِعَاتِ الْأَسْبَاعُ مُحْدَثَةٌ وَالْقِرَاءَةُ فِي الْأَسْبَاعِ جَائِزَةٌ (وَالْأُسْبُوعُ) مِنْ الطَّوَافِ سَبْعَةُ أَطْوَافٍ (وَمِنْهُ) طَافَ أُسْبُوعًا وَأُسْبُوعَاتٍ وَأَسَابِيعَ (وَأَرْضٌ مَسْبَعَةٌ) كَثِيرَةُ السِّبَاعِ.
س ب ع: السُّبْعُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةٍ وَ (سَبَعَ) الْقَوْمَ صَارَ (سَابِعَهُمْ) أَوْ أَخَذَ سُبْعَ أَمْوَالِهِمْ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (السَّبْعُ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَاحِدُ (السِّبَاعِ) وَ (السَّبُعَةُ) اللَّبُؤَةُ. وَأَرْضٌ (مَسْبَعَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ ذَاتُ سِبَاعٍ. وَ (السَّبِيعُ) السُّبْعُ. وَالْأُسْبُوعُ مِنَ الْأَيَّامِ. وَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا أَيْ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَثَلَاثَةُ (أَسَابِيعَ) . وَ (سَبَّعَ) الشَّيْءَ (تَسْبِيعًا) جَعَلَهُ سَبْعَةً. وَقَوْلُهُمْ وَزْنُ (سَبْعَةٍ) يَعْنُونَ بِهِ سَبْعَةَ مَثَاقِيلَ. 

سبع


سَبَعَ(n. ac.
سَبْع)
a. Was the seventh of; took a seventh of; made sevenfold
of seven strands (rope).
b. Shot at; frightened.
c. Reviled.
d. Stole, seized, carried off.

سَبَّعَa. Made seven, divided into seven parts; did seven times;
made a heptagon.
b. [La], Gave back sevenfold to.
سَاْبَعَa. Used foul language to.

أَسْبَعَa. Was seven.
b. Had his flocks attacked by wild beasts; gave to eat of
the flesh of wild beasts.
c. Put out to nurse (child).
إِسْتَبَعَa. see I (d)
سَبْع
[ fem. ]
a. Seven.
b. Place of the last judgment.
c. Grave (affair).
d. see 6
سَبْعَة
[ mas. ]
a. Seven.
b. Female wild beast.

سُبْع
(pl.
أَسْبَاْع)
a. Seventh part.

سَبَع
سَبُع (pl.
أَسْبُع سِبَاْع)
a. Wild beast, beast of prey.
b. [ coll. ], Lion.
سَبُعَةa. Female wild beast.

سَاْبِع
(pl.
سَبَعَة)
a. Seventh.

سُبَاْعِيّa. Sevenfold, consisting of seven parts.
b. Tall; big, bulky; fullgrown.

سَبِيْعa. see 3
N. P.
سَبَّعَa. Heptagon.

سَبْعِيْن سَبْعُوْن
a. Seventy.

أُسْبُوْع (pl.
أَسَاْبِيْعُ)
a. Week.
b. Seven times.
سبع
أصل السَّبْع العدد، قال: سَبْعَ سَماواتٍ [البقرة/ 29] ، سَبْعاً شِداداً [النبأ/ 16] ، يعني: السموات السّبع وسَبْعَ سُنْبُلاتٍ [يوسف/ 46] ، سَبْعَ لَيالٍ [الحاقة/ 7] ، سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف/ 22] ، سَبْعُونَ ذِراعاً [الحاقة/ 32] ، سَبْعِينَ مَرَّةً [التوبة/ 80] ، سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي
[الحجر/ 87] . قيل: سورة الحمد لكونها سبع آيات، السَّبْعُ الطّوال: من البقرة إلى الأعراف، وسمّي سور القرآن المثاني، لأنه يثنى فيها القصص، ومنه: السَّبْعُ، والسَّبِيعُ والسِّبْعُ، في الورود. والْأُسْبُوعُ جمعه: أَسَابِيعُ، ويقال: طفت بالبيت أسبوعا، وأسابيع، وسَبَعْتُ القومَ: كنت سابعهم، وأخذت سبع أموالهم، والسَّبُعُ:
معروف. وقيل: سمّي بذلك لتمام قوّته، وذلك أنّ السَّبْعَ من الأعداد التامّة، وقول الهذليّ:
كأنّه عبد لآل أبي ربيعة مسبع
أي: قد وقع السّبع في غنمه، وقيل: معناه المهمل مع السّباع، ويروى (مُسْبَع) بفتح الباء، وكنّي بالمسبع عن الدّعيّ الذي لا يعرف أبوه، وسَبَعَ فلان فلانا: اغتابه، وأكل لحمه أكل السّباع، والْمَسْبَع: موضع السَّبُع.
سبع
سَبَعْتُه: أي وَقَعْتَ فيه. وقَتَلْتَه. وذَعَرْته؛ جميعاً. وسَبَعَ الذئب الشاهَ: افْتَرَسَها. وراعِيها: مُسْبَع وسَبعْتُه: غَسَلْتَه سَبْع مرات.
والسبَاعِي من الجِمال: العَظيمُ الطَّويل. والمُسْبَع: المُسْلَم إلى الظؤورة. وفي لغَة تميمٍ: الدعِي. وفي لغة هُذَيل: المُهْمَلُ في الرُّعْي حتى صار كالسبُع. وهو وَلَدُ الزنا أيضاً.
والذي وُلدَ يسَبْعة أشْهُر فلم تُنْضِجْه الشُّهور، وامه: مُسْبعٌ. والذي يُنْسَب إلى سَبْعة آباء في العُبُودة أو اللؤم. والأسْبُوع: تَمامُ سَبْعة أيّام، ويُسَمى ذلك كلُّه اسْبوعاً واحداً، وكذلك الأسْبُوع من الطواف ونَحوه، وجَمْعُه أسابِيْعُ وأسْبُوْعات.
وسَبَعْتُهم: صِرْت سابِعَهم، وأنا سابع، والجمع سبَعَة. وأسْبَعْتُهم وسبعْتُهم: تممْتهم سَبْعَةً.
وسَقَيْنا الإبلسِبْعاً: أي السابعَ من يَوْم الشرْب. والسُّبْعُ والسَّبِيْعُ واحِدٌ.
وقَوْلُهم: " لأعْمَلَنً به عَمَلَ سَبْعَةٍ "، أرِيْدَ به المُبَالَغَةُ في الشر، وقيل: عَمَلَ سَبْعة رِجال، وقيل: أريْدَ سَبُعَة: وهي اللبُوءة. وأرْض مَسْبعةٌ: ذاتُ سِبَاع.
والسبُعُ من الطير: ما أكَلَ اللحمَ خالصاً. ورَجُلٌ سَبِيْعِي: من قَبيلةٍ من قَبائل اليَمَن.
وسَبُعَانُ: اسْمُ مَوضِع، ولم يَجِيء على هذا البِناءِ غَيْرُه.
س ب ع

هو سابع سبعة وسابع ستة، وثوب سباعيّ: سبع أذرع. ورجل سباعيّ البدن: تامة. وكانوا ستة فسبعتهم: جعلتهم سبعة. وسبع لامرأته: جعل لها سبعة أيام يقيم مغها حين يبني عليها. وسبّع القرآن: وظف عليه قراءته في سبعة أيام. وعن أعرابيّ: أعطه درهما يسبع الله تعالى به الأجر ويعشّر. واللهم سبع لفلان وعشّر من قوله تعالى " سبع سنابل " عشر أمثالها " وسبعت الإناء وغيره: غسلته سبع مرات. وأسبعت فلانة: ولدت لسبعة أشهر وولدها مسبع. وأقمت عندها أسبوعين وسبعين. قال أبو وجزة يصف السحاب:

وكركرته الصبا سبعين تحسبه ... كأنه بحيال الغور معقور

وطاف أسبوعاً وأسبوعات وأسابيع. وخلق الله تعالى السبعين وما بينها في ستة أيام. قال الفرزدق:

وكيف أخاف الناس والله قابض ... على الناس والسبعين في راحة اليد

وأرض مسبعة، وأسبع الطريق. قال:

طريق كنت تسلكه زمانا ... فأسبع فاجتنبه إلى طريق

وسبعت الذئاب الغنم، وسبعت الوحشية: أكل السبع ولدها فهي مسبوعة.

ومن المجاز: سبعه: وقع فيه. وما هو إلا سبع من السباع: للضرار. وفي مثل " أخذه أخذ سبعة " إذا كان أخذه أخذاً شديداً وهو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن ثعل، أو اللبؤة، أو سبعة رجال.
[سبع]  سَبْعَةٌ رجالٍ وسَبْعُ نسوةٍ. والسُبْعُ بالضم: جزءٌ من سَبْعَةٍ. والسِبْعُ بالكسر: الظِمْءُ من أظماء الإبل. وسَبَعْتُهُمْ أَسْبَعُهُمْ بالفتح، إذا كنت سابِعَهُمْ، أو أخذت سُبْعَ أموالهم. وسبعته، أي شتمته ووقعت فيه. وسَبَعَ الذئبُ الغنمَ، أي فَرَسَها. والسَبُعُ: واحد السِباعِ. والسَبُعَةُ: اللبؤةُ. وقولهم: " أخذه أَخْذَ سَبْعَةٍ " قال ابن السكيت: إنّما أصلها سبعة فخففت. واللبؤة أنزق من الاسد. وقال ابن الكلبى: هو سبعة ابن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيئ بن أدد، وكان رجلا شديدا. فعلى هذا لا يجرى للمعرفة والتأنيث. وقول الراجز:

يا ليت أنى وسبيعا في غنم * هو اسم رجل مصغر. وأرض مسبعة بالفتح: ذاتُ سِباعٍ. وأَسْبَعَ الرجل، أي وردتْ إبله سَبْعاً وأَسْبَعوا، أي صاروا سَبْعَةً. وأَسْبَعَ الرُعْيانُ، إذا وقع السبعُ في ماشيتهم، عن يعقوب. وأَسْبَعْتُهُ، أي أطعمته السَبُعَ. وأَسْبَعُ ابنَه، أي دفعه إلى الظُؤُورَةِ، ومنه قول رؤبة :

إن تميما لم يراضع مسبعا * وأسبع عَبْدَهُ، أي أهمله. قال أبو ذؤيب: صَخِبُ الشَوارِبِ لا يزالُ كأنّه * عَبْدٌ لآلِ أبي ربيعةَ مسبع * هذه رواية الاصمعي، وقال أبو سعيد الضرير: مسبع بكسر الباء. فشبه الحمار وهو ينهق بعبد قد صادف في غنمه سبعا، فهو يهجهج به ليزجره عنها. قال: وأبو ربيعة في بنى سعد بن بكر وفى غيرهم، ولكن جيران أبى ذؤيب بنو سعد ابن بكر، وهم أصحاب غنم. والمسبوعة: البقرة التى أكل السبع ولدها. وقولهم: هو سباعيُّ البدَنِ، أي تامُّ البدن. والسَبيعُ: بطن من همدان رهط أبى إسحاق السبيعى. والسبيع أيضا: السُبْعُ، وهو جزءٌ من سَبْعَةٍ والأُسْبوعُ من الأيام. وطفتُ بالبيتُ أسبوعا، أي سبع مرات، وثلاثة أسابيع. والسبعان بضم الباء: موضع، ولم يأت على فعلان غيره. قال ابن مقبل: ألا يا ديار الحى بالسبعان * أمل عليها بالبلى الملوان * وسبعت الشئ تسبيعا: جعلته سبعة. وقولهم: وزن سبعة، يعنون به سبعة مثاقيل. 
س ب ع : السُّبُعُ بِضَمَّتَيْنِ وَالْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَسْبَاعٌ وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ سَبِيعٌ مِثْلُ: كَرِيمٍ وَسَبَعْتُ الْقَوْمَ سَبْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ صِرْتُ سَابِعَهُمْ وَكَذَا إذَا أَخَذْتُ سُبُعَ أَمْوَالِهِمْ وَسَبَعْتُ لَهُ الْأَيَّامَ سَبْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ كَمَّلْتُهَا سَبْعَةً وَسَبَّعْتُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَالسَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاءِ مَعْرُوفٌ وَإِسْكَانُ الْبَاءِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُ وَهِيَ الْفَاشِيَةُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَلِهَذَا قَالَ الصَّغَانِيّ السَّبُعُ وَالسَّبْعُ لُغَتَانِ وَقُرِئَ بِالْإِسْكَانِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} [المائدة: 3] .
وَهُوَ مَرْوِيُّ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَطَلْحَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَأَبِي حَيْوَةَ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ أَحَدِ السَّبْعَةِ وَيُجْمَعُ فِي لُغَةِ الضَّمِّ عَلَى سِبَاعٍ مِثْلُ: رَجُلٍ وَرِجَالٍ لَا جَمْعَ لَهُ غَيْرُ ذَلِكَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ قَالَ الصَّغَانِيّ وَجَمْعُهُ عَلَى لُغَةِ السُّكُونِ فِي أَدْنَى الْعَدَدِ أَسْبُعٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَهَذَا كَمَا خُفِّفَ ضَبُعٌ وَجُمِعَ عَلَى أَضْبُعٍ وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ أَخَذَهُ أَخْذَ السَّبْعَةِ بِالسُّكُونِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْأَصْلُ بِالضَّمِّ لَكِنْ أُسْكِنَتْ تَخْفِيفًا.

وَالسَّبْعَةُ اللَّبُؤَةُ وَهِيَ أَشَدُّ جَرَاءَةً مِنْ السَّبُعِ وَتَصْغِيرُهَا سُبَيْعَةُ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَيَقَعُ السَّبُعُ عَلَى كُلِّ مَا لَهُ نَابٌ يَعْدُو بِهِ وَيَفْتَرِسُ كَالذِّئْبِ وَالْفَهْدِ وَالنَّمِرِ وَأَمَّا الثَّعْلَبُ فَلَيْسَ بِسَبُعٍ وَإِنْ كَانَ لَهُ نَابٌ لِأَنَّهُ لَا يَعْدُو بِهِ وَلَا يَفْتَرِسُ وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَأَرْضٌ مَسْبَعَةٌ بِفَتْحِ الْأَوَّل وَالثَّالِثِ كَثِيرَةُ السِّبَاعِ.

وَالْأُسْبُوعُ مِنْ الطَّوَافِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ سَبْعُ طَوْفَاتٍ وَالْجَمْعُ أُسْبُوعَاتٌ وَالْأُسْبُوعُ مِنْ الْأَيَّامِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَجَمْعُهُ أَسَابِيعُ وَمِنْ الْعَرَبِ مِنْ يَقُولُ فِيهِمَا سُبُوعٌ مِثَالُ قُعُودٍ وَخُرُوجٍ. 
(سبع) - قوله تبارك وتعالى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي}
يجوز أن يكون "من" للتَّبعيض؛ أي سَبْع آيات من جملة ما يُثْنَى به على الله عزَّ وجلّ من الآيات.
ويجوز أن يكون السَّبعُ هي "المَثَاني"، ويكون "من" للصِّفةِ كما قَالَ تَعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الَأوْثَانِ} ، لَا أنّ بَعضَها رِجسٌ دون بَعض
ويَجوزُ على هذا أن يكون المَعنَى سَبْعاً مَثاني. وقيل: السَّبع من المثاني: هي السبع الطُّوَال مِن البقرة إَلى الأعراف ستّ، واختلفوا في السّابعة، فقيل: يونس، وقيل: الأنفال والتوبة.
- في حديث سَلَمَة بنِ جُنادةَ: "إذَا كان يوم سُبُوعِه" هو لُغةٌ في الأُسبوع للأيام والطواف، والفصيح بالألف .
- في الحديث: "مَنْ لها يومَ السَّبْع يوم لا راعِىَ لها غَيْرى" أَمْلَى أبو عامر العَبْدرِىُّ الحافظ، عن ثابت بن بُنْدَار، وأحمدَ بن الحسين البَاقِلاَّني، قالا: أنا أبو القَاسِم عُبَيدُ الله بن عبد العزيز البَردَعِىّ، ثنا أبو الحسين محمد بن المُظَفَّر الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرَّملى قال: سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول: سمعت علىَّ بنَ المدِيني يقول: سمعت أَبَا عُبَيدَة معمر بن المثنى يقول: وذكر حَديثَ النبى - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَهَا يَومَ السَّبُع غيرى"
قال: يوم السَّبُع: عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوهم، وليس بالسَّبُع الذي يَأكُلُ الناسَ.
أملاه أبو عَامِر بضمِّ البَاءِ، وكان من العِلْم والإتقان بمكان، وبخَطِّ بعَضهِم بفَتْح البَاءِ وليس بشيء.
وفي رواية: "يوم تشغل عني"
وقال محمدُ بنُ عَمْرو بنِ عَلْقمة راوى الحديث: يَعنى يَومَ القيامة، وقيل: يوم السَّبْع - بسكون الباء -: أي يوم الفَزَع. يقال: سبَعَ الأَسدَ: أي ذَعَرَه، قال الطِّرِمَّاح: فلماّ عَوَى لِفْتَ الشِّمال سَبَعْتُه
كما أَنّ أحياناً لهنَّ سَبُوعُ
يَصِفُ الذِّئبَ.
- في حديث أبي المَلِيح عن أبيه - رضي الله عنه -: "نَهَى عن جُلُود السِّباعِ".
السِّباع: تَقَع على الأسد، والذِّئب، والضَّبُع وغيرها، واحدها سَبُعٌ. وكان مالك يَكرَهُ الصَّلاةَ في جلود السِّباع وإن دُبِغَت ويمنع من بيعها. ويرى الانتفاع بها، واحَتجَّ بالحديث جماعةٌ وقالوا: إنّ الدِّباغَ لا يُؤثِّر فيما لا يُؤكَل لَحمُه.
وذَهَب جماعة إلى أنّ النَّهى تناوَلَها قبل الدِّباغ، فأَمّا إذا دُبِغَت طَهُرت بدليل الأحاديث الأخرى.
وتأوَّلَه أصحابُ الشافعي انَّ الدِّباغ يُطَهِّر جلودَ السِّباع دُون شعورها، وأنَّه إنما نُهِى عنها من أجل شَعَرها، لأنّ جُلودَ النُّمورِ ونَحوها إنّما تُستَعْمل مع بقاء الشَّعَر عليها، وشَعَر المَيْتَة نَجِسٌ، فإذا دُبغ ونُتِف شَعَره فإنه طاهرٌ، وقد يكون النَّهى عنها أيضاً مِن أَجل أنّها مَراكِبُ أهل السَّرَفِ والخُيَلاء، وقد جاء النَّهى عن ركوب جلد النَّمِر أَيْضاً .
(س ب ع)

السَّبْعُ، والسَّبْعَة: من الْعدَد.

والسُّبُوعُ، والأسبوع: تَمام سَبْعِة أَيَّام.

وسَبَعَ الْقَوْم يسْبَعُهم سَبْعا: صَار سابعَهم.

وأسْبَعُوا: صَارُوا سَبْعة.

وَهَذَا سَبيعُ هَذَا: أَي سابِعُه.

وأسْبَعَ الشَّيْء وسَبَّعَهُ: صيره سَبْعَةً. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

كَنَعْتِ الَّتِي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها ... وقالَتْ حرَامٌ أنْ يُرَحَّل جارُها

يَقُول: إِنَّك واعتذارك بأنك لَا تحبها بِمَنْزِلَة امْرَأَة قتلت قَتِيلا، وضمت سلاحه، وتحرجت من ترحيل جارها، وظلت تغسل إناءها من سُؤْر كلبها سَبْعَ مَرَّات.

وَهَذِه دَرَاهِم وزن سَبْعَة: لأَنهم جعلُوا عشرَة دَرَاهِم، وزن سَبْعَةِ دَنَانِير.

وسُبِعَ الْمَوْلُود: حلق رَأسه، وَذبح عَنهُ لسبْعَة أَيَّام.

وأسْبَعَت الْمَرْأَة، وَهِي مُسْبِع، وسَبَّعَتْ: ولدت لسَبْعة أشهر. وَالْولد: مُسْبَع.

وسَبَّعَ الرجل: قعد مَعَ امْرَأَته أُسْبوعا. وسَبَّع الله لَك: أَي رزقك سَبْعَة أَوْلَاد، وَهُوَ على الدُّعَاء. وسَبَّع الله لَك أَيْضا: ضعف لَك مَا صنعت سَبْعَة أَضْعَاف. وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي لرجل أعطَاهُ درهما: سَبَّع الله لَك الْأجر. وسَبَّع الْإِنَاء: غسله سَبْعَ مرَّات.

والمُسْبَعُ: الَّذِي لَهُ سَبْعة آبَاء فِي الْعُبُودِيَّة، أَو فِي اللؤم.

وسَبَعَ الْحَبل: يَسْبَعُهُ َسْبعا: جعله على سَبْع قوى.

وبعير مُسَبَّع: إِذا زَادَت فِي مليحائه سَبْعُ محالات. والمُسَبَّع من الْعرُوض: مَا بني على سَبْعة أَجزَاء.

والسِّبْعُ: الوِرد لست لَيَال وسَبْعة أَيَّام وَالْإِبِل سَوَابعُ، وَالْقَوْم مُسْبِعُون. وَكَذَلِكَ فِي سَائِر الأظماء.

والسُّبْعُ: جُزْء من سَبْعة. وَالْجمع: أَسْبَاع.

وسَبَع الْقَوْم يسْبَعُهُم سَبْعا: أَخذ سُبْعَ أَمْوَالهم.

والسَّبُعُ من الْبَهَائِم العادية: مَا كَانَ ذَا مخلب. وَالْجمع أسْبُع، وسِباع. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر على غير سِباع. وَأما قَوْلهم فِي جمعه سُبُوع: فمشعر أَن السَّبْع لُغَة فِي السَّبُع لَيْسَ بتَخْفِيف، كَمَا ذهب إِلَيْهِ أهل اللُّغَة، لِأَن التَّخْفِيف لَا يُوجب حكما عِنْد النَّحْوِيين. على أَن تخفيفه لَا يمْتَنع وَقد جَاءَ كثيرا فِي أشعارهم، قَالَ:

أمِ السَّبْعُ فاسْتَنْجُوْا وأينَ نَجاؤُكم ... فهذَا ورَب الرَّاقِصات المُزَعْفَرُ

وَأنْشد ثَعْلَب:

لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عَلَيْهِ شَذَاتُهُ ... فإنْ لم يَزَعْ مِنْ غَرْبهِ فَهُوَ آكِلُهْ

وَقَوْلهمْ: " أَخذه أَخذ سَبْعة ": إِنَّمَا أَصله سَبُعة، فَخفف. واللبؤة أنزق من الْأسد، فَلذَلِك لم يَقُولُوا: أَخذ سَبْع. وَقيل: هُوَ رجل اسْمه سَبْعَة بن عَوْف، وَكَانَ شَدِيدا، فَأَخذه بعض مُلُوك الْعَرَب، فنكل بِهِ. وَجَاء الْمثل بِالتَّخْفِيفِ، لما يؤثرونه من الخفة.

وأسْبَعَ الرجل: أطْعمهُ السَّبُع.

والمُسْبَع: الَّذِي أغارت السِّباع على غنمه، فَهُوَ يَصِيح بالسباع وَالْكلاب. قَالَ:

قد أُسْبِعَ الرَّاعِي وضَوْضَى أكلُبُهْ

وأسْبَع الْقَوْم: وَقع السَّبُع فِي غَنمهمْ. وسَبَعَت الذئاب الْغنم: فرستها فَأَكَلتهَا.

وَأَرْض مَسْبَعة: ذَات سِباع. قَالَ لبيد:

إليْكَ جاوَزْنا بِلاداً مَسْبَعَهْ

ومَسْبَعة: كَثِيرَة السِّباع. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بَاب مَسْبَعَة ومَذْ أبَة ونظيرهما مِمَّا جَاءَ على مَفْعَلة، لَازِما لَهُ الْهَاء، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء يُقَال، إِلَّا أَن تقيس شَيْئا، وَتعلم مَعَ ذَلِك أَن الْعَرَب لم تكلم بِهِ، وَلَيْسَ لَهُ نَظِير من بَنَات الْأَرْبَعَة عِنْدهم، وَإِنَّمَا خصوا بِهِ بَنَات الثَّلَاثَة لخفتها، مَعَ أَنهم يستغنون بقَوْلهمْ: كَثِيرَة الثعالب وَنَحْوهَا.

وعبدٌ مُسْبَع: مهمل جريء، ترك حَتَّى صَار كالسَّبُع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف حمَار الْوَحْش:

صَخِبُ الشَّوَاربِ لَا يَزالُ كأنَّهُ ... عَبْدٌ لآل أبي رَبيعةَ مُسْبَعُ

والمُسْبَع: الدعي. والمُسْبَع: الْمَدْفُوع إِلَى الظئورة، قَالَ العجاج:

إنّ تميما لم يُرَاضِعُ مُسْبَعَا

ولمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعا

وسَبَعَهُ يَسَْعُه سَبْعا: طعن عَلَيْهِ وعابه.

والسِّباعُ: الْفَخر بِكَثْرَة الْجِمَاع. وَفِي الحَدِيث: " انه نهى عَن السِّباع ". وَقيل: السِّباع: الْجِمَاع نَفسه. وَفِي الحَدِيث: " انه صَبَّ على رَأسه المَاء من سِباعٍ ". هَذِه الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وبَنو سَبيع: قَبيلَة.

والسِّباعُ، ووادي السِّباع: موضعان. أنْشد الْأَخْفَش:

أأطلال دارٍ بالسِّباع فحَمَّتِ ... سألْتُ فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثمَّ صَمَّتِ وَقَالَ سحيم بن وثيل الريَاحي:

مَررْتُ على وَادي السِّباعِ وَلَا أرَى ... كَوادي السِّباعِ حِينَ يُظْلِمُ وَادِيا

وَكَذَلِكَ السَّبُعان. قَالَ ابْن مقبل:

أَلا يَا ديار الحَيّ بالسَّبُعانِ ... أمَلَّ علَيها بالبِلَى المَلَوَان

والسُّبَيْعان: جبلان، قَالَ الرَّاعِي:

كأنيِّ بصَحْراء السُّبَيْعَينِ لم أكُنْ ... بأمثالِ هِنْدٍ قبلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا

وسُبَيع، وسَبيع، وسِباع: أَسمَاء.

وأُمُّ الأسْبُع: امْرَأَة.

وسُبَيعة بن غزال: رجل من الْعَرَب، لَهُ حَدِيث.

وَوزن سَبْعَة: لقب.
سبع
سبَعَ يَسبَع ويسبُع ويَسبِع، سَبْعًا، فهو سابِع، والمفعول مَسْبوع
• سبَع الشَّيءَ: أخذ سُبْعه، أي جزءًا من سَبْعة أجزاء متساوية.
• سبَع فلانًا: أخذ سُبْع ماله.
• سبَع القومَ: صار سابِعهم، كمّلهم بنفسه سبعة.
• سبَع الذِّئبُ الغنمَ: افترسَها. 

أسبعَ يُسبع، إسباعًا، فهو مُسبِع، والمفعول مُسبَع (للمتعدِّي)
• أسبع القومُ: صاروا سَبْعَة.
• أسبعتِ الحامِلُ: ولدت في الشّهر السابع من حَمْلها.
• أسبع الطَّريقُ أو المكانُ: كثُرت به السِّباعُ.
• أسبع الشَّيءَ: صيَّره سَبْعَة "أسبع الشكلَ: صيَّره ذا سبعة أركان". 

سبَّعَ يُسبِّع، تسبيعًا، فهو مُسبِّع، والمفعول مُسبَّع (للمتعدِّي)
• سبَّع الشَّخصُ: مضى عليه أسبوع "سبَّعتِ العروسُ: مضى على دخولها أسبوع- سبَّعتِ الوالدةُ: مضى على ولادتها أسبوع- سبَّع المولود: مضى على ولادته أسبوع".
• سبَّعتِ الحاملُ: أسبعت، ولدت لسبعة أشهر.
• سبَّعَ السِّتَّةَ: سبعَهم، جعلهم سَبْعة بانضمامه إليهم.
• سبَّع الإناءَ: غسله سبعَ مرّات.
• سبَّع الشَّيءَ:
1 - جعله ذا سَبْعة أركان أو أجزاء "سبَّع البناءَ".
2 - صيّره سَبْعَة "سبَّع دخلَه/ ربحه: ضاعفه سبع مرّات" ° سبَّع اللهُ لك الأجرَ: ضاعفه سبعًا أو أكثر- سبَّع عند امرأته: أقام عندها سبع ليالٍ. 

أُسْبوع [مفرد]: ج أسابيعُ: سبعة أيّام متتالية "قضينا أسبوعًا خارج البلاد" ° أُسْبوع الآلام: الأسبوع الذي يبدأ بيوم الأحد السابق لعيد الفِصْح عند المسيحيّين- ابن أسبوعين: البدر لأربع عشرة ليلة- جريدة أسبوعيَّة/ صحيفة أسبوعيَّة/ مجلة أسبوعيَّة: تصدر كلّ أسبوع- في بحر أسبوع: في خلاله- نصف أسبوعيّ: حدث يقع مرَّتين في الأسبوع. 

سابِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سبَعَ.
2 - عدد ترتيبيّ يوصف به يدلّ على فرد واحد جاء سابعًا، ما بعد السادس وقبل الثامن "الطابق السّابع- في اليوم السابع عشر من الشهر الجاري" ° سابعًا: الواقع بعد السادس ويستعمل في العَدّ فيقال: سادسًا، سابعًا، ....
• سابع سِتَّة: مَنْ أو ما يضاف إلى السِّتّة فيجعلها سَبْعة.
• سابع سَبْعة: أحدهم.
• سابع عَشَر: عدد ترتيبيّ يوصف به يلي السَّادس عشر ويسبق الثامن عشر. 

سُباعَ [مفرد]: سَبْعةً سَبْعةً، معدول عن سَبْعة سَبْعة بالتّكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصّرف "اجتمع بالعمّال سُباعَ". 

سُباعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سُباعَ: ما له سَبْعة أركان أو أجزاء "مؤتمر سُباعِيّ: يضمّ ممثِّلين عن سبع
 دول- سُباعيّ التفاعيل: وحدة عروضيّة مكوّنة من سبع تفاعيل- لفظ سُباعيّ: مؤلّف من سبعة حروف".
2 - مولود في الشَّهر السَّابع "مولودٌ سُباعيّ".
• سُباعيّ الأضلاع: (هس) شكل هندسيّ محدود بسبعة أضلاع مستقيمة يتلاقى كلّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمَّى بالرأس. 

سُباعيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سُباعَ.
2 - (سق) تأليف موسيقيّ يتألّف من سبعة أصوات أو آلات. 

سَبْع1 [مفرد]: مصدر سبَعَ. 

سَبْع2/ سَبُع [مفرد]: ج أسْبُع وسِباع وسُبُوع وسُبوعة: كل ما له نابٌ كالأسد والنمر والذِّئب، أو ما له مخْلَب كالصقر والحدأة، ويعدو على الناس والدوابّ ويفترسها، المفترس من الحيوان، الأنثى سَبْعة وسبُعة " {وَمَا أَكَلَ السَّبْعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} [ق]- {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} " ° أخَذه أخذ سبُعة: أخذه بشدّة. 

سُبْع/ سُبُع [مفرد]: ج أَسْباع: جزء واحد من سبعة أجزاء متساوية من الشّيء "سُبُعُ السَّبعين عشرةٌ- حصل على سُبع المبلغ". 

سَبْعة [مفرد]: ج سبْعات:
1 - مؤنَّث سَبْع: لَبُؤة، أنثى الأسد.
2 - اسم عدد أصليّ فوق السِّتة ودون الثَّمانية، يخالف المعدود في التّذكير والتّأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "الدول الصناعيّة السبع- اجتمع بالعمال سَبْعة سَبْعة- {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا} " ° السَّبع المثاني: سورة الفاتحة أو السُّور السَّبع الأولى من القرآن الكريم.
• سَبْعة عَشَر: عدد مركّب من سَبْعة وعَشَر يلي سِتّة عَشَر ويسبق ثمانية عَشَر، مبنيّ على فتح الجزأين. 

سَبُعَة [مفرد]: ج سَبُعات، مذ سَبُع: لَبُؤة، أنثى الأسد. 

سَبْعمائة/ سَبْع مائة [مفرد]: عدد يساوي سبع مئات، وهو مركب من سبع ومائة ويجوز فصلهما فيقال سبع مائة "زار المعرض سبعمائة/ سبع مائة زائر". 

سبعون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وستِّين وواحد وسبعين، يساوي سبع عشرات، وهو من ألفاظ العقود يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ويعامل معاملة جمع المذكّر السالم "سبعون طالبًا/ طالبةً".
2 - وصف من العدد سبعين، متمّم للسّبعين "الصفحة السبعون". 

سَبْعِينيّات [جمع]
• السَّبعينيَّات: السَّنتان السَّبعون والتَّاسعة والسَّبعون وما بينهما، العقد الثَّامن من قرنٍ ما "ارتفعت أسعارُ النِّفْط في السّبعينيّات- نشبت بعض الحروب في السّبعينيّات". 

سُبوع [مفرد]: أُسْبوع، سبعة أيّام متتالية ° حَفْل السُّبُوع: حفل يقام بمناسبة مرور أسبوع على ولادة مولود. 

مُسَبَّع [مفرد]: ج مُسَبّعات:
1 - اسم مفعول من سبَّعَ.
2 - (هس) شكل هندسِيّ يتكوَّن من سبعة أضلاع وسبع زوايا داخليّة.
3 - ما بني على سبعة أجزاء. 

مَسْبَعة [مفرد]: ج مَسابِعُ: اسم مكان من أسبعَ: على غير قياس: مكان كثير السّباع "ومن رعى غنمًا في أرض مَسْبَعة ... ونامَ عنها تولّى رعيها الأسدُ". 
[سبع] فيه: أوتيت "السبع" المثإني، قيل: هي الفاتحة لأنها سبع آيات، وقيل: السور الطوال من البقرة إلى التوبة على أن تحسب التوبة والأنفال بواحدة ولذا لم تفصلا بالبسملة، وروى: سبعًا من المثاني، ومن لتبيين الجنس أو للتبعيض أي سبع آيات أو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات - ومر في ث كلام في المثاني. وفيه: ليغان على قلبى حتى أستغفر الله في اليوم "سبعين" قد تكرر ذكر السبعين والسبعة والسبعمائة في النصين والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كأنبتت "سبع" سنابل. وأن تستغفر لهم "سبعين" مرة، والحسنة بعشر أمثالها إلى "سبعمائة" وأعطى رجلا أعرابيا درهما فقال: "سبع" الله له الأجر، أراد التضعيف، وفيه: للبكر "سبع" وللثيب ثلاث، أي يجب التسوية في الإقامة عند كل من نسائه، فان تزوج عليهن بكرا أقام عندها "سبعة" لا تحسبها عليه نساؤه، وإن تزوج ثيبا أقام عندها ثلاثة لا تحسب عليه. ومنه ح قال لأم سلمة حين تزوجها وكانت ثيبا: إن شئت "سبعت" عندك ثم سبعت عند سائر نسائى، وإن شئت ثلثت ثم درت، أي لا أحتسب بالثلاث عليك، من سبع عندها سبعا وثلاث أقام ثلاثا؛ وسبع الإناء إذا غسله سبع مرات، وكذا في كل فعل وقول. ط: السنة في البكر "سبع" لأنها شديد الإباء لا تلين عريكتها إلا بجهد جهيد، فشرع لها الزيادة ليسكن روعها، ولما أراد صلى الله عليه وسلم إكرام أم سلمة أخبرا أن لا هوان بها على وأنزلها منزلة الأبكار، واختلفوا في أن بعد التسبيع والتثليث هل يقسم للبقية بحساب ذلك أو يستأنف القسم، والحجة للأول قوله: سبعت عندك وسبعت عندهن، فانه لو كان الثلاث مخلصة لها لكان يدور عليهن أربعًا، فلما كان الأمر في السبع كذلك علم أنه في الثلاث كذلك، وأجاب القاضى بأن طلبها للأكثر أسقط حق اختصاصها بالثلاث؛ قوله: ليس بك على أهلك هوان، تمهيد للعذر في الاقتصار بالثلاث أي ليس بسببك هوان على قبيلتك إذ ليس اقتصارى بالثلاث لإعراضى عنك وعدم رغبة فيك

سبع: السَّبْعُ والسبْعةُ من العدد: معروف، سَبْع نِسوة وسبْعة رجال،

والسبعون معروف، وهو العِقْد الذي بين الستين والثمانين. وفي الحديث:

أُوتِيتُ السبع المَثاني، وفي رواية: سبعاً من المثاني، قيل: هي الفاتحة

لأَنها سبع آيات، وقيل: السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى التوبة على أَن

تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة، ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف

بالبسملة، ومن في قوله «من المثاني» لتبيين الجنس، ويجوز أَن تكون

للتبعيض أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات.

وفي الحديث: إِنه لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة،

وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث

والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى: كمثل حبة أَنبتت سبع

سنابل، وكقوله تعالى: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، وكقوله:

الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة.

والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام: تمام سبعة أَيام. قال الليث:

الأَيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع

أَسابِيعَ، ومن العرب من يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف، بلا أَلف،

مأْخوذة من عدد السَّبْع، والكلام الفصيح الأُسْبُوعُ. وفي الحديث: أَنه،

صلى الله عليه وسلم، قال: للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث يجب على الزوج أَن

يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند

الأُخرى، فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه

نساؤه في القسم، وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في

القسم.وقد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال. ومنه الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأُم سلمة حين تزوجها، وكانت

ثيِّباً: إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي، وإِن

شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث عليك؛ اشتقوا فَعَّلَ من الواحد

إِلى العشرة، فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً، وثَلَّثَ أَقام عندها

ثلاثاً، وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل.

وفي حديث سلمة بن جُنادة: إِذا كان يوم سُبُوعه، يريد يوم أُسْبوعه من

العُرْس أَي بعد سبعة أَيام. وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات

وثلاثة أَسابيعَ. وفي الحديث: أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات؛ قال

الليث: الأُسْبوعُ من الطواف ونحوه سبعة أَطواف، ويجمع على أُسْبوعاتٍ،

ويقال: أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين. وسَبَعَ القومَ

يَسْبَعُهم، بالفتح، سَبْعاً: صار سابعهم. واسْتَبَعُوا: صاروا سَبْعةً.

وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه. وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه: صَيَّره

سبعة. وقوله في الحديث: سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل؛

وقول أَبي ذؤيب:

لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها،

وقالَتْ: حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جارها

يقول: إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً

وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها، وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من

سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات. وقولهم: أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة؛

المعنى فيه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة

دراهم، ولذلك نصب وزناً. وسُبعَ المولود: حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة

أَيام. وأَسْبَعَتِ المرأَةُ، وهي مُسْبِعٌ، وسَبَّعَتْ: ولَدَتْ لسبعة

أَشهر، والوَلدُ مُسْبَعٌ. وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد، وهو على

الدعاء. وسَبَّعَ الله لك أَيضاً: ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف؛ ومنه

قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً: سَبَّعَ الله لك الأَجر؛ أَراد

التضعيف. وفي نوادر الأَعراب: سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له

تَتْبيعاً أَي تابع له الشيء بعد الشيء، وهو دعوة تكون في الخير والشر، والعرب

تضع التسبيع موضع التضعيف وإِن جاوز السبع، والأَصل قول الله عز وجل:

كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. ثم قال النبي، صلى الله

عليه وسلم: الحسنة بعشر إِلى سبعمائة. قال الأَزهري: وأَرى قول الله عز وجل

لنبيه، صلى الله عليه وسلم: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله

لهم، من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله عز وجل

أَنه، عليه السلام، إِن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى إِن استكثرت

من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم. وسَبَّعَ فلان القرآن

إِذا وَظَّفَ عليه قراءته في سبع ليال. وسَبَّعَ الإِناءَ: غسله سبع مرات.

وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً: جعله سبعة، فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت:

كملته سبعين. قال: ولا يجوز ما قاله بعض المولدين سَبَّعْتُه، ولا قولهم

سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين.

وقولهم: هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن. والسُّباعيُّ من الجمال:

العظيم الطويل، قال: والرباعي مثله على طوله، وناقة سُباعِيَّةٌ

ورُباعِيَّةٌ. وثوب سُباعيّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن

الشبر مذكر والذراع مؤنثة.

والمُسْبَعُ: الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم، وقيل:

المسبع الذي ينسب إِلى أَربع أُمهات كلهن أَمَة، وقال بعضهم: إِلى سبع

أُمهات. وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً: جعله على سبع قُوًى. وبَعِيرٌ

مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات. والمُسَبَّعُ من العَرُوض:

ما بنى على سبعة أَجزاء. والسِّبْعُ: الوِرْدُ لسِتِّ ليال وسبعة أَيام،

وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل، والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون، وكذلك

في سائر الأَظْماءِ؛ قال الأَزهري: وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ، وذلك

إِذا أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا

يحسَب يوم الصّدَر. وأَسْبَعَ الرجل: وَرَدَت إِبله سبْعاً.

والسَّبِيعُ: بمعنى السُّبُع كالثَّمين بمعنى الثُّمُن؛ وقال شمر: لم

أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد. والسبع، بالضم: جزء من سبعة، والجمع

أَسْباع. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً: أَخذ سُبُعَ أَموالِهم؛ وأَما قول

الفرزدق:

وكيفَ أَخافُ الناسَ، واللهُ قابِضٌ

على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ؟

فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ أَرَضِين. والسَّبُعُ:

يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل

الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها؛ والثعلبُ، وإِن كان له

ناب، فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في

شيء من الحيوان، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ، ولذلك

وردت السُّنة بإِباحة لحمها، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو

أَصابها المحرم، وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام

لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً؛ هذا

قول الأَزهري، وقال غيره: السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب،

والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ. قال سيبويه: لم يكسَّر على غير سِباعٍ؛ وأَما قولهم

في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع، ليس بتخفيف كما

ذهب إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين، على أَن

تخفيفه لا يمتنع؛ وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله:

أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكم؟

فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ

وأَنشد ثعلب:

لِسانُ الفَتى سَبْعٌ، عليه شَذاتُه،

فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه، فهو آكِلُهْ

وفي الحديث: أَنه نهى عن أَكل كل ذي ناب من السباع؛ قال: هو ما يفترس

الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها. وفي

ترجمة عقب: وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ. والسَّبْعةُ: اللَّبُوءَةُ. ومن

أَمثال العرب السائرة: أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف.

واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد، فلذلك لم يقولوا أَخْذَ سَبُعٍ، وقيل:

هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن

الغَوْث بن طيء بن أُدَد، وكان رجلاً شديداً، فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة

والتأْنيث، فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما

يؤثرونه من الخفة. وأَسْبَعَ الرجلَ: أَطْعَمه السَّبُعَ، والمُسْبِعُ: الذي

أَغارت السِّباعُ على غنمه فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ؛ قال:

قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه

وأَسْبَعَ القومُ: وقَع السَّبُع في غنمهم. وسَبَعت الذّئابُ الغنَم:

فَرَسَتْها فأَكلتها. وأَرض مَسْبَعةٌ: ذات سِباع؛ قال لبيد:

إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ

ومَسْبَعةٌ: كثيرة السباع؛ قال سيبويه: باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ

ونظيرِهما مما جاء على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن

تقيس شيئاً وتعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به، وليس له نظير من

بنات الأَربعة عندهم، وإِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم

يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها. وقال ابن المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ

بفلان عملَ سَبْعَةٍ: أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية، وقال بعضهم: أَرادوا

عمل سبعة رجال.

وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ، فهي مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها،

والمَسْبُوعةُ: البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها. وفي الحديث: أَن ذئباً

اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم،

فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبْع؟ قال ابن الأَعرابي: السبع،

بسكون الباء، الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة، أَراد

من لها يوم القيامة؛ وقيل: السبْعُ الذَّعْرُ، سَبَعْتُ فلاناً إِذا

ذَعَرْتَه، وسَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها، أَي من لها يومَ الفَزَع؛

وقيل: هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب في تمام الحديث: يومَ لا راعِيَ لها

غيري، والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: إِنه أَراد من لها

عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة للذِّئاب

والسِّباع، فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء،

وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم

فتستمكن منها السباع بلا مانع. وروي عن أَبي عبيدة: يومُ السبْعِ عِيدٌ

كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم، وليس بالسبُع الذي يفترس

الناس، وهذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من

العلم والإِتقان بمكان، وفي الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ؛ السباعُ:

تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور، وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ

السِّباعِ، وإِن دُبِغَتْ، ويمنع من بيعها، واحتج بالحديث جماعة وقالوا: إِن

الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه، وذهب جماعة إِلى أَن النهي

تناولها قبل الدباغ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت؛ وأَما مذهب الشافعي فإِن

الذَّبْحَ يطهر جُلود

(* قوله «فان الذبح يطهر إلخ» هكذا في الأصل

والنهاية، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي: ان الذبح لا يطهر جلد غير

المأكول.) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ

منهما، والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما؛ وفي الشعور والأَوبار

خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا، إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً أَو عن

جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ

والخُيَلاءِ.

وأَسبع عبده أَي أَهمله. والمُسْبَعُ: المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن

جُرْأَتِه فبقي عليها. وعبدٌ مُسْبَعٌ: مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار

كالسبُع؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش:

صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه

عَبدٌ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ، مُسْبَعُ

الشَّوارِبُ: مجارِي الحَلْق، والأَصل فيه مَجاري الماء، وأَراد أَنه

كثير النُّهاقِ، هذه رواية الأَصمعي، وقال أَبو سعيد الضرير: مُسْبِع، بكسر

الباء، وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته، قال: فشبه الحمار وهو

يَنْهَقُ بعبد قد صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها،

قال: وأَبو ربيعة في بني سعد بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو

سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم، وخص آل ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً.

وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال: إِحْدى من سَبْع أَي اشتدّت

فيها الفتيا وعَظُم أَمرها، يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى الليالي السبع التي

أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة

لإِشكالها، وقيل: أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق، عليه السلام، في الشدة. قال

شمر: وخلق الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام

سبعاً. وأَسْبَعَ ابنه أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ. المُسْبَع: الدَّعِيُّ.

والمُسْبَعُ: المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ؛ قال العجاج:

إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا،

ولم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا

وقال الأَزهري: ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ

(* قوله «المسبع

التابعة» كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية.)، ويقال: الذي يُولَدُ

لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه، وأَنشد بيت العجاج.

قال النضر: ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ، قال: والمُراضَعةُ أَنْ

يَرْضَعَ أُمَّه وفي بطنها ولد.

وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً: طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه بالقول

القبيح. وسَبَعَه أَيضاً: عَضَّه بسنه.

والسِّباعُ: الفَخْرُ بكثرة الجِماع. وفي الحديث: أَنه نهَى عن

السِّباعِ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن المُفاخَرة

بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر النساء، وقيل:

هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه أَي

انتقصه وعابه، وقيل: السِّباعُ الجماع نفسُه. وفي الحديث: أَنه صَبَّ

على رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه في رمضان؛ هذه عن ثعلب عن ابن

الأَعرابي.وبنو سَبِيعٍ: قبيلة. والسِّباعُ ووادي السِّباعِ: موضعان؛ أَنشد

الأَخفش:

أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ

سأَلْتُ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِي:

مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ، ولا أَرَى،

كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ، وادِيا

والسَّبُعانُ: موضع معروف في ديار قيس؛ قال ابن مقبل:

أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ،

أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ

ولا يعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره، والسُّبَيْعان: جبلان؛ قال

الراعي:

كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لم أَكُنْ،

بأَمْثالِ هِنْدٍ، قَبْلَ هِنْدٍ، مُفَجَّعا

وسُبَيْعٌ وسِباعٌ: اسمان؛ وقول الراجز:

يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ،

والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمّْ

هو اسم رجل مصغر. والسَّبِيعُ: بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق

السَّبِيعي. وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ، هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من

مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة، وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ.

وأُمُّ الأَسْبُعِ: امرأَة. وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ: رجل من العرب له حديث.

ووزْن سَبْعةٍ: لقب.

سبع

1 سَبَعَهُمْ, aor. ـَ (S, Msb, K) and سَبِعَ (Yoo, Msb, K) and سَبُعَ, (Yoo, Msb,) inf. n. سَبْعٌ, (Msb,) He was, or became, the seventh of them: (S, Msb, K:) or he made them, with himself, seven: (S in art. ثلث:) or it signifies, (S, and so in some copies of the K,) or signifies also, (Msb, and so in some copies of the K,) he took the seventh part of their property, or possessions. (S, Msb, K.) And He made them, they being sixty-nine, to be seventy with himself. (A 'Obeyd, S in art. ثلث.) And سَبَعَ also signifies He made sixteen to be seventeen. (T in art. ثلث.) b2: سَبَعْتُ لَهُ الأَيَّامَ, aor. ـَ inf. n. as above, I completed to him the days by making them seven: and ↓ سَبَّعْتُهَا signifies the same in an emphatic manner. (Msb.) [See also 2.] b3: سَبَعَ الحَبْلَ, (K,) aor. ـَ inf. n. as above, (TA,) He made the rope, or cord, of seven strands. (K, TA.) b4: سُبِعَ المَوْلُودُ The infant had its head shaven, and an animal [generally a goat] sacrificed by way of expiation for it, on the seventh day [after its birth, (commonly called يَوْمُ السُّبُوعِ,) agreeably with an ordinance of Mohammad; the sacrifice being for the expiation of original sin]. (IDrd.) A2: سَبَعَ الغَنَمَ He (a wolf) seized the sheep, or goats, and broke their necks, or killed them, or made them his prey, (S, K, TA,) and ate them. (TA.) b2: سُبِعَتِ الوَحْشِيَّةٌ The female wild animal had her young, or young one, eaten by the سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (TA.) b3: سَبَعَهُ He stole it; [as though, like a سَبُع, he made it his prey;] as also ↓ استبعهُ. (AA, K.) b4: He shot him [with an arrow or the like], or hurled at him and struck him [with a lance, or a missile of any kind]; namely, a wolf: or he frightened him; namely, a wolf; (K;) and also, a man. (TA.) b5: (assumed tropical:) He reviled, vilified, or vituperated, him; charged him with a vice or fault or the like; (S, K, TA;) assailed him with foul language, such as displeased him: (TA:) or he bit him (K, TA) with his teeth, like as does the سَبُع. (TA.) 2 سبّعهُ, inf. n. تَسْبِيعٌ, He made it seven; or called it seven; (S, K;) as also ↓ اسبعهُ. (TA.) See also 1. b2: He made it to have seven angles, or corners; to be heptagonal. (K.) b3: He (God) gave him his reward, or recompense, seven times, or seven fold. (K.) An Arab of the desert said to a man who had done a good act to him, (TA,) سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ May God give thee thy reward, or recompense, seven times, or seven fold. (K, TA.) The Arabs also said, سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ أَجْرَهَا May God multiply to thee the reward, or recompense, for it; meaning, for this good act: (Aboo-Sa'eed:) [for] تَسْبِيعٌ is used by them to signify the act of multiplying, though it be more than seven fold. (TA.) And سَبَّعَ اللّٰهُ لِفُلَانٍ is used as meaning May God make a thing to be followed by another thing to such a one; in relation to good and to evil; as also تَبَّعَ لَهُ. (TA.) and سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ meaning May God bless thee with seven children. (TA.) b4: He washed it (namely, a vessel,) seven times. (K.) Hence the saying of Aboo-Dhu-eyb, كَنَعْتِ الَّتِى قَامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَهَا [Like her who has arisen to wash out seven times her remains of beverage in the bottom of a vessel, left by a drinker; that drinker, as is said in a marginal note in my copy of the TA, being her dog]: or, accord. to Es-Sukkaree, the meaning is, to give as alms her سُؤْر [remains of beverage in the bottom of a vessel after one had drunk, or remains of food &c.,], thereby seeking to have her reward, or recompense, multiplied; سُؤْرَهَا being used by the poet for بِسُؤْرِهَا. (TA.) b5: سبّع القُرْآنَ [app. followed by لَهُ or عَلَيْهِ] He appointed him the reading, or recitation, of the Kur-án [in seven portions so that he should complete the whole] in every seven nights. (O, L, K.) b6: سبّع لِامْرَأَتِهِ, (K, TA,) or عِنْدَهَا and لَهَا ↓ أَسْبَعَ, (TA,) He remained with his wife seven nights. (K, TA.) In like manner one says ثَلَّثَ; and thus of every number from one to ten; in relation to any saying or action. (TA.) b7: سبّعت She (a woman) brought forth at seven months. (TA.) b8: سبّع دَرَاهِمَهُ He made his dirhems to be seventy complete; but this is post-classical; (K;) and in like manner, دراهمه ↓ سَبْعَنَ, meaning the same, and also post-classical, and not allowable; the proper phrase to express the meaning “ I made it to be seventy ” being كَمَّلْتُهُ سَبْعِينَ. (TA.) b9: سَبَّعَتِ القَوْمُ The people, or company of men, completed the number of seven hundred men: (K, TA:) occurring in a trad, (TA.) 3 سِبَاعٌ (K,) inf. n. of سابع, (TK,) The performing of the act of coïtus, (IAar, Th, K,) with a woman. (TK.) b2: The vying with another in the endeavour to surpass him in obscene, or lewd, language, and in frequency of coïtus, and in speaking plainly of such subjects as should only be alluded to, in relation to women: (IAar, K: *) such seems to be its meaning in a trad. in which the doing this is forbidden. (IAar.) b3: (assumed tropical:) Mutual reviling, vilifying, or vituperating; (K, TA;) when each of two men assails the other with foul language, such as displeases him: (TA:) this is said by some to be its meaning in the trad. in which it is forbidden. (TA.) 4 اسبع, said of a party of men, It became seven: (S, K:) also, it became seventy. (M and L in art. ثلث.) b2: Said of a man, it signifies He was, or became, one whose camels came to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (S, K.) b3: اسبع لِامْرَأَتِهِ: see 2. b4: أَسْبَعَتْ She brought forth her seventh offspring. (TA in art. بكر.) b5: اسبعهُ: see 2, first signification.

A2: It (a road) abounded with سِبَاع [or animals of prey]. (TA.) b2: اسبع الرُّعْيَانُ The pastors had their beasts fallen upon by the سَبُع [or animal of prey]. (Yaakoob, S, K.) A3: اسبعهُ i. q. أَطْعَمَهُ السَّبُعَ [which may be rendered He gave him as food the animal of prey, or he gave him as food to the animal of prey; but it seems from what here follows that the former is meant]: (S, K:) in the “ Mufradát,” [he gave him as food] the flesh of the سَبُع. (TA.) A4: He gave him, or delivered him, (namely, his son,) to the ظُؤُورَة [which means both nurse and nurses]. (S, K.) b2: He left him to himself; or left him without work, or occupation; namely, his slave; syn. أَهْمَلَهُ. (S, K.) [See مُسْبَعٌ.]8 إِسْتَبَعَ see 1.

Q. Q. 1 سَبْعَنَ: see 2. last sentence but one.

سَبْعٌ fem. of سَبْعَةٌ, q. v.

A2: See also سَبُعٌ in two places.

A3: السَّبْعُ The place to which mankind shall be congregated (K, TA) on the day of resurrection. (TA.) Hence the trad., (K, TA,) which relates that while a pastor was among his sheep, or goats, the wolf rushed upon him, and took from them a sheep, or goat, and the pastor pursued him until he rescued it from him; whereupon the wolf looked aside towards him, and said to him, (TA,) مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبْعِ, meaning Who will be for it [namely, the sheep, or goat, as aider, or defender,] on the day of resurrection? (K, TA:) thus expl. by I Aar, and mentioned by Sgh and the author of the L: (TA:) but to this is contradictory, or repugnant, يَعْكُرُ, [in the CK erroneously written يَعْكَرُ,]) the saying of the wolf, (K, TA,) after the words mentioned above, (TA,) “ the day when it shall have no pastor but me; ” for the wolf will not be a pastor on the day of resurrection: or the meaning is, who shall be for it on the occasion of trials, when it shall be left to itself, without pastor, a spoil to the animals of prey: the animal of prey being thus made to be a pastor to it: (K, TA:) this is in the way of a trope: and accord. to this explanation, it may be [↓ يَوْمَ السَّبُعِ] with damm to the ب: (TA:) or يَوْمُ السَّبْعِ was a festival of their's in the Time of Ignorance, on which they were diverted from everything by their sport: (AO, K, TA:) and accord. to one relation [of the trad.] it is with damm to the ب. (L, K.) سُبْعٌ (S, Msb, K) and ↓ سُبُعٌ, (Mgh, Msb,) of which the former is a contraction, (Msb,) A seventh part; one of seven parts; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ سَبِيعٌ; (S, Msb, K;) the last not heard by Sh on any authority beside that of Az: (TA:) pl. of the first (Msb) and second (Mgh, Msb) أَسْبَاعٌ. (Mgh, Msb, TA.) Hence, أَسْبَاعٌ القُرْآنِ [The seven sections, or volumes, of the Kur-an,] in which one reads: said to be postclassical. (Mgh.) A2: See also أُسْبُوعٌ, in three places.

سِبْعٌ A certain ظِمْء of the أَظْمَآء of camels; (T, S, K;) i. e. their coming to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]; (K;) or [in other words, which have virtually the same meaning,] their remaining in their places of pasturing five complete days, and coming to the water on the sixth day, not reckoning the day of the [next preceding] return from the water. (Az, TA.) You say, وَرَدَتْ إِبْلُهُ سِبْعًا His camels came to the water &c. (S, K.) b2: Also The seventh young one, or offspring. (A in art. ثلث.) سَبَعٌ: see what next follows.

سَبُعٌ (S, Sgh, Msb, K) and ↓ سَبْعٌ, (Sgh, Msb, K,) a dial. var., (Sgh, Msb,) and the form in common use with the vulgar, (Msb,) adopted also by several readers of the Kur in v. 4, (Msb, TA,) and often occurring in the poems of the Arabs, (TA,) and ↓ سَبَعٌ, (Sgh, K,) a form adopted by two readers of the Kur in the place above mentioned, and perhaps a dial. var., (Sgh, TA,) The animal of prey; the rapacious animal; (K;) [whether beast or bird; being sometimes applied to the latter, as, for instance, in the K, voce مِخْلَبٌ; but generally to the former:] or whatsoever has a fang, or canine tooth, with which it makes hostile attacks, and seizes its prey; (Msb;) such as the lion, [to which it is particularly applied by most of the Arabs in the present day,] and also (TA) such as the wolf and the lynx and the leopard, (Msb, TA,) and the like of these, that has a fang, and attacks men and beasts and makes them its prey: (TA:) the fox, however, is not thus called, though having a fang, (Msb, TA,) because he does not attack with it nor take prey, (Msb,) or because he does not attack small beasts, nor seize with his fang any animal; (TA;) and in like manner the hyena (Msb, TA) is not reckoned among the hostile animals thus called, wherefore the Sunneh allows that its flesh may be eaten, and requires that a compensation be made for it [by the sacrifice of a ram] if it be smitten [and killed] in the sacred territory or by a person in the state of ihrám: but as to the jackal, it is a noxious سبع, and its flesh is unlawful, because it is of the same kind as wolves, except that it is smaller in size and weaker in body: thus says Az: but some others say that the سبع is any hostile beast having a مِخْلَب [or tearing claw]: and it is said in the Mufradát to be thus called because of the perfectness of its strength; for السَّبْعُ [seven] is one of the perfect numbers: (TA:) the pl. is سِبَاعٌ, (Sb, S, Msb, K,) i. e., of سَبُعٌ, which has no other pl.; (Sb, Msb;) أَسْبُعٌ is also a pl., (Sgh, Msb, K,) but this is pl. of pauc. of ↓ سَبْعٌ, (Sgh, Msb,) which, not being a contraction [of سَبُعٌ, but a dial. var. thereof], has also for its pls. [of mult.]

سُبُوعٌ and سُبُوعَةٌ, like صُقُورٌ and صُقُورَةٌ, pls. of صَقْرٌ. (TA.) See also سَبْعٌ: [and see سَبُعَةٌ.] You say of him who is very injurious, or mischievous, مَا هُوَ إِلَّا سَبُعٌ مِنَ السِّبَاعِ (tropical:) [He is none other than one of the animals of prey]. (TA.) b2: السَّبُعُ is also the name of (assumed tropical:) The constellation [Lupus] behind [i. e. on the east of] Centaurus, containing nineteen stars in the figure. (Kzw.) سُبُعٌ: see سُبْعٌ.

سَبْعَةٌ, (S, K,) sometimes pronounced ↓ سَبَعَةٌ but some disallow this latter, and say that it is pl. of سَابِعٌ, (K,) [Seven;] a well-known number; and called one of the perfect numbers: (TA:) fem. سَبْعٌ. (S, K.) You say, سَبْعَةُ رِجَالٍ [Seven men]: and سَبْعُ نِسْوَةٍ [seven women]. (S, K.) b2: أَخَذَهُ أَخْذَ سَبْعَةٍ: see سَبُعَةٌ. b3: وَزْنَ سَبْعَةٍ means Of the weight of seven مَثَاقِيل: (S, K:) one says, أَخَذْتُ مِنْهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَزْنَ سَبْعَةٍ, meaning [I took, or received, from him a hundred dirhems] every ten whereof were of the weight of seven mithkáls. (TA.) [But see دِرْهَمٌ.] b4: إِحْدَى مِنْ سبْعٍ [lit. One of seven;] means (assumed tropical:) a great, momentous, or difficult, thing, or affair: (Sh, K: *) an affair difficult to decide: perhaps as being likened to one of the seven nights in which God sent the punishment upon [the tribe of]

'Ád: or, as some say, the seven years [of famine in the days] of Joseph. (Sh, TA.) b5: السَّبْعُ المَثَانِى The Fátihah; [or first chapter of the Kur-án;] because it consists of seven verses: or the long chapters from البَقَرَة to الأَعْراف [a mistake for الأَنْفَال]; as in the Mufradát: or, as in the L, to التَّوْبَة, reckoning التوبة and الانفال as one chapter, for which reason they are not separated by the بَسْمَلَة. (TA.) [See also مَثْنًى.]

b6: El-Farezdak says, وَكَيْفَ أَخَافُ النَّاسَ وَاللّٰهُ قَابِضٌ عَلَى النَّاسِ وَالسَّبْعَيْنِ فِى رَاحَةِ اليَدِ meaning [And how should I fear men when God is comprehending mankind and] the seven heavens and seven earths [in the palm of the hand?]. (K.) b7: See also أُسْبُوعٌ; last sentence. b8: [سَبْعَةٌ is also used in a vague manner, as meaning Seven or more; or several; or many; as Bd says, in ix. 81, and as is indicated, though not plainly declared, in the TA. See 2: and see also سَبْعُونَ. b9: Respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which سَبْعَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ. See also سِتَّةٌ.] b10: سَبْعَةَ عَشَرَ [indecl. in every case, meaning Seventeen,] is pronounced by some of the Arabs سَبْعَةَ عْشَرَ: and [the fem.] سَبْعَ عَشْرَةَ, thus in the dial. of El-Hijáz [and of most of the Arabs], is pronounced سَبْعَ عَشِرَةَ in the dial. of Nejd. (S in art. عشر.) A2: See also سَبُعَةٌ, in two places.

سَبَعَةٌ: see سَبْعَةٌ.

سَبُعَةٌ and ↓ سَبْعَةٌ, the latter a contraction of the former, The lioness. (ISk, S, Msb, K.) Hence the saying, ↓ أَخَذَهُ أَخَذَ سَبْعَةٍ, (ISk, S, K,) or السَّبْعَةِ, (Msb,) He seized him with the seizing of a lioness, (ISk, S, K,) or of the lioness, (Msb,) which is more impetuous (أَنْزَقُ) than the lion, (ISk, S,) or more bold than the lion: (Msb:) or the saying is, أَخَذَهُ أَخْذَ سَبْعَةَ (S, K) he seized him with the seizing of Seb'ah, who was a certain strong man, (Ibn-El-Kelbee, S,) or a certain insolent and audacious rebel, (Ibn-El-Kelbee, Lth, K,) of the Arabs, (TA,) whom one of the kings of El-Yemen seized, and, after having cut off his hands and feet, or arms and legs, crucified; [so that the meaning is, he punished him with the punishment of Seb'ah;] and hence it was said, لَأُعَذِّبَنَّكَ عَذَابَ سَبْعَةَ [I will assuredly punish thee with the punishment of Seb'ah]; (El-Kelbee, Lth, K; *) and لَأَعْمَلَنَّ بِكَ عَمَلَ سَبْعَةَ I will assuredly do with thee as was done with Seb'ah: (O:) or the man's name was سَبُعٌ, and it was contracted, and made fem. by way of contempt: or the meaning of the first saying is, he seized him with the seizing of seven men: (K:) and in like manner the last saying is expl. by some [who say سَبْعَةٍ instead of سَبْعَةَ]. (TA.) The dim. is ↓ سُبَيْعَةٌ. (Msb.) [See also سَبُعٌ.]

سَبُعِىٌّ Of, or relating to, an animal of prey.]

سَبْعُونَ [Seventy;] a well-known number; (K;) the round number that is between سِتُّونَ and ثَمَانُونَ. (TA.) b2: The Arabs also use it as meaning [Seventy or more; or] many. (TA.) Thus it is used in the Kur [ix. 81], where it is said, إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُمْ, meaning If thou beg forgiveness for them many times, even then God will not forgive them; not that God would forgive them if forgiveness were begged more than seventy times: (Bd, * TA:) and سَبْعَةٌ and سَبْعُمِائَةٍ and the like are used in the same manner. (Bd.) b3: [Also Seventieth.]

سُبَاعَ as meaning Seven and seven, or seven and seven together, or seven at a time and seven at a time, seems not to have been used; for] A'Obeyd says that more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has not been heard, excepting عُشَارَ. (TA in art. عشر.) سَبُوعٌ [app. Wont to frighten]: (TA: [in which the meaning here given seems to be indicated.]) سُبُوعٌ: see أُسْبُوعٌ, in four places.

سَبِيعٌ: see سُبْعٌ: b2: and سَابعٌ.

سُبَيْعَةٌ dim. of سَبُعَةٌ, q. v.

سُبَاعِىٌّ A garment, or piece of cloth, seven cubits, or seven spans, in length. (TA.) b2: A great and tall camel; (En-Nadr, K;) [as though seven cubits in height:] fem. with ة. (K.). and سُبَاعِىُّ البَدَنِ, (S, K,) applied to a man, has the like meaning; (K;) complete, or full-grown, in body; (S, TA;) [or seven spans in height; for] when a boy has attained seven spans, he is a man. (S, voce خُمَاسِىٌّ, q. v.) سَابِعٌ [act. part. n. of 1: generally meaning Seventh]: pl. سَبَعَةٌ. (K.) You say, كُنْتُ سَابِعَهُمْ [I was the seventh of them]. (S, K.) And هٰذَا هٰذَا ↓ سَبِيعُ, meaning سَابِعُهُ [This is the seventh of this: not the seventh part; though the former has also this latter meaning]. (TA.) And هُوَ سَابِعُ سَبْعَةٍ [He is the seventh of seven]. (TA.) And هُوَ سَابِعٌ سِتَّةً [He is making six to become seven]. (TA.) b2: إِبِلٌ سَوَابِعُ [pl. of سَابِعَةٌ] Camels coming to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (TA.) [See سِبْعٌ.] b3: [سَابِعَ عَشَرَ and سَابِعَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Seventeenth, are subject to the same rules as ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., expl. in art. ثلث, q. v.]

أُسْبُوعٌ A certain number of days; (S, * Msb, K; *) i. e. seven days; a week; (Msb;) also termed ↓ سُبُوعٌ, (Lth, Msb, K,) by some of the Arabs; (Lth, Msb;) [and ↓ سُبْعٌ, as shown by what follows:] pl. of the first أَسَابِيعُ. (Msb, TA.) One says, ↓ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سُبْعَيْنِ [in the sense of أُسْبُوعَيْنِ, which is more common,] i. e. I remained at his abode two weeks. (TA.) b2: Also The seventh day; and so ↓ سُبُوعٌ; as in a trad., where it is said, إِذَا كَانَ يَوْمَ سُبُوعِهِ, meaning When his seventh day after the celebration of his marriage is come. (TA.) [↓ يَوْمُ السُّبُوعِ is used in this sense in the present day: and also as meaning The seventh day after childbirth; in which sense it is generally to be understood when used unrestrictedly; as this day is celebrated with more rejoicing than the former: also as meaning the seventh day after the return from pilgrimage.] b3: And Seven circuitings [round the House of God, meaning the Kaabeh]: (Lth, Mgh, Msb:) pl. أَسَابِيعُ (S, Mgh, Msb) and أُسْبُوعَاتٌ. (Lth, Mgh, Msb.) You say, طَافَ بِالبَيْتِ أُسْبُوعًا, (S, Mgh, * K,) and ↓ سُبُوعًا, (Lth, IDrd, K,) but A boo Sa'eed says, I know not any one who has said this except IDrd, and the former is the word commonly known, (TA,) and ↓ سَبْعًا, (K,) and ↓ سُبْعًا, (TA,) He circuited round the House [of God] seven times, (S, TA,) or seven circuitings; (Mgh;) and ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ [thrice seven times, or thrice seven circuitings]. (S.) مُسْبَعٌ Given, or delivered, to the ظُؤُورَة [which means both nurse and nurses]: (Skr, S, TA:) this is the primary signification: (Skr:) or whose mother dies, and who is therefore suckled by another; (K; in which the next following signification may be regarded as implied, TA;) left to himself; or left without work, or occupation; applied to a slave; syn. مُهْمَلٌ: (Skr, S:) or مُتْرَفٌ, (Sgh, K,) [which has the same and other significations; or] which is [here] nearly the same as مُهْمَلٌ, for he who is مُهْمَل is usually مُتْرَف: (TA:) or one who is left to himself with the سِبَاع [or animals of prey] so that he becomes like one of them in mischievousness, or noxiousness, or evilness: (AO, K:) or who is left to himself and not restrained from his daringness, so that he remains daring: and a slave left to himself, and daring; left until he has become like the سَبُع: (TA:) or one whose origin is suspected; (K;) whose father is not known: (Er-Rághib, Sgh:) or a bastard: (K:) or one whose lineage is of slaves, (K, TA,) or ignoble, (TA,) up to seven male ancestors, (K, TA,) or, to seven female ancestors; (TA;) or, to four male ancestors; (En-Nadr, K;) or whose lineage is traced up to four female ancestors all of them slaves: (TA:) or born at seven months; (K, TA;) not matured by the womb, his months not being completed. (Az, IF, TA.) مُسْبِعٌ One whose camels come to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (TA.) A2: A slave finding a سَبُع [or rapacious animal] among his sheep, or goats. (Aboo-Sa'eed Ed-Dareer, S.) أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) with fet-h (S, Msb) to the first and third letters, (Msb,) like مَرْحَلَةٌ, (K) and مَذْأَبَةٌ, with an inseparable ة, (Sb,) A land containing, (S,) or abounding with, (Mgh, Msb, K,) سِبَاع [or animals of prey]. (S, Mgh, Msb, K.) مُسَبَّعٌ A verse consisting of seven feet. (TA.) b2: A camel having, in the middle part of his back, between the withers and the rump, seven vertebrae redundant [app. meaning in size]. (TA.) b3: [See also مُثَلَّثٌ.]

مَسْبُوعٌ A rope consisting of seven strands. (M, voce مَثْلُوثٌ.) A2: With ة, A cow, (S, TA,) [app. meaning a wild cow,] or [other] female wild animal, (TA,) whose offspring has been eaten by the سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (S, TA.) مُتَسَبَّعٌ The place of a سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (TA.)
سبع
سَبْعَةُ رجالٍ، بسُكونِ الباءِ وَقد يُحرّك، وأَنْكَرَه بعضُهم، وَقَالَ: إنَّ المُحرَّكَ جَمْعُ سابِعٍ، ككاتِبٍ وكَتَبَةٍ، وسَبْعُ نِسوَةٍ فالسَّبْعُ والسَّبْعَةُ من العدَدِ مَعْرُوفٌ. وَقد تكرَّرَ ذِكرُهما فِي القُرآنِ، كقولِه تَعَالَى: سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيَةَ أيّامٍ حُسوماً، وبَنَيْنا فَوْقَكُم سَبْعَاً شِداداً وسَبْعَ سُنبُلاتٍ وسَبْعَةٌ وثامِنُهم كَلْبُهم. قولُهم: أَخَذَه أَخْذَ سَبْعَةٍ، ويُمنَع، إِذا كَانَ اسمَ رجُلٍ للمَعرِفَةِ والتأنيث، اختَلَفوا فِيهِ: إمّاوعَظُمَ أَمْرُها. قَالَ: ويجوزُ أَن يكونَ شبَّهَها بِإِحْدَى اللَّيالي السَّبْعِ الَّتِي أَرْسَلَ اللهُ فِيهَا العذابَ على عادٍ، فَضَرَبها لَهَا مَثَلاً فِي الشِّدَّةِ إشكالِها، وَقيل: أرادَ سَبْعَ سِني يوسُفَ الصِّدِّيق عَلَيْهِ السَّلام فِي الشِّدَّة. خَلَقَ اللهُ السَّبْعَيْنِ وَمَا بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أيّامٍ، وَمِنْه قَوْلُ الفرَزْدَقِ الشاعرِ:
(وَكَيْفَ أخافُ الناسَ واللهُ قابِضٌ ... على الناسِ والسَّبْعَيْنِ فِي راحَةِ اليَدِ)
أَي: سَبْعِ سَماواتٍ وسَبْعِ أرَضِين. والحسَنُ بنُ عليِّ بنِ وَهْبٍ الدِّمَشقيُّ عَن أبي بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرحمنِ القَطَّان. أَبُو عليٍّ بَكْرُ بنُ أبي بكرٍ مُحَمَّد بنِ أبي سَهْلٍ النَّيْسابوريُّ، مَاتَ سنة)
أربعمائةٍ وخَمسٍ وسَبْعين، وابْنُه عمرُ بنُ بَكْرٍ: سَمِعَ مِنْهُ ابنُ ناصِرٍ، أَبُو القاسِم سَهْلُ بنُ إبراهيمَ، عَن أبي عُثْمَان الصابونيّ، وابنُه أَبُو بكر أحمدُ بن سَهْل عَن أبي بَكْرِ بن خَلَف.
وحَفيدُه أَبُو المَفاخِر مُحَمَّد بنُ أحمدَ بنِ سَهْلٍ عَن جَدِّهِ المَذكور، سَمِعَ مِنْهُ مَعْتُوقُ بنُ مُحَمَّد الطِّيبيّ بمَكَّة. وإبراهيمُ بنُ سَهْلِ بنِ إبراهيمَ، أَخُو أحمدَ، سَمِعَ مِنْهُ الفُرَاويُّ، وزاهِرُ بنُ طاهِرٍ السَّبْعِيُّون: مُحدِّثون، ظاهِرُ صَنيعُه أنّه بفَتحِ السِّين، وَهُوَ خطأٌ، قَالَ الحافظُ فِي التبصير تَبَعَاً لابنِ السَّمْعانيِّ والذَّهَبيّ: إنّه بضمِّ السِّين، وأمّا بفَتحِ السينِ فنِسبَةُ طائفَةٍ يُقَال لَهَا: السَّبْعِيَّة، من غُلاةِ الشِّيعَة. ذَكَرَه ابنُ السَّمْعانيّ، فاعْرِفْ ذَلِك. والسَّبُع، بضمِّ الْبَاء، وَعَلِيهِ اقْتَصرَ الجَوْهَرِيّ، وفَتحِها، وَبِه قَرَأَ الحسَنُ البَصْريُّ ويَحْيَى وإبراهيمُ وَمَا أَكَلَ السَّبعُ قَالَ الصَّاغانِيّ: فَلَعَلَّها لغةٌ وسُكونِها، وَبِه قَرَأَ عاصِمٌ، وَأَبُو عمروٍ، وطَلْحَةُ بنُ سُلَيْمان، وَأَبُو حَيْوَةَ، وابنُ قُطَيْبٍ: المُفتَرِسُ من الحَيَوانِ، مثلُ الأسَدِ والذِّئبِ والنَّمِر والفَهد، وَمَا أَشْبَهها ممّا لَهُ نابٌ، ويَعْدُو على الناسِ والدّوابِّ فَيَفْتَرِسُها، وأمّا الثعلبُ وَإِن كَانَ لَهُ نابٌ فإنّه لَيْسَ بسَبُعٍ لأنّه لَا يَعْدُو إلاّ على صِغارِ المَواشي، وَلَا يُنَيِّبُ فِي شيءٍ من الحَيَوان، وَكَذَلِكَ الضَّبُع لَا يُعَدُّ من السِّباعِ العادِيَة، وَلذَلِك وَرَدَت السُّنَّةُ بإباحةِ لَحْمِها، وبأنَّها تُجْزَى إِذا أُصيبَت فِي الحرَم، أَو أصابَها المُحرِم، وأمّا ابنُ آوى فإنّه سَبُعٌ خَبيثٌ، ولحمُه حَرامٌ لأنّه من جِنسِ الذِّئابِ، إلاّ أنّه أَصْغَرُ جِرْماً، وأَضْعَفُ بَدَنَاً، هَذَا قولُ الأَزْهَرِيّ. وَقَالَ غيرُه: السَّبُعُ من البهائمِ العادِيَةِ: مَا كَانَ ذَا مَخْلَبٍ. وَفِي المُفرَدات: سُمِّي بذلك لتَمامِ قُوَّتِه، وَذَلِكَ أنَّ السَّبْعَ من الأَعْدادِ التّامَّةِ. ج: أَسْبُعُ فِي أدنى العدَد، وسِباع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يُكَسَّرْ على غيرِ سِباعٍ، وأمّا قَوْلُهم فِي جَمْعِه: سُبوعٌ، فمُشعِرٌ أنَّ السَّبْعَ لَيْسَ بتَخفيفٍ كَمَا ذهبَ إِلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَة لأنّ التَّخفيفَ لَا يُوجِبُ حُكماً عِنْد النَّحْوِيِّين، على أنّ تَخفيفَه لَا يَمْتَنِع، وَقد جاءَ كثيرا فِي أشعارِهم، مِثلَ قَوْلِه:
(أمِ السَّبْع فاسْتَنْجوا وأينَ نَجَاؤُكُم ... فَهَذَا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ)
وأنشدَ ثَعْلَبٌ:
(لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عَلَيْهِ شَذَاتُه ... فإنْ لم يَزَعْ من غَرْبِه فَهُوَ آكِلُهْ)
وأرضٌ مَسْبَعَةٌ، كَمَرْحَلَةٍ: كَثيرَتُه، وَفِي الصِّحَاح: ذاتُ سِباعٍ، قَالَ لَبيدٌ: إليكَ جاوَزْنا بِلاداً مَسْبَعَه ْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بابُ مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونَظيرَهما ممّا جاءَ على مَفْعَلةٍ لازِمَةً لَهَا الْهَاء، وَلَيْسَ فِي كلِّ)
شيءٍ يُقَال، إلاّ أنْ تَقيسَ شَيْئا وتَعْلَم مَعَ ذَلِك أنَّ العربَ لم تَتَكَلَّمْ بِهِ، وَلَيْسَ لَهُ نَظيرٌ من بناتِ الأرْبَعةِ عندَهم، وإنّما خَصُّوا بِهِ بَناتِ الثلاثةِ لخِفَّتِها، مَعَ أنَّهم يَسْتَغنون بقَولِهم: كَثيرةُ الذِّئابِ، وَنَحْوهَا. وذاتُ السِّباع، ككِتابٍ: ع، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. ووادي السِّباع: مَوْضِعٌ بطريقِ الرَّقَّةِ على ثلاثةِ أَمْيَالٍ من الزُّبَيْدِيَّة، يُقَال: إنّه مرَّ بِهِ وائِلُ بنُ قاسِطٍ على أَسْمَاءَ بِنتِ دُرَيْمِ بنِ القَيْنِ بنِ أَهْوَدَ بنِ بَهْرَاءَ بنِ عَمْرِو بنِ الحافي بنِ قُضاعة، فهَمَّ بهَا حينَ رَآهَا مُنفَرِدَةً فِي الخِباء فَقَالَ لَهُ: واللهِ لَئِنْ هَمَمْتَ بِي لَدَعَوْتُ أَسْبُعي، فَقَالَ: مَا أرى فِي الْوَادي غَيْرَك، فصاحَتْ ببَنيها: يَا كَلْبُ، يَا ذِئْب، يَا فَهْدُ، يَا دُبُّ، يَا سِرْحانُ، يَا سِيدُ، يَا ضَبُعُ، يَا نَمِرُ، فجاؤوا يَتَعَادَوْنَ بالسُّيوفِ، فَقَالَ: مَا أرى هَذَا إلاّ وَادي السِّباع، وَقد ذَكَرَه سُحَيْمُ بنُ وَثيلٍ الرِّياحيُّ، فَقَالَ:
(مَرَرْتُ على وَادي السِّباعِ وَلَا أرى ... كَوادي السِّباعِ حينَ يُظلِمُ وادِيا)
والسَّبْعِيَّةُ، هَكَذَا فِي النّسخ، كأنّه نِسبةٌ إِلَى السَّبْعةِ. وَفِي العُباب: السُّبَيْعَةُ، مُصغّراً: ماءَةٌ لبَني نُمَيْرٍ. والسَّبْعونَ: عدَدٌ، م، وَهُوَ العِقدُ الَّذِي بَين السِّتِّين والثَّمانين، وَقد تكرَّرَ ذِكرُه فِي القُرآنِ والْحَدِيث. والعربُ تضَعُها مَوْضِعَ التَّضعيفِ والتكثير، كقولِه تَعَالَى: إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُم سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُم فَهُوَ لَيْسَ من بابِ حَصْرِ العدَد، فإنّه لم يُرِدْ اللهُ عزَّ وجلَّ أنّه إنْ زادَ على السَّبْعين غُفِرَ لَهُم، ولكنّ المَعنى إِن استَكثرْتَ من الدُّعاءِ والاستِغفارِ للمُنافقين لم يَغْفِرِ الله لَهُم. وَكَذَلِكَ الحَدِيث: إنّه ليُغانُ على قَلْبِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللهَ فِي اليَومِ سَبْعِين مَرّةً. وَمُحَمّد بنُ سَبْعُون المُقرِئُ المَكّيُّ قرأَ على إسماعيلَ بنِ عَبْد الله بنِ قُسْطَنطين، المعروفِ بالقُسْط. أَبُو محمدٍ، كَمَا فِي العُباب، ابْن يحيى السُّلَمِيّ وَفِي التبصير: أَبُو بكرٍ عَبْد الله بنُ سَبْعُون القَيْروانيُّ مُحدِّث، عَن أبي نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنِ سعيدٍ الوائليّ السِّجْزِيّ بمَكَّة، وَأبي الحسَنِ بنِ صَخْرٍ، وَعنهُ أَبُو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ السَّمَرْقَنْديّ، وَأَبُو الحسَنِ بنُ عبدِ السَّلَام، سَكَنَ بَغْدَاد، وتُوفِّي سنةَ أربعمائةٍ وتِسعٍ وعِشرين، وَقد اشْتَبهَ على الحافظِ حِين كناه أَبَا بكرٍ بولَدِه أبي بكرٍ أحمدَ بنِ عَبْد الله بنِ سَبْعُون القَيْروانيّ، ثمّ البغداديّ، وَهَذَا قد سَمِعَ أَبَا الطَّيِّبِ الطَّبَريَّ، وَعنهُ ابنُه عَبْد الله وتُوفِّيَ سنةَ خَمْسِمائةٍ، وعَشْرٍ. كَذَا فِي تاريخِ الذَّهَبيِّ، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. وسَبْعِينُ: ة، بحَلب ببابِها كَانَت إقْطاعاً للمُتَنَبِّئِ الشَّاعِر، من سَيْفِ الدولةِ مَمْدُوحِه، وإيّاها عَنى بقَولِه: أَسيرُ إِلَى إقْطاعِهِ فِي ثِيابِهعلى طِرْفِهِ من دارِه بحُسامِه والسَّبُعان، بضمِّ الْبَاء: ع، هَكَذَا نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ: وَلم يَأْتِ على فَعُلانَ شيءٌ غيرُه، وَفِي)
العُبابِ أنّه ببِلادِ قَيْسٍ، وَفِي مُعجَمِ البَكْريِّ أنّه جبَلٌ قِبَلَ فَلْج، وَقيل: وادٍ شَمالِيِّ سَلَم، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لابنِ مُقبِلٍ:
(أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بالبِلى المَلَوانِ)
والسَّبْعَةُ وتُضَمُّ الباءُ: اللَّبُؤَة، وَمِنْه المثَل: أَخَذَه أَخْذَ سَبُعَة على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْن السِّكِّيت، كَمَا تقدّم. وككِتابٍ: سِباعُ بنُ ثابِت، روى عَنهُ عُبَيْدُ اللهِ بن أبي يَزيدَ أنّه أَدْرَكَ الجاهليّة. سِباعُ بنُ زَيْدٍ أَو يَزيد، العَبْسِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ رُواتُها مَجْهُولون. سِباعُ بنُ عُرْفُطَةَ الغِفارِيُّ مَشْهُورٌ، اسْتَعملَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم على الْمَدِينَة. وكزُبَيْرٍ، سُبَيْعُ بنُ حاطِبٍ الأنْصاريُّ الأَوْسيُّ، حَليفُهم، وَفِي العُباب، وَهُوَ من بني مُعاوِيَةَ بنِ عَوْفٍ، استُشهِدَ يومَ أُحُدٍ. سُبَيْعُ بنُ قَيْس بن عَيْشَةَ الخَزْرَجيُّ الحارِثيُّ، بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، صَحابِيُّون، رَضِيَ الله عَنْهُم. وكجُهَيْنَة: سُبَيْعةُ بنتُ الحارثِ الأَسْلَميّة، توفِّيَ عَنْهَا سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ بمكّة، فَوَلَدتْ بَعْدَه بنِصفِ شهرٍ، وَقد تقدّمَ حديثُها. سُبَيْعةُ بنتُ حَبيبٍ الضُّبَيْعِيَّة، روى عَنْهَا ثابِتٌ البُنانِيُّ: صَحابِيَّتان، رَضِيَ الله عَنْهُمَا، وَقَالَ العُقَيْليّ فِي الأَفْراد: سُبَيْعةُ الأَسْلَميّة، وَقَالَ: هِيَ غيرُ بنتِ الحارثِ. والسِّبْع، بالكَسْر: الوِرْد، وَهُوَ ظِمْءٌ من أَظْمَاءِ الْإِبِل، وإبلٌ سَوابِعٌ، وَهُوَ أَن تَرِدَ فِي اليَومِ السابِعِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَفِي أَظْمَاءِ الإبلِ السِّبْعُ، وَذَلِكَ إِذا أقامَتْ فِي مَراعيها خَمْسَةَ أيّامٍ كَوامِلَ. وَوَرَدتْ اليومَ السادسَ، وَلَا يُحسَبُ يومُ الصَّدَر. السُّبْع، بالضَّمّ، وكأميرٍ: جُزءٌ من سَبْعَةٍ، والجَمعُ: أَسْبَاعٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ سَبيعاً لغيرِ أبي زَيْدٍ. وسَبَعَهُم، كَضَرَبَ ومَنَعَ: كَانَ سابِعَهُم، الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وزادَ يونُسَ بنُ حبيب فِي كتابِ اللُّغَات: من حدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، فَهُوَ مُثَلَّثٌ، مُستدرَكٌ على المُصَنِّف. أَو سَبَعَهُم يَسْبعهم بالتَّثْليثِ: أَخَذَ سُبْعَ أموالِهم. سَبَعَ الذِّئبَ: رَماهُ أَو ذَعَرَه، قَالَ الطِّرْماحُ يصفُ ذِئْباً:
(فلمّا عَوى لَفْتَ الشِّمالِ سَبَعْتُه ... كَمَا أَنا أَحْيَاناً لهُنَّ سَبُوعُ)
وَيُقَال أَيْضا: سَبَعَ فلَانا: إِذا ذَعَرَه. سَبَعَ فلَانا: شَتَمَه وعابَه وانْتَقَصه وَوَقَع فِيهِ بالقَولِ القَبيحِ، ورماه بِمَا يَسوءُ من القَذَع. أَو سَبَعَه: عَضَّه بأَسْنانِه، كفِعلِ السَّبُعِ. سَبَعَ الشيءَ: سَرَقَه، كاسْتَبَعَه، كِلاهما عَن أبي عمروٍ. سَبَعَ الذئبُ الغنَمَ، أَي فَرَسَها فَأَكَلها. سَبَعَ الحَبلَ يَسْبَعُه سَبْعَاً: جَعَلَه على سَبْعِ قُوىً، أَي طاقاتٍ. والسُّباعيُّ، بالضَّمّ: الجمَلُ العظيمُ الطَّوِيل، قَالَه النَّضْر، والرُّباعيُّ مثلُه على طولِه، وَهِي بهاءٍ، يُقَال: ناقةٌ سُباعِيّةٌ ورجلٌ سُباعِيُّ البدَنِ كَذَلِك، أَي تامُّه.)
والأُسْبوع، من الأيّام، قَالَ الليثُ: من الناسِ من يَقُول: السُّبُوع فِي الأيّامِ والطَّوافِ بضَمِّهما، الأخيرُ بِلَا ألِف، م، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من عدَدِ السَّبْعِ، والجَمع: الأسابيع. يُقَال: طافَ بالبيتِ سَبْعَاً، بفتحِ السِّين وضمِّها وأُسْبوعاً، وَقَالَ أَبُو سعيد: قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: سُبوعاً وَلَا أعرفُ أَحَدَاً قَالَه غيرُه، والمعروفُ أُسْبوعاً، أَي سَبْعَ مرّاتٍ. وَقَالَ الليثُ: الأُسْبوعُ من الطَّوافِ ونَحوِه: سَبْعَةُ أَطْوَافٍ، والجَمعُ أُسْبوعات، وَيُقَال: أَقَمْتُ عندَه سُبْعَيْن، أَي جُمعتَيْن. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَنْكَره أَبُو سعيدٍ على ابْن دُرَيْدٍ قد جاءَ فِي حديثِ سَلَمَةَ بنِ جُنادَة: إِذا كانَ يومُ سُبوعِه. يريدُ يومَ أُسْبوعِه من العُرْس، أَي بعدَ سَبْعَةِ أيّامٍ. وكأميرٍ: السَّبيعُ بنُ سَبْع بنِ صَعْبِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ كُرْزِ بنِ مالكِ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرَانَ بن نَوْفِ بنِ هَمْدَان، أَبُو بَطْنٍ من هَمْدَان، نَقَلَه ابنُ الكَلبيِّ، مِنْهُم: الإمامُ أَبُو إسحاقَ عُمر، هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه: عَمْرُو بنُ عَبْد الله بن عليِّ بن هانِئٍ التابعيُّ المُحدِّث، روى عَن البَراءِ بنِ عازِبٍ، وَعنهُ شُعبَةُ. قلتُ: وَمِنْهُم أَيْضا: أَبُو مُحَمَّد الحسَنُ بنُ أحمدَ السَّبيعيّ الحافظُ، كَانَ فِي حُدودِ السَّبْعين وثلاثِمائةٍ، بحَلَب. السَّبيع: محَلَّةٌ بالكُوفَة مَنْسُوبةٌ إِلَيْهِم أَيْضا. وأَسْبَعَ الرجلُ: وَرَدَتْ إبلُه سَبْعَاً، وهم مُسْبِعون، وَكَذَلِكَ فِي سائرِ الأَظْماءِ، كَمَا تقدّم. أَسْبَعَ القَومُ: صَارُوا سَبْعَةً. أَسْبَعَ الرُّعْيانُ، إِذا وَقَعَ السَّبُعُ فِي مَواشيهم، عَن يَعْقُوب، قَالَ الراجز: قد أَسْبَعَ الرَّاعِي وضَوْضا أَكْلُبُه أَسْبَعَ ابْنَه: دَفَعَه إِلَى الظُّؤُورَةِ وَمِنْه قولُ العَجَّاجِ، كَمَا فِي التَّهْذِيب:
(إنَّ تَميماً لم يُراضِعْ مُسْبَعا ... وَلَمْ تَلِدْه أمُّه مُقَنَّعا) وَنَبَسه الجَوْهَرِيّ إِلَى رُؤْبَة، وَقد تقدّم فِي رضع وَيَأْتِي تفسيرُه قَرِيبا. أَسْبَعَ فلَانا: أَطْعَمَه السَّبُعَ، كَذَا نصُّ الصِّحَاح، وَفِي المُفردَات لَحْمَ السَّبُع. أَسْبَعَ عَبْدَه، أَي أَهْمَله، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ، يصفُ حِماراً:
(صَخْبُ الشَّوارِبِ لَا يزالُ كأنَّهُ ... عَبْدٌ لآلِ رَبيعةَ مُسْبَعُ)
والمُسْبَع، كمُكْرَم، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَكَذَا رَوَاهُ الأَصْمَعِيّ مُسْبَعٌ بفتحِ الْبَاء، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: هُوَ المُترَف، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَهُوَ قريبٌ من معنى المُهمَل لأنّه إِذا أُهْمِل فقد أُترِفَ عَادَة، أَو كنى بالمُسْبَع عَن الدَّعِيّ الَّذِي لَا يُعرَفُ أَبوهُ، قَالَه الراغبُ والصَّاغانِيّ، أَو ولَدُ الزِّنا، وَهُوَ قريبٌ من الدَّعِيِّ أَو مَن تَموتُ أمُّه فيُرضِعُه غيرُها، قَالَ النَّضْر: وَيُقَال: رُبَّ غُلامٍ رَأَيْتُه يُراضَع،)
قَالَ: والمُراضَعة: أَن يَرْضَعَ أمَّه وَفِي بَطْنِها ولَدٌ، وَقد تقدّم، ويُراعى فِيهِ معنى الإهمال لأنّه إِذا ماتَتْ أمُّه فقد أُهمِل، أَو مَن هُوَ فِي العُبودِيَّةِ إِلَى سَبْعَةِ آباءٍ، أَو فِي اللُّؤْمِ، وَقَالَ بَعْضُهم: إِلَى سَبْعِ أمَّهاتٍ، أَو إِلَى أَرْبَعةٍ، هَكَذَا قَالَه النَّضْر، وَلم يَأْخُذهُ من اللَّفظِ، وَقَالَ غَيْرُه: مَن نُسِبَ إِلَى أَرْبَعِ أمَّهاتٍ كلُّهَنَّ أَمَةٌ، أَو مَن أُهمِلَ مَعَ السِّباع، فصارَ كسَبُع خُبْثاً، نَقله أَبُو عُبَيْدةَ. وَقَالَ غيرُه: المُسْبَع: المُهمَلُ الَّذِي لم يُكَفَّ عَن جَراءَتِه، فبَقِيَ عَلَيْهَا. وعَبدٌ مُسْبَعُ، أَي مُهمَلٌ جَريءٌ، تُرِكَ حَتَّى صارَ كالسَّبُع، وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيّ قولَ أبي ذُؤَيْبٍ. وَقَالَ السُّكَّريُّ فِي شَرْحِ الدِّيوان: عَبدٌ مُسْبَعٌ، أَي مُهمَلٌ، وأصلُ المُسْبَع: المُسلَمُ إِلَى الظُّؤورَة، قَالَ رُؤْبَة: إنَّ تَميماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا أَي لم يُقطَعْ عَن أمِّه فيُدفَعْ إِلَى الظُّؤورَةِ، فَيكون مُهمَلاً، والصبيُّ فِي أسابيعِه سَبْعَةُ أسابيع، وَهِي أَرْبَعون يَوْمًا لَا يُسقَى، فالمُسْبَعُ مِن هَذَا، وسُمِّي تَميماً لأنّه تَمَّ فِي بَطْنِ أمِّه، وُلِدَ لسَنتَيْن، فحينَ وُلِدَ لم يَشْرَبْ اللبَنَ، أَكَلَ وَقد نَبَتَتْ أَسْنَانُه. أَو المَولودُ لسَبعَةِ أَشْهُرٍ فَلم يُنضِجْه الرَّحِمُ وَلم يُتِمَّ شُهورَه، نَقله الأَزْهَرِيّ وابنُ فارِسٍ، وَبِه فسَّرَ الأَزْهَرِيّ قَوْلَ رُؤْبَةَ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالَ أَبُو سعيدٍ الضَّرير: مُسْبعٌ بكسرِ الْبَاء، قَالَ: فشَبَّهَ الحِمارَ وَهُوَ يَنْهَقُ بعَبْدٍ قد صادَفَ فِي غنَمِهِ سَبُعاً، فَهُوَ يُهَجْهِجُ بِهِ ليَزْجُرَه عَنْهَا. قَالَ: وَأَبُو رَبيعةَ فِي بني سَعْدِ بنِ بكرٍ، وَفِي غيرِهم، ولكنّ جيرانَ أبي ذُؤَيْبٍ بَنو سَعْدِ بنِ بكرٍ، وهم أَصْحَابُ غَنَم. قلتُ: وَفِي شَرْحِ الدِّيوان: أَبُو رَبيعةَ هَذَا ابنُ ذُهْلِ بنِ شَيْبَان، وَيُقَال: أَبُو رَبيعةَ من بَني شِجْعِ بنِ عامرِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناةَ. قلتُ: وَفِيه وَجْهٌ آخَرَ، تقدَّمَ فِي ربع فراجِعْه. وسَبَّعَه تَسْبِيعاً: جَعَلَه سَبْعَةً، وَكَذَا سَبَّعَه: إِذا جَعَلَه ذَا سَبْعَةِ أَرْكَانٍ. سَبَّعَ الإناءَ: غَسَلَه سَبْعَ مَرّاتٍ، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(فإنَّكَ مِنها والتَّعَذُّرُ بَعْدَما ... لَجَجْتَ وشَطَّتْ من فُطَيْمَةَ دارُها)

(لَنَعْتُ الَّتِي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها ... وقالتْ حَرامٌ أَن يُرَجَّلَ جارُها)
قَالَ أَعرابيٌّ لرَجُلٍ أَحسَنَ إِلَيْهِ: سَبَّعَ الله لَكَ، أَي أَعطاكَ أَجرَكَ سبْعَ مَرَّاتٍ، أَو ضَعَّفَ لَك مَا صنعْتَ سبعةَ أَضْعافٍ. وَفِي نوادِرِ الأَعرابِ: سَبَّعَ الله لفُلانٍ تَسْبيعاً، وتّبَّع لَهُ تَتْبِيعا، أَي تابعَ لَهُ الشيءَ بعدَ الشَّيءِ، وَهُوَ دعوةٌ تكونُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ، قَالَ أَبو سعيدٍ: وحُكِيَ عَن العَرَبِ وسمعتُ من دعامةَ بنِ ثامِلٍ: سَبَّع الله لكَ أَجْرَها، أَي ضاعَفَ اللهُ لكَ أَجرَ هَذِه الحَسَنة.
وَقَالَ السُّكَّريّ فِي شرحِ قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ: تُسَبِّعُ سُؤْرَها، أَي تتَصَدَّقُ بِهِ، تلتَمِسُ تَسبيعَ الأَجرِ،)
والعَرَبُ تضَعُ التَّسْبيعَ مَوضِع التَّضْعِيفِ وَإِن جاوَزَ السَّبْعَ، والأَصلُ فِي ذلكَ قَوْله عَزَّ وجَلَّ: مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقونَ أَموالَهُم فِي سَبِيل الله كمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبتت سبعَ سنابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مائةُ حَبَّةٍ وَالله يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ، ثمَّ قَالَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: الحَسَنَةُ بعَشْرٍ إِلَى سبعمائةٍ والمَعنى تَلتَمِسُ تَسبيعَ الثَّوابِ بِسُؤْرِها، فأَلقى الباءَ ونصَب. سَبَّعَ الْقُرْآن: وَظَّفَ عَلَيْهِ قراءَتَه فِي كلِّ سَبْع ليالٍ، كَمَا فِي اللِّسَان والعبابِ. سَبَّع لامرأَتِهِ: أَقامَ عِنْدهَا سَبْعَ ليالٍ، وَمِنْه قولُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لأُمِّ سلَمَةَ حينَ تَزَوَّجَها وَكَانَت ثَيِّباً: إنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِن سَبَّعْتُ لكِ سَبَّعْتُ لِنِسائي، وَفِي روايةٍ: إِن شئتِ سبَّعْتُ عندَكِ، ثمَّ سَبَّعْتُ عندَ سَائِر نِسائي، وَإِن شئتِ ثَلَّثْتُ ودُرْتُ، فَقَالَت: ثَلِّثْ ودُرْ، اشتَقُّوا فَعَّلَ من الواحِدِ إِلَى العَشْرَة، فَمَعْنَى سَبَّعَ: أَقامَ عندَها سبعا، وثَلَّثَ: أَقام عندَها ثَلَاثًا، وَكَذَلِكَ من الْوَاحِد إِلَى العَشَرة فِي كلِّ قولٍ وفِعلٍ. سبَّعَ دراهِمَهُ، أَي كمَّلَها سبعينَ. وَهَذِه مُوَلّدة، وَكَذَلِكَ سَبْعَنَ دَراهِمَه: إِذا كمَّلَها سبعين، مولّدة أَيضاً، لَا يَجوزُ أَنْ يُقالَ ذَلِك، وَلَكِن إِذا أَرَدْتَ أَنَّكَ صَيَّرْتَه سبعين قلتَ: كَمَّلْتُه سَبعينَ من غير اشتِقاق فِعْلٍ مِنْهُ. سَبَّعَت القَومُ: تَمَّتْ سَبْعَمائةِ رَجُلٍ، وَمِنْه الحَدِيث: سَبَّعَتْ سُلَيْمُ يومَ الفَتْحِ أَي كَمُلَتْ سَبْعَمائةِ رَجُل، وَهُوَ نَظيرُ ثَيَّبَتِ المَرأَةُ، ونَيَّبَتِ النّاقةُ. والسِّباعُ، ككِتابٍ: الجِماعُ نَفْسُه، وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّه صَبَّ على رأْسِه الماءَ من سِباعٍ كانَ مِنْهُ فِي رمَضانَ هَذِه عَن ثعلَبٍ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
قيلَ: هُوَ الفخَارُ بكَثرَتِه، وإظْهارُ الرَّفَثِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: نُهِيَ عَن السِّباعِ قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: كأَنَّه نُهِيَ عَن المُفاخَرَةِ بالرَّفَثِ وكَثرَة الجِماعِ، والإعرابِ بِمَا يُكْنَى عَنهُ من أَمْرِ النِّساءِ. قيل: السِّباعُ المَنهيُّ عَنهُ: التَّشاتُمُ بأَن يَتسابَّ الرَّجُلانِ، فيَرْمِيَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه بِمَا يسوءُهُ من القَذْعِ. وَمِمَّا يستدرَكُ عَلَيْهِ: السَّبْعُ المَثاني: الفاتِحَةُ، لأَنَّها سَبْعُ آياتٍ، وَقيل: السُّوَرُ الطِّوالُ من الْبَقَرَة إِلَى الأَعرافِ، كَمَا فِي المُفرَداتِ، وَفِي اللِّسَان إِلَى التَّوبَةِ، على أَن تُحسَبَ التَّوْبَةُ والأَنفالُ بسورَةٍ واحِدَةٍ، وَلِهَذَا لم يُفصَل بينَهما بالبَسْمَلَةِ فِي المُصْحَف. وَهَذَا سَبيعُ هَذَا، أَي سابِعُه. وَهُوَ سابِعُ سَبْعَةٍ، وسابِعُ سِتَّةٍ. وأَسْبَعَ الشيءَ: صيَّرَهُ سَبْعَةً. وسَبَّعَتِ المَرأَةُ: ولَدَتْ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ. وسُبِعَ المَولودُ: حُلِقَ رأْسُه، وذُبِحَ عَنهُ لسَبْعَة أَيّامٍ، قَالَه ابْن دُرَيدٍ. وسَبَّعَ اللهُ لكَ: رَزَقَكَ سَبعةَ أَولادٍ، وَهُوَ على الدُّعاءِ. وثَوبٌ سُباعِيٌّ، إِذا كانَ طولُه سَبعَ أَذْرُعٍ، أَو سبعَةَ أَشْبارٍ، لأَنَّ الشِّبْرَ مُذَكَّر، والذِّراعَ مُؤَنَّثةٌ. وبَعيرٌ مُسَبَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، إِذا زادَت فِي مُلَيْحائِه سَبْعُ مَحالاتٍ. والمُسَبَّعُ من العروضِ: مَا بُنِيَ على سَبعَةِ أَجزاءٍ. وجَمْعُ السَّبْعِ: سُبوعٌ وسُبوعَةٌ،)
كصُقورٍ وصُقورَةٍ. وسُبِعَت الوَحْشِيَّةُ، فَهِيَ مَسْبوعَةٌ: أَكَلَ السَّبُعُ ولَدَها. والسِّباعُ، ككِتابٍ: موضعٌ، أَنشدَ الأَخفَشُ:
(أَطلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةٍ ... سأَلْتُ فلَمّا اسْتَعْجَمَت ثمَّ صَمَّتِ)
والسُّبَيعانِ: جَبلانِ، قَالَ الرَّاعي:
(كأَنّي بصَحراءِ السُّبَيْعَيْنِ لَمْ أَكُنْ ... بأَمثال هِندٍ قبلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا)
وأَسْبَعَت الطَّريقُ: كَثُرَ فِيهَا السِّباعُ. والمُتَسَبَّعُ: مَوضِعُ السَّبُعِ. وأَبو السِّباع: كُنيَةُ إسماعيلَ عَلَيْهِ السَّلام، لأَنَّه أَوَّل مَن ذُلِّلَتْ لَهُ الوُحوشُ. ويُقال: مَا هُوَ إلاّ سَبُعٌ من السِّباعِ، للضَّرارِ. وَهُوَ مَجاز. وأَسْبَعَ لامرأَتِهِ: لُغَةٌ فِي سَبَّعَ. وأُمُّ الأَسْبُعِ بنتُ الحافي بنِ قُضاعَةَ، بضَمِّ الباءِ، هِيَ أُمُّ أَكْلُبٍ وكِلابٍ ومَكْلَبَة، بني رَبيعَة بنِ نِزارٍ. وسُبَيْعَةُ بنُ غَزالٍ: رَجُلٌ من العرَب لَهُ حديثٌ.
ووَزْنُ سَبْعَةَ: لَقَبٌ. وأَبو الرَّبيعِ سُليمانُ بنُ سَبعٍ السَّبْتِيّ، وَقد تُضَمُّ الباءُ: صاحِبُ شِفاءِ الصُّدور. والسَّبْعِيَّةُ: طائفَةٌ من غلاةِ الشِّيعَة. وكُزُبَيْرٍ: سُبَيْعُ بنُ الحارِثِ بنِ أُهْبانَ السُّلَمِيُّ، من ولَده أَحمرُ الرَّأْسِ بن قرَّةَ بنِ دُعموصِ بن سُبَيع السُّبَيْعِيُّ: شاعرٌ، روَت عَنهُ ابنَتُه أُمُّ سُرَيْرَةَ كثيرا من شعرِه، أَنشدَه عَنْهَا الهَجَرِيُّ فِي نوادرِه. وكجُهَيْنَةَ: سُبَيْعَةُ بنُ رَبيع بنِ سُبَيْعٍ القُضاعِيّ، من ولَده: أَوْسُ بنُ مالِكِ بنِ زينةَ بنِ مالِك بن سُبيعَةَ، كَانَ شريفاً، ذكَرَه الرُّشاطِيُّ.
وبِرْكَةُ السَّبْعِ: قَريَةٌ بمِصْر. وسُوَيْقَةُ السَّبَّاعِينَ: خُطَّةٌ بهَا. وأَبو محمّدٍ عبدُ الحَقِّ بنُ إبراهيمَ بنِ نَصْرٍ، الشهيرُ بِابْن سَبعين المَكّيُّ المُرسِيُّ الأَندلسيُّ المُلَقَّبُ بقُطْبِ الدِّينِ، وُلدَ سنةَ خَمسمائةٍ وأَرْبَعَةَ عَشَرَ، وتُفِّيَ بمَكَّةَ سنةَ ستِّمائةٍ وتِسْعٍ وعشرينَ. ودَرْبُ السَّبيعيّ بحَلَب، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبو عَبْد الله الحُسَيْنُ بنُ صالِح بنِ إسماعيلَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمّادِ بنِ حَمزةَ الحلبيُّ السَّبيعيّ، مُحَدِّث ابْن مُحَدِّثٍ، وابنُ عَمِّ أَبيه الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ صَالح: حافِظٌ ثِقَةٌ.

عدو

(عدو) : العِدْو: حَجَرٌ رقيقٌ واسعٌ، والجَمعُ عِداءٌ، مثلُ: جِروٍ وجِراءٍ.
عدو: {عدوان}: اعتداء. {يعدون}: يعتدون. و {بالعدوة}: شاطئ الوادي.

عدو


عَدَا(n. ac. عَدْو
عَدَوَاْن)
a. Ran.
b. . (n. ac.
عَدْو
عُدْوَاْن) [acc. & 'An], Turned, prevented, hindered from.
c. [acc.
or
'An], Turned, passed away from; neglected, left undone;
omitted.
d. ['Ala], Leapt, rushed at; assailed; charged.
e.(n. ac. عَدْوعُدْوَى []
عَدَآء []
عُدُوّ
عُدْوَاْن) ['Ala], Wronged, acted unjustly towards; oppressed.
ع د و

أعدى من ذئب "، وتقول: ما هو إلا ذئب عدوان، دينه الظلم والعدوان. واستعديت عليه الأمير فأعداني. ولي قبله عدوى أي استعداء. وفرّقتهم عدواء الدار وهي بعدها. قال ذو الرمة:

هام الفؤاد بذكراها وخامره ... منها على عدواء الدار تسقيم

وجئت على مركب ذي عدواء: غير مطمئن. والسلطان ذو عدوات وذو بدوات وذو عدوان وذو بدوان. " وما عدا مما بدا ". وكانت لهذا اللص عدوة. وتقول: ما له غدوة ولا روحه، إلا على عدوة أو جوحه. وما عدا أن صنع كذا. وعدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف. ونزلوا بين عدوتي الوادي. وعدّ عن هذا الحديث أي خلّه. وتقول: صروف الدهر متماديه، ونوائبه متعاديه؛ أي متوالية. وبعنقي وجع من تعادي الوساد: من المكان المتعادي غير المستوي.
ع د و : عَدَا عَلَيْهِ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدُوًّا مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَعُدْوَانًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ ظَلَمَ وَتَجَاوَزَ الْحَدَّ وَهُوَ عَادٍ وَالْجَمْعُ عَادُونَ مِثْلُ قَاضٍ وَقَاضُونَ وَسَبُعٌ عَادٍ وَسِبَاعٌ عَادِيَةٌ وَاعْتَدَى وَتَعَدَّى مِثْلُهُ وَعَدَا فِي مَشْيِهِ عَدْوًا مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا قَارَبَ الْهَرْوَلَةَ وَهُوَ دُونَ الْجَرْيِ وَلَه عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْدَيْتُهُ فَعَدَا وَعَدَوْتُهُ أَعْدُوهُ تَجَاوَزْتُهُ إلَى غَيْرِهِ وَعَدَّيْتُهُ وَتَعَدَّيْتُهُ كَذَلِكَ وَاسْتَعْدَيْتُ الْأَمِيرَ عَلَى الظَّالِمِ طَلَبْتُ مِنْهُ النُّصْرَةَ فَأَعْدَانِي
عَلَيْهِ أَعَانَنِي وَنَصَرَنِي فَالِاسْتِعْدَاءُ طَلَبُ التَّقْوِيَةِ وَالنُّصْرَةِ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى بِالْفَتْحِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْعَدْوَى طَلَبُكَ إلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بِاعْتِدَائِهِ عَلَيْك وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ مَسَافَةُ الْعَدْوَى وَكَأَنَّهُمْ اسْتَعَارُوهَا مِنْ هَذِهِ الْعَدْوَى لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَصِلُ فِيهَا الذَّهَابَ وَالْعَوْدَ بِعَدْوٍ وَاحِدٍ لِمَا فِيهِ مِنْ الْقُوَّة وَالْجَلَادَةِ.

وَعُدْوَةُ الْوَادِي جَانِبُهُ بِضَمِّ الْعَيْنِ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ وَبِكَسْرِهَا فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ وَالْعَدُوُّ خِلَافُ الصَّدِيقِ الْمُوَالِي وَالْجَمْعُ أَعْدَاءٌ وَعِدًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ قَالُوا وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي النُّعُوتِ لِأَنَّ بَابَ فِعَلٍ وِزَانُ عِنَبٍ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ فِي الصِّفَاتِ إلَّا قَوْمٌ عِدًى وَضَمُّ الْعَيْنِ لُغَةٌ وَمِثْلُهُ سِوًى وَسُوًى وَطُوًى وَطِوًى وَتَثْبُتُ الْهَاءُ مَعَ الضَّمِّ فَيُقَالُ عُدَاةٌ وَيُجْمَعُ الْأَعْدَاءُ عَلَى الْأَعَادِي.
وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ: يَقَعُ الْعَدُوُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمَجْمُوعِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْت بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُونَ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ إذَا أُرِيدَ الصِّفَةُ قِيلَ عَدُوَّةٌ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ الْجَرَبَ لَيُعْدِي أَيْ يُجَاوِزُ صَاحِبَهُ إلَى مَنْ قَارَبَهُ حَتَّى يَجْرَبَ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى فَيُقَالُ أَعْدَاهُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ إذَا كَانَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَلَا يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ سِوَى عَدُوٍّ فَيُقَالُ فِيهِ عَدُوَّةٌ. 
عدو
فَرَسٌ عَدَوَانٌ: كَثيرُ العَدْوِ. وعَدَا عليه عَدْواً وعُدُوّاً وعَدَاءً وعُدْواناً، واعْتَدى عليه وتَعَدّى: سَواء. والعَدْوى: طَلَبُكَ إلى الوالي الإِعْداءَ على مَنْ ظَلَمَكَ. وما يُعْدِي من الجَرَبِ وغيرِه، وفي الحديث: " لا عَدْوى ".
وعَدَا طَوْرَه وتَعَدّى: تَجَاوَزَ قَدْرَه، ومنه رَأَيْتُهم ما عَدا زَيْداً. وعَدَتْ بَيْنَنا عَوَادٍ: صَرَفَتْ صَوَارِفُ، ويُقال: عَادَتْ، كأنَّها فاعَلَتْ. والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ: الشُّغْلُ. والعادِيَةُ: الشَّرُّ والأذى. وعَدَاءُ الطَّريْقِ وعِدَاؤه وعِدْوَتُه وعِدْوُه: ما انْقَادَ مَعَكَ من عُرْضِه.
والعِنْدَأْوَةُ: الْتِوَاءٌ وعَسَرٌ، النُّوْنُ والهَمْزَةُ زائدتانِ. وعَدِّ الهَمَّ عنكَ: اصْرِفهُ ونَحِّه.
ويُجْمَعُ العَدُوُّ على الأعْدَاء، والعِدى والعُدى والعَدِيِّ والعُدَاةِ والعَدَايا والأعادي، وهي عَدُوَّةُ اللهِ، ولا نَظِيْرَ له، كأنَّه أُلحِقَ بِصَدِيْقَةٍ. وعَدْوَانُ: حَيٌّ من قَيْسٍ.
والعُدْوَةُ - بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: صَلاَبَةٌ من شَاطِئِ الوَادي. والنّاحِيَةُ من الأرْض. والعُقْدَةُ لا حَمْضَ بها، وقيل: هي الخُلَّةُ. والعَدَوِيَّةُ: صِغَارُ الشَّجَرِ تَرْعَاه الإِبِلُ. وصِغَارُ سِخَالِ الغَنَم، ويُقال: هي العَذَوِيَّةُ - بالذّال المُعْجَمَة -.
والعِدّى: ما يُجْعَلُ على القَبْر من الصُّخُورْ. والعِدْوُ: حَجَرٌ رَقِيْقٌ واسِعٌ، ويُجْمَعُ على العِدَاء. والعِدَى: كُلُّ خَشَبَةٍ تُجْعَلُ بين خَشَبَتَيْن. ورَجُلٌ عِدَىً، وقَوْمٌ عِدَىً أيضاً: بُعُدٌ عنكَ. وغُرَباءُ أيضاً، ويُقال: قَوْمٌ أعْدَاء، بهذا المعنى. والعِدَى: البُعْدُ نَفْسُه.
وعَادِيَا اللَّوْحِ: طَرَفاه. وأُمُوْرٌ عِدْوَةٌ: بَعيْدَةٌ: وعَدَّيْتُ عَدَاءً: بَعُدْتَ. وعادَيْتُه من كَذا: مَيَّزْتَه.
وَعَدِّ شَيْئاً من إِبِلكَ: اعْزِلْهُ. وعَادى بَيْنَه: وَالى. وتَعَادَوْا: ماتَ بعضُهم في أثر بعضٍ.
ومَكانٌ مُتَعَادٍ: غَيْرُ مُسْتَو، وكأنَّه من العُدَوَاءِ: المَكانِ غيرِ المُسْتَوي. وهو الاناخَةُ القَليلةُ. والأرضُ الصُّلْبَةُ، أيضاً. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوَادٍ: لا تَرْعى الحَمْضَ. والعَدِيُّ: الجَمَاعَةُ - بِلُغَةِ هُذَيْلٍ -. وهي الرَّجّالَةُ يَتَقَدَّمون الجَيْشَ أيضاً: ولا تَعَدّى من الأمْرِ شيئاً: أي لا تُغْني. والعَوَادِيُّ من الكَرْم: ما يُغْرَسُ في أُصُوْلِ الشَّجَرِ العِظَام الظَّلِيْلَة، ويُنْسَبُ إِليها فيُقال: عَادِيَّةُ العَنَمَةِ والعَرْعَرَةِ، ولا يُسَمّى الحَبَلَةَ. وأعْدَاه على كَذا: أعَانَه. والعِدَى: جَمْعُ العِدَةِ وهي الوَعْدُ، وهذا نادِرٌ من المَقْلُوْب. وعُدَيَّةُ: اسْمُ قَبيلةٍ. وهَضَبَة، أيضاً.
ويُقال: كَتَبَ المُصَدِّقُ عَلَيَّ عَدَاءً كثيراً: أي تَعَدّى الفَريضَةَ وأخَذَ فَوْقَ حَقَّه.
ابنُ الأعْرابيِّ: قالوا مَعْدِي كَرِبَ لأنَّه عَدِيُّ الفَسَادِ، والكَرِبُ: الفسادُ. فأمّا قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:
مَعْدى القِلادَةِ من رَبْوٍ ولا بُهُرِ
فأرادَ به: إلاّ القِلادَةَ، وكأنَّه: ما عَدا القِلادَةَ، فأدْرَجَ الألفَ. وشَيْءٌ عادِيٌّ: قَدِيْمٌ، كالمجْدِ وغيرِه.
(ع د و) : (الْعَدْوُ) السُّرْعَةُ وَفَرَسٌ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْعَدَّاءُ الَّذِي كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْكِتَابَ الْمَشْهُورَ وَهُوَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً شَكَّ الرَّاوِي لَا دَاءَ
وَلَا غَائِلَةَ وَلَا خِبْثَةَ» بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ قَالَ الْمُصَنِّفُ الْمُشْتَرِي الْعَدَّاءُ لَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَكَذَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ وَهَكَذَا أُثْبِتَ فِي مُشْكِلِ الْآثَارِ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَمَعْرِفَة الصَّحَابَةِ لِابْنِ مَنْدَهْ وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِلدَّغُولِيِّ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ أَيْضًا بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَفِي شُرُوط الْخَصَّافِ وَشُرُوطِ الطَّحَاوِيِّ بِتَعْلِيقِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ أَنَّ الْمُشْتَرِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَابَعَهُمَا فِي ذَلِكَ الْحَاكِمُ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِمَّا رَوَيْتُ وَرَأَيْتُ وَلَا عَيْبَ وَلَا لَفْظَةُ فِيهِ (قَالُوا) الدَّاءُ كُلُّ عَيْبٍ بَاطِنٍ ظَهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَوْ لَا وَهُوَ مِثْلُ وَجَعِ الطِّحَالِ وَالْكَبِدِ وَالسُّعَالِ وَكَذَا وَكَذَا وَالْجُذَامِ وَهُوَ مَا يَبْدُو فِي الْأَعْضَاءِ مِنْ الْقُرُوحِ وَالْبَرَصِ وَهُوَ الْبَيَاضُ فِي ظَاهِرِ الْجِلْدِ وَرِيحِ الرَّحِمِ وَهِيَ عَلَى مَا زَعَمَ الْأَطِبَّاءُ مَادَّةٌ نَفَّاخَةٌ فِيهَا بِسَبَبِ اجْتِمَاعِ الرُّطُوبَاتِ اللَّزِجَةِ (وَالْغَائِلَةُ) الْإِبَاقُ وَالْفُجُورُ (وَالْخِبْثَةُ) أَنْ يَكُونَ مَسْبِيًّا مِنْ قَوْمٍ لَهُمْ عَهْدٌ (وَالْكَيَّةُ) لَيْسَتْ بِدَاءٍ وَلَا غَائِلَةٍ وَلَكِنَّهَا عَيْبٌ (وَعَدَاهُ) جَاوَزَهُ (وَمِنْهُ) اتَّجِرْ فِي الْبَزِّ وَلَا تَعْدُ إلَى غَيْرِهِ أَيْ لَا تُجَاوِزْ الْبَزَّ (وَعَدَا عَلَيْهِ) جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الظُّلْمِ عَدْوًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ (وَمِنْهُ) وَصْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّبُعَ بِالْعَدَّاءِ فَقَالَ السَّبُعُ الْعَادِيُّ (وَفِي حَدِيثِ) عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لَهُ إنَّ بَنِي عَمِّكَ عَدَوْا عَلَى إبِلِي (وَاسْتَعْدَى) فُلَانٌ الْأَمِيرَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ أَيْ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعْدَاهُ عَلَيْهِ أَيْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ (وَمِنْهُ) فَمَنْ رَجُلٌ يُعْدِينِي أَيْ يَنْصُرُنِي وَيُعِينُنِي (وَالِاسْتِعْدَاءُ) طَلَبُ الْمَعُونَةِ وَالِانْتِقَامِ وَالْمَعُونَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ رَجُلٌ ادَّعَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ الْقَاضِي وَأَرَادَ عَنْهُ عَدْوَى أَيْ عَنْ الْقَاضِي نُصْرَةً وَمَعُونَةً عَلَى إحْضَارِ الْخَصْمِ فَإِنَّهُ يُعْدِيهِ أَيْ يَسْمَعُ كَلَامَهُ وَيَأْمُرُ بِإِحْضَارِ خَصْمِهِ وَكَذَا مَا رُوِيَ أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْتَعْدَتْ فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَدَبَةً مِنْ ثَوْبِهِ كَهَيْئَةِ الْعَدْوَى أَيْ كَمَا يُعْطِي الْقَاضِي الْخَاتَمَ أَوْ الطِّينَةَ لِتَكُونَ عَلَامَةً فِي إحْضَارِ الْمَطْلُوبِ
وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ سُبِيَتْ امْرَأَةٌ بِالْمَشْرِقِ فَعَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ اسْتِعْدَاؤُهَا مَا لَمْ تَدْخُلْ دَارَ الْحَرْبِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
عدو: عدا إلى أو في، عدا إليه أو فيه المرض: أعداه بالدواء والمرض. انتقل إليه المرض، وأصابه بالعدوى (بوشر).
عدا: أخفق، خاب نقص، أعوز، ففي الحديث عن أحد السقاة مثلاً: لم يَعْدُ المُنى، أي لم يخفق في تحقيق مناه. (المقري 1: 662) وأنظر تعليقة فليشر على هذه العبارة (بريشت من 216) حيث نجد فيه أمثلة مثل: لا عَدَى حَظَّك إقبال. أي لا ينقص النجاح حظّك. ويقال في الكلام عن الدراهم: عداه طالِبٌ. أي أخفق في أن يجد له طالباً. وأضيف إلى ذلك ما جاء في كليلة ودمنة (ص30): ما عدوتَ الذي في نفسي. أي لم تجاوز ما أراه فيك، يعني لم تكذب رأيي في عقلك وحكمتك وفي الأغاني (ص51): ما عدا صِفتَي وصفةُ (وصِفَةَ) ابن سريج. يريد أن يقول أن أمير المؤمنين لم يخطئ في التمييز بين موهبتي وموهبة ابن سريج.
وفي الكامل (ص119): فلما نهض (عبد الله بن يزيد أبو خالد القسري قال له عبد الملك يوما ما مالك؟ فلم يخبره) فقيل له: هلا خبرته بمقدار مالك؟ فقال: لم يَعْدُ أن يكون قليلاً فيحرقني أو كثيراً فيحسدني. أي لم يجاوز أن يكون قليلاً فيحقرني أو كثير فيحسدني.
عدا على: اجتاح، طغى على. يقال عدا الرمل على (معجم الادريسي).
عدا على فلان ب: اغتنم الفرصة ليغيضه ويهينه ب (تاريخ البربر 1: 431).
عَدَّى: عبر (بوشر) ويقال مثلاً عدّى النهر.
ففي الادريسي (الباب الخامس الفصل الرابع): بعد تعدية نهر. وفيه: وهو نهر كبير يعدى بالقوارب. ومنه قيل: مركب تعدية= معدية أي معبر (معجم ابن جبير).
عَدَّى الحدود: تجاوز الحد، تعدّى (بوشر) وحاول عبور نهر، ففي ملّر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 85).
ولما التقى الجمعان فرّ فراره ... ولكنهّ عَدَّى فقيده النهُر
عَدَّى على: مرّ من مكان وجاوز (بوشر).
عدَّى: ارتد، انعكس، أرتد من نقطة إلى أخرى.
ويقال عَّدى من والي: ارتده، ورُد ودفع من جسم إلى آخر. (بوشر).
عَدَّى: انصرف، جاوز، حاد عن، ترك، تخلَّى من، غادر، هجر، وكان علي لين (مادة عدا) أن لا يشك في عبارة المصباح. (انظر معجم مسلم).
عَدَّى عن: كفّ عن، تخلَّى عن، تحوّل عن، ترك، انفصل عن. تنازل عن حقه، أفلت، أهمل، عدل عن، أقلع عن، (بوشر).
عَدَّى عن: ترك، أغفل، أهمل، حذف، أسقط. ومرّ، قطع، عبر، جاز، انتقل. ولم يتكلم عن (بوشر).
عَدَّى: أفسد ما بين الأصدقاء الذين كانوا يعيشون في سلام وصفاء. (فوك، الكالا).
عَدَّى: انتكر، رفض، جحد ولم يوافق، وسخط، غضب، اغتاظ، تنازع (الكالا).
مُعَدِّى: مضاد، معاكس، مخالف، معاد، خصم، عدوّ. (فوك).
أعدى: (انظر معجم مسلم) غير أن هناك كثير مما يقال عن كتابة هذه الكلمة ومعنى البيت الذي نقل فيه. وقال السيد دي غويه إنه يترجم الآن الفعل أعدى بما معناه: نقل إلى، أوصل، وابلغ، أخبر، أفاد.
تَعَدَّى: لمعرفة استعمال هذا الفعل انظر رحلة ابن بطوطة (1: 35) ففيها: كانوا يظنوُّن أن القضاء لا يتعداه. أي لا يتجاوزه ليصبح قاضياً.
تَعَدىَّ: في ويجرز (ص20) حيث الكلام عن شعر ابن زيدون: لا تَعَدَّى به الرؤساء والملوك. ولم يفهم الناشر هذه الجملة. وهي تعني كما يقول دي ساسي في جريدة الجنوب: قد خصّ شعره بالأمراء والملوك لا يتجاوزهم إلى غيرهم.
تعدَّى: جاب، طاف، ساح، (هلو).
تعدَّى: اجتاز، جاز، قطع، عبر. (ابن بطوطة 1: 50).
تعدَّى إلى فلان ب: قدم له شيئاً. أهدى له شيئاً. (عباد 1: 313).
تعدّى: اختلف معه. (فوك، الكالا).
انعدى. انعدى من فلان: انتقل إليه المرض منه، انتقلت إليه العدوى منه. (بوشر).
ويقال أيضاً: انعدى من مرض أحد.
انعداء. عدوى، انتقال المرض من شخص إلى آخر. (هلو).
اعتدى على: اجتاح، اكتسح، يقال: اعتدت الرمال على. (معجم الادريسي).
اعتدا: في المعجم اللاتيني العربي contagium عِلّة واعْترا وتدنس. غير أني أرى أن الصواب اعتدا.
اعتدى: بمعنى استعدى أي استعان واستنصر. (المقري 2: 247) وانظر: إضافات.
أستعدي: ويقال أيضاً: استعدى بفلان: استعان به واستنصره. (المقري 2: 358).
عَدْو: سفْلِس، زهري (شيرب).
عَدْوَة: فسرت في ديوان الهذليين (ص13).
البيت الخامس. بحَمْلة كجِرْية السيل. وفي (ص224) منها: عَدْوَتي وعادتي وغارتي واحد.
عَدْوَة: عدوى، ومرض ذو عدوة: مرض معدٍ (بوشر).
عَدَّوَة، وعِدْوة، في معجم فوك: بَرَ عِدْوَة وبر العِدْوَة أي جانب الوادي، وليس عَدْوَة كما في معجم فريتاج.
عَدْوَة: ذكرت في ديوان الهذليين (ص139 البيت الثاني).
عِدْوِى: ما وراء (فوك). وعِدْوِي نسبة إلى عِدْوة في قولهم بَرّ العِدْوة أي ما وراء البحر وهو الذي يصدر من شمال إفريقية. ويذكر الكالا، صُوف عدْوِى: صوف بني مرين (مرينوس) وضائنة الصوف العدوى: الغنم التي يجز منها هذا الصوف، وكان الأسبان قد استوردوا هذا النوع الجيد من الغنم من أفريقية. ولا تزال هذه الأغنام موجودة عند كثير من قبائل الجزائر. وقد سمي باسم قبيلة بني مرين التي تسكن الآن في أرباض تلمسان. (انظر: دفيك ص162 مادة مرينوس).
ولا تزال كلمة صوف عدوى مستعملة في تطوان وتعني عندهم مرينوس أي صوف بني مرين فيما يقول ليرشندي.
عُدْوان: اعتداء، تعدّ (بوشر).
عُدوان: انظر باين سميث (1205) تجد فيه: العدوان مع فرم خزائن وغيرها. والعدوان مع الافاريز، الاستدارات، الاسطامات .. الخ.
عَدَاويّ: عُدْواني. عِدائي (بوشر).
عَدَاوِية: عدوّ. وهي كلمة عامية (المقدمة 3: 369).
عَدَّاء: شديد الظلم، شديد البغي (الأغاني ص41= بدرون ص252).
عادية: رغبة في إلحاق الضرر بشخص، وإصابته بأذى. (معجم الادريسي).
تَعْدِيَة: تعدّ، تطاول، اغتصاب، أخذ الشيء غصباً وقسراً (بوشر).
تَعْدِيَة: بعنف، وتعدّى الشريعة ومخالفتها (بوشر).
تعدية الأوامر: خروج على القانون. نقض العقد أو الاتفاق (بوشر).
تعدية: عُدوان، عداوة، عمل عدواني (بوشر).
تعدية في الحرب: هجوم، مهاجمة (بوشر).
مُعْدٍ. ربان زورق ينقل الناس ويعبرهم من ضفة إلى أخرى (ألف ليلة 2: 574).
مَعْدِيَة وجمعها معاد قارب، مركب، صندل كبير أو صغير، يستخدم لعبور الناس والحيوانات، مُعْدِيّة. (مملوك 2، 1: 156).
معدية: طوْف، رمث (مملوك (2، 1: 156) مَعْدِيَة: قارب، مركب صغير، سفينة نقل. سفينة كبيرة لنقل البريد. (بوشر).
مَعْدِيَة: مخاضة، مجازة، معبر. (صفة مصر 11: 184، ديسكرياك ص259).
مَعْدَاويّ: نوتي، ربان زورق. (بوشر).
عدو
عدا/ عدا عن يَعدو، اعْدُ، عَدْوًا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدُوّ (للمتعدِّي)
• عدَا الغزالُ: جرى، ركض، سار بخطًى متباعدة، قفز قفزاتٍ متتابعةً "رياضة العَدْو- عدَا الحصانُ- عدَا بسرعة/ ببطء" ° عدَا الماءُ: جرى.
• عدا الشَّخصُ: اعتدى، تجاوز " {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} ".
• عدَا الأمرَ/ عدَا عن الأمرِ: جاوزَه، تركَه، صرفه "عدَا قدرَه- عدَا عن مكانتِه- هذا الأمرُ لا يَعْدُو بالنسبة لي قطرةً من بحر"? لا يَعْدو أن يكون كذا: ليس إلاّ كذا.
• عدَاه عن الأمر: صرفه عنه وشغله " {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} ".
• عدا المريضُ زائريه: نقل إليهم مرضه. 

عدَا على يَعْدو، اعْدُ، عُدْوانًا وعَدَاءً وعَدْوًا وعُدُوًّا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدوّ عليه
• عدا على الضُّعفاء: ظلمهم وجار عليهم، افترى عليهم، وتجاوز الحدَّ " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} - {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} " ° عدَى عليه: وثَب.
• عدا اللُّصوصُ على أمواله: سرقوها، أخذوها عنوةً بغير حَقٍّ "إيَّاك والعُدْوانَ على حقوق غيرك- يكافح ضدَّ عُدْوان العَدُوّ". 

أعدى يُعدي، أَعْدِ، إعداءً، فهو مُعْدٍ، والمفعول مُعْدًى
• أعدى فلانًا من خُلُقه أو مرضه: أصابه بالعَدْوى، نقل إليه المرض أو الخُلُق، أكسبه مثلَه "حُمَّى مُعْدية- أقوى من إعداء المرض- النَّعجة الجرباءُ تُعدي القطيع [مثل أجنبيّ]- *فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي*" ° مرض مُعْدٍ: ينتقل من المرضى إلى الأصحَّاء.
• أعداه على فلانٍ: نصره وأعانه وقوَّاه عليه. 

استعدى يستعدي، اسْتَعْدِ، استعداءً، فهو مستعْدٍ، والمفعول مستعدًى
• استعدى النَّاسَ على أخيه:
1 - استعان بهم عليه "استعدى عليه الجميع- إيَّاك واستعداء الآخرين على جارك- لا تكن مستعديًا أحدًا على صديقك".
2 - استغاث بهم واستنصرهم. 

اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه
• اعتدى على جاره: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "اعتدى على حياة فلانٍ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} " ° اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا. 

انعدى من ينعدي، انْعَدِ، انعداءً، فهو مُنْعدٍ، والمفعول مُنعدًى منه
• انعدى من فلان: مُطاوع عدا/ عدا عن: انتقل إليه المرضُ منه. 

تعادى يتعادَى، تَعادَ، تعاديًا، فهو مُتعادٍ
• تعادى الزُّملاءُ: تخاصموا وكان بعضُهم لبعضٍ عَدُوًّا. 

تعدَّى/ تعدَّى على يَتعدَّى، تَعَدَّ، تعدّيًا، فهو مُتعدٍّ، والمفعول مُتعدًّى (للمتعدِّي)
• تعدَّى الفعلُ: (نح) احتاج إلى مفعول به، تجاوز أثرُه

الفاعلَ إلى المفعول به.
• تعدَّى مرحلةَ الطُّفولة: جاوزها "لم يتعدَّ الأربعين من عُمُره- تعدَّى قانونَ السَّير- {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ".
• تعدَّى على الشَّخص: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "تعدّى عليه بالضَّرب- تعدّى على مِلْك فلان". 

عادى يعادي، عادِ، معاداةً وعِداءً، فهو معادٍ، والمفعول معادًى
• عادى جارَه: خاصمه وصار له عَدُوًّا، عكْسه صافاه "لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما- سياسة معادية للشَّرق/ للغرب- {عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} ". 

عدَّى/ عدَّى عن يُعدِّي، عَدِّ، تعديةً، فهو مُعدٍّ، والمفعول معدًّى
• عدَّى النَّهرَ: تَجاوَزَه "عدّى حدودَه".
• عدَّى الفعلَ: (نح) جعله متعدِّيًا "التضمين وسيلة من وسائل تعدية الفعل اللازم".
• عدَّى الأمرَ: أجازه وأنفذه.
• عدَّى فلانًا عن الأمر: صَرَفه عنه.
• عدَّى فلانٌ عن الأمر: خلاَّه وانصرف عنه. 

إعداء [مفرد]: مصدر أعدى. 

استعداء [مفرد]: مصدر استعدى. 

اعتداء [مفرد]: ج اعتداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتدى على.
2 - تهجُّم ظالم على شخص بالضَّرب أو غيره "قاموا بالاعتداء على جارهم".
3 - (نف) تهجُّم على الآخرين رغبة في السيطرة، أو نتيجة للشعور بالظُّلم أو نحو ذلك.
• اعتداء عسكريّ: هجوم دولة على دولة بغير مُسوِّغ "استنكر الرَّأي العامّ اعتداء أمريكا على العراق" ° معاهدة عدم اعتداء: معاهدة بين دولتين تتعهَّد فيها كلٌّ منهما بعدم الاعتداء أو الهجوم على الأخرى.
• اعتداء جنْسيّ: (قن) اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسدية أو الإصابة أو التسبّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ. 

انعداء [مفرد]: مصدر انعدى من. 

تعدية [مفرد]: مصدر عدَّى/ عدَّى عن. 

عادٍ [مفرد]: ج عادون وعُداة، مؤ عادِية، ج مؤ عادِيَات وعوادٍ: اسم فاعل من عدَا على وعدا/ عدا عن.
• العادي: العَدُوُّ أو الظَّالم "طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}: متجاوزون الحدَّ في المعاصي". 

عاديَة [مفرد]: ج عادِيَات وعوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عدَا على وعدا/ عدا عن: "كُفّ عنّا عاديتك" ° رفَعت عنك عادية فلان: ظلمه وشرّه- عادية السُّمّ: ضرره- عوادي الزَّمن/ عوادي الدَّهر: المصائب والبلايا، عوائقه وتقلُّباته.
2 - فرسٌ مُغيرةٌ " {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ".
• العاديات: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 100 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

عادِيّ [مفرد]: (انظر: ع و د - عادِيّ). 

عدَا [كلمة وظيفيَّة]: أداة استثناء، يتعيَّن كونها حرف جرّ أو فعلاً إذا لم تسبق بـ (ما)، ولذا يجوز جرّ ما بعدها باعتبارها حرف جَرّ، أو نصبه على أنّه مفعول به لها ويتعيَّن كونها فعلاً إذا سبقت بـ (ما) وينصب ما بعدها على المفعوليّة "حضر الطُّلابُ عدا محمّدًا- حضر الطُّلابُ عدا محمّدٍ- حضر الطُّلابُ ما عدا محمّدًا" ° فيما عدا ذلك: أي: بخلاف ذلك. 

عَداء [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عِدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِدَاء: "تبدو النزعة العدائيَّة في معظم كتاباته".
2 - مصدر صناعيّ من عِدَاء: خصومة وصراع مُسلَّح أو غير مُسلَّح بين شخصين أو
 كيانين أو أكثر "تمَّ توقيع مذكرة لوقف العدائيّات بين الحكومة وحركة التّمرُّد". 

عَداوة [مفرد]: معاداة، كُره وخصام، تباعد القلوب، عكْسها صداقة "نشأت بينهما عداوة شديدة- ناصبه العداوة: أظهرها له، وقصده بها- صديقي مَنْ يقاسمني همومي ... ويرمي بالعداوة مَنْ رماني- {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} ". 

عَدَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من عدا/ عدا عن: "حصانٌ عدَّاء- عدَّاء مسافات طويلة- فاز بلقب أسرع عدَّاء". 

عَدْو [مفرد]: مصدر عدَا على وعدا/ عدا عن. 

عُدْوان [مفرد]:
1 - مصدر عدَا على ° ذو عُدْوان: إنسان جائر متسلّط.
2 - (سة) هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها "أدان مجلس الأمن العُدْوان الإسرائيليّ على مخيَّم جنين- {فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". 

عِدْوان [مفرد]: ظلم واعْتِداء " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [ق] ". 

عُدْوانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عُدْوان: تَعَدٍّ وانتهاك لحرمات الغير "عنده عُدْوانيَّة نفَّرت النَّاسَ منه- السِّياسةُ العُدْوانيّةُ لا تُؤتي ثمارَها". 

عَدْوَة [مفرد]: ج عَدَوات وعَدْوات: اسم مرَّة من عدا/ عدا عن: خَطوة "هو منِّي عَدْوة فرس: مسافة خطوة من خطوات الفرس". 

عُدْوَة [مفرد]: ج عُدُوات وعُدْوات وعِدَاء وعُدًى وعِدًى: جانب، شاطئ "عُدْوة الوادي/ النَّهر- {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}: والعُدْوة هنا جانب الوادي القريب من المدينة المنوَّرة". 

عَدُوّ [مفرد]: ج أعداء وعِدًى، جج أعادٍ، مؤ عدوّ وعدوّة: خَصم، عكْسه صديق (يُستعمل للمفرد والجمع والمذكَّر والمؤنَّث) "لا تكن عَدوًّا لوالديك- آخ الأكْفاء وواهن الأعداء [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي- {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} " ° ظهر على عدُوّه: غلبه- عدوٌّ لَدودٌ: شديدُ العداوة والخصام- كرّ على العدُوّ: حمل وانقضّ- وضَع السّلاحَ في العَدُوّ: قاتله. 

عُدُوّ [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عَدْوَى [مفرد]: (طب) انتقال المرض من المريض إلى الصَّحيح بوساطة ما، ما يُعدي من جرب أو غيره أي يسري من واحد إلى آخر عن طريق الاتّصال المباشر وغير المباشر "ناقل العَدْوَى: شخص أو حيوان لا يظهر أعراض المرض لكنه يُئوي الجُرْثومة وقادر على نقلها- ضدّ/ نشَر العَدْوَى- قد يكون الهواء سببًا في عَدْوَى الزُّكام" ° عَدْوَى الفوضى/ عَدْوَى الفساد: انتقال داء أخلاقيّ. 

مُتعدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تعدَّى/ تعدَّى على.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ. 

مُعَدِّية [مفرد]: مَرْكب يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ، زَوْرَق عبور، عبَّارة "مُعَدِّية للبضائع فقط- مُعَدِّية رحلات". 
الْعين وَالدَّال وَالْوَاو

عَدَا الرجل وَغَيره عَدْواً وعُدُواًّ وعَدَوَانا وتَعْدَاءً وعَدَّى: أحْضَر، قَالَ رؤبة:

منْ طُولِ تَعْداءِ الرَّبيع فِي الأنَقْ

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَتَيْته عَدْواً. وضع فِيهِ الْمصدر على غير الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل ذَلِك إِنَّمَا يحْكى مِنْهُ مَا سمع.

وَقَالُوا: هُوَ مني عَدْوَةُ الْفرس - رَفْعٌ - تُرِيدُ أَن تجْعَل ذَلِك مَسَافَة مَا بَيْنك وَبَينه.

وَقد أعْدَاه.

والعَدَوَانُ والعَدَّاء كِلَاهُمَا: الشَّديد العَدْوِ، قَالَ:

وَلَو أنَّ حَيا فائتُ الموتِ فاَته ... أَخُو الْحَرْب فَوق القارِح العَدَوَانِ

وَقَالَ الْأَعْشَى:

والقارِحَ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ ... لَا تَسْتطيعُ يدُ الطَّويلِ قَذَالَها

أَرَادَ العدَّاءَ فَقَصَر للضَّرُورَة، وَأَرَادَ نيل قذالها فَحذف للْعلم بذلك.

والعِداءُ والعَدَاءُ: الطَّلق الْوَاحِد.

وتَعادى الْقَوْم: تباروا فِي العَدوُ.

والعَدِىُّ: جمَاعَة الْقَوْم يَعْدُون لقِتَال وَنَحْوه. وَقيل: العَدِىُّ: أول من يحمل من الرَّجَّالة وَذَلِكَ لأَنهم يسرعون العَدْوَ.

والعَدِىُّ: أول مَا يَدفع من الْغَارة، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الْهُذلِيّ:

لما رأيْتُ عَدِىَّ القومِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّوَاجِن والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يسلبهم يَعْنِي يتَعَلَّق بثيابهم فيزيلها عَنْهُم.

والعادِيَةُ كالعَدِىِّ، وَقيل: هُوَ من الْخَيل خَاصَّة، وَقيل: العادِيَةُ: أول مَا يحمل من الرَّجَّالة دون الفرسان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وعادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كأنَّما ... تُزَعْزِعُها تحتَ السمَّامَةِ رِيحُ

وعَدَا عَدْواً: ظلم وجار، وَقَوله تَعَالَى (فمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ) قَالَ يَعْقُوب: هُوَ فَاعل من عَدَا يَعْدُو إِذا ظلم وجار، قَالَ: وَقَالَ الْحسن: أَي غير بَاغ وَلَا عَائِد. فَقلب.

وعَدَا عَلَيْهِ عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّا وعُدْوَانا وعِدْوَاناً وعُدْوَى، وتَعَدَّى واعْتَدَى كُله: ظلمه. وَقَوله عز وَجل (وقاتِلُوا فِي سَبِيل اللهِ الَّذين يُقاتِلُونكم وَلَا تَعْتَدُوا) قيل مَعْنَاهُ لَا تقاتلوا غير من أُمرتم بقتاله وَلَا تقتلُوا غَيرهم، وَقيل: وَلَا تَعْتَدوا أَي لَا تجاوزوا إِلَى قتل النِّسَاء والأطفال. وَقَوله عز وَجل (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتدى عَلَيْكم) سمَّاه اعْتداء لِأَنَّهُ مجازاة اعتداءٍ فَسمى بِمثل اسْمه لِأَن صُورَة الْفِعْلَيْنِ وَاحِدَة وَإِن كَانَ أَحدهمَا طَاعَة وَالْآخر مَعْصِيّة، وَالْعرب تَقول: ظَلَمَنِي فلَان فظلمته أَي جازيته بظلمه، لَا وَجه للظلم أَكثر من هَذَا، وَقَوله (إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) المعتدون: المجاوزون مَا أمروا بِهِ.

والعَدْوَى: الْفساد، وَالْفِعْل كالفعل. وعَدا عَلَيْهِ اللص عَداءً وعُدْوَانا وعَدَوَانا: سَرَقَه، عَن أبي زيد.

وذئب عَدَوانٌ: عَاد.

وَرجل مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ ومَعْدِىٌّ، على قلب الْوَاو يَاء طلب الخفة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:

وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أنَّنِي ... أَنا الليثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعادِيا وعَدا عَلَيْهِ: وثب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لأبي عَارِم الْكلابِي:

لقد علم الذّئْبُ الَّذِي كَانَ عادِيا ... على الناسِ أَنِّي مائرُ السَّهْم نازعُ

وَقد يكون العادي هُنَا من الْفساد وَالظُّلم.

وعَدَاه عَن الْأَمر عَدْواً وعُدْوَانا وعَدَّاه، كِلَاهُمَا: صرفه وشغله.

والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ، كُله: الشّغل يَعْدُوك عَن الشَّيْء، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

عَداكَ عَنْ رَيَّا وأُمِّ وَهْبِ ... عَادِى العوَادِي واختِلافُ الشَّعْبِ

فسره فَقَالَ: عادى العوادي: أَشدّهَا أَي أَشد الأشغال، وَهَذَا كَقَوْلِه: زيد رجل الرِّجَال أَي أَشد الرِّجَال.

وتَعادى الْمَكَان: تفَاوت وَلم يستو.

وَجلسَ على عُدَوَاءَ أَي على غير استقامة، ومركب ذُو عُدَوَاءَ أَي لَيْسَ بمطمئن. وَفِي بعض نسخ المُصَنّف: جِئْت على مركب ذِي عُدَوَاءٍ. مَصْرُوف وَهُوَ خطأ من أبي عبيد إِن كَانَ قَائِله لِأَن فُعَلاءَ بِنَاء لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة.

والتَّعادِي: أمكنة غير مستوية. وَفِي الحَدِيث " وَفِي الْمَسْجِد تعادٍ ".

والعَداء. الْبعد وَكَذَلِكَ العُدَواءُ.

وَقوم عِدىً: متباعدون، وَقيل: غرباء والمعنيان متقاربان، وهم الْأَعْدَاء أَيْضا لِأَن الْغَرِيب بعيد.

والعُدْوَةُ: الْمَكَان المتباعد، عَن كرَاع.

والعُدَوَاءُ: أَرض يابسة صلبة، وَقد تكون حجرا يحاد عَنهُ فِي الْحفر، قَالَ العجاج يصف الثور:

وَإِن أصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها ووَلاَّها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أكد بالظلف كَمَا قَالُوا: نعاف نعف وبطاح بطح، وَكَأَنَّهُ جمع ظلفا ظالفا.

وعَدَا الْأَمر وتَعَّداهُ كِلَاهُمَا: تجاوزه.

والتَّعَدِّي فِي القافية: حَرَكَة الْهَاء الَّتِي للمضمر الْمُذكر الساكنة فِي الْوَقْف. والمُتَعَدِّي: الْوَاو الَّتِي تلْحقهُ من بعْدهَا، كَقَوْلِه:

تَنْفُش مِنْهُ الخيلُ مَا لَا تَعْزِ لُهُو

فحركة الْهَاء هِيَ التَّعَدّي، وَالْوَاو بعْدهَا هِيَ الْمُتَعَدِّي وَكَذَلِكَ قَوْله:

وامتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهِي

حَرَكَة الْهَاء هِيَ التَّعَدِّي، وَالْيَاء بعْدهَا هِيَ المتَعَدِّي، وَإِنَّمَا سميت هَاتَانِ الحركتان تعَدَيِّا وَالْيَاء وَالْوَاو بعدهمَا مُتَعَدّيا لِأَنَّهُ تجَاوز للحد وَخُرُوج عَن الْوَاجِب وَلَا يعْتد بِهِ فِي الْوَزْن لِأَن الْوَزْن قد تناهى قبله. جعلُوا ذَلِك فِي آخر الْبَيْت بِمَنْزِلَة الخزم فِي أَوله.

وعَّداه إِلَيْهِ: أجَازه وأنفذه.

وعَدَّى طوره وَقدره: جاوزه على الْمثل.

ورأيتهم عدا أَخَاك وَمَا عدا أَخَاك أَي مَا خلا، وَقد يخْفض بهَا دون مَا.

وعَدَّى عَن الْأَمر: جَازَ إِلَى غَيره وَتَركه.

وأعْداه الدَّاء: جَاوز غَيره إِلَيْهِ.

وأعدَاه من علته وخلقه وأعْدَاه بِهِ: جوَّزه إِلَيْهِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العَدْوَى.

والعَدْوَى: النُّصْرَة والمعونة.

وأعداه عَلَيْهِ: نصَرَه وأعانه.

واستعداه: استنصره واسْتعانه.

واستعدى عَلَيْهِ السُّلْطَان، مِنْهُ.

وأعداه: قوَّاه قَالَ:

ولَقَدْ أضاءَ لَك الطريقُ وأنهَجَتْ ... سُبلُ المكارم والهُدَى يُعْدِى أَي إبصارك الطَّرِيق يقويك على الطَّرِيق.

وعادَى بَين اثْنَيْنِ فَصَاعِدا معاداةً وعِداءً: وَالىَ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَعادَى عِدَاءً بَين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ ... وَبَين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

وعِدَاءُ كل شَيْء وعَدَاؤهُ وعِدْوَتُهُ وعُدْوَته وعِدْوُهُ: طَوَارُه.

والعِدَى والعَدَى: النَّاحِيَة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْجمع أَعدَاء.

والعِدَى والعُدْوَةُ والعِدْوَةُ كُله: شاطئ الْوَادي، حكى اللحياني هَذِه الْأَخِيرَة عَن يُونُس. قَالَ: وَمن الشاذ قِرَاءَة قَتَادَة (إِذْ أنْتُمْ بالعَدْوَةِ الدُّنيا) .

والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ أَيْضا: الْمَكَان الْمُرْتَفع.

والعِدَى والعِدَاءُ: حجر رَقِيق يستر بِهِ الشَّيْء.

والعَدُوُّ: ضد الصّديق، يكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالْأُنْثَى وَالذكر بِلَفْظ وَاحِد، وَفِي التَّنْزِيل (فإنَّهُمْ عَدُوّ لي) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَدُوُّ وصف وَلكنه ضارع الِاسْم، وَقد يثنى وَيجمع وَيُؤَنث، وَالْجمع أعَدَاءٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يكسر على فُعُلٍ وَإِن كَانَ كصبور كَرَاهِيَة الْإِخْلَال والاعتلال، وَلم يكسر على فِعْلان كراهيةَ الكسرة قبل الْوَاو لِأَن السَّاكِن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن.

والأعادي جمع الْجمع، والعِدَى والعُدَى اسمان للْجمع، وَقَالُوا فِي جمع عَدُوَّةٍ: عَدَايا لم يسمع إِلَّا فِي الشّعْر، وَقَوله تَعَالَى (هُمُ العَدُوُّ فاحْذرْهمْ) قيل مَعْنَاهُ: هم العَدُوُّ الْأَدْنَى. وَقيل: مَعْنَاهُ: هم الْعَدو الأشد، لأَنهم كَانُوا أَعدَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويظهرون أَنهم مَعَه.

والعادي: العَدُوُّ وَجمعه عُدَاةٌ، وَقد عادَاه وَالِاسْم العَداوَةُ.

وتعادى الْقَوْم: عادى بَعضهم بَعْضًا.

وَقَوْلهمْ: أعْدَى من الذِّئْب، قَالَ ثَعْلَب يكون من العَدْوِ وَيكون من العَدَاوَةِ، وَكَونه من العَدْوِ أَكثر، وَأرَاهُ إِنَّمَا ذهب إِلَى انه لَا يُقَال أفعل من فاعَلْتُ فَلذَلِك جَازَ أَن يكون من العَدْوِ لَا من العَدَاوَةِ.

وتَعادَى مَا بَينهم: اخْتلف.

وعَدِيتُ لَهُ: أبغضته، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وعَدَّ عنَّا حَاجَتك أَي اطلبها عِنْد غَيرنَا فَإنَّا لَا نقدر لَك عَلَيْهَا، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعادَى شَعَرَه: أَخذ مِنْهُ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة " أنَّه خرج وَقد طَمَّ رَأسه فَقَالَ: إنَّ تَحت كل شَعْرَة لَا يُصِيبهَا المَاء جَنَابَة فَمن ثمَّ عاديت رَأْسِي كَمَا ترَوْنَ " التَّفْسِير لشمر، وروى أَبُو عدنان عَن أبي عُبَيْدَة: عادى شعره: رَفعه. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والعَدَوِيَّةُ: الشّجر يخْضَرُّ بعد ذهَاب الرّبيع، قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَدَوِيَّةُ الربل، يُقَال: أصَاب المَال عَدَوِيَّةً، وَقَالَ أَبُو حنيفَة لم أسمع هَذَا من غير أبي زِيَاد.

والعَدَوِيَّةُ: صغَار الْغنم، وَقيل: هِيَ بَنَات أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

وتعادى الْقَوْم: مَاتَ بَعضهم إِثْر بعض فِي شهر وَاحِد وعام وَاحِد قَالَ:

فَما لكِ من أرْوَى تَعادَيْتِ بالعَمَى ... ولاقَيْتِ كَلاَّبا مُطِلاّ ورَامِيا

يَدْعُو عَلَيْهَا بِالْهَلَاكِ.

والعُدْوَةُ: الْخلَّة من النَّبَات فَإِذا نسب إِلَيْهَا قيل: إبل عُدْوِيَّةٌ، على الْقيَاس، وإبل عُدَوِيَّةٌ على غير الْقيَاس، وعَوَادٍ على النّسَب بِغَيْر يائي النّسَب، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وإبل عادِيَةٌ وعَوَادٍ: ترعى الحمض قَالَ كثير:

وَإِن الَّذِي يَنْوِى من المالِ أهْلُها ... أوَارِكُ لمَّا تأْتَلِفْ وعَوَادي

ويروى: يَبْغِي. ذكر امْرَأَة وَأَن أَهلهَا يطْلبُونَ من المَال مَا لَا يُمكن كَمَا لَا تأتلف هَذِه الْأَوْرَاك والعوادي فَكَأَن هَذَا ضد، لِأَن العوادي على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ هِيَ الَّتِي ترعى الْخلَّة وَالَّتِي ترعى الحمض وهما مُخْتَلفا الطعمين، لِأَن الْخلَّة: مَا حلا من المرعى. والحمض مِنْهُ: مَا كَانَت فِيهِ ملوحة. والأوراك: الَّتِي ترعى الأرَاكَ وَلَيْسَ بحمض وَلَا خلة إِنَّمَا هُوَ شجر عِظَام.

وتَعَدَّى الْقَوْم: وجدوا لَبَنًا يشربونه فأغْناهم عَن اشْتِرَاء اللَّحْم. وتَعَدَّوْا أَيْضا: وجدوا مرَاعِي لمواشيهم فأغناهم ذَلِك عَن اشْتِرَاء الْعلف لَهَا. وَقَول سَلامَة بن جندل: يكونُ مَحْبِسُها أدْنى لمَرْتَعها ... وَلَو تَعادى ببَكْءٍ كلُّ محْلُوب

مَعْنَاهُ لَو ذهبت أَلْبَانهَا كلهَا.

وعَدِىّ: قَبيلَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عَدَوِيٍّ وعَدِيِّيٌّ، وَحجَّة من أجَاز ذَلِك أَن الْيَاء فِي عَدِيٍّ لما جرت مجْرى الصَّحِيح فِي اعتقاب حركات الْإِعْرَاب عَلَيْهَا فَقَالُوا عَدِيٌّ وعَدِيًّا وعَدِيٍّ جرى مجْرى حنيف فَقَالُوا عَدِيِّيٌّ كَمَا قَالُوا حنيفي فِي من نسب إِلَى حنيف.

وعَدْوَانُ: حَيّ قَالَ:

عَذِيرَ الحَيّ من عَدْوَا ... ن كَانُوا حَيَّةَ الأرْضِ

أَرَادَ: كَانُوا حيَّات الأَرْض، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع.

وَبَنُو عِديً: حَيّ من بني مزينة، النّسَب إِلَيْهِ عِدَاوِيّ نَادِر قَالَ:

عِدَاوِيَّةٌ هيهاتَ مِنْك مَحَلُّها ... إِذا مَا هِيَ اخْتلَّتْ بِقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أوارة.

ومعدى كرب، من جعله مَفْعِلاً كَانَ لَهُ مخرج من الْيَاء وَالْوَاو.

وَبَنُو عِدَاءٍ: قَبيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ألمْ تَرَ أنَّنا وَبني عِدَاءٍ ... تَوَارَثْنا من الآباءِ دَاءَ

وهم غير بني عِديً من مزينة.

عدو

1 عَدَاهُ, (Mgh, K,) first Pers\. عَدَوْتُهُ, (Msb,) aor. ـْ (Mgh, Msb,) [inf. n. عَدْوٌ,] He passed from it, (Mgh, Msb, K,) namely, a thing, or an affair, (K,) to another, (Mgh, Msb,) and left it; (K;) and عَدَا عَنْهُ signifies the same; (K;) as also ↓ تعدّاه; (S, * K;) and in like manner one says, ↓ عَدَّيْتُهُ, inf. n. تَعْدِيَةٌ; (Msb;) [but I do not find this elsewhere, and think that correctly one should say, عَنْهُ ↓ عَدَّيْتُ; agreeably with what here follows:] the saying عَنْ هٰذَا ↓ عَدِّ means Leave thou this, and turn from it to another; and is app. from the phrase هَمَّكَ ↓ عَدِّ

إِلَى غَيْرِهِ [Turn thy anxiety to other than him, or it]; the objective complement being altogether left out, so that the verb becomes as though it were intrans.; and there are many instances similar to this in the language: (Har p. 478:) one says, عَنِّى الهَمَّ ↓ عَدَّيْتُ I turned away from me anxiety: and [hence] you say to him who has pursued you, عَنِّى إِلَى غَيْرِى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou the beast upon which thou art riding towards other than me: (TA:) and عَمَّا تَرَى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou thine eye from what thou seest. (S.) [See an ex. of the first of these verbs in the Ham p. 125.] One says also, عَدَاهُ الأَمْرُ and ↓ تعدّاهُ The thing, or affair, passed from him. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. عدم.]) And the Arabs say, إِنَّ الجَرَبَ لَيَعْدُو, meaning Verily the mange, or scab, passes from him that has it to him that is near to him so that the latter becomes mangy, or scabby. (Msb.) And مَا عَدَا فُلَانٌ أَنْ صَنَعَ [app. meaning Such a one did not leave, or, accord. to an explanation of the verb in a similar phrase in Har p. 333, did not delay, his doing such a thing]. (S.) Accord. to Er-Rághib, العَدْوُ primarily signifies Transition; [whence what here precedes;] or the going, or passing, beyond, or the exceeding, a limit, or the usual limit: and incompatibility to coalesce. (TA.) b2: And [hence,] عَدَاهُ, aor. as above, [inf. n. عَدْوٌ,] He went, or passed, beyond it; exceeded it; or transgressed it. (S, TA. *) So in the saying عَدَا طَوْرَهُ [He went, or passed, beyond his proper limit; exceeded it; or transgressed it]: and in like manner, الحَقَّ ↓ تعدّى and ↓ اعتداهُ signify He went, or passed, beyond, &c., what was true, or right; and so عَنِ الحَقِّ, and فَوْقَ الحَقِّ. (TA.) أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا, a saying in which the vulgar erroneously omit the interrogative أ, means Does not he transgress that which is right who begins by acting injuriously? (TA.) And it is said عَدَا القَارِصُ فَحَرَزَ (tropical:) What was biting to the tongue attained to an excessive degree, so that it became acid: meaning that the affair, or case, became distressing. (S in art. قرص.) b3: And عَدَا عَلَيْهِ, inf. n. عَدْوٌ and عَدَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and عُدُوٌّ (S, Msb, K) and عُدْوَانٌ (ISd, Msb, K) and عِدْوَانٌ (ISd, K) and عُدْوَى; (K;) and ↓ تعدّى, and ↓ اعتدى; (S, Msb, K;) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, against him; (S, Msb, K;) and transgressed against him, or exceeded the proper limit against him: (S, Msb:) [and he acted aggressively against him; agreeably with an explanation of the inf. n. of the last of these verbs in what follows: (see an ex. in a verse cited voce رِيحٌ:)] or he acted with excessive wrongfulness, &c., against him: (Mgh:) and ↓ اعدى signifies the same as the other verbs here mentioned; (K, TA;) whence (TA) one says, فِى مَنْطِقِكَ ↓ أَعْدَيْتَ Thou hast deviated from that which is right in thy speech: (S, TA:) ↓ الاِعْتِدَآءُ is the exceeding what is right; and it is sometimes in the way of aggression; and sometimes in the way of requital; and instances of the usage of its verb in both of these manners occur in the Kur ii. 190: (Er-Rághib, TA:) the first and third of the inf. ns. of عَدَا, mentioned above, occur in the Kur vi.108 accord. to different readings: (S, TA:) and [it is said that] العُدْوَانُ signifies sheer, or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct: (S:) or, as some say, the worst of [such conduct, i. e., of] الاِعْتِدَآء, in strength, or deed, or state or condition. (TA.) b4: And عَدَا عَلَيْهِ He acted corruptly towards him. (TA.) b5: And عُدِىَ عَلَيْهِ He had his property stolen, and was wronged. (TA.) And عَدَا عَلَى القُمَاشِ, inf. n. عَدَآءٌ [said in the TA to be like سَحَابٌ, but in the CK عَدًا,] and عُدْوَانٌ and عَدَوَانٌ, (K, TA,) but in the M written with damm and fet-h [i. e. عُدْوَان and عَدْوَان], (TA,) said of a thief, He stole the قماش [meaning goods, or utensils and furniture]. (K, TA.) And عَدَا فِى ظَهْرِهِ He stole what was behind him: (A in art. ظهر:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. meansA thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O and K in that art.) b6: And عَدَا عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. عَدْوٌ, (TA,) signifies also He leaped upon him, or it. (K, TA.) b7: And عَدَا, (K,) or عَدَا فِى

مَشْيِهِ, (Msb,) aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. عَدْوٌ (S, Mgh, Msb, K) and عَدًا and عُدُوٌّ and عَدَوَانٌ and تَعْدَآءٌ, (K,) signifies أَحْضَرَ [i. e. He ran; or rose in his running]; (S, * K, TA;) said of a man and of a horse: (TA:) or he went a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَةٌ, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْىٌ: (Msb, TA:) or he went a pace less quick than شَدٌّ and more so than مَشْىٌ: (TA in art. سعى:) or [he went quickly, or swiftly; for] العَدْوُ signifies السُّرْعَةُ: (Mgh:) [or rather he ran, whether gently or moderately or vehemently: that it often signifies he ran vehemently is shown by the prov. مِنْ سُلَيْكٍ ↓ أَعْدَى

More vehement in running than Suleyk, who is said to have outstripped fleet horses; and by numerous exs.:] and ↓ عّى signifies the same as عَدَا, denoting a quick pace. (TA in art. هبص.) b8: And [hence, perhaps,] عَدَا المَآءُ, aor. ـْ (assumed tropical:) The water ran. (TA.) A2: عَدَاهُ عَنِ الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. عَدْوٌ and عُدْوَانٌ; as also ↓ عدّاهُ; (K;) signifies He, or it, diverted him; or turned him away, or back; (S, K;) and occupied him so as to divert him; (K;) from the thing, or affair. (S, K.) You say, عَدَتْ عَوَادٍ. (S, TA. See عَادِيَةٌ, voce عُدَوَآءُ: and see also the last sentence of the first paragraph of art. عود.) b2: عَدَانِى مِنْهُ شَرٌّ means بَلَغَنِى [i. e., app., Evil, or mischief, reached me from him, or it]. (TA. [See a signi-fication of 4.]) A3: عَدِيتُ لَهُ signifies I hated him, or it. (ISd, K.) A4: عَدَا is also a verb by which one makes an exception, with مَا [preceding it] and without مَا: (S, K:) you say, جَآءَنِى القَوْمُ مَا عَدَا زَيْدًا [The people, or party, came to me, except Zeyd]; and جَاؤُونِى عَدَا زَيْدًا [which means the like]; putting what follows it in the accus. case; the agent being implied in it: (S: [see this expl. in what has been said of خَلَا as used in the same manner:]) accord. to MF, it is a verb when what follows it is put in the accus. case; and when what follows it is put in the gen. case, it is a particle, by common consent: (TA: [and the like is said in the Mughnee; i. e., that it is similar to خَلَا in respect of the explanations there given of the different usages of this latter; but that Sb did not know it to have been used otherwise than as having the quality of a verb:]) one says, رَأَيْتُهُمْ عَدَا أَخَاكَ and مَا عَدَاهُ, meaning مَا خَلَا [i. e. I saw them, except thy brother]: and sometimes it governs the gen. case without ما: thus in the M: Az says, [as though regarding it as only a particle,] when you suppress [ما], you make it to govern the accus. case as meaning إِلَّا and you make it to govern the gen. case as meaning سِوَى. (TA.2 عداهٌ, (S, K,) inf. n. تَعْدِيَةٌ, (K,) He made him, or it, to pass [from a thing, or an affair, to another: see 1, first sentence]: (S, K:) and he made it to pass through, and go beyond; syn. أَنْفَذَهُ. (K.) b2: Hence تَعْدِيَةُ الفِعْلِ, a phrase of the grammarians, [generally meaning (assumed tropical:) The making the verb transitive,] as in خَرَجَ زَيْدٌ فَأَخْرَجْتُهُ [Zeyd went forth and I made him to go forth]. (TA.) b3: See also 1, first quarter, in seven places: b4: and again, in the latter half, in two places.3 عاداهُ, (K, TA,) inf. n. مُعَادَاةٌ, (S, K, TA,) [He treated him, or regarded him, with enmity, or hostility:] the verb in this phrase is that of which the epithet is عَدُوٌّ, and the subst. is عَدَاوَةٌ. (K, TA.) [It is perhaps from one of the three phrases next following]. b2: عادى الشَّىْءَ signifies He was, or became, distant, or aloof, from the thing; or he made the thing to be, or become, distant, or aloof; syn. بَاعَدَهُ. (TA.) And you say, فُلَانٌ لَا يُعَادِينِى وَلَا يُوَادِينِى, meaning لَا يُجَافِينِى وَلَا يُوَاتِينِى [app. Such a one will not make me to be, or become, remote, or aloof, from him, nor will he comply with me: but لَا يُوَادِينِى properly signifies he will not take from me the دِيَة, or bloodwit]. (TA.) And عَادِ رِجْلَكَ عَنِ الأَرْضِ Draw away thy leg, or foot, from the ground. (TA.) And عَادَى الأَدَاةَ عَنِ البَعِيرِ He raised [partially] the furniture (consisting of the saddle and saddle-cloth) from contact with the camel [so as to render it bearable by him]. (ISh, TA in art. غلق.) b3: عادى شَعَرَهُ He took [somewhat] from his hair: or he raised it, (K, TA,) in washing it: or he neglected it, and did not oil it, or anoint it: or he subjected it time after time to the purification termed وُضُوع, and to washing. (TA.) b4: عادى الوِسَادَةَ He folded the pillow. (TA.) b5: عادى القِدْرَ He lowered one of the three stones upon which the cooking-pot rested, in order that it (the pot) might incline upon the fire. (TA.) b6: عادى بَيْنَ الصَّيْدَينِ, (S, * K,) inf. n. عِدَآءٌ (S, K) and مُعَادَاةٌ, (K,) He made a succession, of one to the other, between the two animals of the chase, (S, K,) by throwing down one of them immediately after the other, (S,) in one طَلَق [or heat]. (S, K.) Imra-el-Keys says, [describing a horse,] فَعَادَى عِدَآءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ

دِرَاكًا وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَآءٍ فَيُغْسَلِ [And he made a succession, of one to the other, between a wild bull and a wild cow, by running down one after the other in a single heat, overtaking uninterruptedly, and not breaking out with water (i. e. sweat) so as to become suffused therewith]. (S. [See EM p. 49.]) In like manner also المُعَادَاةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ means The piercing, or thrusting, two men, one after the other, uninterruptedly. (TA.) b7: And عَادَيْتُهُ [sometimes] signifies I vied, or contended, with him in running; i. q. حَاضَرْتُهُ, from الحُضْرُ. (A in art. حضر.) 4 اعدى الأَمْرَ He passed from, or beyond, another, to the thing, or affair: so in the K. (TA.) But in the M it is said, اعداهُ الدَّآءُ signifies The disease passed from another to him. (TA.) And one says أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ, or مِنْ عِلَّةٍ بِهِ, or جَرَبٍ, (S, TA,) i. e. Such a one made somewhat of his natural disposition, or of a disease, or malady, that was in him, or of mange, or scab, to pass [from him] to such a one; [or infected him therewith; (see two exs., in a verse and a hemistich, cited in the first paragraph of art. جنى;)] and اعداهُ بِهِ signifies the same: and اعدى صَاحِبَهُ He made his companion to acquire the like of what was in him. (TA.) And يُعْدِى is said of the mange, or scab, &c., meaning It passes from him that has it to another; (S, K;) and in like manner one says of a disease, ↓ يتعدّى: (Nh, TA:) but it is said in an explanation of a trad., لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [i. e. A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]. (S, TA.) [Therefore] one says, of the mange, or scab, [or the like,] اعداهُ اللّٰهُ God made it to pass from him that had it to one that was near to him, so that he became affected therewith. (Msb.) b2: One says also, of a man, قَدْ أَعْدَى النَّاسَ بِشَرٍّ He has made evil, or mischief, to cleave to men. (TA.) A2: See also 1, near the middle, in two places.

A3: اعداهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him, (S, Mgh, Msb, K,) and strengthened him, (K,) against him; (S, Mgh, Msb, K;) and avenged him of him; (S, Msb;) namely, one who had wronged him. (S, Mgh, Msb.) and اعداهُ He (a judge) heard his accusation against another, and commanded to bring his adversary. (Mgh.) A4: اعداهُ, (S, Msb, K, TA,) namely, a horse, (S, TA,) and also a man, (TA,) [He made him to run, whether gently or moderately or vehemently: or, as sometimes used,] he made him, (K, TA,) or desired him, (S,) to go the pace termed حُضْر: (S, K, TA:) or he made him to go a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَة, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْى: (Msb, TA: [see 1, latter half:]) and ↓ استعداهُ signifies the same. (S.) 5 تَعَدَّوَ see 1, first quarter, in two places: and see 4. b2: [Hence تعدّى said of a verb, It was, or became, transitive.] b3: تعدّى الحَقَّ: and تعدّى

عَلَيْهِ: see 1, second quarter, in two places.

A2: تَعَدَّوْا They found milk, (K, TA,) which they drank, (TA,) and it rendered them in no need of wine: (K, TA:) so in the copies of the K; but correctly, of flesh-meat, as in the M. (TA.) b2: And They found pasturage for their cattle, and it rendered them in no need of purchasing fodder. (K, * TA.) A3: And تعدّى مَهْرَ فُلَانَةَ He took, or received, the dowry, or bridal gift, of such a woman. (K.) 6 تعادى القَوْمُ The people, or party, became affected, [or infected,] or smitten, (S, TA,) one with the disease of another, or one with the like of the disease of another: (S:) or died, one after another, (S, TA,) in one month, and in one year. (TA.) And تعادت الإِبِلُ The camels died in great numbers. (TA.) b2: And تعادى القَوْمُ عَلَىَّ بِنَصْرِهِمْ The people, or party, came upon me consecutively with their aid, or assistance. (TA.) b3: One says also, تعادى القَوْمُ (S, K) from العَدَاوَةُ (S) meaning The people, or party, treated, or regarded, one another with enmity, or hostility. (K.) b4: And تعادى مَا بَيْنَهُمْ (S, K) The case, or affair, that was between them became in a bad, or corrupt, state, (S,) or complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them. (K.) b5: And تعادى المَكَانُ The place was, or became, dissimilar in its several parts; and uneven. (TA.) and [hence] one says, بِعُنُقِى وَجَعٌ مِنْ تَعَادِى الوِسَادِ مِنَ المَكَانِ المُتَعَادِى i. e. [In my neck is a pain from the unevenness of the pillow from] the uneven place. (TA.) b6: And تعادى He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof, (S, * K, * TA,) عَنْهُ from him, or it. (S, TA.) A2: تعادوا They vied, competed, or contended for superiority, in going the pace termed العَدْو [meaning in running]. (K, TA.) 8 إِعْتَدَوَ see 1, second quarter, in three places. b2: الاِعْتِدَآءُ in supplication [to God] is The exceeding the limits of the [Prophet's] rule, or usage, that has been transmitted from generation to generation. (TA.) 10 الاِسْتِعْدَآءُ signifies The asking, or demanding, of aid, or assistance, (Mgh, Msb,) and of vengeance, or avengement, (Mgh,) and of strengthening: (Msb:) and also the act of aiding, or assisting. (Mgh.) You say, استعداهُ He asked, or demanded, of him (i. e. the prince, or governor, or commander, S, Mgh, Msb) aid, or assistance, (S, Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, Mgh, Msb,) namely, one who wronged him: (Mgh, Msb:) [or,] accord. to El-Khuwárezmee (who derives it from العَدِىُّ signifying الرَّجَّالَةُ الَّذِينَ يَعْدُونَ), استعدى [or استعدى القَاضِىَ] means he asked, or demanded, of the judge, that he should make his foot-messengers to run in quest of his antagonist and to bring him, for the purpose of exacting from him his right, or due. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100. [and an explanation similar to this, but not a similar derivation, is indicated in the Mgh by an explanation of أَعْدَاهُ, q. v.]) b2: See also 4, last sentence.

عَدَا, as a verb, or a preposition, or both, denoting an exception: see 1, last sentence.

عَدْوٌ an inf. n. of 1 [q. v.] b2: فَعَلَ كَذَا عَدْوًا بَدْوًا means He did thus openly, or publicly. (TA.) عِدْوٌ: see عِدًى: b2: and see also عَدَآءٌ.

عَدًى [or عَدًا]: see عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence.

عُدًى: see the next paragraph.

A2: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, q. v.]

عِدًى The stones of a grave; as also ↓ عُدًى: (KL:) [i. e.] the broad stones with which the [oblong excavation called] لَحْد is covered over: (AA, TA:) or a thin stone with which a thing is concealed, or covered over; as also ↓ عِدَآءٌ; (K, TA;) the latter written in [a copy of] the M ↓ عَدَاءٌ, like سَحَابٌ; but [the former explanation seems to be the more correct, for] it is added in the K that one thereof is termed ↓ عِدْوٌ; and accord. to this, the word expl. above [or each of the two words expl. above] is a pl. (TA. [See also عِدْوَةٌ.]) b2: And Any piece of wood that is put between two [other] pieces of wood. (K, * TA.) A2: See also عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence: b2: and عُدَوَآءُ: b3: and عَدَآءٌ.

A3: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, which see in two places.

A4: ] And عِدَى is used as a prefixed n. for عِدَة as syn. with وَعْد. (Fr; S and L in art. وعد, q. v.) عَدْوَةٌ [inf. n. un. of عَدَا: pl. عَدَوَاتٌ. b2: Hence the saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ, expl. voce بَدَآءٌ, in art. بدو. See another reading of this saying voce عَدَوَانٌ.] b3: [Hence also,] one says, لَهُ عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ He has a vehement run of the kind termed عَدْو, inf. n. of عَدَا. (Msb) b4: عَدْوَةُ الأَمَدِ means The extent of the eyesight. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى عَدْوَةَ القَوْسِ [app. meaning He, or it, is at the distance of a bowshot from me]. (TA.) A2: See also عُدْوَةٌ. b2: عَدَايَا is used in poetry as a pl. of عدوة [app. عَدْوَةٌ, but in what sense is not shown]. (TA.) عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Kureysh and the latter of the dial. of Keys, (Msb,) and ↓ عَدْوَةٌ, (K,) all mentioned by ISd, (TA,) The side of a valley; (S, Msb, K;) as also ↓ عِدًى; (K;) which last likewise signifies [absolutely] a side, or lateral part or portion; and so ↓ عَدًى; (K, TA; [see both voce عَادٍ, last sentence;]) thus in the M; (TA;) and the pl. is أَعْدَآءٌ; (K, TA;) or this last signifies [particularly] the sides of a valley, and so do ↓ عِدًى and ↓ عَدًى: (TA:) the pl. of عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ is عِدَآءٌ and [of عُدْوَةٌ] عُدَيَاتٌ also. (S.) b2: And عُدْوَةٌ signifies also An elevated place; and so ↓ عِدْوَةٌ: (AA, S, K:) pl. [as above, i. e. of both] عِدَآءٌ and [of the former] عُدَيَاتٌ [also]. (K. [In some copies of the K, the latter pl. is written عَدَيَاتٌ; in the CK عُدْياتٌ; but it is correctly عُدَيَاتٌ, as above, thus in my copies of the S; and perhaps عِدَيَاتٌ may also be a pl., i. e. of عِدْوَةٌ, being thus written accord. to the TA in copies of the S.]) b3: And A place far extending: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b4: See also عَدَآءٌ. b5: [Reiske, as stated by Freytag, has expl. عُدْوَةٌ as signifying “ Atrium, impluvium domus: ” but this the former has app. done from his having found عدوة erroneously written for عَذِرَة.]

A2: عُدْوَةٌ signifies also The kind of plants, or herbage, termed خُلَّة; i. e., in which is sweetness. (TA.) عِدْوَةٌ: see عُدْوَةٌ, in three places: b2: and see also عَدَآءٌ. b3: [Freytag states, as from the Deewán of the Hudhalees, that, accord. to some, it signifies A stone with which a grave, or a well, is covered: and that the pl. is ↓ عَدَآءٌ: this latter, if correct, is a quasi-pl. n.: but perhaps it is correctly عِدَآءٌ: see عِدًى, first sentence.]

A2: أُمُور عِدْوَة [app. أُمُورٌ عِدْوَةٌ, or perhaps أُمُورُ عِدْوَةٍ,] signifies Remote affairs. (TA.) عَدْوَى Mange, or scab, or other disease, that passes, or is transitive, from one to another; (S, K, TA;) a transitive disease; and such is said to be the جَرَب, and the بَرَص, and the رَمَد, and the حَصْبَة, and the جُذَام, and the وَبَآء, and the جُدَرِىّ. (Kull p. 259.) You say, لَا تُقَرِّبْهُ مِنْهُ فَإِنَّ بِهِ عَدْوَى Do not thou bring him near to him, for in him is a disease such as the mange, or scab, that is transitive from one to another. (TK.) b2: And The transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another: (S, K, TA, TK:) the subst. from يَعْدُو said of the mange, or scab, expl. above, as meaning “ it passes ” &c. (Msb. [See 1, first quarter.]) It is said in a trad., لَا عَدْوَى, i. e. لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]; (S;) or [lit.] there is no transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another. (TK.) b3: And i. q. فَسَادٌ [i. e. Badness, corruptness, unsoundness, &c.]. (K, TA. [In the CK erroneously written in this sense عُدْوٰى; which, however, being an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ, q. v., may be correctly used as having the same, or nearly the same, meaning.]) So in the saying, ?? [In him, or it, is badness, &c.]. (TK.) A2: A(??) A demand that one makes upon a prefect, or governor, [or judge,] to aid, or assist, him against him who has wronged him, i. e. to inflict penal retribution on him, (IF, S, Msb,) for his wrongdoing to him. (IF, Msb.) b2: and Aid, or assistance, against a wrongdoer, (S, Mgh, TA,) required of a judge, for the bringing into his presence the antagonist: and also applied to a signet, or a [sealed] piece of clay, given by the judge as a token to denote the summoning of him whose presence is required. (Mgh.) عُدَوَآءُ (S, K) and ↓ عَادِيَةٌ and ↓ عَدَآءٌ (K) Distance, or remoteness, (S, K, TA,) as also ↓ عِدًى, (Ham p. 377,) [or particularly] of a house, or an abode, or a dwelling. (S, TA.) [Hence,] one says, طَالَتْ عُدَوَاؤُهُمْ Their distance, or remoteness, one from another, and their separation, was, or became, long. (TA.) b2: Also (i. e. the first and ↓ second and ↓ third words) Occupation, or business, that turns one away, or back, from a thing: (K, TA:) or عُدَوَآءُ signifies a custom, or habit, of occupation or business: (TA:) and عُدَوَآءُ الشُّغْلِ, the hindrances, or impediments, of occupation or business: (S, TA:) and one says, جِئْتَنِى وَأَنَا فِى عُدَوَآءَ عَنْكَ i. e. [Thou camest to me when I was engaged] in an occupation that diverted [me from thee]: (so in one of my copies of the S:) the pl. of ↓ عَادِيَةٌ is عَوَادٍ: (TA:) عَوَادِى الدَّهْرِ means the accidents, or casualties, of time or fortune, that divert [or intervene as obstacles] by occupying or busying: (S:) and you say, عَوَادِ ↓ عَدَتْ, [lit.] meaning Things, or events, turning away, or back, turned, or have turned, away, or back; [but this phrase, when followed by دُونَ or بَيْنَ, I would rather render, simply, obstacles occurred, or have occurred;] (S, TA;) thus in the latter of two verses cited voce حَبَّ. (S.) b3: عُدَوَآءُ الدَّهْرِ means The shifting, and varying, of time or fortune. (TA.) b4: and عُدَوَآءُ الشَّوْقِ What has severely affected, distressed, or afflicted, its sufferer, of the yearning, or longing, of the soul, or of longing desire. (TA.) b5: And عُدَوَآءُ signifies also A مَرْكَب [i. e. beast, or saddle, or thing on which one rides,] that is not easy: (K:) or, accord. to As, a place where he who sits thereon is not in a state of ease: and one says, جِئْتُ عَلَى مَرْكَبٍ ذِى عُدَوَآءَ i. e. [I came upon a beast, or saddle, &c.,] that was not easy: (S:) and جِئْتُكَ عَلَى فَرَسٍ ذِى عُدَوَآءَ, the last word imperfectly decl., i. e. [I came to thee upon a horse] that was not easy: (TA:) and جَلَسَ عَلَى عُدَوَآءَ He sat upon an uneven thing or place; (M, TA;) the last word imperfectly decl., as is said by ISd. (TA.) b6: Also Dry, hard, land; (K, TA;) sometimes occurring in a well when it is dug; and sometimes it is stone, from which the digger turns aside: and one says, أَرْضٌ ذَاتُ عُدَوَآءَ, meaning land that is not even, or plain; not easy to walk or ride or lie upon: or, as some say, it means a rough, rugged, place: or an elevated place upon which the camel lies down and then reclines thereon upon his side, having by his side a depressed place, which causes him to tend downwards, in consequence whereof he becomes in the state termed تَوَهُّنٌ, [weak, or languid, and unable to rise,] i. e. in the condition of extending his body towards the low place while his legs are upon the عُدَوَآء, which is the elevated, so that he is unable to rise, and dies. (TA.) A2: And [it is said that] العُدَوَآءُ also signifies اناخة قليلة [app. إِنَاخَةٌ قَلِيلَةٌ, meaning A little, or brief, making of a camel to lie down upon the breast, as is done on the occasions of mounting and dismounting &c.]. (TA.) عُدْوِىٌّ and عُدَوِىٌّ [are rel. ns. of which only the fem. forms are mentioned, in what here follows]. عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ are rel. ns. of عُدْوَةٌ as meaning “ the kind of plants, or herbage, termed خُلَّة,” the former reg. and the latter irreg.; and عَوَادٍ [pl. of ↓ عَادٍ or of عَادِيَةٌ] is a possessive epithet [from the same], without the relative ى: [all are app. applied to camels, as meaning Having for their pasture the plants, or herbage, called عُدْوَة, above mentioned: but it is immediately added,] and عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ applied to camels signify that pasture upon the [plants called] حَمْض: (TA:) and ↓ عَادِيَةٌ and [the pl.] عَوَادٍ, so applied, have this latter meaning accord. to the M and K: but accord. to the S, they are applied to camels as meaning abiding among the [trees called] عِضَاه, not quitting them, and not pasturing upon the حَمْض; and so is [the pl.] عَادِيَاتٌ. (TA in another portion of this art.) [See also عَاذِيَةٌ, in art. عذو.]

عِدَوِىٌّ, being a rel. n. of عِدَةٌ, see in art. وعد.

عَدَوِيَّةٌ The herbage of the صَيْف [q. v., here app. meaning spring], after the departure of the رَبِيع [q. v., here app. meaning winter]: (S, K:) it is applied to the young trees which then become green and are depastured by the camels: (S:) or, as some say, the [plants, or herbage, called] رَبْل [q. v.]. (TA.) b2: And The young ones of sheep or goats. (K.) b3: And Female infants [of the age] of forty days; (K, TA; [in the CK, نَبات is erroneously put for بَنَات;]) but when their [hair termed] عَقِيقَة has been cut off, this appel-lation is no longer applied to them: so says Lth; but Az pronounces him to have erred: (TA:) or it is with غ (K, TA) and ذ, both dotted, or only the former of them dotted, and one of them is called غَدِىٌّ [or غَدَوِىٌّ, or غَذِىٌّ or غَذَوِىٌّ]: thus in the M, and thus accord. to Az. (TA.) عُدْوَانٌ [expl. in the S as signifying Sheer or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct,] is an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]; (ISd, Msb, K;) as also عِدْوَانٌ. (ISd, K.) عَدَوَانٌ, applied to a wolf, (S, K,) means يَعْدُو عَلَى النَّاسِ [i. e. That acts aggressively against men]; (S, TA;) i. q. ↓ عَادٍ [app. in this sense], (K, TA,) which occurs in a trad. applied to a beast of prey, (TA,) an epithet applied to a beast of prey by the Prophet: (Mgh:) one says سَبُعٌ عَادٍ and سِبَاعٌ عَادِيَةٌ. (Msb.) [In the S, immediately after the words يَعْدُو عَلَى النَّاسِ, it is added, and hence their saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَانٍ وَذُو بَدَوَانٍ; and thus I find the saying cited as from the S in arts. عدو and بدو of the PS: but I think that عَدَوَانٍ and بَدَوَانٍ, here, are mistranscriptions for عَدَوَاتٍ and بَدَوَاتٍ, as I find them written in my copies of the S and TA in the arts. above mentioned: see عَدْوَةٌ, above; and see بَدَآءٌ in art. بدو, where it seems to be clearly shown that بَدَوَاتٍ is correct, as pl. of بَدَاةٌ.] b2: Also, (S, K, and Ham p. 81,) and ↓ عَدَّآءٌ, (Mgh, Msb, K, and Ham ubi suprà,) That runs vehemently, or much; (S, Mgh, Msb, K; *) i. q. شَدِيدُ العَدْوِ, (S, TA,) or كَثِيرُ العَدْوِ; (Ham;) applied to a horse: (Mgh, and Ham:) [and to a man:] الشَّدِيدَةُ, in the K, is a mistake for الشَّدِيدُهُ, meaning الشَّدِيدُ العَدْوِ. (TA.) عَدَآءٌ an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]. (S, Mgh, Msb, K.) b2: And, as also ↓ عِدَآءٌ, A single طَلَق [or heat; i. e., a single run, at once, to a goal, or limit]; (K, TA;) of a horse. (TA.) A2: And عَدَآءُ كُلِّ شَىْءٍ, (S, K,) as also ↓ عِدَاهُ, (K, TA,) [the latter written in the CK عِداؤُهُ, but] the former is with the lengthened ا and the latter with the shortened ا, (TA,) and ↓ عِدْوُهُ and ↓ عِدْوَتُهُ and ↓ عُدْوَتُهُ, (K,) signify طَوَارُهُ, (S, K,) i. e. [The equal, of anything, in breadth and length; or] what is coextensive with anything in its breadth and its length. (S, TA.) One says, لَزِمْتُ عَدَآءَ الطَّرِيقِ, or النَّهْرِ, or الجَبَلِ, meaning طَوَارَهُ [i. e. I kept to the tract coextensive in its breadth and its length with the road, or the river, or the mountain]. (TA.) A3: See also عُدَوَآءُ, first and third sentences.

A4: And see عِدًى, and عِدْوَةٌ.

عِدَآءٌ: see the next preceding paragraph: A2: and see also عِدًى.

عَدُوٌّ And enemy, contr. of وَلِىٌّ, (S,) or of صَدِيقٌ, (K,) or of صَدِيقٌ مُوَالٍ; (Msb;) an epithet, but resembling a subst.: (S:) [and (like our word “ enemy ” in military parlance) a hostile party: for] it is used alike as sing. and pl. and masc. and fem.; (Msb, K;) as is said in the “ Muk-tasar el-' Eyn: ” (Msb:) but sometimes it is dualized and pluralized and feminized: (K:) the pl. is أَعْدَآءٌ; (S, Msb, K;) and the pl. of أَعْدَآءٌ is أَعَادٍ; (Msb, K; *) and عِدًى and عُدًى are also pls. of عَدُوٌّ; (S, Msb, K; [each improperly termed in the K اِسْمُ جَمْعٍ; for فِعَلٌ and فُعَلٌ are measures of pls., not of quasi-pl. ns.;]) the former said by ISk to be the only pl. of this measure among epithets; (S, Msb; *) and عُدَاةٌ, with damm and with ة, is another pl.; (Th, S, Msb;) and is pl. of ↓ عَادٍ, (K, TA,) which is syn. with عَدُوٌّ; (S, K, TA;) as in the saying of a woman of the Arabs, أَشْمَتَ رَبُّ العَالَمِينَ عَادِيَكَ [May the Lord of the beings of the universe make thy enemy to rejoice at thy affliction]: (S, TA:) the fem. form of عَدُوٌّ is عَدُوَّةٌ, (S, Msb,) which is said by Az to be used when the meaning of an epithet is intended: (Msb:) it is said by ISk, (S, TA,) and in the “ Bari',” (Msb,) that there is no instance of the measure فَعُولٌ in the sense of فَاعِلٌ but its fem. is without ة, except عَدُوَّةٌ, (S, Msb, K,) in the phrase هٰذِهِ عَدُوَّةٌ اللّٰهِ [This woman is the enemy of God]: accord. to Fr, عَدُوَّةٌ has the affix ة to assimilate it to صَدِيقَةٌ; for a word is sometimes formed to accord with its contr.: (S, TA:) Az says that he heard certain of the tribe of 'Okeyl say, [of some women,] هُنَّ وَلِيَّاتُ اللّٰهِ and عَدُوَّاتُ اللّٰهِ and أًوْلِيَاؤُهُ and أَعْدَاؤُهُ [i. e. They are the friends of God and the enemies of God]. (Msb.) [The pl.] عِدًى signifies also Persons distant, or remote, one from another: (ISd, K, TA:) and (K) strangers, or foreigners: (ISk, S, K, TA:) and such as are distant, or remote, in respect of relationship; or not relations: (TA:) as well as enemies: (M, TA:) كَالأَعْدَآءِ, which is added in the K after وَالغُرَبَآءُ, should be وَالأَعْدَآءُ. (TA.) عَدِىٌّ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of عَادٍ, q. v. (S, TA.) عَدَاوَةٌ Enmity, or hostility; (S, K, TA;) like مُعَادَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) عَدَّآءٌ: see عَدَوَانٌ, last sentence.

عَادٍ [act. part. n. of عَدَا, q. v. b2: As such particularly signifying] Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; transgressing, or exceeding the proper limit: (Msb, TA:) pl. عَادُونَ. (Msb.) Hence the saying, لَا أَشْمَتَ اللّٰهُ بِكَ عَادِيَكَ i. e. [May God not make to rejoice at thy affliction] him who acts wrongfully to thee. (TA.) [And hence the phrase لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ, expl. in art. ظهر.] See also عَدَوَانٌ. And see عَدُوٌّ, with which it is syn. b3: Also Seizing, or carrying off, by force; or snatching at unawares. (TA.) and العَادِى signifies [particularly] The lion; (K, TA;) because of his injuriousness, and his seizing men and making them his prey. (TA.) b4: ↓ عَدِىٌّ is a pl. of عَادٍ, [or rather a quasi-pl. n.,] like as غَزِىٌّ is of غَازٍ; as such signifying Runners upon their feet: (S, TA:) or a company of men, (K, TA,) in the dial. of Hudheyl, (TA,) that run to the fight (K, TA) and the like: (TA:) or the first, of the footmen, [or foot-soldiers,] that charge, or assault; (K, TA;) because they run quickly: (TA:) like عَادِيَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is عَوَادٍ, (TA,) in both senses: or this signifies the horsemen; (K, TA;) i. e. the first, of the horsemen, that charge, or assault, in a hostile, or predatory, incursion, especially; (TA;) or horses making a hostile, or predatory, incursion; and hence [the pl.] العَادِيَات in the Kur c. 1. (TA in the supplement to this art.) And accord. to ElKhuwárezmee, عَدِىٌّ particularly signifies The foot-messengers of the sovereign, and of the judge, who are made to run in quest of one against whom an accusation has been made, and to bring him, for the purpose of exacting from him the right, or due, of his accuser. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100.) A2: عَادِى العَوَادِى, a phrase used by a poet, is expl. by IAar as meaning The hardest, or most pressing, or most severe, of occupations that turn one away, or back, from a thing. (TA.) A3: See also عَادٍ and its fem. عَادِيَةٌ voce عُدْوِىٌّ.

A4: عَادِيَا اللَّوْحِ signifies طَرَفَاهُ [The two extremities, or two sides, of the tablet or the like]; (K, TA;) each of them being called عادى [i. e.

عَادِى اللَّوْحِ, or a mistranscription for عَادٍ], like عِدى [i. e. ↓ عِدًى or ↓ عَدًى, both mentioned above, voce عُدْوَةٌ, as meaning, absolutely, a side, or lateral part or portion]. (TA.) عَادِيَةٌ [fem. of.عَادٍ, q. v.

A2: As a subst., it signifies] Wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny; and evil, or mischief; (S, TA;) as in the saying دَفَعْتُ عَنْكَ عَادِيَةَ فُلَانٍ [I repelled, or have repelled, from thee the wrongdoing &c., and the evil, or mischief, of such a one]: (S:) it is an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] like عَاقِبَةٌ: and signifies also sharpness, or hastiness, of temper; and anger. (TA.) Also The harm, or hurt, of poison. (Har p. 304.) A3: See also عُدَوَآءُ, in three places.

A4: عَوَادِى الكَرْمِ, (K, TA,) of which عَادِيَةٌ is the sing., (TA,) signifies The grape-vines that are planted at the feet, or roots, of great trees. (K, TA.) أَعْدَى [a noun denoting the comparative and superlative degrees, and having several different significations]. أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ More transitive, or wont to pass from one to another, than the mange, or scab, is a prov. (Meyd.) and أَعْدَى مِنَ الثُّؤَبَآءِ is another prov., having a similar meaning [i. e. More wont to pass from one to another, or, as we commonly say, more catching, than yawning]; (Meyd;) for when a man yawns in the presence of others, they become affected as he is. (TA in art. ثأب.) b2: أَعْدَى مِنَ الذِّئْبِ is also a prov., and may mean More wrongful, or more inimical, or more vehement in running, than the wolf. (Meyd.) أَعْدَى مِنْ سُلَيْكٍ, another prov., (expl. in the latter half of the first paragraph,) is from العَدْوُ. (Meyd.) b3: هُوَ أَعْدَى شَىْءٍ [app. meaning It is the most effectual thing to aid, or assist, or to avenge; أَعْدَى in this case being irregularly formed from the augmented verb in the phrase أَعْدَاهُ عَلَيْهِ]. (TA in art. ادو: see آدَى in that art.) تَعَادٍ Uneven places, (K, TA,) dissimilar in their several parts: occurring in this sense in a trad. (TA.) As mentions the saying نِمْتُ عَلَى

↓ مَكَانٍ مُتَعَادٍ, meaning [I slept upon] a place dissimilar in its several parts; uneven: and هٰذِهِ

↓ أَرْضٌ مُتَعَادِيَةٌ This is land having in it burrows, and [trenches, or channels, such as are termed]

لَخَاقِيق. (S, TA.) مَا لِى عَنْ فُلَانٍ مَعْدًى means There is not for me any going beyond such a one to another, nor any stopping short of him. (S.) مَعْدُوٌّ: see what next follows.

فُلَانٌ مَعْدِىٌّ عَلَيْهِ and ↓ مَعْدُوٌّ (S, K *) mean [Such a one is] treated wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (K:) the ى in مَعْدِىٌّ is substituted for و because the latter [in this case] is deemed difficult of utterance. (S.) مُتَعَادٍ; and its fem., with ة: see تَعَادٍ.
باب العين والدّال و (واي) معهما ع د و، ع ود، د ع و، وع د، ود ع، يدع

عدو: العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً، وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والعداء، والعدوى والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء.

وفي الحديث: لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ

أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم. وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ من المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:

وعادك أن تلاقيها العداء

أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك، فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال :

إنّي عداني أن أزورميا ... صهب تغالى فوق نيّ نيّا

والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال :

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

وقال :

يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طواره. ويقال: الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى العَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع [على أفعال فيقال] أعداء النهر، وأعداء الطريق. والتَّعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة :

مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ

والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ [في الرِّجْلِ] . قال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة :

فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً،والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك. والمرأتان عدوتاك، والنسوة عداوتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. [وتجمع العَدوّة على] عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال :

عَذيرَ الحيِّ من عدوان ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ

والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك :

تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز ... نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمز

والعداوء: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ :

وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا

والعُدوة: صلابة من شاطىء الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا بالكسر والضم. عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال: هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر :

... عرّدت ... بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ

عود: العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة،

كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد.

وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال :

قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا ... فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ

وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني: قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل. وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء:

اللهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً.

وقوله لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلى الله عليه وآله أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عبيد بن الأبرص :

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يُعِيدُ

والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز :

لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ... إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ

يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذلك الوقت، قال :

لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ ... وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ

والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح :

هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى ... ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن

والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجاج يصف الثور الوحشيّ ينتابُ الكِناس :

يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ ... كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ

وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا: عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف، والجميع:عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة :

صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ

والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه . قال زهير :

ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّعاً ... وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا

وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله . ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال :

عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ ... قام عليها فتيةٌ سود اللمم دعو: الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال :

ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ ... إلى فحْلٍ لغير أبيه حوب

يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً.

وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ

يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال :

دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى ... إذا نام العيونُ سرتْ عليكا

وقوله عز وجل: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانبٍ: [أَقْبَل] . وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم. ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.

وعد: [الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع] . والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة

، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير :

تُعَلِّلُنا أُمامةُ بالعِداتِ ... وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ

والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل

ودع: الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة :

كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ ... وَدْعٌ بأرجائِهِ فذ ومنظوم والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال :

يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه

والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال :

طرحتُ أثوابيَ إلا الميدعا

والوداع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال :

غداة غدٍ تودّع كلّ عين ... بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ

وقوله تعالى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى

أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال :

إذا رأيت الغرب المودوعا والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال :

وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِمْ ... أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا

أي تركوا ... وقال الفرزدق :

وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجلف

فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره:

وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان.

وقول الله عزّ وجلّ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ . يُقال: المستودَع: ما في الأرحام. ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمرت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتدع. ويقال: عليك بالمودوع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكن الهادىء ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.

يدع: الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه [وأنا أُيَدِّعُهُ] تَيْديعاً قال :

فنحا لها بمُذَلَّقَيْنِ كأنّما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ 

دنا

(دنا)
مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَله دنوا ودناوة قرب فَهُوَ دَان (ج) دناة
(دنا) - في الحَدِيثِ: "سَمُّوا ودَنُّوا وسَمِّتُوا" .
: أي كُلُوا مِمَّا دَنَا.
دنا
الدنَاءَةُ: مَصْدَرُ الدنِيْءِ، دَنُؤَ يَدْنُؤُ ودَنَأ يَدْنَأ، وهو الدَّقِيْقُ الخَلْقِ الحَقِيْرُ. ونَفْسُ فلانٍ تَتَدَناهُ: أي تَحْمِلُه على الدَّنَاءَةِ. وهُمْ قَوْمُ دُنَاء. وما كُنْتَ دانِئاً ولقد دَنَأتَ ودَنُؤْتَ. وقَوْم أدْنِيَاءُ أيضاً.
ورَجُلٌ أدْنَا، وأجْنَأ: وهو المُنْخَفِضُ المَنْكِبِ.
د ن ا: (دَنَا) مِنْهُ مِنْ بَابِ سَمَا وَسُمِّيَتِ (الدُّنْيَا) لِدُنُوِّهَا وَالْجَمْعُ (الدُّنَا) مِثْلُ الْكُبْرَى وَالْكُبَرِ وَأَصْلُهُ دُنَوٌ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا (دُنْيَاوِيٌّ) وَقِيلَ: (دُنْيَوِيٌّ) وَ (دُنْيِيٌّ) . وَدَانَى بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ قَارَبَ، وَبَيْنَهُمَا (دَنَاوَةٌ) أَيْ قَرَابَةٌ أَوْ قُرْبٌ. وَ (الدَّنِيءُ) بِمَعْنَى الدُّونِ مَهْمُوزٌ وَقَدْ سَبَقَ فِي [د ن أ] ، وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا أَكَلْتُمْ» (فَدَنُّوا) " أَيْ كُلُوا مِمَّا يَلِيكُمْ. وَ (تَدَنَّى) فُلَانٌ أَيْ دَنَا قَلِيلًا قَلِيلًا وَ (تَدَانَوْا) دَنَا بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 
[دنا] دَنَوْتُ منه دُنُوَّاً، وأَدْنَيْتُ غيري. وسمِّيت الدُنْيَا لِدُنُوِّها ; والجمع دنى مثل الكبرى والكبر، والصغرى والصغر، وأصله دنو فحذفت الواو لاجتماع الساكنين. والنسبة إليها دنياوى، ويقال دنيوى ودني. ويقال: أدنت الناقة، إذا دَنا نِتاجها. ودانَيْتُ بين الأمرين، أي قاربت. وبينهما دَناوَةٌ، أي قرابةٌ. يقال: ما تزداد منّا إلاّ قُرباً ودَناوَةً. والدَنيُّ: القريب، غير مهموز.

(295 - صحاح - 6) وقولهم: لقيته أدنى دنى، أي أول شئ. وأما الدَنيُّ بمعنى الدُونِ فهو مهموز. ويقال: إنَّه ليُدَنِّي في الأمور تَدْنِيَةً، أي يتتبَّع صغيرها وخسيسها. وفي الحديث: " إذا أكلتم فدَنَّوا "، أي كلُوا ممَّا يليكم. والمدَنِّي من الرجال: الضعيف. وتَدَنَّى فلان، أي دَنا قليلاً قليلاً. وتَدانَوْا، أي دَنَا بعضُهم من بعض. والادنيان: واديان. والدنا: موضع بالبادية. قال: فأمواه الدنا فعوير ضات * دوارس بعد أحياء حلال وتقول: هو ابن عم دنى ودنيا ودنيا ودنية، إذا ضممت الدال لم تجر، وإذا كسرت إن شئت أجريت وأن شئت لم تجر. فأما إذا أضفت العم إلى معرفة لم يجز الخفض في دنى، كقولك: هو ابن عمه دنيا ودنية، أي لحا، لان دنيا نكرة فلا تكون نعتا لمعرفة.
دنا
الدّنوّ: القرب بالذّات، أو بالحكم، ويستعمل في المكان والزّمان والمنزلة. قال تعالى: وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ
[الأنعام/ 99] ، وقال تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى
[النجم/ 8] ، هذا بالحكم. ويعبّر بالأدنى تارة عن الأصغر، فيقابل بالأكبر نحو: وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ ، وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير، نحو: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة/ 61] ، وعن الأوّل فيقابل بالآخر، نحو: خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ
[الحج/ 11] ، وقوله: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [النحل/ 122] ، وتارة عن الأقرب، فيقابل بالأقصى نحو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، وجمع الدّنيا الدّني، نحو الكبرى والكبر، والصّغرى والصّغر. وقوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ
[المائدة/ 108] ، أي: أقرب لنفوسهم أن تتحرّى العدالة في إقامة الشهادة، وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ [الأحزاب/ 51] ، وقوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [البقرة/ 220] ، متناول للأحوال التي في النشأة الأولى، وما يكون في النشأة الآخرة، ويقال: دَانَيْتُ بين الأمرين، وأَدْنَيْتُ أحدهما من الآخر. قال تعالى: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ
[الأحزاب/ 59] ، وأَدْنَتِ الفرسُ: دنا نتاجها.
وخصّ الدّنيء بالحقير القدر، ويقابل به السّيّئ، يقال: دنيء بيّن الدّناءة. وما روي «إذا أكلتم فدنّوا» من الدّون، أي: كلوا ممّا يليكم.
[دنا] فيه: سموا "ودنوا" وسمتوا، أي إذا بدأتم بالكل كلوا مما بين أيديكم وقرب منكم، وهو فعلوا من دنا، وسمتوا أي ادعوا للمطعم بالبركة. وفيه: علام نعطي "الدنية" في ديننا، أي الخصلة المذمومة، وأصله الهمز فخفف وهو غير مهموز ايضًا بمعنى الضعيف الخسيس. ن: الدنية بفتح دال وكسر نون وتشديد ياء النقيصة، وكان سؤاله طلبًا لكشف ما خفي لا شكا. ك قوله: لست أعصيه، يعني غنما فعله لما أطلعه الله بحبس الناقة عن أهل مكة، والنقيصة رد أبي جندل إلى الكفار وعدم القتال. ط: والصلح بشروطهم الدالة على العجز. وفيه: ما فيهم "دنى" أي ليس في أهل الجنة دنى، أو دون، أو خسيس، وإنما فيهم أدنى أي أقل رتبة، قوله ما يُرون أن أصحاب، بمجهول الإراءة، أي لا ينون أن أصحاب الكراسي أي المنابر أفضل منهم حتى يحزنوا بذلك. قوله: إلا حاضره، بمهملة وضاد معجمة أي يكشف الحجاب ويكلم عبده من غير ترجمان. نه وفي ح الحج: الجمرة "الدنيا" أي القريبة إلى منى فعلى من الدنو. وهي اسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها. والسماء الدنيا لقربها من ساكني الأرض، ويقال سماء الدنيا بالإضافة. وفي ح حبس الشمس: "قادني" بالقرية، وهو افتعل من الدنو. ن: فادني للقرية بهمزةباب الدال مع الواو

دنا: دَنا من الشيء دنُوّاً ودَناوَةً: قَرُبَ. وفي حديث الإيمان:

ادْنُهْ؛ هو أَمْرٌ بالدُّنُوِّ والقُرْبِ، والهاء فيه للسكت، وجيءَ بها لبيان

الحركة. وبينهما دناوة أَي قَرابة. والدَّناوةُ: القَرابة والقُربى.

ويقال: ما تَزْدادُ منِّا إلا قُرْباً ودَناوةً؛ فرق بين مصدرِ دنا ومصدر

دَنُؤَ، فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنُؤَ دَناءَةً؛ وقول ساعدة بن

جُؤيَّة يصف جبلاً:

إذا سَبَلُ العَماء دَنا عليه،

يَزِلُّ بِرَيْدِهِ ماءٌ زَلولُ

أَراد: دَنا منه. وأَدْنَيْته ودَنَّيْته. وفي الحديث: إذا أكَلْتُم

فسَمُّوا الله ودَنُّوا وسَمِّتُوا؛ معنى قوله دَنُّوا كُلُوا مم يَلِيكُم

وما دَنا منكم وقرب منكم، وسمِّتُوا أَي ادْعُوا للُمطْعِم بالبركة،

ودَنُّوا: فِعْلٌ من دَنا يَدْنُو أَي كُلُوا مما بين أَيدِيكم. واسْتَدْناه:

طلب منه الدُّنُوَّ، ودنَوْتُ منه دُنُوّاً وأَدْنَيْتُ غيري. وقال

الليث: الدُّنُوُّ غيرُ مهموز مصدرُ دَنا يَدْنُو فهو دانٍ، وسُمِّيت

الدُّنْيا لدُنُوِّها، ولأَنها دَنتْ وتأَخَّرَت الآخرة، وكذلك السماءُ الدُّنْيا

هي القُرْبَى إلينا، والنسبة إلى الدُّنيا دُنياوِيٌّ، ويقال

دُنْيَوِيٌّ ودُنْيِيٌّ؛ غيره: والنسبة إلى الدُّنيا دُنْياوِيٌّ؛ قال: وكذلك

النسبة إلى كل ما مُؤَنَّتُه نحو حُبْلَى ودَهْنا وأَشباه ذلك؛ وأَنشد:

بوَعْساء دَهْناوِيَّة التُّرْبِ طَيِّب

ابن سيده: وقوله تعالى ودَانِيةً عليهم ظِلالُها؛ إنما هو على حذف

الموصوف كأنه قال وجزاهم جَنَّة دانيةً عليهم فحذف جنة وأَقام دانية مُقامها؛

ومثله ما أَنشده سيبويه من قول الشاعر:

كأنَّكَ من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ،

يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ

أَراد جَمَلٌ من جمالِ بن أُقَيْشٍ. وقال ابن جني: دانِيةً عليهم

ظِلالُها، منصوبة على الحال معطوفة على قوله: متكئين فيها على الأَرائِك؛ قال:

هذا هو القول الذي لا ضرورة فيه؛ قال وأَما قوله:

كأَنَّك من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ

البيت، فإنما جاز ذلك في ضرورة الشِّعْر، ولو جاز لنا أَن نَجِدَ مِنْ

بعض المواضع اسماً لجعلناها اسماً ولم نحمل الكلام على حذف الموصوف وإقامة

الصفة مقامه، لأَنه نوع من الضرورة، وكتاب الله تعالى يَجِلّ عن ذلك؛

فأَما قول الأَعشى:

أَتَنْتَهُون ولَنْ يَنْهَى ذَوي شَطَطٍ،

كالطَّعْنِ يَذْهَبْ فيه الزَّيْتُ والفُتُلُ

فلو حملته على إقامة الصفة موضع الموصوف لكان أَقبح من تأَوُّل قوله

تعالى: ودانية عليهم ظلالها؛ على حذف الموصوف لأَن الكاف في بيت الأَعشى هي

الفاعلة في المعنى، ودانيةً في هذا القول إنما هي مَفْعول بها، والمفعول

قد يكون اسماً غير صريح نحو ظَنَنْتُ زيداً يقوم، والفاعل لا يكون إلا

إسماً صريحاً محضاً، فَهُمْ على إمْحاضه إسماً أَشدُّ مُحافظة من جميع

الأَسماء، أَلا ترى أَن المبتدأ قد يقع غيرَ اسمٍ محضٍ وهو قوله: تَسْمَعُ

بالمُعَيْديِّ خيرٌ مِن

أَن تَراهُ؟ فتسمع كما ترى فعل وتقديره أَن تسمع، فحذْفُهم أَنْ

ورفْعُهُم تَسمعُ يدل على أَن المبتدأ قد يمكن أَن يكون عندهم غيرَ اسمٍ صريح،

وإذا جاز هذا في المبتدأ على قُوَّة شبِهه بالفاعل في المفعول الذي يبعُد

عنهما أَجْوَزُ؛ فمن أَجل ذلك ارتفع الفعل في قول طَرَفة:

أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى،

وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هلْ أَنتَ مُخلِدي؟

عند كثير من الناس، لأَنه أَراد أَنْ أَحْضُرَ الوَغَى. وأَجاز سيبويه

في قولهم: مُرْهُ يَحْفِرُها أَن يكون الرفعُ على قوله أَنْ يَحْفِرَها،

فلما حُذِفت أَن ارتفع الفعل بعدها، وقد حَمَلَهم كثرةُ حذفِ أَن مع غير

الفاعل على أَن اسْتَجازُوا ذلك فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه،وإِن كان ذلك

جارياً مَجْرى الفاعل وقائماً مقامه؛ وذلك نحو قول جميل:

جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ، يَوْمَ تَحَمَّلُوا،

وحُقَّ لِمِثْلي، يا بُثَيْنَةُ، يَجْزَعُ

أَراد أَن يَجْزَع، على أَن هذا قليل شاذ، على أَنّ حذف أَنْ قد كثُر في

الكلام حتى صار كلا حَذْفٍ، أَلا ترى أَن جماعة استَخَفّوا نصف أَعْبُدَ

من قوله عزّ اسمُه: قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تأْمُرُونِّي أَعْبُدَ؟ فلولا

أَنهم أَنِسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكلام وإِرادَتِها لَمَا اسْتَخَفُّوا

انْتِصابِ أَعْبُدَ. ودَنَت الشمسُ للغُروبِ وأَدْنَت، وأَدْنَت

النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها.

والدُّنْيا: نَقِيضُ الآخرة، انْقَلَبت الواو فيها ياءً لأَن فُعْلى

إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوُها ياءً، كما أُبدلت الواو مكان

الياء في فَعْلى، فأَدخَلوها عليها في فُعْلى ليَتكافآ في التغيير؛ قال

ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أَنا بياناً. وحكى ابن الأَعرابي: ما

له دُنْياً ولا آخِرةٌ، فنَوّن دُنْياً تشبيهاً لها بفُعْلَلٍ، قال:

والأَصل أَن لا تُصْرَفَ لأَنها فُعْلى، والجمع دُناً مثل الكُبْرى والكُبَر

والصُّغْرى والصُّغَر، قال الجوهري: والأَصل دُنَوٌ، فحذفت الواو

لاجتماع الساكنين؛ قال ابن بري: صوابه فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما

قبلها، ثم حذفت الأَلف لالتقاء الساكنين، وهما الأَلف والتنوين. وفي حديث

الحج: الجَمْرة الدُّنْيا أَي القَرِيبة إِلى مِنىً، وهي فُعْلى من

الدُّنُوِّ. والدُّنْيا أَيضاً: اسمٌ لهذه الحَياةِ لبُعْدِ الآخرة عَنْها،

والسماء الدُّنْيا لقُرْبها من ساكِني الأَرْضِ. ويقال: سماءُ الدُّنْيا،

على الإِضافة. وفي حديث حَبْسِ الشمسِ: فادَّنى بالقَرْيَةِ؛ هكذا جاء في

مسلم، وهو افْتَعَلَ من الدُّنُوِّ، وأَصلُه ادْتَنى فأُدْغِمَتِ التاءُ

في الدالِ. وقالوا: هو ابن عَمّي دِنْيَةً، ودِنْياً، منوَّنٌ، ودِنْيَا،

غير مُنَوَّنٍ، ودُنْيَا، مقصور إِذا كان ابنَ عَمِّه لَحّاً؛ قال

اللحياني: وتقال هذه الحروف أَيضاً في ابنِ الخالِ والخالَةِ، وتقال في ابن

العَمَّة أَيضاً. قال: وقال أَبو صَفْوانَ هو ابنُ أَخِيه وأُخْتِه

دِنْيَا، مثل ما قيل في ابنِ

العَمِّ وابنِ الخالِ، وإِنما انْقَلَبت الواو في دِنْيةً ودِنْياً ياء

لمجاورةِ الكسرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ فِتْيةٌ وعِلْيَةٌ، وكأَنَّ

أَصلَ ذلك كلِّه دُنْيا أَي رَحِماً أَدْنى إِليَّ من غيرها، وإِنما

قَلَبوا ليَدُلّ ذلك على أَنه ياءُ تأْنيثِ الأَدْنى، ودِنْيَا داخلة عليها.

قال الجوهري: هو ابن عَمٍّ دِنْيٍ ودُنْيَا ودِنْيا ودِنْية. التهذيب:

قال أَبو بكر هو ابن عمٍّ دِنْيٍ ودِنْيةٍ ودِنْيا ودُنْيا، وإِذا قلت

دنيا، إِذا ضَمَمْت الدال لَم يَجُز الإِجْراءُ، وإِذا كسرتَ الدالَ جازَ

الإِجْراءُ وتَرك الإِجْراء، فإِذا أَضفت العمَّ إِلى معرفة لم يجز الخفض

في دِنْيٍ، كقولك: ابن عمك دِنْيٌ ودِنْيَةٌ وابن عَمِّكَ دِنْياً لأَن

دِنْياً نكرة ولا يكون نعتاً لمعرفة. ابن الأَعرابي: والدُّنا ما قرُبَ من

خَيْرٍ أَو شَرٍّ.

ويقال: دَنا وأَدْنى ودَنَّى إِذا قَرُبَ، قال: وأَدْنى إِذا عاشَ

عَيْشاً ضَيِّقاً بعد سَعَةٍ. والأَدْنى: السَّفِلُ. أَبو زيد: من أَمثالهم

كلُّ دَنِيٍّ دُونَه دَنِيٌّ، يقول: كلُّ قريبٍ وكلُّ خُلْصانٍ دُونَه

خُلْصانٌ. الجوهري: والدَّنِيُّ القَريب، غيرُ مهموزٍ. وقولهم: لقيته أَدْنى

دَنيٍّ أَي أَوَّلَ شيء، وأَما الدنيءُ بمعنى الدُّونِ فمهموز. وقال ابن

بري: قال الهروي الدَّنيُّ الخَسِيسُ، بغير همز، ومنه قوله سبحانه:

أَتَسْتَبْدِلون الذي هو أَدْنى؛ أَي الذي هو أَخَسُّ، قال: ويقوِّي قوله كونُ

فعله بغير همز، وهو دَنِيَ يَدْنى دَناً ودَنايَةً، فهو دَنيٌّ.

الأَزهري في قوله: أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى؛ قال الفراءُ هو من

الدَّناءَةِ؛ والعرب تقول إِنه لَدَنيٌّ يُدَنِّي في الأُمورِ تَدْنِيَةً، غير

مَهموزٍ، يَتْبَع خسيسَها وأَصاغرَها، وكان زُهَير الفُرْقُبيُّ يهمز

أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى، قال الفراء: ولم نَرَ العرب تهمز أَدْنى إِذا

كان من الخِسَّةِ، وهم في ذلك يقولون: إِنه لَدانئٌ خبيث، فيهمزون. وقال

الزجاج في معنى قوله أَتستبدلون الذي هو أَدْنى ، غير مَهْموزِ: أَي

أَقْرَبُ، ومعنى أَقْرَبُ أَقلُّ قيمةً كما تقول ثوب مُقارِبٌ، فأَما الخسيس

فاللغة فيه دَنُؤَ دَناءةً، وهو دَنيءٌ بالهمز، وهو أَدْنَأُ منه. قال

أَبو منصور: أَهل اللغة لا يهمزون دَنُوَ في باب الخِسَّة، وإِنما يهمزونه

في باب المُجون والخُبْثِ. قال أَبو زيد في النوادر: رجل دَنيءٌ من قوم

أَدْنِياءَ، وقد دَنُؤَ دَناءَةً، وهو الخَبيث البَطْنِ والفَرْجِ. ورجل

دَنيٌّ من قوم أَدْنِياءَ، وقد دَنَي يَدْنى ودَنُوَ يَدْنُو دُنوّاً: وهو

الضعيف الخَسيسُ الذي لا غَناء عنده المُقَصِّرُ في كلِّ ما أَخَذَ فيه؛

وأَنشد:

فلا وأَبِيك ما خُلُقي بوَعْرٍ،

ولا أَنا بالدَّنِّي ولا المُدَنِّي

وقال أَبو الهيثم: المُدَنِّي المُقَصِّر عما ينبغي له أَن يَفْعَله؛

وأَنشد:

يا مَنْ لِقَوْمٍ رأْيُهُم خَلْفٌ مُدَنْ

أَراد مُدَنِّي فَقَيَّد القافية.

إِن يَسْمَعُوا عَوْراءَ أصَْغَوْا في أَذَنْ

ويقال للخسيس: إِنه لَدنيٌّ من أَدْنِياءَ، بغير همز، وما كان دَنِيّاً

ولَقَدْ دَنِيَ يَدْنى دَنىً ودَنايَةً. ويقال للرجل إِذا طَلَب أَمراً

خسيساً: قد دَنَّى يُدَنِّي تَدْنِية. وفي حديث الحُدَيْبِيَة: علامَ

نُعْطِي الدَّنِيَّة في دِينِنا أَي الخَصْلَة المَذْمُومَة؛ قال ابن

الأَثير: الأَصل فيه الهمز، وقد يخفف، وهو غير مهموز أَيضاً بمعنى الضعيف

الخسيس.وتَدَنَّى فلان أَي دَنا قَلِيلاً. وتَدانَوْا أَي دَنا بعضهم من بعض.

وقوله عز وجل: ولَنُذِيقَنَّهم من العَذاب الأَدْنى دون العَذاب

الأَكْبَر؛ قال الزجاج: كلُّ ما يُعَذَّبُ به في الدنيا فهو العذابُ الأَدْنى،

والعذابُ الأَكْبَر عذابُ الآخِرةِ. ودانَيْت الأَمْرَ: قارَبْته. ودانَيْت

بَيْنَهما: جَمَعْت. ودانَيْت بَيْنَ الشَّيْئَيْن: قَرَّبْت بَيْنَهما

ودانَيْتُ القَيْدَ في البَعيرِ أَو لِلْبَعير: ضَيَّقْته عليه، وكذلك

دَانى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعِير؛ قال ذو الرمة:

دَانى لهُ القَيْدُ، في دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ،

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عَنْه الأَناعِيمُ

وقوله:

ما لي أَراهُ دانِفاً قدْ دُنْيَ لهْ

إِنما أَراد قد دُنِيَ لهُ. قال ابن سيده: وهو من الواو من دَنَوْتُ،

ولكن الواو قلبت ياء من دُنِيَ لانكسار ما قبلها، ثم أُسْكِنَت النون فكان

يجب، إِذْ زالت الكسرة، أَن تعود الواو، إِلا أَنه لما كان إِسكان النون

إِنما هو للتخفيف كانت الكَسْرَة المنويَّة في حكم الملفوظ بها، وعلى

هذا قاس النحويون فقالوا في شَقِيَ قد شَقْيَ، فتركوا الواوَ التي هي لامٌ

في الشِّقْوة والشَّقاوة مقلوبة، وإِن زالت كسرة القاف من شَقِيَ،

بالتخفيف، لما كانت الكسرةُ مَنْويَّةً مقدرة، وعلى هذا قالوا لقَضْوَ الرجلُ،

وأَصله من الياء في قَضَيْت، ولكنها قُلِبت في لقَضُو لانضمام الضاد

قبلها واواً، ثم أَسكنوا الضاد تخفيفاً فتركوا الواو بحاله ولم يردّوها إِلى

الياء، كما تركوا الياء في دنيا بحالها ولم يردّوها إِلى الواو، ومثله من

كلامهم رَضْيُوا، قال ابن سيده: حكاه سيبويه بإِسكان الضاد وترك الواو

من الرضوان ومر صريحاً لهؤلاء، قال: ولا أَعلم دُنْيَ بالتخفيف إِلا في

هذا البيت الذي أَنشدناه، وكان الأَصمعي يقول في هذا الشعر الذي فيه هذا

البيت: هذا الرجز ليس بعتيق كأَنه من رَجَز خَلَفٍ الأَحمر الأَحمر أَو

غيره من المولدين. وناقَةٌ مُدْنِيةٌ ومُدْنٍ: دَنا نِتاجُها، وكذلك

المرأَة. التهذيب: والمُدَنِّي من الناس الضعيف الذي إِذا آواه الليلُ لم

يَبْرَحْ ضعفاً وقد دَنَّى في مَبِيِتِه؛ وقال لبيد:

فيُدَنِّي في مَبِيتٍ ومحَلّ

والدَّنِيُّ من الرجال: الساقط الضعيف الذي إِذا آواه الليل لم يَبْرَحْ

ضَعْفاً، والجمع أَدْنِياءُ. وما كان دَنِيّاً ولقد دَنِيَ دَناً

ودَنايَة ودِنايَة، الياء فيه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة؛ كل ذلك عن

اللحياني. وتَدانَتْ إِبلُ الرجل: قَلَّت وضَعُفَت؛ قال ذو الرمة:

تَباعَدْتَ مِني أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي

تَدانَتْ، وأَنْ أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ

ودَنَّى فلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خسِيساً، عنه أَيضاً. والدَّنا: أَرض

لكَلْب؛ قال سَلامة بن جَنْدل:

من أَخْدَرِيَّاتِ الدَّنا التَفَعَتْ له

بُهْمَى الرِّفاغِ، ولَجَّ في إِحْناقِ

الجوهري: والدَّنا موضع بالبادية؛ قال:

فأَمْواهُ الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ

دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالِ

والأَدْنيانِ: واديانِ. ودانِيا: نبيٌّ

من بني إِسرائيل يُقال له دانِيالُ.

علم النجوم

علم النجوم
هو: من فروع الطبعي وهو وعلم بأصول تعرف بها أحوال الشمس والقمر وغيرهما من بعض النجوم كذا في بعض حواشي الشافية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون هو: علم يعرف به الاستدلال على حوادث علم الكون والفساد بالتشكلات الفلكية وهي أوضاع الأفلاك والكواكب كالمقارنة والمقابلة والتثليث والتسديس والتربيع إلى غير ذلك وهو عند الإطلاق ينقسم إلى ثلاثة أقسام حسابية وطبيعيات ووهميات.
أما الحسابيات: فهي يقينية في علمها قد يعمل بها شرعاً.
وأما الطبيعيات: كالاستدلال بانتقال الشمس في البروج الفلكية على تغيير الفصول كالحر والبرد والاعتدال فليست بمردودة شرعا أيضاً.
أما الوهميات: كالاستدلال على الحوادث السفلية خيرها وشرها من اتصالات الكواكب بطريق العموم والخصوص فلا استناد لها إلى أصل شرعي ولذلك هي مردودة شرعا كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر النجوم فامسكوا". وقال: "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا". الحديث.
وقال صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالنجوم فقد كفر" لكن قالوا هذا إن اعتقد أنها مستقلة في تدبير العالم.
وقال الشافعي رحمه الله: إذا اعتقد المنجم أن المؤثر الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى لكن عادته سبحانه وتعالى جارية بوقوع الأحوال بحركاتها وأوضاعها المعهودة في ذلك لا بأس عندي. كذا ذكره السبكي في طبقاته الكبرى وعلى هذا يكون استناد التأثير حقيقة إلى النجوم مذموما فقط.
قال بعض العلماء: إن اعتقاد التأثير إليها بذاتها حرام. وذكر صاحب مفتاح السعادة أن الحافظ ابن القيم الجوزي أطنب في الطعن فيه والتنفير عنه.
فإن قيل: لم لا يجوز أن تكون بعض الأجرام العلوية أسباب للحوادث السفلية فيستدل النجم العاقل من كيفية حركات النجوم واختلافات مناظرها وانتقالاتها من برج إلى برج على بعض الحوادث قبل وقوعها.
يقال: يمكن على طريق إجراء العادة أن يكون بعض الحوادث سببا لبعضها لكن لا دليل فيه على كون الكواكب أسبابا للعادة وعللا للنحوسة لا حساً ولا عقلاً ولا سمعاً.
أما حسا: فظاهر أن أكثر أحكامهم ليست بمستقيمة كما قال بعض الحكماء: جزئياتها لا تدرك وكلياتها لا تتحقق.
وإما عقلا: فإن علل الأحكاميين وأصولهم متناقضة حيث قالوا: إن الأجرام العلوية ليست بمركبة من العناصر بل هي طبيعية خاصة ثم قالوا ببرودة زحل ويبوسته وحرارة المشتري ورطوبته فأثبتوا الطبيعة للكواكب وغير ذلك.
وأما شرعا: فهو مذموم بل ممنوع كما قال صلى الله عليه وسلم: "من آتي كاهنا بالنجوم أو عرافا أو منجما فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد". الحديث وسبب المبالغة في النهي عن هذه الثلاثة ذكره الشيخ علاء الدولة في العروة الوثقى وقال علي بن أحمد النسوي: علم النجوم أربع طبقات:
الأولى: معرفة رقم التقويم ومعرفة الإسطرلاب حسبما هو يتركب.
والثانية: معرفة المدخل إلى علم النجوم ومعرفة طبائع الكواكب والبروج ومزاجاتها.
والثالثة: معرفة حسنات أعمال النجوم وعمل الزيج والتقويم.
والرابعة: معرفة الهيئة والبراهين الهندسية على صحة أعمال النجوم ومن تصور ذلك فهو المنجم التام على التحقيق وأكثر أهل زماننا قد اقتصروا من علم التنجيم على الطبقتين الأوليين وقليل منهم يبلغ الطبقة الثالثة.
والكتب المصنفة فيه كثيرة منها: الأحكام وأبو قماش وأدوار وإرشاد والبارع ومختصر البارع وتحاويل وتنبيهات المنجمين وتفهيم الجامع الصغير ودرج الفلك والسراج والقرانات ولطائف الكلام ومجمل الأصول ومجموع ابن شرع ومسائل القصر وغير ذلك انتهى ما في كشف الظنون.
وفي كشاف اصطلاحات الفنون:
موضوعه النجوم من حيث يمكن أن تعرف بها أحوال العالم ومسائله كقولهم: كلما كان الشمس على هذا الموضع المخصوص فهي تدل على حدوث أمر كذا في هذا العالم انتهى.
وقال ابن خلدون: هذه الصناعة يزعم أصحابها أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات العنصرية مفردة ومجتمعة فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية.
فالمتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها بالتجربة وهو أمر تقصر الأعمار كلها لو اجتمعت عن تحصيله إذ التجربة إنما تحصل في المرات المتعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم أو الظن وأدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرره إلى آماد وأحقاب متطاولة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العالم وربما ذهب ضعفاء منهم إلى أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها كانت بالوحي وهو رأي قائل وقد كفونا مؤنة إبطاله.
ومن أوضح الأدلة فيه: أن تعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أبعد الناس عن الصنائع وأنهم لا يتعرضون للأخبار عن الغيب إلا أن يكون عن الله فكيف يدعون استنباطه بالصناعة ويشيرون بذلك لتابعيهم من الخلق.
وأما بطليموس ومن تبعه من المتأخرين فيرون أن دلالة الكواكب على ذلك دلالة طبيعية من قبل مزاج يحصل للكواكب في الكائنات العنصرية قال: لأن فعل النيرين وأثرهما في العنصريات ظاهر لا يسع أحدا جحده مثل فعل الشمس في تبدل الفصول وأمزجتها ونضج الثمار والزرع وغير ذلك.
وفعل القمر في الرطوبات والماء وإنضاج المواد المتعفنة وفواكه القناء وسائر أفعاله.
ثم قال: ولنا فيما بعدهما من الكواكب طريقان:
الأولى: التقليد لمن نقل ذلك عنه من أئمة الصناعة إلا أنه غير مقنع للنفس.
الثانية: الحدس والتجربة بقياس كل واحد منها إلى النير الأعظم الذي عرفنا طبيعته وأثره معرفة ظاهرة فننظر هل يزيد ذلك الكوكب عند القرآن في قوته ومزاجه فتعرف موافقته له في الطبيعة أو ينقص عنها فتعرف مضادته ثم إذا عرفنا قواها مفردة عرفناها مركبة وذلك عند تناظرها بأشكال التثليث والتربيع وغيرهما ومعرفة ذلك من قبل طبائع البروج بالقياس أيضا إلى النير الأعظم.
وإذا عرفنا قوى الكواكب كلها فهي مؤثرة في الهواء وذلك ظاهر والمزاج الذي يحصل منها للهواء يحصل لما تحتها من المولدات وتتخلق به النطف والبزر فتصير حالا للبدن المتكون عنها وللنفس المتعلقة به الفائضة عليه المكتسبة لما لها منه ولما يتبع النفس والبدن من الأحوال لأن كيفيات البزرة والنطفة كيفيات لما يتولد عنهما وينشأ منهما قال: وهو مع ذلك ظني وليس من اليقين في شيء وليس هو أيضا من القضاء الإلهي يعني: القدر إنما هو من جملة الأسباب الطبيعية للكائن والقضاء الإلهي سابق على كل شيء هذا محصل كلام بطليموس وأصحابه وهو منصوص في كتبه الأربع وغيره ومنه يتبين ضعف مدارك هذه الصناعة وذلك أن العلم الكائن أو الظن به إنما يحصل عن العلم بجملة أسبابه من الفاعل والقابل والصورة والغاية على ما تبين في موضعه.
والقوى النجومية على ما قرروه إنما هي فاعلة فقط والجزء العنصري هو القابل ثم إن القوى النجومية ليست هي الفاعلة بجملتها بل هناك قوى أخرى فاعلة معها في الجزء المادي مثل: قوة التوليد للأب والنوع التي في النطفة وقوى الخاصة التي تميز بها صنف صنف من النوع وغير ذلك فالقوى النجومية إذا حصل كمالها وحصل العلم فيها إنما هي فاعل واحد من جملة الأسباب الفاعلة للكائن ثم إنه يشترط مع العلم بقوى النجوم وتأثيراتها مزيد حدس وتخمين وحينئذ يحصل عنده الظن بوقوع الكائن والحدس والتخمين قوى للناظر في فكره وليس من علل الكائن ولا من أصول الصناعة فإذا فقد هذا الحدس والتخمين رجعت أدراجها عن الظن إلى الشك هذا إذا حصل العلم بالقوى النجومية على سداد ولم تعترضه آفة وهذا معوز لما فيه من معرفة حسبانات الكواكب في سيرها لتتعرف به أوضاعها ولما أن اختصاص كل كوكب بقوة لا دليل عليه ومدرك بطلميوس في إثبات القوى للكواكب الخمسة بقياسها إلى الشمس مدرك ضعيف لأن قوة الشمس غالبة لجميع القوى للكواكب الخمسة بقياسها إلى الشمس مدرك ضعيف لأن قوة الشمس غالبة لجميع القوى من الكواكب ومستولية عليها فقل أن يشعر بالزيادة فيها أو النقصان منها عند المقارنة كما قال وهذه كلها قادحة في تعريف الكائنات الواقعة في عالم العناصر بهذه الصناعة.
ثم إن تأثير الكواكب فيما تحتها باطل إذ قد تبين في باب التوحيد أن لا فاعل إلا الله بطريق استدلالي كما رأيته واحتج له أهل علم الكلام بما هو غني عن البيان من أن إسناد الأسباب إلى المسببات مجهول الكيفية والعقل متهم على ما يقضي به فيما يظهر بادي الرأي من التأثير فلعل استنادها على غير صورة التأثير المتعارف والقدرة الإلهية رابطة بينهما كما ربطت جميع الكائنات علوا وسفلا سيما والشرع يرد الحوادث كلها إلى قدرة الله تعالى ويبرأ مما سوى ذلك.
والنبوات أيضا منكرة لشأن النجوم وتأثيراتها واستقراء الشرعيات شاهد بذلك في مثل قوله: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته وفي قوله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب. الحديث الصحيح
فقد بان لك بطلان هذه الصناعة من طريق الشرع وضعف مداركها مع ذلك من طريق العقل مع ما لها من المضار في العمران الإنساني بما تبعث في عقائد العوام من الفساد إذا اتفق الصدق من أحكامها في بعض الأحايين اتفاقا لا يرجع إلى تعليل ولا تحقيق فيلهج بذلك من لا معرفة له ويظن اطراد الصدق في سائر أحكامها وليس كذلك فيقع في رد الأشياء إلى غير خالقها ثم ما ينشأ عنها كثيرا في الدول من توقع القواطع وما يبعث عليه ذلك التوقع من تطاول الأعداء والمتربصين بالدولة إلى الفتك والثورة وقد شاهدنا من ذلك كثيرا فينبغي أن تحظر هذه الصناعة على جميع أهل العمران لما ينشأ عنها من المضاد في الدين والدول ولا يقدح في ذلك كون وجودها طبيعيا للبشر بمقتضى مداركهم وعلومهم فالخير والشرط طبيعتان موجودتان في العالم لا يمكن نزعهما وإنما يتعلق بالتكليف بأسباب حصولهم فيتعين السعي في اكتساب الخير بأسبابه ودفع أسباب الشر والمضار هذا هو الواجب على من عرف مفاسد العلم ومضاره وليعلم من ذلك أنها وإن كانت صحيحة في نفسها فلا يمكن أحدا من أهل الملة تحصيل علمها ولا ملكتها بل إن نظر فيها ناظر وظن الإحاطة بها فهو في غاية القصور في نفس الأمر
فإن الشريعة لما حظرت النظر فيها فقد الاجتماع من أهل العمران لقراءتها والتحليق لتعليمها وصار المولع بها من الناس وهم الأقل وأقل من الأقل إنما يطالع كتبها ومقالاتها في كسر بيته متسترا عن الناس وتحت ربقه الجمهور مع تشعب الصناعة وكثرة فروعها واعتياصها على الفهم فكيف يحصل منها على طائل ونحن نجد الفقه الذي علم نفعه دينا ودنيا وسهلت مآخذه من الكتاب والسنة وعكف الجمهور على قراءته وتعليمه ثم بعد التحقيق والتجميع وطول المدارسة وكثرة المجالس وتعددها إنما يحذق فيه الواحد في الأعصار والأجيال فكيف بعلم مهجور للشريعة مضروب دونه سد الحظر والتحريم مكتوم عن الجمهور صعب المآخذ محتاج بعد الممارسة والتحصيل لأصوله وفروعه إلى مزيد حدس وتخمين يكتنفان به من الناظر فأين التحصيل والحذق فيه مع هذه كلها ومدعى ذلك من الناس مردود على عقبه ولا شاهد له يقوم بذلك لغرابة الفن بين أهل الملة وقلة حملته فاعتبر ذلك يتبين لك صحة ما ذهبنا إليه والله أعلم بالغيب فلا يظهر على غيبة أحدا ومما وقع في هذا المعنى لبعض أصحابنا من أهل العصر عندما غلب العرب عساكر السلطان أبي الحسن وحاصروه بالقيروان وكثر إرجاف الفريقين الأولياء والأعداء وقال في ذلك أبو القاسم الروحي من شعراء أهل تونس:
استغفر الله كل حين ... قد ذهب العيش والهناء
أصبح في تونس وأمسى ... والصبح لله والمساء
الخوف والجوع والمنايا ... يحدثها الهرج والوباء
والناس في مرية وحرب ... وما عسى ينفع المراء
فاحمدي ترى عليا ... حل به الهلك والتواء
وآخر قال سوف يأتي ... به إليكم صبا رخاء
والله من فوق ذا وهذا ... يقضي لعبديه ما يشاء
يا راصد الخنس الجواري ... ما فعلت هذه السماء
مطلتمونا وقد زعمتم ... أنكم اليوم أملياء
من خميس على خميس ... وجاء سبت وأربعاء
ونصف شهر وعشرتان ... وثالث ضمه القضاء
ولا نرى غير زور قول ... أذاك جهل أم ازدراء
إنا إلى الله قدر علمنا ... أن ليس يستدفع القضاء
رضيت بالله لي إلها ... حسبكم البدر أو ذكاء
ما هذه الأنجم السواري ... إلا عباديد أو إماء
يقضي عليها وليس تقضي ... وما لها في الورى اقتضاء
ضلت عقول ترى قديما ... ما شأنه الجرم والفناء
وحكمت في الوجود طبعا ... يحدثه الماء والهواء
لم ترحلوا إزاء مر ... تغذوهمو تربة وماء
الله ربي ولست أدري ... ما الجوهر الفرد والخلاء
ولا الهيولي التي تنادي ... ما لي عن صورة عراء
ولا وجود ولا انعدام ... ولا ثبوت ولا انتفاء
ولست أدري ما الكسب إلا ... ما جلب البيع والشراء
وإنما مذهبي وديني ... ما كان والناس أولياء
إذ لا فصول ولا أصول ... ولا جدال ولا ارتياء
ما تبع الصدر واقتفنينا ... يا حبذا كان الاقتفاء كانوا كما يعلمون منهم ... ولم يكن ذلك الهذاء
يا أشعري الزمان إني ... أشعرني الصيف والشتاء
أنا أجزي بالشر شرا ... والخير عن مثله جزاء
وإنني إن أكن مطيعا ... فرب أعصي ولي رجاء
وإنني تحت حكم بار ... أطاعه العرش والثراء
ليس باستطاركم ولكن ... أتاحه الحكم والقضاء
لو حدث الأشعري عمن ... له إلى رأيه انتماء
فقال أخبرهم بأني ... مما يقولونه براء
انتهى كلامه الشريف ولله دره وعلى الله أجره.

غرف

(غ ر ف) : (الْغُرْفَةُ) بِالضَّمِّ الْمَاءُ الْمَغْرُوف وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّة مِنْ الْغَرْفِ.
(غرف)
الغرف وَالشَّيْء غرفا قطعه وثناه وقصفه والناصية جزها وَالْجَلد دبغه بالغرف وَالْمَاء وَنَحْوه بِيَدِهِ أَو بالمغرفة أَخذه بهَا فَهُوَ غارف (ج) غرف وَهِي غارفة (ج) غوارف
غ ر ف

تقول: مرحباً بالسيد الغطريف، كأنه أسد الغريف؛ وهو الأجمة. قال الأعشى:

كبردية الغيل وسط الغري ... ف ساق الرصاف إليها غديرا

ومن الكناية: قوم بيض المغارف.

ومن المجاز: خيل غوارف ومغارف: تغرف الجري بأيديها غرفاً. وغرّف غرف الفرس وناصيته إذا جزّهما. وتقول: تطلّبوا ما عنده وتعرّفوه، ثم وافوه وتغرّفوه.
غ ر ف: (غَرَفَ) الْمَاءَ بِيَدِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (اغْتَرَفَ) مِنْهُ. وَ (الْغَرْفَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَبِالضَّمِّ اسْمٌ لِلْمَفْعُولِ مِنْهُ لِأَنَّهُ مَا لَمْ يُغْرَفْ لَا يُسَمَّى غُرْفَةً وَالْجَمْعُ (غِرَافٌ) كَنُطْفَةٍ وَنِطَافٍ. وَ (الْمِغْرَفَةُ) بِالْكَسْرِ مَا يُغْرَفُ بِهِ. وَ (الْغُرْفَةُ) الْعِلِّيَّةُ وَالْجَمْعُ (غُرُفَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا وَ (غُرَفٌ) . 
غ ر ف : الْغُرْفَةُ بِالضَّمِّ الْمَاءُ الْمَغْرُوفُ بِالْيَدِ وَالْجَمْعُ غِرَافٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَالْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَغَرَفْتُ الْمَاءَ غَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَاغْتَرَفْتُهُ وَالْغُرْفَةُ الْعِلِّيَّةُ وَالْجَمْعُ غُرَفٌ ثُمَّ غُرْفَاتٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعُ الْجَمْعِ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ تَخْفِيفٌ عِنْدَ قَوْمٍ وَتُضَمُّ الرَّاءُ لِلْإِتْبَاعِ وَتُسَكَّنُ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ.

وَالْمِغْرَفَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُغْرَفُ بِهِ الطَّعَامُ وَالْجَمْعُ مَغَارِفُ. 
غرف
الْغَرْفُ: رفع الشيء وتناوله، يقال: غَرَفْتُ الماء والمرق، والْغُرْفَةُ: ما يُغْتَرَفُ، والْغَرْفَةُ للمرّة، والْمِغْرَفَةُ: لما يتناول به. قال تعالى:
إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ
[البقرة/ 249] ، ومنه استعير: غَرَفْتُ عرف الفرس: إذا جززته ، وغَرَفْتُ الشّجرةَ، والْغَرَفُ: شجر معروف، وغَرَفَتِ الإبل: اشتكت من أكله ، والْغُرْفَةُ: علّيّة من البناء، وسمّي منازل الجنّة غُرَفاً. قال تعالى: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا
[الفرقان/ 75] ، وقال: لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً
[العنكبوت/ 58] ، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ
[سبأ/ 37] .
[غرف] فيه: نهى عن "الغارفة"، الغرف أن تقطع ناصية المرأة ثم تسوى علة وسط جبينها، وغرف شعره- إذا جزه، فالغارفة بمعنى مغروفة، وهي التي تقطعها المرأة وتسويها، وقيل: مصدر بمعنى الغرف، كلا تسمع فيها لاغية- أي لغوًا؛ الخطابي: يريد التي تجز ناصيتها عند المصيبة. ك: "فغرف" بيديه، أي غرف من فضل الله فجعل كالشيء الذي يغرف منه، وحصوله في بسط الرداءة معجزة، وروى: يحذف فيه- بحاء مهملة وذال معجمة وفاء، أي يرمي. ومنه: غسل الوجه من "غرفة" واحدة، هو بفتح غين، وهو بالفتح مصدر وبالضم المغروف، أي ماء الكف وثلاث "غرف"- بالضم، جميع غرفة به. ط: ثلاث "غرفات"، هو جمع غرفة- بفتح غين مصدر للمرة، من غرف- إذا أخذ الماء بالكف. غ: ((لهم "غرف")) أي منازل مرفوعة. ك: وفيه: اتخاذ الغرف في السطوح ما لم يطلع منها على حرمة أحد.

غرف


غَرَفَ(n. ac.
غَرْف)
a. Took, scooped up, laded out (water).
b.(n. ac. غَرْف), Clipped, cut, sheared.
c. Tanned.

تَغَرَّفَa. Took all.

إِنْغَرَفَa. Was cut, severed; was bent, broken down.

إِغْتَرَفَa. see I (a)
غَرْفa. Plant used for tanning.

غِرْفَة
(pl.
غِرَف)
a. Sole; sandal.

غُرْفَة
(pl.
غِرَاْف)
a. ; Spoonful; handful.
b. (pl.
غُرَف
& غُرَُْفَات ), Upper
chamber.
c. [art.], The Seventh Heaven.
غَرَفa. see 1
مِغْرَف
(pl.
مَغَاْرِفُ)
a. see 21t (a)
مِغْرَفَة
(pl.
مَغَاْرِفُ)
a. Ladle; scoop; large spoon.

غَاْرِفَة
(pl.
غَوَاْرِفُ)
a. Swift, fleet (camel).
b. Front hair, front curls.

غِرَاْفa. A certain measure.

غُرَاْفَةa. see 3t (a)
غَرِيْف
(pl.
غُرُف)
a. Reeds, canes, rushes; sedge; reed-bed.
b. Thicket.

غَرِيْفَةa. Sandal; worn-out sandal.
b. see 25 (b)
غَرَّاْفa. Wide-stepping (horse).
b. Full (river).
N. P.
غَرڤفَ
a. [ coll. ], Basement-stone (
of an arch ).
غِرْيَف
a. Papyrus.
غرف
الغَرْفُ: غَرْفُكَ الماءَ باليَدِ وبالمِغْرَفَة. والغُرْفَةُ: قَدْرُ اغْتِرافَةٍ مِلْءَ الكَفِّ. والغَرْفَةُ: مَرَّةٌ واحِدَةٌ. وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كبيرٌ. ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ، وهي - أيضاً -: المَدْبُوغَةُ بالغَرَفِ.
والغَرِيْفَةُ: كُلُّ جِلْدَةٍ مَدْبُوغةٍ بالغَرَف. وغَرِفَتِ الإبلُ: اشْتَكَتْ من أكْلِه. والغَرِيْفُ: ماءٌ في أجَمَةٍ. والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ. والسَّماءُ السابِعَةُ: غُرْفَةٌ.
وغَرَفْتُ ناصِيَةَ الفَرَس أغْرِفُها غَرْفاً: إذا جَزَزْتَها. وانْغَرَفَ عَظْمُه: انْكَسَرَ.
والغَرِيْفَةُ: النَّعْلُ. وهي - أيضاً -: جِلْدَةٌ من أدَمٍ في أسْفَل قِرَابِ السَّيْفِ. والغَرْفُ: شَجَرٌ. والغَرَفُ - على وَزْنِ مَطَرٍ -: شَجَرُ القِسِيِّ. والغَرِيْفَةُ: شَجَرُ البانِ.
والغُرْفَةُ: الحَبْلُ المَعْقُودُ بأنْشُوطَةٍ، غَرَفْتُ البَعِيرَ أغْرِفُهُ غَرْفاً: إذا ألْقَيْتَ في رأْسِه ذاكَ. ويُقال: تَغَرَّفْتُموني: إذا أخَذُوا كُلَّ شَيْءٍ.
والغِرْيَفُ: شَجَرُ البانِ - على وَزْنِ حِذْيَمٍ -.
قال الصاحِبُ: الصَّحيحُ في الغَرَفِ فَتْحُ الراء، كذا وَجَدْتُه في أصْل أبي حَنِيفَةَ بخَطِّه، والواحِدَةُ غَرَفَةٌ. والغَرَفُ: الثُّمَامُ، عن أبي عمرو. وُيقال: الغَرَفُ من شَجَرِ الرَّمْل.
[غرف] الغَرْفُ: شجرٌ يُدْبَغ به. يقال: سقاءٌ غَرْفيٌّ، أي مدبوغ بالغرف. قال ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكتب يعنى مزادة دبغت بالغرف. ومشلشل من نعت السرب في قوله  ما بال عينك منها الماءُ يَنْسَكِبُ كأنّه من كلى مفرية سرب وربما جاء بالتحريك، حكاه يعقوب. قال الشاعر : أمسى سُقامٌ خَلاءً لا أنيسَ به إلا السباعُ ومَرُّ الريح بالغَرَفِ سُقامٌ: اسمُ وادٍ. يقال غَرْفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً، إذا اشتكت عن أكل الغَرْفِ. والغَريفُ: الشجر الكثير الملتفُّ من أي شجرٍ كان. قال الاعشى: كبردية الغيل وسط الغريف ساق الرصاف إليه غديرا وقيل: الغريف في هذا البيت: ماء في الاجمة. والغريفة: جلدة من أدم نحو من شبرفارغة، في أسفل قراب السيف تَذَبْذَبُ، وتكون مفرضة مزينة، قال الطرماح يذكر مشفر البعير: خريع النعو مضطرب النواحى كأخلاق الغريفة ذى غضون جعله خلقا لنعومته. وبنو أسد يسمون النعل: الغَريفَةَ. وأما الغِرْيَفُ بكسر الغين وتسكين الراء، فضربٌ من الشجر. قال حاتمٌ يصف النخل: رواءٌ يسيلُ الماءُ تحت أُصولِهِ يميلُ به غيلٌ بأدناه غِرْيَفُ وقال أحيحة بن الجلاح . مغرورف أسبل جباره بحافتيه الشوع والغريف وغرفت الشئ فانغرف، أي قطعته فانقطع. قال قيس بن الخطيم: تَنامُ عن كِبْرِ شَأنها فإذا قامت رويدا تكاد تنغرف وغرفت ناصية الفرس: قطعتها وجززتها، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. وغرفت الجِلْدَ: دبغته بالغرْفِ. وغَرَفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، واغْتَرَفْتُ منه. والغَرْفَةُ المرّةُ الواحدة. والغَرْفَةُ بالضم: اسمٌ للمفعول منه، لأنك ما لم تَغْرِفْهُ لا تسميه غُرْفَةً. والجمع غراف مثل نطفة ونطاف. وزعموا ان ابنة الجلندى وضعت قلادتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت يا قوم، نزاف نزاف، لم يبق في البحر غير غراف. والغراف أيضا: مكيال ضخم مثل الجراف، وهو القنقل. والمغرفة: ما يغرف به. والغرفة: العِليَّةُ، والجمع غُرْفاتٌ وغُرُفاتٌ وغُرَفٌ. وقول لبيد: سوى فأغلق دون غرفة عرشه سبعا طباقا فوق فرع المنقل يعنى به السماء السابعة.
غرف: غرف: سحب أو أخذ إناءً ليستعمله. (ياقوت 2: 482، ابن بطوطة 4: 69) وفي ألف ليلة (1: 182) دخل دَكَّان الطبَّاخ فعرف بها بدر الدين حسن زبدية حب الرمان. وفيها (1: 19، 212) غرفوا الطعام. وانظر أمثلة أخرى في مادة بَيْضار .. وفي ألف ليلة (3: 603): اطبخْ هذا اللحم واغرفَه في زبدتين.
غرف، والمصدر غريف: صبَّ، أفرغ. (ميهرن ص32).
غرف: حمل، رفع (ألكالا) وفي حكاية باسم الحداد (ص71) فزعق شيخ السوق عليه وقال- وارفعْ هولاي إلى حضرة الخليفة- وغرف الاثنين على كتفه.
غُرْف: وعاء صغير ذو عروتين يغرف به الماء. والجفنات الصغيرة من التنكالتي نقدم بها الشوربة (الحساء) إلى جنودنا هي الغُرْف- (شيرب).
غَرْفَة، وجمعها غَرْفات وغِراف: حفنة، ملء اليد - (معجم الادريسي، فوك القسم الأول) - غَرْفَة: ملء ملعقة. (ابن بطوطة 4: 69).
غَرْفَة: انعكاس. وغرفة السروج انعكاس السروج (دوماس حياة العرب ص491).
وعند بوسييه في مادة غَرَف: غرف السرج: استدار وصار على بطن الفرس. وغرف به: أداره وعكسه.
غَرُوف: جرَة على شكل وعاء أتروسكي (نسبة إلى أتروسكا في غربي إيطاليا). (جاكسون تمبكتو ص231) ويكتبها لورشندي: غَرَّاف.
غُرَافَة: آلة لتنقية القنوات والجداول، وهي مثلث متساوي الأضلاع من الخشب طول الضلع منها ثمانية ديسيمترات تقريباً، ولها حافات ارتفاع الحافة منها 22 ديسمتر على أطرافها فقط. (صفة مصر 11، 499 رقم 8).
غرَّاف، والجمع غراريف: دولاب البئر ركبت فيه نوع من القواديس ربطت فيها دلاء تغرف الماء من الآبار القليلة العمق. (بوشر).
غَرَّاف: دولاب تديره البقر والإبل يغرف الماء من النهر ليسقي الحقول والبساتين. (برجرن) وانظر محيط المحيط في مادة دلب.
غَرَّاف: انظرها في مادة غَرُوف.
غَرَّافة: نفس المعنى غَرَّاف بمعنى دولاب. (معجم البلاذري).
مِغْرَف: مِلْعقة، خاشوقة. (دوب ص94).
مِغْرَفَة: مِلْعقة (خاشوقة) كبيرة من الخشب، ملعقة القدر.
مِغْرَفَة: ملعقة وكلاّب أو شوكة (للأكل) كبيرة من الحديد يلتقط بها اللحم من القدر. (ألكالا) وفيه: مغرفة الحديد، ومغرفة كبيرة من حديد.
مِغْرَفَة: ملء ملعقة. (ألكالا) (ابن بطوطة 4: 69) مغرفة النار: مجرفة النار (فوك، ألكالا).
مِغْرَفَة: وعاء من حديد: ففي الجريدة الآسيوية (1849،2: 269) تغلى الجميع على النار في مغرفة جديدة (حديد) (2: 274 رقم 1 منها).
وفي ابن البيطار (1: 459) في مغرفة حديد.
وعند باين سميث (1482) المغرفة التي يقلى فيها الشيء، وهي حديد. وانظر ما يلي.
نِغْرَفة: مرغاة، مطفحة (جفجير). ففي باين سميث (1482) مغارف مثقبة يصفى بها الشراب. وعند بوسييه: غَرَاف مثقوب.
مِغْرَفَة: قرص الشمعدان لتلتقي الشمع الذائب. كأس الشمعدان، ففي بابن سميث (1482) مغارف ما يوضع فيه السراج على المنارة.
مِغْرَفَة: عروة، مقبض، يد، ممسك. (باين سميث 1547).
مَغْرَوف: عند البنّائين حجر يُجعل في رجل القنطرة. (محيط المحيط).
مَغارِفّيِ: صانع المغارف والملاعق. (فوك).
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْفَاء

غَرف المَاء والمَرق وَنَحْوهمَا، يَغْرفه غَرْفاً، واغترفه.

والغَرفة، والغُرفة: مَا غُرِف.

وَقيل: الغَرْفة، الْمرة الْوَاحِدَة، والغُرفة: مَا غُرف، وَفِي التَّنْزِيل: (إِلَّا من اغترف غُرفة) وغرفة.

والغُرَافة، كالغُرْفة.

والمِغرفة: مَا غُرف بِهِ.

وبئر غَروف: يُغْرًف مَاؤُهَا بِالْيَدِ.

ودَلْوٌ غَروف، وغريفة: كَثِيرَة الْأَخْذ من المَاء. ونهر غَرّاف: كثير المَاء.

وغيث غَرَّاف: غزير، قَالَ: لَا تَسْقه صَيّبَ غَرَّاف جُؤَرْ ويُروى: غَزّاف، وَقد تقدم.

وَفرس غَرَّاف: رَغيب الشَّحوة، أَي الخطوة.

وغَرف الناصية يَغْرفها غَرْفا: جَزَّها وحلقها.

وغرف الشَّيْء يَغْرفه غَرْفاً، فانغرف: قطعه فَانْقَطع، قَالَ قيسُ بن الخطيم:

تَنام عَن كِبْر شانها فَإِذا قَامَت رُويداً تكَاد تنغرف

قَالَ يَعْقُوب: مَعْنَاهُ: تتثنَّى.

وانغرف العَظم: انْكَسَرَ.

والغُرفَةُ: العِلِّيَّة.

والغرفة: السَّمَاء السَّابِعَة، قَالَ لبيد:

سوَّى فأغلق دُون غُرفة عَرْشه سَبْعاً طِباقاً فَوق فَرْع المعقل

ويُروى: المنقل، وَهُوَ ظهر الْجَبَل.

والغُرفة: حَبل مَعْقُود بأنشوطة يلقى فِي عُنق الْبَعِير.

وغَرف الْبَعِير، يَغْرِفه ويَغْرُفه، غَرْفاً: ألْقى فِي رَأسه الغُرفة، يَمَانِية.

والغَريفة: النَّعْل، بلغَة بني أَسد.

وَقَالَ اللحياني: الغَرِيفة: النَّعْل الْخلق.

والغَريفة: جلدَة مُعَرَّضة فارغة نَحْو الشبر، أَو مرتَّبة فِي اسفل قرَاب السَّيْف تتذبذب، قَالَ الطرماح، وَذكر مشفر الْبَعِير: خَرِيع النَّعْر مُضطَرب النولحي كأخلاق الغَريفة ذَا غُضون

وَأما اللحياني فَقَالَ: الغريفة، فِي هَذَا الْبَيْت: النَّعْل الْخلق.

والغَريفة، والغَريف: الشّجر الملْتفّ.

وَقيل: الاجمة من البَرديّ والحَلفاء والقَصب.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقد يكون من السَّلم والضال، قَالَ أَبُو كَبِير:

يَأوىِ إِلَى عُظْم الغَريف ونَبْلُه كسوَام دَبْر الخَشْرَم المُتنوِّر

وَقيل: هُوَ المَاء الَّذِي فِي الاجمة، قَالَ الْأَعْشَى:

كبرديَّة الغِيل وسط الغَري فِ قد خالط المَاء مِنْهَا السرير

السرير: سَاق البَردي.

والغَرِيف: الْجَمَاعَة من الشّجر الملتف، من أَي شجر كَانَ.

والغَرْف، والغَرَف: شجر يدبغ بِهِ.

وَقيل: الغَرَف: من عضاه الْقيَاس، وَهُوَ ارقها.

وَقيل: هُوَ الثمام مَا دَامَ اخضر.

وَقيل: هُوَ الثمام عَامَّة، قَالَ الْهُذلِيّ:

امسى سُقامٌ خَلاءً لَا انيسَ بِهِ غيرُ الذّئاب ومَرَّ الرّيح بالغَرِف

ويروى: غير السبَاع.

قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا جف الغَرف ومَضغته شبهت رَائِحَته برائحة الكافور.

وَقَالَ مرّة: الغَرْف، سَاكِنة الرَّاء: مَا دُبغ بِغَيْر الْقرظ.

وَقَالَ أَيْضا: الغَرْف، سَاكِنة الرَّاء: ضُروب تجمع، فَإِذا دُبغ بهَا الْجلد سمي: غَرْفاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغَرْف، بِإِسْكَان الرَّاء: جُلُود يُؤتى بهَا من الْبَحْرين.

وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الغَرْفيّة، يَمَانِية ونجرية.

قَالَ: والغَرَفية: متحركة الرَّاء. منسوبة إِلَى " الغَرَف ".

ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف، قَالَ ذُو الرُّمة:

وفراء غَرْفية أثأى خَوارزَها مُشَلشلٌ ضيّعْته بَينهَا الكُتبُ

وَقيل: هِيَ هَاهُنَا: الملأى، وَقيل: هِيَ المدبوغة بِالتَّمْرِ والأرطى وَالْملح.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مزادة غَرَفية، وقربة غَرَفية، انشد الْأَصْمَعِي:

كَأَن خُضْرَ الغَرَفيّات الوُسُعْ نِيطَت بأحفَى مُجْرئِشَّاتِ هُمُعْ

وغَرِفت الْإِبِل غَرْفا: اشتكت من أكل الغَرَف.

والغريف: من نَبَات الجبَل، قَالَ أحيحة بن الجُلاح فِي صفة نخل:

مُعْرَورِفٍ أسْبَل جَبّاره بحافَتيْه الشُّوعُ والغرُيَفُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو نصر: الغِرْيف: شجر خَوّار، مثل الغَرَب.

قَالَ: وَزعم غَيره أَن " الغِرْيف ": البَرْديَ، وانشد أَبُو حنيفَة لحاتم:

رواءَ يَسيل الماءُ تَحت أُصُوله يَميل بِهِ غِيلٌ بأدناه غِرْيَفُ

والغِرْيف: رَملٌ لبني سَعد.

وغُرَيف، وغَرّاف: اسمان.

والغَرّاف: فرسُ خُزَز بن لُوذان. 
غرف
غرَفَ يَغرِف، غَرْفًا، فهو غارِف، والمفعول مَغْروف وغُرْفة
• غرَف الماءَ ونحوَه: أخذه بيده أو بمِغْرفة "غرَف الطعامَ في أطباق- غرَف من النَّهر غرفة ليغسل وجهه- غرف ماءً بدلو/ الحساءَ بملعقة". 

اغترفَ يغترف، اغترافًا، فهو مغترِف، والمفعول مغترَف
• اغترف الماءَ ونحوَه: غرَفه؛ أخذه بيده أو بمِغْرَفة "اغترف ماء بدلو- {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} ". 

انغرفَ ينغرف، انغرافًا، فهو منغرِف
• انغرف الماءُ ونحوُه: مُطاوع غرَفَ: أُخِذ بيد أو بمغرفة "انغرف اللَّحمُ كلُّه فانصرفنا عمَّا بقي من الطَّعام". 

تغرَّفَ يتغرَّف، تغرُّفًا، فهو متغرِّف، والمفعول متغرَّف
• تغرَّف الشَّيءَ: أخذه كله معه "تغرَّف جميع الطَّعام". 

غُرافة [مفرد]: ما غُرِف من الماء ونحوه باليد. 

غَرَّاف [مفرد]: ج غراريفُ: صيغة مبالغة من غرَفَ: كثير الغَرْف ° غيث غرّاف: غزير- فرسٌ غرّاف: واسع الخُطْوة- نهرٌ غرَّاف: كثير الماء. 

غَرَّافة [مفرد]:
1 - مؤنَّث غَرَّاف.
2 - قِنِّينة من زجاج أو بلَّور، عريضة في أسفلها وضيِّقة العنق "غرَّافة نبيذ/ طعام". 

غَرْف [مفرد]:
1 - مصدر غرَفَ.
2 - (نت) شجرة صغيرة تنبت في جزيرة العرب ومصر وإفريقية والهند، أوراقها مستطيلة أو رمحيّة، والثَّمرة لحميّة برتقاليَّة اللَّون، ترتفع إلى ثلاثة أمتار ويُدْبَغ بها. 

غَرْفة [مفرد]: ج غَرَفات وغَرْفات وغِراف:
1 - اسم مرَّة من غرَفَ: "امتلأ الوعاءُ من أوّل غَرْفة".
2 - غُرْفَة؛ حِفنة، ما غُرِف من الماء وغيره باليد " {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ} [ق] ". 

غُرْفة1 [مفرد]: ج غِراف: صفة ثابتة للمفعول من غرَفَ: مغروف، ما غُرف من الماء وغيره باليد "اغترف غُرْفة من البئر- {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} ". 

غُرْفة2 [مفرد]: ج غُرُفات وغُرْفات وغُرَف:
1 - علِّيَّة، بيت مرتفع عن الأرض ° جنبات الغُرْفَة: داخلها أو زواياها.
2 - قسم من منزل مخصَّص لاستعمال معيَّن "سار يخطو في فناء الغُرْفة- في أرجاء الغرفة" ° غرفة الأكل: غرفة خاصّة بتناول الطَّعام- غرفة التَّبريد: حجرة خاصّة مزودة بأجهزة للتبريد في درجة حرارة مناسبة لحفظ الأطعمة وغيرها من التَّلف مدّة طويلة- غرفة الجنح: هيئة المحكمة- غرفة الشَّاي: مطعم أو مقهى يقدم الشَّاي وبعض المرطبات- غرفة خَزْن: غرفة للخزن أو لعرض البضائع أو السِّلع- غرفة داخليَّة: غرفة واقعة خلف غرفة أخرى- غرفة درس: قاعة درس- غرفة سفينة: حجرة صغيرة- غرفة هاتف عموميَّة: غرفة منعزلة لإجراء المخابرات الهاتفيّة.
3 - مكان معدّ لاجتماع بعض الهيئات للتداول في أمور تهمّها "غرفة الاجتماع/ المداولة" ° الغرفة التِّجاريّة: جماعة من التجّار، ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح التجاريّة- الغرفة الزِّراعيّة: جماعة من الزرَّاع، ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح الزراعيّة- الغرفة الصِّناعيّة: جماعة من الصنّاع ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح الصناعيّة- غرفة البيع: غرفة يتمّ فيها عرض أشياء للبيع أو للمزاد العلنيّ- غرفة الحسابات: بناية أو غرفة أو مكتب تعقد فيه عمليّات شركة تجاريّة مثل المحاسبة والمراسلات- غرفة وزير: ديوانه، مجموع معاونيه.
4 - منزل عالٍ ودرجة رفيعة في الجنة " {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} - {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ} - {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} ".
• غُرْفة الإنعاش: مكان مخصَّص في المستشفيات ومجهَّز للعناية بالمرضى عقب الجراحة مباشرة.
• غُرْفة الاحتراق: مكان يتمّ فيه إحراق الوقود والسيطرة عليه.
• غُرْفة الولادة: مكان في المستشفى مجهَّز لإجراء عمليّات

الولادة.
• غُرْفة البريد: مكان يتمّ فيه تسلُّم البريد الداخل أو الخارج لشركة أو منظمة ما.
• غُرْفة العمليّات: غُرْفة مزوَّدة بأدوات لإجراء العمليّات الجراحيَّة. 

غَريف [مفرد]:
1 - ماءٌ بين الشَّجر.
2 - غابة، شجر كثير ملتفّ من أي شجر كان. 

غُرَيْفة [مفرد]: ج غُرَيفات:
1 - تصغير غَرْفة.
2 - (نت) تجويف في مبيض مقسوم إلى غريفات "ذو غُرَيْفات". 

مِغْرَفة [مفرد]: ج مغارِفُ: اسم آلة من غرَفَ: أداة يُغرَف بها الطَّعامُ ونَحوُه، وهي ملعقة كبيرة ذات يد كبيرة "مِغْرفة خشبيَّة" ° المِغْرفة المثقَّبة: مغرفة مسطَّحة يُنشل بها اللحمُ من القدر. 
غرف
الغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ:
وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ ... مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ
يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ - بالتَّحريك -، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ:
أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به ... إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ
سُقامُ: وادٍ.
وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه. وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - عن الغارِفَةُ. والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ.
وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً. وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ:
جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ ... بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ
ويُرْوى: " قَصِيْرٌ "، ويُرْوى: " صَعَّدَتْ له ".
وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ.
وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ - بالضَّمِّ: - اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو:) إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً (. بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ. وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ.
والغِرَافُ - أيضاً - مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ.
والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به.
وغرِفَتِ الإبل - بالكَسْر - تَغْرَفُ غَرَفاً - بالتَّحريك -: إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ.
والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى:
كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْفِ ... إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا
ويُرْوى: " السَّدِيْرا "، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ. وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ
وقال آخر:
لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ ... منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ
والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول:
سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داوود لها أزْرارُ
أنْفي به مَنْ رامَ منهم فُرْقَةً ... وبمِثْلِهِ قد تُدْرَكُ الأوْتارُ
والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير:
خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي ... كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُوْنِ
جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها.
وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ.
والغِرْيَفُ - مِثال حِذْيَمٍ -: ضَرْبٌ من الشجر. وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ. وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ:
رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ ... يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِرْيَفُ
وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ:
يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ
والغِرْيَفُ - أيضاً -: جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ:
كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفا ... هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا
وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ.
وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ.
والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ.
وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه:
سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ
يعني به السماءَ السابعة.
والغُرْفَةُ - أيضاً -: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ.
والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ. وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ.
والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ.
وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد.
وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء.
ونهرٌ غَرَّافٌ - بالفتح والتَّشديد -: كثيرُ الماء.
والغَرّافُ - أيضاً - نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ.
وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض.
وغَرّافٌ - أيضاً -: فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه:
فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِساً ... سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا
قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت.
والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم:
تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ
رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته " لِشَيْءٍ " مكان " رُوَيْداً ".
والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه.

غرف

1 غَرَفَ المَآءَ, (Msb, K,) or غَرَفَ المَآءَ بِيَدِهِ, (S, O, TA,) aor. ـِ (S, O, Msb, K) and غَرُفَ, (K,) inf. n. غَرْفٌ; (S, O, Msb;) and ↓ اغترفهُ, (Msb, K,) or اغترف مِنْهُ, (S,) or both of these; (O, TA;) He took [or laded out] the water with his hand [as with a ladle]: (K, TA:) and in like manner, بِالمِغْرَفَةِ [with the ladle]. (JK.) A2: غَرَفَ الشَّىْءَ, (S, O, K, *) aor. ـُ (TK,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He cut, or cut off, the thing. (S, O, K. *) b2: And غَرَفَ نَاصِيَتَهُ He clipped his forelock; (S, O, K;) i. e. a horse's. (S, O.) A3: غَرَفَ الجِلْدَ, (S, O, TA,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He tanned the skin with غَرْف [q. v.]. (S, O, TA.) A4: غَرَفَ البَعِيرَ, aor. ـُ and غَرِفَ, (O, TA,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He put upon the head of the camel a rope, or cord, called غُرْفَة [q. v.]. (O, TA.) A5: See also 7.

A6: غَرِفَتِ الإِبِلُ, aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. غَرَفٌ, (S, O,) The camels had a complaint (S, O, K) of their bellies (O, K) from eating غَرْف [q. v.]. (S, O, K.) 5 تَغَرَّفَنِى He took everything that was with me: (K, TA:) so in the Tekmileh. (TA.) 7 انغرف It (a thing) became cut, or cut off. (S, O, K.) b2: And It bent, or became bent: (Yaakoob, TA:) and some say, it broke, or became broken: (TA:) [and ↓ غَرَفَ, inf. n. غَرْفٌ, app. has both of these meanings; for] الغَرْفُ, accord. to IAar, signifies The bending, or becoming bent; and the breaking, or becoming broken. (TA.) انغرف said of a bone means It broke, or became broken: and said of a branch, or stick, or the like, it became broken, but not thoroughly. (TA.) b3: And He died. (TA.) 8 إِغْتَرَفَ see 1, first sentence. غَرْفٌ and ↓ غَرَفٌ, (S, K,) the latter mentioned by Yaakoob, (S,) A species of trees, (شَجَرٌ,) with which one tans; (S, K;) when dry, [said to be] what are termed ثُمَام: (TA: [but perhaps this statement applies particularly to غَرَفٌ, which see below: and see also ثُمَامٌ:]) accord. to A'Obeyd, called غَرْفٌ and غَلْفٌ [q. v.]: AHn says, the غرف is a species of trees from which bows are made; [see عِضَاهٌ;] and no one tans with it; but Kz says that its leaves may be used for tanning therewith, though bows be made of its branches: and Aboo-Mohammad mentions, on the authority of As, that one tans with the leaves of the ↓ غَرَف, and not with its branches: El-Báhilee says that غَرْفٌ signifies certain skins, not such as are termed قَرَظِيَّة, [i. e. not tanned with قَرَظ, but] tanned, in Hejer, in the following manner: one takes for them sprigs (هَدَب) of the أَرْطَى, and puts them in a mortar, and pounds them, then throws upon them dates, whereupon there comes forth from them an altered odour, after which a certain quantity is laded out for each skin, which is then tanned therewith; and the term غَرْف is applied to that which is laded out, and to every quantity of skin from that mash, to one and to all alike: but Az says, the غَرْف with which skins are tanned is well known, of the trees of the desert (البَادِيَة), and, he says, I have seen it; and what I hold is this, that the skins termed غَرْفِيَّة are thus termed in relation to the species of trees called the غَرْف, not to what is laded out: As says that الغَرْفُ, with the ر quiescent, signifies certain skins that are brought from El-Bahreyn. (TA.) غَرَفٌ, (O, K, TA,) accord. to AA, (O,) or IAar, (T, TA,) i. q. ثُمَامٌ [Panic grass]; (O, K, TA;) not used for tanning therewith; and accord. to Az, this that IAar says is correct: AHn says that when it becomes dry, and one chews it, its odour is likened to that of camphor: (TA:) or ثُمَام while green: (K:) or one of the species of ثُمَام, which resembles rushes (أَسَل,) of which brooms are made, and with which water-bags of leather are covered to protect them from the sun so that the water becomes cool: (A 'Obeyd, TA:) the n. un. is with ة. (AHn, O.) And, (O, K,) accord. to Skr, (O,) The شَثّ, and طُبَّاق, and نَشَم [thus (correctly) in the O, but in the K بَشَم], and عَفَار [in the CK غَفار], and عُتْم, and صَوْم, and حَبَج, and شَدْن, and حَيَّهَل [or حَيَّهْل], and هَيْشَر, and ضُرْم [thus in the O and in some copies of the K] or ضِرْم [thus in other copies of the K]: every one of these is called غَرَف. (O, K.) b2: See also غَرْفٌ, in two places. b3: Also The leaves of trees (K, TA) with which tanning is performed. (TA.) غَرْفَةٌ A single act of taking [or lading out] water with the hand [as with a ladle: and in like manner also with a ladle: see 1, first sentence]. (S, * Mgh, * Msb, * K.) A2: And A single act of cutting, or cutting off, a thing: or of clipping the forelock of a horse. (K, * TA.) غُرْفَةٌ The quantity of water that is taken [or laded out] with the hand [as with a ladle]; (JK, S, * Mgh, * O, Msb, * K;) as much thereof as fills the hand; (JK;) and ↓ غُرَافَةٌ signifies the same: (O, K:) before it is so taken it is not termed غُرْفَة: (S, K:) the pl. is غِرَافٌ. (S, Msb, K.) b2: and [hence, app.,] Somewhat remaining, of milk. (IAar, TA in art. جزع.) A2: Also i. q. عُِلِّيَّةٌ; (S, O, Msb, K;) i. e. [An upper chamber; or] a chamber in the upper, or uppermost, story: (Har p. 325:) pl. غُرَفٌ and غُرَفَاتٌ (S, O, Msb, K) which latter is held by some to be a pl. pl. (Msb) and غُرُفَاتٌ and غُرْفَاتٌ. (S, O, Msb, K.) b2: and الغُرْفَةُ signifies The Seventh Heaven: (S, * O, * K:) or the highest of the places of Paradise: or it is one of the names of Paradise. (Bd in xxv. 75.) Accord. to the S [and O], the phrase دُونَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ occurs in a verse of Lebeed, as applying to the Seventh Heaven: but what is [found] in his poetry is دُونَ عِزَّةِ عَرْشِهِ. (IB, TA.) A3: Also A lock (خُصْلَة) of hair. (O, K.) b2: And A rope, or cord, tied with a bow, or double bow, (مَعْقُودٌ بِأُنْشُوطَةٍ, O, K,) which is put upon the head, (O,) or hung upon the neck, (K,) of a camel: (O, K:) of the dial. of El-Yemen. (TA.) غِرْفَةٌ A mode, or manner, of taking [or lading out] water with the hand [as with a ladle]. (K.) A2: And A sandal: pl. غِرَفٌ: (K:) of the dial. of Asad. (TA.) [See also غَرِيفَةٌ.]

غَرْفِىٌّ applied to a سِقَآء [or skin for water or for milk], (S, O, K,) and غَرْفِيَّةٌ applied to a مَزَادَة [or leathern water-bag], (S, O,) Tanned with the species of tree called غَرْف: (S, O, K:) Aboo-Kheyreh says that the [skins termed] غرفيّة are of El-Yemen and El-Bahreyn: and accord. to AHn, one says ↓ مَزَادَةٌ غَرَفِيَّةٌ and قِرْبَةٌ غَرَفِيَّةٌ; and the pl. غَرَفِيَّاتٌ occurs in a verse [in which the ر cannot be quiescent], cited by As. (TA.) b2: مَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ signifies also [A leathern water-bag] full: or, as some say, tanned with dates and [the tree called] أَرْطَى and salt. (TA.) غَرَفِيَّةٌ: see the next preceding paragraph.

غِرَافٌ A certain large measure of capacity; (S, K;) like جِرَافٌ; (S;) also called قَنْقَلٌ [q. v.]. (S, K.) b2: And pl. of غُرْفَةٌ in the first of the meanings assigned to it above. (S, Msb, K.) غَرُوفٌ A well (بِئْرٌ) of which the water is taken [or laded out] with the hand. (O, L, K.) b2: And A large bucket (غَرْبٌ) that takes up much water; (O, K;) as also ↓ غَرِيفٌ; (K;) and غَرِيفَةٌ is applied [in the same sense] to a [bucket termed] دَلْو. (Lth, TA.) غَرِيفٌ: see what next precedes.

A2: Also i. q. قَصْبَآءُ [i. e. Reeds, or canes; or a collection, or bed, thereof; or a place where reeds, or canes, grow]: and [the kind of high, coarse grass called]

حَلْفَآء [q. v.]: and i. q. غَيْضَةٌ [i. e. a collection of tangled, or confused, or dense, trees; &c.]: (AHn, O, K, TA: [but for غَيْضَة, which is thus in the K accord. to the TA, as well as in the O, many (app. most) of the copies of the K have غَيْفَة, a mistranscription:]) and water [in such a collection of trees, &c., i. e.,] in an أَجَمَة; (S, O, K;) thus expl. by Lth; (TA;) said to have this meaning in a verse (S, O, TA) of El-Aashà; (O, TA;) but pronounced by Az incorrect: (TA:) and numerous tangled, or confused, or dense, trees, of any kind; (S, O, K;) as also ↓ غَرِيفَةٌ: (ISd, K:) or a dense collection (أَجَمَةٌ) of papyrus-plants and of حَلْفَآء [mentioned above] (K, TA) and of reeds, or canes; (TA;) and sometimes of the [trees called] ضَال and سَلَم: (AHn, K, TA:) pl. غُرُفٌ. (O.) غِرْيَفٌ A species of trees, (Aboo-Nasr, S, O, K,) of a soft, or weak, kind, (Aboo-Nasr, O, K,) like the غَرَب: (Aboo-Nasr, O:) or the papyrus-plant. (AHn, O, K.) غُرَافَةٌ: see غُرْفَةٌ, first sentence.

غَرِيفَةٌ A piece of leather, about a span in length, and empty, in the lower part of the [receptacle called] قِرَاب of a sword, dangling; and [sometimes] it has notches cut in it, and is ornamented. (S, O, K.) b2: And A sandal, (S, O, K,) in the dial. of Benoo-Asad, (S, O,) and used also by the tribe of Teiyi: (Sh, TA:) [see also غِرْفَةٌ:] or an old and worn-out sandal. (Lh, K.) A2: See also غَرِيفٌ.

غَرَّافٌ A river, or channel of running water, having much water. (O, K.) b2: And A copious rain: occurring in this sense in a verse: or, as some relate it, the word is there عَزَّاف [q. v.]. (TA.) b3: And A horse wide in step; that takes much of the ground with his legs. (Az, O, K. *) غَارِفَةٌ, applied to a she-camel, Swift; pl. غَوَارِفُ: and one says also ↓ خَيْلٌ مَغَارِفُ [Swift horses; app. likened, in respect of the action of their fore legs, to men lading out water with their hands; for it is added,] كَأَنَّهَا تَغْرِفُ الجَرْىَ: and فَارِسٌ

↓ مِغْرَفٌ [A swift horseman]. (O, K.) A2: الغَارِفَة which is forbidden by the Prophet is a word of the measure فَاعِلَة in the sense of the measure مَفْعُولَة, (O, K,) like رَاضِيَة in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ, (O,) and means What a woman cuts, and makes even, or uniform, fashioned in the manner of a طُرَّة [q. v., but for مُطَرَّرَةً, the reading of the K given in the TA, the CK and my MS. copy of the K have مُطَرَّزَة, and thus too has the O but without the teshdeed], upon the middle of her جَبِين [here meaning forehead]: (O, K, TA:) thus says Az: (TA:) or it is an inf. n., meaning الغَرْف, like اللَّاغِيَة (O, K, TA) and الرَّاغِيَة and الثَّاغِيَة; (O, TA;) or, accord. to Az, it is a subst. similar to رَاغِيَة and لَاغِيَة; and the meaning is, the clipping of the front hair, fashioned in the manner of a طُرَّة (مُطَرَّرَةً), upon the جَبِين: or, accord. to El-Khattábee, the meaning is, the clipper of her front hair on the occasion of an affliction. (TA.) مِغْرَفٌ, and the pl. مَغَارِفُ: see the next preceding paragraph, first sentence.

مِغْرَفَةٌ [A ladle; i. e.] the thing with which is performed the act of lading out (مَا يُغْرَفُ بِهِ, S, O, Msb, K) [water &c., or] food: pl. مَغَارِفُ. (Msb.)

غرف: غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه

واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح: غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً. والغَرْفةُ

والغُرفة: ما غُرِف، وقيل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف.

وفي التنزيل العزيز: إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس:

غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة

المرَّة من المصدر. ويقال: الغُرفة، بالضم، مِلء اليد. قال: وقال الكسائي

لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما

كان اغترف لم يخرج على فَعْلة. وروي عن يونس أَنه قال: غَرْفة وغُرْفة

عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء

حُسْوة. الجوهري: الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه

لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف. والغُرافة: كالغُرْفة،

والجمع غِرافٌ. وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على

سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت: يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير

غِراف.

والغِرافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل.

والمِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، وبئر غَروف: يُغْرَف ماؤها باليد. ودلو

غَرِيفٌ وغريفة: كثيرة الأَخذ من الماء. وقال الليث: الغَرْف غَرْفُك الماء

باليد أَو بالمِغْرفة، قال: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء. قال:

ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها

من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف. وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ

بالغَرف. ونهر غَرَّافٌ: كثير الماء. وغيث غرَّاف: غزير؛ قال:

لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ

ويروى عزَّاف، وقد تقدم.

وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها. وغَرَفْتُ

ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، نهى عن الغارفة، قال الأَزهري: هو أَن تُسَوِّي ناصيتها

مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها. ابن الأعرابي: غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا

حلَقه. وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛

ومنه قول قيس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع.

قال الأَزهري: والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة

كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى: لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي

لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين:

والغارفة في غير هذا: الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال

الخطابي: يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة. وغرَف

شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية. وناقة

غارفة: سريعة السير. وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف: كـأَنها تَغْرِفُ

الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم:

بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف

ابن دريد

(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.): فرس

غَرَّافٌ رَغيبُ

(* قوله « رغيب» هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس

بالحاء المهلة.) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض.

وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن

الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم:

تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا

قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

قال يعقوب: معناه تتثَنَّى، وقيل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها.

وانْغَرَف العظم: انكسر، وقيل: انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم

يُنْعم كَسْرُه. وانْغَرَفَ إذا مات.

والغُرْفة: العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.

والغُرفة: السماء السابعة؛ قال لبيد:

سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ،

سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ

كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم: فوق فرع المَعْقِل؛ قال: ويروى

المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: دون عِزَّة عَرشه.

والمَنْقلُ: الطريق في الجبل. والغُرْفةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في

عُنُق البعير. وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً: أَلقى في رأْسه

الغُرفة، يمانية. والغَرِيفةُ: النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر: وطيِّء

تقول ذلك، وقال اللحياني: الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ. والغريفة: جِلْدةٌ

مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب

السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ

البعير:

تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا

تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ

خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي،

كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ

(* قوله «ذي غضون» كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.)

وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛

والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته. وقال اللحياني: الغَريفة

في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم

غَريفة أَيضاً. والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ

من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من

السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير:

يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه

كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر

وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى:

كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ

ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

السَّريرُ: ساق البَرْديّ. قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف

إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل. والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من

شجرها. والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال

الأَعشى:كبردية الغِيل، وسط الغريـ

ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا

أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير

البيتين:

كبردية الغيل، وسط الغريف،

إذا خالط الماء منها السُّرورا

والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو:

أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا

دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا

والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل:

الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل:

هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي:

أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به

غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف

سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير:

يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى،

فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ

الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو

الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.

والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل

به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف:

تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها،

هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها

يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف. وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ:

الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى

فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة،

ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف،

وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل

الطائف يسمونه النَّفْس. وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو

نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة

وغيره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود

معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود

الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد. قال ابن

الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله

ابن الأعرابي صحيح. قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ

رائحته برائحة الكافور. وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير

القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد

سمي غَرْفاً. وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من

البحرين. وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية،

متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف. ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال

ذو الرمة:

وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها

مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله:

ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ،

كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟

قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛

وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء

الغرف بالتحريك؛ وأَنشد:

ومَرِّ الرّيح بالغَرَف

قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع،

فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً. أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه

القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد. وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت

القِسِيُّ تُعمل من عيدانه. وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ

بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا

المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة:

مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي:

كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ

نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ

وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف. وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ

غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي

تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛

ومنه قول امرئ القيس:

ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها

بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي

وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.

والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات

الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل:

إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،

زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره،

بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ

قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال:

وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم:

رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ،

يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ

والغِرْيَفُ: رمل لبني سعد. وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ: اسمان. والغَرَّافُ:

فرس خُزَزَ بن لُوذان.

غرف
الغَرْفُ بالفَتْح ويُحَرَّكُ وَهَذِه نَقَلَها أَبو حَنيفَةَ والجَوْهرِيُّ عَن يَعْقُوب: شَجَرٌ يُدْبغُ بهِ فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الثُّمامُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الغَرْفُ والغَلْفُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْفُ والغَلْفُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْفُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ وَلَا يَدْبُغُ بِهِ أَحدٌ، وَقَالَ القَزّازُ: يَجوزُ أَنْ يُدْبَغَ بوَرَقهِ، وإِنْ كانَت القِسِيُّ تُعْمَلُ من عِيدانِه، وحكَى أَبو مُحَمّدٍ، عَن الأَصْمَعِيِّ، أَنَّ الغَرْفَ يُدْبَغُ بوَرَقِه، وَلَا يُدْبَغُ بعِيدانِه، وشاهِدُ الْفَتْح قولُ عَبْدَةَ بنِ الطّبيب العَبْشَمِيُّ:
(وَمَا يَزالُ لَهَا شَأْوٌ يُوَقِّرُه ... مُحَرَّفٌ من سُيُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ)
وشاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ أَبِي خِراشِ الهُذَلِيِّ:
(أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لَا أَنِيسَ بِهِ ... إِلا السِّباعُ ومَر الرِّيحِ بالغَرَفِ)
سُقام: اسمُ وادٍ، ويُرْوى: غيرُ السِّباع. وسِقاءٌ غَرْفِيٌّ: دُبِغَ بهِ أَي بالغَرْف، وكذلكَ مزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ، قَالَ عُمَرُ بن لَجَأ: تَهْمِزُه الكَفُّ على انْطِوائِها هَمْزَ شَعِيبِ الغَرْفِ مِنْ عَزْلائِها يَعْنِي مَزادَةً دُبِغَتْ بالغَرْفِ، وقالَ الباهِلِيُّ: الغَرْفُ: جُلُودٌ لَيست بقَرَظِيَّةٍ تُدْبَغُ بهَجَرَ، وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ لَها هُدْبُ الأَرْطَى، فيوُضَعَ فِي مِنْحاز، ويُدَقَّ، ثمَّ يُطْرَحَ عَلَيْهِ التَّمْرُ، فتَخْرُجَ لَهُ رائِحَةٌ خَمِرَة، ثمَّ يُغْرَفَ لكُلِّ جِلْدٍ مِقْدارٌ، ثمَّ يُدْبَغَ بِهِ، فذلِكَ الَّذِي يُغْرَفُ يُقال لَهُ: الغَرْفُ، وكلُّ مِقْدارِ جِلدٍ من ذلِكَ النَّفِيعِ فَهُوَ الغَرْفُ، واحِدُه وجَمْعُه سَواءٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: والغَرْفُ الَّذِي تُدْبَغُ بِهِ الجُلودُ مَعْروفٌ، ومِنْ شَجَرِ البادِيَةِ، قالَ: وقَدْ رَأَيْتُه. قَالَ: والَّذِي عِنْدِ أَنَّ الجُلُودَ الغَرْفِيَّةَ)
منسوبةٌ إِلى الغَرْفِ الشَّجَرِ، لَا إِلى مَا يُغْرَفُ، وقالَ الأَصْمَعِيّ: الغَرْفُ، بإِسْكانِ الراءِ: جُلودٌ يُؤْتَى بهَا من البَحْرَيْنِ، وقالَ أَبُو خَيْرَةَ: الغَرْفِيَّةُ يَمانِيّةٌ وبَحْرانِيّةٌ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشِلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ)
يَعْني مَزادَةً دُبغَتْ بالغَرْفِ، وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: مَزادَةٌ غَرْفيَّةٌ، وقِرْبَةٌ غَرْفيَّةٌ، وأَنشد الأَصْمَعيُّ: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفيّاتِ الوُسُعْ نِيطَتْ بأَحْقِي مُجْرئشّاتِ هُمُعْ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الغَرَفُ بالتّحريك: الثُّمامُ بعَيْنه لَا يُدْبَغُ بِهِ، قالَ الأزْهَريُّ: وَهَذَا الَّذي قالَه ابنُ الأعْرابيِّ صَحيحٌ، وقالَ أَبو حَنيفَةَ: إِذا جَفَّ الغَرَفُ فمَضَغْتَه شَبَّهْتَ رائحتَه برائحة الكافُورِ. أَو هُوَ الثُّمامُ مَا دامَ أَخْضَرَ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لجَريرٍ:
(يَا حَبَّذا الخَرْجُ بَين الدامِ فالأُدَمَى ... فالرِّمْثُ من بُرْقَة الرَّوْحانِ فالغَرفُ)(جَوادٌ إِذ حَوْضُ النَّدَ شَمَّرَتْ لَهُ ... بأَيْدِي اللَّهاميمِ الطِّوالِ المَغارفُ)

وغَرَفَ الماءَ بِيَدِهِ يَغْرِفُه بالكَسْر ويَغْرُفُه بالضَّمِّ غَرْفاً، واقْتَصَر الجَماعةُ على الكَسْر فِي المُضارع فَقَط: أَخَذَه بيَدِه، كاغْتَرَفَه واغْتَرَفَ منْهُ. والغَرْفَةُ بالفتحِ للمَرَّة الواحِدَةِ مِنْهُ. والغِرْفَةُ بالكَسْر: هيْئَةُ الغَرْفِ. والغِرْفَةُ: النَّعْلُ بلُغَة أَسَد ج: غِرَفٌ كعِنَبِ. والغُرْفَةُ بالضمِّ: اسمٌ للمفعُولِ مِنْهُ كالغُرافَةِ كثُمامَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِي: لأَنَّكَ مَا لَمْ تَغْرِفْه لَا تُسَمِّيه غُرْفَةً وقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ وأَبو جَعْفَرٍ ونافعٌ وأَبو عَمْرٍ وإِلاّ من اغْتَرَفَ غَرْفَةً بالفتحِ، والباقُونَ بالضمِّ، وَقَالَ الكسائيُّ: لَو كانَ مَوْضِعُ اغْتَرَفَ غَرَفَ اخْتَرْتُ الفَتْحَ لأَنَّه يُخَرَّجُ على فَعْلَةِ، ولمّا كَانَ اغْتَرَفَ لم يُخَرَّجْ على فَعْلَة. وَرُوِيَ عَن يُونُسَ أَنَّه قَالَ: غَرْفَةٌ وغُرْفَةٌ عَرَبيّتان، غَرَفْتُ غَرْفَةً، وَفِي القِدْر غُرْفَةٌ، وحَسَوْتُ حَسْوَةً، وَفِي الإناءِ حُسْوَةٌ. والغِرافُ، كنِطاف جمع نُطْفَةٍ جَمْعُها أَي، جَمْعُ الغُرْفَةِ بالضمِّ. والغِرافُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ مثل الجِراف، وَهُوَ القَنْقَلُ، نَقَله الجَوْهَريُّ والمِغْرَفَةُ كمِكْنَسَةٍ: مَا يُغْرَفُ بِهِ والجمعُ المَغارفُ. وغَرِفَت الإِبلُ، كفَرِحَ تَغْرَفُ غَرَفاً بالتَّحْريك: إِذا اشْتَكَتْ بُطُونَها من أَكْلِ الغَرَف وأَخْصَرُ مِنْهُ عبارَةُ الجَوْهَرِيّ: إِذا اشْتَكَتْ عَنْ أَكْلِ الغَرَفِ والغَرِيفُ، كأَميرٍ: القَصْباءُ والحَلْفاءُ نَقَله أَبو حَنيفَةَ، قالَ الأَعْشَى:
(كَبَرْ دِيَّةِ الغِيلِ وسطَ الغَريف ... إِذا مَا أَتَى الماءُ مِنْهَا السَّرِيرَا) ويُرْوَى السَّديرَا هَذَا هُوَ الصَّواب فِي إِنْشادِه، وَمَا أَنشَدَه الجوهريُّ فإِنّه مُخْتَلٌّ، نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيٌّ والصّاغانيُّ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الغَرِيفُ: هُوَ الغَيْقَةُ أَيضاً، قَالَ أَبُو كَبيرٍ الهُذَليُّ:
(يَأْوي إِلى عُظْم الغَرِيفِ ونَبْلُه ... كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ)
وَقَالَ آخرُ:
(لمّا رَأَيْتُ أَبا عَمْرٍ ورَزَمْتُ لَهُ ... مِنِّي كَمَا رَزَمَ العَيّارُ فِي الغُرُفِ)
والغَرِيفُ فِي بَيت الْأَعْشَى المَاء فِي الأجمة نَقله اللَّيْث وأبطل الْأَزْهَرِي.
والغَرِيفُ: سَيْفُ زَيْدِ بنِ حارثَةَ الكَلْبيِّ رَضِي الله عنهُ وَفِيه يَقول:
(سَيْفِي الغَرِيفُ وفَوْقَ جلْدِيَ نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داودٍ لَهَا أَزْرارُ)

(أَنْفِي بِهِ مَنْ رامَ منْهُمْ فُرْقَةً ... وبمِثْلِه قَدْ تُدْرَكُ الأَوْتارُ)
والغَرِيفُ: الشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ من أَيِّ شَجَرٍ كانَ نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى، كالغَريفَة بالهاءِ عَن ابْن سيدَه. أَو الأَجَمَةُ من البَرْدىِّ والحَلْفاءِ والقَصَب، قَالَ أَبو حَنيفَةَ: وَقد يَكُونُ من الضّالِ والسَّلَمِ وَبِه فُسِّرَ قولُ أَبِي كَبيرٍ الهُذَليِّ السّابقُ. وغَرِيف: عابدٌ يَمانيٌّ غَيْرُ) مَنْسُوبِ حَكَى عَنهُ عَليُّ بن بَكارٍ. والغَرِيفُ بنُ الدَّيْلَميِّ: تابعيٌّ عَن واثلَةَ بن الأَسْقَعِ، هَكَذَا ذَكَرَه الحافِظُ فِي التَّبْصير، وقَرَأْتُ فِي كتاب الثِّقاتِ لابنِ حبّان مَا نصُّه: الغَريفُ ابنُ عَيّاشٍ من أهْل الشّامِ، يَرْوِي عَن فَيْرُوزَ الدَّيْلَميِّ، وَله صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ إِبْراهيمُ بنُ أَبي عَبْلَةَ انْتهى فتَأَمَّل ذَلِك. والغَرِيفَةُ بهاءِ: النَّعْلُ بلُغَة بني أَسَد، قَالَه الجَوْهَريُّ، قَالَ شَمِرٌ: وطَيِّئٌ تَقُولُ ذَلِك.
أَو الغَريفَةُ: النَّعْلُ الخَلَقُ قَالَه اللِّحْيانيُّ، وَبِه فُسِّر قولُ الطِّرِمّاحِ يَذْكُرُ مِشْفَرَ البَعير:
(خَرِيعَ النَّعْوِ مُضطَّرِبَ النَّواحِي ... كأَخْلاقِ الغَرٍ يفَةِ ذِي غُضُونِ)
قَالَ الصاغانيُّ: كَذَا وَقع فِي النُّسَخِ ذِي غُضُون والرِّواية: ذَا غُضًون منصوبٌ بِمَا قبلَه وَهُوَ قَوْله:
(تُمِرُّ على الوِراك إِذا المَطايَا ... تَقايَسَت النِّجادَ من الوجِينِ)
وقيلَ: الغَرٍ يفَةُ فِي شعر الطِّرمّاحِ: جلْدَةٌ من أَدَمٍ نَحْوُ شَبْرٍ فارغةٌ مرتَّبَةٌ فِي أَسْفَلِ قِرابِ السَّيْفِ تَذَبْذَبُ، وتَكُونُ مُفَرَّضَةً مُزَيَّنَةً وإِنما جَعَلها خَلَقاً لنُعُومَتها. والغرْيَفً كحِذْيَمٍ: شَجَرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَب، قَالَه أَبو نَصْرٍ. أَو البَرْديُّ نَقله أَبو حَنيفَةَ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ حاتمٍ فِي صفَة نَخْلٍ:
(رِواءٌ يَسيلُ الماءُ تحتَ أُصولِه ... يَميلُ بِهِ غَيْلٌ بأَدْناهُ غِرْيفُ)
وقالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ:
(يَزْخَرُ فِي حَافَّاته مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْه الشُّوعُ والغِرْيفُ)
والغِرْيفُ: جَبلٌ لبَني نُمَيْرٍ قَالَ الخَطَفَى جَدُّ جَريرٍ: كَلَّفَنِي فَلْبِىَ مَا قَدْ كَلَّفَا هوازِنِيّات حَلَلْ، َ غِرْيَفَا وغِرْيَفَةُ بهاءٍ: ماءٌ عنْدَ غِرْيفِ الْمَذْكُور فِي وَاد يُقالُ لَهُ: التَّسْريرُ. وعَمُودُ غِرْيَفَةَ: أَرْضٌ بالحِمَى لغَنِيٍّ بن أَعْصُرَ كَذَا فِي العُباب والمُعْجَمِ. والغُرْفَةُ، بالضَّمِّ: العُلِّيَّةُ، ج: غُرُفاتٌ، بضمَّتَيْن، وغُرَفاتٌ بفَتْحٍ الرّاءِ، وغُرْفاتٌ بسُكُونها، وغُرَفٌ كصُرَدٍ. والغُرْفَةُ أَيْضاً: الخُصْلَةُ من الشَّعْر. والغُرْفَةُ أَيضاً: الحَبْلُ المَعْقُودُ بأَنْشُوطَةٍ يُعَلَّقُ فِي عُنُق البَعير. وقَوْلُ لَبيدِ رَضِي الله عَنهُ:
(سَوَّى فأَغْلَقَ دُونَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ فوْقَ فَرْعِ المَعْقِل، قَالَ: ويُرْوَى المَنْقَل، وَهُوَ ظَهْرُ الجَبل، يَعْني)
بِهِ السَّماء السّابعَة قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذي فِي شِعْره: دُونَ عِزَّة عَرْشه والمَنْقَلُ: الطَّريقُ فِي الجَبل. وبالتَّحْريك: غَرَفَةُ بنُ الْحَارِث الكِنْديُّ الصحابيُّ رضيَ الله عَنهُ، كُنْيَتُه أَبو الْحَارِث، سكَن مِصْرَ، وَهُوَ مُقلٌّ، لَهُ فِي سُنَن أَبي دَاود، قالَ الحافِظُ: وذَكَره ابنُ حبّان فِي الحَرْفَيْن، أَي، العَيْن المُهْمَلَة والمُعْجَمَة. قلتُ: وَفَاته: غَرَفَةُ الأَزْدِيُّ من أَصحاب الصُّفَّة، استَدْرَكُه ابنُ الدَّبّاغ، وَله حَديُثٌ، واختُلفَ فِي سِنان بنِ غَرَفَةَ الصَّحابيِّ، فقيلَ: بِالْمُعْجَمَةِ، ومثلُه فِي كتاب الصَّحابيِّ، فقيلَ: بِالْمُعْجَمَةِ ومثلهُ فِي كتاب الصَّحَابَة للطَّبَراني، والباوَرْديّ وَابْن السَّكَن وَابْن مَنْدَه، وَغَيرهم، قالَ الحافظُ: ورَأَيْتُه أَنا فِي أَكثر الرِّواياتِ بالمُعْجَمة، وَكَذَا ضبَطَهُ ابنُ فَتْحُون عَن ابْن مُفَرِّجٍ فِي كتاب ابْن السَّكن، قالَ: وَكَذَا هُوَ فِي كتاب الباوَرْدِيّ، وتَرَدَّدَ فِيهِ ابنُ الأَثير، وقالَ ابنُ فَتْحُون: ورأَيتُه أَيضاً فِي نسخةِ من كتاب ابْن السَّكَن بِكَسْر العَيْنِ الْمُهْملَة، وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا قَاف. وبِئَرٌ غَرُوفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤُها باليَد نَقله الصاغانيُّ وصاحبُ اللِّسان. وغَرْبٌ غَرُوفٌ، وغَرِيفٌ: كَبيرٌ، أَو كَثيرُ الأَخْذِ للماءِ قَالَه اللَّيْثُ، ويُقال: دَلْوٌ غَرِيفَةٌ. والغَرّافُ كشَدّادٍ: نَهَرٌ كَبيرٌ بينَ واسطَ والبَصْرَةِ، عَلَيْهِ كُورَةٌ كَبيرَةٌ لَهَا قُرًى كثيرةٌ، وَفِي التَّبْصير: هِيَ بُلَيْدَةٌ ذاتُ بَساتينَ آخرَ البَطائحِ تحتَ واسِطَ، وَمِنْهَا الإِمامُ نُورُ الدِّين أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ عبد المُحْسن بن أَحْمَدَ الحُسَيْنيُّ الغَرّافيُّ، من شُيُوخِ الشَّرَفِ الدِّمْياطيِّ، وابْناهُ: أَبو الحَسَن تاجُ الدِّين عليٌّ، مُحَدِّثُ الإِسْكَنْدَريَّة، وأَخُوه أَبُو إِسْحاقَ إِبراهيمُ تُوُفِّيَ بالإسْكَنْدَريّة سنة. وَالْقَاضِي أَبُو المَعالي هِبَةُ الله بنُ فَضْلِ الله الغَرّافيُّ، سَمَع المَقاماتِ من الحَريريِّ، وابْنُه يَحْيَى رَوَى عَن أَبي عليِّ الفارقيِّ، وابنُه مُحَمّدُ بنُ يَحْيَى ساقطُ الرِّوايَة مَاتَ سنة. ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن سُلْطاَنَ الغَرّافيُّ، عَن أَبي عليٍّ الفارقيّ أَيضاً، مَاتَ سنة. وصالحُ بنُ عبد الرَّحْمن الغَرّافيُّ، عَن الحُصَيْن. وأَبُو بكر أَحْمَدُ بنُ صَدَقَةَ الغَرّافيُّ الواسطيُّ عَن أَبي عَبْد الله الجُلاّبيِّ. وعَليُّ بنُ حَمْزَةَ الغَرّافيُّ، لَهُ شعْرٌ حَسَنٌ، ويُلَقَّبُ بالثَّوْرِ، بمُثَلَّثة. وغَرّافٌ: فَرَسُ البَرَاءِ بن قَيْس ابْن عَتّاب بن هَرْميِّ بن رياحٍِ اليَرْبُوعيِّ، وَهُوَ القائلُ فِيهِ:
(فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فَارِسًا ... سواىَ فقَدْ بُدِّلْتُ منْه سَمَيْدَعَا)
قَالَ أَبُو محمَدٍ الأَعرابيُّ: سأَلتُ أَبَا النَّدَى عَن السَّمَيْدَعِ مَنْ هُوَ قالَ: كانَ جاراً للبَرَاءِ بن قَيْسٍ، وَكَانَا فِي مَنْزِلِ فأَغارَ عَلَيْهِمَا ناسٌ من بَكْرِ بن وائلٍ، فحَمَلَ البَرَاءُ أَهْلَهَ، وركبَ فَرَساً يُقَال لَهُ: غراف، فَلَا يلْحق فَارِسًا مِنْهُم إِلاّ ضَرَبَه برُمْحه، وأُخِذَ السَّمَيْدَعُ، فنَاداه يَا بَراءُ أَنْشُدُكَ الجوارَ،)
وأَعْجَبَ القَوْمَ الفَرَسُ، فقالُوا: لَكَ جارُكَ وأَنْتَ آمِنٌ، فأَعْطِنَا الفَرَسَ، فاسْتَوْثَقَ منْهُم، ودَفَعَ إِليهم الفَرَس، واسْتَنْقَذَ جارَه، فَلما رَجَع إِلَى فَرَسَه، فقالَ فِي ذلكَ قطْعةٌ مِنْهَا هَذَا البَيْتُ. والغَرّافُ من الأَنْهُرِ: الكَثيرُ الماءِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الغَرّافُ من الخَيْل: الرَّحِيبُ الشَّحْوَةِ، الكَثيرُ الأَخْذِ بقَوائمه من الأَرْض. والغُرَيْفَةُ، كجُهَيْنَةٍ: عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا فِي التَّكْملَة. ويُقال: تَغَرَّفَنِي: أَي أَخذَ كُلَّ شَيءٍ مَعي كَمَا فِي التَّكْملَة. وانْغَرَفَ الشيءُ: انْقَطَعَ مطاوعُ غَرَفَه غَرْفاً، قَالَ قَيْسُ بن الخَطِيمِ:
(تَنامُ عَن كُبْرِ شأَنِها فإِذا ... قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ)
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: غَيْثٌ غَرّافٌ: غَزِيرٌ، قالَ: لَا تَسْقِهِ صيِّبَ غَرّافٍ جُؤَرّْ ويُرْوَى عَزّاف وقَدْ ذُكرَ فِي مَوْضِعه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الغَرْفُ: التَّثَنِّي والانْقصافُ. وقالَ يَعْقُوب: انْغَرَفَ: تَثَنَّى، وَبِه فُسِّر قولُ قَيْسِ السابقُ، وقيلَ: مَعْناه: تَنْقَصِفُ من دقَّة خَصْرِها.
وانْغَرَفَ العَظْمُ: انْكَسَرَ. وانْغَرَفَ العُودُ: انْفَرَض، وَذَلِكَ إِذا كُسِرَ وَلم يُنْعَمْ كَسْرُه. وانْغَرَفَ: مَاتَ. وغَرَفَ البَعيرَ يَغْرُفُه، ويَغْرِفُه غَرْفاً: أَلْقَى فِي رَأْسه الغُرْفَة: أَي الحَبْلَ، يمانيَّةٌ. ومَزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: أَي مَلآنَةٌ، وَقيل: مَدْبُوغَةٌ بالتَّمْرِ والأَرْطَى والمِلْحِ. وغَرَف الجلْدَ غَرْفاً: دَبغَه بالغَرْف.
والغَرِيفُ، كأَميرٍ: رَمْلٌ لبَنِي سَعْدٍ. وأَبُو الغَرِيف: عُبَيْدُ الله بنُ خَليفَةَ الهَمْدانيُّ، رَوَى عَن صَفْوانَ بن عَسّالٍ، وَعنهُ أَبو رِزْقٍ الهَمْدانيُّ. وعَمْرُو بنُ أَبي الغَرِيف، عَن الشَّعبيِّ، وابْناه: مُحَمَّدٌ وهُذَيْلٌ، عَن أَبيهما. وَقد سَمَّوْا غُرَيفاً وغَرّافاً، كزُبَيْرٍ وشَدّادٍ. والغَرّافُ: فرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ. والزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الله بن عُبَيْدِ الله بن رياحِ المُغْتَرِفيُّ، عَن أَبيه، وَعنهُ ابنُه إِسْحاقُ، وحَفيدُه الزُّبَيْرُ بنُ إِسْحاقَ عَنْ أَبيه، ذكره ابنُ يُونُسَ.

البدل

البدل:
" إقامة الألف والياء والواو مقام الهمزة عوضاً عنها ".
البدل:
[في الانكليزية] One who takes the place of another -Tenant
[ في الفرنسية] lieu
بسكون الدال المهملة مع فتح الباء وكسرها هو القائم مقام الشيء، والبديل مثله، الأبدال والبدلاء الجمع على ما في الصراح والمهذب. وكذا البدل بفتحتين كما في قوله تعالى بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا. وعند الصرفيين هو الحرف القائم مقام غيره. قال ابن الحاجب في الشافية: الإبدال جعل حرف مكان حرف غيره، أي جعل حرف من حروف الإبدال وهي حروف «انصت يوم جد طاه زل»، فلا يرد نحو اظّلم، فإنّ أصله اظتلم جعل الظاء مكان تاء افتعل لإرادة الإدغام، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا لما أنّ الظاء ليست من حروف الإبدال. وقوله مكان حرف احتراز عن جعل حرف عوضا عن حرف في غير موضعه كهمزة ابن واسم، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا إلّا تجوّزا. ولذا لم يقل إنه جعل حرف عوضا عن حرف آخر. وقوله غيره تأكيد لقوله حرف لدفع وهم أنّ ردّ اللام في نحو أبوي يسمّى إبدالا والحرف الأول أي الذي جعل مكانه غيره يسمّى مبدلا منه والحرف الثاني أي الذي جعل مكان غيره يسمّى مبدلا وبدلا، هكذا يستفاد من شروح الشافية.
ثم الإبدال أعم من الإعلال من وجه، فإنّ لفظ الإعلال في اصطلاحهم مختص بتغيير حروف العلة بالقلب أو الحذف أو الإسكان فيصدقان في قال، ويصدق الإبدال فقط في السّادي، فإن أصله السادس، والإعلال فقط في يدعو؛ وأعمّ مطلقا من القلب إذ القلب مختص في اصطلاحهم بإبدال حروف العلّة والهمزة بعضها مكان بعض. إلّا أنّ المشهور في غير الأربعة لفظ الإبدال، كذا ذكر الرضي ويجيء في لفظ الإعلال أيضا.
قال في الاتقان في نوع بدائع القرآن:
الإبدال هو إقامة بعض الحروف مقام بعض.
وجعل منه ابن فارس فانفلق أي انفرق. وعن الخليل فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أنه أريد فحاسوا فقامت الجيم مقام الحاء، وقد قرئ بالحاء أيضا. وجعل منه الفارسي فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ أي الخيل. وجعل منه أبو عبيدة إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً أي تصددة انتهى. وهذا المعنى ليس عين المعنى الذي ذكره ابن الحاجب بل قريب منه، لعدم الاشتراط هاهنا بكون الحرف المبدل من حروف الإبدال كما لا يخفى.
وعند النحاة تابع مقصود دون متبوعه، ولفظ التابع يتناول تابع الاسم وغيره لعدم اختصاص البدل بالاسم، فإنه يجوز أن يقع الاسم المشتق بدلا من الفعل نحو مررت برجل يضرب ضارب على ما في بعض حواشي الإرشاد في بيان خواص الاسم، وكذا يجوز أن يبدل الفعل من الفعل إذا كان الثاني راجحا في البيان على الأول كقول الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا فإنّ تلمم من الإلمام وهو النزول بدل من تأتنا على ما في العباب، وكذا يجوز أن يكون جملة مبدلة من جملة لها محل من الإعراب أوّلا بشرط كون الثانية أوفى من الأولى بتأدية المعنى المراد كما ستعرف. ثم المراد بكونه مقصودا دون المتبوع أن يكون ذكر المتبوع أي المبدل منه توطئة لذكره حقيقة أو حكما كما في بدل الغلط، فإنه وإن لم يجعل توطئة بل كان سبق لسان، لكنه في حكم التوطئة، فإنه في حكم الساقط، فخرج من الحدّ النعت والتأكيد وعطف البيان لعدم كونها مقصودة، وكذا العطف بالحرف لكون متبوعه مقصودا أيضا.
ولا يرد على التعريف المعطوف ببل لأن متبوعه مقصود ابتداء، ثم بدأ له شيء فأعرض عنه ببل وقصد المعطوف فكلاهما مقصودان وإنما لم نقل تابع مقصود بالنسبة إلى آخره على ما قالوا لئلّا يخرج عن التعريف بدل الجملة من الجملة.
ثم البدل أقسام أربعة لأن البدل لا يخلو من أن يكون عين المبدل منه بأن يصدق على ما يصدق عليه المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون بعض المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون له بالمبدل تلبّس ما أو لم يكن، فالأوّل بدل الكلّ وسماه ابن مالك في الألفية ببدل المطابق. قال الچلپي في حواشي المطول وهذه التسمية أحسن لوقوعه في اسم الله تعالى نحو إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ فيمن قرأ بالجر، فإنّ المتبادر من الكلّ التجزي وهو ممتنع في ذات الله تعالى، فلا يليق هذا الإطلاق بحسن الأدب وإن حمل الكلّ على معنى أخر. والثاني بدل البعض نحو ضربت زيدا رأسه. والثالث بدل الاشتمال نحو أعجبني زيد علمه. والرابع بدل الغلط. وبهذا اندفع اعتراض من يقول إنّ هاهنا قسما خامسا وهو بدل الكلّ من البعض نحو نظرت إلى القمر فلكه لأنّ هذا من بدل الاشتمال، إذ بدل الاشتمال هو أن يكون بينه وبين متبوعه ملابسة بغيرهما أي تكون تلك الملابسة بغير كون البدل كلّ المبدّل منه أو جزءه، فيدخل فيه ما إذا كان المبدل منه جزءا من البدل ويكون إبداله منه بناء على هذه الملابسة كما في المثال المذكور.
وإنما لم يجعل هذا البدل قسما خامسا ولم يسمّ ببدل الكلّ عن البعض لقلته وندرته، بل قيل بعدم وقوعه في كلام العرب والمثال موضوع.
واعلم أنّ في إطلاق الملابسة يدخل بعض أفراد بدل الغلط نحو ضربت زيدا غلامه أو حماره. فالمراد بها ملابسة بحيث توجب النسبة إلى المتبوع النسبة إلى الملابس إجمالا، نحو:
أعجبني زيد علمه، حيث يعلم ابتداء أن يكون زيد معجبا باعتبار صفة من صفاته لا باعتبار ذاته، فتضمن نسبة الإعجاب إلى زيد نسبة إلى صفة من صفاته، وكذا في سلب زيد ثوبه، بخلاف: ضربت زيدا حماره أو غلامه لأن نسبة الضرب إلى زيد تامة لا يلزم في صحتها اعتبار غير زيد، فيكون من باب بدل الغلط.
وكذا قولك بنى الأمير وكيله من باب بدّل الغلط لأن شرط بدل الاشتمال أن لا يستفاد هو من المبدل منه معينا، بل تبقى النفس مع ذكر الأول منتظرة للبيان لإجمال الأول، وهاهنا الأول غير مجمل لأنه يستفاد عرفا من قولك بنى الأمير أن الباني هو وكيله. ثم إنّه لا يرد على الحصر بدل التفضيل نحو الناس رجلان، رجل أكرمته ورجل أهنته، فإنه من قبيل بدل الكلّ إذ البدل إنما هو المجموع. فإن قلت يجوز أن يكون بدل البعض. قلت فحينئذ يحتاج إلى الضمير ولم ير بدل تفضيل ملفوظا بالضمير ولا محتاجا إلى تقديره وذلك آية كونه بدل الكل. فإن قلت فإذا كان مجموع العاطفين بدل الكل فما رافع كلّ من الجزءين على انفراده مع أنه غير بدل على هذا التقدير؟. قلت هو نظير قولهم هذا حلو حامض، فإن المجموع هو الخبر، فكلّ واحد من الجزءين مرفوع وتحقيقه أنهم ذكروا أنّ في مثل قولهم هذا حلو حامض اعتبر العطف أوّلا، ثم جعل المجموع خبرا لأنّ المقصود إثبات الكيفية المتوسّطة بين الحلاوة والحموضة، لا إثبات أنفسهما كما قاله البعض، بناء على أنّ الطعمين امتزجا في جميع الأجزاء. فعلى هذا القول يكون في كلّ من الحلو والحامض ضمير المبتدأ، وعلى ما ذكروه يكون في المجموع ضمير المبتدأ، وليس في شيء من الجزءين ضمير ولا محذور في خلو الصفة عن الضمير إذا لم تكن مسندة إلى شيء كما فيما نحن فيه، فإنّ المسند هو مجموع الصفتين، وكلّ واحد منهما جزء المسند، فيجوز خلوّها عن الضمير لأنها حينئذ تكون بمنزلة الضاد من ضارب. إن قلت فينبغي أن لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث شيء من الجزءين عند تثنية المبتدأ وجمعه وتأنيثه؟. قلنا إجراء تلك الأحوال على الجزءين كإجراء الإعراب عليهما، فإنّ حقّ الإعراب إجراؤه على المجموع، لكن لمّا لم يكن المجموع قابلا للإعراب أجري إعرابه على أجزاء، وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى عبد الغفور حاشية الفوائد الضيائية في بيان تعدّد خبر المبتدأ.

ثم بدل الغلط ثلاثة أقسام: غلط صريح محقّق كما إذا أردت أن تقول: جاءني حمار فسبقك لسانك إلى رجل ثم تداركته فقلت حمار. وغلط نسيان وهو أن تنسى المقصود فتعمد ذكر ما هو غلط ثم تداركته بذكر المقصود، فهذان النوعان لا يقعان في فصيح الكلام [ولا فيما يصدر عن رويّة وفطانة].
وإن وقع في كلام فحقّه الإضراب عن المغلوط فيه بكلمة بل. وغلط بداء وهو أن تذكر المبدل منه عن قصد ثم تتوهم أنك غالط فيه، وهذا معتمد الشعراء كثيرا مبالغة وتفنّنا، وشرطه أن ترتقي من الأدنى إلى الأعلى كقولك: هند نجم بدر [الشمس]، كأنك وإن كنت متعمدا لذكر النجم تغلط نفسك وترى أنك لم تقصد إلا تشبيها بالبدر [وكذا قولك بدر شمس]؛ وادّعاء الغلط هاهنا وإظهاره أبلغ في المعنى من التصريح بكلمة بل، هكذا حقق السيّد السّند في حاشية المطول في توابع المسند إليه.
اعلم أنّه قد تكون جملة مبدّلة من جملة بمنزلة بدل الكلّ نحو: اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وقد تكون بمنزلة بدل البعض نحو أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ الآية، فإنّ الغرض من استعماله التنبيه على نعم الله تعالى. والثاني أوفى بتأديته لدلالته على النّعم بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين، فوزانه وزان وجهه في أعجبني زيد وجهه، لدخول الثاني في الأول، فإنّ ما تعلمون يشتمل الأنعام والبنين والجنات وغيرها. وقد تكون بمنزلة بدل الاشتمال نحو قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا وإلّا فكن في السّرّ والجهر مسلما فإنّ الغرض من قوله ارحل كمال إظهار الكراهة لإقامة المخاطب. وقوله لا تقيمنّ عندنا أوفى بتأديته لدلالته عليه بالمطابقة مع التأكيد الحاصل بالنون، فوزانه وزان حسنها في أعجبني الدار حسنها لأنّ عدم الإقامة مغاير للارتحال وغير داخل فيه مع ما بينهما من الملابسة والملازمة، هكذا في المطوّل والأطول. وظهر من هذا أنّ أقسام البدل المذكورة لا تجري في الجمل حقيقة بل على سبيل التشبيه.
فائدة:
البدل في باب الاستثناء يخالف سائر الأبدال من وجهين. الأول عدم احتياجه إلى الضمير العائد إلى المبدل منه مع وجوبه في بدل البعض والاشتمال، وإنما لم يحتج لأن الاستثناء المتصل يفيد أنّ المستثنى جزء من المستثنى منه، فيكون الاتصال قائما مقام الضمير. والثاني مخالفته للمبدل منه في الإيجاب والسلب مع وجوب الاتفاق في غير باب الاستثناء، كذا ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطول. وعند المحدّثين هو الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه، كذا في شرح النخبة، ويسمى البدل بالأبدال أيضا. وفي الاتقان في النوع الحادي والعشرين العلوّ بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة تقع الموافقات والأبدال والمساواة والمصافحات.
فالموافقة أن يجتمع طريقه مع أحد أصحاب الكتب الستة في شيخه ويكون مع علوّ على ما لو رواه من طريقه، وقد لا يكون. والبدل أن يجتمع معه في شيخ شيخه فصاعدا وقد يكون أيضا بعلوّ وقد لا يكون. والمساواة أن يكون بين الراوي والنبي صلى الله عليه وسلم إلى شيخ أحد أصحاب الكتب. والمصافحة أن يكون أكثر عددا منه بواحد، ومثاله يذكر في لفظ الموافقة.
البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه فخرج بالقصد النعت والتوكيد وعطف البيان لأنها غير مقصودة بما نسب إلى المتبوع وبدونه العطف بالحرف لأنه وإن كان مقصودا لكن المبتوع كذلك مقصود بالنسبة.

كلب

كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن

يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ؟ فجاءَ الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين

أَصحابه. والكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قال ابن سيده: وقد غَلَبَ الكلبُ على هذا النوع النابح، وربما وُصِفَ به، يقال: امرأَةٌ كَلْبة؛ والجمع أَكْلُبٌ، وأَكالِبُ جمع الجمع، والكثير كِلابٌ؛ وفي الصحاح: الأَكالِبُ جمع أَكْلُبٍ. وكِلابٌ: اسمُ رجل، سمي بذلك، ثم غَلَبَ على الحيّ والقبيلة؛ قال:

وإِنّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبطُنٍ، * وأَنتَ بَريءٌ من قَبائِلها العَشْرِ

قال ابن سيده: أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ. قال سيبويه:

كِلابٌ اسم للواحد، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يعني أَنه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد، وكان جمعاً، لَقِـيلَ في الإِضافة إِليه كَلْبـيٌّ، وقالوا في جمع كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قال:

أَحَبُّ كَلْبٍ في كِلاباتِ الناسْ، * إِليَّ نَبْحاً، كَلْبُ أُمِّ العباسْ

قال سيبويه: وقالوا ثلاثةُ كلابٍ، على قولهم ثلاثةٌ من الكِلابِ؛ قال: وقد يجوز أَن يكونوا أَرادوا ثلاثة أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عن أَقلّه. والكَلِيبُ والكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَليبُ

كالعبيدِ، وهو جمع عزيز؛ وقال يصف مَفازة:

كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائها * مُكاءُ الـمُكَلِّبِ، يَدْعُو الكَلِـيبَا

والكالِبُ: كالجامِلِ والباقِر. ورجل كالِبٌ وكَلاَّبٌ: صاحبُ كِلابٍ،

مثل تامرٍ ولابِنٍ؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ:

سَدَا بيَدَيْهِ، ثم أَجَّ بسَيْرِه، * كأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكالِبِ

وقيل: سائِسُ كِلابٍ. ومُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ على الصَّيْدِ، مُعَلِّمٌ لها؛ وقد يكونُ التَّكْليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِـباعِ الطَّيْرِ. وفي التنزيل العزيز: وما عَلَّمتم من الجَوارِحِ مُكَلِّبِـين؛ فقد دخَل في هذا: الفَهْدُ، والبازي، والصَّقْرُ، والشاهينُ، وجميعُ أَنواعِ

الجَوارح.

والكَلاَّبُ: صاحبُ الكِلاب. والـمُكَلِّبُ: الذي يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ. وفي حديث الصيد: إِنَّ لي كِلاباً مُكَلَّبةً، فأَفْتِني في صَيدها. الـمُكَلَّبةُ: الـمُسَلَّطة على الصيد، الـمُعَوَّدة بالاصطياد، التي قد ضَرِيَتْ به. والـمُكَلِّبُ، بالكسر: صاحِـبُها، والذي يصطادُ بها. وذو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمي بذلك لأَنه كان له كلب لا يُفارقه. والكَلْبةُ: أُنْثى الكِلابِ، وجمعها كَلْباتٌ، ولا تُكَسَّرُ.

وفي المثل: الكِلابُ على البقر، تَرْفَعُها وتَنْصِـبُها أَي أَرسِلْها

على بَقَر الوَحْش؛ ومعناه: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه.

وأُمُّ كَلْبةَ: الـحُمَّى، أُضِـيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ.

وأَرض مَكْلَبة: كثيرةُ الكِلابِ.

وكَلِبَ الكَلْبُ، واسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ الناس.

وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً، فهو كَلِبٌ: أَكَلَ لَـحْمَ الإِنسان، فأَخذه لذلك

سُعارٌ وداءٌ شِـبْهُ الجُنون.

وقيل: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ وفي الصحاح: الكَلَبُ شبيهٌ

بالجُنُونِ، ولم يَخُصَّ الكِلاب.

الليث: الكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكْلَبُ في أَكْلِ لُحومِ الناس، فيَـأْخُذُه شِـبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَر إِنساناً، كَلِبَ الـمَعْقُورُ، وأَصابه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْبِ، ويُمَزِّقُ ثيابَه عن نفسه، ويَعْقِرُ من أَصاب، ثم يصير أَمْرُه إِلى أَن يأْخذه العُطاشُ، فيموتَ من شِدَّةِ العَطَش، ولا يَشْرَبُ. والكَلَبُ: صِـياحُ الذي قد عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ. قال: وقال الـمُفَضَّل أَصْلُ هذا أَنَّ داءً يقع على الزرع، فلا يَنْحَلُّ حتى تَطْلُع عليه الشمسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ قبل ذلك مات. قال: ومنه ما رُوي عن النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، أَنه نَهَى عن سَوْم الليل أَي عن رَعْيِه، وربما نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ من ذلك الزرع، قبل طلوع الشمس، فإِذا أَكله مات، فيأْتي كَلْبٌ فيأْكلُ من لحمه، فيَكْلَبُ، فإِنْ عَضَّ إِنساناً، كَلِبَ الـمَعْضُوضُ، فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه. وفي الحديث: سَيَخْرُجُ في أُمَّتي أَقوامٌ تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ، كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبه؛ الكَلَبُ، بالتحريك: داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان، مِن عَضَّ الكَلْب الكَلِب، فيُصيبُه شِبْهُ الجُنُونِ، فلا يَعَضُّ أَحَداً إِلا كَلِبَ، ويَعْرِضُ له أَعْراضٌ رَديئَة، ويَمْتَنِـعُ من شُرْب الماءِ حتى يموت عَطَشاً؛ وأَجمعت العربُ على أَن دَواءَه قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِكٍ يُخْلَطُ بماءٍ فيُسْقاه؛ يقال منه: كَلِبَ الرجلُ كَلَباً: عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ، فأَصابه مثلُ ذلك. ورَجُلٌ كَلِبٌ مِن رجالٍ كَلِـبِـينَ، وكَلِـيبٌ من قَوْم كَلْبَـى؛وقولُ الكُمَيْت:

أَحْلامُكُمْ، لِسَقَامِ الجَهْل، شَافِـيَةٌ، * كما دِماؤُكُمُ يُشْفَى بها الكَلَبُ

قال اللحياني: إِن الرجلَ الكَلِبَ يَعضُّ إِنساناً، فيأْتون رجلاً

شريفاً، فيَقْطُرُ لهم من دَمِ أُصْبُعِه، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبرأُ.

والكَلابُ: ذَهابُ العَقْلِ (1)

(1 قوله «والكلاب ذهاب العقل» بوزن سحاب وقد كلب كعني كما في القاموس.) من الكَلَب، وقد كُلِبَ. وكَلِـبَتِ الإِبلُ كَلَباً: أَصابَها مثلُ الجُنون الذي يَحْدُثُ عن الكَلَب. وأَكْلَبَ القومُ: كَلِـبَتْ إِبلُهم؛ قال النابغة الجَعْدِيُّ:

وقَوْمٍ يَهِـينُونَ أَعْراضَهُمْ، * كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ الـمُكْلِبِ

والكَلَبُ: العَطَشُ، وهو من ذلك، لأَن صاحب الكَلَبِ يَعْطَشُ، فإِذا

رأَى الماءَ فَزِعَ منه. وكَلِبَ عليه كَلَباً: غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ

الكَلِبَ. وكَلِبَ: سَفِهَ فأَشبه الكَلِبَ. ودَفَعْتُ عنك كَلَبَ فلان أَي شَرَّه وأَذاه. وكَلَبَ الرجل يَكْلِبُ، واسْتَكْلَبَ إِذا كان في قَفْرٍ، (2)

(2 قوله «وكلب الرجل إذا كان في قفر إلخ» من باب ضرب كما في القاموس.)

فيَنْبَحُ لتسمعه الكِلابُ فتَنْبَحَ فيَسْتَدِلُّ بها؛ قال:

ونَبْحُ الكِلابِ لـمُسْتَكْلِبٍ

والكَلْبُ: ضَرْبٌ من السَّمَك، على شَكْلِ الكَلْبِ. والكَلْبُ من النجوم: بحِذاءِ الدَّلْو من أَسْفَلَ، وعلى طريقته نجمٌ آخر يقال له الراعي.

والكَلْبانِ: نجمان صغيران كالـمُلْتَزِقَيْن بين الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ.وكِلابُ الشتاءِ: نُجومٌ، أَوَّلَه، وهي: الذراعُ والنَّثْرَةُ

والطَّرْفُ والجَبْهة؛ وكُلُّ هذه النجومِ، إِنما سميت بذلك على التشبيه بالكِلابِ.

وكَلْبُ الفرس: الخَطُّ الذي في وَسَطِ ظَهْرِه،

تقول: اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسه. ودَهْرٌ كَلِبٌ: مُلِـحٌّ على أَهله بما يَسُوءُهم، مُشْتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قال الشاعر:

ما لي أَرى الناسَ، لا أَبَ لَـهُمُ! * قَدْ أَكَلُوا لَـحْمَ نابِـحٍ كَلِبِ

وكُلْبَةُ الزَّمان: شِدَّةُ حاله وضِـيقُه، من ذلك. والكُلْبةُ، مِثلُ

الجُلْبةِ. والكُلْبة: شِدَّةُ البرْد، وفي المحكم شِدَّةُ الشتاءِ،

وجَهْدُه، منه أَيضاً؛ أَنشد يعقوب:

أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ، وكانَتْ * قد أَقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ

وكذلك الكَلَبُ، بالتحريك، وقد كَلِبَ الشتاءُ، بالكسر. والكَلَبُ:

أَنْفُ الشِّتاءِ وحِدَّتُه؛ وبَقِـيَتْ علينا كُلْبةٌ من الشتاءِ؛ وكَلَبةٌ

أَي بَقِـيَّةُ شِدَّةٍ، وهو من ذلك. وقال أَبو حنيفة: الكُلْبةُ كُلُّ

شِدَّةٍ من قِبَلِ القَحْط والسُّلْطان وغيره. وهو في كُلْبة من العَيْش

أَي ضِـيقٍ. وقال النَّضْرُ: الناسُ في كُلْبةٍ أَي في قَحْطٍ وشِدَّة من

الزمان. أَبو زيد: كُلْبةُ الشِّتَاءِ وهُلْبَتُه: شِدَّتُه. وقال الكسائي: أَصابتهم كُلْبةٌ من الزمان، في شِدَّةِ حالهم، وعَيْشِهم، وهُلْبةٌ

من الزمان؛ قال: ويقال هُلْبة وجُلْبة من الـحَرِّ والقُرِّ. وعامٌ كلِبٌ:

جَدْبٌ، وكُلُّه من الكَلَب.

والـمُكالَبةُ: الـمُشارَّة وكذلك التَّكَالُبُ؛ يقال: هم يَتَكَالبُونَ على كذا أَي يَتَواثَبُون عليه.

وكالَبَ الرجلَ مُكالَبةً وكِلاباً: ضايَقَه كمُضايَقَة الكِلاب بَعْضِها بَعْضاً، عند الـمُهارشة؛ وقولُ تَـأَبـَّطَ شَرّاً:

إِذا الـحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِـيبَ، فَوَلِّها * كَلِـيبَكَ واعْلَم أَنها سَوْفَ تَنْجَلِـي

قيل في تفسيره قولان: أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِـيب الـمُكالِبَ الذي

تَقَدَّم، والقولُ الآخرُ أَن الكَلِـيبَ مصدر كَلِـبَتِ الـحَرْبُ،والأَوَّل أَقْوَى.

وكَلِبَ على الشيءِ كَلَباً: حَرَصَ عليه حِرْصَ الكَلْبِ، واشْتَدَّ

حِرْصُه. وقال الـحَسَنُ: إِنَّ الدنيا لما فُتِحَتْ على أَهلها، كَلِـبُوا

عليها أَشَدَّ الكَلَبِ، وعَدَا بعضُهم على بعض بالسَّيْفِ؛ وفي

النهاية: كَلِـبُوا عليها أَسْوَأَ الكَلَبِ، وأَنْتَ تَجَشَّـأُ من الشِّبَع

بَشَماً، وجارُك قد دَمِـيَ فُوه من الجوع كَلَباً أَي حِرصاً على شيءٍ يُصِـيبه. وفي حديث عليّ، كَتَبَ إِلى ابن عباس حين أَخَذَ من مال البَصْرَة: فلما رأَيتَ الزمانَ على ابن عمك قد كَلِبَ، والعدوّ قد حَرِبَ؛ كَلِبَ أَي اشْتَدَّ. يقال: كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله إِذا أَلَحَّ عليهم، واشْتَدَّ.

وتَكالَبَ الناسُ على الأَمر: حَرَصُوا عليه حتى كأَنهم كِلابٌ.

والـمُكالِبُ: الجَرِيءُ، يَمانية؛ وذلك لأَنه يُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لما تَطْمَعُ فيه. وكَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ ورَقُه، فَعَلِقَ كَعَلَقِ

الكِلابِ. والكَلْبَةُ والكَلِبَةُ من الشِّرْسِ: وهو صغار شجر الشَّوْكِ،

وهي تُشْبِه الشُّكَاعَى، وهي من الذكور، وقيل: هي شَجَرة شاكَةٌ من العِضاهِ، لها جِراءٌ، وكل ذلك تَشْبِـيهٌ بالكَلْب. وقد كَلِـبَتْ إِذا

انْجَرَدَ ورَقُها، واقْشَعَرَّتْ، فَعَلِقَت الثيابَ وآذَتْ مَن مَرَّ بها،

كما يَفْعَلُ الكَلْبُ. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو الدُّقَيْش كَلِبَ الشجرُ، فهو كَلِبٌ إِذا لم يَجِدْ رِيَّهُ، فَخَشُنَ من غير أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه، فعَلِقَ

ثَوْبَ مَن مَرَّ به كالكَلْب.

وأَرض كَلِـبةٌ إِذا لم يَجِدْ نباتُها رِيّاً، فَيَبِسَ. وأَرضٌ كَلِـبَةُ الشَّجر إِذا لم يُصِـبْها الربيعُ. أَبو خَيْرة: أَرضٌ كَلِـبةٌ أَي غَلِـيظةٌ قُفٌّ، لا يكون فيها شجر ولا كَـلأٌ، ولا تكونُ جَبَلاً، وقال أَبو الدُّقَيْشِ: أَرضٌ كَلِـبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ، لم يُصِـبْها الربيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ. والكَلِـبةُ من الشجر أَيضاً: الشَّوْكةُ العارِيةُ من الأَغْصان، وذلك لتعلقها بمن يَمُرُّ بها، كما تَفْعل الكِلابُ. ويقال للشجرة العارِدة الأَغْصانِ (1)

(1 قوله «العاردة الأغصان» كذا بالأصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء، والذي في التكملة: العارية بالمثناة التحتية بعد الراء.) والشَّوْكِ اليابسِ الـمُقْشَعِرَّةِ: كَلِـبةٌ.

وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِـيعانِ وبلاد نَجْدٍ، يقال لها ذلك إِذا يَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الـحَيوانيِّ، وما دامتْ خَضْراء، فهي الكَفْنةُ. وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرض وجبالها، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بذلك لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كالكلب إِذا أَصابه الـمَطَرُ.

والكَلُّوبُ: الـمِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلالِـيبُ، ويسمى الـمِهْمازُ، وهو الـحَديدةُ التي على خُفِّ الرَّائِضِ، كُلاَّباً؛ قال جَنْدَلُ بن الراعي يَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ وقيل هو لأَبيه الراعي:

خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِـبُه، * كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ

وكَلَبه: ضَرَبه بالكُلاَّبِ؛ قال الكُمَيْتُ:

ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ، كأَنه * على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ

والكُلاَّبُ والكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله، هذه عن اللحياني. والكَلُّوبُ والكُلاَّبُ: حديدةٌ معطوفة، كالخُطَّافِ. التهذيب: الكُلاَّبُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ في رأْسها عُقَّافَةٌ منها، أَو من حديدٍ. فأَمـَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ التي تكون مع الـحَدَّادين. وفي حديث الرؤيا: وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدٍ؛ الكَلُّوبُ، بالتشديد: حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس. وكَلاليب البازي: مَخالِـبُه، كلُّ ذلك على التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ. وكلاليبُ الشجر: شَوْكُه كذلك.

وكالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِـيبَ الشجر، وقد تكون الـمُكالَبةُ

ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ، وهو منه؛ قال:

إِذا لم يكن إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ * مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ الـمُكالَب

والكلْبُ: الشَّعِـيرةُ. والكلْبُ: الـمِسْمارُ الذي في قائم السيف،

وفيه الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بها؛ وقيل كَلْبُ السيف: ذُؤَابتُه. وفي حديث

أُحُدٍ: أَنَّ فَرَساً ذبَّ بذَنبه، فأَصابَ كُلاَّبَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّه.

الكُلاَّبُ والكَلْبُ: الـحَلْقَةُ أَو الـمِسمار الذي يكون في قائم السيف، تكون فيه عِلاقَتُه. والكَلْبُ: حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ في طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فيها الـمَزادُ والأَداوَى؛ قال يصف سِقاء:

وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِـيفٍ، رَمَتْ به، * على الماءِ، إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسُ

فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ، بَعْدَما * أَطالَ به الكَلْبُ السُّرَى، وهو ناعِسُ

والكُلاَّبُ: كالكَلْبِ، وكلُّ ما أُوثِقَ به شيءٌ،

فهو كَلْبٌ، لأَنه يَعْقِلُه كما يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه.

والكَلْبتانِ: التي تكونُ مع الـحَدَّاد يأْخُذُ بها الحديد الـمُحْمَى، يقال: حديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْن، وحديدتانِ ذواتا كلبتين، وحدائدُ ذواتُ

كَلْبتين، في الجمع، وكلُّ ما سُمِّي باثنين فكذلك.

(يتبع...)

(تابع... 1): كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن... ...

والكَلْبُ: سَير أَحمر يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديم. والكُلْبَةُ: الخُصْلة من اللِّيفِ، أَو الطاقةُ منه، تُسْتَعْمَل كما يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْر، ثم يُجْعَلُ السيرُ فيه؛ كذلك الكُلْبةُ يُجْعَلُ الخَيْطُ أَو السَّيْرُ فيها، وهي مَثْنِـيَّةٌ، فتُدخَلُ في مَوْضع الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَه في الإِداوةِ، ثم يَمُدُّه. وكَلَبَتِ الخارِزةُ السير تَكْلُبُه كلْباً: قَصُرَ عنها السيرُ، فثَنَتْ سَيراً يَدْخُلُ فيه رأْسُ القصير حتى يَخْرُج منه؛ قال دُكَينُ بنُ رجاءٍ الفُقَيْميُّ يصف فرساً:

كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ، إِذْ نَجْنُبُهْ، * سَيرُ صَناعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ

واستشهد الجوهري بهذا على قوله: الكَلْبُ سَير يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديمِ إِذا خُرِزا؛ تقول منه: كَلَبْتُ الـمَزادَةَ، وغَرُّ مَتْنِه ما

تَثَنَّى من جِلده. ابن دريد: الكَلْبُ أَنْ يَقْصُرَ السيرُ على الخارزة،

فتُدْخِلَ في الثَّقْبِ سيراً مَثْنِـيّاً، ثم تَرُدَّ رأْسَ السَّير الناقص فيه، ثم تُخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ دُكَينٍ أَيضاً. ابن الأَعرابي: الكَلْبُ خَرْزُ السَّير بَينَ سَيرَينِ.

كلَبْتُه أَكْلُبه كَلْباً، واكْتَلَبَ الرجلُ: استَعمَلَ هذه الكُلْبَةَ، هذه وحدها عن اللحياني؛ قال: والكُلْبَةُ: السَّير وراءَ الطاقةِ من اللِّيفِ، يُستَعمَل كما يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْرٌ، يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ في الكُلْبة، وهي مَثْنِـيَّة، فَيَدْخُلُ في موضع الخَرْز، ويُدْخِلُ الخارِزُ يدَه في الإِداوة، ثم يَمُدُّ السَّيرَ أَو الخيط. والخارِزُ يقال له: مُكْتَلِبٌ.

ابن الأَعرابي: والكَلْبُ مِسمارٌ يكون في روافِدِ السَّقْبِ، تُجْعَلُ

عليه الصُّفْنةُ، وهي السُّفْرة التي تُجْمَعُ بالخَيْط. قال: والكَلْبُ

أَوَّلُ زيادةِ الماء في الوادي. والكَلْبُ: مِسْمارٌ على رأْسِ

الرَّحْل، يُعَلِّقُ عليه الراكبُ السَّطِـيحةَ. والكَلْبُ: مسْمارُ مَقْبضِ

السيف، ومعه آخرُ، يقال له: العجوزُ.

وكَلَبَ البعيرَ يَكْلُبه كَلْباً: جمعَ بين جَريرِه وزِمامِه بخَيطٍ في

البُرَةِ. والكَلَبُ: الأَكْلُ الكثير بلا شِبَعٍ. والكَلَبُ: وقُوعُ

الـحَبْلِ بين القَعْوِ والبَكَرَة، وهو المرْسُ، والـحَضْبُ، والكَلْب

القِدُّ. ورَجلٌ مُكَلَّبٌ: مَشدودٌ بالقِدِّ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ؛ قال طُفَيْل

الغَنَوِيُّ:

فباءَ بِقَتْلانا من القوم مِثْلُهم، * وما لا يُعَدُّ من أَسِـيرٍ مُكَلَّبِ(1)

(1 قوله «فباء بقتلانا إلخ» كذا أنشده في التهذيب. والذي في الصحاح أباء بقتلانا من القوم ضعفهم، وكل صحيح المعنى، فلعلهما روايتان.)

وقيل: هو مقلوب عن مُكَبَّلٍ. ويقال: كَلِبَ عليه القِدُّ إِذا أُسِرَ

به، فَيَبِسَ وعَضَّه. وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ ومُكَبَّلٌ أَي مُقَيَّدٌ.

وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ: مَـأْسُورٌ بالقِدِّ.

وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ: يَبْدو في رأْسِ يَدَيهِ شُعَيراتٌ، كأَنها

كُلْبَةُ كَلْبٍ، يعني مَخالِـبَه. قال ابن الأَثير: هكذا قال الهروي،

وقال الزمخشري: كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ، وهي

الشَّعَرُ النابتُ في جانِبَيْ خَطْمِه.

ويقال للشَّعَر الذي يَخْرُزُ به الإِسْكافُ: كُلْبةٌ. قال: ومن

فَسَّرها بالـمَخالب، نظراً إِلى مَجيءِ الكَلالِـيبِ في مَخالِبِ البازِي، فقد أَبْعَد.

ولِسانُ الكَلْبِ: اسمُ سَيْفٍ كان لأَوْسِ بن حارثةَ ابنَ لأْمٍ

الطائي؛ وفيه يقول:

فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِـعُ حَوْزَتي، * إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفناء بُحْتُرِ

ورأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جبل معروف. وفي الصحاح: ورأْسُ كَلْبٍ: جَبَلٌ.

والكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمةِ. والكُلْبةُ: حانوتُ الخَمَّارِ، عن أَبي

حنيفة.

وكَلْبٌ وبنُو كَلْبٍ وبنُو أَكْلُبٍ وبنو كَلْبةَ: كلُّها قبائلُ.

وكَلْبٌ: حَيٌّ من قُضاعة. وكِلابٌ: في قريش، وهو كِلابُ بنُ مُرَّةَ.

وكِلابٌ: في هَوازِنَ، وهو كِلابُ بن ربيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. وقولُهم: أَعزُّ من كُلَيْبِ وائلٍ، هو كُلَيْبُ ابن ربيعة من بني تَغلِبَ بنِ وائل. وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جريرٍ الشاعر، فهو كُلَيْبُ بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة. والكَلْبُ: جَبَل باليمامة؛ قال الأَعشى:

إِذْ يَرْفَعُ الآل رأْس الكَلْبِ فارْتَفَعا

هكذا ذكره ابن سيده. والكَلْبُ: جبل باليمامة، واستشهد عليه بهذا البيت: رأْس الكَلْب. والكَلْباتُ: هَضَباتٌ معروفة هنالك.

والكُلابُ، بضم الكاف وتخفيف اللام: اسم ماء، كانت عنده وقعة العَرَب؛ قال السَّفَّاح بن خالد التَّغْلَبـيُّ:

إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، * وساجِراً، واللّه، لَنْ تَحُلُّوهْ

وساجرٌ: اسم ماء يجتمع من السيل. وقالوا: الكُلابُ الأَوَّلُ، والكُلابُ الثاني، وهما يومان مشهوران للعرب؛ ومنه حديث عَرْفَجَة: أَنَّ أَنْفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أَنْفاً من فِضَّةٍ؛ قال أَبو عبيد: كُلابٌ الأَوَّلُ، وكُلابٌ الثاني يومان، كانا بين مُلوكِ كنْدة وبني تَمِـيم. قال: والكُلابُ موضع، أَو ماء، معروف، وبين الدَّهْناء واليمامة موضع يقال له الكُلابُ أَيضاً. والكَلْبُ: فرسُ عامر بن الطُّفَيْل. والكَلَبُ: القِـيادةُ، والكَلْتَبانُ: القَوَّادُ؛ منه، حكاهما ابن الأَعرابي، يرفعهما إِلى الأَصمعي، ولم يذكر سيبويه في الأَمثلة فَعْتَلاناً. قال ابن سيده: وأَمْثَلُ ما يُصَرَّفُ إِليه ذلك، أَن يكون الكَلَبُ ثلاثياً، والكَلْتَبانُ رُباعيّاً، كَزَرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَادَّ. وكلْبٌ وكُلَيْبٌ وكِلابٌ: قبائل معروفة.

ك ل ب: (الْكَلْبُ) رُبَّمَا وُصِفَ بِهِ يُقَالُ: امْرَأَةٌ (كَلْبَةٌ) وَجَمْعُهُ (أَكْلُبٌ) وَ (كِلَابٌ) وَ (كَلِيبٌ) كَعَبْدٍ وَعَبِيدٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ. وَ (الْأَكَالِبُ) جَمْعُ (أَكْلُبٍ) . وَ (الْكَلَّابُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ صَاحِبُ الْكِلَابِ. وَ (الْمُكَلِّبُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا مُعَلِّمُ كِلَابِ الصَّيْدِ. وَرَجُلٌ (كَالِبٌ) أَيْ ذُو كِلَابٍ كَتَامِرٍ وَلَابِنٍ. وَ (الْمُكَالَبَةُ) وَ (التَّكَالُبُ) الْمُشَارَّةُ. وَهُمْ (يَتَكَالَبُونَ) عَلَى كَذَا أَيْ يَتَوَاثَبُونَ عَلَيْهِ. 
(كلب) - وفي الحديث: " كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصَاحِبِه"
الكَلَبُ - بتحريك اللام -: داءٌ يَعرِض للإنسانِ من عَضِّ الكَلْب.
الكَلِبَ: وهو الذي ضَرِى بأكْلِ لُحومِ الناسِ فيُصِيبُه شِبْهُ الجُنوُن، وعلامَتُه أن تحْمَرَّ عَينَاه، ولَا يزالُ يُدْخِلُ ذنَبَه بَيْن رِجْلَيْهِ، وإذا رَأَى إنسَاناً عَقَرَه. فإذا عَقَره عَرَضَ له مِن ذلك أَعْراضٌ رَديئَةٌ ويمتَنِع من شُرْبِ الماءِ، حتى يَهْلِكَ عَطَشاً؛ وإذَا بال خَرجَ منه هَنَاتٌ مِثلُ صُوَرِ الكلاب.
وقيل: إنَّ هذا المعضُوضَ يُنتَظَرُ به سَبْعةَ أيّام، فإن بال على هذه الهَيْئَةِ يَبْرَأُ منه، وإلَّا هَلَكَ.
وقيل: أَجْمَعت العَرب على أنَّ دَواءَه قَطْرةٌ من دَمِ مَلِك، تُخلَطُ بماءٍ فَيُسْقاه.
قال الفَرزدَقُ:
ولو شَرِبَ الكَلْبَى المِراضُ دِماءَنا
شفَاهَا مِن الدَّاء الذي هو أَدنَف
: أي فيه دنَف.
- في حديث الحسَن: "أنَّهم كَلِبُوا أسْوَأَ الكَلَب وأنت تتجَشَّأُ من الشِّبَعِ، وجارُكَ دَمِىَ فُوُه من الجوُع كَلَباً "
: أي حِرصًا على شىءٍ يُصِيبُه. 
كلب
الكَلْبُ: الحيوان النّبّاح، والأنثى كَلْبَةٌ، والجمع: أَكْلُبٌ وكِلَابٌ، وقد يقال للجمع كَلِيبٌ. قال تعالى: كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف/ 176] قال: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [الكهف/ 18] وعنه اشتقّ الكلب للحرص، ومنه يقال: هو أحرص من كلب»
، ورجل كِلبٌ: شديد الحرص، وكَلْبٌ كَلِبٌ.
أي: مجنون يَكْلَبُ بلحوم الناس فيأخذه شبه جنون، ومن عقره كُلِبَ. أي: يأخذه داء، فيقال: رجل كَلِبٌ، وقوم كَلْبَى. قال الشاعر:
دماؤهم من الكلب الشّفاء
وقد يصيب الكَلِبُ البعيرَ: ويقال: أَكْلَبَ الرّجلُ: أصاب إبله ذلك، وكَلِبَ الشّتاءُ: اشتدّ برده وحدّته تشبيها بِالْكَلْبِ الْكَلِبِ، ودهر كَلِبٌ، ويقال: أرض كَلِبَةٌ: إذا لم ترو فتيبس تشبيها بالرّجل الكلب، لأنه لا يشرب فييبس. والكَلَّابُ وَالمُكَلِّبُ: الذي يعلّم الكلب. قال تعالى:
وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَ
[المائدة/ 4] . وأرض مَكْلَبَةٌ: كثيرة الكلاب، والْكَلْبُ: المسمار في قائم السّيف، والْكَلْبَةُ:
سير يدخل تحت السّير الذي تشدّ به المزادة فيخرز به، وذلك لتصوّره بصورة الكلب في الاصطياد به، وقد كَلَبْتُ الأديم: خرزته، بذلك، قال الشاعر:
سير صناع في أديم تَكْلُبُهُ
والْكَلْبُ: نجم في السّماء مشبّه بالكلب لكونه تابعا لنجم يقال له: الرّاعي، والْكَلْبَتَانِ: آلة مع الحدّادين سمّيا بذلك تشبيها بكلبين في اصطيادهما، وثنّي اللّفظ لكونهما اثنين، والكَلُّوبُ: شيء يمسك به، وكَلَالِيبُ البازي:
مخالبه. اشتقّ من الكلب لإمساكه ما يعلق عليه إمساك الكلب.
كلب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه رخص للْمحرمِ فِي قتل الْعَقْرَب والفأرة والغراب والحِدَأ وَالْكَلب الْعَقُور. قَوْله: وَالْكَلب الْعَقُور بَلغنِي عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أرَاهُ قَالَ: كل سبع يعقر وَلم يخص بِهِ الْكَلْب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَيْسَ عِنْدِي مَذْهَب إِلَّا مَا قَالَ سُفْيَان لما رخص الْفُقَهَاء فِيهِ من قتل الْمحرم السَّبع العادي عَلَيْهِ وَمثل قَول الشّعبِيّ وَإِبْرَاهِيم: من حل بك فاحلل بِهِ يَقُول: إِن الْمحرم لَا يقتل فَمن عرض لَك فَحل بك فَكُن أَنْت أَيْضا بِهِ حَلَالا فكأنهم إِنَّمَا اتبعُوا هَذَا الحَدِيث فِي الْكَلْب الْعَقُور وَمَعَ هَذَا أَنه قد يجوز فِي الْكَلَام أَن يُقَال للسبع: كلب أَلا ترى أَنهم يروون فِي الْمَغَازِي أَن عتبَة ابْن أبي لَهب كَانَ شَدِيد الْأَذَى للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: اللَّهُمَّ سلّط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك فَخرج عتبَة إِلَى الشَّام مَعَ أَصْحَاب [لَهُ -] فَنزل منزلا فطرقهم الْأسد فتخطى إِلَى عتبَة بْن أبي لَهب من بَين أَصْحَابه حَتَّى قَتله فَصَارَ الْأسد هَهُنَا قد لزمَه اسْم الْكَلْب وَهَذَا مِمَّا يثبت ذَلِك التَّأْوِيل وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارحِ مُكَلِّبْينَ} فَهَذَا اسْم مُشْتَقّ من الْكَلْب ثمَّ دخل فِيهِ صيد الفهد والصقر والبازي فَصَارَت كلهَا دَاخِلَة فِي هَذَا الِاسْم فَلهَذَا قيل لكل جارح أَو عَاقِر من السبَاع: كلب عقور.
ك ل ب

هذه أكلب وأكيلب وكلاب وكليب، وصائد مكلب: معلم للكلاب وسائر الجوارح، وكلبٌ كلِبٌ، وكلابٌ كلبى، وبه كلب. ورجل كلِب، وقوم كلبى. وفي دماء الملوك شفاء للكلبى. وأسير مكلب. وبيده كلاب وكلوب: خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد. قال:

جنادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشى بكلاب

يغرى ويحثّ. وأصابته أم كلبة وهي الحمّى.

ومن المجاز: نحن في كلب الشتاء وكلبته، والناس في ألبةٍ وكلبةٍ: في جوع وبرد. قال:

أنجمت قرّة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبةٍ وقطار

وشتاء ودهر كلبٌ. وكلبت الأرض، وأرض كلبةٌ: لم يصبها الربيع فخشنت ويبست. وكلب القدّ على الأسير: جف عليه وعضّه. وسائل كلب: شديد الإلحاح. وهو كلب على كذا: حريص عليه، وتكالب الناس على الدنيا: اشتدّ حرصهم عليها. وتكالب الخصمان: تشاتما، وكالب أحدهما صاحبه. وأهل اليمن يسمون الجريء: مكالباً لمكالبته الموكّل به، وتقول: فلان عنيف المطالبة، شنيع المكالبة. وكفّ عنه كلابه إذا ترك شتمه وأذاه. قال:

ألم ترني سكّنت إلّي لإلكم ... وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقّر

أراد أهاجيه. وقال النابغة:

سأربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا

أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ يقال للعود إذا كان سريع العلوق: ما هو إلا كلب.

وفلان بوادي الكلب إذا كان لا يؤبه له ولا مأوى يؤويه كاللكب تراه مصحراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبه: مخالبه.

كلب


كَلَبَ(n. ac. كَلْب)
a. Spurred.
b. Sewed.
c.(n. ac. كَلْب), Barked like a dog.
كَلِبَ(n. ac. كَلَب) [& pass. ]
a. Was seized with hydrophobia; was rabid; was mad; was
enraged.
b. ['Ala], Was enraged against.
c. Was severe (winter).
d. Thirsted.
e. Ate greedily, was insatiable.
f. ['Ala], Longed for.
g. Was bare (tree).
h.(n. ac. كَلَب
مَكْلَبَة), Acted as a pimp.
i. ['Ala], Pressed upon.
j. see supra
(c)
كَلَّبَa. Trained, dressed (dog).
b. [ coll. ], Held, stuck together
cohered.
كَاْلَبَa. Vexed, plagued, tormented.
b. Ate thorns (camels).
أَكْلَبَa. Had rabid cattle.

تَكَاْلَبَ
a. ['Ala], Rushed upon.
b. Was like a dog.

إِسْتَكْلَبَa. see I (c)
كَلْب
(pl.
أَكْلُب
كِلَاْب كَلِيْب
أَكَاْلِبُ
أَكَاْلِيْبُ
&
كِلَابَات )
a. Dog.
b. Pivot, axis ( of a mill-stone ).
c. Hook; claw; spur; support; nail; strap.
d. Line, streak ( on a horse's back ).

كَلْبَةa. Bitch.
b. A certain thorny shrub.

كَلْبِيّa. Canine; dog-like; ravenous (hunger).

كُلْبَةa. Distress; scarcity, dearth; drought.
b. Intensity, severity ( of cold ).
c. Wine-shop.
d. Thong.
e. Whiskers, smellers ( of a cat & c. )
كَلَبa. Hydrophobia; madness.
b. Ravenous hunger; voracity; greed.
c. see 3t (b)
كَلِب
(pl.
كَلْبَى)
a. Rabid, mad.
b. Hard, trying, evil (times).
c. Importunate (beggar).
d. Dry, leafless tree.

كَلِبَةa. see 1t (b)b. Arid, rugged (land).
كَاْلِب
(pl.
كُلَّاْب)
a. see 28b. Dogs, pack of dogs; hounds.

كَلَاْبa. Madness, rabidness, delirium, frenzy.
b. see 4 (a)
كُلَاْبa. see 4 (a)
كَلِيْبa. see 21 (b)
كَلَّاْبa. Owner of dogs; dog-fancier.
كُلَّاْب
(pl.
كَلَاْلِيْبُ)
a. Hook, flesh-hook; harpoon, grapnel-iron.
b. Spur.

كُلَّاْبَة
(pl.
كُلَّابَات)
a. Tongs, pincers; forceps.

كَلُّوْب
كُلُّوْبa. see 29
كَلَاْلِيْبُa. Thorns.
b. Talons, claws.

N. Ag.
كَلَّبَa. Trainer of dogs; dog-breeder.

N. P.
كَلَّبَa. Trained, dressed.
b. Shackled.

N. Ag.
تَكَاْلَبَa. Deputy, agent.

تِكِلَّابَة
a. Shrew, scold, virago.

الكَلْبَانِ
a. The stars ν &
κ in Taurus.
كَلْبَتَان
a. see supra
29t
كَلْب البَحْر
a. Shark; dog-fish.

كَلْبُ البَرّ
a. The wolf.

أَلْكَلْبُ الأَكْبَر
a. Sirius, the Dogstar; Canis Major.

أَلْكَلْبُ الأَصْغَر
أَلْكَلْبُ المُتَقَدِّم
a. Canis Minor.
b. Procyon (star).
كَلْب الرَّاعِى
a. A certain star in Cepheus.

أُمّ كَلْبٍ
a. A thorny shrub.

لِسَان الكَلْب
a. Dog's tongue, cynoglossum (plant).

أُمُّ كَلْبَة
a. Fever.

كِلَاب الشِّتَآء
a. The 7th, 8th, 9th & 10th Mansions of the
moon.
[كلب] نه: فيه: سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى "الكلب" بصاحبه، هو بالتحريك داء يعرض من عض الكلب الكلب فيصيبه شبه الجنون فلا يعض أحدًا إلا كلب، ويعرض له أعراض رديئة، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشًا، وأجمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه. ط: الكلب- بفتحتين: داء مر ذكره، يتجارى بهم- أي يترتب في عروقهم ومفاصلهم، ويستعمل كثيرًا في الحديث لأن كل واحد يجري مع صاحبه، والهوى: الميل إلى مشتهى النفس، وجمع إيذانًا باختلاف أهوائهم وآرائهم، وهي إشارة على بدع في الثنتين والسبعين وأراد تشبيه حال الزائغين في الضلاة والتحير في كل واد مهلك بحال صاحب الكلب وحصول شبه الجنون له وتعديه إلى الغير بعقره إياه وموته عطشًا- ومر في ليأتين. ج: التجاري: الوقوع في الأهواء الفاسدة والتداعي بها، وتمادى- إذا هلك. نه: ومنه ح على: كتب إلى ابن عباس حين أخذ مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد "كلب" والعدو قد حرب، أي اشتد، من كلب الدهر على أهله- اشتد. وح الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها "كلبوا" فيها أسوأ "الكلب" وأنت تجشأ من الشبع بشما وجارك قد دمي فوه من الجوع "كلبا"، أي حرصًا على شيء يصيبه. وفيه: إن لي "كلابًا مكلبة"، أي مسلطة على الصيد، المعودة بالاصطياد، التي قد ضريت به، المكلب- بالكسر: صاحبها والذي يصطاد بها. غ: والذي يعلمها، والكلاب صاحبها والصائد بها، "مكلبين" أي حال تكليبهم هذه الجوارح أي تضريتهم إياها على الصيد. نه: وفي ح ذي الثدية: يبدو في رأس ثديه شعيرات كأنها "كلبة"، كلب أو كلبة: سنور، الزمخشري: وهي الشعر النابت في جانبي أنفه ويقال لشعر يخرز به الإسكاف كلبة، ومن فسرها بالمخالب نظرًا إلى مجيء الكلاليب في مخالب البازي فقد أبعد. وفي ح الرؤيا: وإذا أخر قائم "بكلوب" من حديد، هو بالتشديد حديدة معوجة الرأس. ش: بفتح كاف وتشديد لام مضمومة: حديدة له شعب يعلق بها اللحم، وجمعه كلاليب. ومنه: في جهنم "كلاليب". ك: قال بعض أصحابنا عن موسى: كلوب من حديد، هو مقول قال: ومقوله على رواية غيره شيء غير مفسر. ومنه: إن فرسا ذب بذنبه فأصاب "كلاب" سيفه، الكلاب والكلب: الحلقة والمسمار الذي يكون في قائم السيف يكون فيه علاقته. وفيه: إن أنفه أصيب يوم "الكلاب"، هو بالضم والتخفيف اسم ماء، وكان به يوم معروف من أيام العرب. ط: إلا "كلب" صيد أو "كلب" غنم أو ماشية، "أو" الأولى للتنويع والثانية لشك الراوي.
كلب
الكَلْبُ: ذَكَرٌ، والأُنْثى كَلْبَةٌ. والكَلِيْبُ: جَماعَةُ الكِلاَب. والكَلاّبُ المُكَلِّبُ: الذي يُعلِّمُ الكِلاَبَ أخْذَ الصَّيْدِ. والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكْلَبُ بأكْلِ لَحْم الناس فيَأخُذُه كالجُنُونِ.
وكَلِبَ الرَّجُلُ: أصَابَه الكَلَبُ وهو أنْ يَعْوِيَ عُوَاءَ الكَلْبِ، ورَجُلٌ كَلِيْبٌ ورِجَالٌ كَلْبى.
والمُكْلِبُ: الذي يُصِيْبُ كِلاَبَه داءٌ في رُؤوسِها. وهو - أيضاً -: الذي يَكْوي من الكَلَب.
ومَثَلٌ: أسْرَعُ من لَحْس الكَلْب. وهو " أنْعَسُ من كَلْبٍ ".
وكَلِبَ الرجُلُ يَكْلَبُ كَلَباً: إذا حَرِصَ.
ودَهْرٌ كالِبٌ وكَلِبٌ: ألَحَّ على أهْلِه بما يَسُوْؤهم.
وأصَابَهم كُلْبَةُ الزَّمَانِ وكَلَبُه: أي شِدَّتُه، ويُقال كُلُبَةٌ أيضاً.
وكَلِبَ الشَّتَاءُ كُلْبَةً وكَلَباً: اشْتَدَّ.
والكَلْبُ: مِسْمَارُ السَّيْفِ الذي في القائم. وكَلْبُ الماء. وهو من النُّجوْم: الذي بِحِذَاءِ الدَّلْوِ من أسْفَل يقال له: كَلْبُ الراعي. وسيرٌ أحْمرُ يُجعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأدِيْم إِذا خُرِزَ، يُقال: كَلَبَ يَكْلِبُ كَلْباً.
وكَلْبُ الرَّحْل: حُجْنَةُ تكونُ فيه يُعَّلّق فيه السِّقَاءُ.
ولسَانُ الكَلْبِ: نَبْتٌ.
ويُقال للشَّجَرَةِ العارِيَةِ من الأغصَانِ والشَّوْكِ: كَلِبَةٌ.
والكُلاّبُ والكَلُّوْبُ: خَشَبَةٌ في رأسها عُقّافَةٌ من حَدِيدٍ.
والكَلُّوْبُ: السَّفُوْدُ.
والكُلْبَتَان: معروفٌ.
وكَلاَلِيْبُ البازي: مَخَالِبُه.
والكُلْبَةُ: الغَلِيْظُ من الجِبَالِ المُطْمَئنُّ في الأرض، وجَمْعُه كِلاَبٌ. وهيَ - أيضاً -: الشَّعرُ يَخْرِزُ به الإِسْكافُ، يقال منه: اكْتَلَبَ الرجُلُ اكْتِلاباً.
وكَلَبَ الرِّشَاءُ: وَقَعَ بَيْنَ البَكْرَةِ والقَعْو.
وجَمَل كَلْبِيٌّ: شَدِيدُ السَّوَاد، والأنْثى كَلْبيَّة.
والكَلْبَةُ: شَجَرَة شاكَةٌ لها جِرْوٌ.
والخَشَبَة التي تَمْنَعُ الحائطَ من السُّقُوْطِ: كَلْبٌ.
والخشبَةُ التي في الرَّحى: كَلْبٌ.
ويُقال للحُمّى: أُمُّ كَلْبَةَ.
ويُقال للعُود إِذا كانَ سَرِيْعَ العُلُوْق في كل أرْض وزَمَانٍ: كَلْبٌ.
وأسِيْرٌ مُكَلَّبٌ: أي مُكَبَّلٌ.
وأكْلَبَ الرَّجُلُ: إِذا كانتْ إبلُه ذاتَ كَلَبٍ وهو داءٌ يأْخُذها.
وكَلَبَ يَكْلُبُ: أي جَلَبَ يَجْلُبُ.
وكُلَيْبٌ: لَقَبُ الحَجّاج بن يُوسُف.
باب الكاف واللام والباء معهما ك ل ب، ك ب ل، ب ك ل، ل ب ك مستعملات

كلب: الكلب: [واحد الكلاب] ، والأنثى بالهاء وثلاثة أكلب وكلبات. والذئب: كلب البر، ويقال: أنست الكلاب بابن آدم فاستعان بها على الذئاب. والكَلِيبُ: جمع الكِلاب، كالحمير والبقير. والكَلابُ والمُكَلِّب: الذي يعلم الكلاب الصيد. وكَلبٌ كَلِبٌ: يكلب بأكل لحوم الناس، فيأخذه شبه جنون، فلا يعض إنساناً إلا كَلِب، أي: أصابه داء يسمى الكَلَب، أن يعوي عواء الكلب، ويمزق ثيابه على نفسه، ويعقر من أصاب، ثم يصير آخر أمره إلى أن يأخذه العطاش فيموت من شدة العطش ولا يشرب. ويقال: دواؤه شيء من ذراريح يجفف في الظل، ثم يدق وينخل، ثم يجعل فيه جزء من العدس المنقى سبعة أجزاء، ثم يداف بشراب صرف، ثم يرفع في جرة خضراء، أو قارورة، فإذا أصابه ذلك سقي منه قيراطين، إن كان قوياً، وإلا فقيراط بشراب صرف، ثم يقام في الشمس، ولا تدعه ينام حتى يغتم ويعرق، يفعل به مراراً فيبرأ بإذن الله. قال الفرزدق :

ولو تشرب الكَلْبَى المراض دماءنا ... شفتها، وذو الداء الذي هو أدنف

والواحد: كَليبٌ، يقال: رجل كليب، وقوم كَلْبَى: أصابهم الكَلَبُ. ورجل كَلِبٌ، وقد كلب كلباً، إذا اشتد حرصه على الشيء. قال الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها كَلِبوا عليها والله أسوأ الكَلب [وعدا بعضهم على بعض بالسيف] . ودهر كَلِبٌ: ألح على أهله بما يسوؤهم. وشجرة كَلِبة هي شجرة عاردة الأغصان والشوك اليابس، مقشعرة. والكُلاب والكَلُّوب: عصاً في رأسها عقافة منها أو من حديد، أو كانت كلها من حديد. والكَلبتانِ للحدادين. وكلاليبُ البازي: مخالبه. والكَلْبُ: المسمار الذي في قائم السيف. الذي فيه الذؤابة. وكُلْبةُ الشتاء وكَلْبَتُه وكَلَبهُ، أي: شدته، وكذلك كَلَبُ الزمان. وكَلْبُ الماء: دابة. والكَلْبُ من النجوم بحذاء الدلو من أسفل، وعلى طريقته نجم أحمر يقال له: الراعي. والكَلْبُ: [سير] يجعل بين طرفي الأديم إذا خرز، كَلَبَ يكْلُبُ كَلْباً، قال .

كأن غر متنه إذ نجنبه ... سير صناع في خريزٍ تَكْلُبُهْ

والكَلْبُ: الخرزُ بعينه، والكَلْبةُ: الخرزة.

كبل: الكَبْلُ: قيد ضخم.

بكل: البَكِيلُ: مسوط الأقط، لأنه يَبْكُلُهُُ، أي: يخلطه. ورجلٌ بكيلٌ، في بعض اللغات، أي: متنوقٌ في لبسه ومشيه. والتَّبكُّل: الاختيال. والتَّبكُّل: التربص ببيع ما عنده.

لبك: اللَّبكُ: جمعك الثريد لتأكله. والتْبك الأمر، أي: اختلط والتبس، وأمر لبك، أي: ملتبس، قال :

[رد القيان جمال الحي فاحتملوا] ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك ويقال: ما ذقت عنده عبكة ولا لبكة. العبكة: الحبة من السويق، واللبكة: القطعة من الثريد.
[كلب] الكلب معروف، وربَّما وصف به، يقال امرأة كَلْبَةٌ. والجمع أكْلُبٌ وكِلابٌ وكَليبٌ، مثل عبد وعبيد، وهو جمعٌ عزيزٌ. وقال يصف مَفازةً: كأنَّ تَجاوُبَ أصْدائِها * مكاء المكلب يدعو الكليبا والاكالب: جمع أكلب. وفي المثل الكِلابُ على البقر " ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش. ومعناه خَلِّ امْرَأ وصِناعَتَه. والكلاَّبُ: صاحب الكِلاب: والمُكَلِّبُ الذي يعلِّم الكِلابَ الصيد. والمُكَلَّبُ بفتح اللام: الأسير المقيَّد. يقال أسيرٌ مُكَلَّبٌ، أي مكبل، وهو مقلوب منه. قال طفيل الغَنَوي: أَبَأْنا بقَتْلانا من القوم ضِعْفَهُمْ * وما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مُكَلَّبِ والكَلْبُ: الشَعيرَة. والكَلْب: المسمار الذي في قائم السيف، وفيه الذؤابة. والكَلْبُ: حديدة عَقْفاء يعلِّق عليها المسافرُ الزاد من الرحل. ورأس كلب: جبل. والكلب: سير يجعل بين طرفَي الأديم إذا خُرِز. تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ. وقال يصف فرساً: كأنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبُهْ وكَلْبُ الفرس: الخط الذي في وسط ظهره. تقول: استوى على كلب فرسه. وكلب: حى من قضاعة. ورجل كالب: ذو كلاب، مثل تامر ولابن. قال ركاض الدبيرى. سدا بيديه ثم أج بسَيْرِهِ * كَأَجِّ الظليمِ من قَنيصٍ وكالِب والكُلْبَةُ بالضم: الشدَّة من البرد وغيره، مثل الجُلْبة. قال الشاعر: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاء وكانتْ * قد أقامت بكُلْبَةٍ وقِطارِ وكذلك الكَلَبُ بالتحريك. وقد كَلِبَ الشتاء بالكسر. ودفعت عنك كَلَبَ فلانٍ، أي شَرَّهُ وأذاه. والكَلَبُ أيضاً: شبيه بالجنون، تقول منه: أكلب الرجل، إذا كَلِبَتْ إبله، قال الجعديّ: وقومٍ يُهينونَ أعْراضَهُمْ * كَوَيْتُهُمُ كِيَّةَ المُكْلِبِ والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكلَبُ بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون، فإذا عقر إنساناً كَلِبَ. يقال رجلٌ كَلِبٌ ورجال كَلْبى. وأرض كَلِبَةٌ، إذا لم يجد نباتُها رِيًّا فيَيْبَسَ. والكَلْبتان: ما يأخذ به الحدَّاد الحديد المُحْمى. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلاليب. ويسمَّى المِهماز، وهو الحديدة التي على خفِّ الرابض، كلاَّباً. وقال : * كأنه كودن يوشى بكلاب * وكَلَبَهُ: ضربه بالكُلاَّب. قال الكميت: ووَلَّى بأجْرِيَّا وِلافٍ كأنَّه * على الشرف الاقصى يساط ويكلب والكلاب، بالضم مخفف: اسم ماء. وقال :

إن الكلاب ماؤنا فخلوه * كانت عنده وقعة لهم، فلذلك قالوا: الكلاب الاول، والثانى، وهما يومان مشهوران للعرب. والمكالبة: المشارَّةُ، وكذلك التَكالُبُ. تقول منه: هم يتكالَبون على كذا، أي يتواثبون عليه. وكلاب في قريش، وهو كلاب بن مرة، وكلاب في هوازن، وهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقولهم: " أعز من كليب وائل " وهو كليب بن ربيعة، من بنى تغلب بن وائل. وأما كليب رهط جرير الشاعر، فهو كليب ابن يربوع بن حنظلة. 
كلب: كَلِب على: استعمل القسوة ضد العدو (موللر 13: 123: وأحاط بالمسلمين الذعر وكلب عليهم العدو، واغتصب نساءهم وأموالهم) (ابن الأثير 1:1 خرج الروم إلى الثغور الجزرية وكلبوا عليها وعلى أموال المسلمين وحرمهم).
كلّب الكلب: علّمه الصيد (محيط المحيط).
كلّب: ثبّت، أرسخ، ربط بالمسار أو الكُلاّب (بوشر).
كلّب: علّق (هيلو).
كلّب: تشبّث، تعلّق تمسك (بوشر).
كلّب على: ربط المركب، رمى المراسي والكلاليب من إحدى السفن إلى سغينة أخرى للرسوّ (ألف ليلة، برسل، 131:7، 8 وماكني): وضع الكلاليب في مراكبهم.
كلّب الباب: فتح بالكلاّب الباب (بوشر).
تكلّب: غضب، ثار، هاج. (هيلو). تكالب على: استعمل القسوة مع: (ابن الابار 9: 142. عباد 674:2، 6. كارتاس 16: 161، 8: 166. البربرية 243:1، 244:2، 393:1، 3، 376، 377).
استكلب: هاج (بوشر)، غضب، ثار. (همبرت 243، النويري، مخطوطة ص638، 273) وفي طبعه إنه يسالم النمر وغيره من السباع ما لم يستكلب فإذا استكلب خافه كل شيء كان يسالمه.
استكلب: ثار، تمرد. (معجم الطرائف).
استكلب على: استعمل القسوة مه (معجم الطرائف، حيان 101: وزاد العدو استكلاباً عليهم وجرأة).
كَلَّب: الشعرى اليمانية، كلْب الأصغر، مطلع الصيف، حمّارة القيظ (شدة الحرارة). (هلو).
كَلْب: من قطع لعبة النرد (المسعودي 158:1)؛ ويرى (جليد ماستر 139) إن هذا القطع قد أطلع عليها هذا الاسم لأن لها رأس كلب؛ وعند (بوشر): بيدق، كلب: قطع النرد الصغيرة، أما (لين) فيرى إنها قطع لعبة طاب ولعبة سيجة (ص60 و64).
كلْب: دودة خضراء وطويلة تهاجم الأشجار الخارج (ابن العوام 629:1، 20 و3:361) حيث ينبغي أن تقرأ الجملة التالية وفقاً لمخطوطتنا: ومما يعالج به الدود المسمى الكلب قيل في غيرها إنه مما يسلم به. وفي (الكالا) بهذا المعنى: كلب الورد gusano de rosas. كلب البحر أو الكلب البحري: القرش (الكالا: Tollo) كوسج (بوشر) (بلجراف 321:2).
كلْب؛ غراء السمك (سمكة ذات غراء) (الكالا): cocon pescade. Nito cacon pescado.
كلب البحر أو كلب الماء: Raachal م جنس سمك (وصف مصر 25: ص240 وما بعدها).
كلب البقر: درواس. كلب كبير الهيئة والرأس يستخدم لصيد الخنزير البري (الكالا: alano especie de canes) .
الكلب الصيني: أنتظره في مادة قلطي و (ياقوت 3 16: 733 و17).
كلب الماء: قندس (بوشر، محيط المحيط، المسعودي 13:3، النويري مخطوطة رقم 719:273). ومرادفه باللغة الفرنسية castor. كلب الماء: Louter: قضاعة، ثعلب الماء، قندس؛ والزنجيات يصنعن أحزمتهن من جلد هذا الحيوان (شيرب). (انظر الهامش السابق).
كلبة: مرض العيون عند الحيوانات (ابن العوام 18:582:2).
كلبي: نعت لسلالة من الإبل (دي ساسي كرست 12:419:2).
كلبي: (متعلق بالكلب)؛ ناب كلبي: ناب (سن مستطيلة رهيفة الأعلى تقع قرب الرباعية). جوع كلبي: (بوشر).
كَلبان: سعال ديكي (بوشر).
كَلبان: هائج، كارِه الماء (اصطلاح طبي).
كَلِبٌ (بوشر وهلو).
كَليب: صياد (تعليقات على Alcama) .
كِلابة: يبدو إنها جشع (باسم 60):
قوم من البخل والكلابة ... قد هجروا الأهل والقرابة
مشمش كلابي: المشمني ذو اللوز المُر (بوشر).
كلابزي: الفارس الذي يقود كلاب الصيد (بوشر، باين سميث 1740).
كُلوبيّة: عسف، جوز، بَغْي، رداءة، خبث. (الكالا): maldad.
كُلاّب: مشبك، ابزيم، محجن. (هلو، مملوك 782:2).
كلاّب: ملقط، مِلزمة، كماشة. (الكالا): Tenazos de bravero.
كلاليب: ملقط الجنين (بوشر): مقص لقطع وتقليم الأغصان (ابن العوام 376:1، 4 و405 و507، 7).
كلاليب: مراسي السفن (ألف ليلة 117:2، 5).
كلاّب الديك: ظُفر، إعجازه (زائدة خلفية في رجل الطائر)، ضلف صغير في قدم الحيوانات (بوشر).
كلاّبة: ملقط، كماشة (بوشر، همبرت 86، هلو)؛ كلاّب النعلبند: كلاّبة البيطار (بوشر).
كلاّبة: زيّار (كلابة لسد منخري حصان تصعب بيطرته) (بوشر).
الكُلاّبية: طائفة استمدت اسمها من محمد بن قلاب ويعدّ أصحابها من أصحاب الحديث (معجم الجغرافيا).
أكلب: نعت لكلب، هائج (ألف ليلة 229:3، 2: يا كلب ويا أقلّ العرب). وأظن أن هذه الكلمة تحمل المعنى نفسه الذي ورد في كتاب (فاكهة القول 5: 107).
مكلب: هائج (هلو، باين سميث 1742).
مُكَلَّب: هو، في مذهب الإسماعيلية، الذي يحمل اسم السبعية والمكلّب عندهم أحد السبعة (الأئمة؟) الذين يقتدى بهم (محيط المحيط) وانظر (الشهرستاني هاربروكر 415:2).
مكلوب: مغيظ، منحنق، ساخط، (بوشر، هلو، باين سميث 1742، ريشاردسون صحارى 323:1).
كلب
كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في يَكلَب، كَلَبًا، فهو كالِب وكَلِب، والمفعول مكلوب عليه
• كلِب الكَلْبُ: أصابه داءُ الكَلَب وجُنّ.
• كلِب الشّخصُ على الشّيء: اشتدّ حرْصُه عليه "سائل كلِبٌ: مُلِحّ في الطَلب- كلِب على المالِ".
• كلِب في الشّيء: طمِع فيه. 

تكالبَ/ تكالبَ على يتكالب، تكالُبًا، فهو مُتكالِب، والمفعول مُتكالَب عليه
• تكالب الزَّمانُ: اشتدَّ.
• تكالب القومُ على جمع المال: حرَصوا عليه وتواثبوا، كما تفعل الكلابُ "تكالبوا على المناصب- تكالَب الناسُ على الدّنيا: اشتدّ حرصُهم عليها حتى كأنّهم كلاب". 

كلَّبَ يكلِّب، تكليبًا، فهو مُكلِّب، والمفعول مُكلَّب
• كلَّب الكَلْبَ ونحوَه: علَّمه الصَّيدَ، أو علَّمه أن يأتي بما يُصاد " {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} ".
• كلَّب الأسيرَ: قَيَّدَه. 

كُلاب [مفرد]: ج كلاليبُ:
1 - كمّاشة، آلة حديديّة معوجَّة الرَّأس يُنشَل بها الشَّيءُ أو يُعَلّق "علَّق الجزّارُ الذبيحةَ على الكُلاّب".
2 - مهماز، حديدة في عقِب خُفِّ الفارس يهمز بها جنب فرسه.
3 - أداة يُخلع بها الأسنانُ. 

كَلْب [مفرد]: ج أَكْلب وكِلاب، مؤ كَلْبَة، ج مؤ كَلْبَات وكِلاب: (حن) حيوان ثَدْييّ أهليّ من الفصيلة الكلبيَّة ورتبة اللَّواحِم، منه سُلالات كثيرة تُربَّى للحراسة أو للصيد أو للجرّ، وهو حيوان أليف مشهور بالذَّكاء وتعلُّقه بصاحبه "كَلْب بوليسيّ: كلب مدرَّب لمساعدة الشرطة وخاصّة في تعقّب المجرمين- كلب الخِراف/ الراعي: كَلْب مدرَّب على رعي وحراسة الخراف- كلب ذئبيّ: هجين من كلب وذئب- كلب الظِّباء: كلب لصيد الظِّباء- نبح الكلاب لا يضرّ بالسّحاب: يقال في الحقير يتطاول على عظيم- الكلاب النبّاحة قليلاً ما تَعَضّ [مثل أجنبيّ]: يضرب لمن قصرت يدُه وطال لسانُه- كلّ كَلْب ببابه نبَّاح [مثل]: يُضرب لكل من يستأسد أمام بيته- {سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} " ° عيشة كلاب: حياة بؤس- مستشفى الكلْب: مكان للاستشفاء من داء الكَلَبِ.
• كلب البحر: (حن) نوع من القرش، سمك على هيئة الكَلْب، ذنبه طويل، أذناه قصيرتان، لونه أحمر قاتم، جلده خشن يبلغ طوله بين 60 و120سم، يعيش في المياه المالحة، ويتغذَّى على الحيوانات المائيّة الأخرى.
• كَلْب الماء: (حن) حيوان ثدييّ مائيّ لاحم، يألف البُحيرات والأنهُر، جسمه مُسْتطِيل، رأسه مُفَلطَح، عُنُقه غليظ، قوائمة قصيرة، جلده فرويّ فاخر الصنف، قوته الأسماك والقشريات والضفادع وبعض الثِّمار والأعشاب، مدرّب على اصطياد طيور الماء.

كَلَب [مفرد]:
1 - مصدر كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في ° مستشفى الكَلَب: مكان الاستشفاء من داء الكَلَبِ.
2 - (طب) مرض جنون الكلاب، وهو مُعدٍ خبيث ينتقل فيروسُه باللُّعاب من بعض الحيوانات وخاصّة الكلاب إلى الإنسان، ومن ظواهره هياج جنونيّ واضطرابات عصبيَّة تشنجيّة وسيلان اللُّعاب فالشلل ثم الموت. 

كَلِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كلِبَ/ كلِبَ على/ كلِبَ في. 

كَلْبَتان [مثنى]:
1 - أداة تُخْلع بها الأسنان، ويقال لها كذلك كلاّبة "استعمل الطبيب كلبتين في خلع سِنّه".
2 - أداة يأخذ بها الحدّاد الحديدَ المُحَمَّى، ويقال لها كذلك كلاّبة. 

كَلْبيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حيوانات من اللّواحم، تشمل الكلبَ والذئبَ وابنَ آوى والثَّعلب. 
الْكَاف وَاللَّام وَالْبَاء

الكَلْب: كل سَبْع عَقُور، وَفِي الحَدِيث: " أما تخَاف أَن ياكلك كَلْب الله " فجَاء الْأسد لَيْلًا فاقتلع هامته من بَين أَصْحَابه.

وَقد غَلَب الْكَلْب النابح على هَذَا النَّوْع النابح. وَالْجمع: أكلُب.

وأكالب: جمع الْجمع.

وَالْكثير: كِلاب.

وكِلاب: اسْم رجل، سمّي بذلك، ثمَّ غلب على الحيّ والقبيلة، قَالَ:

وإنّ كِلاباً هَذِه عشرُ أبْطُنٍ ... وَأَنت بَرِيء من قبائلها العَشْرِ

أَي: بطُون كلاب عشر أبطن.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كلاب اسْم للْوَاحِد، وَالنّسب إِلَيْهِ: كِلابيّ. يَعْنِي: أَنه لَو لم يكن كلاب اسْما للْوَاحِد وَكَانَ جمعا لقيل فِي الْإِضَافَة إِلَيْهِ: كَلْبيّ.

وَقَالُوا فِي جمع كلاب: كلابات، قَالَ:

أحبّ كلب فِي كلابات الناسْ

إليّ نَبْحا كلبُ أم العَبّاسْ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: ثَلَاثَة كلاب، على قَوْلهم: ثَلَاثَة من الْكلاب. قَالَ: وَقد يجوز أَن يَكُونُوا أَرَادوا: ثَلَاثَة أكلُب، فاستغنوا بِبِنَاء أَكثر الْعدَد على أقلِّه.

والكلِيب والكالِب: جمَاعَة الكِلاب، فالكليب كالعبيد، والكالب: كالجامِل والباقِر.

وَرجل كالِب، وكَلاّب: صَاحب كِلاب.

وَقيل: سائس كِلاب.

ومُكَلِّب: مُضَرٍّ للكلاب على الصَّيْد، مُعَلِّم لَهَا.

وَقد يكون التكليب وَاقعا على الفَهْد وسباع الطير، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا علَّمتم من الْجَوَارِح مُكلِّبين) فقد دخل فِي هَذَا الفهد والبازي والصقر والشاهين وَجَمِيع أَنْوَاع الْجَوَارِح.

وَذُو الكَلْب: رجل، سمّي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ كلب لَا يُفَارِقهُ.

والكلبة: أُنْثَى الْكلاب.

وَجَمعهَا: كَلَبات، وَلَا تكسَّر.

وَأم كَلْبَة: الحُمَّى، أضيفت إِلَى أُنْثَى الْكلاب. وَأَرْض مَكْلَبة: كَثِيرَة الْكلاب.

وكَلِب الكَلْبُ، واستكلب: ضَرِي وتعوَّد أكل النَّاس.

وكَلِب الكَلْبُ كَلَبا، فَهُوَ كَلِب: أكل لحم الْإِنْسَان فَأَخذه لذَلِك سُعَار وداء شِبْه الْجُنُون.

وَقيل: الكَلَب: شبه جُنُون الْكلاب.

وكَلِب الرجل كَلَبا: عضَّه الكَلْب الكَلِب فَأَصَابَهُ مثل ذَلِك.

وَرجل كَلِب من رجال كَلِبينَ، وكَلِيب من قوم كَلْبَى، وَقَول الكُمَيْت:

أحلامُكم لسَقَام الْجَهْل شافيةٌ ... كَمَا دماؤكُمُ يُشْفَى بهَا الكَلَبُ

قَالَ اللحيانيّ: إنَّ الرجل الكَلِب يَعضّ إنْسَانا فياتون رجلا شريفا فيقَطِّر لَهُم من دم إصبعه فيسقون الكَلِبَ فَيبرأ.

والكَلاَب: ذهَاب الْعقل من الكَلَب.

وَقد كُلَب.

وكَلِبت الْإِبِل كَلَباً: أَصَابَهَا مثل الْجُنُون الَّذِي يحدث عَن الكَلَب.

وأكلب الْقَوْم: كَلِبت إبلُهم، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

وَقوم يُهينون أعراضَهم ... كَوَيْتُهُمُ كيَّة المُكْلِبِ

والكَلَب: الْعَطش، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن صَاحب الكَلَب يعطش فَإِذا رأى المَاء فزع مِنْهُ.

وكَلِب عَلَيْهِ كَلَباً: غضب، فَأشبه الرجل الكَلِب.

وكَلِب: سَفِه فَأشبه الكَلْب.

وكَلِب الرجل يَكْلب، واستكلب: إِذا كَانَ فِي قَفْر فنبح لتسمعه الْكلاب فتنَبح فيستدِلّ بهَا، قَالَ:

ونبح الكِلابِ لمستكلِب

والكَلْب: ضرب من السّمك على شكل الكَلْب. والكَلْب من النُّجُوم: بحِذاء الدَّلْو من أَسْفَل، وعَلى طَرِيقَته نجم أَحْمَر يُقَال لَهُ الرَّاعِي.

والكَلْبان: نجمان صغيران كالملتزِقَين بَين الثُرَيّا والدَّبَران.

وكلاب الشتَاء: نُجُوم أوَّله، وَهِي الذِّرَاع والنثْرة والطَّرْف والجبْهة. وكل هَذِه النُّجُوم إِنَّمَا سميت بذلك على التَّشْبِيه بالكلاب.

ودهر كَلِب: مُلِحٌّ على أَهله بِمَا يسوؤهم. مشتقٌ من الكَلْب الكَلِب.

وكُلْبة الزَّمَان: شدّة حَاله وضيقه، من ذَلِك.

والكُلْبة، والكُلُبة: شدّة الشتَاء وجهده، مِنْهُ أَيْضا، أنْشد يَعْقُوب:

أنجمت قِرّة الشتَاء وَكَانَت ... قد أَقَامَت بكُلْبة وقِطَار

وَبقيت علينا كُلْبة من الشتَاء، وكُلُبة: أَي بقيَّة شِدَّة، وَهُوَ من ذَلِك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكُلْبة: كل شدَّة من قبل الْقَحْط وَالسُّلْطَان وَغَيره.

وَهُوَ فِي كُلْبة من الْعَيْش: أَي ضيق.

وعام كَلِب: جَدب، وَكله من الكَلَب.

وكالَب الرجل مُكَالَبَة، وكِلابا: ضايقه كمضايقة الكِلاب بَعْضهَا بَعْضًا عِنْد المهارشة، وَقَول تأبط شرّا:

إِذا الْحَرْب أولتك الكَلِيبَ فولِّها ... كَليبَك وَاعْلَم أَنَّهَا سَوف تنجلي

قيل فِي تَفْسِيره قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه أَرَادَ بالكلِيب: المكالِب الَّذِي تقدم. وَالْقَوْل الآخر: أَن الكَلِيبَ مصدر كَلِبَت الْحَرْب، وَالْأول أقوى.

وكَلِب على الشَّيْء كَلَبا: حَرَص عَلَيْهِ حِرْص الكَلْب.

وتكالب النَّاس على الْأَمر: حرصوا عَلَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ كِلاب.

والمُكالِب: الجَرِيُّ، يَمَانِية، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يلازم كملازمة الكِلاب لما تطمع فِيهِ.

وكَلِب الشّوك: إِذا شُقّ ورقه فعَلِق كعَلَق الْكلاب.

والكَلْبة، والكَلِبَة: من الشِّرْس وَهُوَ صغَار شجر الشوك. وَهِي تشبه الشُّكَاعَي، وَهِي من الذُّكُور. وَقيل: هِيَ شَجَرَة شاكَة من العِظاه لَهَا جِرَاء، وكل ذَلِك تَشْبِيه بالكَلْب.

وَقد كَلِبت: إِذا انجر دورقُها، واقشعَرَّت فعلِقت الثِّيَاب، وآذت من مرَّ بهَا كَمَا يفعل الكَلْبُ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو الدُّقيش: كَلِب الشّجر فَهُوَ كَلِب: إِذا لم يجد ريه فخشن من غير أَن تذْهب ندُوتَّه فعلق ثوب من مَرَّ بِهِ كالكلْب.

والكَلِبة من الشّجر أَيْضا: الشَّوْكَة الْعَارِية من الأغصان، وَذَلِكَ لتعلّقها بِمن مر بهَا كَمَا تفعل الْكلاب.

وكف الكَلْبِ: عُشبة منتشرة تنْبت بالقيعان وبلاد نجد يُقَال لَهَا ذَلِك إِذا يَبِسَتْ تشبه بكف الكَلْب الحيواني، وَمَا دَامَت خضراء فَهِيَ الكَفْنة.

وَأم كَلْب: شُجيرة شاكة تنْبت فِي غلظ الأَرْض وجبالها، صفراء الْوَرق خشناء، فَإِذا حركت سَطَعت بأنتن رَائِحَة وأقبحها، سميت بذلك لمَكَان الشوك، أَو لِأَنَّهَا تنتن كالكَلْب إِذا أَصَابَهُ الْمَطَر.

والكُلاَّب، والكَلُّوب: السَّفُّود، لِأَنَّهُ يَعْلُق الشِّواء ويتخلَّله، هَذِه عَن اللحياني.

والكَلُّوب والكُلاَّب: حَدِيدَة معطوفة كالخُطَّاف.

وكلاليب الْبَازِي: مخالبه، كل ذَلِك على التَّشْبِيه بمخالب الْكلاب وَالسِّبَاع.

وكلاليب الشّجر: شوكه، لذل أَيْضا.

وكالبت الْإِبِل: رعت كلاليب الشّجر.

وَقد تكون المكالبَة: ارتعاء الخشن الْيَابِس، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا لم يكن إلاَّ القَتَادُ تنزَّعت ... مناجلُها أصل القَتَاد المكالِب

والكَلْب: المسمار فِي قَائِم السَّيْف الَّذِي فِيهِ الذُّؤَابة لتعلّقه بهَا.

وَقيل: كَلْب السَّيْف: ذُؤابته.

والكَلْب: حَدِيدَة تكون فِي طَرَف الرَّحْل تعلَّق مِنْهَا الأداوى، قَالَ يصف سِقَاء:

وأشعثَ منجوبٍ شَسيف رمت بِهِ ... على المَاء إِحْدَى اليَعْمَلات العرامس

فاصبح فَوق المَاء رَيَّان بَعْدَمَا ... أَطَالَ بِهِ الكلبُ السُّرَى وهْو ناعِسُ والكُلاَّب: كالكَلْب.

وكل مَا أوُثِق بِهِ شَيْء: فَهُوَ كَلْب، لِأَنَّهُ يعقله كَمَا يعقل الكلبُ من علقه.

والكلبتان: اللَّتَان تكون مَعَ الحَدّاد.

قَالَ ثَعْلَب: تَقول: هَاتَانِ ذواتا كلبتين، وَهَذِه ذَوَات كلبتين، وكل مَا سمي بِاثْنَيْنِ: فَكَذَلِك.

والكَلْب: سَيْر أَحْمَر يَجْعَل بَين طَرَفي الْأَدِيم.

والكُلْبة: الخُصْلة من اللَّيف أَو الطَّاقَة مِنْهُ تسْتَعْمل كَمَا يسْتَعْمل الإشْفَي الَّذِي فِي رَأسه جٌحْر يَجْعَل السّير فِيهِ، كَذَلِك الكُلبة يُجعل الْخَيط أَو السّير فِيهَا وَهِي مثنيَّة فيُدْخل فِي مَوضِع الخَرْز ويُدْخِل الخارز يَده فِي الْإِدَاوَة ثمَّ يمدّه.

وكَلَبت الخارزة السّير تكلُبه كَلْبا: قَصُر عَنْهَا السَّير فثنَتْ سَيْرا يدْخل فِيهِ رَأس الْقصير حَتَّى يخرج مِنْهُ، قَالَ:

كأنّ غَرّ مَتْنِه إِذْ نجنُبُهْ ... سَيْرُ صَناعٍ فِي خَرِيز تَكْلُبُه

واكْتلَب الرجل: اسْتعْمل هَذِه الكُلْبة، هَذِه وَحدهَا عَن اللحياني.

وكَلَب الْبَعِير يكلبُه كَلْبا: جمع بَين جَريره وزمامه بخيط فِي البُرَة.

والكَلْب: القِدّ.

وَرجل مُكلَّب: مشدود بالقِدّ، قَالَ طُفَيْل:

فباء بقتلانا من الْقَوْم مثلُهم ... وَمَا لَا يُعَدّ من أسِير مكلَّبِ

وَقيل: هُوَ مقلوب عَن مكَبَّل.

والكَلْب: طرف الأكمة.

والكُلْبة: حَانُوت الخمَّار، عَن أبي حنيفَة. وكَلْب، وَبَنُو كَلْب، وَبَنُو أكْلُب، وَبَنُو كَلْبة، كلهَا: قبائل.

وكُلَيب: اسْم.

والكَلْب: جبل بِالْيَمَامَةِ، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذْ يرفع الْآل رَأس الْكَلْب فارتفعا

والكَلَبات: هضبات مَعْرُوفَة هُنَالك.

والكُلاَب: مَوضِع.

والكَلْب: فرس عَامر بن الطُفيل.

والكَلَب: القيادة.

والكَلْتَبانُ: القَوّاد، مِنْهُ حَكَاهُمَا ابْن جني يرفعهما إِلَى الاصمعي، وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ فِي الامثلة فَعْتَلان، وأمثل مَا يُصْرَف إِلَيْهِ ذَلِك أَن يكون الْكَلْب ثلاثيا، والكَلْتَبَان رباعيّا كزَرِم وازرأمّ، وضَفَدَد واضفَأَدّ.
كلب
: (الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ) ، كَذَا فِي الصَّحاح، والمُحْكَم، ولسان الْعَرَب. وَفِي شُمُوله للطَّيْر نَظَرٌ. قَالَه الشِّهابُ الخَفَاجِيُّ فِي أَوّل الْمَائِدَة. (و) قد (غَلَبَ) الكَلْبُ (عَلَى هَذَا) النَّوْعِ (النَّابِحِ) . قَالَ شيخُنا بل صَار حَقِيقَة لُغَوِيّة فِيهِ، لَا تَحْتَمِلُ غيرَهُ، ولذالك قَالَ الجوهريّ، وغيرُه: هُوَ معروفٌ، وَلم يحتاجُوا لتعريفه، لشُهْرته. ورُبَّمَا وُصفَ بِهِ، يُقَالُ: رَجُلٌ كَلْبٌ، وامْرَأَةٌ كَلْبَةٌ. (ج: أَكْلُبٌ، و) جمعُ الجمعِ (أَكَالِبُ، و) الكثيرُ: (كِلاَبٌ، و) قَالُوا فِي جمع كِلاب: (كِلاَباتٌ) ؛ قَالَ:
أَحَبُّ كَلْبٍ فِي كِلاباتِ النَّاسْ
إِلَيَّ نَبْحاً كَلْبُ أُمِّ العَبّاسْ
وَفِي الصَّحاح: الأَكَالِيبُ جمعُ أَكْلُب. وَقَالَ سِيبَوَيْه: وقالُوا: ثلاثَةُ كِلابٍ، على قَوْلهم ثلاثةٌ من الْكلاب. قَالَ: وَقد يجوزُ أَن يكونُوا أَرادُوا ثلاثةَ أَكْلُبٍ، فاستغنوا بِبِناءِ أَكثرِ العَدَد عَن أَقلِّه.
(و) قد غَلَبَ أَيضاً على (الأَسَدُ) ، هاكذا فِي نُسختنا، مخفوضاً، مَعْطُوفًا على النّابح، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة. وَفِي الحَدِيث: (أَمَا تَخَافُ أَنْ يَأْكُلَكَ كَلْبُ اللَّه؟ فجاءَ الأَسَدُ لَيْلاً، فاقْتَلَعَ هامَتَهُ من بينِ أَصحابِه) .
(و) الكَلْبُ: (أَوَّلُ زِيَادَةِ الماءِ فِي الوادِي) ، كَذَا فِي النِّهَايَة.
(و) الكَلْبُ: (حَدِيدَةُ الرَّحَى فِي رَأْسِ القُطْبِ) .
(و) الكَلْبُ: (خَشَبَةٌ يُعْمَدُ بهَا الحائطُ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) الكَلْبُ (سَمَكٌ) على هَيْئَتِهِ.
(و) الكَلْبُ: (القِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه رَجُلٌ مُكَلَّبٌ، أَي: مشدودٌ بالقِدّ. وسيأْتي بيانُ ذالك.
(و) الكَلْبُ: (طَرَفُ الأَكَمَةِ) . (و) الكَلْبُ: (المِسْمَارُ فِي قائِمِ السَّيْفِ) الّذِي فِيهِ الذُّؤَابَةُ، لِتُعَلِّقَهُ بهَا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكَلْبُ: مِسْمَارُ مَقْبِضِ السَّيْفِ، وَمَعَهُ آخَرُ، يُقَال لَهُ: العجوزُ.
(و) الكَلْبُ: (سَيْرٌ أَحْمَرُ يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَيِ الأَدِيمِ) إِذا خُرِزَ، واسْتَشْهَدَ عليهِ الجَوْهَريُّ بقولِ دُكَيْنِ بْنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ يَصِفُ فَرَساً:
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ
سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ
وغَرُّ مَتْنِهِ: مَا يُثْنَى من جِلْدِه. وَعَن ابْنِ دُرَيْدٍ: الكَلْبُ: أَنْ يَقْصُرَ السَّيْرُ على الخارِزَةِ، فتُدْخِلَ فِي الثَّقْبِ سَيْراً مَثْنِيّاً، ثمَّ تَرُدَّ رَأْسَ السَّيْرِ النَّاقِصِ فِيهِ، ثُمَّ تُخْرِجَهُ. وأَنشد رَجَزَ دُكَيْنٍ أَيضاً. (و) الكَلْبُ: (ع بَيْنَ قُومِسَ والرَّيِّ) ، مَنْزِلٌ لِحاجِّ خُرَاسانَ.
(وأُطُمٌ) نَحْوَ اليَمَامَةِ، يُقَال لَهُ: رَأْسُ الكَلْب (و) قيلَ: هُوَ (جَبَلٌ باليَمَامَةِ) ، هَكَذَا ذكره ابْنُ سِيدَهْ، وَاسْتشْهدَ بقول الأَعشى:
إِذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فارْتَفَعَا
(و) الكَلْبُ (مِنَ الفَرَسِ: الخَطُّ) الّذي (فِي وَسَطِ ظَهْرِهِ) مِنْهُ، تَقول: اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسِهِ.
(و) الكَلْبُ: (حَدِيدَةٌ) عَقْفَاءُ، تكونُ (فِي طَرَفِ الرَّحْلِ) ، يُعَلَّقُ فِيهَا الزّادُ والأَدَاوَى، قَالَ الشّاعرُ يَصِفُ سِقَاءً:
وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ بِهِ
عَلى الماءِ إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرَامِسِ
فأَصْبَحَ فَوْقَ الماءِ رَيّانَ بَعْدَمَا
أَطَالَ بِهِ الكَلْبُ السُّرَى وَهْوَ ناعِسُ
(كالكَلاَّبِ، بِالْفَتْح) والتّشديد.
(و) قيل: الكَلْبُ: (ذُؤابَةُ السَّيْفِ) بنَفْسِها.
(وكُلُّ مَا وُثِّقَ) . وَفِي بعض النُّسَخ: أُوثِقَ (بِهِ شَيْءٌ) ، فَهُوَ كَلْبٌ، لأَنّه يَعْقلُه كَمَا يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَهُ.
(و) الكَلَب، (بالتَّحْرِيكِ: العَطَشُ) من قَوْلهم: كَلِبَ الرَّجُلُ كَلَباً، فَهُوَ كَلِبٌ، إِذا أَصابَهُ داءُ الكِلاَب، فماتَ عَطَشاً، لأَنّ صاحِبَ الكَلَب يَعْطَشُ فإِذا رأَى الماءَ، فَزِعَ مِنْهُ.
(و) الكَلَبُ: (القَيادَةُ) ، بالكَسْر، (كالمَكْلَبَةِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ الأَصَمَعِيّ: (ومِنْهُ) اشتقاقُ (الكَلْتَبانِ) بِتَقْدِيم المُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة على الموَحَّدة (لِلْقَوّادِ) وَهُوَ الّذي تقولُهُ العامّة: القَلْطَبَانُ، أَو: القَرْطَبَانُ، والتّاءُ على هاذا زائدةٌ، حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعْرَابيّ يَرفُعُهُمَا إِليه، وَلم يذكر سِيَبَوَيْهِ فِي الأَمْثلة فَعْتَلان قَالَ ابْنُ سِيدَه: وأَمْثَلُ مَا يُصْرَفُ إِليه ذالك أَن يكونَ الكَلَبُ ثُلاثِيّاً، والكَلْتَبَانُ رُبَاعِيّاً، كَزرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَأَدَّ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) الكَلَبُ: (وُقُوعُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكَرَةِ) وَهُوَ المَرْسُ والخَصْبُ.
(و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (الحِرْصُ) كَلِبَ على الشَّيْءِ كَلَباً: إِذا اشتَدَّ حِرْصُه على طَلَبِ شيءٍ. وَقَالَ الحَسَنُ: (إِنَّ الدُنْيا لَمَّا فُتِحَتْ على أَهلِها، كَلِبُوا عَلَيْهَا واللَّهِ أَسْوَأَ الكَلَبِ وعَدَا بعضُهم على بعضِ بالسَّيْفِ) . وَقَالَ فِي بعضِ كَلَامه: (وأَنْتَ تَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَماً، وجارُك قد دَمِيَ فُوهُ من الجُوعِ كَلَباً) أَي: حِرْصاً على شَيْءٍ يُصِيبُهُ.
وَمن المَجَاز: تَكَالَبَ النّاسُ على الأَمْرِ: حَرَصُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَأَنَّهم كِلاَبٌ.
(و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (الشِّدَّةُ) فِي حديثِ عليَ، رضِيَ الله عَنهُ، كتب إِلى ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِين أَخَذَ مالَ البَصْرَةِ: (فلَمَّا رأَيتَ الزَّمَانَ على ابْنِ عَمِّك قَدْ كَلِبَ، والعَدُوَّ قد حَرِبَ) كَلِبَ: أَي اشْتَدَّ، يُقَال: كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله: إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِم، واشْتَدَّ. وَفِي الأَساس فِي المَجَاز: سائلٌ كَلِبٌ: شَدِيدُ الإِلْحَاحِ. وَمَا ذكر شيخُنا من قَوْله: ظاهرُهُ الإِطلاقُ، إِلى آخِره، فإِنّه سيأْتي فِي الكُلْبَة، وَقد اشْتَبَه عَلَيْهِ، فَلَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ. (و) الكَلَبُ: (الأَكْلُ الكَثِيرُ بِلَا شِبَعٍ) ، نَقله الصّاغَانيُّ. (و) من المَجَاز: الكَلَبُ: (أَنْفُ الشِّتَاءِ) وحِدَّته، يقالُ: نحنُ فِي كَلَبِ الشِّتاءِ، وكُلْبَتِه.
(و) الكَلَبُ: (صِيَاحُ مَنْ عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ) .
كَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً فَهُوَ كَلِبٌ، واسْتَكْلَب: ضَرِيَ وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ. (و) قيل: الكَلَبُ: (جُنُونُ الكِلابِ المُعْتَرِي مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الإِنْسَانِ) ، فيأْخُذُهُ لِذالك سُعارٌ وداءٌ شِبْه الجُنُونِ. (و) قيل: الكَلَبُ: (شِبْهُ جُنُونِها) ، أَي: الكلابِ، (المُعْتَرِي للإِنْسَانِ مِنْ عَضِّها) . وَفِي الحَدِيث: (يَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقوامٌ تَتَجَاَى بهِمُ الأَهْوَاءُ كَمَا يتجَارَى الكَلَبُ بصاحِبِه) هُوَ، بالتحْرِيك: داءٌ يُعْرِضُ للإِنسان من عَضِّ الكَلْبِ الكَلِبِ، فيُصِيبُهُ شِبْهُ الجُنُونِ، فَلَا يَعَضُّ أَحَداً إِلاّ كَلِبَ، ويَعْرِضُ لَهُ أَعراضٌ رَديئةٌ، ويَمتنعُ من شُرْبِ الماءِ حتّى يموتَ عَطَشاً. وأَجمعت العربُ أَنّ دواءَهُ قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِك يُخْلَطُ بماءٍ فَيُسْقَاهُ (و) مِنْهُ يُقَالُ: (كَلِبَ) الرَّجُلُ، (كَفَرِحَ) : إِذا (أَصابَهُ ذالِكَ) أَي: عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ. ورجلٌ كَلِبٌ، من رِجَال كَلِبِين، وكَلِيبٌ، من قَومٍ كَلْبَى.
وقولُ الكُمَيْتِ:
أَحْلامُكُمْ لِسَقامِ الجَهْلِ شَافِيَةٌ
كَمَا دِمَاؤُكُمُ يُشْفَى بِهَا الكَلَبُ
قَالَ اللِّحْيَانيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ الكَلِبَ يَعَضُّ إِنْساناً، فيأْتُونَ رجلا شَريفاً، فَيَقْطُرُ لَهُم من دم إِصْبَعِهِ، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبْرَأُ.
وَفِي الصَّحاح: الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنون، وَلم يَخُصّ الكِلاَبَ.
وَعَن اللَّيْثِ: الكَلْبُ الكَلِبُ: الّذِي يَكْلَبُ فِي أَكْلِ لُحُوم النّاس فيأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَرَ إِنْساناً كَلِبَ المَعقورُ وأَصابَه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْب، ويُمَزِّق ثِيابَهُ عَن نَفْسِه، ويَعْقِرُ مَنْ أَصابَ، ثمَّ يَصيرُ أَمرُه إِلى أَنْ يأْخُذَهُ العُطاشُ، فيموتَ من شِدَّةِ العَطَشِ، وَلَا يَشْرَبُ.
وَقَالَ المُفَضَّلُ: أَصْلُ هاذا أَنَّ دَاء يقعُ على الزَّرْعِ، فَلَا يَنْحَلُّ، حتّى تَطْلُعَ عَلَيْهِ الشّمْسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ مِنْهُ المالُ، قبل ذالك مَاتَ، قَالَ: وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنّه: (نَهَى عَن سَوْمِ اللَّيْلِ) أَي: عَن رَعْيِهِ، ورُبَّما نَدَّ بَعيرٌ، فأَكَلَ من ذالك الزَّرْعِ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فإِذا أَكله ماتَ، فيأْتِي كَلْبٌ فيأْكُلُ من لحْمِه فيَكْلَبُ، فإِنْ عضَّ إِنساناً، كَلِبَ المعضوضُ، فإِذا سمع نُباحَ كَلْب، أَجابَه.
وَفِي مجمع الأَمْثَال والمُسْتَقْصَى: (دِماءُ المُلُوكِ أَشْفَى من الكَلَبِ) . ويُرْوَى: دِمَاءُ المُلُوكِ شِفَاءُ الكَلَبِ. ثمَّ ذَكَرَ مَا قدّمْنَاهُ عَن اللِّحْيَانيّ.
قَالَ شيخُنَا: وَدفع بعضُ أَصحاب الْمعَانِي هَذَا، فَقَالَ: معنى المَثَلِ: أَنّ دَمَ الكَريمِ هُوَ الثّأْرُ المُنِيمُ، كَمَا قَالَ القائلُ:
كَلِبٌ مِنْ حسِّ مَا قَدْ مَسَّنِي
وأَفَانِين فُؤادِ مُخْتَبَلْ
وكما قيل:
كَلِبٌ بِضَرْبِ جَمَاجِمٍ ورِقَابِ
قَالَ: فإِذا كَلِبَ من الغَيْظ والغَضَب فأَدْرَكَ ثأْرَه، فذالك هُوَ الشِّفاءُ من الكَلَب، لَا أَنَّ هُنَاكَ دِمَاءً تُشْرَبُ فِي الْحَقِيقَة، اه.
(و) كَلِبَ عَلَيْهِ كَلَباً: (غَضِبَ) فأَشْبَهَ الرَّجُلَ الكَلِبَ.
(و) كَلِبَ: (سَفِهَ) ، فأَشْبَهَ الكَلِبَ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَةَ: قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: كَلِبَ (الشَّجَرُ) ، فَهُوَ كَلِبٌ: إِذا (لَمْ يَجِدْ رِيَّهُ، فخَشُنَ وَرَقُهُ) من غيرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ، (فَعلِقَ ثَوْبَ مَنْ مَرَّ بِهِ) ، وآذَى كَمَا يَفعَلُ الكَلْبُ.
(و) كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهلِه؛ وَكَذَا العَدُوُّ، و (الشِّتَاءُ) : أَي (اشْتَدَّ) .
(و) يقالُ: (أَكْلَبُوا) : إِذا (كَلِبَتْ إِبِلُهُمْ) ، أَي: أَصابَها مثلُ الجُنُونِ الّذِي يَحْدُثُ عَن الكَلَبِ، قَالَ النّابغةُ الجَعْدِيُّ:
وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْرَاضَهُم
كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ
(والكُلْبَةُ، بالضَّمِّ) مثلُ الجُلْبَة: (الشِّدَّةُ) من الزَّمَان، وَمن كلّ شَيْءٍ.
(و) الكُلْبَةُ من الْعَيْش: (الضِّيقُ) . وَقَالَ الكِسائيُّ: أَصابَتْهُمْ كُلْبَةٌ من الزَّمان فِي شِدَّة حالِهم وعيشهم، وهُلْبَةٌ من الزَّمَان، قَالَ: وَيُقَال: هُلْبَةٌ من الحَرِّ والقُرّ، كَمَا سَيَأْتِي. (و) قَالَ أَبو حنيفةَ: الكُلْبَةُ: كُلُّ شدّة من قِبَلِ (القَحْط) ، والسُّلْطَانِ، وغيرِه.
وعامٌ كَلبٌ: أَي جَدْبٌ.
وكلّه من الكَلَبِ.
(و) الكُلْبَةُ: (حَانُوتُ الخَمّارِ) ، عَن أَبي حنيفةَ، وَقد استعملها الفُرْسُ فِي لسانهم.
(و) فِي حَدِيث ذِي الثَّدَيَّةِ: (يَبْدُو فِي رأَسِ ثَدْيِه شُعَيْرَاتٌ كأَنَّها كُلْبَةُ كَلْبِ) ، يَعْنِي: مخالبَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هاكذا قَالَ الهَرَوِيّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كَأَنَّهَا كُلْبَةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبَةُ سِنَّوْرٍ، وَهِي (الشَّعَرُ النّابِتُ فِي جانِبَيْ خَطْمِ الكَلْبِ والسِّنَّوْرِ) ، قَالَ: وَمن فَسَّرَهَا بالمَخَالب، نظرا إِلى مجيءِ الكَلاليبِ فِي مَخَالِب البازِي، فقد أَبْعَدَ.
(و) كُلْبَةُ: (ع بديارِ بَكْرِ) بْنِ وَائِل.
(و) الكُلْبَةُ: (شدَّةُ البَرْد) . وَفِي الْمُحكم: شِدَّةُ الشِّتَاءِ وجَهْدُهُ مِنْهُ، أَنشد يَعْقُوبُ:
أَنْجَمَتْ قرَّةُ الشِّتَاءِ وكانَتْ
قد أَقامَتْ بِكُلْبَة وقطَارِ وَكَذَلِكَ: الكَلَبُ، بالتَّحريك.
وبقيتَ علينا كُلْبَةٌ من الشّتاءِ، وَكَلَبَةٌ: أَي بقيّةُ شِدّةٍ.
(و) الكُلْبَةُ: (السَّيْرُ، أَو الطَّاقَةُ) ، أَو الخُصْلَةُ (من اللِّيفِ، يُخْرَزُ بِها) .
وكَلَبَت الخارِزَةُ السَّيْرَ تَكْلُبُهُ كَلْباً، قَصُرَ عَنْهَا السَّيْرُ، فثَنَتْ سَيْراً تُدْخِلُ فِيهِ رَأْسَ القَصيرِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ. قَالَ دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيُّ يَصِفُ فَرَساً:
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجنَبُهْ
سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهُ
وَقد تَقدَّم هاذا الإِنْشَاد.
عبارَة لِسَان الْعَرَب: الكُلْبَة: السَّيْرُ وَرَاءَ الطَّاقَةِ من اللِّيفِ، يُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتعملُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رَأْسه جُحْرٌ يُدْخَلُ السَّيْرُ أَو الخَيْطُ فِي الكُلبَة وَهِي مَثْنِيَّةٌ، فَيَدْخُلُ فِي مَوضعِ الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَهُ فِي الإِداوَة، ثُمَّ يَمُدُّ السَّيْرَ أَو الخَيْطَ فِي الكُلْبَة. والخارِزُ يقالُ لَهُ: مُكْتَلِبٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: الكَلْبُ: خَرْزُ السَّيْر بيْنَ سَيْرَيْنِ، كَلَبْتُهُ أَكْلُبُهُ، كَلْباً.
واكْتَلَبَ الرَّجُلُ: اسْتعمَلَ هاذه الكُلْبَة، هاذه وَحْدَها عَن اللِّحْيَانيّ. والقولُ الأَوّل كذالك قولُ ابنِ الأَعرابيّ.
(و) الكَلْبَةُ، (بالفَتْح) من الشَّرْسِ، وَهُوَ صِغَارُ شَجَرِ الشَّوْكِ، وَهِي تُشْبِهُ الشُّكَاعَى وَهِي من الذُّكُور، وَقيل: هِيَ (شجَرَةٌ شاكَةٌ) من العِضاه، وَلها جِرَاءٌ (كالكَلِبَةِ، بِكَسْر اللاّمِ) . وكُلُّ ذالك تَشبيهٌ بالكَلْبِ.
وَقد كَلِبَت الشَّجَرَةُ: إِذا انْجَرَدَ وَرَقُهَا، واقْشَعَرَّت، فعَلِقَتِ الثِّيَابَ، وآذَتْ مَن مَرَّ بهَا، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.
وَمن المَجَاز: أَرْضٌ كَلبَةٌ: إِذا لم يَجِدْ نَبَاتُها رِيّاً، فَيَيْبَسُ. وأَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ: إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ. وَعَن أَبي خَيْرَةَ: أَرْضٌ كَلِبَةٌ، أَي: غليظةٌ، قُفّ، لَا يكون فِيهَا شَجَرٌ، وَلَا كَلأٌ، وَلَا تكونُ جَبَلاً. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ، أَي خَشِنَةٌ يابِسةٌ، لم يُصِبْها الرَّبِيعُ بَعْدُ، وَلم تَلِنْ.
(و) الكَلِبَة من الشَّجَر أَيضاً: (الشَّوْكَةُ العارِيَةُ من الأَغْصَانِ) اليابسَة المُقْشَعَرَّةُ الفاردةُ، وَذَلِكَ لِتَعَلُّقِها بِمن يَمُرُّ بهَا كَمَا تَفْعَل الكلابُ.
(و) الكَلِبَة: (ع بعُمَانَ) على السّاحِلِ، وقَيَّدَه الصّاغانِيُّ بِفَتْح فَسُكُون، وَهُوَ الصَّواب.
(والكَلْبَتَانِ) ، بِتَقْدِيم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: (مَا يَأْخُذُ بِهِ الحَدّادُ الْحَدِيد المُحْمَى) ، يُقَال: حَديدةٌ ذَات كَلْبَتَيْنِ وحَديدتانِ ذَواتا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن.
(و) فِي حَدِيث الرُّؤْيا: (وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ) .
(الكَلُّوبُ) كالتَّنُّورِ: (المِهْمَازُ) ، وَهُوَ الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائِض، (كالكُلاَّبِ، بالضَّمّ) والتّشديد، وَهُوَ المِنْشالُ. كَذَا فِي سِفْرِ السّعادة، وسيأْتي للمُصَنِّف أَنّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بهَا اللَّحْمُ، ثمّ قَالَ السَّخَاوِيُّ فِي السِّفْر: وَقَالُوا للمِهْمَازِ أَيضاً: كَلُّوبٌ، ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا فِي معناهُ، انْتهى. قَالَ جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ، وقيلَ: هُوَ لأَبِيهِ الرّاعي:
جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ
والكُلاَّبُ، والكَلُّوب: السَّفُّودُ؛ لاِءَنَّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلُه، وهاذا عَن اللَّحْيَانِيّ. وَقَالَ غيرُهُ: حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ فِي المصادر. وَفِي كتاب الْعين: الكُلاّبُ والكَلُّوبُ: خَشَبَةٌ فِي رأْسِهَا عُقَّافَةٌ، زَاد فِي التَّهْذِيب: مِنْهَا، أَو من حَديدٍ.
(وكَلَبَهُ) بالكُلاّب (ضَرَبَهُ بِهِ) ، قَالَ الكُمَيْتُ:
ووَلَّى بِإِجْرِيَّا وِلاَفِ كَأَنَّه
على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُ
قَالَ ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ: يُضَمُّ أَوَّلُ الكَلُّوب. وَلم يَجِيء فِي شيْءٍ من كَلَام الْعَرَب. قَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْلِيُّ: حكى ابْنُ طَلْحَةَ فِي شَرْحِه: الكُلُّوب: بالضَّمّ، وَلم أَرَهُ لغيره. وَفِي الرَّوْضِ: الكَلُّوبُ، كسَفُّودٍ: حَديدةٌ، مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ، ذاتُ شُعَبٍ، يُعَلَّق بهَا اللَّحْمُ، وَالْجمع كَلاليبُ.
(والمُكَلِّبُ) ، كمُحَدّثٍ: (مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ) ، مُضَرَ لَهَا عَلَيْهِ. وَقد يكونُ التّكليبُ وَاقعا على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ} (الْمَائِدَة: 4) ، فَقَد دَخَلَ فِي هاذا: الفَهْدُ، والبازي، والصَّقْرُ، والشّاهِينُ، وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ.
والكَلاَّبُ: المُكَلِّبُ الَّذِي يُعَلِّمُ الكِلابَ أَخْذَ الصَّيْدِ.
وَفِي حَدِيث الصَّيْدِ: (إِنَّ لي كِلاَباً مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِها) . المُكَلَّبَةُ: المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد، المعَوَّدةُ بالاصطِياد، الّتي قد ضَرِيَتْ بِهِ، والمُكَلِّب، بِالْكَسْرِ: صاحِبُها الّذي يَصطادُ بهَا. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) المُكَلَّبُ، (بالفَتْحِ المُقَيَّدُ) يُقَال: رجل مُكَلَّبٌ: مشدودٌ بالقِدِّ، وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ
وَمَا لَا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ وَقيل: هُوَ مقلوبٌ عَن مُكَبَّل.
وَمن المَجَاز: يُقَال: كَلِبَ عَلَيْهِ القدُّ إِذا أُسرَ بِهِ، فَيبِسَ وعَضَّهُ.
وأَسِيرٌ مُكَلَّب، ومُكَبَّلٌ: أَي مُقَيَّدٌ.
(والكَلِيبُ والكالِبُ) : جَماعةُ الكلابِ. فالكَلِيبُ: جَمْع كَلْب، كالعَبِيد والمَعِيزِ، وَهُوَ جمعٌ عزيزٌ أَي: قليلٌ. قَالَ يَصِفُ مَفَازَةً:
كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها
مُكَاءُ المُكَلِّبِ يَدْعُو الكَلِيبَا
قَالَ شيخُنَا: وَقد اخْتلفُوا فِيهِ، هَل هُوَ جمْعٌ أَو اسْمُ جمْعٍ؟ وصَحَّحُوا أَنّه إِذا ذُكِّرَ، كَانَ اسْمَ جَمْعٍ كالحَجِيج؛ وإِذا أُنِّثَ، كانَ جمْعاً، كالعَبِيد والكَليب. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكالِبُ: كالجامل، والباقر.
ورَجُلٌ كالِبٌ، وكَلاّبٌ: صاحبُ كِلاب، مثلُ تامِر ولابنِ؛ قَالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
سَدا بِيَدَيْه ثُمّ أَجَّ بِسَيْرِهِ
كَأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكَالِبِ
وَقيل: كَلاّبٌ: سائسُ كِلاب.
وَنقل شيخُنا عَن الرَّوْض: الكُلاَّبُ، بالضَّمّ والتَّشْديد: جمع كالِب، وَهُوَ صاحبُ الكِلاب الّذِي يَصِيدُ بهَا.
قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: وقولُ تأَبَّطَ شَرّاً:
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَا
كَلِيبَكَ واعْلَمْ أَنَّها سَوْفَ تَنْجَلِي
قيل فِي تَفْسِيره قَولَانِ: أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالكَلِيبِ المُكَالِبَ، وسيأْتي مَعْنَاهُ قَرِيبا؛ والقولُ الآخرُ أَنَّ الكَلِيبَ مصدَرُ: كَلِبَتِ الحَرْبُ، والأَوّلُ أَقوَى.
(و) من المَجَاز: فلانٌ عَنِيفُ المُطَالَبَةِ، شَنِيعُ المُكَالَبَةِ. (المُكَالَبَةُ: المُشَارَّةُ، والمُضَايَقَةُ) . (و) كَذَلِك (التَّكالُبُ) ، وَهُوَ (التَّوَاثُبُ) ، يُقَال: هم يَتكالَبونَ على كَذَا، أَي: يَتواثبونَ عَلَيْهِ. وكَالَبَ الرَّجُلَ مُكَالَبَةً، وكلاباً: ضَايقَه كمُضَايقَةِ الكلابِ بَعْضهَا بَعْضًا عندَ المُهارشة.
والكَليبُ، فِي قَول تأَبَّطَ شَرّاً، بِمَعْنى المُكالب. (وكَلْبٌ، وَبَنُو كَلْبٍ، وَبَنُو أَكْلُب، وَبَنُو كَلْبَةَ، وَبَنُو كِلابٍ: قبائلُ) من الْعَرَب.
قَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي الإِصابة: حيثُ أُطْلقَ الكَلْبيُّ فَهُوَ من بني كَلْبِ ابْنِ وَبْرَةَ. قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَخو نَمِرٍ وتَنُوخَ، كَمَا فِي مَعارف ابْنِ قُتَيْبَةَ. وَقَالَ العَيْنِيُّ: فِي طيِّىءٍ كَلْبُ ابْن وَبْرَةَ بْنِ تَغْلبَ بْنِ حُلْوَانَ بنِ الْحاف بْنِ قُضاعَةَ. وأَمّا تَغْلِبُ بْنُ وائلٍ، فعَدْنانِيٌّ، وَهَذَا قَحْطانيٌّ.
وأَمَّا كلابٌ، فَفِي قُرَيْش هُوَ ابْنُ مُرَّةَ، وَفِي هَوَازِنَ ابْنُ رَبِيعَةَ بن عامِر بْنِ صَعْصَعَةَ، وَفِيه المَثَلُ:
(ثَوْرُ كلاب فِي الرِّهَانِ أَقْعَدُ)
وَهُوَ فِي أَمثال حَمْزَةَ.
وبَنُو كَلْبَةَ: نُسِبُوا إِلى أُمّهم.
(وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبَةٌ مُنْتَشرَةٌ) ، تَنْبُتُ بالقيعَانِ بِبِلَاد نَجْدٍ، يُقَال لَهَا ذالك إِذا يَبِسَت، تُشَبَّهُ بكَفِّ الكَلْبِ الحَيَوَانِيّ، وَمَا دَامَت خَضْرَاءَ، فَهِيَ الكَفْنَةُ.
(وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكَةٌ) ، تَنْبُتُ فِي غَلْظِ الأَرْضِ وجَلَدِها، صفراءُ الوَرَقِ، حَسْناءُ، فإِذا حُرِّكت، سطَعَتْ بأَنْتَنِ رَائِحَة وأَخبَثها، سُمِّيتْ بذالك لِمَكَانِ الشَّوْك، أَو لاِءَنَّها تُنْتِنُ كالكَلْب إِذا أَصابَه المَطرُ، قَالَ أَبو حنيفَةَ: أَخبَرني أَعرابيٌّ، قَالَ: رُبَّمَا تَخَلَّلَتْهَا الغنمُ، فحاكَّتْها، فأَنْتَنَت، حَتَّى يَتَجَنَّبَها الحَلاّبُ، فتُبَاعَدَ عَن البيوتِ، وَقَالَ: وَلَيْسَت بمَرْعًى.
(والكَلَبَاتُ) ، محرَّكَةً: (هَضَبَاتٌ م) ، أَي معروفةٌ، باليَمَامَة، وَهِي دُونَ المَجَازِ، على طَرِيق اليَمَنِ إِليها من ناحيتها.
(و) الكُلاَبُ، (كَغُراب: ع) قَالَه أَبو عُبَيْد، أَ (وْ ماءٌ) مَعْرُوف لبني تَمِيم، بينَ الكُوفَةِ والبَصْرةِ على سبْعِ لَيال من اليَمَامَةِ أَو نَحْوِها. (لَهُ يَوْمٌ) كانَت عندَهُ وقعةٌ للْعَرَب، قَالَ السَّفّاحُ بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ:
إِنّ الكُلابَ ماؤُنا، فخَلُّوهْ
وساجِراً، وَالله، لَنْ تَحُلُّوهْ
وساجِرٌ: اسْمُ ماءٍ يجْتَمع من السَّيْل.
وَكَانَ أَوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلاَبَ من بني تَمِيمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجاشِعٍ، وَكَانَ من بني تَغْلِبَ. وَقَالُوا: الْكُلابُ الأَوّلُ، والكُلاَبُ الثّاني، وهُمَا يومانِ مشهورانِ للْعَرَب. وَمِنْه حديثُ عَرْفَجَةَ: أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ الكُلاَبِ، فاتَّخَذَ أَثْفاً من فضَّة) . قَالَ أَبو عُبَيْد: كُلاَبٌ الأَوّلُ وكُلاَبٌ الثّاني: يَوْمَانِ كَانَا بينَ مُلُوك كِنْدَةَ وَبني تَمِيم. وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامة موضعٌ يُقالُ لَهُ الكُلابُ أَيضاً، كَذَا قَالُوهُ، والصَّحيح أَنّه هُوَ الأَول.
(و) الكَلاَبُ (كسَحَابِ: ذَهَابُ: العَقْلِ، من الكَلَبِ) مُحَرّكةً.
(وَقد كُلبَ) الرَّجُلُ (كعُنِيَ) إِذا أَصابَهُ ذالك، وَقد تقدّمَ معنى الكَلَبِ.
(ولِسانُ الكَلْبِ: سَيْفُ تُبَّع) اليَمَانِيّ أَبِي كَرِبٍ (كَانَ فِي طُولِ ثَلاثَةِ أَذْرُعٍ، كأَنَّهُ البَقْلُ خُضْرَةً) ، مُشَطَّبٌ، عَريضٌ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) لِسانُ الكَلْبِ: (اسْمُ سُيوف أُخَرَ) ، مِنْهَا: سيفٌ كَانَ لأَوْسِ بْن حارِثَةَ بْنِ لأْمٍ الطّائِيّ، وَفِيه يقولُ:
فإِنَّ لِسَانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتِي
إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِ
وأَيضاً سيفُ عَمْرِو بْنِ زَيْد الكَلْبِيّ، وسَيْفُ زَمْعَةَ بن الأَسودِ بْنِ المُطَّلِبِ، ثمَّ صَار إِلى ابْنِهِ عبدِ الله، وَبِه قَتَلَ هُدْبَةَ بْنَ الخَشْرَمِ.
(وذُو الكَلْبِ: عَمْرُو بن العَجْلانِ) الهُذَليُّ، سُمِّيَ بِهِ لاِءَنّه كَانَ لَهُ كَلْبٌ لَا يُفارِقُه، وَهُوَ من شُعَراءِ هُذَيْلٍ مشهورٌ.
(ونَهْرُ الكَلْبِ) : بَيْنَ بَيْرُوتَ وصَيْدَاءَ من سواحلِ الشَّام.
(وكَلْبُ الجَرَبَّةِ) ، بتَشْديد المُوَحَّدَة: (ع) ، هاكذا نقلَهُ الصّاغانيُّ.
(وكُلاَّبٌ العُقَيْلِيُّ، كَكَتَّان، وَكَذَا) كَلاّبُ (بْنُ حَمْزَةَ) ، وكُنْيَتُهُ (أَبو الهَيْذَامِ) بالذّال الْمُعْجَمَة: (شاعِرانِ) نقلهما الصّاغانيّ والحافظُ.
وفَاتَهُ كَلاَّبُ بْنُ الخُواريّ التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الّذي عَلَّقَ فِيهِ السِّلَفِيُّ.
(والكَالِبُ، والكَلاَّبُ: صاحبُ الكِلابِ) المُعَدَّةِ للصَّيْد، وَقيل: سائسُ كِلاَبٍ، وَقد تقدّم.
(ودَيْرُ الكَلْبِ: بناحِيَةِ المَوْصِلِ) بالقربِ من باعَذْراءَ، كَذَا قَيَّدَهُ الصّاغانيّ بِالْفَتْح، وصوابُهُ بالتّحريك.
(وجُبُّ الكَلْبِ) : تقدّم ذِكرُهُ (فِي جبب) .
(وعَبْدُ اللَّهِ) بْنُ سَعيدِ (بْنِ كُلاّبٍ، كرُمّانٍ) التَّمِيميُّ البِصْرِيّ: (مُتَكَلِّمٌ) ، وَهُوَ رأْسُ الطّائفة الكُلاّبِيّة من أَهل السُّنَّة. كَانَت بينَهُ وبينَ المُعْتَزِلَة مناظراتٌ فِي زمن المأْمونِ، ووَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعينَ ومَائَتَيْنِ. وَيُقَال لَهُ ابْنُ كُلاّبٍ، وَهُوَ لقبٌ، لشدّة مُجَادلتِه فِي مجلسِ المناظرةِ. وهاكذا كَمَا يُقال فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا، لَا أَنّ كُلاَّباً جَدٌّ لَهُ كَمَا ظُنَّ، وَمن الغريبِ قولُ وَالِد الفَخْرِ الرّازيّ فِي آخِر كِتَابه غَايَة المَرام فِي علم الْكَلَام: إِنّه أَخو يَحْيَى بن سَعِيد القَطّانِ المُحَدِّث. وَفِيه نَظَرٌ.
وقَوْلُهم: (الكِلابُ) هِيَ روايةُ الجُمهورِ، وَعَلَيْهَا اقْتصر أَبو عُبَيْدٍ فِي أَمثاله، وثعلبٌ فِي الفَصيح، وغيرُ واحدٍ، (أَو الكِرابُ عَلَى البَقَرِ) بالرّاءِ بدل اللاّم، وبالوَجْهَيْنِ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ، فِي كِتَابه فصْل الْمقَال، نَاقِلا الوجهَ الأَخيرَ عَن الْخَلِيل وابْنِ دُرَيْدٍ، وأَثبتهما المَيْدَانيّ فِي مجمع الأَمثال على أَنهما مَثَلانِ، كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا على حِدَةٍ فِي مَعْنَاهُ. (تَرْفَعُهَا) على الابتداءِ (وتَنْصِبُها) بِفعل مَحْذُوف (أَي: أَرْسِلْها عَلَى بَقَرِ الوَحْشِ. ومَعْنَاهُ) ، على مَا قَدَّرَهُ سِيْبَوَيْهِ: (هَلِّ امْرَأً وصِناعَتَهُ) . قَالَ ابْنُ فَارس فِي الجُمَل: يُرادُ بهاذا الْكَلَام صيد البَقَر بالكِلاب، قَالَ: ويُقَالُ: تأْويلُهُ مثلُ مَا قَالَه سيبَوَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي أَمثاله: من قِلَّة المُبالاة قَوْلهم: الكِلاب على البقَر، يُضْربُ مثلا فِي قلَّة عِنايةِ الرجلِ واهتمامِه بشأن صَاحبه. قَالَ: وهاذا المَثلُ مُبْتَذَلٌ فِي العامَّة، غير أَنّهم لَا يَعرِفُون أَصلَه. وَنقل شيخُنا عَن شُرُوح الفصيح: يجوزُ الرَّفْعُ والنَّصب فِي الرِّوايتَيْنِ، فالرَّفْعُ على الابتداءِ، وَمَا بَعْدَه خبرٌ. وأَما النَّصْب، فعلى إِضمارِ فعلٍ، كأَنّه قَالَ: دَعِ الكِلابَ على البَقَر. وكذالك من روى (الكِرابَ) إِنْ شِئتَ نَصَبْتَ فقلتَ: أَي دَعِ الحَرْثَ على البَقَر، وإِنْ شئتَ رَفَعْتَ على الابتداءِ والخَبَر.
(وأُمّ كَلْبَةَ: الحُمَّى) ، لشدَّةِ ملازمتِها للإِنسان، أُضِيفَت إِلى أُنْثَى الكِلاب.
(وكلَبَ) الرجُلُ (يَكْلِبُ) ، من بَاب ضَرَب، كَذَا هُوَ مضبوط عندَنا، وَمثله الصّاغانيُّ، وَفِي بعضِ النُّسَخ: من بابِ فَرِحَ. (واسْتَكْلَبَ) : إِذا كَانَ فِي قَفْرٍ، ف (نَبَحَ، لِتَسْمَعَهُ الكلابُ، فتَنْبَحَ، فيُستدَلَّ بهَا عَلَيْهِ) أَنَّه قريبٌ من ماءٍ أَو حِلَّة، قَالَ:
ونَبْحُ الكِلابِ لمُسْتَكْلِبِ
(و) كَلِبَ (الكَلْبُ) ، من بَاب فَرِحَ، وَكَذَا اسْتَكْلَبَ: (ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ) ، فأَخَذَهُ لِذالك سُعارٌ، وَقد تَقَدّم.
(و) من المَجَاز: (كَلالِيبُ البَازِي: مَخَالِبُهُ) ، جمعُ كَلُّوب، وَيُقَال: أَنْشَبَ فِيهِ كَلالِيبَه، أَي: مَخَالِبَهُ.
(ومِنَ الشَّجَرِ: شَوْكُهُ) . كلُّ ذالك على التّشبيه بمَخَالبِ الكِلاب والسِّباع. وقولُ شَيخنَا: وَلَهُم فِي الّذي بعدَهُ نَظَرٌ، منظورٌ فِيهِ.
(وكالَبَتِ الإِبِلُ: رَعَتْهُ) ، أَي: كَلالِيبَ الشَّجَرِ. وَقد تكونُ المُكَالَبَةُ ارْتِعاءَ الخَشِنِ اليابِس، وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ الشّاعرُ:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلاّ القَتَادُ تَنَزَّعَتْ
مَنَاجِلُهَا أَصْلَ القَتَادِ المُكَالَبِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ على المؤلّف:
الكَلْبُ من النُّجُومِ بحِذاءِ الدَّلْوِ من أَسْفَلَ، وعَلى طَرِيقَته نَجْمٌ أَحمرُ يقالُ لَهُ الرّاعِي.
وكِلابُ الشِّتَاءِ: نُجُومٌ، أَوّلَهُ، وَهِي الذِّراعُ، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ والجَبْهَةُ. وكُلُّ هاذه إِنَّما سُمِّيَتْ بذالك على التّشبيه بالكِلاب.
ولِسَانُ الكَلْبِ: نَبْتٌ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
والكُلاَب، كغُراب: وادٍ بِثَهْلاَن، مُشْرِفٌ، بِهِ نَخْلٌ ومِياهٌ لبني العَرْجاءِ من بني نُمَيْرٍ. وثَهْلانُ: جبلٌ لبَاهِلَةَ، وَهُوَ غير الّذي ذكرَه المصنِّفُ.
ودَهْرٌ كَلِبٌ: أَي مُلِحٌّ على أَهْلِه بِمَا يَسُوؤُهم، مُشتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قَالَ الشاعرُ:
مَا لِي أَرَى النَّاسَ لَا أَبَا لَهُمُ
قد أَكَلُوا لحْمَ نابِحٍ كَلِبِ
وَمن الْمجَاز أَيضاً: دَفَعْتُ عَنْك كَلَبَ فُلان، أَي: شَرَّهُ وأَذاهُ. وَعبارَة الأَساس: كَفَّ عَنهُ كِلابَهُ: تَرَكَ شَتْمَهُ وأَذاهُ، انْتهى.
وكُلاَّبُ السَّيْفِ، بالضَّمّ: كَلْبه.
والكَلْب: فَرَسُ عامرِ بْنِ الطُّفيْلِ من وَلَدِ داحِسٍ، وَكَانَ يُسمَّى الوَرْدَ والمَزْنُوقَ.
والكَلْبُ بْنُ الأَخْرَس: فَرسُ خَيْبَرِيِّ بْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِيّ.
وأَهْلُ المَدِينَةِ يُسَمُّون الجَرِيءَ مُكَالِباً، لمُكَالَبَتِهِ للمُوكِّلِ بهم.
وفلانٌ بِوَادِي الكَلْبِ: إِذا كانَ لَا يُؤْبهُ بِهِ، وَلَا مأْوى يُؤْوِيهِ كالكَلْبِ تَراهُ مُصْحِراً أَبداً، وكلٌّ من المَجَاز.
وكِلاَبٌ: اسْمٌ سُمِّي بذالك، ثمّ غَلَبَ على الحَيِّ والقبيلةِ؛ قالَ:
وإِنّ كِلاباً هاذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ
وأَنْتَ بَرِيءٌ من قَبَائِلها العَشْرِ
قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَيْ أَنّ بطونَ كِلابٍ عشرُ أَبْطُنٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كِلابٌ اسمٌ للواحِدِ، والنَّسَبُ إِليه كِلابيٌّ. يَعْنِي أَنّه لَو لم يكن كِلابٌ اسْما للْوَاحِد، وَكَانَ جمْعاً، لقيل فِي الإِضافة إِليه كَلْبِيٌّ.
وَقَوْلهمْ: (أَعَزُّ من كُلَيْبِ وَائِل) هُوَ كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ من بَنِي تَغْلِبَ بْنِ وائِلٍ.
وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جَرِيرٌ الشاعرِ، فَهُوَ كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ.
وكالِبُ بن يوقنا: من أَنبياءِ بني إِسْرائِيلَ فِي زَمَنِ سيِّدنا موسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَام، كَمَا فِي الكَشّاف فِي أَثناءِ القَصَص، والعناية، فِي الْمَائِدَة، نَقله شيخُنا.
وَفِي أَنساب الإِمام أَبي الْقَاسِم الْوَزير المَغْرِبِيِّ: كُلَيْبٌ فِي خُزَاعَةَ كُلَيْبُ بْنُ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولَ، وكلْبٌ فِي بَجِيلَة: ابنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ دُهْنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَحْمَسَ. وأَرْضٌ مَكْلَبةٌ، بِالْفَتْح: كثيرةُ الكِلاب، نَقله الصّاغانيّ.
واِسْتُ الكَلْبِ: ماءٌ نَجْدِيٌّ عِنْد عُنَيْزَةَ من مياهِ رَبيعَةَ، ثُمَّ صارَتْ لكِلابٍ.
ووادي الكَلَب، محرَّكَةً: يَفرُغ فِي بُطْنَانِ حَبِيبٍ بالشّام.
(ك ل ب) : (صَائِدٌ مُكَلِّبٌ) مُعَلِّمٌ لِلْكِلَابِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ وقَوْله تَعَالَى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] مَعْنَاهُ أَحَلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتِ وَصَيْدَ مَا عَلَّمْتُمْ (وَالْكَلُّوبُ) وَالْكُلَّابُ حَدِيدَةٌ مَعْطُوفَةُ الرَّأْسِ أَوْ عُودٌ فِي رَأْسِهِ عُقَّافَةٌ مِنْهُ أَوْ مِنْ الْحَدِيدِ يُجَرُّ بِهِ الْجَمْرُ وَجَمْعُهَا الْكَلَالِيبُ (وَيَوْمُ الْكُلَّابِ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَقَدْ سَبَقَ فِي ع ر.
(كلب)
الْفرس كَلْبا همزه بالكلاب

(كلب) الْكَلْب كَلْبا أَصَابَهُ دَاء الْكَلْب فَهُوَ كلب وَالرجل وَغَيره عضه الْكَلْب الْكَلْب فَهُوَ كُلَيْب (ج) كلبى وَأكل كثيرا بِلَا شبع وعطش عطشا شَدِيدا وَالشَّجر خشن ورقه من الْعَطش فعلق بِثَوْب من يمر بِهِ وآذاه فَهُوَ كلب وَالسير على الْأَسير جف عَلَيْهِ وآذاه والدهر على أَهله اشْتَدَّ وَيُقَال كلب الْعَدو وكلب السَّائِل وعَلى الشَّيْء اشْتَدَّ حرصه عَلَيْهِ وَعَلِيهِ غضب وسفه

(كلب) كلابا ذهب عقله من الْكَلْب فَهُوَ مكلوب
ك ل ب : الْكَلْبُ جَمْعُهُ أَكْلُبٌ وَكِلَابٌ وَكَلِيبٌ وَأَكَالِبُ جَمْعُ الْجَمْعِ وَجَمْعُ الْكَلْبَةِ كِلَابٌ أَيْضًا وَكَلْبَاتٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَكَلَّبْتُهُ تَكْلِيبًا عَلَّمْتُهُ الصَّيْدَ وَالْفَاعِلُ مُكَلَّبٌ وَكَلَّابٌ أَيْضًا وَكَلِبَ الْكَلْبُ كَلَبًا فَهُوَ كَلِبٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ دَاءٌ يُشْبِهُ الْجُنُونَ يَأْخُذُهُ فَيَعْقِرُ النَّاسَ وَيُقَالُ لِمَنْ يَعْقِرُهُ كَلِبٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ كَلْبَى قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْكُلَابُ وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ.

وَيَوْمُ الْكُلَابِ يَوْمٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ وَالْكُلَابُ أَيْضًا مَاءٌ عَنْ الْيَمَامَةِ نَحْوَ سِتِّ لَيَالٍ وَالْكَلُّوبُ مِثْلُ تَنُّورٍ وَالْكُلَّابُ مِثْلُ تُفَّاحٍ خَشَبَةٌ فِي رَأْسِهَا عُقَّافَةٌ مِنْهَا أَوْ مِنْ حَدِيدٍ وَكَالَبَهُ مُكَالَبَةً أَظْهَرَ عَدَاوَتَهُ وَمُنَاصَبَتَهُ وَجَاهَرَهُ بِهِ وَتَكَالَبَ الْقَوْمُ تَكَالُبًا تَجَاهَرُوا بِالْعَدَاوَةِ وَهُمْ يَتَكَالَبُونَ عَلَى كَذَا أَيْ يَتَوَاثَبُونَ.

وَالْكَلَبُ بِفَتْحَتَيْنِ الْقِيَادَةُ وَمِنْهُ الْكَلْتَبَانُ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ النَّاسُ قَلْطَبَانُ أَوْ قَرْطَبَانُ وَقَدْ تَقَدَّمَ. 

كلب

1 كَلِبَ, aor. ـَ inf. n. كَلَبٌ, He (a dog) was seized with madness, in consequence of eating human flesh. (K.) See also كَلَبٌ and كَلِبٌ. b2: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, He (a man) was seized with madness like that of dogs, in consequence of his having been bitten by a [mad] dog; [was seized with hydrophobia]. (K.) So also a camel. (S, K.) See also كَلَبٌ and كَلِبٌ. b3: كُلِبَ, like عَنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] He lost his reason by the kind of madness termed كَلَب. (K.) See كَلَابٌ. b4: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He was angry (K) عَلَيْهِ with him; and thus resembled one afflicted with the disease called كَلَب. (TA.) b5: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He was light-witted; weak and stupid, or foolish; ignorant; deficient in intellect: syn. سَفِهَ: (K:) and thus resembled one afflicted with the disease called كَلَب. (TA.) b6: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) He thirsted. (K.) From كَلِبَ signifying “ he was seized with the disease of dogs, and died of thirst: ” for the person afflicted with this disease thirsts, and when he sees water, is frightened at it. (TA.) b7: كَلِبَ عَلَى شَىْءٍ, (TA,) inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) He was eager for, or desired with avidity, a thing. (K, TA.) b8: In like manner, النَّاسُ عَلَى الأَمْرِ ↓ تَكَالَبَ (tropical:) The people were eager for the thing, as though they were dogs. b9: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) He ate voraciously, without becoming satiated. (K.) b10: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, He (a person bitten by a mad dog) cried out, [or barked]. (K.) b11: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ; (so accord. to the TA; but accord. to some copies of the K, كَلَبَ;) and ↓ استكلب; He (a dog) had the habit of eating men. (TA.) b12: كَلَبَ, aor. ـِ (K: but in some copies, كَلِبَ, aor. ـَ [which is evidently the right reading;]) and ↓ استكلب; He (a man in a desert place, TA,) barked, in order that dogs might hear him and bark, and that one might be guided thereby to him [to receive or direct him]. (K.) b13: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ and مَكْلَبَةٌ, (assumed tropical:) He performed the office of a pimp. (As, IAar, K.) [This office seems to be thus compared with that which a dog performs, in inviting travellers, by his bark, to enjoy his master's hospitality.] b14: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (assumed tropical:) It (a tree), not having sufficient watering, had rough leaves, without losing their moisture, so that they caught to the garments of those who passed by, thus annoying them like a dog. (ADk, K. *) b15: كَلِبَ (assumed tropical:) It (a tree) became stripped of its leaves, and rugged, or scabrous, so that it caught to men's garments, and annoyed the persons passing by, like a dog. (TA.) A2: كَلَبَ المَزادَةٌ, aor. ـُ (inf. n. كَلْبٌ, TA,) He inserted a strap, thong, or strip of leather, (كَلْب,) between the two edges of the مزادة, in sewing them: (S:) or الكَلْبُ is the action of a woman who sews a skin, when, finding the thong too short, she inserts into the hole a double thong, and puts through it [i. e. through the loop thus formed] the end of the deficient thong, and then makes it to come out [on the other side of the skin, by pulling the loop through]. (IDrd.) See كُلْبَةٌ. b2: كَلَبَتِ السَّيْرِ aor. ـُ inf. n. كَلْبٌ, She (a female sewer of skins or the like), finding the thong [with which she was sewing] too short, doubled a thong, through which she put the end of the deficient thong [in order to draw it through]: (TA:) or كَلَبَ السَّيْرَ, aor. and inf. n. as above, signifies he sewed the thong, or strip of leather, between two other thongs, or strips. (IAar.) A3: كَلِبَ عَلَيْهِ القِدُّ (tropical:) The strap or thong of untanned hide pressed painfully upon him, by his being exposed with it to the sun or air, and its drying. (TA.) كَلِبَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) Fortune pressed severely upon him. (TA, from a trad.) See also كَلِيبٌ, and 6. b2: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, (tropical:) It (winter, S, K, cold, &c., S,) became severe, or intense: (S, K:) he (an enemy) pressed hard, or vehemently, upon him. (TA.) A4: كَلِبَ, inf. n. كَلَبٌ, It (a rope) fell between the cheek and wheel of the pulley. (K.) A5: كَلَبَهُ, aor. ـُ He struck him with a كُلَّاب, or spur. (S, K.) كلّب, inf. n. تَكْلِيبٌ, He trained a dog to hunt: and sometimes, he trained a فَهْد, or a bird of prey, to take game. (L.) See the act. part. n.3 كالبهُ, inf. n. مُكَالَبَةٌ (S, K, TA) and كِلَابٌ, (TA,) (assumed tropical:) He acted in an evil manner, or injuriously, towards him; or contended against him: (S, K:) he straitened, or distressed, him, (K,) as dogs do, one to another, when set upon each other: (TA:) he acted with open enmity, or hostility, to him: (Msb:) and ↓ تَكَالُبٌ (inf. n. of 6) is syn. with مُكَالَبَةٌ. (S.) A2: كَالَبَتِ الإِبِلُ, (inf. n. مُكَالَبَةٌ, TA,) The camels fed upon كَلَالِيب, i. e., the thorns of trees. (K.) b2: Also sometimes signifying The camels pastured upon dry, or tough, حش [app. a mistake for خَشّ “ what is very rough ”]. (TA.) 4 أَكْلَبَ His camels became affected with the disease called كَلَبٌ; (S, K;) i. e., with a madness like that which arises from the dog. (TA.) 6 تَكَاْلَبَ See 3 and 1. b2: هُمْ يَتَكَالَبُونَ عَلَى كَذَا They leap, or rush, together upon such a thing [in an evil, or injurious, or contentious, manner]. (S.) التَّكَالُبُ is syn. with التَّوَاثُبُ: (S, K:) [and so also, accord. to the CK, is التَّكْلاَبُ, which I suppose to be an intensive inf. n. of كَلِبَ].8 اكتلب He made use of a كُلْبَة, i. e., a thong of leather, &c. in sewing a skin &c. [See كُلْبَة.] (Lh.) 10 إِسْتَكْلَبَ see 1 A2: and see 10 in art. سعل.

كَلْبٌ a word of well-known signification, [The dog:] (S:) or any wounding animal of prey: (L, K, &c.:) but whether birds [of prey] are comprised in this term is a point that requires consideration: (Esh-Shiháb El-Khafájee:) and especially applied to the barking animal [or dog]: (K:) or rather, this is its proper signification; and it admits no other: (MF:) sometimes used as an epithet; as in the ex.

إِمْرَأَةٌ كَلْبَةٌ [A woman like a bitch; a woman who is a bitch]: (S:) pl. [of pauc.] أَكْلُبٌ and (of mult., TA,) كِلَابٌ (S, K) and كَلِيبٌ, which is a rare [form of] pl., like عَبِيدٌ, pl. of عَبْدٌ, [or rather a quasi-pl. n.,] (S,) and (pl. of أَكْلُبٌ, S,) أَكَالِبُ (S, K) and (pl. of كِلَابٌ, TA,) كِلَابَاتٌ (K) and (also pl. of كِلَابٌ) أَكَالِيبُ: (Msb:) كِلَابٌ is also used as a pl. of pauc.; ثَلَاثَةُ كِلَابٍ

being said for ثلاثةٌ مِنَ الكِلَابِ; or كلاب being used in this case for أَكْلُبٍ: (Sb:) كَلِيبٌ and ↓ كَالِبٌ signify a pack, or collected number, of dogs: (K:) [both are quasi-pl. ns. in my opinion, though the former is called a pl. in the S:] accord. to some, the former, if masc., is a quasipl. n. ; and if fem., a pl.: (MF:) the latter is like جَامِلٌ and بَاقِرٌ [which are both quasi-pl. ns.]. (L.) The pl. of كَلْبَةٌ [the fem.] is كِلَابٌ and كَلَبَاتٌ. (Msb.) b2: فُلَانٌ بِوَادِى الكَلْبِ (tropical:) [Such a one is in the valley of the dog:] said of one whom no one cares for, and who has no place of abode or resort, but is like a dog, which one sees ever going forth into the desert. b3: كَفَّ عَنْهُ كِلَابَهُ (tropical:) He left reviling him, and injuring or annoying him: [lit., restrained from him his dogs]. (A.) See also كَلَبٌ. b4: الكِلَابُ على البَقَر ِ, (S, K,) the first word being in the nom. case as an inchoative, (TA,) and الكِلَابَ, (S, K,) put in the acc. case as governed by a verb understood, (TA,) or الكِرَابُ and الكِرَابَ; (Kh, S, art. كرب, K;) of which readings, that of الكلاب is the one generally adopted; (TA;) or they are two distinct proverbs, each having its proper meaning; (Meyd;) the former signifying, [if we read الكِلَابَ,] Send the dogs against the wild oxen: i. e., leave a man and his art: (S, K:) [but accord. to MF, this is the meaning if we read كراب; but if we read كلاب, the signification is, as explained above, “ Send the dogs &c., ” and the proverb is applied on the occasion of instigating one set of people against another set, without caring for what may happen to them:] or it alludes to a man's having little care or solicitude for the state, or case, or affair, of his companion. (A 'Obeyd.) If we read الكلابُ, the meaning is The dogs are upon, or against, the wild oxen: and in like manner, if we read الكرابُ, the meaning is “ The turning over of the soil is the work of the oxen: ” if الكرابَ, “ Leave the turning over of the soil to the oxen. ” (MF, from expositions of the Fs.) b5: [كَلْبٌ كَلِبٌ seems also to signify A fierce, or furious, dog. See عَقَنْبَاةٌ.] b6: كَلْبُ البَرِّ The dog of the desert; i. e. the wolf. (K, voce ذِئْب.) b7: كَلْبٌ is also especially applied to A lion. (K, TA.) b8: The first increase of water in a valley. (Nh, K.) b9: A piece of iron at the head of the pivot, or axis, of a mill. (K.) b10: A piece of wood by which a wall is propped, or supported. (K.) b11: A certain fish (K) in the form of a dog. (TA.) [كَلْبُ البَحْرِ and الكَلْبُ البَحْرِىُّ are appellations now applied to The shark.]

A2: كَلْبٌ A strap, or thong, cut from an untanned skin, and ↓ مُكَلَّبٌ is A man bound with a كَلْب, i. e., with a strap, or thong, cut from an untanned skin. (TA.) A3: The extremity of a hill of the kind called أَكَمَة. (K.) A4: كَلْبٌ (and ↓ كُلَّابٌ, TA,) The nail that is in the hilt of a sword, (S, K,) in which is [fixed] the ذُؤَابَة [or cord or other ligature by which the hilt is occasionally attached to the guard]: (S:) or a nail in the hilt of a sword, with which is another [nail] called العَجُوزُ: (L:) and (so accord. to the K: but accord. to the TA, the [cord or ligature, itself, which is called the] ذؤابة, of a sword. (K.) A5: كَلْبٌ A strap, thong, or strip of leather, (or a red أَحْمَر [probably a mistake for آخَر, another] strap, &c., K,) which is put between the two edges of a skin (S, K) when it is sewed. (S.) A6: كَلْبُ الفَرَسِ The line, or streak, that is in the middle of the horse's back. (S, K.) b2: إِسْتَوَى

عَلَى كَلْبِ فَرَسِهِ He sat firmly upon the line, or streak, in the middle of his horse's back. (S.) b3: كَلْبٌ (S, K) and ↓ كَلَّابٌ (K) An iron at the edge of a camel's saddle of the kind called رَحْل: (K:) a bent, or crooked, or hooked, iron, by which the traveller hangs, from the saddle (رحل), his travelling-provisions (S,) and his أَدَاوِى. (TA.) See also فَهْدٌ. b4: كَلْبٌ Anything with which a thing is made firm, or fast, or is bound: syn. كُلُّمَا وُثِّقَ بِهِ شَىْءٌ, (as in some copies of the K,) or أُوثِقَ (as in others): so called because it holds fast a thing like a dog. (TA.) b5: كَلْبٌ i. q. شَعِيرَةٌ [app. meaning the شعيرة of the handle of a knife &c.]. (S.) b6: لِسَانُ الكَلْبِ A certain plant; (K;) [cynoglossum, or dog's tongue]. b7: كَفُّ الكَلْبِ A certain spreading herb, (K,) which grows in the plain low tracts of Nejd; thus called when it has dried, in which case it is likened to the paw of a dog; but while it continues green, it is called كفت. (TA.) b8: أُمُّ كَلْبٍ A certain small thorny tree, (K,) which grows in rugged ground, and upon the mountains, having yellow leaves, and rough; when it is put in motion, it diffuses a most fetid and foul smell: so called because of its thorns, or because it stinks like a dog when rain falls upon him. (TA.) A7: أُمُّ كَلْبَةَ Fever. (K.) So called because it keeps to a man with much tenacity, like a dog. (TA.) b2: لَقِيتُ مِنْهُ اسْتَ الكَلْبَةِ, a prov.: see اِسْتٌ in art. سته.

A8: الكَلْبُ الأَكْبَرُ The constellation of Canis Major: and its principal star, Sirius. (El-Kazweenee &c.) b2: الكَلْبُ الأَصْغَرُ, also called الكلب المُتَقَدِّمُ, The constellation of Canis Minor: and its principal star, Procyon. (El-Kazweenee &c.) b3: الكَلْبُ [or كَلْبُ الرَّاعِى] A certain star, over against الدَّلْوُ (q. v.), [which is] below; in the path of which is a red star, called الرَّاعِى: (TA:) كلب الراعى is a name given to a star between the feet, or legs, of Cepheus; and الرعى, to that which is upon his left foot, or leg; (El-Kazweenee;) [app., from their longitudes, the same two stars to which the above quotation from the TA relates: but the same two names are also given to two other stars.] b4: كلب الرعى is [likewise] a name given to The star which is on, or in, the head of Hercules; [for الحاوى, an evident mistake in my MS. of El-Kazweenee, I read الجَاثِى;] that in the head of Ophiuchus (الحَوَّاءُ) being called الراعى. (El-Kazweenee.) b5: [الكَلْبَانِ, accord. to Freytag, A name of the two stars υ and κ which belong to Taurus: but accord. to my MS. of El-Kazweenee, the two stars that are near together on the ears of Taurus are called الكُلْيَتَانِ.] b6: كِلَابُ الشِّتَاءِ The stars, or asterisms, of the beginning of winter; namely, الذِّرَاعُ and المَّثْرَةُ and الطَّرْفُ and الجَبْهَةُ [the 7th, 8th, 9th, and 10th, of the Mansions of the Moon: so called because they set aurorally in the winter: the first so set, about the period of the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, on the 3rd of January: see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل]. (TA.) كَلَبٌ (S, K) and ↓ كُلَابٌ (Lth) Madness which affects a dog in consequence of eating human flesh. (K.) b2: Also, Madness like that of dogs, which affects a man in consequence of his having been bitten by a [mad] dog: (K:) [a disorder] resembling madness, or diobolical possession: (S:) a disease that befalls a man from the bite of a mad dog, occasioning what resembles madness, or diabolical possession, so that whomsoever he bites, that person also becomes in like manner affected, abstaining from drinking water until he dies of thirst: the Arabs concur in the assertion that its cure is a drop of the blood of a king, mixed with water, and given to the patient to drink. (TA.) Accord. to El-Mufaddal, it originates from a disease which befalls the standing corn &c., and which is not removed until the sun rises upon it: if cattle eat of it before that, they die: wherefore Mohammad forbade pasturing by night: but sometimes a camel runs away, and eats of such pasture before sunrise, and dies in consequence: then a dog comes, and eats of its flesh, and becomes mad; and if it bite a man, he also becomes mad, and when he hears the barking of a dog, answers it [by barking]. (TA.) b3: دِمَاءُ المُلُوكِ أَشْفَى مِنَ الكَلَبِ [The blood of kings has cured of canine madness]: or, accord. to another reading, دِمَاءُ المُلُوكِ شِفَاءُ الكَلَبِ [The blood of kings is the cure for canine madness]. A proverb, explained by what is quoted from Lh, voce كَلِبٌ. But some reject this explanation, and assert the meaning to be, that, when a man is enraged [by desire of obtaining revenge], and takes his blood revenge, the blood is the cure of his rage, though not really drunk. (TA.) See also كَلِبٌ and كَلِبَ. b4: [Also كَلَبٌ A madness like that of the dog, affecting camels. (See 4.)]

b5: كَلَبٌ and ↓ كُلْبَةٌ (tropical:) Vehemence; severity; pressure; affliction: (K, TA:) severity, or intenseness of cold &c.; like جُلْبَةُ: (S:) severity and sharpness of winter: (K, for the former word; and TA, for the latter) also the latter, accord. to the TA, [and the former also, as appears from its verb,] severity, or pressure, of him or fortune, and of everything: (TA:) and the latter, straitness, or difficulty, (K,) of life: (TA:) and drought: (K:) or distress arising from drought or from government &c. (AHn.) b6: دَفَعْتُ عَنْكَ كَلَبَ فُلَانٍ (tropical:) I have averted from thee the evil, or mischief, and injurious conduct, of such a one. (S.) See also كَلْبٌ.

كَلِبٌ A dog or man affected with the disease called كَلَبٌ: (S, TA:) b2: A dog accustomed to eating human flesh, and in consequence seized with what resembles madness, or diabolical possession, so that when it wounds a man, he also becomes in like manner affected (Lth. S) by the disease called كُلَابٌ, barking like a dog, reading his clothes upon himself. wounding others, and at last dying of thirst, refusing to drink. (Lth.) b3: A man thus affected is termed كَلِبٌ and ↓ كَلِيبٌ: pl. of the former كَلِبُونَ, and of the latter (or of the former accord. to the S) كَلْبَى. (TA.) When a man thus affected bites another, they come to a man of noble rank, and he drops for them some blood from his finger, which they give to drink to the patient, and he becomes cured. (Lh.) See also كَلَبٌ and كَلِبَ. b4: كَلِبٌ A dog habituated to eating men. (TA.) b5: (tropical:) An importunate beggar. (A.) b6: دَهْرٌ كَلِبٌ (tropical:) Fortune that presses severely and injuriously upon its subjects. (TA.) b7: كَلِبٌ A tree of which the leaves are rough, in consequence of its not having sufficient watering, without losing their moisture, so that they catch to the garments of those who pass by, thus annoying them like a dog. (ADk.) كَلْبَةٌ (assumed tropical:) A thorny tree, destitute of branches: (K:) so called because it catches to [the garments of] those who pass by it, like a dog: (TA:) a rugged tree, with branches standing out apart, and tough thorns. (TA.) b2: A small thorny plant, of the kind called شِرْس, resembling the شكاعا [or شُكَاعَى, or شُكَاعَة], of the description termed ذُكُور: (TA:) or a certain thorny tree, (K,) of the kind called عِضَاه, having [what is termed]

جراء; (TA;) as also ↓ كَلِبَةٌ. (K.) A2: كَلْبَتاَنِ The implement with which the blacksmith takes hold of hot iron; [his forceps]. (S, K.) b2: حَدِيدَةٌ ذَاتُ كَلْبَتَيْنِ [An iron with two curved ends, forming a forceps]. You also say حَدِيدَتَانِ ذَوَاتَا كلبتين, and حَدَائِدُ ذَوَاتُ كلبتين. (TA.) كُلْبَةٌ The shop of a vintner. (AHn, K.) A2: The hairs that grow upon each side of the fore part of the nose and mouth of a dog or cat: (Z, K:) wrongly explained as signifying the nails of a dog. (Z.) A3: A thong, or a strand (طَاقَة) of the fibres of the palm-tree (لِيف), with which skins and the like are sewed: (K, TA:) [see إِقْتَفَأَ:] or a thong, or [so in the O and in the TA, art. قفأ; but here, in the latter, instead of “ or, ” “ behind, ” which is evidently a mistake;] a strand (طَاقَة) of the fibres of the palm-tree, used in the same manner as the shoe-maker's awl that has, at its head, a perforation ثَقْبٌ [so in the O, in the TA حجر a strange mistranscription: what is meant is doubtless an eye, like that of a needle, and it is by means of an implement with an eye at the end that the operation here described is commonly performed in the present day:] the thong, or the thread, or string, is inserted into the كلبة, which is doubled: thus it enters the place [or hole] of the sewing, and the sewer introduces his hand into the إِدَاوَة [q.v., i. e., the vessel upon which he is employed in working], and stretches the thong of leather, or the thread, or string, (O, L, TA,) in the كلبة. (L, TA.) [See كَلَبَ.]

أَرْضٌ كَلِبَةٌ (tropical:) Land which has not sufficient watering, and of which the plants, in consequence, become dry: (S:) or rugged land, and such as is termed قُفّ, in which there are neither trees nor herbage, and which is not a mountain. (Aboo-Kheyreh.) b2: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ Land upon which the rain called الرَّبِيع does not fall: (TA:) or rugged, dry, land, upon which that rain does not fall, and which does not become soft. (ADk.) b3: See كَلْبَةٌ.

كَلَابٌ [perhaps inf. n. of كُلِبَ] The departure of reason by the kind of madness termed كَلَب. (K.) كُلَابٌ: see كَلَبٌ.

كَلِيبٌ: see كَلْبٌ and كَلِبٌ. b2: Respecting this word in the following verse of TaäbbataSharran, إِذَا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَا كَلِيبَكَ وَاعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِى

[When war sets over thee &c.] there are two opinions: one, that by كليب is meant مُكَالِب (see 2): the other, that it is an inf. n. of كَلِبَتِ الحَرْبُ [“ The war became vehement, severe, or fierce ”]: the former is the more valid. (IM.) كَلَّابٌ: see كَلْبٌ and مُكَلِّبٌ.

كُلَّابٌ (S, K) and ↓ كَلُّوبٌ (K) A spur; (S, K;) the iron instrument that is in the boot of him who breaks in a horse. (S.) b2: كُلَّابٌ and ↓ كَلُّوبٌ (and ↓ كُلُّوبٌ, MF, art. سبح q. v.,) [A flesh-hook;] an iron implement with which meat is taken out of the cooking-pot: pl. كَلَالِيبُ: (S:) an iron flesh-hook, with prongs: (R, which gives this as the explanation of the latter word:) a hooked iron; like خُطَّاف: (Fr. &c.) a piece of wood at the head of which is a hook, ('Eyn,) of the same or of iron: (T:) an iron instrument for roasting flesh-meat: syn. سَفُّود. (Lh.) See كَلْبٌ. b3: كَلَالِيبُ (tropical:) The talons of a falcon: (K:) pl. of كَلُّوبٌ. (TA.) b4: (tropical:) The thorns of a tree. (K.) كُلُّوبٌ and كَلُّوبٌ: see كُلَّابٌ.

كَلْتَبَانٌ A pimp: from كَلِبَ, q. v., (As, IAar, K) Sb, however, does not mention the measure فَعْتَلَانٌ. ISd thinks it most probable that كَلِبَ is a triliteral-radical, and كلتبان a quadriliteralradical [or rather a quasi-quadriliteral-radical], like زَرِمَ and إِزْرَأَمّ &c. (L.) See also قَرْطَبَانٌ and قَلْتَبَانٌ, and art. كلتب.

كَالِبٌ: see كَلْبٌ, and مُكَلِّبٌ.

تِكِلَّابَةٌ A clamourous, very noisy, very garrulous, woman, of evil disposition. (TA, voce جَلَّابَة.) مُكَلَّبٌ A dog trained and accustomed to hunt. (L.) See the verb.

A2: A captive, or prisoner, (S,) having the feet shackled, or bound; (S, K;) i. q. مُكَبَّلٌ, from which it is formed by transposition, (S,) accord. to some. (TA.) مُكَلِّبٌ One who trains dogs to hunt; (S, K;) as also ↓ كَلَّابٌ: and sometimes signifying one who trains the فَهْد, and birds of prey, to take game: see Kur v. 6: one who possesses dogs trained to hunt, and hunts with them; (L;) as also ↓ كَالِبٌ, pl. كُلَّابٌ: (R:) or كَالِبٌ and كَلَّابٌ (S, L, K) signify an owner, or a possessor, of dogs; (L, K;) the former being similar to تَامِرٌ &c. (S.) مُتَكَالِبٌ an appellation given by the people of El-Yemen to (tropical:) A deputy, or an agent; because of his acting injuriously, or contentiously, towards them over whom he is appointed as such. (TA.)

ندا

ندا
عن العبرية بمعنى مطرود منبوذ مطارد.
(ندا)
الْقَوْم ندوا اجْتَمعُوا فِي النادي وَالْقَوْم جمعهم فِي النادي وَيُقَال مَا يندوهم النادي لَا يسعهم
ن د ا: (النِّدَاءُ) الصَّوْتُ وَقَدْ يُضَمُّ وَ (نَادَاهُ مُنَادَاةً) وَ (نِدَاءً) صَاحَ بِهِ. وَ (نَادَاهُ) أَيْضًا جَالَسَهُ فِي النَّادِي. وَ (تَنَادَوْا) نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَتَنَادَوْا أَيْ تَجَالَسُوا فِي النَّادِي. وَ (النَّدِيُّ) عَلَى فَعِيلٍ مَجْلِسُ الْقَوْمِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ، وَكَذَا (النَّدْوَةُ) وَ (النَّادِي) وَ (الْمُنْتَدَى) . فَإِنْ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَلَيْسَ بِنَدِيٍّ. وَمِنْهُ سُمِّيَتْ دَارُ (النَّدْوَةِ) الَّتِي بَنَاهَا قُصَيٌّ بِمَكَّةَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ لِلْمُشَاوَرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] أَيْ عَشِيرَتَهُ، وَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ النَّادِي. وَالنَّادِي
مَكَانُهُ وَمَجْلِسُهُ فَسَمَّاهُ بِهِ، كَمَا يُقَالُ: تَقَوَّضَ الْمَجْلِسُ وَيُرَادُ بِهِ تَقَوَّضَ أَهْلُهُ. وَ (نَدَا) مِنَ الْجُودِ، يُقَالُ: سَنَّ لِلنَّاسِ (النَّدَى فَنَدَوْا) وَبَابُهُ عَدَا. وَفُلَانٌ (نَدِيُّ) الْكَفِّ أَيْ سَخِيٌّ. وَ (النَّدَا) أَيْضًا بُعْدُ ذَهَابِ الصَّوْتِ، يُقَالُ: فُلَانٌ (أَنْدَى) صَوْتًا مِنْ فُلَانٍ إِذَا كَانَ بَعِيدَ الصَّوْتِ. وَ (النَّدَى) الْجُودُ، وَرَجُلٌ (نَدٍ) أَيْ جَوَادٌ. وَفُلَانٌ (أَنْدَى) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَكْثَرُ خَيْرًا مِنْهُ. وَهُوَ (يَتَنَدَّى) عَلَى أَصْحَابِهِ. أَيْ يَتَسَخَّى. وَلَا تَقُلْ: يُنَدِّي عَلَى أَصْحَابِهِ. وَ (النَّدَى) الْمَطَرُ وَالْبَلَلُ وَجَمْعُهُ (أَنْدَاءٌ) وَقَدْ جُمِعَ عَلَى (أَنْدِيَةٍ) ، وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّهُ جَمْعُ الْمَمْدُودِ كَأَكْسِيَةٍ. وَ (نَدَى) الْأَرْضِ (نَدَاوَتُهَا) وَبَلَلُهَا، وَأَرْضٌ (نَدِيَةٌ) عَلَى فَعِلَةٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَلَا تَقُلْ: نَدِيَّةٌ. وَقِيلَ: (النَّدَى) نَدَى النَّهَارِ وَالسَّدَى نَدَى اللَّيْلِ. وَ (نَدِيَ) الشَّيْءُ ابْتَلَّ فَهُوَ (نَدٍ) وَبَابُهُ صَدِيَ، وَ (نُدُوَّةً) أَيْضًا نَقَلَهُ الْأَزْهَرِيُّ. وَ (أَنْدَاهُ) غَيْرُهُ وَ (نَدَّاهُ) (تَنْدِيَةً) . 
ندا
النِّدَاءُ: رفْعُ الصَّوت وظُهُورُهُ، وقد يقال ذلك للصَّوْت المجرَّد، وإيّاه قَصَدَ بقوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً
[البقرة/ 171] أي: لا يعرف إلّا الصَّوْت المجرَّد دون المعنى الذي يقتضيه تركيبُ الكلام. ويقال للمركَّب الذي يُفْهَم منه المعنى ذلك، قال تعالى: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى
[الشعراء/ 10] وقوله: وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة/ 58] ، أي: دَعَوْتُمْ، وكذلك: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
[الجمعة/ 9] ونِدَاءُ الصلاة مخصوصٌ في الشَّرع بالألفاظ المعروفة، وقوله: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
[فصلت/ 44] فاستعمال النّداء فيهم تنبيها على بُعْدهم عن الحقّ في قوله: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ
[ق/ 41] ، وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
[مريم/ 52] ، وقال: فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ
[النمل/ 8] ، وقوله: إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا [مريم/ 3] فإنه أشار بِالنِّدَاء إلى الله تعالى، لأنّه تَصَوَّرَ نفسَهُ بعيدا منه بذنوبه، وأحواله السَّيِّئة كما يكون حال من يَخاف عذابَه، وقوله: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ
[آل عمران/ 193] فالإشارة بالمنادي إلى العقل، والكتاب المنزَّل، والرّسول المُرْسَل، وسائر الآيات الدَّالَّة على وجوب الإيمان بالله تعالى. وجعله مناديا إلى الإيمان لظهوره ظهورَ النّداء، وحثّه على ذلك كحثّ المنادي. وأصل النِّداء من النَّدَى. أي: الرُّطُوبة، يقال: صوت نَدِيٌّ رفيع، واستعارة النِّداء للصَّوْت من حيث إنّ من يَكْثُرُ رطوبةُ فَمِهِ حَسُنَ كلامُه، ولهذا يُوصَفُ الفصيح بكثرة الرِّيق، ويقال: نَدًى وأَنْدَاءٌ وأَنْدِيَةٌ، ويسمّى الشَّجَر نَدًى لكونه منه، وذلك لتسمية المسبَّب باسم سببِهِ وقول الشاعر:
كَالْكَرْمِ إذ نَادَى مِنَ الكَافُورِ
أي: ظهر ظهورَ صوتِ المُنادي، وعُبِّرَ عن المجالسة بالنِّدَاء حتى قيل للمجلس: النَّادِي، والْمُنْتَدَى، والنَّدِيُّ، وقيل ذلك للجليس، قال تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ
[العلق/ 17] ومنه سمّيت دار النَّدْوَة بمكَّةَ، وهو المكان الذي كانوا يجتمعون فيه. ويُعَبَّر عن السَّخاء بالنَّدَى، فيقال:
فلان أَنْدَى كفّاً من فلان، وهو يَتَنَدَّى على أصحابه. أي: يَتَسَخَّى، وما نَدِيتُ بشيءٍ من فلان أي: ما نِلْتُ منه نَدًى، ومُنْدِيَاتُ الكَلِم:
المُخْزِيَات التي تُعْرَف.
(ندا) - في الحديث: "واجْعَلْنِى في النِّدَاءِ الأَعْلَى"
النِّدَاءُ مَصْدَرُ نادَيتُه، ومعناه: أن يُنَادَى لِلتَّنْوِيهِ بهِ والرَّفْع منه، ويُحْتَمل أن يُريد به نِدَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ أهلَ النَّارِ {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} ، كما في القُرآن.
والنِّداء: رَفعُ الصَّوْت بالدُّعاءِ، ويُقَالُ للصَّوْت المجرَّدِ نِدَاء، كما قال تَعالى: {إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} .
والنِّداءُ: الظُّهور، وأَنشَد:
* كَالكَرْم إذ نَادَى منَ الكَافُورِ *
: أي ظَهَرَ ظُهُوَر الكَرْم مِن كُفُرّاهُ.
- ويُروَى: "في النَّدِىّ الأعْلَى"
وهو المجلسُ؛ لأنَّ القَومَ يَنْدُونَ فيه، وحَوَاليْه؛ أي يَدَّعُون.
يُقال: نَدَاهُم يندُوهم: أي دَعَاهم فإذا تَفَرّقُوا لم يكُن ندِيًّا، ومعناه: اجْعلْنِى من القوم المجتَمِعين، يعنى المَلأَ الأعْلَى من الملائكِةِ.
ومنه: دارُ النَّدْوَةِ بمَكَّةَ؛ لأنّهم كانُوا يجتَمِعُون فيها يَتشاوَرُونَ وَينْدُون. وناداهُ: جالَسَه، وتَنادَوْا: تجالَسُوا. والنَّدْوَة - بِالكَسرِ -: أقرَب إلى الوَادِى من العِدْوَةِ .
ونَوَادِى الوَادِى، والوَاحِدُ: نادٍ.
- وفي حديث أَبى سَعِيد - رضي الله عنه -: "كُنَّا أندَاءً فخَرجَ علينا رسَولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"
وهو جمع النَّادِى، وهو النَّدِىّ أيضًا. وقيل: إنما سُمِّى به؛ لأن القَومَ يَنْزِعُون إليه.
يُقَالُ: هذه الناقة تندُو إلى نُوقٍ كِرَامٍ. وقيل: هو من الندْوَةِ؛ أي المُشَاوَرةِ.
وقوله: "كُنَّا أندَاءً": أي أهل أندَاءٍ, كما قَالَ تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} : أي أهْلَ نَادِيه.
- في الحديث: "بَكْرُ بن وَائل نَدٍ".
: أي سَخِىّ.
يقال: هو يَتَنَدَّى على أَصْحَابهِ ، وإنَّ يَدكَ لنَدِيَة ونَدِيَّة - بالتخفيف والتَّثْقِيل: أي سَخِيَّة. - في الحديث "لو أنّ رجلًا نَدَا الناسَ"
: أي دَعاهم.
- في الحديث : "إنَّ جارَ النَّادى يَتَحوَّل"
النَّادى والنَدِىّ: المجلس.
ومنهم مَن يَروِيه: "جار البَادى" وقال العسكري: هو خطأ.
[ندا] نه: فيه: قريب البيت من "النادي"، هو مجتمع القوم واهل المجلس فيقع على المجلس وأهله، يريد أن بيته وسط الحلة وقريبًا منه ليغشاه الأضياف والطراق. ك: تصفه بالكرم لأن الضيفان يقصدون النادي فيقرب منه ليعلم الناس مكانه فلا يقرب منه إلا من هو كريم، وحذف ياء "الناد" للسجع. نه: ومنه: فإن جار "النادي" يتحول، أي جار المجلس، وروى بموحدة من البدو- وقد مر. ومنه: واجعلني في "الندى" الأعلى، هو بالتشديد: النادي، أي اجعلني من الملأ الأعلى من الملائكة، وروى: اجعلني في النداء الأعلى، وأراد نداء أهل الجنة "أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا". ومنه ح: ما كانوا ليقتلوا عامرًا وهم "الندى"، أي القوم المجتمعون. ج: "فليدع "ناديه"" هو مجتمع القوم، فإذا تفرقوا فليس بناد. نه: وفيه: كنا "أنداء" فخرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، هو جمع النادي وهم القوم المجتمعون، وقيل: أراد أهل أنداء- بحذف مضاف. وفيه: لو أن رجلًا "ندى" الناس إلى مرماتين أجابوه، أي دعاهم على النادي، وندوتهم أندوهم أي جمعتهم في النادي، وبه سميت دار الندوة بمكة لأنهم كانوا يجتمعون فيها ويتشاورون. ش: هي بسكون دال بعد مفتوحة، بناها قصي. نه: وفي ح الدعاء: ثنتان لا تردان عند "النداء" وعند البأس، أي عند الأذان بالصلاة وعند القتال. وفي ح يأجوج ومأجوج: فبينما هم كذلك إذ "نودوا نادية": أتى أمر الله! يريد بالنادية دعوة واحدة ونداء واحدًا، جعل اسم الفاعل موضع المصدر. وفيه: وأودى سمعه "الأندايا"، أراد الأنداء فأبدل الهمزة ياء تخفيفًا. وفي ح الأذان: فإنه "أندى" صوتًا، أي أرفع وأعلى، وقيل: أحسن وأعذب، وقيل: أبعد. ط: هو منباب نذ
[ندا] النِداءُ: الصوت، وقد يضم مثل الدُعاءُ والرُغاءُ. وناداهُ مُناداةً ونداء، أي صاح به. (*) وتنادوا، أي نادى بعضُهم بعضاً. وتَنادَوْا، أي تجالسوا في النادى. قال المرقش: والعَدْوَ بين المجلِسَيْنِ إذا * آدَ العَشِيُّ وتَنادى العَمّ وناداه: جالسه في النادى. وقال:

أنادى به آل الوليد وجعفرا * والندى على فعيل: مجلس القوم ومتحدثم، وكذلك النَدْوَةُ والنادي والمُنْتَدى. فإنْ تفرَّق القوم فليس بنَدِيٍّ. ومنه سمِّيت دار النَدْوَةِ بمكة، التي بناها قصيّ، لأنَّهم كانوا يَنْدونَ فيها، أي يجتمعون للمشاورة. وقوله تعالى: (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أي عشيرته، وإنَّما هم أهل النادي، والنادي مكانُه ومجلسه، فسمَّاه به، كما يقال: تقوَّض المجلس . ونَدَوْتُ، أي حضرت النَدِيَّ. وانْتَدَيْتُ مثله. ونَدَوْتُ القومَ: جمعتهم في النَدِيِّ. قال بشر: وما يَنْدوهُمُ النادي ولكنْ * بكلِّ مَحَلَّةٍ منهم فِئامُ أي ما يسعهم المجلس من كثرتهم. ونَدَوْتُ أيضا من الجود. ويقال: سن للناس النَدى فنَدَوْا ويقال أيضاً: فلانٌ نَدِيُّ الكفِّ، إذا كان سخيا، عن ابن السكيت. وندت الابل، إذا رعت فيما بين النَهَلِ والعَلَلِ، تَنْدو نَدْواً، فهي نادِيَةٌ. وتَنَدَّتْ مثله. وأَنْدَيْتُها أنا ونَدَّيْتُها تَنْدِيَةً. والموضع مُنَدَّى. وقال علقمة بن عَبَدة: تُرادى على دِمْنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ * فإنَّ المُنَدَّى رحلةٌ فرُكوبُ قال الاصمعي: واختصم حيان من العرب في موضع فقال أحدهما: مركز رماحنا، ومخرج نسائنا، ومسرح بهمنا، ومندى خيلنا. ويقال: هذه الناقة تَنْدو إلى نوقٍ كرامٍ، أي تَنزع في النسب. والنُدْوَةُ بالضم: موضع شُرب الابل. وقال :

قريبة ندوته من محمضه * (*) يقول: موضع شربه قريب لا يتعب في طلب الماء. والمنديات: المخزيات. يقال: ما نديت بشئ تكرهه. قال النابغة:

ما إن نديت بشئ أنت تكرهه * والندى: الغاية، مثل المَدى. والنَدى أيضاً: بُعْدُ ذهاب الصوت. يقال: فلانٌ أَنْدى صوتاً من فلان، إذا كان بعيد الصوت. وأنشد الاصمعي : فقلت ادعى وأدع فإن أندى * لصوت أن ينادى داعيان والندى: الجود. ورجل نَدٍ، أي جواد. وفلان أَنْدى من فلان، إذا كان أكثر خيراً منه. وفلان يَتَنَدَّى على أصحابه، أي يتسخَّى. ولا تقل يندى على أصحابه. والندى: الشحم. والندى: المطر والبلل. وقال : كثَوْرِ العَدابِ الفَرْدِ يَضربه الندَى * تَعَلّى النَدى في مَتْنِه وتحدَّرا فالندى الاول: المطر، والثانى: الشحم. وجمع الندى أنْداءٌ، وقد جمع على أَنْدِيَةٍ. وقال : في ليلةٍ من جُمادى ذاتِ أنْدِيَةٍ * لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظلمائها الطنبا وهو شاذ، لانه جمع ما كان ممدودا مثل كساء وأكسية. وندى الارض: نداوتها وبللها. وأرض ندية على فعلة بكسر العين، ولا تقل نَدِيَّةٌ. وشجرٌ نَدْيانُ. والنَدى: الكلا. قال بشر:

تسف الند مَلْبُونَةً وتُضَمَّرُ * ويقال: الندَى: نَدى النهار. والسَدى: نَدى الليل. يُضربان مثلاً للجود ويسمَّى بهما. ونَدِيَ الشئ، إذا ابتل، فهو ند مثال تعب فهو تعب. وأنديته أنا، ونديته أيضا تندية. (*)
ندا
: (يو (} نَدَا القَوْمُ! نَدْواً: اجْتَمَعُوا، {كانْتَدَوْا} وتَنادَوْا) ؛ وخَصَّه بعضُهم بالاجْتِماع فِي {النادِي.
(و) نَدَا (الشَّيءُ. تَفَرَّقَ) ، وكأَنَّه ضِدٌّ.
(و) } نَدَا (القَوْمُ. حَضَرُوا {النَّدِيَّ) ، كغَنِيَ، للمَجْلِس.
(و) } نَدَتِ (الإبلُ) نَدْواً. (خَرَجَتْ من الحَمْض إِلَى الخُلَّةِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: رَعَتْ فيمَا بينَ النَّهَلِ، والعَلَلِ فَهِيَ {نادِيَةٌ؛ وأنْشَدَ شَمِرٌ:
أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِساً
ثمَّ} نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا ( {ونَدَّيْتَها أَنا) } تَنْدِيةً.
(و) قَالَ الأصْمعي: ( {التَّنْدِيَةُ أَن تُوْرِدَها) ، أَي الإبِل، (الماءَ فَتَشْرَبَ قَلِيلا ثمَّ تَرْعاها) ، أَي تَرُدَّها إِلَى المَرْعى (قَلِيلا) ونَصّ الأصْمعي: سَاعَةً؛ (ثمَّ تَرُدَّها إِلَى الماءِ) ؛ وَهُوَ يكونُ للإبِلِ والخَيْل؛ واسْتَدَلَّ أَبو عبيدٍ على الأخيرِ بحديثِ أَبي طَلْحة: (خرجْتُ بفَرَسٍ لي} أُنَدِّيه) ؛ وفَسَّرَه بِمَا ذَكَرْناه.
ورَدَّ القتيبي هَذَا عَلَيْهِ وزَعَمَ أَنَّه تَصْحيفٌ، وأنَّ صَوابَه لأُبَدِّيَه، بالموحَّدَ، أَي لأُخْرِجَه إِلَى البَدْوِ، وزَعَمَ أنَّ التَّنْدِيةَ تكونُ للإبِلِ دُونَ الخَيْلِ، وأنَّ الإِبِلَ! تُنَدَّى لطُولِ ظَمَئِها، فأمَّا الخَيْل فإنَّها تُسْقَى فِي القَيْظِ شَرْبَتَيْنِ كلَّ يوْمٍ.
قَالَ الأزْهَري: وَقد غَلِط القتيبي فيمَا قالَ، والصَّوابُ أَنَّ التَّنْديَةَ تكونُ للخَيْلِ وللإبِلِ، قالَ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ ذَلك، وَقد قالَهُ الأصْمعي وأَبو عَمْرو، وهُما إمَامانِ ثِقَتانِ. قُلْت: ليسَ قولُ القتيبي غَلطا كَمَا زَعَمَه الأَزْهري، بل الصَّحِيح مَا قالَهُ، والرِّوايَةُ إِن صحَّت بالنُّون فإنَّ مَعْناه التَّضْمِير والإِجْراء حَتَّى تَعْرقَ ويَذْهبَ رَهْلُها، كَمَا سَيَأْتي عَن الأزْهري نَفْسِه أَيْضاً، {والتَّنْدِيُة بالتَّفْسيرِ المَذْكورِ لَا تكونُ إلاَّ للإبِلِ فَقَط، فتأَمَّل ذَلِك وأَنْصِف.
قَالَ الجَوْهري: والمَوْضِعُ} مُنَدًّى: قَالَ عَلْقمةُ بنُ عَبْدَة:
تُرادَى على دِمْنِ الحِياضِ فإنْ تَعَفْ
فإنَّ {المُنَدَّى رِحْلةٌ فرُكُوبُوأَوَّل البَيْت:
إليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتَ ناقَتِي
لكَلْكَلِها والقُصْرَ يَيْنِ وجيبُورِحْلةٌ ورُكُوبٌ هَضْبتانِ.
قَالَ الأصْمعي:
(و) اخْتَصَمَ حيَّانٍ مِن العَرَبِ فِي موضِعٍ فَقالَ أَحَدُهما: (هَذَا) مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرجُ نِسائِنا ومَسْرحُ بَهْمِنا و (} مُنَدَّى خَيْلِنا) ، أَي مَوْضِعُ {تَنْدِيَتَها، وَهَذَا يقوِّي قولَهم إنَّ التَّنْديةَ تكونُ فِي الخَيْل أيْضاً.
(وإِبِلٌ} نَوادٍ) : أَي (شارِدَةٌ) ، وكأنَّه لغةٌ فِي نَوادَ بتَشْديدِ الدالِ.
(ونَوادِي النَّوَى: مَا تَطَايَرَ مِنْهَا) تحْتَ المِرْضَخة) (عنْدَ رَضْخِها.
( {والنَّدْوَةُ: الجماعَةُ) ، مِن القوْمِ.
(ودارُ النَّدْوَةِ: بمكَّةَ م) مَعْروفَةٌ، بَناها قصيُّ بنُ كِلابٍ لأنّهم كَانُوا} يَنْدُونَ فِيهَا، أَي يَجْتَمِعُون للمُشاوَرَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ ابنُ الْكَلْبِيّ: وَهِي أَوَّلُ دارٍ بُنِيَتْ بمكَّةَ، بَناها قصيٌّ ليصْلِحَ فِيهَا بينَ قُرَيْش، ثمَّ صارَتْ لمُشاوَرَتِهم وعقْدِ الألْويةِ فِي حُرُوبِهم.
قَالَ شَيخنَا: قالَ الأقشهري فِي تَذْكرتِه: وَهِي الآنَ مقامُ الْحَنَفِيّ.
(و) {النُّدْوَةُ، (بالضَّمِّ: مَوْضِعُ شُرْبِ الخَيْلِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأنْشَدَ لهِمْيان بن قُحَافَة:
قرِيبةٍ} نُدْوتُه مِنْ مَحْمَضِهْ
بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِن مَغْرِضِهْيقولُ: موْضِع شُرْبِه قَرِيبٌ لَا يُتْعِبُ فِي طَلَبِ الماءِ.
قُلْت: ورَواهُ أَبو عبيدٍ بفَتْح نونِ النَّدْوةِ وَضم ميمِ المُحْمض.
( {ونادَاهُ) } مُنادَاةً: (جالَسَهُ) فِي النَّادِي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
{أُنادِي بِهِ آلَ الوَلِيدِ وجَعْفَرا أَو) } نادَاهُ: (فاخَرَهُ) ، قيلَ: وَمِنْه دارُ النَّدْوَةِ؛ وقيلَ للمُفاخَرَةِ: {مُنادَاة، كَمَا قيلَ لَهَا مُنافَرَةٌ؛ قالَ الأعْشى:
فَتًى لَو} يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها
أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِداأَي لَو فاخَرَ الشمسَ لَذَلَّتْ، وقِناعُ الشمسِ حُسْنُها.
(و) ! نادَى (بِسِرِّه: أَظْهَرَهُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ قالَ: وَبِه يُفَسَّر قولَ الشاعرِ:
إِذا مَا مَشَتْ نادِى بِمَا فِي ثيابِها
ذَكِيُّ الشَّذى والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ (و) من المجازِ: نادَى (لَهُ الطَّريقُ) ونادَاهُ: (ظَهَرَ) ؛ وَهَذَا الطَّريقُ يُنادِيكَ؛ وَبِه فَسَّر الأزْهرِي والرَّاغبُ قولَ الشاعرِ:
كالكَرْمِ إِذْ نادَى مِن الكافُور قَالَ الأزْهرِي: أَي ظَهَرَ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: أَي ظَهَرَ ظُهورَ صَوْتِ {المُنادِي.
(و) نادَى (الشَّيءَ: رَآهُ وعَلِمَهُ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(} والنَّدِيُّ، كغَنِيَ، {والنَّادِي} والنَّدْوَةُ {والمُنْتَدَى) ؛ على صيغَةِ المَفْعولِ مِن} انْتَدَى، وَفِي نسخِ الصِّحاح {المُتَنَدَّى مِن} تَنَدَّى؛ (مَجّلِسُ القَوْمِ) ومُتَحَدَّثُهم.
وقيلَ: {النَّدِيُّ مَجّلِسُ القَوْمِ (نَهَارا) ؛ عَن كُراعٍ.
(أَو) النَّدِيُّ: (المَجْلسُ مَا داَمُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ) ، وَإِذا تَفَرَّقوا عَنهُ فليسَ} بنَدِيّ، كَمَا فِي المُحْكم والصِّحاح.
وَفِي التّهذيب: {النادِي: المَجْلسُ} يَنْدُونَ إِلَيْهِ مِن حَوالَيْه، وَلَا يُسمَّى {نادِياً حَتَّى يكونَ فِيهِ أَهْلُه، وَإِذا تَفَرَّقُوا لم يكُنْ نادِياً. وَفِي التَّنْزيلِ العزيزِ: {وتأْتُونَ فِي} نادِيكُمُ المُنْكَرَ} ؛ وقيلَ: كَانُوا يَحْذِفُونَ الناسَ فِي المَجالِسِ فأعْلَم اللهاُ تَعَالَى أنَّ هَذَا مِن المُنْكر، لأنَّه لَا يَنْبَغي أَن يَتَعاشَرُوا عَلَيْهِ وَلَا يَجْتَمِعُوا على الهُزءِ والتَّلَهِّي، وَأَن لَا يَجْتَمِعُوا إلاَّ فيمَا قرَّبَ مِن اللهاِ وباعَدَ مِن سَخَطِه.
وَفِي حديثِ أَبي زَرْع: (قرِيبُ البَيْتِ مِن النادِي، أَي أنَّ بيتَه وسَطَ الحلَّةِ أَو قرِيباً مِنْهُ لتَغْشاهُ الأضْيافُ والطُّرَّاقُ.
وَفِي حديثِ الدُّعاء: (فإنَّ جارَ النادِي يَتَحَوَّل) ، أَي جارَ المَجْلِس، ويُرْوَى بالباءِ الموحَّدَةِ من البَدْوِ. وَفِي الحديثِ: (واجْعَلْنِي فِي {النَّدِيِّ الأعْلَى) ، أَي مَعَ المَلإِ الأعْلَى مِن الملائِكَةِ. (و) قولُ بِشْر بنِ أَبي خازم:
و (مَا} يَنْدُوهُم النادِي) ولكنْ
بكلِّ مَحَلَّةٍ مِنْهمْ فِئامُأَي (مَا يَسْمَعُهُمْ) ، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ مَا يَسَعُهُم المَجْلِسُ مِن كثْرتِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ والاسْمُ النَّدْوةُ.
(و) مِن المجازِ: (تَنَدَّى) فلانٌ على أَصْحابهِ: إِذا (تَسَخَّى) ، وَلَا تَقُلْ نَدَّى، كَمَا فِي الصِّحاح.
أَيْضاً: (أَفْضَلَ) عَلَيْهِم، ( {كأَنْدَى) إِذا كَثُر نَداهُ على إخْوانِه، أَي عَطاؤُهُ، (فَهُوَ نَدِيُّ الكَفِّ) ، كغَنِيَ، إِذا كانَ سَخِيًّا، نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ابْن السِّكِّيت؛ قالَ تأبَّطَ شرًّا:
يابِسُ الجَنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُؤسٍ
ونَدِي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّوحكَى كُراعٌ نَدِيُّ اليَدِ، أَباهُ غيرُهُ.
(} والنَّدَى) ، بِالْفَتْح مَقْصورٌ، على وُجُوهٍ فَمِنْهَا: (الثَّرى، و) أَيْضاً: (الشَّحْمُ، و) أَيْضاً (المَطَرُ) ، وَقد جَمَعَهما عَمْرو بنُ أحْمَرْ فِي قوْلهِ: كثَوْر العَذاب الفَرْدِ يَضْرِبهُ النَّدَى
تَعَلَّى النَّدَى فِي مَتْنهِ وتَحَدَّرا {فالنَّدَى الأوَّل المَطَرُ، والثَّاني الشَّحْمُ.
(و) قالَ القتيبيُّ: النَّدَى المَطَرُ و (البَلَلُ.
(و) النَّدَى: (الكَلأُ) .
وقيلَ للنَّبْتِ:} نَدًى لأنَّه عَن نَدَى المَطَرِ يَنْبتُ؛ ثمَّ قيلَ للشَّحْم: نَدًى لأنَّه عَن نَدَى النَّبْت يكونُ، واحْتَجَّ بقولِ ابنِ أحْمر السَّابِق.
قُلْتُ: فالنَّدَى بمعْنَى الشَّحْمِ على هَذَا القولِ مِن المجازِ؛ وشاهِدُ النَّدَى للنَّباتِ قولُ الشاعرِ:
يَلُسُّ النَّدَى حَتَّى كأَنَّ سَراتَه
غَطاها دِهانٌ أَودَيابِيجُ تاجِرِوقال بِشْر:
وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بلادِهِ
تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونة وتُضَمَّرُقالوا: أَرادَ بالنَّدَى هُنَا الكَلأَ.
(و) النَّدَى: (شيءٌ يُتَطَيَّبُ بِهِ كالبَخورِ) ؛ وَمِنْه عُودٌ {مُنَدًّى: إِذا فُتِق} بالنَّدَى أَو مَاء الوَرْد.
(و) النَّدَى: الغايَةُ مِثْل (المَدَى) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وزَعَم يَعْقوبُ أَنَّ نونَه بَدَلٌ مِن الميمِ.
قالَ ابْن سِيدَه: وليسَ بشيءٍ.
(ج {أَنْدِيَةٌ} وأنْداءٌ) قدَّمَ غَيْر المقِيسِ على المَقِيس، وَهُوَ خِلافُ قاعدَته.
قَالَ الجَوْهرِي: وجَمْعُ النَّدَى أَنْداءٌ، وَقد يُجْمَعُ على أَنْدِيَة؛ وأنْشَدَ لمرَّة بن مَحْكانَ التِّيمي:
فِي لَيْلةٍ من جُمادِى ذاتِ أَنْدِيةٍ
لَا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائِها الطُّنُبا وَهُوَ شاذٌّ لأنّه جَمْعُ مَا كانَ مَمْدوداً مِثْل كِساءٍ وأَكْسِيَةٍ، انتَهَى.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وذَهَبَ قوْمٌ إِلَى أَنَّه تَكْسيرٌ نادِرٌ، وقيلَ: جَمَعَ {نَداً على أنْداءٍ،} وأنْداءً على نِداءٍ، {ونِداءً على أَنْدِيَةٍ كرِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ، وقيلَ: لَا يريدُ بِهِ أَفْعِلةً نَحْو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كَمَا ذهَبَ إِلَيْهِ الكافَّة، وَلَكِن يجوزُ أَن يريدَ أَفْعُلةً، بِضَم العَيْن، تَأْنِيث أَفْعُل وجَمَعَ فَعَلاء على أَفْعُلٍ كَمَا قَالُوا أَحْبُلٌ أَزْمُنٌ، وأَرْسُنٌ، وأَمَّا محمدُ بنُ يزِيد فذَهَبَ إِلَى أَنَّه جَمْعُ نَدِيَ، وذلكَ أنَّهم يَجْتَمِعُونَ فِي مجالِسِهم لقِرَى الأضْيافِ.
(و) من المجازِ: (} المُنْدِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الكَرِيمةُ) الَّتِي ( {يَنْدَى) ، أَي يَعْرَقُ، (لَهَا الجَبينُ) حَياءً.
(} والنُّداءُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر) ؛ وَفِي الصَّحاح:! النِّداءُ (الصَّوتُ) ، وَقد يُضَمُّ مِثْلُ الدُّعاءِ والرُّغاءِ، وَمَا أَدَقّ ونَظَر الجَوْهري فِي سِياقِه.
وقالَ الرَّاغبُ: النِّداءُ: رَفْعُ الصَّوتِ المُجرَّدِ، وإِيَّاه قَصَدَ بقولِه، عزَّ وجلَّ: {وَمثل الَّذين كَفَرُوا كمَثَل الَّذِي يَنْعَقُ بِمَا لَا يَسْمَع إلاَّ دُعاءً ونِداءً} ، أَي لَا يَعْرفُ إلاَّ الصَّوت المجرَّد دُونَ المَعْنى الَّذِي يَقْتَضِيه تَرْتِيبُ الكَلامِ، ويقالُ للحَرْفِ الَّذِي فهمَ مِنْهُ المَعْنى ذلكَ، قالَ: واسْتِعارَةُ النّداءِ للصَّوْت مِن حيثُ أنَّ مَنْ تَكْثرُ رُطُوبَة فَمِه حَسُن كَلامُه، وَلِهَذَا يُوصَفُ الفَصِيحُ بكَثْرةِ الرِّيق. ( {ونادَيْتُه و) } نادَيْتُ (بِهِ) {مُنادَاةً ونِداءً: صاحَ بِهِ.
(والنَّدَى) ، كفَتَى: (بُعْدُه) ، أَي بُعْدُ مَذْهَب الصَّوْت؛ (و) مِنْهُ: (هُوَ نَدِيُّ الصَّوْتِ، كغَنِيَ) : أَي (بِعيدُه) ، أَو طَرِيُّه.
(ونَخْلَةٌ نادِيَةٌ: بَعِيدَةٌ عَن الماءِ) ، والجَمْعُ} النَّوادِي {والنَّادِياتِ.
(} والنَّداتانِ من الفَرَسِ) : مَا فَوْقَ السُّرّة: وقيلَ: (مَا يَلِي) ؛ وَفِي المحْكم: الغرُّ الَّذِي يَلِي؛ (باطِنَ الفائِلِ الواحِدَةُ {نَداةٌ) ؛ وتقدَّمَ ذِكْرُ الفائِلِ فِي الَّلام.
(} وتَنادَوْا: نادَى بعضُهم بَعْضًا.
(و) أيْضاً: (تَجالَسُوا فِي النَّادِي) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأنْشَدَ للمُرَقَّش:
والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إِذا
آدَ العَشِيُّ {وتَنادَى العَمّ (و) } نَدَت (ناقةٌ {تَنْدُو إِلَى نُوقٍ كِرامٍ) وَإِلَى أعْراقٍ كَرِيمةٍ: أَي (تَنْزِعُ) إِلَيْهَا (فِي النَّسَبِ) ؛ وأَنْشَدَ اللّيْث:
تَنْدُو نَوادِيها إليَّ صَلا خِدا (} والمُنْدِياتُ: المُخْزِياتُ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وَهِي الَّتِي يَعْرقُ مِنْهَا جَبِينُ صاحِبِها عَرقاً؛ وَهُوَ مجازٌ، وَقد تقدَّمَ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لأَوْسِ بنِ حَجَر:
طُلْس العِشاءِ إِذا مَا جَنَّ لَيْلُهُمُ
! بالمُنْدِياتِ إِلَى جاراتِهم ولفقالَ: وقالَ الرَّاعِي: وإِنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عَن {المُنْدِياتِ وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ (} ونَدِيَ) الشَّيءُ (كرَضِيَ، فَهُوَ {نَدٍ) : أَي (ابْتَلَّ.} وأَنْدَيْتُه {ونَدَّيْتُه) } إنْداءً {وتَنْديةً: بَلَّلْتُه؛ وَمِنْه} نَدِيَتْ لَيْلَتُنا فَهِيَ {نَدِيَة، كفَرِحَةٍ، وَلَا يقالُ} ندِيَّةٌ؛ وكَذلك، الأرضُ، {وأنْدَاها المَطَرُ؛ قالَ:
} أَنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ (و) مِن المجازِ: ( {أَنْدَى) الرَّجُلُ: (كَثُرَ عَطاياهُ) على إخْوانِه، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: كَثُرَ عَطاؤُه.
(أَو) أَنْدَى: (حَسُنَ صَوْتهُ.
(والنَّوادِي: الحَوادِثُ) الَّتِي تَنْدُو.
(} ونادِياتُ الشَّيءِ: أَوائِلُه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
النَّدَى: مَا يَسْقُطُ بالليْلِ.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ: النَّدَى نَدَى النَّهارِ، والسَّدَى نَدَى اللَّيْل، يُضْربانِ مَثَلاً للجُودِ ويُسَمَّى بهما.
ومَصْدرُ نَدِيَ يَنْدَى، كعَلِمَ، {النُّدُوَّةُ. قالَ سيبويهِ: هُوَ من بابِ الفُتُوَّةِ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: فدلَّ بِهَذَا على أنَّ هَذَا كُلَّه عنْدَه يَاء، كَمَا أَنَّ وَاو الفُتوَّةِ ياءٌ.
وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأَمَّا قولُهم فِي فلانٍ تَكرُّمٌ} ونَدًى، فالإمالَةُ فِيهِ تدلُّ على أَنَّ لامَ النُّدُوَةِ ياءٌ، وقولُهم {النَّداوَةُ، الْوَاو فِيهِ بدلٌ من ياءٍ، وأَصْلُه نَدايَةٌ لما ذَكَرْناه مِن الإمالَةِ فِي النَّدَى، ولكنَّ الواوَ قُلِبَتْ يَاء لضَرْبٍ من التَّوسّع.
وَفِي حديثِ عذابِ القَبْر وجَريدَتَي النَّخْل: (لَنْ يَزالَ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا كانَ فيهمَا} نُدُوٌّ) ، ويريدُ نَداوَةً.
قالَ ابنُ الْأَثِير: كَذَا جاءَ فِي مُسْندِ أَحْمَد، وَهُوَ غَرِيبٌ، إنَّما يقالُ نَداوةٌ. {ونَدَا لَهُ النادِي: حالَ لَهُ شَخْصٌ أَو تَعَرَّضَ لَهُ شَبَحٌ، وَبِه فَسَّر أَبُو سعيدٍ قولَ القُطامي:
لَوْلاَ كَتائِبُ مِنْ عَمْرٍ ويَصُولُ بهَا
أُردِيتُ يَا خَيْرَ مَنْ يَنْدُو لَهُ النَّادِيوتقولُ: رَمَيْتُ ببَصَري فَمَا نَدَا لي شيءٌ، أَي مَا تحرَّكَ لي شيءٌ.
ويقالُ: مَا} نَدِيَني مِن فلانٍ شيءٌ أَكْرَهُهُ أَي مَا بَلَّني وَلَا أَصابَني، وَمَا {نَدِيَتْ لَهُ كَفِّي بشَرَ وَمَا} نَدِيتُ بشيءٍ تَكْرَهُه؛ قَالَ النابغَةُ:
مَا إِن نَدِيتُ بشيءٍ أَنتَ تَكْرَهُه
إِذا فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إليَّ يَدِيوما نَدِيتُ مِنْهُ شَيْئا: أَي مَا أَصَبْتُ وَلَا عَلِمْتُ؛ وقيلَ: مَا أَتَيْت وَلَا قارَبْتُ؛ عَن ابنِ كَيْسان.
وَلم {يَتَنَدَّ مِنْهُ بشيءٍ: أَي لم يُصِبْه وَلم يَنَلْه مِنْهُ شَيْء.
ونَدَى الحُضْر: بَقاؤُه.
ونَدَى الأرضِ: نَداوَتُها.
وشَجَرٌ} نَدْيانُ.
والنَّدَى: السَّخاءُ والكَرَمُ.
ورجُلٌ {نَدٍ: جَوادٌ.
وَهُوَ} أَنْدَى مِنْهُ: إِذا كانَ أَكْثَر خَيْراً مِنْهُ.
{ونَدِى على أصْحابه: تَسَخَّى.
} وانْتَدَى {وتَنَدَّى: كَثُرَ} نَداهُ.
وَمَا {انْتَدَيْتُ مِنْهُ وَلَا} تَنَدَّيْتُ: أَي مَا أَصَبْتُ مِنْهُ خَيْراً.
ونَدَوْتُ مِن الجُودِ.
يقالُ: سَنَّ للناسِ النَّدَى {فَنَدَواْ؛ كَذَا بخطِّ أَبي سَهْل وأَبي زَكَرِيَّا والصّقلي فَنَدوا بفَتْح الدالِ وصَحَّحه الصّقلي.
ويقالُ: فلانٌ لَا} يُنْدِي الوَتَرَ، بالتّخْفيفِ والتَّشْديدِ، أَي لَا يُحْسِنُ شَيْئا عَجْزاً عَن العَمَلِ وعِيًّا عَن كلِّ شيءٍ، وقيلَ: إِذا كانَ ضَعِيفَ البَدَنِ.
وعُودٌ {مُنَدَّى} ونَدِيٌّ: فُتِقَ {بالنَّدَى أَو مَاء الْورْد؛ أنْشَدَ يَعْقوب:
إِلَى مَلِكٍ لَهُ كَرَمٌ وخَيْرٌ
يُصَبَّحُ باليَلَنْجُوجِ} النَّدِيّ ِويومُ {التَّنادِ: يومُ القِيامَةِ لأنَّه} يُنادِي فِيهِ أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، ويقالُ بتَشْديدِ الدالِ وَقد ذُكِرَ.
وَهُوَ {أَنْدَى صَوْتاً مِن فلانٍ: أَي أَبْعَد مَذْهباً وأَرْفَع صَوْتاً؛ وأنْشَدَ الأصْمعي لمِدْثارِ بنِ شَيْبان النَّمَرِيِّ:
فقُلْتُ ادْعِي وأَدْعُ فإنَّ أَنْدى
لصَوْتٍ أَنْ} يُنادِيَ داعِيانِوقيلَ: أَحْسَن صَوْتاً وأَعْذَبُ.
{ونادَاهُ: أَجابَهُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ ابنِ مُقْبل:
بحاجةِ مَحْزُونٍ وإنْ} تُنادِيا وَفِي حديثِ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ: (إِذْ {نُودُوا نادِيةً أَتَى أَمْرُ اللهاِ) ، يريدُ بالنَّادِ دَعْوةً واحِدَةً، فقَلَب} نِداءَة إِلَى {نادِيةٍ، وجعلَ اسْمَ الفعِلِ مَوْضِع المصْدَر.
وَفِي حديثِ ابنِ عَوْف:
(وأوْدَى سَمْعَه إلاَّ} نِدايا) أَرادَ: إلاَّ! نِداءً، فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ يَاء تَخْفِيفاً، وَهِي لُغَةُ لبعضِ العَرَبِ.
ونَادَى النّبْتُ وصاحَ: إِذا بَلَغَ والْتَفَّ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
كالكَرْمِ إِذْ نادَى مِن الكافُورِ والنَّدِيُّ كغَنِيَ: قَرْيةٌ باليَمَنِ.
{والنَّداةُ: النّدوَةُ.
} ونُدَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: مَوْلاةُ مَيْمونَة، حَكَاهُ أَبو دَاوُد فِي السِّنَن عَن يُونُس عَن الزّهْري، أَو هِيَ ندبةُ.
والنَّادِي: العَشِيرَةُ، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {فَلْيَدْعُ {نادِيَه} ، وَهُوَ بحذْفِ مُضافٍ، أَي أَهْل النادِي فسَمَّاهُ بِهِ، كَمَا يقالُ تَقَوَّضَ المَجْلِسُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
ومِثْلُه النَّدِيّ، كغَنِيِّ، للقَوْمِ المُجْتمِعَين. وَبِه فُسِّر حديثُ سَويَّة بن سُلَيْم: (مَا كَانُوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وهُم النَّدِيُّ) .
وجَمْعُ النَّادِي أَنْداءٌ؛ وَمِنْه حديثُ أَبي سعيدٍ: (كنَّا} أَنْداءً) .
{ونَدَاهُم إِلَى كَذَا: دَعاهُم.
ونَداهُم} يَنْدُوهُم: جَمَعَهُم فِي النادِي، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.
{ونَدَى} وانْتَدَى: حَضَرَ النَّدِيَّ.
{والمُنادَاةُ: المُشاوَرَةُ.
} وأَنْدَيْتُ الإِبِلَ {إنْداءً: مِثْلُ نَدَّيْت، عَن الجَوْهرِي.
وتَنْدِيَةُ الخَيْلِ: تَضْمِيرُها ورَكْضها حَتَّى تَعْرقَ؛ نقلَهُ الأزْهري.
} ونَدَّى الفَرَسَ: سَقاهُ الماءَ.
والنَّدَى: العَرَقُ الَّذِي يَسِيلُ مِن الخَيْلِ عِنْدَ الرّكْض؛ قالَ طُفَيْل: نَدَى الماءِ مَنْ أعْطافِها المُتَحَلِّب وتَنَدَّتِ الإِبِلُ: رَعَتْ مَا بينَ النَّهَل والعَلَلِ.
والنَّدْوَةُ: السَّخاءُ، وأَيْضاً: المُشاوَرَةُ؛ وأَيْضاً الأكْلَةُ بينَ السَّقْيَتَيْنَ.
والنَّدَى: الأكْلَةُ بينَ الشَّرْبَتَيْنِ.
{ونَوادِي الكَلامِ: مَا يَخْرجُ وقْتاً بعْدَ وَقْتً.
والنَّوادِي النَّواحِي، عَن أَبي عمْرٍ و.
وأيْضاً: النُّوقُ المُتَفرِّقَةُ فِي النَّواحِي.
} ونَدَا {يَنْدُو} نَدْواً: اعْتَزَلَ وتَنَحَّى.
ويقالُ: لم {ينْدَ مِنْهم} نادٍ، أَي لم يبْقَ مِنْهُم أحَدٌ.
ونَدْوَةُ: فَرَسٌ لأبي قَيْد بنِ حَرْمَل.
وتَنَدَّى المَكانُ: نَدِي.
والنِّداءُ: الأذانُ.
وفلانٌ لَا {تَنْدَى صَفَاتُه، وَلَا} تُنَدِّي إحْدَى يَدَيْه الأُخْرى، يقالُ ذلكَ للبَخِيلِ.
وتَنَدَّى: تَرَوَّى.
وَهُوَ فِي أَمْر لَا يُنادَى وليدُهُ، تقدَّمَ فِي ولد.
ونَدُوَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: صارَ ذَا نَدًى.
! وأَنْدَى الكَلامُ: عَرَّقَ قائِلَهُ وسامِعَه فرقا مِن سوءِ عاقبَتهِ. {وأَنْدَى الشَّيْء: أَخْزَى.
} ونَدا: موضِعٌ فِي بِلادِ خُزاعَةَ.

خلص

خ ل ص: (خَلَصَ) الشَّيْءُ صَارَ (خَالِصًا) وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (خَلَصَ) إِلَيْهِ الشَّيْءُ وَصَلَ. وَ (خَلَّصَهُ) مِنْ كَذَا (تَخْلِيصًا) أَيْ نَجَّاهُ (فَتَخَلَّصَ) . وَ (خُلَاصَةُ) السَّمْنِ بِالضَّمِّ مَا خَلَصَ مِنْهُ، وَكَذَا (خِلَاصَتُهُ) بِالْكَسْرِ. وَ (أَخْلَصَ) السَّمْنَ طَبَخَهُ. وَ (الْإِخْلَاصُ) أَيْضًا فِي الطَّاعَةِ تَرْكُ الرِّيَاءِ وَقَدْ (أَخْلَصَ) لِلَّهِ الدِّينَ. وَ (خَالَصَهُ) فِي الْعِشْرَةِ صَافَاهُ. وَهَذَا الشَّيْءُ (خَالِصَةٌ) لَكَ أَيْ خَاصَّةٌ. وَ (اسْتَخْلَصَهُ) لِنَفْسِهِ اسْتَخَصَّهُ. 

خلص: خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد

نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم. وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه.

وأَخْلَصَ الشيءَ: اختاره، وقرئ: إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين،

والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب: يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه

تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ. الزجاج: وقوله:

واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص:

الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص: الذي

وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة: قل هو اللّه أَحد، سورة

الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير: سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس،

أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، وكلمة الإِخلاص

كلمة التوحيد، وقوله تعالى: من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين،

فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون.

والتخليص: التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا

تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ

الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. والإِخْلاصُ في الطاعة: تَرْكُ الرِّياءِ، وقد

أَخْلَصْت للّه الدِّينَ. واسْتَخْلَصَ الشيء: كأَخْلَصَه. والخالِصةُ:

الإِخْلاصُ. وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ. وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ

خُلوصاً أَي صار خالِصاً. وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً

للشيء الخالِص. وفي حديث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض

أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يقال: خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه،

وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه. وفي حديث

عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن

على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى

بما يُتَخَلّص به من الخصومة. وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه.

ويقال: هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة. وقوله عزّ وجلّ: وقالوا

ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل

معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما في

بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا. وقوله: ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ

ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون

الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ

الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها،

ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا: الأَنعامُ التي في

بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده: والقولُ الأَول أَبْبَنُ

لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم

خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ: قل هي للذين

آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً،

المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ

القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما

إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ

لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال،

كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة.

وقوله عزّ وجلّ: إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ

بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل

ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى

الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين

بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك

شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى

اللّه، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس

يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم. وفي الحديث: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا: وما يومُ

الخَلاصِ؟ قال: يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ

ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض. وفي حديث

الاستسقاء: فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس.

وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه. وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ

وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. والخالصُ من

الأَلوان: ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.

والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر.

والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن،

وأَخْلَصَه: فَعَل به ذلك. والخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ.

والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل.

والخُلوصُ: الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ. ويقول الرجل لصاحبةِ

السَّمْنِ: أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده: وعندي أَن

معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غيره: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما

خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه

شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من

الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو

الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ

والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ.

أَبو زيد: الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ

والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ

والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء

والثُّفْل: الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ

فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة

اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما

الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من

ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدقيش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه

يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال: مَرَّ الفرزدق برجل من

باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَتَشْتري

أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي؟ فقال: أَللّهِ عليك

لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين

يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال:

لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه،

عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ

من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه،

بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ

فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ،

أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ

الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا

أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح: أَنه قضى في قَوْس

كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها. والخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ

من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه

كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص. والخِلاصة

والخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروي في الغريبين.

واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني.

وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت

مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. وتقول: هؤلاء

خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ

البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال:

وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا

والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قال

أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق

بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ

كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ

الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا

يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله:

بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

الأَصمعي: هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ

المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه.

ويقال لكل شيء أَبيضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج:

مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا

يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ. الليث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان

قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد:

مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما

والخالصُ: الأَبْيَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْيَضُ. وماءٌ خالص:

أَبيض. وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: وذلك في

قَصَب العظام في اليد والرجل. يقال: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا

بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم.

والخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال

الشاعر:

أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها،

وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا

وقيل: هو الموضع بالدهناء معروف. وذو الخَلَصة: موضع يقال إِنه بيت

لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ

فَهُدِم. وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على

ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم،

وقيل: ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها

رسول اللّه، صلَى اللّه عليه وسلّم، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها،

وقيل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير: وفيه نظر

(* قوله «وفيه

نظر» أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف

الا إلخ، كذا بهامش النهاية.) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء

الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة

الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ

أَعجازُهن. وخالصةُ: اسم امرأَة، واللّه أَعلم.

خلص

1 خَلَصَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. خُلُوصٌ (S, A, K) and خَلَاصٌ (TA) and خَالِصَةٌ, (K,) or the second and third of these are simple substs. [used as inf. ns., i. e., quasi-inf. ns.]; (TA;) and خَلُصَ also; (Et-Towsheeh, TA;) but the former is that which is commonly known; (TA;) It (a thing, S, TA) was, or became, خَالِص, (S, A, K,) which signifies [here] clear, pure, sheer, free from admixture, unmingled, unmixed, or genuine; (B, TA;) and white. (K.) You say, خَلَصَ انمَآءُ مِنَ الكَدَرِ The water became clear from turbidness. (Msb.) And خَلَصَ الزُّبْدُ مِنَ الثُّفْلِ [The butter became clear from the dregs, or sediment,] in being cooked. (S.) b2: خَلَصَ مِنَ الوَرْطَةِ, (A,) or التَّلَفِ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. خَلَاصٌ (A, Msb) and خُلُوصٌ and مَخْلَصٌ, (Msb,) (tropical:) He became safe, or secure, or free, from embarrassment or difficulty, or from destruction, (A, Msb,) like as a thing becomes clear from its turbidness. (A.) [See also 5.] b3: خَلَصَ مِنَ القَوْمِ (tropical:) He withdrew, retired, or went away or apart, from the people, or company of men. (A, TA.) It is said in the Kur [xii. 80], خَلَصُوا نَجِيًّا (tropical:) They retired, conferring privately together. (Bd, Jel, TA.) b4: خَلَصَ إِلَيْهِ, (S, A, K,) and بِهِ (TA,) inf. n. خُلُوصٌ, (K,) (tropical:) He, or it, (a thing, S, and grief, and happiness, A, TA,) came to, or reached, him: (S, A, K, TA:) he came to, reached, or arrived at, it; namely, a place. (TA.) b5: Also خَلَصُوا إِلَيْهِ They came to him (namely a judge or governor) and referred to him their cause, or suit, for judgment. (T and L in art. نفذ.) A2: خَلَصَ, inf. n. خَلَاصٌ and خُلُوصٌ; (TA;) or ↓ خلّص, (K,) inf. n. تَخْلِيصٌ; (TA;) but the former is that which is found in the correct lexicons; (TA;) He took the خُلَاصَة [q. v.] (K, TA) of, or from, clarified butter; (TA;) and ↓ اخلص, inf. n. إِخْلَاصٌ, signifies the same. (TA.) [See also this last below.]2 خلّصهُ, (A,) inf. n. تَخْلِيصٌ, (TA,) He made, or rendered, it clear or pure [&c. (see 1, first signification)]; he cleared, clarified, purified, or refined, it; (A, Mgh, TA;) [as also ↓ اخلصهُ, q. v.] b2: (assumed tropical:) He separated it from another thing or other things. (Msb.) You say also خلّص بَيْنَهُمَا [He separated them, each from the other]. (M in art. قلص.) b3: (tropical:) He (God, A, TA, or a man, S) saved, secured, or freed, him, (S, A, K,) مِنْ كَذَا from such a thing, (S,) [as, for instance, a snare, and embarrassment or difficulty, or destruction, like as one renders a thing clear from its turbidness, (see 1,)] after he had become caught, or entangled; (TA;) as also ↓ اخلصهُ. (TA.) Also (assumed tropical:) [He disentangled it; unravelled it:] said of spun thread that has become entangled. (Lth and Az and Sgh, in TA, art. عسر.) b4: (assumed tropical:) He made it clear; or explained, expounded, or interpreted, it; as also لَخَّصَهُ. (A in art. لخص.) b5: خلّص, inf. n. as above, also signifies (assumed tropical:) He gave [a man (for the verb in this case, as in others, is trans, accord. to the TK,)] the خَلَاص, (K, TA,) i. e., the equivalent of a thing, or requital, or hire for work. (TA.) A2: See also 1, last signification.3 خَالصهُ, (S, K,) inf. n. مُخَالَصَةٌ, (TK,) (assumed tropical:) [He regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity of mind, or sincerity: and particularly, as also خالصهُ الوُدَّ, mentioned in this art. in the A, but not explained,] (tropical:) he regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity, or sincerity, of love, or affection; syn. صَافَاهُ (S, K, TA) and وَادَدَهُ; (TA;) فِى العِشْرَةِ [in social intercourse]. (S, TA.) You say also, خالص اللّٰهَ دِينَهُ (tropical:) [He acted with reciprocal purity, or sincerity, towards God, in his religion]. (A.) and one says, خَالِصِ المُؤْمِنَ وَ خَالِفِ الكَافِرَ (tropical:) [Act thou with reciprocal purity, or sincerity, towards the believer, and act thou with contrariety to the unbeliever]. (A. [See 3 in art. خلق, where a similar saying is mentioned.]) [See also the next paragraph.]4 اخلصهُ: see 2, first signification. You say, اخلص السَّمْنَ, inf. n. إِخْلَاصُ, He clarified the cooked butter by throwing into it somewhat of the meal of parched barley or wheat (سَوِيق), or dates, or globules of gazelles' dung: (S, * L:) or he took the خُلَاصَة [q. v.] of the cooked, or clarified, butter. (Fr, K.) See also 1, last signification. And أَخْلَصَتْهُ النَّارُ [The fire clarified it, or purified it,] namely, butter, and gold, and silver. (K.) b2: You say also, اخلصوا النَّصِيحَةَ and الحُبَّ (tropical:) [lit. They made good advice or counsel, and love, pure, or sincere; meaning, they were pure, or sincere, in giving good advice, and in love]. (TA.) And اخلص لَهُ المَوَدَّةَ (tropical:) [He was pure, or sincere, to him in love, or affection]. (A.) And اخلص لِلّٰهِ العَمَلَ (assumed tropical:) [He was pure, or sincere, towards God in works]. (Msb.) And اخلص لِلّٰهِ الدِّينَ, (S, TA,) or دِينَهُ, (A,) (tropical:) He was pure, or sincere, towards God in religion, [or in his religion;] without hypocrisy. (S, * TA.) And اخلص لِلّٰهِ, [elliptically,] (assumed tropical:) He was without hypocrisy [towards God]. (K.) or إِخْلَاصٌ properly signifies (assumed tropical:) The asserting oneself to be clear, or quit, of [believing in] any beside God. (B, TA.) [Hence.] سُورَةُ الإِخْلَاصِ is (assumed tropical:) a title of The [112th] chapter of the Kur-án commencing with the words قُلْ هُوَ اللّٰهُ

أَحَدٌ: (IAth, Msb:) and سُورَتَا الإِخْلَاصِ (assumed tropical:) the same together with the [109th] chapter commencing with the words يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. (Msb.) And كَلِمَةُ الأِخْلَاصِ is applied to (tropical:) The sentence which declares belief in the unity of God. (A, * TA.) أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ: see below, voce خَالِصَةٌ. b3: See also 2, third signification. b4: And see 10.5 تخلّص (tropical:) He became saved, secured, or freed; he escaped, or freed himself; or became safe, secure, free, or in a state of freedom or immunity; (S, K;) from a thing; (S;) as, for instance, a gazelle, and a bird, from a snare, (A,) [and a man from embarrassment or difficulty, or destruction, like as a thing becomes cleared from its turbidness, (see 1,) or] like spun thread when it has been entangled. (TA.) b2: [See also نَسَبَ بِالْمَرْأَةِ.]6 تخالصوا (tropical:) They regarded one another, or acted reciprocally, [with purity, or sincerity: and particularly,] with purity, or sincerity, of love, or affection. (A, * TA.) 10 استخلص الزُّبْدَ مِنَ اللَّبَنِ He extracted the butter from the milk. (ADk, A, L.) b2: استخلصهُ لِنَفْسِهِ He appropriated him [or it] purely to himself, (Bd and Jel in xii. 54,) exclusively of any partner: (Jel:) he chose him [or it] for himself; took him [or it] in preference for himself; (IAar, in L, art. قرح; and TA in the present art.;) he appropriated him to himself as his particular, or special, intimate; (TA;) syn. اِسْتَخَصَّهُ; (S, K, TA;) and ↓ اخلصهُ signifies the same. (TA.) خِلْصٌ (S, A, K) and ↓ خُلْصَانٌ (S, A, TA) and ↓ خَالِصَةٌ (S, TA) (tropical:) A man's friend; [or his sincere, or true,] or his secret, or private, friend; or his companion, or associate, who converses, or talks, with him; syn. خِدْنٌ; (S, K, TA;) his particular, or special, friend: (TA:) ↓ the second is also used in a pl. sense: (S, TA:) pl. of the first, خُلَصَآءُ. (K.) خَلَصٌ A kind of tree like the grape-vine (K) in its manner of growth, (TA,) that clings to other trees, and rises high; (K;) having leaves of a dust-colour, thin, round, and wide; and a blossom like that of the مر [?]; and tinged in the lower parts of its stems; (TA;) sweet in odour; and having berries (K) like those of [the plant called عِنَبٌ الثَّعْلَبِ, [see art. ثعلب,] three and four together, red, (TA,) like the beads of عَقِيق [q. v.]; (K;) not eaten [by men], but depastured: (TA:) n. un. with ة: (K:) thus described by [AHn] Ed-Deenawaree, on the authority of an Arab of the desert. (TA.) See the end of the next paragraph.

ذُو الخَلَصَةِ, (S, K,) and ذو الخُلُصَةِ, (Hishám, K,) and ذو الخَلْصَةِ, accord. to IDrd, and some write it ذو الخَلُصَةِ, but the first is the form commonly obtaining with the relaters of trads., (TA,) A certain temple, (S, K,) called كَعْبَةُ اليَمَامَةِ, (S,) or الكَعْبَةُ اليَمَانِيَّةُ, (El-Háfidh Ibn-Hajar, K,) and also الكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ, because its door faced Syria, (TA,) belonging to the tribe of Khath'am, (S, K,) and Dows and Bejeeleh and others, (TA,) in which was an idol called الخَلَصَةُ, (S, K,) which was demolished (S, TA) by command of Mohammad: (TA:) or ذُو الخَلَصَةِ was the idol itself, as some say; but, says IAth, this requires consideration, because [it is asserted that] ذو is not prefixed to any but generic names: (TA: [but see ذُو:]) or the temple was so called because it was the place of growth of a tree of a kind called ↓ خَلَص. (K, * TA.) خُلْصَانٌ: see خِلْصٌ, in two places.

خَلَاصٌ an inf. n. of 1. b2: يَوْمُ الخَلَاصِ is The day of the coming forth of الدَّجَّال [or Antichrist]; because then the believers will be distinguished. (TA.) A2: Also (assumed tropical:) An equivalent; a requital, or compensation; hire, pay, or wages, for work: pl. أَخْلَاصٌ. (TA.) b2: See also خُلَاصَة.

خُلَاصٌ: see خُلَاصَة, in two places.

خِلَاصٌ: see خُلَاصَة, throughout.

خُلُوصٌ: see خُلَاصَة, in three places. b2: Also an inf. n. of 1.

خُلَيْصٌ: see خَالِصٌ.

خُلَاصَةُ السَّمْنِ (S, A, L, Msb, K) and خِلَاصَتُهُ (Fr, Sgh, K) What has become clear, of cooked butter; (S, A, L, K;) or cooked butter into which some dates have been thrown, or into which some سَوِيق [i. e. meal of parched barley or wheat] has been thrown, in order that thereby it may become clear from the remains of the milk: (Msb:) for when they cook fresh butter, to make it سَمْن, they throw into it somewhat of سويق, or dates, or globules of gazelles' dung; and when it becomes good, and clear from the dregs, or sediment, that سمن is called الخُلَاصَةُ, and ↓ الخِلَاصُ also, (S, L,) mentioned by A'Obeyd, (S,) and this, namely the خِلَاص, is the إِثْر: (S, L, K:) and the terms ↓ خُلُوصٌ (S, L, K) and قِلْدَةٌ (S, L) and قِشْدَةٌ (S, L, K) and كُدَادَةٌ (S, L) are applied to the dregs, or sediment, remaining at the bottom; (S, L, K;) as also خُلَاصَةٌ: (AHeyth, L in art. قشد:) the inf. n. is إِخْلَاصٌ; and you say, أَخْلَصْتُ السَّمْنَ: (S, L:) or خُلَاصَةٌ and ↓ خِلَاصٌ signify dates and سويق that are thrown into سمن; and اخلص السَّمْنَ signifies “he threw dates and سويق into the سمن [and so clarified it]:” and ↓ خُلَاصٌ [thus I find it written] signifies what has become clear, of سمن, when it is cooked: and خِلَاصٌ also signifies, and so ↓ إِخْلَاصٌ, and ↓ أِخْلَاصَةٌ, butter when clear from the dregs, or sediment: and ↓ خُلُوصٌ, the dregs, or sediment, at the bottom of the milk: (L:) ↓ إِخْلَاصٌ and ↓ إِخْلَاصَةٌ are syn. with إِذْوَابٌ and إِذْوَابَةٌ: (TA:) or, accord. to Az, the latter two terms are applied to butter when it is put into the cooking-pot to be cooked into سمن; and when it has become good, and the milk has become clear from the dregs, or sediment, that milk is called إِثْرٌ and ↓ إِخْلَاضٌ: Az says, I have heard the Arabs apply the term ↓ خِلَاصٌ to that with which سمن is cleared, in the cookingpot, from the water and milk and dregs; for when it is not clear, and the milk is mixed with the butter, they take dates, or flour, or سويق, which they throw therein, that the سمن may become clear from the remains of the milk mixed with it: this is the خِلَاص: but the خلاصة [i. e.

خُلَاصَة] is what remains, of the خِلَاص and dregs or milk &c., in the bottom of the cooking-pot: (L, TA:) [or] ↓ خِلَاصٌ (K) [accord. to some, ↓ خَلَاصٌ, but this is app. wrong, (see Har p. 311,)] and خُلَاصَةٌ (Hr, TA) also signify what fire has clarified, or purified, (مَا أَخْلَصَتْهُ النَّارُ,) of butter, and of gold, and of silver: (Hr, K, TA:) or اللَّبَنِ ↓ خِلَاصُ, means what is extracted from milk; i. e. butter; (ADk, L, TA;) and so does خُلَاصَةُ اللَّبَنِ: (A: [but there mentioned among tropical expressions:]) خُلَاصَةٌ being applied in the manner first mentioned in this paragraph, by a secondary application is made to signify what is clear, or pure, of other things; (Msb;) [as also ↓ خَالِصٌ: and hence both of them often signify (assumed tropical:) the choice, best, or most excellent, part of anything; and so, probably, does ↓ خِلَاصٌ:] and خُلَاصَةٌ and ↓ خُلَاصٌ also signify Inspissated juice (رُبّ) made from dates; (JK;) or this is called ↓ خُلُوصٌ. (TA.) خَالِصٌ Clear; pure; sheer; free from admixture; unmingled; unmixed; genuine: (B, TA:) clear, or pure, applied to any colour: (Lh, TA:) (tropical:) white; as also ↓ خُلَيْصٌ; [which latter appears to me doubtful, though I know not why Freytag has substituted for this, or for the former word, خَلْصٌ;] both applied to anything. (K, TA.) You say, ثَوْبٌ خَالِصٌ (tropical:) A garment, or piece of cloth, of a clear, or pure, white: and قَبَآءٌ أَزْرَقُ خَالِصُ البِطَانَةِ (tropical:) A garment of the kind called قباء blue with a white lining. (A.) b2: [Also (assumed tropical:) Pure, or sincere, love, religion, &c.] b3: See also خُلَاصَة, near the end of the paragraph.

خَالِصَةٌ [fem. of خَالِصٌ: used as a subst.,] (assumed tropical:) A pure property, or quality. (Bd in xxxviii. 46; and K. [In the CK, خُلَّة is erroneously put for خَلَّة: the corresponding word in Bd is خَصْلَة.]) So in the Kur [xxxviii. 46], بِخَالِصَةٍ ↓ أَخْلَصْنَاهُمْ ذِكْرَى الدَّارِ (assumed tropical:) We have rendered them pure by a pure quality, (Bd, K, * TA,) the keeping in memory the final abode: (Bd, TA:) ذكرى الدار being a substitute for خالصة: or it may mean [by] their keeping in memory much the final abode and the return to God: (TA:) some also, (TA,) namely Náfi' and Hishám, (Bd,) read بِخَالِصَةِ, making it a prefix to ذكرى (Bd, TA) as an explicative; or an inf. n., in the sense of خُلُوص, prefixed to its agent. (Bd.) b2: You say also, هٰذَا الشَّىْءُ خَالِصَةٌ لَكَ (assumed tropical:) This thing is a property of thine: (so in a copy of the S, and so the phrase is written in the TA:) or is a thing purely thine, exclusively of others: (TA:) or هذا الشىء خَالِصَةً لَكَ this thing is particularly, or specially, thine, or for thee. (So accord. to other copies of the S, and a copy of the JK.) b3: See also خِلْصٌ.

A2: خَالِصَةٌ is also syn. with

إِخْلَاصٌ [in some sense not pointed out: see the latter below; and see also 4]. (TA.) إِخْلَاصٌ [inf. n. of 4, used as a subst.]: see خُلَاصَة, in three places.

إِخْلَاصَةٌ: see خُلَاصَة, in two places.

مَخْلَصٌ (tropical:) A place of safety, or security, or escape from an event.]

مُخْلَصٌ Chosen: (JK:) chosen by God, and pure from pollution; applied to a man. (Zj, TA.) [It is implied in the A and TA that it is also syn. with مُخْلِصٌ in the sense explained below.]

مُخْلِصٌ (tropical:) Pure, or sincere, towards God in religion; without hypocrisy: (TA:) or purely believing in the unity of God. (Zj, TA.) يَاقُوتٌ مُتَخَلِّصٌ Picked [sapphires]. (A, TA.)
بَاب خلصته

وأنقذته ونجيته ونعشته وتخلصته
(خلص) - في الخبر : "قَضَى في قَوس كَسَرها رجل بالخَلاص".
: أي ما يُتَخَلَّص به من الخُصُومَة.
- في حَديثِ الاسْتِسْقاء: "فَلْيخْلُص هو وولَدُه لِيَتَمَيَّز من النَّاس".
- ومنه قَولُه تَعالَى: {خَلَصُوا نَجِيًّا} .
(خلص)
خلوصا وخلاصا صفا وَزَالَ عَنهُ شوبه وَيُقَال خلص من ورطته سلم مِنْهَا وَنَجَا وخلص من الْقَوْم اعتزلهم وانفصل مِنْهُم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خلصوا نجيا} وَيُقَال خلص بِنَفسِهِ وَإِلَى الشَّيْء وصل فَهُوَ خَالص (ج) خلص

(خلص) الْعظم خلصا إِذا تشظى فِي اللَّحْم وَذَلِكَ فِي قصب عِظَام الْيَد وَالرجل
(خ ل ص) : (الْخُلُوصُ) الصَّفَاءُ وَيُسْتَعَارُ لِلْوُصُولِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ والْغَدِيرُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَخْلُصُ بَعْضُهُ إلَى بَعْضٍ وَخَلَصَتْ الرَّمْيَةُ إلَى اللَّحْمِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ حَتَّى خَلَصَ الْكَرْبُ إلَى كُلِّ امْرِئٍ أَيْ وَصَلَ وَأَصَابَ وَالتَّخْلِيصُ التَّصْفِيَةُ وَمِنْهُ اسْتَأْجَرَهُ لِيُخَلِّصَ لَهُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ.
خ ل ص : خَلَصَ الشَّيْءُ مِنْ التَّلَفِ خُلُوصًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَخَلَاصًا وَمَخْلَصًا سَلِمَ وَنَجَا وَخَلَصَ الْمَاءُ مِنْ الْكَدَرِ صَفَا وَخَلَّصْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مَيَّزْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ وَخُلَاصَةُ الشَّيْءِ بِالضَّمِّ مَا صَفَا مِنْهُ مَأْخُوذٌ مِنْ خُلَاصَةِ السَّمْنِ وَهُوَ مَا يُلْقَى فِيهِ تَمْرٌ أَوْ سَوِيقٌ لِيَخْلُصَ بِهِ مِنْ بَقَايَا اللَّبَنِ وَأَخْلَصَ لِلَّهِ الْعَمَلَ وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ إذَا أُطْلِقَتْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَسُورَتَا الْإِخْلَاصِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَالْخَلْصَاءُ وِزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ. 
خلص الإخلاص التوحيد لله عز وجل خالصاً. وسورة الإخلاص " قل هو الله أحد ". وخلص الشيء خلوصاً نجا وسلم. وخلص فلان إلى فلان وإلى حاجته وصل إليه. والخلاص مصدر كالخلوص، ومصدر الشيء الخالص. وفلان خالصتي وخلصاني. وهؤلاء خلصاني أي أخلائي. وهذا الشيء خالصة لك أي خالص لك خاصة. والمخلص المختار. والتخليص التنجية من كل منشب، خلصته وتخلصته. والخلاصة والخلاص رب يتخذ من تمر. وما أسفل البرمة من السمن والزبد خلاصة اللبن. والخلصاء ماء بالبادية. وذو الخلصة موضع بالحجاز فيه صنم يدعى ذا الخلصة. وبعير مخلص وهو السمين المخ. والخلاَّص - في لغة هذيل - الخصاص والخلل في البيت. والخلوص جمع الخلص وهو الخلل وهو الخلل في الشيء والشق فيه. والخلص أن ينشق خف الإنسان حتى يدمى قدمه، والجميع الأخلاص. وخلصا الشنة عراقاها؛ وهما ما خلص من الماء من خلل سورها.
خ ل ص

خلص الشيء خلوصاً فهو خالص، وخلصته: صفّيته. واستخلص الشيء لنفسه. وياقوت متخلص: متنقي. وهذه خلاصة السمن أي ما خلص منه.

ومن المجاز: أخلص له المودة، وأخلص لله دينه، وخلّص لله دينه، وهو عبد مخلص ومخلص. وخالصته. الود وخالص الله دينه. ويقال: خالص المؤمن وخالق الكافر. وتخالصوا. وهو خالصتي وخلصاني، وهؤلاء خلصاني، وهذا الشيء خالصة لك. ونطق بشهادة الإخلاص وهي كلمة الشهادة. وهذا ثوب خالص إذا كان صافي البياض. وعليه قباء أزرق خالص البطانة: أبيضها. قال الذبياني:

يصونون أجساماً قديماً نعيمها ... بخالصة الأردان خضر المناكب

وخلص من الورطة خلاصاً: سلم منها سلامة الشيء الذي يصفو من كدره، وتخلّص منها. وتخلّص الظبي والطائر من الحبالة. وخلّصه الله. وخلّص الغزل الملتبس. وخلص بنفسه. والزبد خلاص اللبن أي منه يستخلص، بمعنى يستخرج. وخلص من القوم: اعتزلهم. وخلص إليهم: وصل. وخلص إليه الحزن والسرور.

خلص


خَلِصَ(n. ac. خَلَص)
a. Was fractured, broken (bone).

خَلَّصَa. Rendered clear, pure; clarified, purified, refined;
separated, disentangled.
b. Saved, delivered.
c. Escaped, extricated himself, got free, rid of.

خَاْلَصَa. Acted, behaved towards with sincerity, straight
forwardness.

أَخْلَصَa. Purified, clarified.
b. Was pure, sincere.
c. Appropriated, took the best part of ( for
himself ).
تَخَلَّصَ
a. [Min], Was saved, delivered from; saved himself, got rid
free of, escaped from.
إِسْتَخْلَصَa. Wanted pure, unadulterated &c. ( thing).
b. Claimed, appropriated.
c. Extracted the essence of.

خِلْص
(pl.
خُلَصَآءُ)
a. see N. Ag.
IV
خَاْلِص
(pl.
خُلُص)
a. Clear, pure, genuine, unadulterated; white.
b. Safe; delivered.

خَلَاْصa. Refined, purified, purged.
b. Deliverance; salvation, redemption.
c. End.

خَلَاْصَةa. In fact; the long & short of it; to be
brief.

خَلَاْصِيّa. Salutary.

خِلَاْصَة
خُلَاْصَةa. Extract, essence.
b. Substance of speech.
c. Final judgment of a tribunal.

خَلِيْصa. see 21 (a)
خُلُوْصa. Sincerity, purity.

N. Ag.
خَلَّصَa. Saviour, Redeemer.

N. Ag.
أَخْلَصَa. Friend; intimate, true friend.

الخَالِص
a. Finally; in short, briefly.

بِالخَالِص
a. Entirely, completely.
خلص
الخالص كالصافي إلّا أنّ الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصّافي قد يقال لما لا شوب فيه، ويقال: خَلَّصْته فَخَلَصَ، ولذلك قال الشاعر:
خلاص الخمر من نسج الفدام
قال تعالى: وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا [الأنعام/ 139] ، ويقال: هذا خالص وخالصة، نحو: داهية وراوية، وقوله تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا [يوسف/ 80] ، أي: انفردوا خالصين عن غيرهم. وقوله: وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
[البقرة/ 139] ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ
[يوسف/ 24] ، فإخلاص المسلمين أنّهم قد تبرّؤوا ممّا يدّعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث، قال تعالى: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [الأعراف/ 29] ، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة/ 73] ، وقال:
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ [النساء/ 146] ، وهو كالأوّل، وقال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم/ 51] ، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى.
[خلص] خلص الشئ بالفتح يخلص خُلوصاً، أي صار خالِصاً. وخَلَصَ إليه الشئ: وصل. وخلصته من كذا تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ. وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه، لانهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق أو تمر أو أبعار غزلان، فإذا جاد وخلص من الثفل فذلك السمن هو الخلاصة والخلاص أيضا بكسر الخاء، حكاه أبو عبيد. وهو الاثر. والثفل الذى يبقى أسفل هو الخلوص، والقلدة، والقشدة، والكدادة. والمصدر منه الاخلاص. وقد أَخْلَصْتُ السمنَ. والإخْلاصُ أيضاً في الطاعة: تَرْكُ الرياء. وقد أَخْلَصْتُ لله الدينَ. وخالَصَهُ في العِشرة، أي صافاه. وهذا الشئ خالصة لك، أي خاصَّةً. وفلانٌ خِلْصي، كما تقول: خِدْني، وخُلْصاني، أي خالِصتي. وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. واسْتَخْلَصَهُ لنفسه، أي استخصه. والخلصاء: أرض بالبادية فيها عين ماء. قال الشاعر: أشبهن من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صيرانها صورا * وذو الخلصة بالتحريك: بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمامة، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، فهدم.
[خلص] نه فيه: سورة "الإخلاص" سميت به لأنها خالصة في صفته تعالى، أو لأن لافظه أخلص التوحيد لله تعالى. وفيه: يوم "الخلاص" يخرج إلى الدجال من المدينة كل منافق ومنافقة فيتميز المؤمنون منهم ويخلص بعضهم من بعض. وفي ح على: أنه قضى في حكومة "بالخلاص" أي الرجوع بالثمن على البائع إذا استحق العين وقد قبض ثمنها، أي قضى بما يتخلص به من الخصومة. ومنه ح: قضى في قوس كسرها رجل "بالخلاص". وفي ح الاستسقاء: "فليخلص" هو وولده، ليتميز من الناس. ومنه قوله تعالى: "خلصوا" نجيا" أي تميزوا عن الناس متناجين. وفي ح الإسراء: فلما "خلصت" بمستوى، أي وصلت وبلغت. ك: وكذا فلما "خلصت" أي خلصت الصعود إلى السماء الثانية ووصلت إليها. نه: خلص إلى فلان أي وصل إليه، وخلص أيضًا إذا سلم ونجا. ومنه ح هرقل: إني "أخلص" إليه، وقد تكرر في ح بالمعنيين. وفي ح سلمان: أنه اكتب أهله على كذا وعلى أربعين أوقية "خلاص" وهو بالكسر ما أخلصته النار من الذهب وغيره، وكذا بالضم. وفيه: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي
خلص:
خَلَص: صفا ويقال بهذا المعنى خلص الدعاء. إذا كان هذا معنى ما جاء في حيان - بسام (1: 23ق): ولما - خلصتْ فيه النجوى وتوالي عليه الدعاء نظر الله إلى عباده وسلط عليه الخ.
ويستعمل المصدر خُلوص استعمال الظرف عندنا، ففي كليلة ودمنة مثلاً (ص138): الذين ينتظرون من الناس جزاء على ما يفعلون من خير لا بد ان تخيب آمالهم لأنهم أخطئوا في خلوص العمل لغير الله.
أي أن أعمالهم كانت لغير الله (شرح ويجرز).
وخلص: تخلص، نجا: فاز بنفسه (بوشر).
خلص لا وله ولا عليه: ترك الأمر قبل الخسران، خرج من الأمر دون خسارة (بوشر).
وخلص: انتهى، انقضى - مات، وتستعمل مجازاً بمعنى تمِّ، نجز، وتمم، كمل (بوشر، دلابورت ص92، 94).
خَلَص أو وخلصْنا: انتهى كل شيء، تم كل شئ (بوشر).
وخَلَص: كَفَى، حب (على بي 2: 181) وفي محيط المحيط: والعامة تستعمل خلص تارة بمعنى فرغ وتارة بمعنى انتهى.
وخلَّص (بالتشديد) قضى دينه ووفاه. غير أن مصدر خلص ثلاثي (خَلاص) يعني أيضاً قضى دينه ووفاه (ابن بطوطة 3: 412، 423، دي ساسي طرائف 2: 66، أماري ديب معجم).
وخلّص (بالتشديد) بمعنى انتزع وقلع، غير أن مصدر خلص الثلاثي خلاص يعني أيضاً انتزع، وقلع، ففي كوسج (لطائف ص2): أرادوا خلاصها منه أي أرادوا انتزاعها منه.
خلص إليه. ما يخلص إلي: ما يصل إلى فكري (ابن العوام 1: 227).
خلص له: كان من حقه: كان من ملكه. كان خاصاً له. ففي الجريدة الآسيوية (1843، 2: 222): خاصت (خلصت) الجنة لمبتاعها الخلوص التام أي أصبحت البستان ملكاً خالصاً لمن اشتراها.
وفي النويري (الأندلس ص463): خلصت له جميع الأندلس (تاريخ البربر 1: 69). ويقال أيضاً: خلص إلى فلان. ففي كتاب العقود (ص2): ورفع له درك الاستحقاق في ماله الخالص إليه.
وخلص من: وفي ما عليه من دين. نخلَّص من. وخلصت منه: تخلصت منه ووفيت ما علي. (بوشر).
خَلَّص (بالتشديد): دبغ الجلود (الكالا).
وخلَّص: أنجاه وسبب له الخلاص أو الفلاح الأيدي، سبب له السعادة الأبدية (بوشر).
وخلَّص: نجا (محيط المحيط). وخلصه: لم يزعجه، لم يتعبه. ويقال: خَلِّصْني: دعني، إليك عني، اتركني (بوشر).
وفي كتاب الخطيب (ص17 و) وقد أراد الحرس ضرب هذا الرجل غير ان الأمير أمر بتخليصه وسجنه في بعض بيوت القصر، أي بتركه.
وخلَّص: أتم، وأكمل أنهى، أنجز (معجم الادريسي) وأضف إلى ما ذكره بوشر: أفنى، أنفذ (حيث فيما أرى قد أهمل الشدة)، (فوك، دلابورت ص8، هلو).
وخلّص: فقس البيض ونقفه (معجم الادريسي، المقري 1: 94 وهو فيه من المجاز).
وخلَص: حدّد، عينّ، عرّف، شخّص (الكالا).
وخلّص: تأمل، تفكر (الكالا).
وخلَّصه: دفع دينه، وفي دينه (الكالا، وانظر فكتور، بوشر بربرية، أمري ديب معجم، همبرت ص106، دلابورت ص82، رولانديال ص609، محيط المحيط، ابن بطوطة 3: 411، 412، 427، 4: 159). وفي قائمة أموال اليهودي: أوصى صهره أن يخلص الديون التي عليه لأربابها. وفيها: وأعطى الوريث كل المال (على أن يخلص الديون منه التي على موشى بن يحيى وما فضل عنه يبقى بيده).
وفي معجم فوك: خلّصه وخلّص من.
وخلّص: انتزع. ففي ألف ليلة (2: 25): خلصت العصا من يده. وفيها (برسل 4: 320): ووجد في الشبكة جثة كلب ميت فخلَّصه ورماه.
خَلَص من فلان: استوفى منه دينه (بوشر) وفيه: (خلَّص منه حقه)، وعند دي ساسي طرائف (2: 182): خلَّص منه المال شيئاً بعد شيء (ألف ليلة برسل 9: 199).
خلّص: اشترى ثانية بمعنى اشترى ما كان قد باعه، وبمعنى: أنقذ، وافتدى الأسير بدفع فديته (بوشر) وخلّص: استخلص واسترد ميراثاً بعد بيعه.
هذا ما يخلصني: هذا لا يوافقني، لا أرى لي فيه نفعاً (بوشر).
خلّصه من: أعفاه من، سامحه (بوشر).
وخلّص: تروّى، تأمل، أمعن في الفحص عنه (المعجم اللاتيني العربي وفيه: examino: أمتحن وأخلّص).
خلّص ثأره: أخذ ثأره، دفع السيئة بسيئة مثلها، أقاد منه (بوشر).
خلّص الحساب: سدد الحساب، أقفل الحساب (بوشر).
تخليص حق: استخلاص حق. وخلّص حقه بيده: أخذ حقه بيده، انتقم لنفسه. وخلّص حقه من أحد: ثار منه، وانتقم منه، وخلّص له حقه: انتصر له، وانتقم له (بوشر).
خلّص ذَّمَته: أبرأ ضميره، أراح ضميره (بوشر).
أخلص ل: أوقف ل، حبس على نذر، كّرس وقته. ففي عباد (1: 243): أخلص ليله لتملي السرور.
تخلّص من: نجا من ورطة (عبد الواحد ص418). وتخلص من: ختم الحساب بدفع الرصيد، سدّد الحساب وأغلقه (أماري ديب معجم) وهذا من مجاز الحذف لان الأصل تخلص من محاسبته (أماري ديب ص144، 158) وقد ذكرت في معجم فوك.
وتخلص من: حصّل، استرد، استوفى (معجم اللطائف) وحلّ، فكّ وحلَل (هلو).
وتخلص من: تصفّى، تنقى (فوك).
وتخلص من: أفصح وأبان بلغة سليمة رشيقة (المقري2: 52)، وفي حيان - بسام (3: 5ق): وكان هذا الأمير ناقداً متنقراً ثم لا يفوز المتخلص من مضماره على الجهد لديه بطائل، ولا يحظى منه بنائل، فأقصر الشعراء لذلك عن مدحه. وفي مخطوطة ب: لمختلص وهو خطأ.
وتخلصت البيضة: فقست، وانفصل الفرخ من قشرها (معجم الادريسي).
وتخلص من: انتهى، انقضى (فوك، الكالا) وتخلص من: تمّ، نجز، كمل. ففي المباحث (1: 185 الطبعة الأولى): حتى تَخّلصت القضية. أي حتى تمت القضية.
وتخلص إلى: وصل إلى، مثل خلَص (عباد 3: 209، المقري 1: 403، معجم أبي الفداء).
وتخلّص لفلان: تمكن من التفرغ لحربه (ابن بدرون ص131).
استخلص. كما يقال: استخلصه لنفسه بالمعنى الذي ذكره لين، يقال: استخلصه لدولته، (تاريخ البربر 1: 92) وكذلك: استخلصه وحدها (محمد بن الحارث ص231، حيان ص95 و، حيان - بسام 1: 128ق، ويجزر ص20، تاريخ البربر 1: 39، 60، 364).
استخلص: استرجع، استرد (كوسج لطائف ص78). وفي كتاب الخطيب (ص67 ق): فخاطبته - في سبيل استخلاص أملاكي بالأندلس.
واستخلص: استوفى الدين واستوفى الضريبة (ابن بطوطة 3: 437، أماري ص385، أماري ديب 132).
واستخلص واستخلص من فلان: خلّص، أخذ منه مبلغاً من المال، ففي الحلل (ص33 ق): فيذكر إنه استخلص منهم جملة مال بسبب ذلك.
واستخلص: استصفى، صادر (عباد 2: 161) (وليس صودر واستصفى بالبناء للمجهول كما قلت وفي العبارتين عليك أن تقرأها استخلص بالبناء للمجهول) (تاريخ البربر1: 658، المقدمة 2: 12).
واستخلص: اشترى ما كان قد باعه (بوشر).
استخلص في: اختص به، ففي حيان (ص 64و): أبيد الموالي أو كادوا واستخلصت من يومئذ اشبيلية وانفردت فيهم.
خَلاَص: هي مصدر خلص الثلاثي، ولكن هذه الكلمة حين تستعمل مصدراً تدل أحياناً على معنى مصدر خلّص الرباعي.
وتستعمل اسماً أيضاً وكثير من معانيها التالية مأخوذة من خلّص الرباعي وليس من خلص الثلاثي. وخَلاص: صفاء الشيء ونصاعته (دي يونج).
وخَلاص: نجاء (الكالا).
وخَلاص: وضع، ولادة (ألف ليلة 2: 67).
وخلاص: مشيمة، جيب غشائي يتكون فيه الجنين داخل الرحم ويخرج معه عند الوضع (الكالا، بوشر، ألف ليلة 1: 353، 399).
وخَلاص: صنف جيد من التمر (بلجراف 2: 172).
وخلاص: اتمام، تكميل، إنجاز، فراغ من عمل (الكالا، بوشر).
ويقال: مالي خلاص أي مالي قد نفذ (ألف ليلة برسل 7: 274) وفي طبعة ماكن: ما عندي مال.
وخَلاص الحساب: إقفال الحساب وتسديده (بوشر).
وخَلاص: إبراء الضمير وإراحته (بوشر).
وخَلاص: وصل، إيصال بالاستلام، ويقال أيضاً: ورقة خلاص (بوشر، أماري ديب معجم).
وخلاص: فداء (بوشر) وفداء البشر على يد المخلص، سفك المسيح دمه الكريم تخليصاً لبني البشر (بوشر، همبرت ص148).
خلاص حق: تعويض، ترضية، تكفير عن خطأ وغير ذلك (بوشر).
خلاص نية: خلوص النية، سلامة القلب، صدق الطوية (بوشر).
كل واحد يعرف خلاصه: كل واحد يعرف ما ينفعه (بوشر).
خُلُوص: محبة، مودة (بوشر).
خَلاَصَة: مَطْهر، أعراف (فوك).
وخَلاصة: بقايا (فوك) غير إنها في القسم الأول منه: خِلاصة بكسر الخاء.
خُلاَصَة: مجمل، مختصر، ملخص، موجز (محيط المحيط)، وفي طرائف دي ساسي (2: 24) هذه خلاصة أخبارهم (المقري 1: 485، 2: 695).
وخُلاصة في مصطلح الطب: زبدة، جوهر (محيط المحيط).
وخُلاصة: صديق حميم (تاريخ البربر 1: 162).
بخلاصة: بصراحة، بخلوص، بطوية سليمة. بسلامة القلب (بوشر).
خَلاّص: دبّاغ (الكالا).
خالِص: حر، مستقل، غير خاضع لأحد.
وخالِص: تام، كامل، ويقال: هو مجنون خالص أي تام الجنون (بوشر).
وخالص: وصل، إيصال بالاستلام (هلو)، كتب في التذكرة خالص: برئ الذمة، وفي دينه (دلابورت ص106).
وخُلاصة: لباب الدقيق، زهرة الدقيق (دومب ص60).
فاء خالصة: مقابل فاء معقودة با (ابن بطوطة 2: 43). خالِصَة: خليلة (أماري ص600، تاريخ البربر 1: 88، 360، حيان - بسام 3: 141و).
مَخْلَص: مهرب، مخرج، باب خلفية (بوشر).
ومَخْلَص: من مصطلح البلاغة بمعنى تَخَلُّص (انظر فريتاج وميهرن: بلاغة العرب ص145).
ومخلص: انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة (زيشر 20: 592 رقم 4).
مُخْلِص: صادق المحبة (فوك).
مُخَلَّص: الفادي، وهو لقب السيد المسيح عند النصارى (همبرت ص148، محيط المحيط).
ومُخَلَص: حر في تصرفه، قليل الحشمة، غير وقور في أعماله، غير مبال بالعرف، نوق (بوشر).
مُخَاَصَة (وضبط الكلمة هذا وفقاً لمخطوطة ب من ابن البيطار 2: 491) اسم نبات يظن سونثيمر إنه اورشي ( orchis) ( ابن البيطار 1: 274، 2: 491، 527) وفي معجم بوشر اسمه لنير ( linaire) . مُسْتَخْلص. البساتين المستخلصة البساتين الخاصة بأملاك السلطان (معجم البيان ص13).
وتستعمل الكلمة اسماً ويراد بها أملاك السلطان الخاصة (معجم البيان، المقري 1: 130، 245، 3: 436، معيار ص10، وأقرأها فيه مُستخلص (انظر ملر ص63). وفي كتاب الخطيب مخطوطة الاسكوريال في المقالة عن مومل مولي باديس: حين استولى يوسف بن تاشفين على غرناطة قدم مؤملاً على مستخلصه وحصل بيده مفاتيح قصره. وفيه بعد ذلك: وسمي عبد أمير المسلمين وجابي مستخلصه.
وفي كتاب ابن عبد الملك (ص133 د): ثم أعيد إلى غرناطة ناظراً بها. وفيه (ص132 ق): واستمر نظره على المستخلص بها إلى أن توفي.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص57): وعلى المستخلص بالشرف (والشرف قرب اشبيلية).
ومستخلص: وارد أملاك السلطان الخاصة. ففي البكري (ص55): ومستخلص بونة غير جباية بيت المال عشرون ألف دينار.
خلص
خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من يَخلُص، خُلُوصًا وخَلاصًا، فهو خالِص، والمفعول مَخْلُوص إليه
• خلَصت المهمَّةُ: انتهت.
• خلَص السَّائلُ من الكَدر: صفا مما يشوبه "خلَص الماءُ من العُكارة- {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} ".
• خلَص الرَّجلُ من القوم: فارقهم واعتزلهم، انفصل عنهم وانفرد " {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} ".
• خلَص إلى هدفه بعد جهد كبير: بلغه، وصله، انتهى إليه "خلَص إلى المدينة بعد سَيْر كبير- خلصَ إلى القول: انتهى إليه" ° خلَص من المقدِّمة إلى النَّتيجة: وصل إليها.
• خلَص من الورطة: سلم ونجا منها "خلص من الهلاك"? خلَص لا له ولا عليه: ترك الأمر قبل الخُسران. 

أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ يُخلص، إخلاصًا، فهو مُخلِص، والمفعول مُخلَص
• أخلص الشَّيءَ: أصفاه ونقّاه من الشوائب.
• أخلص فلانًا: اختاره واختصَّه بدخيلة نفسه " {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} ".
• أخلصَه النَّصيحةَ/ أخلص له النَّصيحةَ: أصفاها، نقَّاها من الغِشّ "أخلص له المودّة- {إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}: مَحَّصوه له خالصًا من شوائب الشرك والرياء" ° أَخْلصه النَّصيحةَ: نقَّاها من الغشِّ.
• أخلص في عمله: أدّاه على الوجه الأمثل.
• أخلص لصاحبه: كان ذا علاقة نقيَّة به وترك الرِّياء في معاملته "لك تحياتي المخلِصة- أخلص لله في جهاده- أخلص له المودة/ الحبّ/ القول"? المُخلِص: كلمة تُختم بها الرسائل الأخوية- كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله). 

استخلصَ يستخلص، استخلاصًا، فهو مستخلِص، والمفعول مستخلَص
• استخلص صديقًا: اختاره واختصه بدخيلة نفسه، جعله من خاصَّته " {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} ".
• استخلص الشَّيءَ من الشَّيء: استخرجه "استخلص الزُّبدة من اللبن- استخلص الزيوت من البذور" ° استخلص منه وَعْدًا: استحصله.
• استخلص الفكرةَ الأساسيَّةَ من النَّصّ: استنتجها وتوصّل إليها "استخلص العِبَر/ معلومات من شخص".
• استخلص البضاعةَ: (جر) استخرجها من الجمارك بعد
 إجراء المعاملات القانونيّة. 

تخالصَ يتخالص، تخالُصًا، فهو متخالِص
• تخالص الشَّخصان: تصافيا "صاروا متخالصيْن بعد عداوة".
• تخالص الدَّائنُ والمدينُ: أبرأ كلٌّ منهما ذِمَّةَ الآخر. 

تخلَّصَ من يتخلَّص، تخلُّصًا، فهو متخلِّص، والمفعول مُتَخَلَّص منه
• تخلَّص من الشَّيء:
1 - أفلت منه وهرب "تخلّص الجندي من الأسر- تخلّص الطائرُ من الحِبالة".
2 - ألقاه ورماه.
• تخلَّص من الأمرِ: نجا منه وبعد عنه "تخلّص من الموت بأعجوبة- تخلّص من عادة قبيحة". 

خالصَ يُخالص، مُخالصةً، فهو مُخالِص، والمفعول مُخالَص
• خالص الدَّائنُ المدينَ: أبرأه من دَيْنِه.
• خالص صديقَه الوُدَّ: صافاه. 

خلَّصَ/ خلَّصَ على يخلِّص، تخليصًا، فهو مُخلِّص، والمفعول مُخلَّص
• خلَّص السَّائلَ من الشَّوائب: صفّاه ونقّاه منها "خلَّص الزَّيتَ مما علق به بعد عصر الزَّيتون- خلّص الحبَّ من الحصَى".
• خلَّص الشَّخصَ من الخطر: أنقذه ونجّاه منه، أخرجه من شِدَّته "خلَّصه الله من العذاب- خلَّصه من التُّهْمة- خلّص الشعب من المجاعة" ° خلَّصه الله من الضَّلال: هداه.
• خلَّص التَّاجرُ بضاعتَه/ خلَّص التَّاجرُ على بضاعته: دفع ماترتب عليها من رسوم جمركيَّةَ "خلَّص الحِسابَ: سَدَّده"? تخليص البَّضائع: إخراجها بعد دفع الرسوم المطلوبة.
• خلَّص حَقَّه: استرجعه واستعاده.
• خلَّص ذمتَه: أبرأ ضميره وأراحه. 

إخلاص [مفرد]: مصدر أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ.
• الإخلاص: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 112 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربع آيات ° سورتا الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. 

استخلاص [مفرد]: مصدر استخلصَ.
• استخلاص آليّ: (حس) تمييز الكلمات المفردة وإحصاء ترددها في النص الذي وردت فيه. 

تخلُّص [مفرد]:
1 - مصدر تخلَّصَ من.
2 - (دب) خروج من كلام إلى آخر بطريقة تلائم بين السابق واللاحق.
• بَراعَة التَّخلُّص/ حُسْن التَّخلُّص: (دب، بغ) انتقال الشاعر مما بدأ به قصيدته إلى الغرض منها ببراعة وعدم تكلُّف، الانتقال من موضوع إلى آخر من غير انقطاع محسوس. 

خالِص [مفرد]: ج خالصون وخُلَّص، مؤ خالِصة، ج مؤ خالصات وخُلَّص وخوالصُ:
1 - اسم فاعل من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من ° خالص من الدَّيْن: مُبرَّأ الذّمَّة منه.
2 - مَحْض، صافٍ، صِرْف "لبن خالص- ذهب/ صوف خالص: غير مخلوط، لا يحوي عنصرًا غريبًا- نيته خالصة: سليمة، لا عيب فيها- {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} " ° خالص: كلمة تقال عند أداء المستحقات الماليّة- خالص الأُجْرة: مدفوع النفقات- خالص الضَّريبة: خال منها، مُعفًى منها- خالص النَّسب: محض، لا تشوبه شائبة ولا دَخَل فيه- لَوْنٌ خالص: صاف ناصع- هو خالصٌ لك: حلال.
3 - (فز) عنصر يوجد في الطبيعة خالصًا غير متّحد بالعناصر الأخرى ° العلوم الخالصة: العلوم والرياضة البحتة. 

خالِصة [مفرد]: ج خالصات وخُلَّص:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - خاصَّة لا يشارك فيها أحد "هذه خالصة لك: خاصّ بك- {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} " ° شيءٌ خالصتي: خاصٌّ بي- هو خالصتي: صديقي الخالص.
3 - حلال " {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ
 الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ". 

خَلاص [مفرد]:
1 - مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - نجاة وسلامة من الخطر، إنقاذ، ما يُتَخلَّص به من الخصومة وغيرها "هنّأه بخلاصه من القتل- شيء يصعب الخلاص منه" ° كل حيّ يعرف خلاصه: ما ينفعه.
3 - (طب) حبل السُّرَّة وغيره من المخلَّفات التي تنزل مع المولود، مشيمة، أغشية جنينيَّة مطروحة من الرحم بعد الولادة. 

خُلاصة/ خِلاصة [مفرد]:
1 - زبدةُ الشيء وما خلص منه، وما صفا منه وزالت عنه الشوائبُ، ما ينتقى من كلّ شيء "خُلاصة السَّمن- صنع من خُلاصة الأزهار عطرًا جذابًا".
2 - ما يُستخرج من المادَّة حاويًا لخصائصها "خُلاصة الحديد".
• خلاصة الكلام: موجزه، وما استصفى منه مجرَّدًا عن الزَّوائد والفضول؛ أهم مافيه "خُلاصة البحث/ القول". 

خُلَصاء [جمع]: مف خَليص: أصدقاء أوفياء مخلصون "إنه أخلص الخُلَصاء للرئيس". 

خُلوص [مفرد]: مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من. 

مُخالَصة [مفرد]: ج مخالَصات:
1 - مصدر خالصَ.
2 - (قص) صَكٌّ يعترف فيه الدائن ببراءة ذِمَّة المدين "سدَّد ديونه كلّها وأخذ مخالصةً بذلك". 

مَخْلَص [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - مهرب، مخرج "لم يجدْ مَخْلَصًا من تهمته".
3 - (بغ) انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة. 

مُخَلِّص [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خلَّصَ/ خلَّصَ على.
2 - شخص يقوم بإنجاز معاملات الغير في الإدارات الحكومية (وبخاصة في إدارات الجمارك) "بحث عن مخلص لينهي له الإجراءات المطلوبة" ° مُخَلِّص جمركيّ: وسيط يقوم بعمل إجراءات الجمارك والتخليص على السلعة. 
(خلص) الشَّيْء صفاه ونقاه من شوبه وَيُقَال خلصه الله نجاه من ورطته وَنَحْوهَا وميزه من غَيره

شكل

(شكل) : الشَّكْلاءُ المُداهِنةُ.
(شكل) : الشّواكل من الطَّريق: ما انْشَعَبَ مِن الطُّرُقِ عن الطَّرِيِقِ الأَعظم.
(شكل) الدَّابَّة قيدها بالشكال وَالْكتاب ضَبطه بالشكل وَالشَّيْء صوره وَمِنْه الْفُنُون التشكيلية والزهر ألف بَين أشكال متنوعة مِنْهُ وَالْمَرْأَة شعرهَا أشكلته
الشكل: هو الهيئة الحاصلة للجسم بسبب إحاطة حدٍّ واحد بالمقدار، كما في الكرة، أو حدود، كما في المضلعات من المربع والمسدس.

والشكل في العروض: هو حذف الحرف الثاني والسابع من فاعلتن ليبقى فعلات، ويسمى: أشكل.
(ش ك ل) : (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالشِّبْهُ وَالْجَمْعُ أَشْكَالٌ (وَمِنْهُ) أَشْكَلَ الْأَمْرُ إذَا اشْتَبَهَ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ الْعَيْنِ (وَأَشْهَلُ الْعَيْنِ) وَفِيهَا شُكْلَةٌ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِهَا وَشُهْلَةٌ فِي سَوَادِهَا (وَفَرَسٌ مَشْكُولٌ) بِهِ شِكَالٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ خِلَافٍ.
(شكل)
الْأَمر شكولا الْتبس وَالْمَرِيض تماثل وَالثَّمَر أينع بعضه وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا شكلا قيدها بالشكال وَيُقَال شكلها بِهِ شدّ قَوَائِمهَا وَالْكتاب ضَبطه بالشكل

(شكل) اللَّوْن شكلا خالطه لون غَيره وَيُقَال شكلت الْعين خالط بياضها حمرَة وشكلت الْخَيل خالط سوادها حمرَة فَهُوَ شكل وأشكل وَهِي شكْلَة وشكلاء
شكل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كره الشِّكال فِي الْخَيل. [قَوْله: الشكال -] يَعْنِي أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجّلة وَوَاحِدَة مُطلقَة. وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من الشكال الَّذِي تشكل بِهِ الْخَيل شبه بِهِ لِأَن الشكال إِنَّمَا يكون فِي ثَلَاث قَوَائِم أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة ورِجل محجّلة وَلَيْسَ يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد.
بَاب الشكل

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الشكل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر والشكل الْمثل وانشد قَالَ ثَعْلَب وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل لرؤبة بن العجاج رجز

(حَتَّى اكتست من ضرب كل شكل ... )

(من ثَمَر الحماض غير الخشل)

فَقَالَ الخشل الْمقل الْيَابِس وَقَالَ أَبُو زيد الخشل رُؤُوس الْحلِيّ والخشل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر مثل الشكل

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه قَالَ البسل الْحَلَال والبسل الْحَرَام والبسل الشجَاعَة والبسل بِمَعْنى آمين وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَقُول فِي آخر دُعَائِهِ آمين وبسلا آمين وبسلا أَي إِيجَابا والبسل عصارة العصفر والحناء والبسل أَخذ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا والبسل الْحَبْس

ش ك ل : الشِّكَالُ لِلدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ شُكُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَشَكَلْتُهُ شَكْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَيَّدْتُهُ بِالشِّكَالِ وَشَكَلْتُ الْكِتَابَ شَكْلًا أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَاتِ الْإِعْرَابِ وَأَشْكَلْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَأَشْكَلَ الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ الْتَبَسَ وَأَشْكَلَ النَّخْلُ أَدْرَكَ ثَمَرُهُ.

وَالشَّكْلُ الْمِثْلُ يُقَالُ هَذَا شَكْلُ هَذَا وَالْجَمْعُ شُكُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَشْكَالٍ وَيُقَالُ إنَّ الشَّكْلَ الَّذِي يُشَاكِلُ غَيْرَهُ فِي طَبْعِهِ أَوْ وَصْفِهِ مِنْ أَنْحَائِهِ وَهُوَ يُشَاكِلُهُ أَيْ يُشَابِهُهُ وَامْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ بِالْكَسْرِ أَيْ دَلٍّ وَالشُّكْلَةُ كَالْحُمْرَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى لَكِنْ يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ. 
شكل
الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى:
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
[ص/ 58] ، أي:
مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل: هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل: الناس أَشْكَالٌ وألّاف ، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.
أي: تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.
والشِّكَالُ: ما يقيّد به، ومنه استعير: شَكَلْتُ الكتاب، كقوله: قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
[الإسراء/ 84] ، أي: على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر حسبما بيّنت في الذّريعة إلى مكارم الشّريعة ، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلم: «كلّ ميسّر لما خلق له» .
والْأَشْكِلَةُ: الحاجة التي تقيّد الإنسان، والْإِشْكَالُ في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشّبه.
ش ك ل: (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالْجَمْعُ (أَشْكَالٌ) وَ (شُكُولٌ) يُقَالُ: هَذَا أَشْكَلُ بِكَذَا أَيْ أَشْبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] أَيْ عَلَى جَدِيلَتِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَجِهَتِهِ. وَ (الشِّكَالُ) الْعِقَالُ وَالْجَمْعُ (شُكُلٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الشِّكَالَ فِي الْخَيْلِ» وَهُوَ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً أَوْ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً. وَلَا يَكُونُ الشِّكَالُ إِلَّا فِي الرِّجْلِ. وَالْفَرَسُ (مَشْكُولٌ) وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (أَشْكَلَ) الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَ (شَكَلَ) الطَّائِرَ وَالْفَرَسَ بِالشِّكَالِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَذَا (شَكَلَ) الْكِتَابَ إِذَا قَيَّدَهُ بِالْإِعْرَابِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (أَشْكَلَ) الْكِتَابَ كَأَنَّهُ أَزَالَ بِهِ إِشْكَالَهُ وَالْتِبَاسَهُ. وَ (الْمُشَاكَلَةُ) الْمُوَافَقَةُ وَ (التَّشَاكُلُ) مِثْلُهُ. 

شكل


شَكِلَ(n. ac. شَكَل)
a. Was red & white.
b. Was coquettish.

شَكَّلَa. see I (a) (b)
d. Figured, fashioned, shaped; pictured, depicted.
e. [ coll. ], Turned, tucked up (
sleeves & c. ).
شَاْكَلَa. Was like, resembled; suited; matched; agreed
with.

أَشْكَلَa. see I
تَشَكَّلَa. Was formed, fashioned, shaped; had such & such a
form & c.
b. [ coll. ], Adorned herself with
flowers (woman).
c. see I (d)
تَشَاْكَلَa. Resembled each other; matched, agreed.

إِشْتَكَلَa. see I (a)
شَكْل
(pl.
شُكُوْل
أَشْكَاْل
38)
a. Resemblance, likeness, similarity.
b. Shape, figure, form, image; physiognomy.
c. Like, the like of.
d. Coquettishness, coquetry.
e. see 1t
شَكْلَةa. Vowel-point.

شِكْلa. see 1 (a)b. (c), (d).
شُكْلَةa. Red blended with white.

شَكِلَةa. Coquette, flirt.

أَشْكَلُ
(pl.
شُكْل)
a. Red & white.
b. Kind of lote-tree.

أَشْكَلَةa. Dubiousness.
b. see 1 (a) & 21t
(b).
شَاْكِلَة
(pl.
شَوَاْكِلُ)
a. Side, flank.
b. Rule of conduct, course, way of proceeding.
c. Intention, purpose.

شَكَاْلَة
a. see 3t
شِكَاْل
(pl.
شُكُل)
a. Shackle, hobble; cord.
b. White spot on a horse's foot.
c. see 1 (a)
شَوَاْكِلُa. Branchroads.

شَكْلَآءُa. Need, want.

N. Ac.
شَاْكَلَ
(شِكْل)
a. see 1 (a)
N. Ag.
أَشْكَلَ
(pl.
مَشَاْكِلُ)
a. Dubious.
b. Difficulty, trouble.

N. Ac.
تَشَاْكَلَa. see 1 (a)
تَشْكِيْلَة
a. [ coll. ], Bouquet (
flowers ).
ش ك ل

هذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.

ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:

له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل

ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:

فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.
[شكل] في صفته صلى الله عليه وسلم" كان "أشكل" العينين، أي في بياضهما شيء من الحمرة وهو محمود محبوب، يقال: ماء أشكل، إذا خالطه الدم. ن: وفسر الشكل بطول شق العين، ووهمه القاضي باتفاقهم على ما مر. نه: ومنه ح قتل عمر: فخرج النبيذ "مشكلًا" أي مختلطًا بالدم غير صريح. وفيه: وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى "يشكل" أرضها غراسًا، أي حتى يكثر غراس النخل فيها فيراها الناظر على غير صفة عرفها بها فيشكل عليه أمرها. وفيه: فسألت أبي عن "شكل" النبي صلى الله عليه وسلم، أي مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل وبالفتح المثل والمذهب. ومنه ح تفسير العربة "بالشكلة" بفتح شين وكسر كاف وهي ذات الدل. ك: أي المتحببة إلى زوجها. نه: وفيه: كره "الشكال" في الخيل، هو أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، تشبيهًا بشكال تشكل به الخيل فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبًا، وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة، وقيل: أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين؛ وكرهه لأنه كالمشكول صورة تفؤلًا، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجاية، وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال. وفيه: إن ناضجًا تردى في بئر فذكى من قبل "شاكلته" أي خاصرته. وح: تفقدوا "الشاكل" في الطهارة، هو بياض بين الصدغ والأذن. في ((على "شاكلته")) أي طريقه، طريق ذو شواكل: ينشعب منه الطرق؛ أو مذهبه. ش: أي كل أحد يعمل ما يشتهيه مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، ومجازه كل أحد يعمل ما يشتهيه.
(شكل) - في الحديث: "أن ناضِحًا تَردَّى في بئر، فذُكِّي من قِبَل شَاكِلته" .
: أي خَاصِرَتِه. وقيل: هي ما علا الِطَّفْطِفَة. والشَّاكلة أيضا: ما بين الِعذَار والأُذُن من البَيَاض. والشَّاكِلَة أيضا الرَّحِم، وذَكاةُ المُتَردِّى مِثلُ ذَكاةِ الصَّيْد في أَىِّ مَوضِع أَمكَن.
- في الحديث: "أَنه كَرِه الشِّكالَ في الخَيْلَ".
قيل: هو أن تكونَ إحدَى يدَيْه وإحدى رِجْلَيه من خِلافٍ مُحجَّلة. وقيل: هو أن يكونَ ثَلاثُ قوائم مُطلَقَةً: أي على لون البدن والرابعة مُحَجَّلة، ويُحتَمل أن تكون كَراهتُه ذلك لأنه كالمَشْكُول الذي عليه الشِّكال وهو القَيْد، والمَشْكُولُ لا يستَطِيع المَثنْىَ، فكْرِهَه تَفؤُّلا ، ويمكن أن يكون جَرّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه بَلاءٌ.
وقيل: إذا كان معِ ذلك أَغرَّ زالت الكَراهيَة؛ لأنه قد ورد في حديث آخر: "اشْترِ كُمَيتاً أَقْرحَ أَرْثَم مُحجَّل الثَّلاثِ مُطلَق اليُمْنَى".
- وفي حديث آخر: "أَغَرّ مُحجَّلا". فإن لم يكن كُميتاً فأَدهَم على هذه الصفة. والفرق بينهما أَنَّ البَياضَ إذا كان في ثلاثِ قَوائم وِحدهَا فذلك شِكالٌ. فإذا كان معه في الوَجْه والشَّفَة بياضٌ ارْتَفع شِيَةُ الشِّكالِ، ويجوز أن يكون جرَّب هذا الجنْسَ، فوجد معه بَلاءً عند الطَّلَب والهَرَب، والله أعلم.
- في الحديث: "تَفقَّدوا الشَّاكِلَ في الطَّهارة".
يَعنىِ البَياضَ الذي بين الصُّدغ والأُذُنِ.
شكل
الشكْلُ: غُنْجُ المَرْأةِ ودَلُّها، وهي شَكِلَةٌ مُتَشَكلَةٌ.
والشَكْلُ: المِثْلُ والضَّرْبُ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِه " أي ناحِيَته. وقيل: هي المُشابِهُ أي على ما يُشْبِهُه.
والأشْكَلُ في ألْوانِ الإِبل والغَنَم: أنْ يَكُونَ مع سَوَادٍ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ كأنَّه قد شْكَلَ عليكَ لَونُه. وقيل: هو بَيَاضٌ وحُمْرَة قد اخْتَلَطا. وأسْمَرُ فيه شكْلَةٌ.
والأشْكالُ: الأمُورُ والحَوَائجُ المُخْتَلِفَةُ.
والمُشَاكِلُ من الأُمُور: ما وافَقَ فاعِلَه ونَظِيرَه.
وأشْكَلَ علينا هذا الأمْرُ فهو مُشْكِلٌ.
وشَكَلْتُ الكِتابَةَ: قَيَّدْتها بالتَنْقِيْط. والشِّكَالُ: حَبْلٌ تُشْكَلُ به الدابَّةُ في قَوائِمها. وهو - أيضاً -: خَيْط يُجْعَلُ بيْنَ الحَقَب والتَّصْدِير ثُمَ يُشَدُّ لكي لا يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيْل، يُقال: شَكَلْتُ عن البَعِير.
وفَرَسٌ به شِكَالٌ من خِلافٍ: إذا كانَ في يَدِه اليُمْنى ورِجْلِه اليُسْرى بيَاضٌ، وهو مكروه. وقيل: أنْ تكونَ الثَّلاثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلَةً.
والشاكِلَتانِ: ظاهِرُ الطفْطَفَتَيْن من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرى إلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْن.
والشَّوَاكِلُ - أيضاً -: بمعنى الرجْلَيْن لأنَّهما يُشْكَلانِ بالقَيْدِ. وقيل: هو الرَحِمُ.
والشَّكْلاَءُ من الضّأْنِ: التي ابْيَضَّتْ شاكِلَتُها.
ولي عِنْدَه أشْكَلَةٌ: أي حاجَة. وقيل: هو الرَّحِمُ والحُرْمَةُ.
وشَكِلْتُ إلى كذا: أي رَكِنْتُ إليه.
والأشْكَلُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
والأشْكَلَةُ: شَجَرَة يُتَخَذُ منها القِسِيُّ.
والأشْكالُ: جَمْعُ الشّكْل وهو شَيْءٌ كانَتِ الجَواري يُعَلِّقْنَه في شُعُورِهنَّ من لُولُؤٍ وفضَّةٍ.
وشَكَلَتِ المَرْأةُ شَعرَها: إذا ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْن من مُقَدَّم رأْسِها عن يَمِيْن وشِمالٍ.
والشَكِيْلُ: الزَّبَدُ المُخْتَلِطُ بالدَّم يَظْهَرُ على شَكِيم اللَّجَام.
وأشْكَلَ النَّخْلُ: إذا طابَ رُطَبُه.
[شكل] الشَكْلُ بالفتح : المِثْلُ، والجمع أَشْكالٌ وشُكولٌ. يقال: هذا أَشْكَلُ بكذا، أي أَشْبَهُ. والشِكْلُ بالكسر: الدال. يقال: امرأة ذات شكل. والأَشْكَلُ من الشاءِ: الأبيضُ الشاكِلَةُ، والأنثى شَكْلاءُ بيِّنَةُ الشَكَلِ. والشَكْلاءُ: الحاجةُ، وكذلك الأَشْكَلَةُ. يقال: لنا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ، أي حاجةٌ. والشُكْلَةُ: كهيئة الحُمْرَةِ تكون في بياض العين، كالشُهْلَةِ في سوادها. وعينٌ شَكْلاءُ بيِّنة الشَكَلِ، ورجلٌ أَشْكَلُ العينِ. ودمٌ أَشْكَلُ، إذا كان فيه بياضٌ وحُمْرَةٌ. قال ابن دريد: إنَّما سُمِّيَ الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المختلطَينِ فيه. والأَشْكَلُ: السدر الجبلى. وقال :

عوجا كما اعوجت قياس الاشكل * وقال آخر:

أو وجبة من جناة أشكلة * يعنى سدرة جبلية. والشاكلة: الخاصرة، وهى الطفطفة. و (كل يعمل على شاكلته) أي على جَدِيلَتِهِ، وطريقته، وجهته. قال قُطْرُبٌ: الشاكِلُ: ما بين العِذارِ والأذُن من البياض. والشِكالُ: العقالُ، والجمع شُكُلٌ. الأصمعي: الشِكالُ حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، كي لا يدنُوَ الحقَب من الثيل. وهو الزوار أيضا عن أبى عمرو. ويقال أيضاً: بالفرسِ شِكالٌ، وهو أن تكون ثلاث قوائم مُحَجَّلَةً وواحدة مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشكالِ، وهو العقال. أو تكون الثلاثُ مُطلقةً ورجلٌ محجَّلة. قال أبو عبيد: وليس يكون الشِكال إلا في الرِجل، ولا يكون في اليد. والفرسُ مشكول، وهو يكره. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم " كره الشكال في الخيل ". وأشكل الامر، أي التبس. قال الكسائي: أَشْكَلَ النخلُ، أي طاب رُطَبه وأدرك. وتَشَكَّلَ العنبُ: أينع بعضُه. وشَكلْتُ الطائر، وشَكَلْتُ الفرس بالشكال. وشكلت عن البعير، إذا شددتَ شِكالَه بين التصدير والحقَبِ، أَشْكُلُ شَكْلاً. وشَكَلْتُ الكتاب أيضاً، أي قيَّدته بالإعراب. ويقال أيضاً: أَشْكَلْتُ الكتاب بالألف، كأنَّك أزلت به عنه الإشْكالَ والالتباسَ وهذا نقلته من غير سماع. والمشاكلة: الموافقة: والتشاكل مثله. وشكل، بالتحريك: بطن من العرب.
شكل: شكل: عقد، ربط (بوشر).
شكل: ناسب، جعله متناسبا مع. كافأ، جعله متكافئاً مع (الكالا).
شكل: والعامة تقول شكل فلان المسألة أي علقّها بما يمنع نفوذها (محيط المحيط).
شكل الخنجر ونحوه جعله في منطقته (محيط المحيط).
يشكل: محتمل، مستساغ، مقبول (بوشر).
شكّل (بالتشديد): وضع الزمام، وضع الرباط (ألكالا).
شكّل: ربط، أوثق، شدّ: قيّد (ألكالا).
شكّل: عذّب، أبرم، أزعج، آلم (ألكالا).
شكّل أذياله جعلها في منطقته وكذلك شكّل الخنجر جعله في منطقته (محيط المحيط) شكّل دكاناً بالبضائع: موّن مخزناً بالبضائع (بوشر).
شكّل: وضع علامة الحركة على الحرف (بوشر).
يشكّل له: يوافقه ويصلح له (فوك).
شاكل: ما أشاكلهم: ما أجانسهم (بوشر).
شاكل: ما يشاكلهم: لا علاقة له بهم (بوشر).
شاكل: ما أشاكله: لا أريد أن يكون ما يجمعني معه (بوشر).
مشاكلة: مجانسة. ملائمة، موافقة، علاقة (بوشر).
شاكل: تغنج وتدلل. يقال شاكلت المرأة إذا كانت تستثير بنظراتها وحركاتها الفاتنة (الف ليلة برسل 2: 276، 11: 367. وكذلك يقال شاكل الرجل (ألف ليلة برسل 11: 366).
شاكل: نازع، ماحك (بوشر).
أشكل: جعله من شكله، جعله شبيهه ونظيره (ديوان الهذليين ص211 البيت 4).
تشكَّل. تشكل الفرس: شكل، عقل، قيّد (فوك) تشكّل: اتخذ أشكالا مختلفة (المقدمة 1: 58).
وفي المقريزي حضرموت: تتشكل حدأة أي تكون بشكل الحدأة.
تشكل: تعثر (هلو).
تشكّل. والعامة تقول تشكّلت المرأة أي تزينت بزهور تشكلها في رأسها. (محيط المحيط).
تشكّل. تشكّلت الأسنان: تصوّرت وتصرفت. (باين سميث 1383).
تشاكل: حاكى، تشبه به (هلو).
تشاكل مع: تعارك، تخاصم، وتشاكلوا: تعاركوا وتخاصموا (بوشر).
انشكل: وضع عليه شكل الحركات (فوك).
تنشكل في: تعثر، وتعرقل سيره (بوشر).
اشكل، اشتكل عليه معنى الكلام: أشكل عليه المعنى والتبس (بوشر).
استشكل: بالمعنى الذي ذكره لين المقري 3: 132، 182، المقدمة 3: 77.
استشكل: حكم بان الشيء غير لائق ومزعج ومكدر (المقدمة 3: 75).
شَكُل: صورة، هيئة. وشكل حرفي: صورة الحرف التي يكتب بها (المقدمة 2: 338).
شكْل: صورة رياضية (بوشر).
شكل منتظم: مظلع منتظم. شكل كثير الأضلاع والزوايا منتظم. (بوشر).
شكل: مسألة هندسية (أبو الفرج ص280، أماري ص480).
شكْل: عند أصحاب الرمل هيئة النقط المرسومة لاستخراج المطلوب (محيط المحيط).
شكل: نوع، صنف، ضرب جنس (بوشر) جنس نوع (همبرت ص46، المقري 1: 33).
أشكال وأنواع الطعام: قائمة الطعام في مطعم (بوشر).
أشكال أشكال: أنواع مختلفة (بوشر).
شكل: هيئة، طريقة، أسلوب، كيفية (بوشر).
شكل: بزّة، ثوب (ألكالا).
شكل: غيَّر شكله: تنكرّ (بدرون ص295) شكل السلاح: شكْة، لأمة (المعجم اللاتيني - العربي).
شكل: عينة، أنموذج (بوشر).
شكل: نوع اللون واختلافه، درجة اللون (بوشر).
أشكال: عمارات المدينة. ففي الادريسي قسم 5 فصل 2: مدينة عجيبة البناء قائمة الأشكال عامرة الأسواق. وفي ملّر في كلامه عن مالقة: حسن أشكالها.
شكل: مؤسسة. ففي الجريدة الأسيوية (1849، 1: 193) وقائد القسطنطينية أقام بها شكلا زائداً على معتاد القيادة كترتيب الرجال. وفيها (1852، 2: 211): السلطان أقام شكلاً جميلاً، ورتب مجلساً جليلاً.
شكل: لطافة، كياسة، ظرافة ملاحة (الكالا).
قلة شكل: قلة لطافة وقلة كياسة (ألكالا).
قليل الشكل: من يتكلم أو يعمل بدون كياسة (ألكالا).
شكل: جمال (فوك) في محيط المحيط: شكل جمال المنظر وهو يقول فلان يحب الشكل. وفي ألف ليلة (برسل 9: 349): بدلة شكل أي بدلة جميلة، وفي طبعة ماكن حلة فاخرة.
شكل: خصام، نزاع. ويقال: طلب معه شكلا لو طلب شكلاً من. (بوشر).
شكل: عند المنطقيين هو هيئة نسبة الحدّ الأوسط إلى الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر كنسبة المتغير إلى العالم والحادث في قولك العالم متغير وكل متغير حادث (محيط المحيط).
شكل: عند الصوفية هو وجود الحق (محيط المحيط).
شكل: لابد أن هذه الكلمة تعنى شيئاً آخر غير حركات الشكل. انظر المقدمة (3: 140) حيث يرى السيد دي سلان أنها الأعداد.
شكلة: واحدة الشكل، الحركة وتوابعها (محيط المحيط) ويستشهد ببيت للمتنبي (ص266 البيت 11 طبعة ديتريشى).
شُكْلَة: الحركة وتوابعها (ألكالا، آرت 2: 21) ومنها أخذ الفعل الأسباني Xuclar شكَّل بالحركات الذي يستعمله الفونس دي كاستلو في (تاريخ أسبانيا 3: 25، 36).
شُكْلِيّ: حسّاس، سريع الانفعال، قريب الغضب، سريع التأثر (بوشر).
شُكلى: مماحك، محب للخصام (بوشر، همبرت ص241) ومنازع، كثير الشغب (همبرت ص241): مجادل، مشاجر، مخاصم، مزعج، مقلق، منكد، ومن يحب إقامة الدعاوى، من يحب المبارزة، سائف، مسايف، محب المسايفة (بوشر).
شِكَال: عقال. ويجمع بالألف والتاء عند بوشر.
وشُكُول عند فوك، وأشْكُل عند ألكالا.
شِكال: حصير صفصاف، حصير لتجفيف الجبن فيما يظهر (بابن سميث 1516). بيت الشكال: رسغ الفرس (بوشر).
شِكال: فصل الأمطار في الهند (ابن بطوطة 2: 6).
شِكالة: جمال، أناقة (باين سميث 1534).
شُكالِيْة (جمع): من يصنعون السيور، وشكالات الخيل وأرسنتها (صفة مصر 18 قسم 2 ص388) شاكِلة: لياقة (فوك) وفي حيان - بسام (3: 143 و) والوزراء هتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة.
كل على شاكلته أي على سجيته وخلقه، وكل في رتبته ومنصبه (تاريخ البربر 2: 198، 330).
تشكيك: تنوع، اختلاف، تشكّل (بوشر).
تشكيل: الزهر المختلف الأشكال (محيط المحيط) تشكيلة وجمعها تشاكيل: الضمة من الزهر. الباقة منه (محيط المحيط) مَشْكَل وجمعها مَشاكل: صورة. ففي حيان - بسام (1: 174 ف): مجلس به مشاكل الجبس مُشْكِل: حديث لم تثبت صحته (دي سلان المقدمة 2: 483).
مُشّكِلَة: صعَوبة. عُسْر (بوشر).
مشاكل: أنيق (ألكالا).
مشاكل: جميل (بوشر).
مشاكَلّة: استساغة، معقولية، احتمال التصديق (بوشر).
(ش ك ل)

الشكل: الشّبَه والمثل.

وَجمعه: أشكال، وشكول، وانشد أَبُو عبيد:

فَلَا تطلبالي أَيّمَا إِن طلبتما ... فَإِن الأيامي لسن لي بشكول

وَقد تشاكل الشيئان.

وشاكل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وشاكلة الْإِنْسَان: شكله وناحيته وطريقته، وَفِي التَّنْزِيل: (قل كل يعْمل على شاكلته) أَي: على طَرِيقَته ومذهبه.

وشكل الشَّيْء: صورته المحسوسة والمتوهمة، وَالْجمع: كالجمع.

وتشكل الشَّيْء: تصور.

وشكله: صوره. واشكل الْأَمر: الْتبس.

وَأُمُور أشكال: ملتبسة.

وَبينهمْ أشكلة: أَي لبس.

والأشكلة، والشكلاء: الْحَاجة.

والأشكل من الْإِبِل وَالْغنم: الَّذِي يخلط سوَاده حمرَة أَو غبرة، كَأَنَّهُ قد اشكل عَلَيْك لَونه.

والأشكل من سَائِر الْأَشْيَاء: الَّذِي فِيهِ حمرَة وَبَيَاض قد اخْتَلَط.

وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض يضْرب إِلَى حمرَة وكدرة، قَالَ:

كشائط الرب عَلَيْهِ الأشكال

وصف الرب بالأشكل، لِأَنَّهُ من الوانه.

وَاسم اللَّوْن: الشكلة.

والشكلة فِي الْعين: مِنْهُ، وَقد أشكلت.

وَيُقَال: فِيهِ شكْلَة من سَمُرَة، وشكلة من سَواد، وَقَوله فِي صفة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ ضليع الْفَم أشكل الْعين منهوس العقبين " فسره سماك بن حَرْب: بِأَنَّهُ طَوِيل شقّ الْعين، وَهَذَا نَادِر، وَيُمكن أَن يكون من الشكلة الْمُتَقَدّمَة.

وشكل الْعِنَب، وتشكل: اسود واخذ فِي النضج، فَأَما قَوْله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

ذرعت بهم دهس الهدملة أينق ... شكل الْغرُور وَفِي الْعُيُون قدوح

فَإِنَّهُ عَنى بالشكلة هُنَا: لون عرقها، والغرور هُنَا: جمع غر، وَهُوَ: تثني جلودها، هَكَذَا قَالَ، وَالصَّحِيح: " تثني جلودها ".

وَفِيه شكْلَة من دم: أَي شَيْء يسير.

وشكل الْكتاب يشكله شكلاً، وأشكله: أعجمه.

وشكل الدَّابَّة يشكلها شكلاً، وشكلها: شدّ قَوَائِمهَا بِحَبل.

وَاسم ذَلِك الْحَبل: الشكال. وَالْجمع: شكل.

والشكال فِي الرحل: خيط يوضع فِي الحقب والتصدير لِئَلَّا يلح الحقب على ثيل الْبَعِير فيحقب: أَي يحتبس بَوْله، وَهُوَ من ذَلِك.

والشكال، أَيْضا: وثاق بَين الحقب والبطان وَكَذَلِكَ: الوثاق بَين الْيَد وَالرجل.

والمشكول من الْعرُوض: مَا حذف ثَانِيه وسابعه، نَحْو حذفك ألف " فاعلاتن " وَالنُّون مِنْهَا، سمي بذلك، لِأَنَّك حذفت من طرفه الآخر وَمن أَوله، فَصَارَ بِمَنْزِلَة الدَّابَّة الَّتِي شكلت يَده وَرجله.

وشكلت الْمَرْأَة شعرهَا: ضفرت خَصْلَتَيْنِ من مقدم رَأسهَا عَن يَمِين وَعَن شمال، ثمَّ شدت بهَا سَائِر ذوائبها.

والشكال فِي الْخَيل: أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجلة، والواحدة مُطلقَة.

أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة، والواحدة محجلة.

وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل، وَفِي الحَدِيث: " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كره الشكال فِي الْخَيل ".

وَفرس مشكول: ذُو شكال.

والشاكلة: الْبيَاض مَا بَين الْأذن والصدغ، وَفِي الحَدِيث: " تفقدوا فِي الطّهُور الشاكلة والمغفلة والمنشلة " المغفلة: العنفقة، والمنشلة: مَا تَحت حَلقَة الْخَاتم من الاصبع، كل ذَلِك عَن الزجاجي.

وشاكلة الشَّيْء: جَانِبه، قَالَ ابْن مقبل:

وعمداً تصدت يَوْم شاكلة الْحمى ... لتنكأ قلباً قد صَحا وتنكرا

وشاكلة الْفرس: الَّذِي بَين عرض الخاصرة والثفنة، وَهُوَ موصل الْفَخْذ فِي السَّاق.

والشاكلتان: ظَاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيري إِلَى حرف الحرقفة من جَانِبي الْبَطن.

والشكلاء من النعاج: الْبَيْضَاء الشاكلة.

والشواكل من الطّرق: مَا انشعب عَن الطَّرِيق الْأَعْظَم. والشكل: غنج الْمَرْأَة وغزلها وَحسن دلها.

شكلت شكلاً، فَهِيَ شكْلَة.

وأشكل النّخل: طَابَ رطبه.

والأشكل: السدر الْجبلي.

واحدته: أشكلة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي بعض الْعَرَب: أَن الأشكل شجر مثل شجر الْعنَّاب فِي شوكه وعقف اغصانه، غير انه اصغر وَرقا، وَأكْثر أفنانا، وَهُوَ صلب جدا، وَله نبيقة حامضة شَدِيدَة الحموضة، منابته شَاهِق الْجبَال. تتَّخذ مِنْهُ القسي، وَإِذا لم تكن شجرته عتيقة متقادمة كَانَ عودهَا اصفر شَدِيد الصُّفْرَة، وَإِذا تقادمت شجرته واستتمت جَاءَ عودهَا نِصْفَيْنِ، نصفا شَدِيد الصُّفْرَة، وَنصفا شَدِيد السوَاد. قَالَ العجاج وَوصف المطايا وسرعتها:

معج المرامي عَن قِيَاس الأشكل

قَالَ: ونبات الأشكل مثل شجر الشريان.

وشكلة: اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو شكل: بطن.

والشوكل: الرجالة.

وَقيل: الميمنة والميسرة، كل ذَلِك عَن الزجاجي.
شكل
شكَلَ1/ شكَلَ على يَشكُل، شُكُولاً، فهو شاكِل، والمفعول مشكول عليه
• شكَل الأمرُ/ شكَل الأمرُ عليه: التبس. 

شكَلَ2 يَشكُل، شَكْلاً، فهو شاكل، والمفعول مَشْكول
• شكَل الكتابَ: ضبَطه بالنقط والحَرَكات "لغة لا شكل لها".
• شكَل الدَّابّةَ ونحوَها: قيَّدها بالشِّكال وهو القيد؛ ربَطها به. 

شكِلَ يَشكَل، شَكَلاً وشُكْلةً، فهو شَكِل وأشكلُ
• شكِل اللونُ: خالطه لونٌ غيرُه.
• شكِلتِ العينُ: خالط بياضَها حُمرةٌ "شخص أشكلُ العَيْنَيْن".
• شكِلتِ الخيلُ: خالط سوادَها حُمْرة "جوادٌ شكِل/ أشكلُ". 

أشكلَ يُشكل، إشكالاً، فهو مُشكِل، والمفعول مُشْكَل (للمتعدِّي)
• أشكل الأمرُ: التبس واشتبه.
• أشكل اللَّونُ: اختلط بغيره.
• أشكل الكِتابَ: أعلمه بعلامات الإعراب، أعجمه، كأنّه أزال عنه الإشكال والالتباس. 

استشكلَ/ استشكلَ على/ استشكلَ في يستشكل، استشكالاً، فهو مُسْتَشكِل، والمفعول مُسْتَشكَل عليه
• استشكلَ الأمرُ: أشكل، التبس.
• استشكل على الحُكْم/ استشكل في تنفيذ الحُكْم: (قن) أورد ما يستدعي وقف التنفيذ حتى ينظر في وجه الاستشكال. 

تشاكلَ يتشاكل، تشاكُلاً، فهو مُتشاكِل
• تشاكل الشَّيئان: تشابها وتماثلا وتوافقا "تشاكلتِ الأجنحة والزَّعانف الصَّدريّة- لو لم يتشاكلا لما ترافقا- رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ ... فتشابها فتشاكل الأمرُ".
• تشاكل الرَّجلان: تعاركا وتخاصما. 

تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من يتشكَّل، تشكُّلاً، فهو مُتشكِّل، والمفعول مُتشكَّل به
• تشكَّل الشَّيءُ: تصوّر وتمثّل، وصار ذا شكْل وهيئة "تشكّل الجنين في بطن أمِّه- تشكّلتِ القضيّةُ: اتَّخذت شكلاً".
• تشكَّل المَعجونُ بشكل الوِعاء: اتَّخذ شكلَه "فستان يتشكَّل بأشكال الجسم: ينسجم معه تمام الانسجام".
• تشكَّل شبحٌ لفلان: ظهر له في صورةٍ مرئيَّة.
• تشكَّل من كذا: تألَّف منه "تشكَّلتِ الوزارةُ الجديدة من رئيس لها وعشرين وزيرًا". 

شاكلَ يشاكل، مُشاكلةً، فهو مُشاكِل، والمفعول مُشاكَل
• شاكلَ فلانًا: شابهه، ماثله، افقه "أنت تشاكل أباك في فضله وعلمه" ° وما شاكل ذلك: ما كان على نمطه. 

شكَّلَ يشكِّل، تشكيلاً، فهو مُشكِّل، والمفعول مُشكَّل
• شكَّل الكتابَ: شكَله، ضبطه بالنّقط والحرَكات.
• شكَّل الفَنَّانُ الشَّيءَ: صوّره، عالجه بغيةَ إعطاء شكلٍ معيّن "شكّل تمثالاً/ قطعة رخام/ مَعْدِنًا".
• شكَّل خطرًا: تسبّب في وقوع ضرر "تشكِّل السياسةُ الإسرائيليّة خطرًا جسيمًا في المنطقة".
• شكَّل حلوى: نوّعها "شكَّل أقلامًا- شكَّل باقةَ ورد".
 • شكَّلَ وزارةً: ألَّفها، جمع فيها عدَّة أعضاء وأسند إليهم مسئوليّاتٍ مُعيَّنة "شكّل حكومةً/ لجنةً". 

إشكال [مفرد]: ج إشكالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشكلَ.
2 - مشكلة، قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "أثار المتحدِّث إشكالاتٍ عدّة- أوقع صديقَه في إشكالات عديدة".
3 - أمر يوجب التباسًا في الفهم، عكسه بيان.
• إشكال التَّنفيذ: (قن) منازعة تتعلّق بإجراءات تنفيذ الحكم. 

إشكاليَّة [مفرد]: ج إشكاليَّات:
1 - مصدر صناعيّ من إشكال: مجموعة المسائل التي يطرحها أحد فروع المعرفة "إشكاليَّة الثّقافة/ النصّ".
2 - التباس واشتباه في أمرٍ أو شيءٍ ما. 

أشْكَلُ [مفرد]: ج شُكْل، مؤ شكلاءُ، ج مؤ شَكْلاوات وشُكْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ.
تشكُّل [مفرد]:
1 - مصدر تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من.
2 - (حي) تكوُّن أنسجة جديدة.
3 - (هس) شكل خارجيّ يحدِّد الجسم.
• علم تشكُّل الصُّخور: (جو) جزء من علم الجيولوجيا يبحث في التغيُّرات التي حصلت في شكل الصخور كالتجعّدات والتكسّرات ونشوء الجبال. 

تشكيل [مفرد]: ج تشكيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَّلَ.
2 - عدد متجانس من شيء ما "هاجم تشكيل من الطائرات أهدافًا للعدوّ".
3 - (لغ) ضبط الحروف بالحركات. 

تشكيلات [جمع]: مف تشكيل: مناقلات بين الموظّفين، وقد يراد بها ما يرافق المناقلات من تعيين وصرف وترقية، إعادة تنظيم. 

تشكيلة [مفرد]: ج تشكيلات:
1 - اسم مرَّة من شكَّلَ.
2 - مجموعة، عدد مُتنوِّع من شيء ما "تشكيلة عسكريَّة/ بحريَّة جوِّيَّة- تشكيلة حلويّات- تشكيلة من الدبَّابات الحديثة". 

تشكيليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تشكيل ° الفنون التَّشكيليَّة: فنون تصوِّر الأشياء وتمثِّلها؛ كالرسم والتصوير والنحت والهندسة المعماريَّة. 

شاكِلَة [مفرد]: ج شاكلات وشواكلُ:
1 - مؤنَّث شاكل.
2 - سجيّة وطبيعة، طريقة ومذهب " {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} " ° جرَى على شاكلة فلان: حاكاه، فعل مثله- هو على شاكلته: هو من طينته، من نوعه.
3 - خاصرة، جانب، جهة "أصاب شاكلةَ الصواب" ° أصاب شاكلةَ الطَّريق: توصّل إلى الحقيقة- شاكلتا الطَّريق: جانباه. 

شِكال [مفرد]: ج شُكُل: قَيْد أو عِقال أو حَبْل تُشدّ به قوائمُ الدّابَّة، ويكون في إحدى أرجل الدابّة والرِّجل التي تخالفها كاليُمنى الأمامِيَّة واليُسرى الخلفيّة. 

شَكْل1 [مفرد]: ج أشكال (لغير المصدر) وشُكول (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَلَ2 ° الشَّكل والمضمون: اللَّفظ والمعنى فالشَّكل يتمثل في صياغة العمل الفنِّيّ وبنائه اللفظيّ، أما المعنى فهو أفكاره ومعانيه ومغزاه.
2 - صورة الشَّيء، هيئته "شكل خارجيّ- اعرض رأيك بشكل واضح" ° بشكلٍ عامّ: بإيجاز، باختصار- بشكلٍ واضح/ بشكلٍ ملموس: بصورة مفهومة- شكل الأرض: تضاريسُها ومعالمُها- فلانٌ حَسن الشَّكل: حسَن المظهر والهِندام.
3 - شبيه، نمط "إنّ الطيور على أشكالها تقع- {وَءَاخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} ".
4 - طريقة، أسلوب "لا تتكلّم بهذا الشّكل".
5 - (عر) حذف الحرف الثاني والسّابع من (فاعلاتن) ليبقى (فَعِلاتُ).
6 - (هس) هيئة للجسم أو السّطح محدودة بحدٍّ واحد كالكرة، أو بحدود مختلفة كالمثلّث والمربّع.
• علم الشَّكل:
1 - (جو) عِلْم يُعنَى بدراسة شَكْل سطح الأرض.
2 - (حي) عِلْم يتناول دراسة الشَّكل الخارجيّ للنبات أو الحيوان. 

شَكْل2 [جمع]: مف شَكْلَة: علامات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النُّطق "اضبط العبارة الآتية بالشَّكْل". 

شَكَل [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ. 

شِكْل [مفرد]: شبيه ومثل "هذان التوءمان شِكلان". 

شَكْلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس "نصّ/ مفهوم شَكْلانيّ". 

شَكْلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من شَكْل1.
3 - (دب) مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر "يظهر في دراساته ميلٌ نحو الشكلانيّة في اللغة- تنامت النظرية الشكلانيّة في النقد في الآونة الأخيرة- هو من كتَّاب الشكلانيَّة الروسيَّة". 

شَكْلة [مفرد]: ج شَكَلات وشَكْلات وشَكْل:
1 - اسم مرَّة من شكَلَ2.
2 - علامة أو رمز يوضع فوق الحرف أو تحته لضبط النطق. 

شُكْلة [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: وهو ما يّتصل بالظاهر دون الباطن، أو بالشكل دون الجوهر، ومنه المذهب الشكليّ في الفنّ والأدب واللغة "إجراء/ احتجاج شكليّ" ° عيب شكليّ: يمس الظّاهر دون الجوهر- فلانٌ رجل شكليّ: يتمسَّك بالقشور ويهمل اللُّباب.
• الدَّفع الشَّكليّ: (قن) دفع المدَّعى عليه المتعلِّق بإجراءات الخصومة دون موضوعها كالدَّفع ببطلان صحيفة الدَّعوى.
• فنّ شَكْليّ: فنّ لا يسلِّم بتمثيل أشكال سهلة المعرفة، بل يسعى للتعبير عن حالات الإحساس بنِسب الأضواء والظِّلال والألوان. 

شكليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شَكْل1: تمسُّك شديد بالأشكال الخارجيّة في الدين والحياة الاجتماعيّة ومجالات أخرى.
2 - مبدأ قوامه أنّ صحّة الأعمال القانونيّة مرتبط ارتباطاً دقيقًا بمراعاة الأشكال.
3 - (دب) شكلانيَّة؛ مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر. 

شُكُول [مفرد]: مصدر شكَلَ1/ شكَلَ على. 

مُشاكلة [مفرد]:
1 - مصدر شاكلَ.
2 - (بغ) أنْ يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته " {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ". 

مُشكِل [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - اسم فاعل من أشكلَ.
2 - (فق) ما لا يُفهم حتى يدلّ عليه دليلٌ من غيره.
• خُنثى مُشكِل: ما لا يُتبيّن من أيّ الجنسين هو. 

مُشْكِلة [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "مشكلة الشرق الأوسط/ المرور" ° يسبِّب المشاكلَ: يخلق المتاعبَ.
2 - صعوبة يجب تذليلها للحصول على نتيجة ما. 

شكل: الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛

وأَنشد أَبو عبيد:

فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما،

فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ

وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو

عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ

ومُشَاكَلَة. وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ

الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ

وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب

آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى

وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع. والشَّكْل: المِثْل،

تقول: هذا على شَكْل هذا أَي على مِثَاله. وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه

في حالاته. ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ

بهذا أَي أَشْبَه. والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.

والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة. وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه

وناحيته وطريقته. وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي

على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على

ناحيته وجهته وخَلِيقته. وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.

والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب. وهذا طَرِيقٌ ذو

شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ. وشَكْلُ الشيء: صورتُه

المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.

وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه. وأَشْكَل الأَمْرُ:

الْتَبَس. وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ. وفي

حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى

وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل

فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه

أَمْرُها.

والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ

والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد

للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال

الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال

للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد. والأَشكل من الإِبل

والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك

لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا

وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء:

بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة:

يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه

مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج

وقول الشاعر:

فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها

بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ

قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع

فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة. وقال شَمِر:

الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض. وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر

المشتَبه مُشْكِلٌ. وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر

(* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في

القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ

الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد. والأَشْكَل عند العرب: اللونان

المختلطان. ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما

سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده:

والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو

الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال:

كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة،

والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ. ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة

وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ

العين. وفي حديث علي

(* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي

في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه

شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا

كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد:

ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها،

كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها

(* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب).

عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن

توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ

عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي

حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع

الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد:

ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ،

سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا

قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه. وقوله في صفة سيدنا رسول الله،

صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ

العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا

نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في

صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود

مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ. وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي

الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل

مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.

وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ

(* قوله «المحكم

شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ

وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن

الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ

شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ

فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو

تَثَنِّي جُلودها

(* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال

والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.

وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم:

شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت

الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه. ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك

أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من

غير سماع. وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.

والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ

بالشَّكَال. وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ

قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ. والشِّكَال

في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ

الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.

والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين

اليد والرجل. وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب،

أَشْكُلُ شَكْلاً.

والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ

فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار

بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.

والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه. ويقال: شَكَلْت

الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً

يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة:

سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ

أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي،

هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ

وشَكَّلَتِ المرأَةُ

(* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم

والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن

القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال

ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها. والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم

منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما

أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن

الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة

والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد،

والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة

مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث

قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل:

هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما

كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس

فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال

شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي

إِحدى يديه. وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو

قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ

الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال

الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى

ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض. وقال أَبو

عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ

قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول.

ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ. وحُكي

عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ

المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر. وورد

في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة

والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة

الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين

العِذَار والأُذُن من البياض. وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل:

وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى،

لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا

وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ

الفَخِذ في الساق. والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ

القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن. والشَّاكِلةُ:

الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة. وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي

من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته. والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ

الشَّاكِلة. ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي

بَيِّنَة الشَّكَل. والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.

والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.

والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً،

فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير

المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ

الدَّلّ. والشَّكْل: المِثْل. والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في

هذا وهذا في هذا. والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال:

امرأَة ذات شِكْل. وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.

والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة:

أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف

أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً

وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ

منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر

شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين:

نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا

وسُرْعَتَها:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ

قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي

للعجاج:

يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي

عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل

والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر:

أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ

يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات

أَصفر وأَحمر.

وشَكْلةُ: اسم امرأَة. وبَنُو شَكَل: بطن من العرب. والشَّوْكَل:

الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء:

الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ

العَوْسَجَة.

شكل
الشَّكْلُ: الشَّبَهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و، يُقالُ: فِي فُلاَنٍ شَكْلٌ من أَبيهِ، وشَبَهٌ، والشَّكْلُ أَيْضا: المِثْلُ تَقولُ: هَذَا عَلى شَكْلِ هَذَا، أَي على مِثَالِهِ، وفُلاَنٌ شَكْلُ فُلانٍ، أَي مِثْلُهُ فِي حَالاتِهِ، قالَ اللهُ تَعالَى: وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ، أَي عَذابٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي مِنْ مِثْلِ ذَلِك الأَوَّلِ، قالَهُ الزَّجَّاجُ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ: وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي: وأَنْواعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ لأنَّ مَعْنَى قَولِه: أزْوَاجٌ، أنْوَاعٌ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَي مِثْلٌ لَهُ فِي الهَيْئَةِ، وتَعاطِي الفِعْلِ. ويُكْسَرُ، وبهِ قَرَأَ مَجَاهِدٌ: مِنْ شِكْلِهِ، بالكَسْرِ. والشَّكْلُ أَيْضا: مَا يُوافِقُكَ، ويَصْلُحُ لَكَ، تَقُولُ: هَذَا مِنْ هَوايَ، ومِنْ شَكْلِي، وليسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِي. والشَّكْلُ: وَاحِدُ الأشْكالِ، للأُمُورِ، والحَوَائِجِ المُخْتَلِفَةِ، فِيمَا يُتَكَلَّفُ مِنْهَا، ويُهْتَمُّ لَهَا، قالَهُ اللَّيْثُ، وأنْشَدَ: وتَخْلَجُ الأشْكالُ دُونَ الأشْكالْ والأشْكَالُ أَيْضا: الأُمُورُ الْمُشْكِلَةِ، المُلْتَبِسَةُ. والشَّكْلُ أَيْضا: صُورَةُ الشَّيْءِ الْمَحْسُوسَةُ، والْمُتَوَهَّمَةُ، وقالَ ابنُ الْكَمالِ: الشَّكْلُ هَيْئَةٌ حاصِلَةٌ للجِسْمِ، بِسَبَبِ إِحَاطَةِ حَدٍّ واحِدٍ بالْمِقْدَارِ، كمَا فِي الكُرَةِ، أَو حُدودٍ كَما فِي المُضَلَّعاتِ، مِنْ مُرَبَّعٍ ومُسَدَّسٍ، ج: أشْكَالٌ، وشُكُولٌ، قالَ الرَّاغِبُ: الشَّكْلُ: فِي الحَقِيقَةِ الأَنْسُ الَّذِي بَيْنَ المُتَماثِلَيْنِ فِي الطَّرِيقَةِ، ومنهُ قيلَ: النَّاسُ أشْكالٌ، قالَ الرَّاعِي، يَمْدَحُ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ:
(فأَبوكَ جالَدَ بالمَدِينَةِ وَحْدَهُ ... قَوْماً هُمُ تَرَكُوا الجَميعَ شَكَولاً)
وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ
(فَلا تَطْلُبا لِي أيِّماً إنْ طَلَبْتُما ... فَإِنَّ الأَيامَى لَسْنَ لي بِشُكُولِ)
والشَّكْلُ: نَبَاتٌ مُتَلَوِّنٌ، أصْفَرُ وأحْمَرُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والشَّكْلُ فِي العَرُوضِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبْنِ والْكَفِّ، وبَيْتُهُ:
(لِمَنِ الدِّيارُ غَيَّرَهُنَّ ... كُلُّ دَانِي المُزْنِ جَوْنِ الرَّبَابِ)
كَما فِي العُبابِ. والشَّاكِلَةُ: الشَّكْلُ، يُقالُ: هَذَا عَلى شَاكِلَةِ أبِيهِ، أَي شِبْهه. والشَّاكِلَةُ: النَّاحِيَةُ، والْجِهَةُ وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ، عَن الأَخْفَشِ. وَأَيْضًا: النِّيَّةُ، قالَ قَتادَةُ)
فِي تَفْسِير الآيَةِ: أَي عَلى جَانِبِه، وعَلى مَا يَنْوِي. وَأَيْضًا: الطَّرِيقَةُ، والْجَدِيلَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ.
وَأَيْضًا: الْمَذْهَبُ، والخَلِيقَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ، عَن ابنِ عَرَفَةَ، وقالَ الرَّاغِبُ فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ: أَي عَلى سَجِيَّتِهِ الَّتِي قَيَّدَتْهُ، وذلكَ أنَّ سُلْطَانَ السَّجِيَّةِ عَلى الإِنْسانِ قاهِرٌ، بِحَسَبِ مَا يَثْبُتُ فِي الذَّرِيعَةِ إِلَى مَكارِمِ الشَّرِيعَةِ، وَهَذَا كَمَا قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. والشَّاكِلَةُ: الْبَياضُ مَا بَيْنَ الأُذُنِ والصُّدْغِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ قُطْرُبٌ: مَا بَيْنَ الْعِذَارِ والأُذُنِ ومنهُ الحديثُ: تَفَقَّدُوا فِي الطُّهُورِ الشَّاكِلَةَ. والشَّاكِلَةُ: مِنَ الْفَرَسِ: الْجَلْدُ الَّذِي بَيْنَ عُرْضِ الْخَاصِرَةِ والثَّفِنَةِ، وَهُوَ مَوْصِلُ الفَخِذِ مِنَ السَّاقِ، وَقيل: الشَّاكِلَتَانِ ظَاهِرُ الطَّفْطَفَتَيْنِ، مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلَى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ، مِنْ جَانِبَي البَطْنِ، وقيلَ: الشَّاكِلَةُ الخاصِرَةُ، وَهِي الطَّفْطَفَةُ، وَمِنْه: أصابَ شاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ، أَي خَاصِرَتَها. وتَشَكَّلَ الشَّيْءُ: تَصَوَّرَ، وشَكَّلَهُ تَشْكِيلاً: صَوَّرَهُ.
وشَكَّلَتْ الْمَرْأَةُ شَعَرَهَا: أَي ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ مِنْ مَقَدَّمِ رَأْسِهَا عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، ثُمَّ شَدَّتْ بهَا سَائِرَ ذَوَائِبِها، والصَّوابُ: أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نصر، كَمَا قَيَّدَهُ ابنُ القَطَّاعِ. وأشْكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، واخْتَلَطَ، ويُقالُ: أشْكَلَتْ عَلَيَّ الأَخْبَارُ، وأحْلَكَتْ، بمَعْنىً واحِدٍ، وقالَ شَمِر الشُّكْلَةُ: الحُمْرَةُ تَخْلَطُ بالبَياضِ، وَهَذَا شَيْءٌ أشْكَلُ، ومنهُ قيلَ لِلأَمْرِ المُشْتَبِهِ: مُشْكِلٌ. قالَ الرَّاغِبُ: الإِشْكالُ فِي الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ، كشَكلَ، وشَكَّلَ، شَكْلاً، وتَشْكِيلاً، وأشْكَلَ النَّخْلُ: طَابَ رُطَبُهُ، وأَدْرَكَ، عنِ الكِسَائِيِّ، وَفِي الأسَاسِ: أشْكَلَ النَّخْلُ: طابَ بُسْرُهُ، وحَلاَ، وأشْبَهُ أَن يَصِيرَ رُطَباً.
وأُمُورٌ أشْكَالٌ: أَي مُلْتَبِسَةٌ، مَعَ بعضِها مُخْتَلِفَة. والأشْكَلَةُ، بِفْتحِ الهَمْزَةِ والكَافِ: اللَّبْسُ. وَأَيْضًا: الْحَاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، زادَ الرَّاغِبُ، الَّتِي تُقَيِّدُ الإِنْسانَ، كالشَّكْلاءِ، نقلَهُ ابنُ سِيدَهْ، والصَّاغانِيُّ. والأشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأشْياءِ: مَا فيهِ حُمْرَةٌ وبَياضٌ مُخْتَلِطٌ، أَو مَا فيهِ بَياضٌ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ والكُدْرَة. وَقيل: الأشْكَلُ عندَ العَرَبِ: اللَّوْنَانِ المُخْتَلِطانِ، ودَمٌ أشَكَلُ: فيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ مَخْتَلِطَانِ، قالَ جَرِيرٌ:
(فَما زَالتِ القَتْلَى تَمُورُ دِماؤُها ... بِدِجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أشْكَلُ)
والأشْكَلُ: السِّدْرُ الْجَبَلِيُّ، قالَ العَجَّاجُ: مَعْجَ المُرامِي عَنْ قِياسِ الأشْكَلِ وقالَ أَبُو حنيفَةَ: أَخْبَرَنِي بعضُ العَرَبِ: أنَّ الأشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّابِ فِي شَوْكِهِ، وعَقَفِ أَغْصَانِهِ، غيرَ أَنَّهُ أصْغَرُ وَرَقاً، وأَكْثَرُ أفْناناً، وهوَ صُلْبٌ جِدّاً، وَله نُبَيْقَةٌ حامِضَةٌ شديدَةُ)
الحُمُوضَةِ، مَنابِتُهُ شَواهِقُ الجِبالِ، تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، الْواحِدَةُ بِهَاءٍ، قَالَ:
(أَو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أشْكَلَةٍ ... إِنْ لَمْ يَرُغْها بالقَوْسِ لم يَنَلِ)
يَعْنِي سِدْرَةً جَبَلِيَّةَ. والأشْكَلُ مِنَ الإِبِلِ، والغَنَم: مَا يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ، كأَنَّهُ قد أشْكَلَ عليْكَ لَوْنُهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الضَّبُعُ فِيهَا غُبْرَةٌ وشُكْلَةٌ، لَوْنَانِ فيهِ سَوَادٌ وصُفْرَةٌ سَمْجَةٌ.
واسْمُ اللَّوْنِ: الشُّكْلَةُ، بالضَّمِّ، ومِنْهُ الشُّكْلَةُ فِي الْعَيْنِ، وَهِي كالشُّهْلَةِ، ويُقالُ: فِيهِ شُكْلَةٌ من سُمْرَةٍ، وشُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ، وعَيْنٌ شَكْلاَءُ: بَيِّيَةُ الشَّكَلِ، ورَجُلُ أشْكَلُ الْعَيْنِ، وَقد أشْكَلَتْ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشُّكْلَةُ كَهَيْئَةِ الحُمْرَةِ، تكونُ فِي بَياضِ العَيْنِ، فَإِذا كانتْ فِي سَوادِ العَيْنِ فَهِيَ شُهْلَةٌ، وأنْشَدَ:
(وَلَا عَيْبَ فِيهَا غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها ... كذاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها)
عِتاقُ الطَّيْرِ: هِيَ الصُّقُورُ والبُزَاةُ، وَلَا تُوصَفُ بالحُمْرَةِ، وَلَكِن تُوصَفُ بِزَرْقَةِ العَيْنِ وشُهْلَتِها، قالَ: ويُرْوَى هَذَا البيتُ: غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها. وقيلَ: الشَّكْلَةُ فِي العَيْنِ الصَّفْرَةُ الَّتِي تُخالِطُ بَياضَ العَيْنِ، الَّتِي حَوْلَ الحَدَقَةِ، عَلى صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ، ثُمَّ قالَ: ولكنَّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلاَّ فِي الحُمْرَةِ، وَلم نَسْمَعْها فِي الصُّفْرَةِ. وَفِي الحديثِ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَلِيعَ الفَمِ، أشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ، قالَ ابنُ الأثَيرِ: أَي فِي بَياضِها شَيْءٌ مِن حَمْرَةٍ، وهوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ، وقيلَ: أَي كَانَ طَوِيلَ شَقِّ الْعَيْنِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ سِماكُ ابنُ حَرْبٍ، ورَوَى عنهُ شُعْبُةُ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادِرٌ، وقالَ شَيخُنا: هُوَ تفسيرٌ غريبٌ، نَقَلَهُ التُّرْمِذِيُّ فِي الشَّمائِلِ عَن الأصْمَعِيِّ، وتَعَقَّبَهُ القَاضِي عِياضٌ فِي الْمَشارِقِ، وتَلْمِيذُه فِي المَطالِع، وابنُ الأَثِيرِ فِي النِّهايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الفائِقِ، وغيرُهم، وأطْبَقَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ على أَنَّهُ وَهَمٌ مَحْضٌ، وأَنَّهُ لَو ثَبَتَ لُغَةً لَا يَصِحُّ فِي وَصْفِهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، لأَنَّ طُولَ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ، فكيفَ وهُوَ غيرُ ثابِتٍ عَن العَرَبِ، وَلَا نَقَلَهُ أَحَدٌ مِن أئِمَةِ الأَدَبِ، وإِنَّهُ مِنَ المُصَنِّفِ لَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ. وشَكَلَ الْعِنبُ: أيْنَعَ بَعْضُهُ، أَو اسْوَدَّ، وأَخَذَ فِي النَّضْجِ، كتَشَكَّلَ، وشَكَّلَ، تَشْكِيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وشَكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، وَهَذَا قد تقدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. ومِنَ المْجازِ: شَكَلَ الْكِتابَ، شَكْلاً، إِذا أَعْجَمَهُ، كقولِكَ، قَيَّدَهُ مِن شِكالِ الدَّابَّةِ، وقالَ أَبُو حاتِم: شَكَلَ الكِتَابَ، فهوَ مَشْكُولٌ: إِذا قَيَّدَهُ بالإعْرابِ، وأعْجَمَهُ: إِذا نَقَطَهُ، كَأَشْكَلَهُ، كأَنَّهُ أزَالَ عَنْهُ الإِشْكالَ والاِلْتِباسَ، فالهَمْزَةُ حِينَئِذٍ للسَّلْبِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وشَكَلَ الدَّابَّةَ، يَشْكُلُها، شَكْلاً: شَدَّ قَوائِمَهَا) بِحَبْلٍ، كشَكَّلَها، تَشْكِيلاً، واسْمُ ذَلِك الحَبْلِ: الشِّكَالُ، كَكِتَابٍ، وَهُوَ العِقالُ، ج شُكُلٌ، كَكُتُبٍ، ويُخَفَّفُ، وفَرَسٌ مَشْكُولٌ: قُيِّدَ بالشِّكال، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ فِيهِ شُهوُبَةٌ ... نَهِشَ اليّدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الشِّكَالُ فِي الرَّحْلِ: خَيْطٌ يُوضَعُ بَيْنَ التَّصْدِيرِ والْحَقَبِ، لِكَيْلاَ يَدْنُو الْحَقَبُ مِن الثِّيلِ، وَهُوَ الزِّوَارُ أَيْضا، عَن أبي عَمْرٍ و، وَأَيْضًا: وِثَاقٌ بَيْنَ الْحَقَبِ والْبِطَانِ، وَكَذَلِكَ الوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ والرِّجْلِ. ومِنَ المَجازِ: الشِّكَالُ فِي الخَيْلِ، أَن تَكوُنَ ثَلاَثُ قَوائِمَ منهُ مُحَجَّلَةً، والْواحِدَةُ مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشِّكالِ، وَهُوَ العِقالُ، لأنَّ الشِّكَالَ، إِنَّما يكونُ فِي ثَلاثِ قَوائِمَ، وقِيلَ: عَكْسُهُ أيْضاً، وَهُوَ أنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ مِنْهُ مُطْلَقَةٌ، والواحِدَةُ مُحَجَّلَةٌ، وَلَا يكونُ الشِّكالُ إلاَّ فِي الرِّجْلِ، والفَرَسُ مَشْكُولٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، لأنَّهُ كالمَشْكُولِ صُورَةً تَفاؤُلاً، ويُمْكِنُ أَن يكونَ جَرَّبَ ذلكَ الجِنْسَ، فَلم تَكُنْ فيهِ نَجابَةٌ، وقيلَ: إِذا كانَ مَعَ ذَلِك أَغَرَّ زالَتْ الْكَراهَةُ، لِزَوالِ شَبَهِ الشِّكَالِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشِّكَالُ أنْ يَكُونَ بَياضُ التَّحْجِيلِ فِي رِجْلٍ واحِدَةٍ، ويَدٍ مِن خِلاَفٍ، قَلَّ الْبَيَاضُ أَو كَثُرَ.
والمَشْكُولُ مِنَ الْعَرُوضِ: مَا حُذِفَ ثَانِيهِ وسابِعُهُ، نحوَ حَذْفِكَ أَلِفَ فاعلاتن والنُّونَ مِنْهَا، سُمِّيَ بِذلَ لأنَّكَ حَذَفْتَ من طَرَفِهِ الآخِرَ وَمن أَوَّلِهِ، فصارَ بِمَنْزِلَةِ الدَّابَّةِ الذِي شُكِلَتْ يَدُهُ ورِجْلُهُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والشِّكْلاءُ مِنَ النِّعاجِ: الْبَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، وسائِرُها أَسْوَدُ، وَهِي بَيِّنَةُ الشَّكْلِ. والشَّكْلاَءُ: الْحَاجَةُ، كالأَشْكَلَةِ، وَهَذَانِ قد تقدَّمَ ذكْرُهُما فَهُوَ تَكْرارٌ. والشَّواكِلُ: الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ، يُقالُ: هَذَا طَريقٌ جَماعَةٌ، وَهُوَ جَمْع شَاكِلَةٍ، يُقالُ: اسْتَوَى فِي شَاكِلَتَي الطَّرِيقِ، وهُما جَانِباهُ، وطريقٌ ظاهِرُ الشَّواكِلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والشِّكْلُ بالكسرِ، والفَتْحِ: غُنْجُ الْمَرْأَةِ، ودَلُّهَا وغَزَلُهَا، يُقالُ امَرْأةٌ ذاتُ شِكْلٍ، وَهُوَ مَا تَتَحَسّنُ بِهِ من الغُنْجِ، وحُسْنِ الدَّلِّ، وَقد شَكِلَتْ، كفَرِحَتْ، شَكَلاً، فهيَ شَكِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، ويُقالُ: امْرَأَةٌ شَكِلَةٌ مُشْكِلَةٌ حَسَنَةُ الشِّكْلِ. وشَكْلَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي جارِيَةُ المَهْدِي. وشُكْلٌ، بالضَّمِّ: جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاَءِ، الَّتِي كَهَيْئَةِ الشَّهْلاَءِ.
وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ المِيَاهِ الَّذِي قد خالَطَهُ الدَّمُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ الكِبَاشِ، وغَيْرِها، الَّذِي خالَطَ سَواَدُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ. وشَكَلٌ، مُحَرَّكَةً، أَبُو بَطْنٍ، قلتُ: هما بَطْنانِ، أَحَدُهما فِي بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ كَعْبِ بنِ الحَرِيشِ، والثَّانِي فِي كَلْبٍ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ يَرْبُوعِ بن الحارِثِ. وشَكَلُ بنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ الكُوفِيُّ: صَحَابِيٌّ، مَشْهُورٌ، أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدُّعاءِ، وغيرِه، وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ: مُحَدِّثٌ، بل تَابِعِيٌّ، رَوَى عَن أَبِيهِ،)
وَعَن عليٍّ، وابنِ مَسْعودٍ، وَعنهُ الشَّعْبِيُّ، وأهلُ الكُوفَةِ، ماتَ فِي وِلايَةِ ابنِ الزُّبَيْرِ، قالَهُ ابنُ حِبَّان. والشَّوْكَلُ: الرَّجَّالَةُ، عَن الزُّجاجِيِّ، وقالَ الفَرَّاءُ: الشَّوْكَلَةُ، أَو المَيْمَنَةُ أَو الْمَيْسَرَةُ، عَن الزَّجَّاجِيّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشّوْكَلَةُ: النَّاحِيَةُ، وَأَيْضًا: الْعَوْسَجَةُ. ومِنَ المَجازِ. الشَّكِيلُ، كأَمِيرٍ: الزَّبَدُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّم، يَظْهَرُ عَلى شَكِيمِ اللِّجَامِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ مِنْ لُؤْلؤٍ، أَو فِضَّةٍ، يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، ويُشاكِلُ يُقَرَّطُ بِهِ النِّساءُ، وقيلَ كَانَت الجَوارِي تُعَلِّقُهُ فِي شُعُورِهِنّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا خَرَجْنَ طَفَلَ الآصَالِ يَرْكُضْنَ رَيْطاً وعِتَاقَ الخالِ سَمِعْتُ مِنْ صَلاصِلِ الأَشْكَالِ والشَّذْرِ والْفَرائِدِ الْغَوالِي أَدْباً عَلى لَبَّاتِها الحَوالِي هَزَّ السَّنَى فِي لَيْلَةِ الشَّمالِ يَرْكُضْنَ: يَطَأْنَ، والخالُ: بُرْدٌ مُوَشَّىً، والأَدْبُ: العَجَبُ. الْوَاحِدُ: شَكْلٌ. والمُشَاكَلَةُ: الْمُوَافَقَةُ، يُقالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا يُشاكِلُكَ، أَي لَا يُوافِقُكَ، كالتَّشَاكُلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ المُشاكَلَةِ مِنَ الشَّكْلِ، وَهُوَ تَقْيِيدُ الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يقُالُ: فيهِ أَشكَلَةٌ مِنْ أَبِيهِ، وشُكْلَةٌ، بالضَّمِّ، وشَاكِلٌ: أَي شَبهٌ مِنْهُ، وَهَذَا أَشْكَلُ بِهِ: أَي أَشْبَهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشَّكْلُ: المَذْهَبُ، والقَصْدُ. والشَّوْكَلاَءُ: الحاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَفِيه شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ، بالضَّمِّ: أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
والمُشْكِلُ: كَمُحْسِنٍ: الدَّاخِلُ فِي أَشْكالِهِ، أَي أَمْثالِهِ، وأَشْبَاهِهِ، مِنْ قَوْلِهِم: أَشْكَلَ: صارَ ذَا شَكْلٍ، والجَمْعُ مُشْكِلاَتٌ. وَهُوَ يَفُكُّ المَشاكِلَ: الأُمُورُ المُلْتَبِسَةَ. ونَباتُ الأَشْكَلِ: مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيَانِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: شَكَلَ عَليَّ الأَمْرُ، أَي: أَشْكَلَ. والشَّكْلاءُ: المُداهِنَةُ. وأَشْكَلَ المَرِيْضُ، وشَكَلَ، كَما تَقُولُ: تَمَاثَلَ. وتَشَكَّلَتِ الْمَرْأَةُ: تَدَلَّلَتْ. وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبُؤَةَ: ضَرَبَها، عَن ابنِ القَطَّاعِ. وأَصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ. وَهُوَ يَرْمِي برَأْيِهِ الشَّواكِلَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن يوسفَ الشِّكْلِيُّ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثٌ. وشَكْلانُ، بالفتحِ: قَرْيَةٌ بِمَرْوَ، مِنْهَا أَبُو عِصْمَةَ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الشَّكْلانِيُّ، مُحَدِّثٌ، ماتَ سنة. والمُشَكَّلُ، كمَعَظَّمٍ: صاحبُ الهَيْئَةِ، والشَّكْلِ الحَسَنِ. وعبدُ الرحمنِ بن أبي حَمَّادٍ شُكَيْلٌ، كزُبَيْرٍ، المُقْرِئ: شيخٌ لعُثْمانَ بنِ)
أبِي شَيْبَةَ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ، ماتَ سنة. مَسْكَنُهُم بَيْتُ حُجْرٍ، مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، بِوَادِي سُرْدُدٍ، مِنَ اليَمَنِ. وَأَبُو شُكَيْلٍ، كزُبَيْرٍ: إبراهيمُ بنُ عَليِّ بنِ سالمٍ الخَزْرَجِيُّ، ماتَ بتَرِيمَ، سنة.

شكل

1 شَكَلَ, as an intrans. verb: see 4, in three places. b2: And see 5.

A2: شَكَلَ الفَرَسَ بِالشِّكَالِ, (S,) or شَكَلَ الدَّابَّةَ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَكْلٌ, (Msb,) He bound [the horse or] the beast, with the شِكَال; (Msb;) [i. e.] he bound the legs of [the horse or] the beast with the rope called شِكَال; as also ↓ شَكَّلَهَا, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ. (TA.) and شَكَلْتُ الطَّائِرَ [app. I bound the legs of the bird in like manner]. (S.) And شَكَلْتُ عَنِ البَعِيرِ I bound the camel's شِكَال between the fore girth and the hind girth; (S;) [i. e.] I put [or extended], between the hind girth and the fore girth of the camel, a cord, or string, called شِكَال, and then bound it, in order that the hind girth might not become [too] near to the sheath of the penis. (TA in art. حقب.) b2: And [hence, i. e.] from the شِكَال of the beast, (TA,) شَكَلَ الكِتَابَ, (AHát, S, Msb, K, TA,) inf. n. as above, (Msb, TA,) (tropical:) He restricted [the meaning or pronunciation of] the writing, (قَيَّدَهُ, AHát, S, TA,) or he marked the writing, (أَعْلَمَهُ, Msb,) with the signs of the desinential syntax (AHát, * S, * Msb, TA *) [and the other syllabical signs and the diacritical points]: or i. q. أَعْجَمَهُ: (K:) but AHát says that شَكَلَ الكِتَابَ has the former meaning; and أَعْجَمَهُ signifies he dotted, or pointed, it [with the diacritical points]: (TA:) and الكِتَابَ ↓ اشكل signifies the same as شَكَلَهُ; (S, Msb, K, TA;) as though [meaning] he removed from it dubiousness and confusion; (S, K, * TA;) so that the أ in this case is to denote privation: (TA:) this [J says (TA)] I have transcribed from a book, without having heard it. (S.) b3: And شَكَلَتْ شَعْرَهَا, (O, TA,) aor. ـُ thus correctly, as pointed by IKtt; accord. to the K ↓ شكّلت; (TA;) (assumed tropical:) She (a woman) plaited two locks of her hair, of the fore part of her head, on the right and left, (O, K, TA,) and then bound with them her other ذَوَائِب [or pendent locks or plaits]. (TA.) b4: And شكل [thus in the TA, so that it may be either شَكَلَ or ↓ شكّل,] (assumed tropical:) He (the lion) compressed the lioness: on the authority of IKtt. (TA.) A3: شَكِلَتْ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَكَلٌ, (TA,) She (a woman) used amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; displayed what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل; (K, TA;) and ↓ تشكّلت [signifies the same], i. e. تَدَلَّلَتْ [and in like manner تشكّل is said of a man]. (TA.) b2: See also شَكَلٌ below, in two places. b3: and شَكِلْتُ إِلَى كَذَا, with kesr [to the ك], i. q. رَكَنْتُ [i. e. I inclined to such a thing; or trusted to, or relied upon, it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind]. (O.) 2 شكّل, as an intrans. verb: see 4: b2: and see also 5.

A2: شكّلهُ, inf. n. تَشْكِيلٌ, He formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured, it; syn. صَوَّرَهُ; (K, TA;) namely, a thing. (TA.) b2: See also 1, in three places.3 مُشَاكَلَةٌ signifies The being conformable, suitable, agreeable, similar, homogeneous, or congenial; syn. مُوَافَقَةٌ; (S, K;) as also ↓ تَشَاكُلٌ: (IDrd, S, K:) Er-Rághib [strangely] says that المُشَاكَلَةُ is from الشَّكْلُ signifying “ the binding,” or “ shackling,” a beast [with the شِكَال]. (TA.) You say, هُوَ يُشَاكِلُهُ [He, or it, is conformable, &c., with him, or it; or resembles him, or it]. (Msb.) And هٰذَا الأَمْرُ لَا يُشَاكِلُكَ i. e. لَا يُوَافِقُكَ [This affair will not be suitable to thee]. (TA.) And ↓ تَشَاكَلَا They resembled each other. (MA.) 4 اشكل [primarily] signifies صَارَ ذَا شَكْلٍ

[meaning It, or he, was, or became, such as had a likeness or resemblance, or a like, or match, &c.]. (TA.) b2: [And hence, app.,] said of a thing, or case, or an affair; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ شَكَلَ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شَكِلَ, evidently not meant by the author of the K, as it is his rule, after mentioning a verb of this form, to add كَفَرِحَ or the like,]) inf. n. شَكْلٌ; (TA;) and ↓ شكّل, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ; (TA;) (assumed tropical:) It was, or became, dubious, or confused; syn. اِلْتَبَسَ, (S, O, Msb, K,) and اِخْتَلَطَ, (O, TA,) or اِشْتَبَهَ: (Mgh:) [and ↓ اشتكل is mentioned in this sense by Golius as on the authority of J (whom I do not find to have mentioned it either in this art. or elsewhere), and by Freytag as on the authority of Abu-l-'Alà: accord. to Sh, اشكل in this sense is from شُكْلَةٌ signifying “ redness mixed with whiteness: ” (see مُشْكِلٌ:) but] accord. to Er-Rághib, إِشْكَالٌ in a thing, or case, or an affair, is metaphorical, [and] like اِشْتِبَاهٌ from الشِبْهُ. (TA.) One says, اشكل الأَمْرُ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [The thing, or case, or affair, was, or became, dubious, or confused, to the man]; and ↓ شَكَلَ means the same. (Zj, O.) And أَشْكَلَتْ عَلَىَّ الأَخْبَارُ (assumed tropical:) [The tidings were dubious, or confused, to me], and أَحْكَلَتْ; both meaning the same. (TA.) and one says also, عَلَيْهِ إِشْكَالٌ and عليه إِشْكَالَاتٌ [meaning There is doubt, or uncertainty, and there are doubts, or uncertainties, respecting it: thus using the inf. n. as a simple subst., and therefore pluralizing it]. (Mz, 3rd نوع; &c.) b3: It is also said of a disease; [app. as meaning (assumed tropical:) It became nearly cured; because still in a somewhat doubtful state;] like as you say تَمَاثَلَ; and so ↓ شَكَلَ. (TA.) b4: اشكل النَّخْلُ The palm-trees became in that state in which their dates were sweet (Ks, S, A, O, K) and ripe, (Ks, S, O, Msb,) or nearly ripe; (A, TA;) and ↓ تشكّل signifies the same. (O.) b5: And اشكلت العَيْنُ The eye had in it what is termed شُكْلَةٌ [q. v.: see also شَكَلٌ]. (K.) A2: اشكل الكِتَابَ: see 1.5 تشكّل It (a thing, TA) was, or became, formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured; syn. تَصَوَّرَ. (K, TA.) b2: And He became goodly in shape, form, or aspect. (TK in art. طرز.) b3: تشكّل العِنَبُ, (S, K,) and ↓ شَكَلَ, and ↓ شكّل, (K,) The grapes became in that state in which some of them were ripe: (S, K:) or became black, and beginning to be ripe: (K:) thus in the M. (TA.) b4: See also 4, near the end. b5: and see 1, also near the end.6 تَشَاْكَلَ see 3, in two places.8 إِشْتَكَلَ see 4.10 استشكلهُ is often used by the learned in the present day as meaning He deemed it (i. e. a word or phrase or sentence) dubious, or confused.]

شَكْلٌ i. q. شَبَةٌ [as meaning A likeness, resemblance, or semblance; a well-known signification of the latter word, but one which I do not find unequivocally assigned to it in its proper art. in any of the lexicons]. (AA, K, TA. [In the CK, and in my MS. copy of the K, in the place of الشَّبَهُ as the first explanation of الشَّكْلُ in the K accord. to the TA, we find الشِّبْهُ; but that the explanation which I have given is correct, is shown by what here follows.]) One says, فِى فُلَانٍ شَكْلٌ مِنْ أَبِيهِ, meaning شَبَهٌ [i. e. In such a one is a likeness, or resemblance, of his father]: (AA, TA:) and مِنْ أَبِيهِ ↓ فِيهِ أَشْكَلَةٌ and ↓ شُكْلَةٌ (AA, O, K, TA) and ↓ شَاكِلٌ, (O, K, TA,) [likewise] meaning شَبَهٌ, (AA, O, K, TA,) and مُشَابَهَةٌ: (TK:) and ↓ شَاكِلَةٌ also is syn. with شَكْلٌ [in the sense of شَبَهٌ]; (K, TA;) [for] one says, هٰذَا عَلَى شَاكِلَةِ

أَبِيهِ as meaning شَبَهِهِ [i. e. This is accordant to the likeness of his father]. (TA.) b2: And I. q.

مِثَالٌ: you say, هٰذَا عَلَى شَكْلِ هٰذَا, meaning على مِثَالِهِ [i. e. This is according to the model, or pattern, or the mode, or manner, of this]. (TA.) b3: And The shape, form, or figure, (صُورَة,) of a thing; such as is perceived by the senses; and such as is imagined: (K:) the form (هَيْئَة), of a body, caused by the entire contents' being included by one boundary, as in the case of a sphere; or by several boundaries, as in those bodies that have several angles or sides, such as have four and such as have six [&c.]: so says Ibn-El-Kemál: (TA:) pl. [of pauc., in this and in other senses,] أَشْكَالٌ and [of mult.] شُكُولٌ. (K.) b4: [It often means A kind, sort, or variety, of animals, plants, food, &c.] b5: [And The likeness, or the way or manner, of the actions of a person:] it is said in a trad. respecting the description of the Prophet, سَأَلْتُ

أَبِى عَنْ شَكْلِهِ, meaning [I asked my father respecting the likeness of his actions, or] respecting what was like his actions; accord. to IAmb: or, accord. to Az, respecting his particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct: (O:) and ↓ شَاكِلَةٌ [likewise, and more commonly,] signifies a particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct; (S, O, K, TA;) as in the saying, كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ, (S, O, TA,) in the Kur [xvii. 86], (O, TA,) i. e. Every one does according to his particular way, &c., (Ibn-'Arafeh, S, O, Bd, Jel, TA,) that is suitable to his state in respect of right direction and of error, or to the essential nature of his soul, and to his circumstances that are consequent to the constitution, or temperament, of his body: (Bd:) and according to his nature, or natural disposition, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, O, TA,) by which he is restricted [as with a شِكَال]: (Er-Rághib, TA:) and his direction towards which he would go: (Akh, S, O, K, * TA:) and his side [that he takes]: (Katádeh, O, K, * TA:) and his aim, intention, or purpose: (Katádeh, O, K, TA:) and شَكْلٌ [likewise] signifies aim, intention, or purpose; syn. قَصْدٌ. (TA.) b6: Also A thing that is suitable to one; or fit, or proper, for one: you say, هٰذَا مِنْ هَوَاىَ وَمِنْ شَكْلِى [This is of what is loved by me and of what is suitable to me]: (K, TA:) and لَيْسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِى [What is suitable to him is not of what is suitable to me]. (TA.) [And hence, app.,] one says, مَاشَكْلِى وَشَكْلُهُ, meaning What is my case and [what is] his, or its, case? because of his, or its, remoteness from me. (T and TA voce أُمٌّ.) b7: And sing. of أَشْكَالٌ (L, K, TA) signifying Discordant affairs and objects of want, concerning things on account of which one imposes upon himself difficulty and for which one is anxious: (Lth, TA:) and dubious, or confused, affairs: (TA:) or discordant, and dubious, or confused, affairs. (K. [In the CK, المُشَكَّلَة is erroneously put for المُشْكِلَة.]) A2: Also A like; syn. مِثْلٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and so ↓ شِكْلٌ: (O, K:) or, as some say, the like of another in nature or constitution: (Msb: [and accord. to Er-Rághib, it seems that the attribute properly denoted by it is congruity between two persons in respect of the way or manner of acting or conduct: but in the passage in which this is expressed in the TA, I find erasures and alterations which render it doubtful:]) pl. أَشْكَالٌ (S, Mgh, O, Msb, K *) and شُكُولٌ [as above]. (S, O, Msb, K. *) One says, هٰذَا شَكْلُ هٰذَا This is the like of this. (Msb.) And فُلَانٌ شَكْلُ فُلَانٍ Such a one is the like of such a one in his several states or conditions [&c.]. (TA.) In the saying in the Kur [xxxviii. 58], وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ, (O, TA,) meaning And other punishment of the like thereof, (Zj, TA,) Mujáhid read ↓ من شِكْلِهِ. (O, TA.) A3: Also sing. of أَشْكَالٌ signifying, (O, K,) accord. to IAar, (O,) Certain ornaments (O, K) consisting of pearls or of silver, (K,) resembling one another, worn as ear-drops by women: (O, K:) or, as some say, the sing. signifies a certain thing which girls, or young women, used to append to their hair, of pearls or of silver. (O.) A4: And A species of plant, (IAar, O, K,) diversified in colour, (K,) yellow and red. (IAar, O, K.) A5: [And The various syllabical signs, or vowel-points

&c., by which the pronunciation of words is indicated and restricted: originally an inf. n., and therefore thus used in a pl. sense.]

A6: See also the next paragraph.

شِكْلٌ: see the next preceding paragraph, latter part, in two places.

A2: Also, as an attribute of a woman, Amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, combined with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; syn. دَلٌّ, (S, O, Msb, K,) and غُنْجٌ, and غَزَلٌ; (K; [in the CK, غَزْل, which is a mistranscription;]) or her غُنْج, and comely or pleasing دَلّ, whereby a woman renders herself comely or pleasing; (TA;) and ↓ شَكْلٌ signifies the same. (K.) One says اِمْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ [A woman having amorous gesture or behaviour; &c.]. (S, O, Msb.) شَكَلٌ, in a sheep or goat, The quality of being white in the شَاكِلَة. (S, O. [See أَشْكَلُ.]) [In this sense, accord. to the TK, an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a ram &c.]. b2: and in an eye, The quality of having what is termed شُكْلَة [q. v.]. (S, O.) [Accord. to the TK, in this sense also an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a thing, as meaning It had a redness in its whiteness.]

شُكْلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: One says also, فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ سُمْرَةٍ [In him, or it, is an admixture of a tawny, or brownish, colour], and شُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ [an admixture of blackness]: (TA:) [or] شُكْلَةٌ signifies redness mixed with whiteness: (Sh, Msb, TA:) in camels, (K, TA,) and in sheep or goats, (TA,) blackness mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour: in the hyena, accord. to IAar, a colour in which are blackness and an ugly yellowness: (TA:) in the eye, a redness in the white: (Mgh:) or, in the eye, i. q. شُهْلَةٌ [q. v.]: (K:) or, accord. to AO, (TA,) the like of a redness in the white of the eye; (S, O, TA;) and such was in the eyes of the Prophet; (O;) but if in the black of the eye, it is termed شُهْلَةٌ: (S, O, TA:) and the like is in the eyes of the [hawks, or falcons, termed] صُقُور and بُزَاة: accord. to some, it is yellowness mixing with the white of the eye, around the black, as in the eye of the hawk (الصَّقْر); but he [i. e. AO] says, I have not heard it used except in relation to redness, not in relation to yellowness. (TA.) فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ means In him, or it, is a little [or a small admixture] of blood. (TA.) شَكِلَةٌ A woman using, or displaying, what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل [meaning amorous gesture or behaviour, &c.], (K, TA,) in a comely, or pleasing, manner. (TA.) شَكْلَآءُ fem. of أَشْكَلُ [q. v.]. (S, O.) A2: Also A want; syn. حَاجَةٌ; and so ↓ أَشْكَلَةٌ, (S, O, K, [both of these words twice mentioned in this sense in the K,]) and ↓ شَوْكَلَآءُ; this last and the second on the authority of IAar; (O;) accord. to Er-Rághib, such as binds, or shackles, (تُقَيِّد,) a man [as though with a شِكَال]. (TA.) One says, ↓ لَنَا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ [&c.] i. e. حَاجَةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; meaning we want a thing of thee]. (S, O.) A3: Also i. q. مُدَاهَنَةٌ. (So in the O and TA. [But whether by this explanation be meant the inf. n., or the fem. pass. part. n., of دَاهَنَ, is not indicated. Words of the measure فَعْلَآءُ having the meaning of an inf. n., like بَغْضَآءُ, are rare.]) شِكَالٌ, of which the pl. is شُكُلٌ, (S, O, Msb, K,) the latter also pronounced شُكْلٌ, (TA,) i. q. عِقَالٌ [A cord, or rope, with which a camel's fore shank and arm are bound together]: (S, O:) [or, accord. to the TA, by عقال is here meant what next follows:] a rope with which the legs of a beast (دَابَّة) are bound: (K:) a bond that is attached upon the fore and hind foot [or feet] of a horse [or the like] and of a camel: (KL:) [hobbles for a horse or the like, having a rope extending from the shackles of the fore feet to those of the hind feet: so accord. to present usage; and so accord. to the TK, in Turkish كوستك: Fei says only,] the شِكَال of the beast (دابّة) is well known; and the pl. is as above. (Msb.) In relation to the [camel's saddle called]

رَحْل, (K, TA,) accord. to As, (S, O, TA,) A string, or cord, that is put [or extended and tied] between the تَصْدِير [or fore girth] and the حَقَب [or hind girth], (S, O, K, TA,) in order that the latter may not become [too] near to the sheath of the penis; also called the زِوَار, on the authority of AA: (S, O, TA:) and [in relation to the saddle called قَتَب,] a bond [in like manner extended and tied, for the same purpose,] between the حَقَب [or hind girth] and the بِطَان [by which is meant the fore girth, answering to the تَصْدِير of the رَحْل]: and a bond [probably meaning the rope men-tioned in the explanation given from the K in the preceding sentence] between the fore leg and the hind leg. (K, TA.) b2: Also, in a horse, (tropical:) The quality of having three legs distinguished by [the whiteness of the lower parts which is termed]

تَحْجِيل, and one leg free therefrom; (S, O, K, TA;) [this whiteness] being likened to the عِقَال termed شِكَال: (S, O:) or having three legs free from تَحْجِيل, and one hind leg distinguished thereby: (S, O, K, * TA: *) accord. to A'Obeyd, it is only in the hind leg; not in the fore leg: (S, O:) or, accord. to AO, (TA,) having the whiteness of the تَحْجِيل in one hind leg and fore leg, on the opposite sides, (Mgh, * TA,) whether the whiteness be little or much: (TA:) [when this is the case, the horse is said to be ذُو شِكَالٍ مِنْ خِلَافٍ: see 3 (last sentence) in art. خلف:] the Prophet disliked what is thus termed in horses. (O.) شَكِيلٌ (tropical:) Foam mixed with blood, appearing upon the bit-mouth, or mouth-piece of the bit. (Z, O, K, TA.) شَاكِلٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also A whiteness between the عِذَار [which see, for it has various meanings,] and the ear. (Ktr, S, O. [See also شَاكِلَةٌ.]) شَوْكَلٌ: see شَوْكَلَةٌ. b2: One says, اِجْعَلِ الأَمْرَ شَوْكَلًا وَاحِدًا, meaning Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) شَاكِلَةٌ: see شَكْلٌ, former half, in two places.

A2: الشَّاكِلَةُ, also, signifies The flank; syn. الخَاصِرَةُ, i. e. الطَّفْطَفَةُ: (S, O:) [or,] in a horse, the skin that is between the side (عُرْض) of the خَاصِرَة and the ثَفِنَة, (K, TA,) which latter means [the stifle-joint, i. e.] the joint of the فَخِذ and سَاق: or as some say, the شَاكِلَتَانِ are the two exterior parts of the طَفْطَفَتَانِ [or two flanks] from the place to which the last of the ribs reaches to the edge of [the hip-bone called] the حَرْقَفَة on each side of the belly. (TA.) One says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ, meaning [He hit] the خَاصِرَة [or flank] of the رميّة [or animal shot at]. (TA.) [Hence,] one says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الصَّوَابِ (tropical:) [He hit the point that he aimed at, of the thing that was right]: and هُوَ يَرْمِى بِرَأْيِهِ الشَّوَاكِلَ (tropical:) [He hits, by his opinion, or judgment, the right points]. (TA.) Ibn-'Abbád says that [the pl.]

شَوَاكِلُ signifies [also] The hind legs; because they are shackled [with the شِكَال]. (O.) b2: Also The part between the ear and the temple. (IAar, K, TA.) b3: And شَوَاكِلُ (which is the pl. of شَاكِلَةٌ, TA) (assumed tropical:) Roads branching off from a main road. (K.) You say طَرِيقٌ ذُو شَوَاكِلَ (assumed tropical:) A road having many roads branching off from it. (O.) b4: And شَاكِلَتَا الطَّرِيقِ means (tropical:) The two sides of the road: you say طَرِيقٌ ظَاهِرُ الشَّوَاكِلِ (tropical:) [A road of which the sides are apparent, or conspicuous]. (TA.) شَوْكَلَةٌ, (so in the O, as on the authority of IAar,) or ↓ شَوْكَلٌ, (so in the K,) thus says EzZejjájee, but Fr says the former, [like IAar,] (TA,) i. q. رَجَّالَةٌ [as meaning The footmen of an army or the like]: (Fr, IAar, Ez-Zejjájee, O, K, TA:) or مَيْمَنَةٌ [meaning the right wing of an army]: or مَيْسَرَةٌ [meaning the left wing thereof]. (Ez-Zejjájee, K, TA.) b2: And i. q. نَاحِيْةٌ [probably as meaning The side, region, quarter, or direction, towards which one goes; like شَاكِلَةٌ, as expl. by Akh and others, in a saying mentioned voce شَكْلٌ]. (IAar, O, K.) A2: Also i. q. عَوْسَجَةٌ [i. e. A tree of the species called عَوْسَج, q. v.]. (IAar, O, K.) شَوْكَلَآءُ: see شَكْلَآءُ, above.

أَشْكَلُ More, and most, like; syn. أَشْبَةُ: so in the saying, هٰذَا أَشْكَلُ بِكَذَا [This is more, or most, like to such a thing]. (S, K. *) b2: Also Of a colour in which whiteness and redness are intermixed; (S, Msb, K;) applied to blood; and, accord. to IDrd, a name for blood, because of the redness and whiteness intermixed therein; (S;) [and] applied to a man; (Msb;) or to anything: (TA:) or in which is whiteness inclining to redness and duskiness: (K:) or it signifies, with the Arabs, [of] two colours intermixed. (TA.) [Hence,] it is applied to water, (K, TA,) as meaning (tropical:) Mixed with blood: (TA: [see an ex. in a verse cited voce حَتَّى:]) pl. شُكْلٌ. (K.) And the fem., شَكْلَآءُ, is applied as an epithet to an eye, (S, K,) meaning Having in it what is termed شُكْلَةٌ, which is the like of a redness in the white thereof; like شُهْلَةٌ in the black: (S:) pl. as above. (K.) A man is said to be أَشْكَلُ العَيْنِ, meaning Having a redness, (Mgh,) or the like of a redness, (O,) in the white of the eye: (Mgh, O:) the Prophet is said to have been أَشْكَلُ العَيْنِ: and it has been expl. as meaning long in the slit of the eye: (K:) but ISd says that this is extraordinary; and MF, that the leading authorities on the trads. consentaneously assert it to be a pure mistake, and inapplicable to the Prophet, even if lexicologically correct. (TA.) b3: Applied to a camel, (K, TA,) and to a sheep or goat, (TA,) of which the blackness is mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour; as though its colour were dubious to thee: (TA:) pl. as above, applied to rams &c., (K, TA,) in this sense. (TA.) b4: Applied to a sheep or goat, White in the شَاكِلَة [or flank]: (S, O:) fem.

شَكْلَآءُ; (S;) applied to a ewe, as meaning white in the شَاكِلَة, (K, TA,) the rest of her being black. (TA.) A2: Also The mountain-species of سِدْر [or lote-tree]; (S, O, K;) described to AHn, by some one or more of the Arabs of the desert, as a sort of trees like the عُنَّاب [or jujube] in its thorns and the crookedness of its branches, but smaller in leaf, and having more branches; very hard, and having a small drupe, (نُبَيْقَة, [dim. of نَبِقَةٌ, n. un. of نَبِقٌ, which means the “ drupes of the سِدْر,”]) which is very acid: the places of its growth are lofty mountains; and bows are made of it [as is shown by an ex. in the S and O]: (TA:) [app. with tenween, having a] n. un. with ة: (S, K:) AHn says that the growth of the اشكل is like [that of] the trees called شِرْيَان [of which likewise bows are made]. (TA.) أَشْكَلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also i. q. لُبْسٌ [meaning (assumed tropical:) Dubiousness, or confusedness]. (K.) A2: See also شَكْلَآءُ, in two places.

A3: Also A single tree of the species called أَشْكَل [q. v.]. (S, K.) مُشْكِلٌ, from أَشْكَلَ in the first of the senses assigned to it above, signifies Entering among [meaning confused with] its likes. (TA.) b2: And [hence, app., or] accord. to Sh, from شُكْلَةٌ meaning “ redness mixed with whiteness,” it signifies (assumed tropical:) Dubious, or confused. (TA.) [Used as a subst.,] it has for its pl. مُشْكِلَاتٌ [and مَشَاكِلُ also: for] one says, هُوَ يَفُكُّ المَشَاكِلَ, meaning (assumed tropical:) [He solves] the things, or affairs, that are dubious, or confused. (TA.) b3: مشكل [app. مُشْكِلٌ], applied to a horse, means Having a whiteness in his flanks. (AA, TA in art. دعم.) مُشَكَّلٌ Endowed with a goodly aspect, or appearance, and form. (TA.) مَشْكُولٌ A horse bound, or shackled, with the شِكَال [q. v.]. (O, TA.) b2: And (tropical:) A horse distinguished by the whiteness in the lower parts of certain of the legs which is denoted by the term شِكَالٌ [q. v.]: (S, Mgh, * O, TA:) such was disliked by the Prophet. (S.) [See also مُحَجَّلٌ.]

b3: And (tropical:) A writing restricted [in its meaning or pronunciation] with the signs of the desinential syntax [and the other syllabical signs and the diacritical points]. (AHát, TA.)
شكل: {من شكله}: مثله. {شاكلته}: ناحيته وطريقته.

وجد

وجد: الوَجْدُ: من الحُزْنِ. والمَوْجِدَةُ: من الغَضَبِ. وتَوَجَّدْتُ عليه: من الوَجْدِ. وتَوَجَّدَ أمْرَ كذا: أي شَكاه. ووَجَدْتُ عليه أجِدُ وأجُدُ وَجْداً. والوَجْدُ: الوِجْدَانُ. ومن المَقْدُرَةِ: وَجْدٌ ووُجْدٌ ووِجْدٌ وجِدَةٌ. والجِدَةُ: من قَوْلكَ وَجَدْتُ الشَّيْءَ: أي أصَبْتَه. ووَجَدَ الشَّيْءَ يَجِدُه ويَجُدُه بضَمِّ الجِيم وكَسْرِها. وكذلك من المَوْجِدَةِ. ووَجَدْتُ الضّالَّةَ أجدُها وأجِدُها وِجْدَاناً. وقد وَجِدَ بِكَسْرِ الجِيم، والأكْثَرُ: وَجَدَ. ويقولونَ: لَمْ أجِدْ من ذلك بُدّاً. ووَجَدَ الشِّيْءَ، واتَّجَدَه يَيَّجِدُه. والواجِدُ: الغَنِيُّ. والحَمْدُ للهِ الي أوْجَدَني بَعْدَ فَقْرٍ: أي أغْنَاني، وآجَدَني. والوِجْدُ بِكَسْرِ الواوِ: لُغَةٌ في الوُجْدِ، وقُرِىء: " مِنْ وِجْدِكم " والوِجَادُ: مَنَاقِعُ الماءِ، الواحدُ وَجْدٌ. والوَجِيْدُ: ما اسْتَوى من الأرْضِ، وجَمْعُه وُجْدَانٌ.
الوجد: ما يصادف القلب ويرد عليه بلا تكلف وتصنع، وقيل: هو بروقٌ تلمع، ثم تخمد سريعًا.
(وجد) - قوله تعالى: {مِنْ وُجْدِكُمْ}
: أي مِمَّا تَجدون في غِناكم ومَالِكم.
- في الحديث: "لم يَجِدِ الصَّائمُ على المُفْطِر"
: أي لم يَغضَبْ، من المَوجِدَةِ.
(وجد)
فلَان (يجد) وجدا حزن وَعَلِيهِ موجدة غضب وَبِه وجدا أحبه وَفُلَان وجدا وَجدّة صَار ذَا مَال ومطلوبه وجدا ووجدا وَجدّة ووجودا ووجدانا أدْركهُ وَيُقَال وجد الضَّالة وَالشَّيْء كَذَا علمه إِيَّاه يُقَال وجدت الْحلم نَافِعًا

(وجد) الشَّيْء من عدم وجودا خلاف عدم فَهُوَ مَوْجُود
و ج د

وجد الشّيء وجوداً خلاف عدم، ووجدت الضّالّة، وأوجدنيه الله. وهو واجدٌ بفلانة وعلى فلانة ومتوجّد، ووجد بها وتوجذد، وله بها وجدٌ وهو المحبّة. وتواجد فلان: أرى من نفسه الوجد. ووجد عليه موجدةً: غضب عليه، وهو واجد على صاحبه. وهو غنيٌّ واجد، وقد وجد وجداً وجدةً، وأوجده الله: أغناه. ووجدت زيداً ذا الحفاظ: علمته. قال:

إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل

إن لم يعلم على من يتّكل " ووجدك عائلاً فأغنى ".
و ج د: (وَجَدَ) مَطْلُوبُهُ يَجِدُهُ بِالْكَسْرِ (وُجُودًا) وَيَجُدُ بِالضَّمِّ لُغَةٌ عَامِرِيَّةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي بَابِ الْمِثَالِ. وَ (وَجَدَ) ضَالَّتَهُ (وِجْدَانًا) وَ (وَجَدَ) عَلَيْهِ فِي الْغَضَبِ (مَوْجِدَةً) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (وِجْدَانًا) أَيْضًا بِكَسْرِ الْوَاوِ. وَ (وَجَدَ) فِي الْحُزْنِ (وَجْدًا) بِالْفَتْحِ. وَ (وَجَدَ) فِي الْمَالِ (وُجْدًا) بِضَمِّ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا، (وَجِدَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ أَيِ اسْتَغْنَى. وَ (أَوْجَدَهُ) اللَّهُ مَطْلُوبَهُ أَظْفَرَهُ بِهِ. وَأَوْجَدَهُ أَغْنَاهُ. 
[وجد] وَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ وُجوداً، ويجده أيضا بالضم، لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال. قال لبيد وهو عامري: لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة * تدع الصوادى لا يجدن غليلا - ووَجَدَ ضالَّته وِجْداناً. وَوَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً، ووِجْداناً أيضاً، حكاها بعضهم. وأنشد : كِلانا رَدَّ صاحِبَهُ بغَيْظٍ * على حَنَقٍ ووِجْدانٍ شَديدِ - ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح، ووَجَدَ في المال وُجْداً ووِجْداً وجِدَةً، أي استغنى. وأوْجَدَه الله مطلوبهُ، أي أظفره به. وأوْجَدَهُ، أي أغناه. يقال: الحمد لله الذى أوجدني بعد فقر، وآجدني بعد ضعفٍ، أي قوَّاني. ووُجِدَ الشئ عن عدم فهو موجود، مثل حم فهو محموم. وأوجده الله، ولا يقال وجده، كمالا يقال حمه. وتوجدت لفلان، أي حزنت له.
و ج د : وَجَدْتُهُ أَجِدُهُ وِجْدَانًا بِالْكَسْرِ وَوُجُودًا وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي عَامِرٍ يَجِدُهُ بِالضَّمِّ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي بَابِ الْمِثَالِ وَوَجْهُ سُقُوطِ الْوَاوِ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ وُقُوعُهَا فِي الْأَصْلِ بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ ثُمَّ ضُمَّتْ الْجِيمُ بَعْدَ سُقُوطِ الْوَاوِ مِنْ غَيْرِ إعَادَتِهَا لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِالْعَارِضِ وَوَجَدْتُ الضَّالَّةَ أَجِدُهَا وِجْدَانًا أَيْضًا وَوَجَدْتُ فِي الْمَالِ وُجْدًا بِالضَّمِّ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ وَجِدَةً أَيْضًا.

وَأَنَا وَاجِدٌ لِلشَّيْءِ قَادِرٌ عَلَيْهِ وَهُوَ مَوْجُودٌ مَقْدُورٌ عَلَيْهِ.

وَوَجَدْتُ عَلَيْهِ مَوْجِدَةً غَضِبْتُ وَوَجَدْتُ بِهِ فِي الْحُزْنِ وَجْدًا بِالْفَتْحِ.

وَالْوُجُودُ خِلَافُ الْعَدَمِ وَأَوْجَدَ اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ الْعَدَمِ فَوُجِدَ فَهُوَ مَوْجُودٌ مِنْ النَّوَادِرِ مِثْلُ أَجَنَّهُ اللَّهُ فَجُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ. 

وجد


وَجَدَ
a. [ يَجِدُ] (n. ac.
جِدَة [] وُجْد
وُجُوْد
وِجْدَاْن
إِجْدَان [
وِجْدَاْن]), Found; met with, came upon; perceived.
b.(n. ac. وَجْد
وِجْد
وِجْدَة
وُجْد), Had enough, plenty of.
c.(n. ac. وَجْد
وِجْدَة
مَوْجِدَة
وِجْدَاْن) ['Ala], Became angry with.
d.(n. ac. وَجْد) [Bi], Was in love with.
e.(n. ac. وُجُوْد) [pass.], Was found; was at hand; existed, was; was created.
f. see infra.

وَجِدَ(n. ac. وَجَد)
a. [Bi], Grieved for.
أَوْجَدَa. Brought into existence, created, made;
produced.
b. Made to find; procured for.
c. Enriched.
d. Strengthened, invigorated.
e. [acc. & 'Ala], Compelled, drove to.
f. [ coll. ], Invented, devised;
imagined.
تَوَجَّدَa. Complained of.
b. [La]
see (وَجِدَ).
c. see I (d)
تَوَاْجَدَa. Grieved.

إِنْوَجَدَ
a. [ coll. ], Was found; met.

وَجْد
(pl.
وُجُوْد)
a. Emotion, feeling; passion; rapture, ecstasy.
b. Riches.
c. (pl.
وِجَاْد), Pond.
وِجْد
وِجْدَة
وُجْدa. see 1 (b)
وَجِيْد
(pl.
وُجْدَاْن)
a. Level ground.

وُجُوْدa. Existence, being.
b. Invention, discovery.

وُجُوْدِيَّةa. Existence; individuality, personality.

وِجْدَاْنa. see 1 (a)
N. P.
وَجڤدَa. Found.
b. Existing, extant.

وِجْدَانِيَّات
a. Perceptions.

المَوْجُوْدَات
a. Existing things.

غَابَ عَن الوُجُوْد
a. [ coll. ], He lost
consciousness.
وجد
الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواسّ الخمس. نحو: وَجَدْتُ زيدا، ووَجَدْتُ طعمه.
ووجدت صوته، ووجدت خشونته. ووجود بقوّة الشّهوة نحو: وَجَدْتُ الشّبع. ووجود بقوّة الغضب كوجود الحزن والسّخط. ووجود بالعقل، أو بواسطة العقل كمعرفة الله تعالى، ومعرفة النّبوّة، وما ينسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرّد، إذ كان الله منزّها عن الوصف بالجوارح والآلات. نحو: وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ [الأعراف/ 102] . وكذلك المعدوم يقال على هذه الأوجه. فأمّا وجود الله تعالى للأشياء فبوجه أعلى من كلّ هذا. ويعبّر عن التّمكّن من الشيء بالوجود. نحو: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التوبة/ 5] ، أي:
حيث رأيتموهم، وقوله تعالى: فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ [القصص/ 15] أي: تمكّن منهما، وكانا يقتتلان، وقوله: وَجَدْتُ امْرَأَةً إلى قوله: يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ [النمل/ 23- 24] فوجود بالبصر والبصيرة، فقد كان منه مشاهدة بالبصر، واعتبار لحالها بالبصيرة، ولولا ذلك لم يكن له أن يحكم بقوله: وَجَدْتُها وَقَوْمَها الآية، وقوله: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً
[النساء/ 43] ، فمعناه: فلم تقدروا على الماء، وقوله: مِنْ وُجْدِكُمْ
[الطلاق/ 6] ، أي:
تمكّنكم وقدر غناكم وقد يعبّر عن الغنى بالوجدان والجدة، وقد حكي فيه الوَجْد والوِجْد والوُجْد ، ويعبّر عن الحزن والحبّ بالوَجْد، وعن الغضب بالمَوْجِدَة، وعن الضالّة بالوُجُود.
وقال بعضهم: الموجودات ثلاثة أضرب: موجود لا مبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا الباري تعالى، وموجود له مبدأ ومنتهى كالنّاس في النّشأة الأولى، وكالجواهر الدّنيويّة، وموجود له مبدأ، وليس له منتهى، كالنّاس في النّشأة الآخرة.
[وجد] نه: فيه "الواجد" تعالى، هو الغني الذي لايفتقر، وجد يجد جدة أي استغنى غنى لا فقر بعده. ومنه: لي "الواجد" يحل عقوبته، أي القادر على قضاء دينه. وفيه: إني سائلك فلا "تجد" عليّ، أي لا تغصب من سؤالي، من وجد عليه وجدا وموجدة. ك: تجد- بالجزم نهيا. نه: ومنه: "لم يجد" الصائم على المفطر. وفي ح اللقطة: أيها الناشد! غيرك "الواجد"، من وجد ضالته وجدانا- إذا رأها ولقيها. ن: "لا يجد" من يقبلها لكثرة الأموال بظهور كنز الأرض، وذا بعد هلاك يأجوج وقلة الناس وقلة أمالهم لقرب الساعة. بي: وهل يسقط الزكاة فيه قولان. ن: "تجدونه" في صدوركم، فلا عتب عليهم لأنه بغير كسب فلا يمنعكم الطيرة عن أمر توجهتم إليه فإنه مقدوركم. وح: إنه "يجد" الشيء في الصلاة، أي يجد خروج الحدث منه. وح: إن "وجدتم" غير أنيتهم فلا تأكلوا فيها، لأنهم يطبخون فيها الخمر والخنزير فاستقذرت وإن طهرت بالغسل. نه: وفيه: وما بطنها بوالد ولا زوجها "بواجد"، أي أنه لا يحبها، من وجدت بها وجدا - إذا أحببتها حبًا شديدًا. ومنه: فمن "وجد" منكم بماله شيئًا فليبعه، أي أحبه واغتبط به. ن: ومنه: من شدة "وجد" أمه، ويطلق على الحزن والحب، والحزن أظهر، وروي: من شدة موجدته. ك: "وجدت" في كتابي - أي ما حفظته هو الذي رويته - لكن ما وجدته في كتابي، هو بخيار- منكرًا، وفي بعضها بإضافته إلى ثلاث مرات، وفي بعضها: يختار - بلفظ الفعل، فحينئذ يحتمل أن يكون ثلاثا ًمتعلقًا بيختار، قوله: فإن صدقا، يحتمل أن يكون من المحفوظ ومن المكتوب. وح: ما "تجدون" في كتابكم؟ لم يكن

وجد: وجَد مطلوبه والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً، بالضم، لغة

عامرية لا نظير لها في باب المثال؛ قال لبيد وهو عامريّ:

لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ،

تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا

بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً

قَِضَّ الأَباطِحِ، لا يَزالُ ظَلِيلا

قال ابن بريّ: الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم. وقوله: نَقَعَ الفؤادُ

أَي روِيَ. يقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً فيهما،

والماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوي. والصَّادِي: العطشان. والغليل: حَرُّ

العطش. والرَّضَفُ: الحجارة المرضوفةُ. والقِلاتُ: جمع قَلْت، وهو نقرة في

الجبل يُستَنْقَعُ فيها ماء السماء. وقوله: قَِضّ الأَباطِحِ، يريد أَنها

أَرض حَصِبةٌ وذلك أَعذب للماء وأَصفى.

قال سيبويه: وقد قال ناس من العرب: وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حذفوها من

يَوْجُد؛ قال: وهذا لا يكادُ يوجَدُ في الكلام، والمصدر وَجْداً وجِدَةً

ووُجْداً ووجُوداً ووِجْداناً وإِجْداناً؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:وآخَر مُلْتاث، تَجُرُّ كِساءَه،

نَفَى عنه إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا

قال: وهذا يدل على بَدَل الهمزة من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ في

وِلْدَة.

وأَوجَده إِياه: جَعَلَه يَجِدُه؛ عن اللحياني؛ ووَجَدْتَني فَعَلْتُ

كذا وكذا، ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً ووُجْداً وجِدةً.

التهذيب: يقال وجَدْتُ في المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْداناً وجِدَةً

أَي صِرْتُ ذا مال؛ ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً. قال: وقد يستعمل

الوِجْدانُ في الوُجْد؛ ومنه قول العرب: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ

الأَفِين. وفي حديث اللقطة: أَيها الناشدُ، غيرُك الواجِدُ؛ مِن وَجَدَ

الضَّالّة يَجِدُها. وأَوجده الله مطلوبَه أَي أَظفره به.

والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ: اليسار والسَّعةُ. وفي التنزيل العزيز:

أَسكِنُوهُنَّ من حيثُ سكَنْتم من وَجْدِكم؛ وقد قرئ بالثلاث، أَي من

سَعَتكم وما ملكتم، وقال بعضهم: من مساكنكم.

والواجِدُ: الغنِيُّ؛ قال الشاعر:

الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد

وأَوجَده الله أَي أَغناه. وفي أَسماء الله عز وجل: الواجدُ، هو الغني

الذي لا يفتقر. وقد وجَدَ تَجِدُ جِدة أَي استغنى غنًى لا فقر بعده. وفي

الحديث: لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه أَي القادرِ على قضاء

دينه. وقال: الحمد لله الذي أَوْجَدَني بعد فقر أَي أَغناني، وآجَدَني

بعد ضعف أَي قوّاني. وهذا من وَجْدِي أَي قُدْرتي. وتقول: وجَدْت في الغِنى

واليسار وجْداً ووِجْداناً

(* قوله «وجداً ووجداناً» واو وجداً مثلثة،

أفاده القاموس.) وقال أَبو عبيد: الواجدُ الذي يَجِدُ ما يقضي به دينه.

ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم، فهو موجود، مثل حُمّ فهو محموم؛ وأَوجَدَه الله

ولا يقال وجَدَه، كما لا يقال حَمّه.

ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً

ووِجْداناً: غضب. وفي حديث الإِيمان: إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لا

تَغْضَبْ من سؤالي؛ ومنه الحديث: لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر، وقد تكرَّرَ

ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ:

كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ

وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ

فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ

عليه، ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها. ووَجَدَ به

وَجْداً: في الحُبِّ لا غير، وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْداً شديداً إِذا كان

يَهْواها ويُحِبُّها حُبّاً شديداً. وفي الحديث، حديث ابن عُمر وعُيينة بن

حِصْن: والله ما بطنها بوالد ولا زوجها بواجد أَي أَنه لا يحبها؛ وقالت

شاعرة من العرب وكان تزوجها رجل من غير بلدها فَعُنِّنَ عنها:

مَنْ يُهْدِ لي مِن ماءٍ بَقْعاءَ شَرْبةً،

فإِنَّ له مِنْ ماءِ لِينةَ أَرْبعَا

لقد زادَني وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّني

وَجَدْتُ مَطايانا بِلِينةَ ظُلَّعا

فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بالرَّمْلِ أَنني

بَكَيْتُ، فلم أَترُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعا؟

تقول: من أَهدى لي شربة من ماءِ بَقْعاءَ على ما هو من مَرارة الطعم

فإِن له من ماءِ لِينةَ على ما هو به من العُذوبةِ أَربعَ شربات، لأَن بقعاء

حبيبة إِليَّ إِذ هي بلدي ومَوْلِدِي، ولِينةُ بَغِيضَةٌ إِليّ لأَن

الذي تزوجني من أَهلها غير مأْمون عليّ؛ وإِنما تلك كناية عن تشكيها لهذا

الرجل حين عُنِّنَ عنها؛ وقولها: لقد زادني حبّاً لبلدتي بقعاء هذه أَن هذا

الرجل الذي تزوجني من أَهل لينة عنن عني فكان كالمطية الظالعة لا تحمل

صاحبها؛ وقولها: فمن مبلغ تربيّ

(البيت) تقول: هل من رجل يبلغ صاحِبَتَيَّ بالرمل أَن بعلي ضعف عني

وعنن، فأَوحشني ذلك إِلى أَن بكيت حتى قَرِحَتْ أَجفاني فزالت المدامع ولم

يزل ذلك الجفن الدامع؛ قال ابن سيده: وهذه الأَبيات قرأْتها على أَبي

العلاء صاعد بن الحسن في الكتاب الموسوم بالفصوص. ووجَد الرجلُ في الحزْن

وَجْداً، بالفتح، ووَجِد؛ كلاهما عن اللحياني: حَزِنَ. وقد وَجَدْتُ فلاناً

فأَنا أَجِدُ وَجْداً، وذلك في الحزن.

وتَوَجَّدْتُ لفلان أَي حَزِنْتُ له. أَبو سعيد: تَوَجَّد فلان أَمر كذا

إِذا شكاه، وهم لا يَتَوَجَّدُون سهر ليلهم ولا يَشْكون ما مسهم من

مشقته.

وجد:
لو وجدَ: لو استطاع ذلك (البربرية 519:2): دسَّ له إن أهل الدولة مضطربون على سلطانهم ومستبدلون به لو وجدوا (المقري 248:2): وقد كان يغوص في الأرض لو وجد لشدّة ما حل به عما سمع ورأى بحذف بلاغي تقديره لو وجد إلى ذلك سبيلاً.
وجد: عانى، قاسى (شراً)، وعلى سبيل المثال وجد غماً (بقطر) وجد ألماً (الكامل 13:218، النويري أسبانيا 459: وجد في نفسه غماً شديداً (دي ساسي كرست 139:1)
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما نجد
(بدرون 9:291): وجد حرارة ففصد بمبضع مسموم فمات. وفي (الحُلل 7): فشكوا إليه ما يجدونه من ذلك (كليلة ودمنة 3:254): فلما سمع الملك ذلك سرّى عنه ما كان يجده في الغم. وكذلك في (10:252): وكلميه بما تعلمين أنه تطيب به نفسه ويُذُهب الذي يجده، أي يزول ما يعانيه من غم وهي عبارة لم يفهمها (فريتاج). وعليه ينبغي أن تحذف ما ورد في عدد 6.
وجِد حاله: وجد نفسه، شعر أو أحس أنه في وضع معين (بقطر).
كيف تجدّك: كيف حالك؟ (معجم البلاذري).
وجد في: تكمن من، تألف، اشتمل على، ارتكز consisteren ( همبرت 93).
يجد تصحيف يوجد: عند (المقدسي في معجم الجغرافيا).
وجّد: حضر، هيأ (همبرت 2 - الجزائر - هلو).
أوجد: ابتكر (بقطر) inventer.
تواجد: زاح (ابن بطوطة 158:3) se
Lamenter ( كان يعظ المؤمنين في أيام الجمع وكان جمع غفير منهم يطلب الغفران أمامه حالقين رؤوسهم وهو يتواجدون). وفي (ابن طفيل 4:181): فشرع أسأل (اسم شخص) في الصلاة والقراءة والدعاء والبكاء والتضرع والتواجد.
تواجد: ندم على ذنوبه، تاب إلى الله، انسحق قلبه se repentir ( الترجمة العربية لأسفار موسى الخمسة السامرية 6:6 سِفْر التكوين): وتواجد الله لما صنع الناس في الأرض (7).
تواجد: كان في نشوة الافتتان والذهول
(ديوان ابن الفارض) (جي. جي شولتز): وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه جمالاً ونوراً.
أنوجد: التقي، وجد نفسه setrouver، وجد نفسه في ذلك المكان أو كان فيه (بقطر).
وجْد: نشوة العشق الإلهي في أعلى حالات تدفق مشاعر الحب. ذكر (بربروجر 278) هذه الكلمة وجمعها على مواجد. ووردت أيضاً عند (دي سلان المقدمة 84:1، ملاحظات ومقتطفات 366:12، 377، المقدمة 6:171 و 164:2). هنا جمعت على مواجيد (المقري 571:1).
وجد على والجمع مواجد: إن هذا الجمع يستعمل، أيضاً، في حالات الغضب (مع حرف الجر على) (البربرية 2:555:2): وقد ذهب مواجد السلطان بالأندلس عليهم وصار إلى جميل رأيه فيهم إذ هكذا ينبغي أن تقرأ هذه الجملة (مع طبعة بولاق) بدلاً من مواجة!. حطّ وجده في: زاد النيران اشتعالاً، شرع، في القضية، بحرارة، اهتم بفلان جداً (بقطر).
وحدة: أنظر وحدة بالحاء عند (بقطر).
وحدات: ميكال للحنطة يستخدم في مدينة وحدة في أفريقيا (البكري 5:87): ومدُ وجدة يسمى بالوجدات.
وجدان: في (محيط المحيط): (مصدر وعند الصوفية مصادفة الحق تعالى). وفي (المقدمة 177:1 و185:12 و70:111): نشوة، ذهول، شطح، إعجاب شديد.
وجدان: في (محيط المحيط): (وفي اصطلاح غيرهم فالمشهور انه النفس وقواها الباطنية). أنظر (المقدمة 9:370:2): إناء نشهد في أنفسنا بالوجدان الصحيح وجود ثلاثة عوالم. وقد ترجمها (دي سلان ب: اعتقاد conviction) .
وجود: الوجود خلاف العدم (عبد الواحد 8:212).
وجود: الذي هو موجود (الملابس 4:282).
وجود: طبيعة الأشياء (البربرية 8:1 و 14:1).
وجود: إجراء، إنجاز realization ( دي ساسي دبلوماسية 486:9): المصالح التي يعم نفعها ويحسن في الوجود وقعها.
وجود: أنظر (المقري 571:1 لمعرفة معنى كلمة وجود عند الصوفية في التعريفات).
في (فوك) ورد ذكر أُنيّة = esse اللاتينية (أنظرها في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم في كلمة إنْ).
وجود: غاب عن الوجود: أنظر كلمة غيب في الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم.
خطر في وجودي السفر: عنّ لي أو عرض لي أن أبادر إلى السفر (ألف ليلة. برسل 6:4).
وجود: ثروة، غنى، يُسر opulence ( رياض النفوس 78) (أعتقد انه كان قادراً على إطعام القديس لأنه كان له وجود).
استاد الوجود: مدرس جليل القدير وهو وصف يصف به الأتراك مَنْ كان بهذه المرتبة ويقولون صاحب وجود أيضاً (مرسفيج 1:6 و17، عدد 39)، أي شخص له مقام عال.
وجادة: في (محيط المحيط): (والوجادة عند المحدثين أن نجد أحاديث بخط يعرف كاتبه. يقال هذا حين يقرأ أحد الناس مجموعة من الأحاديث كتبها طبيب. إلا أن محتواها لم
ينقل شفاهاً ولا (بالإجازة) ( ijâza) . في هذه الحالة ينبغي أن لا يقال أخبرنا بل وجدتُ أو قرأتُ. (إضافات على المقري 2:834:1) (لوحظ أن حرف العلة في الكلمة الأولى، أي وجادة، قد وردت بالفتح في -محيط المحيط- خلافاً لسبرنجر). إن هذه الكلمة ترد أيضاً في أمر آخر غير الأحاديث؛ وبناءً على ذلك فأن معنى أنشد من وجادة يتعلق، بالشعر، الغزلي خاصة، في مواضع مرت على الرواة في أوقات متفرقة لا يتذكرون زمنها أو مواضعها أو عناوينها أو في مجاميع لم تعد في حوزتهم (المقري 281:3 و7:322).
واحد. أنا للشيء واحد أي قادر عليه (محيط المحيط).
واجد: في الحديث عن الخالق تعالى يقال: عالمٌ علماً مجرداً (القاموس التركي).
واجد: مستعدّ (بقطر باربييه) (هلو).
أوجد: أكثر تواتراً، أكثر تردداً (ابن العوام 3:45:1).
أوجد: غنيٌّ جداً (ابن جبير 2:228، البربرية: 289:2).
إيجاد والجمع إيجادات: اكتشافات، مبتكرات (بقطر).
موجدة: occasion فرصة، باعث، دافع.
موجود: نستعمل في مواضع شبيهة بقولنا وكان الحرّ موجوداً أي كان الجو حاراً (ابن إياس 343) فإن الغلاء كان موجوداً أي كان هناك ارتفاع في الأسعار (أنظر 385).
موجود: متناول اليد، كان تحت اليد، كان قريب المأخذ (فريتاج كرست 8:64): واعلمي يا بنيّة إن الكحل هو الحسن الموجود، والماء هو أطيب الطيب المفقود.
موجود: نعت للخالق (ألف ليلة 14:67:2): الكائن الدائم.
موجودات الله: الكائنات التي خلقها (ابن الخطيب 32): وفي موجودات الله تُعلى عِبَرّ وأغربها عالم الإنسان لما جُبلوا عليه من الأهواء المختلفة .. الخ.
مَوجودهُ: ما يملكه، أمواله (أماري 7:347، البربرية 10:545:1) (مملوك 8:44:1:1): (موجودات المفلس: عند التجار ما بقي له من العقار والنقود والذمم) (م. المحيط).
مواجِد ومواجيد: أنظر وجدّ.

وجد

1 وَجَدَهُ, aor. ـِ and يَجُدُ, (S, L, Msb, K,) the latter of the dial. of the tribe of 'Ámir (S, L, Msb) Ibn-Saasa'ah, (MF,) and without a parallel (S, L, Msb, K) in verbs of this class, (S, L, Msb,) the و in it being dropped because it falls out in the original form of the aor. , (Msb,) both of which forms are said by several authors to apply to the verb in all its significations, though F seems to restrict the latter to two significations, (TA,) inf. n. وُجُودٌ (S, L, Msb, K) and وِجْدَان (L, Msb, K,) and إِجْدَانٌ, (IAar, L, K,) in which the و is changed into ء, (L,) and وَجْدٌ and وُجْدٌ and جِدَةٌ; (L, K;) and وَجِدَهُ, aor. ـِ (K;) but this form of the verb is not found in the lexicons, [the K only accepted,] (MF,) in the sense here assigned to it; (TA;) He found it; lighted on it; attained it; obtained it by searching or seeking; discovered it; perceived it; saw it; experienced it, or became sensible of it; (F, in the K and in the Basáïr, on the authority of Abu-l-Kásim El-Isbahánee;) namely, a thing sought, sought for or after, or desired; (S, L, K;) and simply a thing. (L.) وُجُود is of several kinds. It is The finding, &c., by means of any one of the five senses: as when one says وَجَدْتُ زَيْدًا [I found, &c., Zeyd]: and وَجَدَتُ طَعْمَهُ, and رَائِحَتَهُ, and صَوْتَهُ, and خُشُونَتَهُ, [I found, or perceived, &c., its taste, and its odour, and its sound, and its roughness]. Also, The finding, &c., by means of the faculty of appetite, [or rather of sensation, which is the cause of appetite:] as when one says وَجَدْتُ الشِّبَعَ [I found, experienced, or became sensible of, satiety]. Also, The finding, &c., by the intellect, or by means of the intellect: of which kind is one's knowing God: and here it should be observed, that وجود attributed to God is simple knowledge: (Abu-l-Kásim El-Isbahánee, cited in the Basáïr:) وَجَدَ اللّٰهُ, wherever it occurs, means God knew. (Er-Rághib, Z, &c.) i. e., in the Kurn. (TA.) b2: وَجَدَ [He found, in the sense of] he knew [by experience]. (A, TA, &c.) [In this sense, it is a verb of the kind called أَفْعَالُ القُلُوبِ; having two objective complements; the first of which is called its noun, and the second its predicate.] Ex. وَجَدْتُ زَيْدًا ذَا الحِفَاظِ I [found, or] knew Zeyd to possess the quality of defending those things which should be sacred, or inviolable. (A.) Used in this sense, as doubly trans., its inf. n. is وَجْدَانٌ (Akh) and وُجُودٌ. (Seer.) It is also used as singly trans., as syn. with عَلِمَ. (TA.) b3: When وَجَدَ signifies he found, or lighted on, a thing after it had gone away, its inf. n. is وِجْدَانٌ. (IKtt.) b4: وَجَدَ الضَّالَّةَ, (S, A, Msb,) aor. ـِ (Msb) and يَجُدُ, (MF,) inf. n. وَجْدَانٌ (S, Msb) and لَمْ أَجِدْ مِنْ ذٰلِكَ بُدًّا (Msb) [He found the stray beast]. b5: لَمْ أَجِدْ مِنْ ذٰلِكَ بُدًّا, for which one also says لَمْ اجدِ, I found no means of avoiding, or escaping, that. (Kz, TA.) b6: وَجَدَ, (L,) and وَجَدَ فِى المَالِ, (Fs, T, S, L, Msb,) and وَجَدَ المَالَ وَغَيَرَهُ, (Lh, M, K,) aor. ـِ (Lh, M, L, K,) inf. n. وُجْد and وِجد and وَجْدٌ- and جِدَهٌ (Lh, T, S, M, K) and وِجْدَانٌ (T, L) an[id وُجُودٌ, (Yz,) He became possessed of wealth, or property: (T:) or he was, or became, rich; possessed of competence, or sufficiency; in no need; without wants, or with few wants; (S, M, L, K;) so as not to be poor afterwards: (L:) and he gained, acquired, or earned wealth. (Exps. of the Fs.) Hence the saying of the Arabs, وِجْدَانُ الرَّقِينِ يُغَطِّى أَفَنَ الأَفِينِ [The possession of money hides the weakness of judgment of the weak in judgment]. (T, L.) A2: وَجَدَ عَلَيْهِ, (S, L, K, &c.) aor. ـِ (Fs, M, L, K) and يَجُدُ; (M, L, K;) and وَجِدَ, as heard by Fr from certain of the Arabs; (Kzz;) inf. n. مَوْجِدَةٌ, (Fs, S, A, L, Msb, K,) by some pronounced مَوْجَدَةٌ, (Fr,) and وَجْدٌ and جِدَةٌ (L, K) and وِجْدَانٌ (Lh, S, M, L) and وُجُودٌ (Fr, Kzz) He was angry with him: (Fs, S, A, L, Msb, K) or he was angry with him with the anger that proceeds from a friend. (TA, voce عَتْبٌ.) A3: وَجَدَ بِهِ, (aor. ـِ L,) inf. n. وَجْدٌ, He loved him. (L, K.) وَجَدَ بِهَا, (A, L,) and ↓ توّجد, (A,) He loved her; (A, L;) he loved her passionately or fondly. (L.) لَهُ بِهَا وَجْدٌ He has a love [or passionate or fond love] for her. (A.) A4: وَجَدَ, [aor. ـِ ('Eyn, Fs, S, L, Msb, &c.,) and وَجِدَ, [aor. ـْ (El-Hejeree, M, K,) the latter the only form mentioned in the K, but the former is the only form generally known, (MF, TA,) and وَجُدَ, (Lh, M, L,) inf. n. وَجْدٌ, (S, L, Msb, K, &c.,) He grieved; mourned; sorrowed. (S, L, Msb, K, &c.) You say, وَجَدْتُ بِهِ, (Msb,) and لَهُ ↓ توجّدت, (S, L,) I grieved, mourned, or sorrowed, for such a one. (S, L, Msb.) Ibn-Hishám El-Lakhmee says, that in this sense وجد is not transitive: (MF:) [i. e., without a prep.].

A5: وُجِدَ, (inf. n. وُجُودٌ, A, Msb,) It existed; it became existent (A, Msb) from a state of nonexistence. (S, L, K.) 4 اوجدهُ إِيَّاهُ He (God, S, A, L) made him to find, attain, or obtain, it; (Lh, S, A, L, K;) namely, the thing that he sought, sought for or after, or desired; (S, L, K;) or a stray beast. (A.) b2: اوجدهُ He (God, S, &c.) enriched him; made him to be possessed of wealth or property; to be possessed of competence or sufficiency; to be in no need, or without wants, or with few wants. (S, A, L, K.) Ex. الحَمْدُ لِلّٰهِ الِّذِى

أَوْجَدَنِى بَعْدَ فَقْرٍ وَآجَدَنِى بَعْدَ ضَعْفٍ Praise be to God who enriched me after poverty and strengthened me after weakness. (S, L.) b3: He strengthened him after weakness; like آجَدَهُ. (K.) [But see what immediately precedes.]

A2: اوجدهُ, (inf. n. إِيجَادٌ, TA,) He (God) made it; meaning, created it; originated it; caused it to be or exist, or to come to pass; brought it into existence (S, L, Msb, K) from a state of nonexistence, (Msb,) not after the similitude of anything preëxisting. (TA.) وَجَدَهُ in this sense is not allowable. (S, L, K.) 5 توجّدهُ He complained of it; namely, sleeplessness by night, (L, K,) &c., (K,) or a particular affair. (L.) A2: See 1, in two places.6 تواجد He feigned, or made a show of, love [or passionate love]. (A.) وَجْدٌ and جِدَةٌ: see وُجْدٌ; and see 1.

وُجْدٌ and ↓ وِجْدٌ and ↓ وَجْدٌ [and ↓ جِدَةٌ &c., see 1,] (the first of which is the most chaste, IKh, MF) Richness, or competence, or sufficiency; state of being in no need, or of having no wants, or few wants: (M, L, K:) ability; capacity; power. (M, L.) b2: هٰذَا مِنْ وُجْدِى This is a result of my power, or ability. (L.) وَاجِدٌ, act. part. n of 1, Finding; or a finder; &c. (L.) b2: Rich; possessing competence, or sufficiency; in no need; without wants, or with few wants; (L;) solvent; one who finds that wherewith to pay what he owes. (A 'Obeyd, L.) Ex. لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ The solvent man's putting off the payment of his debt with promises repeated time after time makes his punishment allowable. (L, from a trad. See Mgh art. لوى.) الوَاجِدُ, as an epithet applied to God, He who has no wants. (IAth, L.) A2: هُوَ وَاجِدٌ عَلَى صَاحِبِهِ He is angry with his companion. (A.) A3: أَنَا وَاجِدٌ لِلشَّىْءِ I am able to do the thing. (Msb.) A4: هُوَ وَاجِدٌ بِفُلَانَةَ, and عَلَيْهَا, and ↓ مُتَوَجِّدٌ, He is in love [or passionately in love] with such a female. (A.) b2: وُجُدٌ is mentioned in the Towsheeh as a pl. of وَاجِدٌ; but this is strange. (TA.) مَوْجُودٌ, part. n. of وُجِدَ, Being, or existing; come to pass: (S, L, K:) or, as an irreg. pass. part. n. of أَوْجَدَهُ, caused to be, or exist; or to come to pass; brought into existence: (MF:) pl. مَوْجُودَاتٌ: which is a term applied to three kinds of things: namely, that which exists and has neither beginning nor end; and such is only God: that which exists and has a beginning and an end; as the substances of the present world: and that which exists and has a beginning but no end; as men in the world to come. (TA.) b2: [Present.] b3: مَوْجُودٌ A thing within one's power; over which one has power. (Msb.) مُتَوَجِّدٌ: see وَاجِدٌ.
وجد
وجَدَ1/ وجَدَ بـ يجِد، جِدْ، وَجْدًا، فهو واجِد، والمفعول موجود به
• وجَد فلانٌ: حزن "وجَدتِ الأمُّ لسفر ابْنها- ولم أرَ مِثْلي اليومَ أكثر حاسِدًا ... كأنَّ قلوبَ النّاس لي قلبُ واجدُ".
• وجَد بشخصٍ: أحبّه حُبًّا شديدًا "إنه ليجدُ بفلانةٍ وجْدًا شديدًا- وَجَد بامرأةٍ جميلة". 

وجَدَ على يجِد، جِدْ، مَوجِدَةً، فهو واجِد، والمفعول موجود عليه
• وجَد على خادمه: غَضِب عليه وكرِهه. 

وجَدَ2 يجِد، جِدْ، وَجْدًا ووِجدانًا وجِدَةً، فهو واجِد، والمفعول مَوْجود
• وجَدَ مطلوبَه: أصابه وأدرَكه وظفِر به، عَثَر عليه "وجد ضالّتَهُ/ مسكنًا/ الحلَّ- ذَرَّة موجودة ولا دُرَّة مفقودة [مثل]- وجد تمرة الغراب [مثل]: التعبير عن حصول المرء على ما يريد- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وَجْدِكُمْ} [ق]- {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ".

وجَدَ3 يَجِد، جِدْ، وُجْدًا وجِدَةً، فهو واجِد
• وجَد الشّخصُ: استغنى وصار ذا مال "وجَد الفقيرُ بعد عناءٍ ومشقّة- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} ". 

وجَدَ4 يجِد، جِدْ، وجودًا، فهو واجِد، والمفعول مَوْجود
• وجَد الحوارَ صريحًا: عَلِمه وعَرَفه "وجدْتُ الحِلمَ نافعًا- وجدتُ كلامَه صادقًا- {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} ".
• وجَد صاحبَه في الحفل: لَقِيه، صادفه "وجَد الهدايةَ في كتاب الله- {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ} ". 

وُجِدَ يُوجَد، وُجودًا، والمفعول مَوْجود
• وُجد الكوكبُ من عدم: كان وحصل، خلاف عُدِم "وُجِدت السَّمواتُ من عدم". 

أوجدَ يُوجد، إيجادًا، فهو مُوجِد، والمفعول مُوجَد
• أوجد عملاً لأخيه: دبَّر "أوجدت الحكومةُ عملاً للعاطلين- أوجد صاحب المصنع عملاً لمئات العُمَّال".
• أوجده مطلوبَه: أظفره به "أوجد ابنه اللُّعبة بعد أن أخفاها عنه".
• أوجد الشَّخصَ: أغناه "الحمد لله الذي أوجدني بعد فقر".
• أوجد اللهُ الكونَ: أنشأه من غير سَبْق مثال "أوجد اللهُ الخلقَ".
• أوجده إليه: اضطرّه. 

تواجدَ يتواجد، تواجُدًا، فهو مُتواجِد
• تواجد الشَّخصُ: أظهر من نفسه الوجدَ أو الحُزن "تواجد أمام أهل الفقيد".
• تواجد الأصدقاءُ: وُجدوا مع بعضِهم "تواجدت الجماعةُ- تواجدت أقوامٌ على أرض الوطن- اتّفقنا على التَّواجد في ساعة معيّنة". 

جِدَة [مفرد]: مصدر وجَدَ2 ووجَدَ3. 

مُوجِد [مفرد]: اسم فاعل من أوجدَ.
• المُوجِد: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: المنشئ، الخالق على غير مثالٍ سابق. 

مَوْجِدَة [مفرد]: مصدر وجَدَ على. 

موجود [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وُجِدَ ووجَدَ على ووجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2 ووجَدَ4.
2 - (سف) ثابت في الذِّهن وفي الخارج "النفط موجود في باطن الأرض العربيَّة بكميّات جيّدة". 

موجودات [جمع]: مف موجود
• الموجودات: (جر) الأصول، المدخلات أو الموارد الاقتصاديّة التي تملكها مؤسَّسة تجاريَّة أو رجل أعمال، وتتضمَّن النَّقد والأسهم والقيمة المعنويّة التي يكتسبها محلّ تجاريّ على مرّ السِّنين. 

واجِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وجَدَ على ووجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2 ووجَدَ3 ووجَدَ4.
2 - مُوسِرٌ غنيّ عن النّاس "لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ [حديث]: مطله بالدَّيْن".
• الوَاجِد: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الغنيّ المستغني عن كلّ شيء، العالِم الذي لا يضلّ عنه شيء ولا يفوته شيء، ولا يعوزه شيء. 

وِجادة [مفرد]: ج وِجاد: (حد) اسم لما أُخِذَ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة. 

وَجْد [مفرد]:
1 - مصدر وجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2.
2 - (سف) ما يصادف القلب ويَرِد عليه دون تكلُّف وتصنّع من فزع أو غمّ أو رؤية معنى من أحوال الآخرة، أو هو لهب يتأجّج من شهود عارض القلق. وللوجد مراتب هي: التواجد، والوجد، والوجود وهو المرتبة العليا والأخيرة. 
5550 - 
وُجْد [مفرد]: مصدر وجَدَ3. 

وِجْدان [مفرد]:
1 - مصدر وجَدَ2.
2 - (نف) موطن كل العواطف والرغبات والأحاسيس بالسعادة أو بالحزن أو بالأمل أو باليأس "حكم في الأمر بحسَب وِجْدانه".
3 - (نف) ضَربٌ من الحالات النّفسيّة من حيث تأثُرها باللَّذّة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة. 

وِجْدانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وِجْدان: ما يُدرك بالقوى الباطنة، ما يجده كلُّ واحد من نفسه "صِدَام وجدانيّ- مشاركة وجدانيّة: قدرة على فهم وإدراك مشاعر الآخرين والإحساس بها".
• الشِّعر الوجدانيّ: (دب) الشِّعر القائم على الحسّ الشَّخصيّ والتّصوير النَّفْسيّ الصَّادق ° شاعر وجدانيّ: شاعر غنائيّ.
• الإدراك الوجدانيّ: (سف) الحَدْس بالحقائق الأخلاقيّة عن طريق القلب والعاطفة من غير تدخُّل للعقل.
• الأثر الوجدانيّ: (نف) الذي يدلُّ على ما يصاحب الإحساسات من لذَّة أو ألم.
• تناقض وجدانيّ: (نف) الانفعالات المتضاربة في آن واحد، كالحبّ والكراهية التي تتأرجح في باطن النفس، وهي في مظهرها الحادّ تتصل بعدم القدرة على اتخاذ القرار وتحويل الانفعالات وبسرعة من شخص إلى آخر أو من فكرةٍ إلى أخرى. 

وِجْدانيَّة [مفرد]: ج وِجْدَانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وِجْدان: "يسعى الشاعر لتحقيق المشاركة الوجدانية بينه وبين القارئ".
2 - مصدر صناعيّ من وِجْدان: قصيدة رومانسيّة تعتمد على التعبير عن الذات والمشاعر الشخصيّة ورصد الانفعالات الخاصَّة بالشاعر "ألقى الشاعر أبياتًا من وجدانيته الأخيرة أمام جمهور المثقفين". 

وُجود [مفرد]:
1 - مصدر وُجِدَ ووجَدَ4.
2 - كلّ ما هو موجود أو يمكن أن يوجد، كَوْنُ الشَّيء واقعًا وهو نوعان: ذهنيٌّ وخارجيّ، عكسه العدم "ظهرت السيَّارة الجديدة للوجود- غاب عن الوجود: أُغمي عليه- برز إلى الوجود- في حيِّز الوجود" ° أثبت وجوده.
3 - (سف) مذهب من يجعلون الله والعالم شيئًا واحدًا وله صور مختلفة باختلاف الفلاسفة.
4 - حضور، ويقابله الغيبة، وهي عدم التواجد "اشتدّت المناقشةُ بينهما بوجود عدد من العلماء".
5 - بقاء، دوام.
• علم الوجود: (سف) فرع من فروع الميتافزيقا (علم ما وراء الطَّبيعة) الذي يبحث في طبيعة الوجود.
• واجب الوجود: (سف) الذي يكون وجوده من ذاته ولا يحتاج إلى شيء، وهو الله سبحانه وتعالى. 

وُجوديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وُجود: عكسه عَدَميّ.
2 - قائل بمذهب الوجود أو الوُجوديّة "سارتر من الوجودييّن- هو فيلسوف وجوديّ". 

وُجوديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وُجود: "الفلسفة الوجوديّة".
2 - مصدر صناعيّ من وُجود.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ يرى أنّ الوجود سابق على الماهيّة، وأن الإنسان حُرّ يستطيع أن يصنع نفسه ويتّخذ موقفه كما يبدو له تحقيقًا لوجوده الكامل، كما يراها سارتر. 
وجد
: ( {وَجَدَ المَطلوبَ) والشيْءَ (كوَعَدَ) وهاذَه هِيَ اللُّغَة الْمَشْهُورَة الْمُتَّفق عَلَيْهَا (و) } وَجِدَه مثل (وَرِمَ) غير مَشْهُورَة، وَلَا تُعرَف فِي الدَّوَاوِين، كَذَا قَالَه شيخُنَا، وَقد وَجَدْت المصنِّفَ ذكَرَها فِي البصائر فَقَالَ بعد أَن ذَكَر المفتوحَ: {ووَجِدَ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ وأَورده الصاغانيّ فِي التكملة فَقَالَ:} وَجِد الشَيءَ، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي وَجَدَه ( {يَجدُه،} ويَجُدُهُ، بِضَم الْجِيم) ، قالَ شَيخنَا: ظَاهره أَنه مُضارعٌ فِي اللغتينِ السابقَتين، مَعَ أَنه لَا قائلَ بِهِ، بل هَاتَانِ اللغتانِ فِي مُضارِعِ! وَجَدَ الضالَّة ونَحْوها، المَفْتوح، فالكسر فِيهِ على الْقيَاس لُغَةٌ لجميعِ العَرَب، والضمُّ مَعَ حذفِ الْوَاو لُغَة لبني عامرِ بن صَعْصَعَةَ، (وَلَا نَظِيرَ لَهَا) فِي بَاب المِثَال، كَذَا فِي ديوَان الأَدب للفَارابيّ، والمصباح، وَزَاد الفيُّوميُّ: ووَجْه سُقُوطِ الْوَاو على هاذه اللغةِ وُقوعُها فِي الأَصل بَين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ، ثمَّ ضُمَّت الْجِيم بعد سُقوط الواِ من غير إِعادتها، لعدمِ الِاعْتِدَاد بالعارِض، ( {وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (} وجِدَةً) ، كعِدَة، ( {ووُجْداً) ، بالضَّمّ، (} ووُجُوداً) ، كقُعُود، ( {ووِجْدَاناً} وإِجْدَاناً، بِكَسْرِهما) ، الأَخِيرة عَن ابْن الأَعْرابيّ (: أَدْرَكَه) ، وأَنشد:
وآخَر مُلْتَاث يجُرُّ كِساءَه
نَفَى عَنْه {إِجْدَانُ الرِّقِينَ المَلاَوِيَا
قَالَ: وهاذا يَدُلّ على بَدَلِ الْهمزَة من الواوِ المسكورةِ، كَمَا قَالُوا إِلْدَة فِي وِلْدَة. وَاقْتصر فِي الفَصيح على} الوِجْدَان، بِالْكَسْرِ، كَمَا قَالُوا فِي أَنَشَد: نِشْدَان، وَفِي كتاب الأَبنيَة لِابْنِ القطّاع: {وَجَدَ مَطْلوبَه} يَجدَه {وُجُوداً} ويَجُدُه أَيضاً بالضمّ لُغَة عامِريّة لَا نَظير لَهَا فِي بَاب المِثال، قَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ عامِرِيٌّ:
لَمْ أَرَ مِثْلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلاَ
آبَى بِحَاجَتِنَا وَأَحْسَنَ قِيلاَ
لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ
تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا! يَجُدْنَ غَلِيلاَ
بِالعَذْبِ مِنْ رَضَفِ القِلاَتِ مَقِيلَةً
قَضَّ الأَباطِحِ لاَ يزالُ ظَلِيلاَ
وَقَالَ ابْنُ بَرّيّ: الشِّعْرُ لِجَرِيرٍ وَلَيْسَ للبيدٍ، كَمَا زعم الجوهَرِيُّ. قلت: وَمثله فِي البصائر للمُصَنِّف وَقَالَ ابْن عُدَيْس: هاذه لُغَة بني عامرٍ، والبيتُ للبيد، وَهُوَ عامرِيٌّ، وصرّحَ بِهِ الفرَّاءُ، وَنَقله القَزَّاز فِي الْجَامِع عَنهُ، وحكاها السيرافيُّ أَيضاً فِي كتاب الإِقناع، واللِّحْيَانيُّ فِي نوادِرِه، وكُلُّهم أَنشدوا البَيْتَ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: وَلم نسْمع لَهَا بنَظِيرٍ، زَاد السيرَافيّ: ويُروَى: {يَجِدْن، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس، قَالَ سِيبويهِ: وَقد قَالَ ناسٌ من الْعَرَب وَجَد يَجُد، كأَنهم حَذَفوها مِن يَوجُدُ، قَالَ: وهاذا لَا يكادُ} يُوجد فِي الْكَلَام. قلت: وَيفهم من كَلَام سِيبَوَيْهٍ هاذا أَنَّهَا لُغَة فِي وَجعد بِجَمِيعِ معانِيهِ، كَمَا جَزَم بِهِ شُرَّاح الكتابِ، ونقلَه ابنُ هِشَامٍ اللَّخميُّ فِي شَرْح الفَصِيح، وَهُوَ ظاهرُ كلامِ الأَكثير، ومقتضَى كَلَام المصنّف أَنها مقصورةٌ على مَعْنَى وَجَدَ المَطلوبَ، ووَجَد عَلَيْهِ إِذا غَضِب، كَمَا سيأَتي، ووافقَه أَبو جَعفر اللَّبْلِيّ فِي شَرْح الفصيحِ، قَالَ شيخُنَا: وجَعلُها عامَّةً هُوَ الصَّوَاب، ويدلُّ لَهُ البيتُ الَّذِي أَنشدُوه، فإِن قَوْله: (لَا يَجُدْن غَلِيلا) لَيْسَ بشيْءٍ مِمَّا قَيَّدُوه بِهِ، بل هُوَ من {الوِجْدَانِ، أَو من معنَى الإِصابة، كَمَا هُوَ ظَاهر، وَمن الْغَرِيب مَا نَقَلَه شيخُنَا فِي آخرِ المادّة فِي التَّنْبِيهَات مَا نَصُّه: الرابِع، وقَعَ فِي التسهيل للشَّيْخ ابْن مالكٍ مَا يَقْتَضِي أَن لُغَة بني عَامر عامَّة فِي اللِّسَان مُطْلقاً، وأَنَّهُم يَضُمُّون مُضَارِعَه مُطْلَقاً من غيرِ قَيْدٍ} بِوَجَدَ أَو غيرِه، فَيَقُولُونَ {وَجَد} يَجُد ووَعَدَ يَعُدُ، ووَلَدَ يَلُدُ، ونَحْوها، بضمّ المضارِع، وَهُوَ عجيبٌ مِنْهُ رَحمَه الله، فإِن الْمَعْرُوف بَين أَئمّة الصَّرْف وعُلماءِ العَربيَّةِ أَن هاذه اللغةَ العامريَّةَ خاصَّةٌ بهاذا اللَّفْظ الَّذِي هُوَ {وَجَدَ، بل بعضُهم خَصَّه ببعضِ مَعَانِيه، كَمَا هُوَ صَنِيعُ أَبي عُبيدٍ فِي المُصَنَّف، واقتضاه كلامُ المُصَنِّف، ولذالك رَدّ شُرَّاحُ التسهيل إِطلاقَه وتَعَقَّبُوه، قَالَ أَبو حَيَّان: بَنو عامرٍ إِنما رُوِيَ عَنْهُم ضَمُّ عَيْنِ مُضَارِعِ} وَجَدَ خاصَّةً، فَقَالُوا فِيهِ {يَجُدُ، بالضّمّ، وأَنشدوا:
يَدَعُ الصَّوَادِيَ لاَ} يَجُدْنَ غَلِيلاَ
على خلافٍ فِي رِوَايَةِ البيتِ، فإِن السيرافيّ قَالَ فِي شرح الْكتاب: ويُرْوَى بِالْكَسْرِ، وَقد صرَّح الفارَابِيُّ وغيرُه بِقَصْرِ لُغَةِ بني عامرِ بن صَعْصَعَة على هاذه اللفظةِ، قَالَ: وَكَذَا جَرَى عَلَيْهِ أَبو الْحسن بن عُصْفُور فَقَالَ: وَقد شَذَّ عَن فَعَل الَّذِي فاؤه واوٌ لفظةٌ واحدةٌ، فجاءَت بالضمّ، وَهِي {وَجَدَ} يَجُد، قَالَ: وأَصلُه {يَوْجُد فحُذِفت الْوَاو، لكَون الضَّمَّة هُنَا شاذَّةً، والأَصل الكسْر. قلت: وَمثل هاذا التَّعْلِيل صَرَّحَ بِهِ أَبو عليَ الفارسيُّ قَالَ:} ويَجُد كانَ أَصلُه {يَوْجُد، مثل يَوْطُؤُ، لاكنه لما كَانَ فِعْلٌ} يُوْجَدُ فِيهِ يَفْعِل ويَفْعُلُ كأَنَّهم توَهَّموا أَنه يَفْعَلُ، وَلما كَانَ فِعْلٌ لَا يُوجَد فِيهِ إِلاَّ يَفْعِل لم يَصِحّ فِيهِ هاذا.
(و) وَجَدَ (المالَ وغَيْره {يَجِدُه} وجْداً، مثلَّثَةً {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ (: اسْتَغْنَى) ، هاذه عبارةُ المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيب يُقَال} وَجْدَتُ فِي المَال {وُجْداً} ووَجْداً {ووِجْداً} ووِجْدَاناً {وجِدَةً، أَي صرْتُ ذَا مالٍ، قَالَ: وَقد يُستعمل} الوِجْدَانُ فِي {الوُجْدِ، وَمِنْه قولُ العَرَب (} وِجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِينِ) . قلت: وَجرى ثعلبٌ فِي الفصيح بمثْلِ عبارةِ التهذيبِ، وَفِي نوادِر اللِّحْيَانيِّ: {وَجَدْتُ المالَ وكُلّ شيْءٍ} أَجِدُه {وَجْداً} ووُجْداً {ووِجْداً} وجِدَةً، قَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْليُّ: وَزَاد اليزيديُّ فِي نوادِره {ووُجُوداً، قَالَ: ويُقَال وَجَدَ بعد فَقْرٍ، وافتقَرَ بَعْدَ} وَجْدٍ. قلْت: فَكَلَام المصنّف تَبَعاً لابنِ سيدَه يقتضِي أَنه يَتَعَدَّى بنفسِه. وَكَلَام الأَزهريّ وثَعْلبٍ أَنه يتعدَّى بِفي، قَالَ شيخُنا: وَلَا منافاةَ بَينهمَا، لأَن الْمَقْصُود {وَجَدْتُ إِذا كَانَ مَفْعُولُه المالَ يكون تَصريفُه ومصدَرُه على هَذَا الوَضْعه، وَالله أَعلَم. فتأَمّل، انْتهى. وأَبو العباسِ اقتصرَ فِي الفصيح على قَوحلِه:} وَجَدْت المالَ {وُجْداً، أَي بالضمّ} وجِدَةً، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ: استَغْنَيْتُ وكَسَبْتُ. قلت: وَزَاد غيرُه وِجْدَاناً، فَفِي اللسانِ: وَتقول {وَجَدْت فِي الغِنَى واليَسَارِ} وُجداً {ووِجْدَاناً.
(و) وَجَدَ (عَلَيْهِ) فِي الغَضَب (} يَجِدُ {ويَجُدُ) ، بالوجهينِ، هاكذا قَالَه ابنُ سِيدَه، وَفِي التكملة: وَجَدَ عَلَيْهِ} يَجُدُ لُغَة فِي {يَجِدُ، وَاقْتصر فِي الفصيحِ على الأَوَّل (} وَجْداً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ، (} ومَوْجِدَةً) ، وَعَلِيهِ اقْتصر ثعلبٌ، وَذكر الثلاثةَ صاحبُ الواعِي،! ووِجْدَاناً، ذكرَه اللحيانيُّ فِي النَّوَادِر وابنُ سِيدَه فِي نَصِّ عِبارته، والعَجَب من المُصَنِّف كَيفَ أَسْقَطَه مَعَ اقتفائِه كلاَمه (: غَضِبَ) . وَفِي حديثِ الإِيمان: (إِنِّي سائِلُكَ فَلَا {تَجِدْ عَلَيَّ) ، أَي لَا تَغْضَبْ مِن سُؤَالي، وَمِنْه الحَدِيث (لم} يَجِدِ الصائمُ على المُفْطِرِ) وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث اسْماً وفِعْلاً ومَصدَراً، وأَنشدَ اللِّحيانيُّ قولَ صَخْرِ الغَيِّ:
كِلاَنَا رَدَّ صَاحِبَهُ بِيَأْسٍ
وتَأْنِيبٍ {وَوِجْدَانٍ شَدِيدِ
فهاذا فِي الغَضَب، لأَن صَخْرَ الغَيِّ أَيْأَسَ الحَمَامَةَ مِن وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ، ولأَن الحمامةَ أَيأَسَتْه من وَلَده فغَضِبَ عَلَيْهَا، وَقَالَ شُرَّاح الفصيحِ: وَجَدْتُ على الرَّجُلِ} مَوْجِدَةً، أَي غَضِبْتُ عَلَيْهِ، وأَنا {واجِدٌ عَلَيْهِ، أَي غَضْبَانُ، وحكَى القَزَّازخ فِي الجامِع وأَبو غالبٍ التَّيّانِيّ فِي المُوعب عَن الفَرَّاءِ أَنه قَالَ: سَمِعْت بعضَهم يَقُول: قد} وَجِدَ، بِكَسْر الْجِيم، والأَكثر فَتْحُهَا، إِذا غَضِبَ، وَقَالَ الزمخشريُّ عَن الفراءِ: سَمِعْت فِيهِ {مَوْجَدَةً، بِفَتْح الْجِيم، قَالَ شيخُنَ: وَهِي غَرِيبَةٌ، وَلم يَتَعَرَّض لَهَا ابنُ مالكٍ فِي الشَّواذِّ، على كَثْرَةِ مَا جَمَع، وزادَ القَزَّازخ فِي الجامِع وصاحبُ المُوعب كِلاهُمَا عَن الفَرَّاءِ} وُجُوداً، من {وَجَدَ: غَضِبَ وَفِي الْغَرِيب المُصَنَّف لأَبي عُبَيد أَنه يُقَال: وَجَد} يَجُد مِن {المَوْجِدَة} والوِجْدَانِ. جَمِيعاً. وَحكى ذالك القَزَّازُ عَن الفَرَّاءِ، وأَنشد البيتَ، وَعَن السيرافيّ أَنه رَوَاه بالكَسْرِ، وَقَالَ: هُوَ القياسُ، قَالَ شيخُنَا: وإِنما كانَ القِيَاسَ لأَنه إِذا انضَمَّ الجيمُ وَجَبَ رَدُّ الواوِ، كقولِهم وَجُه يَوْجُه، مِن الوَجَاهة، ونَحْوه.
(و) {وَجَد (بِهِ} وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (فِي الحُبِّ فَقَطْ) ، وإِنه {لَيَجِد بِفُلاَنَةَ} وَجْداً شَديداً، إِذا كانَ يَهْوَاها ويُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدا، وَفِي حَدِيث وَفْد هَوَازِنَ قَوْلُ أَبي صُرَد (مَا بَطْنُها بِوَالِد، وَلَا زَوجُها! بِوَاجِد) أَي أَنه لَا يُحِبُّهَا، أَوردَه أَبو جَعْفَر اللبلّى، وَهُوَ فِي النِّهَايَة، وَفِي الْمُحكم: وقالتْ شاعِرَةٌ مِن الْعَرَب وكَانَ تَزَوَّجَهَا رجُلٌ مِن غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا.
وَمَنْ يُهْد لي مِنْ مَاءٍ بَقْعَاءَ شَرْبَةً
فَإِنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَةَ أَرْبَعَا
لَقَدْ زَادَنَا {وَجْداً بِبَقْعَاءَ أَنَّنَا
} وَجَدْنَا مَطَايَانَا بِلِينَةَ ظُلَّعَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بِالرَّمْلِ أَنَّنِي
بَكَيْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعَا
تَقول: من أَهْدَى لِي شَرْبَةَ ماءٍ مِن بَقْعَاءَ على مَا هُوَ بِهِ مِنْ مَرَارَةِ الطَّعْمِ فإِن لَهُ مِن ماءِ لِينَةَ على مَا هُوَ بِهِ مِن العُذُوبةِ أَرْبَعَ شَرَبَاتٍ، لأَن بقْعَاءَ حَبِيبَةٌ إِليَّ إِذْ هِي بَلَدي ومَوْلِدي، ولِينَةُ بَغِيضَةٌ إِليَّ، لأَن الَّذِي تَزَوَّجَنِي مِن أَهْلِها غيرُ مَأْمُونٍ عَلَيَّ. وإِنما تِلْكَ كِتابَةٌ عَنْ تَشَكِّيها لهاذا الرَّجُلِ حِين عُنِّن عَنْهَا. وقولُها: لقد زَادَني (تَقول لقد زادني) حُبًّ لِبَلْدَتِي بَقْعَاءَ هاذِهِ أَن هاذا الرجُلَ الَّذِي تَزَوَّجَني من أَهلِ لِينَةَ عُنِّنَ عَنِّي، فكانَ كالمَطِيَّةِ الظَّالِعَةِ لَا تَحْمِلُ صاحِبَها، وَقَوْلها: فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ الْبَيْت، تَقول: هَلْ مِن رَجُلٍ يُبْلِغُ صاحِبَتَيَّ بالرَّمْلِ أَنَّ بَعْلِي ضعُفَ عَنِّي وعُنِّنَ فأَوْحَشَني ذالك إِلى أَنْ بَكَيْتُ حَتّى قَرِحَتْ أَجفانِي فزَالَتِ المَدَامِعُ، وَلم يَزُلْ ذالك الجَفْنُ الدَّامِعُ، قَالَ ابنُ سِيدَه، وهاذه الأَبياتُ قَرَأْتُها على أَبِي العَلاءِ صاعِدِ بنِ الحَسَن فِي الكِتَاب المَوْسُوم بالفُصُوصِ.
(وَكَذَا فِي الحُزْنِ ولاكن بِكَسْرِ ماضِيه) ، مُرَاده أَن {وَجِدَ فِي الحُزْنِ مِثْل} وَجَدَ فِي الحُبِّ، أَي لَيْسَ لَهُ إِلاَّ مَصْدَرٌ واحِدٌ، وَهُوَ! الوَجْدُ، وإِنما يُخَالِفهُ فِي فِعْله، ففِعل الحُبِّ مَفْتُوح، وفِعْل الحُزن مَكسورٌ، وَهُوَ المُرَاد بقوله: ولاكن بكسرِ ماضِيه. قَالَ شيخُنا: وَالَّذِي فِي الفصيح وغيرهِ من الأُمَّهات القديمةِ كالصّحاحِ والعَيْنه ومُخْتَصر العينِ اقتَصَرُوا فِيهِ على الفَتْح فَقَط، وكلامُ المصنّف صَرِيحٌ فِي أَنه إِنما يُقال بالكَسْرِ فقطْ، وَهُوَ غَرِيبٌ، فإِن الَّذين حَكَوْا فِيهِ الكَسْرَ ذَكَرُوه مَعَ الفَتْح الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الجماهيرِ، نَعمْ حَكَى اللَّحْيَانيُّ فِيهِ الكسْرَ والضَّمَّ فِي كتابِه النوادِر، فظَنَّ ابنُ سِيدَه أَن الفَتْحَ الَّذِي هُوَ اللغةُ المشهورةُ غير مَسمُوعٍ فِيهِ، وَاقْتصر فِي المُحكمِ على ذِكْرِهما فَقَط، دون اللغَةِ المشهورةِ فِي الدَّوَاوِين، وَهُوَ وَهَمٌ، انْتهى. قلت: وَالَّذِي فِي اللسانِ: ووَجَدَ الرَّجُلُ فِي الحُزْنِ {وَجْداً، بِالْفَتْح، ووَجِدَ، كِلاَهُمَا عَن اللِّحيانيّ: حَزِنَ. فَهُوَ مُخَالِفٌ لما نَقَلَه شَيْخُنَا عَن اللِّحْيَانيِّ من الكَسْرِ والضّمِّ، فليتأَمَّل، ثمَّ قَالَ شيخُنَا: وابنُ سَيّده خالَفَ الجُمْهُورَ فَأَسْقَطَ اللُّغَةَ المشهورَةَ، والمُصَنِّف خالَف ابنَ سِيدَه الَّذِي هُوَ مُقْتَدَاه فِي هاذه المادَّةِ فاقتَصَر على الكَسْرِ، كأَنَّه مُرَاعاةً لِرَدِيفه الَّذِي هُوَ حَزِنَ، وعَلى كُلِّ حالٍ فَهُوَ قُصُورٌ وإِخلالٌ، والكَسْر الَّذِي ذَكَرَه قد حَكَاهُ الهَجَرِيُّ وأَنشَدَ:
فَوَاكَبِدَا مِمَّا} وَجِدْتُ مِن الأَسَى
لَدَى رَمْسِه بَيْنَ القَطِيلِ المُشَذَّب
قَالَ: وكأَنَّ كَسْر الجِيمِ مِن لُغَتِه، فتحَصَّل مِن مجموعِ كَلامِهم أَنَّ وَجَدَ بعنى حَزِن فِيهِ ثلاثُ لُغَاتٍ، الفتْح الَّذِي هُوَ الْمَشْهُور، وَعَلِيهِ الْجُمْهُور، والكسْر الَّذِي عَلَيْهِ اقْتصر المُصَنَّف والهَجَرِيّ وغيرُهما، والضمُّ الَّذِي حَكَاهُ اللِّحيانيّ فِي نَوَادِرِه، ونقلَهما ابنُ سِيده فِي المُحْكَم مقتَصِراً عَلَيْهِمَا.
(والوَجْدُ: الغِنَى، ويُثَلَّث) ، وَفِي الْمُحكم: اليَسَار والسَّعَةُ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مّن {وُجْدِكُمْ} (سُورَة الطَّلَاق، الْآيَة: 6) وَقد قُرِىء بِالثلَاثِ، أَي فِي سَعَتِكم وَمَا مَلَكْتُم، وَقَالَ بعضُهم: مِن مَسَاكِنِكُم. قلت: وَفِي البصائر: قَرَأَ الأَعْرَجُ ونافِعٌ ويَحْيَى بن يَعْمُر وسَعيد بن جُبَير وطَاوُوس وابنُ أَبي عَبْلَة وأَبو حَيْوَةَ: (مِنْ} وَجْدِكُم) ، بِالْفَتْح، وقرأَ أَبو الحَسن رَوْحُ بن عبد المُؤْمن: (من وِجْدِكم) بِالْكَسْرِ، والباقُون بالضَّمّ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: والضمُّ أَفْصَح، عَن ابنِ خَالَوَيْه، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: من طَاقَتِكُم ووُسْعِكُم، وحكَى هاذا أَيضاً اللّحيانيُّ فِي نَوَادِرِه.
(و) الوَجْدُ، بِالْفَتْح (: مَنْقَعُ الماءِ) ، عَن الصاغانيِّ، وإِعجام الدَّال لغةٌ فِيهِ، كَمَا سيأْتي (ج {وِجَادٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(} وأَوْجَدَه: أَغْنَاهُ) .
وَقَالَ اللِّحيانيُّ: {أَوْجَدَه إِيَّاه: جَعَلَه} يَجِدُه.
(و) {أَوْجَدَ الله (فُلاناً مطلُوبَهُ) ، أَي (أَظْفَرَهُ بِهِ) .
(و) أَوْجَدَه (عَلى) الأَمْرِ: أَكْرَهَهُ وأَلْجَأَه، وإِعجام الدَّال لُغَةٌ فِيهِ.
(و) أَوْجَدَهُ (بَعْدَ ضُعْفٍ: قَوَّاهُ،} كآجَدَه) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وقالُوا: الحَمْدُ لله الَّذِي {- أَوْجَدَني بَعْدَ فَقْر، أَي أَغْنَاني،} - وآجَدَنِي بَعْدَ ضَعْف، أَي قَوَّانِي.
(و) عَن أَبي سعيدٍ: ( {تَوَجَّدَ) فلانٌ (السَّهَرَ وغَيْرَه: شَكَاهُ) ، وهم لاَ} يَتَوَجَّدُونَ سَهَرَ لَيْلِهم وَلَا يَشْكُونَ مَا مَسَّهم مِنْ مَشَقَّتِه.
( {والوَجِيدُ: مَا اسْتَوَى من الأَرْضِ، ج} وُجْدَانٌ، بالضَّمّ) ، وسيأْتي فِي المُعجَمَة.
( {ووُجِدَ) الشيْءُ (مِن العَدَمِ) ، وَفِي بعضِ الأُمّهات: عَن عَدَمِ، ومثلُه فِي الصَّحاح (كعُنِيَ، فَهُوَ} مَوجودٌ) : حُمَّ، فَهُوَ مَحْمُومٌ، (وَلَا يُقَال: {وَجَدَه الله تَعَالَى) ، كَمَا لَا يُقَال: حَمَّه الله، (وإِنما يُقَال:} أَوْجَدَه الله تَعَالى) وأَحَمَّه، قَالَ الفَيُّومِيّ: {الْمَوْجُود خِلافُ المَعْدُومِ،} وأَوْجَد الله الشيْءَ من العَدَمِ {فوُجِدَ فَهُوَ} مَوْجُود، من النَّوادِر، مثْل أَجَنَّه الله فجُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، قَالَ شيخُنا: وهاذا البابُ من النوادرِ يُسَمِّيه أَئمّةُ الصَّرْفِ والعَربيَّةِ بابَ أَفْعَلْتُه فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد عَقَدَ لَهُ أَبو عُبَيْدٍ بَاباً مُستقِلاًّ فِي كتابِه الغَرِيب المُصَنَّف وَذكر فِيهِ أَلفاظاً مِنْهَا: أَحَبَّه فَهُوَ مَحْبُوبٌ. قلت: وَقد سبق البَحْثُ فِيهِ فِي مواضِعَ مُتَعَدِّدةٍ فِي ح ب ب. وس ع د، ون ب ت، فراجِعْه، وسيأْتي أَيضاً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الواجِدُ: الغَنِيُّ قَالَ الشاعِر:
الحَمْدُ لِلَّهِ الغَنِيِّ {الوَاجِدِ
وَفِي أَسماءِ الله تَعَالَى: الواجِدُ، هُوَ الغَنِيُّ الَّذِي لَا يَفْتَقِر.
وَقد وَجَدَ يَجِدُ} جِدَةً، أَي استَغْنَى غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَه، قَالَه ابنُ الأَثير، وَفِي الحَدِيث (لَيُّ {الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَهُ) أَي القادِر على قَضَاءِ دَيْنِه، وَفِي حديثٍ آخَرَ (أَيُّهَا النَّاشِدُ، غَيْرُك الوَاجِدُ) مِنْ وَجَدَ الضّالَّةَ} يَجِدُهَا.
{وتَوَجَّدْتُ لِفُلانٍ: حَزِنْتُ لَهُ.
واستَدْرَك شيخُنَا:
} الوِجَادَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهِي فِي اصْطِلاح المُحَدِّثين اسمٌ لما أُخِذ من العِلْمِ مِن صَحِيفَةٍ مِن غَيْرِ سَمَاعٍ وَلَا إِجَازَةٍ وَلَا مُنَاوَلَةٍ، وَهُوَ مُوَلَّدٌ غيرُ مَسموعٍ، كَذَا فِي التقريبِ للنووي.
{والوُجُدُ، بِضَمَّتَيْنِ، جَمعُ} واجِد، كَمَا فِي التَّوشيحِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي الْجَامِع للقَزَّاز: يَقُولُونَ: لم {أَجْدِ مِن ذالك بُدًّا، بِسُكُون الْجِيم وكسْرِ الدَّال، وأَنشد:
فَوَالله لَوْلاَ بُغْضُكُمْ مَا سَبَبْتُكُمْ
ولاكِنَّنِي لَمْ أَجْدِ مِنْ سَبِّكُمْ بُدَّا
وَفِي المُفْردات للراغب:} وَجَدَ الله: عَلِم، حَيْثُمَا وقَعَ، يعنِي فِي القُرآنِ، ووافقَه على ذالك الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه.
وَفِي الأَساس وَجَدْت الضَّالَّةَ، {وأَوْجَدَنِيه الله، وَهُوَ} واجِدٌ بِفُلانَةَ، وَعَلَيْهَا، {ومُتَوَجِّدٌ.
} وتَوَاجَدَ فُلانٌ: أَرَى مِن نَفْسِه {الوَجْدَ.
} ووَجَدتُ زَيْداً ذَا الحِفَاظِ: عَلِمْتُ.
{والإِيجادُ: الإِنشاءُ من غير سَبقِ مِثَالٍ.
وَفِي كِتَاب الأَفْعَال لابنِ القطَّاع:} وأُوْجِدَتِ النّاقَةُ: أُوثِقَ خَلْقُهَا.
تَكْمِيل وتذنيب:
قَالَ شَيخنَا نقلا عَن شَرْحِ الفصيح لابنِ هشامٍ اللَّخميِّ: وَجدَ لَهُ خَمْسَةُ مَعَانٍ، ذَكرَ مِنْهَا أَرْبَعَةً وَلم يَذكر الخَامِس، وَهُوَ: العِلْمُ والإِصابَةُ والغَضَبو الإِيسارُ وَهُوَ الاستغْنَاءُ، والاهتمام وَهُوَ الحُزْن، قَالَ:
وَهُوَ فِي الأَوّل مُتَعَدَ إِلى مفعولينِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: { {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى} (سُورَة الضُّحَى، الْآيَتَانِ: 7 و 8) .
وَفِي الثَّانِي مُتَعدَ إِلى واحِدٍ، كقولِه تَعَالَى: {وَلَمْ} يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 53) .
وَفِي الثالثِ متَعدَ بحرْف الجَرِّ، كقولِ {وَجَدْت على الرَّجُلِ، إِذا غَضِبْتَ عَلَيْهِ.
وَفِي الْوَجْهَيْنِ الأَخِيرَين لَا يَتَعَدَّى، كقولِك: وَجَدْت فِي المالِ، أَي أَيْسَرْت، ووَجَدْتُ فِي الحُزْن، أَي اغْتَمَمْتُ.
قَالَ شيخُنَا: وبقيَ عَلَيْهِ: وَجَدَ بِهِ، إِذَا أَحَبَّه} وَجْداً، كَمَا مَرَّ عَن المُصنِّف، وَقد استدرَكه الفِهْرِيُّ وغيرُه على أَبي العَبَّاسِ فِي شَرْحِ الفصيح، ثمَّ إِن وَجَدَ بِمَعْنى عَلِمَ الَّذِي قَالَ اللّخميّ إِنه بَقِيَ على صاحِبِ الفصيح لم يَذْكُر لَهُ مِثَالاً، وكأَنّه قَصَدَ وَجَدَ الَّتِي هِيَ أُخْتُ ظَنَّ، ولذالك قَالَ يَتَعَدَّى لِمَفْعُولينِ، فَيبقى وَجَدَ بمعنَى عَلِم الَّذِي يتعدَّى لمعفولٍ واحِدٍ، ذكرَه جمَاعَةٌ، وقَرِيبٌ من ذالك كلامُ الجَلاَلِ فِي هَمْعِ الهَوَامِعِ، وَجَدَ بمعنَى عَلِمَ يتعَدَّى لمفعولينِ ومَصْدَرُه {وِجْدَانٌ، عَن الأَخْفَش،} ووُجُود، عَن السيرافيّ، وَبِمَعْنى أَصَابَ يتعدَّى لواحِدٍ، ومَصْدرُه، وِجْدَانٌ، وَبِمَعْنى اسْتَغْنَى أَو حَزِنَ أَو غَضِب لازِمَةٌ، ومصدر الأَوَّل {الوَجْد، مثلّثة، وَالثَّانِي الوَجْدُ، بِالْفَتْح، وَالثَّالِث المَوْجِدَة. قلت: وأَخْصَرُ من هاذا قولُ ابنِ القَطّاعِ فِي الأَفعال:} وَجَدْتُ الشيْءَ {وِجْدَاناً بعد ذَهَابِهِ وَفِي الغِنَى بَعْدَ الفَقْرِ} جِدَةً، وَفِي الغَضَبِ {مَوْجِدَةً وَفِي الحُزْن} وَجْداً حَزِنَ.
وَقَالَ المُصَنّف فِي البصائرِ نقلا عَن أَبي الْقَاسِم. الأَصبهانيّ.
{الوُجُودُ أَضْرُبٌ،} وُجُودٌ بِإِحْدَى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، نَحْو {وَجَدْتُ زَيْداً} وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه، {ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نَحْو} وَجَدْتُ الشِّبَع، ووُجُودٌ أَمَدَّه الغَضَبُ، {كوُجُودِ الحَرْبِ والسَّخَطِ، ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ، كمَعْرِفَة الله تَعَالَى، ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وَمَا نُسِب إِلى الله تَعَالَى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ، إِذ كَانَ الله تعالَى مُنَزَّهاً عَن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ والآلاتِ، نَحْو قولِه تَعالى: {وَمَا} وجدنَا لأكثرهم من عهد وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين 2} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 102) وَكَذَا الْمَعْدُوم، يُقَال على ضِدّ هاذه الأَوْجُه. ويَعبَّر عَن التَمَكُّنِ من الشيءِ {بالوُجُودِ نَحْو {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ} وَجَدتُّمُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 6) أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم، وَقَوله تَعَالَى: {9. 024 إِن {وجدت امْرَأَة تملكهم} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 23) ، وَقَوله: {} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 24) وَقَوله: { {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 39) } وَوُجُود بالبصيرة، وَكَذَا قَوْله: {وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّا} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 44) وَقَوله: {فَلَمْ {تَجِدُواْ مَآء فَتَيَمَّمُواْ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 43) أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ.
وَقَالَ بَعضهم:} المَوْجُودَات ثلاثةُ أَضْرُبٍ: {مَوْجُودٌ لَا مَبْدَأَ لَهُ وَلَا مُنْتَهَى، وَلَيْسَ ذالك إِلاَّ البارِىءَ تَعالَى،} ومَوْجُودٌ لَهُ مَبْدَأٌ ومُنْتَهًى، كالجَوَاجِرِ الدُّنْيَوِيَّة، {وموجودٌ لَهُ مَبْدَأٌ وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهًى، كالنَّاسِ فِي النّشْأَةِ الآخِرِة، انْتهى.
قَالَ شيْخنا فِي آخِر هاذه الْمَادَّة مَا نصُّه: وهاذا آخِرُ الجزءِ الَّذِي بخطّ المُصَنّف، وَفِي أَوّل الَّذِي بَعْدَه: الْوَاحِد، وَفِي آخر هاذا الجزءِ عَقِبَ قَوله: وإِنما يُقَال} أَوجَدَه الله، بِخَط المُصَنّف رَحمه الله تَعَالَى مَا نَصُّه: هاذا آخِرُ الجُزءِ الأَوَّل مِن نُسْخَةِ المُصَنِّف الثانِيَة مِن كِتَابِ القَامُوسِ المُحِيط والقَابُوس الوَسِيطَ فِي جَمْع لُغَاتِ العَرب الَّتِي ذَهَبَتْ شَماطِيطَ، فَرغَ مِنْهُ. مُؤَلِّفه مُحمد بن يَعْقُوب بن مُحمّد الفَيْرُوزَاباديّ فِي ذِي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وسِتّينَ وسَبْعِمَائةٍ. انْتهى من خطّه، وانْتهى كَلَام شَيْخِنَا.
قلت: وَهُوَ آخِر الجزءِ الثَّانِي من الشَّرْحِ وَبِه يَكْمُل رُبْعُ الكِتَابِ مَا عدَا الكلامَ على الخُطْبَة، وعَلى الله التيسيرُ والتَّسْيل فِي تَمَامه وإِكماله على الوَجْهِ الأَتَمِّ، إِنّه بكُلّ شيْءٍ قدير، وبكُلِّ فَضْل جَدير، عَلَّقَه بِيَدِه الفَانِيَةِ الفَقيرُ إِلى مَوْلَاهُ عَزَّ شَأْنُه مُحمّد مُرْتَضَى الحُسَيني الزَّبيدِيُّ، عُفِيَ عَنه، تَحرِيراً فِي التاسِعَة مِن لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ المُبَارَكِ عاشِر شهرِ ذِي القِعْدَةِ الحَرَامِ من شهور سنة 1181 خُتِمَتْ بِخَيْرٍ، وذالك بِوكالة الصَّاغَةِ بِمصْر.
قَالَ مُؤَلِّفه: بلَغ عِرَاضُهُ على التَّكْمِلَة للصاغانيّ فِي مَجالِسَ آخِرُها يَوْم الِاثْنَيْنِ حادِي عَشَرَ جُمَادَى سنة 1192، وَكتبه مُؤَلِّفه مُحَمَّد مرتضى، غَفعر لَهُ بمَنِّه.

خدر

(خ د ر) : (خُدْرَةُ) بِالسُّكُونِ حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رض.
خ د ر: (الْخِدْرُ) السِّتْرُ وَجَارِيَةٌ (مُخَدَّرَةٌ) إِذَا لَزِمَتِ الْخِدْرَ. وَ (الْخَدَرُ) فِي الرِّجْلِ وَبَابُهُ طَرِبَ. 
خ د ر : الْخِدْرُ هُوَ السِّتْرُ وَالْجَمْعُ خُدُورٌ وَيُطْلَقُ الْخِدْرُ عَلَى الْبَيْتِ إنْ كَانَ فِيهِ امْرَأَةٌ وَإِلَّا فَلَا وَأَخْدَرَتْ الْجَارِيَةُ لَزِمَتْ الْخِدْرَ وَأَخْدَرَهَا أَهْلُهَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَخَدَّرُوهَا بِالتَّثْقِيلِ أَيْضًا بِمَعْنَى سَتَرُوهَا وَصَانُوهَا عَنْ الِامْتِهَانِ وَالْخُرُوجِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهَا وَخُدْرَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ قَبِيلَةٌ وَخَدِرَ الْعُضْوُ خَدَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اسْتَرْخَى فَلَا يُطِيقُ الْحَرَكَةَ. 
(خدر)
خدرا استتر يُقَال خدرت الْمَرْأَة وخدر الْأسد لزم عرينه وَأقَام بِهِ وبالمكان أَقَامَ وتحير وتخلف عَن القطيع وَالشَّيْء ستره يُقَال خدر الهودج ألْقى عَلَيْهِ السّتْر وخدر الْمَرْأَة ألزمها خدرها وصانها عَن الْخدمَة لقَضَاء الْحَوَائِج فَهُوَ خادر وَهُوَ وَهِي خدور

(خدر) خدرا عراه فتور واسترخاء وَيُقَال خدر من الشَّرَاب أَو الدَّوَاء وخدر جِسْمه وخدرت عِظَامه وخدرت يَده أَو رجله وخدرت عينه ثقلت من قذى يُصِيبهَا وخدر الْيَوْم اشْتَدَّ حره وَسكن وَلم يَتَحَرَّك فِيهِ نسيم وَاللَّيْل وَالْمَكَان أظلم فَهُوَ خدر وأخدر وَهِي خدراء (ج) خدر

خدر


خَدَرَ(n. ac. خَدْر)
a. Kept at home, kept secluded ( young girl ).
b. [Bi], Remained, stayed, settled in.
خَدِرَ(n. ac. خَدَر)
a. Was, became benumbed, stiff.
b. Was heavy, languid (eye).
خَدَّرَa. Kept at home, kept secluded.
b. Benumbed; stupefied; drugged.

أَخْدَرَ
a. [Bi], Remained, stayed, settled in.
b. see V
تَخَدَّرَإِخْتَدَرَa. Hid himself; was, lay hidden, concealed.

خِدْر
(pl.
خُدُوْر أَخْدَاْر
أَخَاْدِيْرُ)
a. Curtain, veil.
b. Couch, throne.
c. Inner room ( woman's apartment ).
d. Darkness, blackness.
c. see 23
خُدْرَةa. Darkness, blackness.

خَدَرa. Numbness; torpor; lethargy, apathy;
non-chalance.

خَدِرa. Benumbed, torpid; drowsy.
b. Dark, murky.

خَاْدِرa. Secluded, lying hid, keeping close.
b. Slothful, sluggish.

خِدَاْرa. Lair, den, covert.

N. Ag.
خَدَّرَa. Benumbing.
b. Soporific.

مُخَدَّرَة مُخْدَرَة [ N. P.
]
a. Young girl keeping seclusion; guarded; modest
refined.
خدر: خَدَّر الشجرة (بالتشديد): أذواها وأذبلها (ابن العوام 1: 219).
وخَدَّر: ستر (فوك).
تخدَّر: ذكرت في معجم فوك في مادة اللاتينية معناها ستر.
انخدر: ذكرت في معجم فوك في مادة اللاتينية معناها فَّتر وكسَّر.
اخدَرَّ: تخدر، وتفتر (بوشر).
خَدْر: فالج، شلل (فوك).
خدران: خِدر، نَمِل (بوشر).
خَدَّارَة: رعَّادة (جنس سمك) لأن هذا السمك يسمى بلغة مالطة: خدَّالة كما أشار إلى ذلك أماري نقلاً من داوى، ملاحظات على السمك الرعاد في فلاسفة المساواة (سنة 1834 ص542) وبإبدال اللام راء تصبح خدَّاري (انظر ابن سينا 1: 255) فهو يقول في مادة رَعَّادة: هي السمك المخدرة. ويقول ابن البيطار (1: 498): وفعلها في تخدير يد ماسكها كفعل رعاد مصر.
تَخْدير: تنويم، ترقيد (بوشر).
مُخدِّر: ويجمع على مخدرات: منوم، مرقد (بوشر).
مَخّدُور: مخدر (هلو) - ومشلول، مفلوج (فوك).
خدر
الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَد للجارية في ناحية البَيْت، وهَوْدَج مَخْدُوْر، ويُجْمَع الخِدْرُ على الأخدار والأخادِير. وجارِية مُخدئرَة. وأخْدَرَتِ الجارِيةُ إخداراً.
وخَدَرَ الأسَدُ في عَرِيْنِهِ: إذا لم يَكَدْ يَخْرج، وهو خادرٌ مُخْدِرٌ. والخادرُ: المُتَحيرُ.
وكلُّ شَيْءٍ مَنَعَ بَصَراً عن شَيْء فقد أخْدَرَه؛ حتى الليْل.
والمِخْدَرانِ: النابانِ.
وخَدَره خَدْراً: أقْطَعَه. والمِخْدَرُ: القاطِعُ.
وخادَرَني: أي كاتَمَني.
والأخْدَرِي: من نَعْت الحِمار الوَحْشي.
والخُدَارِيُّ: الأسْوَدُ من الشعر، عُقَاب خُدَارِيةٌ.
والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الجَسَدَ، والفِعْلُ: خَدِرَتْ رِجْلُه.
ويَوْم خَدر: شَديدُ الحَر ليس فيه رِيح.
والخَدُوْر من الإِبل والغَنَم: التي لا تَلْحَق بها بل تكون خَلْفَها، المَطايا التي تَتَخَلف.
وأخْدرُ: اسْمُ حِصانٍ.
[خدر] فيه: كان صلى الله عليه وسلم إذا خُطب إليه إحدى بناته أتى "الخدر" فقال: إن فلانًا يخطب! فإن طعنت في "الخدر" لم يزوجها، الخدر ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه البكر، خدرت فهي مخدرة، وجمع الخدر الخدور، طعنت في الخدر أي دخلت وذهبت فيه، وقيل: ضرب بيدها على الستر، ويشهد له رواية: نقرت، مكان: طعنت. ومنه شعر كعب: من "خادر" من ليوث.
خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره أي بيته. وفي ح عمر: إنه رزق الناس الطلاء فشربه رجل "فتخدر" أي ضعف وفتر كما يصيب الشارب قبل السكر، ومنه خدر الرجل واليد. وح ابن عمر: إنه "خدرت" رجله فقيل: ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها، قيل: اذكر أحب الناس إليك، قال يا محمد! فبسطها. وفيه: اشترط أن لا يأخذ تمرة "خدرة" أي عفنة، وهي ما اسود باطنها. ك: أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من "خدرها" حتى تخرج الحيض ذوات "الخدور"، حتى الثانية غاية للغاية، أو عطف بحذف أداة، والخدر بكسر معجمة الستر أو البيتن والخدور بالضم جمعه. ط: والمراد من يقل خروجهن من البيوت.
[خدر] الخِدْرُ: السِتْرُ. وجارية مُخَدَّرَةٌ، إذا لازمت الخِدْرَ. وأسد خادِرٌ، أي داخل الخِدر. ويُعنى بالخدر الأجَمة. وأَخْدَرَ الأسد، أي لزم الخِدْرَ. وأَخْدَرَ فلانٌ في أهله، أي أقام فيهم. وأنشد الفراء: كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا - يعنى أقام في وكره. وخدرة: حى من الانصار، منهم أبو سعيد الخدرى. والخدارى: الليل المُظلِم، والسَحاب الأسود والخُدارِيَّةُ: العُقابُ، للونها. قال الشاعر ذو الرمة:

ولم يَلفِظِ الغَرْثى الخُدارِيَّةَ الوكْرَ * يقول: بَكَرت هذه المرأةُ قبل أن تطير العقابُ من وكرها. وبعيرٌ خُداريٌّ، أي شديد السواد. وناقة خدارية. والخدرى في الرجل: امْذِلالٌ يعتريها. يقال خَدِرَتْ رِجلي، وخَدِرَتْ عظامه. قال طرفة: جازت البِيدَ إلى أرحُلنا * آخرَ الليلِ بيعفور خدر - كأنه ناعس . ويقال أخدر القوم، أي أظلمهم المطر. وقال:

شَمْسُ النهارِ ألاحَها الإخْدار * واليوم الخَدِرُ: النديّ. وليلةٌ خَدِرَةٌ. والأخْدَرِيُّ: الحِمار الوحشيّ. وخَدَرَ الظبي مثل خَذَل ، إذا تخلّف عن القطيع.
خ د ر

جارية مخدرة، وقد خدرها أهلها وأخدروها، وتخدرت؛ وهي من ربات الخدور. وهو من الأخدريات وهي الحمر نسبت إل أخدر حصان كان لأردشير بن بابك توحش فضرب فيها. تقول في الأحمق: هو من بنات أخدر، أو من بنات أكدر؛ وهو فحل من حمر الوحش. وخدرت رجله، وبها خدر، ورجل خدرة. وخدرته المقاعد إذا قعد طويلاً حتى خدرت رجلاه. قال الهذلي يصف صائداً:

فجاء وقد أوجت من الموت نفسه ... به شغف قد خدرته المقاعد

أوجت: ارتعدت.

ومن المجاز: ليث خادر ومخدر. قال الفرزدق:

بقي الشامتين الصخر إن كان هدني ... رزية شبلي مخدر في الضراغم

وقد خدر الأسد في عرينه وأخدر. وليل مخدر وخداري: مظلم. وشعر خداري وجارية خدارية الشعر. وهودج مخدور. مستور. وإنه ليساترني ويخادرني. وخدر النهار إذا لم تتحرك فيه ريح ولم يوجد فيه روح. قال طرفة:

ومكان زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

ويعفور خدر: كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. وخدرت عظامه: فترت. وخدرت عينه: ثقلت من حكة وقدى.
(خدر)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ إِذَا خُطِبَ إِلَيْهِ إحْدَى بَنَاتِهِ أَتَى الْخِدْر فَقَالَ: إنَّ فُلَانًا خَطَبك إِلَيَّ، فَإِنْ طَعَنتْ فِي الْخِدْرِ لَمْ يُزوّجها» الْخِدْرُ نَاحِيَةٌ فِي الْبَيْتِ يُتْرك عَلَيْهَا سِتْرٌ فَتَكُونُ فِيهِ الْجَارِيَةُ الْبِكْرُ، خُدِّرَتْ فَهِيَ مُخَدَّرَةٌ. وَجَمْعُ الْخِدْر الْخُدُورُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَمَعْنَى طَعَنَت فِي الْخِدْر: أَيْ دخَلَت وذَهَبت فِيهِ، كَمَا يُقَالُ طَعَن فِي الْمَفَازَةِ إِذَا دَخَل فِيهَا. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ضَرَبت بيَدها عَلَى الستْر، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «نَقَرتْ الْخِدْر» مَكَانَ طَعَنت. وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
منْ خَادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
خَدَرَ الأسَدُ وأَخْدَرَ، فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدِرٌ: إِذَا كَانَ فِي خِدْرِهِ، وَهُوَ بيتُه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ رَزَق النَّاسَ الطِّلاَءَ، فشَربَه رجُل فَتَخَدَّرَ» أَيْ ضَعُفَ وفَتَرَ كَمَا يُصيب الشاربَ قبْل السُّكْر. وَمِنْهُ خَدَرُ الرّجْلِ واليَدِ (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ خَدِرَتْ رِجْله، فَقِيلَ لَهُ: مَا لِرِجْلِك؟ قَالَ: اجتمعَ عَصَبُها. قِيلَ لَهُ: اذْكُر أحَبَّ النَّاسِ إِليك» قَالَ: يا محمدُ، فَبَسَطَها. (س) وَفِي حَدِيثِ الْأَنْصَارِيِّ «اشْتَرَط أَنْ لَا يَأخذ تَمْرة خَدِرَة» أَيْ عَفِنة، وَهِيَ الَّتِي اسْوَدَّ باطنها.
(خدر) - في الحديث: "أَنَّه عليه الصلاة والسلام كان إذا خُطِب إليه إحدى بَناتِه أَتَى الخِدْرَ. فقال: إنَّ فُلانًا يَخطُب فُلانةَ فإن طَعَنت في الخِدْر لم يُزَوِّجْها" .
قال الأصمعيّ: الخِدْر: ناحية البَيْت يُقْطَع لِلسِّتر، فتكون فيه الجَارِيةُ البِكْر. وقال غَيرُه: الخِدْر: سِتْرٌ يُمَدُّ للجَارِية في ناحية البيتِ، والهَوْدَجُ وهما مَخدُوران ومُخَدَّران، والمرأة مُخدَّرةٌ.
قال الحَربيُّ أوِ غيُره: ومعنى طَعَنَت: أي ذَهَبَت فيهِ وطَعَن الرجلُ في المَفَازة: ذهَب فيها، وأظن معنى طَعَنت غير مَا ذَهَب إليه.
فإن في رواية قال: "نَقَرَت الخِدْر" مكان طَعَنت. فعَلَى هذا معنى طَعَنَت: أي ضَرَبت بِيَدِها على السِّترِ.
- في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَزَق النَّاسَ الطِّلاءَ فَشرِبه رجل فَتَخَدَّر".
هو تَفعُّل من الخَدَر، وهو ما يُصِيب الرَّجلَ من الضَّعف من الشّراب أو الدّواءِ. وقيل: هو فُتورٌ وَمذَلٌ يَغشَى الجَسدَ أو العُضوَ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عمر رضي الله عنهما: "أَنَّه خَدِرَت رجلُه، فقِيل له: ما لِرِجْلِك؟ قال: اجتمَع عَصبُها. قيل: اذْكُر أَحبَّ النّاسِ إليك. قال: يا مُحَمَّد، فبَسَطَها".
قال أبو زيد: الخَدَر: تَشنُّج في الرِّجْل. يقال منه: خَدِرت ومَذِلَت، والخَدَر: الكَسلَ.
وقال الأَصمعيّ: الخَدَر: ثِقَل العَيْنِ من قذًى يُصيِبُها، وهذا غير ذلك، وقيل: الخَدَر في العَيْن: ظُهور الحَدَقَة.
- وفي حديث الْأَنصار : "اشترَط أن لا يأخذ تَمْرةً خَدِرةً ولا تارِزَة ". قيل: الخَدِرة: العَفِنَةُ التي اسْودَّ باطِنُها.
باب الخاء والدال والراء معهما خ د ر، د خ ر، خ ر د، ر د خ مستعملات

خدر: الخِدرُ: ستر يمد للجارية في ناحية البيت، وكذلك ينصب لها خشبات فوق قتب البعير، مستور بثوب، وهو الهودج المخدُور، والجميع: أخدار وأخادير، قال:

حتى تغامز ربات الأخادير

وخَدَّرْتُ الجارية فَتَخَدَّرَتْ، وأَخْدَرْتُ لها كأخدار الظَّبية خِشْفَها في هَبطةٍ من الأرض. وأسَدٌ خادر مُخْدِر كثير الخُدور، خَدِرٌ في عرينه، وأخْدَرَه عرينه. والخادِر: المتحير، وكل شيء منع بصرا فقد أخْدَرَه، والليل مُخدر، قال العجاج:

ومُخِدر الأبصار أخدري  والأخدَريُّ من نعت حمار الوحش. وليل خُداريٌّ: شديد الظلمة. والخُداريُّ: الأسود الشعر حتى العقاب، والخُداريُّ: الشِّعْر، وكذلك الجارية الخُداريَةُ، بالهاء. والخَدَرُ: امذلال يغشى اليد والرجل والجسد، والفعل خدرت. والخَدَرُ من الشراب والدواء: ما يضعف صاحبه. وقوله: بيعفور خَدِرْ أي كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. ويوم خَدِرٌ أي: ماطر، ويوم خَدِر: شديد الحر أيضا، قال طرفة.

ومكان زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

وخَدِرَ النهارُ: إذا لم يتحرك فيه الريح، ولا يوجد فيه روح.

دخر: الدَاخِرُ: الصاغر، دَخَرَ يَدْخَر دُخُورا أي صَغُر يَصْغُرُ صَغارا، وهو أن يفعل ما تأمره كرها على صِغَرٍ ودُخُور.

خرد: جارية خَريدةٌ أي: بِكْرٌ لم تمسس، والجميع: خَرائدُ وخُرَّدٌ. وجارية خَرودةٌ: خَفِرةٌ حَيِيَّةٌ، جاوزت الإعصار ولم تبلغ التعنيس.

ردخ: الرَّدْخ: الشَّدْخ، والرَّدْخ يقال له: الرَّدْغ . 
خدر
خدَرَ يَخدُر، خَدْرًا، فهو خادِر وخَدُور، والمفعول مخدور (للمتعدِّي)
• خدَرتِ المرأةُ: استترت في الخِدْر، وهو سِتْر يُمَدُّ للمرأة في ناحية البيت "فتاةٌ خدور- خَدَر الأسدُ: لزِم عرينَه وأقام به".
• خدَر الشَّيءَ: ستره "خدَر عيوبَه- خدَر الهَوْدَجَ: ألقى عليه السِّتْرَ".
• خدَر المرأةَ: ألزمَها خِدْرَها وصانها عن الخدمة لقضاء الحوائج. 

خدِرَ يَخدَر، خَدَرًا، فهو خَدِر
• خدِر الشَّخصُ: (طب) فتر واسترخى، اعتراه الفتورُ والاسترخاء نتيجة تعاطيه مخدّرًا "خدِرت عظامُه- عامِلٌ خدِر".
• خدِرت رِجْلُه/ خدِرت يدُه: (طب) تشنجتا فلم تطيقا الحركةَ. 

اختدرَ يختدر، اختدارًا، فهو مُختدِر
• اختدرتِ الفتاةُ: اتّخذت خِدْرًا وستارًا في البيت تستتر به. 

تخدَّرَ يتخدّر، تخدُّرًا، فهو متخدِّر
• تخدَّر العُضْوُ: مُطاوع خدَّرَ: فتر واسترخى "تخدّرت ساقُه من شدَّة البرد".
 • تخدَّر المريضُ: تعطّل إحساسُه بأثر التَّخدير، أو بمادّة طبيَّة تعطّل الإحساسَ مؤقّتًا "نام متخدِّرًا بعد أن أعطاه الطبيبُ حقنة البَنْج".
• تخدَّرَتِ المرأةُ: خدَرت، استترت في خِدْرها. 

خدَّرَ يخدِّر، تخديرًا، فهو مخدِّر، والمفعول مخدَّر
• خدَّر الطَّبيبُ المريضَ: أعطاه مادَّةً مخدِّرةً؛ لتعطيل إحساسه ° خدَّرَ الرَّأيَ العامّ: سيطر على تفكيره وعطّل ردّ الفعل عنده، ألهاه وصرف نظرَه بالوعود والتسويفات.
• خدَّره الشَّرابُ/ خدَّره المرضُ: سبّب له الفتور والاسترخاء، جعله يسترخي ويفتُر.
• خدَّر المرأةَ: ألزمها الخِدْرَ. 

تَخْدِير [مفرد]: مصدر خدَّرَ.
• تخدير كوكاينيّ: (طب) تعطيل الإحساس موضعيًّا بالكوكايين.
• تخدير موضعيّ: (طب) تعطيل الإحساس في أحد أعضاء الجسم، أو في موضع محدّد منه.
• تخدير جراحيّ: (طب) تعطيل الإحساس بدواء مخدِّر منعًا للألم عند إجراء جراحة.
• تخدير عامّ/ تخدير كُلِّيّ: (طب) تخدير يشمل الجسمَ بكامله، تعطيل الإحساس لكامل الجسد.
• علم التَّخدير: (طب) الدراسة والتطبيق الطبّي للتخدير. 

خادرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خدَرَ.
2 - (حن) عذراء، طور يلي طور اليرقة بعد تمام نموّها في دورة حياة بعض الحشرات. 

خَدْر [مفرد]:
1 - مصدر خدَرَ.
2 - فالج، شلل. 

خَدَر [مفرد]:
1 - مصدر خدِرَ.
2 - كسل وفتور.
3 - (طب) فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه، وهو عام يشمل الجسمَ كلَّه، أو موضعيّ في منطقة معيّنة منه، أو هو فقدان الشعور خاصَّة الإحساس اللمسيّ الناتج عن مرض أو إصابة أو الوخز بالإبر أو عقار مخدِّر أو مُسكِّن "أصيب بخَدرٍ في ساقه". 

خَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خدِرَ. 

خِدْر [مفرد]: ج أَخْدار وخُدُور:
1 - كلّ ما يواري من بيتٍ "لزمت المرأةُ خِدْرَها".
2 - ستارة، سِتْرٌ يُمَدّ للمرأة في ناحية البيت ليحجبَ ما وراءَه "نظرت من وراء الخِدْر" ° بناتُ الخُدور: العذارى- ربَّات الخُدور: النساء المستَتِرات. 

خَدُور [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خدَرَ. 

مُخَدِّر [مفرد]: ج مخدِّرون ومخدِّرات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من خدَّرَ.
2 - مادّة تسبِّب فقدان الوعي بدرجات متفاوتة، كالحشيش والأفيون، وتحدث فتورًا وارتخاء في الجسم وضعفًا في الإحساس وخمولاً في الذِّهن "ضُبط ومعه كميّة كبيرة من المخدِّرات- تعمل الدولةُ على مكافحة انتشار المخدِّرات" ° إدمان المخدِّرات: التعوّد على تناولها- تهريب المخدِّرات: محاولة إدخالها البلاد خِلْسة- مكافحة المخدِّرات: محاولة منع تهريبها أو الاتجار فيها.
3 - (طب) مادّة يعطيها الطبيبُ للمريض؛ ليعطل إحساسَه تمهيدًا لإجراء عمليّة جراحيّة له، أو لتخفيف ألمه، منوّم، مُرقّد "حقنوه بمخدِّر قبل العمليّة الجراحيّة". 
الْخَاء وَالدَّال وَالرَّاء

الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدّ لِلْجَارِيَةِ فِي نَاحيَة البَيت ثمَّ صَار كُلُّ مَا واراك من بَيْت وَنَحْوه خِدْراً، وَالْجمع: خُدُور، وأخدار، وأخادير، جَمع الْجمع.

والخِدْرُ: خَشبات تُنصب فَوق قَتَب البَعير مَسْتُورة بثَوب.

وهَودج مَخْدور، ومُخدَّر: ذُو خِدْر، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَوَّى لَهَا ذَا كَدْنةٍ فِي ظَهْرهِ كأنّه مُخَدَّرا فِي خِدْرِهِ

أَرَادَ: فِي ظَهره سَنامُ تامكٌ كَأَنَّهُ هَودج مُخدَّر، فاقام الصّفة الَّتِي فِي قَوْله " كَأَنَّهُ مُخدّر " مقَام المَوصوف، الَّذِي هُوَ قَوْله " سَنَام "، كَمَا قَالَ:

كَأَنَّك من جِمال بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَع خلف رِجْلَيْه بشَنِّ

أَي: كَأَنَّك جمل من جمال بني أقيش، فحَذف الْمَوْصُوف واجتزأ مِنْهُ بِالصّفةِ، لِعلْم المُخاطب بِمَا يَعْنِي. وَقد أَخْدَرَ الجاريةَ، وخَدَّرها، وخَدَرت فِي خِدرها، وتَخدّرت هِيَ، واختدرت، قَالَ ابنُ أَحْمَر:

وضَعْنَ بِذِي الجَذاء فُضولَ رَيْطٍ لِكَيْما يَخْتدِرْنَ ويَرْتدينَا

ويروى: بِذِي الجذاة.

وأختدرت القارَةُ بالسَّراب: استْتَرت بِهِ فَصَارَ لَهَا كالخِدْر، قَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى أَتَى فلكَ الدَّهناء دُونهمُ واعْتمّ قُورُ الضُّحَى بالآل واخْتدرَا

وخَدَّرت الظَّبيةُ خِشْفها فِي الخَمَر والهَبَط: سَتَرتْه هُنَالك.

وخِدْرُ الْأسد: أجَمتُه.

وخَدَر الأسدُ خُدُورا، وأخْدر: لَزم خِدْرَه وَأقَام.

وأخدره عَرينهُ: وارَاه.

والمُخْدِرُ: الَّذِي اتخذ الأجمةَ خِدْرَا، أنْشد ثَعْلَب:

مَحَلاً كَوَعْناء القنافِذ ضارِباً بِهِ كَنَفاً كالمُخْدِر المُتأجمِ

والخادر: الَّذِي خَدر فِيهَا.

وخَدر بِالْمَكَانِ، وأخْدر: أَقَامَ، قَالَ:

إِنِّي لأَرْجو من شَبيبٍ بِراَّ والحَرُّ إِن اخْدضرتُ يَوْمًا قَرَّا

والخَدَرُ: المطَر، لِأَنَّهُ يُخَدِّرُ الناسَ فِي بيُوتهم.

والخَدْرة: المَطْرة.

ويومٌ خَدِرٌ: باردٌ نَدٍ.

والخَدِرُ، والخَدَرُ: الظُّلْمة.

وليلٌ أخْدَرُ. وخَدِرٌ، وخَدُرٌ، وخُدارى: مُظلم.

وَقَالَ بعضُهم: اللَّيْل خَمسة أَجزَاء: سُدْفةٌ، وستْفَةٌ، وهَجْمَة: ويَعْفُور، وخُدْرةٌ، فالخُدرة، على هَذَا: آخر اللَّيْل.

وأخْدَر القومُ، كألْيَلُوا.

وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سَوْدَاء، قَالَ ذُو الرّمة: وَلم يَلْفِظ الفَرْثَى الخُداريَّة الوَكْرُ وَقَوله:

كأنّ عُقاباً خُداريّةً تُنَشِّر فِي الجَوِّ مِنْهَا جَناحا

فسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: تكون العُقاب الطائرةَ وَتَكون الرايَة، لِأَن الرَّايَة يُقَال لَهَا: عُقاب، وَتَكون أبراداً، أَي: إِنَّهُم يَبْسطون أبرادهم فَوْقهم.

وشَعرٌ خُداري: أسود.

وكل مَا مَنع بَصراً عَن شَيْء: فقد أخْدره.

والخَدَرُ: المكانُ المُظِلم الغامض، قَالَ هُدبة: إِنِّي إِذا استخفى الجَبان بالخَدَرْ والخَدَرُ: امذلالٌ يَغْشى الأَعْضاء من دَاءٍ أَو شَراب، خَدِر خَدَرا، فَهُوَ خَدِر، وأخْدره ذَلِك.

والخَدَرُ فِي الْعين: فُتورها.

وَقيل: هُوَ ثِقلٌ فِيهَا من قَذىً يُصيبها.

وعَينٌ خَدراء: خَدرةٌ.

والخَدَرُ: الكَسَل.

والخَدِرُ: الكَسِل.

والخادرُ: المُتحيِّر.

والخادرُ، والخَدُور، من الدَّوَابّ وَغَيرهَا: المُتخلِّف الَّذِي لم يَلحق، وَقد خَدَر.

وخَدَرت الظبيةُ خَدْراً: تَخلَّفت عَن القطيع.

والخدُور من الظباء وَالْإِبِل: المُتخلِّفة عَن القطيع. وخَدِرَ النهارُ خَدَرا، فَهُوَ خَدرٌ: اشْتدّ حَرُّه وسَكنتْ ريحُه.

والخِدارُ: عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلَى اللُّؤْمَة.

وخُدارُ: اسمُ فَرس، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي للقَتَّال الكِلابي:

وتَحْملني وبَزَّةَ مَضْرَحىٍّ إِذا مَا ثَوب الدَّاعِي خُدارُ

وأخدرُ: فحلٌ من الخَيل، أُفْلِت فتوَحَّش وحَمَى عدّة غاباتٍ وضَرب فِيهَا، قيل: إِنَّه كَانَ لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام.

والاخدرية من الْخَيل، منسوبة إِلَيْهِ.

والاخدريّة من الحُمْر: منسوبة إِلَى فَحل، يُقَال لَهُ: الأخَدْر.

وَقيل: هُوَ فرس، وَقيل: هُوَ حمَار.

وَقيل: الاخدرية: منسوبة إِلَى الْعرَاق، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك.

وَيُقَال للأَخْدريّة من الحُمر: بناتُ الأَخْدر.

وَبَنُو خُدرة: بطنٌ من الأنَصار، مِنْهُم: أَبُو سَعيد الخُدري.

وخَدُورة: مَوضعٌ بِبِلَاد بني الْحَارِث ابْن كَعْب، قَالَ لبيد:

دعَتْنيِ وفاضتْ عينُها بِخَدُورة فجِئتُ غَشاشاً إِذْ دَعتْ أمُّ طارقِ

خدر

1 خَدَرَ and خَدِرَ, as intrans. vs.: see 4, in six places: A2: and for the former, as a trans. v.: see 2, in two places.

A3: خَدِرَ, aor. ـَ inf. n. خَدَرٌ, said of a limb, (Msb, K,) and of the body, (TA,) and خَدِرَتْ, inf. n. as above, said of the leg or foot, (S, A,) and of the arm or hand, (TA,) It was, or became, benumbed, or torpid, or affected by a languidness, or laxity, (S, Msb, K,) or by a heaviness, (IAar,) and an impotence of exercising motion, (IAar, Msb,) or by a contraction of the sinews; (TA;) said of the leg or foot [&c.], it became asleep. (TA in art. بسر.) b2: Also خَدِرَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He became languid from drinking wine or medicine. (TA: but only the inf. n. of the v. in this sense is there mentioned.) And (assumed tropical:) He was, or became, lazy, or slothful, and languid. (K, * TA: but in this instance, also, only the inf. n. is mentioned.) And خَدِرَتْ عِظَامُهُ (S, A) (tropical:) His bones became feeble. (A.) and خَدِرَتْ عَيْنُهُ, (A,) inf. n. as above, (K,) (tropical:) His eye became languid: (K, TA:) or became heavy, (A, K,) by reason of rubbing, (A,) or from a mote in it. (A, K.) b3: And خَدِرَ, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) said of the day, (TA,) (assumed tropical:) It became intensely hot: b4: and (assumed tropical:) intensely cold: (K, TA: [see also the part. n. خَدِرٌ:]) b5: and (tropical:) it was, or became, calm; without wind, and without a breeze. (A, TA.) 2 خدّر, (A, Msb,) inf. n. تَخْدِيرٌ; (K;) and ↓ اخدر, (A, Msb,) inf. n. إِخْدَارٌ; (K;) and ↓ خَدَرَ, (Msb,) inf. n. خَدْرٌ; (K;) He, (Msb,) or they, namely, her family, (A, Msb,) made a girl to keep herself behind, or within, the curtain; (A, Msb, K;) and kept her from menial employments and from going out to accomplish her wants. (Msb.) b2: [Hence,] خَدَّرَتْ (assumed tropical:) She (a gazelle) concealed her young one in a covert of trees or the like, or in a hollow. (TA.) and ↓ اخدر (tropical:) It (a lurking-place) concealed a lion; (K, TA;) [as also ↓ خَدَرَ: (see مَخْدُورٌ:)] and (assumed tropical:) it (anything) prevented a thing from being seen. (TA.) b3: [And hence,] خدّر (assumed tropical:) It (rain) confined people in their houses or tents. (TA.) and ↓ اخدر (assumed tropical:) It (night) confined, detained, or withheld, a person. (TA.) A2: See also 4, where it is app. a mistranscription for تخدّر.

A3: خدّر (A) and ↓ اخدر (K) also signify It made a limb, (K,) and the body, (TA,) and a leg or foot, (A,) and an arm or a hand, (TA,) to become خَدِر, i. e. benumbed, &c. (A, K, TA. [See خَدِرَ.]) You say, خَدَّرَتْهُ المَقَاعِدُ, meaning Long sitting [lit. the sitting-places] made his legs, or feet, to be in that state. (A, TA.) 3 خَادَرَنِى [He acted covertly with me]. (A, TA. [In both, يُخَادِرُنِى is coupled with يُسَاتِرُنِى.]) 4 أَخْدَرَتْ She (a girl) kept herself behind, or within, the curtain; (Es-Sarakustee, Msb;) as also ↓ تخدّرت, (A, TA,) and ↓ اختدرت, and فِى خِدْرِهَا ↓ خَدَرَتْ. (TA.) b2: [Hence,] ↓ تخدّر [in the CK ↓ خدّر (app. a mistranscription)] and ↓ اختدر (assumed tropical:) He concealed, or hid, himself; (K, TA;) as also ↓ خَدِرَ, like فَرِحَ [in measure]: (TA:) whence the saying, القَارَةُ بِالسَّرَابِ ↓ اِخْتَدَرَتِ, i. e. [The small isolated mountain, or the like,] became concealed by the mirage. (TA.) [Hence also,] اخدر (tropical:) He (a lion) kept himself in his lurking-place; (S, A, K;) as also ↓ خَدِرَ and ↓ خَدَرَ, (TA,) or خَدَرَ فِى عَرِينِهِ. (A, TA.) and (assumed tropical:) It (a bird) remained in its nest. (S.) and (assumed tropical:) He (a man) remained, stayed, or abode; (S, K;) بِمَكَانٍ in a place; as also ↓ خَدَرَ, inf. n. خَدْرٌ; (K;) and فِى أَهْلِهِ among his family. (S.) And ↓ خَدَرَ, (S,) inf. n. خَدْرٌ (K,) (assumed tropical:) He (a gazelle) remained behind the herd; not going with it: (S, K:) and he (a beast) remained behind; not overtaking, or coming up with, the others. (TA.) And اخدروا (assumed tropical:) They entered upon night [and so became concealed from view]. (TA.) And (assumed tropical:) They entered upon a day of rain, and of clouds or mist, and of wind: (K:) or rain came upon them. (S.) A2: اخدر as a trans. v.: see 2, in four places.5 تَخَدَّرَ see 4, in two places.8 إِخْتَدَرَ see 4, in three places.

خِدْرٌ A curtain (S, A, Msb, K) that is extended for a girl in a part of a house, or chamber, or tent; as also ↓ أُخْدُورٌ: (K:) and hence, (M,) any chamber, or house, or tent, or the like, that conceals a person: (M, K:) or a chamber, or house, or tent, in which is a woman; not otherwise: (Msb:) pl. [of mult.] خُدُورٌ (A, Msb, K) and [of pauc.] أَخْدَارٌ, and pl. pl. [i. e. pl. of the latter of these two, or pl. of أُخْدُورٌ,] أَخَادِيرُ. (K.) b2: [And hence, A vehicle composed of] pieces of wood set up over the saddle (قَتَب) of the camel, and curtained with a piece of cloth; (K;) i. e. a هَوْدَج. (TA.) b3: [Hence also,] (tropical:) The lurking-place of a lion. (S, K, TA.) b4: See also what next follows.

خَدَرٌ: inf. n. of خَدِرَ [q. v.]. (Msb, K.) A2: Also, and ↓ خِدْرٌ, (assumed tropical:) The darkness of night: (K:) or darkness absolutely; as also ↓ خُدْرَةٌ: (TA:) or this last signifies intense darkness: (K TA:) or, accord. to some, the night consists of five divisions, سُدْفَةٌ and سُتْفَةٌ and هَجْمَةٌ and يَعْفُورٌ and خُدْرَةٌ; so that this last signifies the last [of five divisions] of the night: or, accord. to Kr, the division next before this is called هَزِيعٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A dark place: (K:) or a dark, and low or depressed, place. (Ham p. 234.) b3: See also خُدَارِىٌّ. b4: (assumed tropical:) Rain: (S, K:) or clouds, or mist, and rain. (ISk.) A3: See also خُدْرَةٌ.

خَدُرٌ: see خُدَارِىٌّ.

خَدِرٌ, applied to a limb, Affected with خَدَر, or numbness, &c. (K.) b2: [Hence,] عَيْنٌ خَدِرَةٌ and ↓ خَدْرَآءُ (tropical:) An eye in a languid state: or heavy, by reason of rubbing, or from a mote in it. (TA.) And يَعْفُورٌ خَدِرٌ (tropical:) [A gazelle, or young gazelle, &c., with languid eyes,] as though drowsy, (S, A,) by reason of the motionless state of its eye, and its weakness. (A.) b3: يَوْمٌ خَدِرٌ (assumed tropical:) A day intensely hot: (Lth:) b4: and [intensely cold: (see خَدِرَ:) or] cold and damp: (TA:) or damp: (S:) or rainy, and cloudy or misty: (Az:) and لَيْلَةٌ خَدِرَةٌ (assumed tropical:) A night cold and damp: (TA:) or damp. (S.) b5: See also خُدَارِىٌّ.

خَدْرَةٌ (assumed tropical:) A rain. (TA.) خُدْرَةٌ [i. q. ↓ خَدَرٌ (inf. n. of خَدِرَ) as meaning Numbness, &c., or] heaviness of a leg, and inability thereof to walk. (IAar.) b2: See also خَدَرٌ.

خُدْرِىٌّ (assumed tropical:) A black ass: (K:) as though a rel. n. from خُدْرَةُ اللَّيْلِ [The darkness, or intense darkness, of night]. (TA. [See also خُدَارِىٌّ.]) خَدُورٌ: see خَادِرٌ, in two places.

خُدَارِىٌّ (tropical:) A dark night; (S, A, K;) as also ↓ أَخْدَرُ (K) and ↓ مُخْدِرٌ (A) and ↓ خَدِرٌ and ↓ خَدَرٌ and ↓ خَدُرٌ. (K.) (assumed tropical:) A black cloud. (S.) (assumed tropical:) A camel intensely black: (S, K:) fem. with ة. (S. [See also خُدْرِىٌّ.]) (tropical:) Black hair. (A.) And خُدَارِيَّةٌ الشَّعَرِ (tropical:) A black-haired girl. (A.) b2: خُدَارِيَّةٌ also signifies (assumed tropical:) An eagle; (S, K;) because of its colour; (S;) i. e. its intense blackness. (IB.) In the following verse, كَأَنَّ عُقَابًا خُدَارِيَّةً

تُنَشِّرُ فِى الجَوِّ مِنْهَا جَنَاحَا [which may be rendered, As though a black eagle spread in the sky its wing], Th says that the poet may mean, by عُقَابًا, the bird [so called], or a banner, or garments of the kind called أَبْرَاد, which they spread over them. (TA.) خَادِرٌ (S, A, K) and ↓ مُخْدِرٌ (A, TA) [originally Keeping behind, or within, the خِدْر, or curtain. b2: And hence,] (tropical:) A lion keeping, or abiding, in his lurking-place: (A, * K, * TA:) or entering into it. (S, TA.) And the former, and ↓ خَدُورٌ, (assumed tropical:) A gazelle remaining behind the herd; not going with it: and (assumed tropical:) a beast that remains behind; not overtaking, or coming up with, the others: and ↓ خَدُورٌ likewise signifies (assumed tropical:) a camel that is in the rear of the other camels; that remains behind them, and when it sees them go on, goes on with them. (TA.) A2: خَادِرٌ signifies also (assumed tropical:) Languid, and lazy, or slothful. (S.) b2: And (tropical:) A gazelle having feeble bones. (TA.) أَخْدَرُ: [fem. خَدْرَآءُ:] see خُدَارِىٌّ.

A2: عَيْنٌ خَدْرَآءُ: see خَدِرٌ.

A3: بَنَاتُ الأَخْدَرِ: see what next follows.

أَخْدَرِىٌّ A wild ass: (S, K:) so called from a certain stallion named الأَخْدَرُ: (TA:) some say, (TA,) this was a horse, (A, TA,) belonging to Ardasheer, that became wild: (A:) and some say that he was an ass: or so called in relation to El-'Irák, but ISd says, I know not how this is: (TA:) the pl. is أَخْدَرِيَّاتٌ; (A;) and بَنَاتُ

↓ الأَخْدَرِ is used as a pl.; (TA;) and [in like manner] بنات الأَخْدَرِىِّ means the [wild] she-asses. (TA in art. بنى.) b2: الأَخْدَرِيَّةُ A certain race of horses: so called from a stallion named أَخْدَرُ. (K.) أُخْدُورٌ: see خِدْرٌ.

مُخْدَرٌ and مُخْدَرَةٌ: see مُخَدَّرَةٌ.

مُخْدِرٌ: see خَادِرٌ: b2: and مُخَدَّرَةٌ: A2: and see also خُدَارِىٌّ.

مُخَدَّرَةٌ (S, A, K) and ↓ مُخْدَرَةٌ and ↓ مَخْدُورَةٌ (K) A girl kept behind, or within, the curtain. (S, A, K.) b2: And مُخَدَّرٌ (TA) and ↓ مَخْدُورٌ (A, TA) A curtained [vehicle of the kind called]

هَوْدَج. (A, TA.) b3: [And hence,] ↓ مَخْدُورٌ and ↓ مُخْدَرٌ (in some copies of the K and in the TA مُخْدَرٌ and ↓ مُخْدِرٌ) (tropical:) A lion concealed in his lurking-place. (K, TA.) مَخْدُورٌ and مَخْدُورَةٌ: see what next precedes, in three places.
خدر
: (الخِدْرُ، بالكَسْرِ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارِءَعة فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ، كالأُخْدُورِ) ، بالضَّمّ، (و) فِي المُحْكَم: ثُمَّ صَار (كُلُّ مَا وَارَاكَ مِنْ بَيْتٍ ونَحْوِه) خِدْراً. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ إِذا خُطِبَ إِليه إِحْدَى بَناتِه أَتَى الخِدْرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلاناً يَخْطُب. فإِن طَعَنَت فِي الخِدْر لم يُزَوِّجها) مَعْنَى طَعَنَت فِي الخِدْر: دَخَلَت وذَهبَت، كَمَا يُقَال: طَعَنَ فِي المَفازَة، إِذا دَخَل فِيهَا، وَقيل مَعْنَاهُ: ضَرَبَت بِيَدِهَا. ويَشْهَد لَهُ مَا جاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى (نَقَرَت الخِدْرَ) مَكَان (طَعَنَت) ، (ج خُدُورٌ وأَخْدَارٌ) و (جج أَخَادِيرُ) ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ.
(و) الخِدْر: (خَشَباتٌ تُنْصَبُ فَوْقَ قَتَبِ البَعِير مَسْتُورَةً بثَوْب) ، وَهُوَ الهَوْدَجُ.
وَمن المَجَاز: هَوْدَجٌ مَخْدُورٌ ومُخَدَّرٌ: ذُو خِدْرٍ. أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابِيّ:
صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ فِي ظَهْرِه
كَأَنَّه مُخَدَّرٌ فِي خِدْرِهِ
أَراد فِي ظَهْرِهِ سَنًّمٌ تامِكٌ كأَنَّه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فَأَقَام الصِّفَة مُقَامَ المَوْصُوف.
(و) من المَجاز: الخِدْرُ: (أَجَمَةُ الأَسَدِ. ومِنْه) قولُهُم: (أَسَدٌ خَادِرٌ) ، أَي مُقيمٌ فِي عَرِينِ دَاخِلٌ فِي الخِدْر. وخَدَرَ فِي عَرِينِه. وَفِي قَصِيدة كَعْبٍ ابْنِ زُهَيْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
وكذالك أَخْدَرَ فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كَانَ فِي خِدْرِه، وَهو بَيْتُه.
(و) الخَدْرُ. (بالفَتْح: إِلزامُ البِنْتِ الخِدْرَ، كالإِخْدارِ والتَّخْدِيرِ) ، أَخْدَرَهَا إِخْدَاراً وخَدَّرَهَا، (وَهِيَ مخْدُورةٌ ومُخْدَرَةٌ ومُخْدَّرَةٌ) ، وَقد خَدَرَت فِي خِدْرِهَا وتَخَدَّرت واخْتَدَرَت.
كتاب (و) الخَدْرُ: (الإِقَامَةُ بالمَكَان، كالإِخْدارِ) ، قَالَ:
إِنّي لأَرْجُو من شَبِيب بِرَّا
والحَرُّ إِنِ أَخْدَرْتُ يوْماً قَرَّا
وأَخْدَرَ فُلانٌ فِي أَهْلِه: أَقامَ فِيهِم. وأَنْشَد الفَرَّاءُ:
كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا
أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا
يَعْنِي أَقامَ فِي وَكْرِه.
(و) الخَدْر: (تَخَلُّفُ الظَّبْيَةِ عَنِ القَطِيعِ) ، وَقد خَدعرَت، مثْل خَذَلَت، فَهِيَ خادِرٌ وخَدُورٌ.
(و) الخَدْر: (التَّحَيُّر) ، والخادِرُ: المُتَحَيِّر.
(و) الخَدَرُ، (بالتَّحْرِيك: امْذِلاَلٌ يَغْشَى الأَعْضَاءَ) : الرِّجْلَ واليَدَ والجَسَدَ. وَقد (خَدِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ خَدِرٌ) ، وخَدِرَت الرِّجْلُ تَخْدَر. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر (أَنَّه خَدِرَتْ رِجْلُه، فقِيلَ لَهُ: مالِرِجْلِك؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُها، قِيل: اذْكُر أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْك، قَالَ: يَا مُحَمَّد. فبَسَطَها) .
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخُدْرَة: ثِقَلُ الرِّجل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ. خَدِرَ خَدَراً فَهُوَ خَدرٌ. (وأَخْدَرَه) ذالِك.
(و) الخَدَرُ: (فُتُورُ العَيْنِ، و) قيل الخَدَر: (ثِقَلٌ فِيهَا مِنْ) حِكَّةٍ و (قَذًى) يُصِيبُها. وعَيْنٌ خدْرَاءُ: خَدِرَة، وَهُوَ مَجاز.
(و) الخَدَرُ: (الكَسَلُ) والفُتُور. وخَدِرَت عِظامُه: فَتَرَت، وَهُوَ مجَاز.
والخَادِرُ من الظِّبَاءِ: الفاتِرُ العِظَامِ. والخادِر: الفاتِرُ الكَءْحلان.
(و) الخَدَرُ: (المَطَرُ) ، لأَنَّه يُخَدَّر النَّاسَ فِي بُيُوتهم. والخَدْرَةُ: المَطْرةُ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الخَدَر: الغَيْم والمطَر. وأَنشد:
لَا يُوِقُدونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ
ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ ويَسْتُرُونَ النَّارَ من غَيْرِ خَدَر.
يَقُول: يَسْتُرون النَّارَ مَخَافَة الأَضْيَافِ من غَيْرِ غَيْمٍ وَلَا مَطَرٍ.
(و) الخَدَرُ: (ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، ويُكْسَرُ) فِي هاذِه، وَقيل: الخَدَر والخَدِرُ: الظُّلْمَةُ مُطْلَقاً.
(و) من المَجَازِ: الخَدَر: (اللَّيْلُ المُظْلِم، كالأَخْدَرِ والخَدِرِ) ، ككَتِفٍ، (والخَدُرِ) ، كنَدُس، (والخُدَارِيِّ) ، بالضَّمِّ. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: وأَصْل الخُدَارِيّ أَنَّ اللَّيلَ يُحْدِر النَّاسَ، أَي يُلْبِسُهُم.
(و) الخَدَرُ: (المَكَانُ المُظْلِمُ) الغَامِضُ. قَالَ هُدْبَةُ:
إِني إِذا اسْتَخْفَى الجَبَانُ بالخَدَرْ
(و) من المَجَازِ: الخَدَر: (اشْتِدَادُ الحَرِّ) . خَدهرَ النَّهَارُ خَدَراً فَهُوَ خَدِرٌ: اشْتَدَّ حَرُّه. قَالَ اللَّيْث: يَوْمٌ خَدِرٌ: شَدِيدُ الحَرِّ. وأَنْشَد لطَرَفة:
ومَجُودٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُه
كالمَخَاضِ الجُرْبِ فِي اليَوْمِ الخَدِرْ
(و) الخَدَر أَيضاً: اشْتِدَادُ (البَرْدِ) . ويَومٌ خَدِرٌ: بَارِدٌ نَدٍ. ولَيلَةٌ خَدِرَةٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: لم يَذْكُر الجَوْهَرِيّ شاهِداً على ذالك. قَالَ: وَفِي الحاشِيَة شاهِدٌ عَلَيْه وَهُوَ.
كالمَخَاضِ الجُرْبِ فِي اليَوْمِ الخَدْرِ
أَي الْيَوْم النَّدِيّ البارِد، لأَنَّ الجَرْبَى يَجْتِمِع فِيهِ بَعْضُها مَعَ بَعْض. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَرَادَ باليَوْم الخَدِرِ المَطِيرَ ذَا الغَيْم. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وإِنَّمَا خَصَّ اليَوْمَ المَطِيرَ بالمَخَاضِ الجُرْبِ، لأَنَّها إِذا جَرِبَت تَوسَّفَت أَوْبارُها، فالبَرْدُ إِلَيْهَا أَسْرَع، والّذي يَقُول بالقَوْلِ الأَوّلِ يَقُولُ فالحَرُّ إِليها أَيضاً أَسْرَ، لأَنَّ جِلْدَها السالِمَ يَقِيها كِلَيْهِمَا. (والخُدَارِيَّةُ، بالضَّمّ: العُقَابُ) لِشِدَّة سَوَادِها. قالَه ابْنُ بَرِّيّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وَلم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدَارِيَّةَ الوَكْرُ
قَالَ شَمِرٌ: يَعْنِي الوَكْر لم يَلْفِظ العُقَابَ، جَعلَ خُرُوجَها من الوَكْر لَفْظاً، مثْلَ خُروجِ الكَلاَمِ من الفَمِ. يَقُول: بَكَرَت هاذه المرأَةُ قبلَ أَنْ تَطِيرَ العُقَابُ من وَكْرِهَا.
وَقَوله:
كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً
تُنَشِّر فِي الجَوِّ مِنْهَا جَنَاحَاً
فَسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: تَكُونُ العُقابُ الطَّائرةَ وتَكُونُ الرَّايَةَ، لأَنَّ الرَّايَةَ يُقَال لَهَا عُقَابٌ، وتَكُون أَبْراداً، أَي أَنَّهُم يَبْسُطون أَبْرَادَهُم فَوَقَهُم.
(والخُدْرَةُ بالضَّمِّ: الظُّلْمَةُ) . وَقيل: الظُّلمَة (الشَّدِيدَةُ) . وَمن ذالك، لَيْلٌ أَخْدَرُ وخَدِرٌ (وخَدُرٌ وخُدَا رِيٌّ) وَقَالَ بعضُهم: اللَّيْلُ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ: سُدْفَةٌ، وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ، ويَعْفُورٌ، وخُدْرَةٌ. فلخُدْرَة على هاذا آخِرُ اللَّيْلِ. ونَقَلَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض عَن كُراع أَنّ الَّذِي قَبْل الخُدْرَةِ يُقَالُ لَه الهَزِيعُ.
(و) الخُدْرَةُ: اسمُ (أَتَان م) ، أَي مَعْرُوف، معروفَةٌ قَدِيما، ويَجُوز أَن يكون الأَخْدَرِيّ مَنْسُوباً إِلَيْهَا، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
(و) خُدْرَةُ، (بِلاَ لاَم: حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ) ، وَهُوَ لَقَبُ الأَبْجرِ بنِ عَوْفِ ابْن الحَارِث بْنِ الخَزْرَج. وَقيل: خُدْرَةُ أُمُّ الأَبْجر، والأَوَّلُ أَصحُّ. قَالَ شيخُنَا: وَبِه جَزَم الأَكْثَر من أَئِمَّة النَّسَب وَلم يُعَرِّجُوا على الثّانِي. وأَغْفَلَ المُصَنِّف الأَبْجَرَ فِي بجر، وصَرَّح بِهِ أَربابُ الأَنساب قَاطِبةً، وَقد أَشَرْنا إِليه هُناك. مِنْهُم أَبُو سَعِيد سَعْدُ بْنُ مالِك الخُدْرِي من مَشَاهِيرِ الصَّحابة، رَوَى عَنهُ جُمْلَة من الصَّحَابَةِ والتَّابِعِين وَكَانَ من نُجَبَاءِ الأَنْصَار وعُلمائِهم تُوفِّيَ سنة 74.(و) خُدْرَةُ (بْنُ كَاهِل فِي بَلِيَ) ، هُوَ ابنُ كَاهِلِ بْنِ رُشْد بن أَفْرَكَ بنِ هَرِمِ ابْن هُنَيّ بن بَلِيّ، قَالَه ابنُ مَاكُولا، ونَقَلَه عَنهُ ابنُ السّمْعَانِيّ فِي الأَنْسَاب، وذكَره أَبو القَاسِم الوَزير أَيضاً فِي الإِيناس.
(وحَبِيبُ بْنُ خْدَرَةَ، تَابعِيٌّ مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاش.
(و) الخِدْرَةُ (بالكَسْرِ لَقَبُ عَمْرِو ابْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ) بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ بَطْنٌ، ذَكَره ابنُ حَبِيب وغَيْرُه.
(و) خَدْرَةُ، (بالفَتْحِ: مُحَدِّثَةٌ) ، وَهِي (مَوْلاَةُ عَبِيدَةَ) ، حَدَّثَت عَن زَيْدٍ العَبْديّ، وعنها المُخْتَارُ بنُ قَيْس، وَالصَّوَاب بالحاءِ المُهْمَلَة، قَالَه الحافِظُ.
(وعَاصِمُ بنُ خَدْرَةَ، لَهُ رِوَايَةٌ) وحَدِيثٌ عِنْد سَعِيد بْن بَشِير عَن قَتَادَة. والصَّواب فِيهِ بالحَاءِ المُهْمَلة كَمَا ضَبَطَه الحَافظ.
(والخَدَرِيُّ، مُحَرَّكَةً) : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ (مُحَمَّد بْن الحَسَن المُحَدِّث) عَن عَبْدِ الرَّحْمان بن أَبي حَاتِمٍ وغَيْرِه.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الخُدْرِيُّ (بالضَّمِّ: الحِمَارُ الأَسْوَدُ) ، كَأَنَّه مَنْسُوٌ إِلى خُدْرَةِ اللَّيْل. (والأَخْدَرِيُّ وَحْشِيُّه) ، مَنْسوبٌ إِلى الأَخْدَرِ: فَحْل لَهُم، قيل هُوَ فَرَسٌ. وقِيل: هُوَ حِمارٌ، وَقيل الأَخْدَرِيَّة مَنْسُوبَة إِلى العِرَاق. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كَيْدَ ذالك. وَيُقَال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُر: بَناتُ الأَخْدَرِ.
(و) خُدَار، (كغُرَاب: فَرسُ القَتَّالِ الكلاَّبيِّ) ، أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ لَهُ:
وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٌّ
إِذا مَا ثَوَّبَ الدَّاعِي خُدَارُ
(و) خِدَارٌ، (ككِتَابٍ: قَلْعَةٌ بصَنعَاءِ) اليَمَن، على مَرْحَلةٍ منْها.
(والخَدَرْنَي) ، بِحَرَكَتَيْن وسُكُونِ الرَّاءِ وفَتْح النُّون وأَلفٍ مَقْصُورة (: العَنْكَبُوتُ) .
(وخَدُورَاءُ) ، كحَرُورَاءَ، ووَقَعَ فِي بعضِ الأُصول خَدُورَةٌ، وذكرَه أَبو عُبيد بالحَاءِ المُهْمَلَة، وقَد تَقدَّمت الإِشَارَةُ إِليه: (ع بِبِلادِ بَلْحارِثِ ابْنِ كَعْبٍ) ، قَالَ لَبِيد:
دَعَتْنِي وفاضَت عَيْنُهَا بِخَدُورَةٍ
فجِئْتُ غَشَاشاً إِذْ دَعَت أُمُّ طارِقِ
(وأَخْدَرُ: فَحْلٌ) من الخَيْل (أُفْلِتَ) فتَوَحَّشَ (فضَرَبَ فِي حُمُر بِكَاظِمَةَ) وحَمَى عِدَّةَ غَابَات وضَرَب فِيهَا، قيل إِنّه كَانَ لسُلَيْمَا بْنِ دَاوُودَ عَلَيْهِ السَّلام، وَفِي الأَساس كَانَ لأَزْدَشير (والأَخْدَريَّةُ) منَ الخَيْل مِنْهُ (ومَنْسُوبَةٌ إِليه) . والأَخْدَرِيَّة من الحُمُر مَنْسُوبة إِليه أَيضاً، وَقيل هِيَ مَنْسُوبَة إِلى العِرَاقِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدري كَيْفَ ذالِك.
(وتَخَدَّرَ واخْتَدَر: اسْتَتَر) ، كخَدِرَ، مثل فَرِحَ. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
وضَعْنَ بِذِي الجَذَاءِ فُضُولَ رَيْطٍ
لِكيْمَا يَخْتَدِرْن ويَرْتَدِينا
أَي يَسْتَتِرن بالخِدْر. ومِنْ ذالِك قَوْلُهم: اخْتَدَرَت القَارَةُ بالسَّرَابِ: استترَت بِهِ فصارَ لَهَا كالخِدْرِ،
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
حَتَّى أَتَى فَلَكَ الدَّهْنَاءِ دُونَهمُ
واعْتَمَّ قُورُ الضُّحَى بالآلِ واخْتَدَرَا
(وأَخْدَرُوا: دَخَلُوا فِي يَوْمِ مَطَرٍ وغَيْم ورِيحٍ) وأَخْدَرُوا: أَظَّلَهُم المَطَرُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأَنْشَدَنِي عُمارَةُ لِنَفْسِه:
فيهنّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كَأَنَّهَا
شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإِخْدَارُأَكَلَّها، أَي أَبْرَزَهَا، وَفِي بعض النُّسَخ أَلاَحَها.
(و) أَخْدَرَ (الأَسَدُ: لَزِمَ الأَجَمَةَ) وأَقامَ واتَّخذَها خِدْراً، كخَدِرَ، كفَرِح فَهُوَ خَادِرٌ، ومُخْدِر.
أَنْشَدَ ثَعْلَب:
مَحَلاًّ كوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضارِباً
بِهِ كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ
والخَادِرُ: الّذي خَدَرَ فِيهَا. وأَسَدٌ خادِرٌ: مُقِيم فِي عَرِينِه داخِلٌ فِي الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيْضاً. وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ ابْنِ زُهَيْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَر فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدَر إِذَا كَانَ فِي خِدْرِه وَهُوَ بَيْتُه وَقد تَقَدَّم قَرِيباً، والمُصَنِّفُ ذكَر الخَادِر أَوَّلاً ثمَّ ذَكَر المُخْدِر، وهاذا مِمَّا عِيب بِهِ أَهْل التَّصْنِيف، وَلَو ذَكَرَهُما فِي مَحَلَ واحِدٍ كَانَ أَحْسَنَ. (والعَرِينُ الأَسَدَ) ، أَي وأَخْدَرَ العرينُ الأَسدَ ويَعْنِي بِهِ بَيْتَه (: سَتَرَهُ) ووَارَاه (فَهُوَ مُخْدَرٌ) ، على صِيغَة اسْمِ المَفْعُول، أَي قد أَخْدَرَه العَرِينُ، (ومُخْدِرٌ) على صِيغَة اسْمِ الفاعِل، أَي قد لَزِمَ الخِدْرَ، وَهُوَ مَجاز، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْرُ مُرَتَّب. وَفِي ذِكْر العَرِين بَعْدَ الأَجَمَةِ حُسْنُ التّفَنّن. وَقَالَ شيخُنا: ومُخْدَرٌ إِن صَحَّ يَنْبَغِي أَن يُزادَ على بَاب مُسْهَب ومُحْصَن فَتَأَمَّل.
(وبَعِيرٌ خُدَارِيٌّ) ، بالضّمّ: (شَدِيدُ السَّوَادِ) ، وناقَة خُداريَّةٌ.
(و) يَقُولُ عَامِلُ الصَّدَقَات: لَيْءْع لِي حَشَفَة وَلَا خَدِرَة. قَالَ الأَصْمَعِيّ: (الخَدِرَةُ) أَي (كزِنِخَة: التَّمرةُ تَقَعَ مِنَ النَّخْلِ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ) ، والحَشَفَة: اليَابِسَةُ، وَقيل: الخَدِرَةُ: هِيَ الَّتِي اسْوَدَّ باطِنُها. وَفِي حَديث الأَنْصَار (اشْتَرَطَ أَن لَا يَأْخُذَ تَمْرةً خَدِرَةً) ، أَي عَفِنَة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
خَدَّرَت الظَّبْيَةُ خِشْفَها فِي الخَمَر والهَبَط: سَتَرَتْه هُنالِك. وأَخْدَر القَوْمُ، كأَلْيَلُوا، وأَخْدَره اللَّيْلُ إِذا حَبَسه، واللَّيْلُ مُخْدِرٌ قَالَ العَجَّاج:
ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ
وَهُوَ مَجَاز.
والخُدارِيُّ: السَّحَابُ الأَسْوَدُ.
وَمن المَجَازِ: جارِيَة خُدارِيَّةُ الشَّعره، وشَعرٌ خُدَارِيٌّ: أَسْوَدُ. وَيُقَال: خَدَّرَتْه المَقَاعِدُ، إِذَا قَعَدَ طَوِيلاً حَتَّى خَدِرَت رِجْلاه.
وَمن المَجاز: إِنَّه لَيُسَاتِرُني ويُخَادِرُني. وكُلُّ مَا مَنَعَ بَصَراً عَن شَيْء فقد أَخْدَرَه.
والخَدَر، مُحَرَّكة، من الشَّرَاب والدَّواءِ: فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَفٌ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخُدْرَة، بالضَّمّ: ثِقَلُ الرِّجْل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ.
وَمن المَجَاز: يَعْفورٌ خَدِرٌ، كأَنَّه ناعِسٌ من سُجُوِّ طَرْفِه وضَعْفِه.
والخَادِرُ والخَدُورُ من الدّوَابِّ وغَيْرِها: المُتَخَلِّف الَّذِي لم يَلْحَق، وَقد خَدَرَ.
والخَدُورُ مِن الإِبِل: الَّتِي تَكُون فِي آخِرِ الْإِبِل، وإِيّاهُ عَنَى الشّاعرُ:
ومَرَّت على ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً
وَقد رَفَعَت أَذْيَالَ كُلِّ خَدُورِ
قَالَ: هِيَ الَّتِي تَخَلَّفَت عَن الإِبِل فلَمَّا نَظَرَت إِلى الَّتي تَسِير سَارت مَعَهَا، ومِثْلُه:
واحتَث مُحْتَثَّاتُهَا الخَدُورَا
وَمن المَجاز: خَدِرَ النَّهَارُ، كفَرِحَ، إِذا سَكَنَت رِيحُه وَلم تَتَحَرَّك وَلم يُوجَدْ فِيهِ رَوْحٌ.
والخِدَارُ: بالكَسْر: عُودٌ يَجْمَع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ. وخُدَارَةُ، بالضَّمّ، أَخو خُدْرَةَ، من الأَنصار. وَمِنْهُم أَبُو مَسْعُود الخُدَارِي الصَّحَابِيّ، هاكذا ضَبَطه ابنُ عَبْدِ البَرّ فِي الاسْتِعَابِ، وابنُ دُرَيْد فِي الاشْتِقاق. وَقَالَ ابنُ إِسْحَاق: هُوَ جِدَارَة بالجِيم المَكْسُورَة، كَمَا نَقَلَه عَنهُ السُّهَيْلِيّ، وَقد أَشَرْنَا إِلَيْه فِي (ج د ر) .
وأُسامَةُ بن أَخْدَرِيّ، لَهُ صُحْبة.
وخِدْرَانُ، بالكَسْر، من الأَعلام.

خدر: الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلُّ ما

واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً.، والجمع خُدُورٌ وأَخْدارٌ، وأَخادِيرُ

جمع الجمع؛ وأَنشد:

حتى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ

وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام؛ كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى

بناته أَتى الخِدْرَ فقال»: إِن فلاناً يَخْطُبُ، فإِن طَعَنَتْ في

الخِدْرِ لم يزوّجها؛ معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة

إِذا دخل فيها؛ وقيل: معناه ضربت بيدها على الخِدْرِ، ويشهد له ما جاء في

رواية أُخْرَى: نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طعنت. وجارية مُخَدَّرَةٌ إِذا

أُلزمت الخِدْرَ، ومَخْدُورَة. والخِدْرُ: خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعير

مستورة بثوب، وهو الهَوْدَجُ؛ وهودج مَخْدُورٌ ومُخَدَّر: ذو خِدْرٍ؛ أَنشد

ابن الأَعرابي:

صَوَّى لها ذا كَذْنَةٍ في ظَهْرِه،

كأَنه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ

أَراد في ظهره سَنامٌ تامك. كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فأَقام الصفة

التي هي قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام، كما قال:

كأَنَّكَ من جِمالٍ بَني أُقَيْشٍ،

يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنَّ

أَي كأَنك جمل من جمال بني أُقيش، فحذف الموصوف واجتزأَ منه بالصفة لعلم

المخاطب بما يعني. وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها

وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ؛ قال ابن أَحمر؛

وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ،

لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا

ويروى: بذي الجذاةِ. واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ: استترت به فصار

لها كالخِدْرِ؛ قال ذو الرمة:

حتى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ،

واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا

وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها في الخَمَرِ والهَبَطِ: سَتَرَتْهُ هنالك.

وخِدْرُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ: لزم

خِدْرَه وأَقام، وأَخْدَرَه عَرِينُه: واراه. والمُخْدِرُ: الذي اتخذ

الأَجَمَةَ خُِدْراً؛ أَنشد ثعلب:

مَحَلاًّ كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً

به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ

والخادِرُ: الذي خَدَرَ فيها. وأَسَدٌ خادِرٌ: مقيم في عَرِينهِ داخلٌ

في الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيضاً. وخَدَرَ الأَسدُ في عَرِينهِ، ويعني

بالخِدْرِ الأَجَمَةَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ،

بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونه غِيلُ

خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ، فهو خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه،

وهو بيته، وخَدَرَ بالمكان وأَخْدَرَ: أَقام؛ قال:

إِنِّي لأَرْجو من شَبِيبٍ بِرّاً

والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يوماً قَرَّا

وأَخْدَرَ فلان في أَهله أَي أَقام فيهم؛ وأَنشد الفراء:

كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا،

أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا

يعني أَقام في وٍكْرِه. والخَدَرُ: المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ في

بيوتهم؛ قال الراجز:

ويَسْتُرونَ النَّارَ من غيرِ خَدَرْ

والخَدْرَةُ: المَطْرَةُ. ابن السكيت: الخَدَرُ الغيم والمطر؛ وأَنشد

الراجز أَيضاً:

لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ،

ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ،

ويَسْتُرون النَّارَ من غيرِ خَدَرْ

يقول: يسترون النار مخافة الأَضياف من غير غيم ولا مطر. وقد أَخْدَرَ

القوم: أَظلهم المطر؛ وقال:

شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ

ويوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وليلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بري: لم يذكر

الجوهري شاهداً على ذلك؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره،

وهو:وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها،

كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ

قال ابن بري: البيت لطرفة بن العبد. والظلمان: ذكور النعام، الواحد

ظليم. والزَّعِلُ: النشيط والمَرِحُ. والمخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض

الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام، وخص

اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض؛ ومنه

قيل للعُقابِ: خُدارِيَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج:

وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر

وقال ابن الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي

يُلْبِسهُم؛ ومنه قوله:

«والدَّجْنُ مُخْدِرٌ».

أَي ملبس؛ ومنه قيل للأَسد. خادر؛ قال الأَزهري: وأَنشدني عمارة لنفسه:

فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها

شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ

أَكلها: أَبرزها، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم. والخَدَرُ

والخَدِرُ: الظلمة. والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ

وخُدارِيُّ: مظلم؛ وقال بعضهم: الليل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ

وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل. وأَخْدَرَ

القومُ: كأَلْيَلُوا. وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حبسه، والليل مُخْدِرٌ؛

قال العجاج يصف الليل:

ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ

والخُدارِيُّ: السحاب الأَسودُ. وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد،

وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ

الشَّعَرِ. وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة:

ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُِ

قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل

خروج الكلام من الفم، يقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ

من وَكْرِها؛ وقوله:

كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً

تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا

فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، وتكون الرايَةَ لأَن الراية

يقال لها عُقابٌ. وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم.

وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود. وكل ما منع بصراً عن شيء، فقد أَخْدَرَهُ.

والخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛

إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ

والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ. وقد

خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري

الشاربَ وضَعْفٌ. ابن الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من

المشي. خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، وأَخْدَرَهُ ذلك. والخَدَرُ في العين:

فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ.

والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة:

جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا،

آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ

خَدِرٌ: كأَنه ناعس. والخَدِرُ من الظباء: الفاتر العظام. والخادِرُ:

الفاتِرُ الكَسْلانُ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَزَقَ الناسَ

الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشاربَ قبل

السكر، ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما:

أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له: ما لرجْلكَ؟ قال: اجتمع عَصَبُها، قيل:

اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك، قال: يا محمدُ، فَبَسَطَها. والخادِرُ:

المُتَحَيِّرُ. والخادِرُ والخَدُورُ من الدواب وغيرها: المُتَخَلِّفُ الذي لم

يَلْحَقْ، وقد خَدَرَ. وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً: تخلفت عن القطيع

مثل خَذَلَتْ. والخَدُورُ من الظباء والإِبل: المتخلفة عن القَطِيع.

والخَدُورُ من الإِبل: التي تكون في آخر الإِبل؛ وقول طرفة:

وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ،

بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ

(* رواية ديوان طرفة لهذا البيت:

وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ

ببَهكِنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَّمدِ).

أَراد: تقصير يوم الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ، الواو واو الحال أَي

في حال إِخْدارِ الدَّجْنِ؛ وقوله:

ومَرَّتْ على ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً،

وقد رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ

الخَدُورُ: التي تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلى التي تسير سارت معها؛

قال ومثله:

واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا

قال: ومثله:

إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ،

حتى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ

وخَدِرَ النهارُ خَدَراً، فهو خَدِرٌ: اشتد حره وسكنت ريحه ولم تتحرك

فيه ريح ولا يوجد فيه رَوْحٌ. الليث: يوم خَدِرٌ شديد الحر؛ وأَنشد:

كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوم الخَدِرْ

قال أَبو منصور: لأَراد باليوم الخَدِرِ المَطِيرَ ذا الغيم؛ قال ابن

السكيت: وإِنما خص اليوم المطير بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ

تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع.

والخِدارُ: عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ.

وخُدارُ: اسم فرس؛ أَنشد ابن الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ:

وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ،

إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي، خُدارُ

وأَخْدَرُ: فحل من الخيل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ

وضَرَبَ فيها، قيل إِنه كان لسليمان بن داود، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام؛ والأَخْدَرِيَّةُ من الخيل: منسوبة إِليه. والأَخْدَرِيَّةُ من

الحُمُرِ: منسوبة إِلى فحل يقال له الأَخْدَرُ: قيل: هو فرس، وقيل: هو حمار،

وقيل: الأَخْدَرِيَّةُ منسوبة إِلى العراق؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف

ذلك. ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُرِ: بناتُ الأَخْدَرِ. والأَخْدَرِيُّ:

الحمارُ الوَحْشِيُّ؛ وفي التهذيب: والأَخْدَريُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ

كأَنه نسب إِلى فحل اسمه أَخْدَرُ؛ قال: والخُدْرَةُ اسم أَتان كانت

قديمة فيجوز أَن يكون الأَخْدَرِيُّ منسوباً إِليها. الأَصمعي: إِذا تخلف

الوحشي عن القطيع قيل: خَدَرَ وخَذَلَ؛ وقال ابن الأَعرابي: الخُدَرِيُّ

الحمار الأَسود.

الأَصمعي: يقول عاملُ الصدقات: ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ؛ فالحشفة:

اليابسة، والخَدِرَةُ: التي تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ. وفي حديث

الأَنصار: اشْتَرَطَ أَن لا يأْخذ ثَمْرَةً خَدِرَةً؛ أَي عَفِنَةً، وهي

التي اسودّ باطنها.

وبنو خُدْرَةَ: بطن من الأَنصار منهم أَبو سعيد الخُدْرِيُّ.

وخَدُورَةُ: موضع ببلاد بني الحرث بن كعب؛ قال لبيد:

دَعَتْني، وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ،

فَجِئتُ غِشاشاً، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ

فرش

(فرش) الطَّائِر رَفْرَف بجناحيه وبسطهما وَالزَّرْع انبسط وامتد على وَجه الأَرْض وَفُلَان الدَّار بلطها وَفُلَانًا بساطا أفرشه إِيَّاه
(ف ر ش) : (الْفِرَاشُ) مَا يُفْرَشُ أَيْ يُبْسَطُ عَلَى الْأَرْضِ (وَقَوْلُهُ) بَاعَ قُطْنًا أَوْ صُوفًا فِي فِرَاشٍ يَعْنِي الْمِثَالَ الَّذِي يُنَامُ عَلَيْهِ (وَمِنْهُ) «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» أَيْ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَالْعَاهِرُ الزَّانِي وَيُقَالُ عَهَرَ إلَى الْمَرْأَةِ عَهْرًا وَعُهُورًا مِنْ بَابِ مَنَعَ إذَا أَتَاهَا لَيْلًا لِلْفُجُورِ بِهَا (وَقَالَ) أَبُو عُبَيْدٍ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ أَيْ: لَا حَقَّ لَهُ فِي النَّسَب كَقَوْلِهِمْ لَهُ التُّرَابُ أَيْ لَا شَيْءَ لَهُ وَبَعْضُهُمْ حَمَلَهُ عَلَى الظَّاهِرِ وَالرَّجْمُ بِالْحِجَارَةِ (وَافْتَرَشَ ذِرَاعَيْهِ) أَلْقَاهُمَا عَلَى الْأَرْضِ (وَالْفَرْشُ) فِي قَوْله تَعَالَى {حَمُولَةً وَفَرْشًا} [الأنعام: 142] مَا يُفْرَشُ لِلذَّبْحِ أَيْ يُلْقَى مِنْ صِغَارِ الْإِبِلِ وَالْبَقَر وَالْغَنَمِ وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجَمْعُ (وَالْفَرَاشُ) بِالْجَمْعِ غَوْغَاءُ الْجَرَادِ وَهُوَ مَا يُتَفَرَّشُ أَيْ يَبْسُطُ ذِرَاعَيْهِ وَيَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَكَأَنَّ دُودَ الْقَزِّ سُمِّيَتْ فَرَاشًا لِأَنَّهَا تَصِيرُ كَذَلِكَ إذَا خَرَجَتْ مِنْ الْفَلِيقِ (وَمِنْهُ) وَلَوْ اشْتَرَى بَزْرًا مَعَهُ فَرَاشٌ.
فرش: {فراشا}: مهادا فيه جماعة. {كالفراش}: شبه البعوض يتهافت في النار.
(فرش)
النَّبَات فرشا انبسط على وَجه الأَرْض وَالشَّيْء فرشا وفراشا بَسطه وَيُقَال فرش الطَّائِر جناحيه رَفْرَف بهما وبسطهما وفرش لفُلَان بساطا أَو نَحوه بسطة لَهُ فِي ضيافته وفرش الدَّار وَنَحْوهَا بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوهَا بسطها فِيهَا وَالْأَمر بثه وَفُلَانًا أمره بَسطه لَهُ كُله وأعلمه إِيَّاه
(فرش) - في حديث مَالِك: "في المُنقِّلَة التي تَطِير فَرَاشُها خَمْسة عَشَر"
المُنقِّلَة : نَوعٌ من الشِّجاج، والفَراش: عِظامٌ رِقَاقٌ تَليِ القِحْف.
وكلّ رَقيق من عَظْم أو حديدٍ فَراشَة؛ ومنه فَراشَة القُفْل. وشَجَّة مُفْتَرَشَةٌ، ومُفْرَشَةٌ: تَبلُغ فَراشَ الرَّأس.
- في حَديثِ أُذَيْنَةَ: "في الظُّفْر فرْشٌ من الإِبِلِ"
يقال للمَواشي التي لا تَصلُح إلّا للذَّبْح: فَرْش كَأَنها التي تُفرَشُ للذَّبْح.
فرش
الفَرْشُ: بسط الثّياب، ويقال لِلْمَفْرُوشِ:
فَرْشٌ وفِرَاشٌ. قال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً [البقرة/ 22] ، أي: ذلّلها ولم يجعلها ناتئة لا يمكن الاستقرار عليها، والفِرَاشُ جمعه: فُرُشٌ. قال: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ [الواقعة/ 34] ، فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ [الرحمن/ 54] . والفَرْشُ: ما يُفْرَشُ من الأنعام، أي: يركب، قال تعالى: حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام/ 142] ، وكنّي بِالْفِرَاشِ عن كلّ واحد من الزّوجين، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «الولد للفراش» وفلان كريم المَفَارِشِ ، أي:
النّساء. وأَفْرَشَ الرّجل صاحبه، أي: اغتابه وأساء القول فيه، وأَفْرَشَ عنه: أقلع، والفَرَاشُ:
طير معروف، قال: كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ [القارعة/ 4] ، وبه شبّه فَرَاشَةُ القفل، والْفَرَاشَةُ:
الماء القليل في الإناء.
ف ر ش: (الْفِرَاشُ) وَاحِدُ (الْفُرُشِ) وَقَدْ يُكْنَى بِهِ عَنِ الْمَرْأَةِ. وَ (فَرَشَ) الشَّيْءَ يَفْرُشُهُ بِالضَّمِّ (فِرَاشًا) بِالْكَسْرِ بَسَطَهُ. وَ (الْفَرْشُ) بِوَزْنِ الْعَرْشِ (الْمَفْرُوشُ) مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ. وَهُوَ أَيْضًا صِغَارُ الْإِبِلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمُولَةً وَفَرْشًا} [الأنعام: 142] . قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ بِجَمْعٍ. قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا سُمِّي بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: (فَرَشَهَا) اللَّهُ (فَرْشًا) أَيْ بَثَّهَا بَثًّا. وَ (افْتَرَشَ) الشَّيْءَ انْبَسَطَ. وَ (افْتَرَشَهُ) وَطِئَهُ. وَ (افْتَرَشَ) ذِرَاعَيْهِ بَسَطَهُمَا عَلَى الْأَرْضِ. وَ (تَفْرِيشُ) الدَّارِ تَبْلِيطُهَا. وَ (فَرَاشَةُ) الْقُفْلِ بِالتَّخْفِيفِ مَا يُنْشَبُ فِيهِ يُقَالُ: أَقْفِلْ (فَأَفْرِشْ) . وَ (الْفَرَاشَةُ) الَّتِي تَطِيرُ وَتَتَهَافَتُ فِي السِّرَاجِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَطْيَشُ مِنْ فَرَاشَةٍ وَالْجَمْعُ (فَرَاشٌ) . 
ف ر ش : فَرَشْتُ الْبِسَاطَ وَغَيْرَهُ فَرْشًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ بَسَطْتُهُ وَافْتَرَشْتُهُ فَافْتَرَشَ هُوَ وَهُوَ الْفِرَاشُ بِالْكَسْرِ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ كِتَابٍ بِمَعْنَى مَكْتُوبٍ وَجَمْعُهُ فُرُشٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَهُوَ فَرْشٌ أَيْضًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» أَيْ لِلزَّوْجِ فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الزَّوْجَيْنِ يُسَمَّى فِرَاشًا لِلْآخَرِ كَمَا سُمِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِبَاسًا لِلْآخَرِ وَأَفْرَشْتُ الرَّجُلَ امْرَأَةً زَوَّجْتُهُ إيَّاهَا فَافْتَرَشَهَا أَيْ تَزَوَّجَهَا وَفَرَاشُ الدِّمَاغِ بِالْفَتْحِ عِظَامٌ رَقِيقَةٌ تَبْلُغُ الْقِحْفَ الْوَاحِدَةُ فَرَاشَةٌ مِثَالُ سَحَابٍ وَسَحَابَةٍ وَافْتَرَشَتْ الشَّجَّةُ الدِّمَاغَ أَصَابَتْ فَرَاشَهُ مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ وَقِيلَ صَدَعَتْ الْعَظْمَ مِنْ غَيْرِ هَشْمٍ وَأَفْرَشَتْهُ وَفَرَّشَتْهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّثْقِيلِ وَافْتَرَشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ أَلْقَاهُمَا عَلَى الْأَرْضِ كَالْفِرَاشِ لَهُ 

فرش


فَرَشَ(n. ac.
فَرْش
فِرَاْش)
a. Spread, spread out; expanded.
b. Disclosed.
c. Facilitated, rendered easy for.
d. Paved (house).
e. Laid down for (carpet).
f.(n. ac. فَرْش), Lied.
g. [ coll. ], Furnished; carpeted.

فَرَّشَa. see I (a) (d).
c. Flapped, extended, expanded ( its
wings; bird ).
d. Put forth leaves.
e. [ coll. ], Came out of its
chrysalis (silk-worm).
أَفْرَشَa. see I (d) (e).
c. Threw down ( to kill ).
d. Provided with a dowry; gave in marriage.
e. Sharpened; wounded (sword).
f. ['An], Quitted.
g. Abounded in butterflies (place).

تَفَرَّشَa. see II (b)
إِنْفَرَشَa. see VIII (b)
إِفْتَرَشَa. see I (a)b. Was spread out.
c. Trod upon; compressed.
d. Tested (honour).
e. Married.
f. Took by force (wealth).
g. Tracked.

فَرْشa. Furniture; carpets.
b. Seed-produce.
c. Wide, spacious (land).
d. Small trees, shrubs.
e. Cattle ( fit only for slaughter ).

فَرْشَة
a. [ coll. ]
see 23 (a)
فِرْشَةa. Feature; form; appearance.

فُرْشَة
a. [ coll. ], Brush (
clothes ).
مِفْرَش
(pl.
مَفَاْرِشُ)
a. Quilted stuff.
b. Wife.

مِفْرَشَةa. see 20 (a)
فَرَاْشa. Dry mud or clay.
b. Bubbles ( of wine ).
c. Cheekstrap ( of the bridle ).
d. [ coll. ], Millwheel.
e. Light; slight.
f. Splinters. — (فَرَاْشَة), (pl.
فَرَاْش), Moth; butterfly.
فِرَاْش
(pl.
فُرُش أَفْرِشَة)
a. Bed; mattress.
b. Bird's nest.
c. Wife.
d. House; tent.

فَرِيْش
(pl.
فَرَاْئِشُ)
a. Compressed (female)
b. Spread out (plants).
فَرَّاْشa. Upholsterer.
b. Valet.

N. P.
فَرڤشَa. Spread out, extended.
b. Furnished.

N. P.
فَرَّشَa. Humpless (camel); flat-topped (
hill ).
N. Ag.
إِفْتَرَشَa. see N. P.
فَرَّشَ
فُرْشَاة
a. [ coll. ]
see 3t
ف ر ش

فرشت له فراشاً، وفرشته إياه وأفرشته. قال الكميت:

كأمّ البيض تلحفه غدافاً ... وتفرشه من الدّمث المهيل

وافترش تحته تراباً أو ثوباً. تقول: كنت أفترش التراب وأتوسد الحجر. وافترش السبع ذراعيه. واجعل على رجلك مفرشةً وهي وطاء يوضع فوق صفّته.

ومن المجاز: فلان متفرّشٌ للناس: يفرش لهم نفسه براً بهم. وفرّش الطائر وتفرّش: رفرف على الشيء باسطاً جناحيه ولم يقع. وفرّش الزرع: انبسط. يقال: فرّخ الزرع وفرّش. وما بالأرض إلا فرشٌ من الشجر وهو الصغار، وإلا فرش من الإبل. وأفرش الشجر: أغصن. ولقي فلاناً فافترشه إذا صرعه وركبه. وافترش أثره إذا بغاه. وافترشتنا السماء: أخذتنا. وجمل مفرّش الظهر: لا سنام له. وأكمة مفترشة الظهر: دكّاء. وافترش لسانه: يتكلّم كيف شاء. وفرشته أمري: بسطته له كلّه. وأفرش صاحبه: اغتابه. وأفرشت في عرضي. وضربته فما أفرشت أن قتلته أي ما أقلعت. وقال:

لم يعد أن أفرش عنه الصقله

فلان كريم المفارش أي النساء. قال أبو كبير:

سجراء نفسي غير جمع أشابةٍ ... حسدٍ ولا هلك المفارش غزّل

ورأيته فراشةً، " وما هو إلا فراشة ": للخفيف الرأس يشبّه بواحدة الفراش وهو مثل في الخفّة والحقارة. وما بقي في الحوض إلا فراشةٌ وهي القليل من الماء.
[فرش] الفِراشُ: واحد الفُرُشِ. وقد يُكْنى به عن المرأة. وفَرَشْتُ الشئ أفرشه فراشا: بسطته. ويقال فَرَشَهُ أمره، إذا أوسعه إياه. وفلان كريم المفارِشِ، إذا تزوَّج كرائم النساء. والفَرْشُ: المفروشُ من متاع البيت. والفَرْشُ: الزرع إذا فرَّشَ. والفَرْشُ: الفضاء الواسع. والفَرْشُ: صغار الإبل. ومنه قوله تعالى: {ومن الانعام حمولة وفرشا} . قال الفراء: لم أسمع له بجمع. قال ويحتمل أن يكون مصدرا سمى به، من قولهم فرشها الله تعالى فرشا، أي بثها بثا. والفرش في رجل البعير: اتِّساعٌ قليلٌ، وهو محمودٌ، وإذا كثر وأفرط الرَوَحُ حتَّى اصطكَّ العُرقوبان فهو العَقَلُ، وهو مذمومٌ. قال الجعدي: مطوِيَّةِ الزَوْرِ طَيَّ البئرِ دَوْسَرةٍ * مفروشةِ الرِجلِ فَرْشاً لم يكن عَقَلا * ويقال: الفَرْشُ في الرجل، هو أن لا يكون فيها انتصاب ولا إقعاد. وافترش الشئ، أي انبسط. يقال أكمةٌ مُفْتَرِشَةُ الظَهر، إذا كانت دَكَّاءَ. وافتَرَشَهُ، أي وطِئه. وافْترش ذراعيه: بسطهما على الأرض. وافترشَ لسانه، إذا تكلَّم كيف شاء، أي بسطه. وقولهم: ما أفْرَشَ عنه، أي ما أقلع. قال الشاعر : نغلوهم بقضب منحله * لم تعد أن أفرش عنها الصقله * أي أنها جدد. وتفريش الدار: تبليطها. والمُفَرِّشُ: الزرعُ إذا انبسط. وقد فَرَّشَ. تَفْريشاً. والمُفرِّشَةُ أيضاً: الشجَّة التي تصدع العظم ولا تَهْشِم. وفَراشَةُ القُفْلِ: ما ينشب فيه. يقال: أقفلَ فأفرَشَ. والفراشَةُ: كلُّ عظم رقيق. وفَراشُ الرأس: عظامٌ رقاقٌ تلي القحف. والفَراشَةُ: التي تطير وتهافتُ في السِراج. وفي المثل: " أطْيَشُ من فراشَةٍ ". والجمع فراشٌ. والفَراشُ: ما يبس بعد الماء من الطين على وجه الارض. قال ذو الرمّة يصف الحُمُر: وأبصرن أن القنع صارت نطافه * فراشا وأن البقل ذاو ويابس * وفراش النبيذ: الحبب الذى عليه، عن أبي عمرو. وكذلك حَبَبُ العَرَقِ. قال لبيد: علا المِسْكُ والديباجُ فوق نُحورِهِمْ * فَراشَ المسيح كالجمان المحبب * من رفع الفراش ونصب المسك رفع الديباج، على أن الواو للحال. ومن نصب الفراش رفعهما. وكل ذات حافرٍ فهي فَريشٌ بعد نِتاجها بسبعة أيام، والجمع فَرائشُ. وتَفَرَّشَ الطائر: رفرف بجناحيه وبسطهما. قال أبو داود يصف ربيئة: فأتانا يسعى تفرش أم ال‍ * بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهار
[فرش] نه: فيه: نهى عن "افتراش" السبع، هو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعهما عن الأرض كبسط الكلب والذئب ذراعيه. وفيه: الولد "للفراش"، أي لمالكه وهو الزوج والمولى لأنهما يفترشانه. ومنه ح: إلا أن يكون مالا "مفترشا"، أي مغصوبا قد انبسطت فيه الأيدي بغير حق، افترش عرض فلان- استباحه بالوقيعة فيه. وفيه: لكم العارض و "الفريش"، هي ناقة حديثة الوضع كالمرأة النفساء فيه. شا: هو بكسر راء فتحتية فمعجمة، أي لا تؤخذ في الصدقة لأنه خيار مال. نه: وقيل هي من النبات ما انبسط على وجه الأرض ولم يقم على ساق، ويقال: فرس فريش- إذا حمل عليها بعد النتاج بسبع. ومنه: وتركت "الفريش" مستحلكًا، أي شديد السواد من الاحتراق. وفيه: فجاءت الحمرة فجعلت "تفرش"، هو أن تفرش جناحيها وتقرب من الأرض وترفرف. وفيه: في الظفر "فرش" من الإبل، هو صغار الإبل، وقيل: هو من الإبل والبقر والغنم ما لا يصلح إلا للذبح. غ: ((حمولة و"فرشًا")) قيل: الحمولة الإبل، والفرش البقر والغنم، ألا ترىالمسجد عند رأسه، نحوا- خبر كان، ومن -بيان لمحذوف، أي مثل شيء مما توضع في قبره، قيل: قد وضع في قبره صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء، أي كان فراشه للنوم نحوها، وكان المسجد- أي كان إذا نام يكون رأسه إلى جانب المسجد. غ: ((و "فرش" مرفوعة)) أي نساء مرتفعة الأقدار. نه: وفيه: ضرب يطير منه "فراش" الهام، هي عظام رقاق تلي قحف الرأس، ومنه فراشة القفل. ومنه ح: في المنقلة التي يطير "فراشها" خمسة عشر، المنقلة شجاج تنقل العظام.
فرش: فرش: تمدد، انبسط على وجه الأرض، واحتل مكانا واسعا. (بوشر).
يفرش: قابل للتمدد. (بوشر).
فرش: أزال الطيات، فك الثنيات، أزال التجعيد. (الكالا).
فرش: أثث. ويقال: فرش البيت أي أثثه. (بوشر).
فرش: بسط البسط والطنافس. (بوشر).
فرش بضاعة: عرضها. (بوشر).
فرش باللوح: خشب البيت وتخته أي بسط عليه ألواح الخشب. (بوشر المقري، 1: 560).
انفرش: امتد أنبسط على وجه الأرض (فوك) وفي المستعيني مادة يربه شلديرة: تنفرش على الأرض. كذلك في الكامل (ص6).
انفرشت الدابة: بالت. (فوك).
افترش: تزوج (محيط المحيط).
فرش: قابلية الانبساط أو الامتداد (بوشر).
فرش: أثاث، نجود. (بوشر).
فرش: بسط، سجاد، (بوشر).
فرش: فراش. (همبرت ص203).
فرش: بلاط، حجر التبليط، ففي كرتاس (ص36): جعل فرشها بالرخام، أي بلط المسجد بالرخام أي المرمر. (المقدمة 2: 218).
فرش: لوح الخشب. (معجم الأسبانية ص111).
فرش: صغار الأنعام من الإبل والغنم والبقر التي لا تصلح إلا للذبح. وتطلق مجازا على الدق من الشجر والضعيف من الرجال (معجم البلاذري).
فرش: نوع من السلاسل للكعك (زيشر 11: 517).
فرشة: فراش، وتطلق بخاصة على الحشايا أي المراتب واللحف أي الأغطية التي يتدثر بها النائم. (الكالا، بوشر، همبرت ص203، محيط المحيط).
فرشة: خشية، مرتبة. (بوشر).
فرشة معلقة: أرجوحة النوم، سرير معلق (بوشر).
فرشة: طنفسة، بساط (الكالا).
فرشة: زريبة، سجادة (فوك).
فرشة: دهن، طلاء، طبقة من الطلاء توضع على الأخرى. (ابن العوام 1: 128).
فرشة: مسطحة، قرص الدرج، أو سطح درج من الحجر. (شرون، المقري 2: 84).
فرشة: فرشاة الثياب (بوشر، محيط المحيط).
وهي كلمة فرنسية (أي Brosse وبعضهم يقول: برش. (محيط المحيط).
فرشي: مسمار لرافدة السقف. (الكالا).
فرشية، والجمع فراشي: رافدة، وهي قطعة من الخشب تسند شريحة الخشب التي يوضع عليها قرميد السطح أو الاردواز وهو حجر أسود أو أزرق ينقسم بصفائح (الكالا) ومن هذه الكلمة الأسبانية alfargia أو alfagia.
فرشية: فلين، قرن. (دومب ص101).
فرشية: أغطية، لحف (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر 13: 156).
فراش، فراش الليل: ارفية: ذراعة، نوع من الفراش. (بوشر، جويون ص237).
فراش الطاحون: الدولاب الذي يديره الماء فيدير هو الوحي. (محيط المحيط).
فراش. إن الولد للفراش: إن الولد ينسب للفراش وهو الزوج. (المقدمة 1: 37) مع التعليقة في الترجمة.
فراش: إذا وضعت امرأة ولدا من الزنا يقال: وضعته على فراش زوجها. أي ادعت أنه ابن زوجها. (الفخري ص133).
بيت الفراش: حجرة النوم، غرفة النوم (هوست ص265).
لحم الفراش: اللحم الخاص بحرم النساء. (بركهارت سورية ص485).
فراش خانة: مستودع الأثاث. خزانة الأثاث. (مملوك 2، 1: 115).
فراش الحجر: طريق مبلط بالحجر. (برتون 2: 145).
فراشة: زنجار، صدأ الحديد (المعجم اللاتيني- العربي).
فراش: خادم (بوشر) يتولى العناية بالأثاث ويحافظ على نظافة المنزل ويعنى بالإضاءة وغير ذلك (صفة مصر 18 القسم الأول ص326، مغامرات حاجي بابا 1: 6). وهي فراشة (بوشر).
فراشون: هم في المدينة سكانها الذين يتولون المحافظة على نظافة المسجد ويفرشون البسط ويعنون بالإضافة وغير ذلك وتدفع الحكومة التركية أجورهم، وبعض ذوي المكانة والاختيار من سكان المدينة يعدون في عداد الفراشين غير انهم لا يتقاضون راتبا في بعض الأحيان. (بركهات بلاد العرب 2: 189، برتون 1: 257).
فراش: مبلط، بلاط، عامل التبليط. (الكالا) فراش: صانع الفرش والسجاد. (بوشر).
فراش: بائع المفرد. (بارت 2: 393).
فراش: والجمع فراريش: صفحة المداف، الجزء العريض من المجداف. (الكالا).
فارش (آرامية): مهماز الراعي، دبوس راعي الشياه، وهي صورة فلكية تمثل صيادا بيده اليسرى دبوس وبيده اليمنى ممسك ربط كلبيه يطارد بهما الدب الأكبر حول القطب. (أبو الوليد ص163، بار علي رقم 6233).
مفرش، والجمع مفارش: حبال الغسيل، وموضع نظيف تنشر فيه الثياب المغسولة وغيرها لجف. (الكالا) (ابن بطوطة 1: 293) وعند دومب (ص94) مفراش.
مفرش: مشواة. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك، الكالا).
مفراش: انظر مفرش.
فرش
فرَشَ يَفرُش ويَفرِش، فَرْشًا، فهو فارِش، والمفعول مفروش (للمتعدِّي)
• فرَش النَّباتُ: انبسط على وجه الأرض "فرَشت نباتاتُ الحديقة وغطَّت الممرَّات".
• فرَش السِّجَّادَةَ: بسطها "فرش الطائر جناحيه- {وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}: بسطناها ومهَّدناها".
• فرَشَ الشَّقَّةَ: أثَّثها، جهّزها بالأثاث والفراش "فرَش غرفتين".
• فرَش الطريقَ بالورود: نشرها فيه، نثرها فيه "فرَش الممرّ بالحصى". 

افترشَ يفترش، افتراشًا، فهو مُفترِش، والمفعول مُفترَش
• افترش الشَّيءَ: اتخذه فِراشًا (متَّكأ، وسادة، ونحوهما) "افترش ثوبه- افترش الأرض والتحف السَّماء" ° الافتراش: جلسة المصلي في نهاية الصلاة الرباعيّة الركعات يضع إحدى إليتيه على الأرض ويفترش رجله الأخرى.
• افترش ذراعيه: بسطهما على الأرض كالفراش له.
• افترش الرَّجلَ: صَرَعه وعَلاه "تغالب المتصارعان حتَّى افترش أحدُهما الآخر".
• افترشَ المرأةَ: وطِئها، جامعها. 

فرَّشَ يُفرِّش، تفريشًا، فهو مُفرِّش، والمفعول مُفَرَّش (للمتعدِّي)
• فرَّشَ الزَّرعُ: تشعّب، انبسط على وجه الأرض وانتشرت وامتدت أوراقه.
• فرَّش الطائرُ: بسط جناحيه مُرَفْرِفًا.
• فرَّش أسنانَه: نظَّفها بالفُرْشاة. 

فِراش [مفرد]: ج أفرِشة وفُرْش وفُرُش: مُتَّكَأٌ؛ ما يُبسط ويكون صالحًا للنَّوم أو للتَّمدُّد والتَّقلُّب عليه "فِراش مريح- {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرْشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [ق]- {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} - {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} " ° أوى إلى فِراشه: نام، رقد- الولد للفراش [حديث]: أي للزوج- على فِراش الموت: يحتضر- لازم فِراشه/ طريح الفراش: كان مريضًا- مات على فِراشه: مات ميتةً طبيعيّةً. 

فَراشة [مفرد]: ج فَراشات وفَرَاش:
1 - (حن) واحدة الفراش، جنس حشرات من الفصيلة الفراشية وهو الطور الكامل الواضع للبيض، تتعدَّد أنواعه وأصنافه مع تعدُّد ألوان أجنحته وأشكالها، يطير ويتهافت حول النار "يحب الأطفالُ اللعبَ مع الفراش/ الفَراشات- {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} " ° أطيش من فَرَاشة [مثل]: مندفع متهوِّر، لا يتحرّى عواقب الأمور.
2 - كلُّ رقيق من عظم أو حديد أو نحوهما. 

فِراشة [مفرد]: حرفة الفرَّاش. 

فَراشيّ [مفرد]: (حن) نوع من أجمل أنواع الأسماك من حيث الشكل والألوان، ينتشر في البحار الاستوائيَّة. 

فرَّاش [مفرد]:
1 - موظف يقوم بإعداد المشروبات وتنظيف المكاتب في الهيئات وقطاعات العمل المختلفة.
2 - مَنْ يتولّى أمر الفِراش وخدمته في المنازل ونحوها.
3 - مَنْ يؤجِّر الفُرُش ويتولّى إقامة السرادقات ومتطلباتها في المآتم والأفراح. 

فَرْش [مفرد]: ج فُروش (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَشَ ° فَرْشُ المسائِل: بسطُها وتحليل أحكامها.
2 - فِراش، أثاث، مفروشات "غيَّرنا فَرْش المنزل: استبدلنا المفروش من متاع البيت".
3 - صغار الأنعام والدَّوابّ التي لا تُطيق الحمل " {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} ". 

فُرْشاة [مفرد]: ج فُرَش:
1 - فُرْشة، أداة من شعر أو سلك أو غيرهما تستعمل للتَّنظيف أو التَّصفيف أو الطِّلاء "فُرْشاة ملابس/ حلاقة/ أسنان".
2 - خُصلة من شعر أو نحوه مثبَّتة في يد طويلة يستخدمها الرَّسام أو الفنان "فُرْشاة رسم". 

فُرْشَة [مفرد]: ج فُرْشات وفُرَش:
1 - فُرْشاة، أداة من شعر أو سلك أو غيرهما تستعمل للتَّنظيف أو التَّصفيف أو الطِّلاء "فُرْشة أسنان/ حلاقة/ ملابس".
2 - خُصلة من شعر أو نحوه مثبَّتة في يد طويلة يستخدمها الرَّسام أو الفنان. 

مِفْرَش [مفرد]: ج مَفارِشُ: غطاء يُبسط فوق المائدة ونحوها "اشتريت مِفْرش مائدة نقوشه جميلة". 

مفروشات [جمع]: أثاث "مَعرَض مفروشات- مفروشات أثريَّة- يضم القصر مفروشات نادرة". 
ف ر ش

فرشَ الشَّيْءَ يفرُشِهُ فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَشَ وتفرَّشَ وافْتَرشه بَسَطَهُ وافْتَرَشَ لِسانَه تَكَلَّم كَيْفَ شاءَ وافترشَ الأسدُ والذّئبُ ذِرَاعَيْهِ رَبضَ عليهما قال (تَرى السِّرْحان مُفْتَرِشاً يَدَيِهِ ... كأنَّ بَياضَ لَبَّتِهِ الصَّديِعُ)

والفِراشُ ما افْتُرِشَ والجمعُ أفْرِشَةٌ وفُرُشٌ سِيبَوَيْهِ وإن شِئْتَ خفّفْتَ في لغةِ بني تميمٍ والمِفْرَشَةُ الوِطاءُ الذي يُجْعَلُ فوق الصُّفَّة وقولُه تعالى {الذي جعل لكم الأرض فراشا} البقرة 22 أي وِطَاءً لم يَجْعَلْها حَزْنَةَ غليظَةً لا يُمكِنُ الاسْتِقرارُ عليها والفَرْشُ الفضاءُ الواسعُ من الأرضِ وقيلَ هي أرضٌ تَسْتِوي وتَلِينُ وتَنْفسحُ عنها الجبالُ وجَمَلٌ مفْتَرِشُ الظَّهْر لا سَنامَ له وأكَمَةٌ مفُتَرِشةُ الظَّهْر كذلك وكُلُّه من الْفَرْشِ والفَرِيشُ الثَّوْرُ العَرَبيُّ الذي لا سَنامَ له قال طُرَيْحٌ

(غُبْسٌ جنابِسُ كُلُّهُنَّ مُصَدَّرٌ ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالفَرِيشِ شَتِيمُ)

وفَرَشَه فِراشاً وأفْرشَه فَرَشه له وفَرَشَه أمْرَهُ فَرْشاً بَسَطَهُ له من ذلك والمِفْرَشُ شيءٌ كالشاذَكُونَة والمِفْرَشة شيء يكون على الرَّحْلِ يُقْعدُ عليها والمِفْرَشُ أَكْبَرُ منه والفُرُشُ والمفارِشُ النّساءُ لأنَّهن يُفْتَرَشْنَ قال أبو كَبِيرِ

(مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفَارِشِ عُزَّلِ ... )

أي النّساءُ وافْتَرَشَ الرَّجلُ المرأَة لِلَذّهٍ والفَرِيشُ من ذَواتِ الحافِرِ التي أتى عليها من نِتاجها سَبْعَةُ أيَّامٍ واسْتَحقَّتْ أن تُضْرَبَ أتَانّا كانتْ أو فَرَساً وهو على التَّشْبيهِ بالفرِيشِ من النّساءِ والجمع فَرائِشُ وفَرَشَ النباتُ فَرشاً انْبَسَطَ على وَجْهِ الأرضِ وفَرَاشُ اللِّسانِ اللَّحْمةُ التي تَحْتَه وقيل هي الجِلْدةُ الخَشْناءُ التي تَلِي أُصُولَ الأَسنانِ العُلْيا وقيل الْفَراشُ مَوقعُ اللّسانِ من أَسْفَلِ الحنَكِ وقيل الْفَرَاشَتَان بالهاءِ غُرضُوفانِ عند اللَّهاةِ وَفَرَاش الرَّأسِ طرائقُ دِقاقٌ من القِحْفِ وقيل هي عِظامٌ رِقَاقٌ طراقُ بعضه على بعضٍ كالقِشْرِ وقيل هو ما رقَّ من عَظْمِ الْهامَةِ وقيل كُلُّ رقيقٍ من عَظْمٍ فَرَاشَهٌ وقيل كل عَظْمٍ ضُرِب فطارت منه عظامٌ رقاقٌ فهيالفَرَاشُ وقيل هي قُشُورٌ تكونُ على العَظْمِ دون اللَّحْمِ وقيل هي العظامُ التي تخرُجُ من رأسِ الإنْسانِ إِذَا شُجَّ وكُسِرَ وقيل لا تُسمَّى عِظامُ الرأْسِ فَرَاشاً حتى تَبِينَ الواحدة من كل ذلك فَراشَةٌ والمْفرشَه والمفْتَرشَةُ مِن الشِّجَاجِ التي تَبْلُغُ الفَرَاشَ والفَرَاشَةُ ما شَخَصَ من فُروعِ الكَتِفَيْنِ فيمَا بَيْنَ أصْلِ الْعُنُق ومُسْتَوَى الظَّهْرِ والفراشتانِ طَرفَا الوَرِكَيْن في النُّقْرَةِ وفَرَاشُ الظَّهْرِ مَشَكُّ أَعَالِي الضُّلُوعِ فيه وفَرَاشُ القُفْلِ مناشِبُه واحدتُها فَراشَةٌ حكاها أبو عُبَيْد قال ابنُ دُرَيْدٍ لا أحْسبُها عَرَبِيَّةً وكُلُّ حَدِيدةٍ رَقِيقَةٍ فَرَاشَةٌ وفَراشُ النَّبِيذِ الْحَبَبُ التي عليه والفَرْشُ الزَّرعُ إذا صارت له ثلاثُ وَرَقاتٍ وأَرْبعٌ وقَرْشُ الإِبل وغيرِها صِغارُها الواحدُ والجميع في ذلك سواءٌ وفي التنزيل {حمولة وفرشا} الأنعام 142 وفَرْشُها كِبارُها عن ثَعْلبٍ وأنْشدَ

(له إِبلٌ فَرْشٌ وَذَاتُ أَسِنَّةٍ ... صُهَابِيَّةٌ حَانَتْ عليهِ حُقُوفُها)

وقيلَ: هو من النَّعَمِ ما لا يَصْلُحُ إلاَّ للذَّبْح وفَرْشُ الحَطَبِ والشَّجَرِ دِقَّةُ وفَرْشُ العِضَاهِ جماعَتُهَا والفَرْشُ الدَّارَةُ من الطَّلْح وقيل الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرْضِ فيه العُرْفُطُ والسَّلَمُ والعُرْفُجُ والطَّلْحُ والقَتَادُ والسَّمُرُ والعَوْسَجُ وهو يَنْبُتُ في أرضٍ مَسْتَويَةٍ مِيلاً وفَرْسَخًا أنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ

(وقد أراها وَشَواها الحُبْشا ... )

(ومِشْفَراً إن نَطَقَتْ أَرَشًّا ... )

(كمِشْفَرِ النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشَا ... ) ثم فسّره فقال إن الإِبِلَ إذا أكَلتِ العُرْفُطَ والسَّلَمَ أَرْخَتْ أَفْواهَهَا وقال أبو حَنِيفَةَ الفَرْشَةُ الطَّرِيقةُ المُطْمَئنَّةُ من الأَرْضِ شيئاً يَقُودُ اليومَ واللَّيْلَةَ ونَحْوَ ذلك قال ولا تكونُ إلاَّ فيما اتَّسعَ من الأرضِ واْسْتَوَى وأَصْحَرَ والجمعُ فُروشٌ والفَرَاشَةُ حجارةٌ عِظَامٌ أمثالُ الأَرْحَاءِ تُوْضَعُ أوَّلاً ثم يُبْنَى عليها الرَّكِيبُ وهو حائِطُ النَّخْلِ والفَرَاشَةُ البَقِيَّةُ تَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ القَلِيلِ الذي تَرَى أرضَ الحوضِ من ورائِهِ من صَفَائِه والْفَرَاشَةُ مَنْقَعُ الماءِ في الصَّفَاةِ وجَمْعُها فَرَاشٌ وَفَراشُ القاعِ والطِّينِ ما يَبِسَ بعدَ نُضُوب الماءِ والفَرَاشُ حَبَبُ الماءِ من الْعَرَقِ وقيل هو القليلُ من العَرَقِ عن ابن الأعرابيِّ وأنْشد

(فَرَاشُ المسيحِ فوقَهُ يَتَصَبَّبُ ... )

ولا أعرِفُ هذا البيت إنما المعروفُ بَيْتُ لَبِيدٍ

(عَلاَ المِسْكُ والدِّيبَاجُ فوقَ نُحُورهِمْ ... فَرَاش المَسِيحِ كالجُمانِ المُثْقَّبِ)

وأرَى ابنَ الأعرابِيِّ إنَّما أراد هذا البَيْتَ فأحَالَ الرّوايةَ إلا أن يكونَ لَبِيدٌ قد أَقْوَى فَقالَ

(فَرَاشُ المَسِيحِ فَوْقَهُ يَتَصَبَّبُ ... )

وإنَّما قلتُ إنَّه أَقْوَى لأنَّ رَوِيَّ هذه القصيدة مَجْرُورٌ وأوَّلُهَا

(أرَى النَّفْسَ لَجَّتْ في رَجَاء مكذَّبِ ... وقد جَرَّبَتْ لَوْ تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ)

والفَراشُ دَوابٌّ مَثْلَ البَعُوضِ تَطِيرُ واحِدَتُها فَرَاشَةٌ والْفَرَاشةُ الْخَفِيفُ الطَّيَّاشَةُ من الرِّجالِ وضَرَبَهُ فما أَفْرَشَ عَنْه حتَّى قَتَلَهُ أيْ ما أَقْلَعَ وَأفْرَشَ عنْهُمُ الموْتُ ارْتَفَعَ عن ابنِ الأعرابِيِّ وَفَرَشَ عنه أرادَهُ وتَهَيَّأَ له وفَرْشُ الْجَبَا موضِعٌ قال كُثِّيرُ عَزَّةَ

(أَهَاجَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيلِ وَاصِبُ ... تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الْجَبَا فالمَسَارِبِ)

والْفَرَاشَةُ أَرضٌ قال الأَخْطَلُ

(وأَقْفَرَتِ الْفَرَاشَةُ والْحُبَيَّا ... وأَقْفَرَ بَعْدَ فاطِمةَ الشَّقِيرُ) 

فرش: فَرَشَ الشيء يفْرِشُه ويَفْرُشُه فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَش

وافْتَرَشَه: بسَطَه. الليث: الفَرْشُ مصدر فَرَشَ يَفْرِش ويفْرُش وهو بسط

الفراش، وافْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته. وأَفْرَشَت الفرس إِذا

اسْتَأْتَتْ أَي طلبت أَن تُؤْتى. وافْتَرشَ فلان لسانَه: تكلم كيف شاء أَي

بسطه. وافْتَرشَ الأَسدُ والذئب ذراعيه: رَبَضَ عليهما ومدّهما؛ قال:

تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه،

كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ

وافتَرَشَ ذراعيه: بسطهما على الأَرض. وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، أَنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع، وهو أَن يَبْسُط ذراعيه في

السجود ولا يُقِلَّهما ويرْفَعَهما عن الأَرض إِذا سَجَد كما يَفْتَرشُ

الذئبُ والكلب ذراعيه ويبسطهما. والافْتِراشُ، افْتِعالٌ: من الفَرْش

والفِراش. وافْتَرَشَه أَي وطِئَه.

والفِراشُ: ما افْتُرِش، والجمع أَفْرِشةٌ وفُرُشٌ؛ سيبويه؛ وإِن شئت

خفَّفْت في لغة بني تميم. وقد يكنى بالفَرْش عن المرأَة.

والمِفْرَشةُ: الوِطاءُ الذي يُجْعل فوق الصُّفَّة. والفَرْشُ:

المَفْروشُ من متاع البيت. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأَرض فِراشاً؛ أَي وِطاءً

لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها. ويقال: لَقِيَ

فلان فلاناً فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه. والأَرض فِراشُ الأَنام، والفَرْشُ

الفضاءُ الواسع من الأَرض، وقيل: هي أَرض تَسْتوي وتَلِين وتَنْفَسِح عنها

الجبال.

الليث: يقال فَرَّش فلان داره إِذا بلّطَها، قال أَبو منصور: وكذلك إِذا

بَسَطَ فيها الآجُرَّ والصَفِيحَ فقد فَرَّشَها. وتَفْرِيشُ الدار:

تَبْلِيطُها. وجمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لا سَنام له، وأَكمةٌ مُفْتَرِشةُ

الأَرض كذلك، وكلُّه من الفَرْشِ.

والفَرِيشُ: الثَوْرُ العربي الذي لا سنام له؛ قال طريح:

غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ،

نَهْدُ الزُّبُّنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ

وفَرَشَه فِراشاً وأَفْرَشَه: فَرَشَه له. ابن الأَعرابي: فَرَشْتُ

زيداً بِساطاً وأَفْرَشْته وفَرَّشْته إِذا بَسَطت له بِساطاً في ضيافتِه،

وأَفْرَشْته إِذا أَعْطَبته فَرْشاً من الإِبل. الليث: فَرَشْت فلاناً أَي

فَرَشْت له، ويقال: فَرَشْتُه أَمْري أَي بسطته كلَّهُ، وفَرَشْت الشيء

أَفْرِشُه وأَفْرُشُه: بسطته. ويقال: فَرَشَه أَمْرَهي إِذا أَوسَعه إِياه

وبسَطه له.

والمِفْرَشُ: شيء كالشاذَكُونَة

(* الشاذكونة: ثياب مُضرَّبَة تعمل

باليمن «القاموس».). والمِفْرَشةُ: شيء يكون على الرحْل يَقعد عليها الرجل،

وهي أَصغرُ من المِفْرَش، والمِفْرَش أَكبرُ منه.

والفُرُشُ والمَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن؛ قال أَبو كبير:

مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفارِش عُزَّل

أَي النساء، وافْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة. والفَريشُ: الجاريةُ

يَفْتَرِشُها الرجلُ. الليث: جارية فَرِشٌ قد افْتَرَشَها الرجل، فَعِيلٌ

جاء من افْتَعَل، قال أَبو منصور: ولم أَسمع جارية فَرِيش لغيره.

أَبو عمرو: الفِراش الزوج والفِراش المرأَة والفِراشُ ما يَنامان عليه

والفِراش البيت والفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قال أَبو كبير الهذلي:

حتى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ

والفَراشُ: مَوْقِع اللسان في قعر الفمِ. وقوله تعالى: وفُرُشٍ

مَرْفُوعةٍ؛ قالوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ. يقال

لامرأَة الرجل: هي فِراشُه وإِزارُه ولِحافُه، وقوله مرفوعة رُفِعْن بالجَمال

عن نساء أَهلِ الدنيا، وكلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ. وقوله، صلى اللَّه عليه

وسلم: الولدُ للفِراشِ ولِلْعاهِر الحجَرُ؛ معناه أَنه لمالك الفِراشِ وهو

الزوج والمَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها، هذا من مختصر الكلام كقوله عز وجل:

واسأَل القريةَ، يريد أَهلَ القريةِ. والمرأَة تسمى فِراشاً لأَن الرجل

يَفْتَرِشُها. ويقال: افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إِذا سلكوه. وافْتَرشَ فلانٌ

كريمةَ فلانٍ فلم يُحْسنْ صحبتها إِذا تزوّجها. ويقال: فلانٌ كريمٌ

مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كان يَفْرُشُ نفسَه لهم. وفلان كريمُ المَفارِشِ

إِذا تزوّج كرائمَ النِّساء. والفَرِيشُ من الحافر: التي أَتى عليها من

نِتاجها سبعةُ أَيام واستحقت أَن تُضرَبَ، أَتاناً كانت أَو فَرَساً، وهو

على التشبيه بالفَرِيشِ من النساء، والجمع فَرائشُ؛ قال الشماخ:

راحَتْ يُقَحِّمُها ذو ازْملٍ وسَقَتْ

له الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيادِيدُ

الأَصمعي: فرسٌ فَرِيشٌ إِذا حُمِلَ عليها بعد النِّتاج بسبع.

والفَرِيشُ من ذوات الحافر: بمنزلة النُّفَساء من النساء إِذا طهُرت وبمنزلة

العُوذِ من النوق.

والفَرْشُ: الموضع الذي يكثر فيه النبات. والفَرْشُ: الزرع إِذا

فَرَّشَ. وفَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انبسط على وجه الأَرض. والمُفَرِّشُ: الزرع

إِذا انبسط، وقد فَرَّشَ تَفْريشاً.

وفَراشُ اللسان: اللحمة التي تحته، وقيل: هي الجلدة الخَشْناء التي تلي

أُصولَ الأَسْنان العُلْيا، وقيل: الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل

الحَنَك، وقيل: الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة. وفَراشُ

الرأْس: عِظامٌ رِقاق تلي القِحْف. النضر: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت

اللسان؛ وأَنشد يصف فرساً:

خَفِيف النَّعامةٍ ذُو مَيْعةٍ،

كَثِيف الفَراشةِ ناتي الصُّرَد

ابن شميل: فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللتان يُرْبط بهما العذاران،

والعذَارانِ السَّيْرانِ اللذان يُجْمعان عند القَفا. ابن الأَعرابي:

الفَرْشُ الْكذِبُ، يقال: كَمْ تَفْرُش كَمْ

وفَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق من القِحْف، وقيل: هو ما رَقَّ من عظْم

الهامة، وقيل: كلُّ رقيقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ، وقيل: كل عظم ضُرب فطارت منه

عظامٌ رِقاقٌ فهي الفَراش، وقيل: كل قُشور تكون على العظْم دون اللحم،

وقيل: هي العِظامُ التي تخرج من رأْس الإِنسان إِذا شُجّ وكُسِر، وقيل: لا

تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حتى تتبيّن، الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ.

والمُفَرِّشةُ والمُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ: التي تبلغ الفَراش. وفي حديث

مالك: في المُنَقِّلَةِ التي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقَّلَةُ من

الشِّجاج التي تُنَقِّلُ العظام. الأَصمعي: المُنَقِّلة من الشجاج هي

التي يخرج منها فَراشُ العظام وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم؛ ومنه قول

النابغة:

ويَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب

والفَراش: عظم الحاجب. ويقال: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، وذلك إِذا

طارت العظام رِقاقاً من رأْسه. وكل رقيق من عظم أَو حديدٍ، فهو فَراشةٌ؛

وبه سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه:

ضَرْبٌ يَطِير منه فَراشُ الهامِ؛ الفَراشُ: عظام رقاق تلي قِحْف الرأْس.

الجوهري: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التي تَصْدَع العظم ولا تَهْشِم،

والفَراشةُ: ما شخَص من فروع الكتفين فيما بين أَصْل العنق ومستوى الظهر وهما

فَراشا الكتفين. والفَراشَتان: طرَفا الوركين في النُّفْرة. وفَراشُ الظَّهْر:

مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فيه. وفَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها

فَراشة؛ حكاها أَبو عبيد؛ قال ابن دريد: لا أَحْسبها عربيّة. وكلُّ حديدةٍ

رقيقة: فَراشةٌ. وفَراشةُ القُفْل: ما يَنْشَبُ فيه. يقال: أَقْفَلَ

فأَفْرَشَ. وفَراشُ التَّبِيذ: الحَبَبُ الذي عليه.

والفَرْشُ: الزَّرْع إِذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ وأَرْبعٌ. وفَرْشُ

الإِبِلِ وغيرِها: صِغارُها، الواحدُ والجمع في ذلك سواءٌ. قال الفراء: لم

أَسمع له بجمع، قال: ويحتمل أَن يكون مصدراً سمي به من قولهم فَرَشَها

اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثُّها بَثّاً. وفي التنزيل العزيز: ومن الأَنْعام

حَمُولةً وفَرْشاً؛ وفَرْشُها: كِبارُها؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

له إِبلٌ فَرْشٌ وذاتُ أَسِنَّة

صُهابيّة، حانَتْ عليه حُقُوقُها

وقيل: الفَرْشُ من النَّعَم ما لا يَصْلح إِلا للذبح. وقال الفراء:

الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ والحَمْلَ. والفَرْشُ: الصغارُ. وقال أَبو

إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللغة على أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل. وقال بعض

المفسرين: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، وإِن البقر والغنم من الفَرْش. قال: والذي جاء

في التفسير يدلّ عليه قولُه عز وجل: ثمانية أَزواجٍ من الضأْن اثنين ومن

المَعزِ اثنين، فلما جاء هذا بدلاً من قوله حَمُولة وفرْشاً جعله للبقر

والغنم مع الإِبل؛ قال أَبو منصور: وأَنشدني غيرهُ ما يُحَقّق قول أَهل

التفسير:

ولنا الحامِلُ الحَمُولةُ، والفَرْ

شُ من الضَّأْن، والحُصُونُ السيُوفُ

وفي حديث أُذَينةَ: في الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل؛ هو صغارُ الإِبل،

وقيل: هو من الإِبل والبقر والغنم ما لا يصلح إِلا للذبح. وأَفْرَشْتُه:

أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل، صغاراً أَو كباراً. وفي حديث خزيمة يذكر

السَّنَة: وتركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً أَي شديدَ السواد من الاحتراق.

قيل: الفَراش الصغارُ من الإِبل؛ قال أَبو بكر: هذا غيرُ صحيح عندي لأَن

الصِّغارَ من الإِبل لا يقال لها إِلا الفَرْش. وفي حديث آخر: لكم العارض

والفَريشُ؛ قال القتيبي: هي التي وَضَعَت حديثاً كالنُّفَساء من النساء.

والفَرْشُ: منابت العُرْفُط؛ قال الشاعر:

وأَشْعَث أَعْلى ماله كِففٌ له

بفَْرشِ فلاةٍ، بينَهنَّ قَصِيمُ

ابن الأَعرابي: فَرْشٌ من عُرْفُط وقَصِيمَةٌ من غَضاً وأَيكةٌ من

أَثْلٍ وغالٌّ من سَلَم وسَليلٌ من سَمُر. وفَرْشُ الحطب والشجر: دِقُّه

وصِغارُه. ويقال: ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر. وفَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها.

والفَرْشُ: الدارةُ من الطَّلْح، وقيل: الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه

العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر

والعَوْسجُ، وهو ينبت في الأَرض مستوية ميلاً وفرسخاً؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:وقد أَراها وشَواها الجُبْشا

ومِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا

كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا

ثم فسره فقال: إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط والسلم استَرْخت أَفواهُها.

والفَرْشُ في رِجْل البعير: اتساعٌ قليل وهو محمود، وإِذا كثُر وأَفرط

الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل، وهو مذموم. وناقة

مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فيها اسْطار

(* قوله: اسْطار؛ هكذا في الأَصل.)

وانحناء؛ وأَنشد الجعدي:

مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة،

مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا

ويقال: الفَرْشُ في الرِّجُل هو أَن لا يكون فيها أَن لا يكون فيها

انْتِصابٌ ولا إِقْعاد. وافْتَرَشَ الشيءَ أَي انبسط. ويقال: أَكَمَةٌ

مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ. وفي حديث طَهْفة: لكم العارِض

والفَريشُ؛ الفَريشُ من النبات: ما انْبَسط على وجه الأَرض ولم يَقُم على ساق.

وقال ابن الأَعرابي: الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ، والفَرْشُ اتساع في

رِجْل البعير، فإن كثُر فهو عَقَل.

وقال أَبو حنيفة: الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ

اليومَ والليلة ونحو ذلك، قال. ولا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض واستوى

وأَصْحَرَ، والجمع فُرُوش.

والفَراشة: حجارة عظام أَمثال الأَرْجاء توضع أَوّلاً ثم يُبْنى عليها

الركِيبُ وهو حائط النخل. والفَراشةُ: البقيّة تبقى في الحوض من الماء

القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه. والفَراشةُ: مَنْقَع الماء

في الصفاةِ، وجمعُها فَراشٌ. وفَراشُ القاعِ والطين: ما يَبِشَ بعد

نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض، والفَراشُ: أَقلُّ من الضَّحْضاح؛ قال

ذو الرمة يصف الحُمُر:

وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه

فَراشاً، وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِسُ

والفَراشُ: حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ، وقيل: هو القليل من العرق: عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ

قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد:

عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم

فَراش المسيحِ، كالجُمَان المُثَقَّب

قال: وأَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا

أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال:

فراش المسيح فوقه يتصبب

قال: وإِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ،

وأَوّلُها:

أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءِ مُكَذَّبِ،

وقد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ

وروى البيت: كالجمان المُحَبَّبِ؛ قال الجوهري: مَنْ رفعَ الفَراشَ

ونَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال، ومَنْ نصب

الفَراشَ رفعَهما.

والفَرَاشُ: دوابُّ مثل البعوض تَطير، واحدتُها فَراشةٌ. والفرَاشةُ:

التي تَطير وتَهافَتُ في السِّراج، والجمع فَراشٌ. وقال الزجاج في قوله عز

وجل: يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ، قال: الفَراش ما تَراه

كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار، شَبَّهَ اللَّهُ عزّ وجل الناسَ يومَ

البَعْث بالجراد المُنْتَشر وبالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا

يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض، وقال الفرّاء: يريد

كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ

بعضُهم في بعض، وقال الليث: الفَراشُ الذي يَطِير؛ وأَنشد:

أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ، فِحلْمُهم

حِلْمُ الفَراشِ ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي

(* هذا البيت لجرير وهو في ديوانه على هذه الصورة):

أَزرَى بحِلمُِكُمُ الفِياشُ، فأنتمُ

مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي

وفي المثل: أَطْيَشُ من فَراشةٍ. وفي الحديث: فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ

السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ؛ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء

السِّراج؛ ومنه الحديث: جَعَلَ الفَراشُ وهذه الدوابُّ تقع فيها.

والفَراشُ: الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال.

وتَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بجناحيه وبسَطَهما؛ قال أَبو دواد يصف

ربيئة:فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ الـ

بَيْض شَدّاً، وقد تَعالى النهارُ

ويقال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جعل يُرَفْرِف على الشيء، وهي

الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ. وفي الحديث: فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش؛

هو أَن تَقْرب من الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف. وضرَبَه فما

أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه، وأَفْرَش عنهم الموتُ أَي

ارْتفع؛ عن ابن الأَعرابي. وقولهم: ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع؛ قال يزيد

ابن عمرو بن الصَّعِق

(* قوله «قال يزيد إلخ» هكذا في الأصل، والذي في

ياقوت وأَمثال الميداني:

لم أَر يوماً مثل يوم جبله

لما أَتتنا أسد وحنظله

وغطفان والملوك أزفله

تعلوهم بقضب منتخله وزاد الميداني:

لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله):

نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ،

يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ،

نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ،

لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ

أَي أَنها جُدُدٌ. ومعنى مُنْتَخَلة: مُتَخَيَّرة. يقال: تَنَخَّلْت

الشيءَ وانْتَخَلْته اخْتَرْته. والصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مثل كاتب وكَتَبة.

وقوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ

أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ. وفرش عنه: أَرادَه وتهيّأَ

له. وفي حديث ابن عبد العزيز: إِلا أَن يكون مالاً مُفْتَرَشاً أَي

مغصوباً قد انْبَسطت فيه الأَيْدي بغير حق، من قولهم: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ

إِذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فيه، وحقيقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً يطؤُه.

وفَرْش الجَبَا: موضع؛ قال كُثيّر عزة:

أَهاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ،

تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟

والفَرَاشةُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وأَقْفَرت الفَراشةُ والحُبَيّا،

وأَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِيرُ

(* قوله »الشقير» كذا بالأصل هنا

وفي مادة شقر بالقاف، وفي ياقوت: الشفير بالفاء.)

وفي الحديث ذكر فَرْش، بفتح الفاء وتسكين الراء، وادٍ سلَكه النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، حين سارَ إِلى بدر، واللَّه أَعلم.

فرش

1 فَرَشَهُ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فَرْشٌ (O, K) and فِرَاشٌ, (S, O, K,) He spread it; expanded it. (S, A, O, K.) You say, فَرَشتُ لَهُ فِرَاشًا and فَرَشْتُهُ فِرَاشًا (A, TA) and ↓ أَفْرَشْتُهُ (TA) ↓ and اِفْتَرَشْتُهُ (A) [I spread for him a bed: or the last signifies I spread it (namely a bed) for myself]. And فَرَشْتُ فُلَانًا I spread for such a one. (Lth.) And فَرَشَ فُلَانًا بِسَاطًا, inf. n. فَرْشٌ; and بساطا ↓ أَفْرَشَهُ; and بساطا ↓ فَرَّشَهُ, inf. n. تَفْرِيشٌ; He spread for such a one a carpet (IAar, K) in his entertainment. (IAar.) And فَرَّشَ ↓ الثَّوْبَ, inf. n. تَفْرِيشٌ; and ↓ افترشهُ; [He spread the garment, or piece of cloth: or the latter signifies he spread it for himself.] (TA.) and تَحْتَهُ تُرَابًا ↓ افترش or ثَوْبًا [He spread, or spread for himself, beneath him, dust, or a garment, or piece of cloth]. (A.) And الرَّمْلَ ↓ كُنْتُ أَفْتَرِشُ وَأَتَوَسَّدُ الحَجَرَ [I used to spread the sand for my bed, and make the stone my pillow]. (A, TA.) And ذِرَاعَيْهِ ↓ افترش, (A, TA,) and يَدَيْهِ, (TA,) He (a lion, and a wolf, and a dog, TA, or a beast of prey, A, TA) spread his fore legs upon the ground: (TA:) and the former phrase, he (a man, Msb, TA) spread his fore arms upon the ground, (S, K, TA,) in the same manner, not raising them from the ground; the doing of which in prostrating oneself in prayer, is forbidden: (TA:) or laid his fore arms upon the ground (Mgh, Msb) like a bed for himself. (Msb.) فَرْشٌ [as an inf. n. of which the verb is فُرِشَت, as is shown by an explanation of إَقْعَادٌ in the S and L, and by the phrase مَفْرُوشَةُ الرِّجْلِ mentioned in the S and O and TA,] in the hind leg of a camel [and of a horse as is shown by the explanation above mentioned of اقعاد] signifies The being a little expanded; which is approved: (S, O, K:) when the width [between the shanks] is immoderate, so that the hock-joints knock together, which state is termed عَقَلٌ [inf. n. of عَقِلَ], it is disapproved: or, as some say, it signifies its not being erect nor much expanded. (S, O.) and فَرَشَ اللّٰهُ الفَرْشَ, (Fr, S,) inf. n. فَرْشٌ, (Fr, S, K,) means God spread abroad the young camels; syn. بَثَّ. (Fr, S, K. *) b2: [Hence,] فَرَشَهُ أَمْرَهُ, (S,) or أَمْرًا, (K,) (tropical:) He made, or rendered, his states, or case, or affair, (S,) or a state, &c., (K,) ample, or free from straitness, to him; and laid it open to him, altogether; [as though he expanded it to him;] syn. أَوْسَعَهُ إِيَّاهُ, (S, K,) and بَسَطَهُ لَهُ كُلَّهُ. (TA.) And in like manner the saying of 'Alee, فَرَشْتُكُمُ المَعْرُوفَ, is expl. by Ibn-Abi-l-Hadeed as signifying أَوْسَعْتُكُمْ إِيَّاهُ [meaning (tropical:) I largely conferred upon you favour, or kindness]: but MF deems this strange. (TA.) You say also, فَرَشْتُهُ أَمْرِى (tropical:) I displayed, or laid open, to him my state, or case, or affair; [and so أَمْرِى ↓ أَفْرَشْتُهُ; (see an ex. voce بَاطِنٌ;)] syn. بَسَطْتُهُ لَهُ. (A.) [and agreeably with this explanation, probably, the saying of 'Alee mentioned above should be rendered in the opinion of MF.] b3: [Hence also,] فُلَانٌ يَفْرُشُ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ (tropical:) [Such a one lays himself out for the service of men]; (A;) and نَفْسَهُ ↓ يَفْتَرِشُ لَهُمْ: (TA:) [or perhaps, makes himself like a victim for them: (see مُتَفَرِّشٌ, below:) for you say, فَرَشَهُ لِلذَّبْحِ, or ↓ أَفْرَشَهُ, (which latter form is mentioned by Freytag in his Lexicon, but without any indication of the authority,) meaning, (assumed tropical:) he threw him down (namely a beast) for slaughter: (see فَرْشٌ, below:)] and ↓ افترشهُ (tropical:) he prostrated him, and got upon him: (A:) or (tropical:) he overcame him, (meaning another man,) and prostrated him, (O, K, TA,) and got upon him. (TA.) b4: فَرَشَ المَكَانَ, aor. ـُ and فَرِشَ, inf. n. فَرْشٌ, means He spread the place [with carpets or the like]; as also ↓ افرشهُ, and ↓ فرّشهُ. (Msb.) And الدَّارَ ↓ فرّش, inf. n. تَفْرِيشٌ, He paved the house; (Lth, S, K;) he spread in the house baked bricks, or broad and thin stones. (Az, TA.) b5: هٰذَا فِرَاشٌ يَفْرُشُكَ [This is a bed sufficiently large for thee] is like the saying هٰذِهِ شَمْلَةٌ تَشْمَلُكَ i. e. تَسَعُكَ. (TA in art. شمل.) A2: فرش عَنْهُ [app. فَرَشَ] He desired, and prepared himself for, it, or him. (TA.) A3: and فَرَشَ, aor. ـُ (O, TA,) inf. n. فَرْشٌ, (O, K, TA,) He lied: (O, K, * TA:) one says, كَمْ تَفْرُشُ i. e. [How long] wilt thou lie? (O, TA.) 2 فَرَّشَ see 1, in four places; two near the beginning and two near the end.

A2: فرّش الزَّرْعُ, inf. n. تَفْرِيشٌ, (tropical:) The seed-produce spread itself (S, A, TA) upon the surface of the earth. (TA.) You say, فَرَّخَ الزَّرْعُ وَفَرَّشَ (tropical:) [The seed-produce put forth its shoots, and spread itself upon the surface of the earth]. (A.) And the latter of these two verbs is also like the former [in signification]. (TA.) b2: فرّش الطَّائِرُ, (A, K,) inf. n. as above; (K;) and ↓ تفرّش; (S, A, K;) (tropical:) The bird expanded and flapped its wings, (S, A, K, * TA,) عَلَى شَىْءٍ over a thing, (A, K, TA,) without alighting: (A, TA:) and ↓ the latter verb, it (a young locust) spread its wings. (Mgh.) 4 أَفْرَشَ see 1, in five places.

A2: افرشهُ also signifies (tropical:) He spoke evil of him; or did so in his absence: (IAar, A, * O, K, TA:) and they say, أَفْرَشْتَ فِى عِرْضِى (tropical:) [Thou spakest evil of me; &c.]. (TA.) [See افترش عِرْضَهُ.]

A3: And (assumed tropical:) He made it thin; or thin, and fine in the edge; namely, a sword. (O, K.) A4: افرش الشَّجَرُ (tropical:) The trees put forth branches; syn. أَغْصَنَ. (A, TA.) b2: افرش عَنْهُ (tropical:) He, or it, left him, or quitted him. (S, A, K.) You say, ضَرَبَهُ فَمَا أَفْرَشَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَهُ (tropical:) He beat him, or smote him, and left him not until he slew him. (A, * TA.) And افرش عَنْهُمُ المَوْتُ (tropical:) Death quitted them; became withdrawn from them. (IAar, O.) A5: افرشت said of a mare, (assumed tropical:) She desired to be covered. (O.) A6: افرشهُ [from فَرْشٌ signifying “ young camels ”] He gave him young camels, (O, K,) small or large. (O.) b2: and افرش [app. أَفْرَشَ, or perhaps أُشْرِفَ,] He (a man) became a possessor of فرش [app. فَرْش, and meaning young camels]. (IKtt, TA.) A7: And افرش said of a place, It abounded with فَرَاش, (O, K, TA,) i. e., [app., moths, or butterflies, and, as being the cause thereof,] seed-produce. (TA.) A8: أَقْفَلَ فَأَفْرَشَ [He locked, and made fast by means of the catch, or catches, (فَرَاشَة, or فَرَاش, which see below,) of the lock]. (S, TA.) 5 تَفَرَّشَ see 2, last sentence, in two places.7 إِنْفَرَشَ see 8, last signification.8 إِفْتَرَشَ see 1, first quarter, in five places; and latter half, in two places. b2: افترش لِسَانَهُ [lit.] He expanded his tongue: (S:) i. e. (tropical:) he spoke in whatsoever manner he desired. (S, A, K.) b3: افترشهُ (tropical:) He trod upon him or it: (S, K, TA:) [as though he made him or it a carpet or a bed:] from الفَرْشُ and الفِرَاشُ. (TA.) b4: [Hence,] افترش الطَّرِيقَ (tropical:) He went, or travelled, along the road. (TA.) b5: [Hence also,] افترش امْرَأَةً (assumed tropical:) He compressed a woman. (TA.) b6: And (assumed tropical:) He took to wife a woman. (O.) One says, افترش كَرِيمَةً (assumed tropical:) He took to wife a female of high birth. (TA.) b7: [Hence also,] افترش عِرْضَهُ lit. He made his honour as a bed for himself to tread upon; (O, TA;) i. e., (tropical:) he treated his honour as a thing which it was allowable to attack, by speaking evil of him. (O, K, TA.) [See also 4, second sentence.] b8: And اِفْتَرَشَتْنَا السَّمآءٌ بِالمَطَرِ (tropical:) The sky assailed us with rain. (A, * O.) b9: And افترش المَالَ (tropical:) He took the مال [i. e. property, or cattle, &c.,] wrongfully, or by force. (K, TA.) b10: and افترش أَثَرَهُ (tropical:) He followed his footsteps; he tracked him. (A, O, K.) A2: اِفْتَرَشَ [in one of my copies of the S, اُفْتُرِشَ, which is also allowable, as the verb in the act. form is trans. as well as intrans.,] It became spread, or expanded; (S, K, TA;) as also ↓ انفرش; said of a garment or the like. (TA.) فَرْشٌ [an inf. n. of 1, q. v. passim. b2: Also, used in the sense of a pass. part. n. in which the quality of a subst. is predominant,] What is spread, of household furniture, (S, K,) [such as carpets and mattresses and the like. See also فِرَاشٌ.] b3: (tropical:) Seed-produce when it spreads itself (S, K, TA) upon the ground: (TA:) in [some of] the copies of the K, instead of إِذَا فَرَّشَ, which is the right reading, we find اذا فُرِشَ: accord. to some, the word signifies seed-produce when it has become three-leaved, or four-leaved. (TA.) b4: (assumed tropical:) A place abounding with plants or herbage. (O, K.) b5: (tropical:) A wide, or spacious, plain, or tract of land, or place: (S, K, TA:) or land that is plain, or even, and soft, and unobstructed by mountains: (TA:) or a depressed tract of land in which are trees of the kinds called عُرْفُط and سَلَم, (IAar, O,) which cause the mouths of the camels that eat them to become relaxed. (O.) [Hence, app., the saying,] مِنَ العَرْشِ إِلَى الفَرْشِ, meaning, [From the highest sphere, or the empyrean, to] the earth. (A in art. عرش.) b6: (assumed tropical:) A collection of trees of the kind called عِضَاه: and a round plot of trees of the kind called طَلْح. (TA.) b7: (tropical:) Shrubs, or small trees: (Lth, A, K:) and small fire-wood. (Lth, K.) b8: (tropical:) Young camels; or the young of camels; (Fr, S, A, * K;) and ↓ فَرِيشٌ is said to have this meaning; but accord. to Aboo-Bekr, erroneously: (TA:) so the former signifies in the Kur vi. 143: (S, K:) Fr says, I have heard no pl. of it: and he adds, that it may here be an inf. n. used as a subst., from the saying, فَرَشَهَا اللّٰهُ فَرْشًا, meaning, بَثَّهَا بَثًّا: [see 1:] (S, TA:) but it is said in the K that in all of the above-mentioned senses that are assigned to it in that work, it has no sing.; meaning that it is used alike as sing. and pl.: (TA:) and bulls or cows: and sheep or goats: (K:) so accord. to some of the expositors of the Kur: (TA:) and such as are fit for nothing but slaughter, (K, TA,) of camels, and of bulls or cows, and of sheep or goats; as some say: (TA:) or such as is thrown down (يُفْرَشُ, i. e., يُلْقَى,) for slaughter, of the young of camels, and bulls or cows, and sheep or goats; used alike as sing. and pl.: (Mgh:) and فَرْشُ الإِبِلِ also signifies old camels. (Th, TA.) فَرْشَةٌ A track, somewhat depressed, extending to the distance [of the journey] of a day and a night, and the like thereof, and only in land that is wide and level and like the [desert termed] صَحْرَآء: pl. فُرُوشٌ. (AHn, TA.) فِرْشَةٌ Form; appearance; garb; or the like; syn. هَيْئَةٌ: so in the saying, هُوَ حَسَنُ الفِرْشَةِ [He is goodly in form, &c.]. (O, K.) فَرْشِىٌّ A seller of فَرْش [meaning household furniture such as carpets and mattresses and the like]. (TA.) فَرَاشٌ [Moths, and the like, that fly into the flame of a lamp &c.;] the flying things (S, TA) that fall one after another into the lamp, or lighted wick, (S, K, TA,) to burn themselves: (TA:) [and accord. to modern usage, butterflies also:] a pl., [or rather a coll. gen. n.,] of which the sing. [or n. un.] is ↓ with ة: (S, K:) the former mentioned in the Kur ci. 3: (TA:) or the former signifies what one sees, resembling small gnats, falling, one after another, into the fire: (Zj:) or young locusts, when their wings grow, (Fr, Mgh, Jel,) and they spread them forth, (Mgh,) and mount, one upon another: (Fr, Mgh:) and silk-worms; app. so called because they become like these when they come forth from the cocoon. (Mgh.) It is said in a prov., ↓ أَطْيَشُ مِنْ فَرَاشَةٍ [More light, or unsteady, or light-witted, than a moth that flies into the flame of the lamp]. (S.) And ↓ فَرَاشَةٌ is used to signify (tropical:) A man who is light (A, K) in head; (A, TA;) light-witted, or unsteady; (TA;) such being likened to the فراشة of the lamp, in respect of lightness, or unsteadiness, and contemptibleness. (A, * TA.) A2: Also Thin pieces of bone, such as fly off from any bone when it is struck: or any crusts, or coverings, that are upon bone, exclusive of the flesh: or the bone of the eyebrow: or what is thin, of the bone of the head: or the bones that come forth from the head of a man when it is broken: (TA:) or فَرَاشُ الرَّأْسِ signifies certain thin bones that are next to the bone that covers the brain: (S, TA:) and ↓ فَرَاشَةٌ, any thin bone: (S, K:) and الرَّأْسِ ↓ فَرَاشَةُ, the thin bones, or pieces of bone, of the head, such as fly off in consequence of a blow. (TA.) b2: Also, فَرَاشُ الظَّهْرِ The place where the upper parts of the ribs are infixed in [the spine of] the back. (TA.) b3: and الفَرَاشَانِ The two extremities of the haunches, in [or at] the نُقْرَة, q. v. (TA.) b4: And The parts of the upper portions (فُرُوع) of the two shoulder-blades that rise towards the base of the neck and the even part of the back. (AO, O.) b5: And Two veins, green, or of a dark, or an ashy, dust-colour, (أَخْضَرَانِ,) beneath the tongue. (En-Nadr, O, K. * [In the last of these, this signification and the next are erroneously assigned to the sing. word. See also الفِرَاشُ.]) b6: Also, (TA,) or فَرَاشَا اللِّجَامِ (En-Nadr, O,) or ↓ فَرَاشَتَاهُ, (IDrd in his Book on the Saddle and Bridle,) The two iron things with which are made fast the check-straps of the headstall. (En-Nadr, O, K.) b7: And فَرَاشٌ and ↓ فَرَاشَةٌ also signify The edge of anything. (Aboo-Sa'eed, in TA, art. نسر.) A3: And The former, Mud that has dried, after the water, upon the ground. (S, O, K.) b2: And it is said to signify A little water in pools left by torrents: n. un. ↓ فَرَاشَةٌ [q. v.]. (TA.) b3: And [Little] bubbles (حَبَب) upon the surface of [the beverage called] نَبِيذ: (S, O, K:) and likewise of the water of sweat: (S, * L:) or a little sweat: so says IAar. (L.) A4: فَرَاشُ قُفْلٍ signifies The مَنَاشِب [or catches] of a lock; [app. meaning the little pins which fall into corresponding holes in the bolt of the Arabian wooden lock of a door, (which see figured and described in the Introduction to my work on the Modern Egyptians,) when it is pushed into the hole or staple of the door-post, preventing its being drawn back until they are raised by the key, which has small pins, made to correspond with the holes, so that, being introduced into these, they push up the catching pins:] n. un. ↓ with ة: (A 'Obeyd, TA:) or قُفْلٍ ↓ فَرَاشَةُ signifies what catches, or sticks fast, in a lock; (S, K;) [or, as expl. in the Arabic Dictionary of Farhát, what enters into a lock and makes it fast;] meaning its teeth; (TK;) [which are the little pins described above:] the word is thought by IDrd to be not Arabic: or, thus applied, it is from the same word as signifying “ a thin bone,” because of the thinness of the فراشة of the lock. (TA.) فِرَاشٌ A thing that is spread (Mgh, K) upon the ground: (Mgh:) a thing that is spread for one to sit or lie upon; in which sense it is used in the Kur ii. 20: (TA:) and particularly, a bed, upon which one sleeps: (AA, Mgh:) pl. [of pauc.]

أَفْرِشَةٌ (TA) and [of mult.] فُرُشٌ, (S, K,) for which one may say, in the dial. of the Benoo-Temeem, فُرْشٌ. (Sb.) [See also فَرْشٌ: and see what is quoted below from a trad.] b2: Hence, (TA,) (tropical:) A man's wife; (AA, S, O, K;) as also إِزَارٌ and لِحَافٌ: (O, TA:) pl. فُرُشٌ; so used, accord. to some, in the Kur lvi. 33. (K.) b3: Also (tropical:) A woman's husband: (AA, Er-Rághib:) and a female slave's master, or owner. (TA.) So, accord. to some, in the words of a trad., الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلعَاهِرِ الحَجَرُ, meaning The child is for the husband; (Er-Rághib, TA;) or for the master of the bed, who is the husband, or the owner of the woman; (Mgh, TA;) or for the bed, so that there is no ellipsis; (TA;) and for the adulterer, or fornicator, shall be stones, like as you say he shall have dust, meaning, nothing; i. e., he shall have no right of relationship; or, accord. to some, stoning. (Mgh.) [See also عَاهِرٌ.] b4: (assumed tropical:) The nest of a bird. (O, K, * TA.) b5: (assumed tropical:) A house, or tent. (AA.) b6: And الفِرَاشُ signifies The place against which the tongue goes in the furthest, or innermost, part of the mouth; (AA, O, K, TA;) or, as some say, in the lower part of the حَنَك [which word app. here, as it often does, means the palate]: or فِرَاشُ اللِّسَانِ signifies the portion of skin (الجِلْدَةُ [to which is here added الشَّنَّآء, app. a mistranscription which I am unable to rectify,] that covers the bases of the upper teeth. (TA. [In the TA voce مَحَارَةُ, in art. حور, q. v., q. v., it is written الفِرَاشَةُ.]) فَرِيشٌ A plant, or herbage, that becomes spread upon the ground, not standing up upon a stem. (TA.) [See also مُفَرِّشٌ.] b2: And (assumed tropical:) A girl, or young woman, compressed by a man; (O, K; *) an instance of فَعِيلٌ from اِفْتَعَلَ; (O;) [being from اِفْتَرَشَ;] but not heard by Az on any other authority than that of Lth. (TA.) b3: And (assumed tropical:) An Arabian Bull [or perhaps it is properly an epithet applied to that animal as meaning] having no hump: (TA:) [see also مُفَرَّشٌ as applied to a camel:] or فِرَاشٌ, which is pl. of فَرِيشٌ, signifies a sort of oxen, between the دِرَاب and عِرَاب having small humps, and their اعياب [a mistranscription for أَغْبَاب, i. e. dewlaps, pl. of غَبَبٌ,] are flaccid, or pendulous. (TA voce دَرَبَانِيَّةٌ.) b4: Also (tropical:) A mare, (As, O, K,) or any solid-hoofed animal, (S,) seven days, (As, S, K,) or seven nights, (O,) after her having foaled; (As, S, O, K, TA;) which is the best of times for putting a burden upon her: (O, K:) and that has recently brought forth; (O, K, TA;) so says KT; like the نُفَسَآ of women; or like the مُعْوِذ of she-camels: (TA:) pl. فَرَائِشُ. (S, O, K.) b5: See also فَرْشٌ, latter half.

فَرَاشَةٌ: see فَرَاشٌ, in ten places.

A2: Also (tropical:) A small quantity of water: (A, O, K, TA:) one says, لَمْ يَبْقَ فِى الإِنَآءِ إِلَّا فَرَاشَةٌ [There remained not in the vessel save a small quantity of water]. (O, TA.) And A small quantity of water remaining in pools left by torrents, the ground beneath which is seen, by reason of its clearness: and some say, a place where water collects and remains in a smooth, or hard and smooth, rock. (TA.) A3: And Great stones, like mill-stones, which are laid first [as a foundation] and upon which is then built a تَرْكِيب, i. e. an enclosure for palm-trees. (TA.) A4: And الفَرَاشَتَانِ signifies Two cartilages near, or by, the لَهَاة [which generally means the uvula; but also, the arches, or pillars, of the soft palate; or the furthest part of the mouth]. (TA.) فَرَّاشٌ One who spreads the carpets and similar furniture [such as beds, or mattresses, and the like, and keeps them in order: app. a post-classical word: fem. with ة]. (KL.) مِفْرَشٌ A thing resembling the شَاذَكُونَة [a kind of thick quilted stuff made in El-Yemen]; (O, K;) i. e. a thing that is put upon the صُفَّة [or covering next the saddle] to sit upon; (TA;) as also ↓ مِفْرَشَةٌ: (A, TA:) or the latter is smaller than the former, (O, K,) and is put upon the صُفَّة of the camel's saddle, (A,) or upon the camel's saddle [itself], to sit upon: (O, K:) [pl. مَفَارِشُ.]

b2: [Hence,] مَفَارِشُ is applied to signify (tropical:) Women, or wives. (A, TA.) One says, فُلَانٌ كَرِيمُ المَفَارِشِ (tropical:) Such a one is a person who has highborn wives or women; (A;) or who takes as his wives high-born women. (S, O, K.) One says also of a man who has never married, إِنَّهُ لَهَالِكُ المِفْرَشِ, meaning (assumed tropical:) Verily his life has passed away lost. (TA.) And هُلْكُ المَفَارِشِ is said to mean (assumed tropical:) Persons who will not die upon their beds, and will not die otherwise than by slaughter. (TA.) مِفْرَشَةٌ: see the next preceding paragraph.

جَمَلٌ مُفَرَّشٌ, (O, K,) [and] ↓ جَمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرْضِ, (T, TA,) or الظَّهْرِ ↓ مُفْتَرَشُ, (A, TA,) (tropical:) A camel having no hump. (T, A, O, K, TA.) [See also فَرِيشٌ.] And الظَّهْرِ ↓ أَكَمَةٌ مُفْتَرِشَةُ, (S, TA,) or الظهر ↓ مُفْتَرَشَةُ, (as in one of my copies of the S and in a copy of the A,) (tropical:) A flat-topped [hill, or eminence, of the kind termed] اكمة. (S, A, TA.) مُفَرِّشٌ Seed-produce spreading itself (S, K, TA) upon the ground. (TA.) [See also فَرِيشٌ.] b2: شَجَّةٌ مُفَرِّشَةٌ A wound of the head that reaches to the فَرَاش [q. v.]; as also ↓ مُفْتَرِشَةٌ: (L:) or that cracks the bone but does not crush. (S, O, K.) مَفْرُوشَةُ الرِّجْلِ (S, O, TA) applied to a she-camel, (TA,) Having what is termed فَرْشٌ in the kind leg; (thus, by implication, in the S and O; [see 1;]) or having a [certain] bending in the kind leg. (TA.) مُفْتَرَشٌ; and its fem., with ة: see مُفَرَّشٌ.

مُفْتَرِشٌ; and its fem., with ة: see مُفَرَّشٌ: b2: and for the latter, see also مُفَرِّشٌ.

فُلَانٌ مُتَفَرِّشٌ لِلنَّاسِ (tropical:) Such a one is a person who lays himself out for the service of men, or makes himself like a victim for them, (يَفْرُشُ لَهُمْ نَفْسَهُ,) in kindness for them. (A.) And فُلَانٌ كَرِيمٌ مُتَفَرِّشٌ لِأَصْحَابِهِ (tropical:) Such a one is a generous person, who lays himself out for the service of his companions, &c.; expl. by the words يَفْتَرِشُ نَفْسَهُ لَهُمْ. (TA.)
فرش
(فَرَشَ) الشَّيْىَء يَفْرُشُهُ، بالضَّمِّ (فَرْشًا وِفرَاشاً: بَسَطَه) . (و) قَالَ الجَوْهَرِىُّ: يُقَال: (فَرَشَه أَمْرًا) ، إِذا (أَوْسَعَهُ إِيّاهُ) وبَسَطَهُ لَهُ كَلَّهُ، وهُوَ مَجَازٌ، وَبِه فَسّر ابنُ أَبِى الحَدِيدِ فِي شَرْح نَهْجِ البَلاغَةِ قَوْلَ سَيِّدِنَا عَلِىٍّ، رَضِىَ الله تَعَالَى عَنهُ " وفَرَشْتُكُم المَعْرُوفَ " يُقَال: فَرَشْتُه كَذَا، أَىْ أَوْسَعْتُه إِيّاه واسْتَقْرَبَه شَيْخُنَا. (و) من المَجَازِ: (هوَ كَرِيمُ المَفَارِشِ) ، إِذا كانَ (يَتَزَوَّجُ الكَرَائِمَ) من النِّسَاءِ. (والفَرْشُ: المَفْرُوشُ مِنْ مَتَاعِ البَيْتِ) . (و) الفَرْشُ: (الزَّرْعُ إِذا فُرِشَ) عَلَى الأَرْضِ، هكَذا فِي النُّسَخ كعُنِىَ، والصَّوَابُ إِذا فَرَّشَ، بالتَّشْدِيدِ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسَخِ الصّحاحِ، وهُوَ مجازٌ. وقِيلَ: الفَرْشُ: الزَّرْعُ إِذا صارَتْ لَهُ ثَلاَثُ وَرَقَاتٍ وأَرْبَعٌ. (و) الفَرْشُ: (الفَضَاءُ الوَاسِعُ) من الأَرْضِ. وِقيلَ هِىَ أَرْضٌ تَسْتَوِى وتَلِينُ وتَنْفَسِحُ عَنْهَا الجِبَالُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِىّ: الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرْضِ فِيهِ العُرْفُطُ والسَّلَمُ. (و) الفَرْشُ: (المَوْضِعُ) الَّذِى (يَكْثُرُ فِيه النَّبَاتُ) . (و) من المَجَازِ: الفَرْشُ: (صِغَارُ الإِبِلِ، ومِنْهُ) قَوْلُهُ تَعَالَى {وَمن الْأَنْعَام حمولة وفرشا} ، قالَ الفَرّاءُ: الحَمُولَةُ: مَا أَطاقَ العَمَلَ والحَمْلَ، والفَرْشُ: صِغَارُهَا، وقَالَ أَبُو إِسَحَاقَ: أَجْمَعَ أَهْلُ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الفَرْشَ: صِغَارُ الإِبِلِ، ومِنْهُ حَدِيثُ أُذَيْنَةَ: " فِي الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبِلِ " (و) قَالَ اللَّيْثُ: الفَرْشُ: (الدِّقُّ والصِّغارُ من الشِّجر والحَطَبِ) وَيُقَال: مَا بِهَا إلاَّ فَرْشٌ من الشَّجَرِ، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: فَرْشٌ من عُرْفُطٍ، وقَصِيمَةٌ من غَضًى، وأَيْكَةٌ من أَثْلٍ، وغالٌّ من سَلَمٍ، وسَلِيلٌ من سَمُرٍ، وأَنشد:
(كمِشْفَرِ النّابِ تَلُوكُ الفَرْشَا ... )
ثمَّ فَسّرَه فَقَالَ: إنَّ الإِبِلِ إِذا أَكَلَت العُرْفُطَ والسَّلَم اسْتَرْخَتْ أَفْوَاهُهَا، (كُلّ ذلِكَ لَا وَاحِدَ لَهُ) أى الواحِدُ والجَمِيعِ فى ذَلِك سَواءٌ، وبهِ يُجْمَعُ بَيْنَهُ وبَيْنَ قَوْلِ الفرّاءِ الَّذى نَقَلَه الجوهرىُّ: لمْ أَسْمَعْ لَهُ بِجَمْعٍ. فإِنّ شَيْخَنَا كانَ اسْتَشْكَلَه، وَقَالَ: قَضِيَّة قولِ المصنِّف أَنَّه جَمْعٌ لَيْسَ لَهُ مٌ فْرَدٌ، وقَضِيَّةُ قَوْلِ الفَرّاءِ إِنَّهُ مُفْرَدٌ لَيْسَ لَهُ جَمْعٌ، فتَأَمَّل. (و) الفَرْشُن: البَثُّ، قَالَ الجَوْهَرِىُّ: ويُحْتَمل أَنْ يَكُونَ الفَرْشُ فِي الآيَةِ مَصْدَرًا، سُمِّىَ بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فَرَشَهَا الله فَرْشاً، أَىْ بَثَّها بَثًّا. (و) قالَ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ: إِنَّ (البَقَرَ والغَنَم) من الفَرْشِ، واسْتَدَلَّ بقولِه تَعالَى {ثَمَانِيَة أَزوَاج من الضَّأْن اثْنَيْنِ وَمن الْمعز اثْنَيْنِ} فَلمَّا جاءَ هَذَا بَدَلاً مِنْ قَوْلهِ حَمُولَةً وفَرْشاً جَعَلَهُ للبَقَرِ والغَنَمِ مَعَ الإِبِلِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ، وأَنْشَدَ عَنْ بَعْضِهمْ مَا يُحَقِّقُ قَوْلَ أَهلِ التّفْسِيرِ: (ولَنَا الحامِلُ الحَمُولَةُ والفَرْشُ ... مِنَ الضَّأْنِ والحُصُونُ الشُّيُوفُ)
(و) قِيلَ: هُوَ من ألإِبِل والبَقَرِ والغَنَمِ (الَّتِى لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِلذَّبْحِ) . (و) الفَرْشُ: (اتّسَاعٌ قَلِيلٌ فِي رِجْلِ البَعِيرِ، وهُوَ مَحْمُودٌ) ، وإِذا كَثُرَ وأَفْرَطَ الرَّوَحُ حَتَّى اصْطَكَّ العُرْقُوبانِ فهُوَ العَقَلُ، وهُوَ مَذْمُومٌ. ونَاقَةٌ مَفْرُوشَة الرِّجْلِ، إِذا كانَ فِيها انْحِنَاءٌ، قالَهُ الجَوْهَرِىُّ، وأَنْشَد الجَعْدِىُّ:
(مَطْوِيَّة الزَّوْرِطَىَّ البِئْرِ دَوْسَرَة ... مَفْرُوشَة الرِّجْلِ فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلَا)
ويُقَالُ: الفَرْشُ فِي الرِّجْلِ: هُوَ أَن لَا يَكُونَ فِيهَا انْتِصَابٌ وَلَا إِقْعَادٌ، قَالَهُ الجَوْهَرِىُّ، أَيْضاً. (و) مِنَ المَجَازِ: الفَرْشُ (الكَذِبُ، وَقد فَرَشَ) ، إِذا كَذَبَ، ويُقَال: كَمْ تَفْرُشُ، أَى كَمْ تَكْذِبُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وَهُوَ مِنْ حَدِّنَصَر، عَن ابنِ الأَعْرَابِىِّ. (و) الفَرْشُ: (وَادٍ بَيْنَ عَمِيسِ الحَمَائِمِ وصُخَيْرَاتِ اليَمَامَةِ) ، هَكَذَا بِالْيَاءِ فِي سَائِر النُّسَخِ، وَالصَّوَاب الثُّمَامَة بضمِّ الثَّاء المُثَلَّثَةِ، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِى. قُلْتُ: وهُوَ بالقُرْبِ من مَلَلٍ، قُرْبَ المَدِينَةِ، عَلَى ساكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام، ويُقَالُ لَهُ أَيْضاً: فَرْشُ مَلَلٍ، هكَذَا فِي كَلامِ المُصَنِّفِ، رَحِمَةُ الله حِينَ تَعْرِيفِه بعض المواضِعِ الَّتِى بَيْنَ الحَرَمَيْنِ، (نَزَلَه رَسُولُ الله، بَدْرٍ، وَقد ذَكَرَهُ أَهْلُ السَّيَرِ وعَرَّفُوه بِمَا ذَكَرْنا، وَكَذَلِكَ عَمِيُس الحَمَائِمِ: أَحَدُ مَنازِلِه،
، حِينَ سَارَ إِلَى بَدْرٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ. (وفَرْشُ الجَبَا: ع، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(أَهاجَكَ بَرْقٌ آخِر اللَّيْلِ وَاصِبُ ... تَضَمَّنَه فَرْشُ الجَبَا فالمَسَارِبُ)
(والفَرَاشَةُ) ، بالفَتْحِ: (الَّتىِ) تَطِيرُ، و (تَهافَتُ فِي السِّراجِ) لإِحْرَاقِ نَفْسِهَا، ومِنْهُ المَثَلُ " أَطْيَشُ مِنْ فَراشَةِ " (ج: فَرَاشٌ) ، قالَ اللهُ تعالَى {كالفراش المبثوث} قالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ مَا تَرَاهُ كصِغَارِ البَقِّ يَتَهَافَتَ فِي النّارِ، وقَالَ الفَرّاءُ: يَرِيدُ كالغَوْغاء مِنَ الجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُه بَعْضاً، كَذلِكَ الناسُ يَجُولُ يَوْمَئِذِ بَعْضُهم فِي بَعْضٍ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ فِي الفَرَاشِ:
(أَرْدَى بحِلْمِهِمُ الفِيَاشُ فحِلْمُهُمْ ... حِلْمُ الفَرَاشِ غَشِينَ نَاَرَ المُصْطَلِى)
(و) الفَرَاشَةُ (من القُفْلِ: مَا يَنْشَبُ فيهِ، يُقَال: أَقْفَلَ فَأَفْرَشَ كَذَا فِي الصّحاح، وقِيلَ: فَرَاشُ القُفْلِ: مَناشِبُة، وَاحِدُتَها فَرَاشَةٌ، حَكَاهَا أَبو عُبَيْد، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسَبُهَا عَرَبِيّةً. وفَرَاشُ الرّأْسِ: عِظَامٌ رِقَاقٌ تَلِى القَحْفَ، كَمَا قالَهُ الجَوْهَرِىُّ: وقِيلَ: الفَرَاشُ: عَظْمُ الحَاجِبِ، وقِيلَ: هُوَ مارَقَّ مِنْ عَظْمِ الحَاجِبِ، وَقيل: هُوَ مارق من عظم الهامة، وقِيلَ: كُلُّ عَظْمٍ ضُرِبَ فطَارَتْ مِنْهُ عِظَامٌ رِقَاقٌ فهى الفَرَاشُ، وقِيلَ: كُلُّ قُشُورٍ تَكُونُ على العَظْمِ دونَ اللَّحْمِ، وقِيلَ: هى العِظَامُ الَّتِى تَخْرُجُ من رَأْسِ الإِنْسَانِ إِذا شُجَّ وكُسِرَ. (و) قِيلَ " (كُلُّ عَظْمٍ رَقِيقٍ) فَرَاشَةٌ، وبِهِ سُمِّيَتْ فَرَاشَةُ القُفْلِ؛ لرِقَّتِهَا، ويُقَالُ: ضَرَبَه فأَطارَ فَرَاشَةُ رَأْسِهِ، وذلِك إِذا طَارَت العِظَامُ رِقَاقاً مِنْ رَأْسِه، وفى حَدِيثِ على، رَضِىَ الله تَعَالَى عَنهُ، " ضَرْبٌ يَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الهَامِ ". (و) من المَجَازِ: الفَرَاشَةُ: (المَاءُ القَلِيلُ) يَبْقَى فِي الغُدْرَانِ، تُرَى أَرضُ الحَوْضِ مِنْ وَرَائِه، مِنْ صَفَائِه، يُقَالُ: لَمْ يَبْقَ فِي الإِناءِ إِلَّا فَرَاشَةٌ، وقِيلَ: الفَرَاشَةُ: مَنْقَعُ الماءِ فِي الصَّفَاةِ. (و) مِنَ المَجَازِ: الفَرَاشَةُ (: الرَّجُلُ الخَفِيفُ) الرَّأْسِ الطَيّاشَةُ، يُشَبَّه بفَرَاشَةِ السِّرَاجِ فِي الخِفَّةِ والحَقَارَةِ (و) فَرَاشَةِ (: ة، بَيْنَ بَغْدادَ والحِلَّةِ) ، عَلَى عَشَرَةِ فَرَاسِخَ مِنْ بَغْدَادَ. (و) فَرَاشَةُ: (ع، بالبَادِيَةِ) ، وهُوَ غَيْرُ الأُولىَ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(وأَقْفَرَتَ الفَرَاشَةَ والحُبَيَّا ... وأَقْفَر بَعْدَ فَاطِمَةَ الشَّقِيرُ)
(و) فَرَاشَةُ (: عَلَمٌ) . (ودَرْبُ فَرَاشَةَ: مَحَلَّةٌ بَبَغْدَادَ) . (والفَرَاشُ، كسَحَابٍ. مَا يَبِسَ بَعْدَ الماءِ مِنَ الطِّينِ عَلَى) وَجْهِ (الأَرْضِ) قَالَهَ الجَوْهَرِىُّ، وهُوَ أَقَلُّ مِنَ الضَّحْضاحِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحُمُرَ:
(وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطَافُهُ ... فَرَاشاً وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويَابِسُ)
هَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِىُّ، ووَجَدْتُ فِي هامِشِه مَا نَصُّه: إِنّ المُرَادَ بالفَرَاشِ فِي قَوْلِ ذِى الرُّمَّةِ القَلِيلُ مِنَ الماءِ يَبْقَى فِي الغُدْرَانِ، وَاحِدَتُه فَرَاشَةٌ، أَى لَا فَرَاشُ القاعِ والطِّينِ، كَما استَشْهَدَ بِهِ الجَوْهَرِىُّ، فتأَمَّل. (و) الفَرَاشُ (مِنَ النَّبِيذِ: الحَبَبُ الَّذِى يَبْقَى عَليْه) نَقَلَه الجَوْهَرِىُّ عَن أَبى عَمْرٍ و، قَالَ: وَكَذَلِكَ من العَرَقِ، وأَنْشَدَ للَبِيد:
(عَلاَ المِسْكَ والدِّيباجُ فَوْقَ نُحُوِرِهمْ ... فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُحَبَّبِ)
قالَ: مَنْ رَفَعَ الفَرَاشَ ونَصَبَ المِسْكَ رَفَع الدِّيباجَ علَى أنّ الْوَاو وَاو الْحَال، وَمن نَصَبَ الفَرَاشَ رَفَعَهُمَا. قُلْتُ: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِىّ:
(فَرَاشُ المَسِيحِ فَوْقَه يَتَصَبَّبُ ... )
وفَسَّرَه فقالَ: الفَرَاشُ: حَبَبُ الماءِ مِنَ العَرَقِ، وقِيلَ: هُو القَلِيلُ من العَرَقِ، وأَنْكَرَه ابنُ سِيدَهْ، وقالَ: لَا أَعْرِفُ هذَا البَيْت، وِإنّمَا المَعْرُوفُ بَيْتُ لَبِيد، وأَنْشَدَه كَما أَنْشَدَ الجَوْهَرِىُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " كالجُمَانِ المثقب " قَالَ: وَأرى ابْن الأعرابى إِنَّمَا أَرَادَ هذَا البَيْتَ فَأَحَالَ الرِّوَايَةَ، إِلَّا أَن يَكُونَ لَبِيدٌ قَدْ أَقْوَى؛ لأَنَّ رَوِىَّ هذِهِ القَصِيدَةِ مَجْرُورٌ، وأَوَّلُهَا:
(أَرَى النَّفْسَ لَجَّتُ فِي رَجَاءٍ مُكَذَّبِ ... وقَدْ جَرَّبَتْ لَو تَقْتَدِي بالمُجَربِ)
(و) قالَ النَّضْرُ: الفَرَاشَانِ (: عِرْقانِ أَخْضَرانِ تَحْتَ اللَّسَانِ) ، وأَنْشَدَ يَصِفُ فَرَساً:
(خَفِيفٌ النَّعَامَة ذُو مَيْعَةٍ ... كَثِيفُ الفَرَاشَةِ نَاتِى الصُّرَدْ) ِ وقالَ أَيْضاً: الفَرَاشَانِ: الحَدِيدَتانِ اللَّتَانِ يُرْبَطُ بِهما العذَارانِ فِي اللِّجَامِ، والعِذَارَانِ: السَّيْرانِ اللَّذَانِ يُجْمِعَانِ عِنْدَ القَفَا.
والفِرَاشُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُفْرَشُ، ويُقَال: الأَرْضُ فرَاشُ الأَنَامِ، وقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً. أَيْ وِطَاءً، لَمْ يَجْعَلْها حَزْنَةً غَلِيظَةً لَا يُمْكِنُ الاسْتِقْرارُ عَلَيْهَا، ج: أَفْرِشَةٌ،)
وفُرُشٌ، بضَمَّتَيْن، وقالَ سِيبَوَيْه: وإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ، فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ. وَمن المَجَازِ: الفِرَاشُ: زَوْجَةُ الرَّجُلِ، ويُقَالُ لامْرَأَةِ الرّجُلِ: هِيَ فِرَاشثهُ وإِزَارُه، ولِحَافُه، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذلِك لأَنَّ الرَّجُلَ يَفْتَرِشُها، قِيل: ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ. أَرادَ بِهَا نِسَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ ذَوَاتِ الفُرُشِ، وقولُه: مَرْفُوعَةٌ أَيْ رُفِعْنَ بالجَمَالِ عَنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا، وكُلُّ فَاضِلٍ رَفِيعٌ، ومِنْ ذلِكَ قَوْلُه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. الوَلَدُ لِلفِرَاشِ ولِلْعاهِرِ الحَجَرُ. مَعْنَاه: أَنَّهُ لِمَالِكِ الفِرَاشِ، وهُوَ الزَّوْجُ، والمَوْلَى لأَنَّهُ يَفْتَرِشُهَا، وَهَذَا مِنْ مُخْتَصَرِ الكَلامِ، كقَوْلِهِ عَزَّ وجُلّ: واسْأَلِ القَرْيَةَ. يُرِيدُ أَهْلَ القَرْيَةِ قُلْتُ: وذَكَرَ الرّاغِبُ فِي المُفْرداتِ وَجْهاً آخَرَ، فقَالَ: ويُكْنَى بالفِرَاشِ عَنْ كلِّ وَاحِدٍ من الزَّوْجَيْنِ. قُلْتُ: وهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْروٍ، فإِنّه قالَ: الفِرَاشُ: الزّوْجُ، والفِرَاشُ: الزَّوْجَةُ، والفِرَاشُ: مَا يَنامانِ عَلَيْه، وعَلَيْه خُرِّجَ قَوْلُه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم الوَلَدُ للفِرَاشِ فعَلَى هَذَا لَا يَكُونُ عَلَى حَذْفِ مُضافٍ فَتَأَمّل. والفِرَاشُ: عُشُّ الطّائِرِ، أَيْ وَكْرُه، قالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى فِرَاشِ عَزِيزَةٍ ... سَوْدَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كالمِخْصَفِ) يَعْنِي: وَكْرُ عُقابٍ، كأَنّ أَنْفَهَا طَرَفُ مِخْصَفٍ، فاللَّفْظُ لِلْعُقابِ، والمَعْنَى لِلْجَارِيَةِ، أَيْ هِيَ مَنِيعَةٌ كالعُقَابِ، وقَالَ أَبو نَصْرٍ: إِنّمَا أَرادَ: لَمْ أَزَلْ أَعْلُو حتَّى بَلَغْتُ وَكْرَ الطّائِرِ فِي الجَبَلِ، ويُرْوَى حَتّى انْتَمَيْتُ أَي ارْتَفَعْتُ، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي ع ز ز. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: الفِرَاشُ: مَوْقِعُ اللِّسَانِ فِي قَعْرِ الفَمِ، وقِيلَ فِي أَسْفَلِ الحَنَكِ، وقِيلَ: فِرَاشُ اللِّسَانِ: الجِلْدَةُ الخَشْنَاءُ الَّتِي تَكُونُ أُصُولاً لِلأَسْنَانِ العُلْيَا. والفَرِيشُ، كأَمِيرٍ: الفَرَسُ بَعْدَ نَتَاجِها بسَبْعَةِ أَيّامٍ، يُقَال: فَرَسٌ فَرِيشٌ، وهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وهُوَ مَجَازٌ، وقَال الجَوْهَرِيُّ: وكَذَا كُلُّ ذَاتِ حَافِرٍ وهُوَ خَيْرُ أَوْقَاتِ الحَمْلِ عَلَيْهَا، وقالَ القُتَيْبِيُّ: هِيَ الَّتِي وَضَعَتْ حَدِيثاً كالنُّفَساءِ من النّسَاءِ إِذا طَهُرَتْ، وقالَ غَيْرُه: وكالعُوذِ من النُّوقِ، قالَ: ومنْهُ حَدِيثُ طَهْفَةَ النَّهْدِيِّ لَكُمُ العارِضُ والفَرِيشُ. ج: فَرَائِشُ، قالَ الشَّمَاخ: ُ
(راحَتْ يُقْحِّمُهَا ذوُ أَزْمَلٍ وَسَقَتْ ... لَهُ الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيَادِيدُ)
وقالَ اللَّيْثُ: الفَرِيشُ: الجارِيَةُ الَّتِي قَدِ افْتَرَشَها الرَّجُلُ فَعِيلٌ جَاءَ مِن افْتَعَلَ، يُقَالُ: جاريةٌ فَرِيشٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ولَمْ أَسْمَع: جارِيَةٌ فَرِيشٌ، لِغَيْرِه. ووَرْدَانُ بنُ مُجَالِدِ بنِ عُلَّفَةَ بنِ الفَرِيشِ، التّيْمِيُّ، كأَمِيرٍ، شارَكَ ابنَ مُلْجَمٍ فِي دَمِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ قَالُوا: كانَ مَعَهُ لَيْلَةَ قُتِل َ سيِّدُنَا عَلِيٌّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وكانَ خارِجِيّاً، وعَمُّه المُسْتَوْرِدُ بن عُلَّفَةَ بنِ الفَرِيشِ،)
كانَ خارِجِيّاً أَيْضاً، قَتَلَه مَعْقِلُ بنُ قَيْسٍ صاحِبُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه. والفِرِّيشُ كسِكِّيتٍ: د، قُرْبَ قُرْطُبَةَ، ومِنْهُ خَلَفُ بنُ بَسِيلٍ الفِرِّيشِيُّ القُرْطُبِيُّ. وفَرّاش، كشَدّاد: ة، قُرْبَ الطّائِفِ.
والمِفْرَشُ، كمِنْبَرٍ: شَئٌ يَكُونُ كالشّاذَكُونَةِ، وهُوَ الوِطَاء الَّذِي يُجْعَلُ فوقَ الصُّفَّةِ. والمِفْرَشَةُ: أَصْغَرُ مِنْهُ، تكونُ على الرَّحْلِ، يَقْعُدُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ، ويَقُولون: اجعَلْ على رَحْلِكَ مِفْرَشَةً، أَيْ وِطَاءً. وهُوَ حَسَنُ الفِرْشَةِ، بالكَسْرِ، أَي الهَيْئَةِ. ومِنَ المَجَازِ: ضَرَبَه ف مَا أَفَرَشَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَه، أَيْ مَا أَقْلَعَ عَنْهُ. ومِنَ المَجَازِ: أَفْرَشَهُ، إِذا أَساءَ القَوْلَ فِيهِ واغْتَابَهُ، ويَقُولُونَ: أَفْرَشْتَ فِي عِرْضِي. ويُقَالُ: أَفْرَشَهُ إِذا أَعْطَاهُ فَرْشاً مِنَ الإِبِلِ صِغَاراً أَو كِبَاراً. وأَفْرَشَ السَّيْفَ: رَقَّقَهُ، وأَرْهَفَه، قَالَ يَزِيدُ بنُ عَمْروِ بنِ الصَّعِقِ:
(نَعْلُوهُمُ بقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ ... لَمْ تَعْدُ أَنْ أَفَرَشَ عَنْهَا الصَّقْلَهْ) قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَيْ أَنَّهَا جُدُدٌ، أَيْ قَرِيبَةُ العَهْدِ بالصَّقْلِ، ومَعْنَى مُنْتَخَلَة: مُتَخَيَّرَة. وأَفْرَشَ فُلاناً بِسَاطاً: بَسَطَه لَهُ فِي ضِيَافَتِه، كفَرَشَه بِسَاطاً فَرْشاً، وفَرَّشَه بِسَاطاً تَفْرِيشاً، كُلّ ذلِكَ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وأَفْرَشَ المَكَانُ: كَثُرَ فِرَاشُه، أَي زَرْعُهُ. وتَفْرِيشُ الدّارِ: تَبْلِيطُهَا. قالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: وكذلِكَ إِذا بَسَطَ فَيهَا الآجُرَّ والصَّفِيحَ فقَدْ فَرَشَها. والمُفَرِّشَةُ، مُشَدَّدَةً، أَي كمُحَدِّثَةٍ: الشَّجَّةُ الَّتِي تَبْلُغُ الفَرَاشَ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَصْدَعُ العَظْمَ وَلَا تَهْشِمُ. والمُفَرِّشُ، كمُحَدِّثٍ: الزَّرْعُ إِذا فرشَ، أَيْ انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وقَدْ فَرَّشَ تَفْرِيشاً. وَمن المَجَازِ: جَمَلٌ مُفَرَّشٌ، كمُعَظَّمٍ، أَيْ لَا سَنامَ لَهُ، كَمَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، والَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: جَمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرْضِ، وَفِي الأَسَاسِ: مُفْتَرشٌ الظَّهْرِ: لَا سَنامَ لَهُ. وفَرَّشَ الطّائِرُ تَفْرِيشاً: رَفْرَفَ على الشَّيْءِ بجَنَاحَيْه وبَسَطَهُمَا ولَمْ يَقَعْ. وهُوَ مَجازٌ، وهِيَ الشَّرْشَرَةُ، والرَّفْرَفَةُ، ومِنْهُ الحَدِيثُ فَجَاءَتِ الحُمَّرَةُ فجَعَلَتْ تَفَرَّشُ أَي تَقْرُبُ من الأَرْضِ وتَفْرُشُ جَنَاحَيْهَا وتُرَفْرِفُ، كتَفَرَّشَ، وهذِهِ عنِ ابنِ عَبّادٍ، قالَ أَبو دُوَاد يَصِفُ رَبِيئَةً:
(فأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمِّ ال ... بِيْضِ شَدّاً وقَدْ تَعالَى النَّهَارُ)
وَمن المَجاز: افْتَرَشَهُ، إِذا وَطِئَهُ، افْتِعالٌ من الفَرْشِ والفِرَاشِ. وافْتَرَشَ ذِرَاعَيْهِ: بَسَطَهُما عَلَى الأَرْض، وَفِي الحَدِيث: نَهَى فِي الصَّلاةِ عَن افْتِراشِ السَّبُعِ وَهُوَ أَن يَبْسُطَ ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُودِ وَلَا يُقِلَّهُما ويرفَعَهُما عَن الأَرْضِ إِذا سَجَدَ كَمَا يَفْتَرِشُ الذّئْبُ والكَلْبُ ذِرَاعَيْه ويَبْسُطُهُمَا. ويُقَالُ: افْتَرَشَ الأَسَدُ ذِرَاعَيْه: إِذا رَبَضَ عَلَيْهِمَا ومَدَّهثمَا، وكذلِكَ الذّئْبُ، قَالَ:)
(تَرَى السِّرْحَانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ ... كَأَنَّ بَيَاضَ لَبَّتِهِ الصِّدِيعُ)
ومِنَ المَجَازِ: افْتَرَشَ فُلاناً، إِذا غَلَبَه وصَرَعَهُ، ورَكِبَه. وَمن المَجَازِ أَيْضاً: افْتَرَشَ عِرْضَهُ، إِذا اسْتَبَاحَهُ بالوَقِيعَةِ فيهِ، وحَقِيقَتُه جَعله لِنَفْسِهِ فِرَاشاً يَطَؤُه. وافْتَرَشَ الشّيْءِ: انْبَسَطَ، كَمَا فِي الصّحاح، يُقَال: أَكَمَةٌ مفْتَرِشَةُ الظَّهْرِ، إِذا كانَتْ دَكّاءَ. وَمن المَجَاز: افْتَرَشَ أَثَرَه: قَفَاه، وتَبِعَه، عَنِ ابنِ عَبّاد. وَمن المَجَاز: افْتَرَشَ لِسَانَهُ: تَكَلَّمَ كَيْفَ شَاءَ، أَي بَسَطَه. ومِنَ المَجَازِ: افْتَرَشَ المَالَ: اغْتَصَبَهُ، ومالٌ مُفْتَرَشٌ، أَيْ مُغْتَصَبٌ مُسْتَوْلَىً عَلَيْه، ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، كَتَبَ فِي عَطايَا مُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ لِبَنِيه: أَنْ تُحَازَ لَهُم إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَالا مُفْتَرَشاً أَيْ مَغْصُوباً قَدْ انَبْسَطَتْ فِيهِ الأَيْدِي، قَالَ الصّاغَانِيّ: والتّرْكِيبُ يَدُلُّ على تَمْهِيدِ الشَّيْءِ، وبَسْطِهِ، وقَدْ شَذَّ عَنْ هذَا التَّرْكِيبِ الفَرِيشُ: الفَرسُ بَعْدَ نَتَاجِهَا بسَبْعِ لَيَالٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: فَرّشَ الثَّوْبَ تَفْرِيشاً، وافْتَرَشَه فانْفَرَشَ. وافْتَرَشَ تُرَاباً أَوْ ثَوْباً تَحْتَه، وتَقُولُ: كُنْتُ أَفْتَرِشُ الرَّمْلَ وأَتَوَسَّدُ الحَجَرَ. وأَفْرَشَتِ الفَرْسُ، إِذا اسْتَأْتَتْ، أَيْ طَلَبَتْ أَن تُؤْتَى. وقَد كُنِى بالفَرْشِ عَنِ المَرْأَِة، كَذا فِي الصّحاحِ. وَفِي اللِّسَان: وجَمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرْضِ: لَا سَنَامَ لَهُ، وأَكَمَةٌ مُفْتَرِشَةٌ الأرِض، كذلِكَ، وَهُوَ مَجَازٌ، وكُلُّه مِنَ الفَرْشِ. ومِنْ ذلِكَ أَيْضاً: الفَرِيشُ، كأَمِيرٍ: الثّوْرُ العَرَبِيُّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ، قَالَ طُرَيْحٌ:
(غُبْسٌ خَنَابِسُ كُلُّهُنَّ مُصْدَّرٌ ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالفَرِيشِ شَتِيمُ)
وفَرَشَه فِرَاشاً، وأَفْرَشَه: فَرَشَهُ لَهُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: فَرَشْتُ فُلاناً، أَيْ فَرَشْتُ لَهُ. والمَفَارِشُ: النِّسَاءُ لأَنّهُنَّ يُفْتَرَشْنَ، قالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشَابَةٍ ... حُشُداً وَلَا هُلِكِ المَفَارِشِ عُزَّلِ)
يُرِيدُ: لَيْسَتْ نِسَاؤُهُم الّلاتِي يَأْوُونَ إِلَيْهِنّ نِسَاءَ سَوْءٍ، ولكِنّهُنّ عَفَائِفُ، ويُقَالُ: أَرادَ بهُلكِ المَفَارِش: الَّذِينَ لَا يَمُوتُونَ عَلَى فُرُشِهِم، وَلَا يَمُوتُون إِلاَّ قَتْلاً، وأَيْضاً يُقَالُ للرَّجُلِ إَذا لَمْ يَتَزَوّجْ دَهْرَه: إِنَّهُ لَهَالِكُ المَفْرَشِ، أَيْ ذَهَبَ عُمْرُه ضَلالاً. وافْتَرَشَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ: جامَعَهَا. والفِرَاشُ: العَيْبُ، عَن أَبِي عَمْروٍ. وافءتَرَشَ القَوْمُ الطّرِيقَ، إِذا سَلَكُوه، وهُوَ مَجازٌ. وافْتَرَشَ كَرِيمَةَ بَنِي فُلانٍ، إِذا تَزَوّجَها. وفُلانٌ كَرِيمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصْحَابِهِ: إِذا كَانَ يَفْرُشُ نَفْسَه لَهُمْ، وهُوَ مجازٌ.
وفَرَّشَ الزَّرْعُ تَفْرِيشاً، مِثْلُ فَرَّخَ، وهُوَ مَجازٌ. والفَرَاشَتَانِ: غُرْضُوفَانِ عِنْدَ اللَّهَاةِ. والمُفْتَرِشَةُ مِنَ الشِّجَاج: الَّتِي تَبْلُغ الفَرَاشَ. والفَرَاشَةُ: مَا شَخَصَ مِنْ فُرُوعِ الكَتِفَيْنِ، قَالَه أَبو عُبَيْدَة.)
والفَرَاشَانِ: طَرَفَا الوَرِكَيْنِ فِي النُّقْرَةِ. وفَرَاشُ الظَّهْر: مَشَكُّ أَعالِي الضُّلُوعِ فِيهِ. وفَرْشُ الإِبِلِ، كِبَارُها، عَن ثَعْلَب، وأَنشد:
(لهُ إِبِلٌ فَرْشٌ وذَاتُ أَسِنَّةٍ ... صُهَابِيَّةٌ حَانَتْ عَلَيْهِ حُقُوقُهَا)
والفَرِيشُ، كأَمِيرٍ: صِغَارُ الإِبِلِ، وبِهِ فُسِّرَ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ يَذْكُرُ السَّنَةَ وتَرَكَتِ الفَرِيشَ مُسْحَنْكِكاً أَيْ شَدِيدَ السَّوَاِد مِنَ الاحْتِرَاقِ، وقالَ أَبْو بَكْرٍ: هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، لأَنّ الصِّغارَ من الإِبِلِ لَا يُقَالُ لَهَا إِلاّ الفَرْشُ. وفَرْشُ العِضَاهِ: جَمَاعَتُها. والفَرْشُ: الدَّارَةُ من الطَّلْحِ. والفَرِيشُ مِنَ النّبَاتِ: مَا انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، ولَمْ يَقُمْ عَلَى ساقٍ، وبِهِ فَسَّر بَعْضُهُم حَدِيثَ طَهْفَةَ لَكُمْ العَارِضُ والفَرِيشُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الفَرْشَةُ: الطَّرِيقَةُ المُطْمَئِنَّة من الأَرْضِ شَيْئاً يَقُودُ اليَوْمَ واللَّيْلَةَ، ونَحْوَ ذلِكَ، قالَ: وَلَا يَكُونُ إِلاَّ فِيمَا اتَّسَع من الأَرْضِ واسْتَوَى وأَصْحَرَ، والجَمْعُ: فُروشٌ.
والفَرَاشَةُ: حِجَارَةٌ عِظَامٌ أَمْثَالُ الأَرْحاءِ، تُوْضَعُ أَوّلاً، ثُمَّ يُبْنَى عَلَيْهَا الرَّكِيبُ، وهُوَ حائِطُ النَّخْلِ.
وأَفْرَشَ عَنْهُم المَوْتُ: أَي ارْتَفَعَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وفَرَشَ: أَرادَ وتَهَيَّأَ، عَنهُ. وأَفْرَشَ الشَّجَرُ: أَغْصَنَ. وافْتَرَشَتْنَا السَّمَاءُ بالمَطَرِ: أَخَذَتْنَا، وهُوَ مَجَازٌ. وأَفْرَشَ الرَّجُلُ: صَارَ لَهُ فَرْشٌ، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ. وفَرَشْتُه فَرْشاً، إِذا ابْتَنَى عِنْدَك، عَنْهُ أَيضاً. وأَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَرَاشَةَ بن مُسْلِمٍ المَرْوَزِيُّ الفَرَاشِيّ، بالفَتح، عَن أَبي رَجَاء مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَوَيِهْ، وَعنهُ أَبو الحَسَن بنُ رِزْقَوَيْه. وأَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بنُ عليّ الفُرشانِيّ بالضّمِّ، سَمِعَ أَبا الطّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ ابنَ خَلَفٍ المْقْرِئ. وأَبُو الحَسَن عليُّ بنُ إِسماعِيلَ، الكِنْدِيّ، الفُرْشانِيّ، عَن أَصْبَغَ بنِ الفَرَجِ، ماتَ بأَعْمالِ سَرْمَقَ سنة ضَبطه الرُّشَاطِئ هَكَذَا. وأَبو طاهِرٍ بَرَكَاتُ بنُ إِبراهيم الخُشُوعِيّ الفَرْشِيّ نُسِبَ إِلى بَيْع الفُرْشِ، قَالَه ابنُ الأَنْمَاطِيّ. وأَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَتِيقٍ الفُرْشِيُّ، عَن أَحْمدَ بنِ الحَسَن المُقْرِئِ، وَعنهُ سعدُ بنُ عليٍّ الزكتيانِيّ، ذكره الأَمِيرُ.

عوق

ع و ق: (عَاقَهُ) عَنْ كَذَا حَبَسَهُ عَنْهُ وَصَرَفَهُ وَبَابُهُ قَالَ، وَكَذَا (اعْتَاقَهُ) . وَ (عَوَائِقُ) الدَّهْرِ الشَّوَاغِلُ مِنْ أَحْدَاثِهِ. وَ (التَّعَوُّقُ) التَّثَبُّطُ. وَ (التَّعْوِيقُ) التَّثْبِيطُ. وَ (يَعُوقُ) اسْمٌ صَنَمٍ كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (الْعَيُّوقُ) نَجْمٌ أَحْمَرُ مُضِيءٌ فِي طَرَفِ الْمَجَرَّةِ الْأَيْمَنِ يَتْلُو الثُّرَيَّا لَا يَتَقَدَّمُهُ. 
ع و ق :عَاقَهُ عَوْقًا مِنْ بَابِ قَالَ وَإِعْتَاقَهُ وَعَوَّقَهُ بِمَعْنَى مَنَعَهُ. 
[عوق] غ: فيه: "عاقه" من الأمر وعوقه وعقاه. قا: "يعلم الله "المعوقين"" المتثبطين عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم المنافقون.
(ع و ق) : (مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَوَقِيُّ) مَنْسُوبٌ إلَى الْعَوَقَةِ بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ حَيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقِيسِ يُرْوَى عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى.
عوق
العَائِقُ: الصارف عمّا يراد من خير، ومنه:
عَوَائِقُ الدّهر، يقال: عَاقَهُ وعَوَّقَهُ واعْتَاقَهُ. قال تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ
[الأحزاب/ 18] ، أي: المثبّطين الصّارفين عن طريق الخير، ورجل عَوْقٌ وعَوْقَةٌ: يَعُوقُ النّاسَ عن الخير، ويَعُوقُ: اسم صنم.
(عوق)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «يَعُوقَ» وَهُوَ اسْمُ صَنم كَانَ لِقَوم نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. هُوَ الَّذِي ذَكَره اللَّه فِي كِتابِه الْعَزِيزِ.
وَكَذَلِكَ «يَغُوث» بالغَيْن الْمُعْجَمَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ: اسْمُ صَنم كَانَ لَهُم أَيْضًا، وَالْيَاءُ فِيهِمَا زَائِدَةٌ.
ع و ق

أخرتني عائقة من عوائق الدهر. قال أبو ذؤيب:

ألا هل إلى أمّ الخويلد مرسل ... بلى خالد إن لم تعقه العوائق

وعاقه واعتاقه وعوّقه " قد يعلم الله المعوقين منكم ". وتقول: فلان صبحه التعويق، فهجره التوفيق. ورجل عوقة: ذو تعويق وترييث عن الخير. وتقول: يا من عن الخير يعوق، إن أحقّ أسمائك يعوق.
[عوق] عاقه عن كذا يعوقا، واعتاقه، أي حبسه وصرفه عنه. وعوائِقُ الدهر: الشواغلُ من أحداثه. والتَعَوُّقُ: التثبُّطُ. والتَعْويقُ: التثبيطُ. ورجلٌ عُوَقٌ وعُوَقَةٌ مثال هُمَزَةٍ، أي ذو تعويق وتربيث لاصحابه، لأنَّ الأمور تحبسه عن حاجته. وما عاقَتِ المرأة عند زوجها ولالاقت، أي لم تلصق بقلبه. والعيوق: نجم أحمر مضئ في طرف المجرَّة الأيمن، يتلو الثريا لا يتقدمه. وأصله فيعول، فلما التقى الياء والواو والاولى ساكنة صارتا ياء مشددة. ويعوق: صنم كان القوم نوح عليه السلام. 

عوق


عَاقَ (و)(n. ac. عَوْق)
a. [acc. & 'An], Hindered, prevented, impeded, disabled from;
diverted from; detained from.
عَوَّقَأَعْوَقَa. see I
تَعَوَّقَa. Was hindered, prevented; was delayed, detained.
b. Tarried, hesitated, delayed; was slow, tardy.

إِعْتَوَقَa. see I
عَوْقa. Hindrance; obstruction; delay.
b. (pl.
أَعْوَاْق), Impediment, obstacle.
c. see 1t
عَوْقَة []
a. Good-for-nothing.

عَاقَة []
a. [ coll. ], Delay.
عُوْقa. see 1 (b) & 1t
عَوَقa. Hunger.

عَوِقa. Slow, dilatory; dawdler, laggard, loiterer.

عُِوَق [عِوَق]
a. see 5
عُوَّقa. see 5
عَائِْق [] (pl.
عُوَّق
&
عَوَائِق [] )
a. Hindering; hinderer, obstructer.
b. [ coll. ], Skilful, adroit
dexterous; industrious.
عَائِقَة [] (pl.
عَوَائِق [] )
a. fem. of
عَاْوِقb. Obstacle, impediment, obstruction.

عَيَاقَة []
a. [ coll. ], Cleverness, ability.

عَيِّق []
a. see 5
عَيُّوْق []
a. Capella (star).
b. [ coll. ], Beautiful, handsome.

تَعْوِيْق [ N.
Ac.
a. II], إِعَاقَة
[ N. Ac.
IV], Retardation, hindrance.
عوق
عَاقَه عَوْقاً وعَوّقَه واعْتَاقَه: صَرَفَه عما أرادَه. ويُقال: عَقَا وعَاقِ في مَعْنى عَا
قَ وعَائقٍِ. وهو عُوَقَةٌ: ذو تَعْوِيْقٍٍ للنّاس عن الخَيْر. والمِعْوَقُ: الذي يَعْتاقُ كُلَّ شَيْئٍ. فَيَذْهَبُ به ورَجُلٌ عُوَّقٌ وعُوَقٌ: الذي لا يَزالُ تَعُوْقُه أمورٌ عن حاجَتِه. والذي إِذا هَمَّ بالشَّيءِ فَعَلَه، وكأنَّه من الأضْداد.
والعَوْقُ: الذي لا خَيْرَ عندَه. وعَوْقٌ: مَوْضعٌ بالحجاز. والعَوَقَةُ: حَيٌّ من اليَمن. والعَيُّوْقُ: نَجْمٌ أحمر بِحِيالِ الثُّرَيَا، وهو فَيْعُوْلٌ، يَجوزُ أنْ يكونَ من العَوْق والعَيْق جَميعاً.
وأعْوَقَ بي الدّابَّةُ أو الزّادُ: قَطَعَ. وأعْوَقَ عَنّي: أعْوَصَني فلم أقْدِرْ عليه، وقد سَبَقَني، عَوَقاً وعَوَصاً. والمُعْوِقُ: المُخْفِقُ المُعْوِزُ. والجائعُ أيضاً، وبه عَوَقٌ وعَوْلَقٌ بمعنىً. ويُقال لِصَوْتِ الغُرَاب: عَاقِ عاقِ، وغاقِ غاقِ غاقِ بالغَيْنِ مُعْجَمَةً. والعُوْقُ والوَعْقُ - جميعاَ -: اللَّقِسُ.
ويَعُوْقُ: اسْمُ صَنَمٍ لقَوْم نُوْح. وعُوْقُ: والِدُ عُوْج.
عوق: عاق: لا يقال عاق عن فقط، بل عاق من أيضاً. (فوك).
عَوق: أعاق، أخر، منع من، (بوشر).
تعويق: توقيف، أيقاف، تعطيل، وقف العمل مدة من الزمن. (بوشر).
معوق: موقف، معطل. (بوشر).
عَوّق: أخر (ألف ليلة 1: 32)، وفي طبعة برسل: تعوّق.
من غير تعويق: من غير تأخير. (كوسج طرائف ص90).
عَوَّق عن فلان: تأخر من العودة إليه. (ألف ليلة 2: 116).
عَوَّق: حبس، سجن، اعتقل. (مملوك 1، 1: 84).
عَوَّق وعيق: ماء (القِّطُ)، صاح. (همبرت ص62، رولاند).
عاوق: عاق، منع، (البيضاوي 1: 131).
أعْوَق: أخّر. (بوشر).
تعَّوق: توقف، تأخر. (بوشر).
يتعوق: يبطىء، يتمهل، يتوانى. (بوشر).
تعوقت كثير. أبطأت كثيراً وتوانيت. (بوشر).
يتعوق حتى يقوم: يستيقظ متأخراً. (بوشر).
أتعوق بالعشا: أتعشى متأخرا. (بوشر).
تعوق عن: اختلف عن. (بوشر).
تعاوق عن: منع من. (البيضاوي 1: 614).
انعاق: أخر، أجل. (بوشر).
اعتاق: تمهل، أبطأ (فريتاج) ويقال إعتاق عن، ففي طرائف فريتاج (ص119): وسير إلى حلب يستدعي عسكرها فإعتاق عنه لاشتغاله بالفرنج. (ياقوت 1: 37).
عاقة: مانع، حامل، عائق. (ألف ليلة 3: 419، 4: 490)، وقال: عاقه عن. (أماري ديب ص192).
عاقة: عقبة، صعوبة. (بوشر).
عاقة: تمهل، تواني، بطء فيما يعمل (بوشر).
عوقة: تأخر إبطاء. (بوشر).
عواق: تأخر، إبطاء، تمهل. (بوشر).
عياقة: فجور، فسق، دعارة. (الملابس ص271).
عياقة: ازدهاء، تحذلق، تأنق، اختيال. (محيط المحيط) في مادة عائق.
عياقة: مهارة، براعة، فعل بطل باستعمال القوة والتغلب على العقبات. (بوشر).
عائق، وجمعه العُيَّاق: يظهر أن معناه عند ابن إياس: رعاع الشعب وأوباشه وأدنياؤه وسفلته وأخساؤه. (الملابس ص259).
عائق: معناها في قصة من قصص ألف ليلة لص، لص متسكع، قاطع طريق، رجل شرير، خبيث فاجر. وهي مرادفة شاطر وفتى، والجمع عُيَّق وعَياق. (برسل 9: 246، 260) (في طبعة ماكن شطار) (9: 266 - 274) (في طبعة ماكن فتى) (9: 276) (في طبعة ماكن هو رئيس فتيان أهل العراق)، (9: 277) وكثيراً ما تذكر في هذه القصة.
عائق: ماهو، حاذق، بارع، فطن. (بوشر).
عائقِ، والجمع عياق: رجل رقيق الحاشية، غَزِل. يصبي النساء. (بوشر).
عائق: لبق. ففي محيط المحيط بعد أن ذكر المعنى اللغوي لهذه الكلمة: ومنه العائق عند العامَّة لِلَّبق لأنه يشغل كل من رآه والاسم منه العياقة (انظر الهامش السابق).
مَعاق: المكان الذي يَعاق فيه الشيء ويحبس ويحجز. (عباد1: 224) وقد ذكرت فيه معاف، غير أني قلت في (3: 79) منه: والصواب معاق. وفقاً لما جاء في مخطوطتين. ونجد عند المقري (1: 340) هذه الكلمة بالفاء.
معوقة، امرأة معوقة: عقيم (ألف ليلة برسل 9: 201) وفي طبعة ماكن: عقيم.
متعوّق: متأخر، متخلف عن الدفع. (بوشر).
(ع وق)

رجل عَوْقٌ: لَا خير عِنْده، وَالْجمع أعْواقٌ.

وَرجل عُوَقٌ: جبان، هذلية.

وعُقْتُه عَن الشَّيْء عَوْقا: صرفته وحبسته، أَصله عَوَقْتُ، ثمَّ نقل من فَعَلَ إِلَى فَعُلَ ثمَّ قلبت الْوَاو فِي فَعُلْتُ ألفا فَصَارَ عاقْتُ فَالتقى ساكنان الْعين المعتلة المقلوبة ألفا وَلَام الْفِعْل فحذفت الْعين لالتقائهما فَصَارَ التَّقْدِير عَقْت ثمَّ نُقلت الضمة إِلَى الْفَاء لِأَن أَصله قبل الْقلب فَعُلْتُ فَصَارَ عُقْتُ، فَهَذِهِ مُرَاجعَة أصل إِلَّا أَنه ذَلِك الأَصْل الْأَقْرَب لَا الْأَبْعَد أَلا ترى أَن أول أَحْوَال هَذِه الْعين فِي صِيغَة الْمِثَال إِنَّمَا هُوَ فَتْحة الْعين الَّتِي أُبدلت مِنْهَا الضمة، وَهَذَا كُله تَعْلِيل ابْن جني.

وعَوَّقَه وتَعَوَّقَه، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، واعتاقه، كُله صرفه وحبسه. وَرجل عُوَقَةٌ وعُوَقٌ وعَوِقٌ ذُو تَعْوِيقٍ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَكَذَلِكَ عَيِّقٌ، عَنهُ أَيْضا. وَقيل عَيِّقٌ إتباع لضَيِّقٍ يُقَال: ضَيِّقٌ لَيِّق عَيِّقٌ.

وَرجل عُوَّقٌ: تَعْتاقه الْأُمُور عَن حَاجته قَالَ:

فِدىً لبني لَحيانَ أُميِّ فإنَّهُمْ ... أطاعُوا رَئيسا مِنْهُمُ غَيرُ عُوَّقِ

وَقَوله:

فَلَو أَنِّي رَمَيْتُكِ مِنْ قَرِيبٍ ... لَعاقَك عَنْ دُعاءِ الذّئْبِ عاقِ

إِنَّمَا أَرَادَ عائق فَقلب. وَقيل: هُوَ على توهم عَقَوْتُه، وَقد تقدم.

والعَيُّوقُ: كَوْكَب أَحْمَر مضيء بحيال الثريا فِي نَاحيَة الشمَال ويطلع قبل الجوزاء فَهُوَ قبل الجوزاء سمي بذلك لِأَنَّهُ يعوق الدَّبَرَانَ عَن لِقَاء الثريا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَوَرَدْنَ والعَيُّونُ مَقْعَدَ رَابئ الضُّ ... ربَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لَا يَتَتلَّعُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَزِمته اللَّام لِأَنَّهُ عِنْدهم الشَّيْء بِعَيْنِه وَكَأَنَّهُ جعل من أمة كل وَاحِد مِنْهَا عَيُّوقٌ. قَالَ: فَإِن قلت: هَل هَذَا الْبناء لكل مَا عَاق شَيْئا؟ قيل: هَذَا بِنَاء خص بِهِ هَذَا النَّجْم كالدبران والسماك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هَذَا عَيُّوقٌ طالعا بِحَذْف الْألف وَاللَّام وَهُوَ ينويها فَلذَلِك يبْقى على تَعْرِيفه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ كل مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام من أَسمَاء النُّجُوم الثَّابِتَة والدَّراري، فلك أَن تحذفهما مِنْهُ وَأَنت تنويهما، فَيبقى فِيهِ تَعْرِيفه الَّذِي كَانَ مَعَ الْألف وَاللَّام، وَقيل: العَيُّوقُ: نجم يَلِي الثريا إِذا طلع عُلِمَ أَن الثريا قد طلعت.

وَمَا عاقَت الْمَرْأَة عِنْد زَوجهَا أَي مَا حظيت وَإِنَّمَا حملناه على الْوَاو وَإِن لم نَعْرِف أَصله لِأَن انقلاب الْألف عَن الْوَاو عينا أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء.

والعُوَاقُ والعَوِيقُ: صَوت قنب الْفرس، وَقيل: هُوَ الصَّوْت من كل شَيْء.

والعَوَقَةُ: حَيّ من الْيمن.

وعُوقٌ: مَوضِع.

وعُوقٌ: اسْم. ويَعُوقُ: اسْم صنم كَانَ لكنانة عَن الزّجاج.

عوق

1 عَاقَهُ, aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَوْقٌ, (S, O, Msb, K,) with which عَيْقٌ [as inf. n. of عَاقَهُ having يَعِيقُهُ for its aor. ] is syn.; (O and K in art. عيق;) and ↓ اعتاقهُ, (S, O,) inf. n. اِعْتِيَاقٌ; (K;) and ↓ اعاقهُ [if not a mistranscription for اعتاقهُ]; (Msb;) and ↓ عوّقهُ, (Msb,) inf. n. تَعْوِيقٌ; (S, O, K;) and ↓ تعوّقهُ; (IJ, TA;) He, or it, hindered, prevented, impeded, or withheld, him; (S, O, Msb, K, TA;) turned him back or away; retarded him; or diverted him by occupying him otherwise; (S, O, K, TA;) عَنْ كَذَا [from such a thing]; (S, O, TA;) and عَنِ الوَجْهِ الَّذِى أَرَادَهُ [from the course that he desired to pursue]. (TA.) [Accord. to the S and O and K, the first is syn. with حَبَسَهُ and صَرَفَهُ, and so is the last accord. to IJ and the TA, as is the second accord. to the S and O, and so app. are this and the fourth accord. to the K; and accord. to the S and O and K and TA, the fourth is syn. with ثَبَّطَهُ, as are also the first and second accord. to the K and TA: accord. to the Msb, the first and third and fourth are syn. with مَنَعَهُ.] And عَقَاهُ signifies the same as عَاقَهُ and عوّقهُ and اعتاقهُ. (TA.) b2: مَا عَاقَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا وَلَا لَاقَتْ, (S,) or مَا عَاقَتْ وَلَا لَاقَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا, (O, K,) means She did not cleave, or stick, to the heart of her husband; (S, O, K, TA;) to which IKtt adds, and did not hinder him from separating himself from her, or marrying another: and some say that it means she was not happy with her husband; near to his heart; in favour with him, or beloved by him: and some, that عَاقَتْ is an imitative adjunct to لَاقَتْ, because the latter signifies لَصِقَتْ. (TA.) 2 عَوَّقَ see the first sentence above.4 اعاقهُ: see 1, first sentence.

A2: أَعُوَقَ بِىَ الدَّابَّةُ, or الزَّادُ, The beast, or the travelling-provision, [by failing me,] disabled me from prosecuting my journey; syn. قَطَعَ. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And أَعْوَقَ عَنِّى It caused me to be in difficulty (أَعْوَصَنِى), so that I was unable to accomplish it. (Ibn-'Abbád, O.) 5 تعوّق He became hindered, prevented, impeded, withheld, turned back or away, retarded, or diverted by being occupied otherwise; [عَنْ أَمْرٍ

from an affair;] syn. تَثَبَّطَ. (S, O, K.) A2: تعوّقهُ: see 1, first sentence.8 اعتاقهُ: see 1, first sentence.

A2: [Accord. to Freytag, اعتاق also signifies He was detained, or retained, (retentus fuit,) with, or at the abode of, any one: and he was bound.]

عَاقْ عَاقْ, (thus in copies of the K,) or [correctly] عَاقِ عَاقِ, like غَاقِ غَاقِ, (Lh, O,) The cry of the crow; (Lh, O, K;) an imitation thereof. (K.) عَوْقٌ [an inf. n.: and also used as an epithet, signifying] One who hinders, prevents, impedes, &c., [see 1,] people from that which is good; as also ↓ عَوْقَةٌ [but app. in an intensive sense]. (K. [See also عُوَقٌ.]) b2: See also عَائِقٌ, in two places. b3: And see عُوقٌ. b4: Also A place of bending, or inclining, of a valley, to the right or left. (O, K.) b5: And Time: so in the saying, لَا يَكُونُ ذٰلِكَ آخِرَ عَوْقٍ [That will not be to the end of time]. (K.) عُوقٌ A man in whom, (O,) or with whom, (K,) is no good; (O, K;) as also ↓ عَوْقٌ; (K;) occurring in the saying of Ru-beh, فِدَاكَ مِنْهُمْ كُلُّ عَوْقٍ أَصْلَدُ [May every one of them in whom, or with whom, is no good, who is niggardly, be thy ransom]: (TA:) pl. أَعْوَاقٌ. (K.) b2: See also عَائِقٌ.

عَوَقٌ Hunger: (O, K:) like عَوْلَقٌ. (O.) عَوِقٌ: see عُوَقٌ: b2: and عَائِقٌ. b3: Also Hungry: [a meaning indicated, but not expressed, in the O and K:] you say رَجُلٌ عَوِقٌ لَوِقٌ [A very hungry man]; (IAar, O, K;) لَوقٌ being an imitative [and corroborative] sequent. (TA in art. لوق.) عُوَقٌ and ↓ عُوَقَةٌ (S, O, K) and ↓ عِوَقٌ, (K,) which last is from IAar, and is by some written ↓ عَوِقٌ, (TA,) and ↓ عَيِّقٌ and ↓ عَيِّقٌ, this last with fet-h, (K,) i. e. with fet-h and teshdeed to the ى, (TA, [but in the CK عَيْقٌ,]) A man having the quality of hindering, preventing, impeding, retarding, or diverting by otherwise occupying, (S, O, K, TA,) men from that which is good, and his companions, because accidents diverting him from his course prevent his attaining the object of his want: (TA: [see also عَوْقٌ:]) and (O, K) IDrd says, (O,) ↓ عُوَّقٌ, (O, K,) thus with tesh-deed accord. to El-Arzenee and Aboo-Sahl ElHarawee, applied to a man, (O,) signifies one who hinders, prevents, impedes, &c., men from [accomplishing] their affairs: (O, K:) or it signifies, (K,) or signifies also, accord. to IDrd, (O,) a coward, or cowardly; (O, K;) in this sense peculiar to the dial. of Hudheyl; (O;) and so عُوَقٌ: and عُوَقٌ is also syn. with ↓ عَائِقٌ: (K:) thus it means accord. to Aboo-Usámeh, as an epithet applied to a man: (O:) and ↓ عُوَّقٌ (O, K) accord. to him (O) is pl. of ↓ عَائِقٌ: (O, K:) and عُوَقٌ and ↓ عُوَّقٌ both signify also one whom affairs cease not to hinder, prevent, impede, &c., from [accomplishing] the object of his want: and one who, when he purposes a thing, does it: (K:) thus they are expl. by Ibn-'Abbád; as though having two contr. significations. (O.) عِوَقٌ: see عُوَقٌ, first signification.

عَوْقَةٌ: see عَوْقٌ.

عُوَقَةٌ: see عُوَقٌ, first signification.

عُوَاقٌ A sound that issues from the belly of a beast, or horse or the like, when he is going along; (O, K;) as also وُعَاقٌ: (O:) and some say, a sound of anything. (TA.) عَوِيقٌ The sound of the sheath of the penis of the horse; as also وَعِيقٌ. (TA.) عَائِقٌ and ↓ عَوْقٌ and ↓ عُوقٌ and ↓ عَوِقٌ all signify the same; (K, TA;) i. e. [A person, or thing,] hindering, preventing, impeding, withholding, turning back or away, retarding, or diverting by occupying otherwise: (TA:) see also عُوَقٌ, in two places: the pl. of the first is عُوَّقٌ. (O, K.) One says, عَاقَنِى عَائِقٌ (K, TA) and عَقَانِى عَاقٍ (TA) [A hinderer or hindrance, or an impeder or impediment, &c., hindered me, or impeded me, &c.,] عَنِ الأَمْرِ الَّذِى أَرَدْتُ [from the thing that I desired to do]. (TA.) And عَوَائِقُ الدَّهْرِ signifies The accidents, or casualties, of time or fortune, that divert [or hinder or impede] by busying or occupying or employing: (S, O, K, TA:) the former noun being pl. of عَائِقَةٌ, or anomalously of ↓ عَوْقٌ. (TA.) عُوَّقٌ: see عُوَقٌ, in three places.

عَيِّقٌ and عَيَّقٌ: see عُوَقٌ, first signification. b2: It is also used as an imitative sequent: one says ضَيِّقٌ لَيِّقٌ عَيِّقٌ (K) or ضَيِّقٌ عَيِّقٌ لَيِّقٌ (IAar, TA) [app. meaning Very niggardly]: or, as some say, عَيِّقٌ signifies as expl. voce عُوَقٌ, and is not an imitative sequent. (TA.) العَيُّوقُ A red [?] bright star in, or on, the right [?] edge of the Milky Way, following, not preceding, الثُّرَيَّا [the Pleiades]; rising before الجَوْزَآء [by which may be meant either Orion or Gemini]: (TA:) when it has risen, it is known that الثُّرَيَّا has risen: (O:) [it is the well-known name of the star Capella, notwithstanding its being described above as “ red,” and as in, or on, the “ right ” of the Milky Way; for Capella, though not now red, has been observed to alter in brightness by astronomers in very recent times; and I think that the word rendered above “ right,”

which is أَيْمَن, is probably a mistranscription for أَيْسَر, i. e. “ left: ” the description here following plainly indicates Capella:] it is the bright star [a] upon the left shoulder of Auriga: that upon the left elbow is العَنْزُ: the two on the left wrist together with العيّوق are called العِنَازُ: [see عَنْزٌ:] it is also called the رَقِيب [or watcher] of الثُّرَيَّا, because it rises therewith at many places: and the star on the right shoulder [i. e.

β] with the two upon the ankle-joints [which may be θ and ι, for the constellation, is variously figured,] are called تَوابِعُ العَيُّوقِ: (Kzw:) it is [said to be] called العيّوق because of its [being regarded as] impeding الدَّبَرَان from meeting الثُّرَيَّا: (TA:) عَيُّوق, (Lth, Az, S, O,) is originally عَيْوُوق, (S, O,) its medial radical being و; or it may be ى. (Lth, Az, TA.) One says also, هٰذَا عَيُّوقُ طَالِعًا [meaning This is العَيُّوقُ rising]; suppressing the ال, but meaning it to be understood, and therefore leaving the word itself in its former determinate state [without tenween]. (IAar, TA.) مُعْوِقٌ One who is disappointed of attaining his object [by the failing of his beast or of his travelling-provision: see أَعْوَقَ]; syn. مُخْفِقٌ. (Ibn-' Abbád, O, K.) b2: And Hungry. (Ibn-'Abbád, O, K.) يَعُوقُ A certain idol which pertained to the people of Noah: (S, O, K:) or originally a certain righteous man in his age, of whom and of seven other righteous men after him, by the direction of the Devil, were made images, which in process of time became objects of worship: (Lth, O, K:) or a certain idol which pertained to [the tribe of] Kináneh, (Zj, TA,) or to Murád. (Ksh and Bd in lxxi. 23.) [See also وَدٌّ.]
باب العين والقاف و (واي) معهما ع وق، وع ق، ع ق و، ق ع و، وق ع، ع ق ي، ع ي ق مستعملات

عوق: عاقه فاعتاقَهُ وعوَّقَهُ في الكثرة والمبالغة يَعوقُهُ عَوْقاً. قال أبو ذؤيب :

ألا هلْ إلى أُمِّ الخويلدِ مُرْسَلٌ ... بلى خالدٌ إن لم تَعُقْهُ العَوائِقُ

والواحدة: عائقة. وقال أميّة بن أبي الصلت:

تَعرِفُ ذاك النّفوس حتّى إذا هَمَّتْ بخيرٍ عاقت عوائقها

ورجل عُوقَةٌ: ذو تعويق وتربيث للنّاس عن الخير، ويجوز عَقاني في معنى عاقني على القلب قال :

لَعاقَك عن دُعاءِ الذّئبِ عاقي

والعوق الذي لا خير فيه وعنده. قال رؤبة : فَداكَ منهم كلُّ عَوْقٍ أصلدِ

والعَوَقَةُ: حيّ من اليمن. قال :

إنّي امرؤ حنظليّ في أرومتها ... لا من عَتِيك ولا أخواليَ العَوَقَه

ويعوق: اسم صنم كان يعبد زمن نوح عليه السلام. وعُوقٌ والدُعُوجٍ. وعوق: موضع بالحجاز. قال :

فعوق فرماح فاللوى ... من أهلِهِ قَفْرُ

ويقال: كان يعوق رجلاً من صالحي أهلِ زمانِهِ قبلَ نوحٍ. فلما مات جزع عليه قومُه فأتاهم الشيطان في صورة إنسان فقال: أمثله لكم في مِحْرابِكم حتى تروه كلّما صلّيتم. ففعلوا ذلك. وشيّعه من بعده من صالحيهم، ثم تمادى بهم الأمْرُ إلى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصناماً يعبدونها من دون الله. وأمّا عيّق فمن أصواتِ الزّجر. عيّق يُعَيّق في صوته.

وعق: رجلٌ وعقة لعقة، أي: سيىء الخُلُق. ورجلٌ وَعِقٌ: فيه حِرْصٌ، ووُقوعٌ في الأمر بجهلٍ. تقول: إنه لَوَعِقٌ لَعِقٌ. قال رؤبة :

مخافة الله وأَنْ يُوَعَّقا

أي: أن يقال: إنّك لَوَعِقٌ، وبه وعقة شديدة. والوَعيقُ: صوت يخرُجُ من حياء الدّابّة إذا مَشَتْ. وَعَقَتْ تَعِقُ، وهو بمنزلة الخَقِيقِ من قُنْب الذّكر. يقال: عُواق ووُعاق، وهو العَويقُ والوَعيقُ. قال :

إذا ما الرّكبُ حلَّ بدارِ قومٍ ... سمعتَ لها إذا هَدَرَتْ عواقا

عقو: العَقْوَةُ: ما حولُ الدّارِ والمَحَلَّة. تقول: ما بعَقْوَةِ هذه الدّار أحدٌ مثل فلان، وتقولُ للأسَد ما يطور بعقوته أحد. والرّجلُ يحفر البئر فإذا لم ينبط من قعرها اعتقى يَمْنَةً ويَسْرةً، وكذلك إذا اشتقّ الإنسان في الكلام فيعتقي منه. والعاقي كذلك، وقلّما يقولون: عقا يعقو. قال :

ولقد دربت بالاعتقاء ... والاعتقام فنلت نجحا

يقول: إذا لم يأته الأمر سهلاً عقم فيه وعقا حتّى ينجح.

قعو: القَعْو: شبه البَكْرة، وهو الدّموك يستقي عليها الطيّانون. قال :

له صريفٌ صريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

ويقال: القَعْو: خشبتان تكونان كنّا في البكرة تضمّانه يكون فيهما المِحْوَر. والقَعا: رَدَّةٌ في رأسِ أَنْفِ البَعير، وهو أن تُشْرِفَ الأَرْنَبَة، ثم تقعي نحو القصبة. قِعيَ الرّجل قَعاً، وأَقْعَتْ أرنبتُه، وأَقْعَى أنفُه. ورجل أَقْعى وامرأةٌ قَعْواء وقد يقعي الرّجل في جلوسه كأنّه مُتَساندٌ إلى ظهْرِه. والذّئب يُقعي، والكلب يقعي. إقعاء مثله سواء، لأنّ الكلبَ يُقْعي على اسْتِه. والقَعْو: إرسالُ الفحل نفسَهُ على النّاقةِ في ضِرابِها. قَعا عليها يَقْعُو قُعُوّاً إذا أناخها ثم علاها.

وقع: الوَقْعُ: وَقْعَةُ الضَّرب بالشّيء. ووَقْعُ المطرِ، ووَقْعُ حوافِرِ الدّابَّةِ، يعني: ما يُسْمَعُ من وَقعِه. ويقال للطّير إذا كان على أرضٍ أو شجرٍ: هنّ وقوعٌ ووُقَّعٌ. قال الرّاعي:

كأنّ على أثباجها حين شوّلَتْ ... بأَذْنابِها قبّا من الطّيْر وُقَّعا

والواحد: واقعٌ. والنَّسْرُ الواقع سُمّي به كأنه كاسرٌ جناحيه من خلفه، وهو من نجوم العلامات التي يُهْتَدَى بها، قريب من بنات نَعش، بحيالِ النَّسْرِ الطّائر. والمِيقعةُ: المكانُ الذي يقَعُ عليه الطّائر. ويقال: وقعت الدّوابُّ والإبل، أي: ربضَتْ تشبيهاً بوقوع الطّير. قال :

وَقَعْنَ وقوعَ الطّير فيها وما بها ... سوى جرّة يرجعنها متعلل

وقد وقَّعَ الدّهرُ بالنّاس، والواقِعةُ: النازلةُ الشَّديدةُ من صُروفِ الدّهْر، وفلانٌ وُقَعَةٌ في الناس، ووقّاعٌ فيهم [أي يغتابهم] . ووَقَعَ الشيءُ يَقَعُ وقوعا، أي: هويا. وواقعنا العدوّ، والاسم: الوقيعة. والوِقاعُ: المواقعة في الحرب. ووَقَعَ فلان في فلان، وقد أظهر الوقيعة فيه [إذا عابه] . والوَقيعُ من مناقع الماء في متون الصخور. ووقائع العرب: أيّامُها التي كانت فيها حروبُهُمْ. والتَّوقيعُ في الكتاب: إلحاقُ شيءٍ فيه. وتوقّعتُ الأمرَ، أي: انتظرتُه. والتوقيع: رَمْيٌ قريبٌ لا تُباعِدُهُ كأنّك تُريدُ أن تُوقِعَهُ على شيء، وكذلك توقيع الإزكان، تقول: وَقِّعْ أي: ألقِ ظنّك على كذا. والتّوقيعُ: سَحْجٌ بأطرافِ عِظام الدّابّة من الرّكوب وربّما تحاصّ عنه الشَّعَرُ. قال الكميت :

إذا هما ارتدفا نَصّا قعودهما ... إلى التي غبها التَّوْقيعُ والخَزَلُ

يقالُ: دابّة مُوَقَّعة. والتّوقيع: أثَرُ الرّحل على ظهر البعير. يقال: بعيرٌ موقّع، قال :

ولم يُوَقَّعْ برُكوبٍ حَجَبُهْ

وإذا أصابَ الأرضَ مطرٌ مُتَفَرِّقٌ فذلك توقيع في نباتها. والتّوقيعُ: إقبال الصَّيْقَل على السيف يحدّده بميقعته، وربما وُقِّعَ بحَجَرٍ. وحافِرٌ وَقيعٌ: مقطّط السّنابك. والوقيعُ من السُّيوف وغيرها: ما شُحِذ بالجحر، قال يصف حافر الحمار :

يركب قيناه وقيعا ناعلا وقال الشّماخ يصف إبلاً حدادَ الأسْنانِ :

يغادين العِضاه بمقنعات ... نواجذهن كالحدأ الوقيع

وقد وَقِعَ الرّجل يَوْقَعُ وَقعاً. إذا اشتكى قدميه من المشي على الحجارة. قال :

كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذي الحافي الوَقِعْ

ووقَّعَتْهُ الحجارةُ توقيعاً، كما توقّع الحديدةُ تُشْحَذُ وتُسَنُّ. واستوقَع السَّيفُ: إذا أنَى له الشَّحْذُ. والميقَعَةُ: خَشَبَةُ القصّارين يُدَقُّ عليها الثياب بعد غسلها . والتوقيع: أثر الدم والسحج. والتّوقيعُ بالظن شبه الحزر والتّوهُّم. والمَوْقِعُ: موضِعٌ لكلّ واقع، وجمعُه: مَواقِعُ. قال :

أنا شُرَيْقٌ وأبو البلادِ ... في أبلٍ مصنوعة تلادِ

تربّعتْ مَواقِعَ العِهادِ

عقي: عقّيتم صبيّكم، أي: سقيتموه عَسَلاً، أو دواءً ليَسْقُطَ عنه عِقْيُهُ، وهو ما يخرج من بطن الصبيّ حين يولد، أسودُ لزجٌ كالغِراء. يقال: عقَى يَعْقي عَقْياً. والعِقْيانُ ذَهَبٌ ينبُتُ نَباتاً وليس مما يُذابُ من الحجارة. قال :

كلّ قوم صيغه من آنك ... وبنو العبّاسِ عقيان الذّهب ويقال: عَقَّى بسهمه تعقيةً إذا رمى به بعد ما يستبعد العدوّ

. عيق: العيّوق: كوكبٌ بحيال الثّريّا إذا طلع عُلِمَ أنّ الثّريّا قد طلعت. قال :

تراعى الثّريّا وعيّوقها ... ونجم الذّراعين والمرزم

وعَيُّوقٌ: فَيْعول، يحتمل أن يكون من (عيق) ومن (عوق) ، لأنّ الواو والياء فيه سواء. 
عوق
{العَوْقُ: الحبْسُ والصَّرْفُ. يُقال:} عاقَه عَن كَذَا {يَعوقُه: إِذا حبَسَه وصرَفَه وأصلُ} عاقَ {عَوَقَ، ثمَّ نُقِل من فَعَلَ الى فعُل، ثمَّ قُلِبت الواوُ فِي فعُلْت ألفا، فصارَت عاقْتُ، فالتَقَى السّاكِنان: العيْن المُعتلّة المَقلوبة ألِفاً، وَلَام الفِعْل، فحُذِفَت العيْن لالتِقائِهما، فَصَارَ التّقديرُ عَقْتُ، ثمَّ نُقِلت الضّمّة الى الْفَاء لأنّ أصلَه قبْل القَلْب فعُلت فَصَارَ عُقْت، فَهَذِهِ مراجَعَة أصل إِلَّا أنّ ذَلِك الأصلَ الأقْربُ لَا الْأَبْعَد، أَلا تَرى أَن أوّل أحْوالِ هذِه العَيْن فِي صِيغَة الْمِثَال إنّما هُوَ فَتحة العَيْن الَّتِي أبدلت مِنْهَا الضّمّة، وَهَذَا كُلّه تَعْلِيل ابنُ جِنّي. والعَوْق أَيْضا: التّثْبيط} كالتّعويق {والاعْتِياق يُقَال:} عاقَه عَن الوَجْه الَّذِي أرادَه {عائِق} وعَقّاه {وعوَّقه} واعْتاقَه كُله بمَعْنى، وَفِي التّنزيل:) قد يعْلَمُ اللهُ {المُعَوِّقين منكُم (وهم قوْمٌ من المُنافِقين كَانُوا يُثَبِّطون أنصار النّبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نُصْرته صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ رؤبة: فسكّنَ اللهُ القُلوبَ الخُفَّقا واعْتاقَ عنْه الجاهِلين} العُوَّقا من العِدا والأقربينَ العُقَّقا والعوْق: الرّجلُ الَّذِي لَا خيرَ عِنْده. قَالَ رؤبة: فَداكَ مِنْهُم كلُّ {عوْقٍ أصْلَدِ ويُضَم نقَله الصّاغانيّ ج:} أعواق. والعَوْق أَيْضا: مَنْ {يُعَوِّقُ الناسَ عَن الخيْر،} كالعَوْقَة بالهاءِ.
وَلَا يكون ذلِك آخِرَ عوْق أَي: آخِرَ دهْر. ويُقال: {- عاقَني عَن الْأَمر الَّذِي أردْت} عائِقٌ وعَقاني عائِقٌ. {وعَوْق، بالفَتْحِ، والضّمّ، وككَتِف بمَعْنىً واحِد، أَي: صارِفٌ ومُثَبِّطٌ وشاغِلٌ.} ويَعوق:) صَنَم كَانَ لكِنانةَ عَن الزّجّاجِ، وَقيل: كَانَ لقَوْم نُوحٍ علَيه السّلامُ، كَمَا فِي الصِّحاح أَو كَانَ رجُلاً من صالِحي أهلِ زمانِه، فلمّا ماتَ جزِعوا عَلَيْهِ، فأتاهُم الشّيْطانُ فِي صورةِ إنْسان، فَقَالَ: أمَثِّلُه لكُم فِي مِحْرابِكم، حَتَّى تَرَوْه كلّما صلّيْتم، ففعَلوا ذَلِك بِهِ، وبسَبْعَةٍ من بعْدِه من صالِحِيهم، ثمَّ تَمادَى بهمُ الأمرُ الى أَن اتّخَذوا تِلكَ الأمثلَةَ أصناماً يعْبُدونَها من دونِ الله، تَعالى الله عُلُوّاً كَبِيرا. وَمِنْه قَوْله تَعالَى:) وَلَا يَغوثَ ويَعوقَ ونَسْرا (قَالَ اللّيث: كَذَا بلَغَنا، ونقَلَه الأزهريُّ أَيْضا، وَلَيْسَ فِي نصِّ اللّيْث: وبسَبْعَةٍ من بعْدِه. {وعَوائِقُ الدّهْر: الشّواغِلُ من أحداثِه يكون جمع} عائِقَةٍ، أَو {عوْق على غير الْقيَاس. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلي:
(أَلا هَل أَتَى أمَّ الحُوَيْرث مُرسَلٌ ... نَعَم خالِدٌ إِن لم} تعُقْه العَوائِقُ)
وَقَالَ أميّة بنُ أبي الصّلت:
(تعْرِفُ هذِي القُلوبَ حقّاً إِذا ... همّتْ بخَيْرٍ عاقَت {عَوائِقُها)
وَقَالَ أَبُو عمْرو: هُوَ لمَوْلًى لخُزاعةَ يُقال لَهُ: ابنُ الوارِشِ. وَقيل: لسابقٍ البَرْبَريّ. وقولُهم: ضَيِّقٌ ليِّقٌ} عَيِّقٌ: إتْباع وقيلَ: {عيِّقٌ بِمَعْنى ذِي} تَعْويقٍ، وَلَيْسَ بإتباعٍ، كَمَا يَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيبا. ورجلٌ {عُوَق، كصُرَد، وعِنَب، وهُمَزة، واقْتَصر الجوهريّ على الأولى والأخيرة. والثانيةُ عَن ابنِ الأعرابيّ، وضَبَطَه بعضٌ ككتِف} وعَيِّقٌ، ككيِّس {وعَيِّق بالفَتْح أَي: بفَتْح الياءِ المُشدَّدَة: ذُو} تَعْويقٍ للناسِ عَن الخيْر وترْييثٍ لأصْحابِه، لأنّ عِلَلَ الْأُمُور تحْبِسه عَن حاجَتِه، وأنْشَدَ ابْن بَرّي للأخْطَل:
(مُوطَّأ البيْتِ محْمود شمائِلُه ... عندَ الحَمالَةِ لَا كَزٌّ وَلَا {عُوَقُ)
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجُلٌ} عُوَّق كقُبَّر: إِذا كَانَ يُثَبِّطُ النّاسَ عَن أمورِهم شدّد الواوَ الأرْزنيُّ، وَأَبُو سهْلٍ الهَرَويّ فِي الجَمْهَرة. أَو رجُلٌ {عُوَّقٌ: جبانٌ بلُغةِ هُذَيْل خاصّة، نقلَه ابنُ دُرَيْد أَيْضا.
وَقيل: رجل عوَّق: تعْتاقُه الْأُمُور عَن حاجَتِه. قَالَ الهُذَليّ:
(فِدًى لبَني لِحْيانَ أمِّي فإنّهم ... أطاعُوا رَئيساً منهمُ غيرَ} عُوَّقِ)
(و) {العُوَّق أَيْضا: جمْع عائِق. قَالَ رؤبة: واعْتاقَ عنهُ الجاهِلينَ} العُوَّقا قَالَ: وأمّا العُوَقُ كصُرَد فَإِنَّهُ بمَعْنى العائِق مثل: غُدَر بِمَعْنى غادِرٍ. (و) {العُوَقُ أَيْضا: الجَبانُ، هَكَذَا ضبَطه غيرُ ابنِ دُرَيد. قَالَ ابنُ عبّاد:} العُوَقُ: مَن لَا يزالُ {يعوِّقه أَمر، ونصُّ المُحيط:) } تُعوِّقُه أُمُور عَن حاجَتِه، ومَنْ إِذا هَمّ بالشّيْءِ فعَلَه، قَالَ: وكأنّه من الأضْدادِ وأغفلَه المُصنِّفُ.
ويُشَدَّدُ فيهِما فِي الْأَخير عَن ابنِ عبّاد، وَفِي الجَبان فقد تقدّم أَنَّهَا لُغة هُذَلِيّة، فإعادَتُه تكْرَار.
! والعَوْق، بالفَتْح: مُنْعَرَج الْوَادي. وَبلا لَام: ع، بالحِجاز. وَقَالَ ابنُ سيدَه: موضِعٌ لم يُعيَّن. وَقَالَ غيرُه: قيل: هُوَ أرضٌ من دِيار غَطَفان بينَ خيْبَر ونَجْدٍ. قَالَ طرَفَةُ بنُ العَبد:
(عَفا من آلِ حُبَّى السّه ... بُ فالأملاحُ فالغَمْرُ)

( {فعَوْقٌ فرُماحٌ فالْ ... لِوَى من أهلِه قَفْرُ)
أَو بالضّمّ، أَو غلِطَ مَنْ ضَمَّه. وقيلَ: بالضّمِّ: موضِعٌ من أرضِ الشّام. أَو هُوَ كصُرَد فقَط هَكَذَا جاءَ فِي شِعْرِ رؤبة. (و) } عُوَقَة كهُمَزة هَكَذَا فِي النُسَخ، والصّواب {عَوْقة، بالفَتْح، كَمَا هُوَ فِي العُباب: ة باليَمامَة يسْكُنُها بَنو عَديّ بنِ حَنيفة. (و) } العَوَقَة بالتّحْريك: بطْن من عبْدِ القَيْس. قلت: وهم بَنو عَوَق بنِ لديد بنِ عمْرو بنِ وَدِيعَة لُكَيْز بن أفْصى بن عبْد القَيْس، وَوَقع فِي بعضِ كُتُبِ الحديثِ أنّهم حيٌّ من الأزْدِ، والأولَى الصّواب. وَقَالَ المُغيرةُ بنُ حَبْناءَ:
(إنّي امْرؤٌ حنظَليٌّ فِي أُرُومَتِها ... لَا مِنْ عَتيكٍ وَلَا أخْوالِيَ {العَوَقَهْ)
مِنْهُم: أَبُو نَضْرَةَ المُنْذِرُ بنُ مالِك بنِ قَطَنة العَبْديّ، من أهلِ البَصرة، رَوى عَن ابنِ عمْرو أبي سعيد رَضِي الله عَنْهُمَا، وَكَانَ من فُصَحاءِ النَّاس، فُلِجَ فِي آخر عمره، رَوى عَنهُ قَتادَةُ وسَلْمان التّيميّ، وَمَات سنةَ ثَمَان أَو تِسْع وَمِائَة، وَأوصى أَن يُصلّيَ عَلَيْهِ الحسَنُ، فصلّى عَلَيْهِ، ومحمّد بنُ سِنان شيْخُ البُخارِي} العَوَقيّان. وَقَالَ الغَسّانيّ: إِن الأخيرَ نزلَ العَوَقة، فنُسِب إِلَيْهِم. وَقَالَ ابنُ قُرْقول: وَمِنْهُم مَنْ يُسَكِّنُ الْوَاو، وهُما صَحِيحَانِ. وفاتَه: محمّدُ بنُ محمّد بنِ حَكيم! - العَوَقيُّ البَصْري، عَن ابْن خَليفة، ذكره المالِينيّ. {والعَوَق، مُحرّكة: الجوعُ. يُقال: عَوَق وعَوْلَق. وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: رجُلٌ} عَوِق لَوِق، كخَجِل فيهمَا، مثل ضيِّق {عَيِّق. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقال: سمِعتُ:} عاقْ عاقْ وغاقْ غاقْ: حِكاية صوْتِ الغُراب، قَالَ: وَهُوَ نُعاقُه ونُغاقُه، بِمَعْنى وَاحِد. {وعُوقٌ كنُوح: اسمٌ، وَهُوَ والدُ عوجٍ الطّويل المشْهور، قَالَه الأزهريّ. ومَنْ قَالَ: عُوجُ بنُ عُنُقٍ فقد أخْطأ، هَذَا الَّذِي خطّأَه هُوَ المشْهور على الألْسِنَةِ. قَالَ شيخُنا: وزَعَم قومٌ من حُفّاظِ التّواريخ أنّ عُنُق هِيَ أمّ عُوج، وعُوق أَبوهُ، فَلَا خَطَأ وَلَا غلَط. وَفِي شِعْر عَرْقَلَةَ الدِّمَشْقيّ المذْكور فِي بَدائِعِ البَدائِه المُتوفّى سنة:
(أعْورُ الدّجّالُ يمْشي ... خلْفَ عُوجِ بنِ عنَاق)

وَهُوَ ثِقةٌ عَارِف. (و) } العُواقُ كغُراب: صوْتٌ يخرُجُ من بطْن الدّابّة إِذا مشَى كالوُعاق، وَقيل: هُوَ الصّوتُ من كُلِّ شَيْء، قَالَ:
(إِذا مَا الرّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ ... سمِعتَ لَهَا إِذا هدَرَتْ {عُواقا)
وَمَا} عاقَت المرأةُ وَلَا لاقَت عندَ زوْجِها أَي: لم تلْصَقْ بقَلْبِه كَمَا فِي الصِّحاح. زادَ ابنُ القَطّاع.
وَمَا حبَسَتْه عَن فِراقِها، أَو نِكاحِ غيرِها وَقَالَ غيرُه: أَي مَا حَظِيَتْ عندَه. وَقيل: {عاقَت: إتباعٌ للاقَت لأنّه يُقال: لاقَتِ الدّواةُ: إِذا لَصِقَتْ. قَالَ ابنُ سيدَه: وَإِنَّمَا حمَلْناهُ على الْوَاو وَإِن لم نعرِف أصلَه لأنّ انقِلابَ الألِف عَن الْوَاو عيْناً أكثَر من انقِلابِها عَن الياءِ.} والعَيّوق كتَنّور: نجْمٌ أحمَر مُضيءٌ فِي طَرَف المَجَرّة الأيْمَن، يتْلو الثُرَيّا، لَا يتقدّمُها ويطلُع قبل الجوْزاء، سُمّي بذلك لأنّه! يَعوقُ الدَّبَران عَن لِقاءِ الثُرَيّا. قَالَ أَبُو ذُؤيْب الهُذَليّ يصفُ الحُمُر:
(فورَدْن {والعَيّوقُ مَقْعَدَ رابِئِ الضْ ... ضُرَباءِ خلْفَ النّجْم لَا يتتَلّعُ)
وَأنْشد الليثُ:
(تُراعِي الثُرَيّا} وعيّوقَها ... ونجْمَ الذِّراعَيْنَ والمِرْزَما)
قَالَ سيبَوَيْه: لزِمَتْه اللاّم لأنّه عِنْدهم الشيءُ بعَيْنِه، وكأنّه جُعِلَ من أمّة كُلُّ وَاحِد مِنْهَا {عيُّوق.
قَالَ: فإنْ قلتَ: هلْ هَذَا البِناءُ لكُلِّ مَا عاقَ شَيْئا قيل: هَذَا بناءٌ خُصَّ بِهِ هَذَا النّجْم كالدَّبَرانِ والسِّماك. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هَذَا عَيّوق طالِعاً، فحذَف الألِفَ واللاّم وَهُوَ يَنويهما، فلِذلك يبْقى على تعْريفِه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الأزهريّ:} عيّوق فَيْعول، يُحْتَمَلُ أَن يكونَ بِنَاؤُه من عوق وَمن عَيق لأنّ الْوَاو والياءَ فِي ذلِك سَواءٌ، وأنشَدَ:
(وعانَدَتِ الثُريّا بعدَ هَدْءٍ ... مُعانَدَةً لَهَا {العَيّوقُ جارا)
قَالَ الجوهريُّ: أصلُه فَيْعول، فَلَمَّا التَقَى الياءُ والواوُ، والأولَى ساكِنَةٌ صارَتا يَاء مُشدَّدَة. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: يُقال:} أعْوَقَ بِي الدّابَّةُ أَو الزّادُ أَي: قَطَع. قَالَ: {والمُعْوِقُ كمُحْسِنٍ: المُخْفِق.
(و) } المُعْوِقُ أَيْضا: الجائِعُ. وَفِي الصّحاح: {تعَوّق: تثبّط. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:} تعوَّقَه إِذا حبَسَه وصرفَه، عَن ابنِ جنّي. وروى شَمِر عَن الأُمَويّ: مَا فِي سِقائِه! عَيْقَة من الرُّبِّ. قَالَ الأزهريّ: كأنّه ذهَب بِهِ الى قولِه: مَا لاقَتْ وَلَا عاقَتْ. وَقَالَ غيرُه: مَا فِي نِحْيِه عَيْقَةٌ وَلَا عَمَقَةٌ، هَكَذَا ذكَرَه صاحِبُ اللّسان، وَهُوَ غَريب، فَإِنَّهُ قد تقدّم ذَلِك بعَيْنِه فِي ع ب ق ونقلنا هُنَاكَ عَن ابنِ سيدَه أَن باءَ عَبَقة مُنقَلِبة عَن ميمِ عَمَقة، فتأمّل ذَلِك. والوَعيقُ!والعَويق: صوتُ قُنْبِ الفَرَس.)
عوق
عاقَ يَعوق، عُقْ، عَوْقًا، فهو عائق، والمفعول مَعُوق
• عاقه المرضُ عن السَّفر: منعه منه، شغله وأخَّره عنه "عاقه انقطاعُ التَّيَّار عن المذاكرة". 

أعاقَ يُعيق، أَعِقْ، إعاقةً، فهو مُعيق، والمفعول مُعاق
• أعاقه عن إنجاز عمله: منعه منه، شغله عنه، أخّره وثبَّطه "أعاقه المرضُ عن المشي- تعمّد إعاقتَهم عن ممارسة حقوقهم". 

تعوَّقَ يتعوّق، تعوُّقًا، فهو مُتعوِّق
• تعوَّق فلانٌ: مُطاوع عوَّقَ: تثبَّط وتأخَّر "تعوَّق عن العمل". 

عوَّقَ يعوِّق، تعويقًا، فهو مُعوِّق، والمفعول مُعوَّق
• عوَّقَه زائرٌ: عاقه، أخَّره وشغله "عوَّق النموَّ الاقتصاديّ/ الدَّعوى- عوَّقه ازدحام السَّير- عوَّقته إصابتُه عن العمل- طفل معوَّق ذهنيًّا- {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} ".
• عوَّقه عن الأمر: عاقه، منعه منه وشغله عنه. 

إعاقة [مفرد]:
1 - مصدر أعاقَ.
2 - ضرر يصيب أحد الأشخاص ينتج عنه اعتلال بأحد الأعضاء أو عجز كلّيّ أو جزئيّ. 

عائق [مفرد]: ج عوائقُ (لغير العاقل) وعُوَّق، مؤ عائقة، ج مؤ عائقات وعوائقُ:
1 - اسم فاعل من عاقَ.
2 - مانع، شاغل، عقبة، حائل "وصل دونَ عائق- عائق طبيعيّ/ جبليّ" ° عوائق الدَّهر: شواغله وأحداثه.
3 - (حي) ما يعوق انتشار البذور أو الثمار أو النبات من عوامل حيويّة أو طبيعيّة.
• عائق البداية: (رض) ما يَسْند عليه اللاّعبُ الراكض قدمه قبل انطلاق السِّباق. 

عَوْق [مفرد]: مصدر عاقَ. 

مُعاق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أعاقَ.
2 - مَنْ تمنعه عاهة جسديّة أو عقليَّة عن النَّشاط الإنسانيّ المعتاد. 

مُعوَّق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عوَّقَ.
2 - ذو عاهَة جَسَديَّة أو عقليَّة. 

مُعوِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عوَّقَ.
2 - (قن) من يُعوِّق عملاً أو تقدُّم شيء، وخاصَّة من يُحاول اعتراض إقرار قانون أو إجراء تشريعيّ باستخدام تقنيَّات التأخير كالتعطيل، أي اللجوء إلى الأساليب التَّعويقيّة لتأخير عمل وخاصَّة في البرلمان. 

عوق: رجل عَوْق: لا خير عنده، والجمع أَعْواق. ورجل عُوَق: جبان،

هذَليَّة

وعاقَهُ عن الشيء يَعُوقه عَوْقاً: صرفه وحبسه، ومنه التَّعْويقُ

والاعْتِياق، وذلك إِذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ، وأَصل عاقَ عَوَق ثم

نُقل من فَعَل إِلى فَعُلٍ، ثم قلبت الواو في فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ

عاقْتُ، فالتقى ساكنان: العين المعتلة المقلوبة أَلِفاً ولام الفعل، فحذفت

العين لالتقائهما، فصار التقدير عَقْتُ، ثم نقلت الضمة إِلى الفاء لأَن أَصله

قبل القلب فَعُلت فصار عُقْت، فهذه مراجعة أَصل إِلاَّ أَن ذلك الأَصل

الأَقرب لا الأَبعد، أَلا ترى أَن أَول أَحوال هذه العين في صِيَغِه إِنما

هو فتحة العين التي أُبدلت منها الضمة؟ وهذا كله تعليل ابن جني. وتقول:

عاقَني عن الوجه الذي أَردتُ عائِقٌ وعاقَتْني العَوائِقُ، الواحدة

عائقةٌ، قال: ويجوز عاقَني وعَقانِي بمعنى واحد. والتَّعْويقُ: تَرْبيث الناس

عن الخير. وعَوَّقَه وتَعَوَّقه؛ الأَخيرة عن ابن جني، واعْتاقَه، كله:

صرفه وحبسه.

ورجل عُوَقَة وعُوَق وعَوِق

(* قوله «وعوق» هكذا بالأصل مضبوطاً ككتف،

وفي شرح القاموس: عوق كعنب عن ابن الأعرابي، وضبطه بعض ككتف). أَي ذو

تَعْوِيقٍ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، قال أَي ذو تَعْويقٍ للناس عن الخير

وتربيث لأَصحابه لأَن علل الأُمور تحبسه عن حاجته؛ أَنشد ابن بري

للأَخطل:مُوطَّأُ البيتِ مَحْمودٌ شَمائلُه،

عند الحَمَالةِ، لا كَزُّ ولا عُوَقُ

كذلك عَيّق، وقيل: عيِّق إتباع لضَيّق. يقال: عَوِقٌ لَوِقٌ وضَيّق

لَيّق عَيّق. ورجل عُوَّق: تَعْتاقُه الأُمور عن حاجته؛ قال الهذلي:

فِدىً لِبَني لِحْيان أُمي فإِنهم

أَطاعوا رئيساً منهمُ غير عُوَّقِ

والعَوْق: الرجل الذي لا خير عنده؛ قال رؤبة:

فَداك منهم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ

والعَوْق: الأَمر الشاغل. وعَوائِقُ الدهر: الشواغل من أَحداثه.

والتَّعَوُّق: التَّثَبُّط. والتَّعْوِيقُ: التَّثْبيط. وفي التنزيل: قد يعلم

الله المُعَوِّقين منكم؛ المُعَوِّقون: قوم من المنافقين كانوا يُثَبِّطون

أَنصار النبي، صلى الله عليه وسلم، وذلك أَنهم قالوا لهم: ما محمدٌ

وأَصحابه إِلاَّ أُكْلَةُ رأْسٍ، ولو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفيان

وحِزْبُه، فخلُّوهم وتعالوا إِلينا فهذا تَعْويقُهم إِياهم عن نُصْرة النبي،

صلى الله عليه وسلم، وهو تَفْعِيل من عَاقَ يَعُوق؛ وأَما قول الشاعر:

فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قريبٍ،

لَعاقَك، عن دُعاء الذِّئبِ، عَاقِ

إِنما أَراد عائق فقلب، وقيل: هو على توهُّم عَقَوْته، وهو مذكور في

موضعه.

والعَيُّوقُ: كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال

ويطلع قبل الجوزاء، سمي بذلك لأَنه يَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَيّا،

قال أَبو ذؤَيب:

فَوَرَدْنَ، والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضْـ

ـضُرَباءِ، خَلْفَ النجمِ، لا يَتَتَلَّعُ

قال سيبويه: لزمته اللام لأَنه عندهم الشيء بعينه، وكأَنه جعل من

أُمَّةٍ كل واحد منها عَيُّوقٌ، قال: فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ

شيئاً؟ قيل: هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ. وقال

ابن الأَعرابي: هذا عَيُّوق طالعاً، فحذف الأَلف واللام وهو ينويهما فلذلك

يبقى على تعريفه الذي كان عليه، وكذلك كل ما فيه الأَلف واللام من أَسماء

النجوم والدَّراري، فلك أَن تحذفهما منه وأَنت تنويهما، فيبقى فيه

تعريفه الذي كان مع الأَلف واللام، وقيل: الدَّبَرانُ نجم يلي الثرَيّا إِذا

طلع علم أَن الثُّرَيّا قد طلعت. قال الأَزهري: عَيُّوق فَيْعُول يحتمل

أَن يكون بناؤه من عَوْق ومن عَيْق لأَنَّ الواو والياء في ذلك سواء؛

وأَنشد:

وعاندَت الثُّرَيّا، بعد هَدْءٍ،

مُعاندةً لها العَيُّوقُ جَارَا

قال الجوهري: العَيُّوق نجم أَحمر مضيء في طرف المَجَرَّة الأَيمن يتلو

الثُّرَيّا لا يتقدمه، وأَصله فَيْعُول، فلما التقى الياء والواو

والأُولى ساكنة صارتا ياءً مشددة.

وتقول: ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها ولا لاقَتْ أَي ما حَظِيَتْ عنده.

قال الأَزهري: يقال ما لاقَتْ ولا عاقَتْ أَي لم تَلْصَق بقلبه، ومنه

يقال: لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ، وأَنا أَلَقْتُها، كأَن عَاقَتْ

إِتباع للاقَتْ؛ قال ابن سيده: وإِنما حملناه على الواو وإِن لم نعرف أَصله

لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء، وروى شمر

عن الأُموي: ما في سقائه عَيْقةٌ من الرُّبِّ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به

إِلى قوله ما لاقَتْ ولا عاقَتْ، قال: وغيره يقول ما في نِحْيه عَيقةٌ

ولا عَمَقَة.

والعُوَاق والعَوِيقُ: صوت قُنْبِ الفرس، وقيل: هو الصوت من كل شيء،

قال: هو العَوِيقُ والوَعيقُ؛ وأَنشد:

إِذا ما الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ،

سمعتَ لها، إِذا هَدَرَتْ، عُوَاقَا

قال الأَزهري: قال اللحياني سمعت عَاقْ عَاقْ وعاقِ عاقِ وغَاقْ غَاقْ

وغاقِ غاقِ لصوت الغراب، قال: وهو نُعَاقُه ونُغاقُه بمعنى واحد.

وعُوق: اسم. قال الأَزهري: العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق. وعُوق: موضع

بالحجاز؛ قال الشاعر:

فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فالـ

ـلِوَى من أَهله قَفْرُ

قال ابن سيده: وعُوق موضع لم يُعَيَّن. والعَوَقَةُ: حي من اليمن؛

وأَنشد:

إِنِّي امْرُؤٌ حَنْظَلِيٌّ في أَرُومَتِها،

لا من عَتِيكٍ، ولا أَخواليَ العَوَقَهْ

ويَعُوقُ: اسم ضم كان لِكنانَةَ عن الزجاج، وقيل: كان لقوم نوح، عليه

السلام، وقيل: كان يُعْبد على زمن نوح، عليه السلام؛ قال الأَزهري: يقال

إِنه كان رجلاً من صالحي زمانه قبل نوح، فلما مات جَزِعَ عليه قومُه

فأَتاهم الشيطان في صورة إِنسان فقال: أُمَثِّله لكم في مِحْرابكم حتى تروه

كلما صليتم، ففعلوا ذلك فتَمادَى ذلك بهم إِلى أَن اتخذوا على مثاله صنماً

فعبدوه من دون الله تعالى، وقد ذكره الله في كتابه العزيز، وكذلك يُغُوث؛

بالغين المعجمة والثاء المثلثة، اسم صنم أَيضاً كان لقوم نوح، والياء

فيهما زائدة، والله أَعلم.

عفا

عفاء.

عَفا قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: العفاء مَمْدُود وَهُوَ الدُّرُوس والهلاك وَقَالَ زُهَيْر يذكر دَارا: (الوافر)

تَحَمَّل أهلُها مِنْهَا فبانوا ... على آثارِ مَن ذهبَ العفاءُ

وَهَذَا كَقَوْلِهِم: عَلَيْهِ الدبار إِذا دَعَا عَلَيْهِم أَن يدبر فَلَا يرجع. حَدِيث أَبى الْعَالِيَة رَحمَه الله
(عفا) - في حديث أُمِّ سَلَمةَ: "لا تُعَفِّ سَبِيلاً"
: أي لا تَطْمِسْها
عفا
العَفْوُ: القصد لتناول الشيء، يقال: عَفَاه واعتفاه، أي: قصده متناولا ما عنده، وعَفَتِ الرّيحُ الدّار: قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النّظر قال الشاعر:
أخذ البلى أبلادها
وعَفَتِ الدّار: كأنها قصدت هي البلى، وعَفَا النبت والشجر: قصد تناول الزيادة، كقولك:
أخذ النبت في الزّيادة، وعَفَوْتُ عنه: قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، و «عن» متعلّق بمضمر، فالعَفْوُ: هو التّجافي عن الذّنب. قال تعالى: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ
[الشورى/ 40] ، وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى [البقرة/ 237] ، ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ [البقرة/ 52] ، إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ [التوبة/ 66] ، فَاعْفُ عَنْهُمْ [آل عمران/ 159] ، وقوله: خُذِ الْعَفْوَ
[الأعراف/ 199] ، أي:
ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه: تعاط العفو عن الناس، وقوله: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [البقرة/ 219] ، أي: ما يسهل إنفاقه. وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر في موضع الحال، أي: أعطى وحاله حال العافي، أي: القاصد للتّناول إشارة إلى المعنى الذي عدّ بديعا، وهو قول الشاعر:
كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
وقولهم في الدّعاء: «أسألك العفو والعافية» أي: ترك العقوبة والسّلامة، وقال في وصفه تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً
[النساء/ 43] ، وقوله: «وما أكلت العافية فصدقة» أي:
طلّاب الرّزق من طير ووحش وإنسان، وأعفيت كذا، أي: تركته يعفو ويكثر، ومنه قيل: «أعفوا اللّحى» والعَفَاء: ما كثر من الوبر والرّيش، والعافي: ما يردّه مستعير القدر من المرق في قدره.
ع ف ا: (الْعَفَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ التُّرَابُ. قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي فَأَكَلْتُ رَغِيفًا وَشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاءً فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ. وَ (عَفْوُ) الْمَالِ مَا يَفْضُلُ عَنِ النَّفَقَةِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: « {وَيَسْأَلُونَكَ مَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] » . قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] أَيْ خُذِ الْمَيْسُورَ مِنْ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ. قَالَ وَيُقَالُ: أَعْطَاهُ عَفْوَ مَالِهِ يَعْنِي أَعْطَاهُ بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَيُقَالُ: (أَعْفِنِي) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَكَ أَيْ دَعْنِي مِنْهُ. وَ (اسْتَعْفَاهُ) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ أَيْ سَأَلَهُ (الْإِعْفَاءَ) . وَ (عَافَاهُ) اللَّهُ وَ (أَعْفَاهُ) بِمَعْنًى وَالِاسْمُ (الْعَافِيَةُ) وَهِيَ دِفَاعُ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ. وَتُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ يُقَالُ: (عَافَاهُ) اللَّهُ عَافِيَةً. وَ (عَفَا) الْمَنْزِلُ دَرَسَ وَ (عَفَتْهُ) الرِّيحُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُهُمَا عَدَا. وَعَفَتْهُ الرِّيحُ أَيْضًا شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (تَعَفَّى) الْمَنْزِلُ مِثْلُ عَفَا. وَ (عَفَا) عَنْ ذَنْبِهِ أَيْ تَرَكَهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الْعَفُوُّ) عَلَى فَعُولٍ الْكَثِيرُ الْعَفْوِ. وَ (عَفَا) الشَّعْرُ وَالنَّبْتُ وَغَيْرُهُمَا كَثُرَ وَبَابُهُ سَمَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95] أَيْ كَثُرُوا. وَ (عَفَاهُ) غَيْرُهُ بِالتَّخْفِيفِ وَ (أَعْفَاهُ) إِذَا كَثَّرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَمَرَ أَنْ تُحْفَى الشَّوَارِبُ وَتُعْفَى اللِّحَى» وَ (عَفَاهُ) مِنْ بَابِ عَدَا، وَ (اعْتَفَاهُ) أَيْضًا إِذَا أَتَاهُ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ. وَ (الْعُفَاةُ) طُلَّابُ الْمَعْرُوفِ الْوَاحِدُ (عَافٍ) .
[عفا] العَفاءُ بالفتح والمدّ: التراب. وقال صفوان بن محرز: إذا دخلتُ بيتي فأكلتُ رغيفاً وشربتُ عليه ماءً فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيدة: العفاءُ: الدروسُ، والهلاكُ. وأنشد لزهير يذكر داراً: تحمَّلَ أهلها عنها فبانوا * على آثارِ من ذهب العَفاءُ قال: وهذا كقولهم: عليه الدَبارُ، إذا دعا عليه أن يُدبِر فلا يرجع. والعِفاءُ بالكسر والمد: ما كثُر من ريش النعام ووبَر البعير. يقال: ناقة ذات عِفاءٍ. والعَفْوُ: الأرضُ الغُفْلُ التي لم توطأ وليست بها آثار. قال الشاعر : قبيلةٌ كشِراكِ النَعْلِ دارِجةٌ * إن يَهْبِطوا العَفْوَ لم يوجد لهم أثر والعفو والعفو والعفو: الجحش. وكذلك العَفا بالفتح والقصر، والانثى عفوة. قال ابن السكيت: العفا بالكسر. وأنشد المفضل لحنظلة بن شرقي : بضرب يزيل الهام عن سَكَناتِهِ * وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العِفَا هم بالنهق وعفو المال: ما يفضل عن النفقة. يقال: أعطيته عفو المال، يعني بغير مسألة. قال الشاعر: خُذي العَفْوَ منِّي تستديمي مودَّتي * ولا تنطُقي في سورتي حين أغضب وعفوة الشئ بالكسر: صفوته. يقال: ذهبتْ عِفْوَةُ هذا النبت أي لينه وخيره. وأكلت عِفْوَةَ الطعام والشراب، أي خياره. ويقال: اعْفِني من الخروج معك، أي دعني منه. واسْتعْفاه من الخروج معه، أي سأله الإعفاء منه. وعافاه الله وأعْفاه بمعنى، والاسم العافية، وهى دفاع الله عن العبد وتوضع موضع المصدر. يقال: عافاه الله عافية. والعافية: كل طالب رزق من إنسان (*) أو بهيمةٍ أو طائرٍ. وعافِيَةُ الماء: وارِدَتُهُ. والعِفاوَةُ بالكسر: ما يرفع من المرق أوَّلاً يُخَصُّ به من يُكرم. قال الكميت: وبات وليدُ الحيّ طيَّانَ ساغباً * وكاعِبُهُمْ ذاتُ العِفاوَةِ أسْغَبُ تقول منه: عَفَوْتُ له من المرق، إذا غرفت له أوَّلاً وآثرتَه به. وقال بعضهم: العِفاوَةُ بالكسر: أوَّل المرق وأجوده. والعُفاوة بالضم: آخره، يردُّها مستعير القِدر مع القدر. يقال منه: عَفَوتُ القِدر، إذا تركتَ ذلك في أسفلها. وأنشد لعوفِ بن الأحوص الباهليّ : فلا تسأليني واسألي عن خليقتي * إذا ردَّ عافي القِدر من يستعيرُها وقال الأصمعيّ: العافي: ما ترك في القدر. وأنشد هذا البيت. وعَفَتِ الريحُ المنزلَ: درَسَتْه. وعفا المنزل يَعْفو: درس، يتعدى ولا يتعدى. وتعفت الدرّ: دَرَسَتْ. وعفَّتُها الريح، شدّد للمبالغة. وقال: أهاجَكَ ربعٌ دارِسُ الرسم باللِوى * لأسماَء عَفي آيهُ المور والقطر ويقال أيضاً: عَفَّى على ما كان منه، إذا أصلح بعد الفساد. والعُفِيُّ: جمع عافٍ، وهو الدارس. وعَفَوْتُ عن ذنبه، إذا تركته ولم تعاقبْه. والعَفُوُّ، على فَعولٍ: الكثير العَفْوِ. وعَفا الماء، إذا لم يطرقه شئ يكدره. وعَفا الشَعر والبنتُ وغيرهما: كثُر. ومنه قوله تعالى: (حَتَّى عَفَوُا) أي كثروا. وعفَوْتُهُ أنا وأعْفَيْتُهُ أيضاً، لغتان، إذا فعلتَ ذلك به. وفى الحديث: " أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى ". والعافي: الطويل الشعر. وعفوته، أي أتيتُه أطلب معروفُه. وأعْتَفَيْتُهُ مثله. والعُفاةُ: طلاّب المعروف، الواحد عافٍ. وقد عَفا يَعْفو. وفلانٌ تَعْفوهُ الأضيافُ وتَعْتَفيه الأضياف، وهو كثير العُفاةِ وكثير العافِيَةِ، وكثير العفى. 
[عفا] فيه: "العفو" تعالى، من العفو: التجاوز عن الذنب وترك العقاب، وأصله المحو والطمس، عفا يعفو. وفيه: "عفوت" عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم، أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه، ومنه: عفت الريح الأثر، إذا محته. ومنه ح أم سلمة لعثمان: "لا تعف" سبيلًا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحبها، أي لا تطمسها. ومنه ح: سلوا الله "العفو والعافية والمعافاة"، فالعفو محو الذنوب، والعافية السلامة من الأسقام والبلايا وهي الصحة وضد المرض كالثاغية بمعنى الثغاء، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل: من العفو وهو أن يعفو عن الناس ويعفوا عنه. ن: سلوا الله "العافية" وهي متناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن في الدين والدنيا والآخرة. ط:أي يكون المدينة مخلاة بها للسباع والوحوش، وقيل: أراد مذللة قطوفها، أي ممكنة منها، أي على أحسن أحوالها. ومنه: لولا أن تجد صفية لتركته حتى تأكله "العافية"، تجد أي تحزن وتجزع. ط: ما سكت عنه فهو "عفو"، أي لا يؤخذون به. وفيه: كلكم مذنب إلا من "عافيته"، هو تنبيه على أن الذنب مرض. غ: هو كثير "العافية"، أي يغشاها السؤال. نه: وفيه: ترك أتانين و"عفوا"، هو بالكسر والضم والفتح: الجحش، والأنثى عفوة. غ: هو ولد الحمار.

عفا: في أَسماءِ الله تعالى: العَفُوُّ، وهو فَعُولٌ من العَفْوِ، وهو

التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس،

وهو من أَبْنِية المُبالَغةِ. يقال: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ

وعَفُوٌّ، قال الليث: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عز وجل، عن خَلْقِه، والله تعالى

العَفُوُّ الغَفُور. وكلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ

عنه. قال ابن الأَنباري في قوله تعالى: عَفَا الله عنكَ لمَ أَذِنْتَ

لهُم؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها

ومَحَتْها، وقد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللازم

والمُتَعدِّي سواءٌ. قال الأَزهري: قرأْت بخَطّ شمر لأَبي زيد عَفا الله تعالى عن

العبد عَفْواً، وعَفَتِ الريحُ الأَثر عفاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً. وفي

حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَلُوا اللهَ العَفْو والعافية والمُعافاة،

فأَما العَفْوُ فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالى ذُنوبَ عبده عنه، وأَما

العافية فهو أَن يُعافيَهُ الله تعالى من سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وهي الصِّحَّةُ

ضدُّ المَرَض. يقال: عافاهُ الله وأَعْفاه أَي وهَب له العافية من العِلَل

والبَلايا. وأَما المُعافاةُ فأَنْ يُعافِيَكَ اللهُ من الناس ويُعافِيَهم

منكَ أَي يُغْنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أَذاهم عنك وأَذاك عنهم، وقيل:

هي مُفاعَلَة من العفوِ، وهو أَن يَعْفُوَ عن الناس ويَعْفُوا هُمْ

عنه. وقال الليث: العافية دِفاعُ الله تعالى عن العبد. يقال: عافاه اللهُ

عافيةً، وهو اسم يوضع موضِع المصدر الحقيقي، وهو المُعافاةُ، وقد جاءَت مصادرُ

كثيرةٌ على فاعلة، تقول سَمعْت راغِيَة الإِبل وثاغِيَة الشاءِ أَي سمعتُ

رُغاءَها وثُغاءَها. قال ابن سيده: وأَعْفاهُ الله وعافاهُ مُعافاةً

وعافِيَةً مصدرٌ، كالعاقِبة والخاتِمة، أَصَحَّه وأَبْرأَه. وعَفا عن ذَنْبِه

عَفْواً: صَفَح، وعَفا الله عنه وأَعْفاه. وقوله تعالى: فمَن عُفِيَ له من

أَخيه شيءٌ فاتِّباعٌ بالمعروف وأَداءٌ إِليه بإِحسانٍ؛ قال الأَزهري:

وهذه آية مشكلة، وقد فسَّرها ابن عباس ثم مَنْ بعدَه تفسيراً قَرَّبوه على

قَدْر أَفْهام أَهل عصرهم، فرأَيتُ أَن أَذكُر قولَ ابن عباس وأُؤَيِّدَه

بما يَزيدهُ بياناً ووُضوحاً، روى مجاهد قال: سمعت ابنَ عباسٍ يقول كان

القصاصُ في بني إِسرائيلَ ولم تكن فيهم الدِّيَة، فقال الله عز وجل لهذه

الأُمَّة: كتِب عليكم القِصاصُ في القَتْلى الحرُّ بالحُرِّ والعبدُ

بالعبدِ والأُنثْى بالأُنْثى فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباع بالمعروف

وأَداءٌ إِليه بإِحسان؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الديَةُ في العَمْدِ، ذلك

تخفيفٌ من ربِّكم مما كُتِبَ على من كان قَبْلَكم، يطلُب هذا بإِحسانٍ

ويُؤَدِّي هذا بإحسانٍ. قال الأَزهري: فقول ابن عباس العَفْوُ أَن تُقْبَل

الديَة في العَمْد، الأَصلُ فيه أَنَّ العَفْو في موضوع اللغة الفضلُ،

يقال: عَفا فلان لفلان بماله إِذا أَفضَلَ له، وعفَا له عَمَّا له عليه إِذا

تَرَكه، وليس العَفْو في قوله فمن عُفِيَ له من أَخيه عَفْواً من وليِّ

الدَّمِ، ولكنه عفوٌ من الله عز وجل، وذلك أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هذه

الأُمَّة لم يكن لهم أَخذُ الدِّية إِذا قُتِلَ قتيل، فجعَله الله لهذه

الأُمة عَفْواً منه وفَضْلاً مع اختيار وَليِّ الدمِ ذلك في العمْد، وهو قوله

عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباعٌ بالمعروف؛ أَي مَن عَفا

اللهُ جَلَّ اسمُه بالدّية حين أَباحَ له أَخْذَها، بعدما كانت مَحْظُورةً

على سائر الأُمم مع اختياره إِيَّاها على الدَّمِ، فعليه اتِّباع بالمعروف

أَي مطالبَة للدِّية بمعرُوف، وعلى القاتل أَداءُ الديَةِ إِليه

بإحْسانٍ، ثم بَيَّنَ ذلك فقال: ذلك تخفيفٌ من ربكم لكم يا أُمَّة محمدٍ، وفَضْل

جعله الله لأَوْلِياءِ الدم منكم، ورحمةٌ خصَّكم بها، فمن اعْتَدَى أَي فمن

سَفَك دَمَ قاتل وليِّه بعدَ قبولِه الدِّيَة فله عذاب أَليم، والمعنى

الواضح في قوله عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيء؛ أي من أُحِلَّ لَه

أَخذُ الدِّية بدلَ أَخيه المَقتول عفْواً من الله وفَضْلاً مع اختياره،

فلْيطالِبْ بالمَعْروف، ومِن في قوله مِنْ أَخيه معناها البدل، والعَرَبُ

تقولُ عرَضْتُ له من حَقِّه ثَوْباً أَي أَعْطَيْته بدَل حقّه ثوباً؛ ومنه

قول الله عز وجل: ولو نَشاءُ لَجَعَلْنا منكُم ملائكَة في الأَرض

يَخْلُقُون؛ يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأَرض، والله أَعلم. قال

الأَزهري: وما علمت أَحداً أَوضَح من مَعْنى هذه الآية ما أَوْضَحْتُه. وقال ابن

سيده: كان الناسُ من سائِر الأُمَمِ يَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فجعل الله

لنا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قتل إِن شِئْناه، فعُفِيَ على هذا مُتَعَدٍّ،

أَلا تراه مُتَعَدِّياً هنا إِلى شيء؟ وقوله تعالى: إِلاَّ أَنْ يَعْفُون

أَو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النِّكاح؛ معناه إِلا أَن يَعْفُوَ

النساء أَو يعفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاح، وهو الزَّوْجُ أَو الوَليُّ إِذا

كان أَباً، ومعنى عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عن النِّصْفِ الواجبِ

لها فتَتْرُكَه للزوج، أَو يَعْفُوَ الزوج بالنّصفِ فيُعْطِيَها الكُلَّ؛

قال الأَزهري: وأَما قولُ الله عزَّ وجلَّ في آية ما يجبُ للمرأَة من نصف

الصَّداق إِذا طُلِّقَت قبل الدخول بها فقال: إِلاَّ أَن يعفُونَ أَو

يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاحِ، فإن العَفْوَ ههنا معناهُ الإِفْضالُ

بإعْطاء ما لا يَجبُ عليه، أَو تركُ المرأَة ما يَجبُ

لها؛ يقال: عَفَوْتُ لِفلان بمالي إِذا أَفْضَلْت له فأَعْطَيْته،

وعَفَوْت له عمَّا لي عليه إِذا تركْتَه له؛ وقوله: إِلاَّ أَن يَعْفُونَ

فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ يطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قبل أَن

يَمَسُّوهُنَّ مع تسمية الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فيَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بما

وَجَب لهن من نِصفِ المْهرِ ويَتْرُكْنَه لَهُم، أَو يَعْفُوَ الذي بيدِه

عُقْدةُ النكاحِ، وهو الزوج، بأَن يُتَمِّمَ لها المَهْر كله ، وإِنما

وَجَبَ لها نصْفُه، وكلُّ واحد من الزَّوْجين عافٍ أَي مُفْضِلٌ، أَما

إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ للزوج المُطَلِّق ما وجَبَ لها عليه من نِصف

المَهْر، وأَما إِفْضاله فأَنْ يُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلاً، لأَنَّ

الواجِبَ عليه نصْفُه فيُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، والنونُ من قوله

يعفُون نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ في يَفْعُلْنَ، ولو كان للرجال لوجَبَ أَن

يقال إِلاَّأَن يعفُوا، لأَنَّ أَن تنصب المستقبلَ وتحذف النونَ، وإِذا لم

يكن مع فعلِ الرجال ما ينْصِب أَو يجزِم قيل هُم يَعْفُونَ، وكان في

الأَصل يَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدى الواوينِ استثقالاً للجمع بينهما، فقيل

يَعْفُونَ، وأَما فِعلُ النساء فقِيلَ لهُنَّ يَعْفُونَ لأَنه على تقدير

يَفْعُلْنَ. ورجل عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ: عافٍ. وأَعْفاهُ من الأَمرِ:

بَرَّأَه. واسْتَعْفاه: طَلَب ذلك منه. والاسْتِعْفاءُ: أَن تَطْلُب إِلى مَنْ

يُكَلِّفُكَ أَمراً أَن يُعْفِيَكَ مِنْه. يقال: أَعْفِني منَ الخرُوجِ

مَعَك أَي دَعْني منه. واسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه أَي سأَله

الإِعفاءَ منه. وعَفَت الإِبلُ المَرعى: تَناولَتْه قَريباً. وعَفاه يَعْفُوه:

أَتاه، وقيل: أَتاه يَطْلُب معروفه، والعَفْوُ المَعْروف، والعَفْوُ

الفضلُ. وعَفَوْتُ الرجلَ إذا طَلَبْتَ فضلَه. والعافية والعُفاةُ والعُفَّى:

الأَضْيافُ وطُلاَّب المَعْرُوف، وقيل: هم الذين يَعْفُونك أي يأْتونك

يَطْلبُون ما عندك. وعافيةُ الماء: وارِدَتُه، واحدهم عافٍ. وفلان تَعْفُوه

الأَضْيافُ وتَعْتَفيه الأَضْيافُ وهو كثير العُفَاةِ وكثيرُ العافية

وكثيرُ العُفَّى. والعافي: الرائدُ والوارِدُ لأَن ذلك كلَّه طلبٌ؛ قال

الجُذامي يصف ماءً :

ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ

أَي وارِدِه أَو مُسْتَقِيه. والعافيةُ: طُلاَّبُ الرزقِ من الإِنسِ

والدوابِّ والطَّيْر؛ أَنشد ثعلب:

لَعَزَّ عَلَيْنا، ونِعْمَ الفَتى

مَصِيرُك يا عَمْرُو، والعافِيهْ

يعني أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّيْر والضِّباعِ وهذا كلُّه

طَلَب. وفي الحديث: مَن أَحْيا أَرضاً مَيِّتَةً فهي له، وما أَكَلَتِ

العافيةُ منها فهو له صَدقةٌ، وفي رواية: العَوافي. وفي الحديث في ذكرِ

المدينة: يتْرُكُها أَهلُها على أَحسنِ ما كانت مُذَلَّلة للعَوافِي؛ قال أَبو

عبيد: الواحدُ من العافية عافٍ، وهو كلُّ من جاءَك يطلُب فضلاً أَو رزقاً

فهو عافٍ ومُعْتَفٍ، وقد عَفَاك يَعْفُوكَ، وجمعه عُفاةٌ ؛ وأَنشد قول

الأَعشى:

تطوفُ العُفاةُ بأَبوابِه،

كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثنْ

قال: وقد تكونُ العافيةُ في هذا الحديث من الناسِ وغيرهم، قال: وبيانُ

ذلك في حديث أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصارية قالت: دخل عَليَّ رسُول الله،صلى

الله عليه وسلم، وأَنا في نَخْلٍ لي فقال: مَن غَرَسَه أَمُسْلِمٌ أَم

كافرٌ؟قلت: لا بَلْ مُسْلِمٌ، فقال: ما من مُسْلِمٍ يَغْرِس غَرْساً أَو يزرَع

زرعاً فيأْكلُ منه إِنسانٌ أَو دابَةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كانت

له صدقةً . وأَعطاه المالَ عَفْواً بغير مسألةٍ؛ قال الشاعر:

خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَديمي مَوَدّتي،

ولا تَنْطِقِي في سَوْرَتي حين أَغضَبُ

وأَنشدَ ابن بري:

فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، وهْي وادِعَة،

حتى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ

وقال حسان بن ثابت:

خُذْ ما أَتى منهمُ عَفْواً، فإن مَنَعُوا،

فلا يَكُنْ هَمَّكَ الشيءُ الذي مَنَعُوا

قال الأَزهري: والمُعْفِي الذي يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك،

تقولُ: اصْطَحَبْنَا وكلُّنا مُعْفٍ؛ وقال ابن مقبل:

فإنَّكَ لا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ،

وحتى تَعيشا مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا

وعَفْوُ الملِ: ما يُفْضُلُ عن النَّفَقة. وقوله تعالى: ويَسْأَلونك

ماذا يُنُفِقون قُلِ العَغْوَ؛ قال أَبو إسحق: العَفْوُ الكثرة والفَضْلُ،

فأُمِرُوا أَن يُنُفِقوا الفَضْل إلى أَن فُرِضَت الزكاةُ. وقوله تعالى:

خُذِ العَفْوَ؛ قيل: العَفْو الفَضْلُ الذي يجيءُ بغيرِ كُلْفَةٍ، والمعنى

اقْبَلِ المَيْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ ولا تَسْتَقْصِ عليهم

فيَسْتَقْصِيَ اللهُ عليك مع ما فيه من العَداوة والبَغْضاءِ. وفي حديث ابن الزبير:

أَمَرَ اللهُ نَبيَّه أَن يأَخُذ العَفْوَ من أَخْلاقِ الناسِ؛ قال: هو

السَّهْل المُيَسَّر، أَي أَمرَه أَن يَحْتَمِل أَخْلاقَهُم ويَقْبَلَ

منها ما سَهُل وتَيَسَّر ولا يستَقْصِيَ عليهم. وقال الفراء في قوله تعالى:

يسأَلونك ماذا يُنْفِقون قل العَفْو؛ قال: وجه الكلام فيه النصبُ، يريدُ

قل يُنْفِقُون العَفْوَ، وهو فضلُ المال؛ وقال أَبو العباس: مَنْ رَفَع

أَراد الذي يُنْفِقون العَفْوُ، قال: وإنما اختار الفراء النصبَ لأن ماذا

عندنا حَرْفٌ واحد أَكثرُ في الكلام، فكأنه قال: ما يُنْفِقُون، فلذلك

اخْتِيرَ النَّصبُ، قال: ومَنْ جَعلَ ذا بمَعْنى الذي رَفَعَ، وقد يجوز أن

يكونَ ماذا حرفاً، ويُرْفَع بالائتناف ؛ وقال الزجاج: نَزَلَت هذه

الآية قبلَ فرض الزكاة فأُمروا أَن يُنْفِقوا الفَضْلَ إلى أَن فُرضَت

الزكاةُ، فكان أَهلُ المَكاسِب يأْخذُ الرجلُ ما يُحْسِبه في كل يوم أَي ما

يَكْفِيه ويَتَصَدَّقُ بباقيِه، ويأخذُ أَهلُ الذَّهَب والفِضَّة ما

يَكْفِيهم في عامِهِمْ وينفِقُون باقيَهُ، هذا قد روي في التفسير، والذي عليه

الإجماع أَنَّ الزَّكاةَ في سائرِ الأشياء قد بُيِّنَ ما يَجْبُ فيها،

وقيل: العَفْوُ ما أَتَى بغَيرِ مسألةٍ. والعافي: ما أَتى على ذلك من غير

مسأَلةٍ أَيضاً؛ قال:

يُغْنِيكَ عافِيه وعِيدَ النَّحْزِ

النَّحْزُ: الكَدُّ والنَّخْس، يقول: ما جاءَكَ منه عَفْواً أَغْناكَ

عن غيره. وأَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي في سُهُولة وسَراحٍ.

ويقال: خُذْ من مالِه ما عَفا وصَفا أَي ما فَضَل ولم يَشُقَّ عليه. وابن

الأعرابي: عَفا يَعْفُو إذا أَعطى، وعَفَا يَعْفُو إذا تَرَكَ حَقّاً،

وأَعْفَى إذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، وهو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه. وعَفا

القومُ: كَثُرُوا. وفي التنزيل: حتى عَفَوْا؛ أَي كَثُرُوا. وعَفا

النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ وطالَ. وفي الحديث :

أَنهصلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بإعْفاء اللِّحَى؛ هو أَن يُوفَّر شَعَرُها

ويُكَثَّر ولا يُقَصَر كالشَّوارِبِ، من عَفا الشيءُ إذا كَثُرَ وزاد. يقال:

أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه لُغتان إذا فعَلتَ به كذلك. وفي الصحاح:

وعَفَّيْتُه أَنا وأَعْفَيْتُه لغتان إذا فعَلْتَ به ذلك؛ ومنه حديث القصاص: لا

أَعْفَى مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّيَةِ؛ هذا دُعاء عليه أَي لا كَثُر

مالُه ولا اسْتَغنى؛ ومنه الحديث: إذا دخَل صَفَرُ وعَفا الوَبَرُ

وبَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، أَي كَثُرَ وبرُ

الإبلِ، وفي رواية: وعَفا الأَثَرُ، بمعنى دَرَس وامَّحَى. وفي حديث مُصْعَبِ

بن عُمَير: إنه غلامٌ عافٍ أَي وافي اللَّحم كثيرُه. والعافي: الطويلُ

الشَّعَر. وحديث عمر، رضي الله عنه: إنَّ عامِلَنا ليسَ بالشَّعِثِ ولا

العافي، ويقال للشَّعَرِ إذا طال ووَفى عِفاءٌ؛ قال زهير:

أَذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ،

عَلَيْهِ، مِنْ عَقِيقَتِهِ، عِفاءُ؟

وناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ: كثيرةُ الوَبَر. وعَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعيرِ:

كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دَبَرَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

هَلاَّ سَأَلْت إذا الكَواكِبُ أَخْلَفَت،

وعَفَتْ مَطِيَّة طالِبِ الأَنْسابِ

فسره فقال: عَفَت أَي لم يَجِد أَحدٌ كريماً يرحلُ إليه فعَطَّل

مَطِيَّته فسَمِنت وكَثُر وَبَرُها. وأَرضٌ عافيةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ

وكثر. وعَفْوَةُ المَرْعَى: ما لم يُرْعَ فكان كثيراً. وعَفَتِ الأَرضُ

إذا غَطَّاها النبات؛ قال حُمَيْد يصف داراً:

عَفَتْ مثلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ فأَصْبَحَتْ

بها كِبرياءُ الصَّعْبِ، وهيَ رَكُوبُ

يقول: غَطاها العشْبُ كما طَرَّ وَبَرُ البعيرِ وبَرَأَ دَبَرُه.

وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قبل أَن يُسْتَقَى منه، وهو من الكثرة. قال الليث:

ناقةٌ عافيةُ اللَّحْمِ * كثيرةُ اللحم، ونوقٌ عافياتٌ؛ وقال لبيد:

بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُوم

ويقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هذا البعيرِ أَي دَعُوه حتى يَسْمَن. ويقال:

عَفَا فلانٌ على فلان في العلمِ إذا زاد عليه؛ قال الراعي:

إذا كان الجِراءُ عَفَتْ عليه

أَي زادت عليه في الجَرْيِ؛ وروى ابن الأعرابي بيت البَعيث:

بَعِيد النَّوَى جالَتْ بإنسانِ عَيْنه

عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حتى تَحَدَّرا

يعني دَمْعاً كَثُرَ وعَفَا فسالَ. ويقال: فلانٌ يعفُو على مُنْيةِ

المتَمَنِّي وسؤالِ السائلِ أَي يزيد عطاؤُه عليهما؛ وقال لبيد:

يَعْفُو على الجهْدِ والسؤالِ، كما

يَعْفُو عِهادُ الأمْطارِ والرَّصَد

أَي يزيدُ ويُفْضُلُ. وقال الليث: العَفْوُ أَحلُّ المالِ وأَطْيَبُه.

وعَفْوُ كلِّ شيءٍ: خِيارُه وأَجْوَدُه وما لا تَعَب فيه، وكذلك عُفاوَتُه

وعِفاوتُه. وعَفا الماءُ إذا لم يَطأْهُ شيءٌ يُكَدِّرُه.

وعَفْوةُ المالِ والطعامِ والشَّرابِ وعِفْوَتُه؛ الكسر عن كراعٍ: خياره

وما صفا منه وكَثُرَ، وقد عَفا عَفْواً وعُفُوّاً.

وفي حديث ابن الزبير أَنه قال للنابغة: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ

الزُّبَيْرِ، وأما عَفْوُه فإن تَيْماً وأَسَداً تَشْغَلُه عنكَ. قال

الحَرْبي: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ وأَطيَبُه، وقيل: عَفْوُ المالِ ما

يَفْضُلُ عن النَّفَقة؛ قال ابن الأثير: وكِلاهما جائزٌ في اللغة، قال :

والثاني أشبَه بهذا الحديث. وعَفْوُ الماءِ: ما فَضَل عن الشَّارِبَةِ وأُخذَ

بغيرِ كُلْفةٍ ولا مزاحمة عليه. ويقال: عفَّى على ما كان منه إذا أَصلَح

بعد الفساد.

أبو حنيفة: العُفْوَة، بضم العين، من كل النبات لَيِّنُه وما لا مَؤُونة

على الراعية فيه.

وعَفْوة كلّ شيء وعِفَاوتُه؛ الضم عن اللحياني: صَفْوُه وكثرَتُه، يقال:

ذَهَبَتْ عِفْوَة هذا النَّبْت أَي لِينُه وخَيرُه؛ قال ابن بري: ومنه

قول الأخطل :

المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا

عِفْواتِه، ويُقَسِّمُوه سِِجالا

والعِفاوةُ: ما يرفع للإنسان من مَرَقٍ. والعافي: ما يُرَدُّ في

القِدْرِ من المَرَقةِ إذا اسْتُعِيرَتْ. قال ابن سيده: وعافِي القِدْرِ ما

يُبْقِي فيها المُسْتَعِير لمُعِيرِها؛ قال مُضَرِّس الأَسَدي:

فلا تَسْأَليني، واسأَ ما خَلِيقَتي،

إذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعيرُها

قال ابن السكيت: عافي في هذا البيت في موضع الرَّفْع لأَنه فاعل، ومَن

في موضع النَّصْب لأنه مفعول به، ومعناه أَنَّ صاحبَ القِدرِ إذا نَزَلَ

به الضَّيْفُ نَصَبَ لهم قِدْراً، فإذا جاءهُ مَنْ يستعير قِدْرهُ فرآها

منصوبَةً لهُم رجَعَ ولم يَطْلُبْها، والعافي: هو الضَّيْفُ، كأَنه

يرُدُّ المُسْتَعِير لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، وقال غيرُه: عافي

القِدْرِ بقِيَّة المَرَقة يردُّها المستَعيرُ، وهو في موضع النَّصْبِ، وكانَ

وجه الكلام عافِيَ القدر فترَك الفتح للضرورة. قال ابن بري: قال ابن السكيت

العافي والعَفْوة والعِفاوة ما يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ من مَرَقٍ

وما اخْتَلَط به، قال: وموضِعُ عافي رَفْعٌ لأَنه هو الذي رَدَّ

المُسْتَعِير، وذلك لكلَب الزمان وكونه يمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِيَّة.

والعِفاوةُ: الشيءُ يُرْفَع من الطَّعام للجارية تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ به؛

وقال الكميت:

وظَلَّ غُلامُ الحَيّ طَيّانَ ساغِباً،

وكاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ

قال الجوهري: والعِفارة، بالكسر، ما يُرْفَعُ من المَرَقِ أَوَّلاً

يُخَصُّ به مَنْ يُكْرَم، وأَنشد بيت الكميت أَيضاً، تقول منه: عَفَوْت له

منَ المَرَق إذا غَرَفْتَ له أَوَّلاً وآثَرْتَهُ به، وقيل: العفاوة،

بالكسر، أَوّل المَرَقِ وأَجودُه، والعُفاوة، بالضم، آخِرهُ يردُّها

مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مع القِدْرِ؛ يقال منه: عَفَوْت القِدْرَ إذا تركت ذلك في

أَسفلها.

والعِفاء، بالمدِّ والكَسْر: ما كَثُر من الوَبَر والرِّيشِ،الواحِدَةُ

عِفاءَةٌ؛ قال ابن بري: ومنه قول ساعدة بن جؤية يصف الضبع:

كمَشْيِ الأَفْتَلِ السَّارِي عليه

عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِيلُ

وعِفَاءُ النَّعام وغيره: الريشُ الذي على الزِّفِّ الصِّغار، وكذلك

عِفاءُ الدِّيكِ ونحوه من الطير، الواحدة عِفاءَةٌ، ممدودة. وناقةٌ ذاتِ

عِفاءٍ، وليست همزة العِفاءِ والعِفاءَةِ أَصْلِيَّة، إنما هي واو قلبتْ

أَلِفاً فمُدَّت مثل السماء، أَصلُ مَدَّتِها الواو، ويقال في الواحدة:

سَماوَة وسَماءَة، قال: ولا يقال للرِّيشة الواحدة عِفاءَةٌ حتى تكون كثيرة

كَثيفة؛ وقال بعضُهم في همزة العِفاء: إنَّها أَصلِيَّة؛ قال الأزهري:

وليست همزتها أَصليَّة عند النحويين الحُذَّاقِ، ولكنها همزةٌ ممدودة،

وتصغيرها عُفَيٌّ. وعِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل في وجْهِه لا يَكادُ يُخْلِفُ.

وعِفْوَةُ الرجُل وعُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه.

وعَفا المَنزِلُ يَعْفُو وعَفَت الدارُ ونحوُها عَفاءً وعُفُوّاً

وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّياً: دَرَسَت، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها

الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ وقال:

أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَى،

لأَسماءَ عَفَّى آيَةُ المُورُ والقَطْرُ؟

ويقال: عَفَّى اللهُ على أَثَرِ فلان وعَفا الله عليه وقَفَّى الله على أَثَرِ

فلانٍ وقَفا عليه بمعنًى واحدٍ. والعُفِيُّ: جمع عافٍ وهو الدارسُ.

وفي حديث الزكاة: قد عَفَوْتُ عن الخَيل والرَّقيقِ فأَدُّوا زَكَاةَ

أَموالِكم أَي ترَكْتُ لكم أَخْذَ زكاتها وتجاوَزْت عنه، من قولهم عَفَت

الريحُ الأَثَرَ إذا طَمَسَتْه ومَحَتْه؛ ومنه حديث أَُم سلمة: قالت

لعثمان، رضي الله عنهما: لا تُعَفِّ سبيلاً كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم ،

لَحَبَها أَي لا تَطْمِسْها؛ ومنه الحديث: تَعافَوُا الحُدُود فيما بينكم؛

أَي تجاوَزُوا عنها ولا تَرْفَعُوها إ فإني متى علمْتُها أَقَمْتُها. وفي

حديث ابن عباس: وسُئل عما في أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فقال العَفْو أَي

عُفِيَ لهم عَمَّا فيها من الصَّدَقَة وعن العُشْرِ في غَلاَّتهم. وعَفا

أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، على المَثَل؛ قال زهير يذكر داراً:

تَحَمَّلَ أَهلُها منها فبانُوا،

على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ

والعَفاءُ، بالفتح: التُرابُ؛ روى أَبو هريرة، رضي الله عنه، عن

النبيِّ،صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا كان عندك قوتُ يومِكَ فعَلى الدنيا

العَفاءُ. قال أَبو عبيدة وغيرُه: العَفاءُ التراب، وأَنشد بيتَ زهير يذكر

الدارَ، وهذا كقولهم: عليه الدَّبارُ إذا دَعا عليه أَنْ يُدْبِرَ فلا

يَرْجِع. وفي حديث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ

رغيفاً وشَرِبْتُ عليه ماءً فعَلى الدُّنْيا العَفاءُ. والعَفاءُ: الدُّرُوس

والهَلاكُ وذهاب الأَثَر . وقال الليث: يقال في السَّبِّ بِفيِهِ

العَفاءُ،وعليه العَفاءُ، والذئبُ العَوّاءُ؛ وذلك أَنَّ الذئب يَعْوِي في إثْرِ

الظاعِنِ إذا خَلَت الدار عليه، وأَما ما ورد في الحديث: إنَّ

المُنافِقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كالبعير عَقَلَه أَهلُه ثم أَرْسَلوه فلم

يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه ولا لِمَ أَرسَلوه؛ قال ابن الأثير: أَُعْفِيَ

المريض بمعنى عُوفِيَ. والعَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليست بها

آثارٌ. قال ابن السكيت: عَفْوُ البلاد ما لا أَثَرَ لأَحدٍ فيها بِمِلْكٍ.

وقال الشافعي في قول النبي،صلى الله عليه وسلم من أَحْيا أَرْضاً ميتَة فهي

له: إنما ذلك في عَفْوِ البلادِ التي لم تُمْلَكْ؛ وأَنشد ابن السكيت:

قَبيلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهم أَثَرُ

قال ابن بري: الشِّعْر للأَخطَل؛ وقبله:

إنَّ اللَّهازِمَ لا تَنْفَكُّ تابِعَةً،

هُمُ الذُّنابَى وشِرْبُ التابِع الكَدَرُ

قال: والذي في شعره:

تَنْزُو النِّعاجُ عليها وهْي بارِكة،

تَحْكي عَطاءَ سُويدٍ من بني غُبَرا

قبيلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لا ترى أَثرَا

قال الأزهري: والعَفَا من البلاد، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الذي لا ملْك

لأَحد فيه. وفي الحديث: أَنه أَقْطَعَ من أَرض المدينة ما كان عَفاً أَي

ما ليس لأحد فيه أَثَرٌ، وهو من عَفا الشيءُ إذا دَرَس أو ما ليس لأحد فيه

مِلْكٌ، من عفا الشيءُ يَعْفُو إذا صَفا وخلُص. وفي الحديث: ويَرْعَوْن

عَفاها أَي عَفْوَها.

والعَفْوُ والعِفْو والعَفا والعِفا، بقصرهما: الجَحشُ، وفي التهذيب:

وَلَد الحِمار: وَلَد الحِمار؛ وأَنشد ابن السكيت والمُفَصَّل لأَبي

الطَّمحان حَنْظَلة بن شَرْقيِّ:

بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناتِه،

وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ

والجمع أَعْفاءٌ وعِفاءٌ وعِفْوةٌ. والعِفاوة، بكسر العين: الأَتانُ

بعَينِها؛ عن ابن الأعرابي. أَبو زيد: يقال عِفْوٌ وثلاثة عِفَوَةٍ مثلُ

قِرَطَةٍ، قال: وهو الجَحْشُ والمُهْرُ أَيضاً، وكذلك العِجَلَة والظِّئَبة

جمع الظَّأْبِ، وهو السلْفُ. أَبو زيد: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر،

قال: ولا أَعلم في جميع كلام العرب واواً متحركة بعد حرف متحرك في آخر

البناء غيرَ واوِ عِفَوَةٍ، قال: وهي لغة لقَيس، كَرهُوا أَن يقولوا عفاة في

موضع فِعَلة، وهم يريدون الجماعة، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، وقال :

ولو متكَلِّف أَن يَبنيَ من العفو اسماً مفْرداً على بناء فِعَلة لقال

عِفاة. وفي حديث أبي ذرّ، رضي الله عنه: أَنه ترك أَتانَيْن وعِفْواً؛

العِفْو، بالكسر والضم والفتح: الجَحْش، قال ابن الأثير: والأُنثى عُفٌوة

وعِفْوَة. ومعافًى: اسم رجل؛ عن ثعلب.

بضع

بضع: {في بضع سنين}: البضع ما بين الثلاث إلى التسع.
(ب ض ع)

بَضَع اللَّحْم يَبْضَعُه بَضْعا، وبَضَّعه: قطعه. والبَضْعَة: الْقطعَة مِنْهُ. وَالْجمع: بَضْع، وبِضَع وبَضِيع. وَهُوَ نَادِر. وَنَظِيره الرهين: جمع الرَّهْن.

والبَضِيع أَيْضا: اللَّحْم. والبَضِيع: مَا انمازَ من لحم الْفَخْذ: الْوَاحِدَة: بَضيعة. وَقَوله:

وَلَا عَضِلٌ جَثْلٌ كأنَّ بَضيعَه ... يَرَابيعُ فوْقَ المَنْكِبَينِ جُثُوُمُ

يجوز أَن يكون جمع بَضْعة، وَهُوَ أحسن، لقَوْله: " يرابيع "، وَيجوز أَن يكون اللَّحْم.

وَفُلَان بَضْعةٌ من فلَان: يذهب بِهِ إِلَى الشّبَه.

وبَضَع الشَّيْء يبضَعُه: شقَّه. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ فِي ذكر السِّيَاط: " كلهَا يَبْضَعُ ويحدر " أَي يحدر الدَّم. وَقيل: يحدر: يورم.

والبَضَعة: السِّيَاط. وَقيل: السيوف.

والباضعة من الشجاج: الَّتِي تشق اللَّحْم.

والمِبْضَع: المشرط.

وبَضَعَ من المَاء، وَبِه يَبْضَع بُضُوعا، وبَضْعا: روى وامتلأ.

وأبْضعني: أرواني.

وَمَاء باضِعٌ وبَضِيع: نمير.

وأبْضَعَه الْكَلَام، وبَضَعَه بِهِ: بَينه لَهُ.

وبَضَع هُوَ يَبْضَع بُضُوعا: فهم. وبَضَع الْكَلَام فابْتَضَع: بَينه فَتبين. وبَضَع من صَاحبه يَبْضَع بُضُوعا: إِذا لم يأتمر لَهُ، فسئم أَن يَأْمُرهُ. وبَضَع الْمَرْأَة بَضْعا، وباضَعَها مباضَعَة وبِضاعا: جَامعهَا. وَالِاسْم: البُضْع، وَجمعه: بُضوع، قَالَ عَمْرو بن معدي كرب:

وَفِي كَعْبٍ وإخْوَتِها كِلابٍ ... سَوَامي الطَّرْفِ غاليةُ البُضُوعِ

سوامي الطّرف: أَي متأبيات معتزات. وَقَوله " غَالِيَة البضوع ": كنى بذلك عَن المهور اللواتي يُوصل بهَا إلَيْهِنَّ. والبُضْع: الطَّلَاق. والبُضْعُ: مهر الْمَرْأَة.

والبِضْعُ: ملك الْوَلِيّ للْمَرْأَة.

والبِضَاعة: الْقطعَة من المَال، وَقيل الْيَسِير مِنْهُ. والبِضاعة: مَا حَمَّلْتَ آخر بَيْعه وإدارته. وأبْضَعه البِضاعة: أعطَاهُ إِيَّاهَا.

وابْتَضَعَ مِنْهُ: أَخذ. وَالِاسْم: البِضَاعُ، كالقراض.

واسْتَبْضَعَ الشَّيْء: جعله بِضاعَته. وَفِي مثل " كمُسْتَبْضعِ التَّمْر إِلَى هَجَرَ ". قَالَ حسان:

كمُسْتَبْضعٍ تمْراً إِلَى أهلِ خَيْبَرَا

وَإِنَّمَا عُدّىَ بإلى، لِأَنَّهُ فِي معنى حمل.

والبِضْعُ والبَضْع: مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر، وبالهاء: من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة، يُضَاف إِلَى مَا تُضَاف إِلَيْهِ الْآحَاد، كَقَوْلِه تَعَالَى: (فِي بِضْعِ سِنِين) وَقَوله تَعَالَى: (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنينَ) ويبنى مَعَ الْعشْرَة، كَمَا يبْنى سَائِر الْآحَاد، وَذَلِكَ ثَلَاثَة إِلَى تِسْعَة، فَيُقَال: بضعَة عشر رجلا، وبضع عشرَة امْرَأَة. وَلم تسمع بضعَة عشر، وَلَا بضع عشرَة، وَلَا يمْتَنع ذَلِك. وَقيل: الْبضْع: من الثَّلَاث إِلَى التسع. وَقيل: هُوَ مَا بَين الْوَاحِد إِلَى الْأَرْبَعَة. وَمر بضع من اللَّيْل: أَي وَقت، عَن اللَّحيانيّ.

والباضِعَة: قِطْعَة من الْغنم.

وتَبَضَّعَ الشَّيْء: سَالَ.

والبَضِيع: الْبَحْر. والبَضِيعُ: الجزيرة فِي الْبَحْر. وَقد غلب على بَعْضهَا. قَالَ سَاعِدَة:

سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثمانِياً ... يُلْوَى بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

والبَضِيع: مَكَان فِي الْبَحْر.

والبُضَيْع، والبَضِيع، وباضع: مَوَاضِع.
(بضع) اللَّحْم وَالْجَلد وَغَيرهمَا بضعه
(بضع)
الدمع بضعا جال فِي الْعين وَلم يفض وَمن المَاء وَبِه رُوِيَ وامتلأ وَمن فلَان سئم من تكْرَار النصح فَقَطعه وَفُلَان اتّجر وَاللَّحم قطعه وَالْجَلد شقَّه

بضع


بَضَعَ(n. ac. بَضْع)
a. Cut, cut up, chopped, minced.
b. Compressed.
c. [ n. ac.
بُضُوْع], Comprehended.
بَضَّعَa. see I (a)
بَاْضَعَa. see I (b)
أَبْضَعَa. Gave in marriage.

تَبَضَّعَa. Purchased goods, stock; traded.

إِنْبَضَعَa. Was cut off.

إِسْتَبْضَعَa. see V
بَضْعَةa. Piece, slice of meat.

بِضْع
بِضْعَةa. Any small number ( under ten ); some, a
few.
بُضْعa. Sexual intercourse.

مِبْضَع
(pl.
مَبَاْضِعُ)
a. Lancet, scalpel.

بِضَاْعَة
(pl.
بَضَاْئِعُ)
a. Goods, merchandise, stock.

بَضِيْعa. Meat.
b. Island.
c. Sea.
d. Perspiration.
بضع لحم سمحق لطا قَالَ أَبُو عبيد: وَسمعت إِسْحَاق الْأَزْرَق يحدّث عَن عَوْف قَالَ شهِدت فلَانا قد سَمَّاهُ إِسْحَاق _ يَعْنِي بعض قُضَاة أهل الْبَصْرَة قضى فِي حرصتين بِكَذَا وَكَذَا. ثمَّ الباضعة وَهِي الَّتِي تشق اللَّحْم تبضعه بعد الْجلد. ثمَّ المتلاحمة وَهِي الَّتِي أخذت فِي اللَّحْم وَلم تبلغ السمحاق والسمحاق جلدَة رقيقَة أَو قشرة رقيقَة بَين اللَّحْم والعظم قَالَ الْأَصْمَعِي: وكل قشرة رقيقَة [أَو جلدَة رقيقَة -] فَهِيَ سمحاق فَإِذا بلغت الشَّجَّة تِلْكَ القشرة الرقيقة حَتَّى لَا يبْقى بَين الْعظم وَاللَّحم غَيرهَا فَتلك الشَّجَّة هِيَ السمحاق [و -] قَالَ الْوَاقِدِيّ: هِيَ [عندنَا -] المِلْطا غير مَمْدُود وَقَالَ غَيره: هِيَ الملطاة
بضع
البِضَاعَة: قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة، يقال: أَبْضَعَ بِضَاعَة وابْتَضَعَهَا. قال تعالى: هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا [يوسف/ 65] وقال تعالى: بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ [يوسف/ 88] ، والأصل في هذه الكلمة: البَضْعُ وهو جملة من اللحم تُبْضَعُ ، أي: تقطع. يقال: بَضَعْتُهُ فَابْتَضَعَ وتَبَضَّعَ، كقولك: قطعته وقطّعته فانقطع وتقطّع، والمِبْضَع: ما يبضع به، نحو:
المقطع، وكنّي بالبُضْعِ عن الفرج، فقيل:
ملكت بضعها، أي: تزوجتها، وبَاضَعَهَا بِضَاعاً، أي: باشرها، وفلان: حَسَنُ البَضْع والبَضِيعِ والبَضْعَة، والبضاعة عبارة عن السّمن .
وقيل للجزيرة المنقطعة عن البرّ: بَضِيع، وفلان بَضْعَة مني، أي: جار مجرى بعض جسدي لقربه مني، والبَاضِعَة: الشجّة التي تبضع اللحم ، والبِضع بالكسر: المنقطع من العشرة، ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة، وقيل: بل هو فوق الخمس ودون العشرة، قال تعالى: بِضْعَ سِنِينَ [الروم/ 4] .
ب ض ع: (الْبِضَاعَةُ) بِالْكَسْرِ طَائِفَةٌ مِنْ مَالِكَ تَبْعَثُهَا لِلتِّجَارَةِ، تَقُولُ (أَبْضَعَ) الشَّيْءَ وَ (اسْتَبْضَعَهُ) أَيْ جَعَلَهُ بِضَاعَةً، وَفِي الْمَثَلِ: (كَمُسْتَبْضِعِ) تَمْرٍ إِلَى هَجَرَ وَذَلِكَ أَنَّ هَجَرَ مَعْدِنُ التَّمْرِ. وَ (الْبَاضِعَةُ) الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْطَعُ الْجِلْدَ وَتَشُقُّ اللَّحْمَ وَتُدْمِي إِلَّا أَنَّهُ لَا يَسِيلُ الدَّمُ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ. وَ (بِضْعٌ) فِي الْعَدَدِ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَفْتَحُهَا وَهُوَ مَا بَيْنَ
الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ تَقُولُ بِضْعُ سِنِينَ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَبِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً فَإِذَا جَاوَزْتَ لَفْظَ الْعَشْرِ ذَهَبَ الْبِضْعُ لَا تَقُولُ: بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَ (الْبَضْعَةُ) بِالْفَتْحِ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ وَالْجَمْعُ (بَضْعٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَقِيلَ (بِضَعٌ) مِثْلُ بَدْرَةٍ وَبِدَرٍ. وَ " (بَضَعَ) الْجُرْحَ شَقَّهُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (الْمِبْضَعُ) بِالْكَسْرِ مَا يُبْضَعُ بِهِ الْعِرْقُ وَالْأَدِيمُ. وَبِئْرُ (بِضَاعَةٍ) يُكْسَرُ وَيُضَمُّ. 
بضع: تبضّع: بضع، اتجر (أماري ديب 70، 71) بُضْع: غشاء المهبل، غشاء البكارة، وهي الطية الغشائية التي توجد عادة عند العذارى (البكر) داخل المهبل.
بَضْعَة وجمعها بِضاع: رئة (فوك، المعجم اللاتيني وفيه: بِضَع).
بِضْعَة الرِجل: ربلة الساق (دومب 86 وقد كتبها بطعة) وفي معجم همبرت ص5: بطة الساق. واشتقاق الكلمة ينكر هاتين الكلمتين ويؤيد أن الصواب هو بَضْعة. قارنها بكلمة بَضاعة.
وبضعة الخُبْز: لب الخبز، القسم اللين منه (دومب 60، بوشر (بربرية) وقد كتبها بطعة خطأ).
بَضاعة وجمعها بِضاع، يقال بضاعة من لحم: قطعة منه (فوك).
والجمع بَضائع: اللحم لا عظم فيه (الكالا).
وبضاعة: اللحم الهزيل لا دسم فيه (الكالا) وبضاعة: رئة (فوك).
وبضاعة الساق: ربلة الساق، ففي المعجم اللاتيني: معضل الساق وبضاعته.
وبضاعة: ذكر (عضو التناسل)، (ألف ليلة 2: 390) وهذا المعنى يؤكد ما جاء في القصة 391 السطر الأول وما يليه.
بِضاعة. يقال مع وفور بضاعتهم من الحديث أي مع اكتسابهم معرفة واسعة في علم الحديث (المقدمة 3: 6) ويقال: كانت بضاعته في الحديث وافرة (حياة ابن خلدون 198و). ويقال للتعبير عن ضد هذا: كان قليل البضاعة من العربية (ابن خلكان 1: 242) ومثل هذا: لأجل قلة بضاعتي وعدم استطاعتي (بوشر).
وبضاعة: حرفة، مهنة، ما يتكسب به فوك، ابن عباد (1: 297) وفي كتاب ابن الخطيب (ص29و): كتاب شيخنا أبي البركات المسمى بشعر من لا شعر له مما رواه عمن ليس الشعر له بضاعة.
(بضع) - في الحديث: "فَاطِمَةٌ بَضْعةٌ مِنِّى".
: أي قِطْعَة، وأَصلُه في الّلحْم. وجمعها بِضَعٌ كَبَدْرة وبِدَر، وبَضْعٌ أيضا.
وبُضْع المرأةِ: كِناية عن عُضوِها، والمُباضَعَة: إلصاق العُضْو بالعُضوِ.
- في الحديث: "أَنَّه سُئِل عن بِئْر بُضاعةَ" .
المَحفُوظ بضَمِّ الباء، وأجاز بعضُهم الكَسرَ فيه، وحَكَى بعَضُهم بالصَّاد المُهْمَلة وهي لِبَنِى ساعدة.
- وفيه ذِكْر: "أبضعة"
: ملك من كندة، وَرَد اسْمُه في الحَديثِ على وزن: أَرنبَة، وقيل: بالصَّاد المُهْمَلة، والمَحْفُوظ بالضَّاد المُعْجَمَة. - في حديث أَبِى ذَرٍّ: "وبَضِيعَتُه أَهلَه صَدَقَةٌ" .
: أي مُباضَعَتُه.
- في الحديث: "المَدِينَة كالْكِيرِ تُبضِع طِيبَها".
كذا ذَكَره الزَّمخشرِىُّ. وقال: هو من أبضَعتُه بِضاعَة إذا دفعتَها إليه، ولم أَجِد أحداً ذَكَره بالبَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة غَيرَه، إلا أَنَّ القَزَّاز ذَكَر ثَلَاثَ رِواياتٍ: بالضَّادِ والخَاءِ المُعْجَمَتَيْن، وبالحَاءِ المُهْمَلَة، وبالضَّادِ المُعْجَمة، وبالصَّاد والعَيْن المُهْمَلَتين، والمَحْفُوظ بالنُّون والصَّاد المُهْمَلَة، وفي جَمِيعِ الرِّوايات: "ذِكْر طِيبِها" بكسر الطاء.
بضع
بَضَعَ الَّلحْمَ بَضْعاً؛ وبَضعَه: جَعَلَه قِطَعاً. والقِطْعَةُ: بَضْعَة.
وهو شَديدُ البَضْع والبَضْعَةِ: أي ذو جِسْم ولَحْم. وقيل: خاظي البَضِيْع: جَمْعُ بَضْع، كَعَبد وعَبِيْد. وبَضَعْتُ منه بُضُوْعاً: أمَرْتَه بِشَيْءٍ فلم يَفْعَلْه فَدَخَلَك منه ما سَئِمْتَ معه أنْ تأمُرَه بِشَيْءٍ آخَر.
وبَضَعَ من الماء والجمَاع.: رَوِيَ. وبَضَعَها بَضْعاً. والاسْمُ: البُضْعُ، وأصْلُه مِلْكُ العُقْدَة ثم صُيِّرَ للجِماع. وأبْضَعْتُها: زَوجْتَها. وابْتَضَعَ منها في لَيْلَةٍ وابْتَضَعَتْ منه: أخَذَ كل واحِدٍ بُضْعَ صاحِبه. وكان تَأبًطَ شَراً مُبْتَضَعاً: أي ابْنَ بِكْرَيْن. ورَجُلٌ أبْضَعُ: مَهْزولٌ.
ورأيْتُهم أجْمَعِين أبْضَعِيْن، ويُوَحًدُ فَيُقال: أجْمَعَ أبْضَعَ. والباضِعُ: الذي يَحْمِل بَضائعَ الحَي ويَجْلُبُها، وهي العَلائقُ، والواحِدَةُ: بضيعة.
والبَضِيْعُ: الجَزيرة فيِ البَحْر. وماء بَضِيْعٌ وبَضَاع: نمِيْرٌ. وأبْضَعْتُ البِضَاعَةَ للبَيْع، وابْتَضَعْتُها أيضاً. وابْتَضَعْتُه بالكَلام: بينْتُ له ما تَنازَعْناه حتى اشْتَفى.
والباضِعَةُ: القِطْعَةُ من الغَنَم انْقَطَعَتْ عنها. والبِضْعُ من العَدَد: ما بين الثلاثة إِلى العشَرة، وقيل في قَوْله: " بِضْعَ سِنين " أنَها سَبْعةٌ، وحُكِيَ البَضْعُ بَفَتْح الباء أيضاً.
وتَبَضَّعَتْ جِلْدَتُه: عَرِقَتْ. وبِئْرُ بُضَاعَةَ: بالمَدينة. وأبْضَعَةُ: مَلِكٌ من كِنْدَة.
(ب ض ع) : (الْبَضْعُ) الشَّقُّ وَالْقَطْعُ (وَمِنْهُ) مِبْضَعُ الْفَصَّادِ وَفِي الشِّجَاجِ الْبَاضِعَةُ وَهِيَ الَّتِي جَرَحَتْ الْجِلْدَ وَشَقَّتْ اللَّحْمَ وَمِنْهُ الْبِضَاعَةُ لِأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ الْمَالِ (وَبِهَا) سُمِّيَتْ بِئْرُ بِضَاعَةَ وَهِيَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِالْمَدِينَةِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ فِيهَا (وَقِيلَ) اسْتَبْضَعْتُ الشَّيْءَ أَيْ جَعَلْتُهُ بِضَاعَةً لِنَفْسِي وَأَبْضَعْتُهُ غَيْرِي فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ كَالْمُسْتَبْضِعِ وَالْأَخِيرُ لَحْنٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ الْمُبْضِعُ أَوْ الْمُسْتَبْضِعُ بِالْكَسْرِ (وَالْمُبَاضَعَةُ) الْمُبَاشَرَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ نَوْعِ شَقٍّ وَالْبُضْعُ اسْمٌ مِنْهَا بِمَعْنَى الْجِمَاعِ وَقَدْ كُنِيَ بِهَا عَنْ الْفَرْجِ فِي قَوْلِهِمْ مَلَكَ فُلَانٌ بُضْعَ فُلَانَةَ إذَا عَقَدَ بِهَا (وَمِنْهَا) «تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ» عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ مِثْلُ قُفْلٌ وَأَقْفَالٌ " هَذَا هُوَ الْمُتَدَاوَلُ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ " وَفِي التَّهْذِيبِ فِي إبْضَاعِهِنَّ بِالْكَسْرِ أَيْ فِي إنْكَاحِهِنَّ مَصْدَرُ أَبْضَعْت الْمَرْأَةَ إذَا زَوَّجْتَهَا مِثْلَ نَكَحْتُ وَهَكَذَا فِي الْغَرِيبَيْنِ (وَالْبِضْعُ) بِالْكَسْرِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إلَى الْعَشَرَةِ وَعَنْ قَتَادَةَ إلَى التِّسْعِ أَوْ السَّبْعِ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَهُوَ مِنْ الْبَضْعِ أَيْضًا لِأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ الْعَدَدِ وَتَقُولُ فِي الْعَدَدِ الْمُنَيَّفِ بِضْعَةَ عَشَرَ وَبِضْعَ عَشْرَةَ بِالْهَاءِ فِي الْمُذَكَّرِ وَبِحَذْفِهَا فِي الْمُؤَنَّثِ كَمَا تَقُولُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَثَلَاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً وَكَذَا بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَبِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً.
[بضع] البِضاعَةُ: طائفةٌ من مالِكَ تبعثها للتجارة. تقول: أبضعت الشئ واستبضعته، أي جعلته بضاعة. وفى المثل: " كمستبضع تمر إلى هجر "، وذلك أن هجر معدن التمر. والباضعة: الشَجَّةُ التي تَقْطع الجلدَ وتَشُقّ اللحمَ وتُدمي، إلاَّ أنه لا يسيل الدمُ ; فإن سال فهي الدامية. والباضِعَةُ أيضاً: الفِرْقُ من الغنمُ. قال الأصمعي: سيفٌ باضِعٌ، إذا مر بشئ بضعه، أي قطع منه بَضْعَةً. وبِضْعٌ في العدد بكسر الباء، وبعض العرب يفتحها، وهو ما بين الثلاث إلى التسع. تقول: بِضْعُ سنينَ، وبِضْعَةَ عشرَ رجلاً، وبِضْعَ عشرةَ امرأةً ; فإذا جاوزتَ لفظ العَشْر ذهب البِضْعُ لا تقول بِضْعٌ وعشرون. والبَضْعَةُ: القِطعةُ من اللحم، هذه بالفتح، وأخواتها بالكسر مثل: القطعة، والفلذة، والفدرة، والكسفة، والخرقة، والجذوة وما لا يحصى. والجمع بضع، مثل تمرة وتمر. قال زهير: دما عند سحر تحجل الطير حوله * وبضع لحام في إهاب مقدد * وبعضهم يقول: جمعها بضع، كبدرة وبدر. وبضعت اللحم بضعا بالفتح: قطعته. وبضَعْتُ الجُرح: شققته. والمِبْضَعُ: ما يُبْضَعُ به العِرْقُ والأديمُ. وبَضَعْتُ من الماء بَضْعاً: رَويتُ. وفي المثل: " حتَّى متى تكرع ولا تبضع ". وربما قالوا: بضعت من فلان إذا سئمت منه. وهو على التشبيه. وأبضعنى الماء: أروانى. وربَّما قالوا: سألني فلانٌ عن مسألة فأَبْضَعْتُهُ، إذا شَفَيته. والبُضْعُ بالضم: النكاح، عن ابن السكيت. قال: يقال ملك فلان بضع فلانة. والمباضعة: المجامعة، وهى البضاع. وفى المثل: " كمعلمة أمها البضاعُ ". قال الأصمعي: البَضيعُ: الجزيرةُ في البحر. قال: والبَضيعُ: اللحمُ ; يقال: دابة كثيرة البضيع. ورجل خاظى البضيع. قال: ويقال جَبْهَتُهُ تَبْضَعُ، أي تسيل عرقا. وأنشد لابي ذؤيب: تأبى بدرتها إذا ما استكرهت * إلا الحميم فإنه يتبضع * قال: وكان أبو ذؤيب لا يجيد وصف الخيل، فظن أن هذا مما توصف به. والبضيع: العرق. والبضيع مصغرا: اسم موضع، وهو في شعر حسان بن ثابت . وبئر بضاعة التى في الحديث، تكسر وتضم.
[بضع] فيه: تستأمر النساء في "إبضاعهن"، من أبضعت المرأة إبضاعاً إذا زوجتها. والاستبضاع نوع من نكاح الجاهلية بأن تطلب المرأة جماع الرجل طلباً لنجابة الولد من رؤسائهم، وكان الرجل يقول لأمته أو امرأته أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل. ومنه ح عائشة: وله خصصني ربي من كل بضع أي من كل نكاح، وضمير له للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم تزوجها بكراً. والبضع يطلق على عقد النكاح، والجماع، والفرج. ن: هو بالضم الفرج والجماع، ويصحان في ح "بضع أحدكم" صدقة. وفيه: إن المباح عند النية قربة كنية قضاء حق الزوجة وطلب الولد وعفاف الزوجين، وكذا ملاعبة الزوجة. ج: وكذا ملك "بضع" امرأة. نه ومنه: ألا من أصاب حبلى فلا يقربنها فإن "البضع" يزيد في السمع والبصر أي الجماع. ومنه: و"بضعة" أهله صدقة أي مباشرته، وروى وبضيعته. ومنه ح: عتق "بضعك" فاختاري أي صار فرجك بالعتق حراً فاختاري الثبات على زوجك أو مفارقته. ومنه ح خديجة: لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها عمرو ابن أسيد فلما رآه قال هذا "البضع" الذي لا يقرع أنفه، أي هو كفؤ لا يرد نكاحه، وأصله أن الفحل الهجين إذا أراد ضرب كرائم الإبل قرعوا أنفه بنحو عصا ليتركها. وفيه: فاطمة "بضعة" مني هو بالفتح القطعة من اللحم، وقد تكسر أي أنها جزء مني. ن: وروى إنما بنتي "مضغة" بضم ميم بمعناه. ومنه: ثم أمر من كل بدنة "ببضعة"، وكذا مثل "البضعة" تدردر. ط ومنه: وهل هو إلا "بضعة". وفيه: استحباب التناول من هدى التطوع وأضحيته. نه ومنه: تفضل صلاة الواحد "ببضع" وعشرين، هو بالكسر، وقد يفتح ما بين الواحد إلى العشر أو الثلاث إلى التسع، ومنعه الجوهري مع العشرين، وهذا الحديث يخالفه. ك: وهو خاص بالعشرات إلى التسعين فلا يقال بضع ومائة. نه: "الباضعة" من الشجاج ما تأخذ في اللحم أي تشقه وتقطعه. ومنه: أنه ضرب رجلاً ثلاثين سوطاً كلها "تبضع" وتحدر أي تشق الجلد وتقطعه وتجري الدم. وفيه: المدينة كالكير تنفي خبثها و"تبضع" طيبها من أبضعته بضاعة إذا دفعتها إليه أي المدينة تعطي طيبها بضاعة ساكنها، والمشهور أنه بنون وصاد مهملة، وقد يروى بالضاد المعجمة، والخاء المعجمة، والمهملة، والنضخ والنضح رش الماء. وبضاعة بضم باء بئر بالمدينة وأجيز كسرها وحكى إهمال الصاد. و"أبضعة" كأرنبة: ملك كندة. ك: "البضاعة" عقد بشرط كل الربح للمالك.
بضع حدر حذم خذم جذم [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين ضرب الرجل الَّذِي أقسم على أم سَلمَة ثَلَاثِينَ سَوْطًا كلهَا يَبضَعُ ويحدر. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره [قَوْله -] : يبضغ يَعْنِي يشق الْجلد. وَقَوله: يحدر يَعْنِي يورم وَلَا يشق وَقد اخْتلف الْأَصْمَعِي وَغَيره فِي إعرابه فَقَالَ بَعضهم: يُحدِر إحدارا من أحدرت وَقَالَ بَعضهم يحدُر حُدورا من حدَرت وأظنهما لغتين إِذا جعلت الْفِعْل للضرب فَأَما إِذا كَانَ الْفِعْل للجلد نَفسه أَنه الَّذِي تورم فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: قد حَدَرَ جِلدَه يحدُر حُدورا لَا اخْتِلَاف فِيهِ أعلمهُ وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة: [الْكَامِل]

لَو دَبّ ذَرّ فَوق ضاحي جلدِها ... لأَبَان من آثارهن حُدورُ

ويروى: حدورا يَعْنِي الورم وَكَذَلِكَ يُقَال: حدرت السَّفِينَة فِي المَاء وكل شَيْء أَرْسلتهُ إِلَى أَسْفَل [يُقَال: حدرت -] حُدُورا وحَدْرا بِغَيْر ألف وَلم أسمعهُ بِالْألف أحدرت وَمِنْه سميت الْقِرَاءَة السريعة الحدر لِأَن صَاحبهَا يحدُرها حدرا. وَأما الحَدور بِفَتْح الْحَاء فَإِنَّهُ الْموضع المنحدر يُقَال: وقعنا فِي حَدُور مُنكرَة كَقَوْلِك فِي هَبوط وصَعود كل هَذَا بِالْفَتْح وَقَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {سَأُرْهِقُهُ صَعُوْداً} وَكَذَلِكَ الكؤود وَمِنْه حَدِيث يرْوى عَن أبي الدَّرْدَاء: إِن بَين أَيْدِينَا عَقَبَةً كؤودا لَا يجوزها إِلَّا المُخِفّ. 94 / ب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين / قَالَ لمؤذّن بَيت الْمُقَدّس: إِذا أذّنتَ فَتَرَسّلْ وَإِذا أقمتَ فاْحذم. قَالَ الْأَصْمَعِي: الحَذم الحَدْر فِي الْإِقَامَة وَقطع التَّطْوِيل. [قَالَ -] : وأصل الحذم فِي الْمَشْي إِنَّمَا هُوَ الْإِسْرَاع مِنْهُ وَأَن يكون مَعَ هَذَا كَأَنَّهُ يَهوي بيدَيْهِ إِلَى خَلْفه. وَقَالَ غَيره: هُوَ كالنتف فِي الْمَشْي شَبيه بمشي الأرنب. وَأما الخذم بِالْخَاءِ مُعْجمَة فَهُوَ الْقطع وَقد يكون الجذم بِالْجِيم الْقطع أَيْضا وَمِنْه قيل للاقطع: أَجْذم وَقَالَ المتلمس: [الطَّوِيل]

وَهل كنت إِلَّا مِثلَ قَاطع كَفه ... بكفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأصْبح أجذما

وَقد جذمتها قطعتها وَمِنْه الحَدِيث: من قَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم. وَأما الحَدِيث فَهُوَ بِالْحَاء غير مُعْجمَة. 
ب ض ع : الْبَضْعَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ اللَّحْمِ وَالْجَمْعُ بَضْعٌ وَبَضَعَاتٌ وَبِضَعٌ وَبِضَاعٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَسَجَدَاتٍ وَبِدَرٌ وَصِحَافٍ وَبِضْعٌ فِي الْعَدَدِ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَفْتَحُ وَاسْتِعْمَالُهُ مِنْ الثَّلَاثَةِ إلَى التِّسْعَةِ وَعَنْ ثَعْلَبٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ إلَى التِّسْعَةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَيُقَالُ بِضْعُ رِجَالٍ وَبِضْعُ نِسْوَةٍ وَيُسْتَعْمَلُ أَيْضًا مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةَ عَشَرَ لَكِنْ تَثْبُتُ الْهَاءُ فِي بِضْعٍ مَعَ الْمُذَكَّرِ
وَتُحْذَفُ مَعَ الْمُؤَنَّثِ كَالنَّيِّفِ وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَا زَادَ عَلَى الْعِشْرِينَ وَأَجَازَهُ بَعْضُ الْمَشَايِخِ فَيَقُولُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَبِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً وَهَكَذَا قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَلَى هَذَا مَعْنَى الْبِضْعِ وَالْبِضْعَةُ فِي الْعَدَدِ قِطْعَةٌ مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.

وَالْبُضْعُ بِالضَّمِّ جَمْعُهُ أَبْضَاعٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ يُطْلَقُ عَلَى الْفَرْجِ وَالْجِمَاعِ وَيُطْلَقُ عَلَى التَّزْوِيجِ أَيْضًا كَالنِّكَاحِ يُطْلَقُ عَلَى الْعَقْدِ وَالْجِمَاعِ وَقِيلِ الْبُضْعُ مَصْدَرٌ أَيْضًا مِثْلُ: السُّكْرِ وَالْكُفْرِ وَأَبْضَعَتْ الْمَرْأَةُ إبْضَاعًا زَوَّجْتُهَا وَتُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ يُرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا وَهُمَا بِمَعْنًى أَيْ فِي تَزْوِيجِهِنَّ فَالْمَفْتُوحُ جَمْعٌ وَالْمَكْسُورُ مَصْدَرٌ مِنْ أَبْضَعْتُ وَيُقَالُ بَضَعَهَا يَبْضَعُهَا بِفَتْحَتَيْنِ إذَا جَامَعَهَا وَمِنْهُ يُقَالُ مَلَكَ بُضْعَهَا أَيْ جِمَاعَهَا وَالْبِضَاعُ الْجِمَاعُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَاضَعَهَا مُبَاضَعَةٌ وَالْبِضَاعَةُ بِالْكَسْرِ قِطْعَةٌ مِنْ الْمَالِ تُعَدُّ لِلتِّجَارَةِ وَبِئْرُ بُضَاعَةَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِالْمَدِينَةِ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَالضَّمُّ أَكْثَرُ وَاسْتَبْضَعْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ بِضَاعَةً لِنَفْسِي وَأَبْضَعْتُهُ غَيْرِي بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ لَهُ بِضَاعَةً وَجَمْعُهَا بَضَائِعُ وَبَضَعْتُ اللَّحْمَ بَضْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ شَقَقْتُهُ وَمِنْهُ الْبَاضِعَةُ وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَشُقُّ اللَّحْمَ وَلَا تَبْلُغُ الْعَظْمَ وَلَا يَسِيلُ مِنْهَا دَمٌ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ وَبَضَعَهُ بَضْعًا وَقَطَعَهُ قَطْعًا وَبَضَّعَهُ تَبْضِيعًا مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ. 
بضع
بضَعَ يَبضَع، بَضْعًا، فهو باضع، والمفعول مَبْضوع
• بضَع اللَّحْمَ: قطعه.
• بضَع الجلْدَ: شقَّه "بضع الطبيبُ الورمَ". 

أبضعَ يُبضع، إبضاعًا، فهو مُبضِع، والمفعول مُبضَع
• أبضع الفاكهةَ: جعلها بِضاعَة أي سلعة يُتَّجر فيها ° أبضع أعراضَ النَّاس: تقوّل عليهم وتتبَّع عوراتهم، ملأ بسِيَرهم الآذان. 

استبضعَ/ استبضعَ من يستبضع، استِبْضاعًا، فهو مُستبضِع، والمفعول مستبضَع
• استبضعَ الفاكهةَ: أبضَعها، جعلها بضاعة "استبضع التاجرُ الأحذيةَ النسائيّة".
• استبضع من المرأة: تزوّجها. 

باضعَ يباضع، مباضعةً، فهو مُباضِع، والمفعول مُباضَع
• باضَع الزَّوْجةَ: باشَرها، لامَسها، وَطِئَها، جامعها. 
649 - 
بضَّعَ يبضِّع، تَبْضيعًا، فهو مُبضِّع، والمفعول مُبضَّع
• بضَّعَ الفاكهةَ: أبضعها، جعلها بِضَاعة.
• بضَّع اللَّحْمَ: بضَعه، قطعه "بضَّع الجلدَ: شقَّه".
• بضَّع الجثَّةَ: شرَّحها. 

تبضَّعَ يتبضَّع، تبضُّعًا، فهو مُتبضِّع، والمفعول مُتبضَّع (للمتعدِّي)
• تبضَّع الشَّخصُ:
1 - زار المتاجرَ بحثًا عن مشترياتٍ وبضائِعَ.
2 - اشترى بضائِعَ.
• تبضَّعَ الشَّيءَ: أبضعه، جعله بضاعة. 

بِضاعَة [مفرد]: ج بَضائِعُ: سلعة، ما يُتَّجر فيه من سِلَع ومصنوعات وغيرهما "إغراق الأسواق ببضائع رخيصة- {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} " ° أخرج ما عنده من البضاعة: قال ما كان ينوي أن يقوله- بضائعُ عابرة: بضائع مُعفاة من الرُّسوم في طريق نقلها من بلدٍ إلى بلد آخر- قطار البضاعة: نوع معيّن من القطارات غير مُخصّص
 لركوب الناس ينقل البضائعَ فقط- كان قليلَ البضاعة من العربيّة: له معرفة قليلة بها. 

بَضْع [مفرد]: مصدر بضَعَ. 

بُضْع [مفرد]: ج أَبْضاع وبُضوع:
1 - مَهْر المرأة.
2 - فَرْج، عضو الذكورة أو الأنوثة. 

بِضْع [مفرد]
• البِضْع من العدد: من الثّلاث إلى التِّسع، ويُعامل معاملة الأعداد المذكورة، ويركّب مع العشرة ومع ألفاظ العقود ولا يُستعمل مع المِائة والأَلْف "بِضعَةُ رجالٍ وبِضْعُ نساءٍ- بِضْعَ عشرةَ طالبة- بِضْعَة عشرَ طالبًا- بِضْعَةٌ وعشرون رجلاً- بِضْعٌ وعشرون فتاة- {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} ". 

بِضْعَة [مفرد]: ج بِضْعات وبِضَع، مذ بِضْع
• بِضْعةٌ من اللَّحم: قطعةٌ منه ° هو بِضْعَة منِّي: هو في قرابته كالجزء منّي. 

مِبْضَع [مفرد]: ج مَباضِعُ: اسم آلة من بضَعَ: مِشْرط، آلة يُشقّ بها الجلدُ وما شاكله "يستعمل الجرّاحون مباضعَ خاصّةً في إجراء عمليّاتهم". 

بضع: بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قطعه،

والبَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة

مجتمعة، هذه بالفتح، ومثلها الهَبْرة، وأَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ

والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى. وفلان

بَضْعة من فلان: يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعة

منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم،

والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر؛ قال زهير:

أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها،

فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ

(* في ديوان زهير: خلواتها بدل غفلاتها.)

دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه،

وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ

وبَضْعة وبَضْعات مثل تمْرة وتمْرات، وبعضهم يقول: بَضْعة وبِضَعٌ مثل

بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال: المسموع

بَضْعٌ لا غير؛ وأَنشد:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى،

وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ

وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وهو نادر،

ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن. والبَضِيعُ أَيضاً: اللحم. ويقال: دابّة

كثيرة البَضِيعِ، والبَضِيعُ: ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِيعة.

ويقال: رجل خاظِي البَضِيعِ؛ قال الشاعر:

خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا

قال ابن بري: وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قال:

ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب؛ قال

الحادِرةُ:

ومُناخ غير تبيئة* عَرَّسْتُه،

(* قوله «تبيئة» كذا بالأصل هنا، وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة

بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة)

قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ، نابي المَضْجَعِ

عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ

خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ

أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ.

وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن؛ وقوله:

ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه

يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ

يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون

اللحم.

وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه: شَقَّه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه ضرب

رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي

تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم، وقيل: تَحْدُر تُوَرِّم.

والبَضَعةُ: السِّياطُ، وقيل: السُّيوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز:

وللسِّياطِ بَضَعَهْ

قال الأَصمعي: يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه

بَضْعة، وقيل: يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه؛ وقال:

مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ

وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً:

ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة

يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها.

والباضِعُ في الإِبل: مثل الدَّلاَّل في الدُّور

(* أَي انها تحمل بضائع

القوم وتجلبها.) والباضِعةُ من الشِّجاج: التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ

اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم، فإِن سال فهي

الدَّامِيةُ، وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، وقد ذكرت الباضعة في الحديث.

وبَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه.

والمِبْضَعُ: المِشْرَطُ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم.

وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً: رَوِيَ وامْتلأ:

وأَبْضَعني الماءُ: أَرْواني. وفي المثل: حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ؟

وربما قالوا: سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شرب

حتى يَرْوى، قال: بضَعْت أَبْضَع. وماء باضِعٌ وبَضِيع: نَمِير.

وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به: بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ، كائناً

ما كان. وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ. وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ:

بيّنَه فتبيَّن. وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم

يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً، تقول منه: بضعت من فلان؛ قال

الجوهري: وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، وهو على التشبيه.

والبُضْعُ: النّكاح؛ عن ابن السكيت. والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وهي

البِضاعُ. وفي المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع. ويقال: ملَك فلان بُضْع

فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ

فلان وبضع إِذا تزوّج. والمُباضعة: المُباشرة؛ ومنه الحديث: وبُضْعهُ

أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته. وورد في حديث أَبي ذر، رضي الله عنه:

وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ، وهو منه أَيضاً. وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها

مُباضعة وبِضاعاً: جامَعَها، والاسم البُضْع وجمعه بُضوع؛ قال عمرو بن

معديكرب:

وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ،

سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ

سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ. وقوله: غاليةُ البضوع؛ كنى

بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن؛ وقال آخر:

عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ

نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا

والبُضْعُ: مَهْرُ المرأَة. والبُضْع: الطلاق. والبُضْع: مِلْك الوَلِيّ

للمرأَة، قال الأَزهري: واختلف الناس في البُضع فقال قوم: هو الفَرج،

وقال قوم: هو الجِماع، وقد قيل: هو عَقْد النكاح. وفي الحديث: عَتَقَ

بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك

أَو مُفارَقَته. وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ: أَن رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر: أَلا مَن

أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر

أَي الجماع؛ قال الأَزهري: هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره، قال:

ومنه قول عائشةَ في الحديث: وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع؛ تَعْني

النّبي، صلى الله عليه وسلم، من كل بُضع: من كل نكاح، وكان تزوّجها بِكْراً من

بين نسائه. وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت. وفي الحديث:

تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثير:

الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية، وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع،

وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم

يقول لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويعتزلها

فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل، وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في

نَجابة الولد. ومنه الحديث: أَن عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم،

مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها. وفي حديث خَدِيجةَ، رضي

الله عنها: لما تزوجها النبي، صلى الله عليها وسلم، دخل عليها عمرو بن

أُسيد، فلما رآه قال: هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه؛ يريد هذا الكُفْءُ الذي

لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه، وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل

الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها

ليَرْتَدّ عنها ويتركها.

والبِضاعةُ: القِطْعة من المال، وقيل: اليسير منه. والبضاعة: ما

حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه. والبِضاعةُ: طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها

للتجارة. وأَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِيّاها.وابْتَضَع منه: أَخذ، والاسم

البِضاعُ كالقِراض. وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه: جعله بِضاعَتَه، وفي

المثل: كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ، وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال

خارجة بن ضِرارٍ:

فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا،

كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا

وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل. وفي التنزيل: وجئنا ببِضاعةٍ

مُزْجاةٍ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر

فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع، وقيل: البِضاعة جُزء من أَجزاء

المال، وتقول: هو شَرِيكي وبَضِيعي، وهم شُركائي وبُضعائي، وتقول: أبْضَعْت

بِضاعة للبيع، كائنة ما كانت. وفي الحديث: المدِينةُ كالكِير تَنْفِي

خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها؛ ذكره الزمخشري وقال: هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً

إِذا دفعتها إِليه؛ يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها،

والمشهور تَنْصع، بالنون والصاد، وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء

المهملة، من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء.

والبَضْع والبِضْعُ، بالفتح والكسر: ما بين الثلاث إِلى العشر، وبالهاء

من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من

العدد كقوله تعالى: في بِضْعِ سنين، وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر

الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال: بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ

جارية؛ قال ابن سيده: ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك،

وقيل: البضع من الثلاث إِلى التسع، وقيل من أَربع إِلى تسع، وفي التنزيل:

فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين؛ قال الفراء: البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما

دون العشرة؛ وقال شمر: البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة،

وقال أَبو زيد: أَقمت عنده بِضْع سنين، وقال بعضهم: بَضْع سنين، وقال أَبو

عبيدة: البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه؛ يريد ما بين الواحد إِلى

أَربعة. ويقال: البضع سبعة، وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع

وعشرون. وقال أَبو زيد: يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة.

قال ابن بري: وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا

مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك؛ يعني أَنه يقال

مائة ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض

العرب:أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه:

لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ،

من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ،

ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ

وقد جاء في الحديث: بِضْعاً وثلاثين ملَكاً. وفي الحديث: صلاةُ الجماعةِ

تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً. ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي

وقت؛ عن اللحيانب.

والباضعةُ: قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ.

وتَبَضَّع الشيءُ: سالَ، يقال: جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي

تَسِيل عرقاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا اسْتُغْضِبَت،

إِلاَّ الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ

(* راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة)

يَتبضَّع: يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وكان أَبو ذؤيب لا

يُجِيد في وصْفِ الخيل، وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بري: يقول

تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها

لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على

الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو، يقول: هذه تأْبى بدرَّتها

عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق، ووقع في نسخة ابن القطّاع: إِذا ما

استُضْغِبت، وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ

ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، والضُّغابُ صوت الأَرْنب.

والبَضِيعُ: العَرَقُ، والبَضيعُ: البحر، والبَضِيعُ: الجَزِيرةُ في

البحر، وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي:

سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً،

يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

(* قوله «يجنب» هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح

الياء.)

ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل. تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي

أَقام في الجزيرة، وقيل: تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه،

ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ، وأَصله من السُّدَى

وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح. والعَيْقةُ: ساحل البحر، يَلْوِي بَعيقات أَي

يذهب بما في ساحل البحر. ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب؛ وقال القتيبي

في قول أَبي خِراش الهذلي:

فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها،

فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ، خَمِيلُ

قال: البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر، يقول: لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ

شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة. والبُضَيعُ مصغَّر: مكان في

البحر؛ وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله:

أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ

بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ

قال الأَثرم: وقيل هو البُصَيْعُ، بالصاد غير المعجمة، قال الأَزهري:

وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات

الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق، وقيل: هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ.

والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ: مواضِعُ.

وبئر بُضاعة التي في الحديث، تكسر وتضم، وفي الحديث: أَنه سئل عن بئر

بُضاعة قال: هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأَجاز بعضهم

كسرها وحكي بالصاد المهملة.

وفي الحديث ذكر أَبْضَعة، وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وقيل: هو

بالصاد المهملة.

وقال البشتي: مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قال الأَزهري: وهذا

تصحيف واضح، قال أَبو الهيثم الرازي: العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة

توَاكِيدَ فتقول: مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بالصاد،

وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال: وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع.

بضع
البَضْعُ، كالمَنْعِ: القَطْعُ يُقَالُ: بَضَعْتُ اللَّحْمَ أَبْضَعُهُ بَضْعاً: قَطَعْتُه.
كالتَّبْضِيع، شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ. والبَضْعُ: الشَّقُّ، يُقالُ: بَضَعْتُ الجُرْحَ، أَي شَقَقْتُه، كَما فِي الصّحاح.
والبَضْعُ: تَقْطِيعُ اللَّحْمِ وجَعْلُهُ بَضْعَةً بَضْعَةً. ومِن المَجازِ: البَضْعُ: التَّزَوُّجُ. ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً: البَضْعُ: المُجامَعَةُ، كالمُبَاضَعَةِ والبِضاعِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: وبَضْعُه أَهْلَهُ صَدَقَةٌ، أَي المُبَاشَرَة، وَفِي المَثَلِ: كمُعَلِّمَة أَهْلَهَا البِضَاعَ. والبَضْعُ التَّبْيِينُ: يُقَالُ: بَضعَ، أَي بَيَّن كالإِبضاعِ. والبَضْعُ، أَيْضاً التَّبَيُّن، يُقَالُ: بَضَعْتُه فبَضَعَ، أَي بَيَّنْتُه، فتَبَيَّنَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، ويُقَالُ: بَضَعَهُ الكَلامَ وأَبْضَعَهُ الكَلاَمَ، أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ، فَبَضعَ هُوَ بُضُوعاً، بالضَّمّ، أَيْ فَهِمَ، وقِيلَ: أَبْضَعَهُ الكَلامَ وبَضَعَهُ بِهِ: بَيَّنَ لَهُ مَا يُنَازِعُهُ حَتَّى تَبَيَّنَ كَائِنا مَا كَانَ.
والبَضْعُ فِي الدَّمْعُِ: أَنْ يَصِيرَ فِي الشُّفْرِ وَلَا يَفِيضَ. والبُضْعُ، بالضَّمِّ: الجِمَاعُ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَضَعَها بَضْعاً، إِذا جامَعَها. وَفِي الصّحاح: البُضْعُ، بالضَّمّ: النِّكَاحُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ. وَفِي الحَدِيثِ فإِنَّ البُضْعَ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ والبَصَرِ، أَيْ الجِمَاعَ. وقَالَ سِيبَوَيْه: البَضْعُ مَصْدَرٌ، ُيقال: بَضَعَهَا بَضْعاً، وقَرَعَهَا قَرْعاً، وذَقَطَها ذَقْطاً، وفُعْل فِي المصادر غَيْرُ عَزِيزٍ كالشُّكْرِ، والشُّغْلِ، والكُفْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا ولَهُ حَصَّنَنِي رَبِّي من كُلِّ بُضْعٍ تَعْنِي النَّبِيَّ) صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، أَي من كُلِّ نِكَاحٍ، وكَان تَزَوَّجَهَا بِكْراً مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ. أَو البُضْعُ: الفَرْجُ نَفْسُه، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتَارِي أَيْ صارَ فَرْجُك بالعِتْقِ حُرّاً فاخْتَارِي الثَّبَاتِ عَلَى زَوْجِكَ أَوْ مُفَارَقَتْهُ. وقِيلَ: البُضْعُ: المَهْرُ، أَيْ مَهْرُ المَرْأَةِ، وجَمْعُهُ البُضُوعُ. قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِب:
(وَفِي كَعْبٍ وإِخوَتِها كِلاَبٍ ... سَوَامِي الطَّرْفِ غالِيَةُ البُضُوعِ)
سَوَامِي الطَّرْفِ، أَي مُعْتَزَّاتٌ. وغالِيَةُ البُضُوعِ، كِنَايَةً عَن المُهُورِ اللَّوَاتِي يُوصَلُ بِهَا إِلَيْهِنَّ، وَقَالَ آخَرُ:
(عَلاهُ بِضَرْبَةٍ بَعَثَتْ إِلَيْهِ ... نَوَائِحَهُ وأَرْخَصَتِ البُضُوعَا)
وقِيلَ: البُضْعُ: الطَّلاقُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. وقالَ قَوْمٌ: هُوَ عَقْدُ النِّكَاح، استُعِمِل فِيهِ وَفِي النِّكاح، كَمَا اسْتُعْمِل النِّكاحُ فِي المَعْنَيَيْن، وَهُوَ مَجَاز، ضِدُّ. والبُضْعُ: ع. والبَضْعُ، بالكَسْرِ، ويُفْتَحُ: الطَّائِفَةُ من اللَّيْلِ. يُقَالُ: مَضَى بِضْعٌ من اللَّيْلِ. وقَالَ اللِّحْيَانيّ: مَرَّ بِضْعٌ من اللَّيْلِ، أَيْ وَقْتٌ مِنْهُ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي الصّادِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَهُ بالجَوْشِ مِنْهُ، وقَدْ تَقَدَّمَ البِضْعُ بالكَسْرِ فِي العَدَدِ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَقَمْتُ بَضْعَ سِنينَ، وجَلَسْتُ فِي بَقْعَةٍ طَيِّبَةٍ، وأَقمْتُ بَرْهَةً، كُلُّهَا بالفَتْحِ. وَهُوَ مَا بَيْن الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ، تَقُولُ: بِضْع سِنِين، وبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً. وبِضْعَ عَشْرَةَ امرَأَةً، وقَدْ رُوِيَ هَذَا المَعْنَى فِي حَدِيثٍ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ فِي المُنَاحَبَةِ هَلاَّ احْتَطْتَ فإِنّ البِضْعَ مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى التِّسْعِ أَو هُوَ مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى الخَمْسِ، رَوَاهُ الأَثْرَمُ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو البِضْعُ: مَا لَمْ يَبْلُغِ العَقْدِ وَلَا نِصْفَه، أَي مَا بَيْنَ الواحِدِ إِلى الأَرْبَعَةِ. يُرْوَى ذلِكَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَيْضاً، كَمَا فِي العُبَابِ، أَو مِنْ أَرْبَعٍ إِلى تِسْعٍ، نَقَلَهُ ابْن سِيدَه، وَهُوَ اخْتِيَارُ ثَعْلَبٍ. أَوْ هُو سَبْعٌ، هُوَ مِنْ نَصِّ أَبِي عُبَيْدَةَ فإِنَّه قالَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ قَوْله السابِقَ ويُقَالُ: إنَّ البَضْعَ سَبْعٌ قالَ: وإِذا جَاوَزْتَ لَفْظَ العَشْرِ ذَهَبَ البِضْعُ، لَا يُقَالُ بِضْعٌ وعِشْرُونَ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا. قَالَ الصّاغَانِيُّ: أَوْ هُو غَلَطٌ، بل يُقَالُ ذلِكَ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لَهُ: بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً، وبِضْعٌ وعِشْرُون امْرَأَةً، وَهُوَ لكُلِّ جَماعَةٍ تَكُونُ دُون عَقْدَيْنِ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وحُكِيَ عَن الفَرَّاءِ فِي قَوْله: بِضْع سِنِينَ أَنَّ البِضْعَ لَا يُذْكَر إِلاَّ مَعَ العَشَرَةِ والعِشْرِينَ إِلَى التِّسْعِينَ، وَلَا يُقَالُ فِيمَا بَعْدَ ذلِك، يَعْنِي أَنَّه يُقَالُ: مائَةٌ ونَيِّفٌ، وَلَا يُقَالُ بِضْعٌ ومائَةٌ، وَلَا بِضْعٌ وأَلْفٌ. وأَنْشَد) أَبُو تَمَّامٍ فِي بَابِ الهِجَاءِ من الحَمَاسَة لِبَعْضِ العَرَبِ:
(أَقُولُ حِينَ أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَهُ ... لَا بارَكَ اللهُ فِي بِضْعٍ وسِتِّينِ)

(مِنَ السِّنِين تَمَلاَّها بِلَا حَسَبٍ ... وَلَا حَيَاءٍ وَلَا قَدْرٍ وَلَا دِينِ)
وَقد جاءَ فِي الحَدِيثِ بِضْعاً وثَلاثِينَ مَلَكاً. وفِي الحَدِيثِ: صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الوَاحِدِ ببِضْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً. وقَالَ مَبْرَمَانُ وَهُوَ لَقَبُ مُحَمَّد بنِ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ اللُّغَوِيّ، أَحد الآخِذِينَ عَن الجَرْمِيّ والمازِنِيّ وقَدْ تَقَدَّم ذِكْرُهُ فِي المُقَدِّمَة: البِضْعُ: مَا بَيْنَ العَقْدَيْنِ، من وَاحِد إِلَى عَشَرَةٍ، ومِنْ أَحَدَ عَشَرَ إِلَى عِشْرِين. وَفِي إِصْلاَحِ المَنْطِقِ: يُذْكَرُ البِضْعُ مَعَ المُذَكَّرِ بهاءٍ، ومَعَها بِغَيْرِ هَاءٍ أَي يُذَكَّرُ مَعَ المُؤَنَّثِ ويُؤَنَّثُ مَعَ المُذَكَّرِ. يُقَالُ: بِضْعَةٌ وعِشْرُون رَجُلاً، وبِضْعٌ وعِشْرُونَ امْرَأَةً، وَلَا يُعْكَسُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: لَمْ نَسْمَع ذلِكَ وَلَا يَمْتَنِعُ. قُلْتُ: ورَأَيْتُ فِي بعضِ التَّفَاسِيرِ: قَوْلُهُ تَعالَى: فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ أَيْ خَمْسَةً. ورُوِيَ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: البِضْعُ: مَا بَيْنَ الوَاحِدِ إِلى الخَمْسَةِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا بَيْنَ الثَّلاثَة إِلَى السَّبْعَةِ. وقالَ مُقَاتِلٌ: خَمْسَةٌ أَو سَبْعَةٌ. وقالَ الضَّحَّاكُ: عَشَرَةٌ، ويُرْوَى عَنِ الفَرَّاءِ مَا بَيْنَ الثّلاثَةِ إِلَى مَا دُونَ العَشَرَةِ.
وَقَالَ شَمِرٌ: البِضْعُ: لَا يَكُونُ أَقَلَّ من ثَلاثٍ وَلَا أَكْثَرَ من عَشَرَةٍ. أَو البِضْعُ من العَدَدِ: غَيْرُ مَعْدُودِ، كَذا فِي النُّسَخِ. والصَّوابُ غَيْرُ مَحْدُودٍ، أَيْ فِي الأَصْلِ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وإِنَّمَا صَارَ مُبَْهَماً لأَنَّهُ بمَعْنَى القِطْعَةِ، والقِطْعَةُ، غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.
والبَضْعَةُ، بالفَتْحِ وقَدْ تُكْسِرُ: القِطْعَةُ اسمٌ من بَضَعَ اللَّحْمَ يَبْضَعُهُ بَضْعاً، أَي قِطْعَةٌ من اللَّحْم المُجْتَمِعَة. قَالَ شَيْخُنا: زَعَمَ الشِّهَابُ أَنَّ الكَسْرَ أَشْهَرُ على الأَلْسِنَةِ. وَفِي شَرْحِ المَوَاهِبِ لشَيْخِنَا: بفَتْح المُوَحَّدَة، وحَكَى ضَمَّهَا وكَسْرَها. قُلْتُ: الفَتْحُ هُوَ الأَفْصَحُ والأَكْثَرُ، كَما فِي الفَصِيحِ وشُرُوحِه. انْتَهَى. قُلْتُ: ويَدُلُّ عَلَى أَنَّ الفَتْحَ هُوَ الأَفْصَحُ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ: والبَضْعَةُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، هذِهِ بِالْفَتْح وَأُخُوَّتهَا بِالْكَسْرِ مثل القِطْعَةِ، والفِلْذَة، والفِدْرَة، والكِسْفَةِ والخِرْقَة، وَمَا لَا يُحْصَى، ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ مِثْل ذلِكَ، ومِثْلُ البَضْعَة الهَبْرَةُ فإِنَّهُ أَيْضاً بالفَتْحِ. ويُقَال: فُلانٌ بَضْعَةٌ مِنْ فُلانٍ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى التَّشْبِيهِ. ومنهُ الحَدِيثُ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي مَا رَابَها، ويُؤْذِينِي مَا آذاها. ويُرْوَى: فمَنْ أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضَبَني. وَفِي بَعْضِ الرِّوايات بُضَيْعَةٌ مِنِّي. والمَعْنَى أَنَّهَا جُزْءٌ مِنّي كَما أَنَّ البُضَيْعَةَ من اللَّحْمِ جُزْءٌ مِنْهُ. ج: بَضْعٌ، بالفَتْح، مِثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ. قَالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً:)
(أَضاعَتْ فَلَمْ تُغْفَرْ لَهَا غَفَلاتُهَا ... فَلاَقَتْ بَيَاناً عِنْدَ آخِرِ مَعْهَدِ)

(دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... وبَضْعَ لِحَامٍ فِي إِهَابٍ مُقَدَّدِ)
ويُجْمَعُ أَيْضاً على بِضَعٍ، كعِنَبٍ. مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نَقَلَهُ بَعْضُهم، وأَنْكَرَه عَلِيُّ بن حَمْزَةَ عَلَى أبي عُبَيْد. وقالَ: المَسْمُوعُ بَضْعٌ لَا غَيْر، وأَنْشَدَ:
(نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ لِلْباعِ والنَّدَى ... وبَعْضُهُم تَغْلى بِذَمٍّ مَناقِعُه)
وعَلى بِضَاعٍ، مِثْلُ صَحْفَةٍ وصِحَاف وجَفْنَةٍ وجِفَانٍ، وأَنْشَدَ المُفَضَّل: لَمَّا نَزَلْنَا حاضِرَ المَدِينَهْ جَاءُوا بعَنْزٍ غَثَّةٍ سَمِينَهْ بِلَا بِضَاعٍ وَبلا سَدِينَهْ قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: قُلْتُ للمُفَضَل: كَيْفَ تَكُونُ غَثَّة سَمِينَةً قالَ: لَيْسَ ذلِكَ من السِّمَنِ إِنَّمَا هُوَ من السَّمْن، وذلِكَ أَنَّه إِذا كانَ اللَّحْمُ مَهْزُولاً رَوّوْه بالسَّمْنِ، والسَّدِينَة: الشَّحْم.
وعَلَى بَضَعَاتٍ، مِثْلُ تَمْرَةٍ وتَمَرَاتٍ. والمِبْضَعُ، كمِنْبَرٍ: المِشْرَطُ، وَهُوَ مَا يُبْضَعُ بِهِ العِرْقُ والأَدِيمُ. والبَاضِعَةُ من الشِّجَاج: الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْطَعُ الجِلْدَ، وتَشُقَّ اللَّحْمَ، تَبْضَعُهُ بَعْدَ الجِلْدِ شَقَّاً خَفِيفاً وتَدْمَى، إِلاّ أَنَّهَا لَا تُسِيلُ الدَّمَ، فإِنْ سالَ فَهِيَ الدَّامِيَةُ، وبَعْدَ البَاضِعَةِ المُتَلاحِمَة. وَمِنْه قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: فِي البَضِعَةِ بَعِيرَانِ. والبَاضِعَةُ أَيْضاً: الفِرْقُ من الغَنَمِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، أَو هِيَ القِطْعَةُ الَّتِّي انْقَطَعَتْ عَن الغَنَمِ، تَقُولُ: فِرْقٌ بَوَاضِعُ، كَمَا قالَهُ اللَّيْثُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: البَاضِعُ فِي الإِبِلِ كالدَّلالِ فِي الدُّورِ، كَذا فِي اللِّسَانِ والعُبَابِ، أَوْ الباضِعُ: مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَ الحَيِّ ويَجْلُبُها نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي الأَسَاسِ: بَاضِعُ الحَيِّ: مَنْ يَحْمِلُ بَضَائعَهُمْ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الباضِعُ: السَّيْفُ القَطَّعُ إِذا مرَّ بشَيْءٍ بَضَعَهُ، أَي قَطَعَ مِنْهُ بَضعَةً وقِيلَ: يَبْضَعُ كُلَّ شَيْءٍ يَقْطَعَهُ. قالَ الرَّاجِزُ: مِثْلِ قُدَامَى النَّسْرِ مَا مَسَّ بَضَعْ ج: بَضْعَةٌ، مُحَرَّكَةً. قالَ الفَرّاءُ: البَضَعَةُ: السُّيُوفُ، والخَضَعَةُ: السَّيَاطُ. وقِيلَ: عَلَى القَلْبِ، كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ويُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَخِيرَ حَدِيثَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ ضَرَبَ رَجُلاً أَقْسَمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ثَلاثِينَ سَوْطاً كُلُّهَا تَبْضَعُ أَي تشق الْجلد وتقطع وتحدر الدَّمَ، وَقيل تَحْدُرُ أَي تُوَرِّمُ.
وبَاضِعٌ: ع، بِسَاحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ، أَو جَزِيرَةٌ فِيه، سَبَى أَهْلَها عبدُ اللهِ وعُبَيْدُ اللهِ ابْنا مَرْوَانَ)
الحِمَارِ آخِرِ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ، كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. قُلْتُ: أَمّا عُبَيْدُ الله فقَتَلَتْهُ الحَبَشَةُ، وأَمّا عَبْدُ اللهِ فكانَ فِي الحَبْسِ إِلَى زَمَنِ الرَّشِيدِ، وَوَلَدُهُ الحَكَمُ كانَ فِي حَبْسِ السَّفّاحِ. وبَضَعْتُ بِهِ، كمَنَع، هكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ونَصَّ اللَّيْثِ: تَقُول: بَضَعْتُ مِنْ صاحِبِي بُضُوعاً: إِذا أَمَرْتَهُ بِشَيْءٍ فَلَمْ يَفْعَلْه فدَخَلَكَ مِنْهُ، وهكَذَا نَقَلَهُ عَنْهُ صاحِبُ اللِّسَان والعُبَابِ. وَقَالَ غَيْرُ اللَّيْثِ: فلَمْ يَأْتَمِرْ لَهُ، فسَئِمَ أَنْ يَأْمُرَهُ بِشَيْءٍ أَيْضاً. وَفِي الصّحاح: بَضَعْتُ من الماءِ بَضْعاً، وزادَ غَيْرُه: وبَضَعَ بالماءِ أَيْضاً، وزادَ فِي المَصَادِر بُضُوعاً، بالضَّمِّ، وبَضَاعاً، بالفَتْحِ، أَي رَوِيتُ، كَما فِي الصّحاح، وزادَ غَيْرُهُ: وامْتَلأْتُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي المَثَلِ حَتَّى مَتَى تَكْرَع لَا تَبْضَعُ.
والبَضِيعُ، كأَمِيرٍ: الجَزِيرَةُ فِي البَحْرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ لأَبِي خِراشٍ الهُذَلِيّ:
(سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِياً ... يَلْوِي بعَيقَاتِ البِحَار ويُجْنَبُ)
هكَذَا نَسَبَه الصّاغَانِيُّ لأَبِي خِرَاشٍ، وراجَعتُ فِي شعْرِه فلَمْ أَجِدْ لَهُ قافِيَةً على هذَا الرَّوِيّ. وَفِي اللّسان: قالَ سَاعِدَهُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ، وأَنْشَدَ البَيْتَ. قُلْتُ: ولساعِدَةَ قصيدَةٌ مِن هَذَا الرَّوِيّ، وأَوَّلها:
(هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْغَبُ)
ولَمْ أَجِدْ هَذَا البَيْتَ فِيها. وَقَالَ الصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان واللَّفْظُ للأَخِير سَادٍ، مَقْلُوبٌ من الإِسْآدِ، وَهُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ. تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ، أَيْ أَقَامَ فِي الجَزِيرَةِ. وقِيلَ تَجَرَّمَ أَيْ قَطَعَ ثَمَانِي لَيالٍ لَا يَبْرَحُ مَكانَهُ. وَيُقَال للَّذِي يُصْبِحُ حَيْثُ أَمْسَى ولَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ: سَادَ، وأَصْلُهُ من السُّدَى، وَهُوَ المُهْمَلُ، وَهَذَا الصَّحِيح. ويَلْوِي بِعَيقات، أَيْ يَذْهَبُ بِمَا فِي سَاحِل البَحْرِ. ويُجْنَبُ أَي تُصِيبُه الجَنُوب. وقالَ القُتَيْبِيّ فِي قَوْلِ أَبِي خِرَاشٍ الهُذَلِيّ:
(فَلَمَّا رَأَيْنَ الشَّمْسَ صَارَتْ كَأَنَّهَا ... فُوَيْقَ البَضِيعِ فِي الشُّعَاعِ خَمِيلُ)
قالَ: البَضِيعُ: جَزِيرَةٌ من جَزائِر البَحْرِ. يَقُولُ: لَمَّا هَمَّتْ بالمَغِيبِ رَأَيْنَ شُعَاعهَا مِثْلَ الخَمِيل، وَهُوَ القَطِيفَةُ. قُلْتُ: والَّذِي فِي الدِّيوانِ: فَظَلَّتْ تُرَاعِي الشَّمْس حَتَّى كَأَنَّها ورَوَى أَبُو عَمْرٍ و: جَمِيلُ بالجِيمِ قالَ: وَهِي الإِهالَةُ، شَبَّهَ الشَّمْسَ بِها لِبَيَاضِها.
وَقَالَ الجُمَحِيُّ: لَمْ يَصْنَعْ أَبُو عَمْرٍ وشَيْئاً إِذْ شَبَّهَها بالإِهالَةِ. وقَدْ قَالُوا: صَحَّفَ أَبُو عَمْرٍ و، كَمَا فِي العُبَابِ. والبَضِيعُ: مَرْسىً بعَيْنِهِ دُونَ جُدَّةَ مِمَّا يَلِي اليَمَنَ، غَلَبَ عليْه هَذَا الاسْمُ.)
والبَضِيعُ: العَرَقُ، لأَنَّه يَبْضَعُ من الجَسَدِ، أَي يَسِيلُ والصادُ لُغَةٌ فِيهِ وَقد تَقَدَّمَ.
والبَضِيعُ: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ. قَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ الله عَنْه:
(عِشْتُ دَهْراً وَمَا يَدُومُ عَلَى الأَي ... امِ إِلاّ يَرَمْرَمٌ، وتِعارُ)
وكُلاَفٌ، وضَلْفَعٌ، وبَضِيعٌ والَّذِي فَوْقَ خُبَّةٍ تِيمَارُ والبَضِيعُ: البَحْرُ نَفْسُه. والبَضِيعُ: المَاءُ النَّمِيرُ، كالبَاضِع. يُقَالُ: ماءٌ بَضِيعٌ وبَاضِعٌ. والبَضِيعُ: الشَّرِيكُ. يُقَالُ: هُوَ شَرِيكي وبَضِيعِي. ج: بُضْعٌ، بالضَّمِّ، هكَذَا هُوَ فِي سائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ والعُبَابِ: هُمْ شُرَكَائِي وبُضَعائِي.
والبَضِيعَةُ، كسَفِينَةٍ: العَلِيقَةُ، وَهِي الجَنِيبَة تُجْنَبُ مَعَ الإِبِلِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(احْمِلْ عَلَيْهَا إِنَّهَا بَضَائِعُ ... وَمَا أَضَاعَ اللهُ فهْوَ ضائِعُ)
البُضَيع، كزُبَيْرٍ: ع من ناحِيَةِ اليَمَنِ، بِهِ وَقْعةٌ. وَقيل: مكانٌ فِي البَحْرِ أَو جَبَلٌ بالشَّامِ، وَقد جاءَ ذِكْرُهُ فِي شِعْر حَسّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(أَسَأَلْتَ رسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ ... بَيْنَ الجَوَابِي فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ)
قالَ الأَثْرَمُ: وقِيلَ: هُوَ البُصَيْع، بالصّادِ المُهْمَلَةِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقد رَأَيْتُه، وَهُوَ جَبَلٌ قَصِيرٌ أَسْوَدُ عَلَى تَلٍّ بأَرْضِ البَثَنِيَّة فِيما بَيْنَ نَشِيل وذاتِ الصَّمَّيْنِ بالشَّأْمِ من كُورَةِ دِمَشْق.
وَهُوَ أَيْضاً: ع، عَنْ يَسَارِ الجَارِ، بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةَ، قِيلَ: هُوَ مِمّا يَلِي الجُحْفَةَ وظُرَيْبَةَ، أَسْفَلَ من عَيْنِ الغِفَارِيِّينَ. وبِئْر بُضَاعَة، بالضَّمِّ، وقَدْ تُكْسَرُ، حَكَى الوَجْهَيْنِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، وقالَ غَيْرُهما: المَحْفُوظُ الضَّمُّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: وحُكِيَ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ أَيْضاً، وقَدْ أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ، والكَسْرُ، نَقَلَهُ ابْنُ فارٍ سٍ أَيْضاً: هِيَ بِئرٌ مَعْرُوفَةٌ بالمَدِينَةِ، كانَ يُطْرَحُ فِيهَا خِرَقُ الحَيْضِ ولُحُومُ الكِلابِ، والمُنْتِن، وَقد جاءَ ذِكْرُهَا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قُطْرُ رَأْسِهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ. قالَ أَبُو دَاوُودَ سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ: قَدَّرْتُ بِئْرَ بُضَاعَةَ بِرِدَائِي، مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا. ثُمَّ ذَرَعْتُهُ، فإِذا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ. قالَ: وسَأَلْت الَّذِي فَتَحَ لِي بابَ البُسْتانِ، فَأَدْخَلَنِي إِلَيْهِ: هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كانَتْ عَلَيْهِ فقَالَ: لَا، ورَأَيْتُ فِيهَا مَاء مُتَغَيِّرَ اللَّوْن.
قَالَ الصّاغَانِيُّ: كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى وَقْتَ سَمَاعِي سُنَنَ أَبِي دَاوُودَ، فَلَمّا تَشَرَّفْتُ بزِيَارَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم وذلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وسِتِّمائة دَخَلْتُ)
البُسْتَانَ الَّذِي فِيهِ بِئْرُ بُضاعَةَ، وقَدَّرْت قُطْر رَأْس البِئْر بعِمامَتِي، فكانَ كَمَا قالَ أَبُو دَاوُودَ. قُلْتُ: ويُقَالُ: إِنَّ بُضَاعَةَ اسْمُ امْرَأَةٍ نُسِبَتْ إِلَيْهَا البئِر.
وأَبْضَعَةُ، كأَرْنَبَة: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ كِنْدَةَ وذِكْرُ مُلُوكٍ مُسْتَدْرَكٌ، أَخُو مِخْوَسٍ ومِشْرَحٍ، وجَمْدٍ، والعَمَرَّدَة بَنُو مَعْدِ يَكَربَ بنِ وَلِيعَةَ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُم فِي حَرْف السِّينِ. وَقد دَعا عَلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم ولَعَنَهُمُ، قالَهُ اللَّيْثُ، ويُرْوَى بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، وَقد تَقَدَّم.
والأَبْضَعُ: المَهْزُولُ من الرِّجَالِ. نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
قالَ: وأَبْضَعَهَا، أَيْ زَوَّجَها، وَهُوَ مِثْلُ أَنْكَحَهَا. وفِي الحَدِيثِ: تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي إِبْضاعِهِنَّ، أَيْ فِي إِنْكَاحِهِنَّ. وأَبْضَعَ الشَّيْءَ: جَعَلهُ بِضَاعَةً كائنَةً مَا كَانَتْ، كاسْتَبْضَعَهُ. وَمِنْه المَثَلُ: كمُسْتَبْضِعِ التَّمْرِ إِلَى هَجَرَ وذلِكَ أَنَّ هَجَرَ مَعْدِنُ التَّمْرِ. قالَ حَسّان رضِيَ اللهُ عَنْه، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ قَالَه فِي الإِسْلامِ:
(فإنَّا ومَنْ يُهِدِي القَصَائِدَ نَحْوَنا ... كمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلَى أَهْلِ خَيْبَرا) وَقَالَ خَارِجَةُ بنُ ضِرَارٍ المُرِّيّ: فإنَّكَ واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْوَنَاكمُسْتَضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرَاً وإِنَّما عُدِّيَ بإِلَى لأَنَّه فِي مَعْنَى حامِلٍ.
وأَبْضَعَ الماءُ فُلاناً: أَرْوَاهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مَجَازٌ.
وأَبْضَعَهُ عَن المَسْأَلَةِ: شَفَاهُ، ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: ورُبَّما قالُوا: سَأَلَنِي فُلانٌ عَن مَسْأَلَةٍ فأَبْضَعْتُه، إِذا شَفَيْتَهُ. وقالَ اللّيْثُ: أَبْضَعَهُ الكَلامَ إِبْضاعاً، إِذا بَيَّنَهُ، أَيْ بَيَّنَ لَهُ مَا يُنَازِعُهُ بَيَاناً شَافِياً كَائناً مَا كَانَ: وتَبَضَّعَ العَرقُ، مِثْلُ تَبَصَّعَ أَي سالَ، وبالمُعْجَمَةِ أَصَحُّ. . وهُنَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقَدْ صَحَّفَه اللَّيْثُ، وتَبِعَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وابْنُ بَرِّيّ، كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ويُقالُ: جَبْهَتُهُ تَبَضَّعُ عَرَقاً، أَيْ تَسِيلُ، وأَنْشَدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(تَأْبَى بِدِرَّتِهَا إِذا مَا اسْتُكْرِهَتْ ... إِلاَّ الحَمِيمَ فإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ)
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكانَ أَبُو ذُؤَيْبٍ لَا يُجِيدُ وَصْفَ الخَيْل، وظَنَّ أَنَّ هَذَا مِمّا تُوصَفُ بِهِ. انْتَهَى. قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ رَدُّ أَبِي سَعِيدٍ السُّكَّرِيّ عَلَيْهِ. ومَعْنَى يَتَبَضَّعُ: يَتَفَتَّحُ ويَتَفَجَّرُ بالعَرَقِ ويَسِيلُ مُتَقَطِّعاً.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ووَقَعَ فِي نُسْخَةِ ابنِ القَطَّاعِ إِذا مَا اسْتُضْغِبَتْ وفَسَّرَهُ بفُزِّعَتْ، لأَنَّ الضَّاغِبَ)
هُوَ الَّذِي يَخْتَبِيُّ فِي الخَمَرِ، ليُفْزِّعَ بمِثْلِ صَوْتِ الأَسَدِ. والضُّغَابُ: صَوْتُ الأَرْنَبِ، وتَقَدَّمَ شَيْءٌُ من ذلِكَ فِي ب ص ع قَرِيباً، فَرَاجَعَهُ.
وانْبَضَعَ: انْقَطَعَ، هُوَ مُطَاوِعُ بَضَعْتُهُ بمَعْنَى قَطَعْتُهُ. وابْتَضَعَ: تَبَيَّنَ، وَهُوَ مُطَاوِعُ بَضَعَهُ بمَعْنَى بَيَّنَهُ، هكَذَا فِي التَّكْمِلَة.
وَفِي اللِّسَانِ: بَضَعْتُه فانْبَضع، وبَضَعَ أَي بَيَّنتَهُ فَتَبَيَّن.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ويُجْمَع بَضْعَةُ اللَّحْمِ عَلَى بَضِيعٍ، وَهُوَ نَادِرٌ، ونَظِيرُه الرَّهِينُ جَمْع الرَّهْنِ، وَكلِيبٌ ومَعِيزٌ جَمْعُ كَلْبٍ ومَعْزٍ.
والبَضِيعُ أَيْضاً: اللَّحْمُ كَمَا فِي الصِّحاحِ. قالَ يُقَالُ: دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ، وهُوَ مَا انْمازَ من لَحْمِ الفَخِذِ. الوَاحِدَةُ بَضِيعَةٌ.
ويقَالُ: رَجُلٌ خَاظِي البَضِيعِ، أَي سَمِين. قَالَ ابنُ بَرِّي: يُقَالُ: سَاعِدٌ خاظِي البَضِيعِ، أَي مُمْتَلِئُ اللَّحْمِ. قَالَ الحادِرَة:
(ومُنَاخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُهُ ... قَمِنٍ مِنَ الحَدَثانِ نَابِي المَضْجَعِ)

(عَرَّسْتُهُ ووِسَادُ رَأْسِي سَاعِدٌ ... خَاظِي البَضِيعِ عُرُوقُه لَمْ تَدْسَعِ)
أَي عُرُوقُ سَاعِدِهِ غَيْرُ مُمْتَلِئَةٍ مِنَ الدَّمِ، لأَنَّ ذلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ لِلشُّيُوخِ. ويُقَال: إِنّ فُلاناً لَشَدِيدُ البَضْعَةِ حَسَنُها، إِذا كَانَ ذَا جِسْمٍ وسِمَنٍ. وقولُهُ:
(وَلَا عَضِلٍ جَثْلٍ كَأَنَّ بَضِيعَهُ ... يَرَابِيعُ فَوْقَ المَنْكِبَيْنِ جُثُومُ)
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ بَضْعَةٍ، وَهُوَ أَحْسَنُ، لِقَوْلِهِ: يَرَابِيع، ويَجُوزَ أَنْ يَكُونَ اللَّحْم.
ويُقال: سَمِعْتُ للسِّياطِ خَضْعَةً، وللسُّيُوفِ بَضَعَةً، بالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، أَي صَوْتَ وَقْعٍ، وصَوْتَ قَطْعٍ، كَمَا فِي الأَساسِ. والمَبْضُوعَةُ: القَوْسُ. قَالَ أَوْسُ ابنُ حَجَرٍ: ومَبْضُوعَةٍ من رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةً يَعْنِي قَوْسَاً بَضَعَها، أَيْ قَطَعَها. وبَضَعْتُ من فُلان: إِذا سَئِمْتَ مِنْهُ، علَى التَّشْبِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي الأَساسِ: سَئِمْتَ مِنْ تَكْرِيرِ نُصْحِه فقطَعتَهُ.
والبُضْعُ بالضَّمِّ: مِلْكُ الوَلِيَّ العَقْدَ لِلْمَرْأَةِ. ويُقَالُ: البُضْع: الكُفْءُ، ومِنْهُ الحَدِيث: هَذَا البُضْعُ لَا يقْرَع أَنْفُهُ أَرادَ صاحِبَ البُضْعِ، يُرِيدُ: هَذَا الكَفءُ لَا يُرَدُّ نِكَاحُهُ، وَلَا يُرْغَبُ عَنْهُ. وقَرْعُ الأَنْفِ عِبَارَةٌ عَن الرَّدِّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: الاسْتِبْضَاعُ: نَوعٌ مِن نِكَاحِ الجاهِلِيَّةِ، وذلِكَ أَنْ تَطْلُبَ المَرْأَةُ) جِماعَ الرَّجُلِ لِتَنالَ مِنْهُ الوَلَدَ فَقَط، كانَ الرَّجُل مِنْهُم يَقُولُ لأَمَتِهِ أَو امْرَأَتِهِ: أَرْسِلِي إِلى فُلانٍ فاسْتَبْضِعِى مِنْهُ، ويَعْتَزِلُهَا فَلا يَمَسُّها، حَتَّى يَتَبَيَّن حَمْلَها من ذلِكَ الرَّجُلِ، وإِنّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةُ الوَلَدِ. والبَضاعَةُ: بالكَسْر، والعامَّة تَضُمّها: السِّلْعَةُ، وَهِي القِطْعَةُ من مَالٍ يُتَّجَرُ فِيهِ، وأَصْلُهَا من البَضْعِ وَهِي القَطْعُ، والجَمْعُ البَضَائِعُ. وأَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ: أَعْطاهُ إِيَّاها. وابْتَضَعَ مِنْهُ: أَخَذَ، والاسْمُ البِضَاعُ، كالقِرَاضِ. ومِنْهُ الحَدِيثُ: المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها، وتَبْضعَُ طِيبَها. أَي تُعْطِي طيبها سَاكِنِيها، هكَذَا فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والمَشْهُورُ فِي الرّوايَة: تَنْصَعُ، بالنُّونِ والصّادِ المُهْمَلَةِ، ويُرْوى بالضّاد والخَاء ِ المُعْجَمَتَيْنِ وبالحاءِ المُهْمَلَةِ من النَّضْحِ، وَهُوَ الرَّش.
وبَضعَتْ جَبْهَتُه: سَالَتْ عَرَقَاً.
وقَالَ البُشْتِيُّ: مَرَرْتُ بالقَوْمِ أَجْمَعِينَ أَبْضَعِينَ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي ب ص ع وقالَ: لَيْسَ بالعَالِي. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: بَلْ هُو تَصْحِيفُ وَاضِحٌ. والَّذِي رُوِيَ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وغَيْره. أَبْصَعِين، بالصَّادِ المُهْمَلَة.
ب ض ع

بضع من الشاة بضعة إذا قطع قطعة، وبضع الخشبة. قال أوس في صفة القوس:

ومبضوعة من رأس فرع شظية ... بطود تراه بالسحاب مكللا

وفلان جيد البضعة إذا كان لحيماً، كقولك جيد الكدنة. وهو خاظى البضيع أي سمين. وعندي بضعة عشر من الرجال، وبضع عشرة من النساء الذكور بالتاء، والإناث بطرحها، على سنن حكم العدد. وأقمت عنده بضع سنين وهو ما بين الثلاث والعشر. وشجة باضعة وهي التي تبلغ اللجم. وسمعت للسيوف بضعه، وللسياط خضعه، أي صوت قطع وصوت وقع. وهذه بضاعة مزجاة. وتقول: قد نعشت ضائعنا، ونفقت بضائعنا. وقال:

إحمل عليها إنها بضائع ... وما أضاع الله هو ضائع

وأبضعته كذا إذا جعلته بضاعة له. واستبضعت كذا. إذا جعلته بضاعة لك. قال زميل:

فإنك واستبضاعك الشعر نحونا ... كمستبضع تمراً إلى أهل خيبرا

ويقولون: هو باضع الحي لمن يحمل بضائعهم.

ومن المجاز: من رضع معك رضعه، فهو منك بضعه، أي هو بعضك.

ومن الكناية: بضع المرأة بضعاً وباضعها بضاعاً وملك بضعها إذا عقد عليها. وبضعت من الماء: رويت لأنك تقطع الشرب عند الريّ. يقال: حتى متى تكرع، ولا تبضع. وبضعت من فلان إذا سئمت من تكرير النصح عليه فقطعته.

بضع

1 بَضَعَهُ, (S, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. بَضْعٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He cut it; (S, Mgh, Msb, K;) namely, flesh, or flesh-meat: (S, TA:) and it (a sword) cut a piece off from it; namely, a thing: (As, S:) and he cut it in pieces; namely, flesh, or flesh-meat: (K, TA:) and ↓ بضّعهُ, inf. n. تَبْضِيعٌ, has the first of these significations: (K: [but only the inf. n. is there mentioned:]) or this latter signifies he cut it much, or in several pieces, or in many pieces. (Msb, TA. *) b2: He slit it; or cut it lengthwise; (S, Mgh, Msb, K;) namely, flesh, or flesh-meat, (Msb,) or a wound, (S, TA,) and a vein, and a hide. (S.) b3: [And hence,] بَضَعَهَا, (Sb, Msb, TA,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. بَضْعٌ (K, TA) and بُضْعٌ, like شُكْرٌ and شُغْلٌ and كُفْرٌ, for فُعْلٌ is not rare as a measure of inf. ns., (Sb, TA,) or accord. to some it is an inf. n. of this verb, (Msb,) but accord. to others it is a simple subst., (TA,) (tropical:) Inivit eam; he lay with her, or compressed her; (Sb, Msb, K, TA;) as also ↓ باضعها, (Msb,) inf. n. مُبَاضَعَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and بِضَاعٌ: (S, Msb, K:) because in the act which it signifies is a kind of slitting. (Mgh.) You say, مَلَكَ بُضْعَهَا, i. e. جِمَاعَهَا. (Msb.) And it is said in a prov., ↓ كَمُعَلِّمَةِ أُمَّهَا البِضَاعَ (tropical:) [Like her who teaches her mother المُجَامَعَة]. (S.) b4: بَضْعٌ also signifies (tropical:) The taking in marriage: (K, TA:) and بُضْعٌ, as an inf. n., (assumed tropical:) The making a contract of marriage. (Msb.) 2 بَضَّعَ see 1.3 بَاْضَعَ see 1, in two places.4 ابضعها, (Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبْضَاعٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) He gave her in marriage. (Mgh, Msb, K.) It is said in a trad., (TA,) تُسْتَأْمَرُ النِّسَآءُ فِى إِبْضَاعِهِنَّ (tropical:) Women shall be consulted respecting the giving them in marriage: (T, Mgh, Msb, TA:) or, accord. to one relation, ↓ أَبْضَاعِهِنَّ, (Mgh, Msb,) which [virtually] means the same; (Msb;) but this is a pl., namely, of بُضْعٌ. (Mgh, Msb.) A2: ابضع الشَّىْءَ He made the thing to be بِضَاعَة [i. e. an article of merchandise], (S, K, TA,) whatever it was; (TA;) as also ↓ استبضعهُ: (S, K:) or الشَّىْءَ ↓ اِسْتَبْضَعْتُ signifies I made [or took] the thing as بضاعة [an article of merchandise] for myself: and you say, أَبْضَعْتُهُ غَيْرِى [I made it, or gave it as, an article of merchandise to another than me]: (Mgh, Msb:) and ابضعهُ البِضَاعَةَ he gave him the article of merchandise. (TA.) Hence the phrase, in a trad. relating to El-Medeeneh, accord. to one relation, تُبْضِعُ طِيبَهَا, meaning (assumed tropical:) It gives the good that it possesses to its inhabitants; as explained by Z; but accord. to the relation commonly known, it is تَنْصَعُ, with ن and with the unpointed ص; [meaning “it purifies;”; (L in art. نصع;)] and there are two other relations, which are تَنْضَخُ and تَنْضَخُ. (TA.) 7 انبضع It was, or became, cut, or cut off. (K, TA.) 8 ابتضع مِنْهُ He took, or received, [merchandise] from him. (TA: [in which the word بِضَاعَةً

requires to be supplied in the explanation, and is indicated by the context.]) 10 اِسْتِبْضَاعٌ denotes a kind of matrimonial connection practised by people in the Time of Ignorance; i. e., A woman's desiring sexual intercourse with a man only to obtain offspring by him: a man of them used to say to his female slave or his wife, أَرْسِلِى إِلَى فُلَان فَآسْتَبْضِعِى مِنْهُ [Send thou to such a one, and demand of him sexual intercourse to obtain offspring]; and he used to separate himself from her, and not touch her, until her pregnancy by that man became apparent: and this he did from a desire of obtaining generous offspring. (IAth, TA.) A2: See also 4, in two places.

بَضْعٌ: see بِضْعٌ, first sentence, and near the end: and see also بَضْعَةٌ.

بُضْعٌ Initus; sexual intercourse: (Mgh, Msb, K:) a subst., (Mgh, Msb, TA,) accord. to some; but accord. to others, an inf. n.; (Msb;) held by Sb to be the latter: (TA:) [see 1:] and marriage; or the taking in marriage; syn. نِكَاحٌ; (ISk, S, Msb, TA;) [which has also the first of the meanings given above;] as in the phrase مَلَكَ فُلَانٌ بُضْعَ فُلَانَةَ [explained above (see 1)]: (ISk, S:) or, (K,) in this phrase, (Mgh,) (tropical:) the pudendum muliebre; the vulva; (Az, Mgh, Msb, K, * TA;) and so in the saying, in a trad., عُتِقَ بُضْعُكِ فَاخْتَارِى (tropical:) Thy vulva hath become freed, therefore choose thou whether thou wilt remain with thy husband or separate thyself from him; (TA;) and in the saying, تُسْتَأْمَرُ النِّسَآءُ فِى أَبْضَاعِهِنَّ, accord. to those who thus relate it, others saying إِبْضَاعِهِنَّ; (see 4;) أَبْضَاعٌ being pl. of بُضْعٌ. (Mgh, Msb.) b2: Also (tropical:) The marriage-contract. (K.) b3: And (tropical:) A dowry; or gift given to, or for, a bride: (K, TA:) pl. بُضُوعٌ. (TA.) So in the saying of 'Amr Ibn-Maadee-Kerib, وَفِى كَعْبٍ وَإِخْوَتِهَا كِلَابٍ

سَوَامِى الطَّرْفِ غَالِيَةُ البُضُوعِ [And among Kaab, and their brethren Kiláb, are females lofty in look, or] proud, and dear in respect of dowries. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) Divorce: (Az, K:) thus having two contr. significations. (K.) b5: And (assumed tropical:) The authority possessed over a woman by her guardian who affiances her. (TA.) b6: And (assumed tropical:) An equal; particularly as a suitor in a case of marriage: as in the saying, in a trad., هٰذَا البُضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ (assumed tropical:) This equal‘s marriage shall not be refused, nor shall it be desired, or wished for; he shall not be rejected. (TA.) بِضْعٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ بَضْعٌ, (S, Msb, K,) some of the Arabs pronouncing it with kesr, (S, Msb,) [A number under ten; and an odd number, meaning] a number between two round, or decimal, numbers; (Az, K;) from one to ten [exclusive of the latter]; and from eleven to twenty [exclusive of the latter]; so accord. to Mebremán; (K;) i. e. Mohammad Ibn-'Alee Ibn-Ismá'eel the Lexicologist, Mebremán being his surname: (TA:) or from three to nine; (S, Msb, K [in the first and last the ns. being in the fem. gender; but in the second, masc.];) so accord. to Katádeh; (Mgh;) from three to less than ten: (Fr [the ns. of number in the masc. gender]:) or not less than three nor more than ten; (Sh [the first n. of number in the fem. gender, and the second masc.];) from three to ten: (Mgh [the ns. of number in the masc. gender]:) or to seven: (Mujáhid, Mgh:) or to five: (AO, K [the n. of number in the fem. gender]:) or from one to four: (AO, O, K [the ns. of number in the masc. gender]:) or to five; an explanation ascribed to AO: (TA:) or from four to nine; (ISd, K [the ns. of number fem.];) and this is the signification preferred by Th: (TA:) or it signifies five: (Mukátil [this n. of number masc.]:) or seven; (Mukátil, K [in the K this n. of number being fem.];) so accord. to some: (AO:) or ten: (Ed-Dahhák [this n. of number masc.]:) or an undefined number; غَيْرُ مَحْدُودٍ; so says Sgh; [and the like is said in the Msb;] in the K, erroneously, غَيْرُ مَعْدُودٍ; (TA;) because it means a portion, (Sgh, K,) which is undefined: (Sgh, TA:) it also signifies, with ten, [in like manner; i. e. ten and a number under ten; or the like: as] from thirteen to nineteen. (Msb.) When used as signifying from three to nine, (Mgh, Msb,) or to ten, or to seven, (Mgh,) [or to signify some number under ten, without another n. of number,] it is masc. and fem. without variation: (Mgh, Msb:) you say بِضْعُ رِجَالٍ

From three to nine [&c.] men: and بِضْعُ نِسْوَةٍ

from three to nine [&c.] women: (Msb:) and بِضْعُ سِنِينَ from three to nine [&c.] years: (S:) and فِى بِضْعِ سِنِينَ [in from three to nine, &c., years]: (Kur xxx. 3:) and فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [And he remained in the prison from three to nine, &c., years]. (Kur xii. 42.) But when used to denote a number above ten, (Mgh, Msb,) with a masc. n. it is with ة, (↓ بِضْعَة,) and with a fem. n. it is without ة: (ISk, Mgh, Msb, K:) you say بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا From thirteen to nineteen [&c.] men: and بِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً from thirteen to nineteen [&c.] women: (S, Mgh, * TA:) like as you say ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا and ثَلَاثَ عَشْرةَ امْرَأَةً. (Mgh.) When you have passed the word denoting ten, (S, K,) [i. e.] to denote a number above twenty, (Msb,) it is not used: (S, Msb, K:) you do not say بِضْعٌ وَعِشْرُونَ, (S, K,) but نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ; and so in the cases of the remaining numbers: (S:) or you do say بِضْعٌ وَعِشْرُونَ: (Sgh, K:) accord. to Az, (Msb,) you say بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا (Mgh, Msb, K) meaning Twenty and odd men: (Az, TA:) and بِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً (Mgh, Msb, K) meaning twenty and odd women: (Az, TA:) but not the reverse: (K:) ISd says, we have not heard this, but there is no objection to it: (TA:) and Fr says, بِضْعٌ is not mentioned save with ten and twenty to ninety; (IB, K;) not with what exceeds this: (IB:) you do not say بِضْعٌ وَمِائَةٌ nor بِضْعٌ وَأَلْفٌ, (IB, K,) but مِائَةٌ وَنَيِّفٌ [and أَلْفٌ وَنَيِّفٌ]: (IB:) it occurs in trads. with عِشْرُونَ and with ثَلَاثُونَ. (TA.) b2: بِضْعٌ and ↓ بَضْعٌ also signify A part, or portion, of the night: (K:) a time thereof. (Lh.) You say, مَضَى بِضْعٌ مِنَ اللَّيْلِ [A part, or portion, of the night passed]. (TA.) J mentions it with ص [in the place of ض]; and explains it by جَوْشٌ, q. v. (TA.) بَضْعَةٌ, (S, Msb, K,) with fet-h, other words of like meaning being with kesr, as قِطْعَةٌ and فِلْذَةٌ and فِدْرَةٌ, (S,) and sometimes with kesr, [↓ بِضْعَةٌ,] (K,) and ↓ بُضْعَةٌ also is mentioned, (TA,) of which the first is the most chaste, though EshShiháb asserts the second to be more common, (TA,) A piece, or lump, or portion cut off; (TA;) particularly of flesh, or flesh-meat, (S, Msb, K,) in a compact, or collective, state: (TA:) pl. ↓ بَضْعٌ, [or rather this is a coll. gen. n., of which بَضْعَةٌ is the n. un.,] and بِضَعٌ, (S, Msb, K,) as some say, (S,) but this is disallowed by 'Alee Ibn-Hamzeh, (TA,) [or it may be a correct pl. of بِضْعَةٌ agreeably with analogy,] and بِضَاعٌ, and بَضَعَاتٌ, (Msb, K,) and [quasi-pl. n.] بَضِيعٌ, which is extr., like رَهِينٌ and كَلِيبٌ and مَعِيزٌ [&c.]. (TA.) Hence the saying [of Mohammad] in a trad., فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنَّى يَرِيبُنِى مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا

آذَاهَا (tropical:) Fátimeh is a part of me: [that displeases and disquiets me which has displeased and disquieted her, and that hurts me which has hurt her:] or, accord. to one relation, he said بُضَيْعَةٌ [a little part]. (TA.) One says also, إِنَّ فُلَانًا لَشَدِيدُ البَضْعَةِ حَسَنُهَا meaning Verily such a one is corpulent and fat. (TA.) b2: See also بَضَعَةٌ.

بُضْعَةٌ: see بَضْعَةٌ.

بِضْعَةٌ: see بَضْعَةٌ: and, as a noun of number, see بِضْعٌ, latter half of the paragraph.

بَضَعَةٌ The sound of cutting of swords: occurring in the saying, سَمِعْتُ لِلسِّيَاطِ خَضَعَةً وَلِلسُّيُوفِ بَضَعَةً

I heard a sound of falling of the whips, and a sound of cutting of the swords: (TA:) but in the S and A in art. خضع, and by IB, خضعة and بضعة are written خَضْعَةٌ and ↓ بَضْعَةٌ; and IB explains the former as signifying the sounds of swords; and the latter, the sounds of whips. (TA in art. خضع.) [See also بَاضِعٌ.]

بِضَاعٌ [The giving and receiving merchandise;] a subst. from أَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ and اِبْتَضَعَ مِنْهُ; [or rather an inf. n. of which the verb, بَاضَعَ, is not used;] similar to قِرَاضٌ. (TA.) بَضِيعٌ Flesh. (As, S.) You say, دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ (As, S, TA) A beast abounding in what is distinct from the rest of the flesh of the thigh: n. un. with ة. (TA.) And رَجُلٌ خَاظِى البَضِيعِ (As, S) A fat man. (TA.) And سَاعِدٌ خَاظى البَضِيعِ [A fore arm, or an upper arm,] full of flesh. (IB.) [See also بَضْعَةٌ, of which it is a quasipl. n.]

بِضَاعَةٌ Merchandise; or an article of merchandise; (TA;) a portion of one's property which one sends for traffic; (S;) a portion of property prepared for traffic, (Mgh, * Msb,) or with which one traffics; from بَضْعٌ signifying the act of “cutting,” or “cutting off;” and vulgarly pronounced بُضَاعَةٌ: (TA:) pl. بَضَائِعُ. (Msb, TA.) بَاضِعٌ A sword that cuts off a piece of a thing that it strikes: (S, TA:) or a sharp, or cutting, sword: (K:) or a sword that cuts everything: (TA:) pl. بَضَعَةٌ: (K:) Fr says that بَضَعَةٌ signifies swords; and خَضَعَةٌ, whips: but some say the reverse. (TA.) [See also بَضَعَةٌ above.] b2: [See also the next paragraph.]

A2: [A broker who acts as an intermediary between the sellers and buyers of camels;] the same with respect to camels as the دَلَّال with respect to houses: (O, L, K:) or one who carries the articles of merchandise of the tribe, and conveys those articles from place to place for sale: (Ibn-'Abbád, Sgh, K:) it is said in the A that بَاضِعُ الحَىِّ signifies the person who carries the articles of merchandise of the tribe. (TA.) بَاضِعَةٌ A wound by which the head is broken, (S, Mgh, Msb, K,) which cuts the skin, and cleaves the flesh (S, K) in a slight degree, (K,) and brings blood, but does not make it to flow: (S, K:) or which wounds the skin, and cleaves the flesh: (Mgh:) or which cleaves the flesh, but does not reach to the bone, nor cause the blood to flow: (Msb:) that from which the blood flows is termed دَامِيَةٌ [app. a mistake for دَامِعَةٌ]. (S, Msb.) A2: A large flock (فِرْقٌ [in the CK, erroneously, فِرَق,]) of sheep or goats: (S, Sgh, K:) or a portion separated from the rest of the sheep or goats: (Lth, K:) pl. بَوَاضِعُ: you say, فِرَقٌ بَوَاضِعُ. (Lth.) أَبْضَعُ as a corroborative after أَجْمَعُ: see أَبْصَعُ, with the unpointed ص. Az says that it is an evident mistranscription. (TA.) مِبْضَعٌ A lancet; an instrument with which a vein is cut: (S, Mgh, * K, TA:) and [a currier's knife] with which leather is cut: (S, TA:) [pl. مَبَاضِعُ: accord. to the Mirkát el-Loghah, as cited by Golius, it signifies a farrier's fleam; differing from مِشْرَطٌ, which signifies a surgeon's lancet: but this distinction is probably post-classical; for accord. to the TA, these two words signify the same.]

مَبْضُوعَةٌ [used as a subst.] A bow: a bow cut from a branch. (TA.) مُسْتَبْضِعٌ. It is said in a prov., كَمُسْتَبْضِعِ تَمْرٍ

إِلَى هَجَرٍ [Like the taker of dates as merchandise to Hejer]; because Hejer is [famous as] the place of production (مَعْدِن) of dates. (S.) مستبضع is here made trans. by means of الى because it has the meaning of حَامِل. (TA.)

جرا

جرا: الجِرْوُ والجرْوةُ: الصغير من كل شيء حتى من الحَنْظل والبطيخ

والقِثَّاء والرُّمان والخيار والباذِنجان، وقيل: هو ما استدار من ثمار

الأَشجار كالحنظل ونحوه، والجمع أَجْرٍ. وفي الحديث: أُهْديَ إلى رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، قِناعٌ

من رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ؛ يعني شَعارِيرَ القِثَّاء. وفي حديث آخر:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بقِناع جِرْوٍ، والجمع الكثير جِراءٌ،

وأَراد بقوله أَجْرٍ زُغْبٍ صغارَ القِثَّاء المُزْغِب الذي زِئبَرُه عليه؛

شُبِّهت بأَجْرِي السّباع والكلاب لرطوبتها، والقِناع: الطبق. وأَجْرَت

الشجرةُ: صار فيها الجِراءُ. الأَصمعي: إذا أَخرج الحنظلُ ثمره فصغاره

الجِرَاءُ، واحدها جِرْوٌ، ويقال لشجرته قد أَجْرَتْ. وجِرْوُ الكلب والأَسد

والسباع وجُرْوُه وجَرْوُه كذلك، والجمع أَجْرٍ وأَجْرِيَةٌ؛ هذه عن

اللحياني، وهي نادرة، وأَجْراءٌ وجِراءٌ، والأُنثى جِرْوَة. وكَلْبة

مُجْرٍ ومُجْرِية ذات جِرْوٍ وكذلك السَّبُعة أَي معها جِرَاؤُها؛ وقال

الهذلي:

وتَجُرُّ مُجْرِيةٌ لَها

لَحْمَى إلى أَجْرٍ حَواشِبْ

أَراد بالمجْرِية ههنا ضَبُعاً ذات أَولاد صغار، شبهها بالكلبة

المُجْرِية؛ وأَنشد الجوهري للجُمَيْحِ الأَسَدِيّ واسمه مُنْقِذ:

أَمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِي، فَمُجْرِيَةٌ

ضَبْطاءُ، تَسْكُنُ غِيلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ

الجوهري في جمعه على أَجْرٍ قال: أَصله أَجْرُوٌ

على أَفْعُلٍ، قال: وجمع الجِراء أَجْرِيَةٌ. والجِرْوُ: وِعاءُ

بِزْرِ الكَعابير، وفي المحكم: بِزر الكعابير التي في رؤوس العِيدان.

والجِرْوَة: النَّفْسُ. ويقال للرجل إذا وَطَّنَ نَفْسَه على أَمرٍ: ضَرَب

لذلك الأَمرِ جِرْوَتَه أَي صَبَر لَه ووَطَّنَ عليه، وضَرَب جِرْوَةَ

نَفْسه كذلك؛ قال الفرزدق:

فضَرَبْتُ جِرْوَتها وقُلْتُ لها: اصْبِري،

وشَدَتُ في ضَنْكِ المُقامِ إزَارِي

ويقال: ضربت جِرْوتي عنه وضربت جِرْوتي عليه أَي صبرت عنه وصبرت عليه.

ويقال: أَلقى فلان جِرْوته إذا صَبَر على الأَمر. وقولهم: ضرب عليه

جِرْوَته أَي وطَّن نفسه عليه. قال ابن بري: قال أَبو عمرو يقال ضربت عن ذلك

الأَمر جِرْوَتي أَي اطْمأَنَّت نفسي؛ وأَنشد:

ضَرَبْتُ بأَكْنافِ اللِّوَى عَنْكِ جِرْوَتي،

وعُلِّقْتُ أُخْرى لا تَخُونُ المُواصِلا

والجِروة: الثمرة أَوَّلَ ما تَنْبُت غَضَّةً؛ عن أَبي حنيفة.

والجُرَاويُّ: ماءٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ألا لا أَرَى ماءَ الجُراوِيِّ شافِياً

صَدَايَ، وإن رَوَّى غَلِيلَ الرَّكائِب

وجِرْوٌ وجُرَيٌّ

وجُرَيَّةُ: أَسماء: وبنو جِرْوة: بطنٌ من العرب، وكان ربيعة بن عبد

العُزَّى بن عبد شمس بن عبد مناف يقال له جِرْوُ البَطْحاءِ. وجِرْوةُ: اسم

فرس شدّادٍ العَبْسيّ أَبي عَنْتَرَةَ؛ قال شدّاد:

فَمنْ يَكُ سائلاً عَنِّي، فإنِّي

وجِرْوَة لا تَرُودُ ولا تُعارُ

وجِرْوةُ أَيضاً: فرس أَبي قتادة شهد عليه يوم السَّرْحِ. وجَرَى الماءُ

والدمُ ونحوه جَرْياً وجَرْيةً وجَرَياناً، وإنه لحَسَنُ الجِرْيةِ،

وأَجْراه هو وأَجْريته أَنا. يقال: ما أَشدَّ جِرْيةَ هذا الماء، بالكسر.

وفي الحديث: وأَمسك الله جِرْيةَ الماء؛ هي، بالكسر: حالة الجريان؛ ومنه:

وعالَ قَلَمُ زَكَرِيَّا الجِرْيَةَ. وجَرَت الأَقْلامُ مع جِرْيَةِ

الماء، كلُّ هذا بالكسر. وفي حديث عمر: إذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ

أَجْزَأَ عنك؛ يريد إذا صببت الماء على البول فقد طَهُر المحلُّ ولا حاجة بك

إلى غسله ودَلْكه. وجَرَى الفرسُ وغيرُه جَرْياً وجِراءً: أَجْراه؛ قال

أَبو ذؤيب:

يُقَرِّبُه للمُسْتضيفِ، إذا دَعا،

جِراءٌ وشَدٌّ، كالحَرِيقِ، ضَرِيجُ

أَراد جرْيَ هذا الرجل إلى الحَرْب، ولا يَعْني فَرَساً لأَن هُذَيْلاً

إنَّما همْ عَراجِلَةٌ رَجّالة. والإجْرِيّا: ضرب من الجَرْيِ؛ قال:

غَمْرُ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا

وقال رؤبة:

غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيم السِّنْح،

أَبْلَج لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ

أَراد السِّنْخَ، فأَبدل الخاء حاء. وجَرَت الشمسُ وسائرُ النجومِ: سارت

من المشرق إلى المغرب.

والجاربة: الشمس، سميت بذلك لجَرْيِها من القُطر إلى القُطْر. التهذيب:

والجاريةُ عين الشمس في السماء، قال الله عز وجل: والشمسُ تَجْري

لمُسْتَقَرٍّ لها. والجاريةُ: الريح؛ قال الشاعر:

فَيَوْماً تَراني في الفَرِيقِ مُعَقَّلاً،

ويوماً أُباري في الرياح الجَوَارِيَا

وقوله تعالى: فلا أقسم بالخُنَّسِ الجَواري الكُنَّسِ؛ يعني النجومَ.

وجَرَتِ السفينةُ جَرْياً كذلك. والجاريةُ: السفينة، صفة غالبة. وفي

التنزيل: حَمَلْناكم في الجَارِية، وفيه: وله الجَوارِ المُنْشَآتُ في البحر،

وقوله عز وجل: بسم الله مُجْراها ومُرْساها؛ هما مصدران من أُجْرِيت

السفينةُ وأُرْسِيَتْ، ومَجْراها ومَرْساها، بالفتح، من جرَتِ السفينةُ

ورَسَتْ؛ وقول لبيد:

وغَنِيتُ سبتاً قبل مَجْرَى داحِسٍ،

لو كان للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

ومَجْرى داحِسٍ كذلك. الليث: الخَيْلُ تَجْرِي والرِّياح تَجْرى والشمسُ

تَجْرِي جَرْياً إلا الماء فإنه يَجْرِي جِرْيَةً، والجِراء للخيل

خاصّةً؛ وأَنشد:

غَمْر الجِراء إذا قَصَرْتَ عِنانَهُ

وفرس ذو أَجارِيَّ أَي ذو فُنون في الجَرْيِ.

وجاراه مُجاراةً وجِراءً أَي جَرَى معه، وجاراه في الحديث وتَجَارَوْا

فيه. وفي حديث الرياء: من طَلَبَ العِلْمَ ليُجارِيَ به العُلَماءَ أَي

يَجْري معهم في المُناظرة والجِدال ليُظْهِرَ علمه إلى الناس رياء

وسُمْعةً. ومنه الحديث: تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ

بصاحِبهِ أَي يَتَواقَعُون في الأَهْواء الفاسدة ويَتَدَاعَوْنَ فيها، تشبيهاً

بِجَرْيِ الفرس؛ والكَلَب، بالتحريك: داء معروف يَعْرِضُ للكَلْب فمن

عَضَّه قَتَله.

ابن سيده: قال الأَخفش والمَجْرَى في الشِّعْرِ حركة حرف الرويّ

فتْحَتُه وضَمَّتُه وكَسْرتُه، وليس في الرويّ المقيد مَجْرىً لأَنه لا حركة فيه

فتسمى مَجْرىً، وإنما سمي ذلك مَجْرىً لأَنه موضع جَرْيِ حركات الإعراب

والبناء. والمَجارِي: أَواخِرُ الكَلِم، وذلك لأَن حركات الإعراب والبناء

إنما تكون هنالك؛ قال ابن جني: سمي بذلك لأَن الصوت يبتدئ بالجَرَيان

في حروف الوصل منه، ألا ترى أَنك إذا قلت:

قَتِيلان لم يَعْلم لنا الناسُ مَصْرَعا

فالفتحة في العين هي ابتداء جريان الصوت في الأَلف؛ وكذلك قولك:

يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّندِ

تَجِدُ كسرة الدال هي ابتداء جريان الصوت في الياء؛ وكذا قوله:

هُرَيْرةَ ودَّعْها وإنْ لامَ لائِمُ

تجد ضمة الميم منها ابتداءَ جَرَيانِ الصوت في الواو؛ قال: فأَما قول

سيبويه هذا باب مَجارِي أَواخر الكَلِم من العربية، وهي تَجْرِي على ثمانية

مَجارٍ، فلم يَقْصُر المَجارِيَ هنا على الحركات فقط كما قَصَر

العروضيون المَجْرَى في القافية على حركة حرف الرويّ دون سكونه، لكنْ غَرَضُ صاحب

الكتاب في قوله مَجاري أَواخر الكلم أَي أَحوال أَواخر الكلم وأَحكامها

والصُّوَرِ التي تتشكل لها، فإذا كانت أَحوالاً وأَحكاماً فسكونُ الساكن

حال له، كما أَن حركة المتحرّك حال له أَيضاً، فمن هنا سَقَط تَعَقُّبُ

من تَتَبَّعه في هذا الموضع فقال: كيف ذَكَرَ الوقف والسكون في المجاري،

وإنما المجاري فيما ظَنَّه الحركاتُ، وسبب ذلك خَفاءُ غرض صاحب الكتاب

عليه، قال: وكيف يجوز أَن يُسَلط الظنُّ على أَقل أَتباع سيبويه فيما يلطف

عن هذا الجليّ الواضح فضلاً عنه نفسِه فيه؟ أَفتراه يريد الحركة ويذكر

السكون؟ هذه غَباوة ممن أَوردها وضعف نظر وطريقة دَلَّ على سلوكه إياها،

قال: أَوَلَمْ يَسْمَعْ هذا المتتبع بهذا القدر قولَ الكافة أَنت تَجْرِي

عندي مَجْرَى فلان وهذا جارٍ مَجْرَى هذا؟ فهل يراد بذلك أَنت تتحرك عندي

بحركته، أَو يراد صورتك عندي صورته، وحالُك في نفسي ومُعْتَقَدِي حالُه؟

والجارية: عينُ كل حيوان. والجارية: النعمة من الله على عباده. وفي

الحديث: الأَرْزاق جاريةٌ والأَعطياتُ دارَّة متصلة؛ قال شمر: هما واحد يقول

هو دائم. يقال: جَرَى له ذلك الشيءُ ودَرَّ له بمعنى دام له؛ وقال ابنُ

حازم يصف امرأَة:

غَذَاها فارِضٌ يَجْرِي عليها،

ومَحْضٌ حينَ يَنْبَعِثُ العِشارُ

قال ابن الأَعرابي: ومنه قولك أَجْرَيْتُ عليه كذا أَي أَدَمْتُ له.

والجِرَايةُ: الجارِي من الوظائف. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، قال إذا ماتَ الإنسانُ انْقَطَعَ عَمَلُه إلا من ثلاثٍ

صَدَقةٍ جاريةٍ أَي دارَّة متصلة كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبواب البِرِّ.

والإجْرِيَّا والإجْرِيَّاءُ: الوَجْهُ الذي تأَخذ فيه وتَجْرِي عليه؛ قال

لبيد يصف الثور:

ووَلَّى، كنَصْلِ السَّيْفِ، يَبْرُقُ مَتْنُه

على كلِّ إجْرِيَّا يَشُقُّ الخَمائلا

وقالوا: الكَرَمُ من إجْرِيَّاهُ ومن إجْرِيَّائه أَي من طَبيعته؛ عن

اللحياني، وذلك لأَنه إذا كان الشيء من طبعه جَرَى إليه وجَرَنَ عليه.

والإجْرِيَّا، بالكسر: الجَرْيُ والعادة مما تأْخذ فيه؛ قال الكميت:

ووَلَّى بإجْرِيَّا وِلافٍ كأَنه،

على الشَّرَفِ الأَقْصَى، يُساطُ ويُكْلَبُ

وقال أَيضاً:

على تِلْكَ إجْرِيَّايَ، وهي ضَريبَتي،

ولو أَجْلَبُوا طُرّاً عَلَيَّ وأَحْلَبُوا

وقولهم: فعلتُ ذلك من جَرَاكَ ومن جَرَائِكَ أَي من أَجلك لغة في

جَرَّاكَ؛ ومنه قول أَبي النجم:

فاضَتْ دُمُوعُ العينِ من جَرَّاها

ولا تقل مَجْراكَ.

والجَرِيُّ: الوكيلُ: الواحد والجمع والمؤنث في ذلك سواء. ويقال:

جَرِيُّ بَيِّنُ الجَرَايةِ والجِرايةِ. وجَرَّى جَرِيّاً: وكَّلَه. قال أَبو

حاتم: وقد يقال للأُنثى جَرِيَّة، بالهاء، وهي قليلة؛ قال الجوهري: والجمع

أَجْرِياءُ. والجَرِيُّ: الرسول، وقد أَجْراه في حاجته؛ قال ابن بري:

شاهده قول الشماخ:

تقَطَّعُ بيننا الحاجاتُ، إلاَّ

حَوائجَ يُحْتَمَلْنَ مع الجَريّ

وفي حديث أُم إسمعيل، عليه السلام: فأَرْسَلُوا جَرِيّاً أَي رسولاً.

والجَرِيُّ: الخادِمُ أَيضاً؛ قال الشاعر:

إذا المُعْشِياتُ مَنَعْنَ الصَّبُو

حَ، حَثَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ

قال: المُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْب. والجَرِيُّ: الأَجير؛ عن كراع.

ابن السكيت: إنِّي جَرَّيْتُ جَرِيّاً واسْتَجْرَيْتُ أَي وكلت وكيلاً.

وفي الحديث: أَنتَ الجَفْنةُ الغَرّاء، فقال قُولوا بقَوْلكم ولا

يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشيطانُ

أَي لا يَسْتَغْلِبَنَّكُم؛ كانت العرب تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ

جَفْنةً لإِطعامه فيها، وجعلوها غَرَّاءَ لما فيها من وَضَحِ السَّنامِ، وقوله

ولا يستجرينكم من الجَرِيِّ، وهو الوكيل. تقول: جَرَّيْتُ جَرِيّاً

واستجريتُ جَرِيّاً أَي اتخذت وكيلاً؛ يقول: تَكَلَّموا بما يَحْضُركم من

القول ولا تتَنَطَّعُوا ولا تَسْجَعُوا ولا تتكلفوا كأَنكم وكلاء الشيطان

ورُسُلُه كأَنما تنطقون عن لسانه؛ قال الأَزهري: وهذا قول القتيبي ولم أَر

القوم سَجَعُوا في كلامهم فنهاهم عنها، ولكنهم مَدَحُوا فكَرِهَ لهم

الهَرْفَ في المَدْحِ

فنهاهم عنه، وكان ذلك تأْديباً لهم ولغيرهم من الذين يمدحون الناس في

وجوههم، ومعنى لا يستجرينكم أَي لا يَسْتتبعنكم فيتخذكم جَرِيَّه ووكِيلَه،

وسمي الوكيلُ جَرِيّاً

لأَنه يَجْري مَجْرَى مُوَكِّله. والجَرِيُّ: الضامنُ، وأَما الجَرِيءُ

المِقْدامُ فهو من باب الهمز. والجارِيَةُ: الفَتِيَّةُ من النساء

بيِّنةُ الجَرَاية والجَرَاءِ والجَرَى والجِراء والجَرَائِيَةِ؛ الأَخيرة عن

ابن الأَعرابي. أَبو زيد: جاريةٌ بَبِّنة الجَرايةِ

والجَراء، وجَرِيّ بيِّنُ الجَرَايَةِ؛ وأَنشد الأَعشى:

والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤُها،

ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أَذْوادِ

ويروى بفتح الجيم وكسرها؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده والبيضِ، بالخفضِ،

عطف على الشَّرْبِ في قوله قبله:

ولقد أُرَجِّلُ لِمَّتي بعَشِيَّةٍ

للشَّرْبِ، قبل سَنابِك المُرْتادِ

أَي أَتزين للشَّرْبِ وللبِيضِ. وقولهم: كان ذلك في أَيام جَرَائها،

بالفتح، أَي صِباها.

والجِرِّيُّ: ضرب من السمك. والجِرِّيَّة: الحَوْصَلة، ومن جعلهما

ثنائيين فهما فِعْلِيٌّ وفِعْلِيَّة، وكل منهما مذكور في موضعه. الفراء: يقال

أَلْقِه في جِرِّيَّتِكَ، وهي الحَوْصلة. أَبو زيد: هي القِرِّيَّةُ

والجِرِّيَّةُ والنَّوْطَةُ لحوصلة الطائر؛ هكذا رواه ثعلب عن ابن نَجْدَةَ

بغير همز، وأَما ابنُ هانئ: فإِنه الجرِيئَةُ، مهموز، لأَبي زيد.

(جرا)
- فيه «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بقِنَاع جِرْوٍ» الجِرْوُ: صِغار القِثَّاء. وَقِيلَ الرُّمَّان أَيْضًا. ويُجْمَع عَلَى أَجْرٍ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أهْدِيَ لَهُ أَجْرٍ زُغْبٌ» الزُّغْبُ: الَّذِي زِئْبِرُهُ عَلَيْهِ .
والقِناع: الطَّبَق.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «فأرسَلُوا جَرِيّاً» أَيْ رَسُولًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قُولوا بِقَولِكم وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» أَيْ لَا يَسْتَغْلِبَنَّكم فيتَّخِذكم جَرِيّاً: أَيْ رَسُولا ووكِيلاً. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مَدَحُوه فكَرِه لَهُمُ المبالغَة فِي المدْح، فنَهاهُم عَنْهُ، يُريد: تَكَلَّمُوا بِمَا يَحْضُرُكُم مِنَ الْقَوْلِ، وَلَا تَتَكَلفُوه كَأَنَّكُمْ وُكَلاء الشَّيْطَانِ ورُسُلُه، تَنْطقُون عَنْ لِسَانِهِ.
وَفِيهِ «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ؛ مِنْهَا: صَدَقة جَارِيَة» أَيْ دَارّة مُتَّصِلة، كالوُقُوف المُرْصَدة لِأَبْوَابِ البِرّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الأرْزَاق جَارِيَةٌ» أَيْ دَارّة مُتَّصِلة.
وَفِي حَدِيثِ الرِّيَاءِ «مَنْ طَلَب الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ العُلَماء» أَيْ يَجْرِي مَعَهُمْ فِي المُنَاظَرة والجِدَال ليُظْهِر عِلْمَه إِلَى النَّاسِ رِياء وسُمْعَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَتَجَارَى بِهِمُ الأهْوَاء كَمَا يَتَجَارَى الكَلَب بصاحِبه» أَيْ يَتواقَعُون فِي الْأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ، ويَتَدَاعَوْن فِيهَا، تَشْبِيها بجَرْي الفَرس. والكَلَبُ بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ مَعْرُوفٌ يعْرض للكَلْب، فَمن عَضَّه قَتَله.
وَفِي حديث عمر رضي الله عنه «إذا أَجْرَيْتَ الْماء عَلَى الْمَاءِ أجْزَأ عَنْكَ» يُريد إِذَا صَبَبْتَ الْمَاء على البَوْل فقد طَهُر المحَلُّ، وَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَى غَسْله ودَلْكه منه. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَأَمْسَكَ اللَّهُ جِرْيَة الْمَاءِ» هِيَ بِالْكَسْرِ: حَالَةُ الجَرَيَان.
وَمِنْهُ «وَعَالَ قَلَمُ زكرِيّا الجِرْيَةُ، وجَرَتْ الْأَقْلَامُ مَعَ جِرْيَةِ الْمَاءِ» كلُّ هَذَا بالكَسر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.