Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=18700#7c8d17
(حَــمِدَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْحَمِيدُ» *
أَيِ الْمَحْمُودُ على كل حال، فعيل بمعنى مفعول. والحَــمْدُ والشكر متقاربان. والحَــمْدُ أعمّهما، لأنَّك تَحْــمِدُ الْإِنْسَانَ عَلَى صِفاته الذَّاتيَّة وَعَلَى عَطَائِهِ وَلَا تَشْكُره عَلَى صِفاته.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الحَــمْدُ رَأْسُ الشُّكر، مَا شَكَر اللهَ عبْدٌ لَا يَحْــمِدُــهُ» كَمَا أَنَّ كَلِمَةَ الإخْلاص رأسُ الْإِيمَانِ. وَإِنَّمَا كَانَ رأسَ الشُّكر لِأَنَّ فِيهِ إِظْهَارَ النّعْمة وَالْإِشَادَةَ بِهَا، وَلِأَنَّهُ أَعَمُّ مِنْهُ، فَهُوَ شُكْر وَزِيَادَةٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «سُبْحَانَكَ اللهمَّ وبحَــمْدِــكَ» أَيْ وبحَــمْدِــكَ أبْتدِئ. وَقِيلَ بحَــمْدِــكَ سَبَّحت. وَقَدْ تُحْذَفُ الْوَاوُ وَتَكُونُ الْبَاءُ للتَّسْبِيب، أَوْ للمُلاَبسة: أَيِ التَّسْبيح مُسبَّب بالحَــمْدِ، أَوْ ملابِس لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لِوَاء الحَــمْدِ بِيَدِي» يُريد بِهِ انْفِرَاده بِالْحَــمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وشهرته به على رؤوس الْخَلْقِ. والعَرَبُ تَضَع اللِّواء مَوْضِعَ الشُهْرة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وابْعَثْه المقَام المَحْمُود الَّذِي وَعَدْتَه» أَيِ الَّذِي يَحْــمَدُــهُ فِيهِ جَمِيعُ الْخَلْقِ لتعْجيل الْحِسَابِ وَالْإِرَاحَةِ مِنْ طُول الْوُقُوفِ. وَقِيلَ هُوَ الشَّفاعة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَمَّا بعْدُ فَإِنِّي أَحْــمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ» أَيْ أَحْــمَدُــهُ معَك، فَأَقَامَ إِلَى مُقام مَع. وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَحْــمَدُ إِلَيْكَ نِعمة اللَّهِ بِتَحْدِيثك إيَّاها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَحْــمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْل الإحْلِيل» أَيْ أرْضاه لَكُمْ وأتقَدّم فِيهِ إِلَيْكُمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمة «حُمَادَيَات النّسَاء غَضُّ الأطْراف» أَيْ غَايَاتُهُنّ ومُنْتهَى مَا يُحْــمَد مِنْهُنَّ. يقال: حُمَادَاكَ أَنْ تَفْعل، وقُصَاراك أَنْ تَفْعَل: أَيْ جُهْدُك وغَايَتُك.