(الجــمد) الجــمد والصلب الْمُرْتَفع من الأَرْض وَالْحجر (ج) أجماد وجماد
(الجــمد) الصلب الْمُرْتَفع من الأَرْض (ج) جماد وأجماد
(الجــمد) الجــمد
مدر: الــمَدَــرُ: قِطَعُ الطينِ اليابِسِ، وقيل: الطينُ العِلْكُ الذي لا
رمل فيه، واحدته مَدَــرَةٌ؛ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والــمِدارَةُ فعَلى
الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة، هذا معنى
قول أَبي رياش.
وامْتَدَر الــمَدَــرَ: أَخَذَه. ومدَــرَ المكانَ يَــمْدُــرُهُ مَدْــراً
ومَدَّــرَه: طانَه. ومَكانٌ مَدِــيرٌ: مَــمْدُــورٌ. والــمَدْــرُ لِلْحَوْضِ: أَنْ
تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالــمَدَــرِ، وقيل: هو كالْقَرْــمَدَــةِ إِلا أَنّ
القَرْــمَدَــةَ بالجِصِّ والــمدْــر بالطين. التهذيب: والــمَدْــرُ تَطْيينُك وجْهَ
الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ. الجوهري: والــمَدَــرَةُ، بالفتح،
الموضع الذي يُؤخَذُ مِنهُ الــمَدَــرُ فَتُــمْدَــرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ
خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها. ومَدَــرْتُ الحَوْضَ أَــمْدُــرُه أَي أَصلحته
بالــمَدَــرِ. وفي حديث جابر: فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض
سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالــمدر، وهو الطين
المتماسك، لئلا يخرج منه الماء؛ ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام: إِنما هو
مَدَــرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالــمَدَــرِ.
والمِــمْدَــرَةُ والمَــمْدَــرَةُ، الأَخيرة نادرة: موضع فيه طين حُرٌّ
يُسْتَعَدُّ لذلك؛ فأَما قوله:
يا أَيُّها السَّاقي، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ،
وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَــرْ
قال ابن سيده: أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض؛ يقول:
قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على
رُؤوسها دَلْواً دلواً؛ قال: وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَــرٍ وهو
القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء: قال: والأَوّل أَبين. ومَدَــرَةُ الرجلِ:
بَيْتُه.
وبنو مَدْــراءَ: أَهل الحَضَر. وقول عامر للنبي، صلى الله عليه وسلم: لنا
الوَبَرُ ولكُمُ الــمَدَــرُ؛ إِنما عن به الــمُدُــنَ أَو الحَضَرَ لأَن
مبانيها إِنما هي بالــمَدَــرِ، وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية
بالوبر. والــمَدَــرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ. ورجل أَــمْدَــرُ: عظيمُ البَطْنِ
والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْــراءُ. وضَبُعٌ مَدْــراءُ: عظيمةُ
البَطْنِ.
وضِبْعانٌ أَــمْدَــرُ: على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه. ورجل أَــمْدَــرُ
بيِّن الــمدَــر إِذا كان منتفخ الجنبين. وفي حديث إِبراهيم النبي، صلى الله
عليه وسلم: أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ
إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَــمْدَــرَ، فيقول: ما أَنت بأَبي قال أَبو
عبيد: الأَــمدَــرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ؛ قال الراعي يصف إِبلاً
لها قَيِّم:
وقَيِّمٍ أَــمْدَــرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ
عنه العَباءَةُ، قَوَّام على الهَمَلِ
قوله أَــمدر الجنبين أَي عظيمهما. ويقال: الأَــمْدَــرُ الذي قد تَتَرَّبَ
جنباه من الــمَدَــر، يذهب به إِلى التراب، أَي أَصابَ جسدَه الترابُ. قال
أَبو عبيد: وقال بعضهم الأَــمْدَــرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على
حَبْسه؛ قال: ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان. ابن
شميل: الــمَدْــراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها. ومَدِــرَتِ
الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ. الجوهري: الأَــمْدَــرُ من الضباع الذي في جسده لُمَعٌ
من سَلْحِه ويقال لَوْنٌ له. والأَــمْدَــرُ: الخارئُ في ثيابه؛ قال مالك
بن الريب:
إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ
منَ القَوْمِ، أَمْسى وَهْوَ أَــمْدَــرُ جانِبُهْ
ومادِرٌ؛ وفي المثل: أَلأَمُ من مادِرٍ، هو جد بني هلال بن عامر، وفي
الصحاح: هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقى إِبله فبقي في
أَسفل الحوْضِ ماء قليل، فَسَلَحَ فيه ومدَــرَ به حَوْضَهُ بُخْلاً أَنْ
يُشْرَبَ مِن فَضْلِه؛ قال ابن بري: هذا هلال جدّ لمحــمد بن حرب الهلالي، صاحب
شرطة البصرة، وكانت بنو هلال عَيَّرَتْ بني فَزارَة بأَكل أَيْرِ
الحِمار، ولما سمعت فزارة بقول الكميت بن ثعلبة:
نَشَدْتُكَ يا فزارُ، وأَنت شيْخٌ،
إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ في الخِيارِ
أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ
أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ؟
بَلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ،
أَحَبُّ إِلى فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ
قالت بنو فزارة: أَليس منكم يا بَني هِلالٍ مَنْ قرى في حوضه فسقى
إِبله، فلما رَوِيَتْ سلح فيه ومدره بخلاً أَن يُشرب منه فضلُهُف وكانوا جعلوا
حَكَماً بينهم أَنس بن مُدْــرِك، فقضى على بني هلال بعظم الخزي، ثم إِنهم
رمَوْا بني فَزَارَةَ بِخِزْيٍ آخرَ، وهو إِتيان الإِبل؛ ولهذا يقول
سالم بن دارَة:
لا تأْمَنَنَّ فزارِيًّا، خَلَوْتَ به،
على قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بِأَسْيارِ
لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَه،
بَعد الَّذي امْتَكَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ
(* وفي رواية أخرى امتلَّ.)
فقال الشاعر:
لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْياً هِلالُ بنُ عامِرِ،
بَني عامِرٍ طُرًّا، بِسَلْحةِ مادِرِ
فأُفٍّ لَكُم لا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها،
بني عامِرٍ، أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ
ويقال للرجل أَــمْدَــرُ وهو الذي لا يَمْتَسِحُ بالماء ولا بالحجر.
والــمَدَــرِيَّةُ: رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ
الأَسِنَّة؛ قال لبيد يصف البقرة والكلاب:
فَلحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدَــرِيَّةٌ،
كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها
يعني القرون.
ومَدْــرَى: مَوْضِعٌ
(* قوله« مدرى موضع» في ياقوت: مدرى، بفتح اوّله
وثانيه والقصر: جبل بنعمان قرب مكة. ومدرى، بالفتح ثم السكون: موضع.)
وثَنِيَّةُ مِدْــرانَ: من مَساجِدِ رسولِ الله،صلى الله عليه وسلم، بين الــمدينة
وتَبُوكَ. وقال شمر: سمعت أَحــمد بن هانئ يقول: سمعت خالد بن كلثوم يروي
بيت عمرو بن كلثوم:
ولا تُبْقِي خُمُورَ الأَــمْدَــرِينَا
بالميم، وقال: الأَــمْدَــرُ الأَقْلَفُ، والعرب تسمي القَرْيَةَ المبنية
بالطين واللَّبِنِ الــمَدَــرَةَ، وكذلك الــمدينة الضخْمةُ يقال لها
الــمَدَــرَةُ، وفي الصحاح: والعرب تسمي القرية الــمَدَــرَةَ؛ قال الراجز يصف رجلاً
مجتهداً في رَعْيَهِ الإِبل يقوم لوردها من آخر الليل لاهتمامه بها:
شَدَّ على أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ،
لَيْلاً، وما نادَى أَذِينُ الــمَدَــرَهْ
والأَذِينُ ههنا: المُؤَذِّن؛ ومنه قول جرير:
هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً،
أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَى الصَّلاةِ أَذِينا؟
ومَدَــر: قرية باليمن، ومنه فلان الــمَدَــرِيُّ. وفي الحديث: أَحَبُّ
إِليَّ من أَن يكونَ لي أَهْلُ الوَبَرِ والــمَدَــرِ؛ يريد بأَهْلِ الــمَدَــرِ
أَهْلَ القُرَى والأَمْصارِ. وفي حديث أَبي ذرّ: أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ
مِنْ مَدَــرِكم أَي من بَلَدكم. ومَدَــرَةُ الرجلِ: بَلْدَتُه؛ يقول: من أرادَ
العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لها سَفَراً جديداً من منزله غيرَ سفَرِ الحج،
وهذا على الفضِيلة لا الوجوب.
كــمد: الكَــمْدُ والكُــمْدَــةُ: تغيرُ اللونِ وذَهابُ صفائه وبقاءُ أَثَرِه.
وكَــمَدَ لونُه إِذا تغيَّر، ورأَيتُه كامِدَ اللون. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: كانت إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بيدها فَتَصُبُّ على رأْسها
بإِحْدى يديها فَتُكْــمِدُ شِقَّها الأَيمنَ؛ الكَــمْدَــةُ: تغيرُ اللونِ.
يقال: أَكــمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لم يُنَقِّه. ورجل كامدٌ
وكَــمِدٌ: عابِسٌ.
والكَمعدُ: هَمٌّ وحُزن لا يستطاع إِمضاؤه.
الجوهري: الكَــمَدُ الحزن المكتوم. وكــمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه،
وهو كمَّادُ الثوبِ. ابن سيده: والكَــمَد أَشدُّ الحزن. كــمِدَ كَــمَداً
وأَكْــمَده الحزن. وكَــمِدَ الرجلُ، فهو كَــمِدٌ وكَمِيدٌ. وتَكْمِيدُ
العُضْوِ: تسخينه بِخرَق ونحوها، وذلك الكِمادِ، بالكسر.
والكِمادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تسخن وتوضع على موضع الوجع فيستشفى
بها، وقد أَكْــمَدَــه، فهو مَكْمود، نادر. ويقال: كَــمَدْــتُ فلاناً إِذا
وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ له ثوباً أَو غيره وتابعت على موضع الوجع
فيجد له راحة، وهو التكنيدُ. وفي حديث جبير بن مطعم: رأَيت رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، عاد سعِيدَ بنَ العاصِ فَكَــمَّده بخرقة. وفي الحديث:
الكِمادُ أَحبّ إِليَّ من الكَيّ. وروي عن عائشة، رضي الله عنها، أَنها
قالت: الكِمادُ مكان الكيّ، والسَّعُوطُ مكانُ النفخ، واللَّدُودُ مكان
الغمْزِ أَي أَنه يُبْدَلُ منه ويَسُدُّ مَسَدَّه، وهو أَسهل وأَهون. وقال
شمر: الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بالنار وتوضع على موضع الوَرَم،
وهو كيّ من غير إِحراق؛ وقولُها: السَّعُوطُ مكان النفخ، هو أَن يُشْتَكَى
الحَلْقُ فيُنْفَخَ فيه، فقالت: السَّعوط خير منه؛ وقيل: النفخ دواء
ينفخ بالقَصَب في الأَنف، وقولها: اللَّدُودُ مكان الغمز، هو أَن تَسْقُطَ
اللَّهاةُ فتُغمَزَ باليد، فقالت: اللَّدُودُ خير منه ولا تَغْمِزْ
باليد.
جــمد: الجَــمَد، بالتحريك: الماء الجامد. الجوهري: الجَــمْد، بالتسكين، ما
جَــمَد من الماء، وهو نقيض الذوب، وهو مصدر سمي به. والجَــمَدُ، بالتحريك،
جمع جامد مثل خادم وخدم؛ يقال: قد كثر الجــمد. ابن سيده: جــمَدَ الماء
والدم وغيرهما من السيالات يَجْــمُد جُموداً وجَــمْداً أَي قام، وكذلك الدم
وغيره إِذا يبس، وقد جــمد، وماء جَــمْد: جامد. وجَــمَد الماءُ والعصارة: حاول
أَن يَجْــمُد. والجَــمَد: الثلج. ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَــمَد
منه وما ذاب؛ وقيل: أَي صامته وناطقه؛ وقيل: حجره وشجره. ومُخَّةٌ جامدة
أَي صُلْبة. ورجلٌ جامدُ العين: قليل الدمع. الكسائي: ظلت العين جُمادَى
أَي جامدةً لا تَدْمَع؛ وأَنشد:
من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً،
فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ لم تَنَمِ
تَرْعى جُمادَى، النهارَ، خاشعةً،
والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ
أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت. وعين جَمود: لا دَمْع لها.
والجُمادَيان: اسمان معرفة لشهرين، إِذا أَضفت قلت: شهر جمادى وشهرا
جمادى. وروي عن أَبي الهيثم: جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة
أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع، وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى، وهي
الخامسة من أَول شهور السنة؛ قال لبيد:
حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة
هي جمادى الآخرة. أَبو سعيد: الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه؛
وأَنشد للطرماح:
ليلة هاجت جُمادِيَّةً،
ذاتَ صِرٍّ، جِرْبياءَ النسام
أَي ليلة شتوية. الجوهري: جمادى الأُولى وجمادى الآخرة، بفتح الدال
فيهما، من أَسماء الشهور، وهو فعالى منَ الجــمَد
(* قوله «فعالى من الجــمد» كذا
في الأصل بضبط القلم، والذي في الصحاح فعالى من الجــمد مثل عسر وعسر).
ابن سيده: وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند
تسمية الشهور؛ وقال أَبو حنيفة: جمادى عند العرب الشتاء كله، في جمادى كان
الشتاء أَو في غيرها، أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان، وهو مأْخوذ
من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف؟ قال: وفيه التصدع عن المبادي
والرجوع إِلى المخاض. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما
مؤَنثان؛ قال بعض الأَنصار:
إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،
زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ
(* قوله «عطن» كذا بالأصل ولعله عطل باللام
أي شمراخ النخل.)
يعني نخلاً. يقول: إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس
فجناني تزين بالنخل؛ قال الفراء: فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به
إِلى الشهر، والجمع جُماديات على القياس، قال: ولو قيل جِماد لكان
قياساً.وشاة جَماد: لا لبن فيها. وناقة جماد، كذلك لا لبن فيها؛ وقيل: هي
أَيضاً البطيئة، قال ابن سيده: ولا يعجبني: التهذيب: الجَمادُ البَكيئَة، وهي
القليلة اللبن وذلك من يبوستها، جَــمَدَــت تَجْــمُد جموداً. والجَماد:
الناقة التي لا لبن بها. وسنة جَماد: لا مطر فيها؛ قال الشاعر:
وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً،
إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ
التهذيب: سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر. وناقة جَماد: لا لبن
لها. والجماد، بالفتح: الأَرض التي لم يصبها مطر. وأَرض جماد: لم تمطر؛
وقيل: هي الغليظة. التهذيب: أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها؛
قال لبيد:
أَمْرَعَتْ في نَداهُ، إِذ قَحَطَ القط
ـرُ، فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا
ابن سيده: الجُــمْد والجُــمُد والجَــمَد ما ارتفع من الأَرض، والجمع
أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح. والجُــمْد والجُــمُد مثل عُسْر
وعُسُر: مكان صلب مرتفع؛ قال امرؤ القيس:
كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة
على جُــمُدٍ، خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ
ورجل جَماد الكف: بخيل، وقد جَــمَد يَجْــمُد: بخل؛ ومنه حديث محــمد بن
عمران التيمي: إِنا والله ما نَجْــمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل،
حكاه ابن الأَعرابي. وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق. والجامد:
البخيل؛ وقال المتلمس:
جَمادِ لها جَمادِ، ولا تَقُولَنْ
لها أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ
ويروى ولا تقولي. ويقال للبخيل: جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال،
وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي
الفجرة، وهو نقيض قولهم حَمادِ، بالحاء، في الــمدح؛ وأَنشد بيت المتلمس،
وقال: معناه أَي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها: حــمداً وشكراً؛ وفي نسخة من
التهذيب:
حَمادِ لها حَمادِ، ولا تَقُولي
طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت: جَمادِ
وفسر فقال: احــمدها ولا تذمها.
والمُجْــمِدُ: البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار. قال ابن
سيده: والمجــمد البخيل المتشدّد؛ وقيل: هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل
بين أَهل الميسر، فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق
من وجب عليه ولزمه؛ وقيل: هو الذي لم يفز قدحه في الميسر؛ قال طرفة بن
العبد في المجــمد يصف قِدْحاً:
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه
على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْــمِد
قال ابن بري: ويروى هذا البيت لعدي بن زيد؛ قال وهو الصحيح، وأَراد
بالأَصفر سهماً. والمضبوح: الذي غيرته النار. وحويرُه: رجوعه؛ يقول: انتظرت
صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته، فهو كالمحاورة منه، وكان الأَصمعي
يقول: هو الداخل في جمادى، وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد. وقال ابن
الأَعرابي: سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها
مُجْــمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه؛ وقيل: المجــمد هنا الأمين: التهذيب:
أَجْــمَدَ يُجْــمِدُ إِجْماداً، فهو مُجْــمد إِذا كان أَميناً بين القوم. أَبو
عبيد: رجل مُجْــمِد أَمين مع شح لا يخدع. وقال خالد: رجل مُجْــمِد بخيل شحيح؛
وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة: استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه
بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء.
وأَجْــمَد القوم: قلَّ خيرهم وبخلوا.
والجَماد: ضرب من الثياب؛ قال أَبو دواد:
عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية،
وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد
ابن الأَعرابي: الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين، واحدها جامد،
والجامد: الحد بين الدارين، وجمعه جَوامد. وفلان مُجامدي إِذا كان جارك
بيتَ بيتَ، وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي. وفي الحديث: إِذا وقعت
الجَوامِدُ فلا شُفْعَة، هي الحدود. الفراء: الجِماد الحجارة، واحدها
جَــمَد. أَبو عمرو: سيف جَمَّاد صارم؛ وأَنشد:
والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة
من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد،
لسمعتم، من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا،
ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد
والجُــمُدُ: مكان حزن؛ وقال الأَصمعي: هو المكان المرتفع الغليظ؛ وقال
ابن شميل: الجُــمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين
أُخرى، تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة، سميت جُــمُداً من جُمُودها
أَي من يبسها. والجُــمُد: أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً، والقارة
مستديرة طويلة في السماء، ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس
ويسميان جميعاً أَكمة. قال: وجماعة الجُــمُد جِماد ينبت البقل والشجر؛ قال:
وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُــمُد وأَشد مخالطة للسهول، ويكون الجُمُود في
ناحية القُفِّ وناحية السهول، وتجمع الجُــمُد أَجْماداً أَيضاً؛ قال
لبيد:فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق
والجُــمُد: جبل، مثل به سيبويه وفسره السيرافي؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:
سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له،
وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُــمُد
والجُــمُد، بضم الجيم والميم وفتحهما: جبل معروف؛ ونسب ابن الأَثير عجز
هذا البيت لورقة بن نوفل.
ودارة الجُــمُد: موضع؛ عن كراع.
وجُــمْدان: موضع بين قُدَيْد وعُسْفان؛ قال حسان:
لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ،
ودونهم دَفُّ جُــمْدانٍ فموضوعُ
وفي الحديث ذكر جُــمْدان، بضم الجيم وسكون الميم، وفي آخره نون: جبل على
ليلة من الــمدينة مر عليه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا
جُــمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون.
مدح: الــمَدْــح: نقيض الهجاءِ وهو حُسْنُ الثناءِ؛ يقال: مَدَــحْتُه
مِدْــحَةً واحدة ومَدَــحَه يَــمْدَــحُه مَدْــحاً ومِدْــحَةً، هذا قول بعضهم، والصحيح
أَن الــمَدْــحَ المصدر، والــمِدْــحَةَ الاسم، والجمع مِدَــحٌ، وهو الــمَدِــيحُ
والجمع الــمَدائحُ والأَماديح، الأَخيرة على غير قياس، ونظيره حَديثٌ
وأَحاديثُ؛ قال أَبو ذؤَيب:
لو كان مِدْــحةُ حَيٍّ مُنْشِراً أَحداً،
أَحْيا أَباكُنَّ، يا لَيْلى، الأَماديحُ
قال ابن بري: الرواية الصحيحة ما رواه الأَصمعي، وهو:
لو أَن مِدْــحةَ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً،
أَحيا، أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ، الأَماديحُ
وأَنشرت أَحسنُ من منشراً، لأَنه ذكر المؤَنث، وكان حقه أَن يقول منشرة
ففيه ضرورة من هذا الوجه، وأَما قوله أَحيا أُبُوَّتك فإِنه يخاطب به
رجلاً من أَهله يرثيه كان قتل بالعَمْقاءِ؛ وقبله بأَبيات:
أَلْفَيْته لا يَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه،
ولا يُخالِطُه، في البأْسِ، تَسْمِيحُ
والتسميحُ: الهروب. والبأْس: بأْس الحرب.
والــمَدائِح: جمع الــمديح من الشعر الذي مُدِــحَ به كالــمِدْــحة
والأُــمْدُــوحةِ؛ ورجل مادِحٌ من قوم مُدَّــح ومَديحٌ مَــمْدوح.
وتَــمَدَّــحَ الرجلُ: تكلَّف أَن يُــمْدَــحَ. ورجل مُــمَدَّــح أَي مَــمْدوحٌ
جدّاً، ومَدَــحَ للمُثْنِي لا غير. ومَدَــح الشاعرُ وامْتَدَح.
وتَــمَدَّــح الرجل بما ليس عنده: تَشَبَّع وافتخر. ويقال: فلان
يَتَــمَدَّــحُ إِذا كان يُقَرِّظُ نفسه ويثني عليها.
والمَمادِحُ: ضدّ المَقابح.
وامْتَدَحتِ الأَرض وتَــمَدَّــحَتْ: اتسعت، أُراه على البدل من
تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ.
وامْدَــحَّ بطنُه: لغة في انْدَحَّ أَي اتسَع. وتَــمَدَّــحتْ خواصر
الماشية: اتسعت شِبَعا مثل تَنَدَّحَتْ؛ قال الراعي يصف فرساً:
فلما سَقَيْناها العَكِيسَ، تَــمَدَّــحَتْ
خَواصِرُها، وازداد رَشْحاً وَريدُها
يروى بالدال والذال جميعاً؛ قال ابن بري: الشعر للراعي يصف امرأَة، وهي
أُمُّ خَنْزَرِ بن أَرْقَمَ، وكان بينه وبين خَنْزَرٍ هِجاءٌ فهجاه بكون
أُمه تَطْرُقُهُ وتطلب منه القِرى، وليس يصف فرساً كما ذكر، لأَن شعره
يدل على أَنه طرقته امرأَة تطلب ضيافته، ولذلك قال قبله:
فلما عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ،
جَفاها مَواليها، وغابَ مُفِيدُها
رَفَعْنا لها ناراً تُثَقِّبُ للقِرى،
ولِقْحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكُودُها
ولما قَضَتْ من ذي الإِناءِ لُبانةً،
أَرادتْ إِلينا حاجةً لا نُريدُها
والعكيس: لبن يخلط بمرق.
مدش: الــمَدَــشُ: دِقةٌ في اليد واسترخاءٌ وانتشارٌ مع قلّة لحم، مَدِــشَت
يدُه مَدَــشاً وهو أَــمْدَــشُ. وفي لحمِه مَدْــشةٌ أَي قلةٌ. يقال: يدٌ
مَدْــشاءُ وناقة مَدْــشاءُ. ابن شميل: وإنه لأَــمْدَــشُ الأَصابعِ وهو المُنْتَشرُ
الأَصابِع الرَّخْوُ القَصَبةِ، وقال غيره: ناقة مَدْــشاءُ اليدينِ
سريعةُ أَوْبِهما في حُسْن سَيْر؛ وأَنشد:
ونازِحة الجُولَيْنِ خاشعة الصُّوَى،
قَطَعْتُ بــمَدْــشاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِم
وقال آخر:
يَتْبَعْنَ مَدْــشاءَ اليَدَيْن قُلْقُلا
الصحاح: الــمَدَــش رَخاوةُ عَصَبِ اليدِ وقلّةُ لحمِها. ورجل أَــمْدَــشُ
اليدِ، وقد مَدِــشَ، وامرأَة مَدْــشاءُ اليدِ. ابن سيده: والــمَدْــشاءُ من
النساء خاصة التي لا لحم على يديها؛ عن أَبي عبيد، وجمل أَــمْدَــشُ منه.
والــمَدَــشُ: قلةُ لحمِ ثَدْيِ المرأَةِ؛ عن كراع. ومَدَــشَ من الطعام مَدْــشاً:
أَكَل منه قليلاً. ومَدَــشَ له من العطاء يَــمْدُــشُ: قلّلَ. التهذيب: ويقال ما
مَدَــشْت به مَدْــشاً ومَدُــوشاً وما مَدَــشَني شيئاً ولا أَــمْدَــشَني وما
مَدَــشْتُه شيئاً ولا مَدَّــشْتُه شيئاً أَي ما أَعطاني ولا أَعْطَيْتُه،
قال: وهذا من النوادر. ومَدِــشَت عينُه مَدَــشاً وهي مَدْــشاءُ: أَظْلَمت من
جُوع أَو حرِّ شمسٍ. والــمَدَــشُ: تَشقّق في الرِّجْل. والــمَدَــشُ في الخيل:
اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَين من شدة الفَدَغِ وهو من عيوب الخيل التي
تكون خِلْقة، والفَدَعُ النواءُ الرُّسْغ من عُرْضِه الوَحْشِيِّ. ورجل
مَدِــشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حكاه ابن الأَعرابي. والــمَدَــشُ: الحُمْق. وما به
مَدْــشةٌ أَي مرضٌ، واللَّه أَعلم بالصواب.
ضــمد: ضَــمَدْــتُ الجرح وغيره أَضْــمِدُــه ضَــمْداً، بالإِسكان: شَدَدْتُه
بالضِّمادِ والضَّمادَة، وهي العِصابَةُ، وعَصَّبْتُه وكذلك الرأْس إِذا
مَسَحْت عليه بِدُهْن أَو ماء ثم لففت عليه خِرْقَة، واسم ما يلزق بهما
الضماد؛ وقد تَضَــمَّد. الليث: ضَــمَّدْــت رأْسه بالضِّماد، وهي خرقة تُلَفُّ
على الرأْس عند الاذدّهانِ والغَسْل ونحو ذلك، وقد يوضع الضِّمادُ على
الرأْس للصُّداع يُضَــمَّد به، والمِضَدُّ لغة يمانية. وضَــمَّدَ فلان رأْسَه
تَضْمِيداً أَي شَدَّه بعصابة أَو ثوب ما خلا العمامة، وقد ضُــمِّدَ به
فَتَضَــمَّد. وفي حديث طلحة: أَنه ضَــمَّدَ عَيْنَيْه بالصَّبِرِ وهو مُحْرم
أَي جعله عليهما وداواهما به. وأَ صل الضَّــمْد الشَّدُّ مِنْ ضَــمَدَ
رأْسَه وجُرْحَه إِذا شدّه بالضِّماد، وهي خرقة يُشَدّ بها العُضْو المَؤُوفُ،
ثم قيل لِوَضْع الدواءِ على الجُرح وغيره، وإِنْ لم يُشدّ. ويقال:
ضَــمَّدْــت الجرح إِذا جعلت عليه الدواء. قال: وضَــمَّدْــتُه بالزَّعْفَران
والصَّبِرِ أَي لَطَخْتُه. وضَــمَّدت رأْسه إِذا لفَفْته بخرقة. وقال ابن هانئ:
هذا ضِماد، وهو الدواء الذي يُضَــمَّدُ به الجرحُ، وجمعه ضَمائِدُ.
ويقال: ضَــمِدَ الدّمُ عليه أَي يبس وَقَرَتَ؛ وقول النابغة أَنشده ابن
الأَعرابي:
وما هُريقَ على غَرِيِّكَ الضَّــمَدُ
فقد فسره فقال: الضَّــمَدُ الذي ضُــمِّدَ بالدم؛ وقال الهروي: يقال ضَــمدَ
الدمُ على حلق الشاة إِذا ذُبحت فسالَ الدمُ ويَبِس على جِلْدها. ويقال:
رأَيت على الدابة ضَــمَداً من الدَّم، وهو الذي قَرَتَ عليه وجَفَّ، ولا
يقال الضَّــمَدُ إِلا على الدابة لأَنه يجيء منه فَيَجْــمُد عليه. قال:
والغَرِيُّ في بيت النابغة مُشَبَّه بالدابة. أَبو مالك: اضْــمُِدْ عليك
ثيابَك أَي شُدَّها. وأَجِدْ ضَــمْدَ هذا العِدْلِ. وضَــمَدْــتُ رأْسَه بالعصا:
ضربته وعَمَّمْتُه بالسيف.
والضَّــمْدُ: الظُّلْم. والضَّــمَدُ، بالتحريك: الحِقْدُ اللازِقُ بالقلب،
وقيل: هو الحِقْدُ ما كان. وقد ضَــمِدَ عليه، بالكسر، ضَــمَداً أَي أَحِنَ
عليه؛ قال النابغة:
ومَنْ عَصاكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً
تَنْهى الظَّلومَ، ولا تَقْعُدْ على الضَّــمَد
وأَنشده الجوهري: ولا تَقْعُدْ على ضَــمَد، بغير تعريف. وفي حديث علي،
رضي الله عنه، وقيل له: أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عثمان، رضي الله عنه، فَضَــمِدَ
أَي اغتاظ. يقال: ضَــمِدَ يَضْــمَدُ ضَــمَداً، بالتحريك، إِذا اشتدّ
غَيْظُه وغضبه. وفَرَق قوم بين الضَّــمَد والغَيْظِ فقالوا: الضَّــمَد أَن يغتاظ
على مَنْ يَقْدِر عليه، والغيظُ أَن يَغتاط على مَنْ يَقْدِرُ عليه ومن
لا يقدِرُ. يقال: ضَــمِدَ عليه إِذا غَضِبَ عليه؛ وقيل: الضَّــمَدُ شدّة
الغيظ. وأَنا على ضِمادَةٍ من الأَمْر أَي أَشْرَفْتُ عليه.
والضَّــمْدُ: الــمُداجاةُ. والضَّــمْدُ: رَطْبُ الشجر ويابسُه قَديمُه
وحَديثُه؛ وقيل: الضَّــمْدُ رطب النبت ويابسه إِذا اختلطا. يقال: الإِبل تأْكل
من ضَــمْدِ الوادي أَي من رَطْبِه ويابسهِ إِذا اخْتَلَطا. وفي صفة مكة،
شرفها الله تعالى: من خُوضٍ وضَــمْدٍ؛ الضَّــمدُ، بالسكون، رَطْبُ الشجر
ويابسُه. وقال رجل لآخر: فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ؟ قال: تَرَكْتُهمْ في
أَرض قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتها، وشبِعت إِبلُها من ضَــمْدها
ولَقِحَ نَعَمُها؛ قوله ضَــمْدها قال: ليس فيها عُود إِلاَّ وقد ثَقَبَه
النبْت أَي أَوْرَق. وأَضْــمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم
تَبْدُرْ منه أَي كانت في جوفه ولم تظهر. والضَّــمْدُ: خِيارُ الغَنمِ
ورُذَلْها. وأُعطيكَ مِنْ ضَــمْدِ هذه الغنم أي من صَغيرَتِها وكبيرتِها
وصالِحَتها وطالِحَتَها ودَقِيقها وجَلِيلها. والضَّــمْدُ: أَنْ يُخالَّ الرجلُ
المرأَة ومعها زوج؛ وقد ضَــمَدَــتْه تَضْــمِدُــه وتَضْــمُده. والضَّــمْد أَيضاً:
أَن يُخالَّها خَلِيلانِ، والفِعْل كالفِعل؛ قال أَبو ذؤيب:
تُريدينَ كَيْما تَضْــمُديني وخالداً،
وهل يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويْحَكِ في غِــمْدِ؟
والضِّمادُ كالضَّــمْد. قال: والضَّــمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزوج
رجلاً غير زوجها أَو رجلين؛ عن أَبي عمرو؛ قال مدرك:
لا يُخْلِصُ، الدَّهْرَ، خَلِيلٌ عَشْرَا
ذاتَ الضِّماد أَو يَزُورَ القَبْرا،
إِني رَأَيْتُ الضَّــمْدَ شيئاً نُكْرا
قال: لا يَدومُ رجل على امرأَته ولا أَمرأَةٌ على زوجها إِلا قَدْرَ
عَشْرَ ليال للعُذْر في الناس في هذا العام، فوصف ما رأَى لأَنه رأَى الناس
كذلك في ذلك العام؛ وأَنشد:
أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْــمُديني وصاحِبي،
أَلا لا، أَحِبَّي صاحِبي ودَعِيني
الفراء: الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثنين أَو ثلاثة في القحط
لتأْكل عند هذا وهذا لتشبع. قال أَبو يوسف: سمعت منتجعاً الكلابّي وأَبا
مَهْدِيّ يقولان: الضَّــمَدُ الغابر الباقي من الحق؛ تقول: لنا عند بني فلان
ضَــمَد أَي غابِرٌ من حقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن.
والمِضْــمَدَــةُ: خَشَبَة تجعل على أَعْناقِ الثَّوْرَيْنِ في طَرَفِها
ثَقبانِ، في كل واحدة منها ثُقْبَة بينهما فرض في ظهرها ثم يجعل في الثقبين
خيط يُخْرج طرفاه من باطن المِضْــمَدَــة، ويُوثَقُ في طَرفِ كلِّ خَيْطٍ
عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَيْنَ العُودَيْنِ.
والضَّامِدُ: اللازم؛ عن أَبي حنيفة.
وعَبْدٌ ضَــمَدَــة: ضَخْمٌ غلِيظٌ؛ عن الهَجَريِّ.
وفي الحديث: أَن رجلاً سأَل رَسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، عن
البَداوَة، فقال: اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَــمَدٍ؛ هو
بفتح الضاد والميم: موضع باليمن.
ثــمد: الثَّــمْدُ والثَّــمَدُ: الماء القليل الذي لا مادّ له، وقيل: هو
القليل يبقى في الجَلَد، وقيل: هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وفي
بعض كلام الخطباء: ومادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَــمِدَــةٌ بَكِئَةٌ،
والجمع أَثْمادٌ. والثِّمادُ: كالثَّــمَدِ؛ وفي حديث طَهْفَة: وافْجُرْ لهم
الثَّــمَدَ، وهو بالتحريك، الماء القليل أَي افْجُرْهُ لهم حتى يصير كثيراً؛
ومنه الحديث: حتى نزل بأَقصى الحديبية على ثَــمَدٍ؛ وقيل: الثِّمادُ
الحُفَرُ يكون فيها الماءُ القليل؛ ولذلك قال أَبو عبيد: سُجِرَتِ الثِّمادُ
إِذا ملئت من المطر، غير أَنه لم يفسرها. قال أَبو مالك: الثَّــمْدُ أَن
يعــمد إِلى موضع يلزم ماء السماءِ يجعَلُه صَنَعاً، وهو المكان يجتمع فيه
الماء، وله مسايل من الماءِ، ويحفِرَ في نواحيه ركايا فيملؤُها
(* قوله
«فيملؤها» كذا في نسخة المؤلف بالرفع والأحسن النصب.) من ذلك الماءِ، فيشرب
الناس الماءَ الظاهر حتى يجف إِذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وتبقى تلك
الركايا فهي الثِّمادُ؛ وأَنشد:
لَعَمْرُكَ، إِنِّني وطِلابَ سَلْمَى
لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّــمَدَ الظَّنُونا
والظَّنون: الذي لا يوثق بمائه.
ابن السكيت: اثْتَــمَدْــتُ ثَــمَداً أَي اتخذت ثَــمَداً، واثَّــمَدَ
بالإِدغام أَي ورد الثَّــمَدَ؛ ابن الأَعرابي: الثَّــمَدُ قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ
السماءِ فيشرب به الناس شهرين من الصيف، فإِذا دخل أَول القيظ انقطع فهو
ثَــمَدٌ، وجمعه ثِماد. وثَــمَدَــهُ يَثْــمِدُــه ثَــمْداً واثَّــمَدَــهُ
واسْتَثْــمَدَــهُ: نَبَثَ عنه التراب ليخرج. وماءٌ مَثْمود: كثر عليه الناس حتى فني
ونَفِدَ إِلا أَقلَّه.
ورجل مثمود: أُلِحَّ عليه في السؤَال فأَعطى حتى نَفِدَ ما عنده.
وثَــمَدَــتْهُ النساء: نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع ولم يبق في صلبه
ماءٌ.والإِثْــمِدُ: حجر يتخذ منه الكحْل، وقيل: ضرب من الكحل، وقيل: هو نفس
الكحل، وقيل شبيه به؛ عن السيرافي؛ قال أَبو عمرو: يقال للرجل يَسْهَرُ
ليله سارياً أَو عاملاً فلانٌ يجعل الليل إِثْــمِداً أَي يسهر فجعل سواد
الليل لعينيه كالإِثــمد لأَنه يسير الليل كله في طلب المعالي؛ وأَنشد أَبو
عمرو:
كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْــمِداً،
ويَغْدُو علينا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ
والثامِدُ من البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل.
وروضةُ الثَّــمدِ: موضعٌ.
وثمودُ: قبيلة من العرب الأُول، يصرف ولا يصرف؛ ويقال: إِنهم من بقية
عاد وهم قوم صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بعثه الله إِليهم وهو
نبي عربي، واختلف القراءُ في إِعرابه في كتاب الله عز وجل، فمنهم من صرفه
ومنهم من لم يصرفه، فمن صرفه ذهب به إِلى الحيّ لأَنه اسم عربي مذكر سمي
بمذكر، ومن لم يصرفه ذهب به إِلى القبيلة، وهي مؤنثة. ابن سيده: وثمودُ
اسم؛ قال سيبويه: يكون اسماً للقبيلة والحي وكونه لهما سواء. قال وفي
التنزيل العزيز: وآتينا ثمود الناقة مبصرة؛ وفيه: أَلا إِن ثموداً كفروا
ربهم.
مدن: مَدَــنَ بالمكان: أَقام به، فِعْلٌ مُمات، ومنه الــمَدِــينة، وهي
فَعِيلة، وتجمع على مَدَــائن، بالهمز، ومُدْــنٍ ومُدُــن بالتخفيف والتثقيل؛ وفيه
قول آخر: أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ؛ قال ابن بري: لو كانت
الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْــنٍ. وفلان مَدَّــنَ الــمَدائنَ:
كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ. قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة
مدائن فقال: فيه قولان، من جعله فَعِيلة من قولك مَدَــنَ بالمكان أَي أَقام
به همزه، ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا
يهمز معايش. والــمَدِــينة: الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض، مشتق من ذلك.
وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة، والنسبة إِليها
مَدِــينّي، والجمع مَدائنُ ومُدُــنٌ. قال ابن سيده: ومن هنا حكم أَبو الحسن
فيما حكاه الفارسي أَن مَدِــينة فعيلة. الفراء وغيره: الــمدينة فعيلة، تهمز
في الفعائل لأَن الياء زائدة، ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية.
والــمدينة: اسم مدينة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة غلبت
عليها تفخيماً لها، شرَّفها الله وصانها، وإِذا نسبت إِلى الــمدينة فالرجل
والثوب مَدَــنيٌّ، والطير ونحوه مَدِــينّي، لا يقال غير ذلك. قال سيبويه:
فأَما قولهم مَدَــائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد، وحمامةٌ
مَدِــينيَّة وجارية مَدِــينيَّة. ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ: هو ابن
بَجْدَتِها وابنُ مَدِــينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن
سُرْسُورها؛ قال الأَخطل:
رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِــينةٍ
يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ
ابنُ مَدِــينةٍ أَي العالم بأَمرها. ويقال للأَمة: مَدِــينة أَي مملوكة،
والميم ميم مَفْعُول، وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِــينة،
وأَنشد بيت الأَخطل، قال: وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِــينة ابنُ أَمة،
قال ابن خالويه: يقال للعبد مَدِــينٌ وللأَمة مَدِــينة، وقد فسر قوله تعالى:
إِنا لــمَدِــينُون؛ أَي مملوكون بعد الموت، والذي قاله أَهل التفسير
لمَجْزِيُّون. ومَدَــنَ الرجلُ إِذا أَتى الــمدينة. قال أَبو منصور: هذا يدل على
أَن الميم أَصلية. قال: وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَــن بالمكان أَي
أَقام به. قال: ولا أَدري ما صحته، وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول، عليه
الصلاة والسلام، قلت مَدَــنيٌّ، وإِلى مدينة المنصور مَدِــينيّ، وإِلى مدائن
كِسْرَى مَدائِنيٌّ، للفرق بين النسب لئلا يختلط.
ومَدْــيَنُ: اسم أَعجمي، وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة، وقد يكون
مَفْعَلاً وهو أَظهر. ومَدْــيَنُ: اسم قرية شعيب، على نبينا وعليه أَفضل
الصلاة والسلام، والنسب إِليها مَدْــيَنِيٌّ. والــمَدَــانُ: صنم. وبَنُو
الــمَدَــانِ: بطْنٌ، على أَن الميم في الــمَدَــان قد تكون زائدة. وفي الحديث
ذِكْرُ مَدَــان، بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام، ويقال
له فَيْفاءُ مَدَــانَ؛ قال: وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة.