Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كف

كفأ

(ك ف أ) : (الْــكُفُــؤُ) النَّظِيرُ (وَمِنْهُ) كَافَأَهُ وَسَاوَاهُ وَتَكَافَئُوا تَسَاوَوْا (وَفِي الْحَدِيثِ) «الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» أَيْ يَتَسَاوَى فِي الْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ لَا فَضْلَ لِشَرِيفٍ عَلَى وَضِيعٍ وَإِذَا أَعْطَى أَدْنَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَمَانًا فَلَيْسَ لِلْبَاقِينَ نَقْضُهُ (وَيَرُدُّ) عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ أَيْ إذَا دَخَلَ الْعَسْكَرُ دَارَ الْحَرْبِ فَوَجَّهَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً فَمَا غَنِمَتْ جَعَلَ لَهَا مَا سَمَّى وَرَدَّ الْبَاقِيَ عَلَى الْعَسْكَرِ لِأَنَّهُمْ رِدْءٌ لِلسَّرَايَا (وَهُمْ يَدٌ) أَيْ يَتَنَاصَرُونَ عَلَى الْمِلَلِ الْمُحَارِبَةِ لَهَا (وَالْمُشِدُّ) الَّذِي دَوَابُّهُ شَدِيدَةٌ أَيْ قَوِيَّةٌ (وَالْمُضْعِفُ) بِخِلَافِهِ (وَالْمُتَسَرِّي) الْخَارِجُ فِي السَّرِيَّةِ أَيْ لَا يُفَضَّلُ فِي الْمَغْنَمِ هَذَا عَلَى هَذَا وَإِذَا بَعَثَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً وَهُوَ خَارِجٌ إلَى بِلَادِ الْعَدُوِّ فَغَنِمُوا أَشْيَاءَ كَانَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَسْكَرِ «وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ» أَيْ بِكَافِرٍ مُحَارِبٍ وَقِيلَ بِذِمِّيٍّ وَإِنْ قَتَلَهُ عَمْدًا وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحِجَازِ (وَذَا الْعَهْدِ) الْحَرْبِيُّ يَدْخُلُ بِأَمَانٍ لَا يُقْتَلُ حَتَّى يَرْجِعَ إلَى مَأْمَنِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] وَقِيلَ «وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ بِكَافِرٍ» (وَفِي الْحَدِيثِ) «فِي الْعَقِيقَةِ شَاتَانِ مُتَكَافِئَتَانِ» وَيُرْوَى مُكَافِئَتَانِ وَمُكَافَأَتَانِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ فِي السِّنِّ وَالْقَدْرِ وَفِي حَدِيثِ) الْأَزْدِيُّ أَنَّهُ اشْتَرَى رِكَازًا بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبَعٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ إنَّ الْمِائَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ أُمَّهَاتُهَا مِائَةٌ وَأَوْلَادُهَا مِائَةٌ (وَــكَفْــأَتُهَا) مِائَةٌ أَيْ أَوْلَادُهَا الَّتِي فِي بُطُونِهَا قَالَ الْخَارْزَنْجِيُّ الْــكَفْــأَةُ الْوَلَدُ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَأَــكْفَــأْتُهُ نَاقَةً أَعْطَيْتُهُ إيَّاهَا يَشْرَبُ لَبَنَهَا وَيَنْتَفِعُ بِوَبَرِهَا وَنِتَاجِهَا وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ تَأْوِيلٌ آخَرُ ذَكَرْتُهُ فِي الْمُعْرِبِ إلَّا أَنَّ هَذَا أَظْهَرُ (وَــكَفَــأَ) الْإِنَاءَ قَلَبَهُ لِيُفْرِغَ مَا فِيهِ وَأَــكْفَــأَ لُغَةً (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ وَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي بِهَا فَقَالَ أَــكْفِــئُوهَا وَرُوِيَ فَأُــكْفِــئَتْ وَرُوِيَ فَــكَفَــأْنَاهَا (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ كَفَــأْتُهُ كَبَبْتُهُ وَأَــكْفَــأْتُهُ أَمَلْتُهُ (وَمِنْهُ) كَانَ يُــكْفِــئُ لَهَا الْإِنَاءَ أَيْ يُمِيلُهُ (وَأَمَّا حَدِيثُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَــكْفَــأَهُ عَلَى يَدَيْهِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ صَبَّهُ بِأَنْ أَمَالَ إنَاءَهُ وَهَذَا تَوَسُّعٌ وَاكْتَفَأَ الْإِنَاءَ كَفَــأَهُ لِنَفْسِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا» وَيُرْوَى لِتَكْتَفِيَ إنَاءَهَا وَيُرْوَى لِتَــكْفَــأَ مَا فِي إنَائِهَا وَالْمَعْنَى لِتَخْتَارَ نَصِيبَ أُخْتِهَا وَتَجْتَرَّهُ إلَى نَفْسِهَا.
(كفــأ) الْإِنَاء كفــأه
(كفــأ)
الْإِنَاء كفــئا كَبه وَقَلبه وَالْقَوْم عَن الشَّيْء انصرفوا عَنهُ وَيُقَال كفــأ فلَانا صرفه
كفــأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم ويُرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد على من سواهُم لَا يقتل مُسلم بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده. 5
كفــأ: اكفــأ لونَه: أتلف، بدّل، أفسد اللون (معجم مسلم).
تــكفــأ: عاد، رجع، آب، انقلب رأساً على عقب؛ تــكفــأ ب: أطاح ب، قلب، نكس (معجم مسلم).
تكافأ الفريقان= بقي النصر ملتبساً (معجم أبي الفداء).
تكافأ: أورد ج. ج. شولتنز الجملة الآتية: الشجر تتكافأ من غير ريح (تاريخ جوك 170، بدرون 99، 5).
تكافأ: حول معنى هرب، تسرب، انقضى (انظر معجم البلاذري).
انــكفــأ: عاد، آب، انقلب رأساً على عقب (معجم مسلم).
استــكفــأ: طلب من أحدهم ان يقلب الوعاء (معجم مسلم).
كفــو: قدير، ذكي، ماهر، كفــؤل؛ خبير، جدير. (بوشر) وجمعها أكفــاء (معجم الجغرافيا).
تكافؤ: من مصطلحات علم البيان، تناقض، طباق، فكرنا متعارضتان في جملة واحدة ومثالها الآتية: نحيا ونموت (معجم بدرون ومهرون بلاغة 97).
ك ف أ: (الْــكَفِــيءُ) بِالْمَدِّ النَّظِيرُ وَكَذَا (الْــكُفْــءُ) وَ (الْــكُفُــؤُ) بِسُكُونِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا بِوَزْنِ فُعْلٍ وَفُعُلٍ. قُلْتُ: وَفِي أَكْثَرِ نُسَخِ الصِّحَاحِ وَفُعُولٍ وَهُوَ مِنْ تَحْرِيفِ النَّاسِخِ وَالْمَصْدَرُ (الْــكَفَــاءَةُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ: «شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ» بِكَسْرِ الْفَاءِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ. وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: (مُكَافَأَتَانِ) بِفَتْحِ الْفَاءِ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَاوَى شَيْئًا فَهُوَ مُكَافِئٌ لَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: تُذْبَحُ إِحْدَاهُمَا مُقَابِلَةَ الْأُخْرَى. وَ (مُــكْفِــئُ) الظَّعْنِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ.
قُلْتُ: ذَكَرَهُ فِي [ع ج ز] وَ (كَافَأُهُ مُكَافَأَةً) وَ (كِفَــاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ جَازَاهُ. وَ (التَّكَافُؤُ) الِاسْتِوَاءُ. 
ك ف أ

هو كفــؤه وكفــيئه ومكافئه وكفــاؤه، ولا كفــاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة وضع موضع المكافيء. قال حسّان:

وروح القدس ليس له كفــاء

أي مكافيء مقاوم، وهو كفــؤ بيّن الــكفــاءة والــكفــاء. قال:

وأنكحها لا في كفــاءٍ ولا غنى ... زياد أضلّ الله سعى زياد

وهم أكفــاءٌ كرام. وأكفــأت لك: جعلت لك كفــؤاً. وتكافؤا: تساووا: " والمؤمنون تتكافأ دماؤهم "، وفي العقيقة: " شاتان متكافئتان ": متساويتان في القدر والسنّ، وكافأته: اويته، وهو مكافيء له. وكافأته بصنعه: جازيته جزاء مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقبل الثناء إلا عن مكافيء. وكفــأ الإناء وأكفــأه: قلبه. ويقال: ربّ كافٍ كافيء لقيك أي يرى أنه يــكفــيك. وهو يــكفــأك أي يكبّك لفيك. واستــكفــأته: طلبت منه أن يــكفــأ ما في إنائه في إنائي. وانــكفــأ إلى وطنه. وتــكفــأت بهم الأمواج.

ومن المجاز: أكفــأ في الشعر: قلب حرف الرّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كفــيء اللون ومــكفــأ الوجه: متغيره أي كفــيء من حال إلى حال، وأكفــىء لونه وانــكفــأ. وفي حديث عمر: وانــكفــأ لونه عام الرّمادة. وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء ما في صحفتها " أي لتجتر حظّها إلى نفسها.
(كفــأ) - فِى حديث الفَرَعَةِ : "خَيْرٌ مِن أَن تَذْبَحَه يتَلصَّقُ لحمُه بوَبرِه، وتُــكْفِــئَ إناءَكَ، وتُوَلَّه ناقَتكَ "
يعني: إذا ذبحتَهُ صَغِيرًا لم تتركه حتّى يَدِرَّ لبَنُ أُمِّه عليه إِذا أرْضَعَتْهُ، فإذا لم يَتَحلّبْ لبَنُها برَضاعتِه جفَّ، فيبقَى إِناؤُك مــكفُــوءًا، إذَا لم يكن لناَقتِك لَبَنٌ تَحلُبُه في الإناءِ، وتترك ناَقتَكَ والهًا إذَا ذَبَحْتَ فَصِيلَها.
وحُكِى عن ابنِ فارسٍ: أَــكفــأتُ الشىءَ: قَلبتُه، وأكْفَــأتُه: أَملتُه
- في حَديث أُمِّ مَعْبَدٍ، رِواية سَلِيط: "رَأَى شاةً في كِفــاءِ البَيْتِ"
وهي: شُقَّةٌ أَو شُقَّتَان من ثِيابٍ تُخاطُ إحداهما بالأُخرى، فتُجْعل في مُؤخَّر الخَيْمَة، والجمعُ: أكْفِــئَةٌ ثم كُفُــؤٌ. وقد أكفَــأتُ البَيْتَ فهو مُــكْفَــأٌ.
- في الحديث : "تكون الأرضُ خُبْزَةً ، واحِدة يــكْفَــؤها الجبَّار - تَبارك وتعالى - بِيدهِ كما يَــكْفَــأُ أَحدُكم خُبزَتَه في السَّفَر نُزُلاً لأَهْل الجنَّة".
قال الخطَّابى: كَما يَــكْفَــأُ أحدُكُم خُبزَتَه في السَّفرِ يُرِيدُ: المَلَّةَ التي يَصْنَعُهَا السَّفْرُ، فَإنَها لَا تُرحَى كالرّقاقَةِ، وإنَّما تُقلَبُ علَى الأَيْدِى حتى تَسْتَوِى.
- وفي حديث الصِّراط: "آخِرُ مَن يَمرُّ رجُلٌ يَتَــكَفَّــأ به الصِّراط"
: أي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ ، مُطاوِع كَفــأتُه: أي قَلبْتُه، وهذا من الأوَّل. يُقال: كَفــأتُه فانــكفَــأ وتــكَفّــأَ.
- في حديث الأَحْنف: "أقاوِلُ مَنْ لا كِفــاءَ له "
يقال: هو كُفْــؤُه وكفُــؤُه: أي عِدْلُه.
قال الشاعر:
* ورُوُح القُدْسِ لَيْسَ له كِفــاءُ *
- في حديث النابغة الذبيانى: "أنّه كان يُــكِفــئُ في شِعْرِه"
- وهو المخالَفَةُ بين حَرَكات الرَّوِى كالإقْواء. وقيل: المخالفة بين قوافيه بعضها ميمٌ وبَعْضُها طاءٌ.
- في حديث الأنصاري: "مالىِ أرَى لَوْنَكَ مُنْــكَفِــئًا؟
قَال: من الجُوع"
: أي مُتغَيَّرًا منقَبِضاً، مثل انــكَفــأَ.
كفــأ
الــكُفْــؤُ: المِثْلُ في الحَرْبِ والتَّزْوِيج، والجميع الأكْفَــاءُ. وهو كَفِــيْئُكَ: أي كُفْــؤٌ لَكَ. ومَصْدَرُه الــكَفَــاءَةُ والــكِفَــاءُ. وفي الحَدِيث: " المُسْلِمُوْنَ تَتَكافَأ دِمَاؤهم " أي كُلهم أكْفَــاء. وأكْفَــأتُ لفُلانٍ: جَعَلْت له كُفــؤاً.
والأكْفَــاءُ: الغُرَبَاءُ، الواحِدُ كُفْــؤٌ.
والــكَفِــىْءُ - وَزْن فَعِيْل -: هو الــكُفْــؤ بَيِّنُ الــكَفَــاءَةِ، والــكُفَــاءُ جَمْعُه. والمُكَافَأةُ - مَهْمُوْزَةٌ -: مُجَازَاةُ النِّعَمِ، كافَأتُه أُكافِئه.
وفلانٌ كِفــاءٌ لكَ: أي مُطِيْقٌ لك في المُضَادَّةِ والمُنَاوَأةِ.
وكافَأ الرَّجُلُ بَيْنَ بَعِيْرَيْن: إذا وَجَأ في لَبَّةِ هذا ثمَّ في لَبَّةِ هذا فَنَحَرَهما جَمِيعاً. والرجُلُ مُكافِىءٌ.
والإِــكْفَــاءُ: قَلْبُكَ الشَّيْءَ لِوَجْهِه كالقَصْعَةِ وغيرِها، تقول: اسْتَــكْفَــأْتُه.
والعَرَبُ تقول: " رُبَّ كافٍ كافِىءٍ لِفِيْكَ " أي رُبَّ إنسانٍ تَرَى أنَّه يَــكْفِــيكَ وهو يَــكْفَــؤكَ لفِيْكَ: أي يَكبُّكَ لِوَجْهِكَ.
وأكْفَــاتُ الإِنَاءَ وكَفَــأْتُه: لُغَتَانِ جَيدَتانِ، واكْتَفَاتُه أيضاً. ومنه قَوله: " لِتَكْتَفِىءَ ما في صَحْفَتِها ".
وهو في الشِّعْرِ: قَلْبُ القَوافي على الجَرِّ والرَّفْع والنَّصْب. وقيل: هو اخْتِلاطٌ في القَوافي، وهو أنْ تُبْنى قافِيَةٌ بالراء وأُخْرى بالزاي.
ورَأيْتُ فلاناً مُــكْفَــأ الوَجْهِ: إذا كانَ كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. وانْــكَفَــأ لَوْنُه: تَغَيرَ. وأكْفَــأ الجَهْدُ لَوْنَه.
وانْــكَفَــأَ الناسُ: انْهَزَمُوا. وكَفَــأتُ القَوْمَ أكْفَــوهم: إذا أرادوا وَجْهاً فَصَرَفْتَهم عنه. وانْــكَفَــأ الرَّجُلُ فهو مُنْــكَفِــىءٌ: إذا طَأطَأ رَأْسَه.
ومرَّ يَــكْفــؤه ويَكْسَؤه: أي يَتْبَعُه.
وكَفَــأتِ الغَنَمُ في الشِّعْبِ: دَخَلَتْ فيه.
والــكُفْــأةُ: نِتَاجُ سَنَةٍ لتَمَامِه. واسْتَــكْفَــأتُ فلاناً إبلَه: إذا سَألْتَه نِتَاجَ إبلِه سَنَةً لِتَنْتَفِعَ بألْبانِها وأوْلادِها.
وكُفْــأةُ النَّخْل: حَمْلُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بالأوَّل. والــكَفَــايا: النَخْلُ التي تُــكْفِــىءُ كلَّ عامٍ فَتُوقِر.
وقيل: الــكُفْــأةُ: الوَلَدُ في بَطْن الناقَةِ، وهي الــكَفْــأةُ أيضاً - بالنَّصْب -.
وأكْفَــأتِ الإبلُ: حانَ لها أنْ تُنْتِجَ.
وأكْفَــأ الظَّبْيُ: أخْطَأ الحِبَالَةَ.
والــكِفَــاءُ: شُقَّةٌ أو اثْنَتَانِ يُنْصَحُ إحداهما بالأُخْرى ثمَّ يُخَلُّ بها مُؤخَّرُ الخبَاءِ. ويُقال: أكْفَــأتُ البَيْتَ إكْفَــاءً.
والــكَفِــيْءُ: بَطْنُ الوادي، وجَمْعُه أكْفَــاءُ.
والــكَفَــاءُ - بمَنْزِلَةِ القَرَع -: مَيَلٌ في السَّنَام، جَمَلٌ أكْفَــأُ وناقَةٌ كَفْــآءُ ونُوْقٌ كُفْــءٌ.
[كفــأ] كفَــأتُ القومَ كَفْــأً، إذا أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانــكفــؤوا أي رجعوا. وتــكفــأت المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر : وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تَــكَفَّــأُ في خليج مُغْرَبِ وكفَــأتْ الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مــكفــوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن أكْفَــأْتُه لغة. والــكِفــاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَــأتُ البيتَ إكفــاءً. والإكفــاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك، كقول رؤبة: أزْهَرُ لم يولد بنجم الشح * ميم البيت كريم السنخ هذا قول أبى زيد، وهو المعروف عند العرب. وقال الفراء: أكفــأ الشاعِر، إذا خالف بين حركات الروى، وهو مثل الاقواء. حكاه عنه ابن السكيت. الكسائي: كَفَــأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَــأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل: أكْفَــأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي عنها. قال: ومنه قول ذى الرمة: قطعت بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها * إذا ما عَلَوْها مُــكْفَــأً غَيرَ ساجِعِ وقال أبو زيد: يعني جائرا غير قاصد والــكفــئ: النظير. وكذلك الــكف والــكفــؤ، على فعل وفعل. والمصدر الــكفــاءة بالفتح والمد. وتقول: لا كِفــاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له. وفى حديث العقيقة " شاتان مكافئتان " أي متساويتان ، والمحدثون يقولون " مكافأتان ". وكل شئ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مكافئ له. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تذبح إحداهما مقابلة الاخرى. وكافأته على ما كان منه مُكافَأةً وكِفــاءً: جازيته. تقول: مالى به قبل ولا كفــاء، أي مالى به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ: الاستواءُ، يقال " المسلمون تتكافأ دِماؤُهُم ". واكْتَفَأتُ الإناءَ مثل كَفَــأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَــكْفَــأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته نِتاجَ إبله سَنةً،: فأكْفَــأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها وأولادَها سَنةً. والاسم الــكُفْــأةُ والــكفــأة، يضم ويفتح، تقول: اعطني كُفْــأةَ ناقَتِك وكَفْــأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَــأتُ إبلي كَفْــأَتَيْن، إذا جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عامايصنع بالارض في الزراعة. قال ذو الرمة: كلا كفــأتيها تنفضان ولم يجد * لها ثيل سقب في النتاجين لا مس يقول: إنها نتجت إناثا كلها. وهذا محمود عندهم. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْــأةَ ناقتي وكفــأة ناقتي يضم ويفتح، إذا وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة.
كفــأ
كفَــأَ يَــكفَــأ، كَفْــئًا، فهو كافئ، والمفعول مَــكْفــوء
كفَــأ الإناءَ ونحوَه: كبَّه وقَلَبه أو أماله ليصبَّ ما فيه. 

انــكفــأَ على ينــكفِــئ، انــكفــاءً، فهو مُنــكفِــئ، والمفعول مُنْــكفَــأ عليه
• انــكفــأت على طفلها تُرضِعُه: مالت عليه. 

تكافأَ يتكافأ، تكافُؤًا، فهو مُتكافِئ
• تكافأ الشَّيئانِ: تماثلا واستويا "نجاحه لا يتكافأ مع جُهوده- المعادلات المتكافئة: التي لها جذور واحدة- تكافؤ الفُرَص: تساويها أمام كلّ من يريدها بــكفــايته" ° الزَّواج غير المتكافِئ: زواج المرء من شخص ذي منزلة اجتماعيّة أدنى من منزلته- صِراع متكافئ/ لقاء متكافئ. 

كافأَ يكافِئ، مُكافأةً، فهو مُكافِئ، والمفعول مُكافَأ
• كافأ الجنديُّ زميلَه: ماثله وساواه وصار نظيرًا له "كافأه في الجِدِّ والمثابرة".
• كافأه على جُهوده: جازاه إحْسانًا بمثله أو زيادة أو منحه مُكافأة "كافأه على ما كان منه- كافأ فلانًا على تحمّله". 

تكافُؤ [مفرد]: ج تكافؤات (لغير المصدر):
1 - مصدر تكافأَ.
2 - تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد في الخدمات والفرص والعلاج والتعليم والرعاية.
3 - (بغ) جمع بين
 ضدّين في الجملة، كالقول: يومٌ لنا ويومٌ علينا.
4 - (سف) تساوي الحدود أو القضايا منطقيًّا.
5 - (هس) تساوي مساحتي سطحين، أو حجمي جسمين.
• تكافؤ القيمة: (قص) كونُ قيمة النَّقد المعدنيّ بالنِّسبة إلى نقد آخر متعادلة في سوق الصَّرف مع وزن المعدن الذي تحتوي عليه.
• تكافُؤ عنصر: (كم) عدد ذرّات الهيدروجين التي تتَّحد بذرَّة واحدة من هذا العُنصُر.
• إلكترون التَّكافؤ: (كم) إلكترون في المدار الخارجيّ للذّرّة، يمكن أن يتّحد ويشكّل روابط كيميائيّة مع ذرّات أخرى. 

كَفْــء [مفرد]: مصدر كفَــأَ. 

كُفْــء [مفرد]: ج أَــكْفــاء وكِفــاء:
1 - مِثْل ونظير "هو كُفْــؤه- آخ الأكفــاء وداهن الأعداء: قول للحثِّ على حُسن معاملة الناس- هو كُفْــءٌ لأخيه جدًّا ونشاطًا- {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْــئًا أَحَدٌ} [ق] ".
2 - جدير، ذو أهليَّة، قادر على تصريف العمل "كُفْــء للقيام بالرِّحلة- هو كُفْــءٌ في منصبه". 

كُفُــؤ [مفرد]: ج أَــكْفــاء وكِفــاء: كُفُــو، نظير ومماثل " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُــؤًا أَحَدٌ} [ق] ". 

كفــاءة [مفرد]:
1 - مماثلة في القوّة والشَّرف؛ كــكفــاءة الزّوج لزوجته في الحسب والنَّسب "اعتبار الــكفــاءة- فتّشت لم أر في الزواج كفــاءة ... كــكفــاءة الأزواج في الأعمارِ".
2 - أهليّة للقيام بعمل وحسن تصرُّف فيه؛ قدرة وحسن تصريف "كفــاءة فنيّة نادرة- خبير ذو كفــاءة- توجد كفــاءات كثيرة في البلاد العربيّة" ° امتحان كفــاءَة: امتحان مُصمَّم لاختبار قدرات الشّخص في موضوع معيَّن- شهادة الــكفــاءة: شهادة التخرُّج. 

مكافأة [مفرد]:
1 - مصدر كافأَ.
2 - ما يُعْطى أو يُمنَح اعترافًا بخدمة وفضل، أو بعمل جدير بالتَّقدير "نال مُكافأة- صَرْف مكافأة تشجيعيّة- كانت المكافآت مشجِّعةً للمبدعين".
3 - مبلغ من المال يُعطى لمستخدَم زيادة على مرتّبه تشجيعًا له، علاوة، تقدير ماديّ إضافيّ "مكافأة آخر السَّنة- أعطى ربُّ العمل عمّالَه مكافأة تشجيعيّة". 
كفــأ
كَفَــأْتُ القوم كَفْــأً: إذا أرادوا وجها فصرفْتهم إلى غيره.
وكَفَــأْتُ الإناء: كَببته وقلبْته.
وكَفَــأَه: تبِعه.
وكَفَــأَتِ الغنم في الشعب: دَخَلَت فيه.
والــكِفَــاءُ - بالكسر والمد -: شُقَّة أو شُقّتان تُنصح إحداهما بالأخرى ثم يُخلُّ به مؤخَّر الخِباء.
وأصبح فلان كَفِــئَ اللون - على فَعِيْلٍ -: أي متغيره، كأنه كُفــئَ فهو مَــكْفُــوْءٌ وكَفِــئٌ. والــكَفِــئُ - أيضاً -: النظير، وكذلك الــكُفــء ولــكُفَــوْءُ - بالضم فيهما على فُعْلٍ وفُعُوْل - واكِفــءُ - بالكسر، وقرأ سليمان بن علي الهاشمي:) ولم يكُن له كِفْــأً أحَدٌ (بالكسر - والــكِفَــاءُ - مثال الكِساء -، وهو في الأصل مصدر.
والــكِفــءُ - بالكسر - والــكَفِــيءُ: بطن الوادي. والــكَفْــأَةُ والــكُفْــأَةُ - بالفتح والضم -: نتاج الإبل سنة، يقال: أعطني كَفْــأَةَ ناقتك وكُفْــأَةَ ناقتك. ويقال: أكْفَــأْتُ إبلي كُفْــأَتَيْن: إذا جعلتها نصفين تنتِج كل عام نصفها وتترك نصفا، لأن أفضل النِّتاج أن تحمل على الإبل الفُحولة عاماً وتترك عاماً كما يُصنع بالأرض في الزراعة، قال ذو الرمة:
كِلا كُفْــأَتَيْها تُنْفِضَانِ ولم يَجِدْ 
... له ثِيْلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِس
يقول: إنها نُتِجت إناثا كلّها، وهذا محمود عندهم.
وأكْفَــأْتُ الإناء: لغة في كَفْــأْتُه: وقال الكسائي: أكْفَــأْتُه: أمَلْتُه.
وأكْفَــأتُ البيت: جعلت له كِفَــاءً.
والإكْفَــاءُ في الشعر: أن يُخالف بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون وبعضها دال وبعضها حاء وبعضها خاء، قال حنظلة ابن مصبِّح:
ألا لَها الوَيْلُ على مُبِيْنِ ... على مُبِيْنِ جَرَدِ القَصيمِ
ويورة: إن لها الرِّي على.
هذا قول أبي زيد، وهو المعروف عند العرب، وقال الفرّاء: أكْفَــأَ الشاعر: إذا خالف بين حركات الرَّوي وهو مثل الإقْواء، حكاه عنه ابن السكِّيت.
وأكْفَــأْتُ القوس: إذا أملت رأسها ولم تَنصبْها نصباً حين ترمي عنها، ومنه قول ذي الرمة:
قَطعتُ بها أرضاً تَرى وَجْهَ ركْبِها ... إذا ما عَلَوْها مُــكْفَــأً غير ساجِعِ
قال أبو زيد: يعني جائراً ير قاصد.
وأكْفَــأْتُ الرجل: أعطيته كُفْــأَةَ ناقتي.
وأكْفَــأْتُ في سيري: إذا جُرْت عن القصد.
ورجل مُــكْفَــأُ الوجه: كاسِفُه.
ويقال بنى فلان ظُلَّة يكافئ بها عين الشمس: أي يدافع، ومنه حديث أبي ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -: لنا عَباءتان نكافئ بهما عين الشمس وإني لأخشى فضل الحساب.
ويقال: كافَأ الرجل بين فارسين برُمحه: إذا والى بينهما فطعن هذا ثم هذا، قال الكُميت:
وعاثَ في غابِرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافِئِ والمَكْثُوْرُ يَهْاَبِلُ
وكافَأْتُه على ما كان منه: جازَيْته.
وتقول: ما لي به قِبَلٌ ولا كِفــاء: أي ما لي طاقة على أن أُكافِئه.
وكل شيء ساوى شيئاً فهو مكافئ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في العقيقة عن الغلام شاتان مكافِئتان أو مكافَأتان أي كبَبْته، وقال الكسائي: وعن الجارية شاة، أي كل واحدة منهما مساوية لصاحبتها في السن، ولا فرق بين المكافِئتين والكافَأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافَأتْ أختها فقد مُوفِئَتْ؛ فهي مُكافِئة ومُكافأة؛ أو معادِلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان، ويحتمل في رواية من رَوى مكافأتان أن يراد مذبوحتان معا؛ من قولهم: كافأ الرجل بين بعيرين: إذا وَجَأ في لَبَّة هذا ثم لَبَّةِ هذا فنحرهُما معا، والشاهد بيت الكُميت الذي سبق.
وتَــكَفَّــأتِ المرأة في مشيتها: ترَهْيَأت ومارات كما تتحرك النخلة العَيدانة، قال بِشر بن أبي خازم:
وكأنَّ ظُعْنَهُم غّداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُن تَــكَفَّــأُ في خليجٍ مُغْرَبِ
ويروى: تَــكَفْكَفُ.
والتَّكافُؤ: الاستواء، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المسلمون تَتَكافَأُ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناه ويَرُد عليهم أقصاهم وهم يد على من سِواهم، - ويروى: ويُجيز عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم - يرُد مُشِدُّهم على مُضعِفِهم ومُتسرِّيهم على قاعدهم لا يُقتل ملسم بكافر ولا ذو عهد في عهده، أي تتساوى في القصاص والدِّيات لا فضل فيها لِشريف على وضيع.
وأكْفــتَفَأْتُ الإناء: مثل كَفَــأْتُه: أي قلبته.
واستَــكْفَــأْتُ فلاناً ابِلَه: أي سألتُه نِتاج إبِلِه سنة.
وأنْــكَفَــأ: رجع.
وانْــكَفَــأ لونه: تغير، وفي حدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه انْــكَفَــأَ لونه في عام الرمادة حين قال: لا آكل سَمنا ولا سِميناً وأنه اتخذ أيام كان يُطعِم الناس قِدحاً فيه فرْض وكان يَطوف على القِصاع فيغمر القِدْحَ فإن لم تَبلغ الثَّريدة الفرض فتعال فانظر ماذا يفعل بالذي ولِي الطعام.
والتركي يدل على التساوي في الشيئين وعلى الميل والإمالة والاعوجاج.
(ك ف أ)

كافأه على الشَّيْء مُكَافَأَة، وكِفَــاء: جازاه.

وتكافأ الشيئان: تماثلا.

وكافأه مُكَافَأَة، وكِفــاء: ماثله، وَمن كَلَامهم: الْحَمد كِفَــاءُ الْوَاجِب: أَي قدر مَا يكون مكافئا لَهُ.

وَالِاسْم: الــكَفَــاءة، والــكِفَــاء، قَالَ: فَأَنْكحهَا لَا فِي كَفــاء وَلَا غِنىً ... زيادٌ أضَلّ الله سَعْيَ زِيَاد

وَهَذَا كِفَــاء هَذَا، وكفــيئه وكفــيئه، وكُفْــوءه، وكُفُــؤُه، وكَفْــؤُه، بِالْفَتْح عَن كرَاع: أَي مثله، يكون ذَلِك فِي كل شَيْء.

وَفُلَان كُفْــء فُلَانَة: إِذا كَانَ يصلح لَهَا بَعْلا.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أكْفــاء.

وَلَا أعرف للــكَفْــء جمعا على أفْعُل وَلَا فُعُول حَرِىٌّ أَن يَسعهُ ذَلِك، اعني: أَن يكون أكفــاء: جمع كَفْــء، المفتوح الأول أَيْضا.

وشاتان مكافئتان: مشتبهتان، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وكَفَــأ الشَّيْء يَــكْفُــؤه كَفْــأ، وكفَّــأه فتــكفّــأ: قلبه، قَالَ بشر بن أبي خازم:

وكأنَّ ظُعْنَهمُ غداةَ تحمَّلوا ... سُفُنٌ تــكفَّــأُ فِي خَلِيج مُغْرَب

وأكفــأ الشَّيْء، لُغيَّة، وأباها الْأَصْمَعِي.

ومُــكْفِــئ الظُعُن: آخر أَيَّام الْعَجُوز.

والــكَفَــأ: أيسر المَيَل فِي السنام وَنَحْوه.

وجمل أكفــأ، وناقة كفــئاء.

وأكفــأ الشَّيْء: أماله.

وأكفــأ الْقوس: أمال رَأسهَا وَلم ينصبها نصبا حِين يَرْمِي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرّمَّة:

قطعتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ ركْبها ... إِذا مَا عَلَوها مــكفَــأ غير ساجِع

الساجع: المستوي الْمُسْتَقيم. وَمِنْه السَّجْع فِي القَوْل.

وأكفــأ فِي سيره: جَار.

وأكفــأ فِي الشّعْر: خَالف بَين ضروب إِعْرَاب قوافيه.

وَقيل: هِيَ الْمُخَالفَة بَين هجاء قوافيه إِذا تقاربت مخارج الْحُرُوف أَو تَبَاعَدت. قَالَ الْأَخْفَش: زعم الْخَلِيل: أَن الإكفــاء هُوَ الإقواء، قَالَ: وَقد سمعته من غَيره من أهل الْعلم، قَالَ: وَسَأَلت الْعَرَب الفصحاء عَن الإكفــاء فَإِذا هم يجعلونه الْفساد فِي آخر الْبَيْت وَالِاخْتِلَاف من غير أَن يُحدّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت بَعضهم يَجعله اخْتِلَاف الْحُرُوف فَأَنْشَدته:

كَأنَّ فا قارورةٍ لم تُعْفَصِ

مِنْهَا حَجَاجا مُقْلة لم تُلْخَصِ

كأنّ صيران المَهَى المنقَّزِ

فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإكفــاء، وأنشده آخر قوافي على حُرُوف مُخْتَلفَة، فعابه، وَلَا اعلمه إِلَّا قَالَ لَهُ: قد أكفــأت.

قَالَ ابْن جني: إِذا كَانَ الإكفــاء فِي الشِّعْر مَحْمُولا على الإكفــاء فِي غَيره وَكَانَ وضع الإكفــاء إِنَّمَا هُوَ للْخلاف. وَوُقُوع الشَّيْء على غير وَجهه لم يُنكر أَن يسموا بِهِ الإقواء فِي اخْتِلَاف حُرُوف الروي جَمِيعًا؛ لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاقع على غير اسْتِوَاء.

قَالَ الْأَخْفَش: إِلَّا أَنِّي رَأَيْتهمْ إِذا قربت مخارج الْحُرُوف أَو كَانَت من مخرج أحد ثمَّ اشْتَدَّ تشابهها لم يفْطن لَهَا عامتهم، يَعْنِي: عَامَّة الْعَرَب، قَالَ: والمــكفــأ فِي كَلَامهم هُوَ المقلوب، وَإِلَى هَذَا يذهبون، قَالَ الشَّاعِر:

ولمَّا اصابني من الدَّهر نَزْلةٌ ... شُغِلْتُ وألْهَى الناسَ عَنِّي شُئونُها

إِذا الفارغَ المــكفِــيَّ مِنْهُم دَعوته ... أبَرَّ وَكَانَت دَعْوَة يستديمها

فَجعل الْمِيم مَعَ النُّون لشبهها بهَا لانهما يخرجَانِ من الخياشيم، قَالَ وَأَخْبرنِي من اثق بِهِ من أهل الْعلم: أَن ابْنة أبي مُسافع قَالَت ترثي أَبَاهَا وقُتل وَهُوَ يحمي جيفة أبي جهل بن هِشَام:

وَمَا ليثُ غرِيفٍ و ... أظافيرَ وإقدامْ

كحِبِّي إِذْ تلاقَوْا و ... وجوهُ الْقَوْم أقرانْ

وَأَنت الطّاعنِ النجلا ... ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ

وبالــكفّ حُسامٌ صا ... رمٌ أبيضُ خَدَّامْ

وَقد ترحل بالركب ... فَمَا تُخنِى بصُحْبانْ قَالَ: جمعُوا بَين النُّون وَالْمِيم لقربهما، وَهُوَ كثير. قَالَ: وَقد سَمِعت من الْعَرَب مثل هَذَا مَا لَا أحصى. قَالَ الْأَخْفَش: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الإكفــاء: الْمُخَالفَة، وَقَالَ فِي قَوْله: " مــكفــأ غير ساجع ": المــكفــأ هَاهُنَا: الَّذِي لَيْسَ بموافق.

وكَفــأ الْقَوْم: انصرفوا عَن الشَّيْء.

وكَفــأهم عَنهُ كَفْــأً: صرفهم.

وانــكفــأ الْقَوْم: انْهَزمُوا.

وكَفَــأ الْإِبِل: طَرَدها.

واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا، وَفِي حَدِيث السُّلَيك بن السُّلَكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فاكتفأها.

والــكَفْــأة، والــكُفْــأَة فِي النّخل: حَمْل سنتها، وَهُوَ فِي الأَرْض: زراعة سنة، قَالَ الشَّاعِر:

غُلْب مجاليحُ عِنْد المَحْل كُفْــأتُها ... أشطانُها فِي عِذَاب البَحْر تَسْتبِق

الْبَحْر هَاهُنَا: المَاء الْكثير؛ لِأَن النّخل لَا تشرب فِي الْبَحْر.

وكَفْــأةُ الْإِبِل، وكُفْــأتها: نتاج عَام.

ونتج الْإِبِل كُفــأتين، واكفــأها: إِذا جعلهَا كُفْــأتين، ينْتج كل عَام نصفا ويدع نصفا، فَإِذا كَانَ الْعَام الْمقبل أرسل الْفَحْل فِي النّصْف الَّذِي لم يُرْسِلهُ فِيهِ من الْعَام الفارِط؛ لِأَن أَجود الْأَوْقَات عِنْد الْعَرَب فِي نتاج الْإِبِل أَن تتْرك النَّاقة بعد نتاجها سنة لَا يُحْمل عَلَيْهَا الْفَحْل، ثمَّ تُضرب إِذا أَرَادَت الْفَحْل، هَذِه حِكَايَة أبي عبيد عَن الْأَصْمَعِي، وَأنْشد غَيره قَول ذِي الرمَّة:

ترى كُفْــأتيها تُنْفِضان وَلم يَجد ... لَهَا ثِيل سَقْب فِي النِّتاجين لامسُ

يَعْنِي أَنَّهَا نُتِجت كلهَا إِنَاثًا، وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر:

إِذا مَا نَتَجنا أَرْبعا عَام كُفْــأة ... بغاها خناسيرا فاهلك أَرْبعا الخناسير: الْهَلَاك.

وَقيل: الــكُفْــأة والــكَفْــأة: نتاج الْإِبِل بعد حِيَال سنة.

وَقيل: بعد حِيَال سنة وَأكْثر.

وأكْفــأتُ فِي الشَّاء: مثله فِي الْإِبِل.

وَأَــكْفَــأت الْإِبِل: كَثُر نتاجها.

وأكفــأ إبِله وغنمه فلَانا: جعل لَهُ أوبارها وأصوافها وَأَشْعَارهَا وَأَلْبَانهَا وَأَوْلَادهَا وأصوافها سَنَة وردّ عَلَيْهِ الأمَّهات.

وَقَالَ بَعضهم: منحه كَفْــأة غنمه، وكُفْــأتها: وهب لَهُ البانها وَأَوْلَادهَا.

واستــكفــأه، فأكفــأه: سَأَلَهُ أَن يَجْعَل لَهُ ذَلِك.

والــكِفــاء: سُتْرة فِي الْبَيْت من أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله من مؤخره.

وَقيل: الــكِفــاء: الشُقَّة الَّتِي تكون فِي مؤخَّر الخِباء.

وَقيل: هُوَ كِساء يُلقى على الخِباء كالإزار حَتَّى يبلغ الأَرْض.

وَقد أكفــأ الْبَيْت.

وَرجل مُــكْفــأ الْوَجْه: متغيرّه وساهِمُه.

كف

أ1 كَفَــأَ He turned a thing over; as a man turns over a cake of bread in his band until it becomes even. ↓ يَتَــكَفَّــأُ occurs in a trad. respecting the Day of Resurrection, accord. to one relation, for يَــكْفَــأُ, in this sense: it is said that the earth will be like a single cake of bread, which God will turn over in his hand, as a man in a journey turns over a cake of bread. (TA.) كَفَــأَ, (Ks, S, K,) inf. n. كَفٌــءٌ and كَفَــآءَةٌ; (TA;) and ↓ اكفــأ, (IAar, S, K,) and ↓ اكتفأ; (S, K;) but the first word is said to be the most chaste; He inverted, or turned upside-down, (S, K,) a vessel &c. (S, TA.) [You say] كُفِــئَتْ جَفْنَتُهُ [His bowl was turned upside-down; meaning] (tropical:) He was slain: a phrase similar to هُرِيقَ رِفْدُهُ. (A in art. رفد.) b2: كَفَــأَ (TA) and ↓ اكفــأ, (Ks, and rejected by As, (TA,) He inclined, or made to turn aside or incline, (S, K,) a bow, in shooting with it, and a vessel, (Ks, S,) &c. (TA.) and كَفَــأَ (TA) and ↓ اكفــأ, (K,) and ↓ انــكفــأ (TA) He, or it, inclined: intrans. (K, TA.) b3: كَفَــأَهُ عَنْ شَىْ, (S, * K, * TA,) inf. n. كَفْــءٌ, (S, TA,) He turned him away, or back from a thing; (S, K, TA;) as from a thing that he desired to do, to another thing. (S, TA.) and كَفَــأَ عَنْ شَىْءٍ He turned away, or back, from a thing: intrans. (TA.) [See also 4 and 7.] كَفَــأَ القَوُمُ The people turned away, or back. (K.) [See also 7.] b4: كَفَــأَ He drove away a man, (K,) or camels. (L.) b5: كَفَــأَ الإِبِلَ He made an assault upon the camels, and took them away. (TA.) b6: كَفَــأَ He followed, or pursued, another. (K.) b7: كَفَــأَ الغَنَمُ فِى الشِّعْبِ The sheep entered the ravine. (K.) b8: كَفَــأَ لَوْنُهُ, and لونه ↓ اكفــأ, and لونه ↓ تــكفّــأ, (TA,) and لوزه ↓ انــكفــأ, (K,) (as also انــكفــت لونه, TA,) (tropical:) His, or its, colour changed. (K.) 3 كافأهُ عَلَى شَىْءِ, inf. n. مُكَافَأَةُ and كِفَــأءٌ, He requited, compensated, or recompensed, him for a thing. (S, K.) b2: مَا لِى بِهِ قِبَلٌ وَلَا كِفَــآءٌ I have not power to requite him. (S.) b3: كافأه, (K,) inf. n. مُكَافَأَةٌ and كِفَــآءٌ, (TA,) He was like him; was equal to him; equalled him. (K.) A2: كافأه He watched him; observed him. (K.) A3: كافأ, (K,) inf. n. مُكَافَأَةٌ, (TA,) He repelled; turned, or put away; kept away, or off; withstood, or resisted. (K, TA.) b2: كافأ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ He thrust this horseman, and then that, with his spear. (K, TA.) b3: كافأ بين البَعِيرَيْنِ He stabbed this camel, and then that. (Z.) A4: لَا مُكَافَأَةَ عِنْدِى فِى كَذَا There is no concealment with me in respect of such a thing; as also لا مُحَاجَاةَ. (TA in art. حجو.) 4 أَــكْفَــاَ See 1, in four places. b2: اكفــأ فِى سَيْرِهِ عَنِ القَصْدِ, (TA,) or كَفَــأَ, (K,) He deviated, or turned aside, in his journey, from the object he had in view. (K, * TA.) A2: اكفــأ الإِبِلَ كَفْــأَتَيْنِ He divided the camels into two equal numbers, setting apart the one half for breeding during one year, and the other half for breeding during the next. It was esteemed the best plan, by the Arabs, to leave a she-camel for one year after her breeding, without suffering the stallion to cover her; in like manner as land is left fallow for a year. (S, TA.) b2: The same is also said of sheep &c. (TA.) A3: اكفــأه إِبِلَهُ وَغَنَمَهُ (S, * K, * TA) He assigned to him the profits, (K,) or the profits for a year, (S,) of his camels and his sheep or goats; (K, TA;) i.e., their hair and wool, milk, and young ones. (S, TA.) A4: اكفــأت الإِبِلُ Many of the camels had young ones in their wombs. (K.) A5: اكفــأ البَيْتَ, (K,) inf. n. إِــكْفَــآءٌ, (S,) He made for the tent a كِفَــآء. (S, K, TA.) A6: اكفــأ, (K,) inf. n. إِــكْفَــاءٌ, (TA,) in poetry, accord. to a commentary on the Káfee, He used as the رَوِىّ two letters having their places of utterance near to each other; as ط with د: [such is the signification of the verb accord. to general usage in the present day:] or, accord. to the Ahkám el-Asás, he changed the روىّ from ر to ل, or ل to م: or he made a similar change of one letter to another having its place of utterance near to that of the former: or it has another signification, given below, accord. to the same authority: (TA:) or he used different letters in the rhymes; (S, K;) whether letters having their places of utterance near to each other, or the contrary; (TA;) or in some م and in some ن and in some د, and in some ط, and in some ح, and in some خ, &c.; as says Az; and this is the meaning known to the Arabs: (S:) or he used different vowels in the روىّ: (Fr, S:) or i. q. أَقْوَى: (S, K:) or, accord. to the Ahkám el-Asás, it signifies either as explained above on that authority, (TA,) or he used different final inflections in the rhymes: (K:) or he changed the final vowel in the rhyme; ending one verse with ضَمَّة, and another with كَسْرَة, [which are the two vowels that resemble each other]: (TA:) [see a verse cited in the first paragraph of art. غيب:] or he impaired the end of a verse in any way. (K.) Eloquent Arabs explained the meaning of the verb in this last manner to Akh, without defining any particular kind of impairment: but one made it to consist in the use of different letters. (TA.) 5 تــكفّــأ It (a vessel &c.) was inverted, or turned upside-down. (TA.) See also 1, in two places. b2: تــكفّــأ (as also تــكّفــى, inf. n. تَــكَفٍّ; but the original word is that with hemzeh;) He inclined forwards, in walking, as a ship inclines in her course. Mohammad is said to have walked in this manner, which is indicative of strength. (TA.) [And so] تــكفّــأت She (a woman) moved her body from side to side, in walking, as the tall palm-tree moves from side to side. (S.) [And] She (a ship) inclined forwards in her course. (TA.) [See an ex., voce أَعْرَبَ, in this sense; or, as implied in the S, in the sense immediately preceding.]6 تَكَافَآ They two were like, or equal, each to the other. (S, K.) b2: تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ Their blood (i. e., the blood of the Muslims,) shall be equally retaliated, or expiated: (A 'Obeyd, S:) i. e., the noble shall have no advantage over the ignoble in the retaliation or expiation of blood. (A 'Obeyd.) 7 انــكفــأ He turned, or was turned, away, or back, from a thing that he desired to do; (S;) [see also 1;] he returned, or went back, or reverted. (S, K.) b2: Also, (TA,) or ↓ كَفَــأَ, (K,) It (a party) became routed, defeated, or put to flight. (K, TA.) b3: See 1, in two places.8 إِكْتَفَاَ See 1. b2: اكتفأ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ [He carried off their families and their goods.] (TA, from a trad.; mentioned next after the explanation of كَفَــأَ الإِبِلَ.) 10 استــكفــأه إِبِلَهُ He asked him for a year's produce of his camels; i.e., their young ones in the womb in one year; (S, TA;) or their hair and wool, milk, and young ones, of one year. (TA.) b2: استــكفــأه نَخْلَةً He asked him for a year's produce of a palm-tree. (TA.) كَفْــءٌ and كُفْــءٌ and كِفْــءٌ and كُفُــؤٌ see كِفَــاءٌ, and for كِفْــءٌ see also كَفِــىْءٌ.

كَفْــأَةٌ and ↓ كُفْــأَةٌ (S, K) The young ones in the wombs of camels, in one year: or those after the dams have not conceived for one year or more: (K:) or a year's produce of camels [&c.]; i. e., their hair and wool, and their milk, as well as their young ones. (Az, S, K.) Yousay أَعْطِنِى كفــأةَ نَاقَتِكَ Give me the year's produce, &c., of thy she-camel. (S.) b2: b3: And, both words (tropical:) A year's produce of a palm-tree. (K.) b4: (tropical:) A year's produce of a piece of land. (K.) See also 4.

كُفْــأَةٌ: see كَفْــأَةٌ.

كَفَــآءٌ (K) and ↓ كَفَــأءَةٌ (S, K) Likeness; equality. (S, K.) b2: كَفَــأءٌ A slight inclination, to one side, of a camel's hump, and the like. This is the slightest of faults in a camel; for when the camel grows fat, his hump becomes erect. (TA.) كَفَــآءٌ, originally an inf. n. [of 3], and ↓ كُفْــءٌ and كُفُــوْءٌ [&c., as in the following examples,] Like; equal; a match. (S.) b2: هٰذَا كِفَــاؤُهُ, and ↓ كَفِــيْئَتُهُ, and ↓ كَفِــيؤُهُ, and ↓ كُفْــؤُهُ, and ↓ كَفْــؤُهُ, and ↓ كِفْــؤُهُ, (in the CK, كَفُــؤُهُ,) and ↓ كُفُــوْؤُهُ, (in the CK, كُفُــؤُهُ,) This is like, or equal to, him or it: (K:) And لَا كِفَــآءَ لَهُ There is no one, or nothing, like, or equal, to him, or it. (S.) b3: Zj says, that the words of the Kur-án, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُــؤًا أَحَدٌ (cxii. 4,) may be read in four different ways: ↓ كُفُــؤًا and ↓ كُفْــئًا and ↓ كِفْــئًا (in which three ways the word has been read) and كِفَــاءً (in which last way it has not been read.) Ibn-Ketheer and AA and Ibn-'Ámir and Ks read كُفُــؤًا: Hamzeh read كُفْــئًا; and, in a case of pause, كُفَــا, without hemzeh. (TA,) b4: Pl. (of كُفْــءٌ and كِفْــءٌ, and كُفُــؤٌ, and perhaps of كَفْــءٌ also, MF,) أَــكْفَــآءٌ and (of all the above forms excepting كِفَــآءٌ, MF,) كِفَــآءٌ. (K.) b5: كِفَــآءٌ As much as is equal to another thing. (L.) b6: الحَمْدُ لِلّهِ كِفَــآءَ الوَاجِبِ Praise be to God, as much as is incumbent. (K.) A2: كِفَــآءٌ A curtain (سُتْرَة) extending from the top to the bottom of a tent, at the hinder part: or an oblong piece of staff at the hinder part of the kind of tent called خِبَاء: or a كِسَآء that is thrown upon a خباء, so as to reach the ground: (K:) or an oblong piece of stuff, or two such pieces well sewed together, attached by the kind of wooden pin called خِلَال to the hinder part of a خباء: (S:) or the hinder part of a tent: pl. أَــكْفِــئَةٌ. (TA.) See مِظَلَّةٌ in art. ظل.

كَفِــىْءُ اللَّوْنِ, and اللون ↓ مَــكْفُــوْءُ, (K,) and اللون ↓ مَكْتَفِئُ, (TA,) (tropical:) Changed in colour: (K:) said of the countenance and of other things: as also مُكْتَفِتُ اللون. (TA.) b2: Also, مُــكْفَــأُ الوَجْهِ Changed in countenance. (TA.) A2: See كِفَــآءٌ.

A3: كَفِــىْءٌ and ↓ كِفْــءٌ (as in the CK and a MS. copy of the K) or كِفِــىْءٌ (as in the TA) The bottom, or interior, or inside, (بَطْن,) of a valley. (K.) كُفُــوْءٌ: see كِفَــآءٌ.

كَفَــآءَةٌ: see كَفَــآءٌ. b2: In marriage, Equality of the husband and wife in rank, religion, lineage house, &c. (L,) أَــكْفَــأُ, fem. كَفْــأَى, A camel whose hump inclines slightly to one side. (TA.) b2: A camel's hump inclining to one side. (ISh.) مُــكْفِــئُ الظَّعْنِ The last of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ. (TA.) [See عجوز.]

مَــكْفُــوْءُ اللّون: see كَفِــىْءٌ.

مُكَافِئٌ Being like, or equal to: equalling. (S.) b2: Also, in the following words of a trad., كَانَ لَا يَقْبَلُ الثَّنَآءَ إِلَّا مِن مُّكَافِئِ, said to signify One of known sincerity in professing himself a Muslim: (IAmb:) or one not transgressing his proper bounds, nor falling short with respect to that [religion] to which God hath exalted him-(Az.) b3: شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ, (S, K,) and مُكَافَأَتَانِ. (K,) as the relaters of trads. say, (S,) in a trad. respecting the عَقِيقَة for a male child, (S, TA,) Two sheep, or goats, of equal age. (S, K.) Some assign to these words meanings slightly differing from the above; as, similar, one to another: also, slaughtered, one immediately after the other: (TA:) or slaughtered, one opposite to the other. (S.) مُكْتَفِئُ اللّون: see كَفِــىْءٌ.
[كفــأ] نه: فيه: المسلمون "تتكافأ" دماؤهم، أي تتساوى في القصاص والديات، والــكفــء: النظير والمساوي. ط: وهو نفى للجاهلية من قتل عدة بدل دم الشريف. ج: أي لا فضل لشريف على وضيع ولا كبير على صغير ولا ذكر على أنثى. نه: ومنه: كان لا يقبل الثناء إلا من "مكافي"، القتيبي: أي إذا أنعم على رجل فكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، فإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبلها، وغلطه ابن الأنباري إذ كان"فأكفــأ" منه على يديه، أي أكبه وأماله، ثم أدخل يده في الإناء ثم استخرجها أي يده من الغناء مع الماء، وفيه أن الماء في المرة الثانية بقي على طهارته، إلا أن يقال: إنه جعل اليد آلة، وقال الغزالي: كنت وددت أن مذهب الشافعي كمذهب مالك إذ الحاجة ماسة ومثار الشبهة اشتراط القلتين، ولم ينقل إلى آخر عصر الصحابة واقعة في الطهارة وحفظ الأواني عن النجاسات، ويتعاطاها الصبيان والنسوان، وتوضأ عمر من جرة النصراني، كالتصريح في أن المعول عدم تغير الماء، وكان استغراقهم في تطهير القلب وتساهلهم في أمر الظاهر. وح: فإن لم تجدوا ما "تكافئوه"، بحذف نون تخفيفًا أو سهوًا من الكاتب. وح: "أكفــئوا" الآنية، أي اقلبوها حتى لا يدب عليها ما ينجسها. وح: إن أول ما "يــكفــأ"- يعني الإسلام، كما "يــكفــأ" الإناء- يعني الخمر، خبر إن محذوف وهو الخمر، أي أول ما يــكفــأ في الإسلام إكفــاء ما في الإناء الخمر، من كفــأته- إذا قلبته لينصب عنه ما فيه من الماء، يعني أول ما يشرب من المحرمات ويجترأ على شربه في الإسلام كشرب الماء هو الخمر، قيل: وكيف يشرب وقد بين تحريمها؟ قال: يسمونها بغير اسمها كالنبيذ والمثلث. مف: يعني يتخذون من العسل وغيره ويعتقدون حله ويقولون: ليس بخمر، لأنها ما يتخذ من العنب، قوله: يعني الإسلام- يريد في الإسلام وسقط عنه "في". ن: "انــكفــأت" بهم السفينة، انقلبت. ك: وأصله الهمزة. ومنه: من حيث أتتها الريح "كفــأتها"، أي قلبتها أي المؤمن إذا جاء أمر الله انطاع له، وإن جاءه مكروه رجا فيه الخير، فإذا سكن البلاء عنه اعتدل قائمًا، والكافر يسهل أموره عليه في عافية ليسعر عليه معاده، فإذا أراد إهلاكه قصمه مرة ويكون موته أشد عذابًا عليه. ش: "تــكفــيها" الريح، بفتح تاء وسكون كاف، وكذا: المؤمن "يــكفــأ"، بضم ياء وسكون كاف. ج: ليس الواصل "بالمكافي"، هو من كافيته على صنيعه: جازيته.

كفــأ: كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَــاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ

قِبَلٌ ولا كِفــاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه. وقول حَسَّانَ بن

ثابت:

وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَــاءُ

أَي جبريلُ، عليه السلام، ليس له نَظِير ولا مَثيل.

وفي الحديث: فَنَظَر اليهم فقال: مَن يُكافِئُ هؤُلاء. وفي حديث

الأَحنف: لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَــاء له، يعني الشيطانَ. ويروى: لا

أُقاوِلُ.والــكَفِــيءُ: النَّظِيرُ، وكذلك الــكُفْــءُ والــكُفُــوءُ، على فُعْلٍ

وفُعُولٍ. والمصدر الــكَفَــاءةُ، بالفتح والمدّ.

وتقول: لا كِفَــاء له، بالكسر، وهو في الأَصل مصدر، أَي لا نظير له.

والــكُفْــءُ: النظير والمُساوِي. ومنه الــكفَــاءةُ في النِّكاح، وهو أَن

يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك.

وتَكافَأَ الشَّيْئانِ: تَماثَلا.

وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَــاءً: ماثَلَه. ومن كلامهم: الحمدُ للّه كِفــاءَ

الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له. والاسم: الــكَفــاءة والــكَفَــاءُ. قال:

فَأَنْكَحَها، لا في كَفَــاءٍ ولا غِنىً، * زِيادٌ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ

وهذا كِفَــاءُ هذا وكِفْــأَتُه وكَفِــيئُه وكُفْــؤُه وكُفُــؤُه وكَفْــؤُه، بالفتح عن كراع، أَي مثله، يكون هذا في كل شيء. قال أَبو زيد: سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن: لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفــىً

أَحَدٌ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء. وقال الزجاج: في قوله تعالى: ولم يَكُنْ له كُفُــؤاً أَحَدٌ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة، منها ثلاثة: كُفُــؤاً، بضم الكاف والفاء، وكُفْــأً، بضم الكاف وإِسكان الفاء، وكِفْــأً، بكسر الكاف وسكون الفاء، وقد قُرئ بها، وكِفــاءً، بكسر الكاف والمدّ، ولم يُقْرَأْ بها. ومعناه: لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه، تعالى ذِكْرُه. ويقال: فلان كَفِــيءُ فلان وكُفُــؤُ فلان.

وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُــؤاً، مثقلاً مهموزاً. وقرأَ حمزة كُفْــأً، بسكون الفاء مهموزاً، وإِذا وقف قرأَ كُفَــا، بغير همز. واختلف عن نافع فروي عنه: كُفُــؤاً، مثل أَبي عَمْرو، وروي: كُفْــأً، مثل حمزة.

والتَّكافُؤُ: الاسْتِواء.

وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: الـمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ

دِماؤُهم. قال أَبو عبيد: يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك.

وفلان كُفْــءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً، والجمع من كل ذلك:

أَــكْفَــاء.

قال ابن سيده: ولا أَعرف للــكَفْــءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ.

وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك، أَعني أَن يكون أَــكْفَــاء جمعَ كَفْــءٍ، المفتوحِ

الأَول أَيضاً.

وشاتان مُكافَأَتانِ: مُشْتَبِهتانِ، عن ابن الأَعرابي. وفي حديث

العَقِيقةِ عن الغلام: شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي

لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا. وقيل: مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ.

واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ، قال: واللفظة مُكافِئَتانِ، بكسر الفاء، يقال: كافَأَه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه.

قال: والمحدِّثون يقولون مُكافَأَتَانِ، بالفتح. قال: وأَرى الفتح أَولى

لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما. قال: وأَما

بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا،

وإِنما لو قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى.

وقال الزمخشري: لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ، لأَن كل

واحدة إِذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ، فهي مُكافِئة ومُكافَأَة، أَو يكون معناه: مُعَادَلَتانِ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من

الأَسنان. قال: ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد. وقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً، حتى يكون مثله، فهو مُكافِئٌ له. والمكافَأَةُ بين الناس من هذا.

يقال: كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي. ومنه الــكُفْــءُ من الرِّجال للمرأَة، تقول: إِنه مثلها في حَسَبها.

وأَما قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها

لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها. فإِن معنى قوله

لِتَكْتَفِئَ: تَفتَعِلُ، من كَفَــأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها؛ والصَّحْفةُ: القَصْعةُ. وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها. ويقال: كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا. قال الكميت:

نَحْر الـمُكافِئِ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ

والـمَكْثُورُ: الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم. يهْتَبلُ: يَحْتالُ للخلاص. ويقال: بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها.

قال أَبو ذرّ، رضي اللّه عنه، في حديثه: ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ، من

الـمُكافَأَة: الـمُقاوَمة، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب.

وكَفَــأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَــكْفَــؤُه كَفْــأً وكَفَّــأَهُ فَتَــكَفَّــأَ، وهو مَــكْفُــوءٌ، واكْتَفَأَه مثل كَفَــأَه: قَلَبَه. قال بشر بن أَبي خازم:

وكأَنَّ ظُعْنَهُم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، * سُفُنٌ تَــكَفَّــأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ

وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَــكَفَّــأَتِ المرأَةُ في

مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ، كما تَتَــكَفَّــأُ النخلة العَيْدانَةُ.

الكسائي: كَفَــأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه، وأَــكْفَــأَ الشيءَ: أَمَاله، لُغَيّة، وأَباها الأَصمعي.

ومُــكْفِــئُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيام العَجُوزِ.

والــكَفَــأُ: أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه؛ جملٌ أَــكْفَــأُ وناقة كَفْــآءُ. ابن شميل: سَنامٌ أَــكْفَــأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير، وناقة كَفْــآءُ وجَمَل أَــكْفَــأُ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه. وكَفَــأْتُ الإِناءَ: كَبَبْته. وأَــكْفَــأَ الشيءَ: أَمالَه، ولهذا قيل: أَــكْفَــأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها. غيره: وأَــكْفَــأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها(1)

(1 قوله «حين يرمي عليها» هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها.). قال ذو الرمة:

قَطَعْتُ بها أَرْضاً، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها، * إِذا ما عَلَوْها، مُــكْفَــأً، غيرَ ساجِعِ

أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ. والساجِعُ: القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ. والـمُــكْفَــأُ: الجائر، يعني جائراً غير قاصِدٍ؛ ومنه السَّجْعُ في القول.

وفي حديث الهِرّة: أَنه كان يُــكْفِــئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة.

وفي حديث الفَرَعَة: خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه،

وتُــكْفِــئُ إِناءَك، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه. وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها.

وفي حديث الصراط: آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَــكَفَّــأُ به الصراطُ، أَي

يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ.

وفي حديث دُعاء الطّعام: غيرَ مُــكْفَــإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً

عنه رَبَّنا، أَي غير مردود ولا مقلوب، والضمير راجع إِلى الطعام. وفي رواية غيرَ مَــكْفِــيٍّ، من الــكفــاية، فيكون من المعتلِّ. يعني: أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي، وهو غير مُطْعَم ولا مَــكْفِــيٍّ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل. وقوله: ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده. وأَما قوله: رَبَّنا، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَــكْفِــيٍّ ولا مُوَدَّعٍ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه قال: حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مــكفــيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد.

وفي حديث الضحية: ثم انْــكَفَــأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما،

أَي مالَ ورجع.

وفي الحديث: فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْــكَفِــئُ عليه. وفي حديث

القيامة: وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَــكْفَــؤُها الجَبَّار بيده كما يَــكْفَــأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر. وفي رواية: يَتَــكَفَّــؤُها، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ.

وفي حديث صفة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا مشَى تَــكَفَّــى تَــكَفِّــياً. التَّــكَفِّــي: التَّمايُلُ إِلى قُدَّام

كما تَتَــكَفَّــأُ السَّفِينةُ في جَرْيها. قال ابن الأَثير: روي مهموزاً وغير مهموز. قال: والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، وتَــكَفَّــأَ تَــكَفُّــؤاً، والهمزة حرف صحيح، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَــكَفِّــياً بالكسر. وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَــأْتَه، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ. وكذلك قوله: إِذا مَشَى تَقَلَّع، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره. وقال ثعلب في تفسير قوله: كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ: أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة، وأَنشد:

الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ

والتَّــكَفِّــي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه، ولذلك جُعِل المصدر

تَــكَفِّــياً. وأَــكْفَــأَ في سَيره: جارَ عن القَصْدِ. وأَــكْفَــأَ في الشعر: خالَف

بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه، وقيل: هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ

قَوافِيهِ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ. وقال بعضهم:

الإِــكْفَــاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام، والنون والميم. قال الأَخفش: زعم الخليل أَنَّ الإِــكْفَــاءَ هو الإِقْواءُ، وسمعته من غيره من أَهل العلم.

قال: وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِــكْفَــاءِ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف، فأَنشدته:

كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ،

منها، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ،

كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ

فقال: هذا هو الإِــكْفَــاءُ. قال: وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة، فعابَه، ولا أَعلمه إِلاَّ قال له: قد أَــكْفَــأْتَ. وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ: أَــكْفَــأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ، وهو مثل الإِقْواءِ. قال ابن جني: إِذا كان الإِــكْفَــاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِــكْفــاءِ في غيره، وكان وَضْعُ الإِــكْفَــاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ. قال الأَخفش: إِلا أَنِّي رأَيتهم، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كانت من مَخْرَج واحد، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم، يعني عامَّةَ العرب. وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله: الإِــكْفَــاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها

طاءً، فقال: صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِــكْفَــاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم. والـمُــكْفَــأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب، وإِلى هذا يذهبون. قال الشاعر:

ولَمَّا أَصابَتْنِي، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ، * شُغِلْتُ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها

إِذا الفارِغَ الـمَــكْفِــيَّ مِنهم دَعَوْتُه، * أَبَرَّ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها

فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم. قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ قالت تَرْثِي أَباها، وقُتِلَ،

وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام:

وما لَيْثُ غَرِيفٍ، ذُو * أَظافِيرَ، وإِقْدامْ

كَحِبِّي، إِذْ تَلاَقَوْا، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ

وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ

وبالــكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ، أَبْيَضُ، خَدّامْ

وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ

قال: جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما، وهو كثير. قال: وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي.

قال الأَخفش: وبالجملة فإِنَّ الإِــكْفــاءَ الـمُخالَفةُ. وقال في قوله:

مُــكْفَــأً غير ساجِعِ: الـمُــكْفَــأُ ههنا: الذي ليس بِمُوافِقٍ. وفي حديث

النابغة أَنه كان يُــكْفِــئُ في شِعْرِه: هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً. قال: وهو كالإِقْواء، وقيل: هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فلا يلزم حرفاً واحداً.

وكَفَــأَ القومُ: انْصَرَفُوا عن الشيءِ. وكَفَــأَهُم عنه كَفْــأً: صَرَفَهم. وقيل: كَفَــأْتُهُم كَفْــأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره، فانْــكَفَــؤُوا أَي رَجَعُوا.

ويقال: كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْــكَفَــؤُوا وانْــكَفَــتُوا، إِذا

انهزموا. وانْــكَفَــأَ القومُ: انْهَزَمُوا.

(يتبع...)

(تابع... 1): كفــأ: كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَــاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ... ...

وكَفَــأَ الإِبلَ: طَرَدَها. واكْتَفَأَها: أَغارَ عليها، فذهب بها.

وفي حديث السُّلَيْكِ بن السُّلَكةِ: أَصابَ أَهْلِيهم وأَموالَهم، فاكْتَفَأَها.

والــكَفْــأَةُ والــكُفْــأَةُ في النَّخل: حَمْل سَنَتِها، وهو في الأَرض زِراعةُ سنةٍ. قال:

غُلْبٌ، مَجالِيحُ، عنْدَ الـمَحْلِ كُفْــأَتُها، * أَشْطانُها، في عِذابِ البَحْرِ، تَسْتَبِقُ (1)

(1 قوله «عذاب» هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين.)

أَراد به النخيلَ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها؛ والبحرُ ههنا: الماءُ

الكَثِير، لأَن النخيل لا تشرب في البحر.

أَبو زيد يقال: اسْتَــكْفَــأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً، فجعل

للنخل كَفْــأَةً، وهو ثَمَرُ سَنَتِها، شُبِّهت بــكَفْــأَةِ الإِبل.

واسْتَــكْفَــأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً، فَأَــكْفَــأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه. والاسم: الــكَفْــأَة والــكُفْــأَة، تضم وتفتح. تقول: أَعْطِني كَفْــأَةَ ناقَتِك وكُفْــأَةَ ناقَتِك.

غيره: كَفْــأَةُ الإِبل وكُفْــأَتُها: نِتاجُ عامٍ.

ونَتَجَ الإِبلَ كُفْــأَتَيْنِ. وأَــكْفــأَها إِذا جَعَلَها كَفْــأَتين، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً، ويَدَعُ نصفاً، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل. وفي الصحاح: لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً،

وتُتْرَكَ عاماً، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة، وأَنشد قول ذي الرمة:

تَرَى كُفْــأَتَيْها تُنْفِضَانِ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ، في النِّتاجَيْنِ، لامِسُ

وفي الصحاح: كِلا كَفْــأَتَيْها، يعني: أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً، وهو

محمود عندهم. وقال كعب بن زهير:

إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً، عامَ كُفْــأَةٍ، * بَغاها خَناسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا

الخَناسِيرُ: الهَلاكُ. وقيل: الــكَفْــأَةُ والــكُفْــأَةُ: نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ. وقيل: بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ. يقال من ذلك: نَتَجَ فلان إِبله كَفْــأَةً وكُفْــأَةً، وأَــكْفَــأْتُ في الشاءِ: مِثلُه في الإِبل.

وأَــكْفَــأَتِ الإِبل: كَثُر نِتاجُها. وأَــكْفَــأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً: جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها.

وقال بعضهم: مَنَحَه كَفْــأَةَ غَنَمِه وكُفْــأَتَها: وَهَب له أَلبانَها

وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ. ووَهَبْتُ له كَفْــأَةَ

ناقتِي وكُفْــأَتها، تضم وتفتح، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة.

واسْتَــكْفَــأَه، فأَــكْفَــأَه: سَأَلَه أَن يجعل له ذلك. أَبو زيد: اسْتَــكْفَــأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً. وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ: أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع، فأَتَى أُمَّه، فاسْتَأْمَرها، فقالت: إِنك اشتريته بثلثمائة شاة: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائة شاة، وكُفْــأَتُها مائة شاة، فَنَدِمَ، فاسْتَقالَ صاحِبَه، فأَبَى أنْ يُقِيلَه، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ، كَرُّم اللّه وجهه، فقال: إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً؛ فسأَله عليّ، كرّم اللّه وجهه، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع. فقال عليّ: ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم؛ أَراد بالـمُتْبِع: التي يَتْبَعُها أَولادُها. وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به، يَأْثُوا أَثْواً.

والــكُفْــأَةُ أَصلها في الإِبل: وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ، وأَنشد شمر:

قَطَعْتُ إِبْلي كُفْــأَتَيْنِ ثِنْتَيْن، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن

أَنْتِجُ كُفْــأَتَيْهِما في عامَيْن، * أَنْتِجُ عاماً ذِي، وهذِي يُعْفَيْن

وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن، * مِنْ عامِنا الجَائي، وتِيكَ يَبْقَيْن

قال أَبو منصور: لمْ يزد شمر على هذا التفسير. والمعنى: أَنَّ أُمَّ

الرجل جعلَت كُفْــأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً. ولو كانت إِبلاً كان كُفْــأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها

وقت ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجْمَع، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ

عليها سَنةً، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها. وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ

ما اشْتَرى به ابنُها، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه، فأَبَى، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح، وسَعَى به إِلى عَليٍّ، رضي اللّه عنه، ليأْخذ منه الخمس، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في

سِعايَته بصاحِبِه إليه.

والــكِفــاءُ، بالكسر والمَدّ: سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه. وقيل: الــكِفــاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ. وقيل: هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ. وقيل: هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ. وقد أَــكْفَــأَ البيتَ إِــكْفــاءً، وهو مُــكْفَــأٌ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَــاءً. وكِفَــاءُ البيتِ: مؤَخَّرُه. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شاةً في كِفَــاءِ البيت، هو من ذلك، والجمعُ أَــكْفِــئةٌ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ.

ورجُلٌ مُــكْفَــأُ الوجهِ: مُتَغَيِّرُه ساهِمُه. ورأَيت فلاناً مُــكْفَــأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. ويقال: رأَيته مُتَــكَفِّــئَ اللَّوْنِ ومُنْــكَفِــتَ اللّوْنِ(1)

(1 قوله «متــكفّــئ اللون ومنــكفــت اللون» الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب.)

أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه انْــكَفَــأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله. ويقال: أَصْبَحَ فلان كَفِــيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه، كأَنه كُفِــئَ، فهو مَــكْفُــوءٌ وكَفِــيءٌ. قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

وأَسْمَرَ، من قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ، * كَفِــيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ

أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ. وفي حديث

الأَنصاريِّ: ما لي أَرى لَوْنَك مُنْــكَفِــئاً؟ قال: من الجُوعِ. وقوله في الحديث:

كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ. قال القتيبي: معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها. قال ابن الأَثير، وقال ابن الأَنباري: هذا غلط، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، لأَنَّ اللّه، عز وجل، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به. وإنما المعنى: أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم.

قال: وقال الأَزهريّ: وفيه قول ثالث: إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ

غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه.

كفــأ
: ( {كَافَأَهُ) على الشَّيْء (} مُكَافَأَةً {وكِفَــاءً) كَقِتَالٍ أَي (جَازَاهُ) ، تَقول: مَا لي بِهِ قِبَلٌ وَلَا} كِفَــاءٌ، أَي مَالِي بِهِ طاقَةٌ على أَنِّي {أُكافِئُه (و) } كافأَ (فُلاناً) مُكافأَ وكِفَــاءً (: مَاثَلَه) ، وَتقول: لَا {كِفَــاءَ لَهُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدرٌ، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالَ حَسَّانُ بن ثَابت:
وَرُوح القُدْسِ لَيْسَ لَهُ} كِفَــاءُ
أَي جبريلُ عَلَيْهِ السلامُ لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مَثيلٌ. وَفِي الحَدِيث: (فَنَظَر إِليهم فَقال: مَنْ {يُكَافِىءُ هَؤُلَاءِ) ، وَفِي حَدِيث الأَحنف: لَا أُقَاوِمُ منّ لَا كِفَــاءَ لَهُ. يَعْنِي الشيطانَ، ويروى: لَا أُقاوِلُ (و) } كافَأَه (: رَاقَبَهُ، و) من كَلَامهم: (الحَمْدُ لِلَّهِ كِفَــاءَ الوَاجِبِ، أَي) قدر (مَا يَكُونُ {مُكَافِئاً لَهُ، والاسْمُ} الــكَفَــاءَةُ {والــكَفَــاءُ بفتحهما ومَدِّهما، هَذَا} كِفَــاؤُهُ) بِالْكَسْرِ والمدّ، قَالَ الشَّاعِر:
فَأَنْكَحَها لاَ فِي كِفَــاءٍ وَلاَ غِنى
زِيَادٌ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَ زِيَادِ
( {وَــكِفْــأَتُه) بِكَسْر فَسُكُون وَفِي بعض النّسخ بِالْفَتْح والمدّ (} وكَفِــيئُهُ) كأَميرٍ ( {وكُفْــؤُهُ) كقُفْلٍ (} وكَفْــؤُهُ) بِالْفَتْح عَن كرَاع ( {وَــكِفْــؤُهُ) بِالْكَسْرِ (} وكُفُــوءُهُ) بِالضَّمِّ والمدّ أَي (مِثْلُه) يكون ذَلِك فِي كلّ شَيْء، وَفِي (اللِّسَان) : {الــكُفْــءُ: النظير والمُساوِي، وَمِنْه الــكَفَــاءَة فِي النّكاح، وَهُوَ أَن يكون الزَّوْجُ مُساوِياً للمرأَةِ فِي حَسَبِا ودِينِها ونَسَبِها وَبيْتِها وغَيْر ذَلِك. قَالَ أَبو زيد: سمعتُ امرأَةً من عُقَيْلٍ وزَوْجَها يقرآنِ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ} كُفُــؤاً أَحَدٌ} (الْإِخْلَاص: 3، 4) فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حَركتَها على الفاءِ، وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُــواً أَحَدٌ} أَربعة أَوْجُهٍ، القراءَةُ مِنْهَا ثلاثةٌ: كُفُــؤاً بِضَم الْكَاف والفاءِ، {وكُفْــأً بِضَم الْكَاف وَسُكُون الفاءِ،} وكِفْــأً بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء، وَقد قرىء بهَا،! وكِفَــاءً بِكَسْر الْكَاف والمدّ، وَلم يُقْرَأْ بهَا، وَمَعْنَاهُ لم يكن أَحدٌ مِثلاً لله تَعَالَى جَلَّ ذِكْرُه، وَيُقَال: فُلانٌ {- كَفِــيءُ فلانٍ} وَــكُفُــؤُ فلانٍ، وَقد قرأَ ابْن كَثيرٍ وأَبو عَمْرو وابنُ عامرٍ والكسائيُّ وعاصمٌ كُفُــؤًا مُثقَّلاً مهموزاً، وقرأَ حَمزة بِسُكُون الفَاء مهموزاً، وإِذا وَقَف قرأَ كُفَــا، بِغَيْر همزَة، واختُلِف عَن نَافِع فَرُوِي عَنهُ كُفُــؤًا، مثل أَبي عَمْرو، وروى كُفْــأً مثل حَمْزَة. (ج) أَي من كلّ ذَلِك ( {أَــكْفَــاءٌ) . قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعرف} للــكَفْــءِ جمعا على أَفْعَلٍ وَلَا فُعُولٍ وحَرِيءٌ أَن يَسَعه ذَلِك، أَعني أَن يكون أَــكْفــاء جَمْعَ كَفْــءٍ المَفْتوح الأَوّل. (وكِفَــاءٌ) جمع كَفِــيءٍ، ككِرام وكَريم، والأَــكفــاء، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ، وحِمْل وأَحمال، وعُنُقٍ وأَعْنَاق.
كَفَــأَ القومُ: انصرفوا عَن الشيءِ (} وكَفَــأَهُ كمَنَعَه) عَنهُ كَفْــأً (: صَرَفَه) وَقيل {كَفَــأْتُهم كَفْــأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فَصَرفْتَهم عَنهُ إِلى غَيره} فانــكَفَــئوا رَجَعُوا. (و) كَفَــأَ الشْيءَ والإِناءَ {يَــكْفَــؤُه كَفْــأً} وكَفَّــأَه {فَتَــكَفَّــأَ، وَهُوَ} مَــكْفُــوءٌ (: كَبَّهُ) . حَكَاهُ صَاحب الواعي عَن الْكسَائي، وعبدُ الْوَاحِد اللّغَوِيّ عَن ابْن الأَعرابي، وَمثله حُكِيَ عَن الأَصمعي، وَفِي الفَصيح: {كَفَــأْتُ الإِناءَ: كَبَبْتُه (و) عَن ابنِ دُرُسْتَوَيْه:} كَفَــأَه بِمَعْنى (: قَلَبَهُ) حَكَاهُ يَعْقُوب فِي إِصلاح الْمنطق، وأَبو حاتمٍ فِي تَقْوِيم الْمُفْسد، عَن الأَصمعي، والزجّاج فِي فعلت وأَفعلت، وأَبو زيد فِي كتاب الْهَمْز، وكل مِنهما صحيحٌ. قَالَ شَيخنَا: وَزعم ابنُ دُرستويه أَن معنى قَلَبه أَمَالَه عَن الاستواءِ، كَبَّه أَو لَمْ يَكُبَّهُ، قَالَ: وَلذَلِك قيل:! أَــكْفــأَ فِي الشِّعْر، لأَنه قَلَبَ القوافِيَ عَن جِهَة استوائِها، فَلَو كَانَ مِثْلَ كَبَبْتُه كَمَا زعم ثعلبٌ لَمَا قِيل فِي القَوافي، لأَنها لَا تُكَبُّ، ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابنُ دُرستويه لَا مُعَوَّل عَلَيْهِ، بل الصَّحِيح أَن كَبَّ وقَلَبَ وكَفَــأَ مُتَّحِدَةٌ فِي الْمَعْنى، انْتهى.
وَيُقَال: كَفَــأَ الإِناءَ ( {كَأَــكَفَــأَهُ) رباعيًّا، نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ الأَعرابيّ، وابنُ السكّيت أَيضاً عَنهُ، وابنُ القُوطِيّة وابنُ القطاع فِي الأَفعال، وأَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْل المَقال، وأَبو عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّف، وَقَالَ:} كَفَــأْتُه، بِغَيْر ألف أفْصح، قَالَه شَيخنَا، وَفِي الْمُحكم أَنَّهَا لغةنادرة، قَالَ: وأباها الْأَصْمَعِي ( {واكتفأه) أَي الْإِنَاء مثل كفــأه (و) كفــأه أَيْضا بِمَعْنى (تبعه) فِي أَثَره، وكفــأ الْإِبِل: [طردها] واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا
وَفِي حَدِيث السليك ابْن السلكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ} فاكتفأها. (و) كفــأت (الْغنم فِي الشّعب)
أَي (دخلت) فِيهِ. وأكفــأها: أدخلها، وَالظَّاهِر أَن ذكر الْغنم مِثَال فَيُقَال ذَلِك لجَمِيع الْمَاشِيَة
(و) كفــأ (فلَانا: طرده) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وكفــأ الْإِبِل وَالْخَيْل: طردها (و) كفــأ (الْقَوْم) عَن الشَّيْء (انصرفوا) عَنهُ وَرَجَعُوا، وَيُقَال: كانالناس مُجْتَمعين {فانــكفــئوا (و) انــكفــتوا إِذا (انْهَزمُوا)
(و) أكفــأ فِي سيره (عَن الْقَصْد: جَار. و) أكفــأ} وكفــأ (: مَال) كانــكفــأ (و) كفــأ وأكفــأ (: أمال [وقلب] )
قَالَ ابْن الْأَثِير: وكل شَيْء أملته فقد {كفــأته
وَعَن الكسائيّ: أَــكْفَــأَ الشْيءَ. أَمالَه، لُغَيَّةٌ، وأَبَاها الأَصمعيُّ، وَيُقَال:} أَــكْفــأْتُ القَوْسَ إِذَا أَملْتَ رأْسَها وَلم تَنْصِبْهَا نَصْباً حِين ترمى عَنْهَا، وَقَالَ بعض: حِين ترمي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرمة:
قَطَعْتُ بِهَا أَرْضاً تَرَى وَجْهَ رَكْبِهَا
إِذَا مَا عَلَوْهَا {مُــكْفَــأً غَيْرَ سَاجعٍ
أَي مُمَالاً غَيْرَ مُستقيمٍ، والساجِعُ القاصدُ: المُستَوِى المُستقِيم.} والمُــكْفَــأُ: الجائر، يَعني جائراً غيرَ قاصدِ، وَمِنْه السَّجْعُ فِي القَولِ. وَفِي حَدِيث الهرَّة أَنه (كَانَ) يُــكفِــيءُ لَهَا الإِناءَ، أَي يُمِيلُه لِتَشربَ مِنْهُ بسُهولة. وَفِي حَدِيث الفَرَعَةِ: خَيْرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُه بِوَبَرِه وتُــكْفِــيءُ إِناءَكَ وتُولِهُ نَاقَتَكَ. أَي تَكُبُّ إِناءَك (لأَنه) لَا يَبْقَى لَك لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيه، وتُولِيهُ ناقَتَكَ، أَي تَجْعَلُها وَالِهَةً بِذَبْحِك ولَدَها.
{ومُــكْفِــىءُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيَّامِ العَجُوز.
(و) أَــكْفَــأَ فِي الشِّعْرِ} إِــكفــاءً (: خَالَف بَيْنَ) ضُروب (إِعْرَابِ القَوَافِي) الَّتِي هِيَ أَواخرُ القَصيدة، وَهُوَ المخالفةُ بَين حَركاتِ الرَّوِيِّ رَفْعاً ونصْباً وجَرًّا، (أَو خَالَفَ بَيْنَ هِجَائِها) أَي القوافي، فَلَا يَلْزَم حَرْفاً وَاحِدًا، تَقَاربَتْ مخارِجُ الحُروف أَو تَباعدَتْ، على مَا جَرَى عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل بعضَها مِيماً وبعضَها طاءً، لَكِن قد عَابَ ذَلِك عَلَيْهِ ابنُ بَرّيّ.
مثالُ الأَوّلِ:
بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شَيْءٌ هَيِّنُ
المَنْطِقُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ
وَمِثَال الثّاني:
خَلِيلَيَّ سِيرَا واتْرُكا الرَّحْلَ إِنَّنِي
بِمَهْلَكَةٍ والعَاقِبَاتُ تَدُورُ
مَعَ قَوْله:
فَبَيْنَاهُ يَشْرى رَحْلَهُ قَالَ قَائِلٌ
لِمَنْ جَمَلُ رِخْوُ المِلاَطِ نَجِيبُ
وَقَالَ بَعضهم: الإِــكفــاءُ فِي الشّعْر هُوَ التعاقبُ بِي الراءِ وَاللَّام وَالنُّون.
قلت: وَهُوَ أَي! الإِــكفــاء أَحَدُ عيُوبِ القافية السّتَّة الَّتِي هِيَ: الإِيطاءُ، والتَّضمينُ، والإِقواءُ، والإِصرافُ، والإِــكفــاءُ، والسِّنادُ، وَفِي بعض شُروح الْكَافِي: الإِــكفــاءُ هُوَ اختلافُ الرَّوِيِّ بحُروفٍ مُتَقَارِبَةِ المخارج، أَي كالطَّاءِ مَعَ الدَّالِ، كَقَوْلِه: إِذَا رَكِبْتُ فاجْعلاني وَسَطَا
إِنِّي كَبِيرٌ لاَ أُطِيقُ العُنَّدَا
يُرِيد العُنَّتَ، وَهُوَ من أَقبح الْعُيُوب، وَلَا يجوز لأَحد من المُحدَثين ارتكابه، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَــكْفَــأَ فِي الشِّعْرِ: قَلَب حَرْفَ الرَّوِيِّ مِن راءٍ إِلى لامٍ، أَو لامٍ إِلى ميمٍ، ونحوِه من الحروفِ المُتقارِبةِ المَخْرَجِ، أَو مخالفةِ إِعرابِ القوافي، انْتهى. (أَوْ) أَــكفــأَ فِي الشّعْر إِذا (أَقْوَى) فيكونان مُتَرادِفَيْنِ، نَقله الأَخفشُ عَن الخَليل وَابْن عبدِ الحَقّ الإِشْبِيلي فِي الواعي وَابْن طريف فِي الأَفعال، قيل: هما وَاحِد، زَاد فِي الواعي: وَهُوَ قَلْبُ القافية من الجَرِّ إِلى الرّفْع وَمَا أَشبه ذَلِك، مأْخوذٌ من كَفَــأْتُ الإِناء: قَلَبْتُه، قَالَ الشَّاعِر:
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ
زَعَمَ الغُدَافُ بِأَنَّ رِحْلَتَنَا غَداً
وَبِذَاكَ أَخْبَرَنا الغُدَافُ الأَسْوَدُ
وَقَالَ أَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْلِ المَقال: الإِــكفــاءُ فِي الشّعْر إِذا قُلْتَ بَيْتاً مَرْفُوعا وآخرَ مخفوضاً، كَقَوْل الشَّاعِر:
وهَلْ هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ
سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فَإِن نُتِجَتْ مُهْراً كَرِيماً فَبِالْحَرَى
وَإِنْ يَكُ إِقْرَافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ
(أَوْ أَفْسَدَ فِي آخِرِ البَيْتِ أَيَّ إِفْسَادٍ كانَ) قَالَ الأَخفش: وسأَلت العربَ الفُصحاءَ عَنهُ، فإِذا هم يَجعلونه الفسادَ فِي آخرِ الْبَيْت والاختلافَ، من غير أَنْ يَحُدُّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلا أَني رأَيتُ بعضَهم يَجعله اختلافَ الْحُرُوف، فأَنشدته:
كَأَنَّ فَا قَارُورَةٍ لم تُعْفَصِ مِنْها حِجَاجَا مُقْلَةٍ لَمْ تُلْخَصِ
كَاينَّ صِيرَانَ المَهَا المُنَقِّزِ
فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإِــكفــاءُ، قَالَ: وأَنشده آخرُ قَوافِيَ على حُروفٍ مُختلفةٍ، فعَابِه، وَلَا أَعلمه إِلاَّ قَالَ لَهُ: قد أَــكْفَــأْتَ. وَحكى الجوهريُّ عَن الفرَّاءِ: أَــكفَــأَ الشاعرُ، إِذا خَالف بَين حَركات الرَّوِيِّ، وَهُوَ مِثْلُ الإِقواءِ، قَالَ ابنُ جِنّي: إِذا كَانَ الإِــكفــاءُ فِي الشّعْرِ مَحْمُولا على الإِــكفــاء فِي غيرِه، وَكَانَ وَضْعُ الإِــكفــاء إِنما هُوَ للخلافِ ووقوعِ الشيْءِ على غيرِ وَجْهِهِ لمْ يُنْكَرْ أَنْ يُسَمُّوا بِهِ الإِقواءَ فِي اختلافِ حُرُوف الرَّوِيّ جَمِيعًا، لأَن كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا واقعٌ على غيرِ استواءٍ، قَالَ الأَخفش: إِلا أَني رأَيتهم إِذا قَرُبتْ مَخَارجُ الحُروف، أَو كَانَت من مَخرَجٍ واحدٍ ثمَّ اشتَدَّ تَشابُهُمَا لم يَفْطُنْ لَهَا عَامَّتُهم، يَعْنِي عامَّةَ العربِ، وَقد عَابَ الشيخُ أَبو مُحَمَّد بن بَرِّيَ على الجوهريِّ قولَه: الإِــكفــاءُ فِي الشّعْر أَن يُخالَف بَين قَوَافِيه فتَجْعَل بعضَها ميماً وبعضَها طاءً، فَقَالَ: صوابُ هَذَا أَن يَقُول: وبعضَها نُوناً، لأَن الإِــكفــاءَ إِنما يكون فِي الْحُرُوف المتقاربة فِي المَخْرَجِ، وأَمَّا الطاءُ فليستُ من مَخْرَج المِيمِ. والمُــكْفَــأُ فِي كلامِ الْعَرَب هُوَ المقلوبُ، وإِلى هَذَا يَذهبون، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَمَّا أَصَابَتْنِي مِنَ الدَّهْرِ نَزْلَةٌ
شُغِلْتُ وَأَلْهَى النَّاسَ عَنِّي شُؤُونُهَا
إِذَا الفَارِغُ المَــكْفِــيُّ مِنْهُمْ دَعَوْتُهُ
أَبَرَّ وَكَانَتْ دَعْوَةً تَسْتَدِيمُهَا
فجَعَل الميمَ مَعَ النونِ لشَبهها بهَا، لأَنهما يَخرُجانِ من الخَياشيمِ، قَالَ: وأَخبرني من أَثِقُ بِهِ من أَهلِ العلمِ أَن ابْنَةَ أَبِي مُسافِعٍ قالتْ تَرثي أَباها (وقُتِلَ) وَهُوَ يَحْمِي جِيفَةَ أَبي جَهْلِ بنِ هِشامِ:
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو
أَظَافِيرَ وَإِقْدَامْ
كَحِبِّي إِذْ تَلاَقَوْا
وَوُجُوهُ القَوْمِ أَقْرَانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجْلاَ
ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ
وَبِالْــكَفِّ حُسَامٌ صَا
رِمٌ أَبْيَضُ خَذَّامْ
وَقَدْ تَرْحَلُ بِالرَّكْبِ
فَمَا تُخْنِى بِصُحْبَانْ
قَالَ: جَمَعوا بَين الميمِ والنونِ لقُرْبهما، وَهُوَ كثيرٌ، قَالَ: وَسمعت من الْعَرَب مِثل هَذَا مَا لَا أُحْصِى، قَالَ الأَخفش: وبالجُمْلة فإِنّ الإِــكفــاءَ المخالفةُ، قَالَ فِي قَوْله:
{مُــكْفَــأً غَيْرَ سَاجِعِ
} المُــكْفَــأُ هَاهُنَا الَّذِي لَيْسَ بِمُوافِقٍ. وَفِي حديثِ النَّابِغة أَنه كَانَ {يُــكْفِــىءُ فِي شِعْرِه، وَهُوَ أَن يخالِف بَين حركاتِ الرَّوِيّ رفعا ونصباً وجرًّا، قَالَ: وَهُوَ كالإِقْواءِ، وَقيل: هُوَ أَن يُخَالف بَين قَوافِيه فَلَا يَلْزَم حرفا وَاحِدًا كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) أَــكفــأَت (الإِبِلُ: كَثُرَ نِتَاجُهَا) وَكَذَلِكَ الْغنم، كَمَا يُفيده سِياقُ المُحكم (و) أَــكفــأَ (إِبِلَهُ) وغَنَمَه (فُلاناً: جَعَلَ لَهُ مَنَافِعَهَا) أَوْبَارَها. وأَصوَافَهَا وأَشعارَها وأَلبانَها وأَولاَدَها.
(} والــكَفْــأَةُ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ) أَوَّلُه (: حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَهَا، و) هُوَ (فِي الأَرْضِ: زِرَاعَةُ سَنَتِهَا) قَالَ الشَّاعِر:
غُلْبٌ مَجَالِيحُ عِنْدَ المَحْلِ كُفْــأَتُهَا
أَشطانُهَا فِي عَذَابِ البَحْرِ تَسْتَبقُ
أَراد بِهِ النَّخيلَ، وأَراد بأَشطانِها عُروقَا، والبَحْرُ هُنَا الماءُ الكثيرُ، لأَن النخْلَ لَا يَشْرب فِي البَحْرِ، وَقَالَ أَبو زيد: {استــكْفَــأْتُ فلَانا نَخْلَه إِذا سأْلْتَه ثَمَرها سَنَةً، فَجعل للنخْلِ كَفْــأَةً، وَهُوَ ثَمَرةُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بِــكَفْــأَةِ الإِبل، قلت: فَيكون من الْمجَاز.
(و) الــكَفْــأَة (فِي الإِبِلِ) والغَنم (نِتاجُ عَامِهَا) } واستــكْفــأْتُ فُلاناً إِبلَه، أَي سأَلْتُه نِتَاجَ إِبلهِ سَنَةً! فأَــكْفَــأَنِيهَا، أَي أَعطاني لَبَنَها وَوَبَرَها وأَولادَها مِنْهُ، تَقول: أَعطِني كُفْــأَةَ ناقَتك، تضمُّ وتفتَحُ، وَقَالَ غَيره: ونَتَجَ الإِبلَ {كَفُــأَتَيْنِ، وأَــكفَــأَها إِذا جَعلها كُفْــأَتينِ، وَهُوَ أَن يَجعلها نِصْفَيْنِ يَنْتِجُ كُلَّ عامٍ نِصْفاً وَيَدَعُ نُصْفاً، كَمَا يصنعُ بالأَرض بالزِّراعة، فإِذا كَانَ الْعَام المُقْبِل أَرسلَ الفحلَ فِي النَّصف الَّذِي لم يُرسله فِيهِ من العامِ الفارِطِ لأَن أَجْوَد الأَوقات عِنْد العَرب فِي نِتاجِ الإِبل أَن تُتْرَك النَّاقة بعد نِتاجِها سَنةً لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا الفَحْلُ ثمَّ تُضرَب إِذا أَرادَتِ الفَحْلَ، وَفِي (الصِّحَاح) : لأَن أَفضلَ النِّتاجِ أَن يُحْمَلَ على الإِبلِ الفُحُولَةُ عَاما وتُتْرَكَ عَاما، كَمَا يُصْنَع بالأَرضِ فِي الزِّراعة، وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّة:
تَرَى كُفْــأَتَيْهَا تُنفِضان وَلَمْ يَجِدْ
لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتَاجَيْنِ لاَمِسُ
وَفِي (الصِّحَاح) : (كِلاَ} كَفْــأَتَيْهَا) يَعْنِي أَنها نُتِجت كُلُّها إِنَاثاً، وَهُوَ محمودٌ عِنْدهم، قَالَ كعبُ بن زُهَيْر:
إِذَا مَا نَتَجْنَا أَرْبَعاً عَامَ كُفْــأَةٍ
بَغَاها خَنَاسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعَا
الخَنَاسِيرُ: الهَلاكُ، (أَو) كُفْــأَة الإِبِل (: نِتَاجُهَا بَعْدَ حِيَالِ سَنَةٍ أَو) بعد حِيالِ (أَكْثَرَ) مِن سَنةٍ، يُقَال من ذَلِك: نَتَجَ فُلانٌ إِبلَه كَفْــأَةً وكُفْــأَةً، وأَــكْفــأَتْ فِي الشاءِ مِثْلُه فِي الإِبل (و) قَالَ بَعضهم (مَنَحَهُ كَفْــأَةَ غَنَمِهِ، ويُضَمُّ) أَي (وَهَبَ لَهُ أَلْبَانَهَا وَأَوْلاَدَهَا وأَصْوَافَها سَنَةً وَرَدَّ عَلَيْهِ الأُمَّهَاتِ) ووهَبْتُ لَهُ كُفْــأَة نَاقَتي، تُضمّ وتُفتح، إِذا وهَبْتُ لَهُ وَلَدَها ولَبنَها وَوَبَرها سَنَةً، واستــكْفَــأَه فأَــكْفَــأَه: سأَلَه أَن يَجْعل لَهُ ذَلِك. وَعَن أَبي زيدٍ: استــكفــأَ زَيْدٌ عَمْراً نَاقَتَه، إِذا سأَله أَن يَهبها لَهُ وَولَدَها ووَبَرَها سَنةً، وروى عَن الْحَارِث بن أَبي الْحَارِث الأَزدِيِّ مِن أَهْلِ نَصِيبَيْن أَن أَباه اشْترى مَعْدِناً بِمِائَة شاةِ مُتْبِع، فأَتى أُمَّه فاستأْمَرَهَا، فَقَالَت إِنك اشتريتَه بثلاثِمائة شاةٍ: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائةُ شاةٍ، وكُفْــأَتُها مائةُ شاةٍ. فندِمَ فاستقالَ صاحِبَه فَأَبَى أَن يُقِيله، فقَبض المَعْدِن فأَذابَه وأَخرج مِنْهُ ثَمَن أَلْفِ شاةٍ، فأَثَى بِهِ صاحِبُه إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ أَي وشَى بِهِ وسَعَى وَقَالَ: إِن أَبا الْحَارِث أَصابَ رِكَازاً. فسأَله عليٌّ رَضِي الله عَنهُ، فأَخبره أَنه اشْتَرَاهُ بمائةِ شاةٍ مُتْبِع، فَقَالَ عليٌّ: مَا أَرى الخُمُسَ إِلاَّ على البَائِع، فأَخذَ الخُمُسَ من الْغنم، وَالْمعْنَى أَن أُمَّ الرجلِ جعلَتْ كُفْــأَة مائةِ شاةٍ فِي كلّ نِتاجٍ مائَة، وَلَو كانتْ إِبلاً كَانَ كفــأَةُ مائةٍ من الإِبل خَمْسينَ، لأَن الغَنَمَ يُرْسَل الفَحْلُ فِيهَا وقْتَ ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجمعَ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا سنَةً، وسَنَةً لَا يُحْمَل عَلَيْهَا، وأَرادت أُم الرجلِ تكثيرَ مَا اشتَرَى بِهِ ابنُها، وإِعلامَه أَنَّه غُبِن فِيمَا ابتاعَ، فَفطَّنَتْه أَنه كأَنَّه اشتَرَى المَعدِنَ بثلاثِمائةِ شاةٍ، فَنَدم الابنُ واستقالَ بائعَه، فأَبَى بَارك اللَّهُ لَهُ فِي المعدِنِ، فحسَده البائعُ (على كَثْرَة الرّبع) وسَعَى بِهِ إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ، فأَلَزَمه الخُمُسَ، وأَضرَّ البائعُ بنفسِه فِي سِعَايته بِصَاحِبِهِ إِليه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والــكِفَــاءُ) بِالْكَسْرِ والمدّ (كَكِتَابٍ: سُتْرَةٌ مِنْ أَعْلَى البَيْتِ إِلى أَسْفَلِهِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ، أَو) هُوَ (الشُّقَّةُ) الَّتِي تكون (فِي مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ، أَو) هُوَ (كِسَاءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ) كالإِزار (حَتَّى يَبْلُغَ الأَرْضَ، و) مِنْهُ (: قَدْ أَــكْفَــأْتُ البَيْتَ) إِــكْفَــاءً، وَهُوَ مُــكْفَــأٌ، إِذَا عَمِلْتَ لَهُ كِفَــاءً، وكِفَــاءُ البيتِ مُؤَخَّرُه، وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شَاةً، فِي كِفَــاءِ البَيْتِ، هُوَ من ذَلِك، والجمعُ {أَــكْفِــئَةٌ، كحِمارٍ وأَحْمِرَةٍ.
(و) رجلٌ مُــكْفَــأُ الوجْهِ: مُتَغَيِّرُه سَاهِمُه ورأَيتُ فلَانا مُــكْفَــأَ الوَجْهِ، إِذا رَأَيْتَه كاسِفَ اللَّوْنِ سَاهِماً، وَيُقَال: رأَيته مُتَــكَفِّــيءَ اللوْنِ ومُنْــكَفِــتَ اللوْنِ، أَي مُتَغَيِّرَهُ. وَيُقَال: أَصبح فلانٌ} - كَفِــيءَ اللوْنِ مُتَغَيِّرَهُ، كأَنه كُفِــيءَ فَهُوَ (كَفِــيءُ اللَّوْنِ) كأَمِيرٍ (! ومُــكْفَــؤُهُ) كَمُكْرَم، أَي (كَاسِفُهُ) ساهِمُه أَي (مُتَغَيِّرُهُ) لأَمْرٍ نَابَه، قَالَ دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَأَسْمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
كَفِــيءِ اللَّوْنِ مِنْ مَسَ وَضَرْسِ
أَي متغيّر اللَّوْنِ من كَثْرَة مَا مُسِحَ وعُصِرَ.
(وكَافَأَهُ: دَافَعُه) وقَاوَمَه، قَالَ أَبو ذَرَ فِي حَدِيثه: لنا عَبَاءَتَانِ {نُكافِىءُ بهما عَنَّا الشمسِ وإِني لأَخْشَى فَضْلَ الحِسابِ. أَي نُقابِل بهما الشمْسَ ونُدافِع، من المُكافَأَة: المُقَاوَمةِ.
(و) كَافَأَ الرجلُ (بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ) إِذا وَالَى بَينهمَا (طَنَنَ هَذَا ثُمَّ هَذَا. و) فِي حَدِيث العَقيقة عَن الْغُلَام (شَاتَانِ} مُكَافَأَتَانِ) بفتحا لفاءِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ مُشْتَبِهَتانِ، وَقيل: مُتقارِبَتَان، وَقيل: مُسْتَوِيتانِ (وتُكْسَر الفَاءُ) عَن الخَطَّابِي، وَاخْتَارَ المحدِّيون الفَتْحَ، وَمعنى مُتَساوِيَتَان (كُل (وَاحِدَة) مِنْهُمَا مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِها فِي السِّنِّ) فَمَعْنَى الحَدِيث: لَا يُعَقُّ إِلاَّ بِمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً كَمَا يُجْزِيءُ فِي الضَّحايا، قَالَ الخَطَّابي: وأَرى الفَتْحَ أَوْلَى، لأَنه يُرِيد شَاتَيْنِ قد سُوِّى بَينهمَا، أَي مُسَاوى بَينهمَا، قَالَ: وأَما الكَسْر فَمَعْنَاه أَنهما مُتساوِيتان، فيُحْتَاج أَن يَذْكُر أَيَّ شَيْءٍ سَاوَيَا، وإِنما لَو قَالَ {مُتَكافِئتان كَانَ الكَسْرُ أَوْلَى، وَقَالَ الزّمخشري: لَا فَرْقَ بَين} المُكافِئَتين {والمُكَافَأَتَيْنِ، لأَن كلّ واحدةٍ إِذا كافَأَت أُختَها فقد} كُوفِئَت، فَهِيَ {مُكافِئَة} ومُكَافَأَة، أَو يكون مَعْنَاهُ مُعَادِلَتَان لما يَجِب فِي الزكاةِ والأُضْحِيَّة من الأَسنانِ، قَالَ: وَيحْتَمل مَعَ الْفَتْح أَن يُرادَ مَذبوحتانِ، من كَافَأَ الرجلُ بَين البَعِيرينِ إِذا نَحرَ هَذَا ثمَّ هَذَا مَعًا من غير تفريقٍ، كأَنه يُريد (شاتيْنِ) يَذْبَحُهما فِي وقتٍ واحدٍ، وَقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلةً الأُخرَى، وكلُّ شْيءٍ سَاوَى شَيْئاً حَتَّى يكونَ مِثلَه فَهُوَ {مُكافِىءٌ لَهُ، والمُكافَأَةُ بَين الناسِ من هَذَا، وَيُقَال: كافَأْتُ الرجلَ أَي فعَلْتُ بِهِ مثل مَا فَعَل بِي وَمِنْه} الــكُفْــءُ من الرِّجَال للمرأَةِ، تَقول: إِنه مثلُها فِي حَسبها.
وقرأَتُ فِي قُرَاضة الذَّهب لأَبي عليَ الحسنِ بنِ رَشيق القَيْرَوَانِيّ قولَ الكُمَيْتِ يَصِف الثورَ والكِلاب:
وَعاثَ فِي عَانَةٍ مِنْهَا بِعَثْعَثَةٍ
نَحْرَ {المُكَافِىءِ والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ
قَالَ: المُكافِيءُ: الَّذِي يَذبحُ شاتَيْنِ إِحداهما مُقَابِلَة الأُخرى للعقيقة.
(} وَانْــكَفَــأَ) : مَالَ، {كَــكَفــأَ، وأَــكْفَــأَ وَفِي حَدِيث الضَّحِيَّة: ثُمَّ انْــكَفَــأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذَبحَهما. أَي مَالَ و (رَجَعَ) ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: فوضَع السَّيْفَ فِي بَطْنِه ثمَّ انْــكَفَــأَ عَلَيْهِ.
(و) } انْــكَفَــأَ (لَوْنُه) {كَأَــكْفَــأَ} وكَفَــأَ {وتَــكَفَّــأَ وانْــكَفَــت، أَي (تَغَيَّرَ) وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه انْــكَفَــأَ لَوْنُه عَامَ الرَّمَادَةِ، أَي تَغيَّر عَن حالِه حِين قَالَ لَا آكُلُ سَمْناً وَلَا سَمِيناً. وَفِي حَدِيث الأَنصاريّ: مَالِي أَرَى لَوْنَكَ} مُنْــكفِــئًا؟ قَالَ: من الجُوع. وَهُوَ مجَاز.
( {- والــكَفِــيءُ) كأَمِير (} والــكِفْــءُ، بِالْكَسْرِ: بَطْنُ الوَادِي) نَقله الصَّاغَانِي وابنُ سَيّده.
( {والتَّكَافُؤُ: الاستِواءُ) } وتكافَأَ الشَّيْئَانِ: تَماثَلا، {كَكَافَأَ، وَفِي الحَدِيث (المُسلمونَ} تَتَكَافَأُ دِماؤُهم) قَالَ أَبو عُبيدٍ: يُرِيد تَتَساوى فِي الدِّيَاتِ والقِصاص، فَلَيْسَ لِشَرِيفٍ على وَضِيع فَضْلٌ فِي ذَلِك.
وَمِمَّا بَقِي على المُصَنّف:
قَول الْجَوْهَرِي: {تَــكَفَّــأَت المرأَةُ فِي مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومَارَت كَمَا} تَتَــكفَّــأُ النخْلَةُ العَيْدَانَةُ، نقلَه شيخُنا. قلت: وَقَالَ بِشْر بنُ أَب حَازِم:
وَكَأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا
سُفُنٌ {تَــكَفَّــأُ فِي خَلِيجٍ مُغْرَبِ
هَكَذَا استشهَد بِهِ الجوهريُّ، واستَشْهد بِهِ ابنُ مَنْظُور عِنْد قَوْله: وكَفَــأَ (الشيءَ) والإِناءَ} يَــكْفَــؤُه كَفْــأً (وَــكَفَّــأَه) {فَتَــكَفَّــأَ، وَهُوَ} مَــكْفُــوءٌ: قَلَبَهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الــكَفَــاءُ، كسحابٍ: أَيْسَرُ المَيل فِي السَّنام ونَحْوه، جَمَلٌ} أَــكْفــأُ وناقة {كَفْــآءُ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ: سَنامٌ أَــكْفَــأُ: هُوَ الَّذِي مالَ على أَحدِ جَنْبِي البعيرِ، وناقة} كَفْــآءُ، وجَملٌ أَــكْفَــأُ، وَهَذَا من أَهْوَن عُيوبِ الْبَعِير، لأَنه إِذا سَمِنَ استقامَ سَنامُه.
وَمن ذَلِك فِي الحديثاءَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان إِذا مَشَى تَــكَفَّــأَ {تَــكَفُّــؤًا.} التَّــكَفُّــؤُ: التمايُلُ إِلى قُدَّامٍ كَمَا {تَتَــكَفَّــأُ السفينةُ فِي جَرْيها. قَالَ ابْن الأَثير: رُوي مهموزاً وغيرَ مهموزٍ، قَالَ: والأَصل الهمْزُ، لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصَّحِيح كتقدَّم تقدُّماً وتَــكَفَّــأَ تَــكَفُّــؤًا، والهمزة حرفٌ صَحيحٌ، فأَما إِذا اعتلَّ انكَسرت عَيْنُ المُستقبَل مِنْهُ نَحْو تَخَفَّى تَخَفِّياً وتَسمَّى تَسمِّياً، فإِذا خُفِّفَتِ الهمزةُ التحَقَتْ بالمعتلِّ، وصارَ تَــكَفِّــياً، بِالْكَسْرِ، وَهَذَا كَمَا جاءَ أَيضاً أَنه كَانَ إِذا مَشَى كأَنَّه يَنحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَفِي رِوَايَة إِذا مَشَى تَقَلَّع. وَبَعضه يُوافقُ بَعْضاً ويُفَسَّره، وَقَالَ ثعلبٌ فِي تَفْسِير قَوْله كأَنّما ينحط فِي صَبَبٍ: أَراد أَنَّه قَوِيُّ البَدنِ، فإِذا مَشى فكأَنما يَمْشِي على صُدُورِ قَدَميْهِ من القُوَّةِ، وأَنشد:
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعالِهِمْ
يَمْشُونَ فِي الدَّفَنِيِّ والأَبْرَادِ
} - والتَّــكَفّــي فِي الأَصل مهموزٌ، فتُرِكَ هَمْزُه، وَلذَلِك جُعِل الْمصدر تَــكَفِّــياً.
وَفِي حَدِيث القِيامة (وتَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً واحدَة {يَــكْفَــؤُهَا الجَبَّارُ بِيَدهِ كَمَا} يَــكْفَــأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَه فِي السَّفَرِ) وَفِي رِوَايَة ( {يَتَــكَفَّــؤُهَا) يُرِيد الخُبْزَةَ الَّتِي يَصْنَعها المُسافِرُ، ويضعُها فِي المَلَّةِ، فإِنها لَا تُبْسَط كالرُّقَاقَةِ وَإِنَّما تُقلبُ على الأَيْدي حَتَّى تَستَويَ.
وَفِي حَدِيث الصِّراط (آخِرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ} يَتَــكَفَّــأُ بِهِ الضِّراطُ) أَي يَتَمَيَّلُ وَيَنْقَلِب.
وَفِي حَدِيث الطَّعَام غير {مُــكْفَــإٍ وَلَا مُوَدَّع، وَفِي رِوَايَة غير مَــكْفِــيءٍ، أَي غير مَرْدُود وَلَا مقلوب، والضميرُ راجعٌ للطعام، وَقيل من الــكِفَــايَة، فَيكون من المُعتل، والضميرُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيجوز رُجُوع الضَّمِير للحمد.
وَفِي حديثٍ آخر: كانَ لَا يقبَل الثَّناءَ إِلاَّ من مُكَافِيءٍ أَي من رجل يَعْرِف حقيقةَ إِسلامه وَلَا يَدْخل عِنْده فِي جُملةِ المُنافقين الَّذين يَقُولُونَ بأَلسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم، قَالَه ابنُ الأَنباري، وَقيل: أَي منْ مُقارِب غير مُجَاوِزٍ حَدَّ مثلِه، وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رفَعه الله تَعَالَى إِليه، قَالَه الأَزهري، وَهُنَاكَ قَول ثَالِث للقُتَيْبِيِّ لم يرتضه ابنُ الأَنباري، فَلم أَذكُرْه، اُنْظُرْهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) .

كفر

كفــر


كَفَــرَ(n. ac. كَفْــر
كُفْــر)
a. Hid, concealed.
b. Was ungrateful, thankless.
c.(n. ac. كُفْــر
كُفُــوْر
كُفْــرَاْن), Was an unbeliever.
d. [Bi], Denied, disacknowledged; renounced (
faith ).
e. [ coll. ], Cursed, swore
blasphemed.
f. see II (d)
كَفَّــرَa. see I (a)b. [acc. & La], Pardoned, forgave; absolved from, remitted (
sin ).
c. [An], Expiated himself from ( an oath ).
d. [La], Humiliated himself before; did homage to (
king ).
e. Made an unbeliever; called an infidel.
f. [ coll. ], Made to curse
blaspheme.
كَاْفَرَa. Repudiated; denied to ( a debt ).

أَــكْفَــرَa. see II (e)b. Lived in a village, was a rustic.

تَــكَفَّــرَ
a. [Bi], Put on.
إِكْتَفَرَa. see IV (b)
كَفْــرa. Obeisance; homage.
b. (pl.
كُفُــوْر), Village, hamlet.
c. Grave, tomb; solitude.
d. Darkness of the night.
e. Earth, dust.

كَفْــرَة
كِفْــرa. see 1 (d)
كُفْــر
(pl.
كُفُــوْر)
a. Unbelief, disbelief; infidelity; scepticism, atheism;
impiety.
b. Ingratitude, thanklessness, unthankfulness.
c. Blasphemy.
d. Denial, disacknowledgment.
e. Tar, pitch.

كَفَــرa. Spathe of the palm-blossom.

كَفِــرa. Lofty.

أَــكْفَــرُa. More, most ungrateful.
b. Disbeliever.

كَاْفِر
(pl.
كَفَــرَة
كِفَــاْر
كُفَّــاْر & reg. )
a. Unbeliever; infidel; atheist.
b. Renegade, apostate.
c. Ungrateful, unthankful, thankless.
d. (pl.
كُفَّــاْر), Husbandman, sower; rustic.
e. Dark night; darkness.
f. Sea.
g. Coat of mail.
h. see 4كَفَّــاْر
& N. Ag.
كَفَّــرَ
كَاْفِرَة
(pl.
كَوَاْفِرُ
& reg. )
a. fem. of
كَاْفِر
كَفُــوْر
(pl.
كُفُــر)
a. see 28
كَفَّــاْرa. Impious; blasphemous; blasphemer; miscreant.

كَفَّــاْرَةa. fem. of
كَفَّــاْرb. Expiation: fasting; alms-giving & c.

كُفْــرَاْنa. see 3 (a) (b).
كَاْفُوْرa. Camphor.
b. (pl.
كَوَاْفِيْرُ)
see 4c. A certain plant.

كَوَاْفِرُa. Jars; wine-cups.

N. P.
كَفــڤرَa. see N. P.
كَفَّــرَ
(c).
N. Ag.
كَفَّــرَa. Mail-clad.

N. P.
كَفَّــرَa. Victim of ingratitude.
b. Loaded with chains.
c. Covered with feathers (bird).

N. Ac.
كَفَّــرَa. Expiation; atonement.
b. Crown.

N. Ag.
إِكْتَفَرَa. see N. Ag.
كَفَّــرَ
كَُفَُــرَّى كِفِــرَّى
a. see 4
كُفِّــرَ لِلْمَلِك
a. The king has been crowned.
(كفــر) لسَيِّده انحنى وَوضع يَده على صَدره وطأطأ رَأسه كالركوع تَعْظِيمًا لَهُ وَعَن يَمِينه أعْطى الْــكَفَّــارَة وَالشَّيْء غطاه وستره وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْــكفْــر أَو قَالَ لَهُ كفــرت وَالله عَنهُ الذَّنب غفره
كفــر كفــر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : وَلم يرد سعد بقوله: كَافِر بالعُرُش معنى قَول النَّاس إِنَّه كَافِر بِاللَّه وَكَافِر بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه كَافِر وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُقيم بالعرش بِمَكَّة وَلم يسلم وَلم يُهَاجر كَقَوْلِك: [فلَان -] كَافِر بِأَرْض الرّوم أَي كَافِر وَهُوَ مُقيم بهَا.
(كفــر)
الرجل كفــرا وكفــرانا لم يُؤمن بالوحدانية أَو النُّبُوَّة أَو الشَّرِيعَة أَو بثلاثتها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَ الَّذين كفــرُوا للَّذين آمنُوا اتبعُوا سبيلنا} وَيُقَال كفــر بِاللَّه أَو بِنِعْمَة الله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَيفَ تــكفــرون بِاللَّه وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم} وَفِيه أَيْضا {وبنعمة الله هم يــكفــرون} كَمَا يُقَال كفــر نعْمَة الله فَهُوَ كَافِر (ج) كفــار وكفــرة وَهُوَ كفــار أَيْضا وَهُوَ وَهِي كفــور (ج) كفــر وَهِي كَافِرَة (ج) كوافر وَبِهَذَا تَبرأ مِنْهُ وَالشَّيْء وَعَلِيهِ كفــرا ستره وغطاه وَيُقَال كفــر الزَّارِع الْبذر بِالتُّرَابِ فَهُوَ كَافِر وَــكفــر التُّرَاب مَا تَحْتَهُ غطاه
كفــر سنبك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَتُخْرِجَنَّكم الرومُ مِنْهَا كَفْــرًا كَفْــرًا إِلَى سُنْبُك من الأَرْض قيل: وَمَا ذَلِك السنبك قَالَ: حِسْمَى جُذام. قَالَ: [قَوْله -] كَفْــرًا كَفْــرًا يَعْنِي قَرْيَة قَرْيَة وَأكْثر من يتَكَلَّم بِهَذِهِ الْكَلِمَة أهل الشَّام يسمون الْقرْيَة: الْــكفْــر [وَلِهَذَا قَالُوا: كفــر توثى وكَفْــر تَعقاب وَــكفــر بَيّا وَغير ذَلِك إِنَّمَا هِيَ قرى نسبت إِلَى رجال. وَقد رُوِيَ عَن مُعَاوِيَة أَنه قَالَ: أهل الــكُفُــور هم أهل الْقُبُور يَعْنِي بالــكفــور: الْقرى يَقُول: إِنَّهُم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الْأَمْصَار والجُمَعَ وَمَا أشبههَا -] . و [أما -] قَوْله: سنبك [من -] الأَرْض أصل السنبك من سُنْبك الْحَافِر فشبّه الأَرْض الَّتِي يخرجُون إِلَيْهَا بالسنبك فِي غِلَظه وَقلة خَيره. [قَالَ أَبُو عبيد: حِسْمى مَوضِع وجذام قَبيلَة من الْيمن] . 
ك ف ر: (الْــكُفْــرُ) ضِدُّ الْإِيمَانِ، وَقَدْ (كَفَــرَ) بِاللَّهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَجَمْعُ (الْكَافِرِ) (كُفَّــارٌ) وَ (كَفَــرَةٌ) وَ (كِفَــارٌ) بِالْكَسْرِ مُخَفَّفًا كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ وَنَائِمٍ وَنِيَامٍ. وَجَمْعُ الْكَافِرَةِ (كَوَافِرُ) . وَ (الْــكُفْــرُ) أَيْضًا جُحُودُ النِّعْمَةِ وَهُوَ ضِدُّ الشُّكْرِ، وَقَدْ كَفَــرَهُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَــكُفْــرَانًا أَيْضًا بِالضَّمِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48] أَيْ جَاحِدُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُــورًا} [الإسراء: 99] . قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ جَمْعُ كُفْــرٍ مِثْلُ بُرْدٍ وَبُرُودٍ. وَ (الْــكَفْــرُ) بِالْفَتْحِ التَّغْطِيَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الْــكَفْــرُ) أَيْضًا الْقَرْيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يُخْرِجُكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْــرًا كَفْــرًا» أَيْ مِنْ قُرَى الشَّأْمِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَفْــرُ تُوثَا وَنَحْوُهُ فَهِيَ قُرًى نُسِبَتْ إِلَى رِجَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ: أَهْلُ (الْــكُفُــورِ) هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ، يَقُولُ: إِنَّهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ وَنَحْوَهُمَا. وَ (الْكَافِرُ) اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ لِأَنَّهُ سَتَرَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ شَيْءٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ غَطَّى شَيْئًا فَقَدْ (كَفَــرَهُ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْهُ سُمِّيَ (الْكَافِرُ) لِأَنَّهُ يَسْتُرُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَ (الْكَافِرُ) الزَّارِعُ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ، وَ (الْــكُفَّــارُ) الزُّرَّاعُ. وَ (أَــكْفَــرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا يُقَالُ: لَا تُــكْفِــرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ أَيْ لَا تَنْسُبْهُ إِلَى الْــكُفْــرِ. وَ (تَــكْفِــيرُ) الْيَمِينِ فِعْلُ مَا يَجِبُ بِالْحِنْثِ فِيهَا، وَالِاسْمُ (الْــكَفَّــارَةُ) وَ (الْكَافُورُ) الطَّلْعُ وَقِيلَ: وِعَاءُ الطَّلْعِ وَكَذَا (الْــكُفُــرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ. وَ (الْكَافُورُ) مِنَ الطِّيبِ.
كفــر
الــكُفْــرُ: نَقِيْضُ الإِيمان. وهو - أيضاً -: العِصْيَانُ والامْتِناعُ.
وقَوْلُ العَرَبِ: كُفْــرٌ على كُفْــرٍ: أي بُغْضٌ على بُغْض.
والــكُفْــرُ: كُفْــرَانُ النَعْمَةِ وهو نَقِيْضُ الشكْرِ.
والــكُفْــرُ باللهِ على أرْبَعَةِ أصْنَافٍ: كُفْــرُ الجُحُودِ، وكُفْــرُ المُعَانَدَةِ، وكُفْــرُ النِّفَاق، وكُفْــرُ القَلْبِ واللِّسانِ.
وإذا ألْجَاتَ مُطِيْعَكَ إلى أنْ يَعْصِيَكَ فقد أكْفَــرْتَه.
ورَجُلٌ مُــكَفَّــرٌ: للمِحْسَانِ الذي لا تُشْكَر ُنِعَمُه، وهو مَــكْفُــوْرٌ به.
والكافِرُ: اللَّيْلُ. وقيل: البَحْرُ. والنَّبْتُ. والدِّرْعُ، يُقال: كَفَــرَ في دِرْعِهِ: إذا لَبِسَها مُغَطّاةً، والرجُلُ يَــكْفِــرُ دِرْعَه بثَوْبٍ كَفْــراً: إذا لَبِسَه فَوْقَه.
ومَغِيْبُ الشَّمْس: كافِرُ الشَّمْس لأنَه يُغَطِّيْها.
والكافِرُ من الأرْض: ما بَعُدَ عن الناس فلا يَنْزِلُه أحَدٌ، وهم أهْلُ الــكُفُــورِ: أي المَدَائن. وقيل: ما اسْتَوى من الأرض واتَّسَعَ.
والــكَفِــرُ: العَظِيْمُ من الجِبَالِ. والــكَفَــرُ: الثنَايا من الجِبَال. والتُرَابُ أيضاً، ورَمَادٌ مَــكْفُــوْرٌ: مُلَبَّسٌ تُرَاباً.
ووادٍ كافِرٌ: غَطى كُلَّ ما على جَوَانِبِه. والكافِرُ: نَهرٌ معروفٌ فيه ماءٌ غَمْرٌ في قَوْلِ المُتَلَمِّسِ.
والــكَفِــرَاتُ: العَظِيْمَةُ من الجِبَالِ.
والــكَفّــارَةُ: ما يُــكَفَــرُ به الخَطِيْئَةُ والذَّنْبُ.
والتَــكْفِــيْرُ: إيْمَاءُ الذِّمَيّ برأسِه. وتَتْوِيْجُ المَلِكِ بتاجٍ.
والكافُورُ: كُمُّ العِنَبِ قَبْلَ أنْ يُنَوَِّرَ. والمَعْرُوفُ من أخلاطِ الطيْبِ.
وعَيْنُ ماءٍ في الجَنَّةِ. ونَبْتٌ كنَوْرِ الأُقْحُوَانِ. والطَّلْعُ الذي يَخْرُجُ من النَّخْل، وجَمْعُه كَوَافِيْرُ، وهي الــكُفُــرّى أيضاً واحِدَتُها كفُــرّاة.
ورَجُلٌ كِفِــريْنٌ وعِفِرِّيْنٌ: أي خَبِيثٌ.
والــكَفْــرُ: اسْمٌ للعَصا القَصِيرةِ. وهو الغِطَاءُ أيضاً. والقَرْيَة، وجاءَ في الحَدِيثِ: " يُخْرِجُكم الروْمُ منها كَفْــراً كَفْــرا ".
والكافِرَتانِ: الكاذَتَانِ، وجَمْعُها كَوَافِرُ.
والكَوَافِرُ: الدَّنَانُ، واحِدُها كافِر. وهي - أيضاً -: أكْمَامُ الكُرُوْم، واحِدُها كافُوْرٌ.
ك ف ر : كَفَــرَ بِاَللَّهِ يَــكْفُــرُ كُفْــرًا وَــكُفْــرَانًا وَــكَفَــرَ النِّعْمَةَ وَبِالنِّعْمَةِ أَيْضًا جَحَدَهَا وَفِي الدُّعَاءِ وَلَا نَــكْفُــرُكَ الْأَصْلُ وَلَا نَــكْفُــرُ نِعْمَتَكَ وَــكَفَــرَ بِكَذَا تَبَرَّأَ مِنْهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {إِنِّي كَفَــرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ} [إبراهيم: 22] .

وَــكَفَــرَ بِالصَّانِعِ نَفَاهُ وَعَطَّلَ وَهُوَ الدَّهْرِيُّ وَالْمُلْحِدُ وَهُوَ كَافِرٌ وَــكَفَــرَةٌ وَــكُفَّــارٌ وَكَافِرُونَ وَالْأُنْثَى كَافِرَةٌ وَكَافِرَاتٌ وَكَوَافِرُ وَــكَفَــرْتُهُ كَفْــرًا سَتَرْتُهُ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ يَــكْفُــرُ مَضْبُوطٌ بِالضَّمِّ وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّهُمْ قَالُوا كَفَــرَ النِّعْمَةَ أَيْ غَطَّاهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ كَفَــرَ الشَّيْءَ إذَا غَطَّاهُ وَهُوَ أَصْلُ الْبَابِ وَيُقَالُ لِلْفَلَّاحِ كَافِرٌ لِأَنَّهُ يَــكْفُــرُ الْبَذْرَ أَيْ يَسْتُرُهُ قَالَ لَبِيدٌ
فِي لَيْلَةٍ كَفَــرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا 
أَيْ سَتَرَ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ كَفَــرْتُهُ إذَا غَطَّيْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالصَّوَابُ مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَــكَفَّــرَهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبَهُ إلَى الْــكُفْــرِ أَوْ قَالَ لَهُ كَفَــرْتَ.

وَــكَفَّــرَ اللَّهُ عَنْهُ الذَّنْبَ مَحَاهُ وَمِنْهُ الْــكَفَّــارَةُ لِأَنَّهَا تُــكَفِّــرُ الذَّنْبَ وَــكَفَّــرَ عَنْ يَمِينِهِ إذَا فَعَلَ الْــكَفَّــارَةَ.

وَأَــكْفَــرْتُهُ إكْفَــارًا جَعَلْتُهُ كَافِرًا أَوْ أَلْجَأْتُهُ إلَى الْــكُفْــرِ.

وَالْكَافُورُ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الْكَافُورُ كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ لِأَنَّهُ كَفَــرَ الْوَلِيعَ أَيْ غَطَّاهُ وَيُقَالُ لَهُ الْــكُفَــرَّى بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ.

وَالْــكَفْــرُ الْقَرْيَةُ وَالْجَمْعُ كُفُــورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
(ك ف ر) : (الْــكَفْــرُ) فِي الْأَصْلِ السَّتْرُ يُقَالُ كَفَــرَهُ وَــكَفَّــرَهُ إذَا سَتَرَهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ الْجِهَادِ هَلْ ذَلِكَ مُــكَفِّــرٌ عَنْهُ خَطَايَاهُ يَعْنِي هَلْ يُــكَفِّــرُ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذُنُوبَهُ فَقَالَ «نَعَمْ إلَّا الدَّيْنَ» أَيْ إلَّا ذَنْبَ الدَّيْنِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهِ وَالْــكَفَّــارَةِ مِنْهُ لِأَنَّهَا تُــكَفِّــرُ الذَّنْبَ (وَمِنْهَا) كَفَّــرَ عَنْ يَمِينِهِ وَأَمَّا كَفَّــرَ يَمِينَهُ فَعَامِّيٌّ (وَالْكَافُورُ) و (الْــكُفَــرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ (وَالْــكُفْــرُ) اسْمٌ شَرْعِيٌّ وَمَأْخَذُهُ مِنْ هَذَا أَيْضًا (وَأَــكْفَــرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا (وَمِنْهُ) لَا تُــكَفِّــرْ أَهْلَ قِبْلَتِكَ وَأَمَّا لَا تُــكَفِّــرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ فَغَيْرُ ثَبَتٍ رِوَايَةً وَإِنْ كَانَ جَائِزًا لُغَةً قَالَ الْكُمَيْتُ يُخَاطِبُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَكَانَ شِيعِيًّا
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَــكْفَــرُونِي بِحُبِّكُمْ ... وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذْنِبُ
وَيُقَالُ أَــكْفَــرَ فُلَانًا صَاحِبُهُ إذَا أَلْجَأَهُ بِسُوءِ الْمُعَامَلَةِ إلَى الْعِصْيَانِ بَعْدَ الطَّاعَةِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُــكَفِّــرُوهُمْ يُرِيدُ فَتُوقِعُوهُمْ فِي الْــكُفْــرِ لِأَنَّهُمْ رُبَّمَا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ إذَا مُنِعُوا الْحَقَّ (وَكَافَرَنِي) حَقِّي جَحَدَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عَامِرٍ إذَا أَقَرَّ عِنْدَ الْقَاضِي بِشَيْءٍ ثُمَّ كَافَرَ (وَأَمَّا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - رَجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ فَكَأَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى الْمُمَاطَلَةِ فَعَدَّاهُ تَعْدِيَتَهُ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «إذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ كَفَّــرَتْ جَمِيعُ أَعْضَائِهِ لِلْقَلْبِ» فَالصَّوَابُ اللِّسَانُ أَيْ تَوَاضَعَتْ مِنْ تَــكْفِــيرِ الذِّمِّيِّ وَالْعِلْجِ لِلْمَلِكِ وَهُوَ أَنْ يُطَأْطِئَ رَأْسَهُ وَيَنْحَنِيَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَوْقُوفًا كَمَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ «إذَا أَصْبَحَ ابْن آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُــكَفِّــرُ لِلِّسَانِ» الْحَدِيثَ (وَالْــكَفْــرُ) الْقَرْيَةُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُعَاوِيَةَ أَهْلُ الْــكُفُــورِ هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ وَالْمَعْنَى أَنَّ سُكَّانَ الْقُرَى بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ (وَلَا نَــكْفُــرُكَ) فِي (ق ن) .
كفــر: لا يقال درعه فحسب بل كفــر على درعه (حيان 55).
كفــر: ارتد، خرج (من دينه)، انسحب (من حزبه) (بوشر).
كفــر: أرغى، وأزبد، تذمر بشدة، جدّف (بوشر).
كفّــر: انظر عند (فوك) في مادة discredere: حمله على الــكفــر (محيط المحيط، معجم التنبيه، والكامل 127، 4، 562، 611، 12 وعبد الواحد 124، 1 وهلال 41 وباين سميث 1799).
كفّــر يمينه: عامبية وفصيحها كفّــر عن يمينه (انظر الهامش المتقدم أي 252) (معجم الجغرافيا).
كفّــر: كفّــرتني: جعلتني أكفــر (بوشر).
أكفــر: أكفــر فلاناً جعله كافراً (عباد 1، 255). (انظر الهامش السابق).
تــكفّــر: انظرها عند (فوك) في مادة Satisfacere.
كَفْــر عامية كَفَــر: القرية والعامة تفتح الفاء أيضاً (محيط المحيط). (وفي وصف مصر 72:12): القرية تتألف من كفــور متعددة.
كفــر اليهودي= قفر: قار، إسفلت (معجم الأسبانية 32).
كُفــر. الــكفــر= بلاد الــكفــر (المقري 1، 92).
كفّــر؟ انظر مــكفّــر.
كفّــر يهودي: قار، إسفلت (الكالا).
كفــرة: (سريانية) جفنة تصنع من قماش مشبك يحيط أغصان النخيل بعد أن يطلى بالقار (بار علي 4814، باين سميث 1802).
كُفّــارة: (سريانية: كوفارة): منشفة، منديل (بار علي 4656، باين سميث 1799).
كَفّــارة: توبة، ندم، عقوبة يفرضها الكاهن مقابل الإثم (بوشر).
كافر: مرتد، جاحد، مارق (بوشر).
كافر: جمعها كفــرا: مراءٍ، لئيم، متظاهر بالتقوى (بوشر).
كافر: في نويبا يطلق هذا الاسم على الجُعل (الجعران) (بركهات نويبا23).
كافر: الدروع: ثوب يلبس على الزند (الزمخشري: الأساس).
كافور: في الشعر والإنشاء الرفيع يطلق الكافور على بياض. كقولهم كافور الصبح أو الصباح (بياض الفجر كالكافور) (عبد الواحد 80، 7 المقري 1، 445) مسك المداد وكافور القراطيس (المقري 3، 31).
كافور: عصفة الخمر، شميم الخمر، وعطرها (أنظر في مادة مزاج).
الكافور اليهودي: واسمه باللاتينية Laurus Camphora ( ابن البيطار 1، 509).
كافور الكعك: zedorir ( سانك). كافورة: camphree ( اسم نبات) (بوشر)؛ (أعتقد إنه النبات نفسه، أو ما يقرب منه، الذي يطلق عليه Camphorata Monspeliensis) هذا ما ورد في ترجمة (لين) لألف ليلة 641:3. انظر (باجني) أيضاً (ص197).
كافوري: بياض كالفور (المقري 439:2)؛ شمع كافوري: شمع أبيض (بوشر).
كافوري: نعت لنوع من أنواع المشمش والخوخ (معجم الجغرافيا).
كافوريّة: أقحوان (جمع أقاح): Parthenium ( ابن البيطار 1، 73) وهي عند (شيرب) و (رولاند) تسمى chrysantheme = أقحوان.
تــكفــير: جحود، ارتداد (هيلو).
تــكفــيري: استغفاري (بوشر).
مُــكفّــر: (الكلمة مكتوبة من دون حركة وغير مشكّلة) هي باللاتينية Edia؛ وقد قرأها (سكاليجر) بهذا الشكل إلا إنه أضاف إليها نجمة (علامة قطبية) مما يدل على إن معناها كان غامضاً لديه جعلها غامضة لدي أيضاً.
مُــكفّــر، مــكفــر اليمين: (أصبح في حل من يمينه) (الكالا).
( Suelto de Juramento) .
مُــكفّــر: مكوّن من (الكافور) (معجم المنصوري).
مُــكفَّــر: قصيدة لا تحتوي على غير الحكم والنصائح (الجريدة الآسيوية 2:1849، 249).
الــكَفّــر: (الجريدة الآسيوية 2:1839، 164) يبدو إنها من خطأ الطباعة.
المــكَفّــر: معناه بالأسبانية: معول صغير، مَغرس معزق (انظر معجم الأسبانية 167).
والكلمة، وفقاً لموريسك ألونزو دل كاستيلو هي بالعربية (المُــكَفَّــر) (سيمونيه).
مُكَوفر: كافور (بوشر) الشمع المكوفر (ألف ليلة، برسل2، 48 و10 98) (ماكني شمع الكافور).
[كفــر] الــكُفْــرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَــرَ بالله كُفْــراً. وجمع الكافِرِ كفــار وكفــرة وكفــار أيضا، مثل جائع وجياع، ونائم نيام. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والــكُفْــرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَــرَهُ كُفــوراً وكُفْــراناً. وقوله تعالى:

(إنَّا بكُلٍّ كافِرون) *، أي جاحدون. وقوله عزوجل:

(فأبى الظالمون إلا كُفــوراً) *. قال الأخفش: هو جمع الــكفــر، مثل برد وبرود. والــكفــر بالفتح: التغطية. وقد كفــرت الشئ أكفــره بالكسر كَفْــراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مــكفــورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتى غطته. وأنشد الاصمعي : هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مــكفــور - والــكفــر أيضا: القرية. وفي الحديث: " تخرجُكم الرومُ منها كَفْــراً كَفْــراً " أي قريةً قريةً، من قرى الشام. ولهذا قالوا: كَفْــرُ تُوثا، وكَفْــرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، إنما هي قرى نسبت إلى رجالٍ. ومنه قول معاوية: " أهل الــكُفــورِ هم أهل القبور "، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ وما أشبهها. والــكَفْــرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الــكُفــورِ ". والــكَفْــرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. وقد يُكْسَرُ، قال حميد : فوَرَدَتْ قبل انبلاجِ الفَجْرِ * وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْــرِ - أي فيما يواريه من سواد الليل. والكافر: الليل المظلم، لانه ستر كل شئ بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَــرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكل شئ غطى شيئا فقد كَفَــرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه. والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ ما * ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ - يعني الشمس أنها بدأت في المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ. وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال: حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ * وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها - والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس : النهر العظيم. والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب. والــكُفَّــارُ: الزرّاعُ. والمُتَــكَفَــرُ: الداخل في سلاحه. وأكفــرت الرجل، أي دعوْتُه كافِراً. يقال: لا تُــكَفــرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الــكُفْــرِ. والتَــكْفــيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُــكَفِّــرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير : وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها * فضَعوا السلاحَ وكَفِّــروا تــكفــيرا - وتَــكْفــيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها. والاسم الــكَفَّــارَةُ. والتَــكْفــيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله. وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الــكُفُــرَّى. والكافورُ من الطيبِ. وأما قول الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ - فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً. والــكَفِــرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال ، حكاه أبو عبيد عن الفراء. 
(كفــر) - في حديث عَمْرو بن أُميَّة - رضي الله عنه - لمَّا بَعثَه النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى النَّجاشى: "رَأى الحَبَشَةَ يَدخُلُون من خَوْخَةٍ مُــكَفِّــرين، فوَلَّاه ظَهْرَه ودَخَل".
التّــكْفــيرُ : انحِناءُ أَهل الذِّمَّةِ لِرَئيسِهم.
- ومنه حديث أبي مَعْشَر: "أَنَّه كان يكرَهُ التَّــكْفِــير في الصَّلِاة "
وهو الانحناءُ الشَّدِيدُ، وَوضعُ اليَدِ على اليَدِ، كما يفعَل أهل الذِّمَّةِ كأنَّه من الكافِرتَيْن، وهما الكَاَذَتان، وهما أصل الفَخِذ؛ لأنه يضع يده عليهما، أوَ ينْثَنِى عليهما، أو يَحكِى هيئةَ مَنْ يُــكَفِّــر شيئًا: أي يُغَطِّيه. قال عَمْرو بنُ كُلثوم:
تُــكَفِّــر باليَدَيْن إذا التقَيْنَا
وتُلِقى من مَخافَتِنا عَصَاكَا - وفي حديث طَلْحةَ: "لا تَرجعُوا بَعْدِى كُفَّــارًا يَضْرِبُ بَعضُكُم رِقابَ بَعْضٍ "
قال ابْنُ فارس: سألتُ موسى بنَ هارُونَ عن هذا، فقال: هؤلاء أَهل الرِّدَّة قَتَلَهم أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
وقيل: لا تَرجعُوا بَعْدِى فِرَقاً مُختَلِفين يَقتُل بعضُكم بَعْضًا، كفِــعْلِ الــكُفَــار مُضَاهين لَهم، فَإنَّهم مُتَعادُونَ، والمسلمون مُتَواخُون يَحقِنُ بعضُهم دِمَاءَ بَعضٍ.
- وفي الحديث : "وفُلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ "
: أي مُخْتَبِئٌ مُقِيمُ، لأنّ التَّمتّع كان في حَجَّةِ الوداع بعد فَتْح مكَّة، وهذا الرجل الذي عناه أَسْلَم قَبْل الفَتْحِ. * - وقيل: هو مِن قوله: "الأَعضَاءُ تُــكَفِّــرُ لِلّسَان"
: أي تَذِلُّ وتَخضَعُ؛ مِن تــكْفِــير الذِّمّىِ؛ وهو أن يُطَأْطِىءَ رَأْسَه ويَنْحَنى عند تَعظِيم صاحبه.
وقيل: الــكُفْــرُ على أَربعةِ أَنحاءٍ:
كُفْــرُ إنكارٍ - بأَلَّا يَعْرِف الله تعالى أصْلاً ولَا يعترف به.
وكُفْــرُ جُحود، كــكُفْــرِ إبليس يَعْرِف الله تعالى بقَلْبِه، ولا يُقِرّ بلسانه؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَــرُوا بِهِ} .
وكُفْــرُ عِنادٍ: وهو أن يَعَترِف بقلبه. ويعترِفَ بِلسَانِه، ولَا يدِينُ به ، كَــكُفــر أبىَ طالبٍ حيثُ قال :
ولقد علمتُ بأنَّ دِين محمدٍ
مِن خير أَدْيانِ البَرِيَّةِ دِينَا
لولا المَلامةُ أَو حَذارُ مَسبَّةٍ
لَوجَدْتَنىِ سَمْحًا بِذاك مُبينَا
وكُفْــر نِفاقٍ: وِهو أن يُقِرَّ بالِّلسان، ولا يعَتقِدَ بالقَلْب.
وكلُّها مِمَّا لا يُغفرُ - والله تعالى أعلمُ. - في الحديث : "وكَفَــر مَن كَفَــر مِن العَرب"
في حديث أبي هريرة - قيل: أَهلُ الرِّدّة كانوا صِنْفَين: صِنْف ارْتَدُّوا عن الدِّين، وكانوا طائفتين: طائفة أصْحاب مُسَيْلِمة والأَسْوَد الذين آمَنوا بِنُبُوّتِهما، وطَائفةٌ ارتَدُّوا وعادُوا إلىِ ما كانوا عليه، حتى لم يُسْجَد لله تعالى إلّا في مَسْجِد مَكّةَ والمدينة. هذا الذي عَنَى أبو هُرَيرةَ، واتَّفقَت الصَّحابةُ على قِتالِهم وسَبْيِهم؛ واسْتَوْلَد علىٌّ - رضي الله عنه - من سَبْيهم أُمَّ محمد بن الحَنَفِيَّة، ثم لم يَنْقَرِض عصرُ الصَّحابةِ حتّى أجْمَعُوا على أَنَّ المُرْتَدَّ لا يُسْبَى.
وصِنفٌ لم يَرْتَدُّوا ولكن أنكَروا فَرضَ الزَّكاةِ، وزَعَموا أنّ الخِطابَ في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} خاصٌّ بزمانِ النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّمَ، واشتَبَه على عمر قِتَالُهم؛ لأجْلِ كلمةِ التَّوْحِيد والصَّلاةِ.
وهؤلاء في الحقِيقَةِ أهل بَغْىٍ، فأُضِيفُوا إلى أهْلِ الرِّدَّةِ، لدخُولهِم في غِمارِهم - وثَبتَ أبو بكر على قِتالِهم لمَنْع الزَّكاةِ فَتَابعَه الصَّحابةُ؛ لاستخراج الحَقِّ منهم دُونَ دِمائهم؛ لأنّهم كانوا قَرِيبِى العَهْدِ بزَمانٍ يَقع فيه التَّبديلُ والنَّسْخُ. فأمّا في هذا الزمانِ لو أَنكَرَ واحِدٌ فرضِيَّةَ الرُّكْن كان كافِرًا بالإجماع. هذا كلُّه بعضُ كلام الخَطَّابِى .
- في الحديث : "إنَّ الله تعالى يُنزِلُ الغَيْث فيُصبِح قَومٌ به كافِرين، يقولون: مُطِرْنَا بَنوْءِ كَذا وكَذا".
قيل: أي كافِرين بذلك دُونَ غَيره ؛ ولهذا قال: به كافرين. ومثْلُه:
- قولُه عليه الصّلاة والسّلام: "اطَّلَعْتُ في أهل النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها النِّسَاءَ، بِــكُفْــرِهِنَّ . قيل: أيــكفُــرْنَ بالله؟ قال: لَا، ولكنْ يَــكفُــرْنَ الإحْسَانَ، وَيــكْفُــرْنَ العَشِير ".
- وفيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما: "أَنَّ الأَوْسَ والَخزْرَج ذَكَرُوا ما كان منهم في الجاهلية، فثَار بعضُهم إلى بعضٍ بالسُّيُوف، فأنَزل الله تَعالى: {وَكَيْفَ تَــكْفُــرُونَ ..} الآية. ولم يكن ذلك على الــكُفْــرٍ بالله عزّ وجَلّ، ولكن على تَغْطِيَتِهم ما كانوا عليه قَبلُ من الأُلفَةِ والموَدَّةِ. - ومثله قَولُه : "سِبابُ المُسْلمِ فُسوقٌ وقتالُهُ كُفْــر"
- وقوله في النّساء: "يَــكْفُــرْنَ العَشِير"
- "ومن رَغِبَ عن أبيه فقد كَفَــرَ"
- "ومَن تَرَكَ الرَّمْىَ فنِعْمَةً كَفَــرَهَا".
والــكُفْــرُ في الشيء: التَّغْطِيةُ له تَغْطِيَةً تَستَهْلِكُه، كَتَغطِيَةِ الزَّارع الحَبَّ الذي يَزرَعُه.
وذكر الطّحَاوى، عن إبراهيم بن مرزُوقٍ، حدّثنا أبوُ حُذَيْفَةَ، عن الثَّورِى، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - "قيل له: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: هم كَفَــرَةٌ، وليسُوا كمَنْ كَفَــر بالله واليوم الآخِرِ"
وفيه أَقْوال في التَّفْسِير.
- وفي حديث عبد الملك: "كتب إلى الحجَّاج: مَنْ أقَرّ بالــكُفْــرِ فَخَلِّ سَبِيلَه"
: أي بــكُفــرِ مَن خالفَ بنى مَرْوان. - في الحديث : "في كُفُــرَّاه"
: أي في قِشْر طَلْعِ النَّخْل.
كفــر
كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ يــكفُــر، كُفْــرًا وكُفُــورًا وكُفْــرانًا، فهو كافر، والمفعول مــكفــور (للمتعدِّي)
كفَــر الشَّخصُ: أشرك بالله؛ لم يؤمن بالوحدانيّة أو النُّبوَّة أو الشَّريعة أو بها جميعًا "إذا آمن الإنسان بالله فليكن ... لبيبًا ولا يخلط بإيمانه كُفــرا- {وَمَنْ كَفَــرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} - {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَــكْفَــرَهُ} ".
كفَــر النعمةَ/ كفَــر بالنعمة: أنكرها؛ جحَدها ولم يشكرها "كفَــر جميلَ والديه- الــكفَــر مخبثة لنفس المنعم: قول للتحذير من جحود النِّعمة- أكفــر من حمار [مثل]- {وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَــكْفُــرُونَ} ".
كفَــر بكذا:
1 - تبرّأ منه "كفــر بأسلوب التسلُّط والتكبّر- {إِنِّي كَفَــرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} ".
2 - كذّب به " {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَــكْفُــرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} ". 

كفَــرَ2/ كفَــرَ على يــكفُــر، كَفْــرًا، فهو كافِر، والمفعول مَــكْفــور (للمتعدِّي)
كفَــر الشَّيءَ/ كفَــر على الشَّيءِ: ستَره وغطّاه "كفَــر الزّارعُ البذرَ بالتراب". 

كفَّــرَ/ كفَّــرَ عن يــكفِّــر، تــكفــيرًا، فهو مُــكفِّــر، والمفعول مُــكفَّــر (للمتعدِّي)
كفَّــر الشَّخصَ: حَمَله على الــكُفْــر أو نسبه إليه، أو قال له: كفَــرْت.
كفَّــر اللهُ عنه الذنبَ/ كفَّــر اللهُ له الذّنْبَ: غفره له، محاه ولم يعاقبه عليه " {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَــكَفِّــرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} ".
كفَّــر عن يمينه أو إثمه: أعطى الــكفّــارة "كفّــر عن ذنبه".
كفَّــر عن جريمته: خضَع لعقابٍ أو تأديب تعويضًا عن ذنب أو خطأ. 

تــكفــير [مفرد]:
1 - مصدر كفَّــرَ/ كفَّــرَ عن.
2 - فعل تطوعيّ من تعذيب الذّات أو الانقطاع للتَّعبير عن النَّدم على خطيئة. 

تــكفــيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تــكفــير: "هجمة منظّمة تــكفــيريَّة وتسفيهيَّة للكُتَّاب".
• جماعة تــكفــيريَّة: جماعة متشدِّدة تنسب العصاة والمذنبين إلى الــكُفــر، أو عدم الإيمان بالله، أو الزّندقة "أكثرت الجماعات التــكفــيريّة من تــكفــير بعض الشخصيات وقتلهم". 

كافر [مفرد]: ج كافرون وكَفَــرَة وكُفّــار، مؤ كافرة، ج مؤ كافرات وكوافِرُ: اسم فاعل من كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ وكفَــرَ2/ كفَــرَ على: " {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} - {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} - {أُولَئِكَ هُمُ الْــكَفَــرَةُ الْفَجَرَةُ} ".
• الكافِر: الزّارِع " {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْــكُفَّــارَ نَبَاتُهُ} ".
• الكافرون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 109 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ آيات. 

كافُور [جمع]: جج كوافيرُ:
1 - (كم) مادّة متبلورة لاذعة تستخرج من شجرة الكافور، وتستخدم كطاردة للحشرات، كما تستخدم في الطبّ لتخفيف الآلام والحكّة.
2 - (نت) شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخَذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضدّ التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة " {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}: ماءٌ كالكافور في رائحته العطريّة، وقد سمّى الله ما عنده بما عندنا حتّى تهتدي له القلوب".
3 - (نت) جزء من النَّبات يشبه الورقة يحيط بعنقود أو طلع الزَّهر كما في نبتة الأرسمية أو اللفت الهنديّ. 

كَفْــر [مفرد]: ج كُفــور (لغير المصدر):
1 - مصدر كفَــرَ2/ كفَــرَ على.
2 - قرية صغيرة أو ضَيْعَة "ذهب إلى الــكَفْــر- كان في الــكَفْــر مدرسة ابتدائية". 

كُفْــر1 [مفرد]:
1 - مصدر كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ ° ليس بعد الــكُفْــر ذنب.
2 - خلاف الإيمان. 

كُفْــر2 [جمع]: أهل الــكُفــر " {وَسَيَعْلَمُ الْــكُفْــرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [ق] ". 

كُفْــران [مفرد]: مصدر كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ. 

كُفُــرَّى [جمع]: (نت) كافور؛ شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشَّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضد التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة. 

كَفّــار [مفرد]: صيغة مبالغة من كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ وكفَــرَ2/ كفَــرَ على: " {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّــارٌ} - {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّــارٍ أَثِيمٍ} ". 

كفّــارة [مفرد]: (فق) ما يستغفر به الآثم من صدقة أو صوم أو نحوهما، منها كفّــارة اليمين، وكفّــارة الفطر، وكفّــارة ترك بعض مناسك الحج، وسمِّيت بذلك؛ لأنّها تــكفِّــر الذُّنوبَ أي: تسترها " {فَــكَفَّــارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

كَفــور [مفرد]: ج كُفُــر، مؤ كَفُــور، ج مؤ كُفُــر: صيغة مبالغة من كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ وكفَــرَ2/ كفَــرَ على: كثير الجحود والــكُفــران للنعم " {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُــورًا} - {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُــورًا} - {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُــورٍ} ". 

كُفــور [مفرد]: مصدر كفَــرَ1/ كفَــرَ بـ. 
(ك ف ر)

الــكُفْــر: نقيض الْإِيمَان.

كَفَــر بِاللَّه يَــكفُــر كُفْــرا وكَفْــرا وكُفُــورا وكُفْــرانا.

وكَفَــر نعْمَة الله يــكفُــرها كُفُــورا، وكُفــرانا، وكَفَــر بهَا: جَحَدها وسترها.

وكافَره حَقَّه: جَحَده. وَرجل مُــكَفَّــر: مَجْحود النِّعْمَة مَعَ إحسانه.

وَرجل كافِر: جاحِدٌ لأنْعُم الله، مُشْتَقّ من السّتر.

وَقيل: لِأَنَّهُ مُغطىًّ على قلبه.

قَالَ ابْن دُريد: كَأَنَّهُ فَاعل فِي معنى مفعول.

وَالْجمع: كُفّــار، وكَفَــرَة، وكِفَــار، قَالَ القُطَامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عَن أَصْحَاب مُوسَى ... وغُرِّقَتِ الفَرَاعِنَةُ الــكِفَــارُ

وَرجل كَفَّــار، وكَفُــور: كافِر.

وَالْأُنْثَى: كَفُــور أَيْضا. وجمعهما جَمِيعًا: كُفُــر، وَلَا يُجْمَع جمع السَّلامَة، لِأَن الْهَاء لَا تدخل فِي مؤنثه، إِلَّا أَنهم قد قَالُوا: عَدُوّة الله: وَقد تقدّم ذَلِك.

وكَفَّــر الرجل: نَسَبه إِلَى الــكُفْــر.

وكُلُّ من سَتَر شَيْئا فقد كَفَــره وكَفَّــره.

والكافِرُ: الزارِعُ لسَتْره البذْر.

والكافِر: اللَّيْل لِأَنَّهُ يَستر كُلَّ شَيْء.

وكَفَــر اللَّيْل الشَّيْء، وكَفَــر عَلَيْهِ: غَطّاه.

وكَفَــر اللَّيْل على إِثْر صَاحِبي: غطّاه بسواده وظُلمته.

وكَفَــر الجَهْل على عِلْمي: غَطّاه.

وَالْكَافِر: الْبَحْر لسَتْره مَا فِيهِ.

والكافِر: الوادِي الْعَظِيم. والنَّهر لذَلِك أَيْضا.

وكافِر: نهر بالجزيرة، قَالَ المتلمّس يذكُر طَرْح صَحِيفته:

ألْقَيْتُها بالثِّنْى من جَنْبِ كافِرٍ ... كَذَلِك أقْنُو كُلَّ قِطّ مُضَلَّلِ

والكافِر: السَّحَابُ المُطْلم.

وَالْكَافِر، والــكَفْــر: الظُلمة لِأَنَّهَا تستر مَا تحتهَا، وَقَول لبيد:

فاجْرَ نْمَزَتْ ثُمَّ سَارتْ وهْيَ لاهِيّة ... فِي كافِر مَا بِهِ أمْتٌ وَلَا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظُلمة اللَّيْل وَأَن يكون الْوَادي.

والــكَفْــر: التُّراب، عَن اللحياني، لِأَنَّهُ يستر مَا تَحْتَهُ.

ورَمَاد مــكفــور: مُلْبَسٌ تُرَابا، قَالَ:

قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَــكْفُــورْ

والــكُفْــر: القِير الَّذِي تُطْلَى بِهِ السُفُنُ، لسواده وتغطيته، عَن كُرَاع.

وكَفّــر دِرْعَه بِثَوْب، وكَفَّــرها بِهِ: لَبِس فوقَها ثَوْبا فَغَشَّاها بِهِ.

وَرجل كافِر، ومُــكفِّــر فِي السِّلَاح: دَاخل فِيهَا.

والمُــكفَّــر: المُؤَثَّق فِي الْحَدِيد، كَأَنَّهُ غُطِّىَ بِهِ وسُتِر.

وتَــكَفَّــر الْبَعِير بحباله: إِذا وَقعت فِي قوائمه، وَهُوَ من ذَلِك.

والــكَفّــارة: مَا كفــر بِهِ من صَدَقة أَو صَوم أَو نَحْو ذَلِك، قَالَ بَعضهم: كَأَنَّهُ غَطّى عَلَيْهِ بالــكفّــارة.

والــكَفْــر: العَصَا القصيرة.

والكافُور: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر.

والــكَفَــر، والــكُفُــرَّى، والــكُفَــرَّى، والــكِفِــرَّى، والــكَفَــرَّى: وعَاء طَلْع النّخل، وَهُوَ أَيْضا الكافور.

وَقيل: وِعاءُ كُلِّ شَيء من النَّبَات: كافوره.

قَالَ أَبُو حنيفَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَمِعت أُمَّ رِيَاح تَقول: هَذِه كُفُــرّى، وَاحِدَة، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، وَهَاتَانِ كُفُــرَّيان.

وَقَالَ غَيره: هَذِه كُفُــرَّاة، وَهَذَا كُفُــرًّى، وكُفَــرًّى، وكَفَــرَّاة، وكِفِــرّاة. وَقد قَالُوا فِيهِ: كَافِر.

وَجمع الكافور: كوافير.

وَجمع الكافِر: كوافِر، قَالَ لَبِيد:

جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوُء بِهِ ... مِن الكوافِر مَكْمُوم ومُهْتَصَرُ

والكافور: أخْلاط تُجْمَع من الطّيب تُرَكَّب من كافور الطّلع. قَالَ ابْن دُرَيد: لَا أَحسب الكافور عَرَبيّاً لأَنهم رُبمَا قَالُوا: القَفُّور، والقافور، وَقَوله عزّ وجلّ: (كَانَ مِزَاجُهَا كافورا) قيل: هِيَ عين فِي الجنَّة، فَكَانَ يَنْبَغِي ألاَّ يَنْصرف لِأَنَّهُ اسْم مُؤنَّث معرفَة على أَكثر من ثَلَاثَة احرف لَكِن إِنَّمَا صَرَفه لتعديل رُءوس الْآي. وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا أجراه لِأَنَّهُ جعله تَشْبِيها، وَلَو كَانَ اسْما للعين لم يصرفهُ. قَوْله: جعله تَشْبِيها. أَرَادَ: كَانَ مزاجها مثل كافور.

والكافور: نبت طيِّب الرّيح يُشْبِه بالكافور من النّخل.

والكافور، أَيْضا: الإغرِيض.

والــكُفُــرَّى: الكافور الَّذِي هُوَ الإغرِيض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مِمَّا يجْرِي مجْرى الصّمُوغ: الكافور.

وَالْكَافِر من الأرَضِين: مَا بَعُد واتَّسَع.

والــكَفْــر: القَرْيَة، سُرْيانيَّة، وَفِي الحَدِيث: " يخرجكم الرّوم مِنْهَا كَفْــرا كَفْــرا " وَمِنْه قيل: كَفْــر تُوثَا وكَفْــر عاقِب، وجَمْعه: كُفُــور.

وَقَول الْعَرَب: كَفْــر على كَفْــر: أَي بعض على بعض.

وأكفــر الرجُل مُطيعَه: أحْوَجه أَن يَعصيَه.

والتــكفــير: إيماءُ الذِّمِّي برأسهِ، لَا يُقَال سجد فلَان لفُلَان، وَلَكِن: كَفَّــر.

والتــكفــير لأهل الْكتاب: أَن يُطأطئ أحَدُهم رَأسه لصَاحبه، كالتسليم عندنَا وَقد كفّــر لَهُ.

والتــكفــير: أَن يَضَع يَدَه على صَدْره، قَالَ جَرِير: وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْب قَيْسٍ بعدَها ... فضَعُوا السِلاحَ وكفِّــروا تــكفــيرا

والتَّــكفــير: تتويج المَلِك، قَالَ، يَصِف ثَوْرا:

مَلِك يُلاَثُ برأسِه تــكفــيرُ

وَعِنْدِي: أَن التَّــكْفِــير هُنَا اسْم للتاج، سمّاه بِالْمَصْدَرِ أَو يكون اسْما غير مَصْدر، كالتَمْتِين والتَنْبِيت.

والــكَفِــرُ: الْعَظِيم من الجِبال.

وَالْجمع: كَفِــرات، قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيّاه من الــكَفِــراتِ

وَقد تقدَّم.

والــكَفَــر: العِقاب من الْجبَال.

وَرجل كِفِــرِّين: داهٍ.

وكَفَــرْنًى: خامل أحمقُ.
كفــر
الــكُفْــرُ في اللّغة: ستر الشيء، ووصف الليل بِالْكَافِرِ لستره الأشخاص، والزّرّاع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللّغة لمّا سمع:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
والْكَافُورُ: اسم أكمام الثّمرة التي تَــكْفُــرُهَا، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكَافُورِ
وكُفْــرُ النّعمة وكُفْــرَانُهَا: سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: فَلا كُفْــرانَ لِسَعْيِهِ [الأنبياء/ 94] . وأعظم الــكُفْــرِ: جحود الوحدانيّة أو الشريعة أو النّبوّة، والــكُفْــرَانُ في جحود النّعمة أكثر استعمالا، والــكُفْــرُ في الدّين أكثر، والــكُفُــورُ فيهما جميعا قال: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُــوراً
[الإسراء/ 99] ، فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُــوراً [الفرقان/ 50] ويقال منهما: كَفَــرَ فهو كَافِرٌ. قال في الــكفــران: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَــكْفُــرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَــرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل/ 40] ، وقال: وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَــكْفُــرُونِ
[البقرة/ 152] ، وقوله:
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ
[الشعراء/ 19] أي: تحرّيت كفــران نعمتي، وقال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَــرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم/ 7] ولمّا كان الــكفــران يقتضي جحود النّعمة صار يستعمل في الجحود، قال: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ
[البقرة/ 41] أي: جاحد له وساتر، والكَافِرُ على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانيّة، أو النّبوّة، أو الشريعة، أو ثلاثتها، وقد يقال: كَفَــرَ لمن أخلّ بالشّريعة، وترك ما لزمه من شكر الله عليه. قال: مَنْ كَفَــرَ فَعَلَيْهِ كُفْــرُهُ
[الروم/ 44] يدلّ على ذلك مقابلته بقوله: وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم/ 44] ، وقال: وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ [النحل/ 83] ، وقوله: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ [البقرة/ 41] أي: لا تكونوا أئمّة في الــكفــر فيقتدى بكم، وقوله: وَمَنْ كَفَــرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ 55] عني بالكافر السّاتر للحقّ، فلذلك جعله فاسقا، ومعلوم أنّ الــكفــر المطلق هو أعمّ من الفسق، ومعناه: من جحد حقّ الله فقد فسق عن أمر ربّه بظلمه. ولمّا جعل كلّ فعل محمود من الإيمان جعل كلّ فعل مذموم من الــكفــر، وقال في السّحر: وَما كَفَــرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَــرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة/ 102] وقوله: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا، إلى قوله: كُلَّ كَفَّــارٍ أَثِيمٍ
[البقرة/ 275- 276] وقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إلى قوله: وَمَنْ كَفَــرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [آل عمران/ 97] والــكَفُــورُ: المبالغ في كفــران النعمة، وقوله:
إِنَّ الْإِنْسانَ لَــكَفُــورٌ
[الزخرف/ 15] ، وقال:
ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَــرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْــكَفُــورَ
[سبأ/ 17] إن قيل: كيف وصف الإنسان هاهنا بالــكفــور، ولم يرض بذلك حتى أدخل عليه إنّ، واللّام، وكلّ ذلك تأكيد، وقال في موضع وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْــكُفْــرَ [الحجرات/ 7] ، فقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَــكَفُــورٌ مُبِينٌ [الزخرف/ 15] تنبيه على ما ينطوي عليه الإنسان من كفــران النّعمة، وقلّة ما يقوم بأداء الشّكر، وعلى هذا قوله: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَــكْفَــرَهُ
[عبس/ 17] ولذلك قال: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ [سبأ/ 13] ، وقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُــوراً [الإنسان/ 3] تنبيه أنه عرّفه الطّريقين كما قال: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [البلد/ 10] فمن سالك سبيل الشّكر، ومن سالك سبيل الــكفــر، وقوله: وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُــوراً [الإسراء/ 27] فمن الــكفــر، ونبّه بقوله: كانَ أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الــكفــر. والْــكَفَّــارُ أبلغ من الــكفــور لقوله: كُلَّ كَفَّــارٍ عَنِيدٍ
[ق/ 24] وقال:
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّــارٍ أَثِيمٍ [البقرة/ 276] ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّــارٌ [الزمر/ 3] ، إِلَّا فاجِراً كَفَّــاراً [نوح/ 27] وقد أجري الــكفّــار مجرى الــكفــور في قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّــارٌ [إبراهيم/ 34] . والــكُفَّــارُ في جمع الكافر المضادّ للإيمان أكثر استعمالا كقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْــكُفَّــارِ
[الفتح/ 29] ، وقوله: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْــكُفَّــارَ [الفتح/ 29] .
والــكَفَــرَةُ في جمع كافر النّعمة أشدّ استعمالا، وفي قوله: أُولئِكَ هُمُ الْــكَفَــرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس/ 42] ألا ترى أنه وصف الــكفــرة بالفجرة؟
والفجرة قد يقال للفسّاق من المسلمين. وقوله:
جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِــرَ [القمر/ 14] أي: من الأنبياء ومن يجري مجراهم ممّن بذلوا النّصح في أمر الله فلم يقبل منهم. وقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَــرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَــرُوا
[النساء/ 137] قيل: عني بقوله إنهم آمنوا بموسى، ثمّ كفــروا بمن بعده. والنصارى آمنوا بعيسى، ثمّ كفــروا بمن بعده. وقيل: آمنوا بموسى ثم كفــروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره، وقيل: هو ما قال: وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي إلى قوله:
وَاكْفُــرُوا آخِرَهُ
[آل عمران/ 72] ولم يرد أنّهم آمنوا مرّتين وكفــروا مرّتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان في الفضائل في ثلاث درجات ينعكس في الرّذائل في ثلاث درجات. والآية إشارة إلى ذلك، وقد بيّنته في كتاب «الذّريعة إلى مكارم الشّريعة» .
ويقال: كَفَــرَ فلانٌ: إذا اعتقد الــكفــر، ويقال ذلك إذا أظهر الــكفــر وإن لم يعتقد، ولذلك قال:
مَنْ كَفَــرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] ويقال: كَفَــرَ فلان بالشّيطان: إذا كفــر بسببه، وقد يقال ذلك إذا آمن وخالف الشّيطان، كقوله: فَمَنْ يَــكْفُــرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ
[البقرة/ 256] وأَــكْفَــرَهُ إِــكْفَــاراً: حكم بــكفــره، وقد يعبّر عن التّبرّي بالــكفــر نحو: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَــكْفُــرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ
الآية [العنكبوت/ 25] ، وقوله تعالى: إِنِّي كَفَــرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ [إبراهيم/ 22] ، وقوله: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْــكُفَّــارَ نَباتُهُ [الحديد/ 20] قيل: عنى بالــكفّــار الزّرّاع ، لأنّهم يغطّون البذر في التّراب ستر الــكفّــار حقّ الله تعالى بدلالة قوله: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْــكُفَّــارَ [الفتح/ 29] ولأنّ الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: بل عنى الــكفــار، وخصّهم بكونهم معجبين بالدّنيا وزخارفها وراكنين إليها.
والْــكَفَّــارَةُ: ما يغطّي الإثم، ومنه: كَفَّــارَةُ اليمين نحو قوله: ذلِكَ كَفَّــارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ [المائدة/ 89] وكذلك كفّــارة غيره من الآثام كــكفــارة القتل والظّهار. قال: فَــكَفَّــارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ [المائدة/ 89] والتَّــكْفِــيرُ: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصحّ أن يكون أصله إزالة الــكفــر والــكفــران، نحو:
التّمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَــكَفَّــرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ
[المائدة/ 65] ، نُــكَفِّــرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ
[النساء/ 31] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] وقيل: صغار الحسنات لا تــكفّــر كبار السّيّئات، وقال:
لَأُــكَفِّــرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ [آل عمران/ 195] ، لِيُــكَفِّــرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا [الزمر/ 35] ويقال: كَفَــرَتِ الشمس النّجومَ: سترتها، ويقال الْكَافِرُ للسّحاب الذي يغطّي الشمس والليل، قال الشاعر:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
وتَــكَفَّــرَ في السّلاح. أي: تغطّى فيه، والْكَافُورُ: أكمام الثمرة. أي: التي تــكفُــرُ الثّمرةَ، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور
والْكَافُورُ الذي هو من الطّيب. قال تعالى:
كانَ مِزاجُها كافُوراً
[الإنسان/ 5] .
[كفــر] نه: فيه: لا ترجعن بعدي "كفــارا" يضرب بعضكم رقاب بعض، قيل: أراد لابسي السلاح، من كفــر فوق درعه- إذا لبس فوقها ثوبًا، كأنه أراد بذلك النهي عن الحرب، وقيل معناه لا تعتقدوا تــكفــير الناس، كفــعل الخوارج إذ استعرضوا الناس فيــكفــرونهم. ك: ويضرب بالرفع والجزم، أي كالــكفــار، أو هو تغليظ. ط: يضرب- بالرفع على الشهور استئناف، ويجزم بالجواب. نه: من قال لأخيه: يا "كافر" فقد باء به أحدهما، لأنه إن صدق عليه فهو كافر، وإن كذب عاد الــكفــر إليه، أي كفــر بفرع من فروع الإسلام ولا يخرج عن أصل الإيمان. ط: وإن كذب واعتقد بطلان الإسلام رجعت إلى القائل، وكذا إن استحله وإلا فمجرد تــكفــيره فسق لا يوجب الــكفــر. ن: قال لأخيه: كافر- بالتنوين، خبر محذوف أي هو كافر- ومر في باء. نه: وح ابن عبا: قيل له: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم "الكافرون"" قال: هم كفــرة وليسوا كمن كفــر بالله وباليوم الآخر. ومنه: إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأنزل "وكيف "تــكفــرون" وأنتم تتلى عليكم آيات الله" ولم يكن ذلك على الــكفــر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة والمودة. ومنه: إذا قال: أنت لي عدو، فقد "كفــر" أحدهما بالإسلام، أراد كفــر نعمته، لأن الله ألف بينهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فمن لم يعرفها فقد كفــرها. وح: من ترك قتل الحيات خشية الثأر-الكبائر، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات. ك: "كفــارة" المرض- بالإضافة البيانية، قوله: "من يعمل سوءًا يجز به" مناسبته للــكفــارة أن من يعمل سوءًا أي معصية يجز به فيغفر له بسببه. وح: وأخاف "الــكفــر"- مر في ولا أعتب. ن: "كفــارة" النذر "كفــارة" اليمين، هو محمول على جميع أنواع النذر فيخير بين الوفاء بالنذر وبين الــكفــارة أو على النذر على معصية أو غيرهما- أقوال. وح: فهل "يــكفــر" عنه أن أتصدق عنه، أي هل تــكفــر صدقتي عنه سيئاته. وح: صيام عرفة "يــكفــر" السنة قبلها وبعدها، أي صغائر السنتين. وح: اثنان هما "كفــر" الطعن في الأنساب، أي من خلال الــكفــار، أو يؤدي إلى الــكفــر. وح: فأولئك أعداء "الــكفــرة"، إن استحلوه، وإلا ففعلهم فعل الــكفــرة. وح: فاقتتلوا و"الــكفــار"- بالنصب، أي مع الــكفــار. ط: "كفــارة" الغيبة أن تستغفر له، في الطحاوي أن يــكفــي الندم والاستغفار، وإن بلغته فالطريق أن تستحل منه، فإن تعذر بموته أو لبعده فالاستغفار، وهل يشترط بيان ما اغتاب به وجهان. وح: حدا لم يأته فإن "كفــارته" أن يعتقه، لم يأته- نعت حد أي لم يأت موجبه، وأجمعوا على أن عتقه ليس بواجب لــكفــارة بل مندوب. غ: سئل الأزهري عمن يقول بخلق القرآن أتسميه "كافرا"؟ قال: الذي يقوله "كفــر"، فقال في المرة الثالثة: قد يقول المسلم "كفــرًا". كنز "فمنكم "كافر" ومنكم مؤمن" قدم الكافر لكثرتهم. ز: قلت: وقد يستأنس به لما اشتهر في الهند من قولهم: هندو مسلمان را سلامتي بادا. وظني أنه قول غير مستحسن- والله أعلم.

كفــر: الــكُفْــرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَــرْنا بالطاغوت؛ كَفَــرَ

با يَــكْفُــر كُفْــراً وكُفُــوراً وكُفْــراناً. ويقال لأَهل دار الحرب: قد

كَفَــرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا.

والــكُفْــرُ: كُفْــرُ النعمة، وهو نقيض الشكر. والــكُفْــرُ: جُحود النعمة،

وهو ضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون. وكَفَــرَ

نَعْمَةَ الله يَــكْفُــرها كُفُــوراً وكُفْــراناً وكَفَــر بها: جَحَدَها وسَتَرها.

وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. ورجل مُــكَفَّــر: مجحود النعمة مع إِحسانه. ورجل

كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على

قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّــار وكَفَــرَة

وكِفــارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى،

وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الــكِفَــارُ

وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ. وفي حديث القُنُوتِ: واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ

نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، يعني في التَّعادِي والاختلاف،

والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر، ورجل كَفَّــارٌ

وكَفُــور: كافر، والأُنثى كَفُــورٌ أَيضاً، وجمعهما جميعاً كُفُــرٌ، ولا يجمع

جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة

الله، وهو مذكور في موضعه. وقوله تعالى: فأَبى الظالمون إِلا كُفُــرواً؛ قال

الأَخفش: هو جمع الــكُفْــر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْــرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن

أَبيه فقد كَفَــرَ؛ قال بعض أَهل العلم: الــكُفْــرُ على أَربعة أَنحاء: كفــر

إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به، وكفــر جحود، وكفــر معاندة،

وكفــر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن

يشاء. فأَما كفــر الإِنكار فهو أَن يــكفــر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من

التوحيد، وكذلك روي في قوله تعالى: إِن الذين كفــروا سواء عليهم

أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون؛ أَي الذين كفــروا بتوحيد الله، وأَما كفــر

الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد كــكفــر إِبليس وكفــر

أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ، ومنه قوله تعالى: فلما جاءهم ما عَرَفُوا

كَفَــرُوا به؛ يعني كُفْــرَ الجحود، وأَما كفــر المعاندة فهو أَن يعرف الله

بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً كــكفــر أَبي جهل وأَضرابه، وفي

التهذيب: يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث

يقول:ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ

من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا

لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ،

لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً

وأَما كفــر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويــكفــر بقلبه ولا يعتقد بقلبه. قال

الهروي: سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً؟ فقال: الذي

يقوله كفــر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر: قد

يقول المسلم كفــراً. قال شمر: والــكفــر أَيضاً بمعنى البراءة، كقول الله تعالى

حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار: إِني كفــرت بما

أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبرأْت. وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله

عن الــكفــر فقال: الــكفــر على وجوه: فــكفــر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر،

وكفــر بكتاب الله ورسوله، وكفــر بادِّعاء ولد الله، وكفــر مُدَّعي الإِسْلام،

وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل

نفساً محرّمة بغير حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفــرانِ: أَحدهما كفــر نعمة

الله، والآخر التكذيب بالله. وفي التنزيل العزيز: إِن الذين آمنوا ثم

كفــروا ثم آمنوا ثم كفــروا ثم ازدادوا كفــراً لم يكن الله ليغفر لهم؛ قال أَبو

إِسحق: قيل فيه غير قول، قال بعضهم: يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى،

عليه السلام، ثم كفــروا بعزيز ثم كفــروا بعيسى ثم ازدادوا كفــراً بــكفــرهم

بمحمد؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفــر، وقيل:

جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الــكفــر ثم آمن بعد ثم كفــر

وازداد كفــراً بإِقامته على الــكفــر، فإِن قال قائل: الله عز وجل لا يغفر كفــر

مرة، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفــر ثم آمن ثم كفــر لم يكن الله ليغفر

لهم، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا، والله أَعلم، أَن الله يغفر

للكافر إِذا آمن بعد كفــره، فإِن كفــر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الــكفــر الأَول

لأَن الله يقبل التوبة، فإِذا كَفَــر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْــرٌ فهو

مطالبَ بجميع كفــره، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن

الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفــره، والدليل على ذلك قوله تعالى: وهو الذي

يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالإِجماع. وقوله سبحانه وتعالى: ومن

لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً

من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء، عليهم السلام، باطل فهو كافر.

وفي حديث ابن عباس: قيل له: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم

الكافرون وليسوا كمن كفــر بالله واليوم الآخر، قال: وقد أَجمع الفقهاء أَن من

قال: إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين، كافر، وإِنما

كفــر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له،

ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو قال كافر. وفي حديث ابن مسعود،

رضي الله عنه: إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفــر أَحدهما بالإِسلام؛

أَراد كفــر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته

إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفــرها. وفي الحديث: من ترك قتل الحيات خشية النار

فقد كفــر أَي كفــر النعمة، وكذلك الحديث الآخر: من أَتى حائضاً فقد كفــر،

وحديث الأَنْواء: إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين؛

يقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث

يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله؛ ومنه الحديث: فرأَيت أَكثر أَهلها النساء

لــكفــرهن، قيل: أَيَــكْفُــرْنَ بالله؟ قال: لا ولكن يَــكْفُــرْنَ الإِحسانَ

ويَــكْفُــرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن؛ والحديث الآخر: سباب

المسلم فسوق وقتاله كفــر، ومن رغب عن أَبيه فقد كفــر ومن ترك الرمي فنعمة كفــرها؛

والأَحاديث من هذا النوع كثيرة، وأَصل الــكفــر تغطية الشيء تغطية تستهلكه.

وقال الليث: يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الــكفــر غطى قلبه كله؛ قال

الأَزهري: ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن

الــكفــر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفــر أَي ذو تغطية لقلبه بــكفــره، كما

يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطاه السلاح، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو

كُسْوَة، وماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه، وذلك

أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له

إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان

كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه. وفي الحديث: أَن

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ

بعدي كُفَّــاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: في قوله كفــاراً

قولان: أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَــرَ فوقَ دِرْعِه

إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب، والقول الثاني

أَنه يُــكَفِّــرُ الماسَ فيَــكْفُــر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ

فيُــكَفِّــرونهم، وهو كقوله، صلى الله عليه وسلم: من قال لأَخيه يا كافر فقد

باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ، فإِن صدق فهو

كافر، وإِن كذب عاد الــكفــر إِليه بتــكفــيره أَخاه المسلم. قال: والــكفــر

صنفان: أَحدهما الــكفــر بأَصل الإِيمان وهو ضده، والآخر الــكفــر بفرع من فروع

الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان. وفي حديث الردّة: وكفــر من كفــر من

العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين

إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما،

والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في

الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ، عليه السلام، من

سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة، رضي الله عنهم،

حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى، والصنف الثاني من أَهل الردة لم

يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى:

خذ من أَموالهم صدقة؛ خاصة بزمن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتبه

على عمر، رضي الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أَبو

بكر، رضي الله عنه، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك

لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يُقَرّوا على

ذلك، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم

فانسحب عليهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان

الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: أَلا لا

تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُــكَفِّــروهم لأَنهم

ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق. وفي حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه:

تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل

إِسلامه؛ والعُرُش: بيوت مكة، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن

التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومُعاوية أَسلم عام الفتح، وقيل:

هو من التــكفــير الذُّلِّ والخضوعِ. وأَــكْفَــرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً.

يقال: لا تُــكْفِــرْ

أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الــكفــر ولا تجعلهم كفــاراً

بقولك وزعمك. وكَفَّــرَ الرجلَ: نسبه إِلى الــكفــر. وكل من ستر شيئاً، فقد

كَفَــرَه وكَفَّــره. والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب. والــكُفَّــارُ:

الزُّرَّاعُ. وتقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه يَــكْفُــر البَذْر

المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ؛ ومنه قوله

تعالى: كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الــكفــارَ نباتُه؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ

نباته، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن، والغيث

المطر ههنا؛ وقد قيل: الــكفــار في هذه الآية الــكفــار بالله وهم أَشد إِعجاباً

بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين.

والــكَفْــرُ، بالفتح: التغطية. وكَفَــرْتُ الشيء أَــكْفِــرُه، بالكسر، أَي

سترته. والكافِر: الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل

شيء. وكَفَــرَ الليلُ الشيءَ وكَفَــرَ عليه: غَطَّاه. وكَفَــرَ الليلُ على

أَثَرِ صاحبي: غَطَّاه بسواده وظلمته. وكَفَــرَ الجهلُ على علم فلان: غَطّاه.

والكافر: البحر لسَتْرِه ما فيه، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَــاراً؛ وأَنشد

اللحياني:

وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الــكِفَــارُ

وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى

بيضهما عند غروب الشمس:

فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ

وذُكاء: اسم للشمس. أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب، قال

الجوهري: ويحتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق

هذا المعنى فقال:

حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ،

وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

قال: ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل؛ قال

الأَزهري: ونعمه آياته الدالة على توحيده، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات

التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له؛ وكذلك إِرساله

الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن

لم يصدّق بها وردّها فقد كفــر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه.

ويقال: كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول: كَفَــر نعمةَ الله وبنعمة الله

كُفْــراً وكُفْــراناً وكُفُــوراً. وفي حديث عبد الملك: كتب إِلى الحجاج: من

أَقرّ بالــكُفْــر فَخَلِّ سبيله أَي بــكفــر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم؛

ومنه حديث الحجاج: عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال: إِني لأَر

رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالــكُفْــر، فقال: عن دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي

أَــكْفَــرُ من حِمَارٍ؛ وحمار: رجل كان في الزمان الأَول كفــر بعد الإِيمان وانتقل

إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً. والكافِرُ: الوادي العظيم، والنهر كذلك

أَيضاً. وكافِرٌ: نهر بالجزيرة؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته:

وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ؛

كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ

وقال الجوهري: الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم؛ ابن بري في

ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد:

وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما،

وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ

وقال: كافر أَي مطر. الليث: والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد

ينزله أَو يمرّ به أحد؛ وأَنشد:

تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ

في كافرٍ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ

وفي رواية ابن شميل:

فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ

وقال ابن شميل أَيضاً: الكافر لغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هذا البيت. ورجل

مُــكَفَّــرٌ: وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه. والكافِرُ:

السحاب المظلم. والكافر والــكَفْــرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ وقول

لبيد:فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، وهي لاهِيَةٌ،

في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ

يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي.

والــكَفْــرُ: الترابُ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته. ورماد مَــكْفُــور:

مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟

قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَــكْفُــورْ

مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ

والــكَفْــرُ: ظلمة الليل وسوادُه، وقد يكسر؛ قال حميد:

فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ،

وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْــرِ

أَي فيما يواريه من سواد الليل. وقد كَفَــر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في

وعاءٍ.

والــكُفْــر: القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع.

ابن شميل: القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ: الــكُفْــرُ والزِّفْتُ والقِيرُ،

فالــكُفْــرُ تُطْلى به السُّفُنُ، والزفت يُجْعَل في الزقاق، والقِيرُ يذاب ثم

يطلى به السفن.

والكافِرُ: الذي كَفَــر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه. وكلُّ شيء غطى

شيئاً، فقد كفَــرَه. وفي الحديث: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان

منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى: وكيف

تــكفــرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه؟ ولم يكن ذلك على

الــكفــر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة.

وكَفَــر دِرْعَه بثوب وكَفَّــرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن

السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر. وقد كَفَّــرَ فوقَ دِرْعه؛

وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَــره. ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته

كل شيء وغطاه. ورجل كافر ومُــكَفَّــر في السلاح: داخل فيه.والمُــكَفَّــرُ:

المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ. والمُتَــكَفِّــرُ: الداخل في

سلاحه. والتَّــكْفِــير: أَن يَتَــكَفَّــرَ المُحارِبُ في سلاحه؛ ومنه قول

الفرزدق:

هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها،

فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها

حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ،

قد كَفَّــرَتْ آباؤُها، أَبناؤها

رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّــرت أَي

كَفَّــرَتْ آباؤها في السلاح. وتَــكَفَّــر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه، وهو

من ذلك.

والــكَفَّــارة: ما كُفِّــرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم:

كأَنه غُطِّيَ عليه بالــكَفَّــارة. وتَــكْفِــيرُ اليمين: فعل ما يجب بالحنث

فيها، والاسم الــكَفَّــارةُ. والتَّــكْفِــيرُ في المعاصي: كالإِحْباطِ في

الثواب. التهذيب: وسميت الــكَفَّــاراتُ كفَّــاراتٍ لأَنها تُــكَفِّــرُ الذنوبَ أَي

تسترها مثل كَفَّــارة الأَيْمان وكَفَّــارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وقد

بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده. وأَما الحدود فقد روي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفــاراتُ

لأَهلها أَم لا. وفي حديث قضاء الصلاة: كَفَّــارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها،

وفي رواية: لا كفــارة لها إِلا ذلك. وتكرر ذكر الــكفــارة في الحديث اسماً

وفعلاً مفرداً وجمعاً، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها

أَن تُــكَفِّــرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها، وهي فَعَّالَة للمبالغة،

كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة

أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك، كما يلزم

المُفْطِر في رمضان من غير عذر، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه

تجب عليه الفدية. وفي الحديث: المؤمن مُــكَفَّــرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه

وماله لتُــكَفَّــر خَطاياه.

والــكَفْــرُ: العَصا القصيرة، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن

الأَعرابي: الــكَفْــرُ الخشبة الغليظة القصيرة.

والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر. والــكَفَــرُ والــكُفُــرَّى

والــكِفِــرَّى والــكَفَــرَّى والــكُفَــرَّى: وعاء طلع النخل، وهو أَيضاً

الكافُورُ، ويقال له الــكُفُــرَّى والجُفُرَّى. وفي حديث الحسن: هو الطِّبِّيعُ في

كُفُــرَّاه؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُــرَّاه، بالضم وتشديد الراء

وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو

الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول

(* قوله« ويشهد للاول إلخ» هكذا في

الأصل. والذي في النهاية: ويشهد للاول قوله في قشر الــكفــرى.) قولُه في

الحديث قِشْر الــكُفُــرَّى، وقيل: وعاء كل شيء من النبات كافُوره. قال أَبو

حنيفة: قال ابن الأَعرابي: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُــرَّى وهذا

كُفُــرَّى وكَفَــرَّى وكِفِــرَّاه وكُفَــرَّاه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافُور

كوافير، وجمع الكافر كوافر؛ قال لبيد:

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به،

من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ

والكافُور: الطَّلْع. التهذيب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها،

سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَــرها أَي غطَّاها؛ وقول العجاج:

كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ

كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود، شبهه

بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً. وفي الحديث: أَنه كان اسم

كِنانَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع

وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ.

والكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن دريد:

لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور. وقوله

عز وجل: إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً؛ قيل:

هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على

أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إِنما

أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه؛ قال ابن سيده: قوله

جعله تشبيهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: يقال إِنها

عَيْنٌ تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه؛ وقال

الزجاج: يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أَن يمزج

بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ

ولا وَصَبٌ. الليث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان،

والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح، والكافور من أَخلاط الطيب. وفي

الصحاح: من الطيب، والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي:

تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ

من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ

قال الجوهري: الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب

فجعله كافوراً. ابن سيده: والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من

النخل. والكافورُ أَيضاً: الإَغْرِيضُ، والــكُفُــرَّى: الكافُورُ الذي هو

الإِغْرِيضُ. وقال أَبو حنيفة: مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ.

والكافِرُ من الأَرضين: ما بعد واتسع.

وفي التنزيل العزيز: ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ

النساءُ الــكَفَــرة، وأَراد عقد نكاحهن.

والــكَفْــرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل وكَفْــرُ عاقِبٍ وكَفْــرُبَيَّا

وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال، وجمعه كُفُــور. وفي حديث أَبي هريرة، رضي

الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْــراً كَفْــراً إِلى

سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذام أَي من

قرى الشام. قال أَبو عبيد: قوله كفــراً كفــراً يعني قرية قرية، وأَكثر من

يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الــكفــر. وروي عن مُعَاوية أَنه قال:

أَهل الــكُفُــورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهري: يعني بالــكفــور القُرَى

النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى

البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يقول: إِنهم بمنزلة الموتى لا

يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها. والــكَفْــرُ: القَبْرُ، ومنه

قيل: اللهم اغفر لأَهل الــكُفُــور. ابن الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم

الــكُفُــورَ. وفي الحديث: لا تسكُنِ الــكُفُــورَ فإن ساكنَ الــكُفــور كساكن

القُبور. قال الحَرْبيّ: الــكُفــور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به

أَحد؛ وأَهل الــكفــور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في

القبور. وفي الحديث: عُرِضَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما هو

مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْــراً كَفْــراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية.

وقول العرب: كَفْــرٌ على كَفْــرٍ أَي بعض على بعض.

وأَــكْفَــرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التهذيب: إِذا

أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَــكْفَــرْتَه. والتَّــكْفِــير: إِيماءُ

الذمي برأْسه، لا يقال: سجد فلان لفلان ولكن كَفَّــرَ له تَــكْفِــيراً.

والــكُفْــرُ: تعظيم الفارسي لِمَلكه. والتَّــكْفِــيرُ لأَهل الكتاب: أَن يُطَأْطئ

أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا، وقد كَفَّــر له. والتــكفــير: أَن يضع

يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب

في الحروب التي كانت بعدهم:

وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها،

فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّــرُوا تَــكْفِــيرَا

يقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم،

فــكَفِّــروا لهم كما يُــكَفِّــرُ العبد لمولاه، وكما يُــكَفِّــر العِلْجُ

للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا. وفي الحديث

عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها

تُــكَفِّــرُ للسان، تقول: اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت

اعوججنا. قوله: تــكفــر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره.

والتَّــكْفِــير: هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما

يفعل من يريد تعظيم صاحبه. والتــكفــير: تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّــرَ

له. الجوهري: التــكفــير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُــكَفِّــرُ العِلْجُ

للدَّهاقِينِ، وأَنشد بيت جرير. وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي: رأَى

الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُــكَفِّــرين فوَلاَّه ظهره ودخل. وفي حديث أَبي

معشر: أَنه كان يكره التــكفــير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام

قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثوراً:

مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَــكْفِــيرُ

قال ابن سيده: وعندي أَن التــكفــير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون

اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ.

والــكَفِــرُ، بكسر الفاء: العظيم من الجبال. والجمع كَفِــراتٌ؛ قال عبدُ

الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ:

له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ،

تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الــكَفِــراتِ

والــكَفَــرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الــكَفَــرُ الثنايا

العِقَاب، الواحدة كَفَــرَةٌ؛ قال أُمية:

وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ،

إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والــكَفَــرُ

ورجل كِفِــرِّينٌ: داهٍ، وكَفَــرْنى: خاملٌ أَحمق. الليث: رجل كِفِــرِّينٌ

عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث. التهذيب: وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر

بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له: مَــكْفــورٌ بِكَ يا فلان

عَنَّيْتَ وآذَيْتَ. وفي نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ

الأَلْيَتانِ.

كفــر
الــكُفْــرُ، بالضَّمِّ: ضِدُّ الْإِيمَان، ويُفتَحُ، وأَصلُ الــكُفْــرِ من الــكَفْــرِ بِالْفَتْح مَصدَر كَفَــرَ بِمَعْنى السَّتْر، كالــكُفــور والــكُفــران بضّمِّهِما، وَيُقَال: كَفَــرَ نِعْمَةَ اللهِ يَــكْفُــرُها، من بَاب نَصَرَ، وَقَول الجوهريّ تبعا لخاله أبي نصرٍ الفارابيّ إنَّه من بَاب ضَرَبَ لَا شُبْهَةَ فِي أَنَّه غَلَط، والعجبُ من المُصَنِّف كَيفَ لم يُنَبِّه عَلَيْهِ وَهُوَ آكَدُ من كثير من الْأَلْفَاظ الَّتِي يوردُها لغير فَائِدَة وَلَا عَائِدَة، قَالَه شيخُنا. قلت: لَا غَلَط، والصوابُ مَا ذهب إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ وَالْأَئِمَّة، وتبعهم المصنِّف، وَهُوَ الحقُّ، ونصّ عِبَارَته: وكَفَــرْتُ الشيءَ أَــكْفِــرُه، بالكَسْر أَي سَتَرْتُه، فالــكفــر الَّذِي هُوَ بِمَعْنى السَّتْر بالاتِّفاق من بَاب ضَرَبَ، وَهُوَ غير الــكُفْــر الَّذِي هُوَ ضدّ الْإِيمَان فإنَّه من بَاب نَصَر، والجَوْهَرِيّ إنَّما قَالَ فِي الــكَفْــر الَّذِي بِمَعْنى السَّتْر، فظَنَّ شيخُنا أَنَّهما واحدٌ، حيثُ إنَّ أَحدهمَا مأخوذٌ من الآخر.
(وكَمْ من عائبٍ قولا صَحِيحا ... وآفتُه من الْفَهم السَّقيمِ)
فتأمَّل. كَذَلِك كَفَــرَ بهَا يَــكْفُــرُ كُفــوراً وكُفــراناً: جَحَدَها وسَتَرَها. قَالَ بعض أهل الْعلم: الــكُفْــر على أَربعةِ أَنحاءٍ: كُفْــرُ إنكارٍ، بأَن لَا يعرفَ اللهَ أَصلاً وَلَا يعْتَرف بِهِ، وكُفــرُ جُحود، وكُفــر مُعانَدَة، وكُفــرُ نفاق، من لقيَ ربَّهُ بشيءٍ من ذَلِك لم يَغْفِرْ لَهُ، ويغفِرُ مَا دونَ ذلكَ لِمَنْ يشاءُ. فأَما كُفــرُ الْإِنْكَار فَهُوَ أَنْ يــكفُــرَ بِقَلْبِه ولِسانِه، وَلَا يعرف مَا يُذْكَر لَهُ من التَّوحيد، وَأما كُفــرُ الجُحود فأَن يعترفَ بِقَلْبِه وَلَا يُقِرّ بِلِسَانِهِ، فَهَذَا كافرٌ جاحدٌ كــكُفْــرِ إبليسَ وكُفْــرِ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلت. وَأما كُفــرُ المُعانَدَة فَهُوَ أَن يعرفَ اللهَ بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ وَلَا يدين بِهِ حَسداً وبَغياً، كــكُفــر أبي جَهلٍ وأَضرابه.
وَفِي التَّهْذِيب: يعْتَرف بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ ويأبى أَنْ يَقْبَلَ، كأَبي طَالب حَيْثُ يَقُول:
(ولَقَدْ عَلِمْتُ بأَنَّ دِينَ مُحمَّدِ ... من خيرِ أَديان البَرِيَّة دِينا)

(لَوْلَا المَلامَةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ... لَوَجَدْتَني سَمْحاً بذاكَ مُبينا)
وَأما كُفْــرُ النِّفاق فَإِن يُقرّ بِلِسَانِهِ وَيــكفــر بقلبِه وَلَا يعْتَقد بِقَلْبِه، قَالَ الأَزهريّ: وأَصلُ الــكُفــرِ تَغطية الشَّيءِ تَغْطِيَة تستهلكُه. قَالَ شيخُنا: ثمّ شاعَ الــكُفْــرُ فِي سَتْرِ النِّعْمَة خاصَّة، وَفِي مُقَابلَة الْإِيمَان، لأنَّ الــكُفــرَ فِيهِ سَتْرُ الحقِّ، وسَتْرُ نِعَمِ فَيَّاضِ النِّعَم. قلت: وَفِي المُحْكَم: الــكُفــرُ: كُفْــرُ النِّعمَة، وَهُوَ نقيض الشُّكْر، والــكُفْــر: جُحود النِّعْمَة، وَهُوَ ضدّ الشُّكر، وَقَوله تَعَالَى إنَّا بِكُلٍّ كافِرون أَي جاحدون. وَفِي البصائر للمصنِّف: وأَعظَمُ الــكُفْــرِ جُحودُ الوَحدانِيَّة أَو)
النبوَّة أَو الشَّريعة. والكافرُ مُتَعارَفٌ مطلَقاً فِيمَن يجحَدُ الجميعَ. والــكفــران فِي جُحود النِّعْمَة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، والــكُفــرُ فِي الدِّينِ، والــكُفــورُ فيهمَا، وَيُقَال فيهمَا: كَفَــرَ، قَالَ تَعَالَى فِي الــكفــرات: لِيَبْلُوَني أَأَشكُرُ أَمْ أَــكْفُــر وقَوْلُهُ تَعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وأَنتَ من الْكَافرين أَي تَحَرَّيْتَ كُفــرانَ نِعمتي. وَلما كَانَ الــكُفــران جُحودَ النِّعْمَة صَار يُستعمَلُ فِي الجُحود. وَلَا تَكونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أَي جاحِد وساتِر. وَقد يُقَال: كَفَــرَ، لمن أَخَلَّ بالشَّريعة وتركَ مَا لزِمَه من شُكْر اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: مَنْ كَفَــرَ فعَليْه كُفــرُه ويدلُّ على ذلكَ مُقابلتُه بقوله: ومَنْ عمِلَ صَالحا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدون. وكافَرَه حَقَّه، إِذا جَحَدَه. والمُــكَفَّــرُ، كمعَظَّم: المَجحودُ النِّعمَةِ مَعَ إحسانِه.
رجلٌ كافِرٌ: جاحدٌ لأَنْعُمِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ الأَزْهَرِيّ: ونِعَمُهُ آياتُه الدَّالَّةُ على توحيده. والنِّعَمُ الَّتِي ستَرَها الكافرُ هِيَ الآياتُ الَّتِي أَبانتْ لِذوي التَّمْيِيز أَنَّ خالِقَها واحدٌ لَا شريكٌ لَهُ، وَكَذَلِكَ إرسالُهُ الرُّسُلَ بِالْآيَاتِ المُعجزَة والكتبِ المُنَزَّلة والبَراهينِ الْوَاضِحَة ِ نِعمَةٌ مِنْهُ ظَاهِرَة، فمَن لم يصدِّق بِهِ وردَّها فقد كَفَــرَ نِعمةَ الله، أَي سَتَرَها وحجبها عَن نَفسه، وَقيل سُمِّيَ الكافرُ كَافِرًا لأَنَّه مُغَطَّىً على قلبه. قَالَ ابْن دُرَيْد: كأنَّه فاعلٌ فِي معنى مَفعول. جمع كفّــارٌ، بالضَّمِّ، وكَفَــرَةٌ، محرَّكة، وكِفــارٌ كَكِتابٌ، مثل جَائِع وجِياع ونائم ونيامٍ. قَالَ القطاميّ:
(وَشُقَّ البَحرُ عَن أَصحابِ مُوسَى ... وغُرِّقَت الفَرَاعنة الــكِفــارُ)
وَفِي البصائر: والــكُفَّــار فِي جمع الْكَافِر المضادّ لِلْمُؤمنِ أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه أَشِدَّاءُ على الــكُفَّــار. والــكَفَــرَة فِي جمع كَافِر النِّعمة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه: أُولئِكَ هُمُ الــكَفَــرَة الفَجَرَة، والفجرة قد يُقَال للفُسَّاقِ من الْمُسلمين. وَهِي كافِرَةٌ من نِسوَة كَوافِر، وَفِي حَدِيث الْقُنُوت: واجْعَلْ قلوبَهُم كقُلوبِ نساءٍ كَوافِرَ يَعْنِي فِي التّعادي وَالِاخْتِلَاف، والنِّساءُ أَضعفُ قلوباً من الرِّجال لَا سيَّما إِذا كُنَّ كَوافِرَ. ورجُلٌ كَفَّــارٌ، كَشَدَّادٍ، وكَفــورٌ، كصَبور: كافِرٌ. وَقيل: الــكَفــور: المُبالِغُ فِي كُفــران النِّعمة، قَالَ تَعَالَى: إنَّ الإنسانَ لَــكَفــور والــكَفَّــارُ أَبلغُ من الــكَفــور كَقَوْلِه تَعَالَى كُلَّ كَفَّــارٍ عَنيدٍ. وَقد أُجرِيَ الــكَفَّــار مُجرى الــكَفــور فِي قَوْله: إنَّ الإنسانَ لَظَلومٌ كَفَّــارٌ كَذَا فِي البصائر. جمع كُفُــرٌ، بضَمَّتين، وَالْأُنْثَى كَفــورٌ أَيضاً، وَجمعه أَيْضا كُفُــرٌ، وَلَا يجمَع جَمعَ السَّلامة، لأنَّ الهاءَ لَا تدخلُ فِي مُؤَنَّثه، إلاّ أَنَّهم قد قَالُوا عَدُوَّةَ اللهِ، وَهُوَ مَذكورٌ فِي مَوضعه. وَقَوله تَعَالَى: فَأَبى الظَّالِمونَ إلاّ كُفُــوراً قَالَ الأَخفشُ: هُوَ جَمْعُ الــكُفْــرِ، مثل: بُرْد وبُرود. وكَفَــرَ عَلَيْهِ يَــكْفــرُ، من حَدَّ ضَرَبَ: غَطَّاهُ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: إنَّ الأَوسَ والخَزرَجَ ذَكَروا مَا كَانَ مِنْهُم فِي الجاهليَّة فثار بَعضهم إِلَى بعضٍ بالسّيوف، فأَنزلَ اللهُ تَعَالَى وَكَيْفَ تَــكْفُــرونَ وأَنتمْ تُتلَى علَيكُم آياتُ اللهِ وفِيكُم رَسولُه وَلم يكن ذَلِك على الْــكفْــر بِاللَّه، وَلَكِن على تغطيتهم مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الأُلفةِ والمَوَدَّة. وَقَالَ الليثُ: يُقال: إنَّه سُمِّيَ الكافِرُ كافِراً لأَنَّ الــكُفْــرَ غَطَّى قلبَهُ كُلَّه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمعنى قَول اللَّيْث هَذَا يحْتَاج إِلَى بَيَان يَدلُّ عَلَيْهِ، وإيضاحُه: أَنَّ الــكُفْــرَ فِي اللُّغَة التغطيةَ، وَالْكَافِر ذُو كُفْــر، أَي ذُو تَغْطِيَة لِقَلْبِهِ بِــكُفْــرِهِ، كَمَا يُقَال للابِسِ السِّلاحِ كافِرٌ،)
وَهُوَ الَّذِي غطَّاهُ السِّلَاح، وَمثله رجلٌ كاسٍ، أَي ذُو كُسوَةٍ، وماءٌ دافقٌ، أَي ذُو دَفْقٍ. قَالَ: وَفِيه قَولٌ آخرُ أَحسنُ ممّا ذهب إِلَيْهِ، وذلكَ أَنَّ الكافِرَ لمَّا دعاهُ اللهُ إِلَى توحيدِه فقد دعاهُ إِلَى نعمةٍ وأَحبَّها لَهُ إِذا أَجابَه إِلَى مَا دعاهُ إِلَيْهِ، فلمّا أَبى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ من توحيدِه كانَ كَافِرًا نعمةَ اللهِ، أَي مُغطِّياً لَهَا بإبائِه، حاجباً لَهَا عَنهُ. كَفَــرَ الشَّيءَ يَــكْفِــرُهُ كَفــراً: سَتَرَهُ، كــكَفَّــرَهُ تــكفــيراً. والكَافِرُ: اللَّيْل. وَفِي الصِّحَاح: اللَّيلُ المُظلِمُ، لأَنَّه يستُر بظلمته كلَّ شيءٍ. وكَفَــرَ الليلُ الشيءَ وكَفَــرَ عَلَيْهِ، غَطَّاه، وكَفَــرَ الليلُ على أَثَرِ صاحِبِي: غَطَّاهُ بسوادِهِ، وَلَقَد استُظْرِفَ البَهاءُ زُهَير حَيْثُ قَالَ:
(لِي فيكَ أَجرُ مُجاهِدٍ ... إنْ صَحَّ أَنَّ اللَّيْلَ كافِرْ)
الكافِر: البَحْر، لِسَترِه مَا فِيهِ، وَقد فُسِّر بهما قولُ ثَعلَبَة بن صُعَيرٍ المازنيّ يصفَ الظَّليم َ والنَّعامةَ ورَواحَهُما إِلَى بَيضهما عِنْد غرُوب الشَّمْس:
(فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعدَما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها فِي كافِر)
وذُكاءُ: اسمٌ للشمس، وأَلْقَتْ يمينَها فِي كَافِر، أَي بدأَتْ فِي المَغيب. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ اللَّيْل.
قلتُ وَقَالَ بَعضهم: عَنَى بِهِ البحْرَ، وَهَكَذَا أَنشدَه الجَوهريّ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والرِّوايةُ فَتَذَكَّرَت على التَّأْنِيث، والضَّمير للنَّعامة، وَبعده:
(طَرِفَتْ مَراوِدُها وغَرَّد سَقْبُها ... بِالآءِ والحَدَجِ الرِّواءِ الحادِرِ)
طَرِفَتْ، أَي تَبَاعَدت. قلتُ: وَذكر ابنُ السِّكّيتَ أَنَّ لَبيداً سَرَق هَذَا المَعنى فَقَالَ:
(حتَّى إِذا أَلْقَتْ يَداً فِي كافِرٍ ... وأَجَنَّ عَوراتِ الثُّغورِ ظَلامُها)
قَالَ: وَمن ذَلِك سُمِّيَ الكافِرُ كَافِرًا لأنَّه سَتَرَ نِعَمَ الله.
الكافِرُ: الْوَادي العظيمُ. قيل الْكَافِر: النَّهر الْكَبِير، وَبِه فسَّر الجَوْهَرِيّ قَول المُتَلَمِّس يذكر طَرْحَ صَحيفتِه:
(فَأَلْقَيْتُها بالثِّنْيِ من جَنْبِ كافرٍ ... كَذلِكَ أَقنو كُلَّ قطّ مُضَلَّلِ)
الكافِر: السَّحاب المُظلِمُ لأَنَّه يستُرُ مَا تحتَه.
الكافِر: الزَّارع لسَترِه البَذر بالتُّرابِ. والــكُفَّــارُ: الزَّرّاع وَتقول الْعَرَب للزَّارع كافِرٌ لأنَّه يــكْفُــرُ البَذرَ المَبذور بتُرابِ الأَرضِ المُثارَة إِذا أَمَرَّ عَلَيْهَا مالَقَهُ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الــكُفَّــار نباتُه أَي أَعجبَ الزُّرَّاعَ نَباتُه مَعَ عِلمِهم بِهِ فَهُوَ غايةُ مَا يُستحسن، والغيث: الْمَطَر هُنَا، وَقد قيل: الــكُفَّــارُ فِي هَذِه الْآيَة الــكُفَّــار بِاللَّه تَعَالَى، وهم أَشدُّ إعجاباً بزينةِ الدُّنيا وحَرْثِها من الْمُؤمنِينَ. الْكَافِر من الأَرْض: مَا بعُدَ عَن النَّاس، لَا يكادُ يَنزِلُه أَو يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَنشد الليثُ فِي وصف العُقابِ والأَرنَبِ:)
(تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزٍّ عِكْرِشَةٍ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا عِوجُ)
كالــكَفْــرِ، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ مقتَضَى إِطْلَاقه، وَضَبطه الصّاغانيُّ بالضّمّ هَكَذَا رأيتُهُ مُجَوَّداً الكافِرُ: الأَرضُ المُستويةُ، قَالَه الصَّاغانِيّ، قَالَ ابنُ شُميل: الكافِر: الغائطُ الوطِئُ، وأَنشدَ البيتَ السابقَ وَفِيه: فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً من رَأْسِ عِكْرِشَةٍ الكافِر: النَّبْتُ، نَقله الصَّاغانِيّ. كافِرٌ: ع ببِلاد هُذَيل. الكافِرُ: الظُّلمَةُ، لأنَّها تستُرُ مَا تحتهَا، وقولُ لبيد:
(فاجْرَمَّزَتْ ثمَّ سَارَتْ وهْي لاَهِيَةٌ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا شَرَفُ)
يجوز أَن يكونَ ظلمَة اللَّيْل، وأَن يكونَ الوادِيَ، كالــكَفْــرَة، بِالْفَتْح، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: كالــكَفْــرِ.
الكافِرُ: الدَّاخِلُ فِي السِّلاح، من كَفَــرَ فوقَ دِرْعِهِ، إِذا لبسَ فوقَها ثَوباً، كالمُــكَفِّــرِ، كمُحَدِّث، وَقد كَفَّــرَ دِرْعَهُ بثَوبٍ تَــكفــيراً: لبسَ فوقَها ثوبا فغَشَّاها بِهِ، وَمِنْه الحَدِيث: أنَّ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ فِي حَجَّة الْوَدَاع: لَا تَرجِعُوا، وَفِي رِوَايَة أَلا لَا تَرْجِعُنَّ بَعدي كُفَّــاراً يَضرِبُ بعضُكُم رِقابَ بعض قَالَ أَبُو مَنْصُور: فِي قَوْله كُفَّــاراً قَولانِ: أَحدُهما: لابِسين السِّلاحَ مُتَهَيِّئينَ لِلْقِتَالِ، كأنَّه أَرَادَ بذلك النَّهيَ عَن الْحَرْب، أَو مَعْنَاهُ لَا تُــكَفِّــروا الناسَ فتــكفُــروا، كَمَا يفعلُ الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فــكَفَّــروهم. وَهُوَ كَقَوْلِه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَنْ قالَ لِأَخِيهِ يَا كافِرُ فقد باءَ بِهِ أَحدُهما. لأَنَّه إمّا أَنْ يَصْدُقَ عَلَيْهِ أَو يكذِب، فَإِن صدقَ فَهُوَ كافِرٌ، وإنْ كذبَ، عَاد الــكُفْــرُ إِلَيْهِ بتــكفــيرِه أَخاهُ الْمُسلم. والمُــكَفَّــرُ، كمُعَظَّم: المُوثَقُ فِي الْحَدِيد، كأَنَّهُ غُطِّيَ بِهِ وسُتِرَ. والــكَفْــرُ، بِالْفَتْح: تعظيمُ الفارسيّ، هَكَذَا فِي اللِّسَان والأساس وَغَيرهمَا من الأُمَّهات وشَذَّ الصَّاغانِيّ فَقَالَ فِي التكملةِ: الْفَارِس مَلِكهُ، بِغَيْر ياءٍ ولعلَّه تصحيفٌ من النُسَّاخِ وَهُوَ إيماءٌ بالرَّأْسِ قريبٌ من السُّجود.
الــكَفْــرُ: ظُلْمَةُ اللَّيلِ وسوادُه وَقد يُكْسَرُ، قَالَ حُمَيد:
(فوَرَدت قَبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ ... وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي الــكَفْــرِ)
أَي فِيمَا يواريه من سَواد اللَّيْل. قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيّ، وَلَيْسَ الرَّجَزُ لحُمَيد وإنَّما هُوَ لبشيرِ بنِ النِّكْث، والرِّواية: وَرَدْتُهُ قَبْلَ أُفولِ النَّسْرِ والــكَفْــرُ: القَبْرُ وَمِنْه قيل: اللهمَّ اغفِرْ لأَهلِ الــكُفــورِ. رُويَ عَن مُعَاوِيَة أَنَّه قَالَ: أَهلُ الــكُفــورِ أَهلُ القُبور. قَالَ الأَزْهَرِيّ: الــكُفــور جمع كَفْــرٍ بِمَعْنى الْقرْيَة، سُريانِيَّة، وأَكثرُ مَنْ يتكلَّم بِهَذِهِ أهلُ الشَّام، وَمِنْه قيل: كَفْــرُ تُوثَى وكَفــرُ عاقِب، وإنَّما هِيَ قرى نُسِبَتْ إِلَى رجال. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنَّه قَالَ: لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفــراً كَفــراً إِلَى سُنْبُكٍ من الأَرض. قيل وَمَا ذَلِك السُّنْبُكُ قَالَ: حِسْمَى جُذَامَ، أَي من قرى الشَّام. قَالَ أَبُو عبيد: كَفْــراً كَفْــراً، أَي)
قَرْيَة قَرْيَة. وَقَالَ الأزهريّ، فِي قَول مُعَاوِيَة، يَعنِي بالــكُفــورِ الْقرى النَّائية عَن الْأَمْصَار ومجتَمَع أَهلِ الْعلم، فالجهلُ عليهِم أَغلَب، وهم إِلَى البِدَعِ والأَهواءِ المُضِلَّةِ أَسرعُ. يَقُول إنَّهم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الأمصارَ والجُمَعَ والجَماعات وَمَا أَشبهها، وَفِي حديثٍ آخر: لَا تسْكُنِ الــكُفــورَ فإنَّ ساكِنَ الــكُفــورِ كساكِنِ القُبور. قَالَ الحَربيّ: الــكُفــورُ: مَا بعد من الأَرضِ عَن النَّاس فَلَا يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَهلُ الــكُفــورِ عندَ أَهلِ المُدُنِ كالأَمواتِ عندَ الأَحياءِ، فكَأَنَّهم فِي الْقُبُور. قلتُ: وكذلكَ الــكُفــورُ بِمصْر هِيَ القُرى النَّائِيَةُ فِي أَصلِ العُرفِ الْقَدِيم. وَأما الْآن فيطلقون الــكَفْــر على كلِّ قَرْيَة صَغِيرَة بِجنب قريةٍ كَبِيرَة، فَيَقُولُونَ: القَريةُ الفُلانيَّة وكَفــرُها. وَقد تكون الْقرْيَة الْوَاحِدَة لَهَا كُفــورٌ عِدَّة، فَمن الْمَشَاهِير: الــكُفــور الشَّاسعة، وَهِي كُورَةٌ مُستَقِلَّة مُشتملَةٌ على عِدَّة قُرىً، وكَفْــر دِمْنا، وكَفْــر سعدون، وكفْــر نطْروِيسَ، وكَفْــر باوِيط، وكَفــر حِجازي، وَغير ذَلِك لَيْسَ هَذَا محلّ ذكرهَا. وأَــكْفَــرَ الرَّجلُ: لَزِمَها، أَي الْقرْيَة، كاكْتَفَرَ، وَهَذِه عَن ابْن الأعرابيَ. الــكفْــرُ: الخَشَبَةُ الغليظَةُ القصيرةُ، عَن ابْن الأعرابيّ. هُوَ الْعَصَا القصيرةُ، وَهِي الَّتِي تُقطَع من سَعَفِ النَّخْلِ. الــكُفْــرُ بالضَّمِّ: القِير. قَالَ ابْن شُميل: القيرُ ثلاثةُ أَضْرُبٍ: الــكُفْــرُ، والقير، والزِّفْتُ. فالــكُفــرُ يُذابُ ثمَّ يُطلى بِهِ السُّفن، والزِّفتُ يطلى بِهِ الزِّقاق. الــكَفِــرُ: كَكَتِف: الْعَظِيم من الْجبَال، وَالْجمع كَفِــراتٌ، قَالَ عبد الله بن نمير الثقفيُّ:
(لَهُ أَرَجٌ منْ مُجْمِرِ الهندِ ساطِعٌ ... تطلَّعُ رَيّاهُ من الــكَفِــراتِ)
أَو الــكَفِــرُ: الثَّنِيَّةُ مِنْهَا، أَي من الْجبَال. والــكَفَــرُ، بِالتَّحْرِيكِ: العُقابُ، ضبط بالضَّمِّ فِي سَائِر النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّواب بِكَسْر العَين، جَمْعُ عقَبة، قَالَ أَبُو عَمْرو: الــكَفَــرُ: الثَّنايا: العِقابُ، الْوَاحِدَة كَفَــرَةٌ، قَالَ أُمَيَّةُ:
(وليسَ يبْقى لوجهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ... إلاّ السّماءُ وإلاّ الأَرَضُ والــكَفَــرُ)
الــكفَــرُ: وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ وقِشْرُهُ الأَعلى، كالكافورِ والكافِرِ، وَهَذِه نقلهَا أَبُو حنيفَة. والــكُفُــرَّى، وتُثَلَّثُ الكافُ والفاءُ مَعًا. وَفِي حَدِيث هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُــرَّاه الطِّبِّيعُ: لبُّ الطَّلع، وكُفُــرَّاهُ بالضّمّ: وعاؤه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ ابْن الأعرابيّ: سمعتُ أُمَّ رَبَاح تَقول: هَذِه كُفُــرَّى، وَهَذَا كُفُــرَّى وكَفَــرَّى وكِفِــرَّاهُ وكُفُــرَّاهُ، وَقد قَالُوا فِيهِ كافِرٌ. وَجمع الكافُورِ كَوَافيرُ، وَجمع الكافِرِ كَوافِرُ، قَالَ لبيد:
(جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ يَنوءُ ... من الكَوافِرِ مَكمومٌ ومُهتَصَرُ)
والكافورُ: نبتٌ طَيِّبٌ، نَوْرُهُ أَبيضُ كنَوْرِ الأُقْحُوان، قَالَه اللَّيْث وَلم يقل طيِّب، وإنَّما أَخذه من قَول ابْن سِيدَه. الكافورُ أَيضاً: الطَّلْعُ حِين يَنْشَقُّ، أَو وِعاؤُه، وَقيل: وِعاءُ كلِّ شيءٍ من النَّباتِ كافورُه، وَهَذَا بعينِه قد تقدَّم فِي قَول المصنِّف، فَهُوَ تكْرَار. وَفِي التَّهذيب: كافورُ الطَّلْعَة: وِعاؤُها الَّذِي ينشَقُّ عَنْهَا، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه قد كَفَــرَها، أَي غطَّاها. والكافُور: طِيبٌ، وَفِي الصِّحَاح: من الطِّيب، وَفِي المُحكَم: أَخلاطٌ من الطِّيب تُرَكَّب من كافورِ الطَّلْع.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحسبُ الكافورَ عربيّاً، لأَنَّهم ربَّما قَالُوا القَفور والقافُور، وَقيل الكافُور: يكون من شجرٍ بجبال)
بَحر الْهِنْد والصينلإذْهاب القَذى. وَإِلَى هَذَا يُشير قولُه تَعَالَى: إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّآت.
التَّــكْفــير: أَن يَخْضَعَ الإنسانُ لغَيْره وينحَني ويُطَأْطِئ رَأْسَه قَرِيبا من الرُّكوع، كَمَا يفعل من يُرِيد تَعْظِيم صاحِبه، وَمِنْه حَدِيث أبي مَعْشَر: أنَّه كَانَ يَكْرَه التَّــكْفــير فِي الصَّلَاة. وَهُوَ الانْحناء الكثيرُ فِي حالةِ الْقيام قبل الرُّكوع.
وتَــكفــيرُ أهلِ الْكتاب أَن يُطَأْطِئ رَأْسَه لصاحبِه كالتَّسْليم عندنَا. وَقد كَفَّــر لَهُ. وَقيل: هُوَ أَن يَضَعَ يَدَه أَو يَدَيْه على صَدْرِه، قَالَ جَريرٌ يُخَاطب الأخطل وَيذكر مَا فعلَتْ قَيْسٌ بتغلب فِي الحروب الَّتِي كَانَت بعدهمْ:
(وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قَيْس بَعْدَها ... فضعوا السِّلاحَ وكَفِّــروا تَــكْفِــيرا)
يَقُول: ضَعُوا سلاحكم فلسْتم قَادِرين على حَرْبِ قَيْسٍ لعجزِكم عَن قِتَالهمْ، فــكَفِّــروا لَهُم كَمَا يُــكَفِّــر العبدُ لمَولاه، وكما يَــكفِّــر العِلْجُ للدِّهْقان يضع يَدَه على صَدْرِه ويتَطامَن لَهُ، واخْضَعوا وانْقادوا. وَفِي الحَدِيث عَن أبي سعيد الخدريّ رَفَعَه قَالَ: إِذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعْضاءَ كلَّها تُــكَفِّــرُ للِّسان، تَقول اتَّقِ الله فِينَا فَإِن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وإنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا أَي تذِلُّ وتُقِرُّ بِالطَّاعَةِ لَهُ وتخضَعُ لأمْرِه. وَفِي حَدِيث عَمْرُو بن أميَّة والنَّجاشيّ: رأى الحَبَشَة يدْخلُونَ من خَوْخَةٍ مُــكَفِّــرين فوَلاَّه ظَهْرَه وَدخل. التَّــكْفــير: تَتْوِيج الملِك بتاج إِذا رُئِي كُفِّــرَ لَهُ، والتَّــكْفــير أَيْضا: اسمٌ للتاج، وَبِه فَسَّر ابْن سَيّده قولَ الشَّاعِر يصفُ الثَّوْر:) مَلِكٌ يُلاثُ برَأْسِه تَــكْفِــيرُ قَالَ: سمَّاه بالمَصْدَر، أَو يكون اسْما غيرَ مَصْدَر، كالتَّنْبيت للنَّبْت، والتَّمْتين للمَتْن.حِكَايَة عَن الشَّيْطان فِي خَطيئتِه إِذا دخل النَّار: إنِّي كفــرْتُ بِمَا أَشْرَكْتموني من قبل أَي تبَرَّأْت. والكافِر: المُقيم المُخْتَبِئ، وَبِه فُسِّر حَدِيث سعد: تَمَتَّعنا مَعَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ومُعاوية كافِرٌ بالعُرُش، والعُرُش: بيُوت مَكَّة. وكَفَّــرَه تَــكْفِــيراً: نَسَبَه إِلَى الــكُفْــر. وَــكَفَــر الجهلُ على عِلْم فلانٍ: غَطَّاه. والكافِرُ من الخَيْل: الأَدْهَم، على التَّشْبِيه. وَفِي حَدِيث عبد الْملك: كَتَبَ إِلَى الحَجَّاج: من أقرَّ بالــكُفْــر فخَلِّ سبيلَه. أَي بــكُفْــر من خالَف بَني مَرْوَان وَخَرَج عَلَيْهم. وقولُهم: أَــكْفَــرُ من حِمار، تقدّم فِي حمر، وَهُوَ مَثَلٌ. وكافِرٌ: نهرٌ بالجزيرة. وَبِه فُسِّر قولُ المُتَلَمِّس. وَقَالَ ابنُ برِّيّ: الكافِر: المَطَر، وَأنْشد:
(وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أنْ لَيْسَ بَيْنَها ... وَبَيْنَ قُرى نَجْرَانَ والشّامِ كافِرُ)
أَي مطرٌ، والمُــكَفَّــر، كمُعَظَّم: المِحْسانُ الَّذِي لَا تُشْكَر نِعْمَتُه. والــكَفْــرُ، بِالْفَتْح: التُّراب، عَن الّلحيانيّ، لأنّه يَسْتُر مَا تَحْتَه. ورمادٌ مَــكْفُــورٌ: مُلْبَسٌ تُراباً، أَي سَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاح التُّراب حَتَّى وارَتْه وغَطَّتْه، قَالَ:
(هَل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ... قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمادٍ مَــكْفُــورْ)
مُكْتَئبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ وَــكَفَــرَ الرجُلُ مَتاعَه: أوعاهُ فِي وعاءٍ. والكافِرُ: الَّذِي كَفَــرَ دِرْعَه بثَوْب، أَي غطَّاه. والمُتَــكَفِّــر: الداخِلُ فِي سِلاحه.
وتَــكَفَّــرَ البعيرُ بحِبالِه، إِذا وَقَعَتْ فِي قوائمه. وَفِي الحَدِيث: المؤمنُ مُــكَفَّــر، أَي مُرَزَّأٌ فِي نَفْسِه ومالِه لتُــكَفَّــرَ خَطاياه.)
والكافور: اسْم كِنانة النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، تَشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأكمام الفَواكه، لأنَّها تَسْتُرها، وَهِي فِيهَا كالسِّهام فِي الكِنانة. وكَفْــر لآب: بَلَدٌ بالشامِ قَريبٌ من الساحلِ عِنْد قَيْسَارِيَّة، بناه هِشام بن عبد الْملك. وكَفْــرُ لَحْم: ناحيةٌ شامِيَّة. وقولُ الْعَرَب: كَفْــرٌ على كَفْــرٍ، أَي بَعْضٌ على بَعْض. وأَــكْفَــر الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجه أنْ يَعْصِيَه. وَفِي التَّهْذِيب: إِذا أَلْجَأتَ مُطيعك إِلَى أَن يَعْصِيَك فقد أَــكْفَــرْته. وَفِيه أَيْضا: وكَلِمَةٌ يَلْهَجون بهَا لمن يُؤمَر بأمْرٍ فيَعمل على غَيْرِ مَا أُمِر بِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ: مَــكْفُــور بك يَا فلَان، عَنَّيْتَ وآذَيْت. وَقَالَ الزمخشريّ: أَي عملُكَ مَــكْفُــورٌ لَا تُحمَد عَلَيْهِ لإفْسادِك لَهُ. وَيُقَال: تَــكَفَّــرْ بثوبِك، أَي اشْتَمِل بِهِ. وطائرٌ مُــكَفَّــر، كمُعَظَّم: مُغَطَّى بالرِّيش. وحفْصُ بن عمر الــكَفْــرُ، بِالْفَتْح، مشهورٌ ضَعيف، والــكُفْــرُ لقبُه، ويُقال بِالْبَاء، وَقد تقدّم. والصوابُ أنَّ باءَه بَين الْبَاء وَالْفَاء، وَمِنْهُم من جعله نِسْبَته، وَالصَّوَاب أنَّه لقب. والــكَفــير، كأمير: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ أبي عُبادة. وكافور الإخْشيديّ اللابِيّ: أميرُ مِصْر، مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الَّذِي هجاه المتنبِّي. والشيخُ الزَّاهِد أَبُو الْحسن عليّ الــكُفــورِيّ، دّفين المَحلّة، أحد مَشَايِخنَا فِي الطَّرِيقَة الأحمديَّة، مَنْسُوب إِلَى الــكُفــور، بالضمّ، وَهِي ثلاثُ قُرى قريبَة من البَعْض، أَخذ عَنهُ القُطْبُ مُحَمَّد بن شُعَيْب الحجازيّ. وشيخُ مَشَايِخنَا العلاَّمة يونُس بن أَحْمد الــكَفْــراوِيّ الأزهرِيّ نزيل دمشق الشَّام، إِلَى إِحْدَى كُفــور مصر، أَخذ عَن الشَّبْراملْسيّ والبابِلِيّ والمزاحيّ والقَلْيوبيّ والشوبَرِيّ والأُجْهوريّ واللَّقانيّ وَغَيرهم، وحدَّث عَنهُ الإمامُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد المَكِّي، وَشَيخنَا المُعَمِّر المُسنِد أَحْمد بن عَليّ بن عمر الحَنَفِيّ الدِّمشقيّ، وَغَيرهم.
(كفــر) : الــكُفْــرُ دَقِيقُ النَّبات.
كفــر: {كفــران}: جحود. {أعجب الــكفــار}: الزراع. 
بَاب كفــر النِّعْمَة

غمض النِّعْمَة وكفــرها وجحدها وكندها وأنكرها وأخفاها وأمات ذكرهَا وكتمها
وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين المقدمي حدثنا عامر ابن صالح حدثنا أبي عمران الجوني في قوله تعالى: (كفــر عنهم سيئاتهم) قال بالعبرانية محا عنهم سيئاتهم. 
ك ف ر

كفــر الشيء وكفّــره: غطّاه، يقال: كفــر السحاب السماء، وكفــر المتاع في الوعاء، وكفــر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفــرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الــكفــار. وفارس مــكفّــر ومتــكفّــر، وكفّــر نفسه بالسلاح وتــكفّــر به. قال ابن مفرّغ:

حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد ... بألفي كميٍّ في السلاح مــكفّــر

وتــكفّــر بثوبك: اشتمل به. وطائر مــكفــر: مغطّى بالريش. قال:

فأبت إلى قوم تريح نساؤهم ... عليها ابن عرس والأوزّ المــكفّــرا

وغابت الشمس في الكافر وهو البحر. ورجل مــكفّــر وهو المحسان الذي لا تشكر نعمته. وإذا أمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أمر به قالوا: مــكفــور يا فلان عنّيت وآذيت أي عملك مــكفــور لا تحمد عليه لإفسادك له. وكفــر العلج للملك تــكفــيرا إذا أومأ إلى السجود له. وخرج نور العنب من كافوره وكفــرّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكفــرّاه: طلعه. وفي الحديث " أهل الــكفــور أهل القبور " وليفتحنّ الشأم كفــراً كفــراً وهو القرية يقال: كفــر طاب وكفــر توثا. وكافرني حقيّ: جحده. وفيث الحديث: " لا تــكفــر أهل قبلتك " يقال: أكفــره وكفّــره: نسبه إلى الــكفــر. وكفّــر الله عنك خطاياك.
كفــر
كفَــرَ، كنَصرَ : سَتَرَ. قال لَبِيد :
فِي لَيلةٍ كفَــرَ النجومَ غَمامُهَا
ومنه الكافر: للبحر . قال ثَعَلَبَةُ بن صُعَير المازِني : فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدَما ... ألْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافرِ
ومنه: كَفَــرَه: جحد بنعمته، فسَتَرَها، ضد شكره، كما قال تعالى:
{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُــورًا} . وقال تعالى:
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَــرُوا رَبَّهُمْ} .
وفي دعاء القنوت:
"ونشكرك ولا نــكفــركَ" .
وبالباء: أنكره ، ضد آمن به، كما قال تعالى:
{فَمَنْ يَــكْفُــرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} .
وعند الإطلاق يراد به إنكار ما ينبغي الإيمان به، كما قال تعالى:
{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} .
وهذا كثير. وربما يراد به كفــران النعمة، كما مرّ.
(ف) اعلم أن هذه المادة قديمة جداً. فتوجد في غير اللغة السامية، مثلاً: كَوَرْ" [ cover] في الإنكليسية: بمعنى ستر وغطّى . وفي العربية "كوّر": لفَّ. ومنها "غَفَرَ": سَتَر -ومنه المِغْفَر- و "غَمَرَ". وأيضاً من كَفَــرَ: "اكفَــهَرَّ": اغبرَّ وكَلَحَ .

كفــر

1 كَفَــرَ الشَّىْءَ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c,) aor. , in the sense first explained below كَفِــرَ, (S, K, &c.;) [respecting which Fei observes,] ElFárábee, whom J follows, says that it is like يَضْرِبُ, but in a trustworthy copy of the T it is written كَفُــرَ, and this is the proper form, because they say that كَفَــرَ النِّعْمَةَ [of which the aor. is كَفُــرَ] is borrowed from كَفَــرَ الشَّىْءَ in the sense which is first explained below; (Msb;) and MF says, that the saying of J, following his maternal uncle Aboo-Nasr El-Fárábee, that the aor. of this verb is كَفِــرَ, is doubtless a mistake; but to this, [says SM,] I reply, that it is correctly كَفِــرَ, as J and F and other leading lexicologists have said; though the aor. of the verb of كُفْــرٌ as meaning the contr. of إِيْمَانٌ is كَفُــرَ; (TA;) [or, if this latter verb be taken from the former, the aor. of the former may have been originally كَفِــرَ and كَفُــرَ, and general usage may have afterwards applied the aor. ـِ to one signification, while the aor. ـُ has been applied by very few persons to that signification, but by all to the significations thence derived;] inf. n. كَفْــرٌ; (S, Msb;) and ↓ كفّــرهُ, (A, Mgh, K,) inf. n. تَــكْفِــيرٌ; (TA;) He veiled, concealed, hid, or covered, the thing: (S, A, * Mgh, * Msb, K: *) or he covered the thing so as to destroy it: (Az, TA:) and كَفَــرَ عَلَيْهِ, aor. [and inf. n.] as above, he covered it; covered it over. (K,) You say كَفَــرَ البَذْرَ الْمَبْذُورَ CCC He covered the sown seed with earth. (TA.) And كَفَــرَ السَّحَابُ السَّمَآءَ The clouds covered the sky. (A.) Lebeed says, فِى لَيْلَةٍ كَفَــرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا In a night whereof the clouds that covered the sky concealed the stars. (Msb.) You say also كَفَــرَهُ اللَّيْلُ, and كَفَــرَ عَلَيْهِ, The night covered it with its blackness. (TA.) And كَفَــرَتِ الرِّيحُ الرَّسْمَ The wind covered the trace or mark [with dust.] (A.) And كَفَــرَ فَوْقَ دِرْعِهِ He clad himself with a garment over his coat of mail. and دِرْعَهُ بِثَوْبٍ ↓ كَفَّــرَ He covered his coat of mail with a garment. (TA.) And كَفَــرَ مَتَاعَهُ He put his goods in a receptacle. (TA.) and كَفَــرَ الْمَتَاعَ فِى الوِعَآءِ CCC He covered, or concealed, the goods in the receptacle. (A.) And ↓ كَفَّــرَ نَفْسَهُ بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. (A.) And كَفَــرَ الجَهْلُ عَلَى عِلْمِ فُلَانٍ Ignorance covered over the knowledge of such a one. (TA.) وَكَيْفَ تَــكْفُــرُونَ, [thus, with damm as the vowel of the aor. ,] in the Kur, iii. 96, has been explained as signifying And wherefore do ye cover the familiarity and love in which ye were living? (TA.) b2: Hence, (Msb, TA,) كَفَــرَ, (S,) and كَفَــرَ النِّعْمَةَ, and بِالنِّعْمَةِ; (Msb;) and كَفَــرَ نِعْمَةَ اللّٰهِ, and بِنِعْمَةِ اللّٰهِ; (K;) aor. ـُ (TA,) inf. n. كُفْــرَانٌ. (S, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كُفُــورٌ, (S, K,) and كُفْــرٌ; (El-Basáïr;) He covered, or concealed, (Msb,) and denied, or disacknowledged, the favour or benefit [conferred upon him]; (S, Msb;) he was ungrateful, or unthankful, or behaved ungratefully or unthankfully; contr. of شَكَرَ; (S;) and he denied, or disacknowledged, and concealed, or covered, the favour or benefit of God: (K:) God's favours or benefits are the signs which show to those who have discrimination that their Creator is one, without partner, and that He has sent apostles with miraculous signs and revealed scriptures and manifest proofs. (Az, TA.) وَلَا نَــكْفُــرُكَ, in the prayer [termed القُنُوتُ], means وَلَا نَــكْفُــرُ نِعْمَتَكَ [And we will not deny, or disacknowledge, thy favour; or we will not be ungrateful, or unthankful, for it]. (Msb.) [The verb when used in this sense, seems, from what has been said above, to be a حَقِيقَة عُرْفِيَّة, or word so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper.] b3: and hence, كَفَــرَ, inf. n. كُفْــرَانٌ, is used to signify [absolutely] He denied, or disacknowledged. (TA.) [See the act. part. n., below: and see 3. See also art. ف, p. 2322 a.] You say كَفَــرَ بِالصَّانِعِ He denied the Creator. (Msb.) b4: Hence also, (TA.) كَفَــرَ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. كُفُــرٌ, (S, Msb, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كَفْــرٌ (K) and كُفْــرَانٌ (Msb, K) and كُفُــورٌ, (K,) He disbelieved; he became an unbeliever, or infidel; contr. of آمَنَ, inf. n. إِيْمَانٌ. (S, K.) You say كَفَــرَ بِاللّٰهِ (S, Msb) He disbelieved in God: (S:) because he who does so conceals, or covers, the truth, and the favours of the liberal Dispenser of favours [who is God]. (MF.) [Also, as shown above, He denied God.] It is related in a trad. of 'Abd-El-Melik, that he wrote to El-Hajjáj, مَنْ أَقَرَّ بِالــكُفْــرِ فَخَلِّ سَبِيلَهُ, meaning, Whosoever confesses the unbelief of him who opposes the Benoo-Marwán, and goes forth against them, let him go his way. (TA.) See also كُفْــرٌ, below. b5: [He blasphemed: a signification very common in the present day.] b6: Also, كَفَــرَ بِكَذَا He declared himself to be clear, or quit, of such a thing. (Msb.) In this sense it is used in the Kur xiv. 27. (Msb, TA.) b7: And كَفَــرَ also signifies He was remiss, or fell short of his duty, with respect to the law, and neglected the gratitude or thankfulness to God which was incumbent on him. So in the Kur xxx. 43; as is shown by its being opposed to عَمِلَ صَالِحًا. (TA.) A2: كَفَــرَ لَهُ, inf. n. كَفْــرٌ: see 2.2 كفّــرهُ, inf. n. تَــكْفِــيرٌ: see 1, first signification, in three places.

A2: Hence, كَفَّــرَ الذَّنْبَ It (war in the cause of God [or the like]) covered, or concealed, the crime or sin: (Mgh:) (or expiated it: or annulled it; for] تــكفــير with respect to acts of disobedience is like إِحْبَاطٌ with respect to reward. (S, K.) The saying in the Kur [v. 70.] لَــكَفَّــرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ means, We would cover, or conceal, their sins, so that they should become as though they had not been: or it may mean, We would do away with their sins; as is indicated by another saying in the Kur [xi. 116,] “ good actions do away with sins. ” (El-Basáïr.) كَفَّــرَ اللّٰهُ عَنْهُ الذَّنْبَ signifies God effaced his sin. (Msb.) b2: And كَفَّــرَ عَنْ يَمِينِهِ [He expiated his oath;] he performed, (Msb,) or gave, (K,) what is termed كَفَّــارَة [i. e. a fast, or alms, for the expiation of his oath]: (Msb, K:) تَــكْفِــيرٌ of an oath is the doing what is incumbent, or obligatory, for the violation, or breaking, thereof: (S:) كَفَّــرَ يَمِينَهُ is a vulgar phrase. (Mgh.) A3: كَفَّــرَهُ as syn. with أَــكْفَــرَهُ: see 4.

A4: كَفَّــرَ لَهُ, inf. n. تَــكْفِــيرٌ, (A, Mgh, TA,) He did obeisance to him, lowering his head, or bowing, and bending himself, and putting his hand upon his breast: (Mgh:) or put his hand upon his breast and bent himself down to him: (TA:) or he made a sign of humbling himself to him; did obeisance to him: (A:) namely, an عِلْج [or unbeliever of the Persians or other foreigners] (A, Mgh) or a ذِمِّىّ [or free non- Muslim subject of a Muslim government, i. e., a Christian, a Jew, or a Sabian] (Mgh) to the king; (A, Mgh;) or a slave to his master, or to his دِهْقَان [or chief]: (TA:) and ↓ كَفَــرَ, [aor. ـُ accord. to the rule of of the K,] (TK,) inf. n. كَفْــرٌ, (K,) he (a Persian, فَارِسِىٌّ, K, and so in the L and other lexicons, but in the TS فَارِس, without ى, which is probably a mistake of copyists, TA) paid honour to his king, (K, TA,) by making a sing with his head, near to prostration: (TA:) تَــكْفِــيرٌ is a man's humbling himself to another, (S, K, TA,) bending himself, and lowering his head, nearly in the manner termed رُكُوعٌ; as one does when he desires to pay honour to his friend; (TA;) or as the عِلْج does to the دِهْقَان: (S:) and the تــكفــير of the people of the scriptures [or Christians and Jews, and Sabians] one's lowering his head to his friend, like the تَسْلِيم with the Muslims: or one's putting his hand, or his two hands, upon his breast: (TA:) and تــكفــير in prayer is the bending one's self much in the state of standing, before the action termed رُكُوعٌ; the doing of which was disapproved by Mohammad, accord. to a trad. (TA.) It is said in a trad., إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَآءَ تُــكَفِّــرُ كُلُّهَا لِلِّسَانِ When the son of Adam rises in the morning, verily all the members abase themselves to the tongue, (Mgh, TA,) and confess obedience to it, and humbly submit to its command. (TA.) b2: تَــكْفِــيرٌ also signifies The crowning a king with a crown, [because] when he, or it, is seen, obeisance is done to him (إِذَا رُئِىَ كُفِّــرَ لَهُ). (K.) b3: See also تَــكْفِــيرٌ below.3 كَافَرَنِى حَقِّى He denied, or disacknowledged, to me my right, or just claim. (A, Mgh, K.) Hence the saying of 'Ámir, إِذَا أَقَرَّ عِنْدَ القَاضِى

بِشَىْءٍ ثُمَّ كَافَرَ [When he confesses a thing in the presence of the Kádee, then denies, or disacknowledges: كَافَرَ being thus used in the sense of كَفَــرَ]. But as to the saying of Mohammad [the lawyer], رجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ [A man who owed to another a debt, and denied to him, in the case of it, for years], he seems to have made it imply the meaning of المُمَاطَلَة, and therefore to have made it trans. in the same manner as المماطلة is trans. (Mgh.) 4 اكفــرهُ, (S, A, Mgh, K,) and ↓ كفّــرهُ, (A, Mgh, Msb,) [the latter of which is the more common in the present day,] He called him a كَافِر [i. e. a disbeliever, an unbeliever, or an infidel]: (S, Mgh, K:) he attributed, or imputed to him, charged him with, or accused him of, disbelief, or infidelity: (S, A, Msb:) or he said to him كَفَــرْتَ [Thou hast become an unbeliever, or infidel, or Thou hast blasphemed: in this last sense, “ he said to him Thou hast blasphemed, ”

كفّــرهُ, to which alone it is assigned in the Msb, is very commonly used in the present day]. (Msb.) Hence the saying, لَا تُــكْفِــرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ Do not thou attribute or impute disbelief or infidelity to any one of the people of thy kibleh; (S, TA;) i. e., do not thou call any such a disbeliever, &c.; or do not thou make him such by thine assertion and thy saying. (TA.) لَا تُــكَفِّــرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ is not authorized by the relation, though it be allowable as a dial. form. (Mgh.) b2: [Also] أَــكْفَــرْتُهُ, inf. n. إِــكْفَــارٌ, I made him a disbeliever, an unbeliever, or an infidel; I compelled him to become a disbeliever, &c. (Msb.) And أَــكْفَــرَ فُلَانٌ صَاحِبَهُ Such a one compelled his companion by evil treatment to become disobedient after he had been obedient. (Mgh.) And أَــكْفَــرَ الرَّجُلُ مُطِيعَهُ The man compelled him who had obeyed him to disobey him: (T, TA:) or he made him to be under a necessity to disobey him. (TA.) A2: اكفــر He (a man, TA) kept, or confined himself, to the كَفْــر, (K,) i. e. قَرْيَة [town or village]; (TA;) as also ↓ اكتفر. (IAar, K.) 5 تــكفّــر بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. And تــكفّــر بِالثَّوْبِ He enveloped himself entirely with the garment. (A.) 8 إِكْتَفَرَ see 4, last signification.

كَفْــرٌ The darkness and blackness of night; [because it conceals things;] as also, sometimes, ↓ كِفْــرٌ. (S, K.) [See also كَافِرٌ.] See a verse cited voce ذُكَآءُ.

A2: Earth, or dust; because it conceals what is beneath it. (Lh.) A3: [Hence also] A grave, or sepulchre: (S, K:) pl. كُفُــورٌ. (S.) Whence the saying, أَللّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الــكُفُــورِ [O God, pardon the people of the graves]. (S.) A4: [And hence, perhaps,] A town, or village; [generally the latter;] syn. قَرْيَةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) a Syriac word, and mostly used by the people of Syria [and of Egypt]: or, accord. to El-Harbee, land that is far from men, by which no one passes: (TA:) pl. كُفُــورٌ: (S, Msb:) in the present day, it is applied in Egypt to any small قَرْيَة [or village] by the side of a great قَرْيَة [or town]: they say القَرْيَةُ الفُلَانِيَّةُ وَــكَفْــرُهَا [Such a town and its village]: and sometimes one قَرْيَة has a number of كُفُــور. (TA.) Hence the saying of Mo'áwiyeh, أَهْلُ الــكُفُــورِ هُمْ أَهْلُ القُبُورِ [The people of the villages are the people of the graves]; meaning, that they are as the dead; they do not see the great towns and the performance of the congregational prayers of Friday: (S, Mgh:) by الــكفــور he meant the villages (القُرَى) remote from the great towns and from the places where the people of science assemble, so that ignorance prevails among their inhabitants, and they are most quickly affected by innovations in religion and by natural desires which cause to err. (Az, TA.) Hence also the trad. (of Aboo-Hureyreh, TA), لَيُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْــرًا كَفْــرًا [The Greeks will assuredly expel you from them, town by town, or village by village]; (S, * TA;) i. e. from the فُرًى of Syria. (S, TA.) b2: كَفْــرٌ عَلَى كَفْــرٍ also signifies One upon another; or one part upon another. (TA.) كُفْــرٌ: see 1. [As a simple subst., Ingratitude, &c. b2: And particularly Denial, or disacknowledgment, of favours or benefits, and especially of those conferred by God: and disbelief, unbelief; infidelity.] It is of four kinds: كُفْــرُ إِنْكَارٍ the denial, or disacknowledgment, of God, with the heart and the tongue, having no knowledge of what is told one of the unity of God [&c.]: and كُفْــرُ جُحُودٍ the acknowledgment with the heart without confessing with the tongue: [or the disacknowledgment of God with the tongue while the heart acknowledges Him:] and كُفْــرُ المُعَانَدَةِ the knowledge of God with the heart, and confession with the tongue, with refusal to accept [the truth]: and كُفْــرُ النِّفَاقِ the confession with the tongue with disbelief in the heart: all of these are unpardonable: (L, TA:) the greatest كُفْــر is the denial, or disacknowledgment, of the unity [of God], or of the prophetic office [of Mohammad and others], or of the law of God. (El-Basáïr.) [Also, Blasphemy. Its pl., as a simple subst. in all these senses, is said to be كُفُــورٌ.]. Akh says, that كُفُــورًا [in the accus. case] in the Kur xvii. 101, [to which may be added v. 91 of the same ch., and xxv. 52,] is pl. of كُفْــرٌ, like as بُرُودٌ is pl. of بُرْدٌ. (S.) A2: Tar, or pitch, syn. قِيرٌ; with which ships are smeared; (K;) of which there are three sorts, كُفْــرٌ and قِيرٌ and زِفتٌ: كفــر is melted, and then ships are smeared with it: [whence, app., its name, from its being a covering:] زفت is used for smearing skins for wine, &c. (ISh.) كِفْــرٌ: see كَفْــرٌ.

كَفَــرٌ: see كَافُورٌ.

كَفْــرَةٌ: see كَافِرٌ.

كُفَــرَّى, and its variations: see كَافُورٌ.

كَفُــورٌ: see كافر.

كَفَّــارٌ: see كافر.

كَفَّــارَةٌ a subst. from تَــكْفِــيرُ اليَمِينِ, (S,) or an intensive epithet in which the quality of a subst. predominates; signifying [An expiation for a sin or crime or a violated oath;] an action, or a quality, which has the effect of effacing a wrong action or sin or crime; (TA;) that which covers, or conceals, sins or crimes; such as the كفّــارة of oaths [violated], and that of [the kind of divorce termed] ظِهَار, and of unintentional homicide; (T, TA;) an expiation (مَا كُفِّــرَ بِهِ), such as an alms-giving, and a fasting, and the like: (K:) pl. كَفَّــارَاتٌ. (T, TA.) كَافِرٌ A sower: (S, K:) or a tiller of the ground: (Msb:) because he covers over the seed with earth: (S, Msb: *) pl. كُفَّــارٌ. (S, TA.) The pl. is said by some to be thus used in the Kur lvii. 19. (TA.) b2: Dark clouds, or a dark cloud; (K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b3: Night: (K:) or intensely black night; because it conceals everything by its darkness. (S.) b4: The darkness; (K;) because it covers what is beneath it; (TA;) as also ↓ كَفْــرَةٌ, accord. to the copies of the K; but in the L, كَفْــرٌ, q. v. (TA.) b5: The sea; (S, A, K;) for the same reason. (TA.) Thaalabeh Ibn-So'eyr El-Mazinee says, (S, TA,) describing a male and a female ostrich and their returning to their eggs at sunset, (TA,) فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا

أَلْقَتْ ذُكَآءُ يَمِينَهَا فِى كَافِرِ [And they remembered goods placed side by side, after the sun had cast its right side into a sea]; i. e., the sun had begun to set: or the poet may mean [by كافر] night: (S, TA:) but Sgh says, that the right reading is تَذَكَّرَتْ; the pronoun referring to the female ostrich. (TA.) b6: Also, A great river: (S, K:) used in this sense by El-Mutalemmis: (S:) and a great valley. (K.) b7: [A man] staying, or abiding, [in a place,] and hiding himself. (TA.) [See an ex. voce عَرْشٌ.] b8: [A man] wearing arms; covered with arms: (Az, K:) as also ↓ مُــكَفِّــرٌ (A, K) and ↓ مُتَــكَفِّــرٌ (S, A) and ↓ مُــكَفَّــرٌ: (A:) or this last signifies bound fast in iron; (K, TA;) as though covered and concealed by it: (TA:) pl. of the first, كُفَّــارٌ. (K.) Hence the following, (K,) said by Mohammad during the pilgrimage of valediction, (TA,) لَا تَرْجِعُوا بِعْدِى كُفَّــارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ (K) [Do not ye become again, after me, i. e., after my death,] wearers of arms, preparing yourselves for fight, [one party of you smiting the necks of others;] as though he meant thereby to forbid war: (AM, TA:) or [do not ye become unbelievers, after me, &c.; i. e.,] do not ye call people unbelievers, and so become unbelievers [yourselves]. (AM, K, TA.) b9: A coat of mail; (Sgh, K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b10: One who has covered his coat of mail with a garment worn over it. (S.) b11: كَافِرُ الدُّرُوعِ A garment that is worn over the coat of mail. (A.) A2: One who denies, or disacknowledges, the favours or benefits of God: (K:) [ungrateful; unthankful; especially to God:] one who denies, or disacknowledges, the unity [of God], and the prophetic office [of Mohammad and others], and the law of God, altogether, accord. to the common conventional acceptation: a disbeliever; an unbeliever; an infidel; a miscreant; contr. of مُؤْمِنٌ: (El- Basáïr:) because he conceals the favours of God: (S:) or because his heart is covered; as though it were of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (IDrd, TA:) or because كُفْــر covers his heart altogether: (Lth, TA:) i. e. having a covering to his heart: or because, when God invites him to acknowledge his unity, He invites him to accept his favours; and when he refuses to do so, he covers the favour of God, excluding it from him: (Az, TA:) fem. with ة: (S, Msb, K:) pl. masc.

كَفَــرَةٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of كافر in the first of the senses explained above, (El-Basáïr,) and كُفَّــارٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of the same in the last of those senses, as contr. of مؤمن, (El-Basáïr,) and كِفَــارٌ (S, K) and كَافِرُونَ: (Msb:) and pl. fem.

كَوَافِرُ (S, Msb, K) and كَافِرَاتٌ: (Msb:) and ↓ رَجُلٌ كَفَّــارٌ, and ↓ كَفُــورٌ signify the same as كَافِرٌ: (K:) or كَفُــورٌ is an intensive epithet, meaning very ungrateful, or unthankful, [&c., especially to God]: so in the Kur xxii. 65, and xliii. 14: and كَفَّــارٌ has a more intensive signification than كَفُــورٌ, [meaning habitually ungrateful, &c.:] os in the Kur ا 23: but sometimes it is used in the sense of كَفُــورٌ; as in the Kur xiv. 37: (ElBasáïr:) ↓ كَفُــورٌ is fem. as well as masc.; (TA;) and its pl. is كُفُــرٌ, (K, * TA,) also both masc. and fem.; and it has no unbroken pl. (TA.) b2: Also, simply, Denying, or disacknowledging; a denier, or disacknowledger: followed byبِ before the thing denied: pl. كَافِرُونَ: (S, TA;) so in the Kur ii. 38, (TA,) and xxviii. 48. (S, TA.) b3: [Also, Blaspheming; a blasphemer.]

A3: See also كَافُورٌ.

كَافُورٌ The spathe, or envelope of the طَلْع [or spadix], (As, S, K, TA,) or upper covering thereof, (TA,) of a palm-tree; (As, S, K, TA;) the كِمّ of a palm-tree: (Mgh, Msb:) as also ↓ كُفَــرَّى, (S, Mgh, Msb,) with damm to the ك and fet-h to the ف and teshdeed to the ر, (Mgh, Msb,) or كُفُــرَّى, [so in the copies of the K, and so I have found it written in other works, so that both forms appear to be correct,] and كَفَــرَّى and كِفِــرَّى, (K, * TA,) and ↓ كَافِرٌ (AHn, K) and ↓ كَفَــرٌ: (K:) so called because it conceals what is within it: (Mgh, Msb:) or, accord. to AA and Fr, the طَلْع [by which they probably mean the spathe, for, as is said in the Mgh, it is applied by some to the كِمّ (or spathe) before it bursts open]: (S:) [↓ كفــرّى is sometimes masc., though more properly and commonly fem.:] IAar says, I heard Umm-Rabáh say.

هٰذِهِ كفــرّى and هٰذَا كفّــرى: (TA:) the pl. of كَافُورٌ is كَوَافِيرُ; and the pl. of كَافِرٌ is كَوَافِرُ. (TA.) b2: Also (tropical:) The زَمَع of the grape-vine; (K, TA;) i. e., the leaves which cover what is within them of the raceme; likened to the كافور of the طلع; (TA;) the كِمّ [or calyx] of the grapes, before the blossom comes forth; because they cover the unopened raceme; accord. to IF, as also ↓ كُفَــرَّى: (Msb:) pl. كَوَافِيرُ and كَوَافِرُ, accord. to the K; but it is well known that the former is pl. of كافور, and the latter of كافر. (TA.) b3: And, accord. to some, (assumed tropical:) The envelope [or calyx] of any plant. (TA.) A2: [Camphor;] a kind of perfume, (S, K,) well known, from certain trees [the laurus camphora of Linn.] in the mountains of the sea of India and China, which afford shadow to many people or creatures, (K,) by reason of its greatness and its many spreading branches, (TA,) which leopards or panthers frequent, and the wood of which is white and easily broken; the كافور is found within it, and is of various kinds, in colour red, and becoming white only by تَصْعِيد [or sublimation]. (K.) A3: Accord. to the M, A mixture of perfume, composed of the spathe (كافور) of the spadix of the palm-tree. (TA.) A4: A certain spring, or fountain, in paradise. (Fr. K.) So in the Kur [lxxvi. 5,] إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [Verily the pious shall drink a cup of wine whereof the mixture is Káfoor]. (Fr.) IDrd says, that it should be imperfectly decl., because it is a fem. [proper] name, determinate, of more than three letters; but it is made perfectly decl. for the conformity of the ends of the verses: Th says, that it is made perfectly decl. because it is used by way of comparison; and that if it were a [proper] name of the spring, or fountain, it would be imperfectly decl.: Th means, says ISd, whereof the mixture is like كافور [or camphor]: and Zj says, that it may mean that the taste of perfume and كافور is in it, or that it is mixed with كافور. (TA.) A5: A certain plant, (Lth, K,) [which I believe to he the same as the camphorata Monspeliensis, see my “ Thousand and One Nights, ”

ch. xxviii. note 6,] of sweet odour, (ISd, K,) the flower of which is (Lth, K) white, (Lth,) like the flower of the أُقْحُوَان [or camomile]. (Lth, K.) A6: IDrd says, I do not think the كافور is Arabic, because they sometimes say قَفُورٌ and قَافُورٌ. (TA.) أَــكْفَــرُ [More, or most, ungrateful or unthank-ful, especially to God; or disbelieving or unbelieving]. (TA.) تَــكْفِــيرٌ, as a subst., The crown of a king. (ISd, K.) مُــكْفَّــرٌ A bird covered with feathers. (A.) See also كَافِرٌ: and see مَــكْفُــورٌ.

A2: One who, though beneficent, is regarded, or treated, with ingratitude; (K;) a benefactor whose beneficence is not gratefully acknowledged. (A.) مُــكَفِّــرٌ: see كَافِرٌ.

رَمَادٌ مَــكْفُــورٌ Ashes upon which the wind has swept the dust so that it has covered them. (S.) See also مُــكَفَّــرٌ.

مُتَــكَفِّــرٌ: see كَافِرٌ.

كفــل كفــن كفــى See Supplement

كفف

(كفــف) الثَّوْب بالحرير وَغَيره عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفــافا

كفــف


كَفَّ(n. ac. كَفّ)
a. Hemmed.
b. Bandaged (foot).
c. Overfilled.
d. [acc. & 'An], Averted, turned from.
e. ['An], Abstained, desisted from.
f. [ & pass.

كُفَّ ]
a. Was dazzled, blinded.

كَاْفَفَa. see I (e)
تَــكَفَّــفَa. Stretched out the hand (beggar).

تَكَاْفَفَa. see I (e)
إِنْــكَفَــفَ
a. ['An], Abstained from; was prevented from.
b. Was hemmed.

إِسْتَــكْفَــفَa. see Vb. Coiled itself up (serpent).
c. Shaded his eyes with ( his hand ).
d. Stood (round), scrutinized.
كَفّ
(pl.
أَــكْفُــف
كُفُــوْف
27)
a. Hand; palm ( of the hand ).
b. [ coll. ], Glove.
كَفِّــيَّة
a. [ coll. ], Shawl.
كِفَّــة
(pl.
كِفَــف كِفَــاْف)
a. Hollow ( of the hand ).
b. Scale ( of a balance ).
c. Hollow, cavity.
d. Anything round.
e. [art.], Libra, the Balance ( sign of the Zodiac).
f. Hunter's net.

كُفَّــة
(pl.
كُفَــف كِفَــاْف)
a. Hem; seam; edge, border.
b. Multitude.
c. see 2t (f)
كَفَــفa. see 22 (a)
كِفَــفa. Socket ( of the eye ).
كَاْفِف
(pl.
كَفَــفَة)
a. Hemming; hemmer, stitcher.

كَفَــاْفa. Sufficiency; sustenance.
b. Equal, fellow.

كِفَــاْفa. Hem; edge ( of the sword ); best part of.

كِفَــاْفَةa. Hemming.

كَفِــيْف
a. [ coll. ], Blind.
N. P.
كَفــڤفَa. Hemmed, stitched.
b. Repelled.
c. (pl.
مَكَاْفِيْفُ) [ coll. ]
see 25
مُكَافَّة
a. Truce, armistice.

المُسْتَــكِفَّــات
a. The eyes.

كَافَّةً
a. All; altogether, entirely.
(ك ف ف) : (الْــكَفُّ) مَصْدَرُ كَفَّــهُ إذَا مَنَعَهُ وَــكَفَّ بِنَفْسِهِ امْتَنَعَ وَأُرِيدَ بِــكَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ الْقَبْضُ وَالضَّمُّ وَأَنْ يَرْفَعَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَوْ مِنْ خَلْفِهِ إذَا أَرَادَ السُّجُودَ وَعَنْ بَعْضِهِمْ الِائْتِزَارُ فَوْقَ الْقَمِيصِ مِنْ الْــكَفِّ (وَقَوْلُهُ) الْعِدَّةُ فَرْضُ (كَفَّ) أَيْ امْتِنَاعٍ عَنْ التَّبَرُّجِ وَالتَّزَوُّجِ كَالصَّوْمِ فَإِنَّهُ كَفَّ عَنْ الْمُفْطِرَاتِ (وَمِنْهُ) الْمُكَافَّةُ الْمُحَاجَزَةُ لِأَنَّهَا كَفَّ عَنْ الْقِتَالِ (وَــكَفَّ) الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ خَاطَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي قَمِيصِ الْمَيِّتِ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُقَطَّعَ مُدَوَّرًا وَلَا يُــكَفَّ (وَــكِفَــافَةٌ) مَوْضِعُ الْــكَفِّ مِنْهُ وَذَلِكَ فِي مَوَاصِلِ الْبَدَنِ وَالدَّخَارِيصِ أَوْ حَاشِيَةِ الذَّيْلِ (وَثَوْبٌ مُــكَفَّــفٌ) كُفَّ جَيْبُهُ وَأَطْرَافُ كُمَّيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ الدِّيبَاجِ (وَاسْتَــكَفَّ النَّاسَ) وَتَــكَفَّــفَهُمْ (مَدَّ إلَيْهِمْ) كَفَّــهُ يَسْأَلُهُمْ (وَمِنْهُ) «إنَّكَ إنْ تَتْرُكْ أَوْلَادَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَــكَفَّــفُونَ النَّاسَ» وَمَأْخَذُهُ مِنْ الْــكِفَــايَةِ خَطَأٌ (وَــكِفَّــةُ الْمِيزَانِ) مَعْرُوفَةٌ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ الْــكِفَّــةُ بِالْــكِفَّــةِ» عِبَارَةٌ عَنْ الْمُسَاوَاةِ فِي الْمُوَازَنَةِ.
ك ف ف

كفــفته عن الشرّ فــكفّ عنه، فهو كافٌ ومــكفــوف. وهو يــكفكف دمعه: يمسحه مرةً بعد مرةً ليردّه. وصافّوهم ولافوهم، ثم كافوهم؛ أي حاجروهم، وتكافّوا: تحاجزوا. وعنده كفــاف من العيش. ما كفّ عن الناس أي أغنى. ونفقته الــكفــاف وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كفــافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كفــاف: تــكفّ عني وأكف عنك. قال رؤبة:

فليت حظّي من نداك الضّافي ... والنفع أن تتركني كفــاف

واستــكف الناس وتــكفّــفهم: مدّ إليهم كفّــه يسألهم. وفلان يستــكفّ الأبواب ويتــكفّــفها. واستــكف الناس حواليه. أحقدوا به. واستــكفّ الشيء: استدار كأنه كفّــةٌ. واستــكفّــت الحيّة: ترحّت. وأنشدت قريبة أم البهلول:

ومقطوعة قطع الرّحى مستديرة ... تعض بأضراس وليس لها فم

أراد السّعدانة وثمرتها مستديرة ولها شوك حداد كالإبر. واستــكفّ الرمل: استمسك. قال النابغة:

بات بحقف من البقّار يحفره ... إذا استــكفّ قليلاً تربه انهدما

واستــكفّ الناظر: وضع يده على حاجبه، وعين مستــكفّــة. ولقيته كفّــةً كفّــةً " وأضيق من كفّــة الحابل " ووشمت كفّــها كفــفاً: دارات. وهذه كفّــة الرمل، وكفّــة الثوب وهي طرّته المستطيلة. وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الثقلين كافة. وثوب مــكفــف: له كفــائف ديباج يــكفّ بها جيبه وأطراف كميّه. قال طفيل:

تظل رياح الصيف تنسج بينه ... وبين قميص الرازقيّ المــكفّــف

يعني لا يلزق به قميصه من خمصه.

ومن المجاز: هو مــكفــوف، وهم مكافيف، وكفّ بصره. وفلان لحمه كفــاف لأديمه إذا ملأ جلده. قال النمر:

فضول أراها في أديمي بعد ما ... يكون كفــاف اللحم أو هو أجمل

وفي الحديث " إن بيننا وبينكم عيبةً مــكفــوفةً ": مشرجة. وكفّ الرجل عيابه. وجثته في كفّــة الليل: في أوله. قال البعيث:

تخونتها بالنّص حتى كأنها ... هلال يوافي كفّــة الليل واضح

وطار البرق في كفــاف السحاب: في نواحيه.
[كفــف] الــكَفُّ: واحدة الأكُفِّ. وقولهم: لقيته كَفَّــةَ كَفَّــةَ، بفتح الكاف، أي كفــاحاً، وذلك إذا استقبلتَه مواجَهة. وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر. وكفــة القميص، بالضم: ما استدار حولَ الذَيل. وكان الأصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفَّــةٌ بالضم، نحو كُفَّــةِ الثوبِ وهي حاشيته، وكُفَّــةُ الرملِ وجمعه كِفــافٌ. وكلُّ ما استدار فهو كِفَّــةٌ بالكسر، نحو كِفَّــةِ الميزان، وكِفَّــةِ الصائد وهى حبالته. وكفــة اللثة، وهي ما انحدر منها. قال: ويقال أيضاً كَفَّــةُ الميزان بالفتح، والجمع كفــف. والــكفــف. والــكفــف في الوشم: دارات تكون فيه. وكفــاف الشئ: حتارُهُ . والكافَّة : الجميع من الناس. يقال: لقيتهم كافَّة، أي كلّهم. وأمَّا قول ابن رواحة الأنصاريّ رضي الله عنه: فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنَّما خفَّفه ضرورة، لأنَّه لا يصح الجمع بين الساكنين في حشو البيت. وكذلك قول الآخر: جزى الله الرواب جزاء سوء وألبسهن من برص قميصا وهو جمع رابة. ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتَّى تكاد تذهب: هو كافٌّ. والناقةُ كافٌّ أيضاً. وقد كَفَّــتِ الناقةُ تــكفُّ كُفــوفاً. وكَفَــفْتُ الثوبَ، أي خِطتُ حاشيته، وهي الخياطة الثانية بعد الشَلِّ . وعَيْبَةُ مَــكْفــوفَةٌ، أي مُشْرَجَةً مشدودةٌ. والمَــكْفــوفُ: الضرير، والجمع المَكافيفُ. وقد كُفَّ بصره وكف بصره أيضا، عن ابن الاعرابي. وكفــفت الرجل عن الشئ فــكف، يتعدى ولا يتعدَّى، والمصدر واحد. وكَفــافُ الشئ بالفتح: مثله وقيسه. والــكفــاف أيضاً من الرزق: القوتُ، وهو ما كَفَّ عن الناس أي أغنى. وفي الحديث: " اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ كفــافا ". واسْتَــكْفَــفْتُ الشئ: استوضحته، وهو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظلُّ من الشمسن تنظر إلى الشئ هل تراه. واسْتَــكَفَّ وتَــكَفَّــفَ بمعنًى، وهو أن يمد كفــه يسأل الناس. يقال: فلان يتــكفــف الناس. قال الفراء: استــكف القوم حول الشئ، أي أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه قول ابن مُقْبل: إذا رَمَقْته من مَعَدٍّ عِمارَةٌ بَدا والعيون المستــكفــة تلمح وكفكفــت الرجل مثل كفــفته. ومنه قول أبي زُبَيد: أَلَمْ ترَني سَكَّنْتُ إِلِّي لإِلِّكُمْ وكَفْكَفْــتُ عنكم أكلبي وهى عقر وقول الشاعر: نجوس عمارة ونــكف أخرى لنا حتى يجاوزها دليل يقول: نطأ قبيلة ونتخللها، ونــكف أخرى، أي نأخذ في كفــتها - وهى ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
(كفــف) - في حديث الزبير - رضي الله عنه -: "فتَلَقّاه رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلّم -: كَفَّــةَ كَفَّــةَ"
: أي مُوَاجَهةً، وكذلك: كِفَّــةً كِفَّــةً، وكِفَّــةً بِــكِفَّــةٍ، ولــكِفَــةٍ، وعن كِفَّــةٍ: أي مُتكافِّين، كأنّ كُلَّ واحدٍ منهما كَفَّ صَاحِبَه عن مُجاوَزَتِه إلى غَيْره .
- في حديث عطَاء: "الــكِفَّــة والشَّبَكَة أمْرُهما واحد"
قال الأَصمعىُّ: حِبالَةُ الصَّائدِ يعني بالكَسْرِ.
وقال الجَبَّان: الــكُفَّــة: ما يُصادُ بها الظِّبَاء ونحوها كَالطَّوق.
وَجدتُه بضَمّ الكاف. وقال أيضًا: كلُّ مُستَطِيل كُفّــةٌ.
يَعنى بالضَّمِّ. وكُلُّ مُستَديرٍ كِفَّــة يَعنى بالكَسر.
- في الحديث: "المُنْفِق على الخَيْلِ كَالمُسْتَــكِفّ بالصَّدَقَةِ"
: أي الباسِطِ يدَه يُعْطِيها.
من قولهم: اسْتَــكَفَّ به الناسُ؛ إذا أَحْدَقُوا به، واستَــكفُّــوا: دنا بعَضُهم مِن بَعْض. عن أبي عمرو: استــكفَّ الشّىءُ: اجتَمع، واستــكَفّــوا حَولَ الشيء ينظرُون إليه .
- وفي حديث آخَر: "يَتَصَدَّق بجَمِيع مالِه، ثم يَقعُد يَستَــكِفُّ النّاسَ "
: أي يَبْسُط يَدهُ طَالِباً مُتعرِّضًا للصَّدَقَةِ سائِلًا.
وتَــكفَّــفَ واستَــكَفَّ: أَخذَ بِبَطن كَفِّــه، أو سأل كفَّــاكَفًّــا من الطَّعام؛ أي ما يَــكُفُّ الجَوْعَة.
- في حديث الحَسَن لصَاحِب الجرَاحة: "كُفَّــه "
وفي رِوَاية: "اكْفُــفْهُ بِخِرْقَةٍ"
: أي اجْعَلْهَا حَوْلَهُ حِجاباً عن حَوالَيْهِ.
قال امرؤ القَيْس:
... وكُفَّ بأَجْذَالِ *
: أي أُحِيط الجَمْر بأَجذالِ الشَّجَر خيفَةَ ذهاب الرّيح به.
- وفي الحديث: "أُمِرْت ألَّا أكُفَّ شَعَرًا ولا ثَوبًا" : يَعْني في الصَّلاة، ويحتمل أن يكون بمعنى المَنْع: أي لا أمْنعُها من الاسْتِرسالِ حالَ السُّجُود، لِيقَعَا على الأرض، ويُحْتمَل أن يكون بمعنى الجَمْع: أي لَا يَجْمَعُهما فيَسجُد عليهما - وفي الحديث: "لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُــكفَّــف بالحَرِيرِ"
: أي الذي اتُّخِذَ جَيْبُه منه، أو كان لذَيْلِه وأَكمامِه كَفَــافٌ منه.
وكُفَّــةُ كلِّ شيءٍ: طُرَّتُه وحاشِيَتُه.
- في حديث عمر: "ليتَنِى نَجوتُ كَفــافاً "
: أي تَــكُفَّ عَنِّى وأَــكَفّ عنها، لا تَنَالُ مِنّى ولا أَنالُ منها، ونَصبَه على الحالِ؛ وقد تُبْنَى على الكَسْرِ.
ك ف ف : الْــكَفُّ مِنْ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ أُنْثَى قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَزَعَمَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ أَنَّ الْــكَفَّ مُذَكَّرٌ وَلَا يَعْرِفُ تَذْكِيرَهَا مَنْ يُوثَقُ بِعِلْمِهِ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ كَفٌّ مُخَضَّبٌ فَعَلَى مَعْنَى سَاعِدٍ مُخَضَّبٍ وَجَمْعُهَا كُفُــوفٌ وَأَــكُفٌّ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْــكَفُّ الرَّاحَةُ مَعَ الْأَصَابِعِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا
تَــكُفُّ الْأَذَى عَنْ الْبَدَنِ وَتَــكَفَّــفَ الرَّجُلُ النَّاسَ وَاسْتَــكَفَّــهُمْ مَدَّ كَفَّــهُ إلَيْهِمْ بِالْمَسْأَلَةِ وَقِيلَ أَخَذَ الشَّيْءَ بِــكَفِّــهِ.

وَــكَفَّ عَنْ الشَّيْءِ كَفًّــا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَرَكَهُ وَــكَفَــفْتُهُ كَفًّــا مَنَعْتُهُ فَــكَفَّ هُوَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَــكِفَّــةُ الْمِيزَانِ بِالْكَسْرِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ وَأَمَّا الْــكِفَّــةُ لِغَيْرِ الْمِيزَانِ فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ كُلُّ مُسْتَدِيرٍ فَهُوَ بِالْكَسْرِ نَحْوُ كِفَّــةُ اللِّثَةِ وَهُوَ مَا انْحَدَرَ مِنْهَا.

وَــكِفَّــةُ الصَّائِدِ وَهِيَ حِبَالَتُهُ وَكُلُّ مُسْتَطِيلٍ فَهُوَ بِالضَّمِّ نَحْوُ كُفَّــةِ الثَّوْبِ وَهِيَ حَاشِيَتُهُ وَــكُفَّــةُ الرَّمْلِ وَــكَفَّ الْخَيَّاطُ الثَّوْبَ كَفًّــا خَاطَهُ الْخِيَاطَةَ الثَّانِيَةَ وَقُوتُهُ كَفَــافٌ بِالْفَتْحِ أَيْ مِقْدَارُ حَاجَتِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نَقْصٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَــكُفُّ عَنْ سُؤَالِ النَّاسِ وَيُغْنِي عَنْهُمْ.

وَــكُفَّ بَصَرُهُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا عَمِيَ فَهُوَ مَــكْفُــوفٌ.

وَجَاءَ النَّاسُ كَافَّةً قِيلَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ نَصْبًا لَازِمًا لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا كَذَلِكَ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] أَيْ إلَّا لِلنَّاسِ جَمِيعًا.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ نُصِبَتْ لِأَنَّهَا فِي مَذْهَبِ الْمَصْدَرِ وَلِذَلِكَ لَمْ تُدْخِلْ الْعَرَبُ فِيهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِأَنَّهَا آخِرٌ لِكَلَامٍ مَعَ مَعْنَى الْمَصْدَرِ وَهِيَ فِي مَذْهَبِ قَوْلِكَ قَامُوا مَعًا وَقَامُوا جَمِيعًا فَلَا يُدْخِلُونَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى مَعًا وَجَمِيعًا إذَا كَانَتْ بِمَعْنَاهَا أَيْضًا.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا كَافَّةً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ كَمَا لَوْ قُلْتَ قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ عَامَّةً أَوْ خَاصَّةً لَا يُثَنَّى ذَلِكَ وَلَا يُجْمَعُ. 
(ك ف ف)

كف الشَّيْء يــكفــه كفــاًّ: جمعه، وَفِي حَدِيث الْحسن: " أَن رجلا كَانَت بِهِ جِرَاحَة فَسَأَلَهُ: كَيفَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: كَفــه بِخرقَة " أَي: اجمعها حوله.

والــكف: الْيَد، أُنْثَى، وَأما قَول الْأَعْشَى: أرى رجلا مِنْهُم اسيفا كَأَنَّمَا ... يضم إِلَى كشحيه كفــاًّ مخضبا

فَإِنَّهُ أَرَادَ الساعد، فَذكر، وَقيل: إِنَّمَا أَرَادَ الْعُضْو وَقيل: هُوَ حَال من ضمير " يضم " أَو من هَاء " كشحيه ".

وَالْجمع: أكف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يجاوزوا هَذَا الْمِثَال، وَحكى غَيره: كفــوف، قَالَ أَبُو عمَارَة ابْن أبي طرفَة الْهُذلِيّ يَدْعُو الله عز وَجل:

فصل جناحي بَابي لطيف ... حَتَّى يــكف الزَّحْف بالزحوف

بِكُل لين صارم رهيف ... وذابل يلذ بالــكفــوف

أَبُو لطيف: يَعْنِي: اخاه، وَكَانَ اصغر مِنْهُ.

وللصقر وَغَيره من جوارح الطير: كفــان فِي رجلَيْهِ، وللسبع: كفــان فِي يَدَيْهِ، لِأَنَّهُ يــكف بهما على مَا اخذه.

والــكف الخضيب: نجم.

وكف الْكَلْب: عشبة من الْأَحْرَار، وَسَيَأْتِي ذكرهَا.

واستــكف عينه: وضع كَفــه عَلَيْهَا فِي الشَّمْس بِنَظَر هَل يرى شَيْئا. قَالَ ابْن مقبل:

خُرُوج من الغمى إِذا صك صَكَّة ... بدا والعيون المستــكفــة تلمح

واستــكف السَّائِل: بسط كَفــه.

وتــكفــف الشَّيْء: طلبه بــكفــه.

وتــكفــفه: اخذه بــكفــه، وَفِي الحَدِيث: " أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام كَأَن ظلة تنطف عسلاً وَسمنًا وَكَأن النَّاس يتــكفــفونه " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين. وَالِاسْم مِنْهُمَا: الــكفــف.

ولقيته كفــة، كفــة كفــةٍ، على الْإِضَافَة: أَي فجاءة مُوَاجهَة قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالدَّلِيل على أَن الآخر مجرور أَن يُونُس زعم أَن رؤبة كَانَ يَقُول: لَقيته كفــة لــكفــة، أَو كفــة عَن كفــة، وَإِنَّمَا جعل هَذَا هَكَذَا فِي الظّرْف وَالْحَال، لِأَن أصل هَذَا الْكَلَام أَن يكون ظرفا أَو حَالا.

وكف الرجل عَن الْأَمر يــكفــه كفــا، وكفكفــه فَــكف، واكتف، وتــكفــف.

واستــكف الرجلُ الرجلَ: من الْــكَفّ عَن الشَّيْء.

وتــكفــف دمعه: ارْتَدَّ، وكفكفــه.

وكف بَصَره كفــا: ذهب.

وبعير كَاف: أكلت أَسْنَانه وَقصرت من الْكبر، وَالْأُنْثَى: بِغَيْر هَاء.

والــكف فِي الْعرُوض: حذف السَّابِع من الْجُزْء، نَحْو حذفك النُّون من " مفاعيلن " حَتَّى تصير " مفاعيل " وَمن " فاعلاتن " حَتَّى تصير " فاعلات " وَكَذَلِكَ: كل مَا حذف سابعه، على التَّشْبِيه بــكفــة الْقَمِيص الَّتِي تكون فِي طرف ذيله، هَذَا قَول ابْن إِسْحَاق.

والــكفــة: كل شَيْء مستدير، كدارة الوشم، وعود الدُّف، وحبالة الصَّائِد.

وَالْجمع: كفــف، وكفــاف.

وكفــة الْمِيزَان، الْكسر فيهمَا اشهر، وَقد حكى فيهمَا الْفَتْح، وأباها بَعضهم.

والــكفــة: كل شَيْء مستطيل كــكفــة الرمل وَالشَّجر.

وكفــة اللثة: وَهِي مَا سَالَ مِنْهَا على الضرس.

وكفــة كل شَيْء: حَاشِيَته وأطرته.

وكفــة الثَّوْب: طرته الَّتِي لَا هدب فِيهَا.

وَجمع كل ذَلِك: كفــف، وكفــاف.

وَقد كف الثَّوْب يــكفــه كفــاًّ: تَركه بِلَا هدب.

والــكفــاف من الثَّوْب: مَوضِع الْــكَفّ.

وكل مضم شَيْء: كفــافه، وَمِنْه: كفــاف الْأذن وَالظفر والدبر.

والــكفــة: مَا يصاد بِهِ الظباء يَجْعَل كالطوق.

وكفــة السَّحَاب: ناحيته.

وكفــاف السَّحَاب اسافله، وَالْجمع: أكفــة. والــكفــاف: الحوقة والوترة.

واستــكفــوه: صَارُوا حواليه.

والمستــكف: المستدير، كالــكفــة.

والــكفــف: كالــكفــف، وَخص بِهِ بَعضهم الوشم.

والــكفــف: النقر الَّتِي فِيهَا الْعُيُون، وَقَول حميد:

ظللنا إِلَى كَهْف وظلت رحالنا ... إِلَى مستــكفــات لَهُنَّ غرُوب

قيل: أَرَادَ بالمستــكفــات: الاعين، لِأَنَّهَا فِي كفــف وَقيل: أَرَادَ: الْإِبِل المجتمعة، وَقيل: أَرَادَ شَجرا قد استــكف بَعْضهَا إِلَى بعض، وَقَوله: " لَهُنَّ غرُوب " أَي: ظلال.

والكافة: الْجَمَاعَة.

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

نحوس عمَارَة ونــكف أُخْرَى ... لنا حَتَّى يجاوزها دَلِيل

رام تَفْسِيرهَا فَقَالَ: " نــكف ": ناخذ فِي كفــاف أُخْرَى، وَهَذَا لَيْسَ بتفسير، لِأَنَّهُ لم يُفَسر الــكفــاف.

والــكف: الرجلة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، يَعْنِي بِهِ: البقلة الحمقاء.
[كفــف] نه: فيه: كأنما يضعها في "كف" الرحمن، هو كناية عن محل قبول الصدقة، وغلا فلاله ولا جارحة. ومنه ح عمر: إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة "بــكف" واحد، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. وح: يتصدق بجميع ماله ثم يقعد "يستــكف" الناس، استــكف وتــكفــف- إذا أخذ بباطن كفــه أو سأل كفــا من طعام أو ما يــكف الجوع. وح: عالة "يتــكفــفون" الناس، أي يمدونن: ثلاث "أكف"، أي حفنات ملأ الــكفــين، وفيه استحباب التثليث في الغسل، خلافًا لبعض. ك: الفي قميص "يــكف" أو "لا يــكف"- بضم ياء وفتح كاف وتشديد فاء، أي خيطت حاشيته أو لم تخط، لأن الــكفــة: الحاشية، وعند بعض: بفتح ياء وضم كاف، أو معناه: يترك قميص الصالح للميت، سواء كان يــكف عن الميت العذاب أو لا يــكف، وعند بعضك بفتح ياء وسكون كاف على سقوط الياء من آخره من الكاتب، أي طويلًا كان القميص أو قصيرًا، والأول أولى. وح: "كفــوا" صبيانكم، أي امنعوهم من الخروج حذرًا من أذى الشيطان، فإنهم أعطوا قوة عليه عند جنح الليل، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن الاحتراز عن التعرض للفتنة أحزم، على أن الاحتراس لا يرد قدرًا ولكن ليبلغ الناس عذرهم، ولئلا ينسب له إلى لوم نفسه في التقصير. وح: ألا تثبت "فــكف"، أي توقف أو كف نفسه، يتعدى ولا يتعدى. وح: من استطاع أن لا يحال من الجنة بملأ "كف" من دم، وهو عبارة عن مقدار إنسان واحد، أي من قدر أن لا يجعل قتل النفس حائلًا دونه من الجنة فليفعل. ن: وفرجين "مــكفــوفين"، أي رأيت فرجيها مــكفــوفين أي جعل لهما كفــة، وهو ما يــكف به جوانبها ويعطف عليها، ويكون في الفرجين والــكفــين والكمين. ط: وفرجيها "مــكفــوفين" بالديباج، أي رأيت شقيها من خلف وقدام مــكفــوفين، أي خيط شقاها به. ن: وهو "كاف"، أي يمنعها الإسراع. وح: اجعل ذهبك في "كفــة"- بكسر كاف. غ: "استــكف" الحية، ترخت.
كفــف
كفَّ1 كَفَــفْتُ، يَــكُفّ، اكْفُــفْ/ كُفَّ، كَفًّــا، فهو كفــيف
كفَّ بَصرُهُ: ذهب، عَمِيَ "فلان كفــيفُ البَصَر- كفَّ بصرُه من مرض في عينيه". 

كَفَّ2/ كَفَّ عن كَفَــفْتُ، يَــكُفّ، اكْفُــفْ/ كُفَّ، كَفًّــا، فهو كافّ، والمفعول مَــكْفــوف (للمتعدِّي)
كفَّ الثّوبَ: جعل له حاشية، أو خاط حاشيتَه خياطة ثانية بعد الشَّلّ.
كفَّ اللهُ أذاه: ردَّه، صرَفه، منَعه " {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَــكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} - {عَسَى اللهُ أَنْ يَــكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَــرُوا} ".
كفَّ اللهُ بصرَه: أعماه "جمعيّة المــكفــوفين".
كفَّــه عن الكلام: منعه وصرفه.
كفَّ عن الكلام: امتنع عنه "كفَّ عن الأذَى- لا يَــكفُّ عن الحَرَكة". 

كُفَّ يُــكَفّ، كَفًّــا، والمفعول كَفــيف ومــكفــوف
كُفَّ بَصرُهُ: كَفَّ؛ فقد حاسّةَ الإبصار. 

استــكفَّ يستــكفّ، اسْتَــكْفِــفْ/ اسْتَــكِفَّ، استــكفــافًا، فهو مُسْتــكِفّ، والمفعول مُسْتــكَفّ
• استــكفَّ فلانًا عن الشَّيءِ: طلَب منه أن يــكُفّ عنه. 

انــكفَّ عن ينــكفّ، انْــكَفِــفْ/ انْــكَفَّ، انــكفــافًا، فهو مُنــكفّ، والمفعول مُنــكفّ عنه
• انــكفَّ عن الأمر: كفّ؛ رجَع عنه وامتنع. 

تكافَّ عن يتكافّ، تَكافَفْ/ تَكافَّ، تكافًّا، فهو مُتَكَافّ، والمفعول مُتكافّ عنه
• تكافَّ القومُ عن الأمر: امتنعوا، كفَّ بعضُهم بعضًا. 

تــكفَّــفَ يتــكفَّــف، تــكفُّــفًا، فهو مُتــكفِّــف، والمفعول مُتــكفَّــف (للمتعدِّي)
• تــكفَّــف الدَّمعُ: تجفَّف وارتَدَّ.
• تــكفَّــف السَّائلُ: بسَط كفّــه للتَّسوُّل والشِّحاذة.
• تــكفَّــف النَّاسَ: مدَّ كفّــه إليهم ليعطوه ما يــكفّ به جوعه. 

كفَّــفَ يــكفِّــف، تــكفــيفًا، فهو مُــكفِّــف، والمفعول مُــكفَّــف
كفَّــف الثوبَ بالحرير ونحوَه: كفَّــه؛ عمل على ذَيله وأكمامه وجَيْبه كِفــافًا أو حواشي. 

كافّة [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كَفَّ2/ كَفَّ عن: والتاء للمبالغة؛ مانع " {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ}: إلاّ كافًّا لهم عمّا هم فيه من الــكفــر".
2 - مؤنَّث كافّ.
3 - عامة؛ جميعًا وهي نكرة منصوبة على الحال، وأجاز مجمع اللّغة
 المصري تعريفها "أوصى بأمواله كافَّة للفقراء: كامِلة، كُلّها- حلّ مقبول من كافَّة الأطراف المعنيّة- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} - {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} ". 

كَفــاف [مفرد]
• الــكَفــاف من الرِّزق: ما كان قدْر الحاجة دون زيادة أو نُقصان، أي: ما كفّ عن النَّاس وأغنى "يعيش على الــكَفــاف- ليتني أخرج من هذا كفــافًا: لا لي ولا عليّ- اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَــافًا [حديث] ". 

كَفّ [مفرد]: ج أكُفّ (لغير المصدر) وكفــوف (لغير المصدر):
1 - مصدر كُفَّ وكفَّ1 وكَفَّ2/ كَفَّ عن.
2 - راحة اليد مع الأصابع "باطن الــكفّ- إذا العِبء الثقيل توزَّعتهُ ... أكفّ القوم خفّ على الرقابِ- {كَبَاسِطِ كَفَّــيْهِ إِلَى الْمَاءِ} - {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّــيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: كناية عن الندم والتحسُّر" ° استدرّ الأَــكُفّ: طلب المساعدةَ- ضرَب كفًّــا بــكفّ: أبدى دهشته، وحيرته، وندمه- على كفــوف الرَّاحة: مرتاح- في كفّ القدَر- ندِيّ الــكفّ: يدلُّ على الكرم والسَّخاء والغِنى والسَّعة- وضَع حياتَه على كفِّــه: خاطر، غامر، جازف- يابِسُ الــكفّ: شحيح، بخيل.
3 - (عر) إسقاط الحرف السابع الساكن، كحذف النون من مفاعيلن وفاعلاتن.
• الــكَفّ الرَّجعيّ: (نف) النِّسيان الجزئيّ أو الكلِّيّ لما كان الإنسانُ قد تعلَّمه سابقًا، وهو ينتج عن حادث لاحق.
كفّ الدُّبّ: (نت) نبات من القُوَيسة مِسْكيّ العَرف، أزهاره ورديّة اللون.
كفّ مريمَ: (نت) جنبة طبيّة مُعَمَّرة.
كفّ النَّسر: (نت) نبات طبِّيّ يُستعمل في علاج الطّحال.
• قراءة الــكفّ: العرافة الوهميَّة بفحص أسارير الــكفّ

كَفَّــة/ كِفَّــة [مفرد]: ج كفّــات وكِفــاف وكِفَــف
كِفَّــة الميزان: ما يُجعَل فيها الموزون، أو ما يُوزن به عند الوزن، وللميزان كِفّــتان غالبًا، أو كِفّــة ° رجَحت كِفّــته: فاق غيرَه في الأهميّة والقيمة. 

كَفِّــيّات [جمع]
كَفِّــيَّات القدم: (حن) رتبة من الطّيور، فيها أربع رُتَيْبَات هي: طويلات الرِّيش ومنها القَطْرَس، وشاملات الــكفــوف ومنها البجع، وصُفَيْحيّات المناقير ومنها الوزيّات والبطيّات والنحاميّات، وعديمات الرّيش ومنها البطريق. 

كَفــيف [مفرد]: ج أكِفّــاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَّ1.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كُفَّ: أعمى، ضرير. 

مــكفــوف [مفرد]: ج مــكفــوفون ومكافِيفُ، مؤ مــكفــوفة، ج مؤ مــكفــوفات ومكافِيفُ:
1 - اسم مفعول من كُفَّ وكَفَّ2/ كَفَّ عن: "نجح التلميذ المــكفــوف بتفُوق- ثوب مــكفــوف".
2 - كفــيف ° اتِّحاد المــكفــوفين: منظمة ترعى المــكفــوفين في جميع الميادين كالصحَّة والتعليم. 
كفــف
الــكَفُّ: واحدةُ الــكُفِّ والــكُفُــوْفِ؛ والــكُفِّ - بالضم - وهذه عن ابن عبّاد. وقال ابن دريد: كَفُّ الطائر أيضاً.
وذو الــكَفَّــيْنِ: اسم صنم كان لِدَوس، وقال ابن الكلبي: ثم لمُنْهِب بن دَوْس، فلما أسلموا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيَّ فَحرَّقه، وهو الذي يقول:
يا ذا الــكَفَّــيْنِ لَسْتُ من عُبّادِكا ... مِيْلادُنا أكْبَرُ من مِيْلادِكا
أنا حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤادِكا
هكذا يروى، واستقامة الوزن أن تجعل " يا " خَزْماً فيبقة مفْعُولُنْ بدل مًُسْتَفعِلُنْ، أو تُخفَّف الفاء.
وذو الــكفَّــين: سيف نهار بن جُلَف، قالت أُختُ نَهارٍ:
اضْرِبْ بذِي الــكَفَّــيْنِ مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأنّي لكَ في المَأْتَمِ وذو الــكَفَّــين: سيف عبد الله بن أصْرَمَ بن شُعَيْثَةَ، وكان وَفَدَ على كِسْرى فسلَّحه بسيفين يقال لهما: إسْطامٌ وذو الــكفَّــيْنِ، فَشَهد يزيد بن عبد الله حرْبَ الجمَلِ مع عائشة - رضي الله عنها - فجعل يضْرِب بالسيفين ويقول:
أضْرِبُ في حافاتِهم بِسَيْفَيْنْ ... ضَرْباً بإسْطَامٍ وذي الــكَفَّــيْنْ
سَيْفَيْ هِلاليٍّ كَريمِ الجَدَّيْنْ ... واري الزّنادِ وابنِ واري الزَّنْدَيْنْ
وذو الــكفِّ: سيف مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر بن حرام ومالك أيهما أقطع سيفا؛ فجعلا سُفُّوْداً في عُنُق جَزُوْرٍ، فنبا سيف ثابت وقطع سيف مالك، فقال مالك:
لم يَنْبُ ذو الــكَفِّ عن العِظَامِ ... وقد نَبا سَيْفُ أبي الحُسَامِ
وذو الــكَفِّ - أيضاً -: سَيْفُ خالد بن المهاجر بن خالد بن المُهاجر بن خالد بن الوليد، وقال حين قتل ابن أُثال وكان يُكنّى أبا الورد:
سَلِ ابْنَ أُثَالٍ هل عَلَوْتُ قَذَالَهُ ... بذي الــكَفِّ حتّى خَرَّ غَيْرَ مُوَسَّدِ
ولو عَضَّ سَيْفي بابْنِ هِنْدٍ لَسَاغَ لي ... شَرابي ولم أحْفِلْ مَتى قامَ عُوَّدي
وذو الــكَفِّ الأشل: وهو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة، من فُرسان بكر بن وائل، وكان أشَلَّ.
وقال الدِّيْنوري: ذكر بعض الرواة إنّ الرّجْلة يقال لها الــكَفّ.
وقال غيره: كَفُّ الكلب: من الأدوية؛ وهو الذي يقال له راحة الكلب.
والــكَفُّ: النِّعمة، يقال: لله علينا كَفٌّ واقية وكَفٌّ سابغة.
وقولهم: لقيتُه كفَّــة كَفَّــة: أي كِفــاحاً؛ كأن كَفَّــك مسَّت كَفَّــه، وذلك إذا استقبلْتَه مُواجهةً، وهما اسمان جُعلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر.
ويقال: لَقِيتُه كفَّــةً لِــكَفَّــةٍ، على فَكِّ التركيب.
وفي الحديث: أن أول من سلَّ سيفاً الزبير - رضي الله عنه - سمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل فخرج بيده السيف، فتلقّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَفَّــةَ كَفَّــةَ، فدعا له بخير.
وتقول: جاء الناس كافة: أي جاؤوا كلهم، ولا تدخُل هذه اللفظة الألِف واللاّم ولا تُثّنى ولا تُجمع ولا تُضاف، لا يُقال جاءت الكافَّة ولَقِيت كافَّةَ الناس وأما قول عَبْدِ الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه:
فَسِرْنا إليهم كافَةً في رِحَالِهمْ ... جَميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ
فإنما خفَّفها ضرورة لأنه لا يصلح الجمْع بين الساكنين، وكذلك قول الآخر:
جَزَى اللهُ الرَّوَابَ جَزَاءَ سَوءٍ ... وألْبَسَهُنَّ من بَرَصٍ قَمِيْصا
يُبَغِّضْنَ الصَّبِيَّ إلى أبِيْهِ ... وكانَ على مَسَرَّتِهِ حَرِيصا
والرَّواب: جمْع رابَّةٍ.
ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتى تكاد تذهبُ: هو كافٌّ، والنّاقة كافٌّ - أيضاً - وكَفُــوف، وقد كَفَّــتِ النّاقة تَــكُفُّ كُفُــوفاً.
وكَفَــفْتُ الثوب: أي خِطتُ حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد المَلِّ.
وقول امرئ القيس يصِفُ امرأةً:
كأنَّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُضْطَلٍ ... أصابَ غَضاً جَزْلاً وكُفَّ بأجْذَالِ
أي جُعل حول الجمر أجذالٌ وهي أُصول الحطب العِظام.
وكَفَــفْتُ الإناء: مَلأْتُه مَلأً مُفْرِطاً.
وقال رجل للحسن البصري: إنَّ بِرجلي شُقاقا، قال: أكْفُــفْهُ بِخرْقَة. أي أعْصِبْهُ.
وعيبةٌ مَــكْفُــوْفَةٌ: أي مُشْرَجَةٌ مشدودة. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صُلْح الحُديبية حين صالح أهل مكة وكتب بينه وبينهم كتاباً، فكتب فيه: أن لا إغلال ولا إسلال وأن بينهم عيبة مــكفــوفة. مثَّل بها الذّمة المحفوظة التي لا تُنْكَثُ. وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر مــكفــوفاً بينهم كما تُــكَفُّ العِيابُ إذا أُشرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألاّ ينشروها بل يتكافُّونَ عنها كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها.
والمَــكْفــوف: الضَّرير، والجمع: المَكافِيْفُ، وقد كُفَّ بصره، وكفَّ بصره أيضاً؛ عن ابن الأعرابيِّ.
وكفُــفْتُ الشيء عن الشيء فــكفَّ، يتعدى ولا يتعدّى، والمصدر واحد.
وقول الشاعر: نَجْوْسُ عِمَارَةً ونَــكُفُّ أُخْرى ... لنا حتّى يُجَاوْزَها دَلِيلُ
يقول: نطَأُ قَبيلة ونتخلَّلُها ونــكُف أخرى أي نأخذ في كُفَّــتها - وهي ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
والــكَفُّ في زحافِ العَروض: إسقاط الحرف السابع إذا كان ساكنا، مثل إسقاط النون من فاعلاتُنْ فيصير فاعِلاتُ؛ ومن مفاعِيلُنْ فيصير مَفاعِيلُ. فبيْتُ الأول:
لَنْ يَزَالَ قَوْمُنا مُخْصِبِيْنَ ... سالِمِيْنَ ما اتَّقَوْا واسْتَقَامُوا
وبيت الثاني:
دَعَاني إلى سُعَادٍ ... دَوَاعي هَوى سُعَادِ
وكفــافُ الشيء - بالفتح -: مِثلُه وقِيْسه.
والــكَفَــاف - أيضاً - من الرِّزق والــكَفَــفُ - مقصور منه -: القوت، وهو ما كفَّ عن الناس: أي أغنى. وفي الحديث: اللهم اجعل رزْق آل محمد كَفَــافاً. ويورى: قُوْتاً.
وقول رُؤْبَة لأبيه العجّاج:
فَلَيْتَ حَظّي من جَدَاكَ الضّافي ... والفَضْلِ أنْ تَتْرُكَني كَفَــافِ
هو من قولهم: دعني كَفَــافِ: أي كُفَّ عنّي وأكُفُّ عنك أي ننجو رأساً بِرأس. ويَجِيءُ مُعْرَباً، ومنه حديث عطاء بن يسار قال: قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَدِدْتُ أنّي سَلِمْتُ من الخلافة كَفَــافاً لا عليَّ ولا لي، فقال: كَذَبْت، الخليفة يقول هذا، فقلت: أو كذِّبْتُ؛ فأفْلَتُّ منه بجريْعَةِ الذَّقَنِ.
وكُفَّــةُ القميص - بالضم -: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعي يقول: كل ما استطال فهو كُفَّــة - بالضم - نحو كُفَّــة الثوب وهي حاشيته؛ وكُفَّــةِ الردمل؛ وكُفَّــة الشيء وهي حَرْفُه، لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كَفَّ عن الزيادة. وجمْع الــكُفَّــة كِفَــافٌ.
وكِفَــافُ الشيء: حِتارُه.
وكِفَــافا السيف: غِراره.
قال: وكل ما استدار فهو كِفَّــةٌ - بالكسر -؛ نحو كِفَّــةِ الميزان؛ وكِفَّــةِ الصائد وهي حِبالتُه؛ وكِفَّــة اللِّثة وهي ما انحدر منها. قال: ويقال - أيضاً - كَفَّــةُ الميزان - بالفتح -، والجمْعُ كِفَــفٌ.
والــكِفــفُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه، قال لبيد رضي الله عنه:
أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَــفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها
انتهى قول الأصمعي.
وقال الفَرّاءُ: الــكُفَّــةُ - بالضم - من الشجر: مُنتهاه حيث ينتهي وينقطع.
وكُفَّــةُ الناس: أنك تعلو الفَلاة أو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سوادها قُلْتَ: هاتيك كُفَّــةُ الناس، وكُفَّــتُهم: أدناهم إليك مكاناً.
وكُفَّــةُ الغيم: مِثْلُ طُرَّةِ الثوب، قال القَنانيُّ:
ولو أشْرَفَتْ من كُفَّــةِ السَّتْرِ عاطِلاً ... لَقُلْتَ غَزَالٌ ما عليه خَضَاضُ
وقال ابن عبّاد: الــكُفَّــة مثل العَلاةِ وهي حجرٌ يُجعل حوله أخثاء وطين ثم يُطبخ فيه الأقطُ.
وكُفَّــةُ الليل: حيث يلتقي الليل والنهار إمّا في المشرق وإمّا في المغرب.
وقال الفرّاءُ: استــكَفَّ القوم حول الشيء: إذا أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الكعبة وقد اسْتَــكفَّ له الناس فخطبهم. ومنه قول تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل:
خَرُوْجٌ من الغُمّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدَا والعُيُوْنُ المُسْتَــكِفَّــةُ تَلْمَحُ
واسْتَــكَفَّــتِ الحية: ترَحَّتْ.
واسْتَــكْفَــفْتُ الشيء: استوضحْتُه؛ وهو أن تضع يدك على حاجِبك كالذي يستَظِلُّ من الشمس ينظر إلى الشيء هل يَراه.
وقول حُميد بن ثور رضي الله عنه:
ظَلِلْنَا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَــكِفّــاتٍ لَهُنَّ غُرُوْبُ
قيل: المُسْتَــكِفّــاتُ: عيونُها؛ لأنها في كِفــفٍ؛ والــكِفــفُ: النّقَرُ التي فيها العيون. وقيل: المُسْتِــكفّــاتُ: إبل مجتمعة؛ يقال: جُمَّةٌ مُجتمعة. لهُن غروب: أي دموعُهن تسيل مما لقين من التعب.
واسْتَــكَفَّ الشعر: إذا اجتمع.
واسْتَــكَفَّ بالصدقة: مدَّ يده بها، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المُنْفِقُ على الخيل كالمُسْتَــكِفِّ بالصَّدَقة. واسْتَــكَفَّ - أيضاً - وتَــكَفَّــفَ: بمعنىً؛ وهو أن يَمُدَّ كفَّــه يسأل الناس، يقال: فلان يَتَــكَفَّــفُ الناس. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه عاد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أأتصدَّق بجميع مالي؟ قال: لا، قال: فالشَّطْر؟ قال: لا، قال: فالثُّلُث؟ قال: الثُّلُثُ؛ والثُّلُثُ كثيرٌ أو كبير، أنك إن تذَرْ ورثَتَك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتَــكفَّــفُون الناس.
وكَفْكَفْــتُ الرجل: مثل كَفَــفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي:
ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْــتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ
وتَــكَفْكَفَ عن الشيء: أي كَفَّ. وقال الأزهري: تَــكَفْكَفَ: أصله عندي من وَــكَفَ يَــكِفُ، وهذا كقولهم: لا تَعِظيني وتَعظْعَظي، وقالوا: خَضْخَضْتُ الشيء في الماء، واصله من خُضْتُ.
وانْــكَفُّــوا عن الموضع: أي تركوه.
والتركيب يدل على قَبْضٍ وانْقِباضٍ.

كفــف: كفّ الشيءَ يــكُفُّــه كَفّــاً: جمعه. وفي حديث الحسن: أَنَّ رجلاً

كانت به جِراحة فسأَله: كيف يتوضأُ؟ فقال: كُفَّــه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله.

والــكفُّ: اليد، أُنثى. وفي التهذيب: والــكف كفّ اليد، والعرب تقول: هذه

كفّ واحدة؛ قال ابن بري: وأَنشد الفراء:

أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي،

وما حَمَلَت كَفَّــايَ أَنْمُليَ العَشْرا

قال: وقال بشر بن أَبي خازم:

له كَفَّــانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ،

وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها

وقال زهير:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها،

طارَتْ، وفي يدِه من ريشَِها بِتَك

قال: وقال الأَعشى:

يَداكَ يَدا صِدْقٍ: فــكفٌّ مُفِيدةٌ،

وأُخرى، إذا ما ضُنَّ بالمال، تُنْفِق

وقال أَيضاً:

غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه،

والــكفُّ زَيَّنها خَضابه

قال: وقال الكميت:

جَمَعْت نِزاراً، وهي شَتَّى شُعوبها،

كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا

وقال ذو الإصبع:

زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ

علينا، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير

وقالت الخنساء:

فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ

بها المَجْدَ، إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ

وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً،

وإنْ أَطْنَبُوا، إلا وما فيكَ أَفضَلُ

ويروى:

وما بلغ المهدون في القول مدحة

فأَما قول الأَعشى:

أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنما

يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّــاً مُخَضَّبا

فإنه أَراد الساعد فذكَّر، وقيل: إنما أَراد العُضو، وقيل: هو حال من

ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه، والجمع أَــكُفٌّ. قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا

المثال، وحكى غيره كُفــوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو

اللّه عز وجل:

فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ،

حتى يَــكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ

بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ،

وذابِلٍ يَلَذّ بالــكُفُــوفِ

أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ

وعبدِ اللّه، إذ نُهِشَ الــكُفُــوفُ

وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة:

بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ،

إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفــوفُ

قال ابن بري: وقد جاء في جمع كفٍّ أَــكْفــاف؛ وأَنشد علي بن حمزة:

يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم

مُقَطَّعَةً أَــكْفــافُ أَيديهمُ اليُمْن

وفي حديث الصدقة: كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن؛ قال ابن الأَثير: هو

كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ، تعالى

اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً. وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بــكفّ واحدة، فقال النبي، صلى اللّه

عليه وسلم: صدق عمر. وقد تكرر ذكر الــكف والحفْنة واليد في الحديث

وكلُّها تمثيل من غير تشبيه، وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفــانِ في رِجْليه،

وللسبع كفّــان في يديه لأَنه يَــكُفُّ بهما على ما أَخذ. والــكفُّ الخَضيب:

نجم. وكفُ الكلب: عُشْبة من الأَحرار، وسيأْتي ذكرها.

واسْتَــكفَّ عينَه: وضع كفّــه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً؛ قال ابن

مقبل يصف قِدْحاً له:

خَرُوجٌ من الغُمَّى، إذا صُكَّ صَكّةً

بدا، والعُيونُ المُسْتَــكِفَّــةُ تَلْمَحُ

الكسائي: اسْتَــكْفَــفْت الشيء واسْتَشْرَفْته، كلاهما: أَن تضع يدك على

حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء. يقال: اسْتَــكفَّــت عينه

إذا نظرت تحت الــكفّ. الجوهري: اسْتَــكفَــفْت الشيء اسْتَوْضَحْته، وهو أَن

تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه. وقال

الفراء: استــكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه؛ ومنه قول

ابن مقبل:

إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ

بدا، والعُيونُ المستــكفَّــة تلمح

واستــكفّ السائل: بَسط كفَّــه. وتــكَفَّــفَ الشيءَ: طلبه بــكفِّــه وتــكَفَّــفَه.

وفي الحديث: أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً

وسمناً وكأَنَّ الناس يتَــكفَّــفُونه؛ التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها

الــكفَــف. وفي الحديث: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً

يتَــكفَّــفون الناس؛ معناه يسأَلون الناس بأَــكُفِّــهم يمدُّونها إليهم.

ويقال: تــكفَّــف واستــكفَّ إذا أَخذ الشي بــكفِّــه؛ قال الكميت:

ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَــكِفّــةً

لغيركُمُ، لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها

الجوهري: واستــكفَّ وتــكفَّــفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّــه يسأَل الناس. يقال:

فلان يَتــكَفَّــف الناس، وفي الحديث: يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد

يستــكِفُّ الناسَ. ابن الأَثير: يقال استــكفَّ وتــكَفَّــفَ إذا أَخذ ببطن كفــه أَو

سأَل كفّــاً من الطعام أَو ما يــكُفُّ الجوع.

وقولهم: لقيته كَفَّــةَ كَفَّــةَ، بفتح الكاف، أَي كفــاحاً، وذلك إذا

استقْبلته مُواجهة، وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر.

وفي حديث الزبير: فتلقّاه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كفّــةَ كَفّــةَ

أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي

مَنَعَه. والــكَفّــة: المرة من الــكفّ. ابن سيده: ولَقِيتُه كفَّــةَ كفَّــةَ

وكفَّــةَ كفَّــةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة؛ قال سيبويه: والدليل على

أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّــةً لِــكفّــةً

أَو كفّــةً عن كفّــةٍ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا

الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً.

وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يــكُفُّــه كَفّــاً وكفْكَفَــه فــكفَّ واكتفَّ

وتــكفَّــف؛ الليث: كَفَــفْت فلاناً عن السوء فــكفّ يــكُفّ كَفّــاً، سواء لفظُ اللازم

والمُجاوز. ابن الأَعرابي: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من

يؤذيه. الجوهري: كَفَــفْت الرجل عن الشيء فــكفّ، يتعدّى ولا يتعدى، والمصدر

واحد. وكفْكَفْــت الرجل: مثل كفَــفْته؛ ومنه قول أَبي زبيد:

أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم،

وكَفْكَفْــتُ عنكم أَكْلُبي، وهي عُقَّر؟

واستــكفَّ الرجلُ الرجلَ: من الــكفِّ عن الشيء. وتــكَفَّــف دمعُه: ارتدّ،

وكَفْكَفَــه هو؛ قال أَبو منصور: وأَصله عندي من وكَفَ يَــكِفُ، وهذا كقولك

لا تعِظيني وتَعظْعَظي. وقالوا: خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من

خُضْت. والمــكفــوف: الضَّرير، والجمع المكافِيفُ. وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه

كَفّــاً: ذهَب. ورجل مَــكْفــوف أَي أَعمى، وقد كُفَّ. وقال ابن الأَعرابي:

كَفَّ بصرُه وكُفَّ. والــكَفْكفــة: كفُّــك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء،

وكفْكَفْــت دمْع العين. وبعير كافٌّ: أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر

حتى تكاد تذهب، والأُنثى بغير هاء، وقد كُفَّــت أَسنانها، فإذا ارتفع عن ذلك

فهو ماجٌّ. وقد كَفَّــت الناقة تَــكُفُّ كُفــوفاً.

والــكَفُّ في العَرُوض: حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن

حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات، وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه

على التشبيه بــكُفّــة القميص التي تكون في طرف ذيله، قال ابن سيده: هذا قول

ابن إسحق. والمَــكفــوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن، فلما

ذهبت النون قال الخليل هو مــكفــوف.

وكِفــافُ الثوب: نَواحِيه. ويُــكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة

مرة. وكَفَــفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته، وهي الخِياطةُ الثانية بعد

الشَّلِّ. وعَيْبةٌ مَــكْفــوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة. وفي كتاب النبي، صلى اللّه

عليه وسلم، بالحديْبِية لأَهل مكة: وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مــكفــوفةً؛

أَراد بالمــكفــوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً

للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من

الصُّلْح والهُدْنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي

تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع، فجعل النبي، صلى اللّه عليه وسلم،

العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا؛

ومنه قول الشاعر:

وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم،

وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ

فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ. وقال أَبو سعيد في قوله: وإنَّ بيننا

وبينكم عَيبةً مــكفــوفة: معناه أَن يكون الشر بينهم مــكفــوفاً كما تُــكَفُّ

العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم

قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها، كأَنهم قد

جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها. الجوهري: كُفّــةُ القَمِيص، بالضم، ما استدار

حول الذَّيل، وكان الأَصمعي يقول: كلُّ ما استطال فهو كُفــة، بالضم، نحو

كفــة الثوب وهي حاشيته، وكُفَّــةِ الرمل، وجمعه كِفــافٌ، وكلُّ ما استدار

فهو كِفّــة، بالكسر، نحو كِفَّــة الميزان وكِفَّــة الصائد، وهي حِبالته،

وكِفَّــةِ اللِّثةِ، وهو ما انحدرَ منها. قال: ويقال أَيضاً كَفّــة الميزان،

بالفتح، والجمع كِفَــفٌ؛ قال ابن بري: شاهد كِفَّــةِ الحابِل قول الشاعر:

كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، وهي عَرِيضةٌ

على الخائفِ المَطْلوبِ، كِفّــةُ حابِلِ

وفي حديث عطاء: الــكِفَّــةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد؛الــكُفَّــة، بالكسر:

حِبالة الصائد. والــكِفَــفُ في الوَشْم: داراتٌ تكون فيه. وكِفــافُ الشيء:

حِتارُه. ابن سيده: والــكِفــة، بالكسر، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود

الدُّفّ وحبالة الصيْد، والجمع كِفَــفٌ وكِفــافٌ. قال: وكفــة الميزان الكسر فيها

أَشهر، وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم. والــكُفــة: كل شيء مستطيل كــكُفــة

الرمل والثوب والشجر وكُفّــة اللِّثةِ، وهي ما سال منها على الضِّرس. وفي

التهذيب: وكِفَّــة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّــةُ

الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما. وكُفــة كل شيء، بالضم: حاشيته

وطرَّته. وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه، يصف السحاب: والتَمع بَرْقُه في

كُفَــفِه أَي في حواشيه؛ وفي حديثه الآخر: إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا

الرِّماح كُفّــة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه. وفي حديث الحسن: قال له رجل

إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فقال: اكفُــفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله.

وكُفــة الثوب: طُرَّته التي لا هُدب فيها، وجمع كل ذلك كُفَــف وكِفــافٌ.

وقد كَفَّ الثوبَ يــكُفــه كَفّــاً: تركه بلا هُدب. والــكِفــافُ من الثوب: موضع

الــكف. وفي الحديث: لا أَلبس القميص المُــكَفَّــف بالحرير أَي الذي عُمِل على

ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفــاف من حرير، وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفــافُه،

ومنه كِفــافُ الأُذن والظفُر والدبر، وكِفّــة الصائد، مكسور أَيضاً.

والــكِفَّــة: حبالة الصائد، بالكسر. والــكِفَّــةُ: ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق.

وكُفَــفُ السحاب وكِفــافُه: نواحيه. وكُفَّــة السحاب: ناحيته. وكِفــافُ

السحاب: أَسافله، والجمع أَــكِفَّــةٌ. والــكِفــافُ: الحوقة والوَتَرَةُ.

واسْتــكَفُّــوه: صاروا حَواليْه. والمستــكِفّ: المستدير كالــكِفّــة.

والــكَفَــفُ: كالــكِفَــفِ، وخصَّ بعضهم به الوَشم. واستــكفَّــت الحيَّة إذا ترَحَّتْ

كالــكِفَّــةِ. واستــكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به. وفي الحديث: المنفِقُ على

الخيل كالمسْتَــكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها، من قولهم استــكفَّ

به الناسُ إذا أَحدَقوا به، واستــكَفُّــوا حوله ينظرون إليه، وهو من كِفــاف

الثوب، وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه، أَو من الــكِفّــة، بالكسر، وهو

ما استدار كــكفــة الميزان. وفي حديث رُقَيْقَة: فاستــكفُّــوا جَنابَيْ عبدِ

المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله. وقوله في الحديث: أُمرتُ أَن لا

أَــكُفَّ شَعراً ولا ثوباً، يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع، قال

ابن الأَثير: أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على

الأَرض، قال: ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما. وفي

الحديث: المؤمن أَخو المؤمن يَــكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه

ويَضُمُّها إليه؛ ومنه الحديث: يَــكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن

بَذْلِ السؤال وأَصله المنع؛ ومنه حديث أُم سلمة: كُفِّــي رأْسي أَي

اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه، وفي رواية: كفِّــي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي

مَشْطَه.والــكِفَــفُ: النُّقَر التي فيها العيون؛ وقول حميد:

ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ، وظلَّت رِحالُنا

إلى مُسْتَــكِفَّــاتٍ لهنَّ غُروبُ

قيل: أَراد بالمُسْتَــكِفّــات الأَعين لأَنها في كِفَــفٍ، وقيل: أَراد

الإبل المجتمعة، وقيل: أَراد شجراً قد استــكفَّ بعضُها إلى بعض، وقوله لهنَّ

غُروب أَي ظِلال.

والكافَّةُ: الجماعة، وقيل: الجماعة من الناس. يقال: لَقِيتهم كافَّةً

أَي كلَّهم. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا

في السلم كافَّةً، قال: كافة بمعنى الميع والإحاطة، فيجوز أَن يكون معناه

ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه، ومعنى كافةً في اشتقاق

اللغة: ما يــكفّ الشيء في آخره، من ذلك كُفَّــة القميص وهي حاشيته، وكلُّ

مستطيل فحرفه كُفــة، وكل مستدير كِفــة نحو كِفــة الميزان. قال: وسميت كُفَّــة

الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر، وأَصل الــكَفّ المنع، ومن هذا قيل لطَرف

اليد كَفٌّ لأَنها يُــكَفُّ بها عن سائر البدن، وهي الراحة مع الأَصابع، ومن

هذا قيل رجل مَــكْفــوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر، فمعنى الآية

ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُــكَفُّــوا من أَن تعدُو شرائعه

وادخلوا كلُّكم حتى يُــكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه. وقال في قوله تعالى:

وقاتلوا المشركين كافة، منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية

والعاقبة، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين، قال: فلا يجوز أَن يثنى ولا

يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم

عامّة لم تثنِّ ولم تجمع، وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين؛ الجوهري: وأَما قول

ابن رواحة الأَنصاري:

فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ

جميعاً، علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ

فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت؛ وكذلك

قول الآخر:

جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ،

وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا

كفــف
{الــكَفُّ: اليَدُ سُمِّيَتْ لأَنَّها} تَــكُفُّ عَن صاحِبها، أَو {يَــكُفُّ بهَا مَا آذاه، أَو غير ذلِكَ أَو مِنْها إِلَى الكُوعِ قالَ شَيْخُنا: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ وتَذْكِيرُها غَلَطٌ غيرُ مَعْروفٍ، وإِنْ جَوَّزَه بعضُ تَأْويلاً، وقالَ بعضٌ: هِيَ لُغَةٌ قليلةٌ، فالصّوابُ أَنَّه لَا يُعْرَفُ، وَمَا وَرَدَ حَمَلُوه على التَّأْوِيل، وَلم يَتَعَرَّض المُصَنِّفُ لذلِكَ قُصُوراً، أَو بِناءً على شُهْرَتِه، أَو على أَنَّ الأَعْضاءَ المُزْدَوَجَةُ كُلَّها مُؤَنَثَةٌ.
انْتهى.
قلتُ: وَفِي التَّهْذِيب: الــكَفُّ:} كَفُّ اليَدِ، والعَرَبُ تَقُولُ: هَذِه كَفٌّ واحِدَةٌ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وأَنْشَدَ الفَرّاءُ:
(أُوَفِّيكُما مَا بَلَّ حَلْقِيَ رِيقَتِي ... وَمَا حَمَلَتْ {كَفّــايَ أَنْمُلِيَ العَشْرَا)
قالَ: وقالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازمٍ:
(لَهُ} كَفّــانِ: كَفٌّ ضُرٍّ ... وكَفُّ فوَاضِلٍ خَضِلٌ نَداهَا)
وَقَالَت الخَنْساءُ:
(فَمَا بَلَغَتْ كَفُّ امْرِيءٍ مُتَناوِلٍ ... بهَا المَجْدَ إِلَّا حَيْثُ مَا نِلْتَ أَطْوَلُ) قَالَ: وأَما قَوْلُ الأَعْشَى:
(أَرى رَجُلاً مِنْهُم أَسِيفاً كأَنَّما ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ {كَفّــاً مُخَضَّبَا)
فإِنَّه أَرادَ الساعِدَ فذَكَّرَ، وقِيلَ: إنَّما أَرادَ العُضْوَ، وقِيلَ: هُوَ حالٌ من ضَميرِ يَضُمُّ، أَو من هاءٍ كَشْحَيْه. ج:} أَــكُفٌّ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُجاوِزُوا هَذَا المِثالَ وحَكَى غيرُه {كُفُــوفٌ قَالَ أَبُو عُمارَةَ بن أبي طَرَفَة الهُذَلِيّ يَدْعُو اللهَ عزّ وجَلَّ. فَصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ حَتَّى} يَــكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحُوفِ بكُلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ وذابِلٍ يَلَذُّ {بالــكُفُــوفِ) أَبُو لَطِيفٍ، يَعْنِي أَخاً لَهُ أَصْغَرَ مِنْهُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ للَيْلَى الأَخْيَلِيَة:
(بقَوْلٍ كتَحْبِيرِ اليَمانِي ونائِلٍ ... إِذا قُلِبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُــوفُ)
} وكُفٌّ، بالضَّمِّ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وكَفُّ الطّائِرِ أَيْضا، وَفِي اللِّسانِ: وللصَّقْر وغيرِه من جَوارحِ الطَّيْرِ كَفَّــانِ فِي رِجْلَيْهِ، وللسَّبُعِ كَفّــانِ فِي يَدَيْهِ، لأَنه يَــكُفُّ بهما على مَا أُخَذَ.
والــكَفُّ: بَقْلَةُ الحُمْقاءِ قالَ أَبو حَنِيفةَ: هكَذا ذَكَرَه بعضُ الرُّواةِ، وَهِي الرِّجْلَةُ. وَمن المَجازِ: الــكَفُّ: النِّعْمَةُ يُقال: للهِ علينا كَفٌّ واقِيَةٌ، وكَفٌّ سابِغَةٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لذِي الأُصْبُع:
(زَمانٌ بهِ للهِ كَفٌّ كَرِيمَةٌ ... عَلَيْنَا ونُعْماهُ بِهِنَّ تَسِيِرُ)
والــكَفُّ فِي زِحافِ العَرُوضِ: إِسْقاطُ الحَرْفِ السّابِعِ من الجُزْءِ إِذا كانَ ساكِناً، كنُونِ فاعِلاتُنْ، ومفاعِيلُنْ، فيصِيرُ: فاعِلاتُ ومَفاعِيلُ وكذلِك: كُلُّ مَا حُذِف سابِغُه، على التَّشْبِيهِ {بــكُفَّــةِ القَمِيَِ الَّتِي تَكُونُ فِي طَرَفِ ذَيْلِه، فبَيْتُ الأَوّلِ:
(لَنْ يَزالَ قَوْمُنا مُخْصِبِينَ ... سالِمِينَ مَا اتَّقَوْا واسْتَقامُوا)
وبيتُ الثَّانِي:
(دَعانِي إِلَى سُعادَا ... دَواعِي هَوَى سُعادَا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أَبي إِسْحاقَ، والمَــكْفُــوفُ فِي عِلَلٍ العَرُوضِ مَفاعِيلُ كَانَ أَصْلُه مَفاعِيلُنْ فَلَمَّا ذَهَبَت النُّونُ قالَ الخَلِيلُ: هُوَ} مَــكْفُــوفٌ. وذُو {الــكَفَّــيْنِ: صَنَمٌ كَانَ لِدَوْسٍ قالَ ابنُ دُريْدٍ: وقالَ ابنُ الكَلْبِي: ثمَّ لمُنْهِبِ بنِ دُوْسٍ، فلمّا أَسْلَمُوا بَعثَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطُّفَيْلَ بنَ عَمْرٍ والدَّوْسِيَّ فحَرَّقَه، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: يَا ذَا} الــكَفَــيْنِ لَسْتُ من عِبادِكَا ميلادُنا أَكْبَرُ من مِيلادِكَا إِنّي حَشَوْتُ النارَ فِي فُؤادِكَا وإنّما خَفَّفَ الفاءَ لضرُورةِ الشِّعْرِ، كَمَا صَرَّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوضِ. وذَو الــكَفَّــيْنِ: سَيْفُ أَنْمارِ ابنِ حُلْفِ قالَتْ أَختُ أَنْمارٍ:
(إِضْرِبْ بذِي الــكَفَّــيْن مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأَنِّي لكَ فِي المَأْتَمِ)
وذُو الــكَفَّــيْنِ: سَيْفُ عَبْدِ اللهِ بن أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ شُعيْثَةَ، وكانَ وَفَدَ على كِسْرَى فسَلَّحَهُ بسَيْفَيْنِ أَحَدُهما هَذَا، والآخرُ أَسْطامٌ فشَهدَ يَزيدُ بنُ عبدِ اللهِ حَرْبَ الجَمَلِ مَعَ عائِشَةَ رَضِي اللهُ)
عَنْهَا، فجَعَلَ يضْرِبُ بالسَّيْفَيْنِ، ويَقُولُ: أَضْرِبُ فِي حافاتِهِمْ بسَيْفَينْ ضَرْباً بإِسْطامٍ وذِي الــكَفَّــيْنْ سَيْفِي هِلالِيٌّ كَرِيمُ الجَدَّيْن وارِي الزِّنادِ وابنُ وارِي الزَّنْدَيْن وذَو الــكَفِّ: سَيْفُ مالِكِ بنِ أُبَيِّ ابنِ كَعْبٍ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوابُه مالِكُ بنَ أَبِي كَعْبٍ الأنصاريّ. وتَخاطَرَ أَبُو الحُسامِ ثابتُ بنُ المُنْذِرِ ابْن حَرامٍ، ومالِكٌ، أَيُّهما أَقْطَعُ سَيْفاً، فجَعَلا سَفُّوداً فِي عُنُقِ جَزْورٍ، فنَبَا سَيْفُ ثابِتٍ، فقالَ مالِكٌ: لم يَنْبُ ذُو الــكَفِّ عَن العِظامِ وقَدْ نَبا سَيْفُ أَبِي الحُسامِ وذُو الــكَفِّ أيْضاً: سَيْفُ خالِدِ ابْن المُهاجِرِ بنِ خالِدِ بن الوَلِيدِ المَخْزُومِيِّ، وقالَ حينَ قَتَلَ ابنَ أُثالِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبا الوَرْدِ:
(سَلِ ابنَ أُثالٍ هَلْ عَلَوْتُ قَذَالَه ... بذِي الــكَفِّ حَتَّى غيرَ مُوَسَّدِ)

(ولَوْ عَضَّ سَيْفِي بابنِ هِنْدٍ لَساغَ لِي ... شَرابِي، وَلم أَحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي)
وذُو الــكَفِّ الأَشَلِّ: هُوَ عَمْروُ بن عَبْدِ اللهِ أَخُو بَني سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ ابنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَة مِنْ فُرْسانِ بَكْرِ بن وائِلٍ وكانَ أَشَلَّ. {وكَفُّ الكَلْبِ ويُقالُ لَهُ: راحَةُ الكَلْبِ، وَهُوَ غيرُ الرِّجلَةِ، وكَفُّ السَّبُعِ أَو الضَّبُعِ، وكَفُّ الهرِّ، وكَفُّ الأَسَدِ، وكَفُّ الذِّئبِ، وكَفُّ الأَجْذَمِ أَو الجَذْماءِ، وكَفُّ آدَمَ، وكَفُّ مَرْيَمَ: نَباتاتٌ والأخِيرُ هِيَ أُصُولُ العَرْطَنِيثَا، ويُقالُ أَيْضا: الرُّــكْفَــة، وبَخْور مَرْيَمَ، ولكِّل مِنْهَا خَواصٌّ ومنافِعُ مَذْكُورةٌ فِي كُتُبِ الطِّبِّ. ويقالُ: لَقِيتُه} كَفَّــةَ كَفَّــةَ وهُما اسْمانِ جُعلاَ وَاحِدًا، وبُنِيا على الفَتْح، كخَمْسَةَ عَشَرَ نَقَلهُ الجوهريُّ. ويُقال أَيْضا: لَقِيتُه كَفَّــةً {لــكَفَّــةٍ،} وكَفَّــةَ عَن كَفَّــةٍ، على فَكِّ التَّرْكِيبِ، أَي: كِفــاحاً هكَذا فَسَّرَهُ الجَوْهَرِيُّ كأَنَّ {كَفَّــكَ مَسَتْ} كَفَّــهُ، أَو ذلكَ. هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ: وذلِك إِذا لَقِيتَهُ فمَنَعْتَه من النُّهُوضِ ومَنَعَكَ وَفِي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: فتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَفَّــةَ كَفَّــةَ: أَي مواجَهَةً، كأَنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا قَدْ {كَفَّ صاحِبَه عَن مُجاوَزَتهِ إِلَى غَيره، أَي: مَنَعَه، قَالَ ابنُ الأَثيرِ، وَفِي المُحْكَم: لَقِيتُه كَفَّــةَ كَفَّــةَ، وكَفَّــةَ كَفَّــةٍ على الْإِضَافَة: أَي فَجْأَةً مُواجَهَةً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: والدَّلِيلُ على أنَّ الآخرَ) مَجْرورٌ أَن يُونُسَ زَعَم أَنّ رُؤبَةَ كانَ يَقولُ: لَقِيتُه كَفَّــةً لِــكَفَّــةٍ، أَو كَفَّــةً عَن كَفَّــةٍ، إِنَّما جُعِلَ هَذَا هَكَذَا فِي الظَّرْفِ والحالِ لأنًّ أَصلَ هَذَا الكَلام أَنْ يَكُونَ ظَرْفاً أَو حَالا. وَجَاء الناسُ كافَّةً: أَي جاءُوا كُلُّهُم، وَلَا يُقال: جاءَت} الكَافَّةُ، لأَنَّه لَا يَدْخُلُها أَلْ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، وَلَا تُضافُ ونصُّ الجوْهَرِيِّ: الكافَّةُ: الجَمِيعُ من النّاسِ، يُقال: لَقِيتُهم {كافَّةً: أَي كُلَّهُم، وَأما قَوْلُ ابنِ رَواحَةَ:
(فِسرْنا إِلَيْهمْ} كافَةً فِي رحالِهم ... جَمِيعاً عَلَيْنا البِيضُ لَا نَتَخَشَّعُ)
فإِنَّما خفَّفَه ضَرُورةً لأَنَّه لَا يَصْحُّ الجمعُ بَين السّاكِنَيْنِ فِي حَشْو البَيْت، وَهَذَا كَمَا تَرىَ لَا وَهَمَ فِيهِ، لأَنَّ النَّكِرَةَ إِذا أُريدَ لَفْظُها جازَ تَعريفُها، كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ. وأَما قولُه: وَلَا يُقالً: جاءَت الكَافَّةُ، فَهُوَ الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ جَماهِيرُ أَئِمَّةِ العربيَّةِ، وأَوْرَدَ بَحْثَه النَّوَوِيُّ فِي التَّهْذِيب، وعابَ على الفُقَهاءِ وغيرهُم اسْتِعْمالَه مُعَرَّفاً بأَلْ أَو الإِضافَةِ، وأَشارَ إِلَيْهِ الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْن، وبسَطَ القولَ فِي ذَلِك الحَرِيريُّ فِي دُرَّةِ الغَوّاصِ، وبالغَ فِي النَّكِيرِ على من أَخْرَجَه عَن الحالِيَّةِ، وقالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجاجُ فِي تَفْسِير قَوْله تَعالى: يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً قالَ: كافَّةً بمعنَى الجَمِيعِ والإِحاطَةِ، فيجوزُ أَن يَكُونَ مَعنْاه ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كُلِّه، أَي فِي جَمِيعِ شَرائِعِه، وَمعنىكافَّةً فِي اِشْتِقاقِ اللُّغَةِ: مَا {يَــكُفُّ الشَّيْءَ فِي آخِرِه، فمَعْنَى الْآيَة: ابْلُغُوا فِي الإِسلامِ إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِي شَرائِعُه،} فتُــكَفُّــوا من أَنْ تَعُدُوا شَرائِعَه، وادْخُلُوا كُلُّكُم حَتَّى {يُــكَفَّ عَن عَدَدٍ واحدٍ لم يَدْخُلْ فِيهِ، وقالَ: وَفِي قَولِه تَعالَى: وقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً منصوبٌ على الحالِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ على فاعِلَةٍ، كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ، وَهُوَ فِي مَوْضِع قاتِلُوا المُشْرِكِين مُحِيطِينَ، قالَ: فَلَا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى وَلَا أَنْ يُجْمَعَ، وَلَا يُقال: قاتِلُوهُم} كافّاتٍ وَلَا {كافِّينَ، كَمَا أَنَّك إِذا قُلْتَ: قاتِلْهُم عامَّةً لم تُثَنِّ وَلم تَجْمَعْ، وَكَذَلِكَ خاصَّةً، وَهَذِه مَذْهَبُ النَّحْويين، قَالَ شَيخنَا: ويَدُلُّ على أَنَّ الجَوْهَريَّ لم يُرِدْ مَا قَصَدَه المُصَنِّفُ أَنَّه لمّا أَرادَ بيانَ حُكْمِها مثَّلَ بِمَا هُوَ موافِقٌ لكلامِ الجُمْهُورِ. علَى أَنَّ قولَ الجُمْهُورِ كالمُصَنّفِ: لَا يُقالً: جاءَت الكافَّةُ ردَّه الشِّهابُ فِي شَرْح الدُّرَّةِ، وصحَّحَ أَنَّه يُقال، وأَطالَ البحثَ فيهِ فِي شرح الشِّفاءِ، ونقَله عَن عُمَرَ وعَلِيٍّ رَضِي الله عنهُما، وأَقَرَّهُما الصّحابَةُ، وناهِيكَ بهم فَصاحَةً، وَهُوَ مَسْبُوقٌ بذلكَ، فقد قالَ شارِحُ اللُّبابِ: إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجروراً واستَدَلَّ لَهُ بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله عَنهُ: على كافَّةِ بَيْتِ مالِ المُسْلِمِينَ وَهُوَ من البُلَغاءِ، ونَقَله الشُّمُنِّيُّ فِي حواشِي المُغْنِي، وَقل الشيخُ إِبراهيمُ الكُورانِيُّ فِي شرحِ عَقِيدَةِ أُستاذِه: من قالَ من النُّحاةِ إِنَّ كافَّةً لَا تَخْرُجُ عَن النّصْبِ فحُكْمُه ناشئٌ عَن اسْتِقْراءِ)
ناقِصٍ، قالَ شَيْخُنا: وأَقُولُ: إِنْ ثَبَتَ شيءٌ مِمَّا ذَكَرُوه ثُبُوتاً لَا مَطْعَنَ فِيهِ فالظّاهِرُ أَنَّه قَلِيلٌ جِداً، والأَكثَرُ استعمالُه على مَا قالَه ابنُ هشامٍ والحَرِيرِيُّ والمُصنَّفُ.} وكَفَّــت النّاقَةُ {كُفُــوفاً: كَبِرَتْ فقَصُرتْ أَسْنانُها حَتَّى تَكادَ تَذْهَبُ فَهِي} كافٌّ وَكَذَلِكَ البَعِيرُ، نَقله الجوهرِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: فَإِذا ارْتَفعَ عَن ذلكَ فالبَعِيرُ ماجُّ، قَالَ الصَّاغانِيُّ: وناقَةٌ {كَفُــوفٌ مثلُه. (و) } كَفَّ الثَّوْبَ! كَفّــاً: خاطَ حاشِيَتَه قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ الخِياطَةُ الثانِيَةُ بعد الشَّلِّ كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي الصِّحاحِ والعُبابِ: بعدَ المَلِّ، وَهِي الــكِفــافَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وكَفَّ الإِناءَ كَفّــاً: مَلأَهُ مَلأً مُفْرِطاً فَهُوَ ثَوْبٌ مَــكْفُــوفٌ ن وإِناءٌ مَــكْفُــوفٌ.
وكَفَّ رِجْلَه كَفّــاً: عَصَبَها بِخِرْقَةٍ وَمِنْه حَدِيثُ الحَسَنِ: قالَ لَهُ رجُلٌ: إِنَّ بِرِجْلِي شُقَاقاً، قالَ: {اكْفُــفْه بخِرْقة. أَي: اعْصِبْه بهَا، واجْعَلْها حَوْلَه. وَمن المجازِ: عَيْبَةٌ} مَــكْفُــوفَةٌ: أَي مُشَرَّجَةٌ مَشْدُودَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح وَفِي الحديثِ فِي كِتابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي صُلحِ الحُدَيْببَةِ حينَ صالَحَ أَهَل مَكَّةَ، وكتَبَ بينَهُ وبَيْنَهُم كتابا، فكَتَب فِيهِ أَنْ لَا إِغْلالَ وَلَا إِسْلالَ، وأَنَّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَــكْفُــوفَةٌ أَرادَ {بالمَــكْفُــوفَةِ: الَّتِي أُشْرِجَتْ على مَا فِيها، وقُفِلَت، ومَثَّلَ بِها الذِّمَّةَ المَحْفُوظَةَ الَّتِي لَا تُنْكَثُ وقالَ ابنُ الأَثيرِ: ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ، وأَنَّها نَقِيَّةٌ من الغِلِّ والغِشِّ فِيمَا كَتَبُوا واتَّفَقُوا عَلَيْهِ من الصُّلْح والهُدْنَةِ، والعَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ الَّتِي فِيهَا القُلوبُ بالعِبابِ الَّتِي تُشْرَجُ على حُرِّ الثِّيابِ، وفاخِرِ المَتاع، فجَعَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العِيابَ المُشَرَّجَةَ على مَا فِيها مَثَلاً للقُلُوبِ طُوِيَتْ على مَا تَعاقَدُوا، وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر:
(وكادجتْ عِيابُ الوُدِّ بَيْنِي وبَيْنَكُم ... وإِنْ قِيلَ أَبناءُ العُمُومَةِ تَصْفَرُ)
فجَعَلَ الصُّدُورَ عِياباً لِلوُدِّ، أَو مَعْناهُ أَنَّ الشَّرَّ يكوننُ} مَــكْفُــوفاً بَيْنَهُم، كَمَا تُــكَفُّ العِيابُ إِذا أُشْرِجَتْ على مَا فِيهَا من المَتاعِ، كذلِكَ الذْحُولُ الَّتِي كانَتْ بَيْنَهم قد اصْطَلَحُوا على أَنْ لَا يَنْشُرُوها، بل يَتَكافُونَ عَنها، كأَنَّهم جَعَلُوها فِي وعاءٍ وتَشاجْرُوا عَلَيْها وَهَذَا الوَجْهُ قد نَقَلَه أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ.
وَمن المجازِ: هُو مَــكْفُــوفٌ، وهم {مَكافِيفُ، وَقد} كُفَّ بَصَرُه، بالفَتْحِ والضَّمِّ الأَولَى عَن ابنِ الأعرابِيِّ: عَمِيَ ومُنِعَ من أَنْ يَنْظُرَ. {وكَفَــفْتَه عَنْهُ كَفّــاً: دَفَعْتُه ومَنَعْتُه وصَرَفْتُه عَنهُ، نقَلَه الجوهَرِيُّ،} كــكَفْكَفْــتُه نقلَه الصاغانيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وَمِنْه قولُ أَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيّ:
(أَلَمْ تَرَنِي سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... {وكَفْكَفْــتُ عنكُمْ أَكْلُبِي وَهِي عُقَّرُ)
} فــكَفَّ هُو قالَ الجوهريُّ: لازِمٌ مُتَعَدٌّ والمصْدَرُ واحدٌ، وقالَ اللَّيْثُ: {كَفَــفْتُ فُلاناً عَن السُّوءِ، فــكَفَّ} يَــكُفُّ كَفّــاً، سَواءٌ لَفْظُ اللازِمِ والمُجاوِزِِ. {وكَفــافُ الشَّيْءِ كسَحابٍ: مِثْلُه، وقَيْسُه. (و) } الــكَفــافُ من)
الرِّزْقِ والقُوتِ: مَا كَفَّ عَن النَّاسِ وأَغْنَى وَفِي الصِّحاحِ: أَي أَغْنى، وَفِي الحديثِ: اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفــافاً {كالْــكَفَــفِ مَقْصُوراً، مِنْهُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: نَفَقَتُه الــكَفــافُ: أَي لَيْسَ فِيها فَضْلٌ، وإِنَّما عندَه مَا} يَــكُفُّــه عَن الناسِ، وَفِي حدِيُثِ الحَسَن: ابْدَأْ بمَنْ تَعُولُ، وَلَا تُلامُ على {كَفــافٍ يَقول: إِذا لم يكُنْ عندَك فضْلٌ لم تُلَمْ على أَن لَا تُعْطِيَ أَحَداً. وقولُ رُؤْبَةَ لأَبيهِ العَجّاجِ: فلَيْتَ حَظِّي مِنْ نَداكَ الضّافِي والفَضْلِ أَنْ تَتْرُكَنِي كَفــافِ هُوَ من قَوْلِهم: دَعْنِي كَفــافِ، كقَطامِ: أَي كُفَّ عَنِّي،} وأَــكُفُّ عَنْكَ أَي: نَنْجُو رَأْساً برَأْسٍ، يَجِيءُ مُعْرَباً، وَمِنْه قولُ الأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ:
(أَلا لَيْتَ حَظِّي من غُدانَةَ أَنّه ... يُكُونُ! كَفــافاُ، لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: وَدِدْتُ أَنِّي سَلِمْتُ من الخِلافَةِ {كَفــافاً، لَا عَليَّ وَلَا لِيَ وَهُوَ نَصْبٌ على الحالِ، وقِيلَ: إِنَّه أَرادَ} مَــكفُــوفاً عَنِّي شَرُّها. {وكُفَّــةُ القَمِيصِ، بالضَّمِّ: مَا اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّيْلِ كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو كُلُّ مَا اسْتَطالَ فَهُوَ} كُفَّــةٌ بالضَّمِّ، كحاشِيَةِ الثّوْبِ، وكُفَّــةِ الرَّمْلِ والجَمْعُ: {كِفــافٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ. (و) } الــكُفّــةُ: حَرْفُ الشَّيءِ لأَنَّ الشيءَ إِذا انتَهَى إِلَى ذلِكَ كَفَّ عَن الزِّيادَةِ قالَه الأَصْمَعِيُّ. والــكُفَّــةُ من الثَّوْبِ: طُرَّتُه العُلْيا التِي لَا هُدْبَ فِيها وَقد {كفَّ الثَّوْبَ} يَــكُفُّــه {كَفّــاً: تَرَكَه بِلَا هُدْب. والــكُفَّــةُ: حاشِيَةُ كُلِّ شَيءٍ وطُرَّتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَمّا كُفَّــةُ الرَّمْلِ والقَمِيصِ فطُرَّتُهُما وَمَا حَوْلَهُما. ج: كصُرَدٍ، وجِبالٍ وَفِي بعضِ النُّسَخ ج: كصُرَدٍ، جج: كِفــافٌ. أَي أَنَّ الأَخَيرَ جَمْعُ الجَمْعِ، والأَوَّلُ هُوَ الصوابُ، وَمن الأَوّلِ قولُ عليِّ رَضِي الله عَنهُ يصِفُ السَّحابُ: والْتَمَعَ بَرْقُه فِي} كُفَــفِه أَي فِي حواشِيه. {وكِفــافُ الشيءِ، بالكَسْرِ: حِتارُه قالَه الأَصمعيُّ. وَمن السّيْفِ: غِرارُه ونصُّ النوادِرِ للأَصمَعِيِّ:} كِفــافَا الشَّيءِ: غِراراهُ. قالَ: {والــكِفَّــةُ، بالكَسْرِ مَنَ المِيزانِ: م، أَي معروفٌ، قالَ ابنُ سِيدَه: والكَسْرُ فِيهَا أَشْهَرُ وَقد يُفْتَحُ وأَباها بَعْضُهم. (و) } الــكِفَّــةُ من الصائِدِ: حِبالَتُه تُجْعَلُ كالطَّوْقِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشاعِرِ:
(كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ وَهِي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المَطْلُوبِ كِفَّــةُ حابِلِ)
ويُضَمُّ. والــكِفَّــةُ من الدُّفِّ: عُودُه قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّــةٌ، بالكَسْرِ، كدارَةِ الوَشْمِ، وعُودِ الدُّفِّ، وحِبالَةِ الصَّيْدِ. والــكِفَّــةُ، نُقْرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ يَجْتَمعُ فِيهَا الماءُ. والــكِفَّــةُ من اللِّثَةِ: مَا انْحَدَرَ مِنْها على أُصَولِ الثَّغْرِ، وَكَذَا فِي التَّهْذِيبِ، وَفِي المُحْكَم: هِيَ مَا سالَ مِنّها على الضِّرْسِ ويُضَمُّ. (ج: {كِفَــفٌ، وكِفــافٌ بكسرهما.} والــكِفَــفُ أَيْضا: أَي بالكَسْر فِي الوَشْمِ: داراتٌ تَكُونُ فيهِ قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشَدَ قولَ لَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أَو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... {كفَــفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها)
} كالــكَفَــفِ، مُحَرَّكَةً. (و) {الــكِفَــفُ: النُّقَرُ الَّتِي فِيها العُيُونُ وَمِنْه} المُسْتَــكِفّــاتُ على مَا يَأْتي بيانُه. وَقَالَ الفرّاءُ: الــكُفَّــةُ، بالضمِّ من الشَّجَرِ: مُنْتَهاهُ حيْثُ يَنْتَهِي ويَنْقَطِعُ. والــكُفَّــةُ من النّاسِ: الكَثْرَةُ وَذَلِكَ أَنّك تَعْلُو الفَلاَة أَو الخَطِيطة، فَإِذا عايَنْتَ سَوادهُمْ وجَماعَتهم قلتْ: هاتِيكَ كُفَّــةُ النّاسِ. أَو {كُفَّــتُهم: أَدْناهُم إِليكَ مَكاناً. والــكُفَّــةُ من الغَيْمِ: طُرَّتُه كطُرَّةِ الثّوْبِ، وَقيل: ناحِيَتُه، قَالَ القَنانِيُّ:
(وَلَو أَشْرَفتْ من} كُفَّــةِ السِّتْر عاطِلاً ... لقُلْتَ غَزالٌ مَا عليهِ خَضاضُ)
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الــكُفَّــةُ: مثلُ العَلاةِ، وَهِي حَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ وطِينٌ، ثمَّ يُطْبَخُ فيهِ الأَقِطُ.
قَالَ: والــكُفَّــةُ من اللَّيْلِ: حيثُ يَلْتَقِي اللِّيْلُ والنَّهارُ، إِمّا فِي المَشْرِقِ وِإِمّا فِي المَغْرب. وَفِي اللِّسانِ: الــكُفَّــةُ: مَا يُصادُ بِهِ الظِّباءُ يُجْعَلُ كالطَّوْقِ. والــكُفَّــةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والــكُفَّــةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها. والــكُفَّــةُ من الرَّمْل: مَا اسْتَطالَ فِي اسْتِدارَةٍ وَهَذَا بعَيْنِه قد تقَدَّم آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، وكأَنَّه جَمَعَ بَين القَوْلَيْنِ: أَي الاسْتِطالَة والاسْتِدارة. وقالَ الفَرّاءُ: يُقال: {اسْتَــكَفُّــوا حَوْلَه: إِذا أَحاطُوا بهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَمِنْه الحَدِيثُ، أَنَّه صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الكَعْبَةِ وَقد} اسْتَــكَفَّ لَهُ النّاسُ فخَطَبَهُم، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(إِذ رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدَا والعُيُونُ {المُسْتَــكِفَّــةُ تَلْمَحُ)
(و) } اسْتَــكَفَّــت الحَيَّةُ: إِذا تَرَحَّتْ كالــكِفَّــةِ. واسْتَــكَفَّ الشَّعَرُ: اجْتَمَعَ وانضَمَّت أَطْرافُه. واسْتَــكَفَّ بالصَّدَقَةِ: إِذا مَدَّ يَدَه بِها وَمِنْه الحَدِيثُ: المُنْفِقُ على الخَيْلِ {كالمُسْتَــكِفِّ بالصَّدَقَةِ: أَي الباسطِ يدَه يُعْطِيها. واسْتَــكَفَّ السائِلُ: طَلَبَ بِــكَفِّــهِ} كتَــكَفَّــفَ وَقد {اسْتَــكَفَّــهُم،} وتَــكَفَّــفَهُمْ، وفلانٌ {يسْتَــكِفُّ الأَبْوابَ} ويَتَــكَفَّــفُها، وَفِي الحديثِ: إِنَّ: َ إِنْ تَذَر وَرَثَتَكَ أَغْنِياءً خَيْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم عالَةً {يَتَــكَفَّــفُونَ الناسَ والاسمُ} الــكَفَــفُ مُحَرَّكَةً قَالَه الهَرَوِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: اسْتَــكَفَّ {وتَــكَفَّــفَ: إِذا أَخَذَ بيَطْنِ كَفِّــه، أَو سأَلَ كَفّــاً من الطَّعامِ، أَو} يَــكُفُّ الجُوعَ. ويُقال: {تَــكَفَّــفَ} واسْتَــكَفَّ: إِذا أَخَذَ الشيءَ {بــكَفِّــهِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وَلَا تُطْعِمُوا فِيهَا يَداً مُسْتَــكفَّــةً ... لغَيْرِكُمُ لَو تَسْتَطِيعُ انْتِشالُها)
} واسْتَــكْفَــفْتُه: اسْتَوْضَحْتُه، بأَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ، كمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ يَنْظُرُ إِلَى الشَّيْءِ)
هَل يَراهُ، نقَلَه الجوهريُّ، وَقَالَ الكسائِيُّ: {اسْتَــكْفَــفْتُ الشَّيءَ، واسْتَشْرَفْتُه، كِلاهُما أَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبكَ، كالَّذِي يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ، حتَّى يَسْتَبينَ. يُقال:} اسْتَــكَفَّــتْ عَيْنُه: إِذا نَظَرَتْ تَحْتَ الــكَفِّ. وقولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ رضيَالله عَنهُ:
(ظَلَلْنا إِلَى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إِلى {مُسْتَــكِفّــاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ)
قِيل:} المُسْتَــكِفّــاتُ: هِيَ العُيُونُ لأَنَّها فِي {كِفَــفٍ: أَي نُقَرٍ، وقِيل:} المُسْتَــكِفَّــةُ هُنَا: هِيَ الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ يُقال: جَمَّةٌ مُجْتَمِعةٌ، لَهُنَّ غُروبٌ: أَي دُموعُهُنَّ تَسِيلُ مِمّا لَقِينَ من التَّعَبِ، وقِيلَ: أَرادَ بهَا الشَّجَرَ قد اسْتَــكَفَّ بَعْضُها إِلَى بَعْضٍ. والغُرُوب: الظِّلالُ. {وتَــكَفْكَفَ عَن الشَّيْءِ:} انْــكَفَّ وهما مُطاوِعَا كَفَّــهُ، {وكَفْكَفَــه. وَقَالَ الأَزهريُّ:} تَــكَفْكَفَ أَصلُه عندِي منَ {وكَفَ} يَــكِفُ، وَهَذَا كقَوْلِهم: لَا تَعِظِينِي وتَعَظْعْظِي، وقالُوا: خَضْخَضْتُ الشَّيْءَ فِي الماءِ، وأَصلُه من خُضْتُ. {وانْــكَفُّــوا عَن المَوْضِعِ: تَرَكُوه نقَله الصاغانيُّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قد يُجْمَع الــكَفُّ عَلَى} أَــكْفــافٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ:
(يُمْسُونَ ممّا أَضْمَرُوا فِي بُطُونِهِمْ ... مُقَطَّعَةً أَــكْفــافُ أَيْدِيهِمُ اليُمْنُ) {والــكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ.} والــكَفَّــةُ: المَرَّةُ من الــكَفِّ. {واكْتَفَّ} اكْتِفافاً: انْــكَفَّ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: {كَفْكَفَ: إِذا رَفِقَ بغَرِيمِه، أَو رَدَّ عَنْهُ من يُؤْذِيه.} واسْتَــكَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، من الــكَفِّ عَن الشَّيْءِ.
{وتَــكَفْكَفَ دَمْعُه: ارْتَدَّ.} وكَفْكَفَــه هُوَ: مَسَحه مَرَّةً بعدَ أُخْرَى ليَرُدَّه. {والــكَفِــيفُ، كأَمِيرٍ: الضَّرِيرُ، وَقد لُقِّبَ بِهِ بعضُ المُحَدِّثِينَ،} كالمَــكْفُــوفِ وجَمْعُه {مَكافِيفُ.} والــكِفــافُ من الثّوْبِ: موضِعُ الــكفِّ.
وَفِي الحَدِيثِ: لَا أَلْبَسُ القَمِيصَ {المُــكَفَّــفَ بالحَرِيرِ أَي الَّذِي عُمِلَ على ذَيْلِه وأَكْمامِه وجَيْبِه} كِفــافٌ من حَرِيرٍ. كُلُّ مَضَمِّ شيءٍ: {كِفــافُه، وَمِنْه} كِفــافُ الأُذُنِ، والظُّفُر، والدُّبُرِ. {وكِفــافُ السَّحابِ: أَسافِلُه: والجمعُ} أَــكِفَّــةٌ. والــكِفــافُ: الحُوقَةُ والوَتَرةُ. {والمُسْتَــكِفُّ: المُسْتَدِيرُ} كالــكِفَّــةِ. {وكَفَّ عليهِ ضَيْعَتَه: جَمَعَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَه وضَمَّها إِليه. وكفَّ ماءَ وَجْهِه: صانَهُ ومَنَعَه عَن بَذْلِ السُّؤالِ. وَفِي الحَدِيثِ:} كُفِّــي رَأْسِي: أَي اجْمَعِيهِ وضُمِّي أَطْرافَُه، وَفِي رِوَايَة كُفِّــي عَنْ رَأْسِي أَي: دَعِيه واتْرُكِي مَشِطَه. واستَــكَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إِلَى بعضٍ: اجْتَمعَ، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُمَيْدٍ السابقُ، كَمَا تقَدَّم. {وأكافِيفُ الجَبَلِ: حُيُودُه، قَالَ:
(مُسْحَنْفِراً من جبالِ الرومِ يَسْتُرُه ... مِنْها} أَكافِيفُ فِيما دُونَها زَوَرُ)

يصف الفُراتَ وجَرْبَه فِي جبالِ الرُّومِ المُطِلَّةِ عَلَيْهِ، حَتَّى يَشُقَّ بلادَ العِراقِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُقال: فلانٌ لَحْمُه {كَفــافٌ لأَدِيمِه: إِذا امْتَلأَ جِلْدُه من لِحْمِه، قَالَ النَّمِرُ بن تَوْلَب:
(فُضُولٌ أَراها فِي أَدِيمىَ بعدَما ... يكونُ كَفــافَ اللَّحْمِ أَو هُو أَجْمَلُ)
أَرادَ بالفُضُول: تَغَضُّنَ جِلدِه لِكبَرِه بَعْدَما كانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ، وكانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مَعَ اللَّحْمَ لَا يَفْضُل عَنهُ، وَهُوَ مجازٌ. وقَولُه أَنشدَه ابنُ الأعرابِيِّ:
(نَجُوسُ عِمارَةً} ونَــكُفُّ أُخْرَى ... لَنا حَتّى يُجاوِزَها دَلِيلُ)
رامَ تَفْسِيرَها فَقَالَ: {نَــكُفُّ: نأْخُذُ فِي كِفــافِ أُخْرَى، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا ليسَ بتَفْسِيرٍ لأَنَّه لم يُفِسِّر} الــكِفــافَ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِير هَذَا البَيْتِ: يَقُولُ: نَطَأَُ قَبيلَةً ونَتَخَلَّلُها، ونَــكُفُّ أُخْرَى: أَي نَأْخُذُ فِي {كُفَّــتِها، ناحِيتُها، ثمَّ نَدَعُها ونَحْنُ نَقْدِرُ عَلَيْهَا. والــكِفــافُ، ككِتابٍ: الطَّوْرُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ:
(أَحارِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُضِيءُ كِفــافاً ويَخْبُو} كِفــافَا)
كَفَّــت الزَّنْدَةُ كَفَّــا: صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها، نقلَه ابنُ القَطّاع. ورَجُلٌ} كافٌّ، {ومَــكْفُــوفٌ: قد كَفَّ نَفْسَه عَن الشَّيْءِ.} والمُكافَّةُ: المُحاجَزَةُ. {وتَكافُّوا: تَحاجَزُوا.} واسْتَــكَفَّ الرجلُ: اسْتَمْسَكَ.
ويُقال: هُوَ أَضْيَقُ مِنْ كِفَّــةِ الحابِلِ. وثَوْبٌ {مُــكَفَّــفٌ: خِيطَ أطرافُه بحَرِيرٍ. وجِئْتُه فِي} كُفَّــةِ اللَّيْلِ: أَي أَوَّلِه، وَهُوَ مجازٌ. 
ك ف ف: (الْــكَفُّ) وَاحِدَةُ (الْأَــكُفِّ) . وَ (كِفَّــةُ) الْمِيزَانِ بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَالْجَمْعُ (كِفَــفٌ) بِكَسْرِ الْكَافِ. وَ (الْكَافَّةُ) الْجَمِيعُ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: لَقِيتُهُمْ كَافَّةً أَيْ كُلَّهُمْ. وَ (كَفَّ) الثَّوْبَ: خَاطَ حَاشِيَتَهُ وَهِيَ الْخِيَاطَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ الشَّلِّ. وَ (الْمَــكْفُــوفُ) الضَّرِيرُ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، وَ (كَفَّ) بَصَرُهُ أَيْضًا. وَ (كَفَّــهُ) عَنِ الشَّيْءِ فَــكَفَّ وَهُوَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُ الْكُلِّ رَدَّ. وَ (الْــكَفَــافُ) مِنَ الرِّزْقِ الْقُوتُ وَهُوَ مَا كَفَّ عَنِ النَّاسِ أَيْ أَغْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَــافًا» . وَ (اسْتَــكَفَّ) وَ (تَــكَفَّــفَ) بِمَعْنًى وَهُوَ: أَنْ يَمُدَّ كَفَّــهُ يَسْأَلُ النَّاسَ، يُقَالُ: فُلَانٌ (يَتَــكَفَّــفُ) النَّاسَ. 

وكف

وكف:
وَــكَف: غرق سفينة naufrage ( انظر معجم الجغرافيا).
كف) الدَّابَّة وضع عَلَيْهَا الوكاف والوكاف عمله
و ك ف: (وَــكَفَ) الْبَيْتُ أَيْ قَطَرَ وَبَابُهُ وَعَدَ، وَ (وَكِيفًا) وَ (تَوْكَافًا) أَيْضًا. وَ (أَوْــكَفَ) الْبَيْتُ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (الْوِكَافُ) وَ (الْإِكَافُ) لِلْحِمَارِ، يُقَالُ: (آكَفَــهُ) وَ (أَوْــكَفَــهُ).
و ك ف : وَــكَفَ الْبَيْتُ بِالْمَطَرِ وَالْعَيْنُ بِالدَّمْعِ وَــكْفًــا مِنْ بَابِ وَعَدَ وَوَكُوفًا وَوَكِيفًا سَالَ قَلِيلًا قَلِيلًا وَيَجُوزُ إسْنَادُ الْفِعْلِ إلَى الدَّمْعِ وَأَوْــكَفَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ. 
و ك ف

وكف السقف وكيفاً، ووكفــت الدلو. قال العجاج:

وكيف غربي دالج تبجّسا

ودمع واكف، ومنحة وكوف: غزيرة. وهذا الأمر وكفٌ عليك: عيبٌ.

ومن المجاز: فلان يتوكّف الأخبار، نحو: يستقطر الأخبار.
كف) المَاء وَغَيره (يــكف) وكفــا ووكيفا ووكفــانا سَالَ وقطر قَلِيلا قَلِيلا وَالْبَيْت بالمطر تقاطر سقفه وَالْعين الدمع أسالته وَيُقَال وكفــت الْعين بالدمع

كف) (يوكف) وكفــا مَال وجار وَوَقع فِي عيب أَو مأثم وعقله ورأيه فسد وَالشَّيْء ثقل وَاشْتَدَّ
وكف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبيد بن عُمَيْر أهل الْقُبُور يَتَوَــكَّفُــون الأخبارَ فَإِذا مَاتَ الْمَيِّت سَأَلُوهُ: مَا فعل فلَان وَمَا فعل فلَان من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عبيد بن عُمَيْر. قَالَ أَبُو عَمْرو: يتوكفــون يتوقعون والتوكف التوقع.

وكف

1 وَــكَفَ said of water from the eyes: see a verse cited voce رَسَمَ. One of its inf. ns. is وَــكَفَــانٌ. (K, voce جذٌّ.) 2 وُــكِّفَ عَلَى الخُبْزِ [It was made to drip upon bread]; said of fat melting and dripping. (TA in art. جمل.) b2: وَــكَّفَ and ↓ أَوْــكَفَ: see أَــكَّفَ and آكَفَ.4 أَوْــكَفَ see 2.

وَــكْفٌ

: see an ex. in a verse cited voce خَيْطَةٌ.

وَكِيفٌ

, inf. n. of 1: see رِسَمَ.

وكف


وَــكَفَ
a. [ يَــكِفُ] (n. ac.
وَــكْف
وَكِيْف
وُكُوْف
تَوْكَاْف), Dropped, dripped.
b. Had eaves, gutters (roof).
وَــكِفَ(n. ac. وَــكَف)
a. Had faults, vices. — (??) Was unjust.
c. Bent, was (??) Saddled (ass).

وَاْــكَفَ
( acc. &
a. Fī), Attacked in (??) (b) & II. — (??) (??) (??) (??) (??) Made to drip.
وَــكْفa. Leather cloth.

وَــكَف
(pl.
أَوْكَاْف)
a. Fault, weakness; vice, crime.
b. Weight, heaviness; gravity.
c. Eaves; projecting roof; gutter.
d. Sweat.
e. Foot of a mountain; hollow.

وِكَاْف
وُكَاْفa. Pack-saddle.

وَكُوْفa. Milch (camel).
إِكَاف
a. see 23
(و ك ف) : (وَــكَفَ) الْبَيْتُ وَكِيفًا قَطَرَ سَقْفُهُ وَمِنْهُ (نَاقَةٌ أَوْ شَاةٌ وَكُوفٌ) أَيْ غَزِيرَةُ الدَّرِّ كَأَنَّهَا تَــكِفُ بِهِ (وَاسْتَوْــكَفَ) سَأَلَ الْوَكِيفَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «تَوَضَّأَ فَاسْتَوْــكَفَ ثَلَاثًا» أَيْ فَاسْتَقْطَرَ الْمَاءَ يَعْنِي اصْطَبَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَغَسَلَهُمَا قَبْلَ إدْخَالِهِمَا فِي الْإِنَاءِ وَقِيلَ بَالَغَ فِي غَسْلِ الْيَدَيْنِ حَتَّى وَــكَفَ مِنْهُمَا الْمَاءُ (الْوِكَافُ) (وَأَوْــكَفَ) فِي (اك) .
كف] وَــكَفَ البيت وَــكْفــاً ووَكيفاً وتَوْكافاً، أي قَطَرَ. وأَوْــكَفَ البيتُ لغةٌ فيه. وناقةٌ وَكوفٌ، أي غزيرةٌ. والوَــكْفُ: النِطْعُ. قال أبو ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ بجرداَء مثلِ الوَــكْفِ يَكْبو غرابها والتوكف: التوقع. يقال: ما زلت أَتَوَــكَّفُــهُ حتَّى لقيته. والوَــكَفُ بالتحريك: الإثمُ. وقد وَــكِفَ يَوْــكَفُ، أي أثِمَ. والوَــكَفُ أيضاً: العيبُ. يقال: ليس عليك في هذا وَــكَفٌ، أي منقصةٌ وعيبٌ. قال الشاعر : والحافظ وعورة العشيرة لايأ تيهم من ورائهم وكف وقول الراجز :

يَعْلو دَكاديكَ ويَعْلو وَــكَفــا * هو سفح الجبل. والوِكافُ والإكافُ للحمار. يقال آكَفْــتُ البغل وأَوْــكَفْــتُهُ.
وكف
الوِكَافُ والإِكَافُ: لُغَتَانِ، وهو الوُكَافُ والأُكاف، والجميع الأكُفُ. وأوْــكَفْــتُ الدابَّةَ أُوْــكِفُــها إيْكافاً فهي مُوْــكَفَــة، ووَــكَّفْــتُها تَوْكِيْفاً، فهي مُوَــكَّفَــةٌ. وأكَّفْــتُ إكَافاً: اتَّخَذْته، ووَــكَّفْــتُه: مِثْلُه.
والوَــكْفُ: القَطْرُ، وَــكَفَ الماءُ يَــكِفُ، والدَّمْعُ يَــكِفُ، وَكِيْفاً ووَــكْفــاً ووُكُوْفاً ووُكَافاً، وهو واكفٌ. ووَــكَفَ البيتُ وأوْــكَفَ - بالألف -.
ومِنْحَةٌ وَكُوْفٌ: أي غَزِيْرَةٌ، نَحْوُ الناقَةِ الوَكُوْف.
والوَــكْفُ: النِّطَعُ.
والوَــكَفُ: العَيْبُ، يُقالُ: في هذا الأمْرِ وَــكَفٌ عليكَ أي عَيْبٌ.
والوَــكَفُ - أيضاً -: المُصِيْبَةُ في المال. ووَــكِفَ الرَّجُلُ في ماله وَــكَفــاً: إذا ذهَبَ مالُه ونَقَصَ. وهو الإثْمُ أيضاً، وأوْــكَفْــتُه: أوْقَعْته في الإثْم.
وتَوَاكَفَ القَوْمُ: انْحَرَفُوا.
وهو يَتَوَــكَفُ عِيَالَهُ: أي يَتَعَهَّدُهم. ويَتَوَــكَفُ الأخْبَارَ: يَتَوَقَعُها ويَسْألُ عنها.
وكف
وكَفَ/ وكَفَ بـ يــكِف، كِفْ، وَــكْفًــا ووكيفًا ووَــكَفــانًا، فهو واكِف، والمفعول موكوف (للمتعدِّي)
• وكَف الدَّمعُ ونحوُه: سالَ وقطرَ قليلاً قليلاً.
• وكفــتِ العينُ الدَّمعَ/ وكفــتِ العينُ بالدَّمْع: أسالته. 

أوكفَ يُوكف، إيكافًا، فهو مُوكِف
• أوكف الدَّمعُ ونحوُه: وكفَ، سال وقطَر قليلاً قليلاً "أوكف السَّائلُ/ الماءُ". 

وَــكْف [مفرد]: مصدر وكَفَ/ وكَفَ بـ. 

وَــكَفــان [مفرد]: مصدر وكَفَ/ وكَفَ بـ. 

وكيف [مفرد]: مصدر وكَفَ/ وكَفَ بـ. 
كف] نه: فيه: من منح منحة "وكوفا"، أي غزيرة اللبن، وقيل: التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها، من وكف البيت والدمع - إذا تقاطر. ط: أي تعطي المحتاج المنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظالم، أي التعطف والرجوع إليها بالبر، وهما بالنصب أي امنح المنحة وأثر الفيء، وإن روى بالرفع فعلى الابتداء أي ومما يدخل الجنة المنحة والفيء. نه: ومنه: إنه توضأ "واستوكف" ثلاثا وبالغ حتى وكف منهما الماء. وفيه: خيار الشهداء عند الله أصحاب "الوكف"، ونسرهم بقوم تــكفــأ عليهم مراكبهم في البحر، الوكف في البيت مثل الجناح يكون عليه الكنيف، يعني أن مراكبهم انقلبت بهم فصارت فوقهم مثل أوكاف البيوت، والوكف - لغة: الميل والجور. ومنه: ليخرجن ناس من قبورهم على صورة القردة بما داهنوا أهل المعاصي ثم "وكفــوا" عن علمهم وهم يستطيعون، أي قصروا ونقصوا، يقال: ما عليك من ذلك وكف، أي نقص. ومنه ح: البخيل في غير "وكف"، وقال الزمخشري: الوكف: الوقوع في المأثم والعيب، وقد وكف يوكف، وتوكف الخبر - إذا انتظر وكفــه أي وقوعه. ومنه ح: أهل القبور "يتوكفــون" الأخبار، أي يتوقعونها، فإذا مات الميت سألوه: ما فعل فلان وما فعل فلان. ط: الحمار "الموكفــة"، من أكفــت الحمار وأوكفــته، أي شددت عليه الأكاف.
(وك ف)

وَــكَف الدمع وَالْمَاء وَــكْفــا، ووَكِيفا، ووُكُوفا، ووَــكَفــانا سَالَ.

ووَــكَفَــت الْعين الدمع وَــكْفــا، ووكيفا: أسالته.

ووكفــت الدَّلْو وكْفــا، ووَكِيفا: قطرت.

وَقيل: الوَــكْف: الْمصدر، والوكيف: الْقطر نَفسه.

ووَــكَف الْبَيْت وَــكْفــاً. ووَكيفا، ووُكُوفا، ووُــكُفــانا، وأوكف، وتوكَّف: هطل. وَكَذَلِكَ: السَّطْح.

وشَاة وَكوف: غزيرة اللَّبن.

وَكَذَلِكَ منِحْة وَكوف.

وأوكفــت الْمَرْأَة: قاربت أَن تَلد.

والوَــكَف: النِّطَع.

والوَــكَف: مثل الْجنَاح فِي الْبَيْت يكون على الكُنّة أَو الكَنِيف.

والوَــكْف: الْإِثْم.

وَقيل: الْعَيْب وَالنَّقْص.

وَقد وَــكِف.

وأوكفــه: أوقعه فِي إِثْم.

وَلَيْسَ فِي هَذَا الْأَمر وَــكْف، وَلَا وَــكَف: أَي فَسَاد، عَن ابْن الْأَعرَابِي وثعلب.

والوَــكَف من الأَرْض: المنخفض غير الْمُرْتَفع، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الْمَكَان الغمض فِي أصل شرف.

وتوكَّف الأَثَرَ: تتبعه.

والتوكُّف: التوقع والانتظار، وَفِي الحَدِيث: " أّهلُ الْقُبُور يتوكَّفــون الْأَخْبَار " أَي ينتظرونها ويسألون عَنْهَا.

وتوكَّف عِيَاله وحشمه: تعهدهم.

والوِكاف يكون للبعير وَالْحمار والبغل قَالَ يَعْقُوب وَكَانَ رؤبة ينشد:

كالكَوْدَن المَشْدُودِ بالوِكاف

وَالْجمع: وُــكُف.

وأوكف الدابَّة، حجازيَّة، ووكَّفــها، جَمِيعًا: وضع عَلَيْهَا الوِكاف.

ووَــكَّف وِكافا: عمله. 
وكف
الوَــكْفُ: النِّطَعُ، قال أبو ذُؤيب الهُذليّ:
تَدَلّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْلِ الوَــكْفِ يَكْبُو غُرَابُها
" و " وَــكَفَ البيت يَــكِف وَــكْفــاً ووَكِيْفاً وتَوْكافاً: أي قطر، قال العجّاج:
وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى ... وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَا
وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم.
وقال الليث: الوَــكَفُ؟ بالتحريك -: وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ. وقول النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَــكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَــكَفِ؟ قال: قوم تَــكَفَّــأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر. قال شَمِر: الوَــكَفُ قد جاء مفسّراً في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَــكَفَّــأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت.
والوَــكَفُ؟ أيضاً -: العَيب والإثم، وقد وَــكِفَ؟ بالكسر - وَــكَفــاً. ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَــكَفٍ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. قال مالك بن العَجلان الخَزرجي؟ وهو من أبيات الكِتاب - ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك:
الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ ... تِيْهمُ من وَرائنا وَــكَفُ
أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ.
والوَــكَفُ في قَول العجاج يصِف ثوراً:
غَدا يُباتري خَرِصاً واسْتَأْنَفا ... يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَــكَفــاً
سَفْحُ الجبل.
والوكَفُ؟ أيضاً -: الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَــكَفَ فلان: أي جوْرَه.
وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَــكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان.
وقال ابن فارس: الوَــكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ؟ رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَــكَفُ: العَرَق؟ بعين مُحقَّقة -، وأنْشد:
رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَــةً بهمْ ... على وَــكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ
وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَــكْفٌ ولا وَــكَفٌ: أي فَساد وضَعْف.
ووَــكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَــكَفــوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ.
والوَــكْفُ - بسُكُونِ الكاف -: النِّطَعُ.
والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ.
وقال ابن عَبّاد: أوْــكَفْــتُه: أوقعتُه في الإثم.
وأوْــكَفَ البيت: لغة في وَــكَفَ.
ويقال: أوْــكَفْــتُ البغل وآكَفْــتُه ووَــكَّفْــتُه تَوْكِيْفاً وأكَّفْــتُه تَأكِيْفاً: إذا وضعْت عليه الوِكافَ.
واسْتَوْــكَفَ: أي اسْتَقطَر. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثاً. والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء. وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور - رضي الله عنه - يَصف الخَمْر.
إذا اسْتُوْــكِفَــتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها ... كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِيْبُ
وواكَفْــتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته، قال ذو الرُّمة:
مَتا ما يُوَاكِفْــهُ ابنُ أنْثَى رَمَتْ بهِ ... مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ
ويُروى: " مَتا ما يُواجِهْها " أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل.
ويقال: هو يَتَوَــكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم.
ويقال: توَــكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَــكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه. ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفــون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان.
وقال أبو عمرو: التَّوَــكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَــكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال:
سَرى مُتَوَــكِّفــاً عن آلِ سُعْدى ... ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنا
وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا.

وكف: وكَف الدمعُ والماء وكْفــاً ووَكِيفاً ووُكوفاً ووَــكَفــاناً: سال.

ووَــكَفَــت العينُ الدمْعَ وكْفــاً ووَكيفاً: أَسالته. اللحياني: وكفَــت العينُ

تَــكِفُ وكْفــاً ووَكِيفاً، وسحاب وَكُوف إذا كانت تَسِيل قليلاً قليلاً.

ووكَفَــت الدلْوُ وكْفــاً ووَكِيفاً: قطرت، وقيل: الوكْف المصدر،

والوَكِيفُ القطر نفسه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، توضأَ

فاستوكف ثلاثاً؛ قال غير واحد: معناه أَنه غسل يديه ثلاثاً وبالغ في صبّ الماء

على يديه حتى وكف الماءُ من يديه أَي قطر؛ قال حميد بن ثور يصف الخَمر:

إذا اسْتوْــكَفَــتْ باتَ الغَوِيُّ يَسُوفُها،

كما جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ

أَراد إذا استقْطرتْ. واستوكَفْــت الشيء: استَقْطَرْته: ووكَف البيتُ

وكْفــاً ووَكِيفاً ووُكوفاً ووكَفــاناً وتَوْكافاً وأَوكَف وتَوَــكَّفَ: هَطَلَ

وقطَر، وكذلك السطْح، ومصدره الوَكِيف والوَــكْف. وشاة وَكُوف: غَزيرة

اللبن وكذلك مِنْحةٌ وَكُوف وناقة وَكُوف أَي غزيرة. وفي الحديث: أَنه، صلى

اللّه عليه وسلم، قال: من مَنَحَ مِنْحةَ وَكُوفاً فله كذا وكذا؛ قال

أَبو عبيد: الوكوف الغزيرة الكثيرة الدَّرِّ، ومن هذا قيل: وَــكَفَ البيتُ

بالمطر، ووكفَــتِ العينُ بالدمع إذا تقاطَر. وقال ابن الأَعرابي: الوكوف

التي لا ينقطع لبنها سنَتها جَمْعاء. وأَوْــكَفــت المرأَة: قارَبت أَن تلد.

والوَــكْف: النِّطَعُ؛ قال أَبو ذؤيب:

ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه

بجَرْداء، مِثْلِ الوكْفِ، يَكْبُو غُرابها

بجَرْداء يعني أَرضاً مَلْساء لا تُنبت شيئاً يكبو غراب الفأْس عنها

لصَلابتها إذا حُفِرت؛ والبيت الذي أَورده الجوهري:

تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ

بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها

والوَــكَفُ: وكَفُ البيت مثل الجَناح في البيت يكون على الكُنَّةِ أَو

الكَنِيف. وفي الحديث: خيارُ الشُّهداء عند اللّه أَصحابُ الوَــكَف؛ قيل:

ومن أَصحابُ الوَــكَف؟ قال: قوم تُــكْفــأُ عليهم مراكبهم في البحر؛ قال ابن

الأَثير: الوَــكَفُ في البيت مثل الجناح يكون عليه الكَنِيف؛ المعنى أَن

مراكبهم انقلبت بهم فصارت فوقهم مثل أَوكاف البيوت، قال: وأَصل الوَــكَف في

اللغة المَيْل والجَوْرُ. والوَــكَف، بالتحريك: الإِثم، وقيل: العيب

والنقْص. وقد وَــكِفَ الرجل يَوْــكَفُ وكَفــاً إذا أَثِمَ. وقد وَــكِفَ يَوْــكَفُ

وأَوكَفَــه: أَوقعه في إثْم. ويقال: ما عليك في هذا وكَفٌ. والوَــكَفُ:

العيب؛ أَنشد ابن السكيت لعمرو بن امرئ القيس، ويقال لقيس بن الخطيم:

الحافِظُو عَوْرَةِ العشيرةِ، لا يَأْ

تيهِمُ من ورائهمْ وَــكَفُ

قال ابن بري: وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون الوكَف بمعنى الإثم، وقال:

هو بمعنى العَيْب فقط.وليس في هذا الأَمر وكْف ولا وكَف أَي فساد. وفي

الحديث: ليَخْرُجَنَّ ناسٌ من قُبورهم في صورة

(*

قوله «في صورة» في النهاية: على صورة.) القِرَدة بما داهَنُوا أَهل

المعاصي ثم وكَفُــوا عن عِلْمهم وهم يَستطيعون؛ قال الزجاج: وكَفــوا عن عِلمهم

أَي قصَّروا عنه ونقَصُوا. يقال: عليك في هذا الأَمر وكَف أَي نقص.

ويقال: ليس عليك في هذا الأَمر وكَف أَي ليس عليك فيه مكروه ولا نقص. وفي حديث

عمر، رضي اللّه عنه: البَخيل في غير وكَفٍ؛ الوكَفُ: الوقوع في المأْثَم

والعيب. وفي عقله ورأْيِه وكَفٌ أَي فساد؛ عن ابن الأَعرابي وثعلب.

التهذيب: يقال إني لأَخشى عليك وكَفَ فلان أَي جَوْرَه ومَيْله؛ قال

الكميت:بكَ يَعْتَلي وكَفَ الأُمُو

ر، ويَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ

وقال أَبو عمرو: الوكَفُ الثِّقلُ والشدَّةُ. وقالت الكِلابية: يقال

فلان على وكَفٍ من حاجته إذا كان لا يدري على ما هو منها، قال: وكل هذا ليس

بخارج مما جاء مفسَّراً في الحديث لأَن التــكفــي

(* قوله التــكفــي: هكذا في

الأصل ولعلها الوكْف.) هو المَيْل. والوكَفُ من الأَرض: ما انهبط عن

المرتفع؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال العجاج يصف ثوراً:

يَعْلو الدَّكاديكَ ويَعْلُو الوَــكَفــا

وقال الجوهري: هو سَفْح الجبل، وقال ثعلب: هو المكان الغَمْضُ في أَصل

شَرف. ابن شميل: الوَــكَفُ من الأَرض القِنْع يتَّسع وهو جَلَد طين وحصى،

وجمعه أَوْكاف.

وتَوَــكَّف الأَثَر: تتبَّعه. والتوكُّف: التوقُّع والانتظار. وفي حديث

ابن عمير: أَهلُ القبور يتوكَّفُــون الأَخْبار أَي ينتظرونها ويسأَلون

عنها، وفي التهذيب: أَي يتوقعونها، فإذا مات الميت سأَلوه: ما فعل فلان وما

فعل فلان؟ يقال: هو يتوكَّف الخبر أَي يتوقَّعه. وتقول: ما زلت أَتوكَّفُــه

حتى لقِيته. ويقال: واكَفْــت الرجل مُواكفــةً في الحرب وغيرها إذا

واجَهْتَه وعارَضْته؛ قال ذو الرمة:

متى ما يُواكِفْــها ابن أُنْثَى، رَمَتْ به

مع الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ، تنكل

(* قوله «تنكل» كذا في الأصل بالنون، وفي شرح القاموس: بثاء مثلثة.)

وتوكَّف عيالَه وحشَمه: تعهَّدهم، وهو يتوكَّفــهم: يتعهَّدهم وينظر في

أُمورهم.

والوُكاف والوِكاف والأُكاف والإكاف: يكون للبعير والحمار والبغل؛ قال

يعقوب وكان رؤبة ينشد:

كالكَوْدَن المَشدُودِ بالوكاف

والجمع وُــكُف؛ وأَوْــكَفَ الدابةَ، حِجازيّة. الجوهري: يقال آكفْــت البغل

وأَوْــكَفْــته. ووكَّفَ الدابةَ: وضع عليها الوكاف. ووكَّف وكافاً: عمله،

اللحياني: أَوكَفْــت البغل أُوكِفُــه إيكافاً، وهي لغة أَهل الحجاز وتميم،

تقول: آكفْــته أُوكِفُــه إيكافاً، وقال بعضهم: وكَّفْــته توكيفاً وأَــكَّفْــته

تأْكيفاً، والاسم الوكاف والإكاف.

وكف
{الوَــكْفُ: النَّطَعُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَدَلَّى عَلَيْها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةِ ... بجَرْداءَ مِثْلِ الوَــكْفِ يَكْبُو غُرابُها)
} ووَــكَفَ البَيْتُ {يَــكِفُ،} وَــكْفــاً، {ووَكِيفاً} وتَوْكافاً: قَطَرَ قَالَ العَجّاجُ: وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ الأَسَى {وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَا} كأَوْــكَفَ قالَ الجَوْهَريُّ: لغةٌ فِي وَــكَفَ، وَكَذَلِكَ السَّطْحُ. وناقَةٌ {وَكُوفٌ: غَزِيرَةٌ نقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّ رَجُلاً جاءَه، فقالَ: أَخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُ الجَنَّةَ، قَالَ: المِنْحَةُ} الوَكُوفُ، والفَيْءُ على ذِي الرَّحِمِ قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ الَكِثيَرةُ الدَّرِّ، وكذلِك شاةٌ وَكُوفٌ، وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الوَكُوفُ: الَّتِي لَا يَنْقَطِعُ لبَنُها سنَتَها جَمْعاءَ. {والوَــكَفُ، مُحَرَّكَةً: المَيْلُ والجَوْرُ يُقال: إنّي لأَخْشَى وَــكَفَ فُلانِ، أَي: جَوْرَه. والوَــكَفُ: العَيْبُ يُقالُ: ليَس عليكَ فِي هَذَا وَــكَفٌ، أَي: مَنْقَصَةٌ وعَيْبٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والوَــكَفُ: الإِثْمُ وَقَدْ وَــكِفَ الرَّجُلُ كوَجِلَ: إِذا أَثِمَ، وأَنشَدَ الجوهريُّ للشّاعِرِ:
(والحافِظُو عَوْرَةَ العَشِيَرةِ لَا ... يَأْتِيِهمُ مِنْ ورائِهِمْ} وَــكَفُقلتُ: هُوَ من أَبْياتِ الكِتابِ، أَنشَدَه ابنُ السَّكِّيتِ لعَمْرِو بن امْرئِ القَيْسِ الخَزْرَجيِّ، وهكَذا رواهُ أَبو زَكَريّا التَّبْريزِيُّ أَيضاً، ويُرْوَى لقَيْسِ ابنِ الخَطِيم، وقِيلَ: لشُرَيْحِ بنِ عِمْرانَ القُضاعِيِّ، ورَواه سِيبَوَيْهِ لرَجُل من الأَنْصارِ، والصَّوابُ أَنّه لمالِك بن عَجْلانَ الخَزْرَجِيِّ، قَالَ ابنُ برِّيّ: وأَنْكَرَ علىُّ بنُ حَمْزَةَ أَنْ يكونَ الوَــكَفُ بِمَعْنى الإِثْمِ، وقالَ: هُوَ بمَعْنَى العَيْب فَقَط. والوَــكَفُ: سَفْحُ الجَبَلِ وَبِه فَسَّرَ الجَوْهِريُّ قولَ العَجّاجِ يصِفُ ثَوْراً: غَدا يُبارِي خَرِصاً واسْتَأْنَفَا يَعْلُو الدَّكادِيكَ ويَعْلُو {وَــكَفَــا وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الوَــكَفُ من الأَرْضِ: مَا انْهَبَطَ عَن المُرْتَفعِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ المَكانُ الغَمْضُ فِي أَصْلِ شَرَفٍ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الوَــكَفُ مِن الأَرْضِ: القِنْعُ يَتَّسِعُ، وَهُوَ جَلَدٌ طِينٌ وحَصىً، والجَمْع:} أَوْكافٌ. والوَــكفُ: العَرَقُ نقَلَه: إبْراهِيمُ الحَرْبِيُّ فِي غَرِيبهِ، هكَذا بالعَيْنِ، وأَنْشَدَ: رأَيْتُ مُلوكَ النّاسِ عاكِفَــةً بهِمْ)
على وَــكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ وعندَ ابنِ فارِسٍ: الفَرَقُ بالفاءِ كَذَا فِي نُسَخِ المُجْمَلِ، والمَقايِيِس ولعَلَّه تَصْحِيفٌ. قالَ الصّاغانِيُّ: ومُنْحَدَرُكَ من الصَّماّنِ إِذا خَلَّفْتَه يُسَمَّى الوَــكَفُ لانْهِباطِه، قالَ جَرِيرٌ: سارُوا إلَيْكَ من السَّهْبَي ودُونَهُمُ فَيْحانُ، فالحَزْنُ، فالصَّماّنُ،! فالوَــكَفُ والوَــكَفُ: الفَسادُ والضَّعْفُ يُقال: ليَس فِي هذَا الأَمْرِ وَــكَفٌ، نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ غيرُه: أَي مَكْرُوهٌ ونَقْصٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ وابنُ الأَعرابِيِّ: فِي عَقْلِه ورَأْسِه وَــكَفٌ، أَي فَسادٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الوَــكَفُ: الثِّقَلُ والشِّدَّةُ. وقالَ اللّيْثُ: الوَــكَفُ: مِثْلُ الجَناحِ يَكُونُ على كَنِيفِ البَيْتِ أَو الكُنَّة ج: أَوْ كافٌ، وَفِي الحَدِيثِ: خَيْرُ هَكَذا فِي النُّسَخِ، والرِّوايَةُ خِيارُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ تعَالَى أَصْحابُ الوَــكَفِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: ومَنْ أَصْحابُ الوَــكَفِ قالَ: أَي الذّيِنِ انْــكَفَــأَتْ والرِّوايَةُ: تَــكَفَّــأَتْ عَلَيْهِمْ مَراكِبُهُم فِي البَحْرِ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: المَعْنَى أَن مَرَاكِبَهُم انْقَلَبَتْ بِهِم فصارَتْ فَوْقَهُم مِثْلَ أَوْ كافِ البَيْتِ وَفِي النِّهايَةِ البُيُوتِ، قالَ شَمِرٌ: هكَذا فَسَّرَُالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأَبِي وأُمِّي. {والوِكافُ، ككِتابٍ وغُرابٍ لُغَتان فِي} الإِكافِ ككِتابٍ وغُرابٍ بالهَمْزِ، يكونُ للبَعِيرِ والحِمارِ والبَغْلِ، قالَ يَعْقُوبُ: وكانَ رُؤْبَةُ يُنْشِدُ: كالكَوْدَنِ المَشْدُودِ {بالوِكافِ} وأَوْــكَفَــه: أَوْقَعَه فِي الإثْم نقَلَه ابْنُ عَبّادٍ. {ووَــكَّفَــه} تَوْكِيفاً نقَلَه الصّاغانِيُّ {وآكفَــهَ} إِيكافاً وَهَذِه لُغَةُ تَمِيم، نقلهَا الجَوْهَرِيُّ وأَــكَّفَــه تَأْكِيفاً وَقد ذُكِرَ الأَخيرانِ أَيضاً فِي أَك ف: وضَعَ عليهِ الإِكافَ ومرَّ لَهُ فِي أَك ف شَدَّهُ عليهِ. {واسْتَوْــكَفَ: اسْتَقْطَرَ وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنّه تَوَضَّأَ} فاسْتَوْــكَفَ ثَلاثاً والمَعْنَى أَنّه اصطَبَّهُ على يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَغَسَلهما قبلَ إدْخالِهما الإِناءَ، وأَنْشَدَ الأَزهَرِيُّ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ الخَمْرَ:
(إِذا! اسْتَوْــكَفَــتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها ... كَمَا جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ) أرادَ إِذا اسْتَقْطَرَتْ. {وَواكَفَــهُ فِي الحَرْبِ وغَيْرِها} مُواكَفَــةً: واجَهَهُ، وعارَضَه قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(مَتَى مَا {يُواكِفْــها ابنُ أُنْثَى رَمَتْ بِهِ ... مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ تَثْكَلِ)
أَي: مَتَى مَا يُواجِه هذِه الفَرَسَ ابنُ أُنثَى، أَي: رَجُلٌ. ويُقالُ: هُوَ} يتَوَــكَّفُ لَهُمِ أَي: لِعيالِه وَحَشَمِه: إِذا كانَ يَتَعَّهدُهُم، ويَنْظُرُ فِي أُمُورِهِم.)
وَمن المَجازِ: يُقال: هُو يتَوَــكَّفُ الخَبَرَ ويتَوَقَّعُه، ويَتَسَقَّطُه أَي: يَنْتَظِرُ وَــكْفَــهُ ويَدُلُّ على أَنّه مِنْهُ مَا رَواهُ الأَصْمَعِيُّ من قولِهم: اسْتَقْطَرَ الخَبَرَ، واسْتَوْدَفَه، وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَيْرٍ: أَهْلُ القُبُورِ {يَتَوَــكَّفُــونَ الأَخْبارَ أَي: يَنْتَظِرُونَها، ويَسْأَلوُن عَنْها، وفيِ التَّهْذِيبِ: أَي يَتَوَقَّعُونَها، فإِذا ماتَ المَيِّتُ سأَلُوه: مَا فَعَلَ فُلانٌ وَمَا فَعَلَ فُلانٌ وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: هُوَ يَتَوَــكَّفُ لِفُلانِ: إِذا كانَ يتَعَرَّضُ لَهُ حَتّى يَلْقاهُ قَالَ:
(سَرَى} مُتَوَــكِّفــاً عَن آل سُعْدَى ... ولَوْ أَسْرَى بلَيْلٍ قاطِنِينَا)
وتَقُول: مَا زِلْتُ {أَتَوَــكَّفــهُ حَتّى لَقِيتُه. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ:} تَواكَفُــوا: انْحَرَفُوا.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليِه: {وكَفَ الماءُ والدَّمْعُ} وَــكْفــاً، {ووَكِيفاً} ووُكُوفاً، {وَوَــكَفــاناً: سالَ.} ووَــكَفْــتِ العَيْنُ الدَّمْعَ: أَسالتَهْ عَن الِّلحْيانِيِّ. وسَحابٌ {وَكُوفٌ: إِذا كانَتْ تَسِيلُ قَلِيلاً قَلِيلاً.} والواكِفُ: المطَرُ المُنْهلُّ. {ووكَفَــتِ الدَّلْوُ وَــكْفــاً، ووَكِيفاً: قَطَرَتْ. وقِيلَ:} الوَــكْفُ: المصْدَرُ، {والوَكِيفُ: القَطْرُ نفُسه.} واسْتَوْــكَفَ الشَّيْءَ: اسْتَقْطَرَه. {وأَوْــكَفَــت المَرْأَةُ: قارَبَتْ أَنْ تَلِد.} والوَــكْفُ، بالفتحِ: لُغَةٌ فِي {الوَــكَفِ مُحرَّكةً، بِمَعْنى الفَسادِ، عَن ابْن دُريْدٍ.} ووكَفَ عَن عِلْمِه أَي: قَصَّرَ عَنهُ ونَقَصَ، قَالَه الزَّجّاجُ. وقالتِ الكِلابَّيةُ: يُقالُ: فُلانٌ عَلَى وكَفٍ من حاجَتِه، مُحَرَّكَةً: إِذا كانَ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ مِنْها. {وتَوكَّفَ الأَثَرَ: تَتَبَّعَهُ. وجمعُ} الِوُكافِ {وُــكُفٌ، بضَمَّتينِ.} وأَوْــكَفَ الدّابَّةَ: لُغَةٌ حِجازيَّةٌ، نَقله اللِّحيانِيُّ. {ووَــكَّفَ} وِكافاً: عَمِلَه. {ووَــكَفُ الرِّماءِ، مُحَرَّكَةً: اسمُ جَبَل لهُذَيْلٍ.

نكف

(نــكف) أَصَابَهُ النكاف
ن ك ف

استنــكف منه ونــكف: امتنع وانقبض أنفاً وحميّة.
ن ك ف: (النَّــكْفُ) الْعُدُولُ. 
ن ك ف : نَــكِفْــتُ مِنْ الشَّيْءِ نَــكَفًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَنَــكَفْــتُ أَنْــكُف مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ وَاسْتَنْــكَفْــتُ إذَا امْتَنَعْتُ أَنَفَةً وَاسْتِكْبَارًا. 
نــكف: ناكف: في (محيط المحيط): ناكفــه الكلام مناكفــة عاوره إياه). وفي (بوشر): ناكف، ضايق وازعج، عاكس، أغاظ، قاوم، ناقض مناكف: مراوغ، محتال، بمناكفــة: باحتيال (بوشر).
تنــكف عن: انفصل عن .. (الأغاني 21: 5).
استنــكف عن: كره، عاف، اشمأز من .. سئم من .. تقزز من (الكالا= استكره، المقدمة 3: 232: 15 و237: 3 والبربرية 1: 24). وانظر (فوك) في مادة abhominari.

نــكف

1 نَــكِفَ مِنَالشَّىْءِ

, aor. نَــكَفَ

; inf. n. نَــكَفٌ; and نَــكَفَ, aor. نَــكُفَ

; and ↓ استنــكف; He abstained from, or refused to do, the thing, from disdain and pride. (Msb.) 5 تَنَــكَّفَ بِمَوْضِعِ كَذَا [He waited, &c.,] i. q. تَلَيَّثَ. (TA in art. صقر, from the “ Nawádir. ”) 10 اِسْتَنْــكَفَ مِنْهُ (KL, * MA) He disdained, or scorned, it; was ashamed of it. (KL, MA.) See 1.

نَــكَفَــةٌ

: see غُنْدُبَةٌ, and لُغْدٌ.
(نــكف)
عَن الشَّيْء نــكفــا امْتنع أَنَفَة والدمع نحاه عَن خَدّه بإصبعه والبئر نزحها وَيُقَال جَيش لَا ينــكف لَا يُحْصى وَلَا يبلغ آخِره وَعِنْده شجاعة لَا تنــكف أَي لَا تدْرك كلهَا

(نــكف) الْحَيَوَان نــكفــا أَصَابَهُ مرض فِي نــكفــتيه وَالْيَد أَصَابَهَا وجع

(نــكف) نكافا مرض فَهُوَ منكوف
[نــكف] نه: في معنى سبحان الله: "إنكاف" الله من كل سوء، أي تنزيهه، نــكفــت من الشيء واستنــكفــت منه أي أنفت منه، وأنــكفــته أي نزهته عما يستنــكف. وفي ح علي: جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه و"انتــكف" العرق عن جبينه، أي مسحه ونحاه، من نــكفــت الدمع وانتــكفــته. وفيه: قد جاء جيش لا يكت ولا "ينــكف"، أي لا يحصى ولا يبلغ آخره، وقيل: لا ينقطع ىخره، كأنه من نــكف الدمع.
نــكف
يقال: نَــكَفْــتُ من كذا، واسْتَنْــكَفْــتُ منه:
أَنِفْتُ. قال تعالى: نْ يَسْتَنْــكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
[النساء/ 172] ، وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْــكَفُــوا
[النساء/ 173] وأصله من: نَــكَفْــتُ الشيْءَ: نَحَّيْتُهُ، ومن النَّــكْفِ، وهو تَنْحِيَةُ الدَّمْعِ عن الخَدِّ بِالإِصْبَعِ، وبَحْرٌ لا يُنْــكَفُ. أي: لا يُنْزَحُ، والانْتِكَافُ: الخُرُوجُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ.

نــكف


نَــكَفَ(n. ac. نَــكْف)
a. Endured.
b. Found, came upon.
c. Wiped away ( a tear ).
d. ['An], Desisted from; disliked.
e. see infra
(a)f. Stopped (rain).
g. Counted ( an army ).
h. Exhausted (sea).
نَــكِفَ(n. ac. نَــكَف)
a. ['An], Refused; abstained from.
b. [Min], Was exempt from.
c. Ached.

نَاْــكَفَa. Bandied (words) with; teased.

أَنْــكَفَ
a. [acc. & 'An], Kept away, freed from.
تَنَاْــكَفَa. Disputed, quarreled.

إِنْتَــكَفَa. see I (a) (b), (d).
d. Fell back, withdrew.
e. Wandered.

إِسْتَنْــكَفَ
a. [Min], Refused; disdained, scorned; detested.
b. Was haughty.
c. [La & 'An], Believed free of.
نَــكْفَــة
نُــكْفَــةa. see 4t
نَــكَفَــة
( pl.
reg. &
نَــكَف)
a. Chin-bone.

نَاْــكِفa. Disdainful.
b. Weak, pusillanimous.

نُكَاْفa. Tumour.

نَُــكْفَــتَانِ نَــكَفَــتَانِ
a. see 4t
نــكف
النَّــكْفُ: تَنْحِيَتُكَ الدُّمُوْعَ عن خَدِّكَ بإصْبَعِكَ.
والاسْتِنْكافُ: الأنَفُ والانْقِبَاضُ عن الشَّيْءِ حَمِيًةً وعِزةً، تَقولُ منه: نَــكِفْــتُ منه نَــكَفــاً.
ونَــكَفْــتُ أثَرَه وانْتَــكَفْــتُه: إذا اعْتَرَضْتَه إلى مَكانٍ سَهْلٍ.
والانْتِكافُ: الخُرُوْجُ من أرْض إلى أرْض.
وانْتَــكَفْــتُ له فَضَرَبْتُه: أي مِلْت عليه.
ونَــكَفَ عن الأمْرِ: نَكَصَ.
وهذا غَيْثٌ لا يَنْــكُفُــه أحَدٌ.
ونَــكَفْــنَاه أشَدَّ النَّــكْفِ: أي قَطَعْناه.
وماءٌ لا يُنْــكَفُ: أي لا يُنْزَح.
ودِرْهَمٌ مَنْكُوْفٌ: بَهْرَجٌ رَدِيْءٌ.
والنَّــكْفَــةُ: ما بَيْنَ اللَّحْي والعُنُق من جانِبَي الحُلْقُوم من ظاهِرٍ وباطنٍ. والنُّكَافُ: من أدواء الإِبل، نَــكِفَــتْ فهي مَنْكُوْفَةٌ، وهو وَرَمٌ يَأْخُذُ في نَــكفَــتَي البَعِيْرِ. وإبِل مُنَــكَفَــةَ: ظَهَرَتْ نَــكَفــاتُها وهي كالغُدَدِ في أصْل اللَّحْي وشَحْمَةِ الأُذُنِ. وقيل: هو وَجَعٌ يَأُخُذُ في أصل الأذُنِ.
والانْتِكافُ: الانْتِقَاضُ.
[نــكف] النَــكَفُ بالتحريك: جمع نَــكَفَــةٍ، وهي غُدَدَةٌ صغيرةٌ في أصل اللحْي بين الرأدِ وشحمة الأذن. يقال منه: نَــكَّفَــتِ الإبل فهي منــكفــة، إذا ظهرت نــكفــاتها. عن يعقوب. وقال أبو الغوث: النَــكْفَــتانِ اللهْزِمَتانِ. والنُكافُ: ورمٌ يأخذ في نَــكَفَــتَيْ البعير. قال: وهو داءٌ يأخذها في حلوقها فيقتُلها قتلاً ذريعاً. والبعير منكوف، والناقة منكوفة. وذات نكيف: موضع. ويوم نكيف: وقعة كانت بين قريش وبين بنى كنانة. نــكفــت الغيث وانْتَــكَفْــتُهُ، أي قطَعْته، وذلك إذا انقطعَ عنك. وهذا غيثٌ لا يُنْــكَفُ. ورأينا غيثاً ما نَــكَفَــهُ أحد سار يوماً ولا يومين، أي ما أقطعه. وفلانٌ بحرٌ لا يُنْــكَفُ، أي لا يُنْزَحُ. ونَــكَفْــتُ الدمع أنْــكُفُــهُ نَــكْفــاً، إذا نَحَّيتَهُ عن خدِّك بإصبعك. ونَــكَفْــتُ أثره نَــكْفــاً وانْتَــكَفْــتُهُ، وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعتَرضته في مكانٍ سهل. ونــكفــت من ذلك الامر بالكسر نَــكَفــاً، أي اسْتَنْــكَفْــتُ منه. عن أبى عمرو. وقال الفراء: ونــكفــت بالفتح لغة. ونــكفــت عن الشئ، أي عدلتُ، مثل كَنَفْتُ. ويقال ضربَ هذا فانْتَــكَفَ فضربَ هذا. والانْتِكافُ مثل الانتكاث، ومنه قول أبى النجم: ما بال قلب راجع انتكافا بعد التغرى اللهو والايجافا
(ن ك ف)

النَّــكْف: تنحيك الدمع عَن خدَّيك باصبعك، قَالَ:

فبانوا فلولا مَا تذكَّرُ مِنْهُم ... من الحِلْف لم يُنْــكَف لعينيك مَدْمَع

ونَــكَف الغَيث ينــكُفــه نَــكْفــا: أقطعه.

وَهَذَا غيث مَا نــكفــناه: أَي مَا قطعناه.

وَكَذَلِكَ حَكَاهُ ثَعْلَب: قطعناه بِغَيْر ألف.

وَقد نَــكَفــناه نَــكْفــا.

وغيث لَا يُنــكَف: لَا يَنْقَطِع.

وقَليب لَا يُنــكَف: لَا يُنْزَح.

وَهَذَا غيث لَا يَنْــكُفــه أحدٌ: أَي لَا يعلم أحد أَيْن أقصاه.

ونَــكِف الرجل عَن الْأَمر نَــكَفــا، واستنــكف: أنِف وَامْتنع، وَفِي التَّنْزِيل: (لن يستنــكِف المسيحُ أَن يكون عبدا لله وَلَا الملائكةُ المقرَّبون) . وَرجل نِــكْف: يُسْتَنــكَف مِنْهُ.

ونَــكِف نَــكَفــاً، وانتــكف: تبرّأ، وَهُوَ نَحْو الأول.

قَالَ ثَعْلَب: وَسُئِلَ النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قَوْلهم: سُبْحَانَ الله فَقَالَ: " هُوَ الانتكاف " ثمَّ فسّره ثَعْلَب فَقَالَ: هُوَ التبرّؤ من الْأَوْلَاد والصواحب.

والنَّــكَفــة: الدَّاغِصة.

والنَّــكْفــة، والنَّــكَفــة: مَا بَين الَّلحيين والعُنُق من جَانِبي الْحُلْقُوم من قُدُم من ظَاهر وباطن.

وَقيل: هِيَ غُددة فِي أصل الَّلحى بَين الرَّأد وشحمة الْأذن.

وَقيل: هُوَ حد اللَّحى.

وَقيل النَّــكَفَــتان: غُدَّتان تكتنِفان الْحُلْقُوم فِي أصل الَّلحْي.

وَقيل: النَّــكَفــتان: لحمتان مكتِنفتا عَكَدة اللِّسَان من بَاطِن الْفَم فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ داخلتان بَين اللَّحْيَين.

وَقيل: هما عُقدتان رُبمَا سقطتا من وجع الحَلْق فَظهر لَهما حَجْم.

ونَــكِف الرجل نَــكَفــا: أَصَابَهُ ذَلِك.

وَقيل: النَّــكَفــتان: العظمان الناتئان عِنْد شحمتي الأُذنين تكون فِي النَّاس وَفِي الْإِبِل.

وَقيل: هما عَن يَمِين العَنْفَقة وشمالها، وَهُوَ الْموضع الَّذِي لَا ينْبت عَلَيْهِ شعر.

وَقيل: النَّــكَفــتان من الْإِنْسَان غُدَّتان فِي الحَلْق بَينهمَا الْحُلْقُوم.

وهما من الْفرس: طَرَفا اللَّحْيَين الداخلان فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ.

وَالْجمع من ذَلِك كُله: نَــكَف.

وإبل مُنَــكَّفــة: ظَهرت نَــكَفــاتها.

والنَّــكَفــة: وَجَع يَأْخُذ فِي أصل الْأذن.

والنُّكَاف، والنُّكَاث، على الْبَدَل: الغُدَدة.

وَقيل: دَاء يَأْخُذ فِي النَّــكَفــتين، وَهُوَ أحد الأدواء الَّتِي اشتُقّت من اسْم الْعُضْو، وَقد قدمتها فِي حرف الْقَاف.

وإبل مُنَــكَّفــة: أَصَابَهَا ذَلِك. والنَّــكَف: وجع يَأْخُذ فِي الْيَد.

وَقد نَــكِف نَــكَفــا.

ونَــكَف أَثَره يَنْــكُفــه نَــكْفــا، وانتــكفــه: اعْتَرَضَهُ فِي مَكَان سهل.

ويَنْــكَف: اسْم مَلِك من مُلُوك حِمْيَر.

ويَنْــكَف: مَوضِع.
نــكف
نــكَفَ/ نــكَفَ عن/ نــكَفَ من يَنــكُف، نــكْفًــا، فهو ناكِف، والمفعول مَنْكوف
• نــكَف الدّمعَ: نحَّاه عن خدِّه بإصبعِه "نــكف العرَقَ: نحّاه عن جبهته" ° جيشٌ لا يُنْــكَف: لا يُحصى ولا يُبْلغُ آخرُه- شجاعة لا تُنــكَف: لا تُدْرَك كلّها.
• نــكَف عن الشّيء/ نــكَف من الشّيء: أنِف وامتنع ترفُّعَا "نــكَف الرَّجلُ الشريف عن معاشرة السّفلة- نــكَف عن الكذب". 

نــكِفَ/ نــكِفَ من يَنــكَف، نَــكَفًــا، فهو ناكِف، والمفعول منكوف منه
• نــكِف الحيوانُ: أصابه مرضٌ في نــكَفَــتيه (غدد صغيرة خلف الأذن).
• نــكِفــت اليدُ: أصابها وجعٌ.
• نــكِف من الرِّشوة: امتنع وانقبض أنفَةً وحميةً واستكبارًا. 

نُــكِفَ يُنــكَف، نُكافًا، والمفعول مَنْكوف
• نُــكِف الشَّخصُ:
1 - أصابه النُّكاف أو الحُمَّى النَــكَفــيَّة.
2 - مَرِض "طفلٌ منكوف". 

استنــكفَ/ استنــكفَ عن/ استنــكفَ من يستنــكف، استنكافًا، فهو مُستنــكِف، والمفعول مُستنــكَف
• استنــكفَ العملَ/ استنــكفَ عن العمل اليدويّ/ استنــكفَ من العمل اليدويّ: نــكِف؛ امتنع أنَفَةً وحميَّة واستكبارًا وتأفُّفًا "استنــكف من خصمه: نظر بازدراء وأعرب عن احتقار شديد- {لَنْ يَسْتَنْــكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ}: لن يأبى". 

تناكفَ يتناكف، تناكُفًــا، فهو مُتناكِف، والمفعول مُتَناكَف
• تناكف الزَّميلان الكلامَ: تداولاه، وتحاوراه "تناكفــوا الحديثَ". 

ناكفَ يُناكف، مُناكفــةً، فهو مُناكِف، والمفعول مُناكَف
• ناكف صديقَه الكلامَ:
1 - عاوده إيّاه في عنف وقابله بمثل كلامه "مناكفــة الزَّوجين- ناكف الطفلُ أمَّه".
2 - أزعجه وضايقه "ناكَف والدَه بكثرة سؤالاتِه". 

نُكاف [مفرد]:
1 - مصدر نُــكِفَ.
2 - (طب) التهاب مُعدٍ في الغدد النّــكفــيَّة مع تورُّم مصحوب بحمّى سببها فيروس، وقد يصاب فيها البنكرياس والمبيضان والخُصيتان. 

نَــكْف [مفرد]: مصدر نــكَفَ/ نــكَفَ عن/ نــكَفَ من. 

نَــكَف [مفرد]:
1 - مصدر نــكِفَ/ نــكِفَ من.
2 - (طب) داء يصيب اليدَ. 

نَــكَفــة [مفرد]: ج نَــكَفــات ونــكَف: (شر) إحدى غدد صغار في أصل اللَّحْي بينه وبين شحمة الأذن تسمّى: الغدد النــكفــيَّة، وتوجد واحدة منها على كلِّ ناحية من نواحي الوجه أمام الأذنين مباشرة. 
نــكف
ابن دريد: نَــكِفَ الرجل عن الأمر؟ بالكسر - يَنْــكَفُ نَــكَفــاُ؟ بالتريك -: إذا أنِفَ منه، فهو ناكِفٌ.
قال: وَيَنْــكَف: موضع.

قال: ويَنْــكَفُ: اسم ملك من ملوك حِمْيَر. وقال ابن الكلبي في نسب حِمْيَر: فمن ذي أصبح: أبرهة بن الصباح بن لَهِيعة بن شيبة الحمد بن مرثَد الخير بن ينــكفَ بن ينِف بن معدي كَرب بن مضحى؟ وهو عبد الله - بن عمرو بن ذي أصبح.
وقال الفرّاء: نَــكَفْــتُ؟ بالفتح -: لُغة في نَــكِفْــتُ؟ بالكسر -.
وذاةُ نَكِيْفٍ: موضِع.
ويوم نَكِيْفٍ: من أيامهم، كانت فيه وقعة بين قريش وبني كِنانة، وهو من ناحية يلَمْلَم، فهومَت قريش عبد المطلب، قال ابن شُعلة الفِهري:
فللهِ عَيْنا مَنْ رَأى من عِصَابَةٍ ... غَوَتْ غَيَّ بَكْرٍ يَوْمَ ذاةِ نَكِيْفِ
أناخُوا إلى أبْياتِنا ونِسائنا ... فكانوا لنا ضَيْفاً لِشَرِّ مِضيْفِ
ونَــكَفْــتُ الغيث أنــكُفُــه؟ بالضم - نَــكْفــاً: إذا أقطعته، وذلك إذا انقطع عنك، وهذا غيث لا يُنْــكف، ورأينا غيثا ما نَــكَفــه أحد سار يوماً ولا يومين: أي ما أقطعه.
وفلان بحر لا يُنــكَفُ: أي لا يُنْزَح.
ونَــكَفْــتُ الدمع أنْــكُفُــه؟ أيضاً -: إذا نحَّيتَه عن خدِّك بإصبَعِك.
ونَــكَفْــتُ أثره نَــكْفــاً: وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعترضْته في مكان سهلٍ.
ونَــكَفْــتُ عن الشيء: عَدَلْت، مثل كَنَفْتُ.
وجاءنا جيش لا يُنْــكَفُ: أي لا يُبلَغ آخره ولا يُقْطَع. وفي الحديث: قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْــكَفُ. لا يُكّتُّ: أي لا يُحصى، وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ح ر ش ف.
والنَّــكَفُ؟ بالتحريك - جمْعُ نَــكَفَــةٍ: وهي غُدة صغيرة في أصل اللحي بين الرّأدِ وشحْمة الأذن، وأنشد ابن الأعرابي:
فَطَوَّحَتْ بِبَضْعَةٍ والَطْنُ خِفّْ ... فَقَذَفَتْها فأبَتْ لا تَنْقَذِفْ
فَحَرَّفَتْها فَتَلَقّاها النَّــكَفْ
وقال أبو الغوث: النَّــكفَــتان: اللهْزِمتان.
والنُّكاف؟ بالضم -: ورم يكون في نَــكَفَــتي البعير، قال: وهو داء يأخذها في حُلُوقها فيقتلها قتلاً ذريعاً، والبعير مَنكوف، والناقة مَنْكوفة.
وأنْــكَفْــتُه: نزَّهتُه عمّا يُستنــكف منه. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه سُئل عن قول سبحان الله فقال: إنْكافُ الله من كل سوء. أي تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأضداد.
وقال ابن السكِّيت: نَــكَّفَــتِ الإبل تَنْكيفاً: إذا ظهرت نَــكَفَــاتُها، فهي مُنَــكِّفَــة.
وأنْتَــكَفْــتُ الغيث: أقطعْتُه، وذلك إذا انقطع عنك، مثل نَــكَفْــتُه.
وأنْتَــكَفْــتُ أثره: مثل نَــكَفْــتُه.
وقال ابن فارس: الانْتِكافُ: الخروج من أمر إلى أمر أو أرض إلى أرض: تقول: ضرب هذا فانْتَــكَفَ فضرب هذا.
وقال أبو عمرو: انْتَــكَفْــتُ له فَضَرَبْته: أي مِلْت عليه، وأنشد:
لمّا انْتَــكَفْــتُ له فَوَلّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُهُ بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ
والانْتِكَافُ: الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ: قال أبو النجم:
ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافا ... بَعْدَ التَّعَزّي اللَّهْوَ والإيجافا
وتناكَفَ الرجُلان الكلام: إذا تعاوَرَاه.
والاسْتِنْكاف: الاسْتِكبار. وقال الزَّجّاج في قوله تعالى:) لَنْ يَسْتَنْــكِفَ المَسِيْحُ أنْ يكونَ عَبْداً للهِ (أي ليس يستنــكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون لأنه أكثر من البشر. قال الزَّجّاج؛ قال ومعنى لن يستنــكف: لن يأنف، وقيل: لن ينْقَبض ولن يمتنع عن عبودة الله.
والتركيب يدل على قطع شيء وتنحيته، وعلى عضو من الأعضاء، ثم يُقاس عليه.

نــكف: النــكْفُ: تنحِيتُك الدَّمْع عن خدَّيك بإصْبعك؛ قال:

فبانُوا فلولاً ما تذَكَّر منهمُ

من الحِلْفِ، لم يُنْــكَفْ لعَينيك مَدمَعُ

وفي التهذيب: فماتُوا. ونــكَفْــتُ الدمعَ أَنــكُفــه نَــكْفــاً إذا نحّيته عن

خدّك بإصبعك. وفي حديث عليّ، عليه السلام: جعَلَ يضرِب بالمِعْول حتى

عَرِقَ جَبينُه وانتــكَف العَرَقَ عن جبينه أَي مسَحَه ونحّاه. وفي حديث

حُنيْن: قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْــكَف أَي لا يُحْصَى ولا يُبلَغ آخره،

وقيل: لا يَنقطِع آخره كأَنه من نــكَف الدمعَ. والنــكْفُ: مصدر نَــكَفْــت

الغيثَ أَنــكُفــه نَــكْفــاً أَي أَقْطَعته وذلك إذا انقطع عنك؛ قال ابن بري: قول

الجوهري أَي أَقطعته قال كذا في إصلاح المَنْطِق، وقال: يقال أَقطعْت

الشيء إذا انقطع عنك. ويقال: هذا غيث لا يُنــكَفُ، وهذا غيث ما نَــكَفْــناه أَي

ما قطعْناه؛ قال ابن سيده: وكذلك حكاه ثعلب قطعناه بغير أَلف، وقد

نــكَفْــناه نــكْفــاً. وغيث لا يُنــكف: لا ينْقطِع. وقَلِيب لا يُنْــكف: لا يُنْزَح.

وهذا غيث لا يَنــكُفــه أَحد أَي لا يعلم أَحد أَين أَقصاه. ورأَينا غَيثاً

ما نــكَفَــه أَحد سار يوماً ولا يومين أَي ما أَقطعه. وفلان بحر لا يُنــكف

أَي لا يُنزح.

التهذيب: وماء لا يُنــكف ولا يُنزح. وقال ابن الأَعرابي: نــكَف البئرَ

ونكَشَها أَي نزَحَها، عنده شَجاعة لا تُنــكف ولا تُنكش أَي لا تُدرك كلها.

وفي نوادر الأعراب: تَناكَف الرجلانِ الكلام إذا تَعاوَراه. ونَــكِف الرجلُ

عن الأَمر، بالكسر، نَــكَفــاً واستَنْــكَفَ: أَنِف وامتنع. وفي التنزيل

العزيز: لن يَسْتَنْــكِف المسيحُ أَن يكون عبد اللّه ولا الملائكةُ

المقرَبون. ورجل نِــكْف: يُسْتَنــكف منه. الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا

العباس وسئل عن الاستنكاف في قوله تعالى: لن يستنــكف المسيح، فقال: هو أَن

يقول لا، وهو من النــكَفِ والوَــكَفِ. يقال: ما عليه في ذلك الأَمر نــكَفٌ

ولا وَــكَفٌ، فالنــكَفُ: أَن يقال له سُوء. واستنــكف ونــكِف إذا دَفَعَه وقال:

لا، والمفسرون يقولون الاسْتِنكاف والاسْتكبار واحد، والاستكبار: أَن

يتكبّر ويتعظَّم، والاستنكاف: ما قلنا. وقال الزجاج في ذلك: أَي ليس يستنــكف

الذي يزعمون أَنه إله أَن يكون عبد اللّه ولا الملائكة المقرّبون وهم

أَكبر من البشر، قال: ومعنى لن يستنــكف أَي لن يأْنَف، وأَصله من نــكَفْــت

الدمعَ إذا نحّيته بإصبعك عن خدك، قال: فتأْويل لن يستنــكف لن يَنْقَبِض ولن

يمتنع من عبودة اللّه. ويقال: نــكِفْــت من ذلك الأَمر أَنــكَف نــكَفــاً إذا

استنــكَفْــت منه. وحكى الجوهري عن الفراء قال: ونَــكفْــت، بالفتح، لغة. ونــكَفْــت

عن الشيء أَي عدَلت مثل كنَفْت. ويقال: ضَرب هذا فانتــكَف فضَرب هذا.

والانتكاف: مثل الانْتِكاث؛ ومنه قول أَبي النجم:

ما بالُ قلبٍ راجعَ انْتِكافا،

بعد التَّعَزِّي، اللَّهْوَ والإيجافا؟

ونَــكِفَ نــكَفــاً وانتــكَف: تَبرَّأَ وهو نحو الأَوَّل. قال ثعلب: وسئل

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، عن قولهم سبحان اللّه، فقال: هو الانتكاف، ثم

فسره ثعلب فقال: هو التبرّؤ من الأَولاد والصواحب، وفي النهاية: فقال

إنْكافُ اللّه من كل سُوء أَي تنزيهه وتقْديسه. يقال: نَــكِفْــت من الشيء

واستنــكَفْــت منه أَي أَنفْت منه، وأَنْــكَفْــته أَي نزَّهْته عما

يُسْتَنْــكَف.اللحياني: النــكَف ذِرْبة تحت اللُّغْدَين مثل الغُدد. والنَّــكفــةُ:

الداغصةُ. والنَّــكْفــةُ والنَّــكَفــةُ: ما بين اللَّحيين والعُنُق من جانبَي

الحُلقوم من قُدُم من ظاهر وباطن. وقيل: هي غُدَدةٌ صغيرة، وفي المحكم: غددة

في أَصل اللَّحْي بين الرَّأْد وشحمة الأُذن، وقيل: هو حدّ اللَّحْي،

وقيل: النــكَفــتانِ غُدَّتان تَكْتَنِفان الحلقوم في أَصل اللحي، وقيل:

النــكَفــتان لحمتان مُكْتنِفتا عَكَدة اللسان من باطن الفم في أُصول الأُذنين

داخلتان بين اللحيين، وقيل: هما عُقْدتان ربما سقطتا من وجع الحلق فظهر لهما

حَجْم. ونــكِف الرجل نــكَفــاً: أَصابه ذلك، وقيل: النــكَفــتان العظمان

الناتئان عند شحمة الأُذنين يكون في الناس وفي الإبل، وقيل: هما عن يمين

العَنْفَقة وشمالها، وهو الموضع الذي لا يَنبُتُ عليه شعر، وقيل: النــكفــتان من

الإنسان غُدَّتان في الحلق بينهما الحلقوم، وهما من الفرس طرَفا اللحيين

الداخلان في أُصول الأُذنين، والجمع من ذلك كله: نــكَف، بالتحريك. ابن

الأَعرابي: النــكَفُ اللُّغدان اللذان في الحلق وهما جانبا الحلقوم؛

وأَنشد:فطَوَّحَتْ ببَضْعَةٍ والبَطْنُ خِفّ،

فقَذَفَتها، فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ،

فخرَفتها فَتَلقَّاها النــكَفْ

قال: والمنْكُوف الذي يشتكي نــكَفَــته، وهو أَصل اللِّهْزِمة. ونــكَّفَــت

الإبل ، فهي مُنَــكِّفــة إذا ظهرت نَــكَفــاتُها. والنَّــكَفــتان: اللِّهْزمتان.

والنــكَفــةُ: وجع يأْخذ في الأُذن. الليث: النَّفَكة لغة في النــكَفــةِ.

والنُّكافُ والنُّكاثُ، على بدل: الغُدَدةُ، وقيل: هو داء يأْخذ في

النــكَفَــتين، وهو أَحد الأَدْواء التي اشتقت من العُضْو، وهو مذكور في حرف

القافِ. وإبل مُنَــكَّفــةٌ: أَصابها ذلك. والنُّكاف: ورَم يأَخذ نــكَفــتَي

البعير، قال: وهو داء يأخذها في حلوقِها فيقتلها قتلاً ذريعاً، والبعير مَنكوف

والناقة منْكوفة.

والنــكَف: وجع يأخذ في اليد، وقد نــكِف نــكَفــاً. ونــكَف أَثَرَه يَنــكُفــه

نَــكْفــاً، وانتــكَفــه: اعترضه في مكان سهل؛ قال الأَزهري: وذلك إذا عَلاَ

ظَلَفاً من الأَرض غليظاً لا يؤدّي الأثر فاعترضه في مكان سهل ؛ وأَنشد ابن

بري:

ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا،

نَــكَفْــت حيثُ مَثْمَثَ المِثْماثا

والانتِكاف: الميل. وقال بعضهم: انتــكفــت له فضربته انْتِكافاً أَي مِلْت

عليه؛ وأَنشد:

لمَّا انتَــكَفْــتُ له فَوَلَّى مُدْبِراً،

كَرْنَفْتُه بِهِراوةٍ عَجْراء

ويَنْــكَف: اسم ملِك من ملوك حِمْير. ويَنْــكفُ: موضع. وذات نكِيف: موضع.

ويومُ نَكِيف: وقعة كانت بين قُريش وبين بني كِنانة.

نــكف
نَــكَفَ عَنهُ، كفَــرِحَ ونَصَرَ الأُولَى عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والثانِيَةُ عَن الفَرّاءِ، ونَقَلَهُما الجَوْهرِيُّ: أنِفَ مِنْهُ وامْتَنَعَ، وَهُوَ ناكِفٌ. ونَــكِفَ مِنْهُ، كفَــرِحَ نَــكَفــاً: تَبَرَّأَ هُوَ نحوُ الأَول. ونَــكِفَــتْ اليَدُ نَــكَفــاً: أَصابَها وَجَعٌ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ويَنْــكَفُ كيَمْنَعُ: ع. قالَ: ويَنْــكَفُ: مَلِكٌ لحِمْيَرَ وقالَ ابنُ الكَلْبِي فِي نَسَبِ حِمْيَرَ: فمِنَ ذِي أَصْبَحَ: أَبْرَهَةُ بنُ الصَّباّحِ بنِ لَهِيَعَة بنِ شَيْبَة الحَمْدِ بنِ مَرْثَدِ الخَيْرِ بنِ يَنْــكَفَ بنِ يَنِف بنِ مَعِدِ يكَرِب بنِ مَضْحى، وهُوَ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ ذِي أَصْبَحَ. وذاتُ نَكِيفٍ، كأَمِيرٍ: ع، بناحِيَةِ يَلَمْلَمَ. ويَوْمُ نَكِيفٍ: م معروفٌ، كانَ بهِ وَقْعَةٌ بينَ قُرَيْشٍ وبَنِي كِنانَةَ، فهَزَمَت قُرَيْشٌ بَنِي كِنانَةَ وعَلَى قُرَيْشٍ عَبْدُ المُطَّلِبِ، قالَ ابنُ شُعْلة الفِهْرِيُّ:
(فِلّلهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ عِصابَةٍ ... غَوَتْ غَيَّ بَكْرٍ يومَ ذاتِ نَكِيفِ)

(أَناخُوا إِلَى أَبْياتِنَا ونِسائِنَا ... فكانُوا لَنَا ضَيْفاً لشَرِّ مُضِيفِ)
ونَــكَفْــتُ الغَيْثَ، وانْتَــكَفْــتُه، أَي: أَقْطَعْتُه، أَي: انْقَطَع عَنِّي كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: قولُ الجَوْهرِيِّ: أَي أَقْطَعْتُه، قالَ: كَذَا فِي إصْلاحِ المَنْطِق، وقالَ: يُقالُ: أَقْطَعْتُ الشَّيْءَ: إِذا انْقَطَعَ عَنْكَ ويُقال: هَذَا غَيْثٌ لَا يُنْــكَفُ وهَذا غَيْثٌ مَا نَــكَفْــناهُ، أَي: مَا قَطَعْناه، قالَ ابنُ سِيدَ: وكذلِكَ حَكَاه ثَعْلبٌ قَطَعْناه بغيرِ أَلِفٍ، وَقد نَــكَفْــناهُ نَــكْفــاً ورَأَيْنا غَيْثاً مَا نَــكَفَــهُ أَحَدٌ، سارَ يَوْماً، وَلَا يَوْمَيْن، أَي: مَا أَقْطَعَه كَذَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ. وقَوْلُهم: غَيْثٌ لَا يُنْــكَفُ، بالضّمِّ: أَي لَا يَنْقَطِعُ وَلَا يَنْــكُفُــه أَحَدٌ، أَي: لَا يَعْلَمُ أَحدٌ أَينَ أَقصاهُ. وفلانٌ بَحْرٌ لَا يُنْــكَفُ، أَي: لَا يُنْزَحُ، نَقَلَه الجَوْهِريُّ. أَو جاءَنا جَيْشٌ لَا يُنْــكَفُ وَلَا يُكَتُّ، أَي: لَا يُبْلَغُ آخِرُه وقِيلَ: لَا يَنْقَطِعُ آخِرُه، كأَنَّهُ من نَــكَفَ الدّمْعُ وقِيل: لَا يَنْقَطِعُ، وقِيلَ: لَا يُحْصَى وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ حدِيثُ حُنَيْنٍ. ونَــكَفَ الدَّمْعَ نَــكْفــاً: نَحاّهُ عَن خَدِّه بإِصْبَعِه قَالَ:
(فبَانُوا فَلَوْلاَ مَا تَذكَّرُ منُهمُ ... من الحِلْفِ لَمْ يُنْــكَفْ لعَيْنَيْكَ مَدْمَعُ)
ونَــكَفَ عَنْه نَــكْفــاً: عَدَلَ مِثْلُ كَنَفَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ونَــكَفَ أَثَرَهُ نَــكْفــاً: اعْتَرَضَه فِي مَكانٍ سَهْلٍ لأَنَّه عَلاَ ظَلَفاً من الأَرْضِ لَا يُؤَدَّي أَثَراً، كانْتَــكَفَــه نقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والأَزْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: ثُمَّ اسْتَحَتَّ ذَرْعَه استْحِثْاثَا نَــكَفْــتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِثْماثَا والنَّــكَفُ، مُحَرّكَةً: جمعُ نَــكَفَــةٍ، وَهِي: غُدَدٌ صِغارٌ فِي أَصْلِ اللِّحْيِ، بَيْنَ الرَّأْدِ وشَحْمَةِ الأذُنِ،)
وقيِلَ: هُوَ حَدُّ اللَّحْيِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ والعُنقُ من جانِبَيِ الحُلْقُومِ مِنَ قُدمُ، من ظاهِرٍ وباطِنٍ، وأنَشد ابنُ الأَعْرابِيِّ: فَطوَّحَتْ ببَضْعَةٍ والبَطْنُ خِفُّ فَقذَفَتْها فأَبَتْ لاتَنْقَذِفْ فحَرَّفَتْها فتَلَقّاهَا النَّــكَفْ وقالَ اللِّحْيانِيُّ: النَّــكَفُ: ذِرْبَةٌ تحتَ اللُّغْدَيْنِ مثلُ الغُدَدِ. والنُّــكْفَــتانِ، بالضمِّ وبالفَتْحِ وبالتَّحْرِيكِ: اللَّهْزِمَتانِ قالَهُ أَبو الغَوْثِ، واقْتَصَر على التّحْرِيكِ، وقِيلَ: هُما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ فِي أَصْلِ اللَّحْيِ، وقِيلَ: لَحْمَتانِ مُكْتَنِفا عَكَدَةِ اللِّسانِ من باطِنِ الفَمِ فِي أُصُولِ الأُذُنَيْنِ، داخِلتانِ بينَ اللَّحْيَيْنِ، وقِيلَ: هُما عُقْدَتانِ رُبَّما سَقَطَتا من وَجَعِ الحَلْقِ، فظَهَرَ لَهما حَجْمٌ، وقِيلَ: هما عَظْمانِ ناتِئانِِ عندَ شَحْمَةِ الأُذُنَيْنِ، يكونُ فِي النّاسِ وَفِي الإبِل، وقِيلَ: هما عَنْ يَمينِ العَنْفَقَةِ وشِمالِها وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي لَا يَنْبُتُ عَلَيْهِ شَعرٌ، وقِيلَ: هُما من الإِنسانِ: غُدَّتانِ فِي الحَلْقِ بينَهما الحُلْقُومُ، وهُما من الفَرَسِ: طَرَفاً الَّلْحَيْينِ اللَّذانِ فِي أُصولِ الأُذُنَيْنِ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: هما اللُّغِدانِ فِي الحَلْقِ، وهُما جانِبَا الحُلْقُومِ. والنُّكَافُ كغُرابٍ: وَرَمٌ فِي نُــكْفَــتَيِ البَعِيرِ، أَو داءٌ فِي حُلُوقِها قاتِلٌ ذَرِيعاً وكذلِك النُّكَاثُ، على البَدَلِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَدوْاءِ الَّتِي اشْتُقَّتْ من العُضْوِ، وَهُوَ أَي: البَعِيرُ مَنْكُوفٌ وهيَ أَي: النّاقَةُ مَنْكُوفَةٌ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: نَــكَّفَــت الإبلُ تَنْكِيفاً: ظَهَرَتْ نَــكَفــاتُها، فهيَ مُنَــكِّفَــةٌ كمُحَدِّثَةٍ: أَصابَها ذلِكَ. وقالَ اللَّيْثُ: النَّفَكَةُ: لغةٌ فِي النَّــكَفَــةِ. وأَنْــكَفْــتُه: نَزَّهْتُه عَمّا يُسْتَنْــكَفُ مِنْهُ وَفِي النِّهايِة: إنْكافُ اللهِ من كُلِّ سُوءٍ أَي: تَنْزِيهُة وتَقْدِيسُه، وقالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ التَّبَرُّؤُ من الأَوْلادِ والصَّواحِبِ. وقالَ ابنُ فارِسٍ: الانْتِكافُ: الخُرُوجُ من أَمْرٍ إِلَى أَمْرٍ، أَو مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ. والانْتِكافُ: المَيْلُ تقَوُلُ: ضَرَبَ هَذَا فانْتَــكَفَ، فضَرَبَ هَذَا، نَقَلَهُ الجَوْهريُّ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: انْتَــكَفْــتُ لَهُ فضَرَبَتْهُ، أَي: مِلْتُ عليِه، وأَنشَدَ:
(لَمّا انْتَــكَفْــتُ لَهُ فَولَّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُه بِهراوَةٍ عَجْراءَ) والانْتِكافُ: الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ، وأَنشَدَ الجَوْهَريُّ لأَبِي النَّجْمِ: مَا بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافَا بَعْدَ التَّعَزِّى اللَّهْوَ والإِيجافَا وَفِي نَوادِر الأَعْرابِ: تَناكَفَــا أَي الرَّجُلانِ الكَلامَ: إِذا تَعاوَرَاهُ. وقالَ المُفَسِّرُون: اسْتَنْــكَفَ)
واسْتَكْبَرَ بِمَعْنى واحِدٍ، والاسْتِكْبارُ: أنِْ يَتَكبَّرَ ويَتَعَظَّمَ، والاسْتِنكافُ: أَن يَقِولَ لَا، رَوَاه المُنْذِرِيُّ عَن أَبِي العَبّاسِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قولِه تَعاَلى: لَنْ يَسْتَنْــكِفَ المَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً للهِ أَي: لَنْ يَأْنَفَ. وقِيلَ: لَنْ يَنْقَبِضَ، ولَنِ يَمْتَنِعَ عَن عُبُودَةِ الله. واسَتَنْــكَفَ أَثَرَه: اعَتَرَضَه فِي مَكانٍ سَهْلٍ، كنَــكَفَــه كنَصَرَه وَقد تَقَدَّمَ. ومَنْــكِفٌ، كمَجْلِسٍ وقالَ ياقُوت: قِياسُه كمَقْعَد: ع، وَهُوَ اسمُ وادٍ فِي قَوْلِ ابنِ مُقْبلٍ:
(عَفا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فمَنْــكِفُ ... مَبادِى الجَميِعِ القَيْظُ والمُتَصَّيفُ)
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: انْتَــكَفَ العَرَقَ عَن جَبِينِه أَي: مَسَحهَ ونَحّاه. وقَلِيبٌ لَا يُنْــكَفُ: لَا يُنْزَحُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: نَــكَفَ البِئْرَ ونَكَشَها: أَي نَزَحَها. وعندَهُ شَجاعَةٌ لَا تُنَــكَفُ، وَلَا تَنْكَشُ: أَي لَا تُدْرَكُ كُلُّها. ونَــكِفَ الرَّجُلُ عَن الأَمْرِ، كفَــرِحَ: أَنِفَ حَمِيَّةً، وامْتَنَعَ. ورَجُلٌ نِــكْفٌ، بالكسِر: يُسْتَنْــكَفُ مِنْهُ. ويُقالُ: مَا عُلُيْهِ فِي ذِلكَ الأَمْرِ نَــكَفٌ وَلَا وَــكَفٌ أَيك أنْ يُقالَ لَه سُوءٌ. والنَّــكَفَــةُ، محرَّكَةً: وَجَعٌ يَأْخُذُ فِي الأُذُنِ. وانْتَــكَفَ أَثَرَه، كَنَــكَفَــه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

كفت

كفــت
: (كَفَــتَه يَــكْفِــتُهُ) كَفْــتاً (: صَرَفَهُ عَن وَجْهِه، فنْــكَفَــتَ) أَي رَجَعَ رَاجِعاً، وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (صَلاةُ الأَوّابِينَ مَا بَيْنَ أَنْ يَنْــكَفِــتَ أَهْلُ المَغْرِبِ إِلى أَنْ يَثُوبَ أَهْلُ العُشَراءِ) أَي يَنْصَرِفُون إِلى مَنَازِلِهِم.
(و) كَفَــتَ (الشيءَ إِلَيْهِ) يَــكْفِــتُه كَفْــتاً (: ضَمَّه وقَبَضَه، كَــكَفَّــتَه) مُشَدَّداً، يُسْتَعْمل فيهمَا، قَالَ أَبو دُؤَيب:
أَتَوْهَا بِرِيحٍ حَاوَلَتْهُ فأَصْبَحَتْ
تُــكَفَّــتُ قدْ حَلَّتْ وساغَ شَرابُهَا
وَيُقَال: كَفَــتَه الله، أَي قَبَضَه، وَفِي حديثِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه قَالَ: (اكْفِــتُوا صِبْيَانُكُمْ، فإِنّ للشَّيْطَانِ خَطْفَةً) قَالَ أَبو عُبيد: يَعْنِي ضُمُّوهم إِلَيْكُم، واحبِسُوهم فِي الْبيُوت يريدُ عِنْد انتشارِ الظَّلامِ، وَفِي الحَدِيث (نُهِينَا أَنْ نَــكْفِــتَ الثِّيَابَ فِي الصَّلاة) أَي نضُمَّهَا ونَجْمَعَهَا من الانتشارِ، يريدُ جمعَ الثَّوْبِ باليَدينه عنْد الرُّكوعِ والسُّجود.
وكَفَــت الدّرْعَ بالسَّيْفِ يَــكْفِــتُها، وكَفَّــتَهَا: عَلَّقها بِه فضَمَّهَا إِليه، قَالَ زُهَيْر:
خَدْبَاء يَــكْفِــتُهَا نِجادُ مُهَنَّدِ
وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليك فقد كَفَــتَّه، قَالَ زُهَيْر:
ومُفَاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسِجه الصَّبَا
بيضاءَ كُفِّــتَ فَضْلُهَا بِمُهَنَّدٍ
يَصِفُ دِرْعاً عَلّق لابِسُهَا بالسَّيْفِ فُضولَ أَسافِلِها، فضَمّها إِليه، وشَدَّده للمبالغةِ.
(و) كَفَــتَ (الطائرُ وغيرُه) يَــكْفِــتُ (كَفْــتاً وكِفَــاتاً) ككِتَابٍ (وكَفِــيتاً) كأَمِيرٍ (وَــكَفَــتَاناً) محركة: (أَسْرَعَ فِي الطَّيَرانِ) .
(و) الــكَفَــتَانُ من (العَدْوِ) والطَّيَرَانِ، كالحَيَدَانِ فِي شِدَّةٍ. ويقالُ: كَفَــتَ الطائرُ، إِذَا طَارَ (وَتَقَبَّضَ فِيهِ) .
(و) الــكَفْــتُ فِي عَدْوِ ذِي الحافِرِ: سُرْعَةُ قَبْضِ اليدِ، قَالَه الأَزهريّ، وَفِي الصّحاحِ: الــكَفْــتُ: السَّوْقُ الشَّديدُ.
و (رَجُلٌ كَفْــتٌ وكَفِــيتٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ دَقِيقٌ) مثل كَمْشٍ وكَمِيشٍ، وفَرَسٌ كَفِــيتٌ وقَبِيضٌ.
وعَدْوٌ كَفــيتٌ، أَي سريع، قَالَ رُؤْبة: تَكَادُ أَيْدِيهَا تَهاوَى فِي الزَّهَقْ
من كَفْــتِهَا شَدًّا كإِضرَامِ الحَرَقْ
وَفِي التكملَة رجلٌ كَفِــتٌ، لغةٌ فِي كَفْــتِ، كَكَمِشٍ وكَمْشِ، عَن الكسائيّ.
وَفِي اللِّسَان: عَدْوٌ كَفِــيتٌ وكِفَــاتٌ: سريعُ، ومَرٌّ كَفِــيتٌ وكِفَــاتٌ: سريع، قَالَ زُهير:
مَرًّا كِفَــاتاً إِذا مَا المَاءُ أَسْهَلَها
حَتَّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ
(وكَافَتَهُ: سَابَقَه) ، والــكَفِــيتُ: الصّاحِبُ الَّذِي يُكَافِتُكَ، أَي يُسَابِقُكَ.
(والــكِفــاتُ بالكَسْرِ: المَوْضِعُ) الَّذِي (يُــكْفَــتُ فيهِ الشَّيْءُ، أَي يُضَمُّ) ويُقْبَض (ويُجْمَع، والأَرْضُ كِفَــاتٌ لَنَا) الأَحْيَاءِ والأَمْواتِ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَــاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} (سُورَة المرسلات، الْآيَتَانِ: 25 و 26) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قَولُ أَهْلِ اللُّغَة، قَالَ: وعِنْدي أَنّ الــكِفَــاتَ هُنَا مَصْدَرٌ مِن كَفَــتَ إِذا ضَمَّ وَقَبَضَ وأَنَّ أَحْيَاءً وأَمْوَاتاً مُنْتَصِبٌ بهِ، أَي ذتَ كِفــاتٍ للأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ، وكِفَــاتُ الأَرْضِ: ظَهْرُها للأَحْيَاءِ وبَطْنُهَا للأَمْوَاتِ، وَمِنْه قَوْلهم للمَنَازِل: كِفَــاتُ الأَحْيَاءِ، وللمَقَابِرِ: كِفَــاتُ الأَمْوَاتِ. وَفِي التَّهْذِيب: يُرِيد تَــكْفِــتُهُم أَحْيَاءً على ظَهْرِها فِي دُورِهم ومَنَازِلِهِم وتَــكْفِــتُهُم أَمْوَاتاً فِي بَطْنِهَا، أَي تَحْفَظُهُم وتُحْرِزُهُم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بِوُقُوعِ الــكِفَــاتِ عَلَيْهِ كأَنَّكَ قلت: أَلَمْ نَجْعَل الأَرْضَ كِفَــاتَ أَحْيَاءٍ وأَمواتٍ، فإِذَا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ، وَفِي حَدِيث الشَّعبيّ (أَنه كَانَ بِظَهْرِ الكُوفَةِ، فالْتَفَتَ إِلى بُيُوتِهَا، فَقَالَ: هَذِه كِفــاتُ الأَحْيَاءِ، ثمَّ التَفَتَ إِلى المَقْبُرةِ، فقالَ: وهذِه كِفَــاتُ الأَمْوَاتِ، يُرِيد تأْوِيل قَوْله عز وجلّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَــاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} .
(واكْتَفَتَ المالَ: اسْتَوْعَبَه) وضَمَّه إِليْه (أَجْمَعَ) . و (الــكَفَّــاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة.
(والــكَفْــتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الــكَفِــيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ.
وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْــتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والــكِفْــتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور.
(و) الــكَفْــتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْنِ) (وبطناً لظهر) .
و (الــكَفَّــاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة.
(والــكَفْــتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الــكَفِــيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ.
وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْد فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْــتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والــكِفْــتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور.
(و) الــكَفْــتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْن) (وبطناً لظَهر) .
(و) من المَجَاز: الــكَفْــتُ: (الموْتُ) ، وكَفَــتَ الله فُلاناً، إِذا مَات، وَيُقَال: وَقَعَ فِي النَّاس كَفْــتٌ شَدِيد، أَي مَوْتٌ، وَكَذَا فِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اكْفِــتْه إِلَيْك، وَفِي الحَدِيث (يَقُولُ الله للْكِرَامِ الكَاتِبِينَ: إِذَا مَرِضَ عَبْدِي فاكْتُبُوا لَهُ مثلَ مَا كَانَ يَعملُ فِي صِحَّتِه حَتَّى أُعافِيَهُ أَو أَــكْفِــتَهُ) أَي أَضُمَّه إِلى القَبر، وَمِنْه الحديثُ الآخرُ: (حَتَّى أُطْلِقَهُ من وَثَاقِي أَوْ أَــكْفِــتَهُ إِلَيَّ) .
(و) يُقَال: (خُبْزٌ كَفْــتٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ (بِلا أُدْمٍ) ، وَذَا من زِيَادَاتِه.
(و) يُقَال: (مَاتَ كِفَــاتاً ومُكَافَتَةً) أَي (فَجْأَةً) .
(والانْــكِفــاتُ) الانْقِلابُ و (الانْصِرَافُ) ، يُقَال: انْــكَفَــتُوا إِلى مَنازِلِهِم، إِذا انْقَلَبُوا.
(و) الانْــكِفــاتُ أَيضاً (: الانْقِباضُ) يُقَال: انْــكَفَــتَ الثَّوبُ، وَتَــكَفَّــتَ إِذَا تَشَمَّرَ وقَلَصَ.
(و) الانْــكِفَــاتُ (: ضُمُورُ الفَرَس) يُقَال: فَرَسٌ مُنْــكَفــتٌ، أَي ضَامِر. (و) الانْــكِفــاتُ: (اجْتِماعُ الخَلْقِ) ، وَهُوَ المُنْــكَفِــتُ، أَي المُلَزَّزُ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ.
(والــكَفِــيتُ) كأَمِيرٍ، كَذَا هُوَ مضبوط فِي نسختنا، وَزعم شيخُنَا أَنه وجد بخَطّ المُؤَلف بضمّ الكافِ (: فَرَسُ حَيَّانَ) وَفِي بعض النُّسخ حَسّان (بنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيّ) ، وَالَّذِي فِي التكملة: حَبَّان، بالمُوَحَّدة.
(و) الــكَفِــيتُ، (جِرابٌ لَا يُضَيِّعُ شَيْئا) مِمَّا يُجْعَل فِيهِ، يُقَال: جِرابٌ كَفِــيتٌ (كالــكِفْــتِ بالكَسْر) ، أَي مثله.
(و) فِي الحَدِيث أَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (حُبِّبَ إِليَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الــكَفِــيتَ:) الــكَفِــيتُ القُوتُ من العَيْشِ، وَقيل: مَا يُقِيمُ العَيْشَ وقِيل: (مَا يُــكْفَــتُ بِهِ المَعِيشَةُ أَي يُضَمُّ) ويُصْلَحُ بِهِ، وَقيل فِي تَفْسِيره: القُوَّةُ على الجِمَاع، وَقَالَ بعضُهُم: إِنّهَا قِدْرٌ أُنْزِلَتْ لَهُ مِن السّمَاءِ، فأَكَلَ مِنْهَا، وقَوِيَ على الجِمَاع، كَمَا يُروَى فِي الحَدِيث الآخر الَّذِي يرْوى أَنّه قَالَ: (أَتانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ يُقَال لَهَا: الــكَفِــيتُ، فوَجَدْتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً فِي الجِمَاعِ) . وَقَالَ الصاغانيّ فِي التكملة: وَلَا يَصِحُّ نْزولُ القِدْرِ من السّماءِ، عِنْد أَصحابِ الحَدِيث، انْتهى. وَمِنْه حديثُ جابرٍ (أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالــكَفِــيتَ) ، قيل لِلْحسنِ: وَمَا الــكَفِــيتُ؟ قَالَ: البِضَاعُ.
وَعَن الأَصْمعيّ: إِنَّهُ لَيَــكْفِــتُنِي عَن حَاجَتي، ويَعْفِتُنِي عَنْهَا، أَي يَحْبِسُنِي عَنْهَا.
(وكافِتٌ) كصَاحِبٍ، كَمَا فِي نُسْخَة: (غَارٌ) فِي جَبَلٍ (كانَ يَأْوِي إِليه اللُّصُوصُ، ويَــكْفِــتُون فِيهِ المَتَاعَ) أَي يَضُمُّونه، عَن ثعلبٍ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وقالَ: جاءَ رِجَالٌ إِلى إِبراهيمَ ابنِ المُهَاجِرِ العَرَبِيِّ، فَقَالُوا: إِنّا نَشكو إِلَيْكَ كافِتاً، يَعنونَ هَذَا الغَارَ.
(وفَرَسٌ كُفَــتٌ وكُفْــتَةٌ، كصُرَد، وهُمَزَةِ) إِذَا كَانَ (يَثِبُ جَميعاً فَلا يُسْتَمْكَنُ مِنْهُ لاجْتِماعِ وَثْبِه) ، كَذَا فِي التكملة، وَفِيه إيماءٌ إِلى أَنَّه مأْخُوذٌ من كَفَــتَ الشَّيءَ، إِذا جَمَعَه، وأَمّا فرَسٌ كَفْــتٌ بِالْفَتْح بِمَعْنى سَرِيع، فقد تَقَدّم فِي أَول المادّة.
(والمُــكْفِــتُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ يَلْبَسُ دِرْعَيْنِ بينَهما ثَوْبٌ) ، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَلْبَس دِرْعاً طَوِيلَة، فيَضُمُّ ذَيْلَهَا بمَعالِيقَ إِلى عُرًى فِي وسَطِها؛ لتَشَمَّرَ عَن لابِسها.
كَفْــتَةُ) بالفَتْح (: اسمُ بَقِيعِ الغَرْقَدِ) ، قَالَ أَبو سعيد: خُصَّ بذلك (لأَنَّها) أَي المَقْبُرةُ (تَــكْفِــتُ) . وَفِي نسخَة أُخرى: تَقْبِضُ (النَّاسَ) ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: فإِن كَانَ كَمَا قَالَ فَكُلّ مَقَابِرَ فِي الدُّنْيَا كَفْــتَة، وأَي مَقَابِرَ لَا تَقْبِضُ النَّاس؟ وَلَيْسَ ذَلِك كَمَا ذكر، وَقد سأَلت من رأَيْتُ من المَدَنيِّين: لِمَ سُمِّيَتْ كَفْــتَة فَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي أَتَى بِهِ المُصَنّف (أَو لأَنّهَا تأْكُلُ المَدْفُونَ سَرِيعاً) لَا تُبْقِي منِ الإِنسان شَيْئاً من شَعَرٍ وَلَا بَشَرٍ وَلَا ضِرْسٍ وَلَا عَظْمٍ إِلاّ ذَهَبَ، ذَلِك (لأَنَّهَا سَبِخَةٌ) فَلَا تَلْبَثُ أَنْ تَأْكُلَ مَا يُدْفَنُ فِيهَا. كَذَا فِي التكملة، وعبارَة اللسَانِ: لأَنَّهُ يُدْفَنُ فِيهِ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وَقد عرفت مَا فِيهَا.
(كفــت) : أَكَلَ خُبْزاً كَفْــتاً، أَي بغَيْرِ إِدام. 
(كفــت)
الشَّيْء كفــتا تقلب ظهرا لبطن وبطنا لظهر والطائر وَغَيره أسْرع فِي الطير وتقبض فِيهِ وَفُلَانًا صرفه عَن وَجهه وَالشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه إِلَى نَفسه وَالْمَتَاع جمعه وَضم بعضه إِلَى بعض وذيله شمره وَالله فلَانا قَبضه

(كفــت) الشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه والدرع بِالسَّيْفِ علقها بِهِ فَضمهَا إِلَيْهِ
ك ف ت: (كَفَــتَهُ) ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اكْفِــتُوا صِبْيَانَكُمْ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ خَطْفَةً» . وَ (الْــكِفَــاتُ) الْمَوْضِعُ الَّذِي يُــكْفَــتُ فِيهِ شَيْءٌ أَيْ يُضَمُّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَــاتًا} [المرسلات: 25] . 
ك ف ت

كفــت المتاع: جمعه وضم بعضه إلى بعض. وكفــت الفراش. وفي الحديث " اكفــتوا صبيانكم بالليل " وكفــت الرعاة مواشيهم. والأرض تــكفــت أهلها أحياءً وأمواتاً، وهي كفــاتهم. وكفــت ذيله: شمّره. وفرس كفــيت: سريع، وتــكفّــت في سيره. قال الشنفرى:

وتأتي العديّ بارزاً نصف ساقها ... كعدو فريد العانة المتــكفّــت ومن المجاز: كفــت الله فلاناً إذا مات، واللهم اكفــته إليك. وفي الحديث: " إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته حتى أعافيه أو أكفــته ".
كفــت: كفــت: كفــت الشيء صبّه بسرعة (محيط المحيط).
كفّــت: فسّرت ب جمع في ديوان الهذليين (س 5 البيت الخامس عشر) وكَفَــتُّ ثوبي فسّرت ب شمّرت (ص165 البيت الثاني).
كفّــت ب: غلّف، موّه، طلى معدناً (مملوك 2، 1، 114).
كُفّــت: وجمعها كفــات وأكفــات. مُموَّه (معدن ملبس بمعدن آخر). ثمين من فضة أو ذهب.
تلبيس الجواهر. خشب ملبّس (بصفحة من خشب ثمين) (مملوك 2، 1، 114) كَفــتة: (تركية) خليط من اللحم المثروم والرز يلف بورق العنب أو اللهانة (مارتن 79، شيرب، محيط المحيط).
اللحم الــكفــتة أو لحم كفــنة للكلاب (ألف ليلة، برسل 9، 214، 269؛ رولف 65 (دكاكين باعة الــكفــتة التي نسميها مطاعم).
كفــتيّ: صانع أو بائع المموهات (مملوك 2، 1، 114).
[كفــت] كفــت الشئ أكفــته كفــتا، إذا ضممته إلى نفسك. وفى الحديث: " اكفــتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة ". قال زهير يصف دِرعاً وأنَّ صاحبها ضمَّها إليه: ومُفاضَةٍ كالنِهيِ تَنْسُجُهُ الصَبا * بيضاَء كُفِّــتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ وإنما شدَّده للمبالغة. وكَفَــتَهُ عن وجهه، أي صرفه. وكَفَــتَ، أي أسرع. والــكَفْــتُ: السَوق الشديد. ورجل كَفْــتٌ وكَفــيتٌ، أي سريع، مثال كمش وكميش. والــكفــت بالكسر: القدر الصغيرة. وفي المثل: " كفْــتُ إلى وَئيَّةٍ "، أي بليّة إلى جنبها أخرى. والــكِفــاتُ: الموضع الذي يُــكْفَــتُ فيه شئ، أي يضم. ومنه قوله تعالى: (ألم نَجْعَلِ الأرضَ كفــاتا. أحياء وأمواتا) .
كفــت
الــكَفْــتُ: القبض والجمع. قال تعالى:
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفــاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً
[المرسلات/ 25- 26] أي: تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم، وقيل: معناه تضمّ الأحياء التي هي الإنسان والحيوانات والنّبات، والأموات التي هي الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك. والــكِفَــاتُ، قيل: هو الطّيران السّريع، وحقيقته: قبض الجناح للطّيران، كما قال:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ [الملك/ 19] فالقبض هاهنا كالــكفــات هناك.
والــكَفْــتُ: السّوق الشّديد، واستعمال الــكفــت في سوق الإبل كاستعمال القبض فيه، كقولهم:
قبض الرّاعي الإبل، وراعي قبضة، وكَفَــتَ الله فلانا إلى نفسه، كقولهم: قبضه، وفي الحديث:
«اكْفِــتُوا صبيانكم بالليل» .

كفــت


كَفَــتَ(n. ac. كَفْــت)
a. Picked up; gathered together; tucked up (
clothes ).
b. [acc. & 'An], Hindered from.
c.(n. ac. كَفْــت
كِفَــاْت
كَفِــيْت
كَفَــتَاْن), Flew or ran fast.
d.(n. ac. كَفْــت), Drove on.
e. [ coll. ], Poured out quickly.

كَفَّــتَa. see I (a)
كَاْفَتَa. Raced.
b. Died suddenly. —

تَــكَفَّــتَa. see I (c)
إِنْــكَفَــتَ
a. ['An], Was diverted from.
b. Was contracted; was tucked up.
c. Was lean (horse).
d. Changed (colour).
إِكْتَفَتَa. Took the whole of.

إِسْتَــكْفَــتَa. Became contracted.

كَفْــتa. Light, active.
b. Death.
c. Unseasoned (bread).
d. see 2 (a)
كِفْــتa. Small cookingpot.
b. see 25 (c)
كَفِــتa. see 1 (a) & 2
(a).
كُفَــت
كُفَــتَةa. Fiery, mettlesome (horse).
كِفَــاْتa. Place of gathering.

كَفِــيْتa. see 1 (a)b. Racer, runner.
c. Provisionbag.
d. Food; subsistence.

كَفَّــاْت
a. [art.], Lion.
مَاتَ كِفَــاتًا
مَاتَ مُكَافَتَةً
a. He died suddenly.
كفــت
كفَــتَ يــكفِــت، كَفْــتًا، فهو كافِت، والمفعول مَــكْفــوت
كفَــت الثوبَ: جمَعه وضمّ بعضَه إلى بعض. 

كِفــات [جمع]
• أرضٌ كِفــات: جامعة للأحياء فوق ظهرها وللأموات في باطنها " {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَــاتًا} ". 

كَفْــت [مفرد]: مصدر كفَــتَ. 

كُفْــتة [مفرد]: طعام من لَحْم أو نحوه، يُقطَّع ويدقُّ ويضاف إليه التوابل والبصل، ويُعمل على هيئة أصابع أو أقراص تُقلَى أو تُشْوى على النار "كُفْــتَة سمك/ لحم/ بطاطس". 
كفــت
الــكَفْــتُ: صَرْفُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه فَيَنْــكَفِــتُ أي يَرْجِعُ راجِعاً. وهو - أيضاً -: تَقَلُبُ الشَّيْءِ ظَهْراً لبَطْن. وقد انْــكَفــتُوا إلى مَنازِلهم: انْقَلَبُوا. والــكِفَــاتُ من العَدْوِ والطِّيَرَانِ: كالحَيَدانِ في شِدَّةٍ، والفِعْل كَفَــتَ يَــكْفِــتُ كِفــاتاً وكَفَــتَاناً.
والــكَفْــتُ والــكَفِــيْتُ: السَّرِيْعُ.
والمُــكْفِــتُ: الذي يَلْبَسُ دِرعَيْن بينهما ثوْبٌ.
وكِفَــاتُ الأرْض: ظَهْرُها وبَطْنُها.
وماتَ فلانٌ كِفــاتاً: أي مُفاجَأةً.
والــكِفْــتُ: القِدْرُ الصَّغِيرةُ. وفى المَثَل لِمَنْ حَمَّلَ رَجُلاً مَكْرُوْهاً ثم زادَه آخَرُ: " كِفْــتٌ إلى وَئّيَةٍ " أي قِدْرٌ صَغِيرة إلى قِدْرٍ كبيرةٍ، وكذلك الــكَفِــيْتُ.
وهذه قِدْرٌ تَــكْفِــتُ شاةً: أي تَأخُذُها.
وفي حَدِيثٍ: حُبَّبَ إِلَيَّ الطِّيْبُ والنِّسَاءُ ورُزِقْتُ الــكَفِــيْتَ " وفُسِّرَ على أنَه القُوَةُ على الجمَاع، وقيل: أي ما أكْفِــتُ به مَعِيْشَتي أي أضُمُّ وأَصْلِحُ.
وضَرَبَ عليه كَفْــتاً: أي نبْذاً.
وكَفَــتَ عليه: أي خَدَعَه. والــكَفْــتُ: الرَّجُلُ السَّريِع في طَلَب الوَلَد.
وسِقَاءٌ كَفْــتٌ: لا يُضيعُ شَيْئاً ممّا فيه.
ويُسَمَّى بَقِيْعُ الغَرْقَدِ: كَفْــتَةً لأنَّها مَقْبَرَة تَــكْفِــتُ المَوْتى. واللهُم اكْفِــتْهُ اليك: أي اقْبِضْهُ. ووَقَعَ في الناس كَفْــتٌ: أي مَوْتٌ.
والــكُفُــوْتُ: جَمْعُ الــكَفْــتَةِ وهو كُل مَوْضِعٍ مُطْمَئنٍّ يَشْتَمِلُ على ما فيه. وفَرَسٌ كُفَــتٌ وكُفَــتَةٌ وكُلَتٌ: إِذا كانَ سرِيعاً.
وانْــكَفَــتَ في حاجَتِه: انْقَبَضَ فيها.
والمُنْــكَفِــتُ: المُلَزَّزُ الخَلْق المُجْتَمِعُ، وقيل: الضامِرُ.
[كفــت] نه: فيه: "اكفــتوا" صبيانكم، أي ضموهم إليكم، يريد عند انتشار الظلام. ط: امنعوهم من الخروج أول الليل. ك: ولا تنافي بين رواية انتشار
(ك ف ت)

الــكفــت: صرفك الشَّيْء عَن وَجهه.

وكفــته يــكفــته كفــتا، وكفــاتا، وكفــتانا، وتــكفــت: أسْرع فِي الْعَدو والطيران وتقبض.

وَفرس كفــت: سريع. وَرجل كفــت، وكفــيت: سريع خَفِيف دَقِيق.

وَمر كفــيت، وكفــات: سريع، قَالَ زُهَيْر:

مراًّ كفــاتاًاذا مَا المَاء أسهلها ... حَتَّى إِذا ضربت بِالسَّوْطِ تبترك

وكافته: سابقه.

والــكفــيت: الصاحب الَّذِي يكافتك: أَي يسابقك.

والــكفــيت: الْقُوت من الْعَيْش.

وَقيل: مَا يُقيم الْعَيْش.

والــكفــيت: الْقُوَّة على الْجِمَاع، وَفِي الحَدِيث: " وَرزقت الــكفــيت ".

وكفــت الشَّيْء يــكفــته كفــتا، وكفــته: ضمه وَقَبضه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أتوها برِيح حاولته فَأَصْبَحت ... تــكفــت قد حلت وساغ شرابها

والــكفــات: الْموضع الَّذِي يضم فِيهِ الشَّيْء وَيقبض، وَفِي التَّنْزِيل: (ألم نجْعَل الأَرْض كفــاتا) هَذَا قَول أهل اللُّغَة.

وَعِنْدِي: أَن الــكفــات، هُنَا: مصدر من " كفــت ": إِذا ضم وَقبض، وَأَن " أَحيَاء وأمواتاً " منتصب بِهِ، أَي ذَات كفــات للاحياء والاموات.

وكفــات الأَرْض: ظهرهَا للاحياء وبطنها للاموات وَمِنْه قَوْلهم للمنازل: كفــات الْأَحْيَاء، وللمقابر: كفــات الاموات.

وبقيع الغردق يُسمى كفــتة، لِأَنَّهُ يدْفن فِيهِ فَيقبض وَيضم.

وكافت: غَار كَانَ فِي جبل يأوى إِلَيْهِ اللُّصُوص يــكفــتون فِيهِ الْمَتَاع: أَي يضمونه، عَن ثَعْلَب، صفة غالبة، وَقَالَ: جَاءَ رجال إِلَى إِبْرَاهِيم بن المُهَاجر الْعَرَبِيّ فَقَالُوا: إِنَّا نشكو إِلَيْك كافتا، يعنون: هَذَا الْغَار.

وكفــت الدرْع بِالسَّيْفِ يــكفــتها: علقها بِهِ فَضمهَا إِلَيْهِ، قَالَ زُهَيْر:

خدباء يــكفــتها نجاد مهند ويروى:

بَيْضَاء كفــت فَضلهَا بمهند

والمــكفــت: الَّذِي يلبس درعين بَينهمَا ثوب.

والــكفــت: تقلب الشَّيْء ظهرا لبطن، وبطناً لظهر.

وانــكفــتوا إِلَى مَنَازِلهمْ: انقلبوا.

والــكفــت: الْمَوْت، يُقَال: وَقع فِي النَّاس كفــت شَدِيد: أَي موت.

والــكفــت: الْقدر الصَّغِيرَة.

والــكفــيت: فرس جَبَّار بن قَتَادَة.

كفــت

1 كَفَــتَ, [aor. ـِ inf. n. كَفْــتٌ, It (a thing) turned over, lit, back for belly: (K:) or, as in a copy of the L, he turned a thing over, back for belly. (TA.) b2: كَفَــتَهُ, (K,) or كَفَــتَهُ عَنْ وَجْهِهِ, (S,) aor. ـِ (K,) inf. n. كَفْــتٌ; and ↓ كفّــته; (TA;) He turned him away, averted him, or diverted him, from his course, or design. (S, K.) (You say) كَفَــتَهُ عَنْ حَاجَتِهِ He withheld him, restrained him, or debarred him, from the thing that he wanted. (As.) b3: اللّٰهُ ↓ كفّــتهُ God took him; syn. قَبَضَهُ: meaning he died: and so كفــتة اللّٰه اليه. (TA.) A2: كَفَــتٌ, [aor. ـِ (S, K) inf. n. كَفْــتٌ and كِفَــاتٌ and كَفِــيتٌ and كَفَــتَانٌ, (K,) He, or it, hastened, or was quick, or swift: (S:) it (a bird &c.) hastened, or was quick, or swift, in flying, and running, and contracted itself therein: (K:) it (a solid-hoofed animal) contracted its fore-legs quickly in running: (Az:) the kind of running and flying termed كَفَــتَانٌ is like a turning aside, or starting aside, (حَيَدَانٌ) with violence, or vehemence. (TA.) A3: كَفَــتَهُ, [aor. ـِ inf. n. كَفْــتٌ, He drove him, or urged him on, vehemently. (S.) b2: كَفَــتَ الشَّىْءَ إِلَيْهِ, (aor.

كَفِــتَ, inf. n. كَفْــتٌ, S,); and ↓ كفّــته; (but the latter has an intensive signification; S;) He drew the thing together to himself, (S, K,) and contracted it, grasped it, or took it. (K.) [See an ex. of the latter verb in a verse cited voce رَاجِلَةٌ.] b3: إِــكْفِــتُوا صِبْيَانَكُمْ بِاللَّيْلِ (S) Draw together your boys, and confine them in the houses, or tents, at night. (A 'Obeyd.) Said by Mohammad. b4: نُهِينَا أَنْ نَــكْفِــتَ الثِّيَابَ فِى الصَّلَاةِ We have been forbidden to draw together the clothes [that are upon us] in prayer: meaning, in the inclination of the body, and in prostration. (TA, from a trad.) b5: كَفَــتَ الدِّرْعَ بِالسَّيْفِ, aor. ـِ and ↓ كفّــتها; which latter has an intensive signification; He hung the coat of mail [i.e. the lower part of it] by means of, or upon, the sword [which he was wearing], and then drew it together to him. Zuheyr says, describing a coat of mail, of which the wearer had hung upon the sword the redundant lower portions, and drawn it together to him, وَ مُفَاضَةٍ كَالنَّهْىِ تَنْسِجُهُ الصَّبَا بَيْضَاءَ كَفَّــتَ فَضْلَهَا بِمُهَنَّدِ [And an ample coat of mail, like the pool which the east wind ripples in transverse directions; white; the redundant lower parts of which he had hung upon the sword of Indian steel, and which he had then drawn together to him.] (TA.) 2 كَفَّــتَ see 1, in two places.3 كافتهُ He contended with him in running, or in a race. (K.) A2: مَاتَ كِفَــاتًا, and مُكَافَتَةً, He died suddenly. (K.) 7 انــكفــت He turned away, or became averted, or diverted, [عَنْ وَجْهِهِ from his course, or design]. (K.) b2: He returned [عن وجهه from his course, or design; and] إِلَى مَنْزِلِهِ to his abode. (TA.) A2: He, or it, became contracted; (K;) and so ↓ استــكفــت. (TA in art. ســكف.) b2: It (a garment) was drawn up, or tucked up, and contracted. (TA.) b3: He was compact in make. (K, TA.) b4: He (a horse) was lean, lank, slender, light of flesh, or lank in the belly. (K.) A3: انــكفــت لَوْنُهُ His, or its, colour changed. (TA, art. كفــأ.) 8 اكتفت المَالَ He took the whole of the property, (K,) and drew it together to himself. (TA.) 10 إِسْتَــكْفَــتَ see 7.

كَفْــتٌ and ↓ كَفِــيتٌ (and ↓ كَفِــتٌ, Ks) A man quick or swift, (S, K,) and light, active, or agile, and slender: (K:) so too a horse. (TA.) b2: ↓ عَدْوٌ كَفِــيتٌ, and ↓ كِفَــاتٌ, [the latter originally an inf. n.] A quick, or swift, running: and so a passing by, or through. (L.) b3: [Hence]

كَفْــتٌ (tropical:) Death. (K.) A2: خُبْزٌ كَفْــتٌ Bread without seasoning; without savoury food. (K.) A3: See also كِفْــتٌ.

كِفْــتٌ (S, Z, K, &c.) and ↓ كَفْــتٌ (Fr. K) and ↓ كَفِــتٌ (Z) A small cooking-pot. (S, K, &c.) It is said, in a proverb, كِفْــتٌ إِلَى وَئِيَّةٍ [A small cooking-pot (put) next to a large one]: i.e. a calamity next to which is another calamity. (S, TA.) Applied to him who oppresses a man, and compels him to do that which is disagreeable to him, and then adds to his oppression of him. (A 'Obeyd.) [See also Freytag, Arab. Prov. ii.

349.]

A2: See كَفِــيتٌ.

كَفِــتٌ: see كَفْــتٌ and كِفْــتٌ.

فَرَسٌ كُفَــتٌ, and كُفَــتَةٌ, A horse that leaps, springs, or bounds, with his whole body and limbs, and so that one cannot get possession of him, or obtain the mastery over him. (K.) See also art. كلت.

كفــت [written without the syll. points] A certain herb. (See كَفُّ الكَلْبِ, in art. كلب.) كِفَــاتٌ A place in which a thing is drawn together, or comprehended, (S, K,) and collected, or congregated. (K.) So in the words of the Kur [lxxvii. 25 and 26,] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَــاتًا

أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا [Have we not made the earth a place which comprehends the living and the dead? meaning كِفَــاتَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتٍ:] (S:) EshShaabee, pointing to the houses of El-Koofeh, said, هٰذِهِ كِفَــاتُ الأَحْيَاءش; and then, turning to its tombs, he said, هٰدهِ كِفَــاتُ الأَمْوَاتِ; meaning to explain the above text of the Kur: but ISd thinks, that كفــاتا in this text is an inf. n., and that احياء and امواتا are governed by it in the acc. case. (TA.) كَفِــيتٌ: see كَفْــتٌ. b2: One who contends with another in running, or in a race. (TA.) كَفِــيتٌ, as used in the following trad., in which Mohammad says, حُبِّبِ إِلَىَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَرُزِقْتُ الــكَفِــيتَ [Women and perfumes have been made objects of love, or pleasant, to me; and I have been supplied with, or have received, &c.], signifies Food by which the body is sustained; or, sufficient to sustain life: or what sustains life: (TA:) or that by which food necessary for the support of life is drawn, or collected, together, (K,) and properly prepared for use: (TA:) [or the means of acquiring subsistence, &c.:] or coition; [meaning power for coition;] so accord. to El-Hasan: or strength for coition: or certain food that was sent down to Mohammad from heaven, of which he ate, and whereby he received strength for coition: he is related to have said, that Gabriel came to him with a cooking-pot called الــكَفِــيتُ, from which he derived the strength of forty men in coition: but Sgh says, in the TS, that the descent of the cookingpot from heaven is not accepted as true by the authors on the traditions. (TA.) b3: See كِفْــتٌ.

A2: كَفِــيتٌ A traveller's provision-bag that does not lose [or suffer to escape] anything (K) of what is put into it: you say جِرَابٌ كفــيتٌ: (TA:) as also ↓ كِفْــتٌ. (K.) الــكَفَّــاتُ The lion. (TS, K.) مُــكْفِــتٌ One who wears two coats of mail with a garment between them: (K:) or who wears a long coat of mail, and draws together its skirt by means of hooks, or the like, to loops in its middle part, to disencumber himself of the lower part. (T.)

كفــت: الــكَفْــتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عن وَجْهه.

كَفَــته يَــكْفِــتُه كَفْــتاً فانْــكَفَــتَ أَي رَجَعَ راجعاً. وكَفَــتَه عن

وَجْهه أَي صَرَفه. وفي حديث عبد الله بن عمر: صلاةُ الأَوَّابين ما بين

أَن يَنْــكَفِــتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي

يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم. وكَفَــتَ يَــكْفِــتُ كَفْــتاً وكَفَــتاناً وكِفــاتاً:

أَسْرَع في العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فيه. والــكَفَــتانُ من العَدْوِ

والطيران: كالحَيَدانِ في شِدَّة. وفرسٌ كَفْــتٌ: سريع؛ وفَرَسٌ كَفِــيتٌ

وقَبيضٌ؛ وعَدْوٌ كَفــيتٌ أَي سَريع؛ قال رؤْبة:

تَكادُ أَيْديها تَهاوى في الزَّهَقْ،

من كَفْــتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ

قال الأَزهري: والــكَفْــتُ في عَدْوِ ذي الحافر سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ.

الجوهري: الــكَفْــتُ السَّوْقُ الشَّديد. ورجل كَفْــتٌ وكَفِــيتٌ: سريع خفيفٌ

دَقيقٌ، مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ. وعَدْوٌ كَفِــيتٌ وكِفــاتٌ: سريعٌ. ومَرُّ

كَفِــيتٌ وكِفــاتٌ: سريعٌ؛ قال زهير:

مَرًّا كِفــاتاً، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها،

حتى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ

وكافَتَهُ: سابَقَهُ.

والــكَفِــيتُ: الصاحب الذي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك. والــكَفِــيتُ: القُوتُ

من العَيْش؛ وقيل: ما يُقِيمُ العَيْشَ. والــكَفِــيتُ: القُوَّةُ على

النكاح. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: حُبِّبَ إِليّ

النساءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الــكَفِــيتَ أَي ما أَــكْفِــتُ به مَعِيشَتي أَي

أَضُمُّها وأُصْلِحُها؛ وقيل في تفسير رُزِقْتُ الــكَفِــيتَ أَي القُوَّة على

الجماع؛ وقال بعضهم في قوله رُزِقْتُ الــكَفِــيتَ: إِنها قِدْرٌ أُنزلت له

من السماء، فأَكل منها وقَوِيَ على الجماع، كما يروى في الحديث الآخر

الذي يروي أَنه قال: أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لها الــكَفِــيتُ، فوَجَدْتُ

قوَّة أَرْبَعِينَ رجلاً في الجماع.

والــكِفْــتُ، بالكسر: القِدْرُ الصغيرة، على ما سنذكره في هذا الفصل؛ ومنه

حديث جابر: أُعْطِيَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، الــكَفِــيتَ؛ قيل

للحَسَنِ: وما الــكَفِــيتُ؟ قال: البِضَاعُ. الأَصمعي: إِنه ليَــكْفِــتُني عن

حاجَتي ويَعْفِتُني عنها أَي يَحْبِسُني عنها. وكَفَــتَ الشيءَ يَــكْفِــتُه

كَفْــتاً، وكَفَّــتَه: ضَمَّه وقَبَضَه؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ

تُــكَفَّــتُ قد حَلَّتْ، وساغَ شَرابُها

ويقال: كَفَــتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ.

والــكِفــاتُ: الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ. وفي التنزيل

العزيز: أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرضَ كِفــاتاً أَحْياءَ وأَمواتاً. قال ابن سيده:

هذا قول أَهل اللغة، قال: وعندي أَن الــكِفــاتَ هنا مصدر من كَفَــتَ إِذا

ضَمَّ وقَبَضَ، وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَّصَبٌ به أَي ذاتَ كِفــاتٍ

للأَحياء والأَموات. وكِفــاتُ الأَرضِ: ظَهْرُها للأَحْياءِ، وبَطْنُها

للأَمْواتِ، ومنه قولهم للمنازل: كِفــاتُ الأَحياء، وللمقابر: كِفــاتُ

الأَمْواتِ. التهذيب: يُريد تَــكْفِــتُهم أَحياءً على ظَهْرها في دُورهم

ومَنازلهم، وتَــكْفِــتُهم أَمواتاً في بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم، ونَصَبَ

أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الــكِفــاتِ عليه، كأَنك قلت: أَلم نجعل الأَرضَ

كِفــاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ؟ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ. وفي الحديث: يقول

الله، عز وجل، للكرام الكاتبين: إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل

ما كان يَعْمَلُ في صِحَّتهِ، حتى أُعافِيَه أَو أَــكْفِــتَه أَي أَضُمَّه

إِلى القبر؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أُطْلِقَه من وَثاقي، أَو أَــكْفِــتَه

إِليّ. وفي حديث الشعبي: أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى

بُيوتها، فقال: هذه كِفــاتُ الأَحْياء، ثم الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة، فقال:

وهذه كِفــاتُ الأَموات؛ يريد تأْويلَ قوله، عز وجل: أَلم نَجْعل الأَرضَ

كِفــاتاً أَحياءً وأَمواتاً.

وبَقِيعُ الغَرْقَد يسمى: كَفْــتة، لأَنه يُدْفَنُ فيه، فيَقْبِضُ

ويَضُمُّ.

وكافِتٌ: غارٌ كان في جبل يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ، يَــكْفِــتُون فيه

المتاعَ أَي يَضُمُّونه، عن ثعلب، صفةٌ غالبة. وقال: جاءَ رجالٌ إِلى

إِبراهيم بن المُهاجِرِ العَرَبيّ، فقالوا: إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً؛

يَعْنُونَ هذا الغارَ.

وكَفَــتُّ الشيءَ أَــكْفِــتُه كَفْــتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نفسك. وفي

الحديث: نُهِينا أَن نَــكْفِــتَ الثِّيابَ في الصلاة أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها

من الانتشار، يريد جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الركوع والسجود.

وهذا جِرابٌ كَفِــيتٌ إِذا كان لا يُضَيِّعُ شيئاً مما يُجْعَل فيه؛

وجِرابٌ كِفْــتٌ، مثله.

وتَــكَفَّــتَ ثوبي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: اكْفِــتُوا صبيانَكم، فإِن للشيطان خَطْفةً؛ قال أَبو

عبيد: يعني ضُمُّوهم إِليكم،واحْبِسُوهم في البيوت؛ يريد عند انْتِشار

الظلام.

وكَفَــتَ الدِّرْعَ بالسيف يَــكْفِــتُها، وكَفَّــتها: عَلَّقَها به،

فضَّمَها إِليه؛ قال زهير:

خَدْباءُ يَــكْفِــتُها نِجادُ مُهَنَّدِ

وكلُّ شيء ضَمَمْتَه إِليكَ، فقد كَفَــتَّه؛ قال زهير:

ومُقاضةٍ، كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا،

بَيْضاءَ، كُفِّــتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ

يَّصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بالسيف، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها

إِليه؛ وشَدَّده للمبالغة.

قال الأَزهري: المُــكْفِــتُ الذي يَلْبَسُ دِرْعاً طويلة، فيَضُمُّ

ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى في وَسَطها، لتَشَمَّرَ عن لابسها. والمُــكْفِــتُ:

الذي يَلْبَسُ دِرْعَين، بينهما ثوبٌ.

والــكَفْــتُ: تَقَلُّبُ الشيء ظَهْراً لبَطْنٍ، وبَطْناً لظَهْر.

وانْــكَفَــتُوا إِلى منازلهم: انْقَلَبُوا.

والــكَفْــتُ: المَوْتُ؛ يقال: وقَعَ في الناس كَفْــتٌ شديد أَي موت.

والــكِفْــتُ، بالكسر: القِدْر الصغيرة. أَبو الهيثم في الأَمثال لأَبي

عبيد، قال أَبو عبيدة: من أَمثالهم فيمن يظلم إِنساناً ويُحَمِّلُه مكروهاً

ثم يَزيدُه: كِفْــتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى؛

قال: والــكِفْــتُ في الأَصل هي القِدْر الصغيرة، والوَئِيَّةُ هي الكبيرة

من القُدور؛ قال الأَزهري: هكذا رواه كِفْــتٌ، بكسر الكاف، وقاله الفراء

كَفْــتٌ، بفتح الكاف، للقِدْر؛ قال أَبو منصور: وهما لغتان، كَفْــتٌ

وكِفْــتٌ.والــكَفِــيتُ: فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة.

كفــت: {كفــاتا}: أوعية، واحدها: كَفْــت. ويقال: كفــاتا منضما: تــكفــت أهلها أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.

كَفَرَ

(كَفَــرَ)
(هـ س) فِيهِ «ألاَ لاَ تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفَّــاراً يضْرب بَعْضُكم رِقابَ بَعْض» قِيلَ: أَرَادَ لابِسِي السَّلاح. يُقَالُ: كَفَــرَ فَوْقَ دِرْعه، فَهُوَ كافِر، إِذَا لَبِس فَوْقَها ثَوباً. كَأَنَّهُ أَرَادَ بذَلك النَّهْيَ عن الحَرْب.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا تَعْتَقِدوا تَــكْفِــير النَّاس، كَمَا يَفْعَلُهُ الخوارِجُ، إِذَا اسْتَعْرَضوا الناسَ فيُــكَفِّــرونهم.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ قَالَ لأِخِيه يَا كافِرُ فَقَدْ بَاء بِهِ أحَدُهما» لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَصْدُق عَلَيْهِ أَوْ يَكْذِب، فَإِنْ صَدَق فهُو كافِر، وَإِنْ كَذَب عَادَ الــكُفْــر إِلَيْهِ بِتَــكْفِــيره أخاه المسلم. والــكُفْــر صِنْفان: أحدُهما الــكُفْــر بأصْل الْإِيمَانِ وَهُوَ ضِدُّه، والآخَر الــكُفْــر بفَرْع مِنْ فُروع الْإِسْلَامِ، فَلَا يَخْرج بِهِ عَنْ أصْل الْإِيمَانِ.
وَقِيلَ: الــكُفْــر عَلَى أرْبَعَة أنْحاء: كُفْــر إنْكار، بِأَلَّا يَعْرِف اللَّهَ أصْلاً وَلَا يَعْتَرِف بِهِ.
وكُفْــر جُحود، كــكُفْــر إِبْلِيسَ، يَعْرِف اللَّهَ بقَلْبه وَلَا يُقِرّ بِلسانه.
وكُفْــر عِناَد، وَهُوَ أنْ يَعْتَرف بقَلْبه ويَعْتَرف بِلِسانه وَلَا يَدِين بِهِ، حَسَداً وبَغْياً، كــكُفْــر أَبِي جَهْل وأضْرَابه.
وكُفْــر نِفَاق، وَهُوَ أَنْ يُقِرَّ بِلِساَنه وَلَا يَعْتَقد بقَلْبه.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: سُئل الْأَزْهَرِيُّ عمَّن يَقُولُ بخَلْق القُرآن: أتُسَمِّيه كافِرا؟ فَقَالَ: الَّذِي يَقُوله كُفْــر ، فأُعِيد عَلَيْهِ السُّؤال ثَلاَثاً ويَقُول مِثْلَ مَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ فِي الْآخِرِ: قَدْ يَقُول المسْلم كُفْــراً.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «قِيلَ لَهُ: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ»
قَالَ: هُم كَفَــرة، ولَيْسوا كَمَنْ كَفَــر بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إنَّ الأوْس والخَزْرَج ذَكَرُوا مَا كَان مِنْهم فِي الجاهليَّة، فثَار بعضُهم إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى «وَكَيْفَ تَــكْفُــرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ»
وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَى الــكُفــر بِاللَّهِ، ولكِنْ عَلَى تَغْطِيَتِهم مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْأُلْفَةِ والمَودّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِذَا قَالَ الرجُل للرَّجُل: أنتَ لِي عَدُوّ، فَقَدْ كَفَــرَ أحَدُهُما بِالْإِسْلَامِ» أَرَادَ كُفْــر نعْمَته، لأنَّ اللَّهَ ألَّفَ بَيْن قُلُوبِهِمْ فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَتِهِ إخْواناً، فَمن لَم يَعْرِفْها فَقد كَفَــرَها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن تَرك قَتْل الحيَّاتِ خَشْيَةَ النَّارِ فَقَدَ كَفَــرَ» أَيْ كفَــر النِّعْمة. وَكَذَلِكَ:
(هـ) الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَن أتَى حَائِضًا فَقد كَفَــرَ» .
وَحَدِيثُ الْأَنْوَاءِ «إنَّ اللَّهَ يُنْزل الغَيث فيُصبِح قَومٌ بِهِ كافِرين، يَقولون: مُطِرْنا بَنوْء كَذا وكَذا» أَيْ كافِرين بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ، حيْث يَنْسِبُون المَطر إلى النَّوْء دُون الله. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فرأيْتُ أكْثَر أهْلِها النَّساء، لــكُفْــرِهِنَّ. قِيلَ: أيَــكْفُــرْن بِاللَّهِ؟
قَالَ: لَا، ولكنْ يَــكْفُــرْنَ الإحْسان، ويَــكْفُــرْن العَشير» أَيْ يَجْحَدْنَ إحْسان أزْواجِهنّ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «سِبَابُ المُسلمِ فُسُوقٌ وقِتَالُهُ كُفْــر» .
(س) «ومَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَقَدْ كَفَــرَ» .
(س) «وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ فنعْمَةً كَفَــرَها» .
وَأَحَادِيثُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ كَثِيرَةٌ.
وأصْل الــكُفْــر: تَغْطِيَةُ الشَّيْءِ تَغْطِيَةً تَسْتَهْلِكُهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرِّدّة «وكَفَــرَ مَنْ كَفَــرَ مِنَ العَرب» أصحابُ الرِّدَّةِ كَانُوا صِنْفَيْنِ:
صِنْف ارْتَدّوا عَنِ الدِّين، وَكَانُوا طائِفَتَين: إحْدَاهُما أَصْحَابُ مُسَيْلِمة والأسْوَد العَنْسِيّ الَّذِينَ آمَنُوا بِنُبُوَّتِهما، والأخْرَى طَائِفَةٌ ارتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ، وَعَادُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهَؤُلَاءِ اتفَّقَتِ الصَّحَابَةُ عَلَى قِتالهم وسَبْيِهِمْ، واسْتَوْلَدَ عليٌّ مِن سَبْيهِمْ أمَّ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّة، ثُمَّ لَمْ يَنْقَرِض عَصْرُ الصَّحَابةِ حَتَّى أجْمَعُوا عَلَى أنَّ الْمُرْتَدَّ لَا يُسْبَى.
والصِّنْف الثَّانِي مِنْ اهْل الرِّدَّةِ لَمْ يَرْتَدُّوا عَنِ الْإِيمَانِ وَلَكِنْ أنْكَرُوا فَرْض الزَّكَاةِ، وزَعَمُوا أَنَّ الخِطَاب فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً» خاصٌّ بِزَمن النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلِذَلِكَ اشْتَبه عَلَى عُمَر قِتالُهم؛ لإقْرارِهِم بالتَّوحيد وَالصَّلَاةِ. وثَبَت أَبُو بَكْرٍ عَلَى قتاَلِهم لِمَنْع الزَّكَاةِ فَتَابَعه الصَّحَابَةُ عَلَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَرِيِبي العَهْد بزمانٍ يَقَع فِيهِ التَّبْديل والنَّسْخ، فَلَمَّ يُقَرّوا عَلَى ذَلِكَ. وَهَؤُلَاءِ كَانُوا أَهْلَ بَغْي، فَأُضِيفُوا إِلَى أهْل الرِّدَّةِ حيْث كَانُوا فِي زَمَانِهِمْ، فانْسَحَب عَلَيْهِمُ اسْمُها، فأمَّا مَا بَعْد ذَلِكَ، فَمن أنْكَرَ فَرْضيَّة أحَد أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ كَانَ كافِرا بالإجْماع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُــكَفِّــر أهْل قِبْلَتِك» أَيْ لاَ تَدْعهُم كُفَّــارا، أَوْ لاَ تَجْعَلهم كُفَّــاراً بِقَوْلِكَ وزَعْمك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «ألاَ لاَ تَضْربوا المسْلمين فَتُذِلُّوهم، وَلَا تَمنعُوهُم حَقَّهم فتُــكَفِّــرُوهم» لِأَنَّهُمْ رُبَّما ارْتَدّوا إِذَا منعوا عن الحقّ. (س) وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ «تمَتَّعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعاويةُ كافِرٌ بالعُرُش» أي قَبْل إسْلامِه.
والعُرُش: بُيوت مَكَّةَ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُقِيمٌ مُخْتَبِئٌ بِمَكَّةَ، لأنَّ التَّمتُّع كَانَ فِي حَجَّة الودَاع بَعْد فَتْح مَكَّةَ، ومعاويةُ أسْلم عَامَ الفتْح.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّــكْفِــير: الذُّل والخُضوع.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «كتَب إِلَى الحجَّاج: مَنْ أقَرّ بالــكُفْــرِ فَخلِّ سَبيله» أَيْ بــكُفْــر مَنْ خَالَفَ بَني مَرْوَان وَخرج عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «عُرِض عَلَيْهِ رجُل مِنْ بَنِي تَميم ليَقْتُلَه فَقَالَ: إِنِّي لأرَى رجُلاً لاَ يُقِرّ الْيَوْمَ بالــكُفْــر، فَقَالَ: عَنْ دَمِي تَخْدَعُني! إِنِّي أَــكْفَــرُ مِن حِمار» حِمَارٌ: رَجُل كَانَ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ، كَفَــرَ بَعْد الْإِيمَانِ، وانْتَقل إِلَى عِباَدة الْأَوْثَانِ، فصَار مَثَلًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْقُنُوتِ «واجْعَل قُلُوبَهُمْ كَقُلوب نِساء كَوَافِرَ» الكَوَافِر: جَمْع كافِرة يَعْنِي فِي التَّعادِي والاخْتِلاف. والنِّساء أضْعَفُ قُلوباً مِنَ الرِّجَالِ، لَا سِيَّما إِذَا كُنّ كَوَافِرَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الخَدْرِيّ «إِذَا أصْبَح ابنُ آدَمَ فإنَّ الأعْضَاء كُلَّها تُــكَفِّــر لِلِّسَان » أي تَذِلّ وتَخْضَع .
والتَّــكْفــير: هُوَ أَنْ يَنْحَنِيَ الْإِنْسَانُ وَيُطَأْطِئَ رأسَه قَرِيبًا مِنَ الرُّكوع، كَمَا يَفْعل مَنْ يُريد تَعْظِيم صاحِبه (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ أميَّة والنَّجَاشي «رَأَى الحَبشةَ يَدْخُلون مِنْ خَوْخَةٍ مُــكَفِّــرِين، فَولاّه ظَهْره ودَخل» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مَعْشَر «أَنَّهُ كَانَ يَكْره التَّــكْفِــير فِي الصَّلَاةِ» وَهُوَ الانْحِناء الكَثِير فِي حَالَةِ القِيام قَبْل الرُّكُوعِ.
وَفِي حَدِيثِ قَضَاءِ الصَّلَاةِ «كَفَّــارَتُها أَنْ تُصَلِّيَهَا إذا ذكَرْتَها» . وَفِي رِوَايَةٍ «لَا كَفّــارَة لَهَا إلاَّ ذَلِكَ» .
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الــكَفَّــارةِ» فِي الْحَدِيثِ اسْماً وفْعِلاً مُفْرداَ وَجَمعاً. وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الفَعْلة والخَصْلة الَّتي مِنْ شَأنها أَنْ تُــكَفِّــر الخَطيئة: أَيْ تَسْتُرها وَتَمْحُوها. وَهِيَ فَعَّالة للْمبالَغة، كَقَتَّالة وضَرَّابة، وَهِيَ مِنَ الصِّفات الغالِبَة فِي بَابِ الاسْمِية.
وَمَعْنَى حَدِيثِ قَضاء الصَّلاة أَنَّهُ لَا يَلزمه فِي تَرْكها غَيْرُ قَضائها؛ مِنْ غُرْم أَوْ صَدَقة أَوْ غيرِ ذَلِكَ، كَمَا يَلْزَمُ الْمُفْطِرَ فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْر، والمُحْرِمَ إِذَا تَرك شَيْئًا مِنْ نُسُكه، فَإِنَّهُ تَجِب عَلَيْهِمَا الفِدْية.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «المُؤمِن مُــكَفَّــر» أَيْ مُرَزَّأٌ فِي نَفْسَه ومَالِه؛ لتُــكَفَّــر خَطاياه.
وَفِيهِ «لَا تَسْكُنِ الــكُفُــورَ، فإِن ساكِنَ الــكُفُــور كسَاكِن القُبُور» قَالَ الْحَرْبِيُّ:
الــكُفُــور: مَا بَعُد مِنَ الْأَرْضِ عَنِ النَّاسِ، فَلا يَمُرّ بِهِ أَحَدٌ، وَأهْل الــكُفُــور عِنْدَ أهْل المُدُنِ، كَالْأَمْوَاتِ عِند الأحْياء، فَكأنّهم فِي القُبور. وأهْل الشَّام يُسمُّون القَرْيةَ الــكَفْــر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عُرِض عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هُوَ مَفْتوح عَلَى أمَّتِه مِن بَعْده كَفْــراً كَفْــراً، فَسُرَّ بذلك» أي قَرْيَة قَرْية.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَتُخْرجنَّكم الرُّومُ مِنْهَا كَفْــراً كَفْــراً» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «أهْل الــكُفُــورِ هُمْ أهلُ القُبُور» أَيْ هُم بمنْزلة الموْتَى لَا يُشَاهِدون الأمْصار والجُمَع والجَماعَاتِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ اسْم كِنانةَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الكَافُور» تَشْبِيهاً بِغِلاف الطَّلْع وأكْمَام الفَواكِه، لِأَنَّهَا تَستُرها، وَهِيَ فِيهَا كَالسِّهَامِ فِي الكِنَانة.
وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «هُو الطِّبِّيع فِي كُفُــرَّاه» الطَّبَّيعُ: لُبُّ الطَّلْع، وكُفُــرَّاهُ- بالضَّم وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَفتح الْفاء وَضَمَّها مَقْصُور: هُو وِعَاءُ الطَّلْع وقِشْره الْأَعْلَى، وَكَذَلِكَ كافُورُه.
وَقِيلَ: هُوَ الطَّلْع حِينَ يَنْشَقُّ. ويَشْهد لِلْأَوَّلِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيث: «قِشْرُ الــكُفُــرَّى» .

الكَفُّ

الــكَفُّ: اليَدُ، أو إلى الكوعِ، ج: أكُفٌّ وكُفــوفٌ وكُفٌّ، بالضمِّ، وبَقْلَةُ الحَمْقاءِ، والنِعْمَةُ،
وـ في العَروضِ: إسْقاطُ الحَرْفِ السابعِ إذا كان ساكِناً، كنونِ فاعِلاتُنْ ومفَاعيلُنْ، فَيَصيرُ: فاعِلاتُ ومفَاعيلُ.
وذو الــكَفَّــيْنِ: صَنَمٌ كان لدَوْسِ، وسَيْفُ أنْمارِ بنِ حُلْفٍ، وسَيْفُ عبدِ اللهِ بنِ أصْرَمَ، وفَدَ على كِسْرَى، فَسَلَّحَهُ بِسَيْفينِ، والآخَرُ: أسْطامٌ.
وذو الــكَفِّ: سَيْفُ مالِكِ بنِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ الأَنْصارِيِّ، وسَيْفُ خالِدِ بنِ المُهاجِرِ بن خالِد بنِ الوَليدِ. وذو الــكَفِّ الأَشَلِّ: عَمْرُو ابن عبدِ الله، من فُرْسانِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ.
وكَفُّ الكَلْبِ،
وكَفُّ السَّبُعِ، أو الضَّبُعِ،
وكَفُّ الهِرِّ،
وكَفُّ الأَسدِ،
وكَفُّ الذِّئْبِ،
وكَفُّ الأَجْذَمِ، أو الجَذْماءِ،
وكَفُّ آدَمَ،
وكَفُّ مَرْيَمَ: نَباتاتٌ.
ولَقِيتُهُ كَفَّــةَ كَفَّــةَ، كخَمْسَةَ عَشَرَ،
وكفَّــةً لِــكَفَّــةٍ،
وكَفَّــةً عن كَفَّــةٍ، على فَكِّ التَّرْكيبِ، أي: كِفــاحاً، كأَنَّ كَفَّــكَ مَسَّتْ كَفَّــهُ، أو ذلك إذا لَقِيتَهُ فَمَنَعْتَه من النُّهوضِ ومَنَعَكَ.
وجاءَ الناسُ كافَّةً، أي: كُلُّهُم، ولا يقالُ: جاءَتِ الكافَّةُ، لأنه لا يَدْخُلُها ألْ، ووَهِمَ الجوهرِيُّ، ولا تُضافُ.
وكَفَّــتِ الناقَةُ كُفــوفاً: كَبِرَتْ فَقَصُرَتْ أسنانُها، حتى تَكَادَ تَذْهَبُ، فهي كافٌّ وكَفــوفٌ،
وـ الثوبَ كَفّــاً: خاطَ حاشِيَتَهُ، وهو الخِيَاطَةُ الثانِيَةُ بعدَ الشَّلِّ،
وـ الإِناءَ: مَلأَهُ مَلأْ مُفْرِطاً،
وـ رِجْلَهُ: عَصَبَها بِخِرْقَةٍ.
وعَيْبَةٌ مَــكْفــوفَةٌ: مُشَرَّجَةٌ مَشْدودَةٌ.
وفي الحديث: "وإنَّ بينهم عَيْبَةً مَــكْفــوفَةً"، مَثَّلَ بها الذِّمَّةَ المَحْفوظَةَ التي لا تُنْكَثُ، أو معناهُ أنَّ الشَّرَّ يكونُ مَــكْفــوفاً بينهم، كما تُــكَفُّ العِيابُ إذا أُشْرِجَتْ على ما فيها من المَتاعِ، كذلك الذُّحولُ التي كانت بينهم، قد اصْطَلَحوا على أنْ لا يَنْشُرُوها، بَلْ يَتَكافُّونَ عنها، كأنهم جَعَلوها في وِعاءٍ وأشْرَجُوا عليها.
وكُفَّ بَصَرُه، بالفتح والضم: عَمِيَ.
وكفَــفْتُه عنه: دَفَعْتُه وصَرَفْتُه،
كــكَفْكَفْــتُه، فَــكَفَّ هو، لازِمٌ مُتَعَدٍّ.
وكَفــافُ الشيءِ، كسَحابٍ: مِثلُهُ،
وـ من الرِّزْقِ: ما كَفَّ عن الناسِ، وأغْنَى،
كالــكَفَــفِ، مَقْصوراً.
ودَعْنِي كَفــافِ، كقَطامِ، أي: كُفَّ عَنِّي، وأكُفُّ عنك.
وكُفَّــةُ القَميصِ، بالضم: ما اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّيْلِ، أو كلُّ ما اسْتَطالَ، كَحاشِيَةِ الثوبِ والرَّمْلِ، وحَرْفُ الشيءِ، لأنَّ الشيءَ إذا انْتَهَى إلى ذلك كَفَّ عن الزِيادَةِ،
وـ من الثوبِ: طُرَّتُهُ العُلْيا التي لا هُدْبَ فيها، وحاشِيَةُ كلِّ شيءٍ، ج: كصُرَدٍ ط وجِبالٍ ط.
وكِفــافُ الشيءِ، بالكسرِ: حِتارُهُ،
وـ من السَّيْفِ: غِرارُهُ.
والــكِفَّــةُ، بالكسرِ من الميزانِ: م، ويُفْتَحُ،
وـ من الصائِدِ: حِبالَتُه، ويُضَمُّ،
وـ من الدُّفِّ: عُودُه، وكلُّ مُسْتَديرٍ، ونُقْرَةٌ يَجْتَمِعُ فيها الماءُ،
وـ من اللِّثَةِ: ما انْحَدَرَ منها، ويُضَمُّ، ج: كِفَــفٌ وكِفــافٌ.
والــكِفَــفُ أيضاً في الوَشمِ: داراتٌ تكونُ فيه،
كالــكَفَــف، محرَّكةً، والنُّقَرُ التي فيها العُيونُ.
والــكُفَّــةُ، بالضم، من الشجرِ: مُنْتَهاهُ، حيثُ يَنْقَطِعُ،
وـ من الناسِ: سَوادُهم وجَماعَتُهم، أو أدناهم إليك مَكاناً،
وـ من الغَيْمِ: طُرَّتُهُ، وحَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أخْثاءٌ وطينٌ، ثم يُطْبَخُ فيها الأَقِطُ،
وـ من الليلِ: حيثُ يَلْتَقِي الليلُ والنهارُ، إمَّا في المَشْرِقِ، وإمَّا في المَغْرِبِ، وما يُصادُ به الظِّباءُ،
وـ من الدِّرْعِ: أسْفَلُها،
وـ من الرَّمْلِ: ما اسْتَطالَ في اسْتِدارَةٍ.
واسْتَــكَفُّــوا حَوْلَهُ: أحاطوا به يَنْظُرونَ إليه،
وـ الحَيَّةُ: تَرَحَّتْ،
وـ الشَّعَرُ: اجْتَمَعَ،
وـ بالصَّدَقَةِ: مَدَّ يَدَه بها،
وـ السائِلُ: طَلَبَ بِــكَفِّــهِ،
كتَــكَفَّــفَ، والاسمُ: الــكَفَــفُ، محرَّكةً.
واسْتَــكْفَــفْتُه: اسْتَوْضَحْتُه، بأَن تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ، كَمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمسِ.
والمُسْتَــكِفَّــاتُ: العُيونُ،
لأَنَّها في كِفَــفٍ، أي: نُقَرٍ، والإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ.
وتَــكَفْكَفَ: انْــكَفَّ.
وانْــكَفُّــوا عن المَوْضِعِ: تَرَكوهُ.

كفي

كفــي
عن العبرية ملعقة صغيرة. يستخدم للإناث.
ك ف ي : كَفَــى الشَّيْءُ يَــكْفِــي كِفَــايَةً فَهُوَ كَافٍ إذَا حَصَلَ بِهِ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْ غَيْرِهِ وَاكْتَفَيْتُ بِالشَّيْءِ اسْتَغْنَيْتُ بِهِ أَوْ قَنِعْتُ بِهِ وَكُلُّ شَيْءٍ سَاوَى شَيْئًا حَتَّى صَارَ مِثْلَهُ فَهُوَ مُكَافِئٌ لَهُ.

وَالْمُكَافَأَةُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ هَذَا وَالْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ أَيْ تَتَسَاوَى فِي الدِّيَةِ وَالْقِصَاصِ وَمِنْهُ الْــكَفِــيءُ بِالْهَمْزِ عَلَى فَعِيلٍ وَالْــكُفُــوءُ عَلَى فُعُولٍ وَالْــكُفْــءُ مِثْلُ قُفْلٍ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْمُمَاثِلِ وَكَافَأَهُ مُكَافَأَةً وَــكَفَــأْتُهُ كَفْــئًا مِنْ بَابِ نَفَعَ كَبَبْتُهُ وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى أَمَلْتُهُ 
ك ف ي

كفــاه مؤنته كفــاية، وكفــاك بهم رجالاً. وكفــاني ما أوليتني. واستــكفــيته الأمر فــكفــانيه، وهذا كافيك وكفــيك: هذا حسبك. واكتفيت به. وقنعت بالــكفــية وهي القوت وقنعوا بالــكفــى، ولا يملكون إلا الــكفــى: إلا الأقوات. قال:

ومختبط لم يلق من دوننا كفًــى ... وذات رضيع لم ينمها رضيعها

كفــي


كَفَــى(n. ac. كِفَــاْيَة)
a. Sufficed.
b. [acc. & Min
or
'An], Served instead of.
كَفَّــيَa. see I (a)
كَاْفَيَa. see I (a)b. [acc. & Bi], Requited by.
إِكْتَفَيَ
a. [Bi], Was satisfied, contented with, found sufficient.

إِسْتَــكْفَــيَa. see VIIIb. Asked to give enough of.

كَُِفْــي [كَفْــي
كِفْــي]
a. see 21 (b) & 23t
كُفْــيَة (pl.
كُفَــي)
a. Food.

كُفًــىa. Equal, like.

كَافٍ (pl.
كُفَــاة [] )
a. Sufficient; sufficiency.
b. [Min], Substitute for.
كِفَــايَة []
a. Sufficiency; sufficient quantity; sufficient.

كَفِــيّa. see 21 (a)
مُــكَفَّــى [ N. P.
a. II] [ coll. ], One who pays for
his own board (workman).
مُكَافَاة [ N.
Ac.
كَاْفَيَ
(كِفْــي)]
a. Retribution, requital; recompense
compensation.

إِكْتِفَآء [ N.
Ac.
a. VIII], Sufficiency, satisfaction.

بِالــكِفَــايَة
a. Sufficiently; enough.

هٰذَا رَجُل كَِفْــيُكَ مِن
رَجُل
a. This man will suffice thee.

كَك
a. Likewise.

كَاكَنْج
a. A species of gum.
كفــي
: (وَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَب بالياءِ، فإنَّ الحرفَ يائِيٌّ.
(} كَفــاهُ مَؤُونَتَهُ {يَــكْفِــيهِ} كِفــايَةً) ، بالكسْرِ: قامَ بِهِ.
( {وكَفــاكَ الشَّيءُ) } يَــكْفِــيكَ ( {واكْتَفَيْتَ بِهِ) ، كِلاهُما اضْطَلَعَ.
(} واسْتَــكْفَــيْتُهُ الشَّيءَ {فــكَفَــانِيهِ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي والجَوْهرِي.
(ورجُلٌ} كافٍ {وكَفِــيٌّ) ، كسالِمٍ وسَلِيمٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) هَذَا رجُلٌ (} كافِيكَ من رجُلٍ) :) أَي كَفــاكَ بِهِ، ومِثْلُه ناهِيكَ من رجلٍ وجازِيكَ؛ عَن أَبي عُبَيْدٍ. ورجُلانِ {كافِيانِ مِن رَجُلَيْنِ ورِجالٌ} كافُوكَ من رِجالٍ؛ ( {وكَفْــيُكَ من رجُلٍ، مثلَّثَة الكافِ) :) أَي (حَسْبُكَ) ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الفَتْح.
وحَكَى ابنُ الأعْرابي:} كَفــاكَ بفلانٍ {وكَفْــيُكَ بِهِ} وكِفــاكَ، بكسْرٍ وقَصْرٍ، {وكُفــاكَ، بضمٍ وقَصْر، قالَ: وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ؛ ومِثْلُه لابنِ وَلاَّدٍ.
هَذَا غيرُ مُطابِقٍ لسِياقِ المصنِّفِ كَمَا يَظْهَرُ عنْدَ التأَمّل.
(} والــكُفْــيَةُ، بالضَّمِّ: القُوتُ) ، وَهُوَ مَا {يَــكْفِــيكَ مِن العَيْشِ؛ وَقيل: هُوَ أَقَلُّ مِن القُوتِ؛ (ج} الــكُفَــى) ، بِضَم فَفتح؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي والقالِي:
ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنَا {كُفًــى
وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُهاقال ابنُ سِيدَه: ويجوزُ أَنْ يكونَ أَرادَ} كُفــاةً ثمَّ أَسْقَطَ الهاءَ. ( {وتَــكَفَّــى النَّباتُ) :) تَعقَّرَ أَي (طالَ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
(و) } الــكَفِــيُّ، (كغَنِيَ: المَطَرُ) .) يقالُ لأرضٍ إِذا أَصابَهَا مَطَرٌ بَعْد مَطَرٍ: أَصابَها {كَفِــيٌّ عَلى} كَفِــيَ.
(وبَيْعُ {الــكِفــايَةِ) عنْدَ الفُقهاءِ هُوَ (أَن يكونَ لي على رجُلٍ خَمْسَةُ دَراهِمَ وَأَشْتَرِي مِنْك شَيئاً بخَمْسةٍ، فأقُولُ: خُذْها مِنْهُ) ؛) هَكَذَا هُوَ فِي التكمِلَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المُكافَاةُ: المُساوَاةُ بينَ الشَّيْئَيْنِ.
{وكَافاهُ: جَازَاهُ وَرَجَوْتُ} مُكافَاتَك: أَي كِفَــايَتكَ.
ومِن أَسْماءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الكافِي.
{والمُسْتَــكْفِــي باللَّهِ: مِن العبَّاسِيِّين.
} واسْتَــكْفَــى بِهِ: كَفــاهُ ذلِك.
{والــكِفْــيُ، بالكسْرِ: بَطْنُ الوادِي، والجَمْعُ} أَــكْفــاءٌ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
ورجُلٌ {كُفًــى كحُطَم: أَي} كافٍ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن ثَعْلَب، وَبِه فُسِّرَ قولُ الشاعرِ أَيْضاً: ومُخْتَبِطٍ إِلى آخِرِه.
وكَفــى عَنهُ الشَّيءَ: صَرَفَهُ إِيَّاهُ.
كَفَــى الشَّيء: فاتَ، عَن ابنِ القطَّاع.
كفــي
كفَــى/ كفَــى بـ/ كفَــى لـ يَــكفِــي، اكْفِ، كِفــايَةً، فهو كافٍ وكَفِــيّ، والمفعول مَــكْفــيّ (للمتعدِّي)
كفَــى الشّيءُ/ كفَــى به/ كفَــى له: اكتفى وغنِي؛ حصل به الاستغناءُ عن سواه، وكثيرًا ما تزاد الباء على فاعله "يــكفــي لك خمسون جنيهًا في الشَّهر- {وَــكَفَــى بِاللهِ حَسِيبًا} - {وَــكَفَــى بِاللهِ شَهِيدًا}: شهادة الله تغني عن غيرها- {أَوَلَمْ يَــكْفِــهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} ".
كفــاه الشّيءُ: سدّ حاجتَه، وجعله يستغني به عن غيره "مبلغ يــكفــيه لتسديد ديونه- ما كلُّ ما فوق البسيطة كافيًا ... وإذا قنعت فبعض شيء كافِ: يقال في الزُّهد وكَبْح جماح النفس- مَا قَلَّ وَــكَفَــى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى [حديث]- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
كفــاه الأمرَ: قام فيه مقامه فأغناه عن القيام به "كفــاه مئونة البحث- كفــاه حاجته".
كفــاه اللهُ فلانًا/ كفــاه اللهُ شرَّ فلان: حَفِظَه من كيدِه، ومنعه عنه، حماه وعصَمه "كفــاه شرَّ عدوِّه: منع ذاك الشرَّ عنه- {فَسَيَــكْفِــيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - {إِنَّا كَفَــيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} ". 

استــكفــى/ استــكفــى بـ/ استــكفــى من يستــكفــي، اسْتَــكْفِ، استــكفــاءً، فهو مُسْتَــكْفٍ، والمفعول مُسْتَــكْفًــى (للمتعدِّي)
• استــكفــاه الشَّيءَ: طلب منه أن يَــكْفِــيَه إيَّاه؛ أي: أن يغنيه عن السؤال "استــكفــيتُه الشيءَ فــكفــانِيه".
• استــكفــى بالشَّيء: قنِع به "استــكفــى بدخله".
• استــكفــى من الشَّيء: أخذ حاجتَه منه كاملة. 

اكتفى بـ يكتفي، اكْتَفِ، اكتفاءً، فهو مُكْتَفٍ، والمفعول مُكْتَفًى به
• اكتفى بأجرٍ زهيدٍ: استــكفــى به؛ استغنى به وقنِع "اكتفى بدخله من عقاراته- اكتفى بما عنده- مُكْتفٍ ذاتيًّا: غير معتمد على الآخرين". 

استــكفــاء [مفرد]:
1 - مصدر استــكفــى/ استــكفــى بـ/ استــكفــى من.
2 - (قص) اكتفاء ذاتيّ، استغناء عن الآخرين في سدّ الحاجات الاقتصاديَّة "سياسة الاستــكفــاء- الاستــكفــاء الاقتصاديّ". 

اكتفاء [مفرد]: مصدر اكتفى بـ.
• الاكتفاء الذَّاتيّ: (قص) استغناء الدّولة بإنتاجها عن الاستيراد من غيرها "الاكتفاء الذاتيّ في الموادِّ الغذائيَّة". 

كافٍ1 [مفرد]: ج كافُون وكُفــاة، مؤ كافية، ج مؤ كافيات وكوافٍ:
1 - اسم فاعل من كفَــى/ كفَــى بـ/ كفَــى لـ.
2 - من يــكفــيك ويغنيك عن غيرك "هذا رجل كافيك من رجل: هو رجل يــكفــيك".
• الكافية: سورة الفاتحة. 

كافٍ2 [مفرد]
• الكافي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يــكفــي عبادَه حاجاتَهم، ويقدّم لهم مُتطلّبات حياتهم، ويحفظهم من كلِّ شرّ " {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ". 

كِفــاية [مفرد]:
1 - مصدر كفَــى/ كفَــى بـ/ كفَــى لـ.
2 - مقدرة وكفــاءة "هو ذو كفــاية في عمله".
3 - ما يلزم بالضَّبط على قدر الحاجة، إلى حدّ يفي بالغرض ويُغني عن غيره "عنده من المال كِفــاية". 

كَفِــىّ [مفرد]: ج أكْفِــياءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَــى/ كفَــى بـ/ كفَــى لـ. 
(ك ف ي)

كَفَــى الرجل كِفــايةً، فَهُوَ كافٍ، وكُفًــى، مثل حُطَم عَن ثَعْلَب، وَاكْتفى، كِلَاهُمَا: اضطلع.

وكَفــاه مَا أهمَّه كِفَــاية.

وَرجل كافِيك من رجلٍ، وكَفْــيُك من رجل، وكَفَــى بِهِ رجلا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: كَفــاك بفلان، وكَفْــيُك بِهِ وكِفَــاك، مكسور مَقْصُور، وكُفــاك، مضموم مَقْصُور أَيْضا.

قَالَ: وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، فَأَما قَول الْأنْصَارِيّ:

فَــكفــى بِنَا فَضْلاً على مَنْ غَيرنَا ... حُبُّ النبيّ محمدٍ إيَّانا

فَإِنَّمَا أَرَادَ: فــكفــانا فَأدْخل الْبَاء على الْمَفْعُول، وَهَذَا شاذّ: إِذْ الْبَاء فِي مثل هَذَا إِنَّمَا تدخل على الْفَاعِل كَقَوْلِك: كفــى بِاللَّه، وَقَوله:

إِذا لاقيتِ قوميِ فاسأليهم ... كَفَــى قوما بِصَاحِبِهِمْ خَبيرا

هُوَ من المقلوب، وَمَعْنَاهُ: كفــى بِقوم خَبِيرا صَاحبهمْ فَجعل الْبَاء فِي الصاحب، وموضعها أَن تكون فِي قوم وهم الفاعلون فِي الْمَعْنى، وَأما زيادتها فِي الْفَاعِل فنحو قَوْلهم: كَفَــى بِاللَّه، وَقَوله تَعَالَى: (وكفــى بِنَا حاسبين) إِنَّمَا هُوَ كفــى الله، وكَفَــينا كَقَوْل سُحَيْم:

كفــى الشيبُ وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا

فالباء وَمَا عملت فِيهِ فِي مَوضِع مَرْفُوع بِفِعْلِهِ كَقَوْلِك: مَا قَامَ من أحد. فالجار وَالْمَجْرُور هُنَا فِي مَوضِع اسْم مَرْفُوع بِفِعْلِهِ وَنَحْوه قَوْلهم فِي التَّعَجُّب: أحسِنْ بزيد!! فالباء وَمَا بعْدهَا فِي مَوضِع مرفوعٍ بِفِعْلِهِ، وَلَا ضمير فِي الْفِعْل، وَقد زيدت أَيْضا فِي خبر لكنَّ لشبه بالفاعل، قَالَ:

ولكنَّ أجرا لَو فعلتِ بهينّ ... وهَلْ يُنْكَر المعروفُ فِي النَّاس والأَجْرُ

أَرَادَ: ولكنَّ أجرا لَو فعلته هَيّن. وَقد يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: ولكنَّ أجرا لَو فعلته بِشَيْء هَين أَي أَنْت تصلين إِلَى الْأجر بالشَّيْء الهين؛ كَقَوْلِك: وجوب الشُّكْر بالشَّيْء الهين، فَتكون الْبَاء على هَذَا غير زَائِدَة، وَأَجَازَ مُحَمَّد بن السّري أَن يكون قَوْله: " كفــى بِاللَّه " تَقْدِيره: كَفَــى اكتفاؤك بِاللَّه؛ أَي اكتفاؤك بِاللَّه يَــكْفِــيك، قَالَ ابْن جني: وَهَذَا يضعف عِنْدِي لِأَن الْبَاء على هَذَا مُتَعَلقَة بمصدر مَحْذُوف وَهُوَ الِاكْتِفَاء ومحال حذف الْمَوْصُول وتَبْقِية صِلَته، قَالَ: وَإِنَّمَا حَسَّنه عِنْدِي قَلِيلا أَنَّك قد ذكرت " كَفَــى " فدلَّ على الِاكْتِفَاء؛ لِأَنَّهُ من لَفظه، كَمَا تَقول: من كذب كَانَ شراًّ لَهُ، فأضمرته لدلَالَة الْفِعْل عَلَيْهِ، فهاهنا أضمر اسْما كَامِلا وَهُوَ الْكَذِب، وَهُنَاكَ أضمر اسْما وَبَقِي صلته الَّتِي هِيَ بعضه، فَكَأَن بعض الِاسْم مُضْمر وَبَعضه مظهر. قَالَ: فَلذَلِك ضعف عِنْدِي. قَالَ: وَالْقَوْل فِي هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ: من أَنه يُرِيد: كفــى الله، كَقَوْلِه تَعَالَى: (وكفــى اللهُ المؤمنينَ القتالَ) ويَشْهد بصحَّة هَذَا الْمَذْهَب مَا حكى عَنْهُم من قَوْلهم: مَرَرْت بِأَبْيَات جادبهنّ أبياتا، وجُدْن أبياتا، فبهنّ " فِي مَوضِع رفع وَالْبَاء زَائِدَة كَمَا ترى. قَالَ: اخبرني بذلك مُحَمَّد ابْن الْحسن قِرَاءَة عَلَيْهِ عَن أَحْمد بن يحيى أَن الْكسَائي حكى ذَلِك عَنْهُم، قَالَ: وَوجدت مثله للأخطل وَهُوَ قَوْله:

فَقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجها ... وحُبَّ بهَا مقتولةً حِين تُقْتل

فبها " فِي مَوضِع رفع بحُبّ.

قَالَ ابْن جني: وَإِنَّمَا جَازَ عِنْدِي زِيَادَة الْبَاء فِي خبر الْمُبْتَدَأ لمضارعته للْفَاعِل باحتياج الْمُبْتَدَأ إِلَيْهِ كاحتياج الْفِعْل إِلَى فَاعله.

والــكُفْــية: مَا يَــكْفِــيك من الْعَيْش.

وَقيل: هُوَ أقلّ من الْقُوت، وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

ومختَبَطٍ لم يَلْقَ مِن دُوننَا كُفــىً ... وذاتِ رَضِيع لم يُنِمْها رضيعُها

يكون كُفــىً جمع: كُفْــية وَهُوَ أقل من الْقُوت كَمَا تقدم، وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: كُفــاةً ثمَّ اسقط الْهَاء. وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: رجل كُفــىً: أَي كافٍ، وَقد تقدم أَيْضا.

والــكِفْــى: بطن الْوَادي، عَن كرَاع.

كفــي: الليث: كَفَــى يَــكْفِــي كِفــايةً إِذا قام بالأَمر. ويقال:

اسْتَــكْفَــيْته أَمْراً فــكَفــانِيه. ويقال: كَفــاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك، وكَفــاكَ

هذا الشيء. وفي الحديث: من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة

كَفَــتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل، وقيل: إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة

في قيام الليل، وقيل: تَــكْفِــيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه. وفي

الحديث: سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَــكْفِــيكم اللهُ أَي يَــكْفــيكم القِتالَ بما

فتَح عليكم. والــكُفــاةُ: الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة، جمع كافٍ.

وكفَــى الرجلُ كِفــايةً، فهو كافٍ وكُفًــى مثل حُطَمٍ؛ عن ثعلب، واكْتَفَى،

كلاهما: اضْطَلَع، وكَفــاه ما أَهَمَّه كِفــايةً وكَفــاه مَؤُونَته كِفــاية

وكَفــاك الشيءُ يَــكفِــيك واكْتَفَيْت به. أَبو زيد: هذا رجل كافِيك من رَجُل

وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد. وكَفَــيْته

ما أَهَمَّه. وكافَيْته: من المُكافاة، ورَجَوْتُ مُكافاتَك.

ورجل كافٍ وكَفِــيٌّ: مثل سالِم وسَلِيمٍ. ابن سيده: ورجل كافِيكَ من رجل

وكَِفْــيُكَ من رجُل

(* قوله« وكفــيك من رجل» في القاموس مثلثة الكاف.)

وكَفَــى به رجلاً. قال: وحكى ابن الأَعرابي كَفــاكَ بفلان وكَفْــيُكَ به

وكِفــاكَ، مكسور مقصور، وكُفــاكَ، مضموم مقصور أَيضاً، قال: ولا يثنى ولا يجمع

ولا يؤنث. التهذيب: تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل، ورأَيت رجلين

كافِيَك من رجلين، ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال، معناه كَفــاك به رجلاً.

الصحاح: وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ

كافُوكَ من رِجال، وكَفْــيُك، بتسكين الفاء، أَي حَسْبُكَ؛ وأَنشد ابن بري في

هذا الموضع لجثامة الليثي:

سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ،

كَفَــى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا

هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ،

إِذا عَرَضَتْ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا

وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وكفَــى بالله وليّاً، وما أَشبهه

في القرآن: معنى الباء للتَّوْكيد، المعنى كفَــى اللهُ وليّاً إِلا أَن

الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ، المعنى اكْتَفُوا

بالله وليّاً، قال: ووليّاً منصوب على الحال، وقيل: على التمييز. وقال في

قوله سبحانه: أَوَلم يَــكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد؛ معناه أَوَلم

يَــكْفِ ربُّك أَوَلم تَــكْفِــهم شهادةُ ربِّك، ومعنى الــكِفــاية ههنا أَنه قد

بين لهم ما فيه كِفــاية في الدلالة على توحيده. وفي حديث ابن مريم: فأَذِنَ

لي إِلى أَهْلي بغير كَفِــيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي. يقال: كَفــاه

الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه. وفي حديث الجارود: وأَــكْفــي مَنْ لم يَشهد أَي

أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه؛ فأَمّا قول

الأَنصاري:

فــكَفَــى بِنا فَضْلاً، على مَن غَيْرُنا،

حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا

فإِنما أَراد فــكَفــانا، فأَدخل الباء على المفعول، وهذا شاذ إِذ الباء في

مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَــى باللهِ؛ وقوله:

إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ،

كَفَــى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا

هو من المقلوب، ومعناه كفَــى بقوم خَبِيراً صاحبُهم، فجعل الباء في

الصاحب، وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى؛ وأَما زيادَتها في

الفاعل فنحو قولهم: كَفــى بالله، وقوله تعالى: وكفــى بنا حاسبين، إِنما هو

كفــى اللهُ وكفــانا كقول سحيم:

كفــى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً

فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله، كقولك ما قام من أَحد، فالجار

والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله، ونحوه قولهم في التعجب: أَحْسِنْ

بِزَيْدٍ، فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل، وقد

زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل؛ قال:

ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ،

وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ

(* قوله« وهل يعرف» كذا بالأصل، والذي في المحكم: ولم ينكر.)

أَراد: ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن، وقد يجوز أَن يكون معناه

ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء

الهين، كقولك: وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن، فتكون الباء على هذا غير زائدة،

وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله: كَفَــى بالله، تقديره كفَــى

اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَــكْفِــيك؛ قال ابن جني: وهذا يضعف عندي

لأَن الباء على

هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء، ومحال حذف الموصول وتبقية صلته،

قال: وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَــى فدلَّ على الاكتفاء

لأَنه من لفظه، كما تقول: مَن كَذب كان شرًّا له، فأَضمرته لدلالة الفعل

عليه، فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب، وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته

التي هي بعضه، فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً، قال: فلذلك ضعف عندي،

قال: والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفــى الله، كقولك: وكفــى الله

المؤمنين القتال؛ ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت

بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً، فقوله بهنَّ في موضع رفع،

والباء زائدة كما ترى. قال: أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن

أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم؛ قال: ووجدت مثله للأَخطل وهو

قوله:فقُلْتُ: اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها،

وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل

فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ؛ قال ابن جني: وإِنما جاز عندي زيادة

الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل

إِلى فاعله.

والــكُفْــيةُ، بالضم: ما يَــكْفِــيك من العَيش، وقيل: الــكُفْــيَةُ القُوت،

وقيل: هو أَقلّ من القوت، والجمع الــكُفَــى. ابن الأَعرابي: الــكُفَــى

الأَقوات، واحدتها كُفْــيةٌ. ويقال: فلان لا يملك كُفَــى يومه على ميزان هذا أَي

قُوتَ يومه؛ وأَنشد ثعلب:

ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًــى،

وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها

قال: يكون كُفًــى جمع كُفْــيَة وهو أَقلّ من القُوت، كما تقدّم، ويجوز أَن

يكون أَراد كُفــاةً ثم أَسقط الهاء، ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِــيٌّ

أَي كافٍ.

والــكِفْــيُ: بطن الوادي؛ عن كراع، والجمع الأَــكْفــاء.

ابن سيده: الــكُفْــوُ النظير لغة في الــكُفــءِ، وقد يجوز أَن يريدوا به

الــكُفُــؤ فيخففوا ثم يسكنوا.

عكف

عــكف: {يعــكفــون}: يقيمون. {معكوفا}: محبوسا.
عــكف: عــكف: قد يستعمل هذا الفعل متعدياً بنفسه أيضاً، ففي حيان- بسام (3: 5ق): يعــكف دفاتير يقرأها. تعــكف على: بمعنى عــكف على. (ألف ليلة 1: 17).
انعــكف على: داوم على، لازم. (فوك).
عَــكَف: ذنب البعير. (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 221).
عكائف (جمع): جدائل الشعر، ضفائر. (زيشر 22: 165).
عاكِف: حضري ضد بادٍ. (عباد 3: 24).
معتــكف: مسكن، منزل، بيت. مأوى. (ابن جبير ص268).
عــكف عَــكَفَ: أقْبَلَ عليه، عَــكْفــاً وعُكُوْفاً، وأصْوَبُ ما يُسْتَعْمَلُ في الجَمَاعَة: عَــكَفَــتِ الخَيْلُ، وعَــكَفَــتِ الطيْرُ بالقتِيْل. والعَاكِفُ: المُعْتَــكِفُ في المَسْجِد، وقلَما قيل: عَــكَفَ. والنَظْمُ إذا نُظِمَ فيه الجَوْهَرُ قيل: عُــكَفَ. والمَعْكُوْفُ: المَحْبُوْسُ عن وَجْهه. والعَــكِفُ: الجَعْدُ من الشًعَر، وقد عُــكًفَ. وعَــكَفَ عَــكْفــاً وعُكُوْفاً: رَعَى.
(ع ك ف) : (الِاعْتِكَافُ) افْتِعَالٌ مِنْ عَــكَفَ إذَا دَامَ مِنْ بَابِ طَلَب وَعَــكَفَــهُ حَبْسَهُ (وَمِنْهُ) {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} [الفتح: 25] وَسُمِّيَ بِهِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ الْعِبَادَةِ لِأَنَّهُ إقَامَةٌ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ شَرَائِطَ وَقَوْلُهُ قَالَ لِلَّهِ عَلَيَّ اعْتِكَافُ رَمَضَانَ فَصَامَهُ وَلَمْ يَعْتَــكِفْ إنَّمَا حَذَفَ حَرْفَ الظَّرْفِ عَلَى التَّوَسُّعِ.
ع ك ف: (عَــكَفَــهُ) حَبَسَهُ وَوَقَفَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: « {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} [الفتح: 25] » . وَمِنْهُ (الِاعْتِكَافُ) فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ الِاحْتِبَاسُ. وَ (عَــكَفَ) عَلَى الشَّيْءِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ مُوَاظِبًا وَبَابُهُ دَخَلَ وَجَلَسَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَعْــكُفُــونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138] . 
ع ك ف : عَــكَفَ عَلَى الشَّيْءِ عُكُوفًا وَعَــكْفًــا مِنْ بَابَيْ قَعَدَ وَضَرَبَ لَازَمَهُ وَوَاظَبَهُ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ فِي قَوْله تَعَالَى {يَعْــكُفُــونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138] وَعَــكَفْــتُ الشَّيْءَ أَعْــكُفُــهُ وَأَعْــكِفُــهُ حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ الِاعْتِكَافُ وَهُوَ افْتِعَالٌ لِأَنَّهُ حَبْسُ النَّفْسِ عَنْ التَّصَرُّفَاتِ الْعَادِيَّةِ وَعَــكَفْــتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ مَنَعْتُهُ. 
(عــكف)
فِي الْمَكَان عــكفــا وعكوفا أَقَامَ فِيهِ وَلَزِمَه وَيُقَال عــكف فِي الْمَسْجِد أَقَامَ فِيهِ بنية الْعِبَادَة وعَلى الشَّيْء أقبل عَلَيْهِ وَلَزِمَه وَلم ينْصَرف عَنهُ وَالْقَوْم حوله استداروا عَلَيْهِ يُقَال عــكف الطير حول الْقَتِيل وَفُلَانًا على كَذَا عــكفــا حَبسه عَلَيْهِ وَفُلَانًا عَن حَاجته حَبسه عَنْهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالْهَدْي معكوفا أَن يبلغ مَحَله}

(عــكف) الشَّيْء عقفه أَي عوجه وَعطفه وَالشعر جعده وَالْقَوْم من كَذَا حَبسهم

عــكف


عَــكَفَ(n. ac.
عُكُوْف)
a. ['Ala], Kept, clave, applied himself to, persevered with.
b. [Fī], Stayed, settled in.
c. Surrounded; flew, hovered, circled round.
d.(n. ac. عَــكْف), Stopped, detained, retained; arrested, apprehended;
imprisoned.
e. [acc. & 'An], Prevented, hindered, debarred from.
f. Adjusted, arranged; strung, threaded (
beads ).
عَــكَّفَa. Plaited, curled (hair).
b. Strung, threaded (beads).
عَاْــكَفَa. Clung, attached himself to.

تَعَــكَّفَa. see I (b)
إِنْعَــكَفَ
a. [ coll. ]
see I (a)
إِعْتَــكَفَ
a. [Fī], Stopped, stayed in; secluded himself in.

عَــكِفa. Curly, frizzed (hair).
عَاْــكِف
( pl.
reg. &
عُكُوْف
27)
a. ['Ala], Intent upon.
N. P.
عَكڤفَa. Detained, withheld.
b. Plaited (hair).
N. Ac.
إِعْتَــكَفَa. Seclusion, retirement.
عــكف
العُكُوفُ: الإقبال على الشيء وملازمته على سبيل التّعظيم له، والاعْتِكَافُ في الشّرع: هو الاحتباس في المسجد على سبيل القربة ويقال:
عَــكَفْــتُهُ على كذا، أي: حبسته عليه، لذلك قال:
سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ
[الحج/ 25] ، وَالْعاكِفِــينَ
[البقرة/ 125] ، فَنَظَلُّ لَها عاكِفِــينَ
[الشعراء/ 71] ، يَعْــكُفُــونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ
[الأعراف/ 138] ، ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفــاً
[طه/ 97] ، وَأَنْتُمْ عاكِفُــونَ فِي الْمَساجِدِ
[البقرة/ 187] ، وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً
[الفتح/ 25] ، أي: محبوسا ممنوعا.
[عــكف] نه: فيه: "الاعتكاف والعكوف"، الإقامة على الشيء وبالمكان ولزومهما، عــكف يعــكف ويعــكف واعتــكف. ك: ومنه: والناس "عكوف"، هو جمع عاكف أي مجتمعون. ن: أي منتظرون لخروجه صلى الله عليه وسلم. ك: وح: إذا "اعتــكف" المؤذن للصبح وبدا صلى، اعتــكف أي جلس ينتظر الصبح لكي يؤذن أو انتصب قائمًا للأذان، وروى: إذا اعتــكف وأذن، فضمير اعتــكف للنبي صلى الله عليه وسلم، وبدا بلا همزة أي ظهر الصبح، وصلى جواب إذًا. ط: صلى الصبح ثم دخل في "معتــكفــه"، أي موضع كان يخلو فيه بنفسه من المسجد متسترًا عن أعين الناس لحديث: اتخذ حجرة من حصير، واحتج به من جوز ابتداء الاعتكاف من الصبح وأجاب الآخرون بأن المراد أنه كان فيه بعد الصبح لا أنه يبتدئ الاعتكاف بعد الفجر، قوله: قال في المعتــكف، أي في حقه، وهو يعتــكف الذنوب، أي يحتسب عن الذنوب فنصب الذنوب بنزع خافض، ويجري له من الحسنات، أي حسنات يمتنع عنها بالاعتكاف كعيادة المريض وتشييع الجنازة وزيارة الإخوان، كعامل الحسنات أي كما يجري للعامل.
(باب العين والكاف والفاء معهما) (ع ك ف، ع ف ك مستعملان فقط)

عــكف: عَــكَفَ يَعْــكِفُ ويَعْــكُفُ عــكْفــاً وعُكُوفاً وهو إقبالك على الشيء لا تصرف عنه وجهك. قال العجاج يصف حميرا وفحلا:

فهنّ يعــكِفْــنَ به إذا حجا ... عَــكْفَ النبيط يلعبون الفَنْزَجا

أي: وقَفْنَ وثبتن. وقرىء يَعْــكُفُــونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ ويعــكفــون. ولو قيل: عــكف في المسجد لكان صوابا، ولكن يقولون: اعتــكف. قال الله عز وجل: وَالْعاكِفِــينَ وعَــكَفَــتِ الطّيرُ بالقتيل. ويقال للنظم إذا نُضِّد فيه الجوهر: عُــكِّفَ تعكيفاً. قال الأعشى:

وكأنَّ السَّموط عــكفــها السلك ... بِعِطْفَي جيداء أمّ غزال

عفك: الأَعْفَكُ: الأحمق. وقال أبو ليلى: الأعفكُ: الذي لا يُحسنُ عَمَلا، ولا خير عنده. قال:

صاح ألم تعجب لقول الضيطر ... الأعفك الأحدل ثم الأعسر
الْعين وَالْكَاف وَالْفَاء

عَــكَف على الشَّيْء يعْــكِف ويَعْــكُف عَــكْفــا وعُكُوفا، وعَــكَف بِهِ: أقبل عَلَيْهِ، لَا يصرف عَنهُ وَجهه، قَالَ العجاج:

فهُنَّ يَعْــكُفْــن بِهِ إِذا حَجا

عَــكْف النَّبِيط يَلْعَبون الفَنْزَجا

وقومٌ عُــكَّفَ وعُكُوف، وعَــكَفــت الطير بالقتيل، فَهِيَ عُكُوف كَذَلِك، أنْشد ثَعْلَب: تَذُبُّ عنهُ كٌَّف بهَا رَمَق ... طَيْراً عُكُوفا كَزُوَّر العُرُسِ

يَعْنِي بالطير هُنَا: الذِّبان، فجعلهم طيرا، وَشبه اجتماعهن للْأَكْل، باجتماع النَّاس للعرس.

وعَــكَفَ يَعْــكِف ويَعْــكُف عَــكْفــا وعُكوفا، واعْتَــكَفَ: لزم الْمَكَان.

والعُكُوف: الْإِقَامَة فِي الْمَسْجِد.

وعَــكَفَــه عَن حَاجته، يَعْــكِفــه ويَعْــكُفُــه عَــكْفــا: صرفه وحبسه.

وعُــكِّفَ النَّظم: نضد فِيهِ الْجَوْهَر. قَالَ الْأَعْشَى:

وَكَأن السُّموط عَــكَّفَــها السِّلْكُ ... بعِطْفَيْ جَيداءَ أُمِّ غَزَالِ

والمُعَــكَّف: المعوج المعطف.

وعُكَيْف: اسْم.

عــكف: عَــكَف على الشيء يَعْــكُفُ ويَعْــكِفُ عَــكْفــاً وعُكوفاً: أَقبل عليه

مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وجهه، وقيل: أقام؛ ومنه قوله تعالى: يَعــكفــون

على أَصنام لهم، أَي يُقيمون؛ ومنه قوله تعالى: ظَلْتَ عليه عاكفــاً، أَي

مُقيماً. يقال: فلان عاكِفٌ على فرج حَرام؛ قال العجاج يصِفُ ثوراً:

فهُنَّ يَعْــكُفْــن به إذا حجا،

عَــكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبون الفَنْزَجا

أَي يُقْبِلْن عليه؛ وقومٌ عُــكَّفٌ وعُكُوفٌ. وعَــكفَــتِ الخيلُ بقائدها

إذا أَقبَلَت عليه، وعَــكَفَــتِ الطيرُ بالقَتِيل، فهي عُكُوف؛ كذلك أَنشد

ثعلب:

تَذُبُّ عنه كَفٌّ بها رَمَقٌ

طيراً عُكوفاً، كَزُوّرِ العُرُسِ

يعني بالطير هنا الذِّبّان فجعلهنَّ طيراً، وشبَّه اجتماعهن للأَكل

باجتماع الناس للعُرْس. وعَــكَفَ يَعْــكُف ويَعْــكِفُ عَــكْفــاً وعُكوفاً: لزم

المكان. والعُكُوفُ: الإقامةُ في المسجد: قال اللّه تعالى: وأَنتم عاكِفــونَ

في المَساجد؛ قال المفسرون وغيرهم من أَهل اللغة: عاكِفــون مُقيمون في

المساجد لا يُخْرُجون منها إلا لحاجة الإنسان يُصلّي فيه ويقرأُ القرآن.

ويقال لمن لازَمَ المسجد وأَقام على العِبادة فيه: عاكف ومُعْتَــكِفٌ.

والاعْتِكافُ والعُكوف: الإقامةُ على الشيء وبالمكان ولزُومهما. وروي عن النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، أَنه كان يَعْتَــكِفُ في المسجد. والاعتِكافُ:

الاحْتِباس وعَــكَفُــوا حولَ الشيء: استداروا. وقوم عُكوف: مُقِيمون؛ قال أَبو

ذؤيب يصف الأَثافيّ:

فَهُنَّ عُكوفٌ، كنَوْحِ الكَرِيـ

ـمِ، قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوَى

وعَــكَفَــه عن حاجته يَعْــكُفــه ويَعْــكِفُــه عَــكْفــاً: صَرَفَه وحَبَسه.

ويقال: إنك لتَعْــكِفُــني عن حاجتي أَي تَصْرفُني عنها. قال الأَزهري: يقال

عَــكَفْــته عَــكْفــاً فعــكَفَ يعــكف عُكوفاً، وهو لازمٌ وواقعٌ كما يقال رَجَعْتُه

فرَجَعَ، إلاّ أَن مصدر اللازم العُكوف، ومصدر الواقع العَــكْف. وأَما

قوله تعالى: والهَدْيَ مَعْكوفاً، فإنَّ مجاهداً وعطاء قالا مَحْبوساً. قال

الفراء: يقال عــكفــته أَعــكفــه عَــكْفــاً إذا حبسته.

وقد عَــكَّفْــت القومَ عن كذا أَي حبستهم. ويقال: ما عَــكَفَــكَ عن كذا؟

وعُــكِّفَ النظمُ: نُضِّدَ فيه الجوهرُ؛ قال الأَعشى:

وكأَنَّ السُّموطَ عَــكَّفَــها السِّلْـ

ـكُ بعِطْفَيْ جَيْداء أُمِّ غَزالِ

أَي حَبَسها ولم يَدَعْها تتفرق. والمُعَــكَّف: المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ.

وعُكَيْفٌ: اسم.

عــكف
عــكَفَ/ عــكَفَ على/ عــكَفَ في/ عــكَفَ لـ يعــكُف ويعــكِف، عُكوفًا وعَــكْفًــا، فهو عاكِف، والمفعول مَعْكوف
• عــكَفــه على الكتاب: حبسه عليه وألزمه به "عــكَفــه أستاذُه على دراسة موضوع معيَّن والتعمّق فيه- {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} ".
• عــكَفــه عن حاجته: منعه، صرفه عنها "عــكفــه المرضُ عن إنجاز مهمّته".
• عــكَف على الكتاب/ عــكَف للكتاب: لزمه وأقبل عليه مواظبًا، تفرَّغ له "عــكف على القضيّة يدرسها- عــكف على العبادة- {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُــونَ} ".
• عــكَف في المسجد: لزمه وأقام فيه للعبادة "عــكف في بيته- {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} ". 

اعتــكفَ في يعتــكف، اعتكافًا، فهو مُعتــكِف، والمفعول مُعتــكَف فيه
• اعتــكف في المسجد: عَــكَف؛ لَزِمه وأقام فيه للعبادة "اعتــكف في بيته- مُعتَــكِفٌ في المكتبة". 

انعــكفَ في ينعــكف، انعكافًا، فهو مُنعــكِف، والمفعول مُنعــكَف فيه
• انعــكف في بيته: لزمه. 

عــكَّفَ/ عــكَّفَ على يعــكِّف، تعكيفًا، فهو معــكِّف، والمفعول معــكَّف
• عــكَّف القضيبَ: عوَّجه "عــكَّف الحديدةَ ليصنع منها صِنّارة".
• عــكَّف الشَّعرَ: جَعَّده.
• عــكَّف على الشّيء: أقام عليه ولزمه " {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يُعَــكِّفُــونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [ق] ". 

اعتكاف [مفرد]:
1 - مصدر اعتــكفَ في.
2 - (فق) إقامة في المسجد على نيَّة العبادة بشروط معيَّنة "داوم على الاعتكاف في شهر رمضان". 

عَــكْف [مفرد]: مصدر عــكَفَ/ عــكَفَ على/ عــكَفَ في/ عــكَفَ لـ. 

عُكوف [مفرد]: مصدر عــكَفَ/ عــكَفَ على/ عــكَفَ في/ عــكَفَ لـ. 
عــكف
عَــكَفَــه: أي حبسه ووقفه يَعْــكفُــه عَــكْفــاً، ومنه قوله تعالى:) والهَديَ مَعْكُوْفاً (، يقال: ما عَــكَفَــكَ عن هذا.
وعَــكَفَ على الشيء يَعْــكُفُ ويَعْــكِفُ عكُوْفاً: أي أقبل عليه مواظباً، وقرأ الكوفيون غير عاصم:) يَعْــكِفُــوْنَ على أصنام لهم (بكسر الكاف، " و " الباقون بضمها. وقوله تعالى:) لن نبرح عليه عاكِفِــيْنَ (أي لن نزال عليه مقيمين. وكذلك قوله تعالى:) سواء العاكِفُ فيه والبادِ (. وقوم عُكُوْفٌ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي:
فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم ... قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ
ويروى: " قد لاح أكبادَهُنَّ " أي غير.
ويقال: فلان عاكِفٌ على فرج حرام.
وعَــكَفُــوا حول الشيء: استداروا، قال العجاج:
فهن يَعْــكُفْــنَ به إذا حجا ... بربض الأرطى وحِقْفٍ أعوجا
عَــكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجا
وعَــكَفَــتِ الطير على القتيل: كذلك، قال عمرو بن كلثوم:
تركنا الطير عاكِفَــةً عليه ... مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنا
ويروى: " عاطفَةً "، وروى أبو عبيدة: " تركنا خيله نَوْحا عليه ".
ويقال: عَــكَفَ الجوهر في النظم: إذا استدار فيه.
وعَكّافُ بن وداعة الهلالي - رضي الله عنه -: له صحبة، وهو الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ؟. الشّاعَةُ: الزوجة.
وقال ابن عباد: العَــكِفُ - مثال كَتِفٍ -: الجَعْدُ من الشعر.
وقال ابن دريد: عُكَيْفٌ - مصغراً -: اسم.
وعَــكَفَ في المسجد: أي اعْتَــكَفَ، قال الله تعالى:) ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُــونَ في المساجد (.
وعَــكَفَ عَــكْفــاً: أي رعى.
وعَــكَفَ: أصلح.
وعَــكَفَ: تأخر.
وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ: أي ممشوط مضفور.
الليث: قل ما يقولون عَــكَفَ، وإن قيل كان صواباً.
قال: ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر: عُــكِّفَ تَعْكِيْفاً، قال الأعشى:
وكأن السُّمُوْطَ عَــكَّفَــها السِّلْ ... ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال
أي حبسها ولم يدعها تتفرق.
وعُــكِّفَ الشَّعَرُ: أي جعد.
والتَّعَــكُّفُ: التحبس. والاعْتِكافُ: الاحتباس في المسجد.
والتركيب يدل على إقامة وحبس.
عــكف
عَــكَفَــه يعْــكُفُــه بالضَّمِّ ويَعْــكِفُــه بالكَسْرِ عَــكْفــاً: حَبَسَه ووَقَفَه، وَمِنْه قَوْلُه تَعالى: والهَدْيَ مَعْكُوفَاً. يُقال: مَا عَــكفَــكَ عَن كَذا قالهُ الجوهريُّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَال: عَــكَفْــتُه عَــكْفــاً، فَعَــكَفَ يَعْــكُف عُكُوفاً، وَهُوَ لازِمٌ وواقِعٌ، كَمَا يُقال: رَجَعْتُه فرَجَعَ، إِلا أَنّ مَصْدَرَ اللازمِ العُكُوفِ، ومَصْدَر الواقِعِ العَــكْفُ، وأَما قَوله تَعَالَى: والهَدْىَ مَعْكُوفاً فإِن مُجاهِداً وعَطاءً قَالَا: مَحْبُوساً. وعَــكَفَ عَلَيْهِ يَعْــكِفُ، ويَعْــكُفُ عَــكْفــاً، وعُكُوفاً: أَقْبَلَ عليهِ مُواظِباً لَا يَصْرِفُ عَنهُ وَجْهَه، وَقيل: أَقامَ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: يَعْــكُفُــونَ على أَصْنامٍ لهُمْ أَي: يُقِيمُون، وقَرَأَ الكُوفِيُّون غيرَ عاصِمٍ: يَعْــكِفُــون بِكَسْر الكافِِ، والباقُونَ بضَمِّها. وعَــكَفَ القَوْمُ حولَه: اسْتَدارُوا وقالَ العجاجُ: عَــكْفَ النَّبِيطِ يلْعَبُونَ الفَنْزَجَا وَكَذَا عُــكُفُ الطَّيْر حَوْلَ القَتِيلِ أَنْشَد ثَعْلَبٌ:
(تَذُبُّ عَنْهُ كَفٌّ بِها رَمَقٌ ... طَيْراً عُكُوفاً كزُوَّرِ العُرُسِ)
يعنِي بالطَّيْرِ هُنا الذِّبّانَ، فَجَعَلَهم طَيْراً، وشَبَّهَ اجْتماعَهُنَّ للأَكْلِ باجْتماعِ الناسِ للعُرْسِ، وقالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:
(تَرْكَنا الطَّيْرَ عاكِفَــةً عليهِ ... مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفُونَا) ويُقالُ: عَــكَفَ الجَوْهَرُ فِي النَّظْمِ: إِذا اسْتَدارَ فِيهِ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وعــكَف فلانٌ فِي المَسْجِدِ واعْتَــكَفَ: أَقام بِهِ ولازمَهُ، وحَبَسَ نَفْسَه فيهِ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاّ لحاجَةِ الإِنسانِ، قالَ الله تَعَالَى: وأَنْتُم عاكِفُــونَ فِي المَساجِدِ وَفِي الحديثِ: أَنّه كانَ يَعْتَــكِفُ فِي المَسْجِدِ. وعَــكَفَ: رَعَى.
وعَــكَف: تأَخَّرَ. وقَوْمٌ عُكُوفٌ بالضمِّ: أَي عاكِفُــونَ أَي: مُقِيمُون مُلازِمُونَ لَا يَبْرَحُونَ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الأَثافِيَّ:
(فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَرِي ... مِ قدَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِيُّ)
وعَكّافٌ، كشَدّادٍ: ابنُ وَدَاعَةَ الهِلالِيُّ الصَّحابِيُّ رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ الذِي قالَ لَهُ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَا عَكّافُ أَلَكَ شاعَةٌ أَي: زَوْجَةٌ، وَقد تَقَدَّم، والحديثُ قَوِيٌّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: العَــكِفُ ككَتِفٍ: الجَعْدُ من الشَّعرِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: عُكَيْفٌ كزُبَيْرٍ: اسمٌ. وشَعْرٌ معْكُوفٌ: أَي مَمْشُوطٌ مَضْفُورٌ قالَ اللَّيْثُ: قَلَّما يَقُولُون: عَــكِفٌ، وإِن قِيلَ كانَ صَوَابا. قَالَ: وعُــكِّفَ النَّظْمُ تَعْكِيفاً: إِذا نُظِمَ ونَصُّ اللَّيْثِ: نُضِّدَ فِيه الجَوْهَرُ قَالَ الأعْشَى:)
(وكأَنَّ السُّمُوطَ عَــكَّفَــها السِّلْ ... كُ بعِطْفَيْ جَيْداءَِ أُمِّ غَزالِ)
أَي: حبَسَها، ولَمْ يَدَعْها تَتَفَرَّقُ. وعُــكِّفَ الشَّعْرُ: جُعِّدَ. وتعَــكَّفَ الشيءُ: تَحَبَّسَ كاعْتَــكَفَ، وَهُوَ مُطاوِعُ عَــكَفَــه عَــكْفــاً، وَلَا تَقُل: انْعَــكَفَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قَومٌ عُــكَّفٌ، كسُكَّرٍ: أَي عُكُوفٌ. وعَــكَفَــت الخَيْلُ بقائِدها: إِذا أَقْبَلَت عَلَيْهِ. والعُكُوفُ: لُزُومُ المَكانِ. وعَــكَفَــه عَن حاجَتِه، يَعْــكِفُــه ويَعْــكُفُــه، عَــكْفــاً: صَرَفَه، ويُقال: إِنَّكَ لتَعْــكِفُــنِي عَن حاجَتِي: أَي تَصْرِفُنِ عَنْهَا. وعَــكَّفَــه تَعْكِيفاً: حَبَسَه، لُغَةٌ فِي عَــكَفَــه عَــكْفــاً. والمُعَــكَّفُ، كمُعَظَّمٍ: المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ. وَهُوَ فِي مُعْتَــكَفِــه: موضِع اعْتِكافه.

عــكف

1 عَــكَفَ عَلَيْهِ, aor. ـُ and عَــكِفَ, [the former, only, mentioned in the Mgh, and only the latter in the CK,] inf. n. عُكُوفٌ (S, O, Msb, K) and عَــكْفٌ, (Msb, TA,) or the latter is of the trans. verb, (T, TA,) He kept, or clave, to it constantly, or perseveringly; (S, Mgh, * O, Msb, K, TA;) namely, a thing; (S, O, Msb;) not turning his face from it: or, as some say, he continued intent upon it: (TA:) and, accord. to Er-Rázee, عَلَيْهِ ↓ اعتــكف would be agreeable with analogy, in the sense of عَــكَفَ عليه, but has not been heard. (Har p. 682.) Hence, in the Kur [vii. 134], يَعْــكُفُــونَ عَلَى أَصْنَامٍ

لَهُمْ, (S, * O, TA,) or يَعْــكِفُــونَ, accord. to different readers, (O, TA,) i. e. A people keeping, or cleaving, constantly, or perseveringly, to the worship of idols belonging to them; (Ksh;) or continuing intent upon the worship of idols belonging to them. (Bd, Jel.) b2: And عُكُوفٌ [or عُكُوفٌ فِى مَكَانٍ] signifies The keeping, or cleaving, to a place. (TA.) See also 8. b3: and one says, عَــكَفَــتِ الخَيْلُ بِقَائِدِهَا meaning أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ [i. e. The horses, or horsemen, (for the latter may be meant notwithstanding the fem. pronoun, agreeably with an ex. in De Sacy's Gram., sec. ed., ii. 265,) advanced, or approached, towards their leader; or kept, or clave, to him]. (TA.) b4: And عَــكَفُــوا حَوْلَهُ They went round it; (S, O, K;) namely, a thing. (S, O.) El-'Ajjáj says, *عَــكْفَ النَّبِيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزَجَا [Like the going round of the Nabathæans playing the game called فَنْزضج: in which عَــكْفَ is probably used by poetic license for عُكُوفَ]. (S, O.) and in like manner one says, عَــكَفَــتِ الطَّيْرُ عَلَى القَتِيلِ, (O,) or حَوْلَ القَتِيلِ, (K,) [The birds went round the slain person], inf. n. عُكُوفٌ. (TA.) and عَــكَفَ الجَوْهَرُ فِى النَّظْمِ (S, O, K) i. e. [The gems] went round [among the strung beads]. (O, K.) b5: And عَــكَفَ signifies also تَأَخَّرَ [He went back or backwards, &c.; or became, or remained, behind; &c.]. (O, K.) A2: عَــكَفَــهُ, aor. ـُ and عَــكِفَ, [the former, only, mentioned in the Mgh, and only the latter in the CK,] inf. n. عَــكْفٌ, (S, O, Msb, K,) He, or it, made him, or it, still, or motionless: (S, O:) and he, or it, detained, withheld, or debarred, him, or it; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ عــكّفــهُ, (O, * TA,) inf. n. تَعْكِيفٌ; (TA;) and so عَــكَفَ بِهِ. (Har p. 293.) One says, عَــكَفْــتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ, (Msb,) aor. and inf. n. as above, (TA,) I withheld him from the object of his want: (Msb:) or I turned him away, or back, therefrom. (TA.) And مَا عَــكَفَــكَ عَنْ كَذَا [What has withheld thee, or turned thee away or back, from such a thing?]. (S, O.) b2: See also 2. b3: عَــكَفَ, (O, K,) inf. n. عَــكْفٌ, (O,) also signifies رَعَى [app. as trans., meaning He tended, or pastured, cattle; &c.]. (O, K.) b4: And i. q. أَصْلَحَ [He put into a good, sound, right, or proper, state; &c.]. (O, K.) 2 عَــكَّفَ see 1, last quarter. b2: One says, عــكّف السِّلْكُ السُّمُوطَ i. e. [The thread of the necklace] kept from becoming scattered [the things suspended therefrom]. (O, from a verse of El-Aashà.) b3: And عُــكِّفَ النَّظْمُ, inf. n. تَعْكِيفٌ, The strung beads had gems disposed in regular order (نُضِّدَ, Lth, O, or نُظِمَ, K) among them. (Lth, O, K.) b4: and عُــكِّفَ الشَّعَرُ The hair was crisped, curled, or twisted, and contracted. (O, K.) And عــكّفــت شَعَرَهَا She (a woman) made her hair to cleave together, one part to another, and disposed it in plaits; as also ↓ عَــكَفَــتْهُ; (Ham p. 267;) but, accord. to Lth, they seldom said عَــكَفَ in relation to hair that is termed مَعْكُوف, i. e. “ combed and plaited,” though, if this were said, it would be correct. (O.) 3 عاكف, accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, (app. followed by an accus.,) signifies He clave continually to the side of any one.]5 تعــكّف He confined, restrained, withheld, or debarred, himself; (O, K;) as also ↓ اعتــكف: one should not say ↓ انعــكف. (K.) 7 إِنْعَــكَفَ see what next precedes.8 إِعْتَــكَفَ see 1, first sentence: and see also 5. b2: اعتــكف, (Mgh, O, Msb, K, *) or اعتــكف فِى المَسْجِدِ, (S, O, * K, *) and فِيهِ ↓ عَــكَفَ, signify the same, (O, K,) i. e. He secluded himself, (S, O, TA,) or remained, (Mgh, TA,) in the mosque, or place of worship, (S, Mgh, O, TA,) performing a particular sort of religious service, with the observance of certain conditions, (Mgh,) [during a period of days and nights, or at least during one whole day, fasting from daybreak to sunset, and occupying himself in prayer and religious meditation, without any interruption by affairs distracting the mind from devotion and not pressing,] not going forth therefrom except for human necessity: (TA:) اِعْتِكَافٌ is thus termed because it is the withholding oneself from the customary exercises of freedom of action in the disposal, or management, of affairs. (Msb.) عَــكِفٌ Crisp, curly, or twisted, and contracted, hair. (Ibn-'Abbád, O, K.) عَاكِفٌ Keeping, or cleaving, constantly, or perseveringly, [عَلَى شَىْءٍ to a thing, and فِى مَكَانٍ in a place:] (S, O: *) or continuing intent [upon a thing]: and remaining, staying, dwelling, or abiding, in a place: (O:) pl. عَاكِفُــونَ and عُكُوفٌ (O, K, TA) and عُــكَّفٌ. (TA.) One says, فُلَانٌ عَاكِفٌ عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ [Such a one is keeping, or cleaving, constantly, or perseveringly, to an unlawful فَرْج]. (S, O.) مُعَــكَّفٌ Bent, crooked, contorted, or distorted. (TA.) [See also مُعَقَّفٌ.]

مَعْكُوفٌ Made still, or motionless: and detained, withheld, or debarred. (S, O.) Hence مَعْكُوفًا in the Kur [xlviii. 25], (S, O,) meaning Being detained, or withheld; (Mgh, TA;) as expl. by Mujáhid and 'Atà. (TA.) b2: And Hair combed and plaited. (O, K.) [See also مَعْقُوفٌ, voce مُعَقَّفٌ.]

مُعْتَــكَفٌ A man's place of اِعْتِكَاف [or self-seclusion in a mosque or the like: see 8]. (TA.)
ع ك ف

" يعــكفــون على أصنام لهم ". وعــكفــت الطير على القتيل. وهم عليه عكوف. ويقال: إنك لتعــكفــني عن حاجتي. " والهديَ معكوفاً ". وهو في معتــكفــه. وشعر معــكف: مجعد. وعــكف النظام الجوهر: حبسه لا يدعه يتفرّق. قال الأعشى:

وكأن السموط عــكّفــها السل ... ك بعطفي جيداء أم غزال
[عــكف] عَــكَفَــهُ أي حبسه ووقفه، يعــكُفُــهُ ويعــكِفُــهُ عَــكْفــاً. ومنه قوله تعالى: {والهَدْيَ مَعْكوفاً} . ويقال: ما عَــكَفَــكَ عن كذا. ومنه الاعتِكافُ في المسجد، وهو الاحتباس. وعَــكَفَ على الشئ يعــكف ويعــكف عكوفا، أي أقبل عليه مواظبا. يقال: فلان عاكف على فرج حرام. وقال تعالى: {يعــكفــون على أصنام لهم} . وعــكفــوا حول الشئ: استداروا. يقال: عــكف الجوهر في النظم . قال العجاج: فهن يعــكفــن به إذا حجا عــكف النبيط يلعبون الفنزجا

كفح

(كفــح)
الشَّيْء كفــحا كشف عَنهُ غطاءه وَفُلَانًا لقِيه مُوَاجهَة وبالعصا ضربه ولجام الدَّابَّة جذبه لتقف وَيُقَال كفــحها باللجام

(كفــح) عَنهُ كفــحا جبن
ك ف ح: (كَفَــحَهُ) اسْتَقْبَلَهُ كَفَّــةَ كَفَّــةَ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنِّي لَأَــكْفَــحُهَا وَأَنَا صَائِمٌ» أَيْ أُوَاجِهُهَا بِالْقُبْلَةِ. وَفُلَانٌ (يُكَافِحُ) الْأُمُورَ أَيْ يُبَاشِرُهَا بِنَفْسِهِ. 
[كفــح] كَفَــحْتُهُ كَفْــحاً، إذا استقبلته كَفَّــة كَفَّــةَ. وفي الحديث: " إني لأكفــحها وأنا صائم "، أي أواجهها بالقُبْلَةِ. قال الأصمعي: كَافَحوهُم، إذا استقبلوهم في في الحرب بوجوههم ليس دونها ترسٌ ولا غيره. ويقال: فلان يُكافِحُ الأمور، أي يباشرها بنفسه. وأكْفَــحْتُ الدابةَ إكْفــاحاً، إذا تلقَّيت فاه باللجام تضربه به ليلتقمَه. قال: وهو من قولهم لقيته كفــاحا. والــكفــيح: الــكفــء.
باب الحاء والكاف والفاء معهما ك ف ح يستعمل فقط

كفــح: المُكافَحة: مُصادَفُة الوجْهِ بالوجْه عن مُفاجأة، قال عدي:

أعاذل من تكتب له النّارُ يَلْقَها ... كِفــاحاً َومَنْ يُكتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ

وكافَحها: قَبَّلَها عن غَفْلةٍ وِجاهاً. والمُكافحةُ في الحَرْب: المُضاربة تِلقاءَ الوُجُوه.
[كفــح] نه: فيه ح حسان: لا تزال مؤيدًا بروح القدس ما "كافحت" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه، ويروى: نافحت- بمعناه. ومنه ح جابر: إن الله كلم أباك "كفــاحا"، أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. نه: وفيه: أعطيت محمدًا "كفــاحًا"، أي كثيرًا من الأشياء من الدنيا والآخرة. وفيه: أتقبل وأنت صائم! قال: نعم، و"أكفــحها"، أي أتمكن من تقبيلها وأستوفيه من غير اختلاس، من المكافحة وهي مصادفة الوجه الوجه. غ: "أكفــحت" الدابة، تلقيت فاها باللجام.

كفــح


كَفَــحَ(n. ac. كَفْــح)
a. Faced, confronted; encountered.
b. Met face to face; faced.
c. ['An], Defended; interceded for.
d. Uncovered.
e. Pulled by the rein (animal).
كَفِــحَ(n. ac. كَفَــح)
a. Was ashamed; was afraid.

كَاْفَحَa. see 1 (a) (b).
c. Managed ( his affairs ) for himself.

أَــكْفَــحَa. see I (e)b. [acc. & 'An], Repelled from.
c. Bridled.

تَــكَفَّــحَa. Met, came into collision (winds).

تَكَاْفَحَa. Faced, confronted, encountered each other.
b. Met, dashed together; butted.

كَفْــحa. Blast ( of wind ).
كِفَــاْحa. Encounter; fight, combat; war.

كَفِــيْحa. Like; equal.
b. Unexpected guest.
c. Bedfellow; husband.

كِفَــاحًا
a. Face to face.

مُكَافَحَة [ N.
Ac.
كَاْفَحَ
(كِفْــح)]
a. see 23
كفــح
المُكَافَحَةُ: مُصَادَفَةُ الوَجْهِ بالوَجْهِ مُفاجَأةً. وهو في الحَرْبِ المُضارَبَةُ تِلْقاءَ الوَجْهِ. وفي التَّقْبِيْلِ: إذا قَبّلَها غَفْلَةٌ وِجَاهاً، والــكِفْــحُ: اسْم منه. ورأَيْتُ كُفْــحَةً من رجالٍ: أي جَمَاعَة منهم. وأسْوَدُ أكْفَــحُ: أي شَدِيْدُ السَّوَادِ. وأصابَه كَفْــحٌ من السَّمُوْمِ ولَفْحٌ. وكَفِــحْتُ عن فُلانٍ فأنا كَفِــحٌ: أي خَجِلٌ وكَفِــحَ القَوْمُ جَبُنُوا. والــكَفِــيْحُ: الكَمِيْعُ في الشِّعَارِ دُوْنَ الدِّثَار. والــكَفْــحُ: الضّرْبُ على الرَّأْسِ. وكَفَــحَ الدَّابَّةَ باللِّجَام وكَبَحَه، وأكْفَــحَه مِثْلُه.
كفــح: كفــح: كشف عنه غطاءه وكفــح عنه: خجل وجبن (يوليوس البربرية 1، 54).
كافح: قاتل العدو وجهاً لوجه دون مِجَنَ أو ترس أو أي شيء آخر (محيط المحيط) (وعباد 3، 105: تنازعاً مجابهة جسماً لجسم (كارتاس 161، 4، ابن صاحب الصلاة 26، 30).
كافح: تعني عند (فوك) باللاتينية astiludere وهي عند الحديث عن الفروسية والفرسان، مسابقة رمي السهام القصيرة على هيكل ما، عظماً أو غيره، وإصابته والإطاحة به وفقاً لمهارة الفارس وقوته؛ انظر فيما تقدم، كلمة بهور.
كافح: تشفّع، توسّط في خلاف (وقد اقتبس فريتاج هذا المعنى من ساسي كرست). (انظر ساسي كرست 2، 3، 9).
تكافح مع: تسابق مع آخر في رمي السهام (انظر كافح فيما تقدم).
ك ف ح

كافحه: لاقاه مواجهة عن مفاجأة، ولقيته كفــاحاً، وكافحوهم في الحرب: ضاربوهم تلقاء الوجوه، وتكافحوا، وتكافحت الكباش، وكافح بعضها بعضاً. قال الأغلب:

كبش لقرنيها كسور ناطح ... غادرها عضباء لا تكافح

وكفــحها وكافحها: قبّلها غفلة وجاها. وفي حديث أبي هريرة: أكفــحها وأنا صائم، وهو كفــيحها: ضجيعها. قال عمير بن طارق اليربوعيّ:

مناك الإله إن كرهت جماعنا ... بمثل أبي قرط إذا الليل أظلما

يسوق الفراع لا تحسّين غيره ... كفــيحاً ولا جاراً كريماً ولا ابنما

جمع: فرعٍ وكان يتصدّق به على أخسّ الناس فكانوا يتعايرون به. وكفــحت الدّابة. وأكفــحتها: تلقيت فاهاً باللحام.

ومن المجاز: تكافحت الأمواج، وبحر متكافح الأمواج. وكافحته السموم. وكافح الأمر: باشره بنفسه. وكافحه بما ساءه. وأصابه من السموم كفــح، ومن الحرور لفح.
كفــح
تكافحَ يتكافح، تَكافُحًا، فهو مُتكافِح
• تكافح المُقاتلون: تضاربوا وجهًا لوجه، وكافح بعضُهم بعضًا "تكافح المُدَّعي والمُدَّعَى عليه أمام القاضي" ° تكافحتِ الأمواجُ: تضاربت. 

كافحَ/ كافحَ بـ يكافح، كِفــاحًا ومُكافَحَةً، فهو مُكافِح، والمفعول مُكافَح (للمتعدِّي)
• كافح الشّعبُ: جاهد وناضل "كافحوا لتخليص الجرحَى- كافح من أجل الاستقلال- مكافحة العنصريَّة".
• كافَح القومُ أعداءَهم: واجهوهم وقاوموهم بقوّة وقاتلوهم "كافح الأطبّاءُ الأمراضَ- كافح حريقًا- كافح الفسادَ: حاول إزالته والقضاء عليه- كافحتِ الدولةُ البِطالة- مكافحة المخدِّرات/ الحشرات/ الآفات: مواجهتها".
• كافح عنه بقلمه ولسانه: دافَع "كافح عن حقِّه بشراسة". 

مكافَحة [مفرد]: مصدر كافحَ/ كافحَ بـ ° مكافحة الأمِّيَّة: نشاط منظَّم يهدف إلى نشْر التَّعليم.
• مكافحة بيولوجيَّة: (حي) خفض كثافة عشائر أيّ نوع ضارّ باستخدام أعدائه الطبيعيّة من مفترسات أو طفيليَّات أو ميكروبات.
• مُكافحة الدُّودة البيضاء: (رع) إبادة الدّودة البيضاء
 التي لا تعفّ عن قرْض أي نبات.
• جهاز مكافحة التَّجسُّس: (سة) فرع من أفرع أمن الدّولة يقوم بمراقبة نشاط الجواسيس الأجانب ومصالح استخباراتهم. 

كفــح

1 كَفَــحَهُ, (S, K,) inf. n. كَفْــحٌ; (S;) and ↓ كَافَحَهُ, inf. n. مُكَافَحَةٌ and كِفَــاحٌ; (K;) [the latter form of the verb the more common;] He faced him; confronted him; encountered him; met him face to face: (S, K, TA:) or he met him, or encountered him, face to face, suddenly, or unexpectedly. (T, M.) [You say] لَقِيتُهُ

كِفَــاحًا, (S,) and ↓ مُكَافَحَةً, and كَفْــحًا, (TA.) I met him face to face. (TA.) [And] كَلَّمَهُ اللّٰهُ

كِفَــاحًا God spoke to him face to face, without anything intervening between them. (TA from a trad.) b2: كَفَــحَهَا, (K,) aor. ـَ (S;) and ↓ كَافَحَهَا, inf. n. as above; (K;) He kissed her suddenly, unexpectedly, or unawares: (K:) or he met her face to face, or encountered her, with a kiss: (S:) or he kissed her with full ability, and completely, without snatching the kiss: (T:) or he made his skin to meet, and come in contact with hers. (A 'Obeyd.) b3: ↓ كَافَحُوا (in war) signifies They contended together with swords face to face: (L:) or ↓ كَافَحُوهُمْ, they encountered them in war face to face, having before their faces neither shield nor anything else. (As, S.) b4: Also عَنْهُ ↓ كافح He contended for him, and defended him. (L.) b5: السَّمُومَ ↓ كَافَحْتُ (tropical:) [I faced, or encountered, the hot wind called سَمُوم]. (A.) b6: بِمَا سَآءَهُ ↓ كافحهُ (tropical:) [He encountered him with that which displeased or vexed him]. (A.) b7: ↓ كافحهُ, inf. n. مُكَافَحَةٌ, (tropical:) He refelled him by an argument, a plea, a proof, or an evidence: as though the argument &c. were likened to a sword, or other weapon. (MF.) A2: كَفَــحَ لِجَامَ الدَّابَّةِ, (inf. n. كَفْــحٌ, TA,) He drew, or pulled, the bridle and bit of the beast of carriage; as also ↓ أَــكْفَــحَهُ: (K:) or, as in the T and M, كَفَــحَ الدَّابَّةَ بِالِلّجَامِ he pulled the beast of carriage by the bridle and bit. (TA.) [See also 4.]3 كَاْفَحَ See 1, throughout. b2: فُلَانٌ يُكَافِحُ الأُمُورَ (tropical:) Such a one superintends, manages, or conducts, affairs himself, or in his own person. (S, A.) 4 اكفــح الدَّابَّةَ, inf. n. إِــكْفَــاحٌ, He put the bit to the mouth of the beast of carriage, striking the mouth with it, in order that the beast might take it into its mouth. (T, S.) b2: See also 1.5 تَــكَفَّــحَتِ السَّمَائِمُ (tropical:) The hot winds called سمائم met, or encountered, one another. (L.) 6 تَكَافَحُوا [They faced, confronted, or encountered, one another; or met face to face]. (A.) b2: تَكَافَحَتِ الكِبَاشُ [The rams butted one another.] (A.) b3: تَكَافَحَتِ الأَمْوَاجُ (tropical:) The waves met and dashed together.] (A.) أَصَابَهُ مِنَ السَّمُوم لَفْحٌ وَمِنَ الحَرُورِ كَفْــحٌ (tropical:) [A burning gust of the hot day-wind smote him, and a blast of the hot night-wind meeting him in the face]. (A.) كَفِــيحٌ A husband: (K:) so called because he beholds his wife face to face. (TA.) b2: A bedfellow, syn. ضَجِيعٌ, (A, K,) of a woman. (TA.) b3: A guest coming suddenly, or unexpectedly. (K, TA.) A2: Like; or equal; syn. كُفْــءٌ, (S, K,) and نَدِيدٌ. (TA.) مُكَافِحٌ (tropical:) One who superintends, manages, or conducts, affairs himself, or in his own person. (TA.) See 3.

كفــح: المُكافَحةُ: مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة.

كَفَــحه كَفْــحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفــاحاً: لقيه مواجهة. ولقيه كَفْــحاً

ومكافَحةً وكِفــاحاً أَي مواجهة، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل؛ قال

ابن سيده: وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره؛ وأَنشد الأَزهري في

كتابه:أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها

كِفــاحاً، ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ

والمُكافَحةُ في الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه. وفي الحديث أَنه قال

لحسان: لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله؛

المُكافَحَةُ: المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه، ويروى نافَحْتَ، وهو

بمعناه.وكَفَــحه بالعصا كَفْــحاً: ضربه بها. الفراء: أَــكْفَــحْته بالعصا أَي

ضربته، بالحاء. وقال شمر: كَفَــخْتُه، بالخاء المعجمة. قال الأَزهري: كَفَــحْتُه

بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة، صحيح. وكَفَــخْته بالعصا إِذا ضربته لا

غير. وكَفِــحَ عنه

(* قوله «وكفــح عنه إلخ» بابه سمع كما في القاموس.)

كَفْــحاً: جَبُنَ. وأَــكْفَــحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام

عليَّ. الجوهري: كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ

ولا غيره.

والــكَفِــيحُ: الــكُفْــؤ.

والمُكافِحُ: المباشر بنفسه. وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه.

وفي حديث جابر: إِن الله كَلَّم أَباك كِفــاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما

حجابٌ ولا رسول.

وأَــكْفَــح الدَّابةَ إِــكفــاحاً: تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه،

وهو من قولهم لقيته كِفــاحاً أَي استقبلته كَفَّــةَ كَفَّــةَ. وكَفَــحها

باللجام كَفْــحاً: جذبها. وتقول في التقبيل: كافَحها كِفــاحاً قَبَّلها

غَفْلَةً وِجاهاً. وكَفَــحَ المرأَة يَــكْفَــحُها وكافَحها: قبلها غفلة. وفي

الحديث: إِني لأَــكْفَــحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة. وكافَحَتْه أَي

قَبَّلَتْه؛ قال الأَزهري: وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل: أَتُقَبِّل

وأَنت صائم؟ فقال: نعم وأَــكْفَــحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير

اختلاس، مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه، وبعضهم يَرْويه: وأَقْحَفُها؛

قال أَبو عبيد: فمن رواه وأَــكْفَــحُها أَراد بالــكَفْــح اللقاءَ والمباشرة

للجلد، وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّــةَ كَفَّــةَ، فقد كافَحْتَه كِفــاحاً

ومُكافحةً؛ قال ابن الرِّقاع:

يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى،

مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ، وللفَمِ

قال: ومن رواه: وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في

الإِناء إِذا شرب ما فيه.

وكَفِــيحُ المرأَة: زوجُها، وهو من ذلك. وكَفَــحْته كَفْــحاً:

كَلَوَّحْتُه.وتَــكَفَّــحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها: كَفَــحَ بعضها بعضاً؛ قال جَنْدَلُ بن

المُثَنَّى الحارثي:

فَرَّجَ عنها، حَلَقَ الرَّتائِجِ،

تَــكَفُّــحُ السمائمِ الأَواجِجِ

أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة؛ وكقوله:

تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ

أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ. ابن شميل في تفسير قوله: أَعْطَيْتُ محمداً

كِفــاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة.

وفي النوادر: كَفْــحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة.

وكَفَــحَ الشيءَ وكَثَحه: كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه. والأَــكْفَــحُ:

الأَسودُ.

كفــح
: (الــكَفِــيحُ: الــكُفــءُ) والنَّدِيد، (وزَوْجُ المَرْأَةِ) ، لِكَوْنه يُكافحُهَا مُواجَهةً. (والضَّجِيع) لَهَا، كَمَا فِي (الأَساس) . (والضَّيْف المفاجىءُ) على غَفْلَة.
(والأَــكْفَــح: الأَسْوَد) المتَغيِّر. وكفَــحْته كَفْــحاً كلَوَّحْته.
كَفَــحَه، كَمَنَعَه: كَشَف عَنهُ غِطاءَه) ، ككَشَحَه وكَثَحَه.
(و) كَفَــحَه (بالعَصا) كَفْــحاً: (ضَرَبَه) بهَا. وَقَالَ الفرّاءُ: كفَــحْته بالعصا، أَي ضَرَبْته، بالحاءِ. وَقَالَ شَمِرٌ: كَفَــخْته، بالخَاءِ الْمُعْجَمَة. وَقَالَ الأَزهريّ كفَــحْته بالعصا والسَّيْف، إِذَا ضَرَبْتهُ مُوَاجعةً، صحيحٌ. وكفَــخْته بالعصا، إِذا ضَرَبْته لَا غَيرُ.
(و) كَفَــحَ (لِجَامَ الدّابّة) كَفْــحا. (جَذَبَه) . وَعبارَة التّهذيب والمحكم: كفَــحَهَا باللِّجَامِ كَفْــحاً جَذَبَهَا، (كأَــكْفَــحَه) . وَفِي (التَّهْذِيب) : أَــكفَــحَ الدّابَّةَ إِــكْفــاحاً تَلقَّى فاهَا باللِّجَام يضرِبُه بِهِ لِتَلْتَقِمَه، وَهُوَ من قَوْلهم: لَقِيتُه كِفَــاحاً، أَي استَقُبَلْتُه كَفَّــةَ كَفَّــةَ.
(و) كَفَــحَ (فُلاناً: وَاجَهَه و) كَفَــحَ (المرأَةَ) يَــكْفَــحُهَا: (قَبَّلَها فَجْأَة) ، أَي غَفْلَة، (كَكَافَحَها، فيهمَا) ، أَي فِي تَقْبِيل المرأَةِ والمواجهة، وَقَول شَيخنَا إِنّ هاذه عبارةٌ قَلِقَة غيرُ مُحرّرةٍ لَيْسَ بسديدٍ، بل هِيَ فِي غايةِ الوُضْوح والبَيَانِ، فإِنه أَشارَ بقوله (فيهمَا) إِلى الوجهَين، فَفِي (الْمُحكم) و (المَشَارقِ) و (التَّهْذِيب) : المُكَافَحَة مُصادَفَةُ الوَجْهِ بالوَجْهِ مفاجأَةً، كَفَــحَهُ كَفْــحاً وكافَحَه (مُكافحةً وكِفَــاحاً) : لَقِيَهُ مُواجهة، ولَقِيَه كَفْــحاً ومُكافحةً وكِفــاحاً، أَي مُوَاجهةً، جَاءَ المصدرُ فِيهِ على غير لفظِ الفِعْل، قَالَ ابْن سَيّده: وَهُوَ موقوفٌ عِنْد سِيبَوَيْهٍ مطَّرِدٌ عِنْد غيرِه. وأَنشد الأَزهريّ:
أَعاذِلُ مَن تُكتَبْ لَهُ النّارُ يَلْقَهَا
كِفَــاحاً وَمن يُكْتَبْ لَهُ الخُلْدُ يَسْعَدِ
والمكافَحَة فِي الحَرْل: المُضَارَبةُ تِلْقَاءَ الوُجُوهِ. وَفِي النِّهَايَة فِي الحديثِ أَنّه قَالَ لحسّان (لَا تَزَالُ مُؤَيَّداً برُوحِ القُدُسِ مَا كَافَحْتَ عَنْ رَسُول الله) ، المُكَافَحة: المُضَارَبة والمُدَافَعَة تِلْقَاءَ الوَجْه، ويُرْوَى نَافَحْتَ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَفِي (الصِّحَاح) : كافَحُوهُم، إِذا استَقْبَلُوهم فِي الحرْب بوُجُوهِهم لَيْسَ دونَها تُرْسٌ وَلَا غَيْرُه. وَفِي حَدِيث جَابر: (إِنَّ الله كلَّمَ أَباك كِفَــاحاً) أَي مُوَاجَهةً لَيْسَ بَينهمَا حجابٌ وَلَا رَسولٌ. وَقَالَ الأَزهريّ فِي حَدِيث أَبي هريرةَ: (أَنَّه سُئِلَ: أَتُقبِّل وأَنتَ صَائِم؟ فَقَالَ: نعمْ وأَــكْفَــحُهَا) ، أَي أَتمكَّن من تَقبيلها وأَستَوْفِيه من غير اختلاسٍ، من المكافحة، وَهِي مُصَادَفةُ الوَجْهِ. وَبَعْضهمْ يرويهِ: (وأَقحَفُها) قَالَ أَبو عُبَيْد: فَمن رَوَاه وأَــكفَــحُها أَراد بالــكَفْــح اللِّقَاءَ والمباشَرَةَ للجِلْد؛ وكلُّ مَن واجَهتَه ولَقِيتَه كَفَّــةَ كَفَّــةَ فقد كافَحْته كِفَــاحاً ومُكافحةً، وَمن رَوَاهُ (وأَقحَفُهَا) أَراد شُرْبَ الرِّيق، من قَحَفَ الرَّجلُ مَا فِي الإِناءِ، إِذا شَرِبَ مَا فِيهِ. وإِذا عَلِمتَ ذالك ظَهرَ لَك وُضوحُ عِبَارَته ودَفْعُ التعارُضِ بَين عبارَة النّهَايَة والقاموس على مَا ادَّعَى القارى فِي الناموس. وَالله تَعَالَى أَعلمه
(و) كَفِــحَ عَنهُ (كَسَمِعَ: خَجِلَ وجَبُنَ) عَن الإِقْدَام، (و) قَالَ ابْن شُمَيْا (فِي) تَفْسِير الحَدِيث: (أَعْطَيْتُ مُحَمّداً كِفَــاحاً) أَي (أَشياءَ كثيرَةً مِنْ) ونصّ عبارتِه: أَي كثيرا من الأَشياءِ فِي (الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) . (وأَــكفَــحْتُه عنِّي: ردَدْتُه) عَن الإِقدام علَيَّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الــكَفْــحَةُ من النّاسِ: جماعةٌ لَيست بكثيرة، كالكَثْحة، كَذَا فِي (النَّوَادِر) .
وكَفَــحَتْه السَّمائمُ كَفْــحاً: لَوَّحَتْه
وتَكافَحُوا، وتَكَافَحَت الأَمواجُ. وبَحْرٌ مُتكافِحُ الأَمواجِ. وكافَحَتْه السَّمُومُ. والمُكَافِحُ: المباشِرُ بنفْسِه، وفُلانٌ يكافِحُ الأُمورَ، إِذا باشَرَها بنفْسِه. وتــكفَّــحَتِ السَّمَائمُ أَنفُسُها: كَفَــحَ بعضُها بعْضاً. قَالَ جَندَلُ ابْن المثنَّى الحارثيّ:
فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتائجِ
تــكَفُّــحُ السَّمَائِمِ الأَواجِجِ
أَراد الأَواجَّ، ففَكَّ التّضعيفَ للضّرورة.
وكافَحَه بِمَا ساءَه.
وأَصابَه من السَّمُومِ لَفْح، وَمن الحَرُور كَفْــح.
والمكافَحَة: الدَّفْعُ بالحُجَّة، تَشبيهاً بالسَّيف ونحوِه. وهاذه استدركها شيخُنَا نقلا مِنْ مُفردات الرّاغب.

الوَكَفُ

الوَــكَفُ:
بالتحريك، وآخره فاء، الوكف:
الجور والميل، والوكف: الثقل، والوكف:
ما انهبط من الأرض، والوكف: الإثم، والوكف:
العيب، وقال السكري: الوكف إذا انحدرت من
الصمّان وقعت في الوكف وهو منحدرك إذا خلفت الصمان، وقال جرير:
ساروا إليك من السَّهبا ودونهم ... فيحان فالحزن فالصّمّان فالوكف

كَفَأَ

(كَفَــأَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم» أَيْ تَتَساوَى فِي القِصاص والدِيات.
والــكُفْــءُ: النَّظير والمُساوِي. وَمِنْهُ الــكَفــاءة فِي النِكاح، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الزَّوْج مُساوِياً لِلْمَرْأَةِ فِي حَسَبِها ودِينها ونَسَبِها وبَيْتَها، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَا يَقْبَل الثَّناء إِلَّا من مُكافِئ» قال القُتَيْبي: مَعْنَاهُ إِذَا أنْعَم عَلَى رجُل نِعْمةً فَكَافَأَهُ بالثَّنَاء عليهِ قَبل ثَناءه، وَإِذَا أثْنَى عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُنْعِم عَلَيْهِ لَمْ يَقْبَلْها.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: هَذَا غَلَط، إذْ كَانَ أحدٌ لَا يَنْفَكّ مِنْ إنْعام النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لإِنَّ اللَّهَ بَعَثه رَحْمَةً لِلنَّاسِ كَافَّةً، فَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا مُكَافِئ وَلَا غَيْرُ مُكَافِئ. والثَّناء عَلَيْهِ فَرْض لَا يَتِمُّ الإسْلامُ إلاَّ بِهِ. وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: لَا يَقْبَل الثَّناءَ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ رَجلٍ يَعْرف حَقِيقَةَ إسْلامه، وَلَا يَدْخل فِي جُمْلة المُنافقين الَّذِينَ يَقُولُونَ بألْسِنَتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ، إِلَّا مِنْ مُكافِئ: أَيْ مِن مُقارِبٍ غَيْرِ مُجاوِزٍ حَدَّ مِثْله وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رَفَعَه اللَّهُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ العَقِيقة «عَنِ الغُلام شَاتَانِ مُكَافِئَتان» يَعْنِي مُتَساوِيَتَين فِي السِّنّ: أَيْ لَا يُعَقُّ عَنْهُ إِلَّا بمُسِنَّة، وأقَلُّه أَنْ يَكُونَ جَذَعاً كَمَا يُجْزِئُ فِي الضَّحَايَا.
وَقِيلَ: مُكافِئتان: أَيْ مُسْتَوِيَتان أَوْ مُتَقارِبَتان. وَاخْتَارَ الخَطَّابي الْأَوَّلَ.
وَاللَّفْظَةُ «مكافِئَتان» بِكَسْرِ الْفَاءِ. يُقَالُ: كافَأَه يُكَافِئُه فَهُوَ مُكافئه: أَيْ مُساوِيه.
قَالَ: والمحدِّثون يَقُولُونَ: «مُكافَأَتان» بِالْفَتْحِ، وَأَرَى الفَتْح أوْلَى لِأَنَّهُ يُريد شاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا، أَوْ مُسَاوَى بَيْنَهُمَا.
وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُمَا مُتساوِيَتَان، فَيحتاج أنْ يذْكر أيَّ شَيْءٍ سَاوِيا، وَإِنَّمَا لَوْ قَالَ «مُتَكَافِئَتَان» كَانَ الكْسر أَوْلَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا فَرْقَ بَيْنَ المُكَافِئَتين والمُكَافَأَتَين؛ لأنَّ كلَّ وَاحِدة إِذَا كَافَأَتْ أخْتَها فَقَدْ كُوفِئَت، فَهِيَ مُكَافِئة ومُكَافَأَة.
أَوْ يَكُونُ مَعْنَاهُ: مُعَادِلَتَانِ لِما يَجِب فِي الزَّكَاةِ والأضْحية مِنَ الْأَسْنَانِ. ويحتَمِل مَعَ الْفَتْحِ أَنْ يُرَاد مَذْبُوحَتان، مِن كَافَأَ الرجُلُ بُين بعيريْن، إِذَا نَحر هَذَا ثُمَّ هَذا مَعاً مِنْ غيْر تَفْريق، كَأَنَّهُ يُريد شاتَيْن يَذْبَحُهما فِي وقْت وَاحِدٍ.
وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ:
ورُوحُ القُدْس لَيْسَ لَهُ كِفَــاء
أَيْ جِبْرِيلُ لَيْسَ له نَظِير ولا مِثْل. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ؟» .
(س) وَحَدِيثُ الأحْنف «لاَ أُقاوِم مَنْ لاَ كِفَــاءَ لَهُ» يَعْنِي الشَّيْطَانَ. ويُروَى «لاَ أُقَاوِل» .
[هـ] وَفِيهِ «لَا تَسْألِ المرأةُ طلاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إنَائِها» هُوَ تَفْتَعِل، مِنْ كَفَــأْتُ القِدْر، إِذَا كَبَبْتَها لِتُفْرِغ مَا فِيهَا. يُقَالُ: كَفــأت الْإِنَاءَ وأَــكْفَــأْتُه إِذَا كَبَبْتَه، وَإِذَا أمَلْته.
وَهَذَا تَمْثيل لإمالَة الضَّرَّة حَقَّ صاحِبَتها مِنْ زَوْجِهَا إِلَى نَفْسها إِذَا سألتْ طَلاَقها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْهِرَّةِ «أَنَّهُ كَانَ يُــكْفِــئ لَهَا الْإِنَاءَ» أَيْ يُميله لتَشْربَ منْه بِسُهولة.
(س) وَحَدِيثُ الفَرَعَة «خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وتُــكْفِــئ إِنَاءَك وتُولِّه ناقَتَك» أَيْ تَكُبّ إناءَك، لِأَنَّهُ لَا يَبْقَى لَكَ لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيهِ.
(س) وَحَدِيثُ الصِّراط «آخرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ يَتَــكَفَّــأُ بِهِ الصِّراط» أَيْ يَتَمَيَّل ويَنْقلب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ [دُعَاءِ] الطَّعَامِ «غير مِــكْفَــئٍ وَلَا مُودَّعٍ رَبنَّا» أَيْ غَيْرُ مَرْدُود وَلاَ مَقْلُوب. والضَّمير رَاجِعٌ إِلَى الطَّعام.
وَقِيلَ: «مَــكْفِــيّ» مِنَ الْــكِفَــايَةِ، فَيَكُونُ مِنَ المعْتَلّ. يَعْنِي أنَّ اللَّهَ هُوَ المُطْعِم والْكاَفِي، وَهُوَ غَيْر مُطْعَم وَلَا مَــكْفــيٍّ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى اللَّهِ. وَقَوْلُهُ «وَلَا مُوَدَّع» أَيْ غَيْرِ مَتْروك الطَّلَب إِلَيْهِ والرَّغْبة فِيمَا عِنْدَهُ.
وأمَّا قَوْلُهُ «ربَّنا» فَيَكُونُ عَلَى الْأَوَّلِ مَنْصُوبًا عَلَى النَّداء الْمُضَافِ بِحَذْفِ حَرْف النَّداء، وَعَلَى الثَّانِي مَرْفُوعًا عَلَى الابْتداء ، أَيْ ربُّنا غيرُ مَــكْفــيّ وَلَا مُودَّع.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكون الْكَلَامُ رَاجِعًا إِلَى الْحَمْدِ، كَأَنَّهُ قَالَ: حَمْداً كَثِيراً مُبارَكاً فِيهِ، غَيْرَ مَــكْفــيٍّ وَلَا مُودَّع، وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ: أَيْ عن الحمد. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ «ثُمَّ انْــكَفَــأَ إِلَى كَبْشَيْن أمْلَحَين فذبَحَهُما» أَيْ مَالَ ورَجَع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَنْــكَفِــئُ عَلَيْهِ» .
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «وَتَكُونُ الأرضُ خُبْزة واحِدة، يَــكْفَــؤُها الجبَّار بيَدِه كَمَا يَــكْفَــأُ أحَدُكُم خُبْزَته فِي السَّفَر» .
وَفِي رِواية «يَتَــكَفَّــؤُها» يُرِيدُ الخُبْزة التَّي يَصْنَعُها المُسافِر وَيَضَعها فِي المَلَّة، فَإِنَّهَا لَا تُبْسَط كالرُّقاقة، وَإِنَّمَا تُقْلَب عَلَى الأيْدي حَتَّى تَسْتَوِي.
[هـ] وَفِي صِفَةِ مَشْيه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَانَ إِذَا مَشَى تَــكَفَّــى تَــكَفِّــياً» أَيْ تَمَايَلَ إِلَى قُدّام، هَكَذَا رُوي غيرَ مَهْمُوزٍ، وَالْأَصْلُ الْهَمْزُ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ مَهْمُوزًا، لِأَنَّ مَصْدر تَفَعَّل مِنَ الصَّحِيحِ تَفَعُّلٌ، كَتَقَدّم تَقَدُّماً وتَــكَفَّــأَ تَــكَفُّــأً، وَالْهَمْزَةُ حَرْفٌ صَحِيحٌ. فَأَمَّا إِذَا اعْتلَّ انكسَرت عَيْنُ المُسْتَقْبَل مِنْهُ، نَحو: تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فَإِذَا خُفْفَت الْهَمْزَةُ الْتَحَقَت بالمُعْتَل، وَصَارَ تَــكَفِّــيا، بالكَسْر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «وَلَنَا عَبَاءَتَانِ نُكَافِئ بِهِمَا عَيْنَ الشَّمس» أَيْ نُدافع، مِنَ المُكَافأة: المُقَاوَمَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «رَأَى شَاة فِي كِفــاء الْبَيْتِ» هُوَ شُقَّة أَوْ شُقَّتان تُخاط إحداهُما بِالْأُخْرَى، ثُمَّ تُجْعل فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ: أَــكْفِــئَة، كحِمار، وأحْمِرة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ انْــكَفَــأَ لَوْنُه عامَ الرَّمَادَةِ» أَيْ تَغَيَّر عَنْ حَالِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِيِّ «مَا لِي أرَى لَوْنَك مُنْــكَفِــئاً؟ قَالَ: مِنَ الجُوع» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلاً اشْتَرَى مَعْدِناً بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبِع، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه: إِنَّكَ اشتريْتَ ثلاَثمائة شَاةٍ أمَّهاتُها مِائَةٌ، وأولادُها مِائَةٌ، وكُفْــأَتُها مِائَةٌ» أصْل الــكُفْــأَة فِي الْإِبِلِ: أَنْ تُجْعَل قطْعَتين يُراوَح بينهما في النِّتاج. يقال: أعْطني كُفْــأَةَ ناقِتك وكَفْــأَتَهَا: أَيْ نِتاجَها. وأَــكْفَــأت إِبِلِي كُفْــأَتين، إِذَا جَعَلْتها نِصْفَيْنِ يُنْتَجُ كلَّ عَامٍ نصفُها ويُتْرك نصفُها، وَهُوَ أَفْضَلُ النِّتَاجِ، كما يُفْعل بالأرض للزراعة. وَيُقَالُ: وهَبْتُ لَهُ كُفْــأَةَ ناقَتِي: أَيْ وَهْبَتُ لَهُ لبَنها ووَلَدَها ووَبَرها سَنَة.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: جَعَلتْ كُفــأةَ مائِة نِتَاجٍ، فِي كُلِّ نِتاج مِائَةٌ، لِأَنَّ الْغَنَمَ لَا تُجْعَلُ قِطْعَتَيْنِ، وَلَكِنْ يُنْزَى عَلَيْهَا جَمِيعًا وتَحْمِل جَمِيعًا، وَلَوْ كَانَتْ إبِلاً كَانَتْ كُفــأة مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسِينَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ «أَنَّهُ كَانَ يُــكْفِــئُ فِي شِعْره» الإِــكفــاء فِي الشِّعْر: أَنْ يُخَالِف بَيْنَ حَرَكات الرَّوِيّ رَفْعاً ونَصْباً وجَرّاً، وَهُوَ كالإقواء.

كفل

ك ف ل

هو كافيه وكافله، وهو يــكفــيني ويــكفــلني: يعولني وينفق عليّ، وأكفــلته إياه وكفّــلته، " فقال أكفــلنيها " " وكفّــلها زكريا " وهو كفــيل بنفسه وبماله، وكفــل عنه لغريمه بالمال وتــكفّــل به. وهو كفــل بيّن الــكفــولة: لا يثبت على ظهر الدابّة. وهو من الأكفــال لا من الأحلاس. قال الأعشى:

غير ميلٍ ولا عواوير في الهي ... جا ولا عزّلٍ ولا أكفــال

وقال جرير:

والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... كفــل الفروسة دائم الإعصام

واكتفل البعير وتــكفّــله إذا أخذ كساءً فعقد كرفيه ثم ألقى مقدّمه على كاهله ومؤخّره على عجزه ثم ركب بين العقدة والسنام واسم ذلك الكساء: الــكفــل. وجاء متــكفّــلاً حماراً إذا حلّق ثوباً أو كساءً على ظهره وركبه. وله كفــل من الحزاء: ضعف. ورأيت فلاناً كفــلاً لفلان: رديفاً له، واكتفل به: ارتدفه. وكفــل في صيامه: واصل كفــولاً، ورجل كافل، وقوم كفّــلٌ. قال القطامي:

يلذن بأعقار الحياض كأنها ... نساء النّصارى أصبحت وهي كفّــل

ومن المجاز: " لا تشربوا من ثلمة الإناء فإنها كفــل الشيطان " أي مركبه. واكتلفت بالشيء: جعلته وراءي، تقول: اكتفلنا بالجبل وبالوادي: جزناه وجعلناه من ورائنا. قال ذو الرمة:

قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفّان مجتابة سدرا

جمع: ضارب وهو الوادي ذو الشجر. واكتفل السابق بالمصلّى. قال العبّاس:

بعيد سموّ الطرف نهدٌ مناهب ... إذا اكتفلت بالرادفات الأوائل

وهو من أكفــال الشعر. وأكفــلني ماله: ضمّه إليّ وجعلني كافله أي القائم به، وهم بالخير كفــلاء.
كفــل
عن الفرنسية بمعنى صغير، ونشيط.
كفــل: {أكفــلنيها}: اجعلني كافلها. {يــكفــلونه}: يضمونه إليهم. {كِفْــل}: نصيب.
(كفــل) فلَانا المَال أكفــله وَفُلَانًا الصَّغِير جعله كافلا لَهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأنبتها نباتا حسنا وكفــلها زَكَرِيَّا}
(كفــل) : الفِعْلُ من كِفْــلِ الدَّابَّةِ: كَفَــلَ يَــكْفِــلُ.
وبات كافِلاً: إذا لم يُصِبْ غَداءً ولا عَشَاءً، وقد كَفَــلَ يَــكْفُــلُ كُفُــولاً.
(كفــل)
فلَان كفــلا وكفــولا وَاصل الصَّوْم وَأخذ على نَفسه أَلا يتَكَلَّم فِي صِيَامه فَهُوَ كافل (ج) كفــل وَيُقَال كفــل فِي صِيَامه وَأكل خبْزًا بِغَيْر إدام وَالرجل وَبِالرجلِ كفــلا وكفــالة ضمنه وَيُقَال كفــل المَال وكفــل عَنهُ المَال لغريمه فَهُوَ كافل (ج) كفــل وَهُوَ وَهِي كَفِــيل (ج) كفــلاء وَالصَّغِير رباه وَأنْفق عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا كنت لديهم إِذْ يلقون أقلامهم أَيهمْ يــكفــل مَرْيَم}

كفــل


كَفِــلَ(n. ac. كَفَــل)
كَفُــلَ(n. ac. كَفَــاْلَة)
a. see supra
(b)
كَفَّــلَa. see I (a)b. Made surety, bail for; made answerable for.

كَاْفَلَa. Made an agreement with.

أَــكْفَــلَa. see II (b)b. Guaranteed; warranted.

تَــكَفَّــلَ
a. [La & Bi], Stood security, made himself responsible to ....
for; warranted (thing).
إِنْــكَفَــلَ
a. [ coll. ], Was secured by bail.

إِكْتَفَلَ
a. [Bi], Placed behind.
كِفْــل
(pl.
أَــكْفَــاْل)
a. Double.
b. Part, portion.
c. Bad horseman.
d. Craven, coward.
e. Impotency.
f. Chance.
g. see 4
كَفَــل
(pl.
أَــكْفَــاْل)
a. Crupper; rear.

كَاْفِل
(pl.
كُفَّــل)
a. see 25 (a)b. Feeder; sustainer.
c. [art.], God.
كَفَــاْلَةa. Security; bail; pledge.

كَفِــيْل
(pl.
كُفَــلَآءُ)
a. Surety, bail; guarantee (person).
b. see 22tc. Equal, like.

N. P.
كَفــڤلَ
a. [Bi], Secured (debt).
b. ['An], Guaranteed.
N. Ag.
كَاْفَلَa. Companion; ally, confederate.
b. Neighbour.
(ك ف ل) : (الْــكَفِــيلُ) الضَّامِنُ وَتَرْكِيبُهُ دَالٌّ عَلَى الضَّمِّ وَالتَّضَمُّنِ (وَمِنْهُ الْــكِفْــلُ) وَهُوَ كِسَاءٌ يُدَارُ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ كَالْحَوِيَّةِ ثُمَّ يُرْكَبُ (وَمِنْهُ) كِفْــلُ الشَّيْطَانِ أَيْ مَرْكَبُهُ (وَالْــكَفَــالَةُ) ضَمُّ ذِمَّةٍ إلَى ذِمَّةٍ فِي حَقِّ الْمُطَالَبَةِ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ (كَفِــيلٌ) أَيْضًا (وَقَدْ كَفَــلَ) عَنْهُ لِغَرِيمِهِ بِالْمَالِ أَوْ بِالنَّفْسِ كَفَــالَةً وَتَــكَفَّــلَ بِهِ وَأَــكْفَــلَهُ الْمَالَ وَــكَفَّــلَهُ ضَمَّنَهُ (وَتَــكْفِــيلُ) الْقَاضِي أَخْذُهُ الْــكَفِــيلَ مِنْ الْخَصْمِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ كَفَّــلَ رَجُلًا فِي تُهْمَةٍ وَاسْتَصْوَبَهُ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا اسْتَتَابَ أَصْحَابُ ابْنِ النَّوَّاحَةِ (كَفَــلَهُمْ) عَشَائِرُهُمْ وَنَفَاهُمْ إلَى الشَّامِ وَاسْمُ ابْنِ النَّوَّاحَةِ عَبْدُ اللَّهِ صَاحِبُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَحَدِيثُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
كفــل: كفــل عند فريتاج اسم مصدر وفي محيط المحيط كفــالة (فوك والمقدمة 20:1).
اكفــل= كفــل: صام (باين سميث 1455).
كفــل ب: تعهد ب: التزم ب، عني بأمره (ابن جبير، 38، 12، 48، 9، 52، 18، 73، 1، 121، 3، 127، 19، 228 المقري 250، 20).
تــكفــل: أمسك، زهد، زهد في، عاش متقشفاً وعلى سبيل المثال: انقطع عن الشرب الخمر. (معجم مسلم).
انــكفــل: انظرها عند فوك في مادة Providere.
اكتفل: أصبح في عناية .. (فوك).
اكتفل: تعهد (فوك، كرتاس 152، 2).
اكتفل عجلة: قاد مركبة (الكالا): Regir carro.
كَفَــل: ردفِ والجمع كفــول (بوشر).
كَفَــل: عجيزة: إليه (همبرت 3).
كَفَــالة: عربون ضمانة، نأمين، قيمة الــكفــالة (هيلو، همبرت 104) (بوشر).
كِفــالة: منصب الــكفــيل، رتبة نائب الملك أو الحاكم (مملوك 1، 2، 98).
كفّــال: لها المعنى نفسه للفعل المتقدم انــكفــل أي في رعايته .. أو إعالة .. أو ينهض بأعباء (فوك) ومرادف الكلمتين باللاتينية Providere.
كافل: وصّي، قيّم (1، 9 البربرية). وفي مقدمة ابن خلدون (الجزء الثالث 265: مَنْ لا تكون الملكة الكافلة له).
كافل: قضاة المسلمين 456، 457 كافل الأمة.
كافل: نائب الملك، حاكم: كافل السلطنة بالشام (مملوك، مونك CXXXV أماري دبلوماسية 167، 6).

كفــل

1 كَفَــلَ بَالمَالِ He was, or became, responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, for the property (Msb) owed by another person: (IbrD:) [it may be rendered he guaranteed the property. See مَــكْفُــولٌ]. b2: كَفَــلَ بَالنَّفْسِ He was, or became, responsible, answerable, amenable, or surety, for another person, (Msb,) i. e., for the latter's appearance, or presence, to answer a suit. (IbrD.) كَفَــلٌ The عَجُز [or hinder part, posteriors, buttocks, or rump]: (Msb, K:) or the رِدْف [or hindermost part] thereof: or the [part called]

قَطَن. (K.) كَفِــيلٌ One who is responsible, answerable, amenable, or a sponsor or surety. (S, K, &c.) كَفَــالَةٌ Responsibility; answerableness; amenability; or suretiship; (S, Mgh, Msb, K;) the conjoining of one responsibility (ذِمَّة) to another, [i. e., the conjoining one's own responsibility to that of another person,] with respect to the right of suit, [so that one person becomes liable to be sued for that which another owes]; (Mgh;) i. q. ضَمَانٌ. (S, &c.) مِــكْفَــالٌ A woman large in the كَفَــل [or hinder part, or posteriors]. (TA in art. ثقل.) مَــكْفُــولٌ app. signifies Guaranteed, or pledged: for, accord. to IKtt, as is said in the Msb, you say كَفَــلْتُ المَالَ as well as كَفَــلْتُ بِالمَالِ; meaning I took upon myself the property; became responsible, or answerable, for it; [or I guaranteed it:] or مَــكْفُــولٌ is better rendered ensured by an acknowledgment of responsibility for it: see an ex. voce مَرْهُونٌ.
كفــل
الــكَفَــلُ: رِدْفُ العَجُزِ، والجميع الأكْفَــالُ. واكْتَفَلْتُ بكَذا: إذا وَلَّيْتَه كفَــلَكَ. واكْتَفَلَ السابِقُ بالمُصَلّي: جَعَلَه عند كَفَــلِه.
والــكِفْــلُ: شَيْءٌ مُسْتَدِيْرٌ يُتَّخَذُ من خِرَق أو غيرِ ذلك يُوْضَعُ في سَنَام البعير، يُقال: اكْتَفَلَ الرَّجُلُ. وهو - أيضاً -: خِرْقَةٌ تكونُ على عُنُق الثوْرِ تَحْتَ النِّيْرِ. وهو من الأجْرِ والإثْم: الضِّعْفُ، من قوله عَزَّ وجَل: " يُؤتكُم كِفْــلَيْن من رَحْمَتِه ". وهو النَصِيْبُ أيضاً. ومن الرجَالِ: الذي يكونُ في مُؤخرِ الحَرْبِ وهِمَّتُه التَأخرُ والفِرَارُ، ورَجُل كِفْــلٌ بَيَّنُ الــكُفُــولَةِ. وقيل: هو الذي لا يُبالي نَفْسَه قَشَافَةُ. والذي يُلْقي نَفْسَه على الناس. والذي يَسْجُدُ وهو عاقِصٌ شَعرَه يُقال له كِفْــلُ الشَّيْطانِ أي مَرْكَبٌ له كمَرْكَبِ المُكْتَفِل. وهو رَدِيْفُ الإِنسانِ أيضاً.
ويُقال للشَّعرِ الذي يَنْبُتُ بَعْدَ الشَّعر الناسِل من الإِبل وغيرِها: الــكِفْــلُ. والــكَفِــيْلُ: الضامِنُ للشَّيْ، كَفَــلَ به يَــكْفُــلُ كَفَــالَةً.
والكافِلُ: الذي يَعُوْلُ إنساناً. وهو من الدَّوابِّ: الذي لا يَأكُلُ، يُقال: كَفَــلَ الرَّجُلُ كُفُــوْلاً: إذا واصَلَ الصَّوْمَ فهو كافِلٌ. وكَفَــلَ في صِيامِه: إِذا جَعَلَ على نَفْسِه أنْ لا يَتَكلَّمَ وهو صائمٌ.
ك ف ل: (الْــكِفْــلُ) الضِّعْفُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يُؤْتِكُمْ كِفْــلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28] ، وَقِيلَ: إِنَّهُ النَّصِيبُ. وَذُو الْــكِفْــلِ اسْمُ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ مِنَ (الْــكَفَــالَةِ) . وَ (الْــكِفْــلُ) أَيْضًا مَا (اكْتَفَلَ) بِهِ الرَّاكِبُ وَهُوَ أَنْ يُدَارَ الْكِسَاءُ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُرْكَبَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «يُكْرَهُ الشُّرْبُ مِنْ ثُلْمَةِ الْإِنَاءِ وَمِنْ عُرْوَتِهِ» ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهَا كِفْــلُ الشَّيْطَانِ «. وَ (الْــكَفِــيلُ) الضَّامِنُ وَقَدْ (كَفَــلَ) بِهِ يَــكْفُــلُ بِالضَّمِّ (كَفَــالَةً) ، وَ (كَفَــلَ) عَنْهُ بِالْمَالِ لِغَرِيمِهِ. وَ (أَــكْفَــلَهُ) الْمَالَ ضَمَّنَهُ إِيَّاهُ وَ (كَفَــلَهُ) إِيَّاهُ بِالتَّخْفِيفِ، (فَــكَفَــلَ) هُوَ بِهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (كَفَّــلَهُ) إِيَّاهُ (تَــكْفِــيلًا) مِثْلُهُ. وَ (تَــكَفَّــلَ) بِدَيْنِهِ. وَ (الْكَافِلُ) الَّذِي يَــكْفُــلُ إِنْسَانًا يَعُولُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:» وَــكَفَــلَهَا زَكَرِيَّا «وَقُرِئَ:» وَــكَفِــلَهَا " بِكَسْرِ الْفَاءِ. وَ (الْــكَفَــلُ) بِفَتْحَتَيْنِ لِلدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا مُؤَخَّرُهَا. 
[كفــل] الــكِفــلُ: الضِعفُ. قال تعالى: (يُؤْتِكُمْ كِفْــلَيْنِ من رحمتِهِ) . ويقال: إنه النصيب. وذو الــكفــل: اسم نبى من الانبياء عليهم السلام، وهو من الــكفــالة. والــكفــل: الذى لا يثبت على ظهور الخيل. وقال :

كفــل الفروسة دائم الاعصام * والجمع أكْفــالٌ. قال الأعشى يمدح قوماً: غَيْرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيجا ولا عزل ولا أكْفــالِ والــكِفْــلُ أيضاً: ما اكتَفَلَ به الراكبُ، وهو أن يُدار الكِساءُ حول سنام البعير ثمَّ يركب. ومنه حديث إبراهيم قال: " يكره الشرب من ثلمة الاناء ومن عروته " قال: يقال إنها كفــل الشيطان لعنه الله. والــكفــيل: الضامن. يقال: كفــلت به كَفــالَةً، وكَفــلت عنه بالمال لغَريمِه. وكَفَــلْتُ أيضاً كَفْــلاً، أي واصلتُ الصومَ. قال القطاميّ يصف إبلاً بقِلَّةِ الشُرْبِ: يَلُذْنَ بأَعْقارِ الحياضِ كأنَّها نِساءُ النَّصارى أصبَحَتْ وهي كُفَّــلُ وأكْفَــلْتُهُ المالَ، أي ضَمَنْتُهُ إيَّاه. وكَفَّــلْتُهُ إيَّاه فــكَفَــلَ هو به كَفْــلاً وكُفــولاً. والتَــكْفــيلُ مثله. وتــكَفَّــلَ بدَينه تَــكَفُّــلاً. والكافِلُ: الذي يَــكْفَــلُ إنساناً يَعوله. ومنه قوله تعالى: (وكَفَــلَها زَكَريَّا) وذكر الاخفش أنه قرى أيضا: (وكفــلها) بكسر الفاء. (*) والــكفــل بالتحريك للدابة وغيرها. يقال: اكْتَفَلْتُ بكذا، إذا وليته كفــلك والكنفليلة: اللحية الضخمة.
ك ف ل : كَفَــلْتُ بِالْمَالِ وَبِالنَّفْسِ كَفْــلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَــكُفُــولًا أَيْضًا وَالِاسْمُ الْــكَفَــالَةُ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ سَمَاعًا مِنْ الْعَرَبِ مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَقَرُبَ وَحَكَى ابْنُ الْقَطَّاعِ كَفَــلْتُهُ وَــكَفَــلْتُ بِهِ وَعَنْهُ إذَا تَحَمَّلْتُ بِهِ وَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ فَتَحْذِفُ الْحَرْفَ فِيهِمَا وَقَدْ يَثْبُتُ مَعَ الْمُثَقَّلِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ تَــكَفَّــلْتُ بِالْمَالِ الْتَزَمْتُ بِهِ وَأَلْزَمْتُهُ نَفْسِي.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: تَحَمَّلْتُ بِهِ وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ كَفَــلْتُ بِهِ كَفَــالَةً وَــكَفَــلْتُ عَنْهُ بِالْمَالِ لِغَرِيمِهِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَــكَفَــلْتُ الرَّجُلَ وَالصَّغِيرَ مِنْ بَابِ قَتَلَ كَفَــالَةً أَيْضًا عُلْتُهُ وَقُمْتُ بِهِ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ كَفَّــلْتُ زَيْدًا الصَّغِيرَ وَالْفَاعِلُ مِنْ كَفَــالَةِ الْمَالِ كَفِــيلٌ بِهِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَكَافِلٌ أَيْضًا مِثْلُ ضَمِينٍ وَضَامِنٍ وَفَرَّقَ اللَّيْثُ بَيْنَهُمَا فَقَالَ الْــكَفِــيلُ الضَّامِنُ وَالْكَافِلُ هُوَ الَّذِي يَعُولُ إنْسَانًا وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ وَالْــكِفْــلُ وِزَانُ حِمْلٍ الضِّعْفُ مِنْ الْأَجْرِ أَوْ الْإِثْمِ وَالْــكَفَــلُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعَجُزُ. 
كفــل
الْــكَفَــالَةُ: الضّمان، تقول: تَــكَفَّــلَتْ بكذا، وكَفَّــلْتُهُ فلانا، وقرئ: وَــكَفَّــلَها زَكَرِيَّا
[آل عمران/ 37] أي: كفّــلها الله تعالى، ومن خفّف جعل الفعل لزكريّا، المعنى: تضمّنها.
قال تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِــيلًا
[النحل/ 91] ، والْــكَفِــيلُ: الحظّ الذي فيه الــكفــاية، كأنّه تَــكَفَّــلَ بأمره. نحو قوله تعالى:
فَقالَ أَــكْفِــلْنِيها
[ص/ 23] أي: اجعلني كفــلا لها، والــكِفْــلُ: الــكفــيل، قال: يُؤْتِكُمْ كِفْــلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ
[الحديد/ 28] أي: كفــيلين من نعمته في الدّنيا والآخرة، وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً [البقرة/ 201] وقيل: لم يعن بقوله: «كِفْــلَيْنِ» أي: نعمتين اثنتين بل أراد النّعمة المتوالية المتــكفّــلة بــكفــايته، ويكون تثنيته على حدّ ما ذكرنا في قولهم: (لبّيك وسعديك) ، وأما قوله: مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً إلى قوله: يَكُنْ لَهُ كِفْــلٌ مِنْها
[النساء/ 85] فإنّ الــكِفْــلَ هاهنا ليس بمعنى الأوّل، بل هو مستعار من الْــكِفْــلِ ، وهو الشيء الرّديء، واشتقاقه من الــكِفْــل ، وهو أنّ الــكفــل لمّا كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا في كلّ شدّة، كالسّيساء: وهو العظم النّاتئ من ظهر الحمار، فيقال: لأحملنّك على الــكفــل، وعلى السّيساء ، ولأركبنّك الحسرى الرّذايا ، قال الشاعر:
وحملناهم على صعبة زو راء يعلونها بغير وطاء
ومعنى الآية: من ينضمّ إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب، ومن ينضمّ إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدّة.
وقيل: الْــكِفْــلُ الْــكَفِــيلُ. ونبّه أنّ من تحرّى شرّا فله من فعله كفــيل يسأله، كما قيل: من ظلم فقد أقام كفــيلا بظلمه، تنبيها أنه لا يمكنه التّخلّص من عقوبته.
[كفــل] نه: فيه: أنا و"كافل" اليتيم كهاتين في الجنة له ولغيره، هو القائم بأمر اليتيم المربي له، وضمير له ولغيره- للكافل أي سواء كان الكافر من ذوي رحمه وأنسابه أو كان أجنبيًا لغيره، وكهاتين- إشارة على السبابة والوسطى. ن: هو القائم بنفقته وكسوته وتأديبه، سواء كفــل من ماله أو مال اليتيم بولاية شرعية، فالفضيلة لهما معًا، واليتيم له بأن يكون جده أو أمه أو أخاه أو أخته أو غيرهم، ولغيرهبل التعهد والضبط، لئلا يرجعوا إلى الارتداد، وكفــل حمزة ليتعهد الرجل لئلا يهرب. ن: "فــكفــلها" رجل، أي قام بمؤنتها ومصالحها، ولا يريد الضمان إذ لا يجوز في الحدود، وهذا يدل على أن الرجم كان بعد الولادة، وقولها: قد فطمت، يدل أنه كان بعد الفطم، فيأول قوله: إلى رضاعه، بأنه مجاز عن تربيته بعد الفطام. غ: "ذا "الــكفــل"" تــكفــل بأمر، نبي. و "يؤتكم" كفــلين"" أي نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي، كماي حفظ الــكفــل الراكب. "و"كفــلها" زكريا" أي كفــل الله زكريا إياها، وبالتخفيف: ضمن زكريا القيام بأمرها.
(ك ف ل)

الــكَفَــل: العَجُز.

وَقيل: رِدْف العَجُز. وَقيل: القَطَن يكون للْإنْسَان والدابَّة.

وَالْجمع: أكفــال، وَلَا يشتق مِنْهُ فعل وَلَا صفة.

والــكِفْــل: من مراكب الرِّجَال، وَهُوَ كِساء يُؤْخَذ فيعقد طرفاه ثمَّ يُلقى مقدمه على الْكَاهِل ومؤخَّره مِمَّا يَلِي العَجُز.

وَقيل: هُوَ شَيْء مستدير يتَّخذ من خرق أَو غير ذَلِك وَيُوضَع على سَنَام الْبَعِير.

واكتفل الْبَعِير: جعل عَلَيْهِ كِفْــلا، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

تُعجل شدَّ الأعبل المَكَافلا

فسره فَقَالَ: وَاحِد المكافِل: مكتفَل، وَهُوَ الــكِفْــل من الأكسية، وَفِي الحَدِيث: " لَا تشرب من ثُلْمة الْإِنَاء وَلَا عُرْوته، فَإِنَّهَا كِفْــل الشَّيْطَان " أَي مَرْكَبه.

والــكِفْــل من الرِّجَال: الَّذِي يكون فِي مُؤخر الْحَرْب، إِنَّمَا هِمَّته فِي التأخّر والفِرار.

والــكِفْــل: الَّذِي لَا يثبُت على الْخَيل، قَالَ:

كِفْــل الفُرُوسَة دَائِم الإعصام

وَالْجمع: أكفــال.

وَالِاسْم: الــكُفُــولة.

وَهُوَ: الْــكَفِــيل.

والــكِفْــل: الحظّ والضِعف من الْأجر وَالْإِثْم، وعمّ بِهِ بَعضهم.

والــكِفْــل، أَيْضا: المِثْل، وَفِي التَّنْزِيل: (يُؤْتكُم كِفْــلين من رَحمته) قيل مَعْنَاهُ: يُؤْتكُم ضعفين، وَقيل: مثلين، وَفِيه: (ومن يشفع شَفَاعَة سَيِّئَة يكن لَهُ كِفْــلٌ مِنْهَا) .

والكافل: العائل.

كَفَــله يــكفُــله، وكفَّــله إِيَّاه، وَفِي التَّنْزِيل: (وكَفَــلها زكرياءُ) وَقد قُرِئت بالتثقيل وَنصب زكرياءَ. والكافل والــكِفــيل: الضَّامِن.

وَالْأُنْثَى: كَفِــيل أَيْضا.

وَجمع الكافل: كُفَّــل.

وَجمع الْــكَفِــيل: كُفَــلاء، وَقد يُقَال للْجمع: كَفِــيل، كَمَا قيل فِي الْجمع: صديق.

وكَفَــل المَال وبالمال: ضمِنه.

وكفَــل بِالرجلِ يــكفُــل كَفْــلا، وكُفــولا، وكفــالة، وكَفِــل، وتــكفَّــل بِهِ، كُله: ضمِنه.

وأكفــله إِيَّاه، وكَفَّــله: ضَمَّنَه.

والمُكافِل: المجاوِر المحالف.

وَهُوَ أَيْضا: المعاقِد المعاهِد، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِذا مَا أصَاب الغَيْثُ لم يرع غيثَهم ... من النَّاس إِلَّا مُحْرِم أَو مكافلُ

أصَاب الغيثُ: صاب. الْمحرم: المسالم. وَقد تقدم فِي الْحَاء.

والــكِفْــل، وَالْــكَفِــيل: المِثْل.

والكافل، الَّذِي لَا يَأْكُل.

وَقيل: هُوَ الَّذِي يصل الصّيام.

وَالْجمع: كُفَّــل، قَالَ القطاميّ:

يُلذْن بأعقار الْحِيَاض كَأَنَّهَا ... نسَاء النَّصارى أَصبَحت وهْي كُفَّــل

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَحده: هُوَ من الضَّمَان أَي قد ضُمِّنَّ الصَّوْم، وَلَا يُعجبنِي.
كفــل
كفَــلَ يَــكفُــل، كَفْــلاً وكَفــالةً، فهو كافِل وكفــيل، والمفعول مَــكْفــول
كفَــل يتيمًا: ربّاه وأنفق عليه وقام بأمره، تعهّده برعايته "أنت خير المــكفــولين: في حديث وفد هوازن، يعني به رسول الله- أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ يَعْنِي: السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى [حديث]- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَــكْفُــلُ مَرْيَمَ}: وقرئت الآية بكسر الفاء (يَــكفِــل) ".
كفَــل المالَ/ كفَــل الرجُلَ: ضَمِنَه "كفَــل دَيْنَ شَريكِه: تعهّد بدفعه في حال تمنّعه، أو عدم تمكّنه من تسديده- بحث عمّن يــكفــله لدى الإدارة الحكوميّة". 

كفُــلَ يَــكفُــل، كَفــالةً، فهو كفــيل
 • كفُــل الشَّخصُ: صار كفــيلاً وضامنًا. 

كفِــلَ يَــكفَــل، كَفَــلاً وكُفــولاً، فهو كافل، والمفعول مــكفــول
كفِــل الشخصَ/ كفِــله بكذا: كفَــله؛ كان كفــيلاً وضامنًا له "كفِــل مدينًا- وإذا الكريم مضى وولّى عُمْرُهُ ... كُفِــلَ الثناء له بعُمْر ثانِ".
كفِــل الصَّغيرَ: كفَــله؛ عاله وأنفق عليه " {وَــكَفِــلَهَا زَكَرِيَّا} [ق] ". 

أكفــلَ يُــكفِــل، إكفــالاً، فهو مُــكفِــل، والمفعول مُــكفَــل
• أكفــل فُلانًا المالَ: جعله يضمنه "أكفــله دينًا استدانه".
• أكفــل فلانًا مالَهُ: أعْطاه إيّاه ليــكفُــله ويرعاه " {إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَــكْفِــلْنِيهَا} ". 

تكافلَ يتكافل، تكافُلاً، فهو مُتكافِل
• تكافل القومُ: تعايشوا وتضامنوا، كفِــل بعضُهم بعضًا "تكافلوا في الشدائد- عندما يتكافلُ أبناءُ الأمّة يصبحون قوّة لا يُستهان بها- كائنات حيَّة متكافلة" ° التَّكافل الاجتماعيّ. 

تــكفَّــلَ/ تــكفَّــلَ بـ/ تــكفَّــلَ لـ يتــكفَّــل، تَــكفُّــلاً، فهو مُتــكفِّــل، والمفعول مُتــكفَّــل (للمتعدِّي)
• تــكفَّــل النَّفقةَ/ تــكفَّــل بالنَّفقةِ: تعهَّد والتزم بها "تــكفَّــل بدين أخيه: أوجبه على نفسه- تــكفَّــل بنفقات البَعْثة- تــكفَّــلتِ الدولةُ بنفقات الوفد".
• تــكفَّــل لفلانٍ بكذا: ضمِنه له "تــكفَّــل له بإنجاز العمل خلال أسبوع- تَــكَفَّــلَ اللهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لاَ يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ [حديث] ". 

كفَّــلَ يُــكفِّــل، تــكفــيلاً، فهو مُــكفِّــل، والمفعول مُــكفَّــل
كفَّــل الصَّغيرَ: كفَــلَه؛ عاله وأنفق عليه.
كفَّــله الصّغيرَ: عهِد إليه بــكفــالته ورعاية شئونه " {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَــكَفَّــلَهَا زَكَرِيَّا} ".
كفَّــله المالَ: أكفــله؛ جعله يضمنه. 

تكافُل [مفرد]:
1 - مصدر تكافلَ.
2 - (حي) تعايُش، علاقة وطيدة ومنفعة متبادلة بين الكائنات الحيّة من النَّبات والحيوان في الغذاء والنُّموّ والإعانة ونحوها. 

كافِل [مفرد]: ج كافِلون وكُفَّــل، مؤ كافلة، ج مؤ كافلات وكُفَّــل: اسم فاعل من كفَــلَ وكفِــلَ. 

كَفــالَة [مفرد]:
1 - مصدر كفَــلَ وكفُــلَ.
2 - مبلغ من المال يُدفع عادة مقابل إطلاق سراح شخص معتقل "أفرج عنه بــكفــالة".
3 - (قص) ضمانة تُعطى لمشترٍ تنصُّ على أنّ منتجًا ما موثوق وخالٍ من العيوب.
4 - (قن) عقد يلتزم به الــكفــيل لصالح الدَّائن المــكفــول له "لا يعطي المصرفُ قرضًا إلاّ بعد تقديم الــكفــالة له".
• الــكَفَــالَة القضائيَّة: (قن) التي يجب تقديمها تنفيذًا لحكم المحكمة.
• الــكَفَــالَة الاحتياطيَّة: (قن) إيداع مبلغ من المال أو سندات عموميّة ضمانًا لحسن سلوك المحكوم عليه، أو تلافيًا لجريمة أخرى. 

كفَــل [مفرد]: مصدر كفِــلَ. 

كَفْــل [مفرد]: مصدر كفَــلَ. 

كِفْــل [مفرد]: ج أكفــال:
1 - نصيب " {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْــلٌ مِنْهَا} ".
2 - مِثْل " {اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْــلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} ".
• ذو الــكِفْــل: عبدٌ صالح من بني إسرائيل، اختلف في نبوّته " {إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْــكِفْــلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} ". 

كُفــول [مفرد]: مصدر كفِــلَ. 

كفــيل1 [مفرد]: ج كُفَــلاءُ، مؤ كفــيل وكفــيلة، ج مؤ كفــيلات وكُفَــلاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَــلَ وكفُــلَ. 

كفــيل2 [مفرد]
• الــكفــيل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُوفِّر لــكفــايات مخلوقاته، الضّامن لإيصال احتياجاتهم " {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِــيلاً} ". 

كفــل: الــكَفَــل، بالتحريك: العجُز، وقيل: رِدْفُ العجُز، وقيل: القَطَن

يكون للإِنسان والدابة، وإِنها لعَجْزاءُ الــكَفَــل، والجمع أَــكْفــال، ولا

يشتق منه فعل ولا صفة.

والــكِفْــل: من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى

مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز، وقيل: هو شيء مستدير يُتخذ من

خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير. وفي حديث أَبي رافع قال: ذاك

كِفْــل الشيطان، يعني معقده. واكتفَل البعيرَ: جعل عليه كِفْــلاً. الجوهري:

والــكِفْــل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم

يركب. والــكِفْــل: كساء يجعل تحت الرحْل؛ قال لبيد:

وإِن أَخَّرْت فالــكِفْــل ناجزُ

وقال أَبو ذؤَيب:

على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والــكِفْــلِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا

فسره فقال: واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل، وهو الــكِفْــل من الأَكسية.

ابن الأَنباري في قولهم قد تــكفَّــلت بالشيء: معناه قد أَلزمته نفسي

وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ، وهو مأْخوذ من الــكِفْــل، والــكِفْــل: ما يحفظ

الراكب من خلفه. والــكِفْــل: النصيب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقيش: اكْتَفَلْت

بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَــلَكَ، قال: وهو الافْتِعال؛ وأَنشد:

قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دونها

ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا

وفي حديث إِبراهيم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها

كِفْــل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذلك.

والــكِفْــل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان.

والــكِفْــل من الرِّجال: الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر

والفِرار. والــكِفْــل: الذي لا يثبت على ظهور الخيل؛ قال الجَحَّاف بن

حكيم:

والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ،

كِفْــلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام

والجمع أَــكْفــال؛ قال الأَعشى يمدح قوماً:

غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْـ

ـجا، ولا غُزَّلٍ ولا أَــكْفــال

والاسم الــكُفــولة، وهو الــكفِــيل. وفي التهذيب: الــكِفْــل الذي لا يثبت على

مَتْن الفرس، وجمعه أَــكْفــال؛ وأَنشد:

ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي

مِيلاً، إِذا رَكِبوا، ولا أَــكْفــالا

وهو بيِّن الــكُفــولة. وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِني كائن فيها

كالــكِفْــل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر؛ قيل: هو الذي يكون في آخر

الحرب همته الفِرار، وقيل: هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو

لازم بيته. قال أَبو منصور: والــكِفْــل الذي لا يثبت على ظهر الدابة.

والــكِفْــل: الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم، وعم به بعضهم، ويقال له:

كِفْــلان من الأَجر، ولا يقال: هذا كِفْــل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله

كالنصيب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْــل ولا نصيب. والــكِفْــل أَيضاً: المِثْل.

وفي التنزيل: يُؤْتِكُم كِفْــلَيْن من رحمته؛ قيل: معناه يؤْتكم

ضِعْفَين، وقيل: مِثْلين؛ وفيه: ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْــل منها؛ قال

الفراء: الــكِفْــل الحظ، وقيل: يؤْتِكم كِفْــلين أَي حَظَّين، وقيل ضِعْفين.

وفي حديث الجمعة: له كِفْــلان من الأَجر؛ الــكِفْــل، بالكسر: الحظ والنصيب.

وفي حديث جابر: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْــل. وقال الزجاج: الــكِفْــل في

اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو

على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه، وإِنما قيل له كِفْــل؛ وقيل: اكْتَفل

البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر. وفي

حديث مَجيء المستضعفين بمكة: وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام

مُتَــكَفِّــلان على بعير. يقال: تَــكَفَّــلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول

سنامه كِساء ثم ركبته، وذلك الكِساء الــكِفْــل، بالكسر.

والكافِل: العائِل، كَفَــله يَــكْفُــله وكَفَّــله إِيّاه. وفي التنزيل

العزيز: وكَفَــلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا، وذكر الأَخفش أَنه

قرئ: وكَفِــلَها زكريا، بكسر الفاء. وفي الحديث: أَنه وكافل اليتيم

كهاتَيْن في الجنة له ولغيره؛ والكافِل: القائم بأَمر اليتيم المربِّي له، وهو

من الــكفــيل الضمين، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن

اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره

تــكفَّــل به، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى؛ ومنه

الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يــكفُــل تربيته

ويقوم بأَمره مع أُمه. وفي حديث وَفْد هَوازِن: وأَنت خير المَــكْفُــولين،

يعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي خير من كُفِــل في صغره وأُرْضِعَ

ورُبِّيَ حتى نشأَ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر. والكافِل

والــكَفِــيل: الضامن، والأُنثى كَفِــيل أَيضاً، وجمع الكافِل كُفَّــل، وجمع الــكَفــيل

كُفَــلاء، وقد يقال للجمع كَفِــيل كما قيل في الجمع صَدِيق. وكَفَّــلها

زكريا، أَي ضمَّنها إِياه حتى تــكفَّــل بحضانتها، ومن قرأَ: وكَفَــلَها زكريا،

فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها.

وكَفَــل المال وبالمال: ضَمِنه. وكَفَــل بالرجل

(* قوله «وكفــل بالرجل إلخ»

عبارة القاموس: وقد كفــل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) يَــكْفُــل ويَــكْفِــل

كَفْــلاً وكُفُــولاً وكَفــالة وكَفُــلَ وكَفِــلَ وتَــكَفَّــل به، كله: ضمِنه.

وأَــكْفَــلَه إِياه وكَفَّــله: ضمَّنه، وكَفَــلْت عنه بالمال لغريمه وتــكَفَّــل

بدينه تــكفُّــلاً. أَبو زيد: أَــكْفَــلْت فلاناً المال إِــكْفــالاً إِذا ضمَّنته

إِياه، وكَفَــل هو به كُفُــولاً وكَفْــلاً، والتَّــكْفــيل مثله. قال الله

تعالى: فقال أَــكْفِــلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب؛ الزجاج: معناه اجعلني أَنا

أَــكْفُــلُها وانزل أَنت عنها. ابن الأَعرابي: كَفِــيلٌ وكافِل وضَمِين

وضامِن بمعنى واحد؛ التهذيب: وأَما الكافل فهو الذي كَفَــل إِنساناً يَعُوله

ويُنْفِقُ عليه. وفي الحديث: الرَّبِيب كافِلٌ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه

كَفَــل نفقة اليتيم.

والمُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير:

إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم،

من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل

المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والــكَفِــيل من هذا

أُخِذ.

والــكِفْــل والــكَفِــيل: المِثْل؛ يقال: ما لفلان كِفْــل أَي ما له مثل؛ قال

عمرو بن الحرث:

يَعْلو بها ظَهْرَ البعير، ولم

يوجَدْ لها، في قومها، كِفْــل

كأَنه بمعنى مثل. قال الأَزهري: والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل. وفي

الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ: لك كِفْــلان من الأَجر أَي

مثلان. والــكِفْــل: النصيب والجُزْء؛ يقال: له كِفْــلان أَي جزءَان

ونَصيبان.والكافِل: الذي لا يأْكل، وقيل: هو الذي يَصِل الصيام، والجمع كُفَّــل.

وكَفَــلْت كَفْــلاً أَي واصَلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة

الشرب:يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها

نساءُ النصارى أَصبحتْ، وهي كُفَّــل

قال ابن الأَعرابي وحده: هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن

سيده: ولا يعجبني.

وذو الــكِفْــل: اسم نبي من الأَنبياء، صلوات الله عليهم أَجمعين، وهو من

الــكَفــالة، سمي ذا الــكِفْــل لأَنه كَفَــل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما

كَفَــل، وقيل: لأَنه كان يلبس كساء كالــكفْــل، وقال الزجاج: إِن ذا الــكفْــل سمي

بهذا الاسم لأَنه تــكفَّــل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم، وقيل:

تــكفَّــل بعمل رجل صالح فقام به.

كفــل
الــكَفَــلُ، مُحَرَّكَةً: العَجُزُ، أَو رِدْفُه، أَو القَطَنْ، يكونُ للإنسانِ والدَّابَّةِ، وإنَّها لَعَجْزاءُ الــكَفَــلِ، ج: أَــكْفــالٌ، وَلَا يُشْتَقُّ منهُ فِعلٌ وَلَا صِفَةٌ. الــكِفْــلُ، بالكَسْرِ: الضَّعْفُ من الأَجْرِ والإثْمِ، وعَمَّ بِهِ بعضُهُم، ويُقال: لَهُ كِفــلانِ من الأَجْرِ، وَلَا يُقال: هَذَا كِفْــلُ فُلانٍ، حتّى يكونَ قد هيَّأْتَ لغَيرِهُ مِثلَهُ كالنَّصيبِ، وَإِذا أَفْرَدْتَ فَلَا تَقُلْ كِفْــلٌ وَلَا نصيبٌ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: يُؤْتِكُمْ كِفْــلَيْنِ من رَحْمَتِهِ أَي ضِعفَيْنِ. أَيضاً: النَّصيبُ، وبع فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً. أَيضاً: الحَظُّ، وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً. أَيضاً: خِرْقُةٌ تكونُ على عُنُقِ الثَّورِ تحتَ النِّيرِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: الوَبَرُ الَّذِي يَنبُتُ بعدَ الوَبَر النّاسِلِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: مَن لَا يَثبُتُ على ظُهورِ الخَيْلِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأَنشدَ لِلجَحَّافِ بنِ حَكيمٍ:
(والتَّغْلَبِيُّ على الجَوادِ غَنيمَةٌ ... كِفْــلُ الفُروسَةِ دائِمُ الإعصام)
والجَمْعُ أَــكْفــالٌ، قَالَ الأَعشى:
(غَيْرُ مِيلٍ وَلَا عَواوِيرَ فِي الهَيْ ... جا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَــكْفــالِ)
وَأنْشد الأَزْهَرِيّ:
(مَا كنتَ تَلقى فِي الحروبِ فَوارسي ... مِيلاً إِذا رَكِبوا وَلَا أَــكْفــالا)
الــكِفْــلُ أَيضاً: الرَّجُلُ يكونُ فِي مُؤَخَّرِ الحربِ هِمَّتُه التّأَخُّرُ والفِرارُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ بنُ مَسعودٍ وذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: إنِّي كائنٌ فِيهَا كالــكِفْــلِ آخُذُ مَا أَعرفُ وأَترُكُ مَا أُنكِرُ. وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَقدِرُ على الرُّكوبِ والنُّهوضِ فِي شيءٍ، فَهُوَ لازِمٌ بيتَهُ. الــكِفْــلُ: المَثيلُ، يُقَال: مَا لِفُلانٍ كِفْــلُ: أَي مَثيلٌ، قَالَ عَمرو بنُ الحارثِِ: (يَعلو بهَا ظَهرَ البعيرِ ولَمْ ... يُوجَدْ لَهَا فِي قَومِها كِفْــلُ)
كأَنَّه بِمَعْنى مِثلٍ، وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً، قَالَ الأَزْهَرِيّ: والضِّعْفُ يكونُ بِمَعْنى المِثلِ أَيضاً، كالــكَفــيلِ. أَيضاً: مَنْ يُلقي نفسَهُ على النّاسِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: مَرْكَبٌ للرِّجالِ، وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ كِساءٌ، فيُقَدَ طرفاهُ، فيُلْقَى مُقَدَّمُه على الكاهِلِ ومُؤَخَّرُه مِمّا يَلِي العَجُزَ. أَو هُوَ شيءٌ مستديرٌ يُتَّخَذُ من خِرَقٍ أَو غيرِها ويُوضَعُ على سَنامِ البَعيرِ، قَالَ أَبو ذؤَيْبٍ: على جَسْرَةٍ مَرفُوعَةِ الذَّيْلِ والــكِفٍ لِ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الــكِفْــلُ: مَا اكْتَفَلَ بِهِ الرّاكِبُ، وَهُوَ أَن يُدارَ الكِساءُ حَولَ سَنامِ البَعيرِ ثُمَّ يُرْكَبُ.)
والــكِفْــلُ: كِساءٌ يُجْعَلُ تحتَ الرَّحْلِ. واكْتَفَلَ البعيرَ: جعلَ عَلَيْهِ كِفْــلاً، أَي أَدارَ على سَنامِهِ أَو مَوضِعٍ من ظَهرِهِ كِساءً ورَكِبَ عَلَيْهِ. وَذُو الــكِفْــلِ: نَبِيٌّ من أَنبياءِ بني إسرائيلَ، وَقيل: هُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ صلواتُ اللهِ عَلَيْهِمَا، وَقيل: هُوَ إلْيَاس، وقيلَ: هُوَ زَكَرِيّا، أَقوالٌ ذكرَها الفاسيُّ فِي شرحِ الدَّلائلِ، قيل: بُعِثَ إِلَى مَلِكٍ اسمُه كَنعانَ، فدَعاهُ إِلَى الإيمانِ، وكَفَــلَ لَهُ بالجَنَّةِ وكتبَ لَهُ بالــكَفــالَةِ، وَقَالَ الثَّعالِبِيُّ فِي المُضافِ والمَنسوبِ: اختلَفَ المُفَسِّرونَ فِي اسمِهِ، فَقيل: هُوَ بَشير بن أَيُّوب، بَعثه الله رَسُولا بعدَ أَيُّوب، وكانَ مُقامُه بالشّامِ وقَبرُه فِي قَرْيَة كفــل حارس، من أَعمالِ نابُلُسَ، ذكرَهُ الملِكُ المُؤَيَّدُ صاحِبُ حماةَ، وَقيل: كانَ عبدا صالِحاً ذُكِرَ مَعَ الأَنبياءِ لأَنَّ عِلمَهُ كعِلْمِهِم، والأَكثَرُ على نُبُوَّتِه، وَقيل: اسمُه إلْيَاس، وَقيل: يُوشَعُ، وقِيل: زكَرِيّا، وَقيل: حِزْقِيلُ، لأَنَّه تــكَفَّــلَ سبعينَ نبيّاً، حكاهُ فِي مَعالِم التَّنزيلِ عَن الحَسَنِ ومُقاتِلٍ، انْتهى. وَقيل: سُمِّيَ بِهِ، لأَنَّه كَفَــلَ بمائةِ رَكْعَةٍ كُلَّ يَومٍ فوَفَّى بِمَا كَفَــلَ، وَقيل: لأَنَّه كانَ يَلْبَسُ كِساءً كالــكِفْــلِ، وَقَالَ الزّجّاجُ: لأَنَّه تــكفَّــلَ بأَمرِ نبِيٍّ فِي أُمَّتِهِ، فقامَ بِمَا يجبُ فيهِم، وَقيل: تــكفَّــلَ بعمَلِ رَجُلٍ صالِحٍ فقامَ بِهِ، وَقَالَ الفاسِيُّ فِي شرحِ الدَّلائلِ: ومَعناهُ ذُو الحَظِّ من الله تَعَالَى، وَقيل: لِتَــكَفُّــلِه لليَسَعِ بصيامِ النَّهارِ وقِيامِ الليلِ وأَنْ لَا يَغْضَبَ. والكافِلُ: العائلُ يَــكْفُــلُ إنْسَانا، أَي يَعولُهُ، وَمِنْه الحديثُ: أَنا وكافِلُ اليَتيمِ كهاتَيْنِ فِي الجَنَّةِ وأَشارَ بالسَّبّابَةِ والوُسْطَى، وَفِي حديثٍ آخَر: الرّابُّ كافِلٌ، أَي بنفَقَةِ اليَتيمِ حينَ تَزَوَّجَ أُمَّهُ. وَقد كَفَــلَه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وكَفَــلَها زَكَرِيّا وَهِي قراءةُ غيرِ الكُوفِيّينَ، والمَعنى ضَمِنَ القِيامَ بأَمرِها، وكَفَّــلَه تَــكفــيلاً، وَبِه قرأَ الكوفِيُّونَ الآيةَ، أَي كَفَّــلَ الله زَكَرِيّا إيّاها، أَي ضَمَّنَها إيَاهُ حتَى تــكفَّــلَ بحَضانَتِها. الكافِلُ: الَّذِي لَا يأْكُلُ، أَو الَّذِي يصِلُ الصِّيامَ، قَالَه الفرّاءُ فِي نوادرِهِ، والجَمْعُ كُفَّــلٌ. وكَفَــلَ كَفْــلاً وكُفــولاً: واصلَ الصَّوْمَ، قَالَ القُطامِيُّ يصِفُ إبِلاً بقِلَّةِ الشُّرْبِ:
(يَلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنَّها ... نِساءُ النَّصارى أَصْبَحَتْ وَهِي كُفَّــلُ)
أَو الَّذِي جعلَ على نفسِه أَنْ لَا يتكَلَّمَ فِي صِيامِه، نَقله الصَّاغانِيُّ، ج: كُفَّــلُ، كرُكَّعٍ. الكافِلُ: الضّامِنُ كالــكَفــيلِ، يُقَال: كَفَــلَ المالَ وكَفَــلَ بالمالِ: أَي ضَمِنَهُ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: كَفــيلٌ وكافِلٌ، وضَمينٌ وضامِنٌ بمَعنى واحدٍ، جمع كُفَّــلٌ، كرُكَّعٍ، هُوَ جَمعُ كافِلٍ، وكُفَــلاءُ، هُوَ جَمْعُ كَفــيلٍ، والأُنثى كَفــيلٌ أَيضاً، يُقَال فِي الجَمْعِ: كَفــيلٌ أَيضاً، كَمَا قيل فِي الجَمْعِ صديقٌ. وَقد كَفَــلَ بالرَّجُلِ كضرَبَ ونصَرَ وكَرُمَ وعَلِمَ كَفْــلاً وكُفــولاً وكَفــالَةً، وذكَرَ الأَخْفَشُ أَنَّهُ قُرِئَ: وكَفِــلَها زَكَرِيّا)
بِكَسْر الفاءِ. وتَــكَفَّــلَ بدَيْنِ غَريمِهِ تَــكَفُّــلاً كُلِّه: ضَمِنَه. وأَــكْفــلَه إيّاهُ، وكَفَّــلَه تَــكفــيلاً: ضَمَّنَه إيّاهُ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: أَــكْفَــلْتُ فُلاناً المالَ إكْفــالاً: إِذا ضَمَّنْتَهُ إيّاه، وكَفَــلَ بِهِ كُفــولاً وكَفْــلاً، والتَّــكْفــيلُ مثْلُه، وقولُه تَعَالَى: أَــكْفِــلْنِيها وعَزَّني فِي الخِطابِ، قَالَ الزَّجّاجُ: مَعناهُ اجْعَلْني أَنا أَــكْفَــلُها وانْزِلْ أَنتَ عَنْهَا.
والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ. أَيضاً: المُعاقِدُ المُعاهِدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنشدَ لخِداشِ بنِ زُهيرٍ:
(إِذا مَا أَصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غيثَهُمْ ... من النّاسِ إلاّ مُحرِمٌ أَو مُكافِلُ)
المُحرِمُ: المُسالِمُ، والمُكافِلُ: المُعاقِدُ المُحالِفُ، والــكَفــيلُ من هَذَا أُخِذَ. منَ المَجاز: اكْتَفَلَ بكَذا: إِذا ولاَّهُ كَفَــلَهُ، أَي جعلَه وراءَهُ، قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ، وتَقولُ اكْتَفَلْنا بالجَبَلِ، وبالوادي: أَي جُزْناهُ وجَعلناه من وَرَائِنَا، واكْتَفَلَ السّابقُ بالمُصَلِّي من ذَلِك. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: تــكَفَّــلَ بالشيءِ: أَلْزَمَه نفسَه، وأَزالَ عَنهُ الضَّيْعَةَ والذَّهابَ، عَن ابنِ الأَنبارِيِّ، قَالَ: مأْخُوذٌ من الــكِفْــلِ، وَهُوَ مَا يَحفَظُ الرّاكِبَ من خَلفِهِ. وَفِي حديثِ إبراهيمَ: لَا تَشرِبْ من ثُلْمَةِ الإناءِ وَلَا عُرْوَتِهِ فإنَّها كِفْــلُ الشَّيطانِ، أَي مَرْكَبُه ومَقعَدُه، أَي لِما يَكونُ فِي الثُّلْمَةِ من الأَوساخِ. والمَكافِلُ: جمعُ مُكْتَفَل، أَي الــكِفْــل من الأَكسِيَةِ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وَالْــكَفِــيل: الَّذِي لَا يَثبُتُ على ظَهر الدَّابّةِ. والاسمُ: الــكُفُــولَةُ، بالضَّمِّ. وَفِي حديثِ وَفدِ هَوازِنَ: وأَنتَ خَيرُ المَــكفــولينَ. يَعني رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ، أَي خيرُ مَن كُفِــلَ فِي صِغَرِهِ وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتّى نشأَ. وتَــكَفَّــلَ البعيرَ مثل اكْتفلَ، إِذا أَدارَ حولَ سَنامِهِ كِساءً ثُمَّ ركِبَهُ، وَمِنْه الحَدِيث: مُتَــكَفِّــلانِ على بعيرٍ. ويُقال: جاءَ مُتَــكَفِّــلاً حِماراً: إِذا حَلَّقَ ثَوْباً على ظهرِه وركِبَهُ. وباتَ كافِلاً: إِذا لَمْ يُصِبْ غَداءً وَلَا عَشاءً. وَقد كَفَــلَ كُفــولاً: أَكلَ خُبزاً كَفْــتاً، أَي بغيرِ إدامٍ. ورأَيتُهُ كِفْــلاً لِفُلانٍ، بالكسرِ أَي رَديفاً. واكْتَفَلَ بِهِ: ارْتَدَفَهُ.
وجعلَني كافِلَهُ: أَي القائمَ بِهِ، وَهُوَ مَجاز. وكفــل حارِس: من قُرى نابُلُسَ.
(كفــل) - في حديث ابنِ مَسْعود: "إني كائن فيهما كالــكِفْــلِ "
: أي الذي يكون في مؤَخّر الحرب، همتُهُ الفِرارُ. وهو كِفْــل: بَيَّن الــكُفــولَةِ.
كفــل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم قَالَ: يكره الشّرْب من ثُلْمَة الْإِنَاء وَمن عُرْوَته [قَالَ -] وَيُقَال إِنَّهَا كفــل الشَّيْطَان. [قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ -] الــكِفْــل أَصله الْمركب وَهُوَ أَن يدار الكساء حول سَنَام الْبَعِير ثمَّ يركب يُقَال مِنْهُ: اكتفَلتُ الْبَعِير. فَأَرَادَ إِبْرَاهِيم أَن العُروة والثُّلمة مركب الشَّيْطَان كَمَا أَن الــكِفْــل مركب للنَّاس. [وَمن هَذَا حَدِيث يرْوى مَرْفُوعا فِي الْعَاقِد شعره فِي الصَّلَاة: أَنه كفــل الشَّيْطَان حَدَّثَنِيهِ الْوَاقِدِيّ عَن ابْن جريج عَن المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي رَافع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. والــكفــل أيضافي غير هَذَا الْموضع هُوَ الَّذِي لَا يقدر على ركُوب الدوابَّ وَلَا أرى قَول عبد الله إِلَّا من هَذَا لَيْسَ من الأول قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن الْعَوام ابْن حَوْشَب قَالَ: بَلغنِي عَن ابْن مَسْعُود وَذكر فتْنَة فَقَالَ: إِنِّي كَائِن فِيهَا كالــكِفْــل آخذٌ مَا أعرف وتارك مَا أنكر. يَقُول: كَالرّجلِ الَّذِي لَا يقدر على الرّكُوب وَلَا النهوض فِي شَيْء فَهُوَ لَازم بَيته. ويجمع الــكفــل أكفــالا قَالَ الْأَعْشَى يمدح قوما: (الْخَفِيف غَيرُ مِيْل وَلاَ عَواوِيْرَ فِي الْهَيْجا ... وَلَا عُزَّل وَلَا أكفــالِ

والــكفــل أَيْضا ضِعْف الشَّيْء قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {يُؤْتِكُمْ كِفْــلَينِ منْ رَّحْمَتِه} وَيُقَال إِنَّه النَّصِيب وَذُو الــكفــل من الْــكفَــالَة] .

سكف

(س ك ف)

الأســكفــة، والأسكوفة: عتبَة الْبَيْت الَّتِي يُوطأ عَلَيْهَا.

وَجعله أَحْمد بن يحيى من: استــكف الشَّيْء: أَي تقبض، قَالَ ابْن جني: وَهَذَا أَمر لَا يُنَادي وليده.

والأســكف: منابت الأشفار.

وَقيل: شعر الْعين نَفسه، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وانشد:

تخيل عينا حالكاً أســكفــها ... لَا يعزب الْكحل السحيق ذرفها

قَوْله:

لَا يعزب الْكحل السحيق ذرفها

يَقُول: هَذَا خلقه فِيهَا وَلَا كحل ثمَّ، وذرفها: دمعها، وَأنْشد أَيْضا:

حوراء فِي أســكف عينيها وَطف

وَفِي الثنايا الْبيض من فِيهَا رهف الرهف: الرقة.

والسكيف، والأســكف، والأسكوف، والإسكاف، كُله: الصَّانِع أياًّ كَانَ.

وَخص بَعضهم بِهِ النجار، قَالَ:

لم يبْق إِلَّا منطق وأطراف

وبردتان وقميص هفهاف

وشعبتا ميس براها إسكاف

وحرفته: السكافة، والأســكفــة، الْأَخِيرَة نادرة، عَن الْفراء.
(ســكف)
الْبَاب أَو الْبَيْت ســكفــا اتخذ لَهُ أُسْــكُفَّــة وَيُقَال مَا ســكفــت الْبَاب مَا تعتبته
ســكف: ســكفّــة وجمعها ســكفّــات = أْسْــكُفَّــة (أبو الوليد ص775).
إسْكافّي: صانع الأحذية ومصلحها (بوشر).
إسْكافيّة: صنعة الإسكافي (بوشر) سكلابي قندس (حيوان) (بوشر)

ســكف


سَــكِفَ(n. ac. سَــكْف)
a. Put a door-post or a threshold to ( a door).
b. Trod upon a threshold.

سَــكَّفَــأَسْــكَفَ
IVa. Was a shoemaker.

تَسَــكَّفَa. see I
أَسْــكَفُa. see 28
سَاْــكِفa. Lintel, doorpost.

سِكَاْفَةa. Shoemaking, shoemaker's business.

سَكَّاْفa. Cobbler, shoemaker.

إِسْكَاف أُسْكُوْف
a. see 28
أُسْــكُفَّــة
a. Threshold.
س ك ف

هو إسكاف من الأساكفــة وهو الخزاز، وقيل: كل صانع. قال:

وشعبتا ميس براها إسكاف

وما وطئت أســكفــة بابه، وما تســكفــت بابه، ووالله لا أتســكف له بيتاً.

ومن المجاز: وقفت الدمعة على أســكفــة عينه أي على جفنها الأسفل.
ســكف
الأُسْــكُفَّــةُ: عَتَبَةُ الباب. وما سَــكِفْــتُ بابَ فلانٍ: أي ما تَعَتَّبْته. وقيل: أُسْكُوْفَةُ البابِ. والإسْكَافُ: مَصْدَرُه السكَافَةُ، ولا فِعْلَ له، ويقال: أُسْكُوْفٌ وسَيْــكَفٌ وسَكّاف، وقيل: هو الخَرّاز. وكُل صانِع عندهم إسْكافٌ. وهو في قَوْلِ ابن مُقْبِلٍ:
يَمُجُّها أصْهَبُ الإسْكافِ
يَعْني حُمْرَةَ الخَمْرِ.
ســكف
إسكاف [مفرد]: ج أساكِفَــة: صانع الأحذية ومُصْلِحها "بيت الإسكاف فيه من كلّ جلد رقعة [مثل] ". 

إسكافيّ [مفرد]: ج أساكِفَــة: إسْكاف، صانع الأحذية ومُصْلِحها. 

سِكافة [مفرد]: حرفة الإسْكاف. 
س ك ف : الْإِسْكَافُ الْخَرَّازُ وَالْجَمْعُ أَسَاكِفَــةٌ وَيُقَالُ هُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ صَانِعٍ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَسْــكَفَ الرَّجُلُ إسْكَافًا مِثْلُ: أَكْرَمَ إكْرَامًا إذَا صَارَ إسْكَافًا وَأُسْــكُفَّــةُ الْبَابِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ عَتَبَتُهُ الْعُلْيَا وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي السُّفْلَى وَاقْتَصَرَ فِي التَّهْذِيب وَمُخْتَصَرِ الْعَيْنِ عَلَيْهَا فَقَالَ الْأُسْــكُفَّــةُ عَتَبَةُ الْبَابِ الَّتِي يُوطَأُ عَلَيْهَا وَالْجَمْعُ أُسْــكُفَّــاتٌ. 
[ســكف] الإسْكافُ: واحدُ الأساكِفَــةِ. والأُسْكوفُ لغة فيه وقول الشماخ: لم يبق إلا منطق وأطراف وشعبتا ميس براها إسكاف إنما هو على التوهم، كما قال آخر :

لم تدر ما نسج اليرندج * وقال آخر :

ولم تذق من البقول فستقا * قال آخر :

كأحمر عاد * وقال آخر: " جائف القرعة أصنع "، حسب أن القرعة معمولة. وقول من قال: كل صانع عند العرب إسكاف، فغير معروف. وأســكفــة الباب: عتبته.
س ك ف: (الْإِسْكَافُ) وَاحِدُ (الْأَسَاكِفَــةِ) وَ (الْأُسْكُوفُ) لُغَةٌ فِيهِ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: كُلُّ صَانِعٍ عِنْدَ الْعَرَبِ إِسْكَافٌ فَغَيْرُ مَعْرُوفٍ. وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ:

وَشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إِسْكَافْ
إِنَّمَا عَلَى التَّوَهُّمِ كَمَا قَالَ آخَرُ:

وَلَمْ تَذُقْ مِنَ الْبُقُولِ فُسْتُقَا
وَ (أُسْــكُفَّــةُ) الْبَابِ عَتَبَتُهُ. 

ســكف

1 مَا سَــكِفْــتُ البَابَ, (Ibn-'Abbád, K, TA,) and بَابَهُ, (TA in art, عتب,) aor. ـَ (K,) I did not tread, or have not trodden, upon the threshold of the door, (Ibn-'Abbád, K, TA,) and of his door; (TA;) as also ↓ ما تَسَــكَّفْــتُهُ: (K:) and لَهُ بَابًا ↓ لَا أَتَسَــكَّفُ [I will not tread upon the threshold of a door of his; or] I will not enter a house, or chamber, of his. (Z, TA.) 4 اســكف, (inf. n. إِسْكَافٌ, Msb,) He was, or became, an إِسْكَاف [q. v. infrà]. (IAar, T, Msb, K.) 5 تَسَــكَّفَ see 1, in two places.

سِكَافَةٌ The craft, or handicraft, of the إِسْكَاف [q. v.]: (K:) termed by Lth an inf. n., the source of الإِسْكَافُ, having no [unaugmented] verb. (TA.) سَكَّافٌ: see إِسْكَافٌ.

سَاكِفٌ The lintel of a door, in which turns the صَائِر, (O, K, TA,) this latter word meaning [the upper and] the lower extremity of the door, the upper of which turns [in a socket in the lintel, and the lower in a socket in the threshold]: so says En-Nadr. (O, TA. [The explanation of صَائِرٌ in the O seems to have been mutilated by a copyist, and requires the additions which I have made, according to modern usage.]) سَيْــكَفٌ: see إِسْكَافٌ.

أَسْــكَفٌ: see إِسْكَافٌ, in two places.

أُسْــكُفُّ العَيْنَيْنِ The parts on which grow the eyelashes of the two eyes: (IAar, K:) or the lower eyelids. (Z, K.) أُسْــكُفَّــةٌ The threshold of a door, (S, O, K,) upon which one treads; (O, K;) as also ↓ أُسْكُوفَةٌ: (TA:) or the lintel of a door: and sometimes [or rather almost universally] used in the former sense, which is the only meaning mentioned in the T [and] in the Abridgment of the 'Eyn [and in most other lexicons]: pl, اسكاف [app. أَسْكَافٌ, and, if so, anomalous]. (Msb.) A2: Also The خرقة [i. e. خِرْقَة, or rag, or ragged garment, or perhaps it is a mistranscription for حِرْفَة, i. e. craft, or handicraft, like سِكَافَةٌ,] of the إِسْكَاف: extr.: on the authority of Fr. (TA.) إِسْكَافٌ (Sh, S, M, Msb, K, &c.) and ↓ أُسْكُوفٌ (Sh, S, M, K) and ↓ أَسْــكَفٌ and ↓ سَكَّافٌ and ↓ سَيْــكَفٌ (K) A maker of boots, (Sh, Msb, K,) or of shoes or sandals; (MA;) or a sewer of boots &c.: (Msb;) or the first word, (Msb, K, TA,) as used by the Arabs [of the desert], (Msb, TA,) any artificer, or artisan, (Msb, K, TA,) thus expl. in the M, and so its three [perhaps a mistake for four] dial. vars., but said by J [in the S] to be a meaning not known, (TA,) except the maker of boots, for he is called ↓ أَسْــكَفٌ, (K, TA,) i. e. when they mean such as is called إِسْكَافٌ in the cities or towns or villages: (TA:) or a carpenter; (K;) in which sense it is used by Esh-Shemmákh, but J says, [in the S,] only on the ground of supposition; (TA;) and any handicraftsman who works with an iron tool: (AA, K, * TA:) pl. أَسَاكِفَــةٌ (S, Msb, TA) [and أَسَاكِيفُ]. b2: Also the first word, Skilful with an affair. (O, K.) Sh says, I heard El-Fak'asee say, إِنَّكَ لإِسْكَافٌ بِهٰذَا الأَمْرِ, meaning Verily thou art skilful with this affair. (O.) A2: Accord. to Ibn-'Abbád, الإِسْكَافُ is also used (O, K) by Ibn-Mukbil (O) as meaning The redness of wine: but this is a mistranscription, (O, K,) and a perversion of the meaning: (O:) the right word is الإِسْكَاب. (O, K.) أَسْكُوفٌ: see the next preceding paragraph.

أُسْكُوفَةٌ: see أُسْــكُفَّــةٌ.
ســكف
الإسْكَاف: واحد الأساكِفَــةِ، وفيه لغات: إسكاف وأُسْكُوْفٌ وأسْــكَفٌ وسَكّافٌ وسَيْــكَفٌ. قول الشماخ:
وشُعْبتا ميسٍ براها إسْكَافْ
إنما هو على التَّوَهُّم، كقول عمرو بن أحمر الباهلي:
لم تدر ما نَسْجُ اليرندج قَبْلَهُ ... وقضابُ أعوَصَ دارسٍ متجدد
ويروى: " ودِرَاسُ " " ومِرَاسُ ". وكقول أبي نُخُيْلَةَ السعدي:
ولم تذق من البقول فُسْتُقاً
وكقول زهير بن أبي سلمى:
فتنتج لكم غِلمان أشْأمَ كلهم ... كأحمر عادٍ ثم تُرضِع فتفطم
وقال:
جائف القرع أصنع
حسب أن القرع معمول. وقول من قال: كل صانع عند العرب إسْكَافٌ؛ غير معروف.
وقال ابن الأعرابي: الإسكاف عند العرب كل صانع غير من يعمل الخِفَافَ، قال: فإذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر قالوا: هو الأسْــكَفُ، وأنشد:
وضع الأسْــكَفُ فيه رُقَعاً ... مثل ما ضَمَّدَ جنبيه الطحل
وقال شمر: رجل إسْكافٌ وأُسْكُوْفٌ: للخَفّافِ.
وقال أبو عمرو الشيباني: الاسْكَافُ النجار، قال: وكل صانع بيده بحديدةٍ فهو أسْكَافٌ.
وقال شمر: سمعت الفقعسي يقول: إنك لإسكافٌ بهذا الأمر: أي حاذق، وأنشد:
حتى طويناها كطي الإسْكافْ
وقال ابن عبّاد: الإسْكافُ في قول ابن مُقبِل: يمجها أصهب الإسْكافِ.
يعني حُمرة الخمر. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف في اللفظ وتحريف في المعنى، وسياق البيت:
يَمُجُّها أكلف الإسكاب وافقه ... أيدي الهَبَانِيْقِ بالمثناة مَعْكُوْمُ
أكلف: اسود، والإسْكابُ والإسْكابَةُ: عود يدور فيجعل في مكان يتخوف فيه الخرق من الزِّقِّ ثم يُشَدُّ حتى لا يخرج منه شيء.
وقال الليث: الإسْكافُ حرفته السِّكَافَةُ، ولا فعل له.
والأُسْــكُفَّــةُ: عتبة الباب التي يوطأ عليها، وفي الحديث: أن امرأةً جاءت عمر - رضي الله عنه - فقالت: إن زوجي خرج من أُسْــكُفَّــةِ الباب فلم أُحِسَّ له ذِكراً.
وقال النضر: أُسْــكَّفُــة الباب: عتبتها التي توطأ، والسّاكِفُ: أعلاه الذي يدور فيه الصّائر، والصّائر: أسفل طرف الباب الذي يدور أعلاه.
وقال ابن الأعرابي في قوله:
حوراء في أُسْــكُفِّ عينيها وَطَفْ
أُسْــكُفُّــهما: منابت أهدابهما، وقال:
يُحِيْلُ عيناً حالكاً أُسْــكُفُّــها
وقال ابن عبّاد: يقال ما سَــكِفْــتُ باب فلان: أي ما تعَتَّبْتُ. وقال أبو سعيد: يقال لا أتَسَــكَّفُ لك بيتاً؛ من الأُسْــكُفَّــةِ.

ســكف: الأُسْــكُفّــةُ والأَسْكُوفةُ: عَتَبةُ البابِ التي يُوطَأُ عليها،

والسَّاكِفُ أَعلاه الذي يَدُورُ فيه الصائرُ، والصائرُ أَسْفَلُ طَرَفِ

البابِ الذي يَدُور أَعلاه؛ وأَنشد ابن بري لجرير أَو الفرزدق، والشكُّ

منه:

ما بالُ لَوْمِكَها وجِئْتَ تَعْتِلُها،

حتى اقْتَحَمْتَ بها أُسْــكُفَّــةَ البابِ

كِلاهما حِينَ جَدَّ الجَرْيُ بينهما

قد أَقْلَعا، وكِلا أَنْفَيْهِما رابي

(* هذان البيتان للفرزدق، قالهما في أم غيلان بنت جرير، وكان جرير

زوّجها الأبلق الأسدي.) وجعله أَحمد بن يحيى من اسْتَــكَفَّ الشيءُ أَي

انْقبَض.قال ابن جني: وهذا أَمْرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه. أَبو سعيد: يقال لا

أَتَسَــكَّفُ لك بيتاً مأْخوذ من الأَسْــكُفّــةِ أَي لا أَدخل له بيتاً.

والأُسْــكُفُّ: مَنابِتُ الأَشْفار، وقيل: شعر العين نفسُه؛ الأَخيرة عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

تُخِيلُ عَيْناً حالِكاً أُسْــكُفُّــها،

لا يُعْزِبُ الكحلَ السَّحِيقَ ذَرْفُها

أُســكفــها: منابتُ أَشفارها، وقوله لا يُعزبُ الكحلَ السحيق ذَرْفُها

يقول: هذا خِلْقة فيها ولا كُحْل ثَمّ، وذَرْفُها: دَمْعُها؛ وأَنشد

أَيضاً:حَوْراء، في أَُسْــكُفِّ عَيْنَيها وَطَفْ،

وفي الثَّنايا البِيض منْ فِيها رَهَفْ

الرَّهَفُ: الرقة. الجوهري: الإسكافُ واحد الأَساكِفــةِ. ابن سيده:

والسَّيْــكَفُ والأَســكَفُ والأُسْكُوفُ والإسكافُ كله الصانعُ، أَيّاً كان،

وخصَّ بعضهم به النَّجّارَ؛ قال:

لم يَبْقَ إلا مِنْطَقٌ وأَطْرافْ،

وبُرْدَتانِ وقَمِيصٌ هَفْهافْ،

وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ

المِنْطَقُ والنِّطاقُ واحد، ويروى مَنْطِقٌ، بفتح الميم، يريد كلامه

ولسانه، وأَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ، وجعلُ النجّارِ إسْكافاً على

التوهم، أَراد براها النَّجار؛ كما قال ابن أَحمر:

لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها،

ودِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ

اليرندج: الجِلد الأَسود يُعْمَلُ منه الخِفافُ، وظنّ ابن أَحمر أَنه

يُنْسَج، وأَراد أَنها غِرَّة نشأَت في نَعْمة، ولم تَدْرِ عَوِيصَ الكلام،

وقال الأَصمعي: يقول خَدَعْتها بكلامَ حسن كأَنه أَرَنْدَجٌ منسوج،

وقوله دارِس متخدد أَي يَغْمَضُ أَحْياناً ويظهر أَحياناً؛ وقال أَبو

نخيلة:بَرِّيّة لم تأْكلِ المُرَقّقا،

ولم تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا

(* قوله «برية» المشهور: جارية.)

وقال زهير:

فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشأَم، كلُّهُمْ

كأَحْمَرِ عاد ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

وقال آخر:

جائِفُ القَرْعة أَصْنَع

حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ؛ قال ابن بري: هذا مثل يقال لمن عَمِلَ

عملاً وظنَّ أَنه لا يَصْنع أَحد مِثْله، فيقال: جائفُ القرعةِ أَصنعُ

منكَ، وحِرْفةُ الإسْكافِ السِّكافةُ والأُسْــكُفّــةُ؛ الأَخيرة نادرة عن

الفراء.الليث: الإسْكاف مصدره السِّكافةُ، ولا فِعْل له، ابن الأَعرابي:

أَسْــكَفَ الرجلُ إذا صار إسْكافاً. والإسكافُ عند العرب: كلُّ صانعٍ غيرِ مَن

يعمل الخِفاف، فإذا أَرادوا معنى الإسكاف في الحضَر قالوا هو

الأَسْــكَفُ؛ وأَنشد:

وَضَعَ الأَسْــكَفُ فيه رُقَعاً،

مِثْلَ ما ضَمّدَ جَنْبَيْه الطَّحَلْ

قال الجوهري: قولُ من قال كلُّ صانع عند العرب إسْكافٌ غير معروف؛ قال

ابن بري: وقول الأَعشى:

أَرَنْدَج إسْكاف خطا

(* هكذا بالأصل.)

خطأٌ. قال شمر: سمعت ابن الفَقْعَسيّ يقول: إنك لإسْكافٌ بهذا الأَمر

أَي حاذِقٌ؛ وأَنشد يصف بئراً:

حتى طَوَيْناها كَطَيِّ الإسْكافْ

قال: والإسْكافُ الحاذِقُ، قال: ويقال رجل إسْكافٌ وأُسْكُوف للخَفّاف.

ســكف
الأَسْــكَفُ، بِالفَتْحِ على أَفعَل، والإِسْكَافُ، بِالكَسْرِ، والأُسْكُوفُ، بِالضِّمِّ، واقْتَصَرَ عَلَيْهَما الجَوْهَرِيُّ. والسَّكَّافُ، كَشَدَّادٍ، والسَّيْــكَفُ، كَصَيْقَلٍ، لُغَاتٌ أَرْبَعَةٌ: الخَفَّافُ وجَمْعُ الإِسْكَافِ: الأَسَاكِفَــةُ. أَو الإِسْكَافُ عندَ العَرَبِ: كُلُّ صَانِعٍ سِوَى الخَفَّافِ، فَإِنَّهُ الأَسْــكَفُ، كأَحْمَد، وَذَلِكَ إِذا أَرادُوا مَعْنَى الإِسْكَافِ فِي الحَضَرِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(وَضَعَ الأَسْــكَفُ فِيهِ رُقَعاً ... مِثْلَ مَا ضَمَّدَ جَنْبَيْهِ الطَّحِلْ)
وَقَالَ شَمِرٌ: رَجُلٌ إِسْكَافٌ، وأُسْكُوفٌ: لِلْخَفَّافِ. أَو الإِسْكَافُ: النَّجَّارُ، قَالَهُ أَبو عمروٍ، وَفِي المُحْكَمِ: الإِسْكَافُ، وَكَذَا لُغَاتُهُ الثَّلاثةُ: الصَّانِعُ أَيَّا كَانَ، وخَصَّ بعضهُمْ بِهِ النَّجَّارَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشَّمَّاخِ: لَمْ يَبْقَ إلاَّ مِنْطَقٌ وأَطْرَافْ وبُرْدَتَانِ وقَمِيصٌ هَفْهَافْ وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إِسْكَافْ قَالَ: جَعَلَ النَّجَّارَ إسْكَافاً على التَّوَهُّمِ، أَرَادَ: بَرَاهَا النَّجَّارُ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَوْلُ مَن قَالَ كُلُّ صَانِعٍ عندَ العَربِ إِسْكَافٌ، فغَيْرُ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ أَبو عمروٍ:)
وكُلُّ صَانِعٍ بيَدِهِ بِحَدِيدَةٍ إسْكَافٌ، قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الإِسْكَافُ فِي قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ:) يَمُجُّهَا أَصْهَبُ الإِسْكَافِ (.
يَعْنِي حُمْرَة الخَمْرِ، أَو هَذِه مِن تَصْحِيفِ ابنِ عَبَّادٍ فِي اللَّفْظِ، وتَحْرِيفٍ فِي المَعْنَى، وصَوَابُهُ بالبَاءِ المُوَحَّدَةُ وسياقُ البيتِ:
(يَمُجُّها أكُلُّفُ الإسْكَابِ وَافَقَهُ ... أيْدِي الهَبَانِيقِ بِالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ)
أكُلُّفُ: أسْوَدُ، والإِسْكَابُ والإِسْكَابَةُ: عُودٌ يُدَوَّرُ، فيُجْعَلُ فِي مَكانٍ يُتَخَوَّفُ فِيهِ الخَرْقُ مِن الزِّقِّ، ثمَّ يُشَدُّ حَتَّى لَا يَخرُجَ مِنْهُ شَيءٌ، حَقَّقَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ. إِسْكَافُ بَنِي الجُنَيْدِ: مَوْضِعَانِ: أَعْلَى، وأَسْفَلُ، بِنَوَاحِي النَّهْرَوَانِ، مِن عَمَلِ بَغْدَادَ، كَانَ بَنُو الجُنَيْدِ رُؤَسَاءَ هَذِه النَّاحِيَةِ، وَكَانَ فيهم كَرَمٌ ونَبَاهَةٌ، فعُرِفَ المَوْضِعُ بهم، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِاَ عُلَمَاءُ، وطَائِفَةٌ كثيرةٌ مِن الكُتَّابِ والمُحَدِّثِين، لم يَتَمَيَّزُوا لنا قَالَ ياقُوتُ: وَهَاتَانِ النَّاحِيَتَانِ الآنَ خَرَابٌ بِخَرَابِ النَّهْرَوانِ مُنْذُ أَيَّامِ الملُوكِ السَّلْجُوقِيَّةِ، انْسَدَّ نَهْرُ النَّهْرَوانِ، واشْتَغَل المُلُوكُ عَن إِصْلاحِه وحَفْرِه باختِلافِهم، وتَطَرَّقَها عَسَاكِرُهم، فخَرِبَتُ الكُورَةُ بأَجْمَعِها. ومِمَّن يُنْسَب إِليها: أَبو بكرٍ محمدُ بنُ محمدٍ الإِسْكَافِيُّ، مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ، ثِقَةٌ.
وأَبو الفضلِ رِزْقُ بنُ مُوَسى الإسْكَافِيُّ، مِن شُيُوخِ البَاغَنْدِيِّ، وَالْقَاضِي المَحَامِلِيِّ، ثِقَةٌ.
وأَبو جَعْفَر محمدُبنُ عبدِ اللهِ الإسْكَافِيُّ، أَحَدُ المُتَكُلُّمِين مِن المُعْتَزِلَةِ، ماتَ سنةَ.
وَأَبُو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ هارونَ الإسْكَافِيُّ مِن شُيُوخِ الدَّارَ قُطْنِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ بإِسْكَافَ.
ومحمدُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ الإسْكَافِيُّ، رَوَى عَنهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ.
وغيرُ هؤلاءِ مَذْكُورون فِي تَارِيخ بَغْدَاد.
والإسْكَافُ: الْحَاذِقُ بِالأَمْرِ، نَقَلَهُ شَمِرٌ عَن الفَقْعَسِيِّ سَماعاً، وأنْشَدَ: حَتَّى طَوَيْنَاهَا كَطَيِّ الإِسْكَافْ وحِرَفْتُهُ: السِكَافَةُ، كَكِتَابَةٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِسْكَافُ مَصْدَرُه السِّكَافَةُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ.
الإِسْكَافُ: لَقَبُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بن عَلِيٍّ الإِسْفَرَايِنِيِّ أَحَدِ المُتَكُلُّمِين.
والأُسْــكُفَّــةُ، كَطُرْطُبَّةٍ: خَشَبَةُ الْبَابِ الَّتِي يُوطَأُ عَلَيْهَا، وَهِي العَتَبَةُ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ امْرَأَةً جاءَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فقالتْ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ مِن أُسْــكُفَّــةِ الْبَابِ، فَلم أُحِسَّ لَهُ ذِكْراً.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وجَعَلَهُ أحمدُ بنُ يحيى: مِن اسْتَــكَفَّ الشَّيْءُ، أَي: انْقَبَضَ، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَهَذَا) أَمْرٌ لَا يُنَادَي عَلَيْهِ وَلِيدُهُ.
قَالَ النَّضْرُ: السَّاكِفُ: أَعْلاَهُ الَّذِي يَدُورُ فِيهِ الصَّائِرُ والصَّائِرُ: أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الَّذِي يَدُورُ أَعْلاهُ، كَمَا تقدَّم. مِن المَجَازِ: وَقَفَتِ الدَّمْعةَ علَى أُسْــكُفَّــةِ العَيْنِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أُسْــكُفُّ الْعَيْنَيْن: مَنَابِتُ أَهْدَابِهِمَا. وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ: حَوْرَاء فِي أُسْــكُفِّ عَيْنَيْهَا وَطَفْ وَفِي الثَّنَايَا الْبِيضِ مِنْ فِيهَا رَهَفْ أَو جَفْنُهُمَا الأَسْفَلُ، كَمَا قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعرِ: تُجِيلُ عَيْناً حَالِكاً أُسْــكُفُّــهَا لَا يُعْزِبُ الكُحْلَ السَّحِيقَ ذَرْفُهَا قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: يُقَال: مَا سَــكِفْــتُ الْبَابَ، كَسَمِعْتُ: أَي مَا تَعَتَّبْتُهُ، وَهُوَ مِثْل قَوْلِهم: مَا وَطِئْتُ أُسْــكُفَّــهَ بَابِهِ، كَمَا تَسَــكَّفْــتُهُ، أَي مَا وَطِئْتُ لَهُ أُسْــكُفَّــةً، قَالَهُ أَبُو سعيدٍ، وَكَذَا لَا أَتَسَــكَّفُ لَهُ بَاباً: أَي لَا أَدْخُلُ لَهُ بَيْتاً، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ.
وأسْــكَفَ الرَّجُلُ: صَارَ إسْكَافاً، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الأُسْكُوفَةُ، بالضَّمِّ: عَتَبَةُ الْبَابِ الَّتِي يُوطَأُ عَلَيْهَا.
والأُسْــكُفَّــةُ، بالضَّمِّ خِرْقَةُ الإِسْكَافِ، نَادِرَةٌ عَن الفَرّاءِ.

وَكَفَ

(وَــكَفَ)
(هـ) فِيهِ «مَن مَنَحَ مِنْحَةً وَكُوفاً» . أَيْ غَزِيرةَ اللّبَن.
وَقِيلَ: الَّتِي لَا ينْقَطع لَبنُها سَنَتَهَا جَمِيعَها، وهُو مِن وَــكَفَ البَيْتُ والدَّمْعُ، إِذَا تَقَاطَر.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ تَوَضَّأ واسْتَوْــكَفَ ثَلَاثًا» أَيِ اسْتَقْطَر المَاءَ وصَبَّهُ عَلَى يَدَيْه ثلاثَ مَرَّاتٍ، وبَالَغ حتَّى وَــكَفَ منهُما الماءُ.
(هـ) وَفِيهِ «خِيارُ الشُّهَداء عِنْدَ اللَّه أصحابُ الوَــكَف، قِيلَ: ومَن أصحابُ الْوَــكَفِ؟ قَالَ:
قَوْمٌ تُــكْفَــأُ مَراكِبُهُم عَلَيْهِمْ فِي البَحْر» الْوَــكَفُ فِي البَيْت: مثْل الجَناح يَكُونُ عَلَيْهِ الكَنيف.
وَالْمَعْنَى أَنَّ مراكِبَهُم انْقَلَبَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ فَوْقَهُم مثْل أَوْكَافِ البيُوت. وأصلُ»
الْوَــكَفِ فِي اللُّغَةِ:
المَيْلُ والجَوْر.
(هـ) وَفِيهِ «لَيَخْرُجَنَّ ناسٌ مِنْ قُبورِهم عَلَى صُورةِ القِرَدَة، بِمَا داهَنوا أهلَ المَعاصِي، ثُمَّ وَــكَفُــوا عَنْ عِلْمِهم وَهُمْ يَسْتَطيعون» أَيْ قَصَّرُوا ونَقَصوا. يُقَالُ: مَا عليك من ذلك وَــكَفٌ:
أي نَقْصٌ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «البَخيل فِي غَير وَــكَفٍ» وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الْوَــكَفُ: الوُقُوع فِي المَأثَم والعَيْب. وَقَدْ وَــكِفَ يَوْــكَفُ وَــكَفــاً، وَهُوَ مِنْ وَــكَفَ المَطَرُ، إِذَا وَقَع» وتَوَــكَّفَ الخبَرَ إِذَا انْتَظَر وَــكْفَــه: أَيْ وقُوعَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَير «أهلُ القُبور يَتَوَــكَّفُــونَ الأخْبارَ» أَيْ يَتَوقَّعُونها، فَإِذَا ماتَ الميّتُ سَأَلُوهُ: مَا فَعل فلانٌ، وَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟

كفى

كفــى
كَفــى يَــكْفــي كِفَــايَةً: إذا قامَ بالأمْرِ. واسْتَــكْفَــيْتُه أمْراً فــكَفَــاني.
ورَأيْتُ رَجُلاً كافِيَكَ من رَجُلٍ وللاثْنَيْن: كافِيَيْكَ وللجميع: كافِيْكَ من رِجَالٍ، معناه: كَفَــاكَ به رَجُلاً.
وكَفْــيُكَ دِرْهَمٌ: أي حَسْبُكَ.
والــكُفــى: الأقْوَاتُ، الواحِدَةُ كفْــيَةٌ، وهي من الــكِفَــايَة أيضاً.
ويُقال للأرض إذا أصابَها مَطَرٌ على مَطَرٍ: أصابَها كَفِــيٌّ على كَفِــيٍّ.
وقد تَــكَفّــى في النَباتِ: أي تَعَقَرَ.
وبَيْعُ الــكِفَــايَةِ: هو أنْ يكونَ لي على رَجُل خَمْسَةُ دَرَاهِمَ واشْتَري منكَ شيئاً بخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فأقُوْل لكَ: خُذْ منه خمسةَ دَراهم. وفي الحديث: " ألْقى إلينا حَقْوَه بَعْدَ بَيْع الــكِفَــايَة ".
كفــى:
يرمز به في طيبة النشر في القراءات العشر إلى أهل الكوفة، وهم: عاصم ابن أبي النجود (ت 127 هـ) وحمزة الزَّيَّات (ت 156 هـ) والكسائي (ت 189 هـ) وخلف البزار (ت 229 هـ).
[كفــى] كفــاه مؤنته كفــاية.

= فبات لنا منها وللضيف موهنا * شواء سمين زاهق وغبوق في المختار: قلت لا حاجة إلى ما ذهب إليه الفراء من التأويل، وهو على حقيقته، ومعناه المكتسى. (*) وكفــاك الشئ يــكفــيك، واكتفيت به. واستــكفــيته الشئ فــكفــانيه. وكافيته من المكافاة. ورجوت مَكافاتَكَ، أي كِفــايَتَكَ. ورجلٌ كاف وكفــى، مثل سالم وسليم. وهذا رجل كافيك من رجلٌ، ورجلان كافِياكَ من رَجُلَيْنِ، ورجالٌ كافوكَ من رجال. وكَفْــيُكَ بتسكين الفاء، أي حسبك. والــكفــية بالضم: القوت ; والجمع الــكفــى. وقال: ومختبط لم يلق من دوننا كفــى * وذات رضيع لم ينمها رضيعها
كفــى: وفي فلاناً في مقابل ... فوّضه خسارة شيء، وهي كافأ لدى (هيلو) وعوّض (ساسي كرست 2، 135؛ ابن 85 طبعه شديوز).
كفــى: كفــى فلاناً مئونَته جعلها كافية له. أي قام بها دونه فأغناه عن القيام بها أو كفــاه مؤونة الشيء أو الشخص أي أراحه وخلصه من شخص أزعجه أو حل محلّه في النهوض بعبء قضية كانت تقلقه. ففي كليلة ودمنة (4:45): سقط عنه النظر في أمور الأعداء بما قد كفــاه ذلك بيدبا. وفي (حيان: بسام 4:3) أمن أهل البلد من مقته وكفــاهم الله أمره. وفي البكري 119 أنا أكفــيك خبره أي (أنا أستنفدك منه) (المارودي 144، 350، 7، بربرية، 1، 361 وفي المبني للمجهول ورد في الأغاني، 31 لو شئتَ كنتُ كُفــيتُ بنفسك الطلبَ من غيرك وفي (المقري 1، 490، 15): حين ألحَّ الأمير هشام على زياد لكي يتولى منصب القضاء هرب زياد فصاح الأمير: ليت الناس كلهم كزياد حنى أُــكْفــيَ أهل الرغبة في الدنيا وفي رياض لبنفوس: احنجز أحد الحكام متاع أحد مسافرين فذهب هذا إلى أحد أهل الدين وطلب منه أن يدعو الله في رد متاعه فقال له، بعد أن استمع إلى شكواه، اذهب كفــيت إن شاء الله تعالى أي اذهب فستنجو من همومك وقد حدث أن أعيدت إليه أمتعته وفي رواية أخرى قال رجل الدين انصرف لعل الله يــكفــيك أمره. وجاء في (معجم بوشر) كفــاه شر الشيء؛ اكفــينا شرك؛ كفــاه شرّه: احترم، وفرّ، اقتصد، لم يؤذ، لم يفسد، لم يلتف.
كفــى: حافظ على، وقى، تعهد، رعى، غذّى، أطعم، دام بحالة سليمة (بوشر).
كفــى: جهّز (هلو).
كافأه: عن هديته (حيان 71).
كافأ: جازى، أثاب (هلو) (بدرون 228) (حيان 76: وقدمه إلى خطة الوزارة مكانه تعجيلاً لمكافأته).
تكافأ: (بدلاً من كفــأ) عند الحديث عن شخصين يعملان الشيء نفسه (ألف ليلة 40:1).
إن عدِت عدنا وإن وافيتِ وافينا ... وإن هجرتِ فإنّ قد تكافينا
كوفئ: أثيب وجُزي.
انــكفــأ: تصحيف كفــأ (ميهرن بلاغة 33).
اكتفى: أشبع، شفى غليله (فريتاج كرست 49، 7).
اكتفىب: ارتضى (بوشر).
اكتفى عن ما عادت بي حاجة إلى ... (كاترمير 1847 ص479 الذي لاحظ وجوب أن نقرأ الكلمة على هذا النحو عند كارتاس): 3، 801.
اكتفينا مئونته: وفّر علينا العناء (بوشر).
اكتفى: صدّق على، أمر (هلو). استــكفــاه الأمر: طلب منه لن يخلصه من أمر أقلقه (رياض النفوس: وأخذ يستعيذ بالله تعالى ويستــكفــيه شرّه وضرَّه وفيها وشكر الله على ما كفــاه منه.
استــكفــاه الأمر: تخلّص منه (فريتاج 6:62) وأطلق الأسرى من الداوية الذين كانوا بحلب استــكفــاءً لشرهم. إن تعبير استــكفــاه الأمر يعني أيضاً: ألقى إليه مقاليد، فوّض أمره إلى، فوّض إليه مراقبة أو الترتيب أو تنظيم، أو تدبير أمرٍ ما (ففي أخبار مجموعة من كتب مجهولة ص2:124: وكان له قاضٍ قد استكافه أمور رعيته لفضله وزهده وورعه).
وفي مقدورنا ذكر استــكفــاه وحدها (عباد 1:51): إلى أن أوكل أمره إلى أحد اليهود واستــكفــاه. وهناك أيضاً تعبير استــكفــى به الأمر (ويجرز 12:30، البربرية 1، 375) وهنا أيضاً نستطيع الحذف والإيجاز ونقول استــكفــى به (دي ساسي كرست 13:11) ويبدو أن (فريتاج) كان له رأيه في العبارة الأخيرة حين أضاف إليها حرف الباء ب " Summum fiduciam posuit in aliquo c. p''.
عدم كفــاة: نقص، تقصير (بوشر).
كفــاية، أجرى له كفــايته: خصص له مبلغاً كافياً من المال ينفق منه (ابن بطوطة 3، 47. معجم التنبيه).
كفــاية: يسر، رخاء، العيش في بحبوحة (مقديسي 33، 1، ياقوت 3، 881) وربما قد وردت بهذا المعنى في (2، 256، 20 عند Goeje) .
فرض على الــكفــاية: فرض ديني ملزم لمتناولي القربان كافة (انظر لين في مادة فرض) (وانظر معجم التنبيه، والبيضاوي 1، 18، 2). قتل الفعلة بالــكفــاية: (قتل العمال جملةً، بكاملهم جمعهم) (معجم البلاذري 292، 2) إن تعبير بالــكفــاية يعني أيضاً: حساباً كاملا (أي بلا كسر) أو المجموع العام (ياقوت 3 1: 838: والخراج ثلاثة وثلاثون ألف ألف درهم بالــكفــاية (988:4:3) ( de Goege) .
كفــاية: قدرة، ذكاء، مهارة، اختصاص، نبوغ (بوشر) ويكتبها فخري دائماً: (في الآداب السلطانية) كفــاءة (ص179:10133، 2؛ 207، 2؛ 215، 7) وهي تعني: جدارة، مزية، قيمة (في معجم الطرائف ومعجم التنبيه وأخبار 119، 9 وحيان 18): وأرسل رأسه إلى ابن حفصون فأنفذه ابن حفصون إلى الأمير عبد الله بقرطبة مستحمداً إليه كفــاية شأنه (أبار 142، 9 بسام 2، 12) في معرض حديثه عن شخص قد ولي منصب القضاء: فمهد لذلك جانباً من كفــايته، واحتسب فيه جزءً من عمايته) (البيان 6:284:1 البربرية 1، 147، 3؛ 1: 361، 395؛ 2؛ 432؛ 8: 500 ابن الخطيب 64): فبعثه رسولاً ثقة بكايته (ألف ليلة برسل 353:12، 4؛ فالتون 33، 13 ويبدو أن هذه الكلمة تعني المعنى المتقدم نفسه على نحو عام دون أن تقتصر على الــكفــاية الإدارية التي هي مراد الناشر؛ هو كفــاية كل شيء: قادر على كل شيء (بوشر).
كفــاة: حماية:، حفظ. وهي مرادف وقاية (عباد 3، 109، 3) وأسَلُ الله أن يجعلك في حيّز الــكفــاية، وجانب الوقاية.
كفــاية: سهر الإنسان على شرفه وعزة نفسه (معجم الطرائف).
يبدو أن تعبير: (أهل الــكفــاية) يدل على الناس الإمناء، الصادقين، والمستقيمين، أصحاب الشرف والنزاهة (حيان، 71): الوزراء حذّروا الأمير عبد الله، وصرفوه عن عزمه في ان يكون رأس الجيش الذي سيّره على ابن حفصون لاستغلاط شوكة الخبيث وكثرة أنصاره وللياذ من خبايا الحرب الغشوم لاسيما إن جرت من غير أهل الــكفــاية المغلقين لباب المعذرة.
كفــاية: ذو الــكفــاتين يبدو إنها منصب مثل قولنا ذو الرئاستين دو الوزارتين (فاليتون 69 رقم 4).
كاف ل: كفــء، جدير، خبير متخصص (بوشر، همبرت، معجم التنبيه) مَنْ نعهد إليه، كلياً، أمر التصرّف في شأنٍ ما، أو إدارة شؤون إقليم ما، أو الإدارة بصورة عامة، أو الوزارة .. الخ (بدرون ملاحظات 124، دي يونج، معجم الجغرافيا).
أكفــى: أكثر قدرة، أكثر مهارة (رياض النفوس 14): ذكر لي أن أكفــأ عبيدي وأقومهم بضيعتي توفي.
الأجير المــكفَّــى: (محيط المحيط).
قطع مكافئ: جسم مكافئ دوراني (من مصطلحات علم المساحة) (بوشر).
اكتفاء: اكتفى بالقليل، أو ربما تيسّر (بوشر).
اكتفاء: جزم، ترخيم (حذف الصوت الأخير أو المقطع الأخير من كلمة ... الخ) انظرها لمزيد ومحيط المحيط) وحين يعمد إليه الشاعر يقال: قال مكتفياً (المقري 1، 60).
ك ف ى: (كَفَــاهُ) مَئُونَتَهُ يَــكْفِــيهِ (كِفَــايَةً) . وَ (كَفَــاهُ) الشَّيْءَ. وَ (اكْتَفَى) بِهِ. وَ (اسْتَــكْفَــيْتُهُ) الشَّيْءَ (فَــكَفَــانِيهِ) . وَ (كَافَاهُ) (مُكَافَاةً) وَرَجَا (مُكَافَاتَهُ) أَيْ (كِفَــايَتَهُ) . وَرَجُلٌ (كَافٍ) وَ (كَفِــيٌّ) مِثْلُ سَالِمٍ وَسَلِيمٍ. 

كف

ى1 كَفَــى

He, or it, sufficed, or contented: hence كَفَــانِى فُلَانٌ الأَمْرَ Such a one sufficed me, or contented me, in respect of the affair; i. e., by taking upon himself to perform it or accomplish it if good, or to prevent it or avert it if evil: and كَفَــانِى شَهِيدًا He sufficed me as, or for, a witness; or he suffices me as, or for, such: and sometimes بِ is redundantly prefixed to its agent, and sometimes to its objective complement; as in exs. cited in art. ب. See Ham, p. 152. كَفَــى [It sufficed, or satisfied, or contented,] it stood instead of another thing, or other things; (Msb;) [as also كَفَــى عَنْ غَيْرِهِ.]

b2: كَفَــى بِنَا for كَفَــانَا &c. See W, pp. 5 and 6 b3: كَفَــى, aor. ـْ inf. n. كِفَــايَةٌ, also signifies دَفَعَ and مَنَعَ followed by مِنْ. (Har, p. 43, q. v.) [You say, كَفَــاهُ الشَّرَّ He repelled from him evil; and hence, he defended him therefrom; and he freed him therefrom: said of God, and of a man, &c.]8 اِكْتَفَى بِالشَّىْءِ He was, or became, sufficed by the thing, so as to need nothing more; or content with it. (Msb.) كِفَــايَةٌ A sufficiency; enough; a thing that suffices, or contents, and enables one to obtain what one seeks. (TA, art. بلغ.) b2: قَامَ بِــكِفَــايَتِهِ He undertook his maintenance; he maintained him; syn. مَانَهُ. (S, K, art. مون.) أَــكْفَــى

[More, and most, satisfying]. (Mgh, in art. جزأ.)

كفء

كفــء


كَفَــأَ(n. ac. كَفْــء [ ])
a. Inverted.
b. ['An], Turned away from, gave up.
c. Fled.
d. Drove away; pursued.
e. [acc. & 'An], Turned from.
f. Changed (colour).
g. [Fī], Entered.
h. see IV (b)
& VII (a).
كَاْفَأَa. Recompensed, compensated, requited.
b. Opposed, resisted; repelled.
c. Equalled, matched.
d. Compared; rendered equal.
e. [acc. & Bi], Pierced with (spear).
f. [Bain], Stabbed.
g. Watched, observed.

أَــكْفَــأَa. see I (a)b. Inclined, leaned over.
c. Assigned the profits of .... to.
d. Made a curtain for (tent).
e. see I (f)
تَــكَفَّــأَ
a. [Fī], Leaned forwards in (walking).
b. Was inverted & c.
c. see I (f)
تَكَاْفَأَa. Was equal; corresponded to.

إِنْــكَفَــأَa. Turned back, fled; was routed.
b. see I (f)
& IV (b).
إِكْتَفَأَa. see I (a)b. Carried off.

إِسْتَــكْفَــأَa. Asked for the produce of.

كَفْــء (pl.
كِفَــآء []
أَــكْفَــآء [ 38 ] )
a. Equal; like.

كَفْــأَة []
a. Annual produce.

كِفْــءa. Interior of a valley.
b. see 1
كُفْــءa. see 1
كُفْــأَة []
a. see 1t
أَــكْفَــأ []
a. Inclining.

كَفَــآء []
a. Equality, parity; resemblance, similarity.

كَفَــآءَة []
a. see 22
كِفَــآء []
a. Equal; equivalent.
b. (pl.
أَــكْفِــيَة
[أَــكْفَــئَة]), Tentcurtain.
كَفِــيْء []
a. see 1 & 2
(a)
كَُفُــوْء [كَفُــوْء]
a. see 1
مُكَافِى^ [ N.
Ag.
a. III], Equal; equivalent.

إِــكْفَــآء [ N.
Ac.
a. IV], Dissonance, disparity in rhyme.

كَفِــيْء اللَّوْن
مَــكْفُــوْء اللَّوْن
مُكْتَفِئ اللَّوْن
a. Changed in colour.

لَا مُكَافَأَة عِنْدِي فِى
كَذَا
a. There is no concealment with me about this.

كَفْرَبَطْنا

كَفْــرَبَطْنا:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه وبعض يفتحها أيضا ثمّ راء، وفتح الباء الموحدة، وطاء مهملة ساكنة، ونون، روي عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّه قال: ليخرجنكم الروم منها كفــرا كفــرا إلى سنبك من الأرض، قيل: وما ذلك السنبك؟
قال: حسمى جذام، قال أبو عبيدة: قوله كفــرا كفــرا يعني قرية قرية، وأكثر ما يتكلّم بهذه الكلمة أهل الشام فإنّهم يسمون القرية الــكفــر، وقد أضيف كل كفــر إلى رجل، وقد روي عن معاوية أنّه قال: الــكفــور هم أهل القبور، وهو جمع كفــر، وأراد به القرى النائية عن الأمصار لأنّهم أقل رياضة فالبدع إليهم أسرع والشبه إليهم أنزع. وكفــر بطنا:
من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية، قال أبو القاسم الدمشقي: سكنها معاوية بن أبي سفيان ابن عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، ونسب إليها وثيق بن أحمد بن عثمان بن محمد السّلمي الــكفــربطناني، حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب، روى عنه عليّ بن محمد الحنائي وكان قد أقام مدة في أبي صالح يتعبّد ومات فيه في شعبان سنة 402، وكان له مشهد عظيم، والحسين بن علي بن روح ابن عوانة أبو علي الــكفــربطناني، روى عن قاسم بن عثمان الجوعي ومحمد بن الوزير الدمشقي وهشام بن خالد الأزرق وجماعة سواهم، روى عنه محمد بن سليمان الربعي وأبو سليمان بن زبر وجمح بن قاسم وغيرهم.

حكف

حــكف: الأَزهري خاصّة: ابن الأَعرابي الحُكُوفُ الاسْتِرْخاء في العَمَل.

حــكف
) الْحُكُوفُ، بِالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ سِيدَه، واللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ الاسْتِرْخَاءُ فِي العَمَلِ، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ لِلأَزْهَرِيِّ خَاصَّةً، وأَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ، والصَّاغَانِيُّ.
الْحَاء وَالْكَاف وَالْفَاء

كَفَــحَه كَفْــحا وكافَحَه مُكافَحةً وكِفــاحا، لقِيه مُوَاجهَة. ولقيه كفْــحا ومكافَحَةً وكِفــاحا أَي مُوَاجهَة، جَاءَ الْمصدر فِيهِ على غير لفظ الفِعْل، وَهُوَ مَوْقُوف عِنْد سِيبَوَيْهٍ مطرد عِنْد غَيره. والمُكافحُ: الْمُبَاشر بِنَفسِهِ.

والــكَفــيحُ: الضَّيْف الَّذِي يَأْتِيك فجاءة، قَالَ عميرَة بن طَارق:

يَسوقُ الفِراءَ لَا تُحسِّينٍ غَيرَه ... كَفــيحا وَلَا جاراً جَنِيبا وَلَا ابنما

وأكْفَــحَ الدَّابَّة، تلقى فاها باللجام يضْربهُ بِهِ، وَهُوَ من ذَلِك. وكَفَــحها باللجام كَفْــحا، جذبها.

وكَفَــحَ الْمَرْأَة يَــكْفَــحُها، وكافَحها، قبَّلها غَفلَة. وَفِي الحَدِيث: " إنّي لأكْفَــحها وَأَنا صائمٌ ". وكفــيحُ الْمَرْأَة: زَوجهَا، وَهُوَ من ذَلِك.

وكَفَــحَتْه السمُوم كَفْــحا، كلوحته. وتَــكَفَّــحَتْ السمائم أنْفُسها، كفَــح بَعْضهَا بَعْضًا، قَالَ جندل بن الْمثنى الْحَارِثِيّ:

فَرَّجَ عَنها حَلَقَ الرَّتائِجِ

تَــكَفُّــحُ السَّمائِمِ الأواجِجِ

أَرَادَ الأواجَّ، ففك التَّضْعِيف للضَّرُورَة، كَقَوْلِه:

تَشْكُو الوَجى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ

أَرَادَ: من أظَلّ وأظَلّ. وكفَــحَه بالعصا كَفْــحا: ضربه بهَا.

وكَفَــحَ عَنهُ كَفْــحا: جبن.

وكَفَــحَ الشَّيْء: كشف غطاءه، ككثحه.

والأَــكْفَــحُ، الْأسود.
حــكف
أبن الأعرابي: الحكوف: الاسترخاء في العمل.
حلف: أي قسم؛ حلفاص وحلفاً - بكسر اللام - ومحلوفاً، وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول، ومحلوفة، قال الليث: تقول: محلوفة بالله ما قال ذلك، ينصبون على ضمير يحلف بالله محلوفة؛ أي قسماً، والمحلوفة: هي القسم، وقال أبن بزرج: لا ومحلوفائه لا أفعل: يريد ومحلوفة؛ فمده.
وفي الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحلف حنث أو ندم، وقال النابغة الذبياني:
فإنْ كثنْتَ لاذا الضِّغْنِ عنِّي مُنَكِّلاً ... ولا حَلِفي على البَرَاءةِ نافِع
ويروى: " عنّي مُكَذِّباً "، ويروى: " فإنْ كُنْتَ لا ذو الضِّغْنِ عنّي مُنَكَّلٌ ".
وقال امرؤ القيس:
حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فاجِرٍ ... لَنَامُوا فما إنْ من حَدِيْثس ولا صَالِ
والأحلوفة: أفعولة من الحلف.
والحلف - بالكسر -: العهد يكون بين القوم، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام غلا شدة.
والأحلاف في قول زُهير بن أبى سلمى:
تَدَارَكْتُما قد ثُلَّ عَرْشُها ... وذبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامهِا النَّعْلُ
هم أسد وغطفان، لأنهم تحالفوا على التناصر.
والأحلاف - أيضاً -: قوم من ثقيف، فرقتان: بنو مالك والأحلاف.
وقال أبن الأعرابي: الأحلاف في قرش خمس قبائل: عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدي بن كعب، سموا بذلك لأنه لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في يدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على ألا يتخاذلوا، فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا؛ ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً، فسمي حلف المطيبين. وروى عبد الرحمن بن عوف؟ رضي الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: شهدت غلاماً مع عمومتي حلف المطيبين. وفي حديث أبن عباس؟ رضي الله عنهما - أنه لقيه عبد الله بن صفوان أمية بن خلف في خلافة عمر؟ رضي الله عنه - فقال: كيف ترون ولاية هذا الأحلافي؟ قال: وجدنا ولاية صاحبه المطيبي خيراً من ولايته، أراد بالأحلافي عمر - رضي الله عنه - لأنه عدوي - ويروى: أنه لما صاحت الصائحة عليه قالت: وسيد الأحلاف، وهذه كالنسبة إلى الأبناء في قولهم: ابناوي -، والمطيبي هو أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أنه روي أن أم حكيم بنت عبد أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أن أم حكيم بنت عبد المطلب عمدت إلى جفنة فملأتها خلوقاً ووضعتها في الحجر وقالت: من تطيب بهذا فهو منا، فتطيب به عبد مناف وأسد وزهرة وتيم.
والحليف: الذي يحالفك، كالعهيد للذي يعاهدك، قال أبو ذؤب الهذلي: فَسَوْفَ تقولُ إن هشيْ لم تَجِدْني ... أخَانَ العَهْدَ أمْ أثمَ الحَلِيْفث
وقال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب:
تَلْقَى النَّدى ومَخْلَداً حَلِيْفَيْنْ ... كانا معاً في مَهْدِهِ رَضِيْعَيْنْ
ويقال لبني أسد وطيء: الحليفان، ويقال - أيضاً - لفزارة وأسد: حليفان، لن جزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم خرجت فحالفت طيئاً ثم حالفت بني فزارة.
ورجل حليف اللسان: إذا كان حديد اللسان فصيحاً، يقال: ما أحلف لسانه، ومنه حديث الحجاج: أنه أتي بيزيد بن المهلب يرسف في حديد؛ فأقبل يخطر بيده، فغاظ ذلك الحجاج فقال:
جَمِيْلُ المُحَيّا بَخْتَرِيٌّ إذا مَشَى
وقد ولى عنه، فالتفت إليه فقال:
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكبَيْنِ شِنَاقُ
فقال الحجاج: قتله الله ما أمضى جَنَانَه وأحْلَفَ لسانه.
والحليف في قول ساعدة بن جؤية الهذلي:
حتّى إذا ما تَجَلّى لَيْلُها فَزِعَتْ ... من فارِسٍ وحَلِيْفِ الغَرْبِ مُلْتَئمِ
قيل: هو سنلان حديد، وقيل: فرس نشيط ويروى: " ملتحم ".
وقال أبن حبيب: حلف - بسكون اللام -: هو أبن أفتل، وهو خثعم بن أنمار.
والحليف - مصغراً -: موضع بنجد.
وقال أبن حبيب: كل شيءٍ في العرب خليف - بالخاء المعجمة - إلا في خثعم بن أنمار؛ حليف بن مازن بن جشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله أبن مبشر؛ فأنه بالحاء المهملة.
وذو الحليفة: موضع على مقدار ستة أميال من المدينة - على ساكنيها السلام - مما يلي مكة - حرسها الله تعالى -، وهو ميقات أهل المدينة، وهو ماء من مياه بني جشم. وقال أبن عباس - رضي الله عنهما -: وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم؛ فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها.
وذو الحليفة: الذي في حديث رافع بن خديج - رضي الله عنه -: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة من تهامة وأصبنا نهب غنم: فهو موضع بين حاذة وذاة عرق.
والحليفات: موضع.
ووادٍ حلافي: ينبت الحلفاء؛ والحلفاء نبت. الدينوري: قال أبو زياد: من الأغلاث الحلفاء؛ وقل ما ينبت إلا قريباً من ماء أو بطن وادٍ، وهي سلبة غليظة المس لا يكاد أحد يقبض عليها مخافة أن تقطع يده، وقد يأكل منها الغنم والإبل أكلاً قليلأً، وهي أحب شجرة إلى البقر، والواحدة منها: حلفاءه. وقال الأصمعي: حلفة - بكسر اللام -. وقال الأخفش وأبو زيد: حلفة - بفتح اللام -. وقيل: يقال حلفة وحلفاء وحلف - مثال قصبة وقصباء وقصب؛ وطرفة وطرفاء وطرف؛ وشجرة وشجراء وشجر -. وقال أبو عمرو: الحلفاء واحدة وجمع، قال:
يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُوْدِ رَقَّةَ والشَّرى ... خَرَجَت من البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ
وقد تجمع على حلافي - على وزن بخاتي -، قال: وإذا كثرت الحلفاء بأرض قيل: أرض حلفة. وتصغير الحلفاء: حليفية.
وقال أبن الأعرابي: الحلفاء: الأمة الصخابة.
وأحلفت الحلفاء: أدركت.
وأحلف الغلام: إذا جاوز رهاق الحلم.
وقولهم: حضار والوزن محلفان؛ وهما نجمان يطلعان قبل سهيل؛ فيظن الناس بكل واحد منهما أنه سهيل؛ فيحلف واحد أنه سهيل ويحلف آخر أنه ليس به.
ومنه قولهم: كميت محلفة، قال الكلحبة اليربوعي:
كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأدِيْمُ
يقول: هي خالصة اللون لا يحلف عليها أنها ليست كذلك.
وكل ما يشك فيه فيتحالف عليه فهو محلف.
وحلفته تحليفاً واستحلفته: بمعنى.
وحالفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار: أي آخى بينهم، لأنه قال: لا حلف في الإسلام؛ وقد ذكر.
وحالف فلاناً بثه: أي لازمه.
وتحالفوا: أي تعاهدوا.
والتركيب يدل على الملازمة، وقد شذ عن هذا التركيب: لسان حليف والحلفاء.
حتف: أبن السكي: الحتفان: الحنتف وأخوه سيف أبنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع. وفي النقائض: الحنتفان: الحنتف والحارث أبنا أوس بن سيف بن حميري، قال جرير:
منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدفانِ
وقال جرير أيضاً: مَنْ مِثْلُ فارِسِ ذي الخِمَارِ وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البلبالِ
وأبو عبد الله الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: من التابعين، وليس بتصحيف حتيف بن السجف الشاعر.
والحنتف: الجراد المنتف المنتقى للطبخ.
وقال أبن الأعرابي: الحنتوف: الذي ينتف لحيته من هيجان المرار به.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.