Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=62418#22bf2e
(المأكم المأكم) الكفل (ج) مآكم
كمــأ: الــكَمْــأَةُ واحدها كَمــءٌ على غيرِ قياس، وهو من النوادِرِ. فإِنَّ القِياسَ العَكْسُ.
الــكَمْــءُ: نَبات يُنَقِّضُ الأَرضَ فيخرج كمــا يَخرج الفُطْرُ، والجمع
أَــكْمُــؤٌ وكَمْــأَةٌ. قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة. قال سيبويه: ليست الــكَمْــأَةُ بجمعِ كَمْــءٍ لأَن فَعْلَةً ليس مـما يُكَسَّر عليه فَعْلٌ،
إِنما هو اسم للجمع. وقال أَبو خَيْرة وَحْدَه: كَمْــأَةٌ للواحد وكَمْــءٌ
للجميع. وقال مُنْتَجِع: كَمْــءٌ للواحد وكَمْــأَةٌ للجميع. فَمَرَّ رُؤْبةُ
فسَأَلاه فقال: كَمْــءٌ للواحد وكَمْــأَةٌ للجميع، كمــا قال مُنْتَجِع. وقال
أَبو حنيفة: كَمْــأَةٌ واحدة وكَمْــأَتانِ وكَمْــآتٌ. وحَكَى عن أَبي زيد
أَن الــكَمْــأَة تكون واحدةً وجَمْعاً، والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه.
أَبو الهيثم: يقال كَمْــءٌ للواحد وجمعه كَمْــأَةٌ، ولا يُجمع شيءٌ على
فَعْلة إِلاَّ كَمْــءٌ
وكَمْــأَةٌ، ورَجْلٌ ورَجْلةٌ. شمر عن ابن الأَعرابي: يُجمع كَمْــءٌ أَــكْمُــؤاً، وجمع الجمع كَمْــأَةٌ. وفي الصحاح: تقول هذا كَمْــءٌ وهذان كَمْــآنِ وهؤُلاءِ أَــكْمُــؤٌ ثلاثة، فإِذا كثرت، فهي الــكَمْــأَةُ.
وقيل: الــكَمْــأَةُ هي التي إِلى الغُبرة والسَّواد، والجِبَأَةُ إِلى الحُمْرةِ، والفِقَعةُ البِيضُ. وفي الحديث: الــكَمْــأَةُ مِنَ الـمَنِّ وماؤُها شِفاءٌ للعين. وأَــكْمَــأَتِ الأَرضُ فهي مُــكْمِــئةٌ، كَثُرت كَمْــأَتُها.
وأَرضٌ مَــكْمُــوؤَةٌ: كثيرة الــكَمْــأَة.
وكَمَــأَ القومَ وأَــكْمَــأَهم، الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة: أَطْعَمَهُم الــكَمْــأَةَ. وخَرجَ الناسُ يَتَــكَمَّــؤُون أَي يَجْتَنُون الــكَمْــأَةَ. ويقال: خرج الـمُتَــكَمِّــئُون، وهم الذين يَطْلُبون الــكَمْــأَةَ.
والــكَمَّــاءُ: بَيَّاعُ الــكَمْــأَة وجانيها للبيع. أَنشد أَبو حنيفة:
لقد ساءَني، والناسُ لا يَعْلَمُونَه، * عَرازِيلُ كَمَّــاءٍ، بِهِنَّ مُقِيمُ
شمر: سمعت أَعرابياً يقول: بنو فلان يَقْتُلُون الــكَمَّــاءَ والضَّعِيفَ.
وكَمِــئَ الرَّجلُ يَــكْمَــأُ كَمَــأً، مهموز: حَفِيَ ولم يَكُنْ له نعل (1)
(1 قوله «ولم يكن له نعل» كذا في النسخ وعبارة الصحاح ولم يكن عليه نعل ولكن الذي في القاموس والمحــكم وتهذيب الازهري حفي وعليه نعل وبما في المحــكم والتهذيب تعلم مأخذ القاموس.).
وقيل: الــكَمَــأُ في الرِّجْل كالقَسَط، ورَجُل كَمِــئٌ. قال:
أَنْشُدُ باللّه، مِنَ النَّعْلَيْنِهْ، * نِشْدةَ شيخٍ كَمِــئِ الرِّجْلَيْنِهْ(2)
(2 قوله «النعلينه إلخ» هو كذلك في المحــكم والتهذيب بدون ياء بعد النون فلا يغتر بسواه.)
وقيل: كَمِــئَتْ رِجْلُه، بالكسر: تَشَقَّقَتْ، عن ثعلب. وقَدْ أَــكْمَــأَتْهُ السِّنُّ أَي شَيَّخَتْه، عن ابن الأَعرابي. وعنه أَيضاً: تَلَمَّعَتْ عليه الأَرضُ وَتَودَّأَت عليه الأَرض وتَــكَمَّــأَت عليه إِذا غَيَّبَتْه وذَهَبَتْ به.
وكَمِــئَ عن الأَخبار كَمَــأً: جَهِلَها وغَبِيَ عنها. وقال الكسائي: إِنْ
جَهِلَ الرجلُ الخَبَر قال: كَمِــئْتُ عن الأَخْبار أَــكْمَــأُ عنها.
كمــش: الــكَمْــشُ: الرجلُ السريع الماضي. رجل كَمْــشٌ وكَمِــيشٌ: عَزُومٌ
ماضٍ سريعٌ في أُموره، كَمِــشَ كَمَــشاً وكَمُــشَ، بالضم، يَــكْمُــش كَمــاشَةً
وانْــكَمَــشَ في أَمرِه. الأَصمعي: انْــكَمَــشَ في أَمرِه وانْشَمَرَ وجَدَّ
بمعنى واحد. وفي حديث عليّ:
بادَرَ مِنْ وجَلٍ وأَــكْمَــشَ في مَهَلٍ.
وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: فاخْرُجْ إِليهما كَمِــيشَ الإِزار أَي
مشمِّراً جادّاً. وكَمَّــشْته تَــكْمِــيشاً: أَعْجَلْته فانْــكَمَــشَ
وتَــكَمَّــش أَي أَسرع. قال ابن سيده: قال سيبويه الــكَمِــيشُ الشجاعُ، كَمُــشَ
كَمــاشةً كمــا قالوا شَجُع شَجاعةً. وأَــكْمَــشَ في السير وغيره. أَسْرَعَ. وفرسٌ
كَمْــشٌ وكَمِــيشٌ: صغيرُ الجُرْدانِ قصيرُه. أَبو عبيدة: الــكَمْــشُ من الخيل
القصيرُ الجُرْدانِ، وجمعه كِمَــاشٌ وأَــكْمــاشٌ. قال الليث: والــكَمْــشُ إِن
وُصِفَ به ذَكَرٌ من الدوابّ فهو القصيرُ الصعيرُ الذكَرِ، وإِن وُصِفت
به الأُنثى فهي الصغيرةُ الضَّرعِ، وهي كَمْــشةٌ، وربما كان الضرع
الــكَمْــشُ مع كُمُــوشِه دَرُوراً؛ وأَنشد:
يَعُسُّ جِحاشُهنَّ إِلى ضُروعٍ
كِمَــاشٍ، لم يُقَبِّضْها التَّوادِي
الكسائي: الــكَمْــشة من الإِبل الصغيرةُ الضَّرْع، وقد كَمُــشَت كمــاشةً،
وخُصْيةٌ كَمْــشةٌ: قصيرةٌ لاصقةٌ بالصِّفاق، وقد كَمُــشت كُمــوشةً.
وفي حديث موسى وشعيب، سلام اللَّه على نبينا وعليهما: ليس فيها فَشُوشٌ
ولا كَمُــوشٌ؛ الــكَمُــوشُ: الصغيرةُ الضرع، سميت بذلك لانْــكِمــاشِ ضَرعها
وهو تقلّصُه.
والــكَمْــشَةُ. الناقةُ الصغيرةُ الضرعِ. وضرعٌ كَمْــشٌ بَيّن الــكُمُــوشةِ:
قصيرُ صغيرٌ. وأَــكْمَــش بناقتِه:
صَرَّ جميع أَخْلافِها. وامرأَةٌ كَمْــشةٌ: صغيرةُ الثدْيِ، وقد كَمُــشَت
كَمــاشةً. والأَــكْمَــشُ: الذي لا يكاد يُبْصِر، زاد التهذيب: من الرجال؛
قال أَبو بكر: معنى قولهم قد تــكَمَّــشَ جلدُه أَي تقبّض واجتمع وانْــكَمَــشَ
في الحاجة، معناه اجتمع فيها. ورجل كَمِــيشُ الإِزارِ: مُشَمِّرُه.
شــكم: الشُّــكْمُ، بالضم: العَطاء، وقيل: الجزاء؛ قال ابن سيده: وأُرى
الشُّــكْمــى لغةً، قال: ولا أَحُقُّها، شــكَمَــه يَشْــكُمــه شَــكْمــاً وأَشْــكَمــه؛
الأَخيرة عن ثعلب. وفي الحديث: أَن أَبا طَيْبة حَجَم رسولَ الله، صلى الله
عليه وسلم، فقال: اشْــكُمُــوه أَي أَعْطُوه أَجْرَهُ؛ قال الشاعر:
أَبْلِغْ قَتادَةَ، غَيْرَ سائِلِه
جَزْلَ العَطاءِ وعاجِلَ الشُّــكْمِ
قال في تفسير الحديث: الشُّــكْمُ، بالضم، الجَزاءُ، والشُّكْدُ العَطاء
بلا جَزاءٍ، قال: وقيل: هو مثله وأَصله من شَكِيمةِ اللجامِ كأَنها
تُمْسِكُ فاه عن القول، قال: ومنه حديث عبد الله بن رَباح: أَنه قال للراهب
إِني صائم، فقال: أَلا أَشْــكُمُــكَ على صومك شُــكْمــةً؟ تُوضع يوم القيامة
مائدةٌ وأَول من يأْكل منها الصائمون؛ أَي أَلا أُبَشِّرُكَ بما تُعْطى على
صَوْمِك. وفي ترجمة شكب: الشُّكْبُ لغةٌ في الشُّــكْمِ، وهو الجزاء، وقيل:
العطاء، قال أَبو عبيد: سمعت الأُمَوِيَّ يقول: الشُّــكْمُ الجزاء،
والشَّــكْمُ المصدر، وقال الكسائي: الشُّــكْمُ العِوَضُ، وقال الأَصمعي:
الشُّــكْمُ والشُّكْدُ العطية. الليث: الشُّــكْمُ النُّعْمى. يقال: فَعَلَ فلانٌ
أَمراً فَشَــكَمْــتُه أَي أَثَبْتُه: قال الجوهري: الشُّــكْمُ بالضم، الجزاء،
فإِذا كان العطاء ابتداء فهو الشُّكْدُ، بالدال، تقول منه شَــكَمْــتُه أَي
جزيته.
والشَّكِيمة من اللِّجام: الحديدة المُعْتَرضة في الفم. الجوهري:
الشكِيمُ والشَّكِيمةُ في اللجام الحديدةُ المُعْتَرِضة في فم الفرس التي فيها
الفأْس؛ قال أَبو دُواد:
فهي فَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها
مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ
والجمع شَكائِمُ وشَكِيمٌ وشُــكُمٌ؛ الأَخيرة على طرح الزائد أَو على
أَنه جمع شكيم الذي هو جمع شَكِيمة، فيكون جمع جمع. وشَــكَمَــه يَشْــكُمُــه
شَــكْمــاً: وضع الشَّكِيمة في فيه. وشَــكَمْــتُ الوالي إِذا رَشَوتَه كأَنك
سَدَدْتَ فَمَه بالشَّكِيمة؛ وقال قوم: شَــكَمــه شَــكْمــاً وشَكِيماً عَضَّه؛ قال
جرير:
فأَبْقُوا عليــكم، واتَّقُوا نابَ حَيَّةٍ
أَصاب ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِيمُها
قال: وأَما فأْس اللجام فالحديدة القائمة في الشكيمة. ويقال: فلان شديدُ
الشَّكيمة إِذا كان ذا عارضة وَجِدٍّ. ابن الأَعرابي: الشَّكِيمَةُ
قُوَّةُ القلب. ابن السكيت: إِنه لشديدُ الشَّكِيمةِ إِذا كان شديدَ
النَّفْسِ أَنِفاً أَبِيّاً. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما:
فما بَرِحَتْ شَكِيمَتُه في ذات الله أَي شِدَّةُ نَفْسِه، هو من ذلك،
وأَصله من شكيمة اللجام فإِن قُوَّتَها تدل على قوة الفرس. والشكِيمَةُ:
الأَنَفَةُ والانتصار من الظُّلْم، وهو ذو شَكِيمةٍ أَي عارِضةٍ وجِدٍّ،
وقيل: هو أَن يكون صارماً حازماً، وفلان ذو شكِيمة إِذا كان لا يَنْقاد؛ قال
عَمْرُو بن شاسٍ الأَسَدِيُّ يُخاطِب امرأَته في ابْنِه عِرار:
وإِنَّ عِراراً إِنْ يكن ذا شَكِيمةٍ
تَعافِينََها منه، فما أَمْلِكُ الشِّيَمْ
وقوله:
أَنا ابنُ سَيَّارٍ على شَكِيمِه،
إِن الشِّراكَ قُدَّ من أَدِيِمِه
قال: يجوز أَن يكون جمع شَكِيمةٍ كمــا ذكر في شَكِيمةِ اللجام، ويجوز أَن
يكون لغة في الشَّكِيمة، فيكون من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ، ويجوز أَن يكون
أَراد على شكيمته فحذف الهاء للضرورة؛ وقول أبي صخر الهذلي:
جَهْم المُحَيَّا عَبُوس باسِل شَرِس،
وَرْد قُساقِسة، رِئْبالَة شَــكِم
قال السُّكَّرِيُّ: شَــكِمٌ غَضُوبٌ. وشَكِيمُ القِدْرِ: عُراها؛ قال
الراعي:
وكانَتْ جَدِيراً أَن يُقَسَّمَ لَحْمها،
إِذا ظَلَّ بينَ المَنْزِلَينِ شَكِيمُها
وشُكامَةُ وشُكَيْمٌ: اسمان. ومِشْــكَمٌ، بالكسر: اسم رجل.
كمــت: الــكُمَــيْتُ: لونٌ ليس بأَشْقَر ولا أَدْهَم؛ وكذلك الــكُمَــيْتُ: من
أَسماء الخمر فيها حُمرة وسواد، والمصدر الــكُمْــتَة. ابن سيده: الــكُمْــتةُ
لونٌ بين السَّوادِ والحُمْرة، يكون في الخيل والإِبل وغيرهما. وقال ابن
الأَعرابي: الــكُمْــتةُ كُمْــتَتانِ: كُمْــتةُ صُفْرةٍ، وكُمْــتَة حُمْرةٍ.
وقد كَمُــتَ كَمْــتاً وكُمْــتةً وكَمــاتَةً، واكْمــاتَّ. والــكُمَــيْتُ من الخيل،
يَسْتَوي فيه المذكر والمؤَنث، ولَوْنُه الــكُمْــتَة، وهي حُمْرة
يَدْخُلُها قُنُوءٌ؛ تقول منه: اكْمَــتَّ الفرسُ اكْمِــتاتاً، واكْمــاتَّ
اكْمِــيتاتاً، مثلُه، وفرس كُمَــيْتٌ، وبعير كُمَــيْتٌ؛ وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال
الكَلْحبةُ:
كُمَــيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ
كَلَوْنِ الصَّرْفِ، عُلَّ به الأَديمُ
يعني أَنها خالصة اللون، لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك. قال ثعلب:
يقول هذه الفرس بَيِّنٌ أَنها إِلى الحُمْرة لا إِلى السَّواد. قال
سيبويه: سأَلت الخليل عن كُمَــيْتٍ، فقال: هو بمنزلة جُمَيلٍ، يعني الذي هو
البُلْبُلُ، وقال. إِنما هي حُمْرة يُخالِطُها سوادٌ، ولم تَخْلُصْ، وإِنما
حَقَّروها لأَنها بين السواد والحمرة ولم تَخْلُصْ لواحد منهما فيقالَ له
أَسْوَدُ أَو أَحمر، فأَرادوا بالتصغير أَنه منهما قريب، وإِنما هذا
كقولك: هو دُوَيْنُ ذاك، انتهى كلام سيبويه. قال ابن سيده: وقد يُوصَفُ به
المَواتُ؛ قال ابن مقبل:
يَظَلاَّنِ، النهارَ، برأْسِ قُفٍّ
كُمَــيْتِ اللَّوْنِ، ذي فَلَكٍ رفيعِ
قال: واستعمله أَبو حنيفة في التِّين، فقال في صفة بعض التِّين: هو
أَكْبَر تِينٍ رآه الناسُ أَحْمَرُ كُمَــيْتٌ، والجمع كُمْــتٌ، كَسَّروه على
مُكَبَّره المُتَوَهَّم، وإِن لم يُلْفَظ به، لأَن المُلَوَّنة يَغْلِبُ
عليها هذا البِناء الأَحْمَرُ والأَشْقر؛ قال طُفَيْل:
وكُمْــتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها
جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ
قال أَبو عبيدة: فَرْقُ ما بين الــكُمَــيْتِ والأَشْقَر في الخيل
بالعُرْفِ والذَّنَبِ، فإِن كانا أَحْمَرَين، فهو أَشْقَرُ، وإِن كانا أَسودين،
فهو كُمَــيْتٌ، قال: والوَرْدُ بينهما؛ والــكُمَــيْتُ للذكر والأُنثى سواء.
يقال مُهْرة كُمَــيْتٌ؛ جاء عن العرب مُصَغَّراً، كمــا تَرى. قال الأَصمعي
في أَلوان الإِبل: بعير أَحمر إِذا لم يُخالِطْ حُمْرتَه شيء، فإِن
خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ، فهو كُمَــيْتٌ، وناقة كُمَــيْتٌ؛ فإِن اشْتَدَّت
الــكُمْــتَةُ حتى يدخلَها سوادٌ، فتلك الرُّمْكَة؛ وبعير أَرْمَكُ، فإِن كان
شديدَ الحمرة يَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ ليس بخالصٍ، فتِلْكَ الكُلْفَة؛ وهو
أَكلَفُ، وناقة كَلْفاء. والعَرَب تقول: الــكُمَــيْتُ أَقْوَى الخيل،
وأَشَدُّها حوافِرَ؛ وقوله:
فلو تَرَى فيهنَّ سِرَ العِتْقِ،
بَيْنَ كَمــاتِيٍّ،وحُوٍّ بُلْقِ
جمعه على كَمْــتاءَ، وإِن لم يُلْفَظْ به، بعد أَن جعله اسماً كصَحْراء.
والــكُمَــيْتُ: فرس المُعْجَبِ بن سُفْيان، صفةٌ غالبة. والــكُمَــيْتُ: من
أسماء الخمر، لما فيها من سواد وحُمْرة؛ وفي المحــكم: الــكُمَــيْتُ الخمر
التي فيها سَواد وحُمْرة، والمصْدَر: الــكُمْــتَةُ؛ وقال أَبو حنيفة: هو اسم
لها كالعَلَم، يريد أَنه قد غَلَب عليها غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ، وإِن
كان في أَصله صفةً، وقد كُمِّــتَتْ: صُيِّرتْ بالصَّنْعة كُمَــيْتاً؛ قال
كثير عزة:
إِذا ما لَوَى صِنْعٌ به عَرَبِيَّةً،
كَلَوْنِ الدِّهانِ، وَرْدَةً لم تُــكَمَّــتِ
قال أَبو منصور: ويقال تَمْرة كُمَــيْتٌ في لونها، وهي من أَصلَبِ
التُّمْرانِ لِحاءً، وأَطْيَبِها مَمْضَغَةً؛ قال الشاعر
(* قوله «قال الشاعر»
هو الاسود بن يعفر وصدره كمــا في التــكمــلة: «وكنت إِذا ما قرّب الزاد
مولعاً» ومعنى لم توسف: لم تقشر.):
بكُلِّ كُمَــيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ
ابن الأَعرابي: الــكَمِــيتُ الطويلُ التامّ من الشهور والأَعْوام.
والــكُمَــيْتُ بنُ مَعْروفٍ: شاعر مَعْروف.
حــكم: الله سبحانه وتعالى أَحْــكَمُ الحاكمِــينَ، وهو الحَكِيمُ له
الحُــكْمُ، سبحانه وتعالى. قال الليث: الحَــكَمُ الله تعالى. الأَزهري: من صفات
الله الحَــكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ، ومعاني هذه الأَسماء متقارِبة، والله
أعلم بما أَراد بها، وعلينا الإيمانُ بأَنها من أَسمائه. ابن الأَثير: في
أَسماء الله تعالى الحَــكَمُ والحَكِيمُ وهما بمعنى الحاكِم، وهو القاضي،
فَهو فعِيلٌ بمعنى فاعَلٍ، أو هو الذي يُحْــكِمُ الأَشياءَ ويتقنها، فهو
فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ، وقيل: الحَكِيمُ ذو الحِــكمــة، والحَــكْمَــةُ عبارة
عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. ويقال لمَنْ يُحْسِنُ دقائق
الصِّناعات ويُتقنها: حَكِيمٌ، والحَكِيمُ يجوز أن يكون بمعنى الحاكِمِ مثل
قَدِير بمعنى قادر وعَلِيمٍ بمعنى عالِمٍ. الجوهري: الحُــكْم الحِــكْمَــةُ من
العلم، والحَكِيمُ العالِم وصاحب الحِــكْمَــة. وقد حَــكُمَ أي صار حَكِيماً؛
قال النَّمِرُ بن تَوْلَب:
وأَبْغِض بَغِيضَكَ بُغْضاً رُوَيْداً،
إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْــكُمــا
أي إذا حاوَلتَ أن تكون حَكيِماً. والحُــكْمُ: العِلْمُ والفقه؛ قال الله
تعالى: وآتيناه الحُــكْمَ صَبِيّاً، أي علماف وفقهاً، هذا لِيَحْيَى بن
زَكَرِيَّا؛ وكذلك قوله:
الصَّمْتُ حُــكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ
وفي الحديث: إنَّ من الشعر لحُــكْمــاً أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع
من الجهل والسَّفَهِ ويَنهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظ والأمثال التي
ينتفع الناس بها. والحُــكْمُ: العِلْمُ والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر
حَــكَمَ يَحْــكُمُ، ويروى: إن من الشعر لحِــكْمَــةً، وهو بمعنى الحُــكم؛ ومنه
الحديث: الخِلافةُ في قُرَيش والحُــكْمُ في الأنصار؛ خَصَّهُم بالحُــكْمِ
لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم، منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ وأُبَيّ بن كَعْبٍ
وزيد بن ثابت وغيرهم. قال الليث: بلغني أنه نهى أن يُسَمَّى الرجلُ
حكِيماً
(* قوله «أن يسمى الرجل حكيماً» كذا بالأصل، والذي في عبارة الليث التي
في التهذيب: حــكمــاً بالتحريك)، قال الأزهري: وقد سَمَّى الناسُ حَكيماً
وحَــكَمــاً، قال: وما علمتُ النَّهي عن التسمية بهما صَحيحاً. ابن الأثير:
وفي حديث أبي شُرَيْحٍ أنه كان يكنى أبا الحَــكَمِ فقال
له النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الله هو الحَــكَمُ، وكناه بأَبي
شُرَيْحٍ، وإنما كَرِه له ذلك لئلا يُشارِكَ الله في صفته؛ وقد سَمّى الأَعشى
القصيدة المُحْــكمَــةَ حَكِيمَةً فقال:
وغَريبَةٍ، تأْتي المُلوكَ، حَكِيمَةٍ،
قد قُلْتُها ليُقالَ: من ذا قالَها؟
وفي الحديث في صفة القرآن: وهو الذِّكْرُ الحَكِيمُ أي الحاكِمُ لــكم
وعليــكم، أو هو المُحْــكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب، فَعِيلٌ بمعنى
مُفْعَلٍ، أُحْــكِمَ فهو مُحْــكَمٌ. وفي حديث ابن عباس:
قرأْت المُحْــكَمَ على عَهْدِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يريد
المُفَصَّلَ من القرآن لأنه لم يُنْسَخْ منه شيء، وقيل: هو ما لم يكن متشابهاً
لأنه أُحْــكِمَ بيانُه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره، والعرب تقول: حَــكَمْــتُ
وأَحْــكَمْــتُ وحَــكَّمْــتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين
الناس حاكِمٌ، لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم. وروى المنذري عن أَبي طالب
أنه قال في قولهم: حَــكَمَ الله بيننا؛ قال الأصمعي: أصل الحكومة رد الرجل
عن الظلم، قال: ومنه سميت حَــكَمَــةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة؟ ومنه
قول لبيد:
أَحْــكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها
كلَّ حِرْباءٍ، إذا أُكْرِهَ صَلّ
والجِنْثِيُّ: السيف؛ المعنى: رَدَّ السيفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ وهي
فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ، وقيل: المعنى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وهو الزَّرَّادُ
مساميرها، ومعنى الإحْكامِ حينئذ الإحْرازُ. قال ابن سيده: الحُــكْمُ
القَضاء، وجمعه أَحْكامٌ، لا يكَسَّر على غير ذلك، وقد حَــكَمَ عليه بالأمر
يَحْــكُمُ حُــكْمــاً وحُكومةً وحــكم بينهم كذلك. والحُــكْمُ: مصدر قولك حَــكَمَ
بينهم يَحْــكُمُ أي قضى، وحَــكَمَ له وحــكم عليه. الأزهري: الحُــكْمُ القضاء
بالعدل؛ قال النابغة:
واحْــكمْ كحــكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ، إذ نَظَرَتْ
إلى حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ
(* قوله «حمام سراع» كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة
قديمة من الصحاح، وقال شارح الديوان: ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أي
مجتمعة).
وحكى يعقوب عن الرُّواةِ أن معنى هذا البيت:
كُنْ حَكِيماً كفتاة الحي أي إذا قلت فأَصِبْ كمــا أصابت هذه المرأَة، إذ
نظَرَتْ إلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ عددها؛ قال: ويَدُلُّكَ
على أن معنى احْــكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب:
إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْــكُمــا
يريد إذا أَردت أن تكون حَكِيماً فكن كذا، وليس من الحُــكْمِ في القضاء
في شيء. والحاكِم: مُنَفّذُ الحُــكْمِ، والجمع حُكّامٌ، وهو الحَــكَمُ.
وحاكَمَــهُ إلى الحَــكَمِ: دعاه. وفي الحديث: وبكَ حاكَمْــتُ أي رَفَعْتُ
الحُــكمَ إليك ولا حُــكْمَ إلا لك، وقيل: بكَ خاصمْتُ في طلب الحُــكْمِ وإبطالِ من
نازَعَني في الدِّين، وهي مفاعلة من الحُــكْمِ.
وحَــكَّمُــوهُ بينهم: أمروه أن يَحــكمَ. ويقال: حَــكَّمْــنا فلاناً فيما
بيننا أي أَجَزْنا حُــكْمَــهُ بيننا. وحَــكَّمَــهُ في الأمر فاحْتَــكَمَ: جاز فيه
حُــكْمُــه، جاء فيه المطاوع على غير بابه والقياس فَتَحَــكَّمَ، والاسم
الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ؛ قال:
ولَمِثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْبِ الـ
ـدَّهْرِ يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ
يعني لا يَنْفُذُ حُكومةُ من يَحْتَــكِمُ عليك من الأَعداء، ومعناه يأْبى
حُكومةَ المُحْتَــكِم عليك، وهو المُقْتال، فجعل المُحْتَــكِمَ
المُقْتالَ، وهو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إلى القافية، ويقال: هو كلام
مستعمَلٌ، يقال: اقْتَلْ عليَّ أي احْتَــكِمْ، ويقال: حَــكَّمْــتُه في مالي إذا
جعلتَ إليه الحُــكْمَ فيه فاحْتَــكَمَ عليّ في ذلك. واحْتَــكَمَ فلانٌ في مال
فلان إذا جاز فيه حُــكْمُــهُ. والمُحاكَمَــةُ: المخاصمة إلى الحاكِمِ.
واحْتَــكَمُــوا إلى الحاكِمِ وتَحاكَمُــوا بمعنى. وقولهم في المثل: في بيته
يُؤْتَى الحَــكَمُ؛ الحَــكَمُ، بالتحريك: الحاكم؛ وأَنشد ابن بري:
أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا،
وفي الله، إن لم يَحْــكُمُــوا، حَــكَمٌ عَدْلُ
والحَــكَمَــةُ: القضاة. والحَــكَمَــةُ: المستهزئون. ويقال: حَــكَّمْــتُ فلاناً
أي أطلقت يده فيما شاء. وحاكَمْــنا فلاناً إلى الله أي دعوناه إلى حُــكْمِ
الله. والمُحَــكَّمُ: الشاري. والمُحَــكَّمُ: الذي يُحَــكَّمُ في نفسه. قال
الجوهري: والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَــكِّمَــةَ لإنكارهم أمر
الحَــكَمَــيْن وقولِهِمْ: لا حُــكْم إلا لله. قال ابن سيده: وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ
قولهم لا حُــكْمَ إلا الله ولا حَــكَمَ إلا اللهُ، وكأَن هذا على السَّلْبِ
لأَنهم ينفون الحُــكْمَ؛ قال:
فكأَني، وما أُزَيِّنُ منها،
قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما
(* قوله «وما أزين» كذا في الأصل، والذي في المحــكم: مما أزين).
وقيل: إنما بدءُ ذلك في أمر عليّ، عليه السلام، ومعاوِيةَ. والحَــكَمــان:
أَبو موسى الأَشعريُّ وعمرو ابن العاص. وفي الحديث: إن الجنة
للمُحَــكّمــين، ويروى بفتح الكاف وكسرها، فالفتح هم الذين يَقَعُون في يد العدو
فيُنَحيَّرُونَ بين الشِّرْك والقتل فيختارون القتل؛ قال الجوهري: هم قوم من
أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك، حُــكِّمُــوا وخُيِّروا بين القتل والكفر،
فاختاروا الثَّبات على الإسلام مع القتل، قال: وأما الكسر فهو المُنْصِفُ
من نفسه؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه حديث كعب:
إن في الجنة داراً، ووصفها ثم قال: لا يَنْزِلُها إلا نبي أو صِدِّيق أو
شَهيد أو مُحَــكَّمٌّ في نفسه. ومُحَــكَّم اليَمامَةِ رجل قتله خالد بن
الوليد يوم مُسَيْلِمَةَ. والمْحَــكَّمُ، بفتح الكاف
(* قوله «والمحــكم بفتح
الكاف إلخ» كذا في صحاح الجوهري، وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه بكسر
الكاف كمــحدث، قال ابن الطيب محشيه: وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب
فانه بالكسر الذي جرب الأمور، وبالفتح الذي جربته الحوادث، وكذلك المحــكم
بالكسر حــكم الحوادث وجربها وبالفتح حــكمــته وجربته، فلا غلط)، الذي في شعر
طَرَفَةَ إذ يقول:
ليت المُحَــكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَــكُمــا
تحتَ التُّرابِ، إذا ما الباطِلُ انْكشفا
(* قوله «ليت المحــكم إلخ» في التــكمــلة ما نصه: يقول ليت أني والذي يأمرني
بالحــكمــة يوم يكشف عني الباطل وأدع الصبا تحت التراب، ونصب صوتــكمــا لأنه
أراد عاذليّ كفّا صوتــكمــا).
هو الشيخ المُجَرّبُ المنسوب إلى الحِــكْمــة. والحِــكْمَــةُ: العدل. ورجل
حَكِيمٌ: عدل حكيم. وأَحْــكَمَ الأَمر: أتقنه، وأَحْــكَمَــتْه التجاربُ على
المَثَل، وهو من ذلك. ويقال للرجل إذا كان حكيماً: قد أَحْــكَمَــتْه
التجارِبُ. والحكيم: المتقن للأُمور، واستعمل ثعلب هذا في فرج المرأَة فقال:
المكَثَّفَة من النساء المحــكمــة الفرج، وهذا طريف جدّاً.
الأزهري: وحَــكَمَ الرجلُ يَحْــكُمُ حُــكْمــاً إذا بلغ النهاية في معناه
مدحاً لازماً؛ وقال مرقش:
يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ، ولا
تَغْبِطْ أَخاك أن يُقالَ حَــكَمْ
أي بلغ النهاية في معناه.
أبو عدنان: اسْتَحْــكَمَ الرجلُ إذا تناهى عما يضره في دِينه أو دُنْياه؛
قال ذو الرمة:
لمُسْتَحْــكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ
من القوم، لا يَهْوى الكلام اللَّواغِيا
وأَحْــكَمْــتُ الشيء فاسْتَحْــكَمَ: صار مُحْــكَمــاً. واحْتَــكَمَ الأمرُ
واسْتَحْــكَمَ: وثُقَ. الأَزهري: وقوله تعالى: كتاب أُحْــكِمَــتْ آياته
فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكيم خبير؛ فإن التفسير جاء: أُحْــكِمَــتْ آياته بالأمر
والنهي والحلالِ والحرامِ ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد، قال: والمعنى، والله
أعلم، أن آياته أُحْــكِمَــتْ وفُصِّلَتْ بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على
توحيد الله وتثبيت نبوة الأنبياء وشرائع الإسلام، والدليل على ذلك قول
الله عز وجل: ما فرَّطنا في الكتاب من شيء؛ وقال بعضهم في قول الله تعالى:
الر تلك آيات الكتاب الحَكِيم؛ إنه فَعِيل بمعنى مُفْعَلٍ، واستدل بقوله
عز وجل: الر كتاب أُحْــكِمَــتْ آياته؛ قال الأزهري: وهذا إن شاء الله كمــا
قِيل، والقرآنُ يوضح بعضُه بعضاً، قال: وإنما جوزنا ذلك وصوبناه لأَن
حَــكَمْــت يكون بمعنى أَحْــكَمْــتُ فَرُدَّ إلى الأصل، والله أعلم. وحَــكَمَ
الشيء وأَحْــكَمَــهُ، كلاهما: منعه من الفساد. قال الأزهري: وروينا عن إبراهيم
النخعي أنه قال: حَــكِّم اليَتيم كمــا تُحــكِّمُ ولدك أي امنعه من الفساد
وأصلحه كمــا تصلح ولدك وكمــا تمنعه من الفساد، قال: وكل من منعته من شيء فقد
حَــكَّمْــتَه وأحْــكَمْــتَهُ، قال: ونرى أن حَــكَمَــة الدابة سميت بهذا المعنى
لأنها تمنع الدابة من كثير من الجَهْل. وروى شمرٌ عن أبي سعيد الضّرير
أنه قال في قول النخعي: حَــكِّمِ اليَتيم كمــا تُحــكِّمُ ولدك؛ معناه
حَــكِّمْــهُ في ماله ومِلْكِه إذا صلح كمــا تُحــكِّمُ ولدك في مِلْكِه، ولا يكون
حَــكَّمَ بمعنى أَحْــكَمَ لأنهما ضدان؛ قال الأَزهري: وقول أبي سعيد الضرير ليس
بالمرضي. ابن الأَعرابي: حَــكَمَ فلانٌ عن الأمر والشيء أي رجع،
وأَحْــكَمْــتُه أنا أي رَجَعْتُه، وأَحْــكَمــه هو عنه رَجَعَهُ؛ قال جرير:
أَبَني حنيفةَ، أَحْــكِمُــوا سُفَهاءَــكم،
إني أَخافُ عليــكمُ أَن أَغْضَبا
أي رُدُّوهم وكُفُّوهُمْ وامنعوهم من التعرّض لي. قال الأَزهري: جعل ابن
الأعرابي حَــكَمَ لازماً كمــا ترى، كمــا يقال رَجَعْتُه فرَجَع ونَقَصْتُه
فنَقَص، قال: وما سمعت حَــكَمَ بمعنى رَجَعَ لغير ابن الأَعرابي، قال: وهو
الثقة المأْمون. وحَــكَمَ الرجلَ وحَــكَّمَــه وأَحْــكَمَــهُ: منعه مما يريد.
وفي حديث ابن عباس: كان الرجل يَرِثُ امرأَةً ذاتَ قاربة فيَعْضُلُها حتى
تموتَ أو تَرُدَّ إليه صداقها، فأَحْــكَمَ الله عن ذلك ونهى عنه أي
مَنَعَ منه. يقال: أَحْــكَمْــتُ فلاناً أي منعته، وبه سُمِّيَ الحاكمُ لأنه يمنع
الظالم، وقيل: هو من حَــكَمْــتُ الفَرسَ وأَحْــكَمْــتُه وحَــكَّمْــتُه إذا
قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَه. وحَــكَمْــتُ السَّفِيه وأَحْــكَمْــتُه إذا أَخذت على
يده؛ ومنه قول جرير:
أَبَني حنيفة، أحْــكِمُــوا سُفهاءــكم
وحَــكَمَــةُ اللجام: ما أَحاط بحَنَكَي الدابة، وفي الصحاح: بالحَنَك،
وفيها العِذاران، سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد، مشتق من ذلك،
وجمعه حَــكَمٌ. وفي الحديث: وأَنا آخذ بحَــكَمَــة فرسه أي بلجامه. وفي الحديث:
ما من آدميّ إلا وفي رأْسه حَــكَمَــةٌ، وفي رواية: في رأْس كل عبد حَــكَمَــةٌ
إذا هَمَّ بسيئةٍ، فإن شاء الله تعالى أن يَقْدَعَه بها قَدَعَه؛
والحَــكَمَــةُ: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة
راكبه، ولما كانت الحَــكَمَــة تأْخذ بفم الدابة وكان الحَنَكُ متَّصلاً بارأْس
جعلها تمنع من هي في رأْسه كمــا تمنع الحَــكَمَــةُ الدابة. وحَــكَمَ الفرسَ
حَــكْمــاً وأَحْــكَمَــهُ بالحَــكَمَــةِ: جعل للجامه حَــكَمَــةً، وكانت العرب
تتخذها من القِدِّ والأَبَقِ لأن قصدهم الشجاعةُ لا الزينة؛ قال زهير:
القائد الخَيْلَ مَنْكوباً دوائرُها،
قد أُحْــكِمَــتْ حَــكَمــات القِدِّ والأَبَقا
يريد: قد أُحْــكِمَــتْ بحَــكَمــاتِ القِدِّ وبحَــكَمــاتِ الأَبَقِ، فحذف
الحَــكَمــات وأَقامَ الأَبَقَ مكانها؛ ويروى:
مَحْكومَةً حَــكَمــاتِ القِدِّ والأبَقا
على اللغتين جميعاً؛ قال أبو الحسن: عَدَّى قد أُحْــكِمَــتْ لأن فيه معنى
قُلِّدَتْ وقُلِّدَتْ متعدّية إلى مفعولين. الأزهري: وفرس مَحْكومةٌ في
رأْسها حَــكَمَــةٌ؛ وأنشد:
مَحْكومة حَــكَمــات القِدِّ والأبقا
وقد رواه غيره: قد أُحْــكِمَــتْ، قال: وهذا يدل على جواز حَــكَمْــتُ الفرس
وأَحْــكَمْــتُه بمعنى واحد. ابن شميل: الحَــكَمَــةُ حَلْقَةٌ تكون في فم
الفرس. وحَــكََمَــةُ الإنسان: مقدم وجهه. ورفع الله حَــكَمَــتَةُ أي رأْسه وشأْنه.
وفي حديث عمر: إن العبد إذا تواضع رفع اللهُ حَــكَمَــتَهُ أي قدره
ومنزلته. يقال: له عندنا حَــكَمَــةٌ أي قدر، وفلان عالي الحَــكَمَــةِ، وقيل:
الحَــكَمَــةُ من الإنسان أسفل وجهه، مستعار من موضع حَــكَمَــةِ اللجام، ورَفْعُها
كناية عن الإعزاز لأَن من صفة الذَّليل تنكيسَ رأْسه. وحَــكَمــة الضائنة:
ذَقَنُها.
الأزهري: وفي الحديث: في أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ؛ ومعنى الحُكومة في
أَرش الجراحات التي ليس فيها دِيَةٌ معلومة: أن يُجْرَحَ الإنسانُ في
موضع في بَدَنه يُبْقِي شَيْنَهُ ولا يُبْطِلُ العُضْوَ، فيَقْتاس الحاكم
أَرْشَهُ بأن يقول: هذا المَجْروح لو كان عبداً غير مَشينٍ هذا الشَّيْنَ
بهذه الجِراحة كانت قيمتُه ألفَ دِرْهمٍ، وهو مع هذا الشين قيمتُه
تِسْعُمائة درهم فقد نقصه الشَّيْنُ عُشْرَ قيمته، فيجب على الجارح عُشْرُ
دِيَتِه في الحُرِّ لأن المجروح حُرٌّ، وهذا وما أَشبهه بمعنى الحكومة التي
يستعملها الفقهاء في أَرش الجراحات، فاعْلَمْه.
وقد سَمَّوْا حَــكَمــاً وحُكَيْماً وحَكِيماً وحَكّاماً وحُــكْمــان.
وحَــكَمٌ: أبو حَيٍّ من اليمن. وفي الحديث: شَفاعَتي لأهل الكبائر من أُمتي حتى
حَــكَم وحاءَ؛ وهما قبيلتان جافِيتان من وراء رمل يَبرين.
ثــكم: ثَــكَمُ الطريق، بالتحريك: وسَطه؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر:
لمّا خَشِيت بسُحْرَةٍ إِلْحاحَها،
أَلْزَمْتها ثَــكَمَ النَّقِيل اللاَّحِبِ
الإِلْحاح: قيامُ الدابة على أَهله فلم يَبرح، والنَّقِيلُ: الطريق. ابن
الأَعرابي: الثُّــكْمــةُ المَحَجَّة. روي عن أُم سلمة أَنها قالت لعثمان
بن عفان، رضي الله عنه: تَوَخَّ حَيث تَوَخَّى صاحباك فإِنهما ثَــكَمــا لك
الحقَّ ثَــكْمــاً أَي بَيَّناه وأَوضحاه حتى تَبَين كأَنه مَحَجَّة ظاهرة،
والثَّــكْمُ: مصدر ثَــكَمَ؛ قال القتيبي: أَرادت أُم سلمة أَنهما لَزِما
الحقَّ ولم يَظْلما ولا خَرَجا عن المَحَجَّة يميناً ولا شمالاً؛ ومنه
الحديث الآخر: أَنَّ أَبا بكر وعُمر ثَــكَمــاً الأَمر فلم يَظْلماه؛ قال
الأَزهري: أَراد رَكِبا ثَــكَم الطريق وهو قَصْده.
وثَــكِمَ بالمكان، بالكسر، يَثْــكَم إِذا أَقام به، وثَــكِمْــت الطريق إِذا
لَزِمته.
وثُكامة: اسم بلد.
كمــد: الــكَمْــدُ والــكُمْــدَةُ: تغيرُ اللونِ وذَهابُ صفائه وبقاءُ أَثَرِه.
وكَمَــدَ لونُه إِذا تغيَّر، ورأَيتُه كامِدَ اللون. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: كانت إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بيدها فَتَصُبُّ على رأْسها
بإِحْدى يديها فَتُــكْمِــدُ شِقَّها الأَيمنَ؛ الــكَمْــدَةُ: تغيرُ اللونِ.
يقال: أَــكمَــدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لم يُنَقِّه. ورجل كامدٌ
وكَمِــدٌ: عابِسٌ.
والــكَمــعدُ: هَمٌّ وحُزن لا يستطاع إِمضاؤه.
الجوهري: الــكَمَــدُ الحزن المكتوم. وكمَــدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه،
وهو كمَّــادُ الثوبِ. ابن سيده: والــكَمَــد أَشدُّ الحزن. كمِــدَ كَمَــداً
وأَــكْمَــده الحزن. وكَمِــدَ الرجلُ، فهو كَمِــدٌ وكَمِــيدٌ. وتَــكْمِــيدُ
العُضْوِ: تسخينه بِخرَق ونحوها، وذلك الــكِمــادِ، بالكسر.
والــكِمــادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تسخن وتوضع على موضع الوجع فيستشفى
بها، وقد أَــكْمَــدَه، فهو مَــكْمــود، نادر. ويقال: كَمَــدْتُ فلاناً إِذا
وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ له ثوباً أَو غيره وتابعت على موضع الوجع
فيجد له راحة، وهو التكنيدُ. وفي حديث جبير بن مطعم: رأَيت رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، عاد سعِيدَ بنَ العاصِ فَــكَمَّــده بخرقة. وفي الحديث:
الــكِمــادُ أَحبّ إِليَّ من الكَيّ. وروي عن عائشة، رضي الله عنها، أَنها
قالت: الــكِمــادُ مكان الكيّ، والسَّعُوطُ مكانُ النفخ، واللَّدُودُ مكان
الغمْزِ أَي أَنه يُبْدَلُ منه ويَسُدُّ مَسَدَّه، وهو أَسهل وأَهون. وقال
شمر: الــكِمــادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بالنار وتوضع على موضع الوَرَم،
وهو كيّ من غير إِحراق؛ وقولُها: السَّعُوطُ مكان النفخ، هو أَن يُشْتَكَى
الحَلْقُ فيُنْفَخَ فيه، فقالت: السَّعوط خير منه؛ وقيل: النفخ دواء
ينفخ بالقَصَب في الأَنف، وقولها: اللَّدُودُ مكان الغمز، هو أَن تَسْقُطَ
اللَّهاةُ فتُغمَزَ باليد، فقالت: اللَّدُودُ خير منه ولا تَغْمِزْ
باليد.
كمــر: الــكَمَــرَةُ: رأْس الذكر، والجمع كَمَــرٌ. والمَــكْمُــور من الرجال:
الذي أَصابَ الخاتنُ طَرَفَ كَمَــرَته، وفي المحــكم: الذي أَصاب الخاتنُ
كَمَــرته. والمَــكْمُــورُ: العظيم الــكَمَــرَة، وهم المَــكْمُــوراء. ورجل كِمِــرَّى
إِذا كان ضخم الــكَمَــرَةِ، مِثالُ الزِّمِكَّى.
وتَكامَرَ الرجلانِ: نَظَرا أَيُّهما أَعظمُ كَمَــرَةً، وقد كامَرَه
فــكَمَــرَه: غلبه بعِظَمِ الــكَمَــرَة؛ قال:
تاللهِ لَولا شَيْخُنا عَبَّادُ،
لَكامَرُونا اليومَ أَو لَكادُوا
ويروى: لَــكَمَــرونا اليومَ أَو لكادوا. وامرأَة مَــكْمُــورَة: منكوحة.
والــكِمْــرُ من البُسْرِ: ما لم يُرْطِبْ على نخله ولكنه سقط فأَرْطَبَ في
الأَرض. قال ابن سيده: وأَظنهم قالوا نخلة مِــكْمــارٌ. والــكِمِــرَّى:
القصير؛ قال:
قد أَرْسَلَتْ في عِيرها الــكِمِــرَّى
والــكِمِــرَّى: موضع؛ عن السيرافي.