عــقب
عَــقَبَ(n. ac. عَــقْب)
a. Struck, hit in the heel.
b.(n. ac. عَــقْب
عَاْــقِبَــة
عُقُوْب), Followed, came behind; succeeded; replaced
superseded; took, occupied ( the place of ).
عَــقَّبَa. Followed, came after, behind.
b. [Fī], Repeated, reiterated; returned to; waited, stayed
remained behind after (prayer).
عَاْــقَبَa. see II (a)b. [Fī], Did, came, used alternately; relieved (
guard ).
c. Punished, chastised.
أَعْــقَبَa. Followed, succeeded; rode alternately with.
b. Befell at intervals, attacked periodically (
fit ).
c. Caused, brought on (illness).
d. [acc. & Bi], Rewarded, requited with.
e. Died; left offspring.
f. Improved, became better.
تَعَــقَّبَa. Followed, dogged the footsteps of.
b. Reprimanded.
c. ['An], Inquired minutely into.
تَعَاْــقَبَa. Followed, succeded each other; alternated.
إِعْتَــقَبَa. Detained, retained.
b. [acc. & Min], Got, received, obtained from; experienced from.
إِسْتَعْــقَبَa. see V (a)
عَــقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Heel.
b. Succeeding, following; successor.
c. Posterity, offspring, progeny; descendant; son
grandson.
d. (pl.
عِقَاْب), Course, race.
عِــقْبَــة
(pl.
عِــقَب)
a. Track, trail.
b. Trace, vestige; sign, mark.
عُــقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Result, consequence, issue; end; term.
عُــقْبَــة
(pl.
عُــقَب)
a. Time; turn, rotation, revolution.
b. Alternation, succession.
c. Rest, remainder, remnant, residue;
dregs, sediment.
عُــقْبَــىa. End, issue.
b. Recompense, reward; requital, retribution; punishment
penalty.
عَــقَب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Sinew, tendon; gut.
عَــقَبَــة
(pl.
عِقَاْب)
a. Hill; slope, steep, acclivity.
عَــقِبa. see 1 (a) (b), (c).
عُــقُبa. see 3
مِعْــقَبa. Successor.
b. Skilful driver.
عَاْــقِبa. Following, succeeding; successor.
b. Representative; substitute; deputy; lieutenant;
vicar.
عَاْــقِبَــة
(pl.
عَوَاْــقِبُ)
a. see 1 (c) & 3
عِقَاْبa. Punishment, chastisement, penalty.
عُقَاْب
(pl.
أَعْــقِبَــة
أَعْــقُب عِــقْبَــاْن)
a. Eagle; sea-eagle, ospray.
b. [art.], Aquila (coustellation).
عَقِيْبa. Following, succeeding; successive, consecutive;
sequent; subsequent.
عَقُوْبa. Successor.
عُقُوْبَة
( pl.
reg. )
a. see 23
عُــقْبَــاْنa. End, termination; term.
N. Ag.
عَــقَّبَــعَاْــقَبَa. see 25
N. Ac.
عَاْــقَبَ
(عِــقْب)
a. see 23
N. Ag.
أَعْــقَبَa. see 25
فِى عَــقِْبِــهِ
a. At the heels, in the rear of; behind, after.
يَعْقُوْب
a. Jacob.
b. (pl.
عَقَاْبِيْ4ُ), Male pigeon.
اليَعَاقِبَــة
a. The Jacobites ( religious sect. ).
عَِــقْبَــة القَمَر
a. The return of the moon: once in a month.
عُــقْبَــة القَمَر
a. A star which appears with the moon once a year.
عَوَاقِب الإِنْسَان
a. A man's end.
المُعَــقِّبَــات
a. The Angels of night & day.
b. Ejaculations.
قَدْ قُلْتُ لمَّا بَدَتَِ العُقَابُ ... وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ
جِدِّي، لكُلِّ عامِلٍ ثَوابُ ... الرَّاْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ
العَــقِبُ: مؤخّر الرّجل، وقيل: عَــقْبٌ، وجمعه: أعقاب، وروي: «ويل للأعقاب من النّار» واستعير العَــقِبُ للولد وولد الولد. قال تعالى: وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَــقِبِــهِ [الزخرف/ 28] ، وعَــقِبِ الشّهر، من قولهم:
جاء في عــقب الشّهر، أي: آخره، وجاء في عَــقِبِــه: إذا بقيت منه بقيّة، ورجع على عَــقِبِــه: إذا انثنى راجعا، وانقلب على عــقبــيه، نحو رجع على حافرته ، ونحو: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [الكهف/ 64] ، وقولهم: رجع عوده على بدئه ، قال: وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا [الأنعام/ 71] ، انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران/ 144] ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَــقِبَــيْهِ [آل عمران/ 144] ، ونَكَصَ عَلى عَــقِبَــيْهِ [الأنفال/ 48] ، فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ [المؤمنون/ 66] . وعَــقَبَــهُ: إذا تلاه عــقبــا، نحو دبره وقفاه، والعُــقْبُ والعُــقْبَــى يختصّان بالثّواب نحو: خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُــقْبــاً [الكهف/ 44] ، وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عُــقْبَــى الدَّارِ [الرعد/ 22] ، والعاقِبــةَ إطلاقها يختصّ بالثّواب نحو: وَالْعاقِبَــةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص/ 83] ، وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو: ثُمَّ كانَ عاقِبَــةَ الَّذِينَ أَساؤُا [الروم/ 10] ، وقوله تعالى: فَكانَ عاقِبَــتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ [الحشر/ 17] ، يصحّ أن يكون ذلك استعارة من ضدّه، كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران/ 21] . والعُقُوبَةُ والمعاقبــة والعِقَاب يختصّ بالعذاب، قال:
فَحَقَّ عِقابِ [ص/ 14] ، شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر/ 4] ، وَإِنْ عاقَبْــتُمْ فَعاقِبُــوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْــتُمْ بِهِ
[النحل/ 126] ، وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ [الحج/ 60] .
والتَّعْقيبُ: أن يأتي بشيء بعد آخر، يقال: عَــقَّبَ الفرسُ في عدوه. قال: لَهُ مُعَــقِّبــاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
[الرعد/ 11] ، أي: ملائكة يتعاقبــون عليه حافظين له. وقوله: لا مُعَــقِّبَ لِحُكْمِهِ
[الرعد/ 41] ، أي: لا أحد يتعــقّبــه ويبحث عن فعله، من قولهم: عَــقَّبَ الحاكم على حكم من قبــله: إذا تتبّعه. قال الشاعر: وما بعد حكم الله تعقيب
ويجوز أن يكون ذلك نهيا للنّاس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم، ويكون ذلك من نحو النّهي عن الخوض في سرّ القدر . وقوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَــقِّبْ [النمل/ 10] ، أي: لم يلتفت وراءه. والاعتقاب: أن يتعاقب شيء بعد آخر كاعتقاب اللّيل والنهار، ومنه: العُــقْبَــة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر، وعُــقْبَــة الطائر:
صعوده وانحداره، وأَعــقبــه كذا: إذا أورثه ذلك، قال: فَأَعْــقَبَــهُمْ نِفاقاً [التوبة/ 77] ، قال الشاعر:
له طائف من جنّة غير معــقب
أي: لا يعــقب الإفاقة، وفلان لم يُعْــقِبْ، أي:
لم يترك ولدا، وأعقاب الرّجل: أولاده. قال أهل اللغة: لا يدخل فيه أولاد البنت، لأنهم لم يعــقبــوه بالنّسب، قال: وإذا كان له ذرّيّة فإنّهم يدخلون فيها، وامرأة مِعْقَابٌ: تلد مرّة ذكرا ومرّة أنثى، وعَــقَبْــتُ الرّمح: شددته بالعَــقَبِ، نحو: عصبته:
شددته بالعصب، والعَــقَبَــةُ: طريق وعر في الجبل، والجمع: عُــقُب وعِقَاب، والعُقَاب سمّي لتعاقب جريه في الصّيد، وبه شبّه في الهيئة الرّاية، والحجر الذي على حافتي البئر، والخيط الذي في القرط، واليعقوب: ذكر الحجل لما له من عــقب الجري .
فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» وَ (أَعْــقَبَــهُ) بِطَاعَتِهِ جَازَاهُ. وَ (الْعُــقْبَــى) جَزَاءُ الْأُمُورِ. وَ (أَعْــقَبَ) الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وَخَلَّفَ (عَــقِبًــا) أَيْ وَلَدًا. وَأَكَلَ أُكْلَةً (أَعْــقَبَــتْهُ) سُقُمًا أَيْ أَوْرَثَتْهُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَعْــقَبَــهُمْ نِفَاقًا} [التوبة: 77] أَيْ أَوْرَثَهُمْ بُخْلُهُمْ نِفَاقًا. وَأَعْــقَبَــهُمُ اللَّهُ أَيْ جَازَاهُمْ بِالنِّفَاقِ. وَ (تَعَــقَّبَــهُ) عَاقَبَــهُ بِذَنْبِهِ. وَ (اعْتَــقَبَ) الْبَائِعُ السِّلْعَةَ حَبَسَهَا عَنِ الْمُشْتَرِي حَتَّى يَــقْبِــضَ الثَّمَنَ وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُعْتَــقِبُ ضَامِنٌ» يَعْنِي إِذَا تَلِفَ عِنْدَهُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي آخِرِ ع ق ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ يَسْعَى (عَــقِبَ) آلِ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ أَجِدْ فِي الصِّحَاحِ وَلَا فِي التَّهْذِيبِ حُجَّةً عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ النَّاسِ. جَاءَ فُلَانٌ عَــقِبَ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُ إِلَّا هَذَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: جَاءَ (عَقِيبَهُ) بِمَعْنَى بَعْدَهُ فَلَيْسَ فِي الْكِتَابَيْنِ جَوَازُهُ. وَلَمْ أَرَ فِيهِمَا (عَقِيبًا) ظَرْفًا بَلْ بِمَعْنَى الْمُعَاقِبِ فَقَطْ كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَقِيبَانِ لَا غَيْرُ. قُلْتُ: يُقَالُ: (عَــقَّبَ) الْحَاكِمُ عَلَى حُكْمِ مَنْ قَبْــلَهُ إِذَا حَكَمَ بَعْدَ حُكْمِهِ بِغَيْرِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا مُعَــقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41] أَيْ لَا أَحَدَ يَتَعَــقَّبُ حُكْمَهُ بِنَقْضٍ وَلَا تَغْيِيرٍ.
العَــقَبُ: ما يُشَدُ به الرِّماحُ والسِّهامُ. والعَــقَبَــةُ: طَريْقٌ وَعْرٌ في الجَبَل، والجَميعُ العَــقَبُ والعِقَابُ.
والعَــقِبُ: مُؤَخَرُ القَدَم، وتميمٌ تُخَفِّفُه، والجميعُ الأعْقاب. وفُلانٌ مُوَطَأُ العَــقِبِ: الرَّئيس المَتْبوع.
ووَلى على عَــقِبــه: إِذا أخَذَ في وَجْهٍ ثم انْثَنى راجِعاً. وأعْــقَبَ: خَفَفَ عَــقِبــاً.
وقَوْلُ العَرَب: لا عَــقِبَ له: أيْ وَلَداً ذَكَراً. ومَالَهُ تَعْــقِبَــةٌ، أي عَــقِبٌ. ويقال للقادِم: مِنْ أيْنَ عَــقِبُــكَ؟: أي من أيْنَ أقْبَــلْتَ؟. ولَوْ كانَ له عَــقِبٌ لَتَكَلَمَ: أي جَواب. ووَلى ولم يُعَــقبْ: لم يَعْطِفْ؛ ويُقال: لم يُعْــقِبْ أيضاً. والتعْقِيْبُ: الغَزْوُ بَعْدَ الغَزْو. والانْصِرافُ من الأمورِ يُريْدُها.
والخَيْلُ تُعَــقبُ في عدْوِها لم تَزدَدْ إلا جَودةً، وهو ذو عَــقْبٍ. وعَــقبَــتْ علي في تلك السلْعَةِ عُــقَب: أدْرَكَني فيها دَرك.
والتُعْــقِبَــة: الدركُ. وهُما يُعَــقبــانِ فلاناً: تَعَاوَنا عليه. وكُل ما خَلَفَ شَيْئاً فقدْ عَــقَبَــه، وهُما غقِيْبان، وقد اعْتــقَبــا وتَعَاقَبــا. وأتى إليه خَيْراً فَعَــقب بغيَر مُكافَأةٍ.
والعــقبَــة والعِقَاب والعــقْبــى: المُكافَأَةُ والثواب. وإِذا كانَ للفَرس جَمَام بعدَ انقِطاع الجَرْي قيل له: عِقَاب. وعَــقب الأمْرِ وعَاقِبَــتُه وعَاقِبُــه وعُــقْبَــاه: آخِرُه، وجمَعُ العَــقْب على الأعْقاب؛ والعُــقْبــى على العُــقب. وأعْــقَبَ هذا ذاك: صارَ مَكانَه. وأعْــقَبْــت الطي: إذا طويْتَ البئْر فأعْــقَبْــتَ الحَوَامى بججارة من خَلْفِها. وأعْــقَبَ الأمر عــقْبَــاناً وعُــقْبــى، واعْــقِبَ عِزاً: أبدل.
واسْتَعْــقَبَ مِن كذا خَيْراً وتعــقبَ: واحِدٌ. وتَعَــقبْــتُهُ: تَتبعْتَ أثَرَه. وهُما يتَعاقَبــانِ الرُّكُوبَ بينهما أو الأمْرَ: يَرْكَبُ هذا عُــقْبَــةً وهذا عــقْبَــةً. والعُــقْبَــة فَرْسَخان.
وعــقْبُ الحَوْض: عُقْره. ولا يَفْعلُ كذا إلا عُــقْبَــةَ القَمَرِ: وذلك إِذا قّارَنَ الثُّريّا؛ وُيقارنها في السنَةِ مَرّة، وهو من المعَاقَبَــة؛ وذلك إِذا اسْتَوى اللَيلُ والنَّهار. وقيل: هو عَوْدَته إذا غَاب.
والعُــقْبَــةُ: كُلّ ما يُرْعى بَعدَ الحُمُوْضَة. وعُــقْبَــةُ النّاس بَعد الطًعام: الحَلْوَاء. ولَقِيْتُ منه عُــقْبَــةَ الضبُع: أي الشَدَة.
وحُكِيَ: كنْتُ مَرهً نشبَةَ وأنا اليَوْمَ عُــقْبَــة: أي كنتُ أنْشب في الشًر قَديماً قَوياً واليومَ اعْــقِبْــتُ ضَعْفَاَ. وعُــقبَــةُ القِمْرِ وعِــقْبَــتُها: ما يَبْقى فيها من المَرَقِ عندَ رَدَها إذا استَعاروها.
وجِئْت في عُــقْبِ الشَهْر وعُــقْبــانِه: أي بَعْدَ ما يَمْضِي. وفي عَــقِبــهِ وعَــقْبِــه: إِذا بقِيَتْ منه بَقِيَةٌ.
وعــقْبَــةُ: اسْم رَجُلً. وأخَذَ بِعُــقْبَــةِ فُلانٍ: أي مَكانَه. وهو عالم بعــقْبــى الكَلام: أي غامضِه. واحذر عَــقبَ اللهِ وعِقابَه وعقُوْبَتَه.
وكُلُّ طَريقٍ بَعْضُها خَلْفَ بَعض: أعْقَابٌ؛ كأنَّها مَنْضُودةٌ عَــقْبٌ على عَــقْبٍ.
والمِعْــقَبُ: الخِمَارُ. ونَجْمٌ يُهْتَدى به. والعِقَابُ والعُقَابُ: الخَيْطُ الذي يُجْمَعُ به طَرَفا القُرْطِ في الأذُن. والمِعْقَابُ: المَرْأةُ وِلادَتُها أبَداً أنْ تأتيَ بذَكَرٍ بَعْدَ أنثى. والعَقُوْبانِ: الخَشَبَتان تُنْصَبان على حَرْفَي البِئر. والإعْقَابَةُ: سِمَةٌ في الأذن، وشَاةٌ معَاقَبَــةٌ ومُعْــقَبَــة.
والعُقَابُ: طائرٌ. والعَلَمُ الضَخْم، تَشبيهاً به. وصَخْرَةٌ ناتِئةٌ في عُرْض جَبَل أو حُولِ بئرٍ، وربما كان في البئر من قِبَــل الطيِّ إذا زالت الصخرةُ عن مَوْضِعِها، والذي يُسوَيها: مُعَــقِّبٌ.ْ ومَسِيْلُ الماء إلى الحَوْض. والجَمْعُ في الكُل: العِــقْبَــان. وإذا حَلَّفْتَ الرجُلَ فلَمْ تَرْضَ بِيَمين دونَ يمينٍ: فذلك العُقَابانِ. وعليه عِــقْبَــةُ جَمَال وعُــقْبَــتُه: أي أثَرُه، وكذلك في السُّرور.
والعِــقْبَــةُ لُغَةٌ في العِقْمة: لِضَرْبٍ من الثياب. وتَغَيرَ بِعَاقِبَــةٍ: أي عن قريب.
وعَاقِبَــةٌ من الطيْر: أي يَعْــقُبُ بعضُها مكانَ بعض كأنَه تَقَعُ الأخْرى مكانَ الأولى. والعَاقِبُ: آخِرُ الأنْبياء.
والعَوَاقِبُ والمُعَاقِبَــةُ من الإبل: التي تأكُلُ من الحَمْض مرةً ومن الخلة أخرى، وقد عَــقَبَــتْ عُقُوْباً. وعَاقِبَــةُ البُرَةِ: حَلْقَتُها. والعَــقِب: الخَلِيْفُ. واليَعْقُوْبُ: ذَكَرُ الــقَبَــج والقَطا.
وتسمى الخيل: بعاقيب لسرعتها. واعْتَــقَبْــتُ الشَيْءَ: حَبَسْتَه. وال
معــقب الذي يَتَبعُ عَــقِبَ الإِنسانِ في طَلَبِ حَق. وله مُعَــقَبَــاتٌ من جَوانِبه: أي حَفَظَةٌ.
عَــقَّب: أغنى، أثرى. خلف، أورث (فوك) ففي القسم الأول منه.
عَــقَّب لِوِلْدِه: أشبه أباه في أخلاقه (فوك) عاقب. عاقبــا المنشار بينهما: جعلا المنشار يذهب ويجيء بينهما بالتناوب والتعاقب. (المقدمة 3: 309).
عاقب. عاقب (أو أعْــقَب) بين الناس: بدَّل الحامية، أرسل إلى المدينة حامية جديدة لتحل محل الحامية التي كانت فيها. (البلاذري ص223، 236) وقد ذكر في معجم البلاذري غير هذا، إلا أن السيد دي غويه قد اعترف إنه قد أخطأ بذلك.
أعْــقَب: أخر عمل الشيء وعمله متأخراً، وهو ضد أسلف. ففي كتاب عبد الواحد (ص88): يقول الشاعر: فيما سبق من الزمن أسلفت دلائل إخلاصي وحبي، وأعترف أني بعد ذلك أعــقبــتُ أَعْماَل مفسد (وفي المطبوع أعــقبــتَ وهو من خطأ الطباعة).
أعــقب الناقة): نزل عن الناقة ليركب أخرى (معجم مسلم).
أعــقب أخاه على زوجته: تزوج أرملة أخيه. (معجم البيان).
أعــقب بين الناس: انظرها في عاقب.
أعــقب ب: أبدل، أقام في مقام، أحل في محل، استبدل. (وهو جفلايت ص49).
أعــقب فلاناً ب. يقال مثلاً: أعــقبــهم الله بالجوع. أي عاقبــهم الله بالجوع (أخبار ص61).
أعــقب كلامه ب: أضاف شيئاً إلى خطابه (بوشر).
تعــقبَّ: ندم. (البكري ص130).
تعــقبَّ: راقب، فتش. ففي حيان- بسام (1: 10و): خدمة التعــقب والمحاسبة أي وظيفة المراقبــة والتفتيش المالي. وفي بسام (3: 60ق): ولى زمام التعــقب على أهل الأندلس.
تعــقَّب على فلان: صحح كلامه وعلق عليه.
(عباد 2: 91 ورقم 85، المقري 1: 201، 613، ابن بطوطة 4: 104، العبدري ص111، ابن عبد الملك ص 3ق، الخطيب ص91 ق).
تعــقَّب: أعاد عمل الشيء (فوك، ألكالا) وفي معجم الكالا: rehasimiento ( تَعَــقُّب وإعادة) وانظر: عــقَّب في معجم لين.
تعاقَب: تعاقب القوم في الأمر والشيء: عملوه مناوبة، أو استخدموه مناوبة. (محيط المحيط).
على التعاقب: عدة مرات، مرَّة بعد أخرى. (دي ساسي طرائف 1: 406).
تعاقب: كما يقال تعاقب المسافران على الدابة (لين) يقال عن الرجال: تعاقبــوا على امرأة، أي وطؤوها كل واحد بنوبته. (ألف ليلة 2: 232) كما يقال عن عدد من الأشخاص تولوا الملك أو توارثوا لغة أو إرثا واحداً بعد الآخر: تعاقبــوا عليه (البكري ص67، المقدمة 3: 303).
تعاقب: مطاوع عاقب، بمعنى أصابته عقوبة (معجم مسلم).
انعــقب: تأخر (أداء المستحق). ففي العبدري (ص59 و): أراد أمير مكة سجن الحجاج المصريين فقال له تركي: فيما تأخذهم قال له في حقوق وجبت لي على مَلك مِصْر ولي حظ في بيت المال منعــقبــة (منعــقب) أعواماً.
اعتــقب: انظر لمفصل (ص89) ففيه: ومن ذلك قِنَّسرَيٌ ونصيَّبيٌ ويبريء فيمن جعل الإعراب قبــل النون ومن جعله معتــقب الإعراب قال قنسريني.
عُــقب: عقيب الاولاد، آخر من يولد منهم (بوشر).
عَــقَب: عصاب، وهي أعصاب الجمل تجفف في الشمس وتفرق إلى أجزاء في مثل رقة خيط الحرير. أو هي وبر الجمل المفتول. (دوماس عادات ص264).
عُــقِب: قعر الكأس، قعر الإناء. (بوشر).
عَــقِب: كتاب مطبوع بعد وفاة مؤلفه. (بوشر).
عــقب الرمح: زُجُّ الرمح. (بوشر).
عَــقْبــة: آخر حصاد الذرة. حصاد الذرة الثالث (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص146).
عِــقْبَــة: أثر. وتجمع على عِــقَب (أبو الوليد ص544).
عَــقَبــة: مرقى صعب من الجبال، وجمعها في معجم الكالا: عقائب. ويقال: بلادهم عَــقْبــة (كذا) أي بلادهم مرقى صعب؟ (مارتن ص23).
عَــقَبَــة: عقدة، معضلة، مشكلة، (ومتاهة، تيه. (بوشر).
عَــقَبَــة: قربى، قرابة، واشجة النسب (ألكالا).
عَــقَبَــة: في مصر نوع من القوارب الكبيرة، صندل. وجمعها عــقبــات وعَــقَب. (مملوك 2، 1: 24).
ويقول ستوشوف (ص424): وللأغنياء زوارق خاصة يستخدمونها للتنزه عند زيادة النيل ويسمونها أشبه ( Achaba) وهي قوارب مسطحة، يبلغ كوثلها (مؤخرها) أكثر من نصفها، منها مربعة محاطة بأعمدة درابزين لئلا يزعج النوتية من يجلس فيها. وهي مفروشة في الداخل بطنافس ثمينة. وأعلاها مغطى بقماش مشمع، وداخلها مصبوغ وملون بأنواع الألوان بحيث يرى الجالس فيها إنه في صالة جميلة. انظر وصف ثفينيو المطول أيضاً (1: 465) عند مونكونيس (ص282) حيث تحرفت الكلمة إلى أكور به، وعند لين (عادات 2: 293).
عَــقِبَــة = كعب، القسم الأسفل من السهم.
(الجريدة الآسيوية 1848، 2: 210).
عَــقِبَــة: كل طرف من طرفي القوس، قاب القوس. (نفس المصدر السابق).
عُــقبــى: بمعنى تعويض، بدل، جزاء، مكافأة (لين 2101 في آخر). وفي معجم البلاذري (ص66): وقد خفضت الضريبة عنهم عــقبــى لهم عن أرضهم التي انتزعت منهم. وقد أعترف السيد دي غويه إنه قد أساء تفسير هذه الكلمة في معجم البلاذري.
عــقبــا لكل سنة: أتمنى لك سنة سعيدة، وهي تهنئة تقال عادة في اليوم الأول ن السنة في حلب. (بوشر).
عُقاب: عقاب منسوري، عقاب بحري، كاسر العظام. (الكالا).
عُقاب: أبو الخطاف، حدأة. (شيرب).
عُقاب: يطلق أصحاب الكيمياء اسم هذا الطائر على ملح النشادر. (دفيك ص8).
عقَّابية: لوز أخضر. (بوشر). عاقب: كان لنصارى نجران ثلاثة رؤساء: السيد هو القائد العسكري، والعاقب وهو الرئيس المدني، والأسقف. (معجم البلاذري، محيط المحيط).
عاقبــة: آخر كل شيء وخاتمته، ويقال مثلاً: عاقبــته ترجع عليك (بوشر).
بلسم التعقيبة: صمغ الكبيبة (بوشر).
مُعَــقَّب: من له عَــقَب. (الكامل ص242).
معاقب: متشدد، متعصب. (بوشر).
وَالْعَــقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ مُؤَخِّرُ الْقَدَمِ وَهِيَ أُنْثَى وَالسُّكُونُ لِلتَّخْفِيفِ جَائِزٌ وَالْجَمْعُ أَعْقَابٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ» أَيْ لِتَارِكِ غَسْلِهَا فِي الْوُضُوءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ «وَنَهَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ عَــقِبِ الشَّيْطَانِ فِي الصَّلَاةِ» وَيُرْوَى عَنْ عُــقْبَــةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ أَنْ يَضَعَ أَلْيَتَيْهِ عَلَى عَــقِبَــيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ الْإِقْعَاءَ.
وَالْعَــقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْضًا وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ الْوَلَدُ وَوَلَدُ الْوَلَدِ وَلَيْسَ لَهُ عَاقِبَــةٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ نَسْلٌ وَكُلُّ شَيْءٍ جَاءَ بَعْدَ شَيْءٍ فَقَدْ عَاقَبَــهُ وَعَــقَّبَــهُ تَعْقِيبًا وَعَاقِبَــةُ كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ وَقَوْلُهُمْ جَاءَ فِي عَــقْبِــهِ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ أَيْضًا أَصْلُ الْكَلِمَةِ جَاءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَــقِبَ عَمْرٍو وَالْمَعْنَى كُلَّمَا رَفَعَ عَمْرٌو قَدَمًا وَضَعَ زَيْدٌ قَدَمَهُ مَكَانَهَا ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ جَاءَ عَــقِبَــهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ بِمَعْنَيَيْنِ وَفِيهِمَا مَعْنَى الظَّرْفِيَّةِ أَحَدُهُمَا الْمُتَابَعَةُ وَالْمُوَالَاةُ فَإِذَا قِيلَ جَاءَ فِي عَــقِبِــهِ فَالْمَعْنَى فِي أَثَرِهِ وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ بَنُو فُلَانٍ تُسْقَى إبِلُهُمْ عَــقِبَ بَنِي فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فَرَسٌ ذُو عَــقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْدَ جَرْي وَذَكَرَ تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ ثُمَّ قَالَ وَالْبَابُ كُلُّهُ يَرْجِعُ إلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ
أَنْ يَجِيءَ الشَّيْءُ بِعَــقِبِ الشَّيْءِ أَيْ مُتَأَخِّرًا عَنْهُ وَقَالَ فِي مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الْفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا أَيْ بَعْدَهَا وَقَالَ الْفَارَابِيُّ جِئْتُ فِي عَــقِبِ الشَّهْرِ إذَا جِئْتُ بَعْدَ مَا يَمْضِي هَذَا لَفْظُهُ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ سَافَرَ فِي عَــقِبِ رَمَضَانَ أَيْ فِي آخِرِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فَرَسٌ ذُو عَــقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْد جَرْيٍ وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ تَخْفِيفًا وَقَالَ عُبَيْدٌ
إلَّا لِأَعْلَمَ مَا جَهِلْتُ بِعَــقْبِــهِمْ
أَيْ أَخَّرْتُ لِأَعْلَمَ آخِرَ أَمْرِهِمْ وَقِيلَ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُمْ وَسَافَرْتُ وَخُلِّفَ فُلَانٌ بِعَــقِبِــي أَيْ أَقَامَ بَعْدِي وَعَــقَّبْــتُ زَيْدًا عَــقْبًــا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُقُوبًا جِئْتُ بَعْدَهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَاقِبَ لِأَنَّهُ عَــقَبَ مَنْ كَانَ قَبْــلَهُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُمْ وَرَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَــقِبِــهِ أَيْ عَلَى طَرِيقِ عَــقِبِــهِ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ خَلْفَهُ وَجَاءَ مِنْهَا سَرِيعًا وَالْمَعْنَى الثَّانِي إدْرَاكُ جُزْءٍ مِنْ الْمَذْكُورِ مَعَهُ يُقَالُ جَاءَ فِي عَــقِبِ رَمَضَانَ إذَا جَاءَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ وَيُقَالُ إذَا بَرِئَ الْمَرِيضُ وَبَقِيَ شَيْءٌ مِنْ الْمَرَضِ هُوَ فِي عَــقِبِ الْمَرَضِ وَأَمَّا عَقِيبٌ مِثَالُ كَرِيمٍ فَاسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَوْلِهِمْ عَاقَبَــهُ مُعَاقَبَــةً وَعَــقَّبَــهُ تَعْقِيبًا فَهُوَ مُعَاقِبٌ وَمُعَــقِّبٌ وَعَقِيبٌ إذَا جَاءَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ يَتَعَاقَبَــانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبهِ وَالسَّلَامُ يَعْــقُبُ التَّشَهُّدَ أَيْ يَتْلُوهُ فَهُوَ عَقِيبٌ لَهُ وَالْعِدَّةُ تَعْــقُبُ الطَّلَاقَ أَيْ تَتْلُوهُ وَتَتْبَعُهُ فَهِيَ عَقِيبٌ لَهُ أَيْضًا فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ يَفْعَلُ ذَلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَنَحْوَهُ بِالْيَاءِ لَا وَجْهَ لَهُ إلَّا عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ وَالْمَعْنَى فِي وَقْتٍ عَقِيبَ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَيَكُونُ عَقِيبٌ صِفَةَ وَقْتٍ ثُمَّ حُذِفَ مِنْ الْكَلَامِ حَتَّى صَارَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَقَوْلُهُمْ أَيْضًا يَصِحُّ الشِّرَاءُ إذَا اسْتَعْــقَبَ عِتْقًا لَمْ أَجِدْ لِهَذَا ذِكْرًا إلَّا مَا حُكِيَ فِي التَّهْذِيبِ اسْتَعْــقَبَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا خَيْرًا وَمَعْنَاهُ وَجَدَ بِذَلِكَ خَيْرًا بَعْدَهُ وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ لَا يُطَابِقُ هَذَا إلَّا بِتَأْوِيلٍ بَعِيدٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ إذَا عَــقَّبَــهُ الْعِتْقُ أَيْ تَلَاهُ.
وَالْعُــقْبَــةُ النَّوْبَةُ وَالْجَمْعُ عُــقَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.
وَتَعَاقَبُــوا عَلَى الرَّاحِلَةِ رَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ عُــقْبَــةً.
وَالْعُــقْبُ بِضَمَّتَيْنِ وَالْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ الْعَاقِبَــةُ.
وَالْعُقَابُ مِنْ الْجَوَارِحِ أُنْثَى وَجَمْعُهَا عِــقْبَــانٌ وَأَعْــقَبَــهُ نَدَمًا أَوْرَثَهُ وَعَاقَبْــتُ اللِّصَّ مُعَاقَبَــةً وَعِقَابًا وَالِاسْمُ الْعُقُوبَةُ وَالْيَعْقُوبُ يَفْعُولٌ ذَكَرُ الْحَجَلِ وَالْجَمْعُ يَعَاقِيبُ وَالْعَــقَبَــةُ فِي الْجَبَلِ وَنَحْوِهِ جَمْعُهَا عِقَابٌ مِثْلُ رَــقَبَــةٍ وَرِقَابٍ وَلَيْسَ فِي صَدَقَتِهِ تَعْقِيبٌ
أَيْ اسْتِثْنَاءٌ وَوَلَّى وَلَمْ يُعَــقِّبْ لَمْ يَعْطِفْ وَالتَّعْقِيبُ فِي الصَّلَاةِ الْجُلُوسُ بَعْدَ قَضَائِهَا لِدُعَاءٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ.
عال يقصر دونه اليَعْقوبُ * والجمع اليَعاقيب. وإبل مُعاقبــة: ترعى مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العواقب. عن ابن الاعرابي. وأعــقبــت الرجل، إذا ركبتَ عُــقْبَــةً وركب هو عُــقْبَــةً، مثل المعاقبــة. والعرب تعــقب بين الفاء والثاء وتعاقب، مثل جدث وجدف. العقاب: العقوبة، وقد عاقبــته بذنبه. وقوله تعالى: (فَعاقَبــتم ، أي فَغَنِمتم. وعاقبَــه أي جاء بعَــقِبــه فهو، مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً. والتعقيب مثله. والمعــقبــات: ملائكة الليل والنهار، لأنهم يتعاقبــون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلاَّمة. والمعــقِّبــات: اللواتي يقمن عند أعجاز الابل المعتركات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى، وهي الناظرات العُــقَب. وعَــقَّب العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه. والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل: طِوالُ الهوادي والمتونُ صليبةٌ * مَغاويرُ فيها للأمير مُعَــقَّب وعَــقَّب في الأمر، إذا تردَّد في طلبه مجدا. قال لبيد يصف حمارا وأتانه: حتى تهجر بالرواح وهاجها * طلب المعــقب حقه المظلوم رفع المظلوم وهو نعت للمعــقب على المعنى، والمعــقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل. وتقول: ولى فلان مدبِراً ولم يُعَــقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر. والتعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة. وفي الحديث: " من عَــقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة ". وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أي استثناء. وأعــقبــه بطاعته، أي جازاه. والعُــقبــى: جزاء الأمر. وأعــقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلف عــقبــا، أي ولدا. وأعــقبــهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً: ويخْضِدُ في الآرِيِّ حتَّى كأنه * به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْــقِبِ والمُعْــقِب: نجمٌ يعــقب نجماً، أي يطلع بعده. ويقال: أكل أكلةً أعــقبــته سقماً، أي أورثته. وذهب فلانٌ فأعــقبــه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَــقَبــه. وأعــقبَ مستعيرُ القدرِ، أي ردَّها وفيها العُــقْبــة. وقد تَعَــقَّبْــتُ الرجلَ، إذا أخذته بذنبٍ كان منه. وتَعَــقَّبْــت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه. قال طفيل:
ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَــقَّب * وتَعَــقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد عاقبــتَه، إلى خير. واعْتَــقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري حتَّى يــقبــض الثمن. وفى الحديث: " المعتــقب ضامن "، يعنى إذا تلفت عنده. واعتــقبــت الرجلَ: حبسته. وتقول: فعلت كذا فاعتــقبــتُ منه ندامةً، أي وجدت في عاقبــته ندامة. والعقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْــقُب، لأنَّها مؤنثة، وأفعل بناء يختص به جمع الاناث مثل عناق وأعنق، وذراع وأذرع، والكثير عِــقْبــان. وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح: عُقاب عَقَنْباة كأنَّ وظيفَها * وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ والعُقاب: عُقاب الراية . والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء، وصخرةٌ ناتئةٌ في عُرض جبل شِبه مِرقاة.
عــقب: العَــقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَــقَبــةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَــقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها وأمتَنُها. والعَــقِبُ: مُؤخَّرُ القَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْــقِبــة وعَــقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه وقَوْلُهم: لا عَــقِبَ له: أي لم يبق له ولد ذَكَرٌ. وتقول: وَلىَّ فلان على عَــقِبــهِ وعَــقِبَــيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَــقِّبِ: الذي يتتبع عَــقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد :
حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه ... طَلَبُ المُعَــقِّبِ حَقَّهُ المَظلوُمُ
وقوله عز وجل-: وَلَمْ يُعَــقِّبْ
* أي لم يَنْتظرْ والتَّعقيبُ: غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل-: لا مُعَــقِّبَ لِحُكْمِهِ
) أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَــقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَــقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَــقْبُــه ان يعــقب بحضرٍ أشد من الأول، قال: لا جَرْىَ عندَكَ في عَــقْبٍ وفي حُضُرِ
وكُلُّ شيءٍ يُعْــقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَــقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتــقَبِــان ويَتَعاقَبــانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَــقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَــقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَــقَّبَ أيضاً مشدداً. قال:
فَعَــقَبْــتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّ
وقال أبو ذؤيب:
أوْدَى بَنِيّ وأعــقبــونيِ حَسْرَةً ... بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ
قوله: فأعْــقَبــونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَقَدِّمَة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَــقب لا يَقْولُ أعْــقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير:
عَــقَبَ الرَّذاذُ خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهنّ حَصيرا
وعَــقِبُ الأمِر: آخِرَه. قال:
مَحْذُورُ عَــقبِ الأمر في التّنادي
ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَــةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُــقُبــاً. ويقال: عاقِبــةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُــقَّبٌ (مُشددٌ ومُخفَّفٌ)
تقُولُ لي ميّالة الذّوائبِ ... كَيْف أخي في عُــقَبِ النَّوائبِ
وأَعْــقَبَ هذا الأمرُ يُعْــقِبُ عُــقْبــاناً وعُــقْبــىَ، قال ذو الرمة: أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ ... ورَوَّأْتُ في أعقابِ حقٍّ وباطِلِ
يعني أواخره. وأعْــقَبَــه الله خيراً منه والاسم العُــقْبــىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل. وأعْــقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْــقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال:
كم من عزيزٍ أعْــقَبَ الذُلّ عِزُّه ... فأصْبحَ مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ
والبئر تُطْوَى فتُعْــقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَــقْبــتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَــقِبــاً على عَــقِبٍ، قال الشماخ:
أعقابُ طيٍّ على الأثباجِ منضودِ.
يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْــقبــتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْــقَبَ من أمره النَّدامةَ وتَعَــقَّبَ بمعناه. وتَعَــقَّبْــتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبــانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عــقبــةً وهذا عُــقْبَــةً. والعُــقْبَــةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان. والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبــةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِــة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة:
ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْــهُ مُعاقَبَــةً ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ
والعُــقْبَــة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَــقّبــانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: لَهُ مُعَــقِّبــاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أي يحفظونه بأمر الله. والعَــقَبَــةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَــقَبٍ وعِقابٌ. والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِــقبــانٍ وثلاث أعْــقُبٍ. والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز:
ولحق تَلْحَقُ من أقرابها ... تحت لِواء المَوْتِ أو عُقابِها
والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرة نائتة ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبــلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها. والمُعْــقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها. وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِــقْبــان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد. وُلِدَ عَيصُو قَبْــلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَــقِبِــه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَــقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل:
وَلّى حَثيثاً وهذا الشَّيبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدرِكُه رَكْضُ اليعَاقيبِ.
ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا تدخله الهاء.
وفي الحديث: قَدِمَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ
، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده.
عبق: العَبَاقِيَةُ على تَقدير عَلانِية: الرجل ذو شَرٍَّ ونُكْرٍ، قال:
أطف لها عباقية سرندى ... جَريءُ الصَّدْرِ مُنْسَطِ اليَمينِ
والعَبق: لُزُوق الشيء بالشيء. وامرأةٌ عَبْقَةٌ ورجلٌ عَبِقٌ: إذا تَطيَّب بأدنْى طِيبِ فَبقيَ ريحه أياماً، قال :
عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْك بها ... فهي صَفراء كعُرْجُون القَمَرْ.
أي لَزِق.
قعب: القَعْبُ: القدَحُ الغَليظُ، ويجمع على قِعابٍ قال:
تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فعَادَا بعد أبوالا
والقعبة: شبه حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيه سَويقُ المرء. والتَّقعيبُ في الحافِر : إذا كان مُقَعَّباً كالقَعْبَةِ في استدارتها، وهكذا خلقته، قال العجاج : ورُسُغاً وحافِراً مَقَعّباً
وأنشد ابن الأعرابي:
يَتْرُكَ خَوّارَ الصَّفا رَكُوبا ... بمُكْرَباتٍ قَعَّبَتْ تَقْعيبا
قبــع: قَبَــعَ الخنِزيرُ بصوته قَبْــعاً وقُبــاعاً. وقَبَــعَ الإنسان قُبُــوعاً: أي تَخَلَّفَ عن أصحابه. والقَوابعُ: الخَيْلُ المَسْبُوقُة قد بقيت خلف السابق، قال:
يُثابِرُ حتّى يْتُرَك الخَيْلَ خَلْفَهُ ... قَوابعَ في غُمَّى عَجاجِ وعثِيرَ
والــقبــاع: الأحمق. وقبــاع بن ضبة كان من أحْمَقِ أهل زَمانِه، يضرب مَثَلاً لكل أحْمَقَ. ويقال: يا ابن قابعاءَ. ويا ابن قُبَــعَةَ، يوصف بالحُمْق. ومن النساء الــقُبَــعَةُ الطُّلَعَةُ: تَطْلُعُ مرةً وتَــقْبَــعُ أُخْرى فتَرجعُ. وقَبــيعَةُ السَّيفْ: التي على رأس القائِم، ورُبمَّا اتخذَت الــقَبــيعةُ من الفِضَّةِ على رأس السِّكيَّن. وقُبَــعُ: دُوَيِّبَّةٌ، يقال من دَوابِّ البَحْر، قال:
مأُبالي أن تَشَذَّرْتَ لنا ... عادِياً أم بالَ في البَحْرِ قُبَــعْ
وقَبَــعْتُ السِّقاء: إذا جَعَلَتْ رَأسهُ فيه وجَعَلتُ بَشَرتَه الداخِلةَ.
بعق: البُعاقُ: شدَّة الصَّوتِ. بَعَقَتِ الإبلُ بُعاقاً. والمَطَر الباعقُ: الذي يِفاجِئُكَ بشدةٍ، قال: تَبَعَّقَ فيه الوابلُ المُتَهطّلُ
والإنبعِاقُ: أن يَنْبِعقَ الشَّيء عليك مُفاجَأةً، قال أبو دُؤاد:
بَينمَا المَرْءُ آمناً راعه رائع ... حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعِاقَهْ
وقال:
تَيَّممْتُ بالكِدْيَوْنِ كيلا يَفُوتَني ... من المَقْلةِ البَيْضاء تَفريطُ باعِقِ
الباعِقُ: المُؤَذِّنُ إذا انْبَعَقَ بَصوْتهُ. والكِدْيَونُ يقال الثَّقيلُ من الدَّوابِّ. وبَعَقْتُ الإبلَ: نَحَرْتُها.
بقع: البَقَعُ: لَوْنٌ يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غراب أبقع، وكلب أبْقَعُ. والبُقْعَةُ: قِطعةٌ من أرض على غير هيئة التي على جَنْبِها. كل واحِدةٍ منها بُقْعةٌ، وجمعُها بقاعٌ وبُقَعٌ. والبَقيعُ: موضعٌ من الأرض فيه أرُومُ شَجَرٍ من ضُرُوبٍ شتى، وبه سُمِّيَ بَقيعُ الغَرْقَدِ بالمدينة والغَرْقُدُ: شَجَرٌ كان ينبت. هُناك، فبَقِيَ الاسمُ مُلازِماً للمَوْضِع وذَهَبَ الشجر. والباقِعَةُ: الدّاهِيةُ من الرجال. وبَقَعَتْهُمْ باقِعَةُ من البواقع: أي داهِيَةٌ من الدواهي.
وفي الحديث: يُوشِكُ أن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقعانُ أهْلِ الشّامِ
يُريدُ خَدَمُهُم لبياضهم، وشَبَّهَهُمْ بالشيء الأبْقَعِ الذي فيه بَياضٌ، يعني بذلك الروم والسودان.
عَــقِبُ كل شَيْء، وعَــقْبُــه، وعاقِبــته، وعاقِبــه، وعُــقْبَــتُهُ، وعُــقْبــاه، وعُــقْبــانه: آخِره، قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الْهُذلِيّ.
فإنْ كنتَ تَشْكُو مِن خَليل مَجَانَةً ... فَتلك الجَوَازِي عَــقْبُــها ونُصُورها
يَقُول: جَزَيتك بِمَا فعلت بِابْن عُوَيْمِر. وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا يَخافُ عُــقْبــاها) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يخَاف الله عزَّ وجلّ عَاقِبَــة مَا عمل، أَن يرجع عَلَيْهِ الْعَاقِبَــة، كَمَا نَخَاف نَحن، وَقَالُوا: العُــقَبَــى لَك فِي الْخَيْر: أَي الْعَاقِبَــة.
وَجمع العَــقِب والعَــقْب: أعقاب. لَا يُكسَّر على غير ذَلِك.
وعَــقِب الْقدَم وعَــقْبــها: مؤخرها، مُؤَنّثَة: مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: " نهى عَن عــقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يضع إليته على عَــقِبَــيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ ". وَجَمعهَا: أعْقاب، وأعْــقُب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
فُرْقَ المَقاديمِ قِصارُ الأعْــقُب
وعَــقَبَــهُ يَعْــقُبُــهُ عَــقْبــاً: ضرب عَــقِبَــه. وعُــقِبَ عَــقْبــاً: شكا عَــقِبَــه.
وعَــقِبُ النَّعْلِ: مؤخرها، أُنْثَى. ووطئوا عَــقِبَ فلَان: مَشوا فِي أَثَره. وولَّى على عَــقِبــه وعَــقِبَــيْه: إِذا أَخذ فِي وَجه ثمَّ انثنى.
والتَّعقيب: أَن ينْصَرف من أَمر أَرَادَهُ.
وَجَاء مُعَــقِّبــاً: أَي فِي آخر النَّهَار.
وجئتك فِي عَــقِب الشَّهر، وعَــقْبــه، وعَلى عَــقِبِــه: أَي لأيام بقيت مِنْهُ: عشرَة أَو أقل.
وَجئْت
فِي عُــقْب الشَّهْر، وعَلى عُــقْبــه، وعُــقُبــه، وعُــقْبــانه: أَي بعد مضيه. وَحكى الَّلحيانيّ: جئْتُك عُــقُبَ رَمَضَان: أَي آخِره. وَجئْت فلَانا على عُــقْب مَمَره، وعُــقُبِــه وعَــقِبــه، وعَــقْبــه، وعُــقْبــانه: أَي بعد مُرُور. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَتَيْتُك على عُــقُب ذَاك، وعُــقْب ذَاك، وعَــقِب ذَاك، وعَــقْب ذَاك، وعُــقْبــان ذَاك. وجئته عُــقْبَ قدومه: أَي بعده. وَحكى الَّلحيانيّ أَيْضا: صَلَّينا عُــقُبَ الظُّهْر، وصلَّينا أعقابَ الْفَرِيضَة تطوُّعا: أَي بعْدهَا. وعَــقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا جَاءَ بعده وَقد بَقِي من الأول شَيْء. وَقيل عَــقَب: إِذا جَاءَ بعده. وكل شَيْء جَاءَ بعد شَيْء وَخَلفه، فَهُوَ عَــقْبــه، كَمَاء الركيَّة، وهبوب الرّيح، وطيران القطا، وعدو الْفرس.
وَفرس ذُو عَــقِب وعَــقْب: أَي لَهُ جري بعد جري، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
على العَــقْب جَيَّاشٌ كأنّ اهتزامه ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ
وَفرس يعْقوب: ذُو عَــقْب. وَقد عَــقَبَ يَعْــقِبُ عَــقْبــا.
وَفرس مُعَــقِّبٌ فِي عَدْوه: يزْدَاد جودة. وعَــقَبَ الشيب يَعْــقِب ويَعْــقُب عَقُوبا، وعَــقَّب: جَاءَ بعد السَّواد.
والعَــقِب، والعَــقْب والعاقِبــة: ولد الرجل، وَولد وَلَده، الْبَاقُونَ بعده. وَقَول الْعَرَب: لَا عَــقِبَ لَهُ: أَي لم يبْق لَهُ ولد ذكر. وَقَوله تَعَالَى (وجَعَلَها كلِمةً باقَيةً فِي عَــقِبــه) : أَرَادَ: عَــقِب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، يَعْنِي لَا يزَال من وَلَده من يوحد الله تَعَالَى. والجميع أَيْضا: أعْقاب.
وأعْــقَبَ الرجل: إِذا ترك عَــقِبــا، يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد، فأعــقب مِنْهُم رجلَانِ: أَي تركا عَــقِبــا، ودرج وَاحِد. وَقَول طفيل الغنوي:
كريمةُ حُرّ الوجْهِ لم تَدْعُ هالِكا ... مِن القوْم هُلْكاً فِي غَدٍ غيرِ مُعْــقِبِ
يَعْنِي: انه إِذا هلك من قَومهَا سيد، جَاءَ سيد، فَهِيَ لم تندب سيدا وَاحِدًا لَا نَظِير لَهُ. أَي لَهُ نظراء من قومه.
وعَــقَب مَكَان أَبِيه يَعْــقُب عَــقْبــاً، وعَــقَّب: إِذا خلف، وَكَذَلِكَ عَــقَبَــه يَعْــقُبُــهُ عَــقْبــا. الأول لَازم، وَالثَّانِي مُتَعَدٍّ، وكل مَا خلف شَيْئا فقد عَــقَبــه، وعَــقَّبَــه.
وعَــقَبــوا من خلفنا، وعَــقَّبُــونا: أَتَوا، وأعْــقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا ذهب الأول، فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء، وَصَارَ الآخر مَكَانَهُ.
وأعْــقَبَــه نَدَماً وغَماًّ: أورثه إِيَّاه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أوْدَى بَنِيَّ وأعْــقَبــونِي حَسْرَةً ... بعد الرُّقادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
وعاقبَ بَين الشَّيْئَيْنِ: إِذا جَاءَ بِأَحَدِهِمَا مرّة وبالآخر مرّة.
والعاقِب: الَّذِي دون السَّيِّد. وَقيل: الَّذِي يخلفه. والعَاقِبُ: الآخر. وَفِي الحَدِيث: " أَنا العاقِب " أَي آخر الرُّسُل.
وَفُلَان يَسْتَقِي على عَــقِب آل فلَان: أَي فِي آثَارهم.
والمُعَــقِّب: الَّذِي يتبع عَــقِبَ الْإِنْسَان فِي حق، قَالَ لبيد:
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّوَاحِ وهاجَهُ ... طَلبُ المعَــقِّبِ حَقَّهُ المظْلومُ
وعَــقَّب عَلَيْهِ: كَرَّ وَرجع، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَّى مُدْبِراً وَلم يُعَــقَبْ) . وأعْــقَب عَن الشَّيْء: رَجَعَ. وأعْــقَب الرجل: رَجَعَ إِلَى خير.
وَقَول الْحَارِث بن بدر: " كنت مرَّة نُشْبه، وَأَنا الْيَوْم عُــقْبَــه ". فسره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: كنت مرَّة إِذا نشبت أَو عَلِقْتُ بِإِنْسَان، لَقِي مني شرا، فقد أعــقَبْــتُ الْيَوْم وَرجعت. وَقَالُوا: العُــقْبــى إِلَى الله: أَي الْمرجع.
والمُعَــقِّب: المنتظر. والمُعَــقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَة بعد غَزْوَة، ويسير سيرا بعد سير، وَلَا يُقيم فِي أَهله بعد القُفُول.
وعَــقَّب بِصَلَاة بعد صَلَاة، وغزاة بعد غزَاة: والى. وعَــقَّب فِي النَّافِلَة، بعد الْفَرِيضَة: كَذَلِك.
وعَــقَّب وأعْــقَب: إِذا فعل هَذَا مرّة، وَهَذَا مرّة.
وإبل مُعاقِبَــة: ترعى مرّة فِي حمض، وَمرَّة فِي خلة.
وعَــقَبَــتِ الْإِبِل من مَكَان إِلَى مَكَان: تَعْــقُبُ عَــقْبــا، وأعْــقَبَــتْ، كِلَاهُمَا: تحولت مِنْهُ إِلَيْهِ رعى.
والتَّعاقُب: الْورْد مرّة بعد مرّة.
والمِعْقاب: الَّتِي تَلد ذكرا ثمَّ أُنْثَى.
وعِــقبــةُ الْقَمَر: عودته. ابْن الْأَعرَابِي: عُــقْبــة الْقَمَر بِالضَّمِّ: نجم يقارن الْقَمَر فِي السّنة مرّة. قَالَ:
لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافُورَ لَّمتُهُ ... وَلَا الذَّرِيرةَ إِلَّا عُــقْبَــةَ القَمَرِ
هُوَ لبَعض بني عَامر، يَقُول: يفعل ذَلِك فِي الْحول مرّة. وَرِوَايَة الَّلحيانيّ: عِــقْبــة الْقَمَر بِالْكَسْرِ.
والتَّعاقُبُ والاعْتقابُ: التداول.
والعَقِيِب: كل شَيْء أعــقبَ شَيْئا. وهما يتعاقبــان، ويَعْتَــقِبــان: أَي إِذا جَاءَ هَذَا ذهب هَذَا.
وعَــقَبَ اللَّيل النَّهَار: جَاءَ بعده. وَذهب فلَان وعَــقَب فلَان بعد واعْتَــقَبــه، أَي خَلفه.
ومِعْــقَب: نجم يُتَعاقبُ عَلَيْهِ، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:
كَأَنَّهَا بينَ السُّجُوف مِعْــقَبُ أَو شادِنٌ ذُو بَهْجةٍ مُرَيَّبُ
وهما يُعَــقبــانِهِ، ويَعْتَــقِبــانِ عَلَيْهِ، ويتعاقبــان: يتعاونان. وَقَوله تَعَالَى: (لهُ مُعَــقِّبــاتٌ مِن بَينِ يَدَيْهِ وَمن خلفِه، يحْفَظونه مِن أمرِ اللهِ) : أَي للْإنْسَان مَلَائِكَة يَعْتَــقِبُــونَ، يَأْتِي بَعضهم بعَــقِب بعض، يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله: أَي مِمَّا أَمرهم الله بِهِ، كَمَا يَقُول: يَحْفَظُونَهُ عَن أَمر الله، وبأمر الله، لَا انهم يقدرُونَ أَن يدفعوا أَمر الله.
واعْتُــقِب بِخَير، وتُعُــقِّبَ: أَتَى بِهِ مرّة بعد مرّة. وأعْــقَبــه الله بِهِ خيرا. وَالِاسْم مِنْهُ: العُــقْبَــى، وَهُوَ شبه الْعِوَض.
واسْتَعْــقَب مِنْهُ خيرا أَو شرا: اعتاضه.
وتَعَــقَّب من أمره: نَدم.
وأعْــقَبَ الرجل: كَانَ عَقِيَبه. وأعــقبَ الْأَمر عَــقْبــا وعِــقْبِــانا، وعُــقْبــى، حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَدِيث: " مَا من جُرْعةٍ أحمدُ عُــقبَــى من جُرْعة غيظٍ مكْظومةٍ ".
وأُعْــقِب عِزُّه ذُلاّ: أبدل، قَالَ:
كمْ مِن عَزِيزٍ أُعْــقِبَ الذُّلَّ عِزُّه ... فأصبَح مَرْحوما وَقد كَانَ يُحْسَدُ
وأعْــقَبَ طَيَّ الْبِئْر بحجارة من وَرَائِهَا: نضدها. وكل طَرِيق بعضه خلف بعض: أعْقاب، كَأَنَّهَا منضودة عَــقْبــا على عَــقْب. قَالَ الشماخ فِي وصف طرائق الشَّحْم على ظهر النَّاقة:
إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ ... أعْقابُ نِيّ على الأثْباج مَنْضُودِ
والأعْقاب: الخزف الَّذِي يدْخل بَين الْآجر فِي طي الْبِئْر، لكَي يشْتَد. قَالَ كرَاع: لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعقَاب: الخزف بَين السافات، وَأنْشد فِي صفة الْبِئْر:
ذاتَ عِقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ
ويروى: " وذاتَ حَمّ "، أَرَادَ: وَذَات حَمْءٍ، ثمَّ اعْتقد إِلْقَاء حَرَكَة الْهمزَة على مَا قبــلهَا، فَقَالَ، وَذَات حَمٍ.
وَأكل أَكلَة أعْــقَبَــتْه سُقماً: أَي أورثته.
وعَــقَبَ الرجل فِي أَهله: بغاه بشر وَخَلفه. وعَــقَب فِي أثر الرجل بِمَا يكره، يَعْــقُبُ عَــقْبــا: كَذَلِك.
والعُــقْبَــةُ: قدر فرسخين. والعُــقْبــة أَيْضا: قدر مَا تسيره. وَالْجمع: عُــقَب. قَالَ:
خَوْداً ضِناكاً لَا تَمُدُّ العُــقَبــا
أَي إِنَّهَا لَا تسير مَعَ الرِّجَال لِأَنَّهَا لَا تحْتَمل ذَلِك، لنعمتها وترفها، كَقَوْل ذِي الرمة:
فَلم تستَطِع مَيٌّ مُهاوَاتَنا السُّرَى ... وَلَا ليلَ عِيْسٍ فِي البُرِينَ خَوَاضعُ
والعُــقْبَــةُ: الدُّولة. والعُــقْبــة أَيْضا: الْإِبِل يرعاها الرجل ويسقيها عُــقْبــته، أَي دولته، كَأَن الْإِبِل، سميت باسم الدولة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
إنَّ عَلىَّ عُــقْبَــةً أقْضِيها ... لسْتُ بناسيها وَلَا مُنْسيها
أَي أَنا أسوق عُــقْبَــتي، وأُحْسِن رعيها.
وَقَوله لست بناسيها وَلَا مُنسيها: يَقُول: لست بتاركها عَجزا، وَلَا بمؤخرها، فعلى هَذَا، إِنَّمَا أَرَادَ: وَلَا منسئها، فأبدل الْهمزَة يَاء، لإِقَامَة الردف. والعُــقْبــة: الْموضع الَّذِي يركب فِيهِ.
وتَعاقَبَ المسافران على الدَّابَّة: ركب كل وَاحِد مِنْهُمَا عُــقْبــة، وأعْــقَبــتُ الرجل، وعاقَبــتُهُ: ذَا ركب عُــقْبَــةً، وَركبت عُــقْبَــة.
والمُعاقَبــة: فِي الزِّحاف: أَي تحذف حرفا لثبات حرف، كَأَن تحذف الْبَاء من " مَفاعِيلُنْ "، وتبقي النُّون، أَو تحذف النُّون، وتبقي الْيَاء. وَهُوَ يَقع فِي جملَة شطور من شطور الْعرُوض.
واعْتَــقَبْــتُ فلَانا من الرّكُوب: أَي نزلت فَركب.
وعاقَبَ: راوح بَين رجلَيْهِ.
وعُــقْبَــة الطَّائِر: مَسَافَة مَا بَين ارتفاعه وانحطاطه. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:
وعَرُوبٍ غيرِ فاحِشَةٍ ... قَدْ مَلَكْتُ وُدَّها حِــقَبَــا ثُمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنا ... كُلُّ حَيٍّ مُعْــقَبٌ عُــقَبــا
معنى قَوْله: مُعْــقَب: أَي يصير إِلَى غير حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.
وتَعَــقَّب الْخَبَر: تتبعه. وَفِي الْأَمر مُعَــقَّب أَي تَعَــقُّب. قَالَ طفيل:
مَغاويرُ من آل الوَجيهِ ولاحِقٍ ... عَناجيجُ فِيهَا للأريب مُعَــقَّبُ
وَقَوله: (لَا مُعَــقِّبَ لحُكمِه) : أَي لَا راد لقضائه.
واعْتَــقَبَ الرجل خيرا أَو شرا بِمَا صنع: كافأه بِهِ.
وعاقبــه بِذَنبِهِ مُعاقبَــة وعِقابا: أَخذه بِهِ. وَالِاسْم العُقوبة.
والعَــقْبُ والمُعاقب، الْمدْرك بالثأر. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن عاقَبْــتُمْ فعاقِبُــوا بمثلِ مَا عُوقِبْــتمْ بِهِ) . وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
وَنحن قَتلنا بالمُخارِق فارِسا ... جزاءَ العُطاسِ لَا يموتُ المُعاقِبُ
أَي لَا يَمُوت ذكر ذَلِك المعاقب بعد مَوته. وَقَوله: " جَزَاءَ العُطاس ": أَي عجَّلنا إِدْرَاك الثأر قدر مَا بَين التَّشميت والعُطاس.
وأعــقبــهُ على مَا صنع: جازاه.
وعُــقْب كل شَيْء وعُــقْبــاه، وعُــقْبــانُه، وعاقبــته: خاتمته. والعُــقْبَــى: الْمرجع.
وعَــقَبَ الرجل يَعْــقُب عَــقْبــا: طلب مَالا أَو غَيره.
وعُــقبــةُ القِدْر: مَا التزق بأسفلها من تابل وَغَيره. والعُــقبــة: مَرَقة ترد فِي الْقدر المستعارة. وأعْــقَب الرجل: رد إِلَيْهِ ذَلِك، قَالَ الْكُمَيْت:
وحارَدَتِ النُّكد الجِلادُ وَلم يكُنْ ... لعُــقْبــةِ قِدْرِ المستعيرينَ مُعْــقِبُ
والمُعَــقِّبــاتُ: الحَفَظَة، من قَوْله عز وَجل: (لهُ مُعَــقِّبــاتٌ مِن بينِ يدَيهِ ومِن خَلْفِهِ) . وَقَرَأَ بعض الْأَعْرَاب: " لَهُ مَعاقِيبُ ".
والعَــقَبــة: طَرِيق فِي الْجَبَل وعرٌ. وَالْجمع: عَــقَبٌ، وعِقاب. والعُقاب: طَائِر من الْعتاق، مُؤَنّثَة. وَقيل: العُقاب: يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى، وَالْجمع أعْــقُب، وأعْــقِبــة. عَن كرَاع، وعِــقْبــان. وعَقابينُ: جمع الْجمع. قَالَ:
عَقابِينُ يوْمَ الدَّجْنِ تَعْلو وتَسْفُل
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: من العِــقبــان عِــقبــانٌ تسمَّى عِــقْبــانَ الجرذان، لَيست بسود، وَلكنهَا كُهْب، وَلَا ينْتَفع بريشها إِلَّا أَن يرتاش بِهِ الصّبيان الجماميح. والعُقاب: الْحَرْب. عَن كرَاع. والعُقاب: علم ضخم، يشبه بالعُقاب من الطير، وَهِي مُؤَنّثَة أَيْضا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وَلَا الراحُ راحُ الشَّام جَاءَت سَبِيئَةً ... لَهَا غايةٌ تُهْدِي الكِرامَ عُقابُها
عُقابها: غايتها. وَحسن تكريره لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، وَجَمعهَا: عِــقْبــان. والعُقاب: فرس مرداس بن جَعونَة. والعُقاب: صَخْرَة ناتئة فِي الْبِئْر: وَرُبمَا قَامَ عَلَيْهَا المسقى، أُنْثَى، وَالْجمع كالجمع، وَقد عَــقَّبــها: سوّاها. والعُقاب مرقى فِي عرض الْجَبَل. والعُقابان: خشبتان يشبح الرجل بَينهمَا الْجلد. والعُقابُ: خيط صَغِير يدْخل فِي خرتي حلقتي القرط، يشد بِهِ. وعَــقَبَ القرط: شده بِهِ، قَالَ:
كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوب ... عَلى دَباة أوْ عَلى يَعْسُوب
والمِعْــقَب: القرط. عَن ثَعْلَب.
واليَعْقوب: الذّكر من الحجل والقطا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ ذكر الــقبــج. فَلَا ادري مَا عَنى بالــقبــج؟ الحجل أم القطا، أم الكروان؟ والأعرف الــقبــج: الحجل. وَقيل: اليَعاقيب من الْخَيل: سميت بذلك تَشْبِيها بيعاقيب الحجل، لسرعتها. وَقَول سَلامَة:
ولَّى حَثيثا وَهَذَا الشيبُ يتبَعهُ ... لَو كَانَ يُدركه رَكْضُ اليَعاقيبِ
قيل: يَعْنِي اليعاقيب من الْخَيل. وَقيل: ذُكُور الحجل. واعْتَــقَبَ الشَّيْء: حَبسه عِنْده. وَمِنْه قَول إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: " المُعْتَــقب ضَامِن لما اعْتَــقَب "، يُرِيد: أَن البَائِع إِذا بَاعَ شَيْئا، ثمَّ مَنعه المشتي حَتَّى يتْلف عِنْد البَائِع: فقد ضمن.
وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقوبتَه وعِرْضَه ". عُقُوبَته: حَبسه. وَعرضه: شكايته. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ.
وعِــقبــة السَّرو والجَمال وَالْكَرم، وعُــقْبَــته، وعُــقْبُــه، كلُّه: أَثَره وهيئته. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَي سيماه وعلامته. قَالَ: وَالْكَسْر أَجود.
والعِــقْبــة: الوشي، كالعِقْمة. وَزعم يَعْقُوب أَن الْبَاء بدل الْمِيم. وَقَالَ الَّلحيانيّ: العِــقْبــة: ضرب من ثِيَاب الهودج موشى.
والعَــقَب من كل شَيْء: عَصَب المَتْنَين، والسَّاقين، والوظيفين. واحدته: عَــقَبــة. وَقد يكون فِي جَنْبي الْبَعِير. وَفرق مَا بَين العَــقَب والعَصَب: أَن العَصَب يضْرب إِلَى الصُّفْرة، والعَــقَب يضْرب إِلَى الْبيَاض، وَهُوَ أصلبهما وأمتنهما. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَــقَب: عَــقَب المتنين، من الشَّاة وَالْبَعِير والناقة وَالْبَقَرَة.
وعَــقَب الشَّيْء يَعْــقِبُــه ويَعْــقُبُــه عَــقْبــاً، وعَــقَّبــه: شده بِعَــقَب. وعَــقَب الخوق يَعْــقُبــه عَــقْبــاً: خَافَ أَن يزِيغ، فشده بعَــقَبٍ. قَالَ:
كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المعُقوبِ
عَلى دَباة أَو على يَعْسُوبِ
وَقد تقدم انه من العُقاب. وعَــقَب قِدحَهُ يَعْــقُبُــه عَــقْبــا: انْكَسَرَ فشده بعــقَب. وَكَذَلِكَ مَا انْكَسَرَ فشدَّ بعَــقَب.
وعَــقَبَ فلَان يَعْــقُبُ عَــقْبــاً: إِذا طلب مَالا أَو شَيْئا غَيره.
وَقَالُوا: لَو كَانَ لَهُ عَــقْبٌ لتكَلَّم: أَي لَو كَانَ لَهُ جَوَاب.
وعَــقِبَ النَّبت عَــقْبــاً: دق عوده، واصفر ورقه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والعُقَيب، مخفَّف الْيَاء: مَوضِع.
وعَــقِب: مَوضِع أَيْضا. أنْشد أَبُو حنيفَة:
حَوَّزَها مِن عَــقِب إِلَى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبانٍ ويَبليسِ مُنْقَفِعْ ومُعَــقِّب: مَوضِع. قَالَ:
رَعَتْ بمُعَــقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتا ... إطارَ نسيلَها عَنْهَا فَطارَا
والعُقَيب: طَائِر، لَا يُستعمل إِلَّا مُصغَّرا.
وَكفر تِعْقاب، وكَفْر عاقِب: موضعان.
وَرجل عِــقَّبَــان: غليظ. عَن كرَاع. قَالَ: والجميع: عِــقْبــان. قَالَ: وَلست من هَذَا الْحَرْف على ثِقَة.
وَيَعْقُوب: اسْم إِسْرَائِيل أبي يُوسُف عَلَيْهِمَا السَّلَام.
ونِيق العُقاب: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة.
ونَجْد العُقاب: مَوضِع بِدِمَشْق. قَالَ الأخطل:
وَيَا مَنَّ عَن نجْد العُقاب وياسَرَتْ ... بِنَا العيسُ عَن عَذْرَاءِ دارِ بني الشَّجْبِ
عــقب: عَــقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَــقْبُــه، وعاقِـبــتُه، وعاقِـبُــه، وعُــقْبَــتُه،
وعُــقْبــاهُ، وعُــقْبــانُه: آخِرُه؛ قال خالدُ ابن زُهَيْر الـهُذلي:
فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً، * فتِلْكَ الجوازِي عُــقْبُــها ونُصُورُها
يقول: جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر. والجمعُ: العَواقِبُ والعُــقُبُ.
والعُــقْبــانُ، والعُــقْبَـــى: كالعاقبــةِ، والعُــقْبِ. وفي التنزيل: ولا يَخافُ عُــقْبــاها؛ قال ثعلب: معناه لا يَخافُ اللّهُ، عز وجل، عاقِـبــةَ ما
عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في العاقبــةِ، كما نَخافُ نحنُ.
والعُــقْبُ والعُــقُبُ: العاقبــةُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ومِنْه قوله تعالى:
هو خَيْرٌ ثواباً، وخَيْرٌ عُــقْبــاً أَي عاقِـبــةً.
وأَعْــقَبــه بطاعته أَي جازاه.
والعُــقْبَـــى جَزاءُ الأَمْر. وقالوا: العُــقبـــى لك في الخَيْر أَي العاقبــةُ. وجمع العَــقِبِ والعَــقْبِ: أَعقابٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
الأَزهري: وعَــقِبُ القَدَم وعَــقْبُــها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه؛ وثلاثُ
أَعْــقُبٍ، وتجمع على أَعْقاب.
وفي الحديث: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً، فقال: انْظُري إِلى عَــقِـبَــيْها، أَو عُرْقُوبَيها؛ قيل: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَــقِـبــاها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. وفي الحديث: نَهَى عن عَــقِبِ الشيطانِ، وفي
رواية: عُــقْبــةِ الشيطانِ في الصلاة؛ وهو أَن يَضَعَ أَلْـيَتَيْه على
عَــقِـبَــيْه، بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ. وقيل: أَن يَترُكَ عَــقِـبَــيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ، وجمعُها أَعْقابٌ، وأَعْــقُبٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فُرْقَ الـمَقاديمِ قِصارَ الأَعْــقُبِ
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي؛ لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ، ولا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، ولا تُقْعِ على عَــقِـبَــيْك في الصلاة، فإِنها عَــقِبُ الشيطان، ولا تَعْبَثْ
بالـحَصَى وأَنت في الصلاة، ولا تَفْتَحْ على الإِمام.
وعَــقَبَــه يَعْــقُبُــه عَــقْبــاً: ضَرَب عَــقِـبَــه. وعُــقِبَ عَــقْبــاً: شَكا عَــقِـبَــه. وفي الحديث: وَيْلٌ للعَــقِبِ من النار، ووَيْلٌ للأَعْقابِ من النار؛ وهذا يَدُلُّ على أَن الـمَسْحَ على القَدَمَيْن غيرُ جائز، وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين، لأَنه، صلى اللّه عليه وسلم، لا يُوعِدُ بالنار، إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه، وهو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم. قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ العَــقِبَ بالعذاب، لأَنه العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ، وقيل: أَراد صاحبَ العَــقِب، فحذف المضاف؛
وإِنما قال ذلك لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في
الوضوءِ.وعَــقِبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثى. ووَطِئُوا عَــقِبَ فلانٍ:
مَشَوْا في أَثَرِه.
وفي الحديث: أَن نَعْلَه كانتْ مُعَــقَّبــةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً.
الـمُعَــقَّبــةُ: التي لها عَــقِبٌ. ووَلَّى على عَــقِـبِــه، وعَــقِـبَــيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى. والتَّعْقِـيبُ: أَن يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده.
وفي الحديث: لا تَرُدَّهم على أَعْقابِهِم أَي إِلى حالتهم الأُولى من
تَرْكِ الـهِجْرَةِ. وفي الحديث: ما زالُوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي
راجعين إِلى الكفر، كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم.
وجاءَ مُعَــقِّبــاً أَي في آخرِ النهارِ.
وجِئْتُكَ في عَــقِبِ الشهر، وعَــقْبِــه، وعلى عَــقِـبِــه أَي لأَيامٍ بَقِـيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ في عُــقْبِ الشهرِ، وعلى عُــقْبِــه، وعُــقُبِــه، وعُــقْبــانِه أَي بعد مُضِـيِّه كلِّه. وحكى اللحياني: جِئتُك عُــقُبَ
رمضانَ أَي آخِرَه. وجِئْتُ فلاناً على عَــقْبِ مَمَرِّه، وعُــقُبــه،
وعَــقِبِــه، وعَــقْبِــه، وعُــقْبــانِه أَي بعد مُرورِه. وفي حديث عمر: أَنه سافر في عَــقِب رمضانَ أَي في آخره، وقد بَقِـيَتْ منه بقية؛ وقال اللحياني: أَتَيْتُك على عُــقُبِ ذاك، وعُــقْبِ ذاك، وعَــقِبِ ذاكَ، وعَــقْبِ ذاكَ، وعُــقْبــانِ ذاك، وجِئتُكَ عُــقْبَ قُدُومِه أَي بعده.
وعَــقَبَ فلانٌ على فلانة إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها.
والـمُعَــقِّبُ: الذي أُغِـيرَ عليه فَحُرِب، فأَغارَ على الذي كان
أَغارَ عليه، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس:
يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ، ويُرْ * ضِـيك عِقاباً إِنْ شِـيتَ أَو نَزَقا
قال: عِقَاباً يُعَــقِّبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى؛ قال:
وقالوا عِقاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ؛ وقال الأَزهري: هو جمع عَــقِبٍ.
وعَــقَّبَ فلانٌ في الصلاة تَعْقيباً إِذا صَلَّى، فأَقامَ في موضعه
ينتظر صلاةً أُخرى. وفي الحديث: من عَــقَّبَ في صلاةٍ، فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه، بعدما يَفرُغُ من الصلاة؛ ويقال: صلَّى القَوْمُ وعَــقَّبَ فلان. وفي الحديث: التَّعْقيبُ في المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات. وحكى اللِّحْيانيُّ: صلينا عُــقُبَ الظُّهْر، وصلينا أَعقابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها.
وعَــقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده، وقد بَقِـيَ من الأَوَّل شيءٌ؛ وقيل:
عَــقَبَــه إِذا جاءَ بعده. وعَــقَبَ
هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، ولم يَبْقَ منه شيء. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء، وخَلَفَه، فهو عَــقْبُــه، كماءِ الرَّكِـيَّةِ، وهُبوبِ الريح، وطَيَرانِ القَطا، وعَدْوِ الفَرس.
والعَــقْبُ، بالتسكين: الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل؛ تقول: لهذا
الفرس عَــقْبٌ حَسَن؛ وفَرَسٌ ذُو عَــقِب وعَــقْبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:
على العَــقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، * إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ، غَلْيُ مِرْجَل(1)
(1 قوله «على العــقب جياش إلخ» كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.)
وفرسٌ يَعْقوبٌ: ذو عَــقْبٍ، وقد عَــقَبَ يَعْــقِبُ عَــقْبــاً. وفرس
مُعَــقِّبٌ في عَدْوِه: يَزْدادُ جودةً. وعَــقَبَ الشَّيْبُ يَعْــقِبُ ويَعْــقُبُ
عُقُوباً، وعَــقَّبَ: جاءَ بعد السَّوادِ؛ ويُقال: عَــقَّبَ في الشَّيْبِ
بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ.
والعَــقِبُ، والعَــقْبُ، والعاقِـبــةُ: ولَدُ الرجلِ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة. وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبــةٌ أَي ليس له ولَد؛ وقولُ العَرَبِ: لا عَــقِبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر؛ وقوله تعالى: وجَعَلَها كَلمةً باقِـيَةً في عَــقِـبِــه، أَرادَ عَــقِبَ إِبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه. والجمع: أَعقاب.
وأَعْــقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَــقِـبــاً أَي ولداً؛ يقال: كان له
ثلاثةُ أَولادٍ، فأَعْــقَبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا عَــقِـبــاً، ودَرَجَ
واحدٌ؛ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ:
كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لم تَدْعُ هالِكاً * من القَومِ هُلْكاً، في غَدٍ، غيرَ مُعْــقِبِ
يعني: أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ، جاءَ سَيِّدٌ، فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه. وذهب فلانٌ فأَعْــقَبــه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثْلُ عَــقَبــه.
وعَــقَبَ مكانَ أَبيه يَعْــقُب عَــقْبــاً وعاقِـبــة، وعَــقَّبَ إِذا خَلَف؛ وكذلك عَــقَبَــه يَعْــقُبُــه عَــقْبــاً، الأَوّل لازم، والثاني مُتَعَدّ، وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبــةٌ، وعاقِبٌ له؛ قال: وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْــقَبَــه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثلُ عَــقَبــه؛ ويقال لولد الرجل: عَــقِبُــه وعَــقْبُــه، وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَــقْبُــه، وكل ما خَلَف شيئاً، فقد عَــقَبَــه، وعَــقَّبــه. وعَــقَبُــوا من خَلْفِنا، وعَــقَّبُــونا: أَتَوا. وعَــقَبُــونا من خَلْفِنا،
وعَــقَّبُــونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا. وأَعْــقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ، فلم يَبْقَ منه شيءٌ، وصارَ الآخَرُ مكانَه.
والـمُعْــقِبُ: نَجْمٌ يَعْــقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده. وأَعْــقَبَــه نَدَماً وغَمّاً: أَوْرَثَه إِياه؛ قال أَبو ذُؤَيْب:
أَودَى بَنِـيَّ وأَعْــقَبُــوني حَسْرَةً، * بعدَ الرُّقادِ، وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ
ويقال: فَعَلْتُ كذا فاعْتَــقَبْــتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَــتِه
ندامةً. ويقال: أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْــقَبَــتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه.
ويقال: لَقِـيتُ منه عُــقْبــةَ الضَّبُع، كما يقال: لَقيتُ منه اسْتَ
الكَلْب أَي لقِـيتُ منه الشِّدَّة.
وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، وبالآخَر أُخْرَى.
ويقال: فلان عُــقْبَــةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم. ويقال للرجل
إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام: لو كان له
عَــقْبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ.
والعاقِبُ: الذي دُون السَّيِّدِ؛ وقيل: الذي يَخْلُفُه. وفي الحديث:
قَدِمَ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، نَصارى نَجْرَانَ: السَّيِّدُ
والعاقِبُ؛ فالعاقِبُ: مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بعده. والعاقِبُ والعَقُوبُ:
الذي يَخْلُف من كان قبــله في الخَيْرِ. والعاقِبُ: الآخر. وقيل:
السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، وأَصحاب مراتبهم، والعاقبُ يتلو السيد. وفي الحديث: أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل؛ وقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لي خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، وأَنا أَحمدُ، والـمَاحِـي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِـي، والعاقِبُ؛ قال أَبو عبيد: العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء؛ وفي المحكم: آخرُ الرُّسُل.وفلانٌ يَسْتَقي على عَــقِبِ آلِ فُلان أَي في إِثْرهم؛ وقيل: على عُــقْبــتهم أَي بَعْدَهم.
والعَاقِبُ والعَقُوب: الذي يَخْلُف مَنْ كان قبــله في الخَيْر.
والـمُعَــقِّبُ: الـمُتَّبِـعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه. وذهب فلانٌ وعَــقَّبَ فلانٌ بعْدُ، وأَعْــقَب. والـمُعَــقِّبُ: الذي يَتْبَعُ عَــقِبَ الإِنسانِ في حَقٍّ؛ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ:
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ، وهاجَهُ * طَلَبُ الـمُعَــقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ
وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله: عَــقَّبَ في الأَمْر إِذا
تَرَدَّد في طلبه مُجِدّاً، وأَنشده؛ وقال: رفع المظلوم، وهو نعتٌ
للـمُعَــقِّبِ، على المعنى، والـمُعَــقِّبُ خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل. ويقال أَيضاً: الـمُعَــقِّبُ الغَريمُ الـمُماطل. عَــقَّبَــني حَقِّي أَي مَطَلَني، فيكون المظلومُ فاعلاً، والـمُعَــقِّبُ مفعولاً. وعَــقَّبَ عليه: كَرَّ ورَجَع. وفي التنزيل: وَلَّى مُدْبراً ولم يُعَــقِّبْ.
وأَعْــقَبَ عن الشيءِ: رَجَعَ. وأَعْــقَبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلى خَيْر.
وقولُ الحرث بن بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُــقْبــه؛ فسره ابن
الأَعرابي فقال: معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان
لَقِـيَ مني شَرّاً، فقد أَعْــقَبْــتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْــقَبْــتُ منه ضَعْفاً.
وقالوا: العُــقْبَـــى إِلى اللّه أَي الـمَرْجِـعُ.
والعَــقْبُ: الرُّجُوع؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّ صِـياحَ الكُدْرِ، يَنْظُرْنَ عَــقْبَــنا، * تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ
معناه: يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا.
والـمُعَــقِّبُ: الـمُنْتَظِرُ. والـمُعَــقِّبُ: الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ، ولا يُقِـيمُ في أَهله بعد القُفُولِ.وعَــقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، وغَزاةٍ بعد غزاةٍ: وَالى. وفي الحديث:
وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْــقُبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ الغَزوُ بينهم
نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانيةً،
حتى تَعْــقُبَــها أُخْرى غيرُها. ومنه حديث عمر: أَنه كان يُعَــقِّبُ
الجيوشَ في كل عام.
وفي الحديث: ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن؛ إِلا أَنها كانت
عُــقَبــاً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة، فهم يَتَعاقبُــونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. ويقال للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ، وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ، فيعودُ إِلى غريمه في تقاضيه. مُعَــقِّبٌ؛ وأَنشد بيت لبيد:
طَلَبُ الـمُعَــقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ
والـمُعَــقِّبُ: الذي يَكُرُّ على الشيءِ، ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ، وهو قول سلامة بن جَنْدل:
إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَــقَّبــا
أَي غَزا غَزوةً أُخْرى. وعَــقَّبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك.
وفي حديث أَبي هريرة: كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَــقِـبــونَ الليل
أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة.
وفي حديث أَنس بن مالك: أَنه سُئِلَ عن التَّعْقِـيبِ في رَمَضانَ،
فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت. وفي التهذيب: فقال إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه، أَو شَرٍّ يَخافُونَه. قال ابن الأَثير:
التَّعْقِـيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً، ثم تَعُودَ فيه؛ وأَراد به ههنا صلاةَ
(يتبع...)
(تابع... 1): عــقب: عَــقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَــقْبُــه، وعاقِـبــتُه، وعاقِـبُــه، وعُــقْبَــتُه،... ...
النافلة، بعد التراويح، فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا في المسجد، وأَحَبَّ أَن يكون ذلك في البيوت. وحكى الأَزهري عن إِسحق بن راهويه: إِذا صَلَّى الإِمامُ في شهر رمضان بالناس تَرْويحةً، أَو تَرويحتين، ثم قام الإِمام من آخر الليل، فأَرسل إِلى قوم فاجْتمعوا فصَلى بهم بعدما ناموا، فإِن ذلك جائز إِذا أَراد به قيامَ ما أُمِرَ أَن يُصَلى من التَّرويح، وأَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرويحات، وأَهلُ العراق عليه. قال: فاما أَن يكون إِمام صلى بهم أَوَّلَ الليل الترويحات، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ الليل ليُصليَ بهم جماعةً، فإِن ذلك مكروه، لما روي عن أَنس وسعيد بن جبير من كراهيتهما التَّعْقِـيبَ؛ وكان أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا في بُيوتهم. وقال شمر: التَّعْقِـيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلاً من صلاة أَو غيرها، ثم يعود فيه من يومه؛ يقال: عَــقَّبَ بصلاة بعد صلاة، وغزوة بعد غزوة؛ قال: وسمعت ابن الأَعرابي يقول: هو الذي يفعلُ الشيءَ ثم يَعُود إِليه ثانيةً. يقال: صَلى من الليل ثم عَــقَّبَ، أَي عاد في تلك الصلاة. وفي حديث عمر: أَنه كان يُعَــقِّبُ الجُيوشَ في كل عام؛ قال شمر: معناه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَثُ آخرين يُعاقِـبُــونَهم.
يقال: عُــقِّبَ الغازيةُ بأَمثالهم، وأُعْــقِـبُــوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم.
والتَّعْقِـيبُ: أَن يَغْزُوَ الرجلُ، ثم يُثَنِّي من سَنَته؛ قال طفيل
يصف الخيل:
طِوالُ الـهَوادي، والـمُتُونُ صَلِـيبةٌ، * مَغاويرُ فيها للأَميرِ مُعَــقَّبُ
والـمُعَــقَّبُ: الرجلُ يُخْرَجُ (1)
(1 قوله «والمعــقب الرجل يخرج إلخ» ضبط المعــقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعــقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه.) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً؛ ومنه قوله:
وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني، * وإِنْ تَلْتَمِسْني في الـحَوانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لا أَكونُ مُعَــقَّبــاً. وعَــقَّبَ وأَعْــقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً، وهذا مَرَّةً.
والتَّعْقِـيبُ في الصَّلاةِ: الجلوسُ بعد أَن يَقْضِـيَها لدُعاءٍ أَو مَسْـأَلة.
وفي الحديث: من عَــقَّبَ في صلاة، فهو في الصلاةِ.
وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها تَعْقِـيبٌ أَي استثناء. وأَعْــقَبَــه
الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوْقاتٍ؛ قال امرؤُ القيس يصف فرساً:
ويَخْضِدُ في الآريّ، حَتى كأَنـَّه * به عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غيرُ مُعْــقِبِ
وإِبلٌ مُعاقِـبــةٌ: تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ، ومرةً في خُلَّةٍ. وأَما
التي تَشْرَبُ الماءَ، ثم تَعُودُ إِلى الـمَعْطَنِ، ثم تَعُودُ إِلى الماءِ، فهي العواقِبُ؛ عن ابن الأَعرابي. وعَــقَبَــتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى
مكانٍ تَعْــقُبُ عَــقْبــاً، وأَعْــقَبَــتْ: كلاهما تحوّلَتْ
منه إِليه تَرْعَى. ابن الأَعرابي: إِبلٌ عاقِـبــةٌ تَعْــقُب في مَرْتَعٍ بعد الـحَمْضِ، ولا تكون عاقبــةً إِلا في سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثم الـحَمْضَ. قال: ولا تكون عاقِـبــةً في العُشْبِ.
والتَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة.
والـمُعَــقِّبــاتُ: اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل الـمُعْتَرِكاتِ على الـحَوْض، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى، وهي الناظراتُ العُــقَبِ.
والعُــقَبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت، فذلك عُــقْبَــتُها.
وعُــقْبَــةُ الماشية في الـمَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُــقْبــةً، ثم تُحَوَّل إِلى الـحَمْضِ، فالـحَمْضُ عُــقْبَــتُها؛ وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الـحَمْض إِلى الخُلَّة، فالخُلَّة عُــقْبَــتُها؛ وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم:
أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُــقْبَــتُه * من لائحِ الـمَرْوِ، والـمَرعى له عُــقَبُ
وقد تقدّم.
والـمِعْقَابُ: المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى.
ونخلٌ مُعاقِـبــةٌ: تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر.
وعِــقْبــةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بالكسر. ويقال: عَــقْبــةُ، بالفتح، وذلك
إِذا غاب ثم طَلَع. ابن الأَعرابي: عُــقْبَــةُ القمر، بالضم، نَجْمٌ يُقارِنُ
القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً؛ قال:
لا تَطْعَمُ الـمِسْكَ والكافورَ، لِـمَّتُه، * ولا الذَّريرَةَ، إِلا عُــقْبــةَ القَمَرِ
هو لبعض بني عامر، يقول: يَفْعَلُ ذلك في الـحَوْلِ مَرَّةً؛ ورواية
اللحياني عِــقْبَــة، بالكسر، وهذا موضع نظر، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة. وما أَعلم ما معنى قوله: يُقارن القمر في كل سنة مرة. وفي الصحاح يقال: ما يَفْعَلُ ذلك إِلا عُــقْبــةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً.
والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ: التَّداوُل.
والعَقِـيبُ: كلُّ شيءٍ أَعْــقَبَ شيئاً.
وهما يَتَعاقَبــانِ ويَعْتَــقِـبــانِ أَي إِذا جاءَ هذا، ذَهَب هذا، وهما يَتَعاقَبــانِ كلَّ الليل والنهار، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبــانِ، وهما
عَقيبان، كلُّ واحدٍ منهما عَقِـيبُ صاحبه.
وعَقِـيبُك: الذي يُعاقِـبُــك في العَمَل، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. وفي حديث شُرَيْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها، وهو رَفْسُها، كانَ لا يُلْزِمُ صاحِـبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِـعَ ذلك رَمْحاً. وعَــقَبَ الليلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. وعاقَبــه أَي جاءَ بعَــقِـبــه، فهو مُعاقِبٌ وعَقِـيبٌ أَيضاً؛ والتَّعْقِـيبُ مثله. وذَهَبَ فلانٌ وعَــقَبَــهُ فلانٌ بعدُ، واعْتَــقَبَــه أَي خَلَفَه. وهما يُعَــقِّبــانِه ويَعْتَــقِـبــانِ عليه ويَتَعاقَبــانِ: يَتَعاونانِ عليه. وقال أَبو عمرو: النَّعامَةُ تَعْــقُبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى، فمرَّةً تأْكل الآءَ، ومَرة التَّنُّوم، وتَعْــقُبُ بعد ذلك في حجارة الـمَرْوِ، وهي عُــقْبَــته، ولا يَغِثُّ عليها شيء من الـمَرْتَع، وهذا معنى قول ذي الرمة:
................... وعُــقْبَــتُه * من لائِحِ الـمَرْوِ، والـمَرْعَى له عُــقَبُ
وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة.
واعْتَــقَبَ بخير، وتَعَــقَّبَ: أَتى به مرَّةً بعد مرة. وأَعْــقَبــه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً؛ والاسم منه العُــقْبَـــى،
وهو شِـبْهُ العِوَضِ، واسْتَعْــقَبَ منه خيراً أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَعْــقَبَــه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله. وهو بمعنى قوله:
ومَنْ أَطاعَ فأَعْــقِـبْــه بطاعَتِه، * كما أَطاعَكَ، وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
وأَعْــقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير.
واسْتَعْــقَبْــتُ الرجلَ، وتَعَــقَّبْــتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته.
وتقول: أَخَذْتُ من أَسِـيري عُــقْبــةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً. وفي
الحديث: سَـأُعْطيكَ منها عُــقْبَــى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطلاق. وفي حديث الضيافة: فإِن لم يَقْرُوه، فله أَن يُعْــقِـبَــهُم بمثْل قِراهُ أَي
يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى. وهذا في الـمُضْطَرِّ
الذي لا يَجِدُ طعاماً، ويخاف على نفسه التَّلَفَ.
يقال: عَــقَبَــهم وعَــقَّبــهم، مُشَدَّداً ومخففاً، وأَعْــقَبَــهم إِذا أَخذ منهم عُــقْبَـــى وعُــقْبــةً، وهو أَن يأْخذ منهم بدلاً عما فاته. وتَعَــقَّبَ من أَمره: نَدِمَ؛ وتقول: فعلتُ كذا فاعْتَــقَبْــتُ منه ندامة أَي وجدْتُ في عاقبــته ندامة. وأَعْــقَبَ الرجلَ: كان عَقِـيبَه؛ وأَعْــقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً وعُــقْبــاناً(1)
(1 قوله «وعــقبــاناً» ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً. وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء، وبالجملة فشرحه غير محرر.) وعُــقْبَـــى حسَنةً أَو سيئة. وفي الحديث: ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُــقْبَـــى مِن جَرْعَةِ
غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ؛ وفي رواية: أَحمد عُــقْبــاناً أَي عاقبــة. وأُعْــقِبَ
عِزُّه ذُلاًّ: أُبْدِلَ؛ قال:
كم من عزيزٍ أُعْــقِبَ الذُّلَّ عِزُّه، * فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، وقد كان يُحْسَدُ
ويقال: تَعَــقَّبْــتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة.
ويقال: أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فعَــقَبَ بخير منه؛ وأَنشد:
فَعَــقَبْــتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ
ويقال: رأَيتُ عاقبــةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْــقُبُ بعضُها
بعضاً، تَقَعُ هذه فتطير، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِـعَ الأُولى.
وأَعْــقَبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها: نَضَدَها. وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ: أَعْقابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَــقْبــاً على عَــقْبٍ؛ قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة:
إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ * أَعقابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ
والأَعْقابُ: الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر، لكي
يَشْتَدَّ؛ قال كُراع: لا واحد له. وقال ابن الأَعرابي: العُقابُ
الخَزَفُ بين السافات؛ وأَنشد في وصف بئر:
ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ
ويُروى: وذاتَ حَمّ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبــلها، فقال: وذاتَ حَمّ.
وأَعقابُ الطَّيِّ: دوائرُه إِلى مؤَخَّره. وقد عَــقَّبْــنا الرَّكِـيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ حجر. والعُقابُ: حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل. وعَــقَبْــتُ الرجلَ: أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ
مني، وأَنا أَعْــقُب، بضم القاف، ويقال: أَعْــقَبَ عليه يَضْرِبُه.
وعَــقَبَ الرَّجُلَ في أَهله: بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه. وعَــقَبَ في أَثر
الرجل بما يكره يَعْــقُبُ عَــقْبــاً: تناوله بما يكره ووقع فيه.
والعُــقْبــةُ: قدرُ فَرسخين؛ والعُــقْبَــةُ أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِـيرُه،
والجمعُ عُــقَبٌ؛ قال:
خَوْداً ضِناكاً لا تَسِـير العُــقَبــا
أَي إِنها لا تَسير مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها
وتَرَفِها؛ كقول ذي الرمة:
فلم تَسْتَطِـعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، * ولا لَيْلَ عِـيسٍ في البُرِينَ خَواضِـعُ
والعُــقْبــةُ: الدُّولةُ؛ والعُــقْبــةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُــقْبَــتُكَ؛ والعُــقبــة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُــقْبَــتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِنَّ عليَّ عُــقْبَــةً أَقْضِـيها، * لَسْتُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها
أَي أَنا أَسُوقُ عُــقْبَــتِـي، وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقوله: لستُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها، يقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلى هذا إِنما أَراد: ولا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ ياء، لإِقامة الرِّدْفِ.والعُــقْبــةُ: الموضع الذي يُرْكَبُ فيه. وتَعاقَبَ الـمُسافرانِ على الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُــقْبــةً. وفي الحديث: فكان الناضِحُ يَعْتَــقِـبُــه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُــونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ. يُقال: جاءَتْ عُــقْبــةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه. وفي الحديث: مَنْ مَشى عن دابته عُــقْبــةً، فله كذا، أَي شَوْطاً. ويُقال: عاقَبْــتُ الرجلَ، مِن العُــقْبــة، إِذا راوَحْتَه في عَمل، فكانت لك عُــقْبــةٌ وله عُــقْبــةٌ؛ وكذلك أَعْــقَبْــتُه. ويقول الرجل لزَمِـيله: أَعْــقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُــقْبــتِـي؛ وكذلك كلُّ عَمل. ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ:
أَعْــقِـبِـــي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا!
يقول: انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم
العُــقْبــةُ عليكم.
واعْتَــقَبْــتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ. وأَعْــقَبْــتُ الرجلَ وعاقَبْــتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُــقْبــةً، ورَكِـبْتَ عُــقْبــةً، مثلُ الـمُعاقَبــةِ.
والـمُعاقَبــةُ في الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي
الياء، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض.
والعرب تُعْــقِبُ بين الفاء والثاء، وتُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَبَ: رَاوَحَ بين رِجْليْه.
وعُــقْبــةُ الطائر: مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ، * قد مَلَكْتُ وُدَّها حِــقَبــا
ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا، * كلُّ حَيٍّ مُعْــقَبٌ عُــقَبــا
معنى قوله: مُعْــقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها. وقِدْحٌ مُعَــقَّبٌ: وهو الـمُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَيمُّناً
بفَوْزِه؛ وأَنشد:
بمَثْنى الأَيادِي والـمَنيحِ الـمُعَــقَّبِ
وجَزُورٌ سَحُوفُ الـمُعَــقَّب إِذا كان سميناً؛ وأَنشد:
بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ الـمُعَــقَّبِ
وتَعَــقَّبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. ويقال: تَعَــقَّبْــتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته. والتَّعَــقُّبُ: التَّدَبُّرُ، والنظرُ ثانيةً؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ:
فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّـةً، * إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّعَــقُّب
يقول: إِذا تَعَــقَّبــوا أَيامَنا، لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّـة.
ويقال: لم أَجد عن قولك مُتَعَــقَّبــاً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم
أُرَخِّصْ لنفسي التَّعَــقُّبَ فيه، لأَنْظُرَ آتِـيه أَم أَدَعُه. وفي الأَمر
مُعَــقَّبٌ أَي تَعَــقُّبٌ؛ قال طُفَيْل:
مَغَاويرُ، من آلِ الوَجِـيهِ ولاحقٍ، * عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُعَــقَّبُ
وقوله: لا مُعَــقِّبَ لِـحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه. وقوله تعالى:
وَلَّى مُدْبِراً ولم يُعَــقِّبْ؛ أَي لم يَعْطِفْ، ولم يَنْتَظِرْ. وقيل: لم
يمكُثْ، وهو من كلام العرب؛ وقال قتادة: لم يَلْتَفِتْ؛ وقال مجاهد: لم يَرْجِـعْ. قال شمر: وكُلُّ راجع مُعَــقِّبٌ؛ وقال الطرماح:
وإِنْ تَوَنَّى التَّالِـياتُ عَــقَّبــا
(يتبع...)
(تابع... 2): عــقب: عَــقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَــقْبُــه، وعاقِـبــتُه، وعاقِـبُــه، وعُــقْبَــتُه،... ...
أَي رَجَعَ. واعْتَــقَبَ الرجلَ خيراً أَو شرّاً بما صَنَع: كافأَه به.
والعِقابُ والـمُعاقَبــة أَن تَجْزي الرجلَ بما فَعل سُوءًا؛ والاسمُ
العُقُوبة. وعاقَبــه بذنبه مُعاقَبــة وعِقَاباً: أَخَذَه به.
وتَعَــقَّبْــتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه.
وتَعَــقَّبْــتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فيه، وعُدْتَ للسُّؤَال عنه؛ قال
طُفَيل:
تَـأَوَّبَنِـي، هَمٌّ مع الليلِ مُنْصِبُ، * وجاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ
تَتابَعْنَ حتى لم تَكُنْ لِـيَ ريبةٌ، * ولم يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَــقَّبُ
وتَعَــقَّبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِـبَــتَه إِلى خَيْر. وقوله تعالى: وإِنْ فاتكم شيءٌ من أَزواجكم إِلى الكفار فعَاقَبْــتُم؛ هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، وفَسَّرَها: فَغَنِمْتم. وقرأَها حُمَيْد: فعَــقَّبْــتُم، بالتشديد. قال الفراء: وهي بمعنى عَاقَبْــتُم، قال: وهي كقولك: تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ، وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ، في ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ؛ وقُرِئَ فعَــقَبْــتُم، خفيفةً. وقال أَبو إِسحق النحوي: من قرأَ فَعاقَبْــتُم، فمعناه أَصَبْتُموهم في القتال بالعُقُوبة حتى غَنِمْتم؛ ومن قرأَ
فَعَــقَبْــتم، فمعناه فَغَنمتم؛ وعَــقَّبْــتُم أَجودُها في اللغة؛ وعَــقَبْــتُم
جَيِّدٌ أَيضاً أَي صارَتْ لكم عُــقْبَـــى، إِلا أَن التشديد أَبلغ؛ وقال
طرفة:
فَعَــقَبْــتُمْ بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ
قال: والمعنى أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلى مَنْ لا عَهْدَ بينكم
وبينه، أَو إِلى مَنْ بينكم وبينه عهدٌ، فنَكَثَ في إِعْطاءِ الـمَهْرِ،
فغَلَبْتُمْ عليه، فالذي ذهبت امرأَتُه يُعْطَى من الغنيمة الـمَهْرَ مِن
غير أَن يُنْقَصَ من حَقِّهِ في الغنائم شيءٌ، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً، بعد
إِخْراج مُهورِ النساء.
والعَــقْبُ والـمُعاقِبُ: الـمُدْرِكُ بالثَّـأْر. وفي التنزيل العزيز: وإِنْ عاقَبْــتُم فَعاقِـبُــوا بمثل ما عُوقِـبْــتُم به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
ونَحْنُ قَتَلْنا بالـمَخارِقِ فارساً، * جَزاءَ العُطاسِ، لا يَمُوتُ الـمُعاقِبُ
أَي لا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلك الـمُعاقِبِ بعد موته.
وقوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّـأْرِ، قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ. وعن الأَصمعي: العَــقْبُ: العِقَابُ؛ وأَنشد:
لَـيْنٌ لأَهْلِ الـحَقِّ ذُو عَــقْبٍ ذَكَرْ
ويُقال: إِنه لَعَالِـم بعُقْمَى الكلام، وعُــقْبَـــى الكلام، وهو غامضُ
الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر.
وأَعْــقَبــه على ما صَنَع: جازاه. وأَعْــقَبــه بطاعته أَي جازاه،
والعُــقْبَـــى جَزاءُ الأَمر. وعُــقْبُ كُلِّ شيء، وعُــقْبــاه، وعُــقْبــانُه، وعاقِـبَــتُه: خاتِمتُه. والعُــقْبــى: الـمَرْجِعُ. وعَــقَبَ الرجلُ يَعْــقُبُ عَــقْبــاً:
طَلب مالاً أَو غيره. ابن الأَعرابي: الـمِعْــقَبُ الخِمار؛ وأَنشد:
كـمِعْــقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
قال: وسُمِّيَ الخِمار مِعْــقَبــاً، لأَنه يَعْــقُبُ الـمُلاءة، يكون خَلَفاً مِنْها. والـمِعْــقَبُ: القُرْطُ. والـمِعْــقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. والـمِعْــقَب: بعير العُــقَبِ. والـمِعْــقَبُ: الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام. والـمُعْــقِبُ: النَّجْمُ (1)
(1 قوله «والمعــقب النجم إلخ» ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل.)
الذي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ الـمُعاقِبُ؛ ومنه قول الراجز:
كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْــقَبُ،
أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ
أَبو عبيدة: الـمِعْــقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذي كان يمشي. وعُــقْبَــةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره.
والعُــقْبــة: مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة، بضم العين، وأَعْــقَبَ
الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذلك؛ قال الكُمَيْت:
وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ، * لعُــقْبــةِ قِدْرِ الـمُستَعِـيرين، مُعْــقِبُ
وكان الفراء يُجيزها بالكسر، بمعنى البَقِـيَّة. ومن قال عُــقْبــة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب. وقد جعلها الأَصمعي والبصريون، بضم العين. وقَرارَةُ القِدْرِ: عُــقْبَــتُها.
والـمُعَــقِّبــاتُ: الـحَفَظةُ، من قوله عز وجل: له مُعَــقِّبــاتٌ (2)
(2 قوله «له معــقبــات إلخ» قال في المحكم أي للإنسان معــقبــات أي ملائكة يعتــقبــون يأتي بعضهم بعــقب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه.)
من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه. والـمُعَــقِّبــات: ملائكةُ الليل
والنهار، لأَنهم يَتَعاقبــون، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة
وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ. وقرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِـيبُ. قال الفراء: الـمُعَــقِّبــاتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُعَــقِّبُ ملائكةَ النهار،
وملائكةُ النهار تُعَــقِّبُ ملائكةَ الليل. قال الأَزهري: جعل الفراءُ عَــقَّبَ بمعنى عاقَبَ، كما يقال: عاقَدَ وعَقَّدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل، وصَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَــقبــل النهار عاد من صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُــقَبــاً أَي نُوَباً. وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَــقَّبَ.
وملائكةٌ مُعَــقِّبَــةٌ، ومُعَــقِّبــاتٌ جمعُ الجمع؛ وقول النبي، صلى اللّه
عليه وسلم: مُعَــقِّبــاتٌ لا يَخِـيبُ قائلُهُنَّ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً،
ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة؛ سُمِّيَتْ مُعَــقِّبــاتٍ، لأَنها
عادَتْ مرةً بعد مرة، أَو لأَنها تُقال عَقِـيبَ الصلاة. وقال شمر: أَراد بقوله مُعَــقِّبــاتٌ تَسْبِـيحات تَخْلُفُ بأْعْقابِ الناسِ؛ قال: والـمُعَــقِّبُ من كل شيءٍ: ما خَلَفَ بِعَــقِبِ ما قبــله؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ:
ولَسْتُ بشَيْخٍ، قد تَوَجَّهَ، دالفٍ، * ولكنْ فَـتًى من صالحِ القوم عَــقَّبــا
يقول: عُمِّرَ بعدَهم وبَقي.
والعَــقَبــة: واحدة عَــقَبــاتِ الجبال. والعَــقَبــةُ: طريقٌ، في الجَبَلِ،
وَعْرٌ، والجمع عَــقَبٌ وعِقابٌ. والعَــقَبَــة: الجبَل الطويلُ، يَعْرِضُ
للطريق فيأْخُذُ فيه، وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ في السماءِ، في صُعود وهُبوط، أَطْوَلُ من النَّــقْبِ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى، وقد يكونُ طُولُهما واحداً. سَنَدُ النَّــقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء، وسَنَدُ العَــقَبــة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار. قال
الأَزهري: وجمع العَــقَبَــةِ عِقابٌ وعَــقَبــاتٌ. ويقال: من أَين كانتْ عَــقِـبُــكَ أَي من أَين أَــقْبَــلْتَ؟ والعُقابُ: طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ؛ وقيل: العُقابُ يَقَع على الذكر والأُنثى، إِلا أَن يقولوا هذا عُقابٌ ذكَر؛ والجمع: أَعْــقُبٌ وأَعْــقِـبــةٌ؛ عن كُراع؛ وعِــقْبــانٌ وعَقابينُ: جمعُ الجمع؛ قال:
عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ
وقيل: جمع العُقاب أَعْــقُبٌ؛ لأَنها مؤنثة. وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث، مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ، وذراع وأَذْرُعٍ. وعُقابٌ عَقَنْباةٌ؛
ذكره ابن سيده في الرباعي.
وقال ابن الأَعرابي: عِتاقُ الطير العِــقْبــانُ، وسِـباعُ الطير التي
تصيد، والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ. وقال أَبو حنيفة: من العِــقبــان عِــقبــانٌ تسمى عِــقبــانَ الجِرْذانِ، ليست بسُودٍ، ولكنها كُهْبٌ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها، إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِـيحَ.
والعُقابُ: الراية. والعُقابُ: الـحَرْبُ؛ عن كراع. والعُقابُ: عَلَم
ضَخْمٌ. وفي الحديث: أَنه كان اسم رايته، عليه السلام، العُقابَ، وهي العَلَمُ الضَّخْمُ. والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ عُقاباً، على التشبيه. والعُقابُ الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر، وهي مؤنثة أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً، * لها غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقابُها
عُقابُها: غايَتُها، وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين، وجَمْعُها
عِــقْبــانٌ.
والعُقابُ: فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ.
والعُقابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، وربما
كانت من قِـبَــلِ الطَّيِّ؛ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها،
وربما قام عليها الـمُسْتَقي؛ أُنثى، والجمع كالجَمْعِ. وقد عَــقَّبــها
تَعْقِـيباً: سَوّاها. والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها، يقال له:
الـمُعَــقِّبُ. ابن الأَعرابي: الــقَبِـــيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر،
والعُقابانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها.
وقيل: العُقابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل، شِـبْهُ مِرْقاة. وقيل:
العُقابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل. والعُقابانِ: خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ
بينهما الجِلْدَ. والعُقاب: خَيْطٌ صغيرٌ، يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ
القُرْطِ، يُشَدُّ به.
وعَــقَبَ القُرْطَ: شَدَّه بعَــقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ؛ قال سَيّارٌ الأَبانِـيُّ:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها الـمَعْقوبِ * على دَباةٍ، أَو على يَعْسُوبِ
جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها
بالوَقصِ. والخَوْقُ: الـحَلْقَةُ. واليَعْسوبُ: ذكر النحل. والدَّباةُ:
واحدةُ الدَّبى، نَوْعٌ من الجَراد.
قال الأَزهري: العُقابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.
والـمِعْــقَبُ: القُرْطُ؛ عن ثعلب.
واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الـحَجَل والقَطَا، وهو مصروف لأَنه عربيّ
لم يُغَيَّرْ، وإِن كان مَزيداً في أَوَّله، فليس على وزن الفعل؛ قال
الشاعر:
عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَعْقُوبُ
والجمع: اليعاقيبُ. قال ابن بري: هذا البيت ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَعْقُوبِ، لذَكَر الـحَجَل، والظَّاهر في اليَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب، مِثْل اليَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، واليَحْبُورِ، ذَكَرِ الـحُبارَى، لأَن الـحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ في الطَّيران؛ ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق:
يوماً تَرَكْنَ، لإِبْراهِـيمَ، عافِـيَةً * من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب
فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِـيل من النُّسور واليَعاقيب، ومعلوم أَن الـحَجَلَ لا يأْكل القَتْلى. وقال اللحياني: اليَعْقُوبُ ذَكَرُ
الــقَبْــجِ. قال ابن سيده: فلا أَدْرِي ما عَنى بالــقَبْــجِ: أَلـحَجَلَ، أَم
القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ والأَعْرَفُ أَن الــقَبْــجَ الـحَجَلُ. وقيل:
اليَعاقِـيبُ من الخَيل، سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِـيبِ الـحَجَل لسُرْعتها؛ قال سلامة بن جَنْدَل:
وَلَّى حَثِـيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، * لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِـيبِ(1)
(1 قوله «يتبعه» كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه، وجوّز في ركض الرفع والنصب.)
قيل: يعني اليَعاقِـيبَ من الخَيْل؛ وقيل: ذكور الحجَل.
والاعْتِقابُ: الـحَبْسُ والـمَنْعُ والتَّناوُبُ. واعتَــقَبَ الشيءَ: حَبَسه عنده. واعْتَــقَبَ البائِـعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن الـمُشتري حتى يــقبــضَ الثمن؛ ومنه قول إِبراهيم النَّخَعِـيّ: الـمُعْتَــقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَــقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الـحَبس والمنعُ. يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً، ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند البائع، فقد ضَمِنَ. وعبارة الأَزهري: حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله، وضمانُه منه.
وعن ابن شميل: يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً، وعليه تَعْــقِبــةٌ إِن كانت
فيها، وقد أَدْرَكَتْني في تلك السِّلْعة تَعْــقِـبَــةٌ.
ويقال: ما عَــقَّبَ فيها، فعليك في مالك أَي ما أَدركني فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه.
وقوله عليه السلام: لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَه؛ عُقُوبَتُه: حَبْسُه، وعِرْضُه: شِكايتُه؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما ذكرناه.واعْتَــقَبْــتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. وعِــقْبَــةُ السَّرْو، والجَمالِ، والكَرَمِ، وعُــقْبَــتُه، وعُــقْبُــه: كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه، وقال اللحياني: أَي سِـيماهُ وعلامته؛ قال: والكَسْرُ أَجْوَدُ. ويُقال: على فلان عِــقْبــةُ السَّرْوِ والجَمال، بالكسر، إِذا كان عليه أَثَرُ ذلك.
والعِــقْبَــةُ: الوَشْيُ كالعِقْمةِ، وزعم يَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل من الميم. وقال اللحياني: العِــقْبــة ضَرْبٌ من ثِـياب الـهَوْدَجِ مُوَشًّى.
ويُقال: عَــقْبــة وعَقْمَة، بالفتح.
والعَــقَبُ: العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار، الواحدة عَــقَبَــةٌ. وفي
الحديث: أَنه مضغ عَــقَبــاً وهو صائم؛ قال ابن الأَثير: هو، بفتح القاف، العَصَبُ والعَــقَبُ من كل شيءٍ: عَصَبُ الـمَتْنَيْنِ، والسّاقين، والوَظِـيفَين، يَخْتَلِطُ باللحم يُمْشَقُ منه مَشْقاً، ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى من اللحم، ويُسَوَّى منه الوَتَر؛ واحدته عَــقَبــةٌ، وقد يكون في جَنْبَـيِ البعير. والعَصَبُ: العِلْباءُ الغليظ، ولا خير فيه، والفرق بين العَــقَبِ والعَصَبِ: أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَــقَب يَضْرِبُ إِلى البياض، وهو أَصْلَبُها وأَمْتَنُها. وأَما العَــقَبُ، مُؤَخَّرُ القَدَم: فهو من العَصَب لا من العَــقَب. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: العَــقَبُ عَــقَبُ الـمَتْنَيْنِ من الشاةِ والبَعيرِ والناقة والبقرة.
وعَــقَبَ الشيءَ يَعْــقِـبــه ويَعْــقُبــه عَــقْبــاً، وعَــقَّبَــه: شَدَّه بعَــقَبٍ. وعَــقَبَ الخَوْقَ، وهو حَلْقَةُ القُرْطِ، يَعْــقُبُــه عَــقْبــاً: خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه بعَــقَبٍ، وقد تقدَّم أَنه من العُقاب. وعَــقَبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَــقْبــاً إِذا لَوَى شيئاً من العَــقَبِ عليه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، * به عَلَمانِ من عَــقَبٍ وضَرْسِ
(يتبع...)
(تابع... 3): عــقب: عَــقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَــقْبُــه، وعاقِـبــتُه، وعاقِـبُــه، وعُــقْبَــتُه،... ...
قال ابن بري: صوابُ هذا البيت: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ؛ لأَنَّ
سهام الـمَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كقول طرفة:
وأَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه * على النار، واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ
وعَــقَبَ قِدْحَه يَعــقُبــه عَــقْبــاً: انكَسرَ فَشَدَّه بعَــقَبٍ، وكذلك كلُّ ما انكَسَر فشُدَّ بعَــقَبٍ. وعَــقَبَ فلانٌ يَعــقُبُ عَــقْبــاً إِذا طَلَب مالاً أَو شيئاً غيره. وعَــقِبَ النَّبْتُ يَعــقَبُ عَــقَبــاً: دَقَّ عُودُه واصفَرَّ وَرقُه؛ عن ابن الأَعرابي. وعَــقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته، وحان يُبسه. وكل شيء كانَ بعد شيء، فقد عَــقَبــه؛ وقال:
عَــقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما * بَسَطَ الشَّواطِبُ، بينهنَّ، حَصيرا
والعُقَيب، مخفف الياء: موضع. وعَــقِبٌ: موضِـعٌ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو حنيفة:
حَوَّزَها من عَــقِبٍ إِلى ضَبُع، * في ذَنَبانٍ ويَبِـيسٍ مُنْقَفِـعْ
ومُعَــقِّبٌ: موضع؛ قال:
رَعَتْ، بمُعَــقِّب فالبُلْقِ، نَبْتاً، * أَطارَ نَسِـيلَها عنها فَطارا
والعُقَّيْبُ: طائر، لا يُستعمل إِلاّ مصغراً.
وكَفْرُتِعْقابٍ، وكفرُعاقِبٍ: موضعان.
ورجل عِــقَّبــانٌ: غليظٌ؛ عن كراع؛ قال: والجمع عِــقْبــانٌ؛ قال: ولست من هذا الحرف على ثِقَة.
ويَعْقُوب: اسم إِسرائيل أَبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأَنه غُيِّرَ عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروفِ المذهب. وسُمِّيَ يَعْقُوبُ بهذا الاسم، لأَنه وُلِدَ مع عِـيصَوْ في بطن واحد. وُلِدَ عِـيصَوْ قبــله، ويَعْقُوبُ متعلق بعَــقِـبــه، خَرَجا معاً، فعِـيصَوْ أَبو الرُّوم. قال اللّه تعالى في قصة إِبراهيم وامرأَته، عليهما السلام: فَبَشَّرْناها بإِسْحقَ، ومن وَرَاءِ إِسْحقَ يَعْقُوبَ؛ قُرِئَ يعقوبُ، بالرفع، وقُرِئَ يعقوبَ، بفتح الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فالمعنى: ومن وراءِ إِسحق يعقوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ وَمَن فتح يعقوب، فإِن أَبا زيد والأَخفش زعما أَنه منصوب، وهو في موضِعِ الخفضِ عطفاً على
قوله بإِسحق، والمعنى: بشرناها بإِسحق، ومِنْ وراءِ إِسحق بيعقوب؛ قال الأَزهري: وهذا غير جائز عند حُذَّاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأَما أَبو العباس أَحمد بن يحيـى فإِنه قال: نُصِبَ يعقوبُ بـإِضمار فِعْلٍ آخر، كأَنه قال: فبشرناها بـإِسحقَ ووهبنا لها من وراءِ إِسحق يعقوبَ، ويعقوبُ عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر؛ وقال الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأَنه قال: وهبنا لها إِسحق، ومِن وراءِ إِسحق يعقوبَ أَي وهبناه لها أَيضاً؛ قال الأَزهري: وهكذا قال ابن الأَنباري، وقول الفراءِ قريب منه؛ وقول الأَخفش وأَبي زيد عندهم خطأ. ونِـيقُ العُقابِ: موضع بين مكة والمدينة. ونَجْدُ العُقابِ: موضع بدِمَشْق؛ قال الأَخطل:
ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ * بنا العِـيسُ عن عَذْراءِ دارِ بني السَّحْبِ
عــقب
1 عَــقَبَــهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عَــقْبٌ, (TK,) He struck his عَــقِب [or heel]. (S, K, TA.) b2: And عَــقَبَــهُ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) aor. ـُ (Mgh, Msb, TA,) inf. n. عَــقْبٌ and عُقُوبٌ, (Msb, TA,) He came after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him; but often meaning near after him;] (S, Mgh, Msb, K, TA;) followed him; succeeded him; (S, Mgh, K, TA;) came in, or took, his place; as also ↓ اعــقبــهُ: (S, K, TA:) and in like manner both are said of anything, (TA,) as also ↓ عــقّبــهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَعْقِيبٌ; (S, Msb, K;) and ↓ عاقبــهُ; (S, Msb, K;) and ↓ اعتــقبــهُ; (TA;) meaning it came after; (S, * Msb, K, * TA;) &c., as above: (TA:) and ↓ تعــقّبــهُ is used in this sense, but not rightly. (Mgh.) [All primarily denote proximate sequence.] You say, عَــقَبُــونَا and عَــقَبُــوا مِنْ خَلْفِنَا They came after us. (TA.) and عَــقَبُــونَا مِنْ خَلْفِنَا and ↓ عَــقَّبُــونَا They succeeded us, in alighting, or taking up their abode, after our departure. (TA.) And العِدَّةُ تَعْــقُبُ الطَّلَاقَ The عِدَّة [q. v.] follows divorce. (Mgh, Msb.) and ابْنُهُ ↓ ذَهَبَ فُلَانٌ فَأَعْــقَبَــهُ, as also عَــقَبَــهُ, Such a one went away, and his son succeeded him, or took his place. (S, O.) And هٰذَا هٰذَا ↓ اعــقب [This succeeded this] is said when the latter is gone, and there remains nothing of it, and the former has taken its place. (TA.) And one says, عَــقَبَ فُلَانٌ مَكَانَ أَبِيهِ, (S, O, TA,) aor. ـُ inf. n. عَــقْبٌ, (TA,) and quasi-inf. n. ↓ عَاقِبَــةٌ, this being a subst. used in the sense of an inf. n., like as كَاذِبَةٌ is [said to be] in the Kur lvi. 2, (S, O,) or it is an inf. n. syn. with عَــقْبٌ, (Msb in art. عفو,) Such a one succeeded, or took the place of, his father; (S, O, TA;) as also ↓ عــقّب. (TA.) [Hence also several phrases here following.] b3: It is said in a trad., كُلُّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعْــقُبُ بَعْضُهَا بَعْضًا i. e. [Every party that goes forth on a warring, or warring and plundering, expedition] shall take its turn, one after another:] when one company has gone forth and returned, it shall not be constrained to go forth again until another has taken its turn after it. (TA.) b4: عَــقَبْــتُ الرَّجُلَ فِى أَهْلِهِ means بَغَيْتُهُ بِشَرٍّ وَخَلَفْتُهُ [i. e. I sought to do evil to the man, and took his place (see art. خلف), with respect to his wife; i. e. I committed adultery with his wife]: (S, O:) or عَــقَبَــهُ signifies [simply]بِغَاهُ بِشَرٍّ [he sought to do evil to him]: (K: [in which وَخَلَفَهُ seems to have been inadvertently omitted: but SM immediately adds what here follows:]) and one says also, عَــقَبَ فِى إِثْرِ الرَّجُلِ بِمَا يُكْرَهُ, aor. ـُ inf. n. عَــقْبٌ, meaning He accused the man [app. behind his back] of a thing disliked, or hated; he [so] defamed him, or charged him with a vice or fault or the like. (TA.) b5: عَــقَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانَةَ [like خَلَفَ عَلَيْهَا] Such a man married such a woman after her first husband. (TA.) b6: عَــقَبَ الشَّيْبُ, aor. ـِ and عَــقُبَ, inf. n. عُقُوبٌ, Whiteness of the hair, or hoariness, came after [or took the place of] blackness: as also ↓ عــقّب. (TA.) b7: عَــقَبَ said of a horse, aor. ـِ [or عَــقُبَ?], inf. n. عَــقْبٌ, [which see below,] He performed a run after another run. (L, TA.) b8: عَــقَبَــتِ الإِبِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ, aor. ـُ inf. n. عَــقْبٌ; and ↓ اعتــقبــت; The camels removed from place to place, pasturing. (IAar, TA.) b9: مَا عَــقَبَ فِيهَا فَعَلَيْكَ مِنْ مَالِكَ, (TA,) or ↓ مَا عَــقَّبَ, (so in the O, [in which فِى مالك is put in the place of من مالك,]) Whatever evil consequence happen to me, with respect to it, (referring to merchandise,) the responsibility for it will be on thee [and compensation shall be made from thy property]: and [تَعْــقِبَــةٌ (thus in the O) appears, from what follows, to be an inf. n. of the latter verb in this sense; or it may perhaps be from the former verb, like تَهْلِكَةٌ from هَلَكَ; for] one says, بَاعَنِى سِلْعَةً وَعَلَيْهِ تَعْــقِبَــةٌ إِنْ كَانَت فِيهَا [He sold me an article of merchandise, and was responsible for an evil consequence, (or for damage afterwards found in it,) should there be any in it]. (ISh, O, TA. *) b10: عَــقَبَــهُ and ↓ عــقّبــهُ and ↓ اعــقبــهُ signify also He took, or received, from him something in exchange, an exchange, a substitute, or an equivalent, for another thing: it is said in a trad., إِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يَعْــقُبَــهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ If they entertain him not. he shall have a right to take from them as a substitute the like of his entertainment which they denied him: and one says also مِنْهُ خَيْرًا ↓ استعــقب, or شَرًّا, He took, or received, from him in exchange good, or evil: (TA:) and عَــقَبَ الرَّجُلَ, aor. ـُ He took from the man's property the like of what he (the latter) had taken from him. (O, * TA.) After the words in the Kur lx. 11, وَإِنْ فَاتَكُمْ شَىْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ, there are three different readings, ↓ فَعَاقَبْــتُمْ, and ↓ فَعَــقَّبْــتُمْ, and فَعَــقَبْــتُمْ: (TA:) the first means and ye take, or carry off, spoil: (Masrook Ibn-El-Ajda', S, TA:) or the second has this meaning; and the first means and ye punish them so that ye take, or carry off, spoil: and the third means and ye have a requital: the second is the best; and the third is also good; but the second has a more intensive meaning: (Aboo-Is-hák the Grammarian, L, TA:) accord. to Fr, the first and second signify the same: (L, TA:) and As says that عَــقْبٌ [inf. n. of عَــقَبَ] is syn. with عِقَابٌ [inf. n. of عَاقَبَ; but whether with reference to this case, I do not find]. (TA.) b11: And عَــقَبَ, aor. ـُ inf. n. عَــقْبٌ, also signifies He sought, or sought after, wealth, or some other thing. (TA.) A2: عَــقَبَ, (S, O, K,) aor. ـِ and عَــقُبَ, (TA,) inf. n. عَــقْبٌ, (S, O,) He bound a thing with [the kind of sinew, or tendon, called] عَــقَب; as also ↓ عــقّب [inf. n. تَعْقِيبٌ, of which see an ex. in a verse cited voce مَصْنَعٌ]: he bound therewith a خَوْق. i. e. the ring of an ear-drop, fearing lest it should incline on one side: or he bound an earring with a thread called عُقَاب: (TA:) and he wound round a bow, (S, O, K,) and an arrow, (S, O,) with [the kind of sinew, or tendon, called]
عَــقَب, (O,) or with somewhat thereof: (S, K:) or عَــقَبَــهُ بِالعَــقَبِ he bound it, namely, the [arrow termed] قِدْح, with the عَــقَب, in consequence of its having broken. (IB, L, TA.) A3: عَــقَبْــنَا الرَّكِيَّةَ [thus I find it written without teshdeed, but perhaps it should be ↓ عَــقَّبْــنَا, from أَعْقَابُ الطَّىّ, (see عَــقِبٌ,)] We lined the well with stones behind [the other] stones. (TA. [See also 4.]) A4: [The inf. n.]
العَــقْبُ also signifies الرَّجْعُ, [which generally means The making, or causing, to return, or go back; but this may perhaps be a mistake for الرُّجُوعُ, for it is immediately added,] Dhu-rRummeh says, كَأَنَّ صِيَاحَ الكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَــقْبَــنَا تَرَاطُنُ أَنْبَساطٍ عَلَيْهِ طَغَامِ meaning [As though the crying of the dusky she-camels] looking, or waiting, for our returning from watering that they might go to the water after us [were the barbarous talk of low, or ignoble, Nabathæans, over it, i. e. over the water]. (TA.) A5: عَــقِبَ النَّبْتُ, [aor. ـَ inf. n. عَــقَبٌ, The branches of the plant, or herbage, became slender, and the leaves thereof turned yellow. (IAar, TA. [See also 2.]) 2 عَــقَّبَ see 1, first three quarters, in seven places. b2: The inf. n., تَعْقِيبٌ, signifies also The doing a thing and then returning to doing it: (IAth, TA:) the performing an act of prayer, or another act, and then returning to doing it in the same day: (Sh, TA:) and [particularly] the making a warring, or warring and plundering, expedition, and then another in the same year. (S, O, K.) [See also مُعَــقِّبٌ.] You say, عــقّب بِصَلَاةٍ بَعْدَ صَلَاةٍ, and بِغَزَاةٍ بَعْدَ غَزَاةٍ, He followed up one prayer with another, and one warring, or warring and plundering, expedition with another. (TA.) and صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَــقَّبَ He prayed in the night and then repeated the prayer. (IAar, TA.) and عُــقِّبَ الغَازِيَةُ بِأَمْثَالِهَا, and ↓ أُعْــقِبَ, The warring, or warring and plundering, party was made to be followed by another, consisting of the likes of it, sent in its place. (TA.) And it is said in a trad. of 'Omar, كَانَ كُلَّ عَامٍ يُعَــقِّبُ الجُيُوشَ He used, every year, to call back one party of the forces and to send another to take its turn after the former. (O, TA.) b3: Also The performing of prayer (IAth, O, K, TA) as a supererogatory act (TA) after the [prayers called] تَرَاوِيح: (IAth, O, K, TA:) such prayer is to be performed in the house, at home, (IAth, O, TA,) not in the mosque. (IAth, TA.) b4: And The waiting (K, TA) in prayer; or remaining in one's place in prayer waiting for another prayer. (TA.) And you say, عــقّب فِى الصَّلَاةِ, (S, O,) inf. n. as above, (S, A, O, Msb, K,) He sat after the performing of the [ordinary] prayer for the purpose of a supplication (S, A, O, Msb, K) or a petition. (S, O, Msb.) وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَــقِّبْ, in the Kur [xxvii. 10 and xxviii. 31], means [He did did not turn back retreating] and did not wait; (O, TA;) properly, did not make advancing to follow his retreating: (O:) or and did not turn aside (S, Msb) nor wait in expectation: (S:) or and did not turn aside nor return: (O:) or and did not look aside: (K, * TA.) or and did not return; from عــقّب said of a combatant, meaning He returned after fleeing: (Bd in xxvii. 10:) you say, عــقّب عَلَيْهِ He returned against him; syn. كَرَّ, and رَجَعَ: and تَعْقِيبٌ signifies also The turning back, or receding, from a thing that one had desired to do. (TA.) b5: عَــقَّبَ فِى الشَّيْبِ بِأَخْلَاقٍ حَسَنَةٍ [app. means He had latterly, in the time of hoariness, good dispositions]. (O. [The meaning that I have assigned to this phrase seems to be there indicated by the context: but I incline to think that the right reading is عُــقِّبَ, (assumed tropical:) lit. He was made to be followed, in hoariness, by good dispositions; agreeably with what next follows.]) b6: آتَى فُلَانٌ إِلَىَّ خَيْرًا فَعُــقِّبَ بِخَيْرٍ مِنْهُ [means Such a one caused good to betide me, and it was made to be followed by what was better than it]. (A, TA. [In the former it is followed by the words وَأَرْدِفَ بِخَيْرٍ مِنْهُ, evidently for the purpose of explanation.]) b7: [Hence,] one says, تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ, meaning اِسْتِشْنَآءٌ [i. e. He gave an alms in which was no making an exception by following it up with a condition]. (S, A, O, Msb. *) b8: عَــقَّبَــنِى حَقِّى He delayed, or deferred, the giving, or paying, to me my due. (S.) b9: عــقّب الأَمْرَ He looked to the consequence, end, issue, or result, of the affair, event, or case. (TA. [See also 5.]) b10: And عــقّب فِى الأَمْرِ He went repeatedly to and fro, or made repeated efforts, in seeking to accomplish the affair, striving, or exerting himself. (S, O, L, TA.) In the K, التَّعْقِيبُ [the inf. n.] is expl. as signifying التَّرَدُّدُ فِى طَلَبِ المَجْدِ: but the right reading is فِى طَلَبٍ مُجِدًّا. (TA.) [See also مُعَــقِّبٌ.]
A2: عــقّب said of the [plant called] عَرْفَج, (S, O,) inf. n. تَعْقِيبٌ, (K,) It became yellow in its fruit, (S, O, K,) and attained to the season of its drying up: (S, O:) from عَــقِبَ said of a plant or herbage. (TA.) A3: عــقّب عُقَابًا, inf. n. as above, He planed off a stone of the kind called عُقَاب, in a well. (TA. [See also مُعَــقِّبٌ.]) A4: See also 1, last quarter, in two places.3 عاقبــهُ: see 1, second sentence. b2: Also عاقب الرَّجُلَ, (Mgh, * TA,) inf. n. مُعَاقَبَــةٌ and عِقَابٌ, (Mgh,) He did a thing with the man alternately, each taking his turn; (Mgh, TA;) and so ↓ اعــقبــهُ. (TA.) And [particularly], (TA,) inf. n. مُعَاقَبَــةٌ, (S, O,) He rode in his turn after the man, each riding in his turn; (S, O, TA;) as also ↓ اعــقبــهُ, (S, O, K,) and ↓ اعتــقبــهُ. (TA.) And عَاقَبْــتُ الرَّجُلَ فِى الرَّاحِلَةِ I rode in my turn after the man, upon the camel, he riding in his turn after me. (S, O.) And in like manner you say, ↓ اِعْتَــقَبُــوهُ, and ↓ تَعَاقَبُــوهُ They rode by turns with him, taking their turns after him. (TA.) b3: and عاقب بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ [He made an interchange, or alternation between the two things; he made the two things interchangeable, or commutable;] he brought, or did, the two things interchangeably, or alternately, i. e. one of them one time and the other of them another time. (TA.) [Thus, for instance,] العَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الفَآءِ والثَّآءِ [The Arabs make an interchange between ف and ث; make ف and ث interchangeable, or commutable; i. e. put ف in the place of ث, and ث in the place of ف]; as in جَدَفٌ and جَدَثٌ; and ↓ تُعْــقِبُ signifies the same. (S, O.) b4: And عاقب signifies also He stood upon one of his legs one time and upon the other another time; or moved his legs alternately. (TA.) b5: [عاقبــهُ as denoting consequence, and retaliation, or retribution, also signifies He punished him.] You say, عاقبــهُ بِذَنْبِهِ, (S, Msb, * TA,) inf. n. عِقَابٌ (S, Msb, TA) and مُعَاقَبَــةٌ, (Msb, TA,) He punished him for his crime, sin, fault, or offence: (S, * Msb, * TA:) and [in like manner] ↓ تعــقّبــهُ He punished him (i. e. a man, S, O) for a crime, a sin, a fault, or an offence, that he had committed. (S, O, K.) In the saying in the Kur [xvi. last verse but one], وَإِنْ عَاقَبْــتُمْ فَعَاقِبُــوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْــتُمٌ بِهِ [And if ye punish, then punish ye with the like of that with which ye have been afflicted, lit. punished], the verb first denotes punishment, and is afterwards used for the purpose of assimilation: and similar to this is the saying in the same [xxii. 59], وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ [And whoso punisheth with the like of that with which he hath been afflicted, lit. punished]. (O.) For another ex., from the Kur lx. 11, [where it implies retaliation or retribution,] see 1, latter half. [In like manner,] it is said in a trad., أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلَّا أَنْ يُضْرَبَ فَيُعَاقِبَ [He made the kicking of a beast with the hind leg to be of no account unless it were beaten by its master, or rider, and retaliated by kicking another person]; meaning, he made nothing to be incumbent on the master of the beast unless the latter made the kicking to be a consequence of that [i. e. unless the beast kicked in consequence of its being beaten by the master, or rider]. (TA.) [See also 4, which has a similar meaning, that of requital.] b6: عُوقِبَــتْ said of a mare means She was required to perform run after run. (Ham p. 277.) 4 اعــقبــهُ: see 1, first quarter, in three places: b2: and see 3, in three places. b3: [Also He made him to take his place. And hence,] He descended from his beast in order that he (another) might ride in his turn: and one says also أَعْــقِبْ meaning Descend thou in order that I may ride in my turn: and in like manner with respect to any kind of action: thus, when the office of Khaleefeh became transferred from the sons of Umeiyeh to the Háshimees, Sudeyf, the poet of the 'Abbásees, said, أَعْــقِبِــى آلَ هَاشِمٍ يَا مَيَّا meaning Descend from the station of the Khaleefehs that the family of Háshim may mount, O Meiyà [for O sons of Umeiyeh]. (TA.) b4: [And It made a thing to follow as a consequence to him: the verb in this sense being doubly trans.] One says, اعــقبــهُ نَدَمًا It occasioned him as its consequence repentance, (Mgh, Msb, TA,) and هَمًّا anxiety. (TA.) And أَكَلَ أَكْلَةً أَعْــقَبَــتْهُ سَقَمًا He ate a repast that occasioned him as its consequence a sickness. (S, O.) And [hence] أُعْــقِبَ عِزُّهُ ذُلًّا His might was exchanged for, or changed into, [lit. made to be followed by,] abasement. (TA.) See also 2, first quarter, for another ex. [Hence, likewise,] فَأَعْــقَبَــهُمْ نِفَاقًا, in the Kur [ix. 78], means [Therefore He caused hypocrisy to follow as a consequence to them; or] He caused them to err, because of their evil deed, as a punishment to them. (O.) And [in like manner] one says, أَعْــقَبَــهُ اللّٰهُ بِإِحْسَانِهِ خَيْرًا [God gave him, or may God give him, as a recompense, or requital, for his beneficence, good, or prosperity]. (TA.) And اعــقبــهُ بِطَاعَتِهِ He recompensed, or requited, him for his obedience, (S, O, K, *) and عَلَى مَا صَنَعَ for what he did. (TA. [See also 3, which has a similar meaning, that of retribution.]) اعــقبــهُ خَيْرًا means also He gave him in exchange good. (TA.) See also 1, latter half, where the verb is expl. in the contr. sense, that of taking, or receiving, in exchange. b5: اعــقبــهُ الطَّائِفُ The diabolical visitation, or insanity, returned to him at times. (S, O.) b6: اعــقب طَىَّ البِئْرِ بِحِجَارَةٍ مِنْ وَرَائِهَا [is app. from
أَعْقَابُ الطَّىِّ (see عَــقِبٌ), and] means He laid stones compactly together at the back [behind the regular casing] of the well. (TA. [See also 1, near the end.]) A2: اعــقب as intrans., He (a man) died, and left offspring. (S, O, K.) One says, أَعْــقَبَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ وَدَرَجَ وَاحِدٌ [Two men of them died and left offspring, and one died and left no offspring]: and Tufeyl El-Ghanawee says, كَرِيمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لَمْ تَدْعُ هَالِكًا
↓ مِنَ القَوْمِ هُلْكًا فِى غَدٍ غَيْرَ مُعْــقِبِ [A female noble of countenance, (or whose nobility was manifest in what appeared of her countenance,) she did not invoke one of the people dead, on a morrow after an engagement, as having perished without leaving a successor, or one to fill his place:] i. e. when a chief of her people died, another chief came; so that she did not bewail a chief who had not his equal. (TA.) b2: He (a borrower of a cooking-pot) returned a cooking-pot with the remains termed عُــقْبَــة in it. (S, O, K.) b3: He (a man) returned from evil to good. (TA.) b4: اعــقب عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ He set upon him beating him. (O.) b5: أَعْــقَبَــتْ رَاحِلَتُكَ Thy riding-camel became, or has become, jaded, or fatigued. (O.) 5 تعــقّب He looked to the consequence, end, issue, or result: and he considered a second time. (TA. [See also 2, last quarter.]) b2: تعــقّب مِنْ أَمْرِهِ He repented of his affair. (TA.) b3: تعــقّب عَنِ الخَبَرِ He doubted of the information, or questioned it, and asked again respecting it. (S, O, K, TA. [In my copies of the S, and in the O, الخَيْرِ: but see what follows; in which مُتَعَــقَّب is used as a noun of place of the verb in this sense.]) Tufeyl says, ↓ وَلَمْ يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَــقَّبُ [And there was no place of, or ground for, doubting, and asking again, respecting what they told]. (S, O, TA.) And one says, لَمْ أَجِدْ عَنْ قَوْلِكَ
↓ مُتَعَــقَّبًــا, (A, TA,) i. e. [I found not] any place of, or ground for, inquiring into, or investigating, thy saying; syn. مُتَفَحَّصًا; (A, TA;) [or questioning it; or returning to examine it;] meaning, thy saying was right and true, so that it did not require التَّعَــقُّب; (A;) or I did not allow myself to doubt, and ask again, respecting it, that I might see whether I should do what thou saidst or abstain from it. (TA.) b4: [And the verb is used transitively in a similar sense.] You say, تعــقّب الخَبَرَ He searched after the information repeatedly, or time after time; (Mgh, * TA;) syn. تَتَبَّعَ: (Mgh, TA:) and ↓ اعتــقب has a like meaning. (Ham p. 287.) And He asked respecting the information another person than the one whom he asked the first time. (A, TA.) b5: and تَعَــقَّبْــتُ الرَّجُلَ I sought to discover in the man that which he would be ashamed to expose; or the slip, or fault, that he had committed: and ↓ اِسْتَعْــقَبْــتُهُ signifies the same. (O, K. *) [In critical observations and the like, تعــقّبــهُ is often used as meaning He found fault with him; animadverted upon him; or impugned his judgment or assertion; بِقَوْلِهِ كَذَا وَكَذَا by his saying so and so. and تعــقّب عَلَيْهِ seems to be similarly used as meaning He animadverted upon his saying: (compare اِعْتَرَضَ عَلَيْهِ:) but more commonly as meaning he animadverted upon it, i. e. a saying, and the like.] b6: See also 3, near the middle of the para-graph. b7: تعــقّب الأَمْرَ He thought repeatedly upon the affair, or case. (TA in art. روأ.) b8: تعــقّب رَأْيَهُ He found his opinion to have a good issue, or result. (S, O. [See a somewhat similar signification of 8 and 10, under the former.]) b9: See also 1, second sentence. b10: [The saying of Aboo-Thumámeh, وَإِنْ مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صَاحِبِى ↓ تَعَــقَّبْــتُ آخَرَ ذَا مُعْتَــقَبْ may be rendered, nearly in accordance with an explanation by Et-Tebreezee, And if a speech slip by mistake from my companion, 1 substitute another having superiority: or تعــقّبــت may here mean I search out: but see the Ham p. 287; where are some remarks, on this verse, that appear to me to be fanciful and far-fetched.]6 يَتَعَاقَبَــانِ (T, S, O, Msb, TA) They follow each other [by turns]; or alternate; (T, Msb, TA;) one coming and the other going; (TA;) said of the night and the day; (T, Msb;) or as the night and the day; (S, O, TA;) as also ↓ يَعْتَــقِبَــانِ. (TA.) You say, تَعَاقَبَ المُسَافِرَانِ عَلَى الدَّابَّةِ The two travellers rode upon the beast, each of them in his turn. (TA: and the like is said in the Msb.) And تعاقبــا عَمَلًا They two did a work, or deed, by turns, or alternately: syn. اِرْتَوَحَاهُ, (K and TA in art. روح,) and تَرَاوَحَاهُ (TA in that art.) And تعاقبــا They helped each other by turns. (TA.) And بِالضَّرْبِ ↓ يَعْتَــقبَــانِهِ They two ply him by turns with beating (A.) See also 3, near the beginning. التَّعَاقُبُ also signifies The coming to water [by turns, or] time after time. (TA.) 8 إِعْتَــقَبَ see 1, former half, in two places: b2: and see 3, near the beginning, in two places; and 6, also in two places. b3: [اعتــقبــهُ signifies also He took it, or had it, subsequently. Thus one of the meanings of العُــقْبَــةُ is expl. in the A and TA by the words مَا يَعْتَــقِبُــونَهُ بَعْدَ الطَّعَامِ مِنَ الحَلَاوَةِ i. e. What they have, or take, after the main portion of the meal, consisting of sweetmeat. b4: And He had it, or experienced it, as a consequence of an act &c.: and that it may have ↓ مُعْتَــقَبُ for an inf. n. in this sense (as well as in other senses agreeably with analogy) seems to be meant by its being said (in the Ham p. 287) that المُعْتَــقَبُ signifies أَخْذُ عُــقْبَــةِ الشَّىْءِ i. e. آخِرِهِ. See also a somewhat similar signification of 5.] One says, فَعَلْتُ كَذَا فَاعْتَــقَبْــتُ مِنْهُ نَدَامَةً i. e. [I did such a thing and] I found, or experienced, in consequence thereof repentance; (S, O;) as also ↓ اِسْتَعْــقَبْــتُ. (A, O.) And مِنْ كَذَا خَيْرًا ↓ استعــقب He found, or experienced, in consequence of such a thing, or after such a thing, good. (T, Msb.) And hence, perhaps, the saying of the lawyers, يَصِحُّ الشِّرَآءُ عِتْقًا ↓ إِذَا اسْتَعْــقَبَ [as meaning The sale, or purchase, is valid when it has emancipation as an after-event]: but this does not agree with the former phrase unless by a far-fetched interpretation; and therefore one should say, إِذَا عَــقَبَــهُ العِتْقُ i. e. when emancipation follows it. (Msb.) b5: اعتــقب also signifies He withheld, or detained, a thing in his possession. (TA.) And [particularly] He (a seller) withheld, or detained, an article of merchandise from the purchaser until he should receive the price: (S, A, O, K:) for the doing of which he is said in a trad. to be responsible; meaning, if it perish in his keeping. (S, A, O.) And He detained, confined, or imprisoned, a man. (S, O.) b6: See also 5.10 إِسْتَعْــقَبَ see the next preceding paragraph, in three places: b2: and see also 1, latter half: b3: and 5. b4: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, استعــقبــهُ signifies also He followed his footsteps.]
عَــقْبٌ: see عَــقِبٌ, in eight places.
عُــقْبٌ: see عَــقِبٌ, in seven places.
عَــقَبٌ The عَصَب [meaning sinews, or tendons,] of which أَوْتَار [i. e. strings for bows or the like] are made: (S, O, K: [see also 1, last quarter:]) n. un. with 3: (S, O:) or such as are white of the أَطْنَاب of the joints; (Mgh, Msb; [see عَصَبٌ;]) the عَصَب being such as are yellow: (Mgh and Msb in art. عصب:) accord. to IAth, the عَصَب [or sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, and of the سَاقَانِ and وَظِيفَانِ [meaning the hind and fore shanks], that are intermingled with the flesh, of any animal; the half of one whereof, divided lengthwise from the other half, is extended, or drown out, and trimmed, and cleansed of the flesh, and the وَتَر [or string for the bow or the like] is made thereof; and they are sometimes in the two sides of the camel; but [properly speaking] there is a difference between the عَصَب and the عــقَب; the former being such as incline to yellow, whereas the latter incline to white, and are the harder, and firmer, or stronger, of the two: AHn says, on the authority of Aboo-Ziyád, that the عَــقَب are [the sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, of the sheep or goat, and of the camel, and of the ox or cow,(TA.) [See also عِلْبَآءٌ.]
عَــقِبٌ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ عَــقْبٌ, (Msb, TA,) the latter being a contraction of the former, (Msb,) [The heel of a human being;] the hinder part of the foot of a human being: (S, Mgh, O, Msb, K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) pl. [of pauc.] أَعْــقُبٌ (TA) and [of mult. as well as of pauc.] أَعْقَابٌ: (Msb, TA:) and ↓ عَقِيبٌ is said to signify the same; but MF cites an assertion that this is a word of a bad dialect. (TA.) وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [Wo to the heels from the fire of Hell], (O, Msb, TA,) and ويل لِلْعَــقِبِ من النّار [Who to the heel &c.], (TA,) occurring in a trad., means wo to him who neglects the washing of the heels in the ablution preparatory to prayer. (O, * Msb, TA. *) عَــقِبُ الشَّيْطَانِ, (O, Msb, TA,) or, as some say, ↓ عُــقْبَــةُ الشيطان, (Msb, TA,) with damm, (TA,) which is forbidden in prayer, is expl. as meaning The placing the buttocks upon the heels between the two prostrations; which is what some term الإِقْعَآءُ: (Mgh, * O, Msb, TA:) so says A'Obeyd: (Msb:) or, accord. to some, this means the leaving the heels unwashed in the ablution preparatory to prayer. (O.) وَطِئَ النَّاسُ عَــقِبَ فُلَانٍ [lit. The people trod upon the heel of such a one] means the people walked after, or near after, such a one: and in like manner, هُوَ مُوَطَّأُ العَــقِبِ [lit. He is one whose heel is trodden upon]: (O, TA; *) because of his having command over people, and their being submissive to him: (O:) the latter phrase means he is one who has many followers: (A, TA: [see also art. وطأ:]) جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَــقِبَ عَمْرٍو primarily signifies Zeyd came putting his foot in the place of the foot [or heel] of 'Amr every time that the latter raised his foot. (Msb.) And one says, مِنْ أَيْنَ عَــقِبُــكَ, (A, O,) or مِنْ أَيْنَ كَانَ عَــقِبُــكَ, (TA,) meaning Whence camest thou? or Whence hast thou come? (A, O, TA.) and رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَــقِبِــهِ Such a one returned by the way of his heel; i. e., by the way that was behind him, and whence he had come; quickly. (Msb.) And وَلَّى عَلَى عَــقِبِــهِ, and عَلَى عَــقِبَــيْهِ, He turned back, or receded, from a thing to which he had betaken himself. (TA.) لَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, occurring in a trad., means Turn not thou them back to their former condition of not emigrating [for the sake of religion]: and مَا زَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, in another trad., means They ceased not to return to infidelity: as though they went back wards. (TA.) b2: The عَــقِب of the نَعْل [or sandal] is The part [or wide strap] that embraces the heel. (AO, in an anom. MS. in my possession.) b3: [And عَــقِبُ البَابِ means The pivot (generally of wood) at the bottom of the door, turning in a socket in the threshold.] b4: and عَــقِبٌ and ↓ عَــقْبٌ (TA) and ↓ عُــقُبٌ and ↓ عُــقْبٌ (S, O, Msb, K, TA) and ↓ عُــقْبَــى and ↓ عُــقْبَــةٌ and ↓ عُــقْبَــانٌ and ↓ عِــقْبَــانٌ and ↓ عَاقِبٌ (TA) are syn. with ↓ عَاقِبَــةٌ, (S, O, Msb, K, TA,) which signifies, (S, O, Msb, K,) i. e. as signifying, (TA,) The end; or the last, or latter, part or state; [but generally as explanatory of this last word, and often as explanatory of عُــقُبٌ and عُــقْبٌ and عُــقْبَــى, as meaning the consequence, or result, or issue;] of anything: (S, O, Msb, K, TA:) [and the same words, app. with the exception of عُــقْبَــى and عَاقِبَــةٌ, signify also a time, or state, of subsequence:] the pl. [of the first four words is أَعْقَابٌ, and] of the last عَوَاقِبُ. (TA.) Hence, (S,) it is said in the Kur [xviii. 42], ↓ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُــقُبًــا [or ↓ عُــقْبًــا or ↓ عُــقْبَــى, accord. to different readings, i. e. He is the best in respect of recompense, or reward, and the best in respect of consequence, or result, or issue; i. e., the consequence of the actions &c. of believers]. (S, O.) And in the same [xci. last verse], ↓ وَلَا يَخَافُ عُــقْبَــاهَا i. e. And He feareth not the consequence thereof. (Th, TA.) And they said, لَكَ فِى الخَيْرِ ↓ العُــقْبَــى meaning العَاقِبَــةُ [i. e. May the end to thee be in that which is good; or may thy case end in good]. (TA.) And it is said in a trad., سَافَرَ فِى عَــقِبِ رَمَضَانَ, (T, O, Msb,) meaning He journeyed in the end, or the last, or latter, part, of Ramadán: (T, Msb:) or, when Ramadán had almost ended. (O.) One says, جِئْتُ فِى عَــقِبِ رَمَضَانَ, (ISk, S, O, * Msb, *) with kesr to the ق, (ISk, S,) meaning [I came] when there was somewhat remaining of Ramadán. (ISk, S, O, * Msb.) And جِئْتُكَ فِى عَــقِبِ الشَّهْرِ, and ↓ فى عَــقْبِــهِ, and عَلَى عَــقِبِــهِ, I came to thee in the latter part of the month, when ten days of it, or less, remained. (L.) هُوَ فِى عَــقِبِ المَرَضِ He is in the state of convalescence in which somewhat remains of the disease: (Msb:) and فِى أَعْقَابِ المَرَضِ in the [state in which there are some] remains of the disease. (TA.) One says also, جَآءَ فِى عَــقِبِــهِ and ↓ عَــقْبِــهِ, meaning He came after him; or near after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him;] and جَآءَ عَــقِبَــهُ; from the phrase جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَــقِبَ عَمْرٍو, meaning as expl. above. (Msb.) And بَنُو فُلَانٍ سَقْىُ إِبِلِهِمْ عَــقِبَ بَنِى فُلَانٍ i. e. [The sons of such a one, the watering of their camels is] after [that of] the sons of such a one; a saying mentioned by ISk. (Msb.) And صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا i. e. [We performed prayer] after the obligatory [by way of supererogation]. (Lh, IF, Msb, TA.) And جِئْتُ فِى عَــقِبِ الشَّهْرِ i. e. I came after the month had passed. (El-Fárábee, Msb.) And خَلَفَ فُلَانٌ بعَــقِبِــى Such a one remained, or stayed, after me. (Msb.) Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ فُلَانٌ عــقبَ فُلَانٍ
[app. عَــقِبَ], meaning Such a one came after such a one, except a similar saying of ISk, cited by Az, in which عــقبَ is expl. as signifying after. (TA.) [But if the word in question be عَــقِبَ, sufficient authorities for its use in this sense have been cited above: though it seems from what here follows that عُــقُبَ or عُــقْبَ in this sense is preferable.] One says, شَهْرِ ↓ جِئْتُ فِى عُــقْبِ رَمَضَانَ, (S,) or ↓ عُــقُبِــهِ, (O,) and ↓ عَلَى عُــقْبِــهِ and ↓ عُــقُبِــهِ, (L,) and ↓ فِى عُــقْبَــانِهِ, (S, O,) meaning I came when the whole of the month of Rama-dán had passed: (S, O, L:) and ↓ جِئْتُكَ عُــقْبَ رَمَضَانَ I came to thee at the end of Ramadán: and مَمَرِّهِ ↓ جِئْتُ فُلَانًا عَلَى عُــقْبِ and ↓ عُــقُبِــهِ and عَــقِبِــهِ and ↓ عُــقْبَــانِهِ I came to such a one after he had gone: and ذَاكَ ↓ أَتَيْتُكَ عَلَى عُــقُبِ and عَــقِبَ ذاك and ذاك ↓ عَــقْبِ and ذاك ↓ عُــقْبَــانِ I came to thee after that: and قُدُومِهِ ↓ جِئْتُهُ عُــقْبَ I came to him after his arrival. (Lh, TA.) One says also, آلِ فُلَانٍ ↓ فُلَانٌ يَسْتَقِى عَلَى عُــقْبَــةِ Such a one draws water after the family of such a one. (TA.) And MF mentions ↓ جِئْتُكَ عَلَى عَاقِبِــهِ [app. meaning I came to thee after him, or it]: and Aboo-Mis-hal mentions [app. in this sense] ↓ عِــقْبَــانِهِ, with kesr. (TA.) b5: عَــقِبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ عَــقْبٌ (S, O, Msb, K) also signify The child, or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man; (S, O;) as also ↓ عَاقِبَــةٌ: (S, O, K:) and the child, or children, of the child or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man: (S, O:) applied to such as remain after the father: (TA:) or a man's offspring; (Mgh;) and so ↓ عَاقِبَــةٌ: (Msb:) or his male children: and, accord. to some of the lawyers, the children of the daughters [of a man, also]: (Mgh:) of the fem. gender, on the authority of Akh: (S, O:) pl. أَعْقَابٌ. (TA.) The Arabs say, لَا عَــقِبَ لَهُ, meaning There is, or are, no male offspring remaining to him: (TA:) and ↓ لَيْسَتْ لِفُلَانٍ عَاقِبَــةٌ There is, or are, to such a one, no [remaining] child, or children. (S, O, Msb.) b6: شَىْءٍ ↓ عَــقْبُ [or عَــقِبُ شَىْءٍ] signifies A thing, whatever it be, that follows, succeeds, comes after, or takes the place of, a thing; as the water of a well, and the blowing of the wind, and the flying of the sand-grouse (القَطَا), and the running of a horse. (TA. [See also عَاقِبٌ.]) b7: And عَــقِبٌ, (IAar, IF, A, Msb,) or ↓ عَــقْبٌ, (S, K,) or, as As says, each of these, some of the Arabs using the latter form, by way of contraction, (Msb,) A run after another run, (As, IF, S, Msb, K,) of a horse: (As, IF, S, Msb:) or the last, or latter, run, of a horse: (IAar, Msb:) or one says of a courser, هُوَ ذُوْ عَفْوٍ وَعَــقِبٍ meaning He has a first run, and a subsequent, and more vehement, run: (A:) and ↓ عِقَابٌ is said in the L to have the first of these meanings: (TA:) or it is pl. of عَــقْبٌ [or عَــقِبٌ] as having that meaning: (Ham p. 358:) an ex. of it occurs in the following verse, (Ham, TA,) cited by IAar: (TA:) يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بِالفِنَآءِ وَيُرْ ضِيكَ عِقَابًا إِنْ شِئْتَ أَوْ نَزَقَا [That would satisfy thine eye by his beauty, in the area before the dwelling, and content thee by run after run, or by runs after runs, if thou wilt, or by lightness, or agility]: (Ham, TA:) [or it may be here an inf. n., (of 3,) meaning on an occasion of being required to perform run after run: (see 3, last sentence:)] or, accord. to IAar, the meaning in this instance is, by his owner's making, upon him, warring, or warring and plundering, expeditions time after time: (TA:) accord. to Kh, لَهُ عِقَابٌ, said of a horse, means he has a recovering of strength (جمام [i. e. جَمَامٌ]) after ceasing to run. (Ham ubi suprà.) b8: Hence, A reply: so in the saying, relating to him who stops, or breaks off, in speech, لَوْ كَانَ لَهُ عَــقِبٌ لَتَكَلَّمَ [If he had a reply, assuredly he would have spoken]. (A, TA.) b9: See also عِــقْبَــةٌ.
عُــقُبٌ: see the next preceding paragraph, in six places.
عَــقْبَــةُ القَمَر i. q. عِــقْبَــةُ القَمَرِ, q. v. (L.) A2: and عَــقْبَــةٌ and ↓ عِــقْبَــةٌ signify Variegated, or figured, cloth: (TA:) or one of the sorts of variegated, or figured, cloths [that serve for the covering] of the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج: (O, K, TA:) as also عَقْمَةٌ: (O, TA:) accord. to Yaakoob, the ب is a substitute for م. (TA.) عُــقْبَــةٌ: see عَــقِبٌ, in three places. b2: Also The last that remains: so in the saying, فُلَانٌ عُــقْبَــةُ بَنِى فُلَانٍ [Such a one is the last that remains of the sons of such a one]. (L.) b3: And A turn; or time at which, or during which, anything is, or is to be, done, or had, in succession: (S, Mgh, O, Msb, K:) pl. عُــقَبٌ. (Msb.) One says, تَمَّتْ عُــقْبَــتُكَ Thy turn is completed. (S, O.) And دَارَتْ عُــقْبَــةُ فُلَانٍ The turn of such a one came round. (TA.) And رَكِبَ عُــقْبَــةً He rode one turn: and رَكِبَ عُــقْبَــتَهُ He rode his turn, or in his turn. (TA.) And it is said in a trad., مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِةِ عُــقْبَــةً فَلَهُ كَذَا Whoso walks a turn to a certain point, instead of his beast, to him shall be given such a thing. (TA.) عُــقْبَــةُ الأجِيرِ meansThe hired-man's turn to ride; when the hirer dismounts, for example in the morning, and he (the former) rides. (Mgh.) And [the pl.] عُــقَبٌ means [particularly] The turns of camels, when they are being watered: the watering of a number of camels together after another number is termed their عُــقْبَــة. (TA.) [See also عُــقْبَــى.] b4: And [it is said that] it means also Camels which a man pastures and waters in his turn; and IAar cites as an ex.
إِنَّ عَلَىَّ عُــقْبَــةً أَقْضِيهَا لَسْتُ بِنَاسِيهَا وَلَا مُنْسِيهَا
[but this I would rather render, Verily I have incumbent on me a turn to pasture and water camels; and I perform it; I am not a neglecter thereof nor a delayer of it]; meaning I drive the camels which I pasture and water in my turn, and I tend them well: مُنْسِيهَا is for مُنْسِئِهَا, for the sake of the rhyme. (TA.) b5: Also The place in which one mounts a beast to ride [app. in his turn]. (TA.) b6: And The distance, or space, of two leagues; i. e. twice the distance termed فَرْسَخ: and the distance to which one journeys [app. from one halting-place to the next; i. e. a stage of a journey]: pl. as above: a poet says, خَوْدًا ضِنَاكًا لَا تَسِيرُ العُــقَبَــا [Soft, or tender, heavy in the hinder part, that will not perform men's marches]; meaning that she will not [or cannot] journey with men, because she will not endure the doing so on account of her soft and delicate life. (TA.) b7: And The distance, or space, between the ascending and descending of a bird. (S, O, K.) b8: And The night and the day; because they follow each other. (K.) b9: And A substitute; or thing that is given, or taken, in exchange for another thing; (S, O, L, K;) as also ↓ عُــقْبَــى. (L, TA.) One says, أَخَذْتُ مِنْ أَسِيرِى عُــقْبَــةً I took, or received, for my captive, a substitute, or something in exchange. (S, O.) And ↓ سَأُعْطِيكَ مِنْهَا عُــقْبَــى occurs in a trad., meaning I will give thee something in exchange [for her, i. e.] for sparing her life, and liberating her. (L, TA.) b10: And Pasture, or food, of an ostrich, that is eaten after other pasture or food: [and likewise of camels: and of men:] pl. as above. (AA, S, O.) One says of camels, رَعَتْ عُــقْبَــتَهَا i. e. They pastured upon the [kind of plants termed] حَمْض after the [kind termed] خُلَّة; (A, L;) or upon the خُلَّة after the حَمْض: (L:) and of men one says, أَكَلُوا عُــقْبَــتَهُمْ They ate their repast of sweetmeat after the other food. (A, TA. [See 8, near the beginning.]) b11: And The remains of the contents of a cooking-pot, adhering to the bottom. (TA.) and Somewhat of broth which the borrower of a cooking-pot returns when he returns the pot. (S, O, K.) b12: [Hence,] أُمُّ عُــقْبَــةَ is an appellation of The cooking-pot. (T in art. ام.) أَبْو عُــقْبَــةَ is a surname of The hog. (Har p. 663. [But the origin of this I know not.]) b13: One says also, لَقِيتُ مِنْهُ عُــقْبَــةَ الصُّنْعِ, meaning I experienced from him, or it, difficulty: [as though lit. signifying, the result of the deed that I had done:] and [simply]
لَقِىَ مِنْهُ عُــقْبَــةً He experienced from him, or it, difficulty. (TA. [But in a copy of the A, and in my opinion correctly, the last word in this phrase is written ↓ عَــقَبَــةً: see عَــقَبَــةٌ, below.]) b14: And كُنْتُ مَرَّةً نُشْبَة وَأَنَا اليَوْمَ عُــقْبَــة, expl. by IAar as meaning I was such that, when I clung to a man, he experienced evil from me; but now I have reverted from being such, through weakness. (TA. [It is a prov., somewhat differently related in art. نشب, q. v.]) b15: See also the next paragraph, in four places.
عِــقْبَــةٌ (Lh, S, O, K) and ↓ عُــقْبَــةٌ, (Lh, O, K,) but the former is the more approved, (Lh, TA,) and عــقب, (so in the TA, [app., if not a mistranscription, ↓ عَــقِبٌ,]) A mark, sign, trace, impress, characteristic, or outward indication. (Lh, S, O, K.) One says, عَلَيْهِ عِــقْبَــةُ السَّرْوِ, (S, O,) and ↓ عُــقْبَــتُهُ, (O,) and الجَمَالِ, (S, O,) i. e. Upon him is the mark &c. [of generosity and manliness, and of beauty]. (S, O, K.) b2: عِــقْبَــةُ القَمَرِ and ↓ عَــقْبَــةُ القمر mean The return of the moon, when it has set, or disappeared, and then risen: (L:) [or the return of the moon after the change; for] one says, مَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ إِلَّا عِــقْبَــةَ القَمَرِ, (S,) or ↓ عُــقْبَــةَ القمر, (so in the O,) meaning He does not that save once in each month: (S, O:) but, accord. to IAar, القَمَرِ ↓ عُــقْبَــةُ, with damm, is a certain star, or asterism, which is in conjunction with the moon once in the year; and عُــقْبَــةَ القَمَرِ means once in the year: so in the following verse, of one of the Benoo-'Ámir: لَا يُطْعِمُ المِسْكَ وَالكَافُورَ لِمَّتَهُ وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُــقْبَــةَ القَمَرِ [He will not apply to his hair that descends below the ear musk and camphor, nor the perfume called ذريرة, save once in the year]: or, as Lh relates it, عِــقْبَــةَ القمر: thus in the L; in which it is added that this saying of IAar requires consideration, because the moon cuts [a meridian of] the celestial sphere once in every month: but MF replies that it may be in conjunction with the said star only once in the year, as the moon's path varies in each successive month. (TA. [See also عَقْمَةٌ.]) A2: See also عَــقْبَــةٌ.
عَــقَبَــةٌ [A mountain-road;] a road in [or upon] a mountain: (Bd in xc. 11:) or a road in the upper part of a mountain: (Ham p. 287:) or a difficult place of ascent of the mountains: (K:) or it is in a mountain and the like thereof: (Msb:) or [it sometimes signifies] a long mountain that lies across the way, and over which the way therefore leads; long, or high, and very difficult; so called, too, when it is further impassable after it is ascended; rising high towards the sky, ascending and descending; most difficult of ascent; but sometimes its height is one [or uniform]; and its acclivity is in appearance like a wall: (TA:) [generally it means a road over, or up, or down, or over some part of, a mountain:] pl. عِقَابٌ. (S, O, Msb, K.) اِقْتَحَمَ العَــقَبَــةَ [properly signifying He attempted the mountain-road] is metaphorically used as meaning He entered upon a hard, or difficult, affair. (Bd in xc. 11.) See also عُــقْبَــةٌ, near the end. b2: It is also n. un. of عَــقَبٌ [q. v.]. (S, O.) عُــقْبَــى: see عَــقِبٌ, second quarter, in four places. b2: It occurs in a trad. respecting the prayer of fear; in which it is said of that prayer, كَانَتْ عُــقْبَــى [It was an affair of turns]; meaning that it was performed by one company after another; several companies performing it successively, by turns. (TA. [Compare عُــقْبَــةٌ as expl. in the third sentence of the paragraph on that word.]) b3: Also i. q. مرجع [app. مَرْجِعٌ i. e. A returning, &c.]. (TA.) b4: And The requital, or recompence, of an affair, or action. (S, O, K.) b5: See also عُــقْبَــةٌ, latter half, in two places.
عُــقْبِــىُّ الكَلَامِ i. q. عُقْمِىُّ الكَلَامِ, [the ب being app. a substitute for م,] i. e. Obscure speech or language, which men do not know. (TA in art. عقم.) عُــقْبَــانٌ: see عَــقِبٌ, in four places.
عِــقْبَــانٌ: see عَــقِبٌ, in two places.
رَجُلٌ عِــقِبَّــانٌ A rough, coarse, or rude, man; syn. غَلِيظٌ: pl. عــقبــان [so in the TA, either عِــقْبَــانٌ or عُــقْبَــانٌ]: mentioned by Kr: but Az doubted its correctness. (TA.) عُقَابٌ [The eagle;] a certain bird, (S, O, K,) of those that prey, (Msb,) well known: (K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) [though] applied to the male and the female; but with this distinction, that you say of the male, هٰذَا عُقَابٌ ذَكَرٌ [This is a male eagle]: or it is only female; and a bird of another kind couples with it; whence Ibn-'Oneyn says, satirizing a person named Ibn-Seyyideh, Say thou to Ibn-Seyyideh, مَا أَنْتَ إِلَّا كَالْعُقَابِ فَأُمُّهُ مَعْرُوفَةٌ وَلَهُ أَبٌ مَجْهُولُ [“ Thou art not other than the like of the eagle; ” for his mother is known, but he has a father unknown]: (MF, TA:) the pl. (of pauc., S, O) is أَعْــقُبٌ, (S, O, K,) because it is of the fem. gender and the measure أَفْعُلٌ specially belongs to pls. of fem. nouns [though not to such exclusively], (S, O,) and أَعْــقِبَــةٌ, (Kr, TA,) and (of mult., S, O) عِــقْبَــانٌ (S, O, K) and عَقَائِبُ accord. to AHei, but Ed-Demámeenee thinks this to be strange; and pl. pl. عَقَابِينُ. (TA.) عِــقْبَــانُ الجِرْذَانِ [The eagles that prey upon the large field-rats] are not black, but of the colour termed كُهْبَة; and no use is made of their feathers, except that boys feather with them round-topped pointless arrows. (AHn, TA.) b2: [Hence,] العُقَابُ is the name of (assumed tropical:) One of the northern constellations, [i. e. Aquila,] the stars of which are nine within the figure, and six without, of the former of which are three well known, called النَّسْرُ الطَّائِرُ [q. v.]. (Kzw.) b3: [Hence also,] (assumed tropical:) The عُقَاب of the banner, or standard; (S, O;) [app. meaning the flag attached to a lance;] what is bound [to a lance] for a prefect, or governor; likened to the bird so called; and of the fem. gender. (L, TA.) It is also the name of (assumed tropical:) The banner, or standard, of the Prophet. (O, K.) And عُقَابٌ also means (assumed tropical:) A large banner or standard. (TA.) And (assumed tropical:) i. q. غَايَةٌ: so in the saying of Aboo-Dhu-eyb, describing wine, لَهَا غَايَةٌ تَهْدِى الكِرَامَ عُقَابُهَا [meaning It has a banner, which guides the generous; like as the military banner guides and attracts warriors: for غَايَةٌ sometimes signifies a sign which the vintner used to set up to attract customers]: the repetition is approvable because of the difference of the two words in themselves: pl. عِــقْبَــانٌ. (TA.) b4: عُقَابٌ also signifies (assumed tropical:) A black she-camel; as being likened to the bird. [so called], (AA, O.) b5: And A stone (or piece of rock, L) protruding in the inside of a well, which lacerates the [leathern] bucket; (S, O, K, TA;) sometimes it is before [i. e. above] the casing [of stones or bricks]: it is when a mass of stone becomes displaced; and sometimes the water-drawer stands upon it: it is of the fem. gender: pl. as above. (TA.) And The stone upon which the waterer stands, (O, K,) [accord. to SM,] projecting beyond the casing in a well, the same that is meant in the next preceding sentence, (TA,) [but this I think doubtful, for Sgh adds,] between two stones which support it. (O.) Accord. to IAar, the قَبِــيلَة is a mass of stone, or rock, at the mouth of a well; and the عُقَابَانِ are [two masses of stone] at the two sides of the قبــيلة, supporting it. (TA.) And A rock, or mass of stone, projecting in the side of a mountain, like a stair, or series of steps: (S, O, K:) or an ascent, like stairs, in the side of a mountain. (TA.) b6: Also A hill; syn. رَابِيَةٌ. (O, K.) And Anything elevated, that is not very long or tall. (O, K. *) b7: A channel by which water flows to a trough, or tank. (O, K.) b8: A thing resembling an almond, that comes forth in one of the legs of a beast. (O, K.) b9: A small thread that enters into [or passes through] the two bores of the ring of the قُرْط [or ear-drop], (O, K, *) with which the latter is bound, or fastened: (O:) or, accord. to Az, the thread that binds the two extremities of the ring of the قُرْط. (TA.) b10: Accord. to Th, it signifies also Garments of the kind called أَبْرَاد [pl. of بُرْدٌ, q. v.]. (TA voce خُدَارِيَّةٌ.) b11: And accord. to Kr, [in the Munjid,] i. q. حَرْثٌ [app. meaning A ploughshare]. (TA.) b12: See also أَعْقَابٌ. b13: And العُقَابَانِ signifies Two pieces of wood between which a man is extended to be flogged: (L, TA:) or two pieces of wood which are set up, stuck in the ground, between which he who is beaten, or he who is [to be] crucified, is extended. (Mgh.) عِقَابٌ: see عَــقِبٌ, last quarter.
A2: It is also pl. of عَــقَبَــةٌ [q. v.]. (S, &c.) A3: See also أَعْقَابٌ.
عَقُوبٌ: see عَاقِبٌ, near the end.
عَقِيبٌ Anything that is a sequent, of, or to, another thing; [in an absolute sense,] (S, Msb, TA,) as when you say, السَّلَامُ عَقِيبٌ لِلتَّشَهُّدِ [The salutation is a sequent to the تشهّد (q. v.)], and العِدَّةُ عَقِيبٌ لِلطَّلَاقِ [The عِدَّة (q. v.) is a sequent to divorcement], i. e., one follows the other; (Msb;) and [by alternation,] as when one says of the night and the day, كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبِهِ [Each of them is the alternating sequent of its correlative]: (Az, Msb, TA:) you say of the night and the day, هُمَا عَقِيبَانِ [They are two alternating sequents]; and عَقِيبُكَ signifies He who does a deed, or work, with thee by turn, he doing it one time and thou another: (A, * TA:) and ↓ مُعَاقِبٌ signifies the same, (S, Msb,) as also [↓ مُعْــقِبٌ and ↓ مُعْتَــقِبٌ and] ↓ مُعَــقِّبٌ. (Msb.) As for the saying of the lawyers, يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ [meaning He does that after the prayer], and the like thereof, there is no reason to be given but a suppression; the meaning being, فِى
وَقْتٍ عَقِيب وَقْتِ الصَّلَاةِ [in a time following that of prayer], عقيب being an epithet qualifying وقت: (Msb:) and Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ عَقِيبَهُ meaning He came after him. (TA.) See also عَــقِبٌ, first sentence. [And compare عَاقِبٌ.]
عُقُوبَةٌ Punishment; (S, * MA, Msb, * KL;) i. q. نَكَالٌ. (MA.) b2: And Detention, confinement, or imprisonment: so in the trad., لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعَرْضَهُ i. e. [The solvent man's putting off the payment of his debt with promises repeated time after time renders allowable] the imprisoning of him and the accusing of him. (IAar, TA. [Accord. to one relation, mentioned in the TA in art. عرض, this trad. ends with وَعِرْضَهُ, there said to mean وَنَفْسَهُ.]) عُقَيِّبٌ, with teshdeed of the ى, (O,) or عُقَّيْبٌ, like قُبَّــيْطٌ, (K,) A certain bird, (O, K,) well known. (O.) [If the name be correctly as in the O, the bird meant is probably an eaglet, or a small species of eagle.]
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ, and عَبَنْقَاةٌ, and بَعْنَقَاةٌ, (S, O, K,) and قَعْنَبَاةٌ, (O,) and عَبَنْقَآءُ, (K in art عبق,) the vars. of the first being formed by transposition, (O,) An عُقَاب [or eagle] having sharp talons: (S, O, K:) or having abominable, or hideous, talons: (T, TA:) or quick in seizing, and abominable, or hideous: accord. to IAar, the epithet denotes intensiveness of quality, as in the cases of أَسَدٌ أَسِدٌ and كَلْبٌ كَلِبٌ: accord. to Lth, عَقْنْبَاةٌ applied to an عُقَاب signifies cunning: and the pl. is عَقَنْبَيَاتٌ. (TA.) [See also art. عبق.]
عَاقِبٌ [act. part. n. of عَــقَبَ;] Coming after [&c.]. (Msb.) عَاقِبُ شَىْءٍ means Any person [or thing] that comes after, or succeeds, or comes in the place of, a thing. (S, O, TA.) العَاقِبُ is an appellation applied to the Prophet (S, O, Msb) by himself (S, O) because he came after other prophets, (Msb,) meaning The last of the prophets, (S, O.) And عَاقِبٌ لِامْرَأَةٍ means One who is the last of the husbands of a woman. (TA.) b2: [Hence,] عَاقِبَــةٌ مِنْ طَيْرٍ Birds succeeding one another, this alighting and flying, and then another alighting in the place where the former alighted. (TA.) And إِبِلٌ عَاقِبَــةٌ Camels that betake themselves to plentiful pasture where they feed freely, after eating of the [kind of plants called] حَمْض: [or] they are not so called unless they be camels that, in a severe year, eat of trees, and then of the حمض; not when they pasture upon fresh, juicy, or tender, herbage. (IAar, TA.) And إِبِلٌ عَوَاقِبُ Camels that drink water, and then return to the place where they lie down by the water, and then go to the water again. (IAar, S, O, K.) b3: And عَاقِبٌ signifies also A successor of another in goodness, or beneficence; and so ↓ عَقُوبٌ. (O, K.) b4: And A chief, or lord: or one who is below the chief or lord: (TA:) or the successor of the chief or lord. (S, K.) b5: See also عَــقِبٌ, in two places.
عَاقِبَــةٌ a quasi-inf. n.: see 1, first quarter. b2: See also عَــقِبٌ, in four places.
أَعْقَابٌ pl. of عَــقِبٌ [q. v.]. (Msb, TA.) b2: and [hence] Streaks, one behind another; as streaks of fat so disposed. (TA.) b3: And Pottery [or potsherds] put between the bricks in the casing of a well, in order that it may become strong; said by Kr to have no sing.: (TA:) [or,] accord. to IAar, ↓ عِقَابٌ, i. e. like كِتَابٌ, (TA,) or ↓ عُقَابٌ, (thus written in the O,) signifies pottery [or potsherds] between the rows, or courses, of bricks, (O, * TA,) in the casing of a well. (O.) [IAar cites an ex., in a verse, in which اعقاب would not be admissible.] And أَعْقَابُ الطَّىِّ signifies What surround the casing of a well; i. e. what are behind it. (TA. [See 4, latter half.]) تَعْقِيبَةٌ a modern word signifying A catchword at the bottom of a page: pl. تَعَاقِيبُ.]
مُعْــقَبٌ [appears, from what here follows, to be used for مُعْــقَبٌ حَالُهُ i. e. One whose state is changed]. IAar cites as an ex. of this word, كُلُّ حَىٍّ مُعْــقَبٌ عُــقَبَــا meaning [Every living being] comes to a state different from that in which he was [by turns, or time after time]. (TA.) مُعْــقِبٌ [accord. to the O, مِعْــقَبٌ, but this I think a mistranscription,] A star that succeeds, i. e. rises after, another star, (S, K, TA,) and on the rising of which, he who rides in his turn, after another, mounts the beast: (TA:) a star at the appearance of which two persons who ride by turns during a journey take each the other's place; when one star sets and another rises, he who was walking mounts the beast. (AO.) See عَقِيبٌ.
A2: See also 4, latter half; where an ex. occurs in a verse.
مِعْــقَبٌ He who is brought up for the office of Khaleefeh after the [actual] Imám [or Khaleefeh]. (O, K.) b2: And A skilful driver. (O, K.) b3: And A camel that is ridden by different persons in turns. (O, * TA.) b4: And A woman's خِمَار [i. e. muffler, or head-covering]; (IAar, O, * K, TA;) so called because it takes the place of the مُلَآءَة. (O, TA.) b5: And An ear-drop; syn. قُرْطٌ. (O, K.) مُعَــقَّبٌ One who is made to go forth, (so in the CK,) or who goes forth, (O, and so in my MS. copy of the K,) from the shop of the vintner when a greater man than he enters. (O, K.) b2: جَآءَ مُعَــقَّبًــا He came at the end, or close, of the day. (TA.) b3: قِدْحٌ مُعَــقَّبٌ An arrow which [in the game called المَيْسِر] is returned into the رِبَابَة [q. v.] time after time; the prize allotted to which is hoped for. (TA.) b4: جَزُورٌ سَحُوفُ المُعَــقَّبِ A fat slaughtered camel. (TA.) b5: نَعْلٌ مُعَــقَّبَــةٌ A sandal having an عَــقِب [q. v.]. (O, TA.) مُعَــقِّبٌ Coming after, or near after, another thing. (O.) See عَقِيبٌ. b2: It is said that it is applied as an epithet to an angel; that one says مَلَكَ مُعَــقِّبٌ [meaning An angel that follows another]; and مَلَائِكَةٌ مُعَــقِّبَــةٌ; and that مُعَــقِّبَــاتٌ is a pl. pl. (O.) المُعَــقِّبَــاتُ means The angels of the night and the day; (S, O, K;) because they succeed one another by turns; and the fem. form is used because of the frequency of their doing so, in like manner as it is in the words نَسَّابَةٌ and عَلَّامَةٌ: (S, O:) the angles called الحَفَظَةُ [pl. of حَافِظٌ, q. v.]: so in the Kur xiii. 12: in which some of the Arabs of the desert read مَعَاقِيبُ: (TA:) this [may be an anomalous pl. of عَقِيبٌ, like as مَهَاجِينُ is of هَجِينٌ, or it] is pl. of مُعَــقِّبٌ or of مُعَــقِّبَــةٌ, the ى being to compensate for the suppression of one of the two ق. (Bd.) b3: المُعَــقِّبَــاتُ also signifies The she-camels that stand behind those that are pressing towards the wateringtrough, or tank; so that when one she-camel goes away, another comes in her place. (S, O, K.) b4: And The ejaculations of سُبْحَانَ اللّٰهِ, which follow one another, (O, K,) repeated at the end of the ordinary prayer, thirty-three in number, and which are followed by اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ thirty-three times, and اَللّٰهُ أَكْبَرْ thirty-four times. (O.) b5: and مُعَــقِّبٌ signifies also One who makes repeatedly warring, or warring and plundering, expeditions; and who journeys repeatedly, and does not stay with his family after his return. (TA.) b6: and One who seeks after a thing repeatedly, striving, or exerting himself: (S, O:) one who follows after a thing that is his due, demanding restitution of it: or one who follows close after a man, for something that is his due: one who seeks to recover his right, or due: and one who, being despoiled of all his property in a hostile attack, makes a hostile attack upon him from whom he has thus suffered, and endeavours to recover his property. (TA.) Lebeed says, describing a [wild] he-ass and his female, حَتَّى تَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ وَهَاجَهَا طَلَبَ المُعَــقِّبِ حَقَّهُ المُظْلُومُ (S, O, but in the latter فِى الرَّوَاحِ,) i. e. [Until he went along in the midday heat, (بالرواح or فى الرواح being redundant,)] and drove her on [by a pursuit] like the seeking of him who is making repeated efforts, having been wronged, to obtain his due: (O:) المظلوم is an epithet qualifying المعــقّب, and is in the nom. case agreeable with the meaning, (S, O,) because it is put after its proper place; (O;) and المعــقّب is literally in the gen. case, but as to the meaning is an agent: (S, O: *) or, accord. to some, المعــقّب [here] signifies the debtor who puts off the payment of his debt; so that المظلوم is an agent and المعــقّب is an objective complement: (S:) or, as some say, المعــقّب signifies he who demands the payment of a debt and repeats his demand thereof. (TA.) b7: Also Any one returning [app. to the doing of a thing]. (O.) b8: See also مَعَاقِبٌ. b9: لَا مُعَــقِّبَ لِحُكْمِهِ, in the Kur [xiii. 41], means There is no repeller of his decree. (TA.) A2: Also A man who descends into a well to raise a stone of the kind called عُقَاب. (TA.) [See also the verb.]
مِعْقَابٌ A woman who usually brings forth a male after a female. (S, O, K.) A2: And A chamber (بَيْت) in which raisins are put. (K.) مُعَاقِبٌ: see عُقِيبٌ, with which it is syn. b2: [Hence,] إِبِلٌ مُعَاقِبَــةٌ Camels that eat one time, or turn, of the [kind of plants called] حَمْض, and another of the [kind called] خُلَّة. (S, O, K.) b3: And نَخْلَةٌ مُعَاقِبَــةٌ A palm-tree that bears fruit one year, and fails to do so another. (TA.) b4: And مُعَاقِبٌ also signifies A revenger of blood: a poet, cited by IAar, says, وَنَحْنُ قَتَلْنَا بِالمَحَارِقِ فَارِسًا جَزَآءَ العُطَاسِ لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ meaning [And we slew, in El-Mahárik, (app. the name of a place,) a horseman,] taking our bloodrevenge quickly, in the time that elapses between a sneeze and the prayer for the sneezer [which is usually “ God have mercy on thee ”]: the memory of the blood-revenger shall not die. (TA. [It is there also said that العــقب (app. a mistranscription for ↓ المُعَــقِّبُ, as may be conjectured from the fact that the م after the article is often indistinctly written, and inferred on other grounds,) is syn. with المُعَاقِبُ as here explained.]) مُعْتَــقَبٌ: see 8: A2: and see also 5, last sentence.
مُعْتَــقِبٌ: see عَقِيبٌ.
مُتَعَــقَّبٌ: see 5, former half, in two places.
يَعْقُوبٌ, perfectly decl., because it is an Arabic word, not altered, and, although having an augmentative letter at the beginning, not of the measure of a verb; whereas يعقوب as a proper name of foreign origin is imperfectly decl.; (S, O;) The حَجَل [or partridge]: (K:) or the male of the حَجَل; (S, O, Msb;) or of the قَبْــج; (Lh, Mgh;) but ISd says, I know not whether Lh mean by this the حَجَل or the قَطَا or the كَرَوَان, nor do I know that the قَبْــح is the same as the حَجَل: (TA:) and the male of the قَطَا [or sand-grouse]: (TA:) pl. يَعَاقِيبُ. (S, Mgh, O, Msb.) كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ, occurring in a trad., means [As though ye were the males of partridges] in your haste, and your flying into destruction: for they are such that, when they see the female in the possession of the fowler, they throw themselves upon him, so as to fall into his hand. (Z, TA in art. ركب.) b2: and accord. to some, (TA,) the pl. also signifies Horses: they being thus termed as being likened to the يعاقيب of the حَجَل, (O, TA,) because of their swiftness: (TA:) so in the phrase رَكْضَ اليَعَاقِيبِ [As the running of the horses, or of the swift horses]; in a verse of Selámeh Ibn-Jendel: (O, TA:) but others say that the meaning [here] is, the males of the حَجَل. (TA.) It is said in the L that فَرَسٌ يَعْقُوبٌ means A horse that has a run after another run [or the power of repeating his running] (ذُو عَــقْبٍ [or عَــقِبٍ]). (TA.) b3: J has cited [in the S] the words of a poet, عَالٍ يُقَصِّرُ دُونَهُ اليَعْقُوبُ [High, so that the يعقوب falls short of reaching it] as an ex. of the last word meaning the male of the حَجَل: but IB says that it appears to mean in this case the male of the عُقَاب [or eagle]; like as اليَرْخُومُ means the male of the رَخَم; and اليَحْبُورُ, the male of the حُبَارَى; for the حَجَل is not known to have so high a flight: and ElFarezdak describes يَعَاقِيب as congregating with vultures over the slain. (TA.) اليَعْقُوبِيَّةُ [a coll. gen. n., n. un. يَعْقُوبِىٌّ,] the name of A sect of the خَوَارِج, followers of Yaakoob Ibn-'Alee El-Koofee. (TA.) b2: And A sect of the Christians; the followers of Yaakoob ElBarádi'ee [or Jacobus Baradæus], who assert the unity of the divine and human natures [in the person of Christ], and who are the most unbelieving and stubborn of the Christians: so says El-Mak- reezee, in one of his tracts. (TA.)
: (العَــقْبُ) بفَتْح فَسُكُون: (الجَرْيُ) يجيءُ (بَعْدَ الجَرْيِ) الأَوّل.
وَفِي الأَسَاسِ: ويُقَال للفَرَس الجَوَاد هُوَ ذُو عَفْوٍ وعَــقْبٍ، فعَفْوُه: أَوَّل عَدْوِه، وعَــقْبُــه: أَن يُعْــقِب مُحْضِراً أَشَدَّ من الأَوَّل، وَمِنْه قَوْلهم لمِقْطَاع الكَلَام: لَو كَانَ لَهُ عَــقْبٌ لتَكَلَّم، أَي جَوَابٌ، وَمثله فِي لِسَان العَرَب.
(و) العَــقْب: (الوَلَدُ. وولَدُ الوَلَد) من الرَّجُلِ: البَاقُون بعدَه، (كالعَــقِبِ ككَتِفٍ) ، فِي المَعْنَيَيْنِ. تَقول: لِهذَا الفَرَسِ عَــقْبٌ حَسَنٌ، وفَرَسٌ ذُو عَــقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ. قَالَ امْرُؤ القَيْسِ:
على العَــقْبِ جَيَّاش كَأْنَّ اهتِزامَهُ
إِذا جَاشَ فِيهِ حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ
قَالَ ابْن منْظُور: وَقَالُوا: عِقَاباً، أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ. وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاء 2 ويُرْ
ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئتَ أَو نَزَقَا
وَقَول العرَب: لَا عَــقِبَ لَهُ، أَي لم يَبْق لَهُ وَلَد ذَكَر، والجَمع أَعْقَابٌ.
(و) العُــقْبُ (بالضَّمِّ و) العُــقُب (بالضمَّتَيْن) مثل عُسْر وعُسُر: (العاقِبَــةُ) . وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُــقْبًــا} (الْكَهْف: 44) . أَي عَاقِبَــة.
(و) العَــقْب بالتَّسْكِين و (كَكتِفٍ: مُؤَخَّرُ القَدَمِ) ، مُؤَنَّثَة، مِنْهُ، كالعَقِيبِ كأَمِير. ونَقَل شيخُنَا فِي هَذَا أَنّه لُغَيَّة رَدِيئَة، والمَشْهُورُ فِيهِ الأَوّلُ.
وَفِي الْمِصْبَاح: أَنْ عَقِيباً بالياءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفُقَهَاءِ والأُصُولِيِّين لَا يَتِمّ إِلا بِحذْفِ مُضَاف، وسَيَأْتِي. وَفِي الحَدِيث (أَنِ بَعَثَ أُمَّ سُلَيم لتَنْظُر لَهُ امرأَةً فَقَالَ: انْظُرِي إِلَى عَــقِبَــيْهَا أَو عُرْقُوبَيْهَا) فَقيل لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَــقِبــاهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها. وَفِي الحَدِيثِ (نَهَى عَن عَــقِب الشَّيْطان فِي الصَّلَاة) وَهُوَ أَن يَضَع أَلْيَتَيْه على عَــقِبَــيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَين. وَفِي حَدِيث عَلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْه وسَلّم: (يَا عَلِيُّ إِني أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنَفْسِي، وأَكْرَه لَكَ مَا أَكْرهُ لنَفْسِي، لَا تَقرَأُ وأَنْتَ رَاكِعٌ، لَا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَك، وَلَا تُقْعِ على عَــقِبَــيْك فِي الصَّلاة فَإِنَّهَا عَــقِب الشَّيْطَانِ، وَلَا تَعْبَث بالحَصى وأَنت فِي الصّلاة، وَلَا تَفْتَح على الإِمام) . وَفِي الحَدِيث: (ويلٌ للعَــقِب من النَّار، وَوَيْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ) . قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وإِنمَا خَصَّ العَــقِبَ بالعَذابِ؛ لأَنَّه العُضْوُ الَّذِي لم يْغْسَل. وَقيل: أَرادَ صَاحِب العَــقِب، فحذَفَ المُضَاف؛ وَجَمْعُها أَعْقَابٌ وأَعْــقُبٌ. أَنشَد ابْنُ الأَعْرَابيِّ:
فُرْقَ المَقَادِيم قِصارَ الأَعْــقُبِ
(و) العَــقَب: (بالتَّحْرِيك: العَصَبُ) الّذِي (تُعْمَلُ مِنْهُ الأَوْتَارُ) الواحِدَة عَــقَبَــة. وَفِي الحَدِيثِ (أَنّه مَضَغَ عَــقَبــاً وَهُوَ صَائِم) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ بفَتْح القَافِ: العَصَبُ. والعَــقَبُ من كُلِّ شيءٍ: عَصَبُ المَتْنَيْن والسَّاقَيْن والوَظِيفَيْن يخْتَلِط باللَّحْم يُمْشَق مِنْهُ مَشْقاً ويُهذَّبُ ويُنَقى من اللَّحْم ويُسَوَّى مِنْهُ الوَتَر، وَقد يكو فِي جَنْبَيِ البَعِير. والعَصَبُ: العِلْبَاءُ الغَلِيظ وَلَا خَيْرَ فِيهِ. وأَما العَــقْب مُؤَخَّر الْقدَم فَهُو مِنَ العَصَب لَا مِنَ العَــقَب. وَفرق مَا بَين العَصَب والعَــقَب أَن العَصَب يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَــقَب يَضْرِب إِلَى البَيَاضِ وَهُوَ أَصلَبُهما وأَمْتَنُهُمَا، وَقَالَ أَبو حنيفَة: قَالَ أَبو زِيَاد: العَــقَبُ: عَــقَبُ المَتْنَيْن من الشَّاةِ والبَعِيرِ والنَّاقثَةِ والبَقَرةِ.
(وعَــقَبَ) الشيءَ يَعْــقِبُــه ويَعْــقُبُــه عَــقْبــاً، وعَــقَّبَــه: شَدَّه بعَــقَبٍ. وعَــقَب الخَوْقَ وَهُوَ حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْــقُبــه عَــقْبــاً: خَاف أَن يَزِيغَ فشَدَّه بِعَــقَب. وعَــقَب السهمَ والقِدْحَ و (القَوْسَ) عَــقْبــاً إِذا (لَوَى شَيْئاً مِنْهَا علَيْهَا) ، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة:
وأَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
بِهِ عَلَمَانِ من عَــقَبٍ وضَرْسِ
فِي لِسَانِ العَرَب قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ هَذَا البَيْت: وأَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع، لأَنَّ سهامَ المَيْسِر تُوصَفُ بالصُّفرة، كقَوْل طَرَفَةَ:
وأَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه
على النارِ واستَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ
ثمَّ قَالَ: وعَــقَبَ قِدْحَه بالعَــقَب يعْــقُبــه عَــقْبــاً: انْكَسَر فشَدَّه بعَــقَبٍ.
(والعَاقِبَــةُ) : مصدر عَــقَب مكانَ أَبيه يَعْــقُب، و (الوَلَدُ) . يُقَال: لَيست لفُلَان عاقبَــةٌ، أَي ليسَ لَهُ وَلَدٌ، فَهُوَ كالعَــقْب والعَــقِب الْمَاضِي ذِكرُهما، والجَمْع أَعْقَاب. وكُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شَيْء فَهُوَ عاقِبَــةٌ وعَاقِب لَهُ، وَهُوَ اسْم جاءَ بِمَعْنَى المَصْدَر كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) (و) العَــقْبُ والعَاقِب والعَاقِبَــة والعُــقْبَــة بِالضَّمِّ العُــقْبَــى والعَــقِب كَكَتِف والعُــقْبَــان بِالضَّمِّ: (آخر كُلِّ شَيْءٍ) . قَالَ خالدُ بنُ زُهَيْر:
فإِن كُنْتَ تَشْكُو من خَلِيلٍ مَخَافَةً
فتِلْكَ الجَوَازِي عَــقْبُــها ونُصُورُهَا
يَقُول: حَدِّثْنَا بِمَا فَعلْتَ بِابْن عُوَيْمِر، وَالْجمع العَوَاقِب والعُــقُب والعُــقْبَــان والعُــقْبَــى بضَمِّهما كالعَاقبَــة. وَقَالُوا: العُــقْبَــى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَــة. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلاَ يَخَافُ عُــقْبَــاهَا} (الشَّمْس: 15) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يَخَافُ اللهُ عَزّ وَجَلَّ عاقِبَــةَ مَا فَعَل أَي أَن يُرْجع عَلَيْهِ فِي العَاقِبَــة كَمَا نَخَافُ نَحْنُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: جِئتُك فِي عَــقِب الشَّهْرِ، أَي كتِف، وعَــقْبِــه بفَتْح فَسُكُون وعَلى عَــقِبــه، أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت مِنْهُ عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ فِي عُــقْبِ الشَّهْر وعَلى عُــقْبِــه، بِالضَّمِّ والتَّسْكِين فِيهِا، وعُــقُبــه، بضَمَّتَيْن، وعُــقْبَــانِه بِالضَّمِّ، أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه. وحَكَى اللِّحْيَانيّ: جِئتُك عُــقُب رَمَضَان بالضَّمّ أَي آخِرَه، وجِئتُ فلَانا على عُــقْبِ ممَرّه، بالضَّمِّ، وعُــقُبِــه، بضَمَّتَيْنِ، وعَــقِبِــه كَكَتِف، وعُــقْبَــانِه، بالضَّمِّ، أَي بَعْدَ مُرُورِه. وَفِي حدِيث عُمَرَ: (أَنَّه سافَر فِي عَــقْب رَمَضَان) بالتّسْكين أَي فِي آخِره وَقد بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: أَتيتُك على عُــقُب ذَاكَ، بضَمَّتَيْن، وعُــقْب ذَاكَ، بضَمَ فَسُكُون، وعَــقِبِ ذَاكَ، كَكتِفٍ، وعَــقْبِ ذَاكَ، بالتَّسْكِين، وعُــقْبَــانِ ذَاكَ، بالضَّمِّ، وجئتُه عُــقْبَ قُدُومِه، بالضَّمِّ، أَي بَعدَه. قلت: وَفِي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ.
وَفِي المُزْهِرِ: فِي عــقِب ذِي الحِجَّة، يُقَال بالفَتْح والكَسْر لِمَا قَرُب من التَّكْمِلَة، وبِضَمَ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا. وَنقل شيخُنا، جِئتُك على عُــقْبِــه وعُــقْبَــانِه، أَي بالضَّم وعَاقِبِــه وعَــقِبِــه. قَالَ أَبو جعْفَر: قَالَ ابنُ عُدَيْس: وَزَاد أَبُو مِسْحَل: وعِــقْبــانِه، أَي بالكَسْرِ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فلَان عُــقْبَــةُ بَنِي فُلَانٍ، أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم. وَحكى اللِّحْيَانيّ: صَلَّينَا عُــقُبَ الظُّهْر، وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعاً، أَي بَعْدَها.
(والعَاقِبُ) من كل شَيْء: آخِرُه.
والعَاقِبُ: السَّيِّد. وَقيل: الَّذي دُونَ السِّيّد، وَقيل: (الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ) بعدَه. وَفِي الحَدِيث (قَدِم على النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم نَصَارى نَجْرَان، السَّيِّدُ والعَاقِب) ، (و) العاقِبُ: (الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْــلَه فِي الخَيْر كالعَقُوب) ، كصَبُور، وَقيل: السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم. وَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم (لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: مُحَمَّد. وأَحْمَدُ والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ، والحَاشِرُ أَحشُر الناسَ على قَدَمِي، والعَاقِبُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: العَاقب: آخرُ الأَنْبِيَاء. وَفِي المُحْكَم: آخِرُ الرُّسُل.
(وعَــقَبَــهُ) يَعْــقُبُــه: (ضَرَبَ عَــقِبَــه) أَي مُؤَخَّرَ القَدَم. (و) يُقَال: عَــقَبَــه يعــقُبــه عَــقْبــاً وعُقُوباً إِذا (خَلَفَه) . وكُلُّ مَا خَلَف شَيْئاً فقد عَــقَبَــه وعَــقَّبــه (كأَعْــقَبــه) . وأَعْــقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَك عَــقِبــاً أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْــقَب مِنْهُم رَجُلَان أَي تَرَكَا عَــقِبــاً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقَول طُفَيْل الغَنَوِيّ:
كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً
من القَوْمِ هُلْكاً فِي غَدٍ غَيْرَ مُعْــقِب
يَعْنِي أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ، فَهِيَ لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحِداً لَا نظيرَ لَهُ، أَي أَنّ لَهُ نُظَراءَ من قَوْمه.
وذَهَب فلانٌ فأَعْــقَبَــه ابنُه إِذَا خَلَفه، وَهُوَ مثل عَــقَبــه. وعَــقَبٍ مكانَ أَبِيهِ يَعــقُب عَــقْبــاً وعاقِبــةً. وعَــقَّبَ إِذا خَلَف. وعَــقَبــوا من خَلْفِنا وعَــقَّبُــونَا: أَتَوْا. وعَــقَبُــونَا مِنْ خَلْفنا وَعَــقَّبُــونَا أَي نَزَلُوا بَعْدَ مَا ارتَحَلْنَا. وأَعْــقَبَ هذَا هذَا، إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه. (و) عَــقَبَ الرَّجُلَ فِي أَهْلِه: (بَغَاهُ بِشَرَ) وَخَلَفَه. وعَــقَب فِي أَثَرِ الرَّجُل بِمَا يَكْرَه يَعْــقُب عَــقْبــاً: تناوَلَه بِمَا يَكْره وَوَقَع فِيهِ.
(والعُــقْبَــةُ، بالضَّمِّ) : قدُ فَرْسخَيْنِ، والعُــقْبَــة أَيضاً: قَدْرُ مَا تَسِيرُه، والجَمْع عُــقَبٌ: قَالَ:
خَوْداً ضِنَاكاً لَا تَسِيرُ العُــقَبَــا
أَي أَنها لَا تَسِيرُ مَع الرِّجَال؛ لأَنَّهَا لَا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا. والعُــقْبَــةُ: (النَّوْبَةُ) . تَقول: تَمْت عُــقْبَــتُك. (و) العُــقْبَــةُ: (البَدَلُ) والدُّولَة. والعُــقْبَــةُ أَيضاً: الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُلِ ويَسْقِيها عُــقْبَــتَه أَي دُولتَه، كأَنْ الإِبلَ سُمِّيَت باس الدُّولَة، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
إِنَّ عَلَيَّ عُــقْبَــةً أَقْضِيها
لَستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها
أَي أَنَا أَسُوقُ عُــقْبَــتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقولُه: لستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها، يَقُول: لستُ بتَاركها عَجْزاً وَلَا بمُؤَخِّرها، فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ وَلَا مُنْسِئِها، فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدْف.
والعُــقْبَــة: الموضِع الَّذِي يُرْكَب فِيهِ. وتَعاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة: ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُــقبَــةً. وَفِي الحَدِيث: (فَكَانَ الناضِحُ يعتَــقِبُــه منا الخَمْسَةُ) . أَي يَتعاقَبُــونَه فِي الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحِدٍ. يُقَال: دارت عُــقْبَــةُ فلانٍ أَي جاءَت نَوْبَتُه ووقتُ رُكُوبِه. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِه عُــقْبَــةً فعلَهُ كَذَا) أَي شَوْطاً. وَيُقَال: عاقبــتُ الرجلَ، من العُــقْبَــة، إِذا رَاوَحْتَه فِي عَمَلٍ، فكانَت لَه عُــقْبَــةٌ وَلَك عُــقْبَــةٌ، وَكَذَلِكَ أَعــقَبْــتُه. ويَقُولُ الرجلُ لزَمِيلِهِ: أَعــقِب أَي انْزِل حَتَّى أَركبَ عُــقْبَــتِي، وكذَلك كُلّ عَمَل، ولمّا تَحَوَّلَتِ الخِلَافَةُ إِلَى الهَاشِمِيّين عَن بَنِي أُمَيَّة، قَالَ سُدَيْفٌ شاعِرُ بَنِي العَبَّاسِ لِبَنِي هَاشِم:
أَعْــقبِــي آلَ هَاشِم يامَيَّا
يَقُول: انْزِلي عَنِ الخِلَافَة حَتَّى يَرْكَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَكُونَ لَهُم العُــقْبَــةُ.
واعتَــقَبــتُ فلَانا من الرُّكُوب أَي أَنزَلْتُه فركِبْتُ وأَعــقبــتُ الرجلَ وعاقَبــتُه فِي الراحِلَة إِذا ركِبَ عُــقْبَــةً وَرَكِبْتَ عُــقْبَــةً، مثل المُعَاقَبَــةِ. ونَقَل شيخُنا عَن الجَوْهَرِيّ تَقول: أَخذتُ من أَسِيرِي عُــقْبَــةٌ، أَي بَدَلاً.
وَفِي لِسَانِ العَرَبه: وَفِي الحَدِيثِ (سأُعْطِيك مِنْهَا عُــقْبــى) أَي بَدَلاً عَن الإِبقاءِ والإِطْلاقِ.
وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيث الضِّيَافَةِ: (فإِنّ لَم يَقْروه فلَه أَن يُعْــقِبَــهم بِمثل قِرَاه) أَي يأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى: يُقالُ: عَــقَبَــهم، مُخَفِّفاً مُشَدَّداً، وأَعْــقَبَــهُم، إِذا أَخذَ مِنْهُم عُــقْبَــى وعُــقْبَــةً، وَهُوَ أَن يؤْخُذَ مِنْهُم بَدَلاً عَمًّا فَاتَه. وَقَالَ فِي مَحَلَ آخَرَ: العُــقْبَــى: شِبْهُ العِوَض، واسْتَعَــقْبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعْتَاضَه، فأَعْــقَبَــه خَيْراً، أَي عَوَّضَه وأَبدَلَه، وَهُوَ بمَعْنى قَوْلِهِ:
ومَنْ أَطاعَ فأَعْــقِبْــه بطَاعَتِه
كَمَا أَطاعَكَ وادّلُلْه عَلَى الرَّشَدِ
وسَيَأْتِي.
(و) العُــقْبَــةُ: (اللّيْلُ والنَّهَارُ لأَنَّه 2 ايَتَعَاقَبَــان) . والعَقِيبُ كأَمِير: كُلُّ شَيْءٍ أَعــقَبَ شَيْئاً، وهما يَتَعَاقَبــان ويَعْتَــقِبَــان إِذَ جاءَ هَذَا وذَهَب هَذَا، كاللَّيْل والنَّهَار، وهما عَقِيبَان، كُلُّ واحِد مِنْهُمَا عَقِيبُ صاحِبِه. وعَقِيبُك: الّذي يُعَاقبُــك فِي العَمَل، يعمَلُ مرّة وتَعمَلُ أَنتَ مَرَّة. وعَــقَب الليلُ النهارَ: جَاءَ بعدَه، وعاقَبَــه: جاءَ بِعَــقِبــه، فَهُوَ مُعَاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيْضاً.
(و) العُــقْبَــةُ (من الطَّائر: مسافَةُ مَا بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحِطَاطِهِ) . وَيُقَال: رأَيت عاقِبَــةً من طَيْر إِذَا رأَيتَ طيراً يعــقُب بَعْضُهَا بَعْضاً، تقَع هذهِ فتطِيرُ، ثمَّ تَقَع هَذه مَوقِعَ الأُولى.
وعُــقْبَــةُ القِدْرِ: قَرَارَتُه، وَهُوَ مَا الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلٍ وغَيْرِه. (و) العُــقْبَــةُ أَيضاً: (شَيْءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا) أَي القِدْرَ. وأَحسن من هَذَا قَولُ ابْنِ مَنْظور: مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارة، ثمَّ قَالَ: وَعْــقَبَ الرجُلُ: رَدَّ إِليْه ذلكَ. قَالَ الكُمَيت:
وَحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُــقْبَــةِ قدْرِ المُسْتَعِيرِين مُعْــقِبُ
وَكَانَ الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة.
(و) العُــقْبَــةُ والعُــقْبُ (من الجَمَال) .
(والسَّرْوِ والكَرَم (أَثَرُه. و) قَالَ اللِّحْيَانِيّ، أَي سِيمَاه وعَلَامَتُه و (هَيْئَتُه ويُكْسَر) قَالَ اللّحْيَانيّ: وهُو أَجْوَدُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وعُــقْبَــةُ الماشيةِ فِي المَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّة عُــقْبَــةً ثمَّ تُحَوَّل إِلَى الحَمْض، فالحَمْضُ عُــقبَــتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخُلّة فالخُلَّة عُــقْبَــتُها، وَهَذَا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّة بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم:
أَلهَاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُــقْبَــتُه
مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى لَهُ عُــقَبُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النَّعَامَةُ تَعــقُب فِي مَرْعًى بَعْدَ مَرْعًى، فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْــقُب بعد ذَلِك فِي حِجَارَة المَرْوِ وَهِي عُــقْبَــتُه وَلَا يَغِثُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ من المَرْتَع. وَفِيه أَيضاً عِــقْبَــة القَمَرِ: عودَتُ، بالكَسْر. وَيُقَال عَــقْبَــة بالفَتْح وَذَلِكَ إِذَا غَاب 2 ثُم طَلَع. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: عُــقْبَــةُ القَمَر، بالضَّمِ: نجمٌ. يُقَارِنُ القمرَ فِي السَّنَة مَرَّةً. قَالَ:
لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه
وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُــقْبَــةَ القَمَرِ
هُوَ لبَعْضِ بَنِي عَامر. يَقُول) يَفْعَلُ ذلِكَ فِي الحَوْلِ مَرَّةً، وَرِوَايَة اللِّحْيَانِيّ عِــقْبَــة، بالكَسْر، وَهَذَا مَوْضِع نَظَرٍ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك فِي كُلِّ شَهْر مَرَّة، وَمَا أَعْلَم مَا مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ فِي كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً. وَفِي الصِّحَاح يُقَال: مَا يَفْعَلُ ذَلكَ إِلَّا عُــقْبَــةَ القَمَرِ، إِذَا كَانَ يَفْعَلُه فِي كُلِّ شهرٍ مَرّة، انْتهى.
قَالَ شيخُنا: قلتُ: لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّ وإِن كَانَ فِي كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عَن ذَلِك النَّجْم إِلّا فِي يَوْم مِن الحَوْل فيُجامِعُه، وَهَذَا لَيْسَ بَعِيداً لِجَوَازِ اختلافِ مَمَرِّه فِي كُلِّ شهر لِمَمَرِّه فِي الشَّهْر الآخَرِ، كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه، انْتهى.
(و) العَــقَبَــة (بالتَّحْرِيك: مرقًى صَعْبٌ من الجبَالِ) ، أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وَهُوَ طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرِمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ فِي السّماءِ فِي صُعُود وهُبُوط (أَطولُ من النَّــقْبِ و) أَصْعَبُ مُرتَقًى، وَقد يكون طُولُهما واحِداً. سَنَدُ النَّــقْبِ فِيهِ شيءٌ من اسلِنْقاءٍ، وسَنَدُ العَــقَبــة (مُسْتَوٍ) كهَيْئة الجِدَارِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: و (ج) العَــقَبَــة (عِقَابٌ) وَعَــقَبَــاتٌ. قلت: وَمَا أَلْطفَ قَوْلَ الحافِظِ بْنِ حَجَرٍ حِينَ زَارَ بَيْتَ المَقْدِسِ:
قَطَعْنَا فِي مَحَبَّتِه عِقَاباً
وَمَا بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيم
(ويَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِيل) أَبو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِمَا السَّلَام، لَا يَنْصرِف فِي المَعْرِفة للعُجْمَة والتَّعْرِيفِ؛ لأَنَّه غُيِّر عَن جِهَته فوَقَع فِي كَلامِ العَرَب غيرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب، كَذَا قالَه الجَوْهَرِيّ، وسُمِّي يَعْقُوبُ بِهَذَا الِاسْم لأَنه (وُلِدَ مَعَ عِيصُو فِي بَطْنٍ وَاحِد) ، وُلِدَ عِيصُو قَبْــلَه (وَكَانَ) يعقوبُ (مُتَعَلِّقاً بعَــقِبِــهِ) خَرجَا مَعًا، فعِيصو أَبُو الرُّوم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي قِصَّة إبراهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود: 71) والأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ وَهُوَ فِي مَوْضِع الخَفْضِ، عَطْفاً على قَوْله فَبَشَّرنَاها بإِسحاق، ومِنْ وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوب. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا غيرُ جَائِز عِنْد حُذَّاقِ النَحْوِيِّين من البَصْرِيّين والكُوفِيِّين. وأَما أَبو العَبَّاس أَحمد بْنُ يَحْيَى فإِنّه قَالَ: نُصِب يَعْقُوب بإِضمَار فِعْل آخَرَ كأَنه قَالَ: فبَشَّرنَاها بإِسحاقَ وَوَهَبْنا لَهَا من وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوبَ، ويعقوبُ عِنْده فِي مَوْضِع النَّصب لَا فِي مَوْضِع الخَفْض، بِالْفِعْلِ المُضْمَر، وَمثله قَوْلُ الزَّجَّاج، وابْنُ الأَنْبارِيّ قَالَ: وقَولُ الأَخفش وأَبِي زيْد عِنْدَهم خَطَأٌ.
(واليَعْقُوبُ) بِاللَّامِ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ مَصْروفٌ، لأَنّه عَرَبِيٌّ لم يُغَيَّر وإِن كَانَ مَزِيداً فِي أَوَّلِه فلَيْس على وَزْنِ الفعْل وَهُوَ الذَّكَر من (الحَجَل) والقَطا، قَالَ الشَّاعِر:
عَال يُقَصِّرُ دُونَه اليَعْقُوبُ والجَمعُ اليَعاقِيبُ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا البيتُ ذكرَه الجَوْهَرِيّ على أَنَّه شَاهِدٌ على اليَعْقُوب لذَكَرِ الحَجَل، والظاهِرُ فِي اليَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَكرُ العُقَابِ، مل اليَرْخُوم ذَكَر الرَّخَم، واليَحْبُور ذَكَر الحُبَارَى؛ لأَن الحَجَل لَا يُعرَفُ لَهَا مثْلُ هَذَا العُلُوِّ فِي الطّيَرَانِ، ويَشْهَدُ بِصِحة هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق:
يَوْمًا تعركْن لإِبْرَاهِيم عافِيَةً
من النُّسُور عَلَيْه واليَعَاقِيبِ
فذَكَر اجتماعَ الطَّيْر على هَذَا القَتيل من النُّسُور واليَعَاقِيب، ومَعْلُومٌ أَن الحَجَل لَا يأْكُلُ القَتْلَى.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اليَعْقُوبُ: ذَكَر الــقَبْــجِ، قَال ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي مَا عَنَى بالــقَبْــجِ، أَلْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الكِرْوَانَ. الأَعرفُ أَنَّ الــقَبْــجَ الحَجَلُ، وقيلَ اليَعَاقِيبُ (من) الخَيْل سُمِّيت بذَلِكَ تَشْبِيهاً بيعَاقِيبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا. وقولُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ:
وَلَّى حَثِيثاً وهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعَهُ
لَو كَانَ يُدرِكُه ركْضُ اليَعَاقِيبِ
قيل: يَعْنِي اليَعَاقِيبَ من الخَيْل، وَقيل: ذُكُور الحَجَل، وَقد تعرَّضَ لَهُ ابنُ هِشَام فِي شَرْح الكَعبيَّة، واسْتَغْرَبَ أَن يَكُونَ بمَعْنَى العُقَاب.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فَرسٌ يَعْقُوبٌ: ذُو عَــقْب، وَقد عَــقَب يَعْــقِبُ عَــقْبــاً. وزَعَم الدَّمِيرِيُّ أَنَّ المُرَاد باليَعَاقِيب الحَجَل، لقَوْلِ الرَّافِعِيّ: يجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بَين اليَعْقُوبِ والدَّجاج، قَالَ: وَهَذَا يَردّ قولَ من قَالَ: إِنَّ المُرادَ فِي البَيْتَيْن الأَوّلَيْن هُوَ العُقَابُ، فإِنَّ التَّنَاسُلَ لَا يَقع بَين الدّجَاجِ والعُقَابِ، وإِنَّما يقعُ بَيْنَ حَيَوَانَيْنِ بَيْنَهُمَا تَشَاكُلٌ وتَقَارُبٌ فِي الخَلْق، كالحِمَار الوَحْشِيّ والأَهلِيّ. قَالَ شيخُنَا: وَلَا ينْهض لَهُ مَا ادَّعَى إِلَّا إِذَا قيلَ إِنَّ اليَعْقُوبَ إِنما يُطْلَق على العُقَاب، وأَمَّا مَعَ الإِطْلَاق والاشْتِرَاك فَلَا، كَمَا لَا يخفى على المُتَأَمِّل.
(ويَعْقُوبُ) أَربعة من الصَّحَابَة انْظُر فِي الإِصابة. ويَعْقُوبُ، وَفِي نُسْخَة يحيى (بْنُ سَعِيد، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيَ. وَمُحَمّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ مُحَمَّد بْن بَعْقُوب. و) أَبو مَنْصُور (مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيد) بن عليّ البُوشَنْجِيّ الواعِظ، حَدَّثَ عَن أَبي مَنْصُور البُوشَنْجِيّ وغيرِه، وعَنْه ابْن عَسَاكِر فِي شاومانه إِحْدَى قُرَى هَرَاة، وَقع لنا حَدِيثُه عَالِيا فِي مُعْجَمه. وأَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق بْنِ أَحمَد، القاينيّ الحَنِفيّ منَ شُيُوخِ ابْنِ عَسَاكر، حَدِيثُه فِي المُعْجَم، وذَكَر ابنُ الأَثِيرِ أَبا مَنْصُور مُحَمَّد بنَ إِسماعِيل بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمِ النَّسَفِيّ، رَوى عَن جَده وَعَن أَبِي عُثْمَان سَعِيدِ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِل وأَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمِن بْنِ خَلَف. وسَمِعَ مِنْهُ أَهلُ بُخَارَى جامِعَ التِّرْمِذِيّ ستّ مَرَّات، وَعنهُ أَبو العَبَّاس المُسْتَغفِريّ، وَمَات سنة 389 هـ فِي شَهْرِ رَمَضَان، كذَا فِي أَنْسَابِ البُلْبَيسيّ، (اليَعْقُوبِيُّون: مُحَدِّثُونَ.
نِسْبَة كلهم إِلى جَدِّهم الأَعْلَى. وأَما أَبُو العَبَّاس أَحمدَ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ بن وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيّ الكَاتب المِصْرِيّ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التَّارِيخ فنِسْبَتُه إِلَى وَالِدِه، ذَكرَه الرُّشَاطِي. وأَبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَعْرُوف الدستيخنيّ وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعِيّ، وأَبو يَعْقُوب إِسْرَائِيلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِيدِيّ الإِربَلِيّ السّائِح. وأَبُو الصَّبْرِ يَعْقُوبُ بنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الحُمَيِدِيّ الإِرْبَلِي، وأَبوُ الفَضْل صَالحُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِيمِيّ. وأَبو الرَّجَاءَ يَعْقُوبُ بنُ أَيُّوبَ بنِ عَلِيَ الهَاشِمِيّ الفارقيّ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيَ الحَبَّاز وغَيْرِه. وأَبو عَبْده الله مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شيخُ ابْنِ شَاهِين، وَقد تَقَدَّم فِي (خَ ض ب) ويعقوبُ بنُ يُوسف بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيّ النَّخْذِيّ، تَفَقَّه بُخَارَى، وروى عَن أَبِي حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّار مَاتَ بِبَلَدِهِ أَندَخوذ بَين بَلْخ ومَرْو. محدثون.
(وإِبِلٌ مُعَاقِبَــةٌ: تَرْعَى مَرَّةً مِن) ، وَفِي نُسْخَة (فِي) (حَمْضٍ) بالفَتْح فالسّكون (ومَرَّة فِي) وَفِي نُسْخَة (من) (خُلَّةٍ) بالضَّم وهما نَبْتَان، (وأَمَّا الَّتي تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَى المَطِن ثُمّ) تَعُودُ (إِلَى المَاءِ، فَهِي العَوَاقبُ) . وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: وعَــقَبَــت الإِبِلُ من مَكَانٍ إِلى مَكَان تَعْــقُب عَــقْبــاً وأَعْــقَبَــت، كِلَاهُمَا تحَوَّلَت مِنْ إِلَيْهِ تَرْعَى. وَقَالَ أَيضاً: إِبل عَاقِبَــةٌ: تَعْــقُب فِي مَرْتَعٍ بَعْدِ الحَمْض وَلَا تكونُ عَاقِبَــةً إِلَّا فِي سَنَة شَدِيدَة تَأْكُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قَالَ: وَلَا تكون عَاقِبَــةً فِي العُشْب. وَقَالَ غيرُه: وَيُقَال: نَخْلَةٌ مُعَاقِبَــة: تَحمل عَاما وتُخْلِفُ آخَر.
(وأَعْــقَبَ زَيْدٌ عَمْراً) فِي الرَّاحِلَة وعَاقَبَــة إِذا (رَكِبَا بالنَّوْبَةِ) ، هَذَا عُــقْبَــة، وَهَذَا عُــقْبَــة، وَقد تَقَدَّم أَيضاً.
(و) عَــقَبَ الليلُ النهارَ: جَاءَ بَعْدَه، و (عَاقَبَــه، وعَــقَّبَ تَعْقِيباً: جَاءَ بعَــقِبــهِ) فَهُوَ مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً. والتَّعْقيبُ مِثْلُه، وذَهَبَ فلانٌ وعَــقَبَــه فُلَانٌ بَعْدُ، واعْتَــقَبَــه أَي خَلَفَه، وهما يُعَــقِّبَــانه ويَعْتَــقِبــانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَــان: يَتَعَاوَنَان.
(والمُعَــقِّبَــاتُ) : الحَفَظَة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {لَهُ مُعَــقّبَــاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} (هود: 11) والمُعْــقِّبــاتُ: (مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ) لأَنَّهم يَتَعاقَبُــونَ، وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم، نَحْو نَسّابَة وعَلَّامة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب: (لَهُ مَعَاقيبُ) . وَقَالَ الفَرّاء: المُعَــقِّبَــاتُ: المَلَائِكَة، ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعــقُب ملَائِكَةَ النَّهَارِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ الفَرَّاءُ عَــقَّب بمعْنى عَاقَب، كَمَا يُقَالُ: عَاقَدَ وعَقَّدَ، وضَاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ، فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ مَعَه مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ، فإِذا أَــقبَــلَ النّهارُ عَاد من صَعِد وصَعد ملائكَةُ اللَّيْل، كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُــقَبــاً أَي نُوَباً، وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثمَّ عادَ إِلي فقد عــقَّب. وملائكةٌ مُعَــقِّبَــة، ومُعَــقِّبــاتٌ جَمْعُ الجَمع. (و) قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم: (مُعْــقِّبــاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُن) وَهُوَ أَن يُسَبِّح فِي دُبُرِ صَلاته ثَلَاثًا وَثَلَاثِين تَسْبِيحَةً، ويَحْمَده ثَلَاثاً وثَلَاثِين تَحْمِيدَةً، ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثين تَكْبِيرَةً، وَهِي (التَّسْبِيحَاتُ) . سُمِّيت (مُعــقِّبــات) لأَنَّهَا (يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً) أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة، أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ. وَقَالَ شَمِر: أَراد بقَوْله مُعَــقِّبَــاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس. قَالَ: والمُعَــقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعــقِبِ مَا قَبْــلَه. وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ:
ولستُ بشَيُخٍ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ
ولكنْ فَتًى من صالِح الناسِ عَــقَّبَــا
يَقُولُ: عُمِّر بَعْدَهم وبَقِيَ.
(و) المُعَــقِّبَــات: (اللَّوَاتِي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِكَاتِ عَلى الحَوْضِ، فإِذَا انْصَرَفَت ناقَةٌ دَخَلَتْ مَكَانَها أُخْرَى) وَهِي النِّاطرَات العُــقَبِ. والعُــقَبُ: نُوَبُ الوَارِدَة، تَرِد قِطْعَةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَردت قِطْعَةٌ بعْدهَا فشَرِبَت فَذَلِك عُــقْبَــتُهَا، وَقد تَقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه.
(والتَّعْقِيبُ: اصْفِرَارُ ثَمَرَةِ العَرْفَج) وحَيْنُونَةُ يُبْسِهِ مِن: عَــقَبَ النبتُ يعــقُب عَــقْبــاً إِذا دَقَّ عُودُه واصْفَرَّ وَرَقُه، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(و) التَّعْقِيبُ: (أَن تَغْزُوَ ثمَّ تُثَنِّيَ) أَي تَرْجع ثانِياً (مِنْ سَنَتِك) . والمُعَــقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ويَسِير سَيْراً بَعْد سَيْر، وَلَا يُقِيم فِي أَهْلِه بعد القُفُول. وعَــقَّب بِصلاةٍ بَعْد صَلَاة وغَزَاة بعد غزَاة: وَالَى. وَفِي الحَدِيث: (وإِنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعــقُب بعضُهَا بَعْضاً) أَي يكون الغزوُ بينَهُم نُوَباً، فإِذَا خرجَت طَائِفَةٌ ثمَّ عادَت لم تُكَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِيَةً حَتَّى تَعْــقُبَــهَا أُخْرَى غَيرهَا. وَمِنْه حَدِيثُ عمرَ (أَنَّه كَانَ كُلَّ عَام يُعَــقِّبُ الجيوشَ) . قَالَ شَمِر: ومعنَاه أَنه يَرُدُّ قوما ويَبْعَث آخَرين يُعَاقبــونَهُم يُقَال: عَــقَّب الغَازِيةَ بأَمْثالِهِم وأَعْــقَبُــوا إِذَا وَجَّه مَكانَهم غَيْرَهُم. (و) التَّعْقِيبُ: (التَّرَدُّدُ فِي طَلَب المَجْدِ) ، هَكَذَا فِي نُسْخَتِنَا وَهُوَ غَلَط، وصوابُه التَّردُّدُ فِي طَلَبٍ مُجِدًّا كَمَا فِي لِسَانِ العَرَب والصّحَاح وغَيْرِهِما. وَيدل لذَلِك قولُه أَيضاً: والمُعَــقِّب: المُتَّبِع حَقّاً لَهُ ليَسْتَرِدَّه. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَتْبَع عَــقِب الإِنْسَانِ فِي حَقَ. قَالَ لَبِيدٌ يَصِف حِمَاراً وأَتانَه:
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّواحِ وهَاجَه
طَلَبُ المُعَــقِّبِ حَقَّه المَظُلومُ
قَالَ ابْن مَنْظُور: واسْتَشْهَد بِهِ الجَوْهَرِيُّ على قولِه: وعَــقَّب فِي الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد فِي طَلَبِه مُجِدًّا، وأَنْشَدَه:
وَقَالَ: رفع الْمَظْلُوم وَهُوَ نَعْتٌ للمُعَــقِّب على المَعْنَى، والمُعَــقِّب خَفْض فِي اللَّفْظِ ومعنَاه أَنَّه فَاعِل. ويُقَالُ أَيضاً: المُعَــقِّب: الغَرِيمُ المُمَاطِلُ. عَــقَّبَــنِي حَقّي أَي مَطلَني فَيَكُون المَظْلُوم ففَاعِلاً والمُعَــقِّب مَفْعُولاً.
وَقَالَ غيرُه: المُعَــقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فَيَعُود إِلى غَرِيمه فِي تَقاضِيهِ.
(و) التَّعْقِيبُ: (الجُلُوسُ بَعْدَ) أَن يَقْضِيَ (الصَّلَاة لدُعَاء) أَو مَسْأَلة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ عَــقَّب فِي صَلَاةٍ فَهُوَ فِي الصَّلاة) . (و) فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالك) أَنَّه سُئل عَن التَّعْقيب فِي رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن يُصلُّوا فِي البُيُوتِ) . قَالَ ابنُ لأَثِيرِ: التَّعْقيبُ: هُوَ أَن تَعمَل عَمَلاً ثمَّ تَعُودَ فِيهِ. وأَراد بِهِ هَا هُنَا (الصَّلَاة) النافِلَة (بَعْدَ التَّرَاوِيحِ) ، فكَرِه أَن يُصَلُّوا فِي المَسْجِد وأَحَبَّ أَن يكونَ ذَلِك فِي البُيوتِ. قلتُ: وَهُوَ رَأْي إِسْحَاقَ بْن راهَوَيه وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْر. وَقَالَ شَمِر: التعقِيبُ: أَن يَعْمل عَمَلاً من صَلَاةٍ أَو غيرِهَا ثمَّ يعود فِيهِ من يَوْم. قَالَ: وسمِعتُ ابنَ الأَعْرابيّ يَقُول: هُوَ الّذِي يَفْعَلُ الشيءَ ثمَّ يعودُ ثانيَةً، يُقَال: صَلَّى من اللّيلِ ثمَّ عَــقَّبَ، أَي عَادَ فِي تِلْك الصَّلاة.
(و) التَّعْقِيبُ: (المُكْثُ) والانْتِظَار، يُقَال: عَــقَّب فُلانٌ فِي الصّلاةِ تَعْقيباً إِذا صلَّى فأَقَامَ فِي مَوْضِعه يَنْتَظِر صَلَاة أُخْرَى. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ عَــقَّب فِي صَلَاة فَهُو فِي صَلَاة) أَي أَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَمَا يَفْرُغُ من الصَّلاةِ. وَيُقَال: صَلَّى القومُ وعَــقَّب فلانٌ. والتَّعقِيبُ فِي المَسَاجِد: انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات.
(و) التَّعْقِيبُ: (الالْتِفَاتُ) . وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَــقّبْ} (النَّمْل: 10) قيل أَي لم يَعْطِف وَلم يَنْتَظِر، وَقيل: لم يَمْكُث، وَهُوَ قولُ سفيانَ. وَقيل: لم يَلْتفِت، وَهُو قولُ قَتَادَة. وَقيل: لم يَرْجِع، وَهُوَ قولُ مُجَاهِد. وكلُّ رَاجِعٍ مُعَــقِّبٌ. قَالَ العَجّاج:
وإِن تَوَنَّى التَّالِيَاتُ عَــقْبَــا
(والعُــقْبَــى) : المَرْجِع، وعَــقِبُ كُلِّ شَيْءٍ وعُــقْبَــاه وعُــقْبَــانُه وعَاقِبَــتُه: خَاتِمَتُهُ.
وَيُقَال: إِنَّه لعالِم بعُــقْبَــى الكَلامِ وعُــقْبَــى الكَلامِ وَهُوَ غامِضُ الكَلامِ الَّذِي لَا يَعْرِف الناسُ وَهُوَ مِثْل النّوَادِرِ. والعُــقْبَــى أَيضاً: (جَزَاءُ الأَمْرِ) يُقَال: العُــقْبَــى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَــة. (وأَعْــقَبَــه) بِطَاعَتِه، وأَعْــقَبَــه على مَا صَنَع أَي (جازَاهُ. و) أَعْــقَب (الرَّجُلُ) إِذا (مَاتَ وخَلَّف) ، أَي تَرَك (عَــقِبــاً) أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثلاثَةُ أَولادٍ فأَعْــقَبَ مِنْهُم اثْنان أَي تَركا عَــقِبــاً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقد تقدم إِنشادُ قَول طُفَيْلٍ الغَنَوِيُّ. وَيُقَال: أَعــقَبَ هذَا هذَا، إِذا ذَهَب الأَولُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخرُ مكانَه. (و) أَعْــقَبَ (مُسْتَغِيرُ القِدْرِ: رَدَّهَا) إِليه (وفيهَا العُــقْبَــةُ) الضّم، وَهِي قَرارةُ القِدْر أَو هِيَ مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارَةِ. قَالَ الكُمَيْتُ:
وحَاردَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُــقْبَــةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْــقِبُ
وَقد تَقَدَّم.
(و) تعــقَّب الخَبَرَ: تَتَبَّعَه، وَيُقَال تَعَــقَّبْــتُ الأَمْرَ إِذَا تَدَّبَّرْتَه، والتَــقُّبُ: التّدبُّر والنَّظرُ ثَانِيَة، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ: فلَمْ يَجِدِ الأَقْوَامُ فِينَا مَسَبَّةً
إِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَيَّامُنَا بالتَّعَــقُّب
يَقُول: إِذا تَعَــقَّبُــوا أَيَامَنا لم يَجِدُوا فِينَا مَسَبَّةً.
وَيُقَال: لم أَجِدْ عَن قَوْلكِ مُتَعَــقَّبــاً أَي رُجُوعاً أَنْظُرِ فيهِ، أَي لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِي التَّعَــقُّبَ فِيهِ لأَنظُرَ آتيه أَم أَدَعُه. وقولُه: {لاَ مُعَــقّبَ لِحُكْمِهِ} (الرَّعْد: 41) أَي لَا رَادَّ لقَضَائِه. وعَاقَبــه بذَنْبِه مُعاقَبَــة وعِقَاباً: أَخذَه بِهِ و (تَعــقَّبَــه: أَخَذَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْه. و) تَعَــقَّبَ (عَن الخَبَر) إِذا (شَكَّ فِيهِ وعَاد للسُّؤَال عَنْه) قَالَ طُفَيْلٌ:
تَأْوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيلِ مُنْصبُ
وجَاءَ من الأَخْبَارِ مَا لَا أُكَذِّبُ
تَتابعْنَ حتَّى لم تَكُن لِيَ رِيبَةٌ
وَلم يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَــقَّبُ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وتَعَــقَّب فلانٌ رأْيَه إِذَا وَجَع عَاقِبَــتَه إِلى الخَيْر، وتَعــقَّب من أَمْره: نَدِمَ، وَيُقَال: تعــقَّبْــتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّة، وَيُقَال: أَتَى فلانٌ إِليّ خَيْراً فعَــقَبَ بخَيْر مِنْهُ.
(و) الاعتقاب: الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّنَاوُبُ. واعْتــقَب الشيءَ: حَبَسَه عندَه. و (اعْتَــقَبَ) البائعُ (السِّلْعَةَ) أَي (حَبَسَهَا عنِ المُشْتَرِي حَتَّى يَــقْبِــضَ الثَّمَنَ) وَمِنْه قَولُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ: (المُعْتَــقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَــقَب) يُرِيد أَن البَائِع إِذَا بَاعِ شَيْئا ثمَّ مَنَعه من المُشْتَرِي حَتَّى يَتْلَفَ عِنْد البائعِ فقد ضَمِنَ. وَعبارَة الأَزْهَرِيّ: (حَتَّى تلِفَ عِنْد البَائِع) هَلَكَ من مَاله وضَمَانُه مِنْه. وَعَن ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَني فلانٌ سِلْعَةٌ وَعَلِيهِ تَعــقِبَــةٌ إِن كَانَت فِيهَا. وَقد أَدْرَكَتْني فِي السِّلعة تَعْــقِبَــةٌ، وَيُقَال: مَا عَــقَّب فِيهَا فَعَلَيْكَ مِن مَالك أَي مَا أَدرَكَنِي فِيهَا من دَرَك فعَلَيْك ضمانُه. وقولُه عَلَيْه السَّلَام: (لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه) . عقوبَتُه: حَبْسُه. وعِرْضُه: شِكَايَتُه. حكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وفسرّه بِمَا ذَكَرْنَاه. واعْتَــقَبْــتُ الرّجلَ: حَبَسْتُه، كَذَا فِي لِسَان الْعرَبِ وبَعْضُه فِي المِصْبَاح والأَسَاسِ.
وَيُقَال: ذَهَبَ فلانٌ واعْتَــقَب فلانٌ بَعْدُ أَي خَلَفَه، وهما يُعَــقِّبَــانِه ويَعْتَــقِبَــان عَلَيْهِ وَيَتَعاقَبــان أَي يَتَعَاوَنَان، كَذَا فِي الأَسَاسِ.
والاعْتِقَابُ: التَّدَاوُلُ، كالتَّعَاقُب، وهُمَا يَتَعَاقَبَــانِ ويَعْتَــقِبَــان، أَي إِذا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا.
(والعُقَابُ بالضَّمَّ: طائِرٌ) من العِتَاقِ. وَعبارَة المِصْبَاحِ: من الجَوَارِح (م) أَي مَعْرُوف، يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى إِلَّا أَن يَقُولُوا: هَذَا عُقَابٌ ذكَرٌ. قَالَ شيخُنَا: وَقَالُوا: لَا يَكُونُ العُقَاب إِلَّا أُنْثَى ونَاكِحُه طَيْرٌ آخَرُ من غير جِنْسِه: وَقَالَ ابْن عُنَيْن يَهْجُو شَخْصاً يقالُ لَهُ ابنُ سَيِّدَةٍ:
قلْ لِابْنِ سَيّدَةِ وإِنْ أَضْحَتْ لَهُ
خَوَلٌ تُدِلّ بكثْرةِ وخُيُولِ
مَا أَنْتَ إِلَّا كالعُقَابِ فأُمّه
مَعْرُوفَةٌ وَله أَبٌ مَجْهُولُ
(ج أَعْــقُبٌ) أَي فِي القِلَّة، لأَنَّها مُؤَنَّثَة كَمَا مَرّ وأَفْعُلٌ يختَصُّ بِهِ جمعُ الإِناثِ، كأُذْرُعٍ فِي ذِرَاع، وأَعْتُقٍ فِي عَنَاقٍ، وَهُوَ كَثِير، قَالَه شَيُخُنَا. وحَكَاه فِي لِسَانِ العَرَب أَيضاً بصِيغَة التَّمْرِيض (وعِــقْبَــانٌ) بالكَسْر جمع الكَثْرَة وأَعْــقِبَــةٌ، عَن كُرَاع، وعَقَابِينُ جمعُ الجَمْعِ قَالَ:
عَقَابِين يَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ
قَالَ شيخُنا، وحَكَى أَبو حَيَّان فِي شَرْح التَّسْهِيل أَنه جُمِعَ على عَقَائب، واستبعَدَه الدَّمامِينِيّ، انْتهى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: عَتاقُ الطيرِ: العِــقْبَــانُ، وسِبَاعُ الطيْرِ: الَّتِي تَصِيدُ، والَّذِي لم يَصِدِ: الخَشاشُ. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: من العِــقْبَــان عِــقْبَــانٌ تُسَمى عِــقْبَــانَ الجِرْذَانِ، ليْسَت بِسُودٍ ولكنَّهَا كُهْبٌ وَلَا يُنْتَفَع بِرِيشِهَا إِلا أَن يَرْتاشَ بهَا الصبيانُ الجَمَامِيحَ. (و) العُقَابُ: (حَجَرٌ نَاتىءٌ) وعبَارَةُ لِسَانِ العَرَبِ: صَخْرَة نَاتِئَةٌ ناشزَةٌ (فِي جَوْفِ البِئرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ) ، ورُبّمَا كانَت من قِبَــل الطَّيِّ، وَذَلِكَ أَن تَزُول الصخرةُ عَن مَوْضِعها، ورُبَّمَا قَامَ عليهَا المُسْتَقِي، أُنْثَى، والجَمْعُ كالجَمْع، وَقد عَــقَّبــها تَعقيباً: سَوَّاها. والرجُلُ الذِي يَنْزِل فِي البِئر فَيَرْفَعُهَا يُقَال لَهُ المُعَــقِّبُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الــقَبــيلَةُ صَخرةٌ على رَأْسِ البِئر. والعُقابَانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدَانهَا. (و) قيل العُقَابُ: (صَخْرَةٌ نَاتِئةٌ فِي عُرْضِ جَبَلٍ كمِرْقَاةٍ) وَقيل هُوَ مَرْقًى فِي عُرضِ الجَبَل.
(و) العُقَابُ: (شِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ فِي إِحْدَى قَوَائِمِ الدَّابَّة) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ.
(و) العُقَابُ فيمَا يُقَال: (خَيْطٌ صَغِيرٌ) يَدْخُلُ (فِي خُرْثَيْ) تَثْنِيَة خُرْت بِضَم الخَاءِ وسُكُونِ الرَّاءِ والمُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ آخِره، وَهُوَ ثَــقْبُ الأُذُنِ (حَلْقَةِ القُرْطِ) يُشَدُّ بِهِ، وعَــقَب القُرطَ: شَدَّه بِهِ. قَالَ سَيَّارٌ الأَبانِيّ:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
عَلَى دَباةِ أَو عَلَى يَعْسُوبِ
جَعَلَ قُرطَهَا كأَنَّه عَلى دَباةٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاةِ، فوصَفَها بالوَقْص. والخَوْقُ: الحَلْقَة. والدّباةُ: نوعٌ من الجَرَاد. واليَعْسُوب: ذَكَرُ النَّحْل.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العُقابُ: الخيْطُ الَّذي يَشُدُّ طرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.
(و) العُقَابُ: (مَسِيلُ المَاءِ إِلى الحَوْضِ) قَالَ:
كأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
سَيْلٌ على مَتْنِ عُقَاب ذِي حَدَبْ
(و) العُقَابُ: (الحَجَرُ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي) بَيْنَ الحَجَرَيْنِ يَعْمِدَانِهِ.
(و) العُقَابُ: اسْم (أَفْرَاس لَهُم) مِنْهَا فرسُ حُمَيْضَةَ بْنِ سَيَّارٍ الفَزارِيّ، وفَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِيّ، وفرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَةَ السَّدُوسيّ والعُقَابُ: الغَايَةُ. قَالَ أَبو ذُؤيْب:
وَلَا الراحُ رَاح الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئةً
لَهَا غايةٌ تَهْدِي الكِرَامَ عُقَابُهَا
أَرادَ غَايَتَهَا. وحَسُنَ تَكرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْطَين، وَجَمعهَا عِــقْبَــانٌ.
والعُقابُ: الحَرْبُ عَن كُرَاع (و) العُقَابُ: عَلَمٌ ضَخْمٌ، واسْمُ (رَايَة للنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم) ، كَمَا وَرَد فِي الحَدِيث.
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ: العُقَابُ: الَّذِي يُعْقَدُ للوُلاة، شُبِّه بالعُقاب الطَّائر، وَهِي مُؤَنَّثَة (و) العُقَابُ: (الرَّابِيَةُ، وكُلّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدًّا) .
(و) عُقَابُ: (كَلْبَةٌ) عُقابُ: (امْرَأَةٌ) وَهِي أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ الله الْآتِي ذكْرهُ.
وعُقَاب: موضِعٌ بالأَنْدَلس، كَانَت بِهِ وَقْعَةُ المُوَحِّدِينَ مَشْهُورة، استدْرَكَه شَيْخُنا.
وَفِي لسَان العَرَب: العُقابَان: خَشَبَتَان يَشْبَحُ الرجُلُ بَيْنَهُمَا الْجِلْدَ والعربُ تُسمِّي الناقةَ السوداءَ عُقَاباً على التَّشْبِيهِ.
(و) عُقَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ) : ابنُ رُقَيْبَةَ (صَحَابِيٌّ) وَيُقَال فِيهِ: رُقَيْبَة بنُ عُقَيب. قَالَ الحافِظُ تَقِيُّ الدِّين بن فَهْد فِي مُعجَمِهِ: رُقَيْبَةُ بْنُ عُــقْبَــة أَو عُقَيْبُ بْنُ رُقَيْبَة مَجْهُول، وَله حَديثٌ عجِيب. قُلتُ: أَو مرادُ المُصَنِّف عُقَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيَ، فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً، شَهِدَ أُحُداً ولابنهِ سَعْد صُحْبَة أَيضاً. سَعْد صُحْبَة أَيضاً. و: مَوْضِعٌ.
ومُعَيْقِيب أَيْضاً صحابيٌّ، استدرَكَه شيخُنا. قلت وهما اثْنَانِ، أَحدهُما مُعَيْقيبُ بنُ أَبِي فَاطِمَة الدَّوْسِيّ حَلِيفُ بني أُميَّة من مُهَاجِرَةِ الحَبَشَة، وَهُوَ الَّذِي عُنِي بِهِ شيخُنا. وثَانِيهما مُعَيْقِيبُ بنُ عرض اليَماميّ تفرّد بِذكرِهِ شاصويْه بن عبيد وَهُوَ يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ، كَذَا فِي المُعْجَم.
(وكالــقبَّــيْطِ: طائِرٌ) ، لَا يُسْتَعْمَل إِلا مُصَغَّراً.
(و: ع) ضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ مُصَغَّراً مَعَ تَشْدِيد اليَاء المَكْسُورَةِ، عَن ابْنِ دُرَيْد. قلتُ: ولعلَّه من مضافات دِمَشْق، وَقد نُسِب إِليهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ بْنُ مَحْمُود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَكِّيّ ثمَّ الدِّمَشْقِيّ المقرِىء الحَنْبَلِيّ عُرِف بالبَطَائِحِيّ، حَدَّث بِدِمَشْق وغَيْرِهَا. روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِي عِمْرَان المَخْزُومِيّ بِدِمَشْق ومُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى اليُونِينِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ. وأَبو يُونُس الأَرمَنيّ. ومحمدُ بنُ عُبادَةَ بْنِ مُحَمَّد الأَنْصاريُّ الحَلَبِيُّ، الثَّلاثَةُ بالعُقَّيْبَة.
(و) المَعْــقَبُ:: (كمِنْبَر: الخِمَارُ لِلمَرْأَةِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، لأَنّه يَعْــقُبُ المُلاءَة وَيَكُونُ خَلَفاً مِنْها. قَالَ امرؤُ القَيْسِ:
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ بَعْد جِدَّتِه
كمِعْــقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
(و) المِعْــقَبُ: (القخرْطُ) نَقله الصاغَانيّ.
(و) المِعْــقَبُ: (السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ) ، والمِعْــقَبُ: بَعِيرُ العُــقَبِ.
(و) المِعْــقَبُ: (الذِي يُرَشَّح) مَبْنِيًّا للمَجْهُول وَفِي نُسْخَة بصيغَة الفِعْلِ المَاضِي (للخِلَافَةِ بَعْد الإِمام) أَي يُهَيَّأُ لَهَا.
(و) المُعَــقَّبُ (كمُعَظَّم: مَنْ يَخْرُج من حَانَةِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ) قدرا (مِنْه) . قَالَ طَرَفَة:
وإِنْ تَبْغِني فِي حلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي
وإِنْ تَلْتَمِسْني فِي الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لَا أَكُونُ مُعَــقَّبــاً.
والمُعَــقِّبُ كمْحَدِّثِ: المُتَّبِع حَقا لَهُ يسْتَرِدُّه. وَالَّذِي أُغِير عَلَيْهِ فَحَرِب فأَغَارَ على الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِ فاستَرَدَّ مَالَه.
(والمِعْقَابُ: البيتُ يُجْعَلُ فِيهِ الزَّبِيبُ) . والمِعْقَابُ: المَرْأَةُ الَّتِي من عادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَراً ثمَّ أُنْثَى.
وأَعْــقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرَ إِلَى خَيْر. (واستَعْــقَبَــه وتَعَــقَّبَــه) إِذا (طَلَب عوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ) ، وأَصْلُ التَّعَــقُّب التَّتبُّع: واستَعْــقَبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعتَاضَه فأَعْــقَبَــه خَيْراً أَي عَوَّضَه وبَدَّلَه.
(وعَــقِبٌ، ككَتِفِ) : مَوضِع. أَنشد أَبو حَنِيفَة لعُكِّاشَةَ بْنِ أَبي مَسْعَدَة:
حَوَّزَهَا من عَــقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
(وكَفْرُ تِعْقَابٍ بالكَسْرِ) وَكَفْرُ عَاقِب: (ع، ويَعْقُوبَا) ، الْمَوْجُود عندنَا فِي النُّسَخِ بالمُثَنَّاة التَحْتِيَّة، وصوابُه بالمُوَحَّدَة: (ة) كَبِيرَةٌ (ببَغْدَاد) على عشرَة فَرَاسِخ مِنْهَا على طَرِيقِ خُرَاسَان.
(واليَعْقُوبِيُّونَ) كَذَلِك صَوابُه بالباءِ: (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) ، مِنْهُم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ الحُسَين بنِ عَلِيّ بن حَمْدون قاضيها، رَوَى عَنهُ أَبُو بَكْر الخَطيب توفّي سنة 430 هـ ذكره البُلْبَيسِيّ فِي أَنْسَابِهِ. وَمن بَهْجَة الأَسْرَار: أَبو مُحَمَّد عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْر بن إِدْرِيسَ اليَعْقُوبِيُّ، حدَّث بهَا سنة 616 هـ وأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن أَبِي المَكَارِم الفضلُ بن بُخْتيار بن أَبي نَصْر اليَعْقُوبِيّ الوَاعِظ الخَطِيب. وأَبو الفَضْل صَالِحُ بنُ يَعْقُوب بن حَمْدُون اللَّخُميّ اليَعْقُوبِيّ.
(وثَنِيَّةُ العُقَابِ) بضَمِّ العَيْن وكَسْرِهَا (بِدمَشْقَ. وَنِيقُ) ، بالكَسْرِ، (العُقَابِ) : بالضَّم والكَسْر: مَوضِع (بالجُحْفَة) .
(وتِعْقَابٌ بالكَسْر: رَجُلٌ) وإِليه نُسِب الكَفْر، كَمَا نَقَله الصَّاغَانِيّ.
(والعِــقْبَــة) يالفتح فالسُّكُون (ويُكْسَرُ) : الوَشْيُ كالعِقْمَةِ، وَزعم يَعْقوب أَنَّ الْبَاء بدلٌ من المِيمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العِــقْبَــةُ بالكَسر: (ضَرْبٌ من ثِيابِ الهَوْدَجِ مَوْشِيٌّ) كالعِقْمَة.
(وعُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ وعَبَنْقَاةٌ) بِتَقْدِيم البَاءِ على النُّون (وَبَعَنْقَةٌ) وقَعَنْبَاةٌ، على القَلْب: (ذاتُ مَخَالبَ حِدَادٍ) . وَفِي التَّهْذِيب فِي الرُّبَاعِيّ: هِيَ ذاتُ المَخَالب المْنْكَرَة الخَبِيثَة. قَالَ الطِّرِمَّاحُ، وَقيل: هُوَ لجِرَان العَوْدِ: عُقَابٌ عَــقَبْــناةٌ كأَنَّ وظِيفَها
وخُرْطُومَها الأَعْلَى بِنارٍ مُلَوَّحُ
وَقيل: هِيَ السَرِيعَةُ الخَطْفِ المُنْكَرَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: ذَلِك على المُبَالَغَة كَمَا قَالُوا: أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلب كلِبٌ. وقَال اللَّيثُ: العَقَنْبَاةُ: الدَاهِيَةُ من العِــقْبــانِ، وجَمْعُه عَقَنْبَاتٌ.
(وأَبُو عُقابٍ، كغُرَابٍ: تابِعِيٌّ) يُقال اسمُه سُلَيْمَان، رَوَى عَن عَائِشَة وَلم يُدْرِكْها، وَعنهُ أَبو عوَانَة، قَالَه الحَافِظُ. (وَابْن عُقَابَ الشَّاعِرُ) اسمُه (جَعْفَرُ بْنُ عَبْد الله) بن قَبِــيصَة. (وعُقَابُ) اسْم (أُمّه) فَلَا يُصرَف للعلَميَّة والتَّأْنِيث.
(والمُعْــقب) كمُكْرم: (نَجْمٌ يَعــقُب نَجْماً، أَي يَطْلُع بَعْدَه) فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعَاقِبُ. وَمِنْه قولُ الراجِزِ:
كَأَنَّهَا بَيْنَ السُّجُوفِ مُعْــقِبُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المُعْــقِبُ: نَجْمٌ يتعاقَب فِيهِ الزَّمِيلَانِ فِي السَّفَرِ، إِذَا غَابَ نَجْمٌ وطَلَع آخَر رَكِبَ الَّذي كَانَ يَمْشِي.
(وعَبْدُ المَلِك بنُ عَقَّاب ككَتَّان: (مُحَدِّثٌ) مَوْصِلِيّ، رَوَى عَن حَمَّاد بْنِ أَبي سُلَيْمَان، وَعنهُ أَبُو عَوَانَة وغَيْرُه.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ:
فِي الحَديثِ: (نَهَى عَن عُــقْبَــةِ الشَّيطَانِ) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الإِقْعَاءُ، وَقد تقدم.
وعَــقبُ النَّعْلِ) مُؤخَّرُهَا أُنْثَى. ووطِئوا عَــقِبَ فلانٍ: مَشَوْا فِي أَثَره. وَفِي الحَديثِ (أَنَّ نَعلَه كَانَت مُعــقَّبــةً مُخَصَّرةً) . المُعَــقَّبَــة: الَّتِي لَهَا عَــقَبٌ. وولَّى عَلَى عَــقِبــه وعَــقِبَــيْه، إِذا أَخذَ فِي وَجْه ثمَّ انْثَنَى.
والتّعقيبُ: أَن يَنْصَرِف من أَمرٍ أَرادَه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَرُدَّهم على أَعْقَابهم) أَي إِلى حَالَتهم الأُولَى من تَرْك الهِجْرَة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَا زَالُوا مُرتَدِّين على أَعقَابِهِم) أَي راجِعِين إِلى الكُفْر كأَنَّهم رَجَعُوا إِلى وَرَائِهم. وجَاءَ نُعَــقِّبــاً أَي فِي آخر النَّهَار. وعَــقَب فلانٌ على فلانَةَ، إِذا تَزَوَّجَهَا بعد زَوْجِهَا الأَوّل، فَهُوَ عاقِبٌ لَهَا أَي آخِرُ أَزواجِهَا، وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمُلأُ عَيْنَيْك بالفِناء ويُر
ضِيك عقَاباً إِنْ شئتَ أَوْ نَزَقَا
قَالَ: عِقَاباً يُعــقِّبُ عَليه صاحِبُه، أَي يَعْزُو مَرَّةً بعد أُخْرَى، وَقيل غير ذَلِك. وَقد تقدّمت الابشارة إِليه.
وكُلُّ شَيْءٍ خَلَف شَيْئاً فَهُوَ عَــقْبُــهُ، كماءِ الرُّكْيةِ، وهُبُوبِ الرِّيحِ وطَيَرَان القَطَا وعَدْوِ الفَرَس. وفرَسٌ مُعَــقِّب فِي عَدوِه: يَزْدَادُ جَوْدَةً.
وعَــقَبَ الشيبُ يعْــقبُ ويَعْــقب عُقُوباً وعَــقَّب: جاءَ بعد السَّوَادِ. وَيُقَال: عَــقَّب فِي الشَّيْب بأَخْلاقٍ حَسَنَة، وأَعــقَبَــه نَدَماً وَهَم: أَورثَه إِيَّاه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبا أَوحدَى بَنِيّ وأَعْــقَبُــونِي حَسْرةً
بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
وَيُقَال: فعلتُ كَذَا فاعتَــقَبْــت مِنْهُ نَدَامَةً، أَي وجدتُ فِي عاقِبَــتِه ندامَةً. وَيُقَال: أَكلَ أُكْلَةً أَعــقَبَــتْه سُقْماً أَي أَورثَتْه. وعَاقَبَ بَين الشَّيْئَيْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرى. ويقَال: فلَان عُــقْبَــةُ بَني فلانٍ أَي آخِر مَنْ بَقِي مِنْهُم، وفلانٌ يَسْتَقِي على عُــقْبَــةِ آلِ فلانٍ، أَي بَعْدَهُم. وعَــقَّب علَيْهِ: كَرَّ ورَجَع. وقولُ الحَارِث بن بَدْرِ: كنتُ مَرَّةً نُشْبة، وأَنَا اليومَ عُــقْبَــة. فسّره ابنُ الأَعْرَابِيّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كنتُ مَرّة إِذا نَشبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِيَ مِنْي شَرًّا، فقد أَعْــقَبْــتُ اليومَ ورَجَعْتُ، أَي أَعْــقَبْــتُ مِنْهُ ضَعْفاً، والعَــقْبُ: الرَّجْعُ قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَنْ صِيَاحَ الكُدْر يَنْظُرنَ عَــقْبَــنَا
تَرَاطُنُ أَنباطٍ عَلَيْهِ طَغَامُ
معنَاه ينْتَظِرنْ صَدَرَنا لِيَرِدْنَ بَعْدَنَا.
وَفِي حَدِيثِ صلَاة الخَوْف: (إِلا أَنَّ كانَتْ عُــقَبــاً) أَي يُصَلّي طائِفَةٌ بعد طائِفَة، فهم يَتَعَاقَبُــونها تَعاقُبَ الغُزاة.
والمُعَــقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيَعُودُ إِلى غ 2 رِيمه فِي تَقاضِيه. والَّذي يَكُرّ على الشَّيْء، وَلَا يَكُرُّ (أَحَدٌ) على مَا أَحْكَمَه اللهُ. قَالَ لبيد:
إِذا لم يُصب فِي أَوْلِ الغَزْوِ عَــقَّبَــا
أَي غَزَا غَزْوَة أُخْرَى.
وتَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَة لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ، أَي استثْنَاء، وأَعْــقَبَــه الطّائفُ إِذا كَانَ الجُنُون يُعاودُه فِي أَوقات. قَالَ امرؤُ القَيْس يَصف فرسا:
ويَخْضِدُ فِي الآرِيّ حَتى كأَنَّه
بِهِ عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْــقِبِ
والتعاقُبُ، الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ (أَنَّه أَبطلَ لنَّفْحَ إِلّا أَن تَضْرِبَ فتُعَاقِب) أَي أَبطل تنَفْح الدَّابة برِجْلهَا وَهُوَ رَفْسُهَا كَانَ لَا يُلْزِم صاحِبَها شَيْئا إِلَّا أَن تُتْبِع ذَلِك رَمُحاً. وأَعْــقَبَــه اللهُ بإِحسانِه خَيْراً، والاسمُ مِنْهُ العُــقْبَــى، وَهُوَ شِبْه العِوَض. وأَعــقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَع من شَرَ إِلى خَيْر. وتَعَــقَّبَ مِنْهُ: نَدم، وأَعْــقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً وعــقْبَــاناً بالكسرِ وعُــقْبَــى حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَديث (مَا من جرْعَة أَحْمَدَ عُــقْبَــى من جَرْعَة غَيْظ مَكْظُومَة) . وَفِي رِوَايَة (أَحمد عــقْبَــانا) بالكَسْر أَي عَاقبــة، وأُعْــقِب عِزُّه ذُلًّا، مَبْنِيًّا للْمَفْعُول أَي أُبْدِل، قَالَ:
كَمْ من عَزِيزٍ أُعْــقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ
فأَصْبَح مَرْحُوماً وَقد كَانَ يُحْسَدُ
وَيُقَال: تَعــقَّبْــتُ الخبَرَ، إِذَا سأَلْتَ غيرَ من كنتَ سأَلتَه أَوَّل مَرّة. وَيُقَال: أَتَى فُلَانٌ إِليَّ خَبَراً فعَــقَب بِخَيْرٍ مِنْهُ.
وأَعــقَب طَيَّ البِئر بحجَارةٍ من ورائِهَا: نَضَدَها. وكُلُّ طَرِيق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ كأَنَّهَا مَنْضُودَةٌ عَــقْبــاً على عَــقْبٍ. قَالَ الشّمْاخُ فِي وَصف طَرَائِقِ الشَّحْمِ على ظَهْر النَّاقَة:
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ
أَعْقَابُ نَيَ على الأَثْباج مَنْضُودِ
والأَعْقَابُ: الخَزَف الَّذِي يُدْخَل بَيْن الآجُرّ فِي طَيِّ لبِئر لكَي يَشْتَدَّ. قَالَ كُراع: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العقَاب (أَي ككتاب) : الخزفُ بَين السَّافَاتِ، وأَنْشَد فِي وَصْفِ بِئْر:
ذاتَ عقابٍ هَرِشٍ وذَاتَ جَمْ
ويروى: ذَاتَ حَمْ.
وأَعْقَابُ الطَّيِّ: دَوائِرُه أَي مُؤَخَّره، وَقد عَــقَّبْــنَا الرَّكِيَّةَ أَي طَوَيْنَاهَا بِحَجَرٍ من وراءِ حَجَر. وعَــقَبْــتُ الرجُلَ: أَخذُتُ من مَالِه مثلَ مَا أَخَذَ منِّي وأَنا أَعــقُب بضَمِّ القَافِ.
والمُعَاقَبَــة فِي الزِّحافِ: أَن تَحْذِف حَرْفاً لثَبَات حَرْف، كأَن تَحذفَ اليَاءَ من مَفَاعِيلن وتُبْقِيَ النُّونَ، أَوْ أَن تَحْذفَ النُّونَ وتُبْقِيَ اليَاءَ، وَهُوَ يَقَعُ فِي شُطُورٍ من العَرُوضِ.
والعربُ تُعــقِبُ بينَ الفَاءِ والثَّاءِ، وتُعَاقِبُ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَب: رَاوَحَ بَيْن رِجْلَيْه وأَنشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ووَعَرُوبٍ غيرِ فَاحِشَةٍ
قد مَلَكْتُ وُدَّهَا حِــقَبَــا
ثمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنَا
كُلُّ حَيِّ مُعْــقَبٌ عُــقَبَــا
مَعْنَى قَوْله مُعْــقَب أَي يَصِيرُ إِلى غَيْرِ حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْها.
وقِدْحٌ مُعَــقَّبٌ وَهُوَ المُعَادُ فِي الرِّبابَة مَرَّةً بعد مَرَّة تَيَمُّناً بفَوْزِه، وأَنْشد:
بمَثْنَى الأَيَادِي والمَنِيحِ المُعَــقَّب
وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَــقَّب إِذا كَانَ سَمِيناً.
وَفِي الأَساس: وَيُقَال: لم أَجِد عَن قَوْلِك مُتــقَّبــاً، أَي مُتَفَحَّصاً، أَي هُوَ من السَّدَادِ والصِّحَّة بِحَيْث لَا يحْتَاج إِلى تَعَــقُّب. وَهُو فِي عَقَابِيل المَرَضِ وأَعْقابِهِ أَي بَقَايَاهُ. ولَقِيَ مِنْهُ عُــقْبَــةً أَي شِدَّة. وأَكَلُوا عُــقْبــتَهُم: مَا يَعْتَــقِبُــونَ بعدَ الطَّعَام من حَلَاوَة. وَفُلَان مُوَطَّأُ العَــقِب، أَي كَثِيرُ الأَتْباع.
وَفِي لِسَان الْعَرَب، وقَوْله تَعَالَى: {وَإِن فَاتَكُمْ شَىْء مّنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْــتُمْ} (الممتحنة: 11) هَكَذَا قرأَها مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ وفَسَّرها فَغَنِمْتُم، وقرأَهَا حُمَيْد: فَعَــقَّبــتُم، بالتّشْديد. قَالَ الفرَّاءُ: وَهِي بمَعْنَى عاقَبْــتُم. قَالَ: وَهِي كَقَوْلِك: تَصَعَّر وَتَصَاعَر، وتَضَعَّفَ تَضَاعَفَ فِي ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ، وقُرِىءَ (فعَــقَبْــتُم) بالتَّخْفيفِ وَقَالَ أَبو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: من قرأَ فعَاقَبْــتُم فمَعْنَاه أَصَبْتُموهُم بالعُقُوبَة حَتَّى غَنمْنُمْ. ومَنْ قَرأَ: فعَــقَبْــتُم فَمَعْنَاه فغَنِمْتم، وَعَــقَّبْــتُم أَجودُهَا فِي اللغَة، وعَــقَبْــتُم جَيِّدٌ أَيضاً، أَي صَارَت لكم عُــقْبَــى، إِلَّا أَنَّ التَّشْدِيدَ أَبلغ. قَالَ: والمعَنَى أَنَّ (مَنْ) مَضَتْ امرأَتُه منْكم إِلى مَنْ لَا عَهْدَ بَيْنَكم وَبَيْنَه وإِلَى مَنْ بَيْنَكُم وَبَيْنَ عَهْدٌ فنَكَث فِي إِعْطَاءِ المَهْر فغَلَبْتُم عَلَيْه فالّذِي ذَهَب امرأَتُه يُعْطَى مِنَ الغنِيمَة المَهْرَ من غَيْر أَن يُنْقَصَ مِن حَقّه فِي الْغَنَائِم شَيئاً، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً بعد إخراجِ مُهُورٍ النِّسَاءِ.
والعَــقْبُ والمُعَاقِبُ: المُدْرِكُ بالثّأْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَإِنْ عَاقَبْــتُمْ فَعَاقِبُــواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْــتُمْ بِهِ} (النَّحْل: 126) . وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَخَارِقِ فَارِساً
جَزَاءَ العُطَاس لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ أَي لَا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلِكَ المُعَاقِب بَعْدَ مَوْتِه. وَقَوله: جَزاءَ العُطَاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْرَاكَ الثأْرِ قدرَ مَا بَيْنَ التَّشْمِيت والعُطَاس.
وَفِي مُخْتَارِ الصّحاح للرَّازِيّ قلتُ: قَالَ الأَزْهَرِيُّ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: فُلان، أَي بَعْدَهم، وَلم أَجِدْ فِي الصَّحَاح وَلَا فِي التَّهذيب حُجَّة على صِحَّة قولِ لناس: جاءَ فلانٌ عَقِيبَ فُلان أَي بَعْدَه إّلا هذَا. وأَما قَوْلهم: جاءَ عَقِيبَه بِمَعْنى بَعْدَه فَلَيْسَ فِي الكِتَابَيْن جوازُه، وَلم أَرَ فِيهِا عَقِيباً ظَرْفاً بمَعْنَى المُعَاقِب فَقَط كاللَّيْل والنَّهَار عَقِيبَان لَا غَيْره. وَعَن الأَصْمَعِيّ: العَــقْبُ: العقَابُ.
وعَــقَب الرجُلُ يَعْــقُب عَــقْبــاً: طَلَب مَالاً أَو غَيْرَه. وَيُقَال: مِنْ أَيْنَ كَانَ عَــقِبُــك أَي مِنْ أَينَ أَــقبــلْتَ.
وَرجل عِــقِبَّــان بكَسْرِ الأَوَّل والثَّانِي وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة، أَي غَلِيظٌ، عَن كُراعٍ. قَالَ وَالْجمع عِــقْبــان قَالَ الأَزهريّ: ولستُ مِن هَذا الحَرْف على ثِقَة.
وَفِي أَنْسَابِ البُل 2 يسِيّ: العُقَاة بالضُّم: بطْن من حَضْرَمَوْتَ، مِنْهُم أَدأَبُ بنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد الحَضْرمِيُّ، والعَــقَبِــيُّون ثلاثَةٌ وسَبْعُونَ رَجلاً وامرأَتان، رَضي اللهُ عَنْهُم، وهُم الَّذين شَهِدُوا بيْعَةَ العَــقَبَــة قَبْــلَ الهجْرَة، ومَحَلُّه فِي كُتُب السِّيَر.
والعَــقَبَــة وراءَ نهر عيسَى قُربَ دجْلَة. مِنْهَا أَبو أَحْمَد حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّد بنِ العَبَّاس بْنِ الفَضْل بْنِ الحَارِثِ الدِّهْقَان، روى عَن الدوريّ والعطارديّ، وَعنهُ الدَّارَقُطْني وَابْن رزقويه، ثِقَة، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 347 هـ.
وعــقَبَــةُ أَيْلَةَ معروفَةٌ بالقُرب من مصْر. والعَــقِب ككَتِف: بطنٌ من كنَانَة، مِنْهُ أَبُو العَافية فَضْلُ بنُ عُمَيْر بْنِ راشِد الكنَانِيّ ثمَّ العَــقَبِــيّ، مِصْرِيّ، وَقد وَهِم فِيهِ ابنُ السَّمْعَانيّ، وتَعَــقَّبَــه ابنُ الأَثيرِ فَلْيُرَاجَعْ.
قلت: وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعيّ: محدِّث، روى عَنهُ أَبو عَلِيّ بْنُ شُعيْبٍ وغَيْرهِ، وأَبو الْقَاسِم بن أَبي العَــقب الدِّمشقِيّ حدَّث عَن أَبي عبد الله مُحَمَّد بن حِصن الأَلوسيّ وَهَاتَانِ الترجمتان من مُعْجم ياقوت، المُسَمَّوْن بعُــقْبَــة من الصّحابة ثلاثةٌ وثَلَاثُون، رَضِي الله عَنْهُم. رَاجع فِي الإِصابة والمعجم. وأَبو عُــقبــة وأَبو العَــقِب صحابيَّان.
واليَعْقُوبِيَّة: فرقةٌ من الخَوَارِج أَصحاب يَعْقُوب بْن عَلِيّ الكَرخِيّ. وفِرقَةٌ أُخرى من الصنارعى آل يَعْقُوب البرادعيّ، وهم يَقُولُونَ باتِّحَادِ اللَّاهُوتِ والنَّاسُوتِ، وهم أَشَدُّ النَّصَارعى كُفراً وعَناداً، ذكره التقيّ المقريزيّ فِي بعض رَسَائِله.
وَقَالَ شَيخنَا: وعــقبــان: قَرْيَة بالأَندلس نسب إِليهَا جمَاعَة من أَعلام المالكيّة بتِلِمْسان وَغَيرهَا.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَنِي فلانٌ سِلَعةٌ وَعَلِيهِ تَعْــقبَــةٌ إِن كَانَت فيهَا. وَقد أَدْرَكَتْنِي فِي تلْكَ السِّلْعَة تَعْــقِبَــةٌ. وَيُقَال: لَقيتُ نه عُــقبَــةَ الضَّبُعِ واستَ الكَلْب، أَي لَقيتُ مِنْهُ الشِّدَّة. وقولُه تَعَالى: {لاَ مُعَــقّبَ لِحُكْمِهِ} . قَالَ الفَراءُ أَي لَا رَادَّ.
والتَّعقِيبُ: شَدُّ الأَوتَارِ عَلَى السَّهْم. قَالَ لَبِيد:
مُرُطُ القِذاذِ فلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ
لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه وَلَا التَّعْقيبُ
وسَيَأْتِي فِي ر ى ش وَفِي م ر ط.
(عــقب) فلَان شكا عــقبــه
: أي يَبعَث جَماعَةً؛ ليكونوا في الغَزْو، ويَنْصرِف مَنْ طالت غَيْبَتُه.
- وفي حَديثٍ: "فكَان النّاضحُ يَعْتَــقِبُــه منَّا الخمسةُ"
: أي يَتَعاقَبُــونَه في الرّكِوب واحدًا بعد واحدٍ.
- وفي الحديث: "مَنْ مَشى عن دابَّتِه عُــقْبــةً فله كذا"
: أي شَوطًا، ودارت عُــقبَــةُ فُلان: أي جَاءَت نوبَتُه ووقْتُ ركُوبِه. وأصلُ الباب: كَونُ الشيَّءِ عَقيبَ الشيّءِ
- وفي الحديث: "سأُعطِيكَ منها عُــقبَــى"
: أي عِوضًا.
- وفي حديث الضِّيافَة: "فإن لم يَقْرُوه فَلَه أن يُعْــقِبَــهم بِمِثْل قِرَاه"
: أي يأخذُ من مالِهم قَدْرَ قِرَاه عِوضًا وعُــقْبَــى مِمَّا حَرَمُوه من القِرَى؛ وهذا في المُضْطَرِّ الذي لا يَجد طَعامًا، ويَخافُ على نَفسِه التَّلَفَ.
- وفي حديث: "ما من جَرْعَةٍ أَحمَدُ عُــقْبــانًا"
: أي عاقِبــةً. - وفي حديث النَّصَارى: "جاء السَّيِّد والعَاقِبُ"
العاقِبُ: الذي بَعْدَ السَّيِّد.
وفي الحديث : "شُمِّى عَوارِضَها وانْظُرِي إلى عَــقِبَــيْها أو عَرْقُوبَيْها".
قال الأصمَعِيُّ: يَعني إذا اسْوَدَّ عَــقِبَــاهَا اسوَدَّ سائِرُ جَسَدِها.
قال النَّابِغَةُ:
* لَيْسَت من السُّودِ أَعقابًا ...
أراد أن يستَدِلَّ بذَلِك على لَوْن جَسَدها.
- في الحديث: "أَنَّه مَضَغ عَــقَبــا - بفتح القاف - وهو صَائِمٌ".
وهو عَصَب يَضْرِب إلى البَياض.
وفي رواية: "مَضَغ وَترًا"
نصاب معــقب. ورأيته يعــقب قناته: يجعل عليها العــقب. وفلان موطّأ العــقب أي كثير الأتباع. ووشى بعمّار بن ياسر رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العــقب. ويقال للقادم: من أين عــقبــك؟ أي من أين جئت؟ وهل أعــقب فلان؟ أي هل ترك عــقبــاً؟ وما لفلان عاقبــة أي عــقب. وأنا جئت في عــقب الشهر أي في آخره وأنت في عــقبــه أي بعد مضيّه. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عفو وذو عــقب، فعفوه أول عدوه، وعــقبــه أن يعــقب بحضر أشد من الأول، ومنه قولهم لمقطاع الكلام: لو كان له عــقب لتكلم. واعتــقب البائع المبيع: احتبسه حتى يأخذ الثمن. وعن النخعي: المعتــقب ضامن لما اعتــقب يعني إن هلك في يده فقد هلك منه لا من المشتري. وهما يعتــقبــان فلاناً بالضرب أي يتعاونان عليه. " له معــقبــات " هم ملائكة الليل والنهار يتعاقبــون. والملوان عقيبان أي كل واحد معاقب الآخر. تقول: فلان عقيبي: تريد معاقبــي في العمل. ولقي منه عــقبــة الضبع أي الشدة. وأكل القوم عــقبــتهم وهي ما يتعــقبــونه بعد الطعام من الحلاوة. ورعت الإبل عــقبــتها وهي الحمض بعد الخلة. وولّى فلان فلم يعــقب أي لم يعطف. وما أحسن التعقيب بعد الصلاة وهو الجلوس للدّعاء، وتصدّق بصدقة ليس فيها تعقيبٌ أي استثناء. وفلانة معقاب: تلد ذكراً بعد أنثى. وأتى فلان خيراً فعــقّب بخير منه وأردف بخير منه. واستعــقب من أمره الندامة وتعــقبــها. وتعــقبــت ما صنع فلان: تتبعته. ولم أجد عن قولك معــقّبــاً أي متفحّصاً يعني أنه من السداد والصحة بحيث لا يحتاج إلى تعــقب. وتعــقّبــت الخبر إذا سألت غير من كنت سألت أول مرة. قال طفيل:
عــقَبَ يَعــقُب، عَــقْبًــا وعُقوبًا، فهو عاقِب وعقيب، والمفعول مَعْقوب
• عــقَب أباه في منصبه: تلاه، خلفَه فيه من بعده "عــقَب والدَه في إمامة المسجد- عــقَب الشَّيْبُ السَّوَادَ- يَعــقُب العاصفةَ هدوءٌ [مثل أجنبيّ] ".
أعــقبَ يُعــقب، إعقابًا، فهو مُعــقِب، والمفعول مُعــقَب (للمتعدِّي)
• أعــقب الرَّجلُ: ترك ولدًا "مات دون أن يُعْــقِب".
• أعــقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "أعــقب بين زائرين".
• أعــقب أباه في منصبه: عَــقبــه؛ تلاه وخلفه فيه من بعده "أعــقبــتِ المفاوضاتُ الحربَ".
• أعــقب فلانًا خيرًا: جازاه، عوَّضه وبدَّله "أعــقب الرَّجلَ بطاعته".
• أعــقب فلانًا ندمًا وحسرةً: أورثه، أتبعه، ألحقه "أعــقبــه سقمًا- {فَأَعْــقَبَــهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} ".
تعاقبَ/ تعاقبَ في يتعاقب، تَعَاقُبًــا، فهو مُتعاقِب، والمفعول مُتعاقَب فيه
• تعاقب اللَّيلُ والنَّهارُ: جاء أحدُهما بعد الآخر "تعاقبــت الانتصارات: تتابعت، تلاحقت، توالت- تعاقبــت الفصولُ: تتابعت بانتظام" ° المتعاقبــان: اللَّيل والنَّهار- على تعاقب العصور: على مرِّ العصور.
• تعاقبــوا في الحراسة: تناوبوها وتداولوها "تعاقبــوا في الخدمة"? بالتَّعاقب: بالتَّناوب، واحدًا بعد الآخر.
تعــقَّبَ يتعــقَّب، تعــقُّبًــا، فهو مُتعــقِّب، والمفعول مُتعــقَّب
• تعــقَّب هاربًا: تتبَّعه واقتفى أثرَه، طارده ولاحقه، أخذه بذنبٍ كان منه "تعــقَّبــتِ الشُّرطةُ المجرمين" ° تعــقَّب الخبرَ: سأل غير مَنْ كان سأله أوّل مَرَّة.
عاقبَ يعاقب، عِقابًا ومُعاقبــةً وعقوبةً، فهو مُعاقِب وعقيب، والمفعول مُعاقَب (للمتعدِّي)
• عاقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "عاقب بين الطَّعام والشَّراب- عاقب بين اللَّعب والمذاكرة".
• عاقب مُجرمًا بذنبه/ عاقبــه على ذنبه: جزاه سوءًا بما صنع، أخذه به، انتقم "عاقبــه على خطئه- لا جريمة بلا عِقاب- فعلٌ يُعاقِب عليه القانون".
• عاقبــه في عمله: ناوبه، جاء بعده "عاقبــه في الحراسة/ الخدمة".
عــقَّبَ على يعــقِّب، تعقيبًا، فهو مُعــقِّب وعقيب، والمفعول مُعــقَّب عليه
• عــقَّب على قوله: بيَّن ما فيه من عيوبٍ أو محاسنَ، علَّق عليه فإمّا أن ينقضه أو يردّ عليه أو يؤيِّده "عــقَّب على المحاضرة/ خطابه/ الأنباء" ° عــقَّب في الصَّلاة: جلس -بعد أن صلَّى- لصلاةٍ أخرى أو لدعاءٍ أو نحو ذلك.
• عــقَّب القاضي على حُكمِ سَلَفِه: أبطله، حَكم بغيره "عــقَّب قاضي الاستئناف على حكم المحكمة الأدنى- {وَاللهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَــقِّبَ لِحُكْمِهِ}: لا رادّ له ولا ناقض".
• عــقَّب عليه: كرَّ ورجع "تصدَّق ولم يُعــقِّب: لم يستثنِ أحدًا- {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَــقِّبْ} ".
تعاقُب [مفرد]: مصدر تعاقبَ/ تعاقبَ في.
• التَّعاقُب القِمِّيّ: (نت) نمو الأعضاء النَّباتيّة من فروع جانبيّة، وأوراق وبراعم وأزهار متتابعة من القاعدة إلى القمة أو العكس.
تعقيب [مفرد]: ج تعقيبات (لغير المصدر):
1 - مصدر
عــقَّبَ على.
2 - (سك) أن يوجِّه القائدُ جُندًا من مكان ليحلّ مكانَ جند في مكان آخر.
عاقِبــة [مفرد]: ج عواقبُ:
1 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه، الجزاءُ بالخير أو الشَّرِّ "حسنُ العاقبــة- النَّظر في العواقب تلقيح للعقول- من نظر إلى العواقب سَلِمَ من النَّوائب [مثل]- {وَإِلَى اللهِ عَاقِبَــةُ الأُمُورِ} - {وَالْعَاقِبَــةُ لِلْمُتَّقِينَ} " ° أمرٌ وخيم العاقبــة: مُضِرّ، رديء سيّئ- العاقبــة عندكم في المسرَّات: عبارة تذيَّل بها بطاقات الدّعوة لحفلات الزِّفاف، عبارة تستخدم في المجاملة وردّ التهنئة.
2 - نسل، وَلَد "ليست لفلان عاقبــة".
عُقاب [مفرد]: ج أَعْــقُب وعِــقْبــان: (حن) من كواسِر الطَّير قوِيّ المخالب، حادّ البَصَر، له منقار قصيرأَعْقف (مذكَّر ومؤنَّث) "عُقاب كاسر- أبْصَر من عُقاب [مثل] ".
• العُقاب: راية النَّبيّ عليه السَّلام.
عِقاب [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ ° عِقاب بدنيّ: جزاء بالضّرب أو بما يؤلم ويؤذي البدنَ.
2 - جزاء فعل السُّوء، الجزاء بالشَّرِّ، عكسه الثَّواب، عذاب "لابد من تطبيق قانون الثَّواب والعقاب في العمل- إذا كان لابدّ من العقاب فليكن على شيء يستحقّ- {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} ".
عَــقْب [مفرد]:
1 - مصدر عــقَبَ.
2 - ذرّيّة، الولدُ وابنُ الوَلدِ "لا عَــقْبَ له: لم يَبْق له ولدٌ ذكر- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَــقْبِــهِ} [ق] ".
عَــقِب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - (شر) عظمُ مؤخَّر القَدَم، وهو أكبر عِظامها "ضربَ عَــقِبَــه- احرص على غسل عــقبــيك في الوضوء- وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [حديث]: لتارك غسلهما في الوضوء- {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَــقِبَــيْهِ}: ارتدَّ وانثنى راجعًا- {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ}: نكفر ونَضِلّ" ° جاء على عــقِبــه: جاء بعده، خلَفه- سار في أعقابهم: تبعهم، اقتفى أثرَهم- عادوا على أعقابهم/ ارتدُّوا على أعقابهم/ انقلبوا على أعقابهم: تراجعوا، انهزموا، عادوا سريعًا على الطَّريق الذي جاءوا منه، ارتدُّوا كفّارًا بعد إيمانهم، رجعوا إلى ما كانوا عليه- نكص على عــقبــيه: رجع عمَّا كان عليه من خير.
2 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه "جرى نقاشٌ عَــقِبَ الجلسة- تلقّى التّهاني عَــقِب الحفلة- جئتك في عَــقِب الشهر: لأيّام بقيت منه عشرة أو أقل" ° أعقاب الأمور: أواخرها- عَــقِب السِّيجارة: ما يُرمى منها بعد تدخين الجزء الأكبر- في أعقاب الشَّيء: في نهايته، بعده- قلَبه رأسًا على عَــقِب: جعل عاليه سافله.
3 - وَلَدُ الوالد الباقي بعده "مات وليس له عــقِبٌ- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَــقِبِــهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ".
عُــقْب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - عَــقِب؛ آخر كُلِّ شيءٍ وخاتمتُه "ضربوه بأعقاب البنادق- عُــقْبُ سيجارة- جاء في عُــقْب الشَّهر: بعد انقضاء الشّهر كلّه".
2 - خيرُ الجزاء " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُــقْبًــا}: وخيرٌ عاقبــةً".
عَــقََبَــة [مفرد]: ج عَــقَبــات وعِقاب:
1 - صعوبة، عائقٌ ما يعترض سيرَ العمل، أو يحول دون تحقيق شيء وبلوغِه "تغلب على عَــقَبــة المسكن- الحياة مليئة بالعَــقَبــات- {فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَــقَبَــةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَــقَبَــةُ} ".
2 - طريق صعب في الجبل، ويُكنَّى بها عمَّا يحول دون إنجاز أمر أو الصُّعوبة في إنجازه.
عُــقْبــى [مفرد]: عــقِب، عُــقْب، آخرُ كلِّ شيء وخاتمتُه " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُــقْبَــى} [ق]- {وَعُــقْبَــى الْكَافِرِينَ النَّارُ} ".
• العُــقْبــى: الآخرة، المَرْجِعُ إلى الله " {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُــقْبَــى الدَّارِ} " ° عُــقبــى لك: أدعو لك بحسن العاقبــة، تقال ردًّا على التَّهنئة بمولودٍ أو نجاحٍ أو زواجٍ أو حجٍّ أو نحو ذلك.
عُقوب [مفرد]: مصدر عــقَبَ.
عُقوبة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - جزاءُ فعل السُّوء، ما يلحق الإنسان من المحنة بعد الذَّنب في الدُّنيا "لكلّ ذنبٍ عقوبة- عقوبة بدنيّة/ جنائيّة- عقوبة بالأشغال الشَّاقَّة" ° عقوبة اقتصاديَّة: إجراء اقتصاديّ تطبِّقه دولةٌ على أخرى كمقاطعة بضائعها أو الامتناع عن التَّصدير لها.
3 - (قن) ما
يُحكم به على كلِّ من يخالف الأحكامَ القانونيّة "ألغت الدَّولةُ عقوبةَ الإعدام".
• عُقوبة النَّفي: (سة) عُقوبة تقضي بإبعاد شخص خارج حدود بلاده لفترة محدودة أو غير محدودة، وقد نصَّت الدساتير الحديثة على تحريمها.
• العقوبات الذَّكيَّة: تخفيف العقوبات لتقليل الأضرار على شعبٍ ما، والضغط على النِّظام لمنعه من إنتاج أسلحة محظورة "حاولت أمريكا فرض العقوبات الذّكيّة على العراق".
• العُقوبة الدَّوليَّة: إجراء قسريّ تتبنّاه عِدّة دول تعمل مع بعضها البعض ضدَّ بلدٍ واحد قام بخرق القانون الدَّوليّ.
• قانون العقوبات: مجموع التشريعات التي تحدِّد نظام العقوبات المفروضة على مرتكبي المخالفات والجنح.
عقيب [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عاقبَ وعــقَبَ وعــقَّبَ على.
2 - معاقِب، تالٍ "هو عقيبه: يأتي بعده".
• العقيبان: اللَّيل والنَّهار، كلُّ واحد منهما عَقيب صاحبه.
مُعاقبــة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - (نح) صلاحية عنصر لغويّ لأن يحلَّ محلَّ عنصر لغويٍّ آخر مثل معاقبــةُ الهمزة لـ (هل) في الاستفهام نحو: هل جاءك أخوك؟ أجاءك أخوك؟.
مُعَــقِّبــات [جمع]: ملائكةُ النَّهار واللَّيل؛ لأنّهم يتعاقبــون على الشَّخص حافظين له " {لَهُ مُعَــقِّبَــاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} ".