Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حين

البَصْرَةُ

البَصْرَةُ:
وهما بصرتان: العظمى بالعراق وأخرى بالمغرب، وأنا أبدأ أولا بالعظمى التي بالعراق، وأما البصرتان: فالكوفة والبصرة، قال المنجمون:
البصرة طولها أربع وسبعون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الثالث، قال ابن الأنباري: البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة، وقال قطرب: البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدوابّ، قال:
ويقال بصرة للأرض الغليظة، وقال غيره: البصرة حجارة رخوة فيها بياض، وقال ابن الأعرابي:
البصرة حجارة صلاب، قال: وإنما سميت بصرة لغلظها وشدّتها، كما تقول: ثوب ذو بصر وسقاء ذو بصر إذا كان شديدا جيّدا، قال: ورأيت في تلك الحجارة في أعلى المربد بيضا صلابا، وذكر الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصى عليها فقالوا: إن هذه أرض بصرة، يعنون حصبة، فسميت بذلك، وذكر بعض المغاربة أن البصرة الطين العلك، وقيل: الأرض الطيبة الحمراء، وذكر أحمد بن محمد الهمداني حكاية عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أنه قال: إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداء صلبة، وهي البصرة، وأنشد لخفاف بن ندبة:
إن تك جلمود بصر لا أؤبّسه ... أوقد عليه فأحميه فينصدع
وقال الطّرمّاح بن حكيم:
مؤلّفة تهوي جميعا كما هوى، ... من النّيق فوق البصرة، المتطحطح
وهذان البيتان يدلان على الصلابة لا الرخاوة، وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني: سمعت موبذ بن اسوهشت يقول: البصرة تعريب بس راه، لأنها كانت ذات طرق كثيرة انشعبت منها إلى أماكن مختلفة، وقال قوم: البصر والبصر الكذّان، وهي الحجارة التي ليست بصلبة، سمّيت بها البصرة، كانت ببقعتها عند اختطاطها، واحده بصرة وبصرة، وقال الأزهري: البصر الحجارة إلى البياض، بالكسر، فإذا جاءوا بالهاء قالوا: بصرة، وأنشد بيت خفاف:
«إن كنت جلمود بصر» ، وأما النسب إليها فقال بعض أهل اللغة: إنما قيل في النسب إليها بصريّ، بكسر الباء لإسقاط الهاء، فوجوب كسر الباء في البصري مما غيّر في النسب، كما قيل في النسب إلى اليمن يمان وإلى تهامة تهام وإلى الرّيّ رازيّ وما أشبه ذلك من المغيّر، وأما فتحها وتمصيرها فقد روى أهل الأثر عن نافع بن الحارث بن كلدة الثّقفي وغيره أن عمر بن الخطاب أراد أن يتخذ للمسلمين مصرا، وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين توّج ونوبندجان وطاسان، فلما فتحوها كتبوا إليه:
إنا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به. فكتب إليهم:
إن بيني وبينكم دجلة، لا حاجة في شيء بيني وبينه دجلة أن تتخذوه مصرا. ثم قدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت، فقال: يا أمير المؤمنين إني مررت بمكان دون دجلة فيه قصر وفيه مسالح للعجم يقال له الخريبة ويسمى أيضا البصيرة، بينه وبين دجلة أربعة فراسخ، له خليج بحريّ فيه الماء إلى أجمة قصب، فأعجب ذلك عمر، وكانت قد جاءته أخبار الفتوح من ناحية الحيرة، وكان سويد ابن قطبة الذّهلي، وبعضهم يقول قطبة بن قتادة، يغير في ناحية الخريبة من البصرة على العجم، كما كان
المثنّى بن حارثة يغير بناحية الحيرة، فلما قدم خالد ابن الوليد البصرة من اليمامة والبحرين مجتازا إلى الكوفة بالحيرة، سنة اثنتي عشرة، أعانه على حرب من هنالك وخلّف سويدا، ويقال: إن خالدا لم يرحل من البصرة حتى فتح الخريبة، وكانت مسلحة للأعاجم، وقتل وسبى، وخلّف بها رجلا من بني سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر، ويقال: إنه أتى نهر المراة ففتح القصر صلحا. وكان الواقدي ينكر أن خالدا مرّ بالبصرة ويقول: إنه حين فرغ من أمر اليمامة والبحرين قدم المدينة ثم سار منها إلى العراق على طريق فيد والثعلبية، والله اعلم. ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يولّيها رجلا من قبله، فولّاها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب، أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة، حليف بني نوفل بن عبد مناف، وكان من المهاجرين الأولين، أقبل في أربعين رجلا، منهم نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وأبو بكرة وزياد ابن أبيه وأخت لهم، وقال له عمر: إن الحيرة قد فتحت فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم.
فأتاها عتبة وانضمّ إليه سويد بن قطبة فيمن معه من بكر بن وائل وتميم.
قال نافع بن الحارث: فلما أبصرتنا الديادبة خرجوا هرّابا وجئنا القصر فنزلناه، فقال عتبة: ارتادوا لنا شيئا نأكله. قال: فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان في أحدهما تمر وفي الآخر أرزّ بقشره، فجذبناهما حتى أدنيناهما من القصر وأخرجنا ما فيهما، فقال عتبة: هذا سمّ أعدّه لكم العدوّ، يعني الأرز، فلا تقربنّه، فأخرجنا التمر وجعلنا نأكل منه، فإننا لكذلك إذا بفرس قد قطع قياده وأتى ذلك الأرز يأكل منه، فلقد رأينا أن نسعى بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت، فقال صاحبه: أمسكوا عنه، أحرسه الليلة فإن أحسست بموته ذبحته. فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه، فقالت أختي: يا أخي إني سمعت أبي يقول: إن السمّ لا يضرّ إذا نضج، فأخذت من الأرز توقد تحته ثم نادت: الا انه يتفصّى من حبيبة حمراء، ثم قالت: قد جعلت تكون بيضاء، فما زالت تطبخه حتى أنماط قشره فألقيناه في الجفنة، فقال عتبة: اذكروا اسم الله عليه وكلوه، فأكلوا منه فإذا هو طيب، قال: فجعلنا بعد نميط عنه قشره ونطبخه، فلقد رأيتني بعد ذلك وأنا أعدّه لولدي، ثم قال: إنا التأمنا فبلغنا ستمائة رجل وست نسوة إحداهنّ أختي. وأمدّ عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة، وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل، قال: وبنى المسلمون بالبصرة سبع دساكر: اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة وثلاث في موضع دار الأزد اليوم، وفي غير هذه الرواية أنهم بنوها بلبن: في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان، ففرّق أصحابه فيها ونزل هو الخريبة. قال نافع: ولما بلغنا ستمائة قلنا: ألا نسير إلى الأبلّة فإنها مدينة حصينة، فسرنا إليها ومعنا العنز، وهي جمع عنزة وهي أطول من العصا وأقصر من الرمح وفي رأسها زجّ، وسيوفنا، وجعلنا للنساء رايات على قصب وأمرناهن أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنا قد دنونا من المدينة، فلما دنونا منها صففنا أصحابنا، قال:
وفيها ديادبتهم وقد أعدّوا السّفن في دجلة، فخرجوا إلينا في الحديد مسوّمين لا نرى منهم إلا الحدق، قال: فو الله ما خرج أحدهم حتى رجع بعضهم إلى
بعض قتلا، وكان الأكثر قد قتل بعضهم بعضا، ونزلوا السّفن وعبروا إلى الجانب الآخر وانتهى إلينا النساء، وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا متاعهم وأموالهم وسألناهم: ما الذي هزمكم من غير قتال؟ فقالوا: عرّفتنا الديادبة أن كمينا لكم قد ظهر وعلا رهجه، يريدون النساء في إثارتهن التراب. وذكر البلاذري: لما دخل المسلمون الأبلّة وجدوا خبز الحوّارى فقالوا: هذا الذي كانوا يقولون إنه يسمّن، فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إلى سواعدهم ويقولون:
ما نرى سمنا، وقال عوانة بن الحكم: كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة زوجته أزدة بنت الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكرة وزياد، فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرّض المؤمنين على القتال، وهي تقول: إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف، ففتح الله على المسلمين تلك المدينة وأصابوا غنائم كثيرة ولم يكن فيهم أحد يحسب ويكتب إلا زياد فولّاه قسم ذلك الغنم وجعل له في كل يوم درهمين، وهو غلام في رأسه ذؤابة، ثم إن عتبة كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة وقال:
إنه لا بدّ للمسلمين من منزل إذا أشتى شتوا فيه وإذا رجعوا من غزوهم لجأوا إليه، فكتب إليه عمر أن ارتد لهم منزلا قريبا من المراعي والماء واكتب إليّ بصفته، فكتب إلى عمر: إني قد وجدت أرضا كثيرة القضّة في طرف البرّ إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء. والقضّة من المضاعف: الحجارة المجتمعة المتشقّقة، وقيل: ارض قضّة ذات حصّى، وأما القضة، بالكسر والتخفيف: ففي كتاب العين أنها أرض منخفضة ترابها رمل، وقال الأزهري:
الأرض التي ترابها رمل يقال لها قضّة، بكسر القاف وتشديد الضاد، وأما القضة، بالتخفيف:، فهو شجر من شجر الحمض، ويجمع على قضين، وليس من المضاعف، وقد يجمع على القضى مثل البرى، وقال أبو نصر الجوهري: القضّة، بكسر القاف والتشديد، الحصى الصغار، والقضة أيضا أرض ذات حصّى، قال: ولما وصلت الرسالة إلى عمر قال: هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمرعى والمحتطب، فكتب إليه أن أنزلها، فنزلها وبنى مسجدها من قصب وبنى دار إمارتها دون المسجد في الرحبة التي يقال لها رحبة بني هاشم، وكانت تسمّى الدهناء، وفيها السّجن والديوان وحمّام الأمراء بعد ذلك لقربها من الماء، فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب ثم حزموه ووضعوه حتى يعودوا من الغزو فيعيدوا بناءه كما كان. وقال الأصمعي: لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة، وهو أول مولود ولد بالبصرة، فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة، وكان تمصير البصرة في سنة أربع عشرة قبل الكوفة بستّة أشهر، وكان أبو بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال: هذه أرض نخل، ثم غرس الناس بعده، وقال أبو المنذر:
أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني، وقد روي من غير هذا الوجه أنّ الله عزّ وجل، لما أظفر سعد بن أبي وقّاص بأرض الحيرة وما قاربها كتب إليه عمر بن الخطاب أن ابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند، فإن له من الإسلام مكانا وقد شهد بدرا، وكانت الأبلّة يومئذ تسمّى أرض الهند، فلينزلها ويجعلها قيروانا للمسلمين ولا يجعل بيني وبينهم بحرا، فخرج عتبة من الحيرة في ثمانمائة رجل حتى نزل موضع البصرة، فلما افتتح الأبلّة ضرب قيروانه وضرب للمسلمين أخبيتهم، وكانت خيمة عتبة من أكسية، ورماه عمر بالرجال
فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبع دساكر من لبن، منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان، وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة بأمره ونهيه، فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في الشخوص إليه، فأذن له، فاستخلف مجاشع بن مسعود السّلمي على جنده، وكان عتبة قد سيّره في جيش إلى فرات البصرة ليفتحها، فأمر المغيرة بن شعبة أن يقوم مقامه إلى أن يرجع، قال: ولما أراد عتبة الانصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في آخره: وستجرّبون الأمراء من بعدي، قال الحسن:
فلقد جرّبناهم فوجدنا له الفضل عليهم، قال: وشكا عتبة إلى عمر تسلّط سعد عليه، فقال له: وما عليك إذا أقررت بالإمارة لرجل من قريش له صحبة وشرف؟ فامتنع من الرجوع فأبى عمر إلّا ردّه، فسقط عن راحلته في الطريق فمات، وذلك في سنة ست عشرة، قال: ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة أنّ دهقان ميسان كفر ورجع عن الإسلام وأقبل نحو البصرة، وكان عتبة قد غزاها وفتحها، فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله، وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه، فدعا عمر عتبة وقال له: ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا؟ قال.
نعم، قال: فإنّ المغيرة كتب إليّ بكذا، فقال:
إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن يرجع مجاشع، فقال عمر: لعمري إن أهل المدر لأولى أن يستعملوا من أهل الوبر، يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف، وهي مدينة، وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية، وأقرّ المغيرة على البصرة، فلما كان مع أمّ جميلة وشهد القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمآل من جمعنا، استعمل عمر على البصرة أبا موسى الأشعري، أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه، وقيل: كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها، وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة، وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن، وكذلك دار الإمارة، وكان المنبر في وسطه، وكان الإمام إذا جاء للصلاة بالناس تخطّى رقابهم إلى القبلة، فخرج عبد الله بن عامر بن كريز، وهو أمير لعثمان على البصرة، ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبّة خزّ دكناء، فجعل الأعراب يقولون: على الأمير جلد دبّ، فلما استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد: لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس، فحوّل دار الإمارة من الدهناء إلى قبل المسجد وحوّل المنبر إلى صدره، فكان الإمام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا، وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الإمارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج، فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلّا دقة الأساطين، قال: ولم يؤت منها قط صدع ولا ميل ولا عيب، وفيه يقول حارثة ابن بدر الغداني:
بنى زياد، لذكر الله، مصنعه ... بالصخر والجصّ لم يخلط من الطين
لولا تعاون أيدي الرافعين له، ... إذا ظنناه أعمال الشياطين
وجاء بسواريه من الأهواز، وكان قد ولى بناءه الحجاج بن عتيك الثّقفي فظهرت له أموال وحال لم تكن قبل، ففيه قيل:
يا حبّذا الإماره ... ولو على الحجاره
وقيل: إن أرض المسجد كانت تربة فكانوا إذا فرغوا من الصلاة نفضوا أيديهم من التراب، فلما رأى زياد ذلك قال: لا آمن أن يظنّ الناس على طول الأيام أن نفض اليد في الصلاة سنّة، فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد الجامع، ووظّف ذلك على الناس، فاشتد الموكّلون بذلك على الناس وأروهم حصى انتقوه فقالوا: ائتونا بمثله على قدره وألوانه، وارتشوا على ذلك فقال:
يا حبذا الإماره ... ولو على الحجاره
فذهبت مثلا، وكان جانب الجامع الشمالي منزويا لأنه كان دارا لنافع بن الحارث أخي زياد فأبى أن يبيعها، فلم يزل على تلك الحال حتى ولّى معاوية عبيد الله بن زياد على البصرة، فقال عبيد الله بن زياد:
إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعة فاعلمني.
فشخص إلى قصر الأبيض، فبعث فهدم الدار وأخذ في بناء الحائط الذي يستوي به تربيع المسجد، وقدم عبد الله بن نافع فضجّ، فقال له: إني أثمن لك وأعطيك مكان كل ذراع خمسة أذرع وأدع لك خوخة في حائطك إلى المسجد وأخرى في غرفتك، فرضي فلم تزل الخوختان في حائطه حتى زاد المهدي فيه ما زاد فدخلت الدار كلّها في المسجد، ثم دخلت دار الإمارة كلها في المسجد، وقد أمر بذلك الرشيد، ولما قدم الحجّاج خبّر أن زيادا بنى دار الإمارة فأراد أن يذهب ذكر زياد منها فقال: أريد أن أبنيها بالآجرّ، فهدمها، فقيل له: إنما غرضك أن تذهب ذكر زياد منها، فما حاجتك أن تعظم النفقة وليس يزول ذكره عنها، فتركها مهدومة، فلم يكن للأمراء دار ينزلونها حتى قام سليمان بن عبد الملك فاستعمل صالح بن عبد الرحمن على خراج العراقين، فقال له صالح إنه ليس بالبصرة دار إمارة وخبّره خبر الحجاج، فقال له سليمان: أعدها، فأعادها بالجصّ والآجرّ على أساسها الذي كان ورفع سمكها، فلما أعاد أبوابها عليها قصرت، فلما مات سليمان وقام عمر بن عبد العزيز استعمل عدي بن أرطاة على البصرة، فبنى فوقها غرفا فبلغ ذلك عمر، فكتب إليه:
هبلتك أمك يا ابن عمّ عدي! أتعجز عنك مساكن وسعت زيادا وابنه؟ فأمسك عدي عن بنائها، فلما قدم سليمان بن علي البصرة عاملا للسفّاح أنشأ فوق البناء الذي كان لعديّ بناء بالطين ثمّ تحوّل إلى المربد، فلما ولي الرشيد هدمها وأدخلها في قبلة مسجد الجامع فلم يبق للأمراء بالبصرة دار إمارة، وقال يزيد الرّشك: قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين إلّا دانقا، وعن الوليد بن هشام أخبرني أبي عن أبيه وكان يوسف بن عمر قد ولاه ديوان جند البصرة قال:
نظرت في جماعة مقاتلة العرب بالبصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفا ووجدت عيالاتهم مائة ألف وعشرين ألف عيّل ووجدت مقاتلة الكوفة ستين ألفا وعيالاتهم ثمانين ألفا.

عتو

عتو: {عتيا} يبسا، وكل مبالغ في كبر أو كفر أو فساد فقد عتا.
{عتوا}: تكبروا. و {عتت}: تكبرت.
عتو
عَتَا يَعْتُوْ عُتُوّاً وعُتِيّاً، وتَعَتّى: اسْتَكْبَرَ. وعَتَا الشَّيْخُ عُتِيّاً: تَوَلّى. وعَتَا الشَّيءُ: جَفَّ. ولَيْلٌ عاتٍ: مُظْلِمٌ.
ع ت و

عتا عليّ وتعتّى. قال العجاج:


بإذنه الأرض وما تعتت

ومن الاستعارة: الليل العاتي: الشديد الظلمة.
ع ت و : عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ اسْتَكْبَرَ فَهُوَ عَاتٍ وَعَتَا الشَّيْخُ يَعْتُو عِتِيًّا أَسَنَّ وَكَبِرَ فَهُوَ عَاتٍ وَالْجَمْعُ عِتِيٌّ وَالْأَصْلُ عَلَى فُعُولٍ. 
عتو: عتا: مصدره عتوان (السعدية النشيد 60).
عتا عن: غصب شيئاً واستولى عليه بغير حق (فوك) وهو يذكر عثا في هذه المادة.
تعاتى: لا بد إنها ذكرت بمعنى عتا وتعتَّى بمعنى تجبر وتكبر وتغطرس لان معجمين قد ذكرا تعاطي (انظر الكلمة) بهذا المعنى، وهي ليست إلا تصحيف تَعاتَي.
كَلامُ عتُوّ: أسلوب متصنع، مفخم (بوشر).
(ع ت و) : (فِي الْحَدِيث) أَلَا إنَّ (أَعْتَى النَّاسِ) ثَلَاثَةٌ هُوَ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ الْعَاتِي وَهُوَ الْجَبَّارُ الَّذِي جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الِاسْتِكْبَارِ عته: (وَالْمَعْتُوهُ) النَّاقِصُ الْعَقْلِ وَقِيلَ الْمَدْهُوشُ مِنْ غَيْرِ جُنُونٍ وَقَدْ عَتِهَ عَتَهًا وَعَتَاهَةً وَعَتَاهِيَةً.
عتو
العُتُوُّ: النبوّ عن الطاعة، يقال: عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعِتِيّاً. قال تعالى: وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً
[الفرقان/ 21] ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ
[الذاريات/ 44] ، عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها
[الطلاق/ 8] ، بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ
[الملك/ 21] ، مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
[مريم/ 8] ، أي:
حالة لا سبيل إلى إصلاحها ومداواتها. وقيل:
إلى رياضة، وهي الحالة المشار إليها بقول الشاعر: 310-
ومن العناء رياضة الهرم
وقوله تعالى: أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا
[مريم/ 69] ، قيل: العِتِيُّ هاهنا مصدرٌ، وقيل هو جمعُ عَاتٍ ، وقيل: العَاتِي: الجاسي.
الْعين وَالتَّاء وَالْوَاو

عَتا عُتُوّا وعُتِيًّا: استكبر وَجَاوَزَ الْحَد، فَأَما قَوْله:

أدْعُوك يَا رَبّ من النَّار الَّتِي ... أعدَدْتها للظالم العَاِتي العَتِي

فقد يجوز أَن يكون أَرَادَ العَتيَّ على النّسَب كَقَوْلِك رجل حرح وسته وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ العتَيَّ فَخفف لِأَن الْوَزْن قد انْتهى فارتدع.

والعاتي: الشَّديد الدُّخُول فِي الْفساد، المتمرد الَّذِي لَا يقبل موعظة.

وتَعَّتى فلَان: لم يطع.

وعتا الشَّيْخ عُتِيًّا وعَتِيًّا - بِفَتْح الْعين -: أسن.

وعَتَّى بِمَعْنى حَتَّى هذلية، وَقَرَأَ بَعضهم (عَتَّى حِين) أَي حَتَّى حِين.

وعَتْوَةُ: اسْم فرس.
باب العين والتاء و (واي) معهما ع ت و، ت وع، ت ي ع، تستعمل فقط

عتو: عتا عُتُوّاً وعِتِيّاً إذا استكبر فهو عاتٍ، والملك الجبار عاتٍ، وجبابرة عتاة. وتَعَتَّى فلانٌ، وتَعَتَّتْ فُلانة إذا لم تُطِعْ. قال العجاج :

بأمره الأرض فما تعتَّتِ

أي: فما عَصَتْ

توع: التَّوْعُ: كسرك لبا أو سمناً بكسرة خبز ترفعه بها. تقول: تُعْتُه فأنا أتوعُه توعاً.

تيع: التَّيْعُ: ما يسيل على الأرض من جمد إذا ذاب، ونحوه. وتاعَ الماء تيعا إذا تتيع على وجه الأرض، أي: انبسط في المكان الواسع فهو تائع مائِع. والرّجُلُ يَتَتَايَعُ في الأمر إذا بقي فيه. والبعير يَتَتايَعُ في مشيه إذا حرّك ألواحه حتى يكاد يتفكّكُ. والسكران يتتايع: يرمي بنفسه إذا لجّ وتهافت. والتَّتايُعْ: رميُك بنفسك في الشيء من غير ثبت. والتَّتَيُّعُ: القيء، وهو مُتَتَيِّعٌ. وقد تاع، إذا قاء، وأتاعه غيره، أي: قيّأه. 
عتو
عتا1 يَعتو، اعْتُ، عُتُوًّا، فهو عاتٍ
• عتا الظَّالمُ: استكبر وتجبَّر وجاوز الحدَّ، عصى وتمرَّد " {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} - {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} ". 

عتا2 يعتو، اعتُ، عُتِيًّا وعِتِيًّا، فهو عاتٍ
• عتا الشَّيخُ: أسنَّ، كَبُر وجاوز الحدَّ من العُمْر " {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عُتِيًّا} [ق]- {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}: بلغت النهايّة في الكِبر واليبس والصلابة في المفاصل والعظام". 

عاتٍ [مفرد]: ج عاتُون وعُتاة وعُتِيّ وعِتِيّ، مؤ عاتية، ج مؤ عاتيات وعواتٍ:
1 - اسم فاعل من عتا1 وعتا2.
2 - جبَّار أو متكبِّر "سلك في شعبه مسلك العُتاة والمتكبِّرين" ° مَلِكٌ عاتٍ: قاسي القلب غير ليِّن.
• ريح عاتية: شديدة الهبوب " {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} "? لَيْلٌ عاتٍ: شديد الظُّلمة. 

عُتُوّ [مفرد]: مصدر عتا1. 

عَتِيّ [مفرد]: ج عُتاة وعُتِيّ: عاتٍ، جبَّار أو متكبِّر "إنَّه قاسٍ عَتِيّ في معاملة الضُّعفاء". 

عُتِيّ/ عِتِيّ [مفرد]: مصدر عتا2. 
عتو
: (و (} عَتَا) {يَعْتُو (} عُتِيًّا) بضمٍ فكسْرٍ فتَشْديدٍ.
قالَ الجَوْهري: الأَصْلُ عُتُوٌّ، ثمَّ أَبْدلُوا مِن إحْدى الضَّمَّتَيْن كَسْرةً فانْقَلَبتِ الواوُ يَاء فَقَالُوا عُتِيًّا ثمَّ أَتْبَعُوا الكَسْرةَ الكَسْرَة (و) قَالُوا (عِتِيًّا) ليُؤَكِّدوا البَدَلَ؛ ( {وعُتُوًّا) ، كسُمُوَ، وَهَذَا هُوَ الأصْلُ فِي البابِ: (اسْتَكْبَرَ وجاوَزَ الحَدَّ) .

(قالَ الراغبُ:} العُتُوُّ النُّبُوةُّ عَن الطاعَةِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: { {وعَتَوا} عُتُوًّا كَبيراً} ، { {فعَتَوْا عَن أَمْرِ رَبِّهم} ، {بل لَجّوا فِي} عُتُوَ ونُفورٍ} أَي حالَةٍ لَا سَبِيلَ إِلَى إصْلاحِها ومُداوَاتِها، وقيلَ: إِلَى رِياضَتِه وَهِي الحالَةُ المُشارُ إِلَيْهَا بقوْلهِ: وَمن العناءِ رِياضَة الهَرَمِ (فَهُوَ {عاتٍ) جَمْعُه} عُتاةٌ، ( {وعَتِيٌّ) ، كَغَنِيَ، (ج} عُتِيَ بالضَّمِّ) فالكَسْر فالتَّشْديدِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {أَيُّهم أَشدُّ على الرَّحْمنِ {عتيًّا} ، قيلَ: العَتِيُّ هُنَا مَصْدرٌ، وقيلَ: هُوَ جَمْعُ عاتٍ.
قالَ الجَوْهري: رجُلٌ عاتٍ وقوْمٌ عُتِيٌّ، قَلَبوا الواوَ يَاء.
قالَ محمدُ بنُ السَّرِي: وفُعُولٌ إِذا كانَ جَمْعاً فحقُّه القَلْب، وَإِذا كانَ مَصْدراً فحقُّه التَّصْحيحُ لأنَّ الجمْعَ أَثْقَلُ عنْدَهُم من الواحِدِ.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: وكلُّ مبالِغٍ فِي كبرٍ أَو فَسادٍ أَو كَفْرٍ: فقد} عَتَا {يَعْتُو} عتِيًّا.
(و) عَتا (الشَّيخُ عُتِيًّا، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ) :) إِذا (وَلَّى وكَبِرَ) ، وَكَذَلِكَ عَسَا عُسِيًّا وعُسُوًّا.
وقُرِىء: {وَقد بَلَغْتُ مِن الكِبَرِ عِتِيًّا} ، بكَسْرِ العَيْنِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، فَهُوَ إِذن مُثَلَّث. ونقلَهُ سعدى فِي حاشِيَةِ الكشَّاف.
( {وعَتَّى: لُغَةُ) هُذَيْل وثَقِيفٍ (فِي حَتَّى) ؛) وقُرِىءَ:} عَتَّى حينٍ. وَفِي حديثِ عُمَر: بَلَغَه أنَّ ابنَ مَسْعودٍ يُقْرِىءُ الناسَ عَتَّى حينٍ، يريدُ حتَّى حينٍ، فَقَالَ: إنَّ القُرْآنَ لم يَنْزِلْ بلُغَةِ هُذَيْلٍ، فأَقْرِىءِ الناسَ بلُغَةِ قُرَيْشٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{عَتْوَةُ: اسْمُ فَرَسٍ.
} والعاتِي: الجبَّارُ.
{وعَتَتِ الرِّيحُ: جاوَزَتْ مقدارَ هُبوبِها؛ عَن ابْن القطَّاع.
ولَيْلٌ عاتٍ: شَديدُ الظُّلْمةِ.

عتو


عَتَا(n. ac. عُتُوّ
عُتِيّ )
a. Was proud, haughty, arrogant, insolent. —
b. Was violent, boisterous (wind).

تَعَتَّوَa. Behaved insolently, arrogantly.

عَاتٍ (pl.
عُتَاة []
a. عُِتِيّ ), Proud, haughty
arrogant, insolent; supercilious, disdainful.
عَتِيّ [] (pl.
أَعْتَآء [] )
a. Wicked, rebellious.

عُتُوّa. Pride, haughtiness, arrogance, insolence.

عُِتِيّ
a. see 27

عقد

عقد: {بالعقود}: العهود. {عقدة}: رتة.
العقد: ربط أجزاء التصرف بالإيجاب والقبول شرعًا.
(ع ق د) : (عَقَدَ) الْحَبْلَ عَقْدًا وَهِيَ الْعُقْدَةُ (وَمِنْهَا) عُقْدَةُ النِّكَاحِ (وَالْعَقْدُ) الْعَهْدُ وَعَاقَدَهُ عَاهَدَهُ وَقُرِئَ وَاَلَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ وَعَقَّدَتْ وَعَقَدَتْ وَهُمْ مَوَالِي الْمُوَالَاة وَكَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِالْأَيْدِي (وَمَعْقِدُ الْعِزّ) مَوْضِعُ عَقْدِهِ وَتَقْدِيمُ الْقَافِ تَصْحِيفٌ وَاعْتَقَدَ مَالًا اتَّخَذَهُ وَتَأَثَّلَهُ.
(عقد)
السَّائِل عقدا غلظ أَو جمد بالتبريد أَو التسخين (مج) والزهر تضامت أجزاؤه فَصَارَ ثمرا وَلفُلَان على الْبَلَد ولاه عَلَيْهِ وَالْحَبل وَنَحْوه جعل فِيهِ عقدَة وَيُقَال عقد ناصيته غضب وتهيأ للشر وطرفي الْحَبل وَنَحْوه وصل أَحدهمَا بِالْآخرِ بعقدة تمسكهما فأحكموصلهما وَالْبناء ألصق بعض حجارته بِبَعْض بِمَا يمْسِكهَا فأحكم إلصاقها وبناه مقوسا والتاج فَوق رَأسه عصبه بِهِ وَالْبيع وَالْيَمِين والعهد أكده وَقَلبه على الشَّيْء لزمَه

(عقد) الشَّيْء عقدا التوى كَأَن فِيهِ عقدَة وَالرجل كَانَ فِي لِسَانه حبسة وعقدة وَاللِّسَان احْتبسَ فَهُوَ أعقد وَعقد وَهِي عقدَة وعقداء
(عقد) - في حَديثِ عبد الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما -: "ألَم أكن أعلم السِّباعَ ها هنا كثِيرًا. قيل: نَعَم، ولكنها عُقِدَت، فهي تُخالِطُ البَهائِمَ ولا تَهيجُها" : أي عُولجت بالأُخَذِ كما تُعالِجُ الرُّومُ الهَوامَّ ذَواتِ الحُمَة بالشيَّء الذي يُسَمَّونه الطِّلَّسْم، وهو ضَرْبٌ من السِّحر أو شَبِيهٌ به: أي عُقِدَت عن أَنْ تَضُرَّ البَهائمَ.
- في حديثِ أبي مُوسىَ: "ثوبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّدًا"
المُعَقَّد: ضَربٌ من بُرِودِ هَجَر.
- في الدعاء: "أسأَلُكَ بمعاقِد العِزِّ من عَرْشِك"
: أي بالخِصال التي استَحقَّ بها العَرشُ العِزَّ، وحَقِيقَةُ مَعْناه بعِزِّ عَرْشِك
عقد
العَقْدُ: الجمع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك في الأجسام الصّلبة كعقد الحبل وعقد البناء، ثم يستعار ذلك للمعاني نحو: عَقْدِ البيع، والعهد، وغيرهما، فيقال: عاقدته، وعَقَدْتُهُ، وتَعَاقَدْنَا، وعَقَدْتُ يمينه. قال تعالى:
عاقدت أيمانكم وقرئ: عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ ، وقال: بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ
[المائدة/ 89] ، وقرئ: بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ، ومنه قيل: لفلان عقيدة، وقيل للقلادة: عِقْدٌ. والعَقْدُ مصدر استعمل اسما فجمع، نحو: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ
[المائدة/ 1] ، والعُقْدَةُ: اسم لما يعقد من نكاح أو يمين أو غيرهما، قال: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ [البقرة/ 235] ، وعُقِدَ لسانه: احتبس، وبلسانه عقدة، أي: في كلامه حبسة، قال: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي [طه/ 27] ، النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ
[الفلق/ 4] ، جمع عقدة، وهي ما تعقده الساحرة، وأصله من العزيمة، ولذلك يقال لها: عزيمة كما يقال لها: عُقْدَة، ومنه قيل للساحر: مُعْقِدٌ، وله عقدة ملك ، وقيل: ناقة عاقدة وعاقد: عقدت بذنبها للقاحها، وتيس وكلب أَعْقَدُ: ملتوي الذّنب، وتَعَاقَدَتِ الكلاب:
تعاظلت .
عقد
عَقَدَ: بنى عَقْداً من البناء. وموضعُ العَقْد: العقْدَة. والأعْقد: التيْس الذي في قَرْنِه عُقدَة. والرجُل في لسانه عُقدَة وحُبسَة. واللئيم الخُلُق. والذئبُ والكلبُ يَعقِدان ذَنَبَهما حتى كأن فيه قِصَراً. والعُقدَة: موضعٌ ذو شَجَر. وشَجَر لا يبيد؛ وجَمعُها عِقَاد. وعُدْوة من الأرض، وله سُميَت الضيْعَة عُقدة، وجمعها عُقَد. وقَضيبُ كل سبُع. وايجادُ كل شيء وإبرامُه.
وبنو عَقِدَة: قبيلة. وذكر ابنُ دريد: اليَعْقِيد في العَسَل، وأعْقَدْتُ العَسَلَ فَعَقَدَ وانْعَقَدَ، وهو عَقِيد ومُعْقَد. وعاقَدْتُه عَقْداً: مثل عاهَدْتُه عَهْداً. وعَقَدْتُ الأيْمانَ: لم ألْغُ فيها.
والعاقِدُ: الظبْيَة التي قد انْعَقَدَ طَرَفُ ذَنَبِها، وقيل: التي ثُنيَ عِطفُها، وقيل: التي رَفعَتْ رأسَها حذَراً على وَلَدِها. وهو أيضاً: الناقَة أقَرَّتْ للقاح. وحَريمُ البئر ِوما حَوْلَها. والخِنْزيرة المُسْتَحْرِمة، وقد اسْتَعْقَدَتْ. واعْتَقَدَ مالاً وأخاً.
واعْتَقَدَت المودةُ بينهما: ثَبَتَتْ. واعْتَقَدَ الشيءُ: صَلُبَ. وعَقَد َقَلْبَه على شيء: لا يَنْزِع عنه. والعَقَدانُ: ضَرب من التمْر. وكان جَرير ُيُلَقبُ الفَرزدقَ بالعُقْدانِ: تَشْبيهاً بالكَلْب.
والعقِدُ والعَقدَة: ما تَراكَمَ من الرمْل، وفي المثَل: " أعْطَشُ من عَقِد الزمْان ".
والعَقَدُ: قبيلة من اليمن. والعِقْدُ: القِلادة. وجَمَل عَقِدٌ: مُمر الخَلْق. وهو مني مَعْقِدُ الإزار: في القَريب. وتَعَقَّدَ السحابُ: صارَ كأنه عَقْدٌ مَبْني.
وعَقَدَ القومُ بفلان: عَصَبوا به. والتعَقدُ في البئر: أنْ يَخرجَ أسفلُ الطي ويدْخلَ أعلاه في الجِراب.
ع ق د

بناء معقود ومعقد: جعل عقوداً أي طاقات معطوفةً كالأبواب، وعقد بناءه وعقّده. وتعقّد السحاب إذا صار كأنه عقد مبني. وعسل عقيد ومعقد. وأعقده فعقد عقوداً إذا غلظ. قال:

كأن رباً سال بعد الإعقاد ... على لديدي مصمئل صلخاد

أي على ليتي قويّ صلب. يقال: عقد العسل وعقد التمر وانعقد، وتمر عاقد. وهو مني معقد الإزار ومقعد القابلة: يراد القرب. وتقول: شرف وطّأ الله مقاعده، وأحصف معاقده. وعقد فلان كلامه، وفي كلامه تعقيد. وأعوذ بالله من شر المعقد وهو الساحر. قال ذو الرمة:

يعقد سحر البابليين طرفها ... مراراً ويسقينا السلاف من الخمر

وبيده عقدة النكاح " واحلل عقدة من لساني " وكان أعقد فحلّ الله عقدة لسانه، وقد عقد عقداً. وبينهم مواد ومعاقد أي مودّات وعهود. واعتقد فلان عقدة إذا اشترى ضيعة أو اتخذ مالاً من عقار وغيره. واعتقد أخاً في الله. ومسخ كاتب قلمه بكمّه فقيل له: فقال إنما اعتقدنا هذا بهذا. واعتقد النوى: صلب، ومنه: اعتقد بينهما الإخاء إذا صدق وثبت. وناقة معقودة القرى: وثيقة الظهر. قال:

موترة الأنساء معقودة القرى ... ذقوناً إذا كلّ العتاق المراسل

وهو كالذئب الأعقد. وعقدت الكلبة على عقدة الكلب وهي قضيبه، وتعاقدت الكلاب. وفي أرض بني فلان عقدة تكفيهم عامهم وهي سفح ذو شجر كثير، يقولون: عشّ إبلك في تلك العقدة. قال:

إذا توخت عقدة ذات أجم ... أصبحت العقدة صلعاء اللمم

وجاء فلان عاقداً عنقه إذا لواها تكبّرا. ويقال لمن تهيأ للشر: عقد ناصيته، ولمن سكن غضبه: قد تحللت عقده.
[عقد] عَقَدْتُ الحبلَ والبيعَ والعهدَ، فانعَقَدَ. وعَقَدَ الرُبُّ وغيره، أي غلُظ، فهو عَقيدٌ. وأعْقَدْتُهُ أنا وعَقَّدْتُهُ تَعْقيداً. قال الكسائي: يقال للقطران والرُبُّ ونحوه: أعْقَدْتُهُ حتَّى تَعَقَّدَ. والعُقدةُ بالضم: موضع العَقْدِ، وهو ما عُقِدَ عليه، يقال: جبرت يده على عُقْدَةٍ، أي على عثم. والعقدة: الصيغة. والعقدة: المكان الكثير الشجر أو النخل. وفي المثل: " آلَفُ من غراب عُقْدَةٍ "، لأنه لا يطير. ويقال للرجل إذا سكن غضبه: قد تحلَّلَت عُقَدُهُ. والعِقْدُ بالكسر: القلادةُ. ويقال رجل أعقد وعقد، للذي في لسانه عقدة. وقد عقد لسانه يعقد عقداً. والعَقِدَ أيضاً، بكسر القاف: ما تَعَقَّدَ من الرمل، أي تراكم، الواحدة عَقِدَةٌ. وكان أبو عمرو يقول: العَقَدُ والعَقَدَةُ بالفتح. وتَعَقَّدَ الرملُ والخيط وغيرهما. وخيوطٌ مُعَقَّدَةٌ شدِّد للكثرة. وكلامٌ مُعَقَّدٌ، أي مُغَمَّضٌ. واعْتَقَدَ ضيعةً ومالاً، أي اقتناها. واعتقَدَ الشئ، أي اشتد وصلب. واعتقد كذا بقلبه. وليس له مَعْقودٌ، أي عقد رأى. والمعاقد: المعاقدة: المعاهدة. وتعاقَدَ القوم فيما بينهم. وتعاقَدَتِ الكلاب: تعاظَلَتْ. والمَعاقِدُ: مواضع العَقْدِ. وقولهم: هو منِّي مَعْقِدَ الإزارِ، يراد به قرب المنزلة. والعَقيدُ: المُعاقِدُ. وفلانٌ عقيدُ الكَرَمِ، وعَقيدُ اللؤمِ. والعَقداءُ من الشاءِ: التي ذنبُها كأنَّه معقودٌ. والأعْقَدُ: الكلبُ، لا نعقاد ذنبه: جعلوه اسما له معروفا. والعنقود: واحد عناقيد العنب. والعنقاد لغة فيه. قال الراجز. * إذ لمتى سوداء كالعنقاد * والعاقد: الناقة التى قد أقرَّت باللقاح، لأنَّها تَعْقِدُ بذَنبِها فيُعلم أنَّها حملتْ. والعاقِدُ: حريمُ البئر وما حوله. وناقةٌ معقودة القَرا: موثَّقَةُ الظهرِ. وجملٌ عَقْدٌ. قال النابغة: فكيف مَزارُها إلاّ بعقد * ممر ليس ينقضه الخؤون -

عقد


عَقَدَ(n. ac. عَقْد)
a. Tied, knotted; connected.
b. Concluded, settled, ratified, contracted; organized (
engagement & c. ).
c. Vaulted, arched; built.
d. [acc. & La
or
Ila], Warranted, guaranteed, assured, secured to.
e. [acc. & 'Ala], Bound, pledged to.
f. [acc. & Ila], Had recourse to.
g. Dressed. trimmed (beard).
عَقِدَ(n. ac. عَقَد)
a. Was tongue-tied, stammered, stuttered.
b. Was tied (tongue).
c. Clung, stuck together; thickened, coagulated, curdled
(liquid).
عَقَّدَa. see I (a) (b), (c), (e).
e. Thickened, made consistent (liquid).
f. [Fī], Was obscure in (speech).
عَاْقَدَa. Concluded, formed an agreement, a compact with.

أَعْقَدَa. see II (e)
تَعَقَّدَa. Was knotted, knit, tied, bound together; was
connected; was complicated, intricate (affair).
b. Thickened, clotted, curdled, coagulated, became
consistent (liquid).
c. Was heaped up (sand).

تَعَاْقَدَa. Made a compact &c.; leagued, banded
together.

إِنْعَقَدَa. see V (a) (b).
c. Was concluded, settled, ratified ( compact).
d. Was arched, vaulted.

إِعْتَقَدَa. Was tied, knotted, knit, connected together; was firm
compact, coherent.
b. Believed firmly.
c. Acquired.

عَقْدa. Agreement, engagement, compact, contract; covenant
league, alliance.
b. Connection, cohesion.
c. (pl.
عُقُوْد), Arch; vanlt.
d. Denary number; tens.

عِقْد
(pl.
عُقُوْد)
a. Necklace.

عُقْدَة
(pl.
عُقَد)
a. Knot: tie, bond, obligation; difficulty, intricacy;
plot ( of a drama ).
b. Joint.
c. Government of a province; prefecture.
d. Landed property; estate, holding; fief.
e. Wooded & fertile land.
f. see 4 (a)
عَقَدa. Impediment in speech, stammering.
b. Sand-hill.

عَقَدَةa. Root of the tongue.

عَقِدa. Knotty; knotted; intricate.
b. see 4 (b) & 14
عَقِدَةa. see 4 (b)
أَعْقَدُ
(pl.
عُقْد)
a. Tongue-tied; stammerer, stutterer.

مَعْقِد
(pl.
مَعَاْقِدُ)
a. Place of tying, of ratifying &c.: knot; joint
articulation; juncture.

عَاْقِد
(pl.
عَقَدَة)
a. Knotting, tying &c.; knotter, tyer;
ratifier.

عِقَاْدَة
a. [ coll. ], Lace-making.

عَقِيْدa. Knotted, tied; knit together, bound; connected.
b. Confederate, ally.
c. Thickened, inspissated.
d. [ coll. ], Chief ( of an
army ).
عَقِيْدَة
(pl.
عَقَاْئِدُ)
a. Faith, belief, conviction, persuasion.
b. Dogma, doctrine, tenet, article of faith;
creed.

عَقَّاْد
a. [ coll. ], Lace-maker.
b. Cordwainer.

مِعْقَاْد
(pl.
مَعَاْقِيْدُ)
a. Beadnecklace; amulet.

N. P.
عَقڤدَa. Knit, tied.
b. Ratified.
c. Vaulted, arched.
d. Resolution, determination.

N. Ag.
عَقَّدَa. Enchanter, magician.

N. P.
عَقَّدَa. see N. P.
عَقڤدَ
(a), (c).
c. Knotted, knotty; entangled, intricate; obscure.

N. Ac.
إِنْعَقَدَa. Adhesion, cohesion, union, connection.
b. Conclusion, ratification.

N. P.
إِعْتَقَدَa. see 25t
N. Ac.
إِعْتَقَدَa. Faith, belief, conviction.

يَعْقِيْد
a. Thickened honey; food thickened with honey.

صَاحِب العَقْد وَالحَلّ
a. One in supreme authority, arbiter of great
matters.

تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ
a. His wrath cooled down.

عَقِيْد الكَرَم
a. Generous by nature.
[عقد] فيه: من "عقد" لحيته فإن محمدًا بريء منه، قيل: هو معالجتها حتى تنعقد وتتجعد، وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب تكبرًا وعجبًا فأمروا بإرسالها. تو: وذلك من فعل الأعاجم يفتلونها، وقيل: معالجته ليتجعد وهو فعل أهل التواضع، وقيل صوابه: من عقد لحاء، من لحوت الشجر إذا قشرته وكانوا يعقدون لحاء الحرم فيقلدونه أعناقهم فيأمنون به وهو المراد من قوله تعالى "ولا الهدى ولا القلائد". ط: عقد أي جعدها بالمعالجة، ونهى عنه لما فيه من التشبه بمن فعله من الكفرة. نه: وفيه: من "عقد" الجزية في عنقه فقد برئ مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، أي قررها على نفسه كما يعقد الذمة للكتابي عيلها. وفي ح: الدعاء: لك من قلوبنا "عقدة" الندم، أي عقد العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة. ومنه: لأمرن براحلتي ترحل ثم لا أحل لها "عقدة" حتى أقدمها، أي لا أحل عزمي حتى أقدم المدينة، وقيل: أي لا أنزل عنها فأعقلها فأحتاج إلى حل عقالها.ويرسل المسبحة ويضم إليها الإبهام مرسلة، وللفقهاء فيه وجوه، وأشار بسبابة أي رفعها عند إلا الله ليطابق على التوحيد، وروى: إصبعه التي تلي الإبهام يدعو بها، أي يهلل، فدعا بها أي دعا مشيرًا بالمسبحة. ك: انقطع "عقد" لي، هو بكسر عين وسكون قاف أي قلادة، وكان ثمنها اثني عشر درهمًا، وأضيفت إلى عائشة للملابسة وإلا فقد كانت عندها عارية من أسماء. وفيه: ثلاث "عقد"، هو مفعول عقد وهو بضم عين وفتح قاف جمع عقدة، وهذه العقد حقيقة من باب عقد النفاثات السواحر بأن يأخذن خيطًا خيطًا فيعقدن عليه عقدة ويتكلمن عليه بالسحر، وهل المعقود في شعر الرأس أو غيره وهو الأقرب إذ ليس لكل أحد شعر في رأسه، وقيل: العقد مجاز عن فعل الشيطان بحجب حس النائم وتثقيله النوم. ن: "عاقدي" أزرهم، عقدوها لضيقها لئلا ينكشف شيء من العورة. غ: "أوفوا "بالعقود"" بفرائض عقدها الله على عباده، أو عقود ناس يجب لبعض على بعض.
الْعين وَالْقَاف وَالدَّال

العَقْدُ: نقيض الْحل. عَقَدَهُ يعقِدهُ عَقْداً وتَعْقاداً، وعَقَّدَه، أنْشد ثَعْلَب:

لَا يَمَنْعَنَّك مِنْ بُغا ... ءِ الخَيرِ تَعْقادُ التَّمائمْ

واعتقده: كعَقَده، قَالَ جرير: أسِيلَة مَعْقِدِ السِّمْطَين مِنْهَا ... ورَيَّا حَيْثُ تعْتَقِدُ الحِقابا

وَقد انْعَقَد وتعقد.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هُوَ مني معقد الْإِزَار: أَي بِتِلْكَ الْمنزلَة فِي الْقرب، فَحذف وأوصل، وَهُوَ من الظروف المختصة، الَّتِي أجريت مجْرى غير المختصة، لِأَنَّهُ كالمكان وَإِن لم يكن مَكَانا، وَإِنَّمَا هُوَ كالمثل.

وَقَالُوا للرجل إِذا لم يكن عِنْده غناء: فلَان لَا يعْقد الْحَبل: أَي انه يعجز عَن هَذَا، على هوانه وَخِفته، قَالَ:

فإنْ تَقُلْ يَا ظَبْيُ حَلاًّ حَلاَّ

تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ

أَي تَجِد وتشمر لإغضابه وإرغامه، حَتَّى كَأَنَّهَا تعقِد على نَفسهَا الْحَبل.

والعُقْدة: حجم العَقد، وَالْجمع: عُقد.

وجبر عظمه على عُقدة: إِذا لم يستو.

والعِقْد: الْخَيط ينظم فِيهِ الخرز، وَالْجمع عُقود. وَقد اعْتَقد الدّرّ والخرز وَغَيره: إِذا اتخذ مِنْهُ عِقْدا. قَالَ عدي بن الرّقاع:

وَمَا حُسَيْنة إذْ قَامَت تُوَدِّعنا ... للبَيْن واعْتقدت شَذراً ومَرْجانا

والمعْقاد: خيط ينظم فِيهِ خَرَزَات، ويعلق فِي عنق الصَّبِي.

وعَقَد التَّاج فَوق رَأسه، واعتقده: عصَّبه بِهِ. أنْشد ثَعْلَب لِابْنِ قيس الرقيات:

يَعْتَقِدُ التَّاجَ فَوْق مَفرِقِهِِ ... على جَبين كَأَنَّهُ الذَّهَبُ

وعَقَد الْعَهْد وَالْيَمِين: يَعْقِدُهما عَقْداً، وعَقَّدهما: أكَّدهما. والعَقْد: الْعَهْد، وَالْجمع: عُقود.

وعاقده: عاهده. وتعاقد الْقَوْم تَعَاهَدُوا.

والعَقيد: الحليف، قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ: كمْ من عَقيدٍ وجارٍ حَلَّ عندهُمُ ... ومِنْ مُجارٍ بعَهْد اللهِ قد قَتَلُوا

وعَقَد البناءَ بالجص يَعْقِدُ عَقْدا: ألزقه.

والعَقْد: مَا عَقَدت من الْبناء، وَالْجمع: أعقاد، وعُقُود. وعَقَدْتَنِي عَقْدا.

وعَقَّد السَّحَاب: صَار كالْعَقْد الْمَبْنِيّ.

وأعقاده: مَا تعقد مِنْهُ. وَاحِدهَا: عَقْد.

والمَعْقِد: الْمفصل

والأعقد من التيوس: الَّذِي فِي قرنه عُقْدة. وَالِاسْم العَقَدُ.

وظبية عَاقد: انعقَد طرف ذنبها. وَقيل: هِيَ العاطف. وَقيل: هِيَ الَّتِي رفعت رَأسهَا، حذرا على نَفسهَا، وعَلى وَلَدهَا.

والعَقَدُ: التواء فِي ذَنْب الشَّاة، يكون فِيهِ كالعُقدة، شَاة اعقد، وَكَذَلِكَ ذِئْب أعقد، وكلب أعقدُ. قَالَ جرير:

تَبولُ على القتادِ بناتُ تيْمٍ ... مَعَ العُقْد النَّوابحِ فِي الدّيَارِ

وَلَيْسَ شَيْء احب إِلَى الْكَلْب، من أَن يَبُول على قَتَادَة أَو على شجيرة صَغِيرَة غَيرهَا.

وكل ملتوي الذَّنب: أعقد.

وعُقْدةُ الْكَلْب: قضيبه. وَسمي جرير الفرزدق عُقْدان: إِمَّا على التَّشْبِيه لَهُ بالكلب الأعقد الذَّنب، وَإِمَّا على التَّشْبِيه لَهُ بالكلب المنعقِدِ مَعَ الكلبة إِذا عاظلها، فَقَالَ:

وَمَا زِلتَ يَا عُقْدانُ صاحبَ سَوْءَةٍ ... تناجي بهَا نَفْسا لئيما ضَميرُها

وناقة عَاقد: تعقِد بذنبها عِنْد اللقَاح، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

جِمالٌ ذَات مَعْجَمةٍ وبُزْلٌ ... عَواقدُ أمسكَتْ لَقَحا وحُولُ

وظبي عَاقد: وَاضع عُنُقه على عَجزه، قد عطفها للنوم. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وكأنما وافاكَ يوْمَ لقيتَها ... من وحْشِ مَكَّةَ عاقدٌ مُترَبِّبُ وَجَاء عاقدا عُنُقه: أَي لاويا لَهَا من الْكبر.

وعَقَدَ الْعَسَل والرُّب وَنَحْوهمَا يَعْقِدُ، وانعقَد، وأعقْدته، فَهُوَ مُعْقَد وعَقِيد، قَالَ المتلمس فِي نَاقَة لَهُ:

أُجُدٌ إِذا اسْتَنفرتَها مِن مَبرَكٍ ... حُلِبَتْ مَغابنُها برُبٍّ مُعْقَدِ

واليعقيد: عسل يُعقد حَتَّى يخثر.

وعُقدة اللِّسَان: مَا غلظ مِنْهُ. وَفِي لِسَانه عُقدة. وعَقَد: أَي التواء. وَرجل أعقد: فِي لِسَانه عُقدة.

وعَقَّد كَلَامه: أعوصه وعمَّاه. وعقَدَ قلبه على الشَّيْء: لزمَه، وَكِلَاهُمَا على الْمثل. وعُقْدة النِّكَاح وَالْبيع: وُجُوبهَا. قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ من الشد والربط، وَلذَلِك قَالُوا: إملاك الْمَرْأَة، لِأَن اصل هَذِه الْكَلِمَة أَيْضا: العَقْد، فَقيل إملاك الْمَرْأَة، كَمَا قيل عُقدَة النِّكَاح. وعُقْدة كل شَيْء: إبرامه.

واعتقد الشَّيْء: صلب.

وتَعَقَّد الإخاء: استحكم، مثل بذلك. وتَعَقَّد الثرى: جعد.

وثرى عَقِدُ: على النّسَب، متجعد.

وعَقَد الشَّحْم يعْقد: انبنى وَظهر.

والعَقِدُ: المتراكم من الرمل، واحده: عَقِدة. وَالْجمع: أعقاد.

والعَقَد: لُغَة فِي العَقِد. وجمل عَقِد: أَي قوىً ولئيم أعقد: عسر الْخلق.

والعَقَد فِي الْأَسْنَان: كالقادح.

والتَّعَقُّد فِي الْبِئْر: أَن يخرج اسفل الطي، وَيدخل أَعْلَاهُ إِلَى جرابها، أَي متسعها.

والعُقْدة: الضَّيْعَة.

واعتقد ارضا: اشْتَرَاهَا. والعُقْدة: الأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر، وَهِي تكون من الرمث والعرفج، وانكرها بَعضهم، فِي العرفج. وَقيل: العُقدة من الشّجر: مَا يَكْفِي المَال سنته. وَقيل: هِيَ من الشّجر مَا اجْتمع وَثَبت اصله، يُرِيد الدَّوَام. وَقيل: هِيَ الْبقْعَة الْكَثِيرَة الشّجر. والعُقْدة: بَقِيَّة المرعى، وَالْجمع عُقَدٌ وعِقاد. والعَقَد والعَقَدان: ضرب من التَّمْر. والعَقِد، وَقيل العَقَد: قَبيلَة من الْيمن، ثمَّ من بني عبد شمس بن سعد.

وَبَنُو عُقَيْدة: قَبيلَة من قُرَيْش.

وَبَنُو عَقِدة: قَبيلَة من الْعَرَب.

والعُقُد: بطُون من تَمِيم.

والعُقَد: من بني يَرْبُوع خَاصَّة، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
باب العين والقاف والدال ع ق د، ع د ق، ق ع د، ق د ع، د ق ع، د ع ق

عقد: الأعْقَادُ والعُقُودِ: جماعة عَقْدِ البِناء. وعَقَّدَهُ تَعْقِيداً أي جعل له عُقُوداً. وعَقَدْتُ الحبل عَقْداً، ونحوه فانْعَقَدَ والعُقُدَةُ: مَوْضعُ العقد من النظام ونحوه. وتَعَقَّدَ السَّحابُ: إذا صار كأنه عَقْد مَضْرُوبٌ مَبْنِيّ. وأعْقَدْتُ العسل فانْعَقَد، قال:

كأنّ رُبّاً سال بعْدَ الإعْقادْ

(وعَقْدُ اليمينِ: أن يَحْلِف يمينا لا لغو فيها ولا استثناء فيجب عليه الوفاء بها.

(وعُقْدَةُ كُلِّ شَيْءٍ: إِبْرَامُهُ)

. وعُقْدَةُ النِّكَاحِ: وُجُوبُهُ. وعُقْدَةُ البيع: وجُوبُهُ والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ ويجمع على عُقَدٍ. (واعْتَقدْتُ مالاً) : جمعتهُ. وعَقَدَ قَلْبَه على شيء: لم ينزع عنه. واليَعْقِيدُ: طعامٌ يُعْقَدُ بالعَسلِ. وظَبْيَةٌ عاقدٌ: تَعَقَّدَ طرف ذنبها. ويقال: بل العَواقِدُ: عَواطِفُ ثواني الأعطافِ، قال النابغة:

وَيضَرْبِنَ بالأيدي وراء براغز ... حسان الوجُوه كالظِّباء العَواقِدِ

واعْتَقَدَ الشَّيْءُ: صَلْبَ. واعْتَقَدَ الإخَاءُ والمَوَدَّةُ بينهما: أي ثَبَتَ والأعْقَدُ من التُّيُوسِ والظِّباءِ: الذي في قَرْنِهِ عُقْدَةٌ ورَجُل أَعْقَدُ، وقد عَقِدَ يَعْقَدُ عَقَداً أي في لسانه عُقْدَةٌ) وغِلَظٌ في وسَطِهِ فهو عُسُرِ الكلام، قال الله- عز وجل-. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي . والعَقْدُ مَثل العَهْدِ، عاقَدْتُهُ عَقْداً مِثلُ عاهَدْتُهُ عَهْداً. وعِقْدُ القِلادَةِ: ما يكون طوار العُنُقِ غيْر مُتَدلٍّ. والمعاقِدُ: (مواضِعُ العَقْد من النِّظام) ونحوه قال:

منه معاقِدُ سِلْكِهِ لم تُوصلِ

والعقِدُ مِنَ الرَّمْلِ: ما تراكم واجْتَمَعَ وجَمْعُهُ أعقاد. ومن قال: عَقْدَة فإنه يُجمع على عَقَداتٍ. قال :

بَيْنَ النّهار وبَيْنَ اللّيْلِ من عَقِدٍ ... على جَوانِبِه الأسْباطُ والهَدَبُ

والعُقْدَانِ: ضربٌ من التَّمْرِ. قال زائدة سَمْعْتُ به وليس من لُغَتَي، وأعرفُ القَعْقَعانَ من التَّمْر. وجَمَلٌ عَقْدٌ مُمِرّ الخُلقِ، قال النابغة: الديوان.

فكَيْفَ مَزارُها إلاّ بعقْد ... ممر ليس ينقضه الخُؤونُ

وقال آخر:

مُوَتَّرةَ الأنْساء مَعْقُودَةَ القَرَى ... زَفُونا إذا كلّ العِتاقُ المَراسِلُ

والعاقِدُ: النَّاقَةُ التي تَعْقِدُ بذنبها عند اللّقاح فيُعْلَمُ أنها قد حملت. عدق: العودق على تقدير فَوْعل، وهي العَوْدَقَةُ أيضاً: حديدة لها ثلاث شُعَب يستخرج بها الدَّلْو من البئر، وهو الخُطّاف. والرجلُ يعدِق بيده (يدخل يَده) في نواحي الحوض كأنه يطلب شيئاً في الماء ولا يراه. يقال: اْعْدِق بيدك. قال: زائدة: أقول: يُعَودق بيده في نواحي البئر لا يعْدقُ.

قعد: قَعَد يَقْعُدُ قُعُوداً (خلاف قام) والقَعْدةُ: المَرَّةُ الواحدة. والقَعَد: القَوْمُ الذين لا ديوان لهم. والمُقْعَدُ والمُقْعَدَةُ اللذان لا يطيقانِ المَشْيَ. والمُقْعَداتُ: فِراخ القَطَا والنسر قبل أن تَنْهَضَ للطَّيَرَانِ ، قال ذو الرمة:

إلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرّيح بالضُّحى ... عَلَيْهِنَّ رَفْضاً من حصادِ القُلاقِلِ

القُلاقِلُ: أول ما ينبت من البَقْل، وأوَّل ما تَدْوِي له خَشْخَشَة إذا حَرَكَتْه الرَّيح. يقول: الريحُ تَطْرحُ عَلَيْهنَ كُساراتِ القُلاقِل. والمُقْعَداتُ أيضاً الضَّفادِعُ. والمُقْعَدُ: الثَّدْيُ النّاهدُ على النَّحْرِ، قال النابغة:

والبِطْنُ ذو عُكَنٍ لطِيف طَيُّه ... والِاتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ

والقَعْدَةُ ضَرْب من القُعُود، يقال: قَعَدَ قَعِدَ الدُّبِّ وقِعْدةُ الرَّجلِ: مِقْدَارُ ما أَخَذَ من الأرض، يقال: أَتَانا بِثَريدَةٍ مثل قعدة الرجل. و [ذو] القَعْدَةِ: اسم شَهْر كانت العرب تقعد فيه ثم تحُجُّ في ذي الحجة. والقُعْدَةُ: ما يَقْتَعِدُهُ الرجُلُ من الدَّوابِّ للرُّكُوِبِ خاصة. والقُعُود والقُعُودَةُ من الإبلِ: ما يَقْتَعِدُها الراعي فَيْركَبُها ويَحْمِلُ عليها زاده. ويُجْمَعُ على القِعْدانِ. وقَعِيدَتُكَ: امرأُتكَ، قال الأسعَرُ الجُعْفِيُّ: لكن قعيدة بيننا مجْفُوَّةٌ ... بادٍ جناجِن صَدْرِها ولها عنا

وقال آخر:

إنَّنِي شَيْخُ كبِيرْ ... ليس في بَيْتِي قعيدهُ

(ومثل قعيدة قُعاد والجمع قعائد. قال عبد الله بن أوفى الخزاعيُّ في امرأته:

منجدة مثل كلب الهراش ... إذا هجع النَّاسُ لم تَهْجَع

فليسَتْ تباركُهُ مُحْرِماً ... ولو حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَعِ

فَبَئْسَ قُعَادُ الفتى وحدَهُ ... وبئستْ مُوَفِّيَةِ الأربع

وقَعِيدُك: جَليسُك. وقَعيداً كُلّ حَيّ: حافظاه المُوكَّلان به عن يمينه وشماله. والقَعْيدَةُ: ما أتاك من خلفك من ظَبْيٍ أو طائرٍ. وامرأةٌ قاعِدٌ، وتجمعُ قواعِدَ وهُنَّ اللَّواتي قَعَدْن عن الولد فلا يَرْجون نِكاحاً والقواعدُ: أساسُ البيت، الواحدةُ قاعِد وقياسَه قاعدة بالهاء، وقعائِدُ الرَّمْلِ وقواعِده: ما ارتكن بعضه فوق بَعْض. وقواعِدُ الهَوْدج: خشباتٌ أربعٌ مُعْتِرضاتٌ في أسفلِه قد رُكِّب الهْودجُ فيهِنَّ والإقتعادُ مصدر اقتعد من قولك: ما اقْتَعَدَ فلانا عن السَّخاء إلا لُوْمُ أَصْلِه. ومنه قول الشاعر:

فازَ قِدَحُ الكلبي واقتعدت معزاء ...  عن سَعْيه عُرُوقُ لئيم

ورجُلٌ قُعْددٌ وقُعْدُدَةٌ: جَبانٌ لئيمٌ قاعِدٌ عن الحرب، قال الحطيئة للزبرقان:

دَعِ المكارِم لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها ... واقْعُدُ فإنّك أنت الطَّاعِمُ الكاسي

قال حَسَّان لعُمَر: ما هجاه ولكن ذرق عليه. والقُعْدُدُ أقرب القرابة إلى الحي

، يقال: هذا أقْعد من ذاك في النَّسبِ أي أسرعِ انتهاءً وأقرب أباً ووَرِثْتُ فلاناً بالقُعُود: أي لم يُوجَدْ في أهل بيته أقْعَدُ نسباً مني إلى أجداده. والإقْعَادُ والقُعَادُ: داء يَأْخُذُ في أوِراكِ الإبلِ، وهو شِبْهُ مَيَل العجُزِ إلى الأرض، أُقْعِدَ البعِيرُ فهو مُقْعَدٌ، ولا يَعْتَري ذلك إلا الرجلية أي النَّجيبة، والمُقْعَدَةُ من الابار: التي أُقْعَدَتْ فلم يُنْته بها إلى الماء فتُرِكَتْ، قال الراجز (وهو عاصم بن ثابت الأنصاري)

أبو سُليمانَ ورِيشُ المُقْعَدِ ... ومخْبَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أجْرد

وضالة مثلُ الجَحيمِ الموقَدِ

يعني: أنا أبو سُلَيْمان ومعي سِهامي راشَها المُقْعَدُ، وهو اسم رجُل كان يريش السِّهَام. والضَّالَةُ من شجر السِّدْر يُعْمَلُ منها السِّهام. شَبَّه السهام بالجمْرِ لتَوَقُّدِها وقَعَدَت الرَّخْمةُ: جثمت. وما قعدت واقْتَعَدَكَ؟ أي حبَسَكَ والقَعَدُ: النَّخلُ الصِّغَار وهو جمع قاعِدٍ كما قالوا: خَادِمٌ وخَدَم. وقَعَدت الفسيلَةُ وهي قاعِدٌ: صار لها جِذْعُ تَقْعُدُ عليه. وفي أرْضِ فُلانِ من القاعد كذا وكذا أصلاً، ذهبوا إلى الجِنْسِ والقاعِدُ من النَّخْلِ: الذي تناله اليد

قدع: القَدْعُ: كَفُّك انسانا عن الشَّيْء بيدِك أو بلسانِك أو برأْيِكَ فَيَنْقَدِعُ لمكانك، قال:

قِياما تَقْدَعُ الذِّبّانَ عَنْها ... بأذْنابٍ كأجْنِحَةِ النُّسور

وامرأة قَدِعَةٌ: قليلة الكلام كثيرة الحياء. ونسوةٌ قَدِعاتٌ . والتَّقَادُعُ: التَّهافُتُ في الشَّيْءِ كَتَهافُتِ الفراش في النَّار. وتَقَادَعَ القَوْمُ: إذا مات بعضهم في إثر بعض. والقَدُوعُ: الكافُّ عن الصَّوْتِ. قال عَرَّام: وقَدُوع إذا كان يأنَفُ من كُلِّ شَيْءٍ وبالذّال أيضا قال الطرماح:

إذا ما رآنا شَدَّ للقَوْم صَوْتهُ ... وإلاَّ فمَدْخُولُ الغِناءِ قَدُوعُ

دقع: الدَّقْعاء: التُّرابُ المَنْثُوُر على وَجْه الأرض. وأَدْقَعْتُ: التَزَقْتُ بالأرض فَقْراً. والدّاقِعُ: الذي يَطْلُبُ مَداقَّ الكَسْبِ. والدَّاقِعُ: الكئيب المُهْتَمُّ، قال الكميت:

ولم يدقعوا عند ما نابَهُمْ ... لوَقْعِ الحُرُوبِ ولم يَخْجَلْوا

أي لم يَخْضَعُوا للحرب.

دعق: دَعَقَتِ الدَّوابُّ في الأرض لشدَّةِ الوَطْءِ حتَّى تصير فيها اثارٌ من دَعْقِها، قال رؤبة:

في رسم آثار ومدعاس دَعَقْ ... يَرِدْنَ تحت الأَثْل سِيَّاحَ الدَّسَقْ

قال الضَّرِيرُ: الأَثَر والرَّسْمُ واحِدٌ، لكن اخْتِلَفَ اللَّفظان (فجاز له الجمع بينهما) وأراد بالدَّعَقِ: الدَّفْعِ الكثير، وأراد بالدَّسَقِ الدَّسَع (ولكن ألجأتْ الضَّرورةَ فجعَلَ العين قافا) الدَّسَعُ: القَيْء، وهو أخَفُّ القَيْء يغلب المتقي  
عقد
عقَدَ/ عقَدَ لـ يَعقِد، عَقْدًا، فهو عاقِد، والمفعول معقود (للمتعدِّي)
• عقَد الزَّهرُ: تضامَّت أجزاؤُه فصار ثمرًا.
• عقَدَ الحبلَ ونحوَه: جعل فيه عقدة، جعل منه عُرْوة وأدخل أحد طرفيه فيها وشدّه، عكْس حلّه "عقَد المنديلَ/ رباطَ عُنُقه".
• عقَد الزَّواجَ أو البيعَ ونحوَهما: أجراه وأتمَّه "عقَد زواجَه على فلانة- عقَد صفقة رابحة".
• عقَدوا اجتماعًا أو نحوَه: اجتمعوا في مكانٍ معيَّن وبحثوا موضوعًا ما "عقَدوا جلسة تصالح/ مؤتمرًا عاجلاً".
• عقَد العَزْمَ أو النِّيَّةَ: عزَم ونوَى وقصَد "عقَد العزمَ على السَّفر".
• عقَد الأملَ أو الآمالَ على أمرٍ: رجاه وتمنَّاه "الآمال معقودة على حضوره".
• عقَد الخوفُ لسانَه: أسكته، أفقده القدرةَ على النُّطق ° معقود اللِّسان: عاجز عن الكلام، أو مرتبك في كلامه بسبب الخَجَل.
• عقَدوا عدّةَ مباحثات بينهم: تباحثوا.
• عقَد العهدَ أو اليمينَ: أكَّده وأحكمه " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} "? عقَد له الرِّئاسةَ في قومه: جعلها له.
• عقَد ناصيتَه: غضِب وتهيَّأ للشرِّ? عقَد ما بين حاجبيه: عَبَس وقطَّب.
• عقَد اتِّفاقًا: أبرَمه.
• عقَد قلبَه على شيء: لَزِمَه وعكف عليه، صمَّم، قرَّر "عقَد قلبه على الإيمان".
• عقَد له على الجيش: رأَّسه عليه. 

اعتقدَ/ اعتقدَ بـ يعتقد، اعتقادًا، فهو مُعْتَقِد، والمفعول مُعْتَقَد
• اعتقد أنه عالم/ اعتقد بأنه عالم:
1 - ظنَّ، تصوَّر، حَسِبَ، توهَّم "خلافًا لما كان يعتقد- رسَّخ اعتقادًا".
2 - صدَّق وآمن "اعتقد أن التَّوحيد حقّ". 

انعقدَ/ انعقدَ على/ انعقدَ في/ انعقدَ لـ ينعقد، انعقادًا، فهو مُنْعَقِد، والمفعول مُنْعَقَد عليه
• انعقد الزَّهرُ: عقَد؛ تضامَّت أجزاؤه فصارت ثمرًا.
• انعقد لسَانُه: مُطاوع عقَدَ/ عقَدَ لـ: صمَت، عجز عن الكلام.
• انعقد الأملُ عليه: وُضع فيه.
• انعقد الاجتماعُ في موعده: أُقيم "انعقدتِ الجلسةُ-
 انعقد المؤتمرُ".
• انعقدتِ العُضْويّةُ لفلانٍ: خلصت له وتمَّت "انعقد البيعُ له في المزاد". 

تعاقدَ على يتعاقد، تعاقُدًا، فهو مُتعاقِد، والمفعول مُتعاقَدٌ عليه
• تعاقدَ معه على أمر: تعاهد، اتَّفق معه عليه "تعاقَد مع فريق كرة/ نجمة سينمائيّة- تعاقدت مع الدّول المجاورة على عدم الاعتداء- تمَّ التّعاقد مع الشَّركة على شراء عدد من السّيّارات- العَقْدُ شريعة المتعاِقدين". 

تعقَّدَ يتعقَّد، تعقُّدًا، فهو متعقِّد
• تعقَّد الحبلُ ونحوُه: صارت فيه عُقَد، كثُرت عُقَدُه "تعقَّدت شلة الصُّوف/ الأسلاكُ".
• تعقَّد الرَّملُ: تراكم.
• تعقَّد الأمرُ: مُطاوع عقَّدَ: صعُب وتعسّر "تعقَّد أسلوبُ الكتاب- تعقّد الكلامُ: صعُب فهمُه- تعقّد التَّحقيقُ: واجه عقبات وصعوبات- تعقَّدتِ المسألةُ". 

عاقدَ يعاقد، معاقدةً، فهو مُعاقِد، والمفعول مُعاقَد
• عاقد فلانًا:
1 - عاهده.
2 - أكَّد ووثَّق العهدَ معه " {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [ق]- {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَاقَدْتُمُ الأَيْمَانَ} [ق] ". 

عقَّدَ يعقِّد، تعقيدًا، فهو مُعقِّد، والمفعول مُعقَّد
• عقَّدَ الحبلَ ونحوَه: بالغ في عَقْده؛ أي في ربطه وشدِّه حتَّى غَلُظ.
• عقَّد اليمينَ: أكّدها، قصد توثيقَها وعزَم على البرِّ بها " {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ} ".
• عقَّد العسَلَ: غلاه حتَّى غلُظ.
• عقَّد الأمرَ: جعله صعبًا "أسلوب مُعقَّد: صعب الفهم" ° عقَّد الكلامَ: جعله صعب الفهم، عمَّاه- مشكلة مُعقَّدة: صعبة لا حلّ لها. 

اعتقاد [مفرد]: ج اعتقادات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتقدَ/ اعتقدَ بـ ° الاعتقاد السَّائد: الرَّأي السَّائد- حريَّة اعتقاد: حرِّيّة اختيار المُعْتَقَد- في اعتقادي: في رأيي.
2 - اطمئنان القلوب على شيء ما يجوز أن ينحلَّ عنه.
3 - تصديق قاطع بشيء يُؤمن به مجموعة من الأشخاص "الاعتقاد بحقّ الإنسان في الحياة الكريمة أساس التَّمدُّن والارتقاء". 

تعقيد [مفرد]: ج تعقيدات (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَّدَ.
2 - (بغ) تأليف الكلام على وجه يَعْسُرُ فهمُه لسوء ترتيبه وهو التَّعقيد اللفظيّ، أو لاستعمال مجازٍ بعيد العلاقة، أو كناية بعيدة اللُّزوم وهو التَّعقيد المعنويّ. 

عَقْد [مفرد]: ج عُقود (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَدَ/ عقَدَ لـ.
2 - (قن) اتّفاق بين طرفين يلتزم بموجبه كلٌّ منهما تنفيذَ ما جاء فيه "أبرم عقدًا- عقد الزّواج/ القران- عقد إيجار- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} " ° أهل الحَلّ والعَقْد: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- العَقْد الاجتماعيّ: جملة الاتفاقات الأساسيّة في الحياة الاجتماعيّة وبمقتضاها يضع الإنسانُ نفسَه وقواه تحت إرادة المجتمع- العَقْد القضائيّ: هو الذي يُعْقَد أمامَ القاضي خلال الدَّعوى ليفضّوا به موضوعًا مُتَنازعًا عليه- عَقْد العمل: عقد يلتزم بموجبه شخصٌ أن يعمل في خدمة شخصٍ آخر مقابل أجر- عَقْد اللِّسان: احتباس صوته- عَقْد تراضٍ: هو الذي يكفي لانعقاده اقتران القبول بالإيجاب- عَقْد ثنائيّ: عقد يتمّ بين شخصين ويلزمهما- فسَخ العَقْد: نقضه- مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل.
• العَقْدُ من الأعداد: العشرة والعشرون إلى التِّسعين "ألفاظ العقود- حصل على الدكتوراة وهو في العقد الرابع من عمره".
• العُقود الرَّسميَّة: المحرّرات الموثَّقة على يد الموثّقين في حدود اختصاصاتهم. 

عِقْد [مفرد]: ج عُقود: قلادةٌ أو خيط يُنظَم فيه الخرزُ ونحوُه ويحيط بالعنق "عِقْد لؤلؤيّ- عقود الذَّهب والمرجان" ° انفرط عِقْدُهم: تفرَّقوا واختلفوا، تشتَّتوا- واسطةُ العِقْد: أكبرُ خرزاته وأثمنُها، تُطْلَق على أهمِّ شيء بين مجموعة أشياء. 

عُقْدَة [مفرد]: ج عُقُدات وعُقْدَات وعُقَد:
1 - موضع العَقْد
 في الحبل ونحوِه "عُقْدَة المنديل" ° انحلَّت عُقْدةُ لسانه: نطق بعد سكوت، استطاع الكلام، باح بسرِّه- حلَّ العُقْدةَ: أزال الخلافَ، ذلَّل العقبة- عُقدة التَّقصير: عقدة تستخدم لتقصير الحبل- عُقدة اللِّسان: عدم الطَّلاقة في الكلام.
2 - عَقْد، إحكام، إبرام " {وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} ".
3 - ما تعقده السَّاحرة وتتمتم عليه " {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ".
4 - (جغ) وحدة لقياس المسافات البحريَّة مقدارها 1852 مترًا في السَّاعة "تسير السفينةُ بسرعة ثلاثين عُقْدةً في السَّاعة".
5 - (دب) أزمة الصراع أو قمة الأحداث وهي حبكة معقَّدة لمسرحيَّة أو رواية يغلب عليها طابع الملهاة، وتشوق الجمهور ويأتي بعدها الحل وتؤدي إلى الخاتمة.
6 - (شر) كتلة خلايا عصبيّة كالموجودة خارج الدِّماغ أو الحبل الشّوكيّ.
7 - (طب) تورُّم سويّ صغير يحدث في الجسم نتيجة لعدوى.
8 - (نت) موضع ظهور الورقة على ساق النَّبات.
• عُقْدة لمفاويَّة: (طب) جسم يشبه الغُدّة، ويكون على امتداد مسالك الأوعية الليمفاويَّة.
• عُقْدَة النَّقص: (نف) شعور دائم بعدم الكفاءة أو الميل للتَّقليل من شأن النَّفس، وينتج عن هذا الشُّعور عدوانيّة شديدة وإفراط في التَّعويض لتغطية النَّقص.
• عُقْدَة نفسيَّة: (نف) مشكلة تعترض حياة شخص فينشأ عنها اضطراب في النَّفس كعقدة أوديب.
• عُقْدَة أوديب: (نف) حالة نفسيَّة مرضيَّة، يتعلَّق فيها الابن بأمِّه تعلُّقًا جنسيًّا، مع إظهار العداوة لأبيه.
• عُقْدة الكترا: (نف) حالة نفسيَّة غير سويَّة، تتعلَّق فيها الابنة بأبيها مع إظهار عداوة لأمِّها.
• عُقْدة الخواجة: الميل إلى تقليد واقتناء كلّ ما هو أجنبيّ. 

عَقَّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عقَدَ/ عقَدَ لـ.
2 - صانعُ الخيوط والأزرار المنسوجة وحبال السَّتائِر، وبائعها، مَنْ مهنتُه العِقادة "عقَّاد ماهر". 

عقيد [مفرد]: ج عُقداءُ: (سك) رُتْبة عسكريَّة في الجيش والشًُّرطة، فوق المقدَّم ودون العميد. 

عقيدة [مفرد]: ج عقيدات وعقائدُ:
1 - ما يُقصَد به الاعتقادُ دون العمل كعقيدة وجود الله تعالى "يدافع المرءُ عن عقيدته- عقيدة هدَّامة".
2 - حكمٌ لا يقبلُ الشَّكَّ لدى صاحبه "عقيدة دينيَّة/ راسخة- عقيدة خلود النَّفس". 

مُعتَقَد [مفرد]: ج مُعتقَدات:
1 - اسم مفعول من اعتقدَ/ اعتقدَ بـ.
2 - حكمٌ لا يقبلُ الشَّكَّ عند صاحبه "تختلف الشُّعوب في معتقداتها- مُعَتقدٌ دينيّ- حرِّيَّة المعتقدات".
3 - عقيدة. 

عقد: العَقْد: نقيض الحَلِّ؛ عَقَدَه يَعْقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً

وعَقَّده؛ أَنشد ثعلب:

لا يَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقادُ التمائمْ

واعتَقَدَه كعَقَدَه؛ قال جرير:

أَسِيلَةُ معْقِدِ السِّمْطَيْنِ منها،

وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا

وقد انعَقَد وتعَقَّدَ. والمعاقِدُ: مواضع العَقْد. والعَقِيدُ:

المُعَاقِدُ. قال سيبويه: وقالوا هو مني مَعْقِدَ الإِزار أَي بتلك المنزلة في

القرب، فحذفَ وأَوْصَلَ، وهو من الحروف المختصة التي أُجريت مُجْرى غير

المختصة لأَنه كالمكان وإِن لم يكن مكاناً، وإِنما هو كالمثل، وقالوا للرجل

إِذا لم يكن عنده غناء: فلان لا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن

هذا على هَوانِهِ وخفَّته؛ قال:

فإِنْ تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاً حَلاً،

تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ

أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حتى كأَنها تَعْقِدُ

على نفسه الحبْل.

والعُقْدَةُ: حَجْمُ العَقْد، والجمع عُقَد. وخيوط معقَّدة: شدّد

للكثرة. ويقال: عقدت الحبل، فهو معقود، وكذلك العهد؛ ومنه عُقْدَةُ النكاح؛

وانعقَدَ عَقْدُ الحبل انعقاداً. وموضع العقد من الحبل: مَعْقِدٌ، وجمعه

مَعاقِد. وفي حديث الدعاء: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك أَي

بالخصال التي استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة

معناه: بعز عرشك؛ قال ابن الأَثير: وأَصحاب أَبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من

الدعاء. وجَبَرَ عَظْمُه على عُقْدَةٍ إِذا لم يَسْتَوِ. والعُقْدَةُ:

قلادة. والعِقْد: الخيط ينظم فيه الخرز، وجمعه عُقود. وقد اعتقَدَ الدرَّ

والخرَزَ وغيره إِذا اتخذ منه عِقْداً، قال عديَّ بن الرقاع:

وما حُسَيْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا

لِلبَيْنِ، واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً

والمِعْقادُ: خيط ينظم فيه خرزات وتُعَلَّق في عنق الصبي. وعقَدَ التاجَ

فوق رأْسه واعتقده: عَصَّبَه به؛ أَنشد ثعلب لابن قيس الرقيات:

يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه

على جَبينٍ، كأَنه الذَّهَبُ

وفي حديث قيس بن عَبَّاد قال: كنتُ آتي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ

الله، صلى الله عليه وسلم، وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ

بن الخطاب، رضي الله عنه، وأُقيمت صلاة الصبح فخرج عمر وبين يديه رجل،

فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني من الصف وقام مقامي ثم قعد

يحدّثنا، فما رأَيت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِليه فقال: هلَك أَهلُ

العُقَدِ وربِّ الكعبةِ، قالها ثلاثاً، ولا آسَى عليهم إِنما آسى على من

يَهْلِكون من الناس؛ قال أَبو منصور: العُقَدُ الوِلاياتُ على الأَمصار، ورواه

غيره: هلك أَهلُ العَقَدِ، وقيل: هو من عَقْدِ الولاية للأُمراء. وفي

حديث أُبَيّ: هلكَ أَهلُ العُقْدَة وربِّ الكعبة؛ يريد البَيْعَة المعقودة

للولاية. وعَقَدَ العَهْدَ واليمين يَعْقِدهما عَقْداً وعَقَّدهما:

أَكدهما. أَبو زيد في قوله تعالى: والذين عقَدت أَيمانكم وعاقدت أَيمانكم؛ وقد

قرئ عقدت بالتشديد، معناه التوكيد والتغليظ، كقوله تعالى: ولا تَنْقُضوا

الأَيمانَ بعد توكيدها، في الحلف أَيضاً. وفي حديث ابن عباس في قوله

تعالى: والذين عاقَدَت أَيمانُكم؛ المُعاقَدَة: المُعاهَدة والميثاق.

والأَيمانُ: جمع يمين القَسَمِ أَو اليد. فأَما الحرف في سورة المائدة: ولكن

يُؤاخذُكُم بما عَقَّدْتُم الأَيمان، بالتشديد في القاف قراءة الأَعمش

وغيره، وقد قرئ عقدتم بالتخفيف؛ قال الحطيئة:

أُولئك قوم، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا،

وإِن عاهدوا أَوفَوْا، وإِن عاقَدوا شَدُّوا

وقال آخر:

قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم

وقال في موضع آخر: عاقدوا، وفي موضع آخر: عَقَّدوا، والحرف قرئ

بالوجهين؛ وعَقَدْتُ الحبْلَ والبيع والعهد فانعقد. والعَقْد: العهد، والجمع

عُقود، وهي أَوكد العُهود. ويقال: عَهِدْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا،

وتأْويله أَلزمته ذلك، فإِذا قلت: عاقدته أَو عقدت عليه فتأْويله أَنك أَلزمته

ذلك باستيثاق. والمعاقدة: المعاهدة. وعاقده: عهده. وتعاقد القوم: تعاهدوا.

وقوله تعالى:

يا أيُها الذين آمنوا أَوفوا بالعُقود؛ قيل: هي العهود، وقيل: هي

الفرائض التي أُلزموها؛ قال الزجاج: أَوفوا بالعُقود، خاطب الله المؤمنين

بالوفاءِ بالعقود التي عقدها الله تعالى عليهم، والعقُودِ التي يعقِدها بعضهم

على بعض على ما يوجبه الدين. والعَقِيدُ: الحَليفُ؛ قال أَبو خراش

الهذلي:

كم مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ،

ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا

وعَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُه عَقْداً: أَلْزَقَهُ.

والعَقْدُ: ما عَقَدْتَ من البِناءِ، والجمع أَعْقادٌ وعُقودٌ. وعَقَدَ:

بنى عَقْداً. والعَقْدُ: عَقْدُ طاقِ البناءِ، وقد عَقَّدَه البَنَّاءُ

تَعْقِيداً. وتَعَقَّدَ القوْسُ في السماء إِذا صار كأَنه عَقْد مَبْنّي.

وتَعَقَّدَ السَّحابُ: صار كالعقد المبني. وأَعقادُه: ما تعَقَّدَ منه،

واحدها عَقْد. والمَعْدِدُ: المَفْصِلُ.

والأَعْقَدُ من التُّيوس: الذي في قَرْنِه الْتِواء، وقيل: الذي في قرنه

عُقْدة، والاسم العَقَد. والذئبُ الأَعْقَدُ: المُعْوَجُّ. وفحل

أَعْقَدُ إِذا رفع ذَنَبَه، وإِنما يفعل ذلك من النشاط.

وظبية عاقد: انعقد طرَفُ ذنبها، وقيل: هي العاطف، وقيل: هي التي رفعت

رأْسها حذراً على نفسها وعلى ولدها.

والعَقْداءُ من الشاء: التي ذنبها كأَنه معقود. والعَقَدُ: التواءٌ في

ذنَب الشاة يكون فيه كالعُقْدة؛ شاةٌ أَعْقَدُ وكَبْشٌ أَعْقد وكذلك ذئب

أَعقد وكلب أَعقد؛ قال جرير:

تَبُول على القَتادِ بناتُ تَيْمٍ،

مع العُقَدِ النَّوابحِ في الدِّيار

وليس شيءٌ أَحَبَّ إِلى الكلب من أَن يبول على قَتادةٍ أَو على

شُجَيْرَةٍ صغيرة غيرها. والأَعْقَدُ: الكلب لانعقاد ذنبه جعلوه اسماً له

معروفاً. وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَعْقَدُ. وعُقْدَة الكلب: قضيبه وإِنما قيل

عُقدة إِذا عَقَدَت عليه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه.

والعَقَدُ: تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ له

الثَّمْثَم، والثمثمُ كلب الصَّيْد، واللعوة: الأُنثى، وظَبْيَتَهُا: حَياؤُها.

وتعاقدت الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ وسمى جرير الفرزدقَ عُقْدانَ، إِما على

التشبيه له بالكلب الأَعْقَدِ الذنبِ، وإِما على التشبيه بالكلب المُتعَقِّدِ

مع الكلبة إِذا عاظَلَها، فقال:

وما زِلْتَ يا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ،

تُناجِي بها نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها

وقال أَبو منصور: لقبه عُقْدانَ لِقِصَرِه؛ وفيه يقول:

يا لَيْتَ شِعْرى ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ،

ولم يَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا

أَي أَعرَقَ في النَّزْع ولم يَدَعْ للصلح موضعاً. وإِذا أَرْتَجَتِ

الناقةُ على ماءِ الفحل فهي عاقِدٌ، وذلك حين تَعْقِدُ بذنبها فَيُعْلَمُ

أَنها قد حملت وأَقرت باللِّقاحِ. وناقة عاقد: تعقد بذَنَبِها عند

اللِّقاح؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، وبُزْلٌ

عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ

وظَبْيٌ عاقِدٌ: واضِعً عُنَقَه على عَجُزه، قد عطَفَه للنوم؛ قال ساعدة

بن جؤية:

وكأَنما وافاكَ، يومَ لَقِيتَها،

من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ

والجمع العَواقِدُ؛ قال النابغة الذبياني:

حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد

وهي العواطِفُ أَيضاً. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لاوياً لها من

الكِبْر. وفي الحديث: من عَقَدَ لِحْيَتَه فإِن محمداً بَرِيءٌ منه؛ قيل: هو

معالجتها حتى تَنْعَقِد وتَتَجَعَّد، وقيل: كانوا يَعْقِدونها في الحروب

فأَمرهم بإِرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعُجْباً. وعقدَ العسلُ

والرُّبُّ ونحوُهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأَعْقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيد:

غَلُظَ؛ قال المتلمس في ناقة له:

أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ

حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مِعْقَدِ

وكذلك عَقيدُ عَصير العنب. وروى بعضهم: عَقَّدْتُ العسلَ والكلامَ

أَعْقَدْتُ؛ وأَنشد:

وكان رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدا

قال الكسائي: ويقال للقطران والربّ ونحوه: أَعْقَدْتُه حتى تَعَقَّد.

واليَعْقِيدُ: عسل يُعْقَدُ حتى يَخْثُرَ، وقيل: اليَعْقِيدُ طعامٌ

يُعْقَدُ بالعسل.

وعُقْدَةِ اللسان. ما غُلظَ منه. وفي لسانه عُقْدَةٌ وعَقَدٌ أَي

التِواء. ورجل أَعْقَدُ وعَقِدٌ: في لسانه عُقْدَة أَو رَتَجٌ؛ وعَقِدَ لسانهُ

يَعْقَدُ عَقَداً.

وعَقَّد كلامَه: أَعوَصَه وعَمَّاه. وكلامٌ مُعَقَّدٌ أَي مُغَمَّضٌ.

وقال إِسحق بن فرج: سمعت أَعرابيّاً يقول: عَقَدَ فلانُ بن فلان عُنقَه

إِلى فلان إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها. وعَقَدَ قَلْبه على الشيء: لَزِمَه،

والعرب تقول: عَقَد فلان ناصيته إِذا غضب وتهيأَ للشر؛ وقال ابن مقبل:

أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِيالَه

بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِينَ النَّواصِيا

وفي حديث: الخيلُ مَعقودٌ في نواصيها الخيْرُ أَي ملازم لها كأَنه معقود

فيها. وفي حديث الدعاء: لك من قلوبنا عُقْدَةُ النَّدم؛ يريد عَقْدَ

العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة. وفي الحديث: لآمُرَنَّ براحلتي

تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْدةً حتى أَقدَمَ المدينة أَي لا أَحُلُّ عزمي

حتى أَقدَمَها؛ وقيل: أَراد لا أَنزل عنها فأَعقلها حتى أَحتاج إِلى حل

عقالها. وعُقْدَة النكاحِ والبيعِ: وجوبهما؛ قال الفارسي: هو من الشدّ

والربط، ولذلك قالوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هذه الكلمة أَيضاً

العَقْدُ، قيل إِملاك المرأَة كما قيل عقدة النكاح؛ وانعَقدَ النكحُ بين الزوجين

والبيعُ بين المتبابين. وعُقْدَةُ كلِّ شيءٍ: إِبرامه. وفي الحديث: مَن

عقدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِيءَ مما جاءَ به رسول الله، صلى الله عليه

وسلم؛ عَقْدُ الجِزْيةِ كناية عن تقريرها على نفسه كما تعقد الذمة

للكتابي عليها. واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ واشتد.

وتَعَقَّد الإِخاءُ: استحكم مثل تَذَلَّلَ. وتَعَقَّدَ الثَّرَى:

جَعُدَ. وثَرًى عَقِدٌ على النسَبِ: مُتجَمِّدٌ. وعقدَ الشحمُ يعقِدُ: انبنى

وظهر.

والعَقِدُ: المتراكِمُ من الرمل، واحده عَقِدَة والجمع أَعقادٌ.

والعَقَدُ لغة في العَقِدِ؛ وقال هميان:

يَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا

لكثرة المطر. والعَقدُ: ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر. وجمل عَقِدٌ:

قويّ. ابن الأَعرابي: العَقِدُ الجمل القصير الصبور على العمل. ولئيم أَعقد:

عسر الخُلُق ليس بسهل؛ وفلان عَقِيدُ الكرَم وعَقِيدُ اللُّؤْمِ.

والعَقَدُ في الأَسنان كالقادِحِ. والعاقِدُ: حريم البئر وما حوله.

والتَّعَقُّدُ في البئر: أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ ويدخل أَعلاه إِلى جِرابها،

وجِرابُها اتساعها. وناقة مَعْقُودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظهر؛ وجمل

عَقْدٌ؛ قال النابغة:

فكيْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ

مُمَرٍّ، ليس يَنْقُضُه الخَو ون؟

المراد الحَبْلُ وأَراد به عَهْدَها. والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ.

واعتَقَدَ أَيضاً: اشتراها. والعُقْدة: الأَرض الكثيرة الشجر وهي تكون من

الرِّمْثِ والعَرْفَجِ، وأَنكرها بعضهم في العرفج، وقيل: هو المكان الكثير

الشجر والنخل؛ وفي الحديث: فعدلت عن الطريق فإِذا بعقدة من شجر أَي بقعة

كثيرة الشجر؛ وقيل: العقدة من الشجر ما يكفي الماشية؛ وقيل: هي من الشجر ما

اجتمع وثبت أَصله يريد الدوامَ. وقولهم؛ آلَفُ من غُرابِ عُقْدَة؛ قال ابن

حبيب: هي أَرض كثيرة النخيل لا يطيرُ غُرابُها. وفي الصحاح: آلفُ من

غُراب عُقْدة لأَنه لا يُطَيَّرُ. والعُقْدَة: بقية المَرْعَى، والجمع

عُقَدٌ وعِقادٌ. وفي أَرض بني فلان عَقْدة تكفيهم سنتهم، يعني مكاناً ذا شجر

يرعونه. وكل ما يعتقده الإِنسان من العقار، فهو عقدة له. واعتقد ضَيْعة

ومالاً أَي اقتناهما. وقال ابن الأَنباري: في قولهم لفلان عُقْدة، العقدة

عند العرب الحائط الكثير النخل. ويقال للقَرْية الكثيرة النخل: عُقْدة،

وكأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه واستوثق منه، ثم

صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه عُقْدة. ويقال للرجل إِذا

سكن غضبه: قد تحللت عُقَدُه. واعتقد كذا بقلبه وليس له معقودٌ أَي عقدُ

رأْي. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يبايع وفي عُقْدته ضعف أَي في رأْيه ونظره

في مصالح نفسه. والعَقَدُ والعَقَدانُ: ضرب من التمر.

والعَقِدُ، وقيل العَقَد: قبيلة من اليمن ثم من بني عبد شمس بن سعد.

وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من قريش. وبنو عَقِيدَةَ: قبيلة من العرب. والعُقُدُ:

بطون من تميم. وقيل: العَقَدُ قبيلة من العرب يُنْسَبُ إِليهم

العَقَدِيُّ. والعَقَدُ: من بني يربوع خاصة؛ حكاه ابن الأَعرابي. قال: واللبَّكُ

بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً، وذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن

حَنْظَلَة.

والعُنْقُودُ: واحد عناقِيدِ العنب، والعِنقادُ لغة فيه؛ قل الراجز:

إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ

والعُقْدَةُ من المَرْعَى: هي الجَنْبَةُ ما كان فيها من مَرْعَى عام

أَوّلَ، فهو عُقْدَةٌ وعُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة، وقد يضطرُّ المالُ إلى

الشجر، ويسمى عقدة وعروة فإِذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقدة ولا عروة؛

قال: ومنه سميت العُقْدَة؛ وقال الرقاع العاملي:

خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبينَها،

مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها

وفي حديث ابن عمرو: أَلم أَكن أَعلم السباعَ ههنا كثيراً؟ قيل: نعم

ولكنها عُقِدَت فهي تخالط البهائم ولا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ

والطلمسات كما يعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم، يعني عُقِدت ومُنِعتْ

أَن تضر البهائم. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كسا في كفَّارة اليمين ثوبين

ظَهْرانِيًّا ومُعَقَّداً؛ المُعَقَّدُ: ضرب من برودِ هَجَرَ.

عقد: عقد. قال النابغة
بمخضب رخصٍ كأنَّه بنانه ... عنم يكاد من اللطافة يعقَدِ
وقد أصبح قوله في الشطر الثاني يكاد من اللطافة يُعْقَد يضرب به المثل. (أنظر، رسالتي إلى السيد فليشر ص33).
عقد: ألصق حجارة البناء بعضها ببعض بما يمسكها فأحكم إلصاقها. (معجم الادريسي، ابن جبير ص97 وانظر لين).
عقد: لحم، لاحم، ربط، شد. (ألكالا)، بإضمار بالرصاص فيما يضيف البكري (ص50).
عقد: خثر، روب. (فوك، ألكالا، بوشر).
عقد المرق: خلط المرق خلطاً جيداً وغلظه.
(بوشر) وفي ابن البيطار (1: 87) في كلامه عن الانسيون: إذا عقد منه شراب بالسكر.
عقد: خلط مادتين أو أكثر وجعل منها مزيجا، (انظر مادتي سقبنجة وشاشية، ألف ليلة 4: 484).
عقد الحلاوة: هيأ الشراب (الشربت) وهو الماء المحلى بالسكر. (قصة عنتر 71). وفي قصة باسم الحداد (ص78): ثم غمز الصناع الذين في الدكان أن يعقدوا الحلاوة فدوبوا (فذوَّبوا) قدح كبير شربة بماء النوفر.
عقد لفلان: عاهده، (معجم البلاذري، دي يونج) ويقال: عقد معه وعليه (فوك) باضمار عقداً، أي عاهده واتفق معه.
عقد بينهما عَقْداً: أبرم بينهما معاهدة وتحالفاً. (كوسج طرائف ص100).
عقد النكاح: أبرمه. (بوشر) ويقال أيضاً: عقد على فلانة: أي تزوج فلانة. (ابن بطوطة 1: 26)، وعقد لفلان على فلانة: زوجه فلانة. ففي كتاب الخطيب (ص71 و): قلت ولما عقد لولدي عبد الله أسعده الله على بنت الوزير أبي الحسن عليهما أخوهما أبو الحجاج لرَجُلَيْن من قرابته. وفيه (ص90 و): عقد له على أخته.
ويقال أيضاً: عقد لها (المرأة) معه (الرجل) ففي المقري (3: 45): فجعلتْ تُواصِل زيارة ابنتها التي عقد لها الوالد مع ابن عمّه.
عقد: أبرم اتفاقاً (عقداً) وكتبه بالصورة المقَّررة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص295): كان الفقيه ابن الملون يُعْني بأسباب الوثائق- وشنع عليه باب الفجور والتدليس فيما يعقد منها.
عقد البيعة: اعترف به ملكاً. (حيّان- بسّام 1: 9ق).
عقد وصية: كتب وصية، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص324): فسألني أن اعقد له كتاب وصيته.
عقد: أصدر حكماً. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص218): وقد رأيت سجلاً عقده محمد بن بشير يقول فيه حُكْمُ محمد بن بشير قاضي الجند بقرطبة. وفيه (ص232): عقد حُكْمَه للقوم بالضيعة.
عقد: اعتقد، ظنَّ، تخيَّل. ففي الحُللَ (ص67): جاءهم من ناحية اخرى غير الناحية التي عقدوها (وهذا سبب هزيمتهم) وانظر: عَقْد.
عقد: عدَّ وحسب بواسطة مفاصل أصابعه. وهذه الطريقة في العّد والحساب كانت معروفة عند كثير من الأمم القديمة أيضاً هي من التعقيد بحيث يصعب عرضها هنا، ولذلك فإني أحيل على بحث سلفستر دي ساسي في الجريدة الآسيوية (1823، 2: 35 وما يليها) وعلى بحث روديجر خاصة في مجلة زشر (السنة 1845 ص111 وما يليا) وانظر أيضاً: (مونج ص32، الأغاني ص78 (حيث يجب إبدال عقَّد بعقد). عبد الواحد ص116، المقري 1: 823، 869،2: 405، المقدمة 2: 149، 156).
عقد، في مصطلح الحاكة (النساجين): سوَّى وعدل السدى من الخيط على النول ليحوك الثوب. (ألكالا).
عقد له على: ولاّه رئاسة القبيلة ورئاسة الولاية. (معجم أبي الفداء، الثعالبي لطائف ص 84، حيان- بسام 3: 66ق).
ويقال خطأ: عقده على المغرب (كرتاس ص86).
وكما يقال: عقد له لواء بمعنى ولاَّه القيادة، نجد في كرتاس (ص114) في كلامه عن المهدي: وجعل الخمسين للرأي والمشورة وعقد الامامة والنظر للمسلمين. أي أنعم إليهم بالإمامة وفرض إليهم العناية بمصالح المسلمين.
وكما يقال: عقد التاج على رأسه بمعنى تتوّج يقال: عقد التاج على غيره أي توَّجه. وكذلك يقال: عقدوا له الملك. (معجم أبي الفداء).
عقد: نطق الحرف بصورة مخصوصة. (انظره في مادة معقود)، ففي المقري (1: 828): عبارته فصيحة بلغة أهل الأندلس يعقد حرف القاف قريباً من الكاف- وسمعته يقول ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف.
عقد الزهر: برعم وأخرج أزرار، وعقد زهر الشجر: تحول من زهر إلى ثمر. (بوشر).
عقد الزهر: حَبَّب، ولد حَبّا. (فوك). وفي المستعيني: حب الفقد: وليس في كل مكان يعقد هذا الحب. (ابن العوام 1: 281).
بَدُأ يعقد: تقال عن البيضة التي يتكون فيها الفرخ إذا حضنتها الدجاجة. (الكالا).
عقد على نفسه: قصد، نوى، صمم، أزمع، عزم على. ففي النويري (الأندلس ص 465): فعقد المنذر على نفسه إنه لا أعطاه صلحاً ولا عهداً إلا أن يلقي بيده. ويقال أيضاً: عقد في نفسه. (المقري 1: 574). وهذا الفعل وحده يدل على نفس هذا المعنى، ففي حيان- بسام (1: 120و): فعقدوا مع المرتضى غزوها. وفي رياض النفوس (ص86 ق): وكان أحد من عقد الخروج على بني عبيد في أيام أبي يزيد. وفيه (ص92 و). وكان أحد من عقد الخروج في الجامع على بني عبيد وقد ذكرت هذه العبارة في (ص87 و) وفيها للخروج وهو خطأ. وفيه (ص104 و): وجعلت اسأله في أمر يلطف فيه مما يسكن به أبو العباس مما يعقده مع أخيه الذي هو على المظالم في أمر يوذي به الشيخ والمسلمين.
وقد تكرر ذكر عقد التوبة أي عزم على التوبة في رحلة ابن بطوطة (3: 76).
ويقال أيضاً عقد على أمرٍ. (المقري 1: 570). عقد على نفسه شيئاً: تكفلَّ به وضمنه. ففي حيان (ص97 و): وكتب التجيبي الخازن إلى الأمير عبد الله بأنه يدخل مع بدر في ضمان فيئة ابن حجاج ويعقد على نفسه. وفي محيط المحيط: عقد الشيء لفلان ضمنه.
عقد عَهْدَه: جعله ولي العهد ليكون وارثا للملك والسلطان (المقدمة 1: 376).
عقدوا الأمر لفلان: ولوه على العرش. (كوسج طرائف ص114).
عقد البيعة بولاية العهد لابنه: جعل ابنه ولي العهد ليخلفه في الملك والسلطان. (الماسن ص149).
عقد جسراً: أنشأ جسراً، بني قنطرة على نهر (فريتاج، كوسج طرائف ص115).
عقد مجلساً: ألف مجلساً، دعا إلى اجتماع.
وعقد المجلس: جمع المجلس. (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 141). وفي حيان - بسام (1: 30ق): عقد معهم مجلساً للشرب. وانظر (ميرسنج ص18 رقم 50). وأنشأ متنزهاً للجمهور أيضاً. (ميرسنج ص6). عقد موكباً: أحاط نفسه بموكب عظيم وحاشية كبيرة. (تاريخ البربر 1: 599).
عقد الجموع والمحازب: احاط نفسه بحاشية وجمهور وحشد. (كرتاس ص113).
عقد الحق على نفسه: أخذ على نفسه وتعهد باتباع الحق. (دي ساسي طرائف 2: 103).
عقد ركعة = ركع ركعة. (عبد الواحد ص94).
عقد سحراً: سحر، احدث أثرا غريبا غير مألوف بالسحر. (المقري 3: 23).
عقد لواء: ربط قطعة من قماش في الرمح وهذا أحيانا علامة العصيان والتمرد، كما نقول رفع راية العصيان. ونجد في كتب القصص والتاريخ كالأخبار (ص105) والنويري الأندلس (ص140) عقد لواء بدلا من اعتقد في رمحه لواء.
كما في الأخبار. وكذلك يقال: عقد خرقاً على قصب. (معجم الطرائف ص21).
عقد ناظريه بمرأى وسيم: حدَّق وأنعم النظر بوجه جميل. (ويجرز ص26).
عُقِدْ قلبه على غم: أضناه الغم والحزن. (الادريسي ص142).
عقد على مذهب فلان: كان من أتباع مذهبه. ففي شرح قصيدة ابن عبدون لابن الأثير (مخطوطة السيد دي جاينجوس ص140 و): عقد على مذهب أبي حنيفة. عَقَّد (بالتشديد): خثَّر، روَّب. (بوشر).
عَقَّد: عرقل، عطّل، أعاق. (بوشر).
عَقَّد: حبك، شبك، ضفر. (بوشر).
عقَّد الكلام: أبهمه، لم يأت به على وجهه في الأداء. (بوشر).
اعقد: جمد، جلَّد، وخثر، غلَّظ. (بوشر).
تَعَقَّد النبات: صار أعجز كثير العقد. وكذلك تعقَّد الغصن. (ابن العوام 1: 292) واقرأ فيه تعقد.
تعقد: تخثر، تروَّب. (ألكالا) راب، تخثر (بوشر).
انعقد: تخثر، تجمد، تجلد، تكثف. (بوشر).
ويقال انعقد البيض المسلوق (معجم الادريسي).
وفي المستعيني: بيض مسلوق البيض المسلوق عندهم ما بولغ في طبخه حتى ينعقد ويصلب جداً.
وعند ابن الجوزي (ص145): وأما المنعقد فرديء عسير الانهضام.
ويقال: انعقد الجليد. ففي رحلة ابن بطوطة (2: 411): الجليد المنعقد فوق النهر.
انعقد التراب: صار مدرة (مثل تعقد في معجم لين)، (ابن بطوطة 2: 342).
انعقد الأمر لابنه (فريتاج) وهي مذكورة في طرائف دي ساسي (2: 51). وفي نفس المعنى: يقال: اليوم الذي انعقد له فيه الملك. (المقريزي مخطوطة 2: 351).
الإجماع منعقد أن: عُرف بالاتفاق أن (المقدمة 2: 51).
انعقد الحكم: ضبطت صيغته. ففي عباد (الفصل التاسع: تتعقد عليه السجلات بالأحكام).
انعقدت العامة: أقسمت يمين الولاء والإخلاص (تاريخ البربر 1: 505).
انعقد الشجر: صار ذا عقد وأكمام، وانتقل من الزهر إلى الثمر. (بوشر) وأثمر (فوك).
انعقد الجسم: تورم وظهرت فيه أورام من أثر الضرب. ففي ألف ليلة (برسل 1: 343): وقد انعقد جسمي من الضرب.
انعقد له في هذا المعنى سوق: عبر عن هذا المعنى كثير من الشعراء بعده. (عباد 2: 108) في التعليق عليه).
انعقد على: أحاط ب، أحدق ب. ففي ألف ليلة (1: 99): انعقدت عليهما النيران. انعقد على: محاط ب، أحيط ب. ففي المقري (1: 346): أبواب قد انعقدت على حنايا من العاج والابنوس.
اعتقد. يقال: اعتقد لواءً. كما يقال عقد لواءُ (دي يونج)، وهذا علامة التمرد والعصيان كما نقول: رفع راية العصيان. (أخبار ص105).
والفعل اعتقد وحده يدل على هذا المعنى أيضاً. (أخبار ص112).
أعتقد اليمين: أقسم قسماً شرعياً. (لين في مادة عقد، عبد الواحد ص14).
اعتقد بهم حُسْنَ ظَنّ: كان حسن الرأي بهم.
(عباد 1: 46).
أعتقد: ظنَّ، تخيل، صدق. واعتقد في فلان: رأي فيه بعض الصفات. ففي طرائف دي ساسي (1: 4): اعتقدوا فيه استحقاق الإمامة: أي رأوا إنه وجدوا فيه الصفات التي تؤهله للإمامة.
اعتقد على فلان: ظن إنه ارتكب شيئاً ما. ففي كليلة ودمنة (ص116): فإن كان الأسد قد اعتقد علي ذنباً.
في معجم بوشر: اعتقد ب، وهو يذكر اعتقد بدين: دان به وجاهر به وأعلنه.
اعتقد، أو اعتقد في فلان: اعترف بمزاياه وفضله وقداسته. واحترامه ووقره وأجله. (مملوك 2،2: 225، ابن بطوطة 1: 368).
وفي تاريخ البربر (1: 414): اعتقد منه الذمة والرتبة. وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: كان إخلاصه وتفانيه وعلو منزلته قد جعله في نظره جديرا بكل إكرام واعتبار، وهي ترجمة جيدة.
وقولهم اعتقد منه ذمة له أيضاً معنى آخر (انظر فيما يلي) ولكنه لا يلائم المعنى هنا.
اعتقد في فلان: استباح لنفسه ما يملك ورأى أن ماله مباح له. ففي رحلة ابن جبير (ص74) وأكثر أهل هذه الجهات الحجازية وسواها فرق وشيع لا دين لهم قد تفرقوا على مذاهب شتى وهم يعتقدون في الحاج ما لا يعتقد في أهل الذمة قد صيروهم من اعظم غلاتهم التي يستغلونها ينتهبونهم انتهبا ويسببون لاستجلاب ما بأيديهم استجلاباً، فالحاج معهم لا يزال في غرامة ومئونة.
اعتقد: عزم، أزمع على، قصد (عباد 1: 95 رقم 115،2: 22 رقم 38، معجم البيان، محمد بن الحارث ص255، حيان ص22 ق، رياض النفوس ص60 ق، 70ق (مرتين)، الخطيب ص107 ق، تاريخ البربر 2: 47، 217، دي ساسي ديب 11: 17).
اعتقد: حصل على عهد مثلاً، ففي أخبار (ص5): اعتقد لنفسه ولأصحابه عهداً. وفي (ص7) منه: اعتقد على نفسه أمانا. وفي تاريخ البربر (1: 146): اعتقد الذمة، وفيه (1: 365): اعتقد منه ذمة بسابقته تلك. ولهذه العبارة معنى آخر في (1: 414) منه، انظر اعلاه.
اعتقد اليد عند فلان: تفضل عليه بمعروف. أحسن إليه. (أخبار ص67).
اعتقد له بذلك يداً: اعترف له بالفضل والمنة عليه.
اعتقد له ضغنا: أضمر له حقداً وضغينة.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص264): ثم انصرف عنه وقد اعتقد له ضغنا عظيماً وأضمر له حقداً شديداً. والفعل اعتقد وحده يدل على هذا المعنى، ففي القلائد (ص240) أبلته بكلام أحقده، وملام اعتقده.
اعتقد: أضاف نقطة، قصدا، عمدا، (المقري 2: 513).
عَقْد: تجمع على عقود بكل معاني الكلمة.
عَقْد: عقدة، موضع العقد وهو ما عقد عليه. (عباد 2: 77، 78 رقم 58، أخبار ص159).
عَقْد: تجليد، تجميد. (بوشر).
عَقْد: ما يعقد المرقة ويجعلها كثيفة غليظة. مكثف، مثخن، مغلظ. (بوشر). عَقْد: نسيج. ومجازاً: أعمال متتابعة (بوشر).
عَقْد: معاهدة، والعقد أضعف قوة من العهد. ففي معجم البلاذري: عقد لهم عقداً وهو دون العهد. ويقال غالباً: بغير عهد ولا عقد (معجم البلاذري).
عقد النكاح: عقد الزواج وهو اتفاق بين الطرفين يلتزم كل منهما بتنفيذ الزواج (انظر مادة تصاهر). (لين عادات 1: 239) ولفظة عقد وحدها تدل على هذا المعنى أيضاً. (زيشر 22: 109 رقم 50).
غير أن عقد النكاح: يعني أيضاً الزواج بعينه.
(برتون 2: 23).
عقد: شهادة، تصريح، اقرار، اعتراف مكتوب، محضر رسمي، مضبطة. (عباد 2: 251 ورقم 33، ابن بطوطة 1: 181، 216، 217، 218، المقري 1: 684).
عَقْد: قسيمة، إيصال. (ألكالا).
عَقْد: ملحق وصية. إضافة إلى وصية (ألكالا).
عَقْد: سند الاعتراف بالدين، يقال عن الدائنين: أتى كل واحد بعقده ثابتا بحكم الشرع.
عَقْد الحجارة: فاصل بين حجرين. (معجم الادريسي).
عقد السلالم: محور السلم الدائري، الموضع الذي تلتقي فيه كل درجات السلم اللولبي (بوشر).
عقد حلزون: سلم حلزوني. (ألف ليلة برسل 1: 195).
عَقْد: بمعنى حنية، قنطرة، رواق مقنطر، صيغة منتهى الجموع منه عقودات (ألف ليلة 1: 58).
عَقْد: في اصطلاح البنائين سقف من الحجارة المعقودة بعضها ببعض. (محيط المحيط).
عَقْد: عَقيدة، اعتقاد وإيمان بحقيقة الدين.
(عباد 1: 384، المقري 1: 884، تاريخ البربر 1: 330، 337، 416، ميرسنج ص22 وفيه عقد مرادف عقيدة (ص23)، غير أن الناشر (ص100) الذي يجهل فيما يظهر هذا المعنى قد خلط تخليطاً عجيباً حين أراد تفسير العبارة.
عَقْد: يقول ابن خلدون خلافاً لما ذكر لين (أن الكلمة عقد تعني عقدة) إنها الاعداد العشرة والعشرين إلى التسعين وكذلك مضاعفاتها حين تضرب بعشرة. وهذا يتفق ما يقوله المارديني، فهذا الرياضي يقول أن: (مراتب الأعداد ثلاثة: آحاد وعشرات ومئات يحتوي كل واحد منها على تسعة عقود).
(دي سلان المقدمة 1: 243) ويقال: عقود من السنين أي عدة عشرات من السنين. (المقدمة 2: 268).
عقود: الأوضاع المختلفة لمفاصل الأصابع حين يعد على مواضع اتصالها. (زيشر انهانج لسنة 1845 ص112).
عَقْد: اسم مرض يصيب القرع والدباء. (ابن العوام 1: 631) وهذا صواب قراءة الكلمة وفقا لما يقول كليمنت- موليه ووفقاً لمخطوطتنا. العقود؟: يذكر القزويني (1: 34) أربعة نجوم في وسط كوكبة القعود، وهو يذكر أيضاً العقود وهذه الأخيرة عند دورن (ص50).
عِقْد. عقد الثريا: سبعة كوكب في عنق الثور.
(فالنون ص38، ص74 رقم 3).
عِقْد: تصحيف عقيد (انظر عقيد). (برتون 1: 238).
عُقْدة: لا تعني برعم الشجرة فقط (لين، بوشر) بل تعني أيضاً الثمرة التي انعقدت. (ابن العوام 1: 217) مع تعليقة كليمنت- موليه (1: 199).
عقد الرمان: زهر الرمان. ففي المستعيني: زهر الرمان: هو أقماع الرمان- وهو عقد الرمان في أول طلوعه وهو الذي ينتثر من الشجر عند هبوب الريح. (ابن البيطار 1: 652).
عقدة: زر الثوب. (دومب ص282، ابن بطوطة 3: 266).
عقدة: بثرة، دمل، خراج مستدير يتكون على الجلد. ففي معجم المنصوري: شرى هي عقدة ناتية مفرطة.
عقدة: وريدة، وهي شريط معقود بشكل وردة. (بوشر).
عُقَد الحَجْرِ: رباط، ماسكة، شريطة معلقة بثوب تمسكه دون الوقوع عند المشي. (ملر ص39).
عقد: مفاصل الجسم. (كوسج طرائف ص46).
عقدة الحجارة: فاصل بين الحجرين (معجم الادريسي).
عقدة: معاهدة. (عباد 2: 161، المقري 2: 809).
عقدة النكاح: الزواج. (فوك).
عقدة: خرقة تربط بالرمح ليتخذ منه علم. (شارح ديوان مسلم بن الوليد ص135، أخبار ص105)، وفي حيان (ص64 ق): لكل رئيس منهم عقدة يعقدها وعدة يعتد بها. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص256): ثم سأله أن يعقد له على قومه سنة كاملة الخ- حتى أتت العقدة إلى يحيى من عند الأمير.
عقدة: حزمة، ربطة، مجموعة أشياء من نوع واحد مربوطة جميعاً. (ألف ليلة 1: 293) وعليك أن تقرأ فيها: وأخذ في يده عقدتين من حلفة. وفي طبعة بولاق حزمة بدل عقدة.
عقدة: رزمة، صرة. ففي ألف ليلة 4: 645): عقدة ثياب.
عقدة: غيل، دغل، غيضة، أجمة، مجموعة كثيفة من الشجيرات والأدغال والعوسج والعليق.
(الادريسي ص147) وفي معجم فوك: عقدة من زيتون.
عقدة: فيلق، فرقة من الجيش ففي المعجم اللاتيني - العربي: Legio عرافة وعقدة ستة آلاف. وفيه Cuneus موكب وعقدة. وفي ابن القوطية (ص44 ق): فاجتمعت حوله عقدة من ثلث مائة فارس لم يجتمع بالأندلس قبله ولا بعده مثلها (أخبار 68 واقرأ فيه من بكر، كرتاس ص149، ص247).
عقدة: هراوة، عصا عجراء. (ألكالا) وهو يكتب المفرد uude ويكتب الجمع uuqued وكذلك فعل في مادة ( artejo) ومادة ( boton de arbol) ويمكن أن يستنتج من هذا أن أهل غرناطة كانوا في أيامه كانوا يحذفون في نطقهم العذب الحرف الثاني من مفرد هذه الكلمة.
عقدة: عقبة، عائق، حائل، مانع وحل عقدة: أزال عائقاً ومانعاً (بوشر).
عُقْدَة: سيماء مقطبة، عبوسة. وانحلت عقدته: انبسطت أساريره، وزال عبوسه (بوشر).
عقدة: عزم، تصميم، قصد، نية. (بوشر) (تاريخ البربر 1: 496).
عَقُود= عقيد: ثخين، كثيف، غليظ. (معجم ابن جبير).
عقيد: لبن خاثر (فوك)، وشراب يتخذ بتبخير مصل اللبن الحليب ويجعلون ما يبقى منه أقراصاً أوقطعاً وينشرونها على قطعة من الخيش لتجف، ويأكلونها بالزبدة المذابة، أو يشربونها مذابة بالماء، والعرب يرون فيه شراباً منعشاً، أما الأجانب فلا يرغبون فيه. (برتون 1: 239).
عقيد: خاثر، رائب. (ألكالا).
عقيد: ثخن، ثخانة، غلظ سائل. (ألكالا).
عقيد: قائد القبيلة في الحرب. (بركهارت 79، 168، زيشر 22: 72)، ورئيس العصابة من قطاع الطرق، (دسكرياك ص261 رقم 366).
وفي محيط المحيط: وعقيد العسكر لقائده من كلام المولدين. وفي ألف ليلة (برسل 6: 198): قعيد الحرامية أي رئيس الحرامية، وأرى أن هذه أما خطأ وإنها تصحيف عقيد، وإنما إنها نفس الكلمة بتقديم بعض حروفها على بعض.
عِقَادَة: حرفة صانع شرائط الحرير. (انظر عقاد). (محيط المحيط، ألف ليلة 4: 300).
عقيدة: ما يؤمن به الإنسان. (فوك).
عقيدة= عقدة، عجرة في الشجر. (ابن العوام 1: 151) وكذلك في مخطوطة ليدن.
عقيدة = عقدة: حل، فاصل بين الحجارة في البناء. (معجم الادريسي).
عقيدة: ما يراه المرء في فضل شخص واخترامه وتبجيله وإجلاله. ويقال: عقيدة في (مملوك 2، م: 226، المقري 1: 587).
عقيدة: حقد ضغينة، سخيمة. (شيرب ديال ص10).
عقاد: كاتب عدل، موثق العقود. (فوك).
عقاد: صانع شرائط الحرير وبائعها. (صفة مصر 12: 447، 18 القسم الثاني ص274، 386، محيط المحيط).
عاقد. عاقد للشروط: محرر العقود، موثق العقود، كاتب عدل. (المقري 1: 622) وفي كتاب الخطيب (ص26 ق): كان عاقداً للشروط بصيرا بعللها. عاقد وحدها تدل على هذا المعنى أيضاً، ففي كتاب الخطيب (ص26 ق): وتعلم الوثيقة على العاقد القاضي أبي القاسم بن العريف.
عاقد: رئيس، قائد. ففي القلائد (ص190): فلما أصبح عاقد كتائب، وقائد جنائب، وصاحب الوية.
تعقيدة: غموض، إبهام، التباس. (بوشر).
مَعقِد: ذكرت في المقدمة (2: 322) مصطلحا للبنائين. وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: غلق عقد القبة. وانظر الادريسي (القسم الثالث الفصل الخامس) ففيه: جعل معاقد روس أساطينه ذهباً.
أهل المعاقد: هذا التعبير الذي ذكرت له مثالين في معجم البيان (وقد نقل ابن الأثير ما ذكره ابن حيان ص21 ص) والذي فسره العلماء قسطنطينية بأهل المشورة لا بد من أن له علاقة مع أهل العقد. وهذه الأخيرة غامضة لسوء الحظ. (انظر لين مادة عقدة، ومعجم مسلم).
معقد: خشب ذو عقد وعجر، وخشب خشن. (بوشر).
كلام معقد: اسلوب مشوَّش، مختلط ملتبس، وَعِر. (بوشر).
مَعْقُود. المعقود عن النساء: الذي لا يستطيع أن يأتي النساء من أثر أذى السحر، ففي ابن البيطار (1: 47): ومرارة الذكر منه يحل المعقود عن النساء إذا سقي منها في بيضة نيمرشت في مستهل الشهر. وفيه (1: 492): أن بخّر به عن النساء سبع مرات أطلقه ذلك. (انظر مقالتي في مادة ربط ومربوط). معقود: كثيف، مخثر. مروب. (بوشر).
معقُود: مجمد، مجلد، منجمد. (الكالا). وفيه البحر معقود أي منجمد.
سلم معقود: سلم حلزوني (ألف ليلة 1: 75) مثل عقد حلزوني.
حرف معقود: أن قيل باء معقودة فهي باء (ابن بطوطة 2: 241، 343) وفي كتاب ابن عبد الملك (ص 13و) في تهجي الاسم لب (بالأسبانية Lope) : وتشديد الباب المعقودة وضمها. وفي تهجي الاسم بيطير: بكسر الباء المعقودة. وفاء مفخمة معقودة هي الباء أيضاً. وجيم معقودة هي ج (ابن بطوطة 2: 22، 270، 290، 321، 375، 3: 329) ويقال أيضاً: قاف معقود. (ابن بطوطة 2: 365، وانظر في مادة عقد). وكاف معقود: ك. (ابن بطوطة 2: 295: 3: 144).
معقود: عجة بيض، اومليت (همبرت ص17 جزائرية).
معفود: في اصطلاح الحساب هو العدد الأصم ويسمى أصم الجذر، وهو عدد لا يكون له جذر تحقيقاً بل تقريباً كالاثنين والثلاثة.
معقودة: عند الفقهاء من أنواع اليمين وتسمى منعقدة أيضاً (محيط المحيط).
معقودية: من العسكر جماعة منه خلفه معدة لنجدته عند الحاجة، مولدة. (محيط المحيط).
اعتقادي: منسوب إلى العقيدة وهي ما يقصد به الاعتقاد دون العمل كعقيدة وجود الله وبعثة الرسل. (بوشر).
معتقد: عزم، نية، تصميم، قصد. (دي ساسي ديب 9: 494).
منعقدة: انظر معقودة.

عقد

1 عَقَدَ الحَبْلَ, (S, Mgh, L, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (L, Msb, K,) inf. n. عَقْدٌ (Mgh, L, Msb) and تَعْقَادٌ [of which see an ex. in a verse cited voce رَتَمٌ, and which is properly an intensive or a frequentative form]; and ↓ عقّدهُ [which is also intensive or frequentative, inf. n. تَعْقِيدٌ]; and ↓ اعتقدهُ; (L;) He tied the cord, or rope; knit it; complicated it so as to form a knot or knots; tied it in a knot or knots; tied it firmly, fast, or strongly; contr. of حَلَّهُ; (L;) syn. شَدَّهُ: (K:) the etymologists assert that the primary signification of عَقْدٌ is the contr. of حَلٌّ: that it was afterwards used in relation to sales, or bargains, contracts, &c.: and then, in relation to a firm determination of the mind. (MF.) [عَقَدَ لَهُ لِوَآءً He tied for him a banner, to a spear, is said of a man on appointing him to a command.] and one says, عَقَدَ حَبْلَهُ meaning (assumed tropical:) He exerted and prepared himself for action &c.: and لَا يَعْقِدُ الحَبْلَ (assumed tropical:) He is incompetent, or lacks power or ability, to do a thing, by reason of his abject state. (L.) b2: عَقَدَ البَيْعَ, and العَهْدَ, (S, L, Msb, * K, &c.,) and اليَمِينَ, (L, Msb,) aor. as above, (L, K,) inf. n. عَقْدٌ; (L;) and العَهْدَ ↓ عقّد, (L,) and اليَمِينَ, (L, Msb,) which latter form of the verb has a more energetic signification; (Msb;) He concluded, settled, confirmed, or ratified, the sale, or bargain, and the contract, compact, covenant, agreement, or league, (L, Msb, K,) and the oath. (L, Msb.) In the phrase وَالَّذِينَ عَقَدَتْ

أَيْمَانُكُمْ, or ↓ عَقَّدَتْ, or ↓ عَاقَدَتْ, accord. to different readings, in the Kur [iv. 37], by the verb is meant ratification; and by ايمانكم, your oaths, or your right hands: (L:) [i. e., accord. to the first and second readings, the meaning is, and those whose contracts, or the like, (عُهُودَهُمْ being understood,) your oaths, or your right hands, have ratified: and accord. to the third reading, and those with whom (هُمْ being understood) your oaths, or your right hands have ratified a contract, or the like.] One says also, عَقَدَ عَلَيْهِمْ عُقُودًا He imposed upon them obligations. (L.) And عَقَدَ الجِزْيَةَ فِى عُنُقِهِ He imposed upon himself the obligation to pay the [tax called] جزية. (L, from a trad.) And عَقَدْتُ عَلَيْهِ فِى كَذَا, and فى كذا ↓ عَاقَدْتُهُ, I obliged him to do such a thing, by taking, or exacting, from him an engagement, or a security. (L.) عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَى الشَّىْءِ [He settled, or determined, his heart, or mind, firmly upon the thing; (see the first sentence of this art.; and see also عَزَمَ;)] he held, adhered, or clave, to the thing [with his heart, or mind; he knit his heart to it]. (L.) See also 8. b3: عَقَدَتْ بِذَنَبِهَا, said of a she-camel, (S, O, L,) She twisted her tail, as though tying it in a knot: (L:) this she does to make it known that she has conceived. (S, O, L.) b4: عَقَدَ لِحْيَتَهُ He dressed his beard so as to make it knotted, and crisp, or curly: this they used to do in wars, and their doing so was forbidden by the Prophet: (O, L:) they did it from a motive of pride and self-conceit. (L.) b5: عَقَدَ نَاصِيَتَهُ [lit. He knotted his forelock] means (assumed tropical:) he was angry, and prepared himself to do evil, or mischief. (A, O, L.) [See 2.] b6: عَقَدَ عُنُقَهُ

إِلَيْهِ (assumed tropical:) He had recourse, betook himself, or repaired, to him, for refuge, or protection; (O, L, K; *) heard by Is-hák Ibn-Faraj from an Arab of the desert: (L:) and so عَكَدَهَا. (O.) b7: عَقَدَ, (K,) or عَقَدَ بِأَصَابِعِهِ, (O,) or عَقَدَ الحِسَابَ, (MA,) aor. ـِ (O, TA,) inf. n. عَقْدٌ, (TA,) He numbered, counted, or reckoned, (M, A, O, K,) with his fingers [by bending their tips down upon the palm, one after another, commencing with the little finger, and then by extending them in like manner]. (MA, O.) b8: عَقَدَ فَمُ الفَرْجِ عَلَى المَآءِ [The mouth of the vulva closed upon the sperma of the male]. (O.) b9: عُقِدَتِ السِّبَاعُ (assumed tropical:) The beasts, or birds, of prey were restrained from injuring the cattle, and the like, by means of charms and talismans. (L, from a trad.) b10: عَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ, and ↓ اعتقدهُ, He put the crown upon his head. (L.) b11: عَقَدَ البِنَآءَ, (A, L,) [aor. ـِ inf. n. عَقْدٌ; (L;) and ↓ عقّدهُ, (A, O, L, K,) inf. n. تَعْقِيدٌ; (L;) He arched [or vaulted] the building, or structure. (A, O, L, K.) b12: And عَقَدَ البِنَآءَ بِالجِصِّ, aor. ـِ inf. n. عَقْدٌ, He cemented the building, or structure, with gypsum. (L.) b13: عَقَدَ ثَمَرَهُ, said of a plant, (M in art. ثمر,) or ↓ عقّدهُ, (K in that art., [in the CK عقّد ثَمَرُهُ,]) and عَقَدَ alone, (A, O, K, in art. حبل, [see 4 in that art. and also in art. علف,]) [It organized and compacted, or compactly organized, its fruit; and in like manner each verb is said of a fruit in relation to a fruit-stone, such as that of a date, and of a peach, &c.]. b14: لَا تَعْقِدُ عَلَيْهِ السَّائِمَةُ شَحْمًا وَلَا لَحْمًا [The pasturing cattle will not make upon it fat nor flesh], said of a pasturage. (O in art. ضرع.) b15: عَقَدَ الشَّحْمُ The fat became formed and compacted, and became apparent. (L.) b16: عَقَدَ, (S, M, A, L, [in the O عَقِدَ, which is app. a mistranscription,]) aor. ـِ (M, L,) inf. n. عُقُودٌ; (A;) and ↓ تعقّد; (Ks, S, O, L, K;) and ↓ انعقد; (M, A, L;) said of rob, (Ks, S, O, M, A,) and of tar, (Ks, S, O,) and of honey, (M, A, O,) and of expressed juice of fresh ripe dates, (K,) and the like, (Ks, S, M, O,) [generally meaning when boiled,] It thickened; became thick, or inspissated. (Ks, S, M, A, O, L, K.) b17: [Hence, app.,] عَقَدَ بَطْنُهُ [His belly became constipated]. (M voce صَرَبَ, q. v.) A2: عَقِدَت, said of a bitch, (TK,) [aor. ـَ inf. n. عَقَدٌ, (O, L, K,) Her vulva clung fast to the head of the قَضِيب of the dog. (O, L, K, TK.) b2: عَقِدَ, said of the tongue, (S, O, K, *) aor. ـَ (S, [in the O عَقِدَ, an evident mistake,]) inf. n. عَقَدٌ, (S, O,) It had in it an impediment. (S, * O, * L, K. *) And, said of a man, He had an impediment in his tongue; was unable to speak freely; was tongue-tied. (TA.) b3: Also, said of sand, It became moistened in consequence of much rain [so as to cohere]. (L.) 2 عَقَّدَ see 1, first sentence. [Hence,] عَقَّدُوا النَّوَاصِىَ [They tied the forelocks of their horses in knots] on an occasion of war, or battle; it being customary on such an occasion to do thus to the hair of the mane and that of the tail. (W p. 140.) b2: See again 1, former half,. in two places: b3: and latter half also in two places. b4: See also 4. b5: عقّد كَلَامَهُ He rendered his speech, or language, obscure. (A, L.) And فِى كَلَامِهِ تَعْقِيدٌ In his speech, or language, is obscurity. (A.) 3 عَاقَدْتُهُ عَلَى كَذَا, (Msb,) inf. n. مُعَاقَدَةٌ, (S, O, L,) I united with him in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement, or I covenanted with him, respecting, or to do, such a thing. (S, * O, * L, * Msb.) b2: See also 1, former half, in two places.4 اعقدهُ; (Ks, S, M, A, O, K;) and ↓ عقّدهُ, (S, O, L, K,) inf. n. تَعْقِيدٌ; (S, O, K;) but the former is the more approved, (L,) He thickened it; caused it to become thick, or inspissated; (Ks, S, M, A, O, K;) by boiling it; (O, K;) namely, rob, (Ks, S, O, M, L,) and tar, (Ks, S, O,) and honey, (M, A, O,) and the like. (Ks, S, M, O.) 5 تعقّد: see 7, first sentence. b2: See also 8, last quarter. b3: تَعَقَّدَتْ قَوْسُ قُزَحَ The rainbow became like a constructed arch (O, L, K) in the sky. (O, L.) And in like manner تعقّد is said of a collection of clouds (سَحَاب). (A, L.) b4: تَعَقُّدٌ in a well is The projecting of the lower part of the interior casing of stone, and the receding of the upper part thereof as far as the اِتِّسَاع of the well, (O, L, K,) which is its جِرَاب [app. here meaning the main portion of the well, from the water, or a little above this, to the mouth; this portion, it seems, being without casing]: (O, L:) thus expl. by El-Ahmar. (O.) b5: تعقّد said of sand, [as also ↓ انعقد, (S and O and K voce سَلَاسِلُ,)] It became accumulated, or congested. (S, K. *) And the former said of moist earth, It became contracted, and compacted in lumps. (L.) b6: And تعقّدت القَرْحَةُ [The wound, or ulcer, formed itself into a knot, or lump]. (K in art. جرذ: see 1 in that art.) b7: تعقّد said of rob, and of tar, and the like: see 1, last quarter.6 تعاقدوا They united in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement, (S, O, K,) فِيمَا بَيْنَهُمْ [respecting the matter between them]. (S, O.) b2: تعاقدت الكِلَابُ The dogs stuck fast together in coupling. (S, O, K.) 7 انعقد, said of a cord, or rope, (S, O, L, Msb,) as also ↓ تعقّد, (S, * O, * L,) [but the latter has an intensive or a frequentative signification,] It became tied, knit, complicated so as to form a knot or knots, tied in a knot or knots, tied firmly or fast or strongly. (L.) b2: And the former, said of a sale or bargain, and of a contract or compact or the like, (S, O, L,) It was, or became, concluded, settled, confirmed, or ratified. (L.) One says, انعقد النِّكَاحُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ The marriage was, or became, concluded, settled, &c., between the husband and wife. (L.) b3: Said of an animal's tail, It became twisted [as though tied in a knot]. (L.) b4: And said of hair, It became knotted, and crisp, or curly. (L.) b5: Said of the date [and other fruit, It became organized and compact, or compactly organized]. (K in art. بسر, &c.) See also 8, latter half. b6: Said of sand: see 5. b7: And said of rob, and of tar, and the like: see 1, last quarter.8 اعتقدهُ: see 1, first sentence: b2: and see also 1 in the latter half. b3: اعتقد كَذَا, (Msb,) or اعتقد كَذَا بِقَلْبِهِ, (S, O,) He settled, or determined, his heart, or mind, firmly upon such a thing; or he held, adhered, or clave, to such a thing with the heart, or mind; i. q. عَلَيْهِ ↓ عَقَدَ القَلْبَ وَالضَّمِيرَ; (Msb;) [he believed, or believed firmly, or was firmly persuaded of, such a thing: this is its most usual meaning;] he was, or became, certain, or sure, of such a thing. (PS.) [It is mostly used in relation to matters of religion, to religious dogmas and the like.] See also عَقِيدَةٌ. b4: اعتقد also signifies He acquired, (S, Mgh, O, L, K,) or bought, (A,) an estate consisting of land, or of land and a house, &c., (S, A, O, L, K,) or other property: (S, A, Mgh, O, L, K:) he collected property. (Mgh, * Msb.) Also, [without any objective complement expressed,] He bought what is termed عُقْدَة, i. e. an estate, or a property, consisting in land or houses. (L.) b5: And اعتقد أَخًا فِى اللّٰهِ He adopted a brother in God. (A.) b6: اعتقد الدُّرَّ, and الخَرَزَ, He made the pearls, and the beads, into a necklace; and in like manner, other things. (L.) A2: اعتقد said of a date-stone, (A,) or other thing, (S, O, L,) [as also ↓ انعقد, which frequently occurs in the lexicons &c. in the sense here following,] It became hard. (S, A, O, L.) b2: and hence, [so in the A,] اعتقد بَيْنَهُمَا الإِخَآءُ Fraternity became true, or sincere, and firmly established, between them two: (A:) and [in like manner]

↓ تعقّد it (i. e. fraternity) became firmly established. (L.) b3: And accord. to Ibn-Buzurj, اعتقد signifies He (a man) closed, or locked, a door upon himself, when in want, that he might die: (O:) thus Sh found in the Book of Ibn-Buzurj, i. e. اعتقد, with ق: (TA in art. عفد:) but others say that it is اعتفد, with ف: (O:) [or] اعتقد and اعتفد signify the same. (K.) 10 استعقدت She (a sow) desired the male. (O, K.) عَقْدٌ [as an inf. n.: see 1. b2: See also أُخْذَةٌ, which is syn. with the inf. n. تَأْخِيذٌ. b3: As a simple subst.,] see عُقْدَةٌ, third sentence. b4: Also A contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement: (Mgh, O, L, K:) pl. عُقُودٌ. (O, L.) Agreeably with this explanation, the pl. is used in the Kur v. 1, as meaning Contracts, &c.: or it there means the obligatory statutes, or ordinances, of God: or, accord. to Zj, the covenants imposed by God, and those imposed mutually by men agreeably with the requirements of religion. (L.) And ↓ مَعَاقِدُ is used in the sense of عُقُودٌ: thus one says, بَيْنَهُمْ مَعَاقِدُ [Between them are contracts, compacts, &c.]. (A.) b5: Also Responsibility, accountableness, or suretiship; syn. ضَمَانٌ. (Ibn-'Arafeh, O, K.) b6: See also مَعْقُودٌ. b7: Also An arch; [and a vault;] a structure that is curved in like manner as are [in many instances] doorways: (A, * O, L, * K:) pl. عُقُودٌ (A, O, L, K) and أَعْقَادٌ [a pl. of pauc.]. (L.) [Hence,] أَعْقَادُ السَّحَابِ The arches of the clouds: sing. عَقْدٌ. (L.) b8: Applied to a he-camel, it means Having the back firmly compacted: (S, O, K:) and so القَرَا ↓ مَعْقُودَةُ applied to a she-camel. (S, A, O.) b9: [And A decimal number; of those numbers of which the first is ten and the last is ninety: (I have not found any satisfactory authority for the orthography of the word in this sense; and have therefore followed the general usage, in mentioning it as عَقْدٌ: in the MA, it is written عِقْدٌ, as from only one MS.; and Freytag has mentioned its pl. under عِقْدٌ; which I hold to be wrong:) the pl. is عُقُودٌ: thus in the A and K in art. عشر, it is said that العَشَرَةُ is the first of the عُقُود.]

عِقْدٌ A necklace; (S, O, Msb, K;) a string upon which beads are strung: (L, TA:) pl. عُقُودٌ: (O, L, Msb, K:) and ↓ مِعْقَادٌ signifies a string upon which beads are strung and which is hung upon the neck of a boy; (O, L, K;) as does عِقْدٌ also: (TA:) and ↓ عُقْدَةٌ, likewise, signifies a kind of necklace. (L.) عَقَدٌ [as an inf. n.: see 1, last four sentences. b2: Also] A twisting in the tail of a sheep or goat, as though it were knotted, or tied in a knot. (L.) And A twisting, or a knottiness, in the horn of a hegoat. (L.) b3: And A canker, corrosion, rottenness, or blackness, (syn. قَادِحٌ,) in teeth. (L.) b4: See also the next paragraph.

A2: And see عَقَدَانٌ.

عَقِدٌ: see أَعْقَدُ. b2: Also, applied to moist earth (ثَرًى), Contracted, and compacted in lumps: [said to be] in this sense a possessive epithet [as distinguished from a part. n.: but see 1, last sentence]. (L.) b3: And [as an epithet in which the quality of a subst. predominates, i. e. used as a subst.,] Sand accumulated, or congested; as also ↓ عَقَدٌ; (S, O, L, K;) the latter accord. to AA: (S, O:) n. un. of each with ة: (S, O, L, K:) pl. أَعْقَادٌ. (L.) See also عَقِصٌ, in two places. b4: رَوْضَةٌ عَقِدَةٌ A meadow of which the herbage is continuous, or uninterrupted. (O.) b5: عَقِدٌ applied to a camel, Short, and patient in endurance of labour: (IAar, O, K:) or, so applied, strong. (TA.) A2: And A kind of tree, the leaves of which consolidate wounds. (K.) عُقْدَةٌ A knot; a tie; (L, Msb;) pl. عُقَدٌ. (L.) [Hence النَّفَّاثَاتُ فِى العُقَدِ: see art. نفث. and العُقْدَةُ meaning (assumed tropical:) The star a Piscium; as being in the place of the knot of the two strings: the same, app., that is called الخَيْطَيْنِ ↓ عَقْدُ, mentioned by Freytag under عِقْدٌ. Hence also] one says, تحلّلت عُقَدُهُ [lit. His knots became loosed, or untied], meaning (assumed tropical:) his anger became appeased. (S, A, O, K.) And فِى عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ (assumed tropical:) In his judgment and his consideration of his own affairs is a weakness. (TA.) And حَصِيفُ العُقْدَةِ, occurring in a letter of 'Omar, means (assumed tropical:) [Firm] in judgment, and in the management, conducting, ordering, or regulating, of affairs. (TA in art. حصف.) And فِى لِسَانِهِ عُقْدَةٌ (S, O, L, K *) (assumed tropical:) In his tongue is an impediment [as though it were tied], or a distortion. (L. [See عَقِدَ.]) b2: The knot, tie, or bond, (L,) or the obligation, (O, K,) of marriage, (O, L, K,) and of anything, (O, K,) as a sale and the like: (TA:) and the ratification (O, L, Msb) of marriage (O, Msb) &c., (Msb,) or of anything. (L.) It is said in a trad. relating to prayer, لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ, meaning [We offer to Thee, from our hearts,] the ratification of the resolution to repent. (L.) b3: A promise of obedience, or vow of allegiance, ratified to persons in acknowlegment of their being prefects, or governors: (O, L, K, * TA:) from عُقْدَةُ الحَبْلِ [the knot, or tie, of the cord or rope]: (O:) thus in the saying, in a trad. of Ubeí, هَلَكَ أَهْلُ العُقْدَةِ [Those who have received the promise of obedience &c. have perished; virtually meaning the same as the saying in the sentence here following]. (L.) And [hence also] The prefecture over, or government of, a town, country, province, or the like: pl. عُقَدٌ: (L, K, TA:) thus in the saying of 'Omar, هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ [The possessors of the prefectures &c. have perished]. (L.) b4: Also A place where a knot, or node, is formed: and [particularly] an uneven juncture (عَثْمٌ) [of a bone] in the arm: (S, O, K:) thus in the saying, جُبِرَتْ يَدُهُ عَلَى عُقْدَةٍ [His arm was set and joined unevenly, so that a node, or protuberance, was produced in the bone]: (S, O:) and in like manner one says, جَبَرَ عَظْمَهُ عَلَى عُقْدَةٍ He set and joined his bone unevenly. (L.) b5: [Hence also A joint, i. e. an articulation, of the fingers: and a bone of a finger, i. e. any one of the phalanges: it is used in both of these senses in the present day: and العُقْدَةُ مِنَ الأَصَابِعِ occurs in the Msb, in art. نمل, in explanation of الأَنْمَلَةُ; which is generally expl. as meaning “ the head of the finger,” or “ the portion in which is the nail. ” (See also مَعْقِدٌ.) b6: A knot, or joint, of a cane and the like. And what is termed A knot in the horn of a mountain-goat (as in the S and K in art. حيد) and the like. b7: A knot in a tree. b8: A node, of a plant, whence a leaf shoots forth: a bud, or gem, of a plant: and any fruit, or produce, of a plant, forming a compact and roundish head; by some termed حَسَكَةٌ, n. un. of حَسَكٌ, q. v. b9: العُقْدَتَانِ signifies The nodes of a planet. (See تِنَّينٌ.) b10: And عُقْدَةٌ signifies also Any small nodous lump; such as the substance of a ganglion; see غُدَّةٌ: and a gland, or glandular body; see غُنْدُبَةٌ. And A knob in a general sense. b11: And hence,] The penis of a dog (IAar, A, O, L, K) compressus in coitu, et extremitate turgens: otherwise it is not thus called: (IAar, O, L:) and when this is the case, the epithet ↓ أَعْقَدُ is applied to the dog. (IAar, O.) A2: Also An estate consisting of land, or of land and a house, or of a house or land yielding a revenue, or of a house and palm-trees, or the like, syn. ضَيْعَةٌ, (S, A, O, L, K,) and عَقَارٌ, which a person has acquired (اِعْتَقَدَهُ) as a possession. (O, L, K.) b2: Any land abounding with herbage (K, TA) and with trees. (TA.) A place abounding with trees or palm-trees; (S;) or with trees and palm-trees; (O, L, K;) or with trees of the kinds called رِمْث and عَرْفَج, or, accord. to some, not of the latter kind, (L, TA,) serving for pasturage: (TA:) or a garden of many palm-trees, surrounded by a wall: and a town, or village, abounding with palm-trees, the crows of which are not made to fly away: (Ibn-Habeeb, L:) [whence] it is said in a prov., آلَفُ مِنْ غُرَابِ عُقْدَةٍ

[More familiar than the crow of a place abounding with trees or palm-trees]; because its crow is not made to fly away, (S, O, L, K, [or, as in some copies of the S and K, does not fly away,]) on account of the abundance of its trees; (K;) [or مِنْ غُرَابِ عُقْدَةَ than the crow of ' Okdeh; for]

عُقْدَة is perfectly decl. as a name for any fruitful land, and is imperfectly decl. as a proper name of a particular land (O, K) abounding with palmtrees. (O.) Also Herbage, or pasturage, sufficient for camels: (O, K:) or a place abounding with herbage, or pasturage, sufficient for cattle. (TA.) And Pasturage such as is termed جَنْبَة, (O, L, K, [in the CK جَنَبَة, and in my MS. copy of the K جُنْبَة,]) remaining from the next preceding year; also termed عُرْوَةٌ: (O, L:) or remains of pasturage: (L:) pl. عُقَدٌ (O, L) and عِقَادٌ. (L.) And accord. to the copies of the K, it signifies also Camels, or cattle, that are constrained to feed upon trees: but [this is evidently a mistake; for] it is said in the L, [as also in the O,] sometimes camels, or cattle, are constrained to feed upon trees, and these [trees] are termed عُقْدَة and عُرْوَة; but while the جَنْبَة exists, the trees are not termed عُقْدَة nor عُرْوَة. (TA.) b3: Also Anything whereby a man feels himself to be well established, and whereon he relies; from the same word signifying “ a garden of many palmtrees, surrounded by a wall; ” because, when a man has this, he considers his condition to be well established: (L, TA:) or a thing, (K, TA,) or an estate consisting of land or of land and a house &c., (عَقَارٌ, O,) in which is a sufficiency for a man: (O, K, TA:) pl. عُقَدٌ. (TA.) A3: See also عِقْدٌ.

عَقَدَةٌ The root of the tongue; (O, K;) as also عَكَدَةٌ [q. v.]; (O;) i. e. the thick part thereof. (TA.) b2: Also n. un. of عَقَدٌ as applied to sand. (S, O, L, K. [See عَقِدٌ.]) عَقِدَةٌ n. un. of عَقِدٌ [q. v.] as applied to sand. (S, O, L, K.) عَقَدَانٌ A species, or sort, of dates; (O, L, K; *) as also ↓ عَقَدٌ. (L.) عَقِيدٌ i. q. ↓ مُعَاقِدٌ, (S, O, K,) One who unites, or joins, in a contract, a compact, a covenant, an agreement, a league, a treaty, or an engagement: (K, TA:) a confederate. (TA.) One says, هُوَ عَقِيدُ الكَرَمِ and اللُّؤْمِ [He is bound by nature to generosity and to meanness]: (S, O, K:) the former is said of him who is by nature generous; and the latter, of him who is by nature mean. (TK.) b2: Also, (S, M, A, O,) and ↓ مُعْقَدٌ, (M,) and ↓ مُعَقَّدٌ, (A,) applied to rob, (S, M, A,) and honey, (M, A, O,) and the like, (S, M, A,) Thick, or thickened, or inspissated. (S, M, A, O. *) عَقِيدَةٌ [A doctrine, or the like, upon which one's mind is firmly settled or determined; or to which one holds, adheres, or cleaves, with the heart, or mind; a belief, or firm belief or persuasion; a creed; an article of belief; a religious tenet; i. e.]

مَا يَدِينُ الإِنْسَانُ بِهِ: (Msb:) [see اِعْتَقَدَ كَذَا, in connection with which it is mentioned in the Msb: pl. عَقَائِدُ: and ↓ مُعْتَقَدٌ signifies the same as عَقِيدَةٌ; pl. مُعْتَقَدَاتٌ: so too does ↓ اِعْتِقَادٌ, an inf. n. used in the sense of a pass. part. n.; pl. اِعْتِقَادَاتٌ.] One says, لَهُ عَقِيدَةٌ حَسَنَةٌ [He has a good belief]; meaning he has an عقيدة free from doubt. (Msb.) [See also مَعْقُودٌ.]

عَاقِدٌ A she-camel that has confessed herself to have conceived; (S, O, K;) or that has closed her vulva upon the sperma of the stallion; (L;) for she then twists her tail as if tying it in a knot, and it is thereby known that she has conceived: (S, O, L:) and a she-camel twisting her tail as if tying it in a knot, (L,) or that has so twisted her tail, (O,) on the occasion of her conceiving; (O, L;) in order that it may be known that she has conceived: (O:) pl. عَوَاقِدُ. (L.) b2: And A she-gazelle having the end of her tail twisted [as if tied in a knot]: or bending her neck in lying down: or raising her head in fear for herself and her young one. (L.) And A gazelle putting his neck upon his rump, (O, L,) having bent it to sleep: (TA:) or having put his neck upon his rump: (K:) pl. as above. (O, L.) b3: And one says, جَآءَ عَاقِدًا عُنُقَهُ, meaning He came twisting his neck by reason of pride. (A, O, L.) b4: عَاقِدٌ is also applied as an epithet to أَقِط [q. v.] meaning That of which the water has gone, and which is thoroughly cooked. (AHát, TA voce كَثْءٌ.) A2: Also The [space called the] حَرِيم [q. v.] of a well; (S, M, O, K;) and what is around it, (مَا حَوْلَهُ, S, M, TA,) i. e. what is around the حريم: in the K [and O], ما حُوْلَهَا, i. e. what is around the well; but the former is the right. (TA.) عِنْقَادٌ: see what next follows.

عُنْقُودٌ and ↓ عِنْقَادٌ (S, O, L, Msb, K, &c.) A raceme, or bunch, (Mgh voce عِثْكَالٌ,) of grapes, (S, O, L, Msb, K,) and the like, (Msb,) as of dates, (Mgh ubi suprà, and ISh in art. ثفرق of the TA,) and of [the fruit of] the أَرَاك, and بُطْم, (O, K,) and the like: (K:) pl. عَنَاقِيدُ. (S, O, L, &c.) أَعْقَدُ A wolf, (O, L, K,) and a dog, and a ram, and any other animal, (L.) having a twisted tail [as though it were tied in a knot]: (O, L, K:) and [the fem.] عَقْدَآءُ, a sheep or goat (شَاة) having a twisted tail as though it were knotted or tied in a knot. (S, * L, K. *) And الأَعْقَدُ signifies The dog; (S, O, L, K;) a well-known name thereof; (S, O, L;) because of his tail's being twisted as though it were tied in a knot. (S, L.) b2: And A crooked tail. (L.) b3: And A stallion [app. of the camels] that raises his tail; which he does by reason of sprightliness. (L.) b4: And A he-goat having a twist, or a knot, in his horn. (L.) b5: For one of its meanings as an epithet applied to a dog, see عُقْدَةٌ, latter half. b6: Also, and ↓ عَقِدٌ, A man having an impediment in his tongue; unable to speak freely; tongue-tied. (S, * O, * L, K. *) b7: And لَئِيمٌ أَعْقَدُ A mean man, of difficult, or stubborn, disposition. (ISk, O, L.) b8: And [the fem.]

عَقْدَآءُ signifies A female slave. (AA, O, K.) مَعْقِدٌ The place of the عَقْد [or tying, &c.,] of a thing: (Msb:) pl. مَعَاقِدُ. (S, O: in which this is similarly explained.) مَعْقِدُ حَبْلٍ signifies The place of a cord, or rope, where it is tied, knit, or tied in a knot or knots. (L.) [Hence,] one says, هُوَ مِنِّى مَعْقِدَ الإِزَارِ [lit. He is, in respect of me, in the place of the tying of the waistwrapper], meaning he is near to me in station, standing, or grade: (S, O, L, K:) and in like manner, مَقْعَدَ القَابِلَةِ: (TA:) مَعْقِدَ الإِزَارِ being an adverbial phrase having a special application, but used as one not having such an application. (L.) b2: And A joint, an articulation, or a place of juncture between two bones. (L. [See also عُقْدَةٌ, in the latter part of the former half.]) b3: أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ i. e. I ask Thee by the properties wherein consists the title of thy throne to glory, or by the places wherein those properties are [as it were] knit together, properly meaning by the glory of thy throne, is a phrase used in prayer, of which, IAth says, the party of Aboo-Haneefeh disapprove. (L.) b4: For another meaning of the pl., مَعَاقِدُ, see عَقْدٌ.

مُعْقَدٌ: see عَقِيدٌ.

مُعَقَدٌ [Tied in many knots]. One says خُيُوطٌ مُعَقَّدَةٌ [Threads, or strings, tied in many knots]: the latter word being with teshdeed to denote muchness, or multiplicity. (S, O, L.) b2: and [hence] applied to language, (S, O, L, K,) as meaning Rendered obscure: (S, O, L:) or [simply] obscure. (K.) b3: See also مَعْقُودٌ. b4: and see عَقِيد. b5: It also occurs in a trad. as meaning A sort of بُرْد, of the manufacture of Hejer. (L.) مُعَقِّدٌ [Tying a number of knots or many knots: as enchanters used to do. (See نَفَثَ.) b2: and hence,] An enchanter. (A, O, K.) مِعْقَادٌ: see عِقْدٌ.

مَعْقُودٌ A cord, or rope, tied, knit, complicated into a knot or knots, or tied firmly, fast, or strongly. (L.) الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الخَيْرُ, a saying occurring in a trad., means Good fortune cleaves to the forelocks of horses as though it were tied to them. (L.) b2: Also A sale, or bargain, and a contract, a compact, or the like, concluded, settled, confirmed, or ratified. (L.) b3: لَيْسَ لَهُ مَعْقُودٌ means رَأْىٍ ↓ ليس له عَقْدُ [i. e. He has not any settled, or determined, opinion or judgment]. (S, O, K.) b4: بِنَآءٌ مَعْقُودٌ A building, or structure, [arched, or vaulted, or] having arches, like those of [many] doorways; (A, O, K;) as also ↓ مُعَقَّدٌ. (A.) b5: مَعْقُودَةُ القَرَا: see عَقْدٌ.

مُعَاقِدٌ: see عَقِيدٌ.

مُعْتَقَدٌ: see عَقِيدَةٌ.

يَمِينٌ مُنْعَقِدَةٌ An oath to do, or to abstain from doing, a thing in the future. (KT.) يَعْقِيدٌ, asserted by some to be the only word in the language of the measure يَفْعِيلٌ except يَعْضِيدٌ, (O,) Honey thickened, or inspissated, (O, L, K,) by means of fire: (O, K:) and (as some say, L) food, or wheat, (طَعَام,) made thick with honey. (O, L, K.)
عقد
: (عَقَدَ الحَبْلَ والبَيْعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ) عَقْداً فانعَقَدَ: (شَدَّهُ) .
وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ: أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ، عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً وتَعْقَاداً، وعَقَّده، وَقد انْعَقد، وتَعَقَّدَ، ثمَّ اسْتْعْمِل فِي أَنْواعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ، والعُقُود وَغَيرهَا، ثمَّ استْعُمِل فِي أَنْوَاعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ، والعُقُود وَغَيرهَا، ثمَّ استْعْمِل فِي التصميم والاعتقادِ الجَازِم. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال عَقَدْتُ الحَبْلَ فَهُوَ مَعْقُود، وكذالك العَهْد، وَمِنْه عُقْدةُ النِّكَاح، وانعقَد الحَبْلُ انعقاداً. ومَوْضِعُ اعَقْده من الحَبْل: معْقَد، وجَمْعُه: المَعَاقِدُ. وعَقَدَ العَهْدَ، واليَمِينَ، يَعْقِدُهما عَقْداً وعَقَّدهما: أَكَّدَهما.
قَالَ أَبو زَيْد فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالاْقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النِّسَاء: 33) وعَاقَدَت أَيمانُكُم. وَقد قُرِىء: عَقَّدت، بالتشْدِيد، مَعْنَاهُ التَّوكِيدُ والتَّغْلِيظُ، كقولِهِ تعالَى: {وَلاَ تَنقُضُواْ الاْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} (النَّحْل: 91) (و) قَالَ إِسحاقُ بن فَرج: سَمِعت أَعرابِيًّا يَقُول: قَدَ فُلانٌ (عُنُقَهُ إِليه) ، أَي إِلى فُلان، إِذا (لَجَأَ) إِليه وَعَكَدَها كذالك. (و) عَقَدَ (الحاسِبُ) يَعْقِد عَقْداً: (حَسَبَ) . (والعَقْدُ بفَتح فسكونٍ) : الضَّمَانُ (والعَهْدُ) جمْعُه: العُقُود. وَقَوله تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) قيل: هِيَ العُهُودُ، وَقيل: هِيَ الفَرائِضُ الْتي أُلْزِمُوها. وَقَالَ الزَّجَّاج أَوْفُوا بالعُقُود، خاطَبَ اللهُ المؤمنِين بالوَفَاءِ بالعُقُودِ الّتي عَقَدَهَا اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِم، والعُقُودِ الَّتِي يَعْقِدُهَا بعضُهم على بعضٍ، على مَا يُوجِبُه الدِّينُ.
(و) العَقْدُ: (الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ) ، قَالَ النابِغَة:

فكيفَ مَزَارُهَا إِلَّا بَعْقدٍ
مُمَرَ لَيْسَ يَنْقُضُه الخَؤُونُ
(و) العَقَدُ، (بالتَّحْرِيكِ، قَبِيلةٌ مِن بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ) ، يَعْنِي قيسا، ذَكَرَهَا بنُ الأَثِير، (مِنْهَا بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ) العَقَدِيّ. (وأَبو عامرٍ عبدُ المَلِك ابنُ عَمْرو) بنِ قَيْسٍ البَصْرِيّ. قَالَ الْحَاكِم: يُنْسَب إِلى العَقَد مَولَى الحارِث بن عُبَادِ بن قَيْسِ بن ثَعْلَبةَ بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ، وَمثله قَالَ ابنُ عبد البَرِّ والرّشاطيّ، وأَبو عليّ الغَسَّانيّ، وكلُّهم اتفَقُوا على أَنه عَقدِيٌّ، وأَنَّه مِن قَيْسٍ. فتحصَّلَ من أَقوالِهِم تَرْجِيع القَوْلِ الأَخِيرِ. وَالله أَعلم.
(و) العَقَد: (عُقْدَةٌ فِي اللِّسَانِ) وَهُوَ الالْتِواءُ والرَّتَجُ.
و (عَقِدَ) الرَّجلُ (كفَرِحَ فَهُوَ أَعْقَدُ وعَقِدٌ) : فِي لِسَانِه عُقْدَة، وعَقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: العَقَد (تَشَبثُ ظَبْيَةِ اللَّعوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ) ، هاكذا أَورَدَه فِي نوادِرِه. وَقد فَسَّرَه الصاغانيُّ، وقلَّدَه المصنِّف بقوله: (أَي تَشَبُّثُ حَيَاءِ الكَلْبِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ) فإِنَّ الثَّمْثَم كلْبُ الصَّيْدِ، واللَّعْوة: الأُنثَى وظَبْيَتُها: حَياؤُهَا.
(و) العَقَدَة (بهاءٍ: أَصْلُ اللِّسانِ) وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنْهُ. وكذالك العَكَدَةُ.
(و) العَقَدُ، (ككَتِفٍ وحَبَلٍ: مَا تَعقَّدَ من الرَّمْلِ وتَرَاكَمَ، واحدُهما بهاءٍ) ، وَالْجمع أَعقادٌ. وَقيل: العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرةِ المَطَرِ.
(و) العَقِد (كَكَتِفٍ: الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وَقَالَ غَيره: جَمَلٌ عَقِدٌ: قَويٌّ.
(و) العَقِدُ: (شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ) لخاصِّيَّةٍ فِيهِ.
(والعِقْدُ، بِالْكَسْرِ: القِلادَةُ) ، وَهِي الخَيْطُ يُنْظَمُ فِيهِ الخَرَزُ، (ج: عُقُودٌ) ، وَقد اعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرَه، إِذا اتَّخَذَ مِنْهُ عِقْداً، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاعِ:
وَمَا حُسَيْنَةُ إِذْ قامَتْ تُوَدِّعُنا
لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذْراً ومَرجَانَا
(و) عَن سِيبَوَيْهٍ: يُقَال (هُوَ منِّي) ، وَفِي الأَساس هِيَ مِنّي (مَعْقِدَ الإِزارِ) ، ومَقْعَدَ القَابِلَةِ، (أَي قَرِيبُ المَنْزِلَةِ) أَي بتلْكَ المَنْزِلةِ فِي القُرْبِ، فحَذَف وأَوْصَل، وَمن الظُّرُوفِ المُخْتَصَّةِ الّتي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غيْرِ المُخْتَصَّةِ، كالمكانِ وإِن لم يكن مَكاناً، وإِنَّمَا هُوَ كالمَثَلِ.
(والعَاقِدُ حَرِيمُ البِئرِ وَمَا حَوْلها) . أَي للبئرِ، وَفِي الْمُحكم: وَمَا حَوْلَه، أَي الحَيمِ، وَهُوَ الصّوابُ.
(وَظَبْيٌ) عاقدٌ: (ثَنَى عُنُقَهُ) للنَّوْمِ، (أَو وَضَعَ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ) ، قَالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ:
وكأَنَّمَا وافَاكَ يَومَ لَقِيتَها
مِنْ وَحْشِ مَكَّةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ
والجمْع: العاقِدُ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّيانِيُّ:
حِسانِ الوُجُوهِ كالظَّباءِ العَوَاقِدِ
(و) العاقِدُ، وَفِي التكملة: العاقِدةُ: (الناقَةُ الّتي) أَرْتَجَتْ على ماءِ الفَحْلِ، وذالك حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبها فَيُعْلَمُ أَنَّها قد حَمَلَت، و (أَقَرَّتْ باللِّقَاحِ) أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ:
جِمَالٌ ذاتُ مَعْجَمَ وبُزْلٌ
عَوَاقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ
(والعَقْدَاءُ: الأَمَةُ، الشّاةُ الّتي ذَنَبُهَا كأَنَّه معْقُودٌ) ، وذالك الالتواءُ فِيهِ يُسَمَّى: العَقَدَ، محرّكةً.
(والعُقْدَةُ، بالضّمّ: الوِلايةُ على البَلَدِ، ج) : العُقَدُ (كَصُرَدٍ) ، وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بن عَبَّادٍ، قَالَ: (كنْتُ آتِي المدينَةَ فأَلقَى أَصحابَ رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وأَحَبّهم إِليَّ عمرُ بنُ الخطّابِ، وأُقِيمَتْ صَلَاة الصُّبْحِ فخرَجَ عُمَرُ، وبينَ يَدَيْهِ رجُلٌ، فنظَرَ فِي وُجُوهِ القَوم فعرَفَهم غَيْري، فدفَعَنِي من الصَّفِّ وَقَامَ بمَقَامِي، ثمَّ قَعَد يُحَدِّثنا، فَمَا رأَيتُ الرِّجالَ مَدَّت أَعناقَها مُتَوجِّهة إِليه، فَقَالَ: هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبَةِ، قَالَهَا ثَلَاثًا، وَلَا آسَى عَلَيْهِم إِنما آسَى علَى مَن يَهْلِكون من الناسِ) . وفسَّره أَبُو مَنْصُور قَالَه المصنِّفُ.
(و) العُقْدة: (الضَّبْعَةُ والعَقَارُ الَّذِي اعتَقَدَهُ صاحِبِ مِلْكاً) ، وأَنشد أَبو عليُّ:
ولَمَّا رأَيتُ الدَّهْرَ أَنْحَتْ صُرُوفُهُ
عَليَّ وأَوْدَتْ بالذَّخَائِرِ والعُقَدْ
حَذَفْتُ فُضُولَ العَيْشِ حتّى رَدَدْتُهَا
إِلى القُوتِ خَوفاً أَن أُجاءَ إِلَى أَحَدْ
واعتَقَد (هَا) أَيضاً: اشْتَرَاهَا. وَفِي الحَدِيث (فإِنّه لأَوّلُ مَال اعتَقَدتْه) ، ويروى: تَأَثَّلْتُه) .
(و) العُقْدة: (مَوْضِعُ العَقْدِ، وَهُوَ مَا عُقِدَ عَلَيْهِ، و) فِي حَدِيث أُبَيّ: (هَلَك أَهْلُ العُقْدَةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ) يُرِيد (البَيْعة المَعْقُودَة لَهُم) ، أَي لِولايَتِهم.
(و) يُقَال: فِي أَرْضِ بَني فُلانٍ عُقْدَةٌ تَكْفِيهِم سَنَتَم، أَي (الْمَكَان الكَثِيرُ الشَّجَرِ) . يَرعَوْنَه من الرِّمْث والعَرْفَجِ. وأَنكَرَها بعضُهم فِي العَرْفَجِ.
(و) قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ، فِي قَوْلهم: عُقْدَةٌ: العُقْدَةُ عِنْد العَرَبِ: الحائطُ الكَثِيرُ (النَّخْلِ) . ويقَالُ للِقَرْية الكثيرةِ النَّخْلِ؛ عُقْدَةٌ. وكأَنَّ الرَّجُلَ إِذا اتَّخَذَ ذالك فقد أَحْكَمَ أَمْرَه عِنْدَ نَفْسِهِ، واسْتَوْثَقَ مِنْهُ، ثمَّ صَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَوثِقُ الرجُلُ بِهلِنَفْسِهِ، ويَعْتَمِدُ عَلَيْهِ: عُقْدة.
(و) العُقُدَةُ أَيضاً: المكانُ الكَثِير (الكَلإِ، الكافِي للإِبِلِ) ، وَفِي الإِمّهَات اللُّغَوي: الماشِية.
(و) العُقْدَةُ: (مَا فِيهِ بَلَاغُ الرَّجُلِ وكِفَايَتُهُ) ، وجَمْعُه: عُقَدٌ.
(و) العُقْدَةُ (من الكَلْبِ: قَضِيبُهُ) وإِنَّمَا قِيلَ لَهُ عُقْدَةٌ، إِذا عَقَدَت عَلَيْهِ الكَلْبَةُ فانْتَفَخَ طَرَفُه، عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
(وكُلُّ أَرضٍ مُخَصِبةٍ) كثيرةِ الشَّجَرِ، فَهِيَ عُقْدَةٌ.
(و) العُقْدَةُ (من النِّكاحِ، وكُلِّ شَيْءٍ) ، كالبَيْعِ ونحْوه: (وُجُوبُهُ) ، قَالَ الفرسيُّ: هُوَ من الشَّدِّ والرَّبْطِ، ولذالك قَالُوا: إِملاكُ المَرْأَةِ، لأَنَّ أَصْل هاذه الكَلِمَةِ أَيضاً: العَقْدُ، فَقيل: إِملاكُ المرأَةِ، كَمَا قيل: عُقْدَةُ النِّكَاحِ وانعَقَدَ النِّكَاحُ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ، والبَيْعُ بينَ المُتَبايِعَيْنِ.
(و) العُقْدَة: (الجَنْبَةُ من المَرْعَى) مَا كَانَ فِيهَا من عامٍ أَوَّلَ، وتُسَمَّى عُرْوَةً أَيضاً. (والمالُ المُضْطَرُّ إِلى أَكْلِ الشَجرِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ. وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وَقد يُضْطَرُّ المالُ إِلى الشَّجَرِ، ويُسَمَّى عُقْدَةً وعُرْوَةً، فإِذا كانَت الجَنْبَةُ لم يُقَل للشَّجر: عُقْدَةً وَلَا عُرْوَةٌ، قَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ، يَصِفُ ظَبْيَةٌ أَكلَت الرَّبِيعَ فحَسُنَ لَوْنُهَا:
حَضَبَتْ لَهَا عُقَدُ البِرَاقِ جَبِينَها
من عَلْكِهَا عَلَجَانَهَا وعَرَادَهَا
(و) العُقْدَة (العَثْمُ فِي اليَدِ) ، وَهُوَ شْبهُ الكَسْرِ.
(و) عُقْدةُ: (د، قُرْبَ يَزْدَ) فِي طَرَفِ المَفَازةِ. نَقَلَه الصاغَانِيُّ.
(و) فِي طَيّىءٍ، كَانَت تحتَ عَمْرِو بن سِنْبِسِ بن مُعَاوية بن جَرْوَل بن ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْث. (وإِليها نُسِبَ العُقْدِيُّون) ، وهم وَلَد عَمْرِو بن سِنْبِس، (وَمِنْهُم: الطِّرِمَّاحُ) بنُ الجَهْم العُقْدِيُّ الشاعرُ السِّنبِسِيِّ، ذكره الآمِدِيُّ.
(و) عُقْدةُ: (اسمُ رَجُلٍ) ، بل هُوَ لَقبُ والِدِ أَبي العبّاس أَحمد بن محمّدِ بن سَعِيدِ بن عبدِ الرحمان، الْمَعْرُوف بابنِ عُقْدَةَ، الْحَافِظ، الكوفيّ.
(و) قَوْلهم (آنَفُ من غُرَابِ عُقْدَة) ، قَالَ ابنُ حَبِيب: هِيَ أَرضٌ كثيرةُ ابل لَا يَطِيرُ غُرَابُها. وَفِي الصّحاح؛ (لأَنَّهُ لَا يُطَيَّرُ غُرَابُها لكثرةِ شَجَرِهَا. وتُصْرَفُ عُقْدَة لأَنَّها اسمُ كُلِّ أَرضٍ مُخْصِبَةٍ) ، كَمَا تقدَّم، (وتُمْنَع لأَنَّها عَلَمُ أَرضٍ بِعَيْنِها) ، كَمَا قَالَهُ ابنُ حَبِيب.
(وعُقْدَةُ الجَوْفِ، وعُقْدَةُ الأَنصابِ) : (.
(و) العقد (كَصُرَدٍ، أَو كَتِفٍ: ع بَين البَصْرَةِ وضَرِيَّةَ) ، نَقله الصَّاغَانِي. (وبَنُو عُقَيْدةَ، كَجُهَيْنة: قَبِيلَةٌ) من قُرَيْش.
(والعَقَدانُ، محرّكَةً: تمْرٌ) ، أَي ضَرْبٌ مِنْهُ، كالعَقَدِ.
(والأَعْقَد: الكَلْبُ) لالْتِوَاءِ فِي ذَنَبِه، جَعَلُوه اسْما لَهُ مَعْرُوفاً، وَقيل كَلْبٌ أَعْقَدُ (وَهُوَ) الَّذِي فِي قَضِيبِه كالعُقْدة. (و) الأَعقَد: (الذِّئْبُ المُلْتَوِي الذَّنَبِ) وكُلُّ مُلْتَوِي الذَّنَبِ أَعْقَدُ. وَقَالَ جَرِيرٌ:
تَبولُ على القَتَادِ بَناتُ تَيْمٍ
مَعَ العُقْدِ النَّواب فِي الدِّيارِ
وَلَيْسَ شيْءً أَحَبَّ إِلى الكَلْبِ من أَن يبُولَ على قَتَادةٍ، أَو على شُجَيْرةٍ، صَغِيرةٍ غيرِهَا.
(والبِناءُ المَعْقودُ) هُوَ البناءُ الّذي جُعِلَت (لهُ عقودٌ عُطِفَت كالأَبْواب) .
والعَقْدُ عَقْدُ طاقِ البناءِ، وعقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُهُ عَقْداً: أَلْزقه وجَمُعُ العَقْدِ: عُقُودٌ وأَعْقَدٌ.
(واليَعْقِيدُ: عَسَلٌ يُعقَدُ بالنَّارِ) حتَّى يَخْثُرَ، (و) يل: اليَعْقِيدُ: (طَعامٌ يُعْقَدُ بالعَسَل) ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَعَمَ بعضُ أَهْلِ اللّغةِ أَن ليسَ فِي كَلَام العَربِ يَفْعِيلٌ، إِلّا يَعْقِيد، ويَعضِيد، قَالَ: وهاذا مَرْدُودٌ عَلَيْهِ.
(والعَقِيدُ) كأَمير: (المُعاقِدُ) وَهُوَ الحَلِيفُ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ:
كَمْ مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِندَهُمُ
ومِنْ مُجَازٍ بعَهْدِ الله قد قَتَلُوا
(والعِنْقادُ، بِالْكَسْرِ، والعُنْقُودُ، من العِنَبِ والأَراكِ والبُطْمِ ونَحْوِهِ: م) ، أَي مَعْرُوف، والأَوّل لُغَةٌ فِي الثَّانِي، قَالَ الراجز:
إِذْ لِمَّتِي سَوْدَاءُ كالعِنْقادِ
وجمعُ العُنْقُودِ: عناقِيدُ. (وعَقَّدته) ، أَي العسلَ (تَعْقِيداً أَغلَبْتُه حتّى غَلُظَ) رَوَاهُ بعضُهم، (كأَعْقَدتُهُ) فَهُوَ مُعْقَد.
قَالَ الكِسائيّ: وَيُقَال للقَطِران والرُّبِّ ونحْو: أَعقَدْتُه حتَّى تقَّدَ. فِي الْمُحكم: عَقَدَ العَسَلُ، والرُّبُّ نحوُهما يَعْقِدُ، انعَقَدَ، وأَعقَدْتُه فَهُوَ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ: غَلُظَ.
(و) عَقَّدْت (البِنَاءَ) تعَقيداً: (جَعلْتُ لَهُ عُقُوداً) ، أَي طاقاتٍ مَعْقُودً كالأَبواب.
(واستَعْقَدَت الخِنْزِيرَةُ اسْتَحْرَمَتْ) .
(و) أَعوذُ باللهِ من المُعَقِّدِ ((المُعَقِّدُ) ، كمُحَدِّثٍ: الساحِرُ) .
(و) فِي كلامِهِ تَعْقِيدٌ، وَهُوَ مُعَقَّد (كمُعَظَّمٍ: الغامِضُ من الكَلامِ) ، وعَقَّدَ كلامَه: أَعْوَصَه وعَمَّاه.
(وتَعَقَّدَ الدِّبْسُ: غَلُظَ) ، وَقد أَعْقَدَه. (و) تَعَقَّدَت (قَوْسُ قُزَحَ) فِي السّماءِ: (صارَتْ كَعَقْدٍ مَبْنِيَ) وَكَذَا تَعَقَّدَ السَّحَابُ، إِذا صارَ كالعَقْدِ المَبْنِيِّ.
(واعتَقَدَ) الرَّجُلُ، مثل (اعتَفَدَ) بالفاءِ. هاكذا رَواه ابنُ بُزُرْج بِالْقَافِ، وَقد تقدّم قَرِيبا، (و) اعتَقَدَ (ضَيْعَةً، ومالاً: اقْتَنَاهما) .
وَفِي الأَساس: اعتقَدَ فُلانٌ عُقْدةٌ: اشترَى ضَيْعَةً أَو اتَّخَذَ مَالا، من عَقَارٍ أَو غَيْرِه.
(وتَعَاقَدُوا: تَعَاهَدُوا) ، من العَقْدِ، وَهُوَ العَهْدُ.
(و) تعاقَدَت (الكِلابُ: تَعَاظَلَتُ) . .
(و) يُقَال: (مالَهُ مَعْقُودٌ) ، أَي (عَقْدُ رَأْيٍ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُبايِعُ وَفِي عُقْدَتِ ضَعْفٌ) أَي فِي رَأْيِهِ ونَظَرِه فِي مَصالِحِ نَفْسِهِ.
(والعَقِيدُ، والمُعَاقِدُ: المُعَاهِدُ) ، وَقد عاقَدَه، إِذا عاهَده، وَيُقَال: عَهِدْت إِلى فُلانٍ فِي كَذَا وَكَذَا، وتأْوِيلُه: أَلْزَمْتُه ذالِكَ، فإِذا قُلْت: عاقَدْتُه، أَو عَقَّدْت عَلَيْهِ، فتأوِيله أَنَّك أَلْزمْتَه ذالك باستيثاقٍ. وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النِّسَاء: 33) : المُعَاقدة: المعاهَدةُ والمِيثاقُ والأَيْمانُ جَمْعُ يَمِين القَسَمِ أَو اليَدِ.
(و) يُقَال: (هُو عَقِيدُ الكَرَمِ، و) عَقِيدُ (اللُّؤْمِ) .
(و) يُقَال: (تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ) ، إِذا (سَكَنَ غَضَبُهُ) ، وَهُوَ مَجازٌ. (والمِعْقَادُ: خَيْطٌ) يُنْظَمُ (فِيهِ خَرَزَاتٌ تُعَلِّقُ فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ) ، نَقله الصاغانيُّ، كالعِقْدِ، بِالْكَسْرِ.
(وعُقْدَانُ بالضَّمّ: لَقَبُ الفَرَزْدَقِ) الشاعِرِ، لَقَّبه بِهِ جَرِيرٌ إِما علَى التَّشْبِيهِ لَهُ بالكَلْبِ الأَعْقَدِ الذَّنْبِ وإِما على التَّشْبِيهِ بالكَلْبِ المُتَعَقِّد مَعَ الكَلْبَةِ إِذا عاظَلَها، فَقَالَ:
وَمَا زِلْتَ يَا عُقْدَانُ صاحِبَ سَوْءَةٍ
يُنَاجِي بهَا نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُها
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: لَقَّبه عُقْدَان (لقِصَرِهِ) ، وَفِيه يَقُول:
يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا تَمَنَّى مُجاشِعٌ
وَلم يَتَّرِكْ عُقْدَانُ للقَوْسِ مَنْزَعَا
أَي أَعْرَق فِي النَّزعِ، وَلم يدَع للصُّلْحِ مَوْضِعاً. (والتَّعَقُّدُ فِي البِئْرِ: أَن يَخْرُجَ أَسْفَلُ الطَّيِّ ويَدْخُلَ أَعلاه إِلى) جِرَابِهَا، أَي (اتِّسَاعِ البِئْرِ) ، قَالَه الأَحمرُ.
ومِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ:
التَّعْقادُ: العَقْدُ، وأَنشد ثَعلبٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بُغا
ءِ الْخَيْر تَعْقادُ التَّمَائِمْ
واعْتَقَده كعَقَدَه، قَالَ جَرِير:
أَسِيلةُ مَعقِدِ السِّمْطَيْنِ مِنها
ورَيَّا حَيْثُ تَعتَقِدُ الحِقَابَا
وَقد انْعَقَد، وتَعَقَّدَ.
والمَعَاقِدُ: مَواضِعُ العَقْدِ.
وَقَالُوا للرَّجُلِ، إِذا لم يَكن عِنْده غَناءٌ: فُلانٌ لَا يَعْقِدُ الحَبْلَ، أَي أَنَّه يَعْجِزُ عَن هاذا، على هَوانِهِ وخِفَّتِهِ، قَالَ:
فإِن تَقُلْ يَا ظَبْيُ حَلاًّ حَلَّا
حلَق وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا
أَي تُجِدَّ وتَتَشَمَّرْ لأَغضابِه وإِرغامِهِ، حتَّى كأَنَّهَا تَعْقِدُ على نَفْسِه الحَبْل.
والعُقْدَةُ: العَقْدِ، عُقَدٌ. وخُيوط مُعَقَّدة، شُدِّد للكَثْرةِ.
وَفِي حديثِ الدُّعاءِ. (أَسأَلُكَ بمَعَاقِدِ العِزِّ مِن عَرْش 2) ، أَي بالخِصال الَّتِي استَحقَّ بهَا العَرْشُ العِزَّ، أَو بمَواضِعِ انعقادِهَا مِنْهُ. وحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ: بِعِزِّ عَرْشِكَ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وأَصحابُ أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُونَ هاذا اللَّفْظَ من الدُّعاءِ.
وَيُقَال: جَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدةٍ، إِذا لم يَسْتَوِ. وعَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ واعتَقَده: عَصَبه بهِ، أَنشَد ثَعلبٌ لابنِ قَيسِ الرُّقَيّاتِ:
يَعْتَقِدُ التَّاجَ فوقَ مَفْرِقِهِ
علَى جَبِينٍ كأَنَّهُ الذَّهَبُ
واعتَقَدَ الدُّر والخَرَزَ وغيرَه، اتَّخَذَ مِنْهُ عِقْداً. وأَعقادُ السَّحَابِ: مَا تَعَقَّد مِنْهُ، وحدُهَا: عَقْدٌ. والمَعْقِدُ: المَفْصِلُ. والأَعقَدُ من التُّيوسِ: الّذي فِي قَرْنِهِ عُقْدةٌ. وفَحْلٌ أَعْقَدُ، إِذا رَفَعَ ذَنَبَه، وإِنَّما يَفْعَل ذالك من النَّشَاطِ وظَبْيَةٌ عاقِدٌ: رفَعَتْ رأْسَها حَذَراً على نفْسِها وعَلى وَلدِها. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه، أَي لاوِياً لَهَا من الكِبْرِ.
وَفِي الحَدِيث: (مَن عَقَدَ لِحْيَتَهُ فإِنَّ مُحَمَّداً بَرِيءٌ مِنْهُ) قيل، هُوَ مُعَالَجَتُها حتَّى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ. وَقيل: كنُا يَعْقِدُونها فِي الحُروب، فأَمرَهم بإِرسالها، كَانُوا يَفْعَلُون ذالك تكبُّراً وعُجْباً.
وعَقَدَ قَلْبَه على الشيْءِ: لَزِمَه. والعَربُ تَقول: عَقَدَ فُلانٌ نصِيَتَه، إِذا غَضَبِ وتَهَيَّأَ للشَّرِّ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَثابُوا أَخاهُمْ إِذ أَرادُوا زِيَالَهُ
بأَسْواطِ قِدَ عاقِدِينَ النَّواصِيَا
وَفِي حديثٍ: (الخَيْلُ: معقودٌ فِي نواصِيها الخَيْرُ) أَي لازِمٌ لَهَا، كَأَنَّه مَعْقُود فِيهَا.
وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ (لَكَ من قُلوبنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ) يُريد عَقْدَ العَزْمِ على النَّدَامةِ، وَهُوَ تَحْقِيقُ التَّوْبةِ. وعُقْدةِ كُلِّ شيْءٍ: إِبْرَامُه.
وَفِي الحَدِيث: (مَن عَقَدَ الجِزْيَةَ فِي عُنُقِه فقد بَرِيءَ مِمَّا جاءَ بِهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم) عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايةٌ عَن تَقرِيرها على نفْسِه، كَما تُعْقَدُ الذِّمَّةُ للكتابِيِّ عَلَيْهَا.
واعتَقَدَ الشيْءُ؛ صَلبَ اشْتَدَّ، وَمِنْه: اعتَقَدَ بينَهما الإِخاءُ: صَدَقَ وثَبَتَ.
وتَعَقَّدَ الإِخاءُ: استَحْكَم، وتَعَقَّد الثَّرَى جَعُدَ.
وثرًى عَقِدٌ، على النَسَبِ: مُتَجَعِّدٌ.
وعَقَدَ الشَّحْمُ يَعْقِدُ: انْبَنَى وظَهَرَ.
(والعَقَدُ محرّكَةً: تَرطُّبُ الرَّمْلِ من كَثْرةِ المَطَرِ.
ولَئيمٌ أَعْقَدُ: عَسِرُ الخُلُقِ لَيْسَ بِسَهْلٍ.
والعَقَدُ فِي الأَسْنانِ كالقادِح.
وناقَةٌ مَعْقُودةُ القَرَا: مُنَثَّقَةُ الظَّهْرِ.
والعُقْد: بَقِيَّةُ المَرْعَى، وَالْجمع: عُقَدٌ وعِقادٌ. واعتَقد كَذَا بِقَلْبِه.
وعُقِدَت السِّباعُ، يعنِي مُنِعَتْ أَن تَضُرَّ البهائِمَ، أَي عُولِجَت بالأُخَذِ والطِّلَّمْسَاتِ.
وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: أَنه كَسَا فِي كَفَّارةِ اليمينِ ثَوْبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّداً) ، المُعَقَّدُ ضَرْبٌ من بُرُودِ هَجَّرَ.
وَفِي الأَساس: مَسَحَ كاتِبٌ قَلَمَه بِكُمِّه، فَقيل لَهُ. فَقَالَ: إِنَّما اعتَقَدْنا ذَا بِذَا.
والعَاقِدَاتُ: السَّواحِرُ.
وعُقْدَة: قَرْيَة بِمصْر.
والمُعْقَد، كمُكْرَمٍ: اسمُ رجلٍ نَبَّالٍ كَانَ يَرِيش السِّهَامَ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عاصِمِ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقْلح الأَنصاريِّ حِين قَتَله الْمُشْركُونَ:
أَو سُلَيمان ورِيشُ المُعْقَد.
هاكذا يُروَى ويُروَى بِتَقْدِيم الْقَاف. وسيأَتي فِي: ق ع د.
(عقد) : العَقْداءُ: الأَمَة.
ع ق د: (عَقَدَ) الْحَبْلَ وَالْبَيْعَ وَالْعَهْدَ (فَانْعَقَدَ) . وَ (عَقَدَ) الرُّبُّ وَغَيْرُهُ غَلُظَ فَهُوَ (عَقِيدٌ) . وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَأَعْقَدَهُ غَيْرُهُ وَ (عَقَّدَهُ تَعْقِيدًا) . وَ (الْعُقْدَةُ) بِالضَّمِّ مَوْضِعُ الْعَقْدِ وَهُوَ مَا عُقِدَ عَلَيْهِ. وَالْعُقْدَةُ الضَّيْعَةُ. وَالْعِقْدُ بِالْكَسْرِ الْقِلَادَةُ. وَكَلَامٌ (مُعَقَّدٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ مُغَمَّضٌ. وَ (اعْتَقَدَ) كَذَا بِقَلْبِهِ. وَلَيْسَ لَهُ (مَعْقُودٌ) أَيْ عَقْدُ رَأْيٍ. وَ (الْمُعَاقَدَةُ) الْمُعَاهَدَةُ وَ (تَعَاقَدَ) الْقَوْمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَ (الْمَعَاقِدُ) مَوَاضِعُ الْعَقْدِ. وَ (الْعَقِيدُ) الْمُعَاقِدُ. وَ (الْعُنْقُودُ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (عَنَاقِيدِ) الْعِنَبِ وَ (الْعِنْقَادُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِيهِ. 
ع ق د : عَقَدْتُ الْحَبْلَ عَقْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْعَقَدَ وَالْعُقْدَةُ مَا يُمْسِكُهُ وَيُوَثِّقُهُ وَمِنْهُ قِيلَ عَقَدْتُ الْبَيْعَ وَنَحْوَهُ وَعَقَدْتُ الْيَمِينَ وَعَقَّدْتُهَا بِالتَّشْدِيدِ تَوْكِيدٌ وَعَاقَدْتُهُ عَلَى كَذَا.

وَعَقَدْتُهُ عَلَيْهِ بِمَعْنَى عَاهَدْتُهُ.

وَمَعْقِدُ الشَّيْءِ مِثْلُ مَجْلِسٍ مَوْضِعُ عُقْدَةٍ.

وَعُقْدَةُ النِّكَاحِ وَغَيْرِهِ إحْكَامُهُ وَإِبْرَامُهُ.

وَالْعِقْدُ بِالْكَسْرِ الْقِلَادَةُ وَالْجَمْعُ عُقُودٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ.

وَاعْتَقَدْتُ كَذَا عَقَدْتُ عَلَيْهِ الْقَلْبَ وَالضَّمِيرَ حَتَّى قِيلَ الْعَقِيدَةُ مَا يَدِينُ الْإِنْسَانُ بِهِ وَلَهُ عَقِيدَةٌ حَسَنَةٌ سَالِمَةٌ مِنْ الشَّكِّ وَاعْتَقَدْتُ مَالًا جَمَعْتُهُ.

وَالْعُنْقُودُ مِنْ الْعِنَبِ وَنَحْوِهِ فُنْعُولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعِنْقَادُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ. 

قوا

قوا قطر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سلمَان من صلّى بِأَرْض قِيٍّ فأذّن وَأقَام الصَّلَاة صلّى خَلفه من الْمَلَائِكَة مَا لَا يرى قُطْراه يَرْكَعُونَ بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنّون على دُعَائِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: القِيّ هُوَ القَفْر. وَهُوَ مَأْخُوذ من القَوا. [قَالَ العجاج: (الرجز)

قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ

وَقَوله: تناصيها أَي تتصل بهَا وَأَصلهَا مَأْخُوذ من الناصية] . [وَقَوله -] وقُطْراه: طرفاه وَالْجمع: أقطار [وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوْا مِن اقْطَارِ السَّماواتِ والأَرْضِ} والقُتْرُ مثل القُطْر] .
ق و ا: (الْقُوَّةُ) ضِدُّ الضَّعْفِ. وَالْقُوَّةُ الطَّاقَةُ مِنَ الْحَبْلِ وَجَمْعُهَا (قُوًى) . وَرَجُلٌ شَدِيدُ (الْقُوَى) أَيْ شَدِيدُ أَسْرِ الْخَلْقِ. وَ (أَقْوَى) الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ دَابَّتُهُ (قَوِيَّةً) يُقَالُ: فُلَانٌ (قَوِيٌّ مُقْوٍ) فَالْقَوِيُّ فِي نَفْسِهِ وَالْمُقْوِي فِي دَابَّتِهِ. وَ (الْقِيُّ) بِالْكَسْرِ وَ (الْقَوَى) وَ (الْقَوَاءُ) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ الْقَفْرُ. وَمَنْزِلٌ (قَوَاءٌ) لَا أَنِيسَ بِهِ. وَ (قَوِيَتِ) الدَّارُ وَ (أَقْوَتْ) أَيْ خَلَتْ، وَ (أَقْوَى) الْقَوْمُ صَارُوا بِالْقَوَاءِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73] وَقِيلَ: (الْمُقْوِي) الَّذِي لَا زَادَ مَعَهُ. وَ (قَوِيَ) الضَّعِيفُ بِالْكَسْرِ (قُوَّةً) فَهُوَ (قَوِيٌّ) وَ (تَقَوَّى) مِثْلُهُ. وَ (قَاوَاهُ فَقَوَاهُ) أَيْ غَلَبَهُ. وَ (قَوِيَ) الْمَطَرُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا (قَوًى) أَيِ احْتَبَسَ. وَالدَّجَاجَةُ (تُقَوْقِي قَوْقَاةً) وَ (قِيقَاءً) أَيْ تَصِيحُ وَهُوَ مِنْ فَعْلَلَ فَعْلَلَةً وَفِعْلَالًا. 
[قوا] فيه: إنا قد "أقوينا" فأعطنا من الغنيمة، أي نفدت أزوادنا وهو أن يبقى مزوده قواء أي خاليًا. ومنه ح: "أقويت" منذ ثلاث فخفت ان يحطمني الجوع. وح الدعاء: وإن معادن إحسانك لا "تقوى"، أي لا تخلو من الجوهر، يريد به الإعطاء. وح عائشة: وبي رُخص لكم في صعيد "الأقواء"، وهو جمع قواء هو القفر الخالي من الأرض، تريد أنها سبب نزول آية التيمم. وفيه: قال في غزوة تبوك: لا يخرجن معنا إلا رجل "مقو"، أي ذو دابة قوية، من أقوى يقوى. ومنه ح في قوله "وإنا لجميع حاذرون" أي "مقوون" مؤدون أي أصحاب دواب قوية كاملو أداة الحرب. وفيه: لم يكن يرى بأسًا بالشركاء "يتقاوون" المتاع بينهم فيمن يزيد، التقاوى بين الشركاء أن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يبلغوا غاية ثمنها، يقال: بيني وبين فلان ثوب فتقاويناه، أي أعطيته به ثمنًا فأخذته أو أعطاني به ثمنًا فأخذه، وافتويت منه الغلام الذي كان بيننا، أي اشتريت حصته، وإذا كانت السلعة بينهما فقوّماها بثمن فهما في المقاومة سواء، فإذا اشتراها أحدهما فهو المقتوي دون صاحبه. ومنه ح مسروق أوصى في جاريته لبنيه: "لا تقتووها" بينكم ولكن بيعوها، إني لم أغشها ولكني جلست منها مجلسًا ما أحب أن يجلس ولدي ذلك المجلس. وفي ح: من اشترت زوجها إن "اقتوته" فرق بينهما وإن أعتقت فهما على نكاحهما، أي إن استخدمته، من القتو: الخدمة، الزمخشري: هو افعلّ منه كارعوى من الرعوى لكن يشكل بأن افعلّ لازم، قال: والذي سمعته: اقتوى- إذا صار خادمًا، ويجوز أن يكون افتعل من الاقتواء بمعنى الاستخلاص، فكنى به عن الاستخدام لأن من اقتوى عبدًا يستخلصه، والمشهور أن العبد إذا اشترته زوجته حرمت عليه مطلقًا، ولعل هذا مذهبه. ط: المؤمن "القوي" خير من الضعيف، أي الذي قوي في إيمانه وصلب في إيقانه بحيث لا يرى الأسباب ووثق بالمسبب فيكون أكثر في الغزو والأمر بالمعروف والصبر على الشدائد، وفي كل خير، أي في كل من القوي والضعيف خير، لاشتراكهما في الإيمان وبعض العبادات. ن: أراد بالقوة عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ليكون أكثر جهادًا وصبرًا على الأذى والمشاق في الله وأرغب في العبادات.
[قوا] القُوَّةُ: خلاف الضعف. والقُوَّةُ: الطاقة من الحبل، وجمعها قِوًى. ورجل شديد القوى، أي شديدُ أسرِ الخَلْقِ. وأقْوى الرجل، أي نزل القَواءَ. وأقْوى، أي فَنيَ زاده. ومنه قوله تعالى: (ومتاعاً للمُقْوين) . وأقْوى، إذا كانت دابّته قَوِيَّةً. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ. فالقَوِيُّ في نفسه، والمُقْوي في دابته. والإقْواءُ في الشعر، قال أبو عمرو بن العلاء: هو أن تختلف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور. وكان أبو عبيدة يقول: الاقواء نقصان حرف من الفاصلة، يعنى من عروض البيت. وهو مشتق من قوة الحبل، كأنه نقص قوة من قواه، وهو مثل القطع في عروض الكامل، كقول الشاعر : أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الاطهار وقد أقْوى الشاعر إقْواءً. والقيُّ: القفر. قال العجاج * في تناصيها بلاد قى * وكذلك القوى والقواء، بالمد والقصر. ومنزلٌ قَواءٌ، أي لا أنيس به. قال ألا حييا الربع قواء وسلما * وربعا كجُثمان الحمامة أدْهَما يقال: أقْوَتِ الدار وقَوِيَت أيضاً، أي خلتْ. وأقْوى القومٌ: صاروا بالقَواءِ. وبات فلانٌ القَواءَ وبات القَفْرَ، إذا بات جائعاً على غير طُعْمٍ. وقال: وإنّي لأختارُ القَوا طاوِيَ الحَشا * محافظةً من أن يقال لئيم وقو: اسم موضع بين فيد والنباج. وقال :

وحلت سليمى بطن قو فعرعرا * والقواء بالفتح: الارض التى لم تُمطَر بين أرضين ممطورتين. وقَوِيَ الضعيف قُوَّةً فهو قَوِيٌّ، وتَقَوَّى مثله. وقَوَّيْتُهُ أنا تَقْوِيَةً. (*) وقاوَيْتُهُ فَقَوَيْتُهُ، أي غلبته. وقَوِيَ المطر أيضا، إذا احتبس. وإنما لم تدغم قوى وأدغمت حى لاختلاف الحرفين وهما متحركان. وأدغمت في قولك لويت ليا وأصله لويا مع اختلافهما، لان الاولى منهما ساكنة قلبتها ياء وأدغمت. وتقول: اشترى الشركاءُ شيئاً ثمَّ اقْتَوَوْهُ، أي تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه. وقَوْقَيْتُ مثل ضَوْضَيْتُ. والدجاجة تُقَوْقي، أي تصيح قَوْقاةً وقيقاءً على فعلل فعللة وفعلالا، والياء مبدلة من واو لانها بمنزلة ضعضعت، كرر فيها الفاء والعين. والقيقاءة: الارض الغليظة. وقد ذكرناه في باب القاف في ترجمة (قوق) .

قوا: الليث: القوّة من تأْليف ق و ي، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت

الياء في الواو كراهية تغير الضمة، والفِعالةُ منها قِوايةٌ، يقال ذلك في

الحَزْم ولا يقال في البَدَن؛ وأَنشد:

ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها،

وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ

قال: جعل مصدر القوِيّ على فِعالة، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل

اللازم. ابن سيده: القُوَّةُ نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى. وقوله عز وجل:

يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي

القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن

والعقل، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك، قال رؤبة:

وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا

وقَوّاه هو. التهذيب: وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو

قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته.

ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه. وقال سبحانه

وتعالى: شدِيدُ القُوَى؛ قيل: هو جبريل، عليه السلام. والقُوَى: جمع

القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح: فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج: أَي

خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك. ابن سيده: قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك

مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه: هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك. وفرس

مُقْوٍ: قويٌّ، ورجل مُقْوٍ: ذو دابة قَوِيّة. وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ

إِذا كانت دابته قَوِيَّة. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي في نفسه،

والمُقْوِي في دابته. وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك: لا يَخْرُجَنَّ

معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة. ومنه حديث الأَسود بن زيد

في قوله عز وجل: وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون، قال: مُقْوون مُؤْدونَ أَي

أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب. والقَوِيُّ من الحروف: ما لم

يكن حرف لين. والقُوَى: العقل؛ وأَنشد ثعلب:

وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما

نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قد عَلاهُما،

إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما

القُوَّة: الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل، وقيل: القُوَّة الطاقة

الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى. وحبل

قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كلاهما: مختلف القُوَى. وأَقْوَى الحبلَ والوَتر: جعل

بعض قُواه أَغلظ من بعض. وفي حديث ابن الديلمي: يُنْقَضُ الإِسلامُ

عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة. والمُقْوِي: الذي يُقَوِّي

وتره، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه. ويقال: وتَر مُقْوًى.

أَبو عبيدة: يقال أَقْوَيْتَ حبلَك، وهو حبلٌ مُقْوًى، وهو أَن تُرْخِي

قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع، ويقال: قُوَّةٌ وقُوَّىً

مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، ومنه الإِقواء في الشعر. وفي الحديث:

يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة.

أَبو عمرو بن العلاء: الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي، فبعضه مرفوع

وبعضه منصوب أَو مجرور. أَبو عبيدة: الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من

الفاصلة يعني من عَرُوض البيت، وهو مشتق من قوَّة الحبل، كأَنه نقص

قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل؛ وهو كقول الربيع بن زياد:

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ

تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار؟فنقَص من عَروضه قُوَّة.

والعَروض: وسط البيت: وقال أَبو عمرو الشيباني: الإِقْواء اختلاف إِعراب

القَوافي؛ وكان يروي بيت الأَعشى:

ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها

بالرفع، ويقول: هذا إِقْواء، قال: وهو عند الناس الإِكفاء، وهو اختلاف

إِعراب القَوافي، وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء، ابن سيده: أَقْوَى في الشعر

خالفَ بين قَوافِيه، قال: هذا قول أَهل اللغة. وقال الأَخفش: الإِقْواء

رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر:

لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ،

جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ

ثم قال:

كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه،

مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصيرُ

قال: وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي، وقَلَّت قصيدة ينشدونها

إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر، وأَيضاً فإِن كل

بيت منها كأَنه شعر على حِياله. قال ابن جني: أَما سَمْعُه الإِقواء عن

العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ، فأَما

مخالطة النصب لواحد منهما فقليل، وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل

واحدة منهما جميعاً أُختها؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة:

فَمَلَكْنا بذلك الناسَ، حتى

مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء

مع قوله:

آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ،

رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ

وقال آخر أَنشده أَبو عليّ:

رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً،

إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ

ويروى: الدَّمالِكُ.

فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ

بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ

ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه

بالعِصِيّ فقال هذين البيتين، ومثل هذا كثير، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل؛

من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ:

فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً،

وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ

ثم قال:

وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلاء

قال ابن جني: وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي،

فقال:

يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه،

وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه

(* قوله« يا أمرس الناس إلخ» كذا بالأصل.)

وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه،

كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه

وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً:

أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ

مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ

فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني:

رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ

وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي:

لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً،

فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ

ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا،

إِذا قُلنا له: هذا أَبْوكا

وقال آخر:

لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً،

ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ

أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك.

وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا: إنها نَصَفٌ،

فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا

وقال القُحَيف العُقَيْلي:

أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ،

فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ

وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ،

كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ

وقال آخر:

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى،

ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ

لَبِسْتُ، ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ

ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي:

قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً،

فَقَدْ، وأَبي راعِي الكواعِبِ، أَفْرِسُ

أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً،

وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه،

وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا

قُولا لجابانَ: فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته،

نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام

ويروى: أُثْردانٍ.

وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما

وقال: وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه. قال ابن جني:

وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد

كثر، قال:

واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر

الوزن؛ قال: وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من

الإِنشاد نحو قوله:

قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل

وقوله:

سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام

وقوله:

كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام

فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه،

ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل، أَلا ترى أَنه لا يمكن

الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه؟ فلهذا قل جدّاً

نحو قول الأعشى:

ما بالُها بالليلِ زال زوالُها

فيمن رفع. قال الأَخفش: قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً؛ وقال

الشاعر:

فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيدُ

قال: فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل

الإِقواء سناداً من العرب وجعله عيباً. قال: وللنابغة في هذا خبر مشهور،

وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة:

وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ

فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه، فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته:

مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي

ومدّت الوصل وأَشبعته ثم قالت:

وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ

ومَطَلَت واو الوصل، فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال

إِلى قوله:

وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ

وقال: دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة، ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر

العرب.

واقْتَوى الشيءَ: اخْتَصَّه لنفسه. والتَّقاوِي: تزايُد الشركاء.

والقِيُّ: القَفْر من الأَرض، أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة، وكسروا

القاف لمجاورتها الياء. والقَواءُ: كالقِيّ، همزته منقلبة عن واو. وأَرض

قَواء وقَوايةٌ؛ الأَخيرة نادرة: قَفْرة لا أَحد فيها. وقال الفراء في قوله

عز وجل: نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: نحن جعلنا

النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا

بالأَرض القِيّ وهي القفر. وقال أَبو عبيد: المُقْوِي الذي لا زاد معه،

يقال: أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده. وروى أَبو إسحق: المُقْوِي الذي

ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية. أَبو عمرو: القَواية الأَرض التي لم

تُمْطَر. وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس، وإنما لم يدغم قَوِيَ

وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين، وهما متحركان، وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً

وأَصله لَوْياً، مع اختلافهما، لأَن الأُولى منهما ساكنة، قَلَبْتَها

ياء وأَدغمت. والقَواء، بالفتح: الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين

مَمطورتَين. شمر: قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر، وبلد قاوٍ ليس به

أَحد. ابن شميل: المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ، ولا

يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل. والمُقْوِية:

المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم؛ وأَنشد شمر

لأَبي الصوف الطائي:

لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار

رِسْلاً، وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطار

قال: والتَّقاوِي قِلَّته. وسنة قاويةٌ: قليلة الأَمطار. ابن الأَعرابي:

أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى، وأَقْوى إِذا افتقَرَ، وأَقْوَى القومُ إِذا

وقعوا في قِيٍّ من الأَرض. والقِيُّ: المُسْتَوِية المَلْساء، وهي

الخَوِيَّةُ أَيضاً. وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر. والقِيُّ: القفر؛ قال

العجاج:

وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ،

قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ

وكذلك القَوا والقَواء، بالمد والقصر. ومنزل قَواء: لا أَنِيسَ به؛ قال

جرير:

أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما،

ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ؛

الأَقْواءُ: جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض، تريد أَنها كانت سبب

رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء

فنزلت آية التيمم، والصَّعِيدُ: التراب. ودارٌ قَواء: خَلاء، وقد

قَوِيَتْ وأَقْوَتْ. أَبو عبيدة: قَوِيَت الدار قَواً، مقصور، وأَقْوَتْ إِقواءً

إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ. الفراء: أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ

قَوايةً وقَواً وقَواء. وفي حديث سَلْمان: مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ

وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه، وفي

رواية: ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض؛ القيّ، بالكسر والتشديد: فِعْل

من القَواء، وهي الأَرض القَفْر الخالية. وأَرض قَواء: لا أَهل فيها،

والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها، واشتقاقه من

القَواء. وأَقْوَى القومُ: نزلوا في القَواء. الجوهري: وبات فلان القَواء،

وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم؛ وقال حاتم طيِّء:

وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى،

مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ

ابن بري: وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ، وأَنشد بيت

حاتم؛ قال المهلبي: لا معنى للأَرض ههنا، وإِنما القَوَا ههنا بمعنى

الطَّوَى. وأَقْوى الرجل: نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده؛ ومنه قوله تعالى:

ومتاعاً للمُقْوِين. وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش: قال له المسلمون إِنَّا

قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا، وهو أَن يبقى

مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً؛ ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني

فَزارةَ: إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع؛ ومنه

حديث الدعاء: وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من

الجوهر، يريد به العطاء والإِفْضال. وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا

كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد. وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء، وإِن

كان في بيته وسْطَ قومه. الأَصمعي: القَواء القَفْر، والقِيُّ من

القَواء فعل منه مأْخوذ؛ قال أَبو عبيد: كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ، فلما جاءت

الياء كسرت القاف. وتقول: اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه

حتى بلغ غاية ثمنه. وفي حديث ابن سيرين: لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء

يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد؛ التَّقاوِي بين الشركاء: أَن يشتروا

سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها. يقال: بيني وبين

فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به

ثمناً فأَخذه. وفي حديث عطاء: سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ

عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته، فقال: إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق

بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه، من القَتْوِ

الخِدمةِ، وقد ذكر في موضعه من قَتا؛ قال الزمخشري: هو افْعَلَّ من القَتْوِ

الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى، قال: إِلا أَن فيه نظراً لأَن

افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً، قال: والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً،

قال: ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص، فكَنى به

عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه، قال: والمشهور

عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط

خدمة، قال: ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله. وروي عن مسروق أَنه أَوصى في

جارية له: أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها، إِني لم

أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك

المَجْلِس، قال أَبو زيد: يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو

الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها، وذلك إِذا قوّماها

فقامت على ثمن، فهما في التَّقاوِي سواء، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو

المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين

ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها

وأَقْواهما البائع إِقْواء. والمُقْوِي: البائع الذي باع، ولا يكون الإِقْواء

إِلا من البائع، ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء، ولا الاقتواء إِلا ممن

يشتري من الشركاء، والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من

اللَّذَيْنِ تَقاويا، فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا

إِقْواء. قال ابن بري: لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء، قيل

أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها؛ قال شمر: ويروى بيت

ابن كلثوم:

مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا

أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا. وقال ابن شميل: كان بيني وبين

فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه

أَحدنا. وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه.

وقال الأَسدي: القاوِي الآخذ، يقال: قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه؛ قال

النَّظَّارُ الأَسدي:

ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا

رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا

التهذيب: والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء

فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه، وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً.

الأَصمعي: من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين

الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال؛ قال أَبو منصور: والقاويةُ هي

البيضة، سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها. والقُوَيُّ: الفَرْخ

الصغير، تصغير قاوٍ، سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ

عنها أَي خَلا وخَلَتْ، ومثله: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ؛ أَبو عمرو:

القائبةُ والقاوِيةُ البيضة، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ

والقُوَيُّ، قال: والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية.

وقُوَّةُ: اسم رجل. وقَوٌّ: موضع، وقيل: موضع بين فَيْدٍ والنِّباج؛

وقال امْرُؤ القَيْس:

سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا،

وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا

والقَوقاةُ: صوت الدجاجة. وقَوْقَيْتُ: مثل ضَوْضَيْتُ. ابن سيده:

قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض، فهي مُقَوْقِيةٌ

أَي صاحت، مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً، على فَعْلَلَ

فَعَللة وفِعْلالاً، والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه

الفاء والعين؛ قال ابن سيده: وربما استعمل في الديك؛ وحكاه السيرافي في

الإِنسان، وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت

الدجاجة. ابن الأَعرابي: القِيقاءة والقِيقايةُ، لغتان: مشْرَبَة

كالتَّلْتلةِ؛ وأَنشد:

وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ

(* قوله« وشرب» هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر، وتصحف

في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ.)

قصره الشاعر. والقِيقاءة: القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى

جانب سهل، ومنهم من يقول قِيقاةٌ؛ قال رؤبة:

إِذا جَرَى، من آلِها الرَّقْراقِ،

رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي

والقِيقاءة: الأَرض الغَليظة؛ وقوله:

وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ

كأَنه جمع قِيقةٍ، وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها، قال: ومن قال هي قِيقة

وجمعها قَياقٍ، كما في بيت رؤبة، كان له مخرج.

حيا

ح ي ا: (الْحَيَاةُ) ضِدُّ الْمَوْتِ وَ (الْحَيُّ) ضِدُّ الْمَيِّتِ. وَ (الْمَحْيَا) مَفْعَلٌ مِنَ الْحَيَاةِ تَقُولُ: مَحْيَايَ وَمَمَاتِي. وَ (الْحَيُّ) وَاحِدُ (أَحْيَاءِ) الْعَرَبِ. وَ (أَحْيَاهُ) اللَّهُ (فَحَيِيَ) وَ (حَيَّ) أَيْضًا وَالْإِدْغَامُ أَكْثَرُ. وَقُرِئَ: {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] ، وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: حَيُوا مُخَفَّفًا. وَ (اسْتَحْيَاهُ) وَ (اسْتَحْيَا) مِنْهُ بِمَعْنًى مِنَ الْحَيَاءِ. وَيُقَالُ: (اسْتَحَيْتُ) بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَأَصْلُهُ اسْتَحْيَيْتُ فَأَعَلُّوا الْيَاءَ الْأُولَى وَأَلْقَوْا حَرَكَتَهَا عَلَى الْحَاءِ، فَقَالُوا: اسْتَحَيْتُ لَمَّا كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: اسْتَحَى بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ لُغَةُ تَمِيمٍ وَبِيَاءَيْنِ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَهُوَ الْأَصْلُ. وَإِنَّمَا حَذَفُوا الْيَاءَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْرِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة: 26] أَيْ لَا يَسْتَبْقِي. وَ (الْحَيَّةُ) تُقَالُ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ كَبَطَّةٍ وَدَجَاجَةٍ. عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ الْعَرَبِ رَأَيْتُ (حَيًّا) عَلَى (حَيَّةٍ) أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى. وَفُلَانٌ حَيَّةٌ أَيْ ذَكَرٌ. وَ (الْحَاوِي) صَاحِبُ الْحَيَّاتِ. وَ (الْحَيَا) مَقْصُورٌ الْمَطَرُ وَالْخِصْبُ وَ (الْحَيَاءُ) مَمْدُودٌ الِاسْتِحْيَاءُ. وَ (الْحَيَوَانُ) ضِدُّ الْمَوَتَانِ وَ (الْمُحَيَّا) الْوَجْهُ وَ (التَّحِيَّةُ) الْمُلْكُ وَيُقَالُ (حَيَّاكَ اللَّهُ) أَيْ مَلَّكَكَ. وَ (التَّحِيَّاتُ) لِلَّهِ أَيِ الْمُلْكُ. وَالرَّجُلُ (مُحَيِّي) وَالْمَرْأَةُ (مُحَيِّيَةٌ) فَاعِلٌ مِنْ حَيَّا. وَقَوْلُهُمْ (حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ) أَيْ هَلُمَّ وَأَقْبِلْ وَهُوَ اسْمٌ لِفِعْلِ الْأَمْرِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَيَّ عَلَى الثَّرِيدِ.
[حيا] الحَياة: ضد الموت والحَيُّ: ضدُّ الميّت. والمَحْيا مَفْعَلٌ من الحياة. تقول: مَحْيَاي ومماتي. والجمع المحايى. وزعموا أن الحى بالكسر: جمع الحَياةِ. قال العجاج:

وقد ترى إذا الحياة حى * (*) والحى: واحد أَحْياءِ العرب. وأَحْياهُ الله فَحَييَ وحَيَّ أيضاً، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمه، فإذا لم تكن الحركة لازمةٌ لم تُدغَم كقوله تعالى: (أليسَ ذلك بقادرٍ على أن يُحْييَ الموتى) ويقرأ: (يَحْيا من حَيِيَ عن بيّنة) . وقال أبو زيد: حَيِيتُ منه أَحْيا: اسْتَحْيَيْتُ. وتقول في الجمع: حيَوا، كما يقال خَشوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين، لان الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم، ولم تحرك الياء بالضم لثقله عليها، فحذفت وضمت الياء الباقية لاجل الواو. قال الشاعر : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ * حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعْصُرا وقال بعضهم: حَيُّوا بالتشديد، تركه على ما كان عليه للادغام. قال ابن مفرغ : عَيُّوا بأمرهم كما * عَيَّتْ ببيضتها الحمامة قال أبو عمرو: أجيا القوم، إذا حسنت حال مواشيهم. فإن أردتَ أنفسهم قلت: حَيُوا. وأُحْيَتِ الناقةُ، إذا حَيِيَ ولدُها، فهي مُحْيٍ ومُحْيِيَةٌ، لا يكاد لها ولد. وأحيا القوم، أي صاروا في الحَيا، وهو الخِصْبُ. وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُها، أي وجدتها خِصبةً. واسْتَحْياهُ واسْتَحْيا منه بمعنىً، من الحَياءِ. ويقال استحيت بياء واحدة، وأصله استحييت مثل استعييت، فأعلوا الياء الاولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا: استحيت كما قالوا استعيت، استثقالا لما دخلت عليها الزوائد. قال سيبويه: حذفت لالتقاء الساكنين لان الياء الاولى تقلب ألفا لتحركها. قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم. وقال أبو عثمان المازنى: لم تحذف لالتقاء الساكنين، لانها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا هو يستحى، ولقالوا يستحى كما قالوا يستبيع. وقال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل، لان ما كان موضع لامه معتلا لم يعلوا عينه، ألا ترى أنهم قالوا أحييت وحويت. ويقولون: قلت وبعت، فيعلون العين لما لم تعتل اللام، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة، كما قالوا لا أدر في لا أدرى. وقوله تعالى: (ويَسْتَحيونَ نساءكم) وقوله تعالى: (إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضرب مثلاً) أي لا يستبقي. والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحد ٌمن جنسٍ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ، على أنَّه قد رُوي عن العرب: رأيت حَيَّا على حَيَّةٍ، أي ذكراً على أنثى. وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ. والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّويٌّ. والحَيُّوتُ: ذَكَرُ الحَيَّاتِ. وأنشد الأصمعي:

ويأكل الحَيَّةَ والحَيَّوتا * والحاوي: صاحب الحَيّاتِ، وهو فاعلٌ. والحَيا، مقصورٌ: المطر والخصب، إذا ثنيت قلت حَيَيانِ، فتبيِّن الياء، لأن الحركة غير لازمة. والحَياءُ ممدودٌ: الاستحياءُ. والحَياءُ أيضاً: رَحِمُ الناقةِ، والجمع أحيية، عن الاصمعي. والحيوان خلاف الموتان. وأرض محياة ومحواة أيضا، حكاه ابن السراج، أي ذات حيات. وحيوة: اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أدغم هين وميت لانه اسم مرتجل موضوع لا على وجه الفعل. والمحيا: الوجه. والتحية: الملك. قال زُهَير بن جنابٍ الكلبيّ: ولَكُلُّ ما نالَ الفَتَى قد نِلْتُهُ إلاَّ التَحِيَّهْ وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنها تَفْعِلَةٌ والهاء لازمةٌ. قال عمرو بن معد يكرب: أَسِيرُ به إلى النعمان حتى * أُنيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِ أي على مُلْكِهِ. ويقال: حَيَّاكَ الله، أي مَلَّكَكَ الله. والتَحِيَّاتُ لله، قال يعقوب: أي المُلْكُ لله والرجل محيى والمرأة محيية. وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات فينظر، فإن كان غير مبنى على فعل حذفت منه اللام نحو قولك عطى في تصغير عطاء، وفى تصغير أحوى أحى. وإن كان مبنيا (*) على فعل ثبتت نحو قولك محيى من حيا يحيى. وقولهم: حَيَّ على الصلاة، معناه هَلُمَّ وأقبل. وفتحت الياء لسكونها وسكون ما قبلها، كما قيل ليت ولعل. والعرب تقول: حى على الثريد، وهو اسم لفعل الامر. وقد ذكرنا (حيهل) في باب اللام. وحاحيت مكتوب في آخر الكتاب.
[حيا] نه فيه: "الحياء" من الإيمان، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم يكن له تقية كالإيمان يقطع عنها، وجعله بعض الإيمان لأنه ينقسم إلى ائتمار وانتهاء فالانتهاء بعضه. ك: يعظ أخاه في "الحياء" لأنه كان كثير الحياء وكان يمنعه من استيفاء حقوقه فيقول: لا تستحي. وفيه: "الحياء" شعبة من الإيمان، لأنه كالداعي إلى سائر الشعب إذا الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة، وورد مرفوعاً: ولكن "الاستحياء" من الله حق "الحيا" أن تحفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، واختلف في أن عدد الشعب يراد به حقيقته أو التكثير، والمراد بها أركان الكامل من الإيمان. وفيه: فإن "الحياء" لا يأتي إلا بخير، فإن قيل: قد يستحيي أن يواجه بالحق من يعظمه أو يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، قلت: هو عجز لا حياء، والحكمة مر بيانها، والوقار الحلم والرزانة، والسكينة الدعة والسكون، وإنما غضب عمران لأن الحجة إنما هو في الحديث لا في كتب الحكمة لأنه لا يدري ما حقيقتها ولا يعرف صدقها. وفيه: إنك لتستحييبسم الله الرحمن الرحيم

حيا: الحَياةُ: نقيض الموت، كُتِبَتْ في المصحف بالواو ليعلم أَن الواو

بعد الياء في حَدِّ الجمع، وقيل: على تفخيم الأَلف، وحكى ابن جني عن

قُطْرُب: أَن أَهل اليمن يقولون الحَيَوْةُ، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل

من أَلف حياةٍ وليست بلام الفعل من حَيِوْتُ، أَلا ترى أَن لام الفعل

ياء؟ وكذلك يفعل أَهل اليمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة والزكوة.

حَيِيَ حَياةً

(* قوله «حيي حياة إلى قوله خفيفة» هكذا في الأصل والتهذيب).

وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ، وللجميع حَيُّوا، بالتشديد، قال: ولغة

أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا، خفيفة. وقرأَ أَهل المدينة: ويَحْيا مَنْ

حَيِيَ عن بيِّنة، وغيرهم: مَنْ حَيَّ عن بيِّنة؛ قال الفراء: كتابتُها على

الإدغام بياء واحدة وهي أَكثر قراءات القراء، وقرأَ بعضهم: حَيِيَ عن

بينة، بإظهارها؛ قال: وإنما أَدغموا الياء مع الياء، وكان ينبغي أَن لا

يفعلوا لأَن الياء الأََخيرة لزمها النصب في فِعْلٍ، فأُدغم لمَّا التَقى

حرفان متحركان من جنس واحد، قال: ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة

للياء الأَخيرة فتقول حَيَّا وحَيِيَا، وينبغي للجمع أَن لا يُدْغَم إلا

بياء لأَن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور، فينبغي له أَن تسكن فتسقط

بواو الجِماعِ، وربما أَظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادةَ تأْليفِ

الأفَعال وأَن تكون كلها مشددة، فقالوا في حَيِيتُ حَيُّوا، وفي عَيِيتُ

عَيُّوا؛ قال: وأَنشدني بعضهم:

يَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا

أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالكتب

(* قوله «وبالكتب» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: وبالنسب).

قال: وأَجمعت العرب على إدغام التَّحِيَّة لحركة الياء الأَخيرة، كما

استحبوا إدغام حَيَّ وعَيَّ للحركة اللازمة فيها، فأَما إذا سكنت الياء

الأَخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحْيِي ويُعْيِي، وقد جاء في الشعر الإدغام

وليس بالوجه، وأَنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع، ولم يَعْبإ

الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء، وهو قوله:

وكأَنَّها، بينَ النساء، سَبِيكةٌ

تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي

وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً، والإدغام أَكثر لأَن الحركة

لازمة، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله: أَليس ذلك بقادر على أَن

يُحْيِيَ المَوْتَى.

والمَحْيا: مَفْعَلٌ من الحَياة. وتقول: مَحْيايَ ومَماتي، والجمع

المَحايِي. وقوله تعالى: فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طَيِّبَةً، قال: نرْزُقُه

حَلالاً، وقيل: الحياة الطيبة الجنة، وروي عن ابن عباس قال: فلنحيينه حياة

طيبة هو الرزق الحلال في الدنيا، ولنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بأَحسن ما كانوا

يعملون إذا صاروا إلى الله جَزاهُم أَجرَهُم في الآخرة بأَحسنِ ما

عملوا. والحَيُّ من كل شيء: نقيضُ الميت، والجمع أَحْياء. والحَيُّ: كل متكلم

ناطق. والحيُّ من النبات: ما كان طَرِيّاً يَهْتَزّ. وقوله تعالى: وما

يَسْتوي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ؛ فسره ثعلب فقال الحَيُّ هو المسلم

والميت هو الكافر. قال الزجاج: الأَحْياءُ المؤمنون والأَموات الكافرون، قال:

ودليل ذلك قوله: أَمواتٌ غيرُ أَحياء وما يَشْعرون، وكذلك قوله:

ليُنْذِرَ من كان حَيّاً؛ أَي من كان مؤمناً وكان يَعْقِلُ ما يُخاطب به، فإن

الكافر كالميت. وقوله عز وجل: ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله

أَمواتٌ بل أَحياء؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لا تقولوا هم أَمواتٌ،

فنهاهم الله أَن يُسَمُّوا من قُتِل في سبيل الله ميتاً وأَمرهم بأَن

يُسَمُّوهم شُهداء فقال: بل أَحياء؛ المعنى: بل هم أَحياء عند ربهم يرزقون،

فأَعْلَمنا أَن من قُتل في سبيله حَيٌّ، فإن قال قائل: فما بالُنا نَرى

جُثَّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة؟ فإن دليلَ ذلك مثلُ ما يراه الإنسانُ في منامه

وجُثَّتُه غيرُ متصرفة على قَدْرِ ما يُرى، والله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّى

نفسه في نومه فقال: الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم

تَمُتْ في مَنامها، ويَنْتَبِهُ النائمُ وقد رَأَى ما اغْتَمَّ به في نومه

فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وهو في بَقِيَّةِ ذلك، فهذا دليل على أَن

أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وهم عند الله أَحْياء،

فالأمْرُ فيمن قُتِلَ في سبيل الله لا يُوجِبُ أَن يُقالَ له ميت، ولكن يقال هو

شهيد وهو عند الله حيّ، وقد قيل فيها قول غير هذا، قالوا: معنى أَموات

أَي لا تقولوا هم أَموات في دينهم أَي قُولوا بل هم أَحياء في دينهم، وقال

أَصحاب هذا القول دليلُنا قوله: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحْيَيْناه

وجعَلْنا له نُوراً يمشي به في الناسِ كمَنْ مَثَلُه في الظُّلُمات ليس بخارج

منها؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حين كان على الضَّلالة كان

ميتاً، والقول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بالتفسير. وحكى

اللحياني: ضُرِبَ ضَرْبةً ليس بِحايٍ منها أَي ليس يَحْيا منها، قال: ولا يقال

ليس بحَيٍّ منها إلا أَن يُخْبِرَ أَنه ليس بحَيٍّ أَي هو ميت، فإن أَردت

أَنه لا يَحْيا قلت ليس بحايٍ، وكذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه

مريض تُريد الحالَ، وتقول: لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَي أَنك

تَمْرَضُ إن أَكلته. وأَحْياهُ: جَعَله حَيّاً. وفي التنزيل: أَلَيْسَ ذلك

بقادرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى؛ قرأه بعضهم: على أَن يُحْيِي الموتى،

أَجْرى النصبَ مُجْرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة، ومُجْرى الجزم الذي

يلزم فيه الحذف. أَبو عبيدة في قوله: ولكمْ في القِصاص حَياةٌ؛ أَي

مَنْفَعة؛ ومنه قولهم: ليس لفلان حياةٌ أَي ليس عنده نَفْع ولا خَيْر. وقال

الله عز وجل مُخْبِراً عن الكفار لم يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور: ما

هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوت ونَحْيا وما نَحْنُ بمبْعُوثِينَ؛ قال

أَبو العباس: اختلف فيه فقالت طائفة هو مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ، ومعناه

نَحْيا ونَمُوتُ ولا نَحْيا بعد ذلك، وقالت طائفة: معناه نحيا ونموت ولا

نحيا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا، فجعلوا حياة أَولادهم بعدهم

كحياتهم، ثم قالوا: وتموت أَولادُنا فلا نَحْيا ولا هُمْ. وفي حديث حُنَيْنٍ قال

للأَنصار: المَحْيا مَحياكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ؛ المَحْيا:

مَفْعَلٌ من الحَياة ويقع على المصدر والزمان والمكان. وقوله تعالى: رَبَّنا

أَمَتَّنا اثْنَتَيْن وأَحْيَيْتَنا اثنتين؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم

أَحْيَيْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت، قال الزجاج: وقد

جاء في بعض التفسير أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن

يَحْيا في القبر ثم يموت، فذلك أَدَلُّ على أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا،

والأَول أَكثر في التفسير. واسْتَحْياه: أَبقاهُ حَيّاً. وقال اللحياني:

استَحْياه استَبقاه ولم يقتله، وبه فسر قوله تعالى: ويَسْتَحْيُون نِساءَكم؛

أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ، وقوله: إن الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ

مثلاً ما بَعُوضَةً؛ أَي لا يسْتَبْقي. التهذيب: ويقال حايَيْتُ النارَ

بالنَّفْخِ كقولك أَحْيَيْتُها؛ قال الأَصمعي: أَنشد بعضُ العرب بيتَ ذي

الرمة:فقُلْتُ له: ارْفَعْها إليكَ وحايِهَا

برُوحِكَ، واقْتَتْه لها قِيتَةً قَدْرا

وقال أَبو حنيفة: حَيَّت النار تَحَيُّ حياة، فهي حَيَّة، كما تقول

ماتَتْ، فهي ميتة؛ وقوله:

ونار قُبَيْلَ الصُّبجِ بادَرْتُ قَدْحَها

حَيَا النارِ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ

أَراد حياةَ النارِ فحذف الهاء؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشده:أَلا حَيَّ لي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه

مآبٌ، ولَوْ كُلِّفْتُه، أَنَا آيبُهْ

أَراد: أَلا أَحَدَ يُنْجِيني من ليلة القبر، قال: وسمعت العرب تقول إذا

ذكرت ميتاً كُنَّا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا،

يريدون وعمرٌو َمَعَنا حيٌّ بذلك المكان. ويقولون: أَتيت فلاناً وحَيُّ

فلانٍ شاهدٌ وحيُّ فلانَة شاهدةٌ؛ المعنى فلان وفلانة إذ ذاك حَيٌّ؛ وأَنشد

الفراء في مثله:

أَلا قَبَح الإلَهُ بَني زِيادٍ،

وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ

أَي قَبَحَ الله بَني زياد وأَباهُمْ. وقال ابن شميل: أَتانا حَيُّ

فُلانٍ أَي أَتانا في حَياتِهِ. وسَمِعتُ حَيَّ فلان يقول كذا أَي سمعته يقول

في حياته. وقال الكِسائي: يقال لا حَيَّ عنه أَي لا مَنْعَ منه؛ وأَنشد:

ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ

أَبُو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ

قال الفراء: معناه لا يَحُدُّ عنه شيءٌ، ورواه:

فإن تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه

أبو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ

ابن بري: وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه؛ وأَنشد أَبو الحسن لأَبي الأَسود

الدؤلي:

أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً

عَلَيْنَا، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ

أَي بعد أَبي المُغيرَة. ويقال: قاله حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ. وحَيِيَ

القوم في أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا في دَوابِّهِم وماشِيَتِهم. الجوهري:

أَحْيا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَيُوا.

وأَرضٌ حَيَّة: مُخْصِبة كما قالوا في الجَدْبِ ميّتة. وأَحْيَيْنا الأَرضَ:

وجدناها حيَّة النباتِ غَضَّة. وأحْيا القومُ أَي صاروا في الحَيا، وهو

الخِصْب. وأَتَيْت الأَرضَ فأَحْيَيتها أَي وجدتها خِصْبة. وقال أَبو

حنيفة: أُحْيِيَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت. وفي الحديث: من أَحْيا مَواتاً

فَهو أَحقُّ به؛ المَوَات: الأَرض التي لم يَجْرِ عليها ملك أَحد،

وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شيء فيها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة ونحو ذلك

تشبيهاً بإحياء الميت؛ ومنه حديث عمرو: قيل سلمانَ أَحْيُوا ما بَيْنَ

العِشاءَيْن أَي اشغلوه بالصلاة والعبادة والذكر ولا تعطِّلوه فتجعلوه كالميت

بعُطْلَته، وقيل: أَراد لا تناموا فيه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن

النوم موت واليقطة حياة. وإحْياءُ الليل: السهر فيه بالعبادة وترك النوم،

ومرجع الصفة إلى صاحب الليل؛ وهو من باب قوله:

فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً

سُهُداً، إذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ

أَي نام فيه، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب. وفي الحديث: أَنه

كان يصلي العصر والشمس حَيَّة أَي صافية اللون لم يدخلها التغيير بدُنُوِّ

المَغِيب، كأنه جعل مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تقديم وقتها. وطَريقٌ

حَيٌّ: بَيِّنٌ، والجمع أَحْياء؛ قال الحطيئة:

إذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه

ويروى: أَحياناً عرضن له. وحَيِيَ الطريقُ: استَبَان، يقال: إذا حَيِيَ

لك الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً. وأَحْيَت الناقة إذا حَيِيَ ولَدُها فهي

مُحْيٍ ومُحْيِيَة لا يكاد يموت لها ولد.

والحِيُّ، بكسر الحاء: جمعُ الحَياةِ. وقال ابن سيده: الحِيُّ الحيَاةُ

زَعَموا؛ قال العجاج:

كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ،

وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ

وكذلك الحيوان. وفي التنزيل: وإن الدارَ الآخرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ؛ أَي

دارُ الحياةِ الدائمة. قال الفراء: كسروا أَوَّل حِيٍّ لئلا تتبدل الياء

واواً كما قالوا بِيضٌ وعِينٌ. قال ابن بري: الحَياةُ والحَيَوان

والحِيِّ مَصادِر، وتكون الحَيَاة صفةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ للسريع. التهذيب:

وفي حديث ابن عمر: إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ

أَهْلِه؛ قال: معناه عن كلِّ شيءٍ حَيٍّ في منزله مثلِ الهرّ وغيره،

فأَنَّث الحيّ فقال حَيَّة، ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة في تفسير هذا الحديث

قال: وإنما قال حَيَّة لأَنه ذهب إلى كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك. أَبو

عمرو: العرب تقول كيف أَنت وكيف حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كيف من بَقِيَ منهم

حَيّاً ؛ قال مالك ابن الحرث الكاهلي:

فلا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ،

مِنَ الحَيَواتِ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ

أَي كلّ ما هو حَيٌّ فجمعه حَيَوات، وتُجْمع الحيةُ حَيَواتٍ.

والحيوانُ: اسم يقع على كل شيء حيٍّ، وسمى الله عز وجل الآخرة حَيَواناً فقال:

وإنَّ الدارَ الآخرَة لَهِيَ الحَيَوان؛ قال قتادة: هي الحياة. الأَزهري:

المعنى أَن من صار إلى الآخرة لم يمت ودام حيّاً فيها لا يموت، فمن أُدخل

الجنة حَيِيَ فيها حياة طيبة، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا

يَحْيَا، كما قال تعالى. وكلُّ ذي رُوح حَيَوان، والجمع والواحد فيه سواء. قال:

والحَيَوان عينٌ في الجَنَّة، وقال: الحَيَوان ماء في الجنة لا يصيب

شيئاً إلا حَيِيَ بإذن الله عز وجل. وفي حديث القيامة: يُصَبُّ عليه ماءُ

الحَيَا؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض الروايات، والمشهور: يُصَبُّ

عليه ماءُ الحَيَاةِ. ابن سيده: والحَيَوان أَيضاً جنس الحَيِّ، وأَصْلُهُ

حَيَيانٌ فقلبت الياء التي هي لام واواً، استكراهاً لتوالي الياءين

لتختلف الحركات؛ هذا مذهب الخليل وسيبويه، وذهب أَبو عثمان إلى أَن الحيوان

غير مبدل الواو، وأَن الواو فيه أَصل وإن لم يكن منه فعل، وشبه هذا بقولهم

فَاظَ المَيْت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وإن لم يَسْتَعْمِلُوا من

فَوْظٍ فِعْلاً، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يُشْتَقّ منه فعل. قال أَبو علي:

هذا غير مرضي من أَبي عثمان من قِبَل أَنه لا يمتنع أَن يكون في الكلام

مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت

وأَشباه ذلك، فأَما أَن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا،

فحَمْلُه الحيوانَ على فَوْظٍ خطأٌ، لأَنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو

موجود مطرد؛ قال أَبو علي: وكأَنهم استجازوا قلب الياء واواً لغير علة، وإن

كانت الواو أَثقل من الياء، ليكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الياء

وغلبتها عليها.

وحَيْوَة، بسكون الياء: اسمُ رجلٍ، قلبت الياء واواً فيه لضَرْبٍ من

التوَسُّع وكراهة لتضعيف الياء، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل

حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْت وهَاهَيْتُ، كان إبدال اللام في

حَيْوةٍ ليختلف الحرفان أَحْرَى، وانضاف إلى ذلك أنَّه عَلَم، والأَعلام قد

يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ؛ قال

الجوهري: حَيْوَة اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه

اسم موضوع لا على وجه الفعل. وحَيَوانٌ: اسم، والقول فيه كالقول في

حَيْوَةَ.

والمُحاياةُ: الغِذاء للصبي بما به حَيَاته، وفي المحكم: المُحاياةُ

الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته به.

والحَيُّ: الواحد من أَحْياءِ العَربِ. والحَيُّ: البطن من بطون العرب؛

وقوله:

وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى

فليس الحَيُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم، وإنما أَراد الشخص

الحيّ المسمَّى بكراً أَي بكراً طَعَنَّا، وهو ما تقدم، فحيٌّ هنا

مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حتى كأَنه قال: وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا، فهذا من باب

إضافة المسمى إلى نفسه؛ ومنه قول ابن أَحمر:

أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ،

وقَبْلَ ذاكَ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا

وقولهم: إن حَيَّ ليلى لشاعرة، هو من ذلك، يُريدون ليلى، والجمع

أَحْياءٌ. الأَزهري: الحَيُّ من أَحْياء العَرب يقع على بَني أَبٍ كَثُروا أَم

قَلُّوا، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ؛ من ذلك قول الشاعر:

قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً،

ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ

وقوله:

فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً،

وتُلْقي للإماء مِنَ الوَزِيمِ

يعني بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة، والوَزِيمُ العَضَلُ.

والحَيَا، مقصور: الخِصْبُ، والجمع أَحْياء. وقال اللحياني: الحَيَا،

مقصورٌ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير

لازمة. وقال اللحياني مرَّةً: حَيَّاهم الله بِحَياً، مقصور، أَي

أَغاثهم، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً. وحَيَا الربيعِ: ما

تَحْيا به الأَرض من الغَيْث. وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً

مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً؛ الحَيَا، مقصور: المَطَر لإحْيائه الأَرضَ، وقيل:

الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا

آكلُ السَّمِينَ حتى يَحْيا الناسُ من أَوَّلِ ما يَحْيَوْنَ أَي حتى

يُمْطَروا ويُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب، ويجوز أَن يكون من الحياة

لأَن الخصب سبب الحياة. وجاء في حديث عن ابن عباس، رحمه الله، أَنه قال:

كان عليٌّ أَميرُ المؤمنين يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ

والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ

وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ ومن الفُراتِ جُودَه

وسَخاءَهُ ومن الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه. أَبو زيد: تقول أَحْيَا القومُ

إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتى سَمِنَتْ، وإن أَرادوا

أَنفُسَهم قالوا حَيُوا بعدَ الهُزال. وأَحْيا الله الأَرضَ: أَخرج فيها

النبات، وقيل: إنما أَحْياها من الحَياة كأَنها كانت ميتة بالمحْل فأَحْياها

بالغيث.

والتَّحِيَّة: السلام، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً، وحكى اللحياني: حَيَّاك

اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن. والتَّحِيَّة: البقاءُ. والتَّحِيَّة: المُلْك؛

وقول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي:

ولَكُلُّ ما نَال الفتى

قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ

قيل: أَراد المُلْك، وقال ابن الأَعرابي: أَراد البَقاءَ لأَنه كان

مَلِكاً في قومه؛ قال بن بري: زهيرٌ هذا هو سيّد كَلْبٍ في زمانه، وكان كثير

الغارات وعُمِّرَ عُمْراً طويلاً، وهو القائل لما حضرته الوفاة:

أبَنِيَّ، إنْ أَهْلِكْ فإنْـ

ـنِي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ

وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ سا

داتٍ، زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ

ولَكُلُّ ما نالَ الفَتى

قَدْ نِلْتُه، إلاّ التَّحِيَّهْ

قال: والمعروف بالتَّحِيَّة هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك.

قال سيبويه: تَحِيَّة تَفْعِلَة، والهاء لازمة، والمضاعف من الياء قليل

لأَن الياء قد تثقل وحدها لاماً، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أَثقل لها. قال

أَبو عبيد: والتَّحِيَّةُ في غير هذا السلامُ. الأَزهري: قال الليث في

قولهم في الحديث التَّحِيَّات لله، قال: معناه البَقاءُ لله، ويقال: المُلْك

لله، وقيل: أَراد بها السلام. يقال: حَيَّاك الله أَي سلَّم عليك.

والتَّحِيَّة: تَفْعِلَةٌ من الحياة، وإنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال، والهاء

لازمة لها والتاء زائدة. وقولهم: حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ

بالمُلْك، وقيل: أَضْحَكَكَ، وقال الفراء: حَيَّكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ.

وحَيَّك الله أَي مَلَّكك الله. وحَيَّاك الله أَي سلَّم عليك؛ قال: وقولنا

في التشهد التَّحِيَّات لله يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ

والمُلْكُ لله ونحوُ ذلك. قال أَبو عمرو: التَّحِيَّة المُلك؛ وأَنشد

قول عمرو بن معد يكرب:

أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ، حتَّى

أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي

يعني على مُلْكِه؛ قال ابن بري: ويروى أَسِيرُ بها، ويروى: أَؤُمُّ بها؛

وقبل البيت:

وكلّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ،

وكل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ

وقال خالد بن يزيد: لو كانت التََّحِيَّة المُلْكَ لما قيل التَّحِيَّات

لله، والمعنى السلامات من الآفات كلها، وجَمَعها لأَنه أَراد السلامة من

كل افة؛ وقال القتيبي: إنما قيل التحيات لله لا على الجَمْع لأَنه كان

في الأَرض ملوك يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مختلفة، يقال لبعضهم: أَبَيْتَ

اللَّعْنَ، ولبعضهم: اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ، ولبعضهم: انْعِمْ

صَباحاً، فقيل لنا: قُولوا التَّحِيَّاتُ لله أَي الأَلفاظُ التي تدل

على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل. وروي عن أَبي الهيثم

أَنه يقول: التَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضاً إذا

تَلاقَوْا، قال: وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده

إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا السلامُ

عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه. قال الله عز وجل: تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ

يَلْقَوْنَه سَلامٌ. وقال في تحيَّة الدنيا: وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا

بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها؛ وقيل في قوله:

قد نلته إلاّ التحيَّة

يريد: إلا السلامة من المَنِيَّة والآفات فإن أَحداً لا يسلم من الموت

على طول البقاء، فجعل معنى التحيات لله أَي السلام له من جميع الآفات التي

تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء؛ قال الأَزهري: وهذا الذي

قاله أَبو الهيثم حسن ودلائله واضحة، غير أَن التحية وإن كانت في الأصل

سلاماً، كما قال خالد، فجائز أَن يُسَمَّى المُلك في الدنيا تحيةً كما قال

الفراء وأبَو عمرو، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ المعروفة

للملوك التي يباينون فيها غيرهم، وكانت تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من

تحيَّة مُلوك العَرَعب، كان يقال لِمَلِكهم: زِهْ هَزَارْ سَالْ؛ المعنى:

عِشْ سالماً أَلْفَ عام، وجائز أَن يقال للبقاء تحية لأَنَّ من سَلِمَ

من الآفات فهو باقٍ، والباقي في صفة الله عز وجل من هذا لأَنه لا يموت

أَبداً، فمعنى؛ حَيّاك الله أَي أَبقاك الله، صحيحٌ، من الحياة، وهو البقاء.

يقال: أَحياه الله وحَيّاه بمعنى واحد، قال: والعرب تسمي الشيء باسم

غيره إذا كان معه أَو من سببه. وسئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَيّاك الله فقال:

هو بمنزلة أَحْياك الله أَي أَبقاك الله مثل كرَّم وأَكرم، قال: وسئل

أَبو عثمان المازني عن حَيَّاك الله فقال عَمَّرك الله. وفي الحديث: أَن

الملائكة قالت لآدم، عليه السلام، حَيَّاك الله وبَيَّاك؛ معنى حَيَّاك

اللهُ أَبقاك من الحياة، وقيل: هو من استقبال المُحَيّا، وهو الوَجْه، وقيل:

ملَّكك وفَرَّحك، وقيل: سلَّم عَليك، وهو من التَّحِيَّة السلام، والرجل

مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة، وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءَات فيُنْظَر،

فإن كان غير مبنيٍّ على فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَيٍّ في تصغير

عَطاءٍ وفي تصغير أَحْوَى أَحَيٍّ، وإن كان مبنيّاً على فِعْلٍ ثبتت نحو

مُحَيِّي من حَيَّا يُحَيِّي. وحَيَّا الخَمْسين: دنا منها؛ عن ابن

الأَعرابي. والمُحَيّا: جماعة الوَجْهِ، وقيل: حُرُّهُ، وهو من الفرَس حيث

انفرَقَ تحتَ الناصِية في أَعلى الجَبْهةِ وهناك دائرةُ المُحَيَّا.

والحياءُ: التوبَة والحِشْمَة، وقد حَيِيَ منه حَياءً واستَحْيا

واسْتَحَى، حذفوا الياء الأَخيرة كراهية التقاء الياءَينِ، والأَخيرتان

تَتَعَدَّيانِ بحرف وبغير حرف، يقولون: استَحْيا منك واستَحْياكَ، واسْتَحَى منك

واستحاك؛ قال ابن بري: شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير:

لولا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ،

ولَزُرْتُ قَبرَكِ، والحبيبُ يُزارُ

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الحَياءُ شُعْبةٌ من

الإيمان؛ قال بعضهم: كيف جعَل الحياءَ وهو غَرِيزةٌ شُعْبةً من الإيمان وهو

اكتساب؟ والجواب في ذلك: أَن المُسْتَحي ينقطع بالحَياء عن المعاصي، وإن

لم تكن له تَقِيَّة، فصار كالإيمان الذي يَقْطَعُ عنها ويَحُولُ بين

المؤمن وبينها؛ قال ابن الأَثير: وإنما جعل الحياء بعض الإيمان لأَن الإيمان

ينقسم إلى ائتمار بما أَمر الله به وانتهاء عمَّا نهى الله عنه، فإذا حصل

الانتهاء بالحياء كان بعضَ الإيمان؛ ومنه الحديث: إذا لم تَسْتَحِ

فاصْنَح ما شئتَ؛ المراد أَنه إذا لم يستح صنع ما شاء، لأَنه لا يكون له حياءٌ

يحْجزُه عن المعاصي والفواحش؛ قال ابن الأَثير: وله تأْويلان: أَحدهما

ظاهر وهو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله

فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبيحاً، ولفظُه

أَمرٌ ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأَنَّ الذي يردَع الإنسانَ عن

مُواقَعة السُّوء هو الحَياءُ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل

ضلالة وتعاطي كل سيئة، والثاني أَن يحمل الأَمر على بابه، يقول: إذا كنت

في فعلك آمناً أَن تَسْتَحيَ منه لجَريك فيه على سَنَن الصواب وليس من

الأَفعال التي يُسْتَحَى منها فاصنع منها ما شئت. ابن سيده: قوله، صلى الله

عليه وسلم، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ

فاصْنَعْ ما شئت

(* قوله «من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ» هكذا في الأصل).

أَي من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَياء، وليس

يأْمره بذلك ولكنه أَمرٌ بمعنى الخَبَر، ومعنى الحديث أَنه يأْمُرُ

بالحَياء ويَحُثُّ عليه ويَعِيبُ تَرْكَه. ورجل حَيِيٌّ، ذو حَياءٍ، بوزن

فَعِيلٍ، والأُنثى بالهاء، وامرأَة حَيِيَّة، واسْتَحْيا الرجل واسْتَحْيَت

المرأَة؛ وقوله:

وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له

عليَّ من الحَقِّ، الذي لا يَرَى لِيَا

معناه: آنَفُ من ذلك. الأَزهري: للعرب في هذا الحرف لغتان: يقال

اسْتَحَى الرجل يَسْتَحي، بياء واحدة، واسْتَحْيا فلان يَسْتَحْيِي، بياءَين،

والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل: إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي

أَن يَضْرِبَ مثلاً. وحَيِيتُ منه أَحْيا: استَحْيَيْت. وتقول في الجمع:

حَيُوا كما تقول خَشُوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لأَن

الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم، ولم تحرّك

الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضُمَّت الياء الباقية لأَجل الواو؛ قال

أَبو حُزابة الوليدُ بن حَنيفة:

وكنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ

حَيُوا بعدما ماتُوا، من الدهْرِ، أَعْصُرا

قال ابن بري: حَيِيتُ من بنات الثلاثة، وقال بعضهم: حَيُّوا، بالتشديد،

تركه عل ما كان عليه للإدغام؛ قال عبيدُ بنُ الأَبْرص:

عَيُّوا بأَمرِهِمُو، كما

عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ

وقال غيره: اسْتَحْياه واسْتَحْيا منه بمعنًى من الحياء، ويقال:

اسْتَحَيْتُ، بياء واحدة، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الياء الأُولى

وأَلقَوا حَرَكتها على الحاء فقالوا استَحَيْتُ، كما قالوا اسْتنعت استثقالاً

لَمَّا دَخَلَتْ عليها الزوائدُ؛ قال سيبويه: حذفت الياء لالتقاء الساكنين

لأَن الياء الأُولى تقلب أَلفاً لتحركها، قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر

في كلامهم. وقال المازنيّ: لم تحذف لالتقاء الساكنين لأَنها لو حذفت لذلك

لردوها إذا قالوا هو يَسْتَحِي، ولقالوا يَسْتَحْيي كما قالوا

يَسْتَنِيعُ؛ قال ابن بري: قول أَبي عثمان موافق لقول سيبويه، والذي حكاه عن

سيبويه ليس هو قوله، وإنما هو قول الخليل لأَن الخليل يرى أَن استحيت أَصله

استحييت، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ، وذلك بأَن تنقل

حركة الفاء على ما قبلها وتقلب أَلفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين، وأما

سيبويه فيرى أَنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها، كما

حذفت السينَ من أَحْسَسْت حين قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حركتها على ما قبلها

تخفيفاً. وقال الأَخفش: اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أَهل

الحجاز، وهو الأَصل، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلاً لم يُعِلُّوا عينه،

أَلا ترى أَنهم قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقولون قُلْتُ وبِعْتُ

فيُعِلُّون العين لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنما حذفوا الياء لكثرة

استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أَدْرِ في لا أدْرِي. ويقال: فلان أَحْيَى

من الهَدِيِّ، وأَحْيَى من كَعابٍ، وأَحْيَى من مُخَدَّرة ومن

مُخَبَّأَةٍ، وهذا كله من الحَياء، ممدود. وأَما قولهم أَحْيَى من ضَبّ، فمن

الحياةِ. وفي حديث البُراقِ: فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني فتَحَيَّا

مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى، ولا يخلو أَن يكون مأْخوداً من الحياء على

طريق التمثيل، لأَن من شأن الحَيِيِّ أَن ينقبض، أَو يكون أَصله تَحَوّى

أَي تَجَمَّع فقلبت واوه ياء، أَو يكون تَفَيْعَلَ من الحَيِّ وهو الجمع،

كتَحَيَّز من الحَوْز. وأَما قوله: ويَسْتَحْيي نساءَهم، فمعناه

يَسْتَفْعِلُ من الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وليس فيه إلا لغة واحدة. وقال أَبو

زيد: يقال حَيِيتُ من فِعْلِ كذا وكذا أَحْيا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ؛

وأَنشد:

أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ

لعَلاَّتٍ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ؟

معناه أَلا تَسْتَحْيُونَ. وجاء في الحديث: اقْتُلُوا شُيُوخ المشركين

واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم ولا تقتلوهم، وكذلك قوله

تعالى: يُذَبِّحُ أَبناءهم ويَسْتَحْيِي نساءَهم؛ أَي يسْتَبْقيهن للخدمة

فلا يقتلهن. الجوهري: الحَياء، ممدود، الاستحياء. والحَياء أَيضاً:

رَحِمُ الناقة، والجمع أَحْيِيةٌ؛ عن الأَصمعي. الليث: حَيا الناقة يقصر ويمدّ

لغتان. الأَزهري: حَياءُ الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلاّ أَن يقصره

شاعر ضرورة، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً، وإنما سمي حَياءً باسم الحَياء

من الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر من الآدمي ويُكْنى عنه من الحيوان،

ويُسْتَفحش التصريحُ بذكره واسمه الموضوع له ويُسْتَحى من ذلك ويُكْنى عنه. وقال

الليث: يجوز قَصْر الحَياء ومَدُّه، وهو غلط لا يجوز قصره لغير الشاعر

لأَن أَصله الحَياءُ من الاستحياء. وفي الحديث: أَنه كَرِهَ من الشاةِ

سَبْعاً: الدَّمَ والمرارة والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين

والمَثانَة؛ الحَياءُ، ممدود: الفرج من ذوات الخُفِّ والظِّلْف، وجمعها

أَحْييَة. قال ابن بري: وقد جاء الحَياء لرحم الناقة مقصوراً في شعر أَبي

النَّجْم، وهو قوله:

جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياها

قال ابن بري: قال الجوهري في ترجمة عيي: وسمعنا من العرب من يقول

أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ. قال ابن بري: في كتاب سيبويه أَحْيِيَة جمع

حَياءٍ لفرج الناقة، وذكر أَن من العرب من يدغمه فيقول أَحِيَّه، قال:

والذي رأَيناه في الصحاح سمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ

فيبين؛ ابن سيده: وخص ابن الأَعرابي به الشاة والبقرة والظبية، والجمع

أَحْياءٌ؛ عن أَبي زيد، وأَحْيِيَةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ؛ عن سيبويه، قال: ظهرت

الياء في أَحْيِيَة لظهورها في حَيِيَ، والإدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة

لازمة، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفي كراهية تَلاقي المثلين، وهي مع

ذلك بزنتها متحرّكة، وحمل ابن جني أَحْياءً على أَنه جمع حَياءٍ ممدوداً؛

قال: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفعال حتى كأنهم إنما كسروا فَعَلاً.

الأَزهري: والحَيُّ فرج المرأَة. ورأى أَعرابي جهاز عَرُوسٍ فقال: هذا سَعَفُ

الحَيِّ أَي جِهازُ فرج المرأَة.

والحَيَّةُ: الحَنَشُ المعروف، اشتقاقه من الحَياة في قول بعضهم؛ قال

سيبويه: والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حَيَّةَ بن بَهْدَلة

حَيَوِيٌّ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِيّ كقولك في الإضافة إلى لَيَّة

لَوَوِيٌّ. قال بعضهم: فإن قلت فهلاَّ كانت الحَيَّةُ مما عينه واو

استدلالاً بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عيناً في حَوَّاء؟ فالجواب أَنَّ أَبا

عليّ ذهب إلى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ

ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، في قول أبي عثمان، وإن هذه الأَلفاظ

اقتربت أُصولها واتفقت معانيها، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حَيَّةٌ

مما عينه ولامه ياءَان، وحَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء، كما أَن

لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثلاثي، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان، ونظير

ذلك قولهم جُبْتُ جَيْبَ القَميص، وإنما جعلوا حَوَّاء مما عينه واو ولامه

ياء، وإن كان يمكن لفظه أَن يكون مما عينه ولامه واوان من قِبَل أَن هذا

هو الأَكثر في كلامهم، ولم يأْت الفاء والعين واللام ياءَات إلاَّ في

قولهم يَيَّيْتُ ياءً حَسَنة، على أَن فيه ضَعْفاً من طريق الرواية، ويجوز

أَن يكون من التّحَوِّي لانْطوائها، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. قال

الجوهري: الحَيَّة تكون للذكر والأُنثى، وإنما دخلته الياء لأَنه واحد من

جنس مثل بَطَّة ودَجاجة، على أَنه قد روي عن العرب: رأَيت حَيّاً على حَيّة

أَي ذكراً على أُنثى، وفلان حَيّةٌ ذكر. والحاوِي: صاحب الحَيَّات، وهو

فاعل. والحَيُّوت: ذَكَر الحَيَّات؛ قال الأَزهري: التاء في الحَيُّوت:

زائدة لأَن أَصله الحَيُّو، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ. وفي الحديث: لا

بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ، جمع الحَيَّة. قال: واشتقاقُ الحَيَّةِ من

الحَياة، ويقال: هي في الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الياء في الواو وجُعلتا ياءً

شديدة، قال: ومن قال لصاحب الحَيَّاتِ حايٍ فهو فاعل من هذا البناء

وصارت الواو كسرة

(* قوله «وصارت الواو كسرة» هكذا في الأصل الذي بيدنا ولعل

فيه تحريفاً، والأصل: وصارت الواو ياء للكسرة). كواو الغازي والعالي، ومن

قال حَوَّاء فهو على بناء فَعَّال، فإنه يقول اشتقاقُ الحَيَّة من

حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى في الْتِوائِها، وكل ذلك تقوله العرب. قال أَبو

منصور: وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز، والفرق بينه وبين غازٍ أن عين

الفعل من حاوٍ واو وعين الفعل من الغازي الزاي فبينهما فرق، وهذا يجوز على

قول من جعل الحَيَّة في أَصل البناء حَوْيَةً. قال الأَزهري: والعرب

تُذَكّر الحَيَّة وتؤنثها، فإذا قالوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ؛

وأَنشد الأَصمعي:

ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا،

ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا،

ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا

وأَرض مَحْياة ومَحْواة: كثيرة الحيّات. قال الأَزهري: وللعرب أَمثال

كثيرة في الحَيَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها، يقولون: هو أَبْصَر من

حَيَّةٍ؛ لحِدَّةِ بَصَرها، ويقولون: هو أَظْلَم من حَيَّةٍ؛ لأنها تأْتي

جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها، ويقولون: فلان حَيَّةُ

الوادِي إذا كان شديد الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه، وهُمْ حَيَّةُ

الأَرض؛ ومنه قول ذِي الإصْبعِ العَدْواني:

عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا

نَ، كانُوا حَيَّةَ الأَرض

أَراد أَنهم كانوا ذوي إربٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعون ثَأْراً، ويقال

رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلاً. وفلان حَيّةٌ

ذكَرٌ أَي شجاع شديد. ويدعون على الرجل فيقولون: سقاه الله دَمَ الحَيَّاتِ

أَي أَهْلَكَه. ويقال: رأَيت في كتابه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا مَحَلَ

كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلى سُلْطانٍ ووَشَى به ليُوقِعَه في وَرْطة. ويقال للرجل

إذا طال عُمْره وللمرأَة إذا طال عمرها: ما هُو إلاّ حَيَّةٌ وما هي إلاّ

حَيَّةٌ، وذلك لطول عمر الحَيَّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لطول حياته.

ابن الأَعرابي: فلانٌ حَيَّةُ الوادي وحَيَّة الأرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إذا

كان نِهايةً في الدَّهاء والخبث والعقل؛ وأَنشد الفراء:

كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ

وروي عن زيد بن كَثْوَة: من أَمثالهم حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي،

حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي؛ يقال ذلك عند المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتحق ما

لا يملك مكابره وظلماً، وأَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلاً في سفر وهي

راجلة وهو على حمار، قال فأَوَى لها وأَفْقَرَها ظَهْرَ حماره ومَشَى

عنها، فبَيْنَما هما في سيرهما إذ قالت وهي راكبة عليه: حيهٍ حِمَارِي

وحِمَارَ صاحبي، فسمع الرجل مقالتها فقال: حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي ولم

يَحْفِلْ لقولها ولم يُنْغِضْها، فلم يزالا كذلك حتى بَلَغَتِ الناسَ فلما

وَثِقَتْ قالت: حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي؛ وهي عليه فنازعها الرجلُ إياه

فاستغاثت عليه، فاجتمع لهما الناسُ والمرأَةُ راكبة على الحمار والرجل راجل،

فقُضِيَ لها عليه بالحمار لما رأَوها، فَذَهَبَتْ مَثَلاً. والحَيَّةُ من

سِماتِ الإبل: وَسْمٌ يكون في العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ

الحَيَّة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أبي عليّ.

وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ: قبيلة، النسب إليها حَيَوِيٌّ؛ حكاه سيبويه عن

الخليل عن العرب، وبذلك استُدِلّ على أَن الإضافة إلى لَيَّةٍ

لَوَوِيٌّ، قال: وأَما أَبو عمرو فكان يقول لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ. وبَنُو حِيٍّ:

بطنٌ من العرب، وكذلك بَنُو حَيٍّ. ابن بري: وبَنُو الحَيَا، مقصور، بَطْن

من العرب. ومُحَيَّاةُ: اسم موضع. وقد سَمَّوْا: يَحْيَى وحُيَيّاً

وحَيّاً وحِيّاً وحَيّانَ وحُيَيَّةَ. والحَيَا: اسم امرأَة؛ قال

الراعي:إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي،

ونَبَتُّ في سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ

وأَبو تِحْيَاةَ: كنية رجل من حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا، والتاء ليست

بأَصلية.

ابن سيده: وَحَيَّ على الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا، فحَيَّ اسم للفعل

ولذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذي هو على به.

وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلاً وحَيَّهَلا، مُنَوَّناً وغيرَ منوّن، كلّه: كلمة

يُسْتَحَثُّ بها؛ قال مُزاحم:

بِحَيَّهَلاً يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ

أَمامَ المَطايا، سَيْرُها المُتَقاذِفُ

(* قوله «سيرها المتقاذف» هكذا في الأصل؛ وفي التهذيب: سيرهن تقاذف).

قال بعض النحويين: إذا قلت حَيَّهَلاً فنوّنت قلت حَثّاً، وإذا قلت

حَيَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ، فصار التنوين علم التنكير وتركه

علم التعريف وكذلك جميع ما هذه حاله من المبنيَّات، إذا اعْتُقِد فيه

التنكير نُوِّن، وإذا اعتُقِد فيه التعريف حذف التنوين. قال أَبو عبيد: سمع

أَبو مَهْدِيَّة رجلاً من العجم يقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ، مرتين

بالفارسية، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عنها فقيل له: يقول عَجِّلْ عَجِّلْ، قال أَبو

مَهْدِيَّة: فهَلاَّ قال له حَيَّهَلَكَ، فقيل له: ما كان الله ليجمع لهم

إلى العَجَمِيّة العَرَبِيّة. الجوهري: وقولهم حَيّ على الصلاة معناه

هَلُمَّ وأَقْبِلْ، وفُتِحتالياءُ لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل لَيتَ

ولعلَّ، والعرب تقول: حَيَّ على الثَّرِيدِ، وهو اسمٌ لِفعل الأَمر، وذكر

الجوهري حَيَّهَلْ في باب اللام، وحاحَيْتُ في فصل الحاء والأَلف آخرَ

الكتاب. الأَزهري: حَيّ، مثَقَّلة، يُنْدَبُ بها ويُدْعَى بها، يقال: حَيَّ

على الغَداء حَيَّ على الخير، قال: ولم يُشْتَق منه فعل؛ قال ذلك الليث،

وقال غيره: حَيَّ حَثٌّ ودُعاء؛ ومنه حديث الأَذان: حَيَّ على الصلاة

حَيَّ على الفَلاح أَي هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين، وقيل:

معناهما عَجِّلوا إلى الصلاح وإلى الفلاح؛ قال ابن أَحمر:

أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته،

حَيَّ الحُمولَ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا

أَي عليك بالحمول فقد ذهبوا؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابي:

ونحن في مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه:

حَيَّ تَعالَوْا، وما نَاموا وما غَفَلوا

قال: ذهب به إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ. وزعم أَبو الخطاب أَن

العرب تقول: حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصلاة، جَعَلَهُما اسمين

فَنصَبَهما. ابن الأَعرابي: حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيَّ هَلاً

بفلان أَي اعْجَلْ. وفي حديث ابن مسعود: إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون

فَحَيَّ هَلاً بِعُمَرَ أَي ابْدَأ به وعَجِّلْ بذكره، وهما كلمتان جعلتا كلمة

واحدة وفيها لغات. وهَلا: حَثٌّ واستعجال؛ وقال ابن بري: صَوْتان

رُكِّبا، ومعنى حَيَّ أَعْجِلْ؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر:

أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ،

فقالَ: حَيَّ، فإنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَبا

قال: وحَاحَيْتُ من بَناتِ الأَرْبعة؛ قال امرؤ القيس:

قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام، ونِسْـ

وَانٌ قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَلِ

قال ابن بري: ومن هذا الفصل التَّحايِي. قال ابن قتيبةَ: رُبّما عَدَل

القَمَر عن الهَنْعة فنزل بالتَّحابي، وهي ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة،

الواحدة منها تِحْيَاة وهي بين المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وكان

أَبو زياد الكلابي يقول: التَّحايي هي النهَنْقة، وتهمز فيقال التَّحَائي؛

قال أَبو حنيفة: بِهِنَّ ينزل القمر لا بالهَنْعة نَفْسِها، وواحدتها

تِحْياة؛ قال الشيخ: فهو على هذا تِفْعَلة كتِحْلَبَة من الأَبنية،

ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كعِزْهاةٍ أَنَّ ت ح ي مهملٌ وأَنَّ جَعْلَه و ح ي

تَكَلُّفٌ، لإبدال التاء دون أَن تكون أَصلاً، فلهذا جَعَلناها من الحَيَاء

لأَنهم قالوا لها تَحِيَّة، تسمَّى الهَنْعة التَّحِيّة فهذا من ح ي ي ليس

إلاّ، وأَصلها تحْيِيَة تَفْعِلة، وأَيضاً فإنَّ نوءَها كبير الحيا من

أَنواء الجوزاء؛ يدل على ذلك قول النابغة:

سَرَتْ عليه منَ الجَوْزاء ساريةٌ،

تُزْجي الشَّمالُ عَليَه سالِفَ البَرَد

والنَّوْءُ للغارب، وكما أَن طلوع الجوزاء في الحر الشديد كذلك نوؤها في

البرد والمطر والشتاء، وكيف كانت واحدتها أَتِحْيَاةٌ، على ما ذكر أَبو

حنيفة، أَمْ تَحِيَّة على ما قال غيره، فالهمز في جمعها شاذ من جهة

القياس، فإن صح به السماع فهو كمصائبَ ومعائِشَ في قراءة خارجة، شُبِّهَت

تَحِيَّة بفَعِيلة، فكما قيل تَحَوِيٌّ في النسب، وقيل في مَسِيل مُسْلان في

أَحد القولين قيل تَحائي، حتى كأَنه فَعِيلة وفَعائل. وذكر الأَزهري في

هذه الترجمة: الحَيْهَل شجرٌ؛ قال النضر: رأَيت حَيْهَلاً وهذا حَيْهَلٌ

كثير. قال أَبو عمرو: الهَرْمُ من الحَمْضِ يقال له حَيْهَلٌ، الواحدة

حَيْهَلَةٌ، قال: ويسمى به لأَنه إِذا أَصابه المطر نَبَت سريعاً، وإِذا

أَكلته الناقة أَو الإِبل ولم تَبْعَرْ ولم تَسْلَحْ سريعاً ماتت.

ابن الأَعرابي: الحَيُّ الحَقٌّ واللَّيُّ الباطل؛ ومنه قولهم: لا

يَعْرِف الحَيَّ من اللَّيِّ، وكذلك الحَوَّ من اللَّوِّ في الموضعين، وقيل:

لا يَعْرِف الحَوَّ من اللَّوِّ؛ الحَوُّ: نَعَمْ، واللَّوُّ لَوْ، قال:

والحَيُّ الحَوِيّةُ، واللَّيُّ لَيُّ الحَبْلِ أَي فتله؛ يُضرب هذا

للأَحْمق الذي لا يَعْرف شيئاً.

وأَحْيَا، بفتح الهمزة وسكون الحاء وياءٍ تحتَها نقطتان: ماءٌ بالحجاز

كانت به غَزاة عُبيدَة بن الحرث بن عبد المطلب.

خطر

(خ ط ر) : (الْخَطَرُ) الْإِشْرَافُ عَلَى الْهَلَاكِ (وَمِنْهُ) الْخَطَرُ لِمَا يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ وَخَطَرَ الْبَعِيرُ بِذَنَبِهِ: حَرَّكَهُ خَطَرًا وَخَطَرَانًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَخَطَرَ) بِبَالِهِ أَمْرٌ وَعَلَى بَالِهِ خُطُورًا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَقَوْلُهُ) فِي الْوَاقِعَاتِ الْخَطَرَانُ بِالْبَالِ تَحْرِيفٌ.
(خطر) أَخذ الْخطر وَالشعر خضبه بالخطر
(خطر)
فِي مَشْيه خطرا وخطرانا اهتز وتبختر وبذنبه رَفعه مرّة وخفضه أُخْرَى أَو حركه يَمِينا وَشمَالًا فَهُوَ خاطر (ج) خواطر وَهُوَ خطار وبباله وَفِيه وَعَلِيهِ خطرا وخطورا وَقع فِيهِ وَيُقَال خطر الشَّيْطَان بَين الْإِنْسَان وَقَلبه أوصل وساوسه إِلَى قلبه وَفِي حَدِيث سُجُود السَّهْو (حَتَّى يخْطر الشَّيْطَان بَين الْمَرْء وَقَلبه)

(خطر) خطرا وخطورا وخطورة عظم وارتفع قدره فَهُوَ خطير
خ ط ر: (الْخَطَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْإِشْرَافُ عَلَى الْهَلَاكِ يُقَالُ: (خَاطَرَ) بِنَفْسِهِ. وَ (الْخَطَرُ) السَّبَقُ الَّذِي يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ وَ (خَاطَرَهُ) عَلَى كَذَا. وَ (خَطَرُ) الرَّجُلِ أَيْضًا قَدْرُهُ وَمَنْزِلَتُهُ. وَخَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِرُ بِالْكَسْرِ (خَطَرَانًا) اهْتَزَّ، وَرُمْحٌ (خَطَّارٌ) بِالتَّشْدِيدِ ذُو اهْتِزَازٍ. وَقِيلَ: (خَطَرَانُ) الرُّمْحِ ارْتِفَاعُهُ وَانْخِفَاضُهُ لِلطَّعْنِ. وَرَجُلٌ (خَطَّارٌ) بِالرُّمْحِ بِالتَّشْدِيدِ أَيْ طَعَّانٌ. وَ (خَطَرَ) الرَّجُلُ أَيْضًا اهْتَزَّ فِي مَشْيِهِ وَتَبَخْتَرَ، وَبَابُهُ كَالَّذِي قَبْلَهُ. وَرَجُلٌ (خَطِيرٌ) أَيْ لَهُ قَدْرٌ وَخَطَرٌ وَقَدْ خَطُرَ مِنْ بَابِ سَهُلَ وَ (خَطَرَ) الشَّيْءُ بِبَالِهِ مِنْ بَابِ دَخَلَ، وَ (أَخْطَرَهُ) اللَّهُ بِبَالِهِ. 

خطر


خَطُر(n. ac. خَطَر
خُطُوْرَة)
a. Was, became distinguished, eminent.

خَطَّرَa. Won a bet, wager, stake.

خَاْطَرَ
a. [Bi], Endangered, emperilled; risked, hazarded.
b. [acc. & 'Ala], Bet, wagered, staked.
أَخْطَرَ
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Reminded, brought to ( his recollection).
b. Was the rival or equal of.
c. Staked, hazarded ( his property ).

تَخَطَّرَa. Surpassed, excelled.

تَخَاْطَرَa. Betted together.

خَطْرَةa. Once; now & again.
b. Touch, stroke; visitation.
c. Journey.

خِطْر
(pl.
أَخْطَاْر)
a. Milk & water.
b. Large herd of camels.

خَطَر
(pl.
خِطَاْر
أَخْطَاْر
38)
a. Danger, peril, jeopardy.
b. Bet, wager, stake.
c. Rank, dignity, station.
d. Equal.

خَطِرa. Dangerous, perilous, risky, hazardous.

خَاْطِر
(pl.
خَوَاْطِرُ)
a. Idea, thought, fancy.
b. Will, good pleasure

خَطِيْرa. Eminent, distinguished.

خَطَّاْرa. Sling, catapult.
b. Spear.
c. Spearman.

خَطَّاْرَةa. Enclosure for camels.
b. Tricky, skittish (camel).
مَخَاْطِرُa. Dangers, perils.

N. Ag.
أَخْطَرَa. see 5
N. Ac.
أَخْطَرَa. Notice, intimation.

خَاطِرَك
a. [ coll. ], Good-bye!

بِخَاطِرَك
a. As you will!
خ ط ر : الْخَطَرُ الْإِشْرَافُ عَلَى الْهَلَاكِ وَخَوْفُ التَّلَفِ وَالْخَطَرُ السَّبْقُ الَّذِي يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ وَالْجَمْعُ أَخْطَارٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَخْطَرْتُ الْمَالَ إخْطَارًا جَعَلْتُهُ خَطَرًا بَيْنَ الْمُتَرَاهِنِينَ وَبَادِيَةٌ مُخْطِرَةٌ كَأَنَّهَا أَخْطَرَتْ الْمُسَافِرَ فَجَعَلَتْهُ خَطَرًا بَيْنَ السَّلَامَةِ وَالتَّلَفِ وَخَاطَرْتُهُ عَلَى مَالٍ مِثْلُ: رَاهَنْتُهُ عَلَيْهِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَخَاطَرَ بِنَفْسِهِ فَعَلَ مَا يَكُونُ الْخَوْفُ فِيهِ أَغْلَبَ وَخَطُرَ الرَّجُلُ يَخْطُرُ خَطَرًا وِزَانُ شَرُفَ شَرَفًا إذَا ارْتَفَعَ قَدْرُهُ وَمَنْزِلَتُهُ فَهُوَ خَطِيرٌ وَيُقَالُ أَيْضًا فِي الْحَقِيرِ حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ.

وَالْخَاطِرُ مَا يَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ تَدْبِيرِ أَمْرٍ فَيُقَالُ خَطَرَ بِبَالِي وَعَلَى بَالِي خَطْرًا وَخُطُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ وَخَطَرَ الْبَعِيرُ بِذَنَبِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَطَرًا بِفَتْحَتَيْنِ إذَا حَرَّكَهُ. 
خطر: الخِطْرُ: القَطِيعُ الضًخم من الإِبل.
والخَطَرُ: ارتفاعُ، المَكانةِ والمَنزِلة. والسَبَقُ الذي يُتَرَاهنُ عليه. وليس له خَطِيرٌ: أي نَظِيرٌ.
وأخْطِرْتُ لفلان: أي صُيِّرْتُ مِثلَه في الخَطَر. وهو أيضاً: الإِشراف على شَفا هَلاك، هو يُخاطِر بنفسِه ومالِه.
وأخْطَرَني فلانٌ - فهو مُخْطِري؛ بالياء -: صارَ مِثلي في الخَطَر.
والجندُ يَخْطِرونَ حَوْلَ قائدهم: أي يَحْتَشِدون.
وخَطَرُ الشَّيطانِ: وَسْواسُه.
والإِخْطارُ من الجَوْز: الإِحْراز.
والخَطِيْرُ: الخَطَرانُ عِنْدَ الصَّوْلة والنَشاط.
والخَطَرُ: الضَّرْب على الأرض من القَدَم وغَيْر ذلك. رَجُلٌ خَطّارٌ بالرمْح: طَعانٌ به. ورُمْح خَطّارٌ: ذو اهْتِزازٍ شديد.
والفَحْلُ يَخْطِر بذَنَبِهِ عند الوَعِيد، وكذلك الانسانُ في المَشْي كِبْراً.
وخَطَرَ على بالي يَخْطِر خَطَراناً وخُطُوراً.
وخَطَر الدهرِ من خَطَرانِه.
وما لَقِيْتُه إلا خَطْرةً واحِدَةً.
والمُخاطِرُ: المُرَامي.
والخَطْرُ: مِكْيالٌ ضَخم لأهل الشأم.
والخَطّار: دهنٌ يُتخَذُ من الزيت بأفاويه الطيْب.
والخِطْرُ: نباتٌ. والخَطيْرُ: الحَبْل. والزمامُ. ولُعَابُ الشمس في الهاجِرَة. وظلْمَةُ الليل، وجَمْعُه خَطائرُ. وفي المَثَل في طَلَب السلامة: جُروا له الخَطِيرَ ما انْجَر لكم. والخَطِيْرُ - أيضاً -: القارُ.
وخَطّارٌ من مَطَر - الواحدة خَطْرَة -: مثل الشَّماليل.
والخَطارَةُ: من أسماء حَبائل السباع.
الخَطْرَةُ: من لُعَب الأعراب.
ومخْطَرُ القَذّاف: الحَجَرُ الذي يُرْمى به.
[خطر] الخَطَر: الإِشراف على الهَلاكِ. يقال: خاطر بنفسه. والخطر: السبق الذي يُتَراهَن عليه. وقد أَخْطَرَ المالَ، أي جعلَه خَطَراً بين المُتَراهِنين. وخاطَرَهُ على كذا. وخَطَرُ الرَجُل أيضاً: قَدْرُهُ ومَنْزِلَتُهُ. وهذا خَطَرٌ لهذا وخَطيرٌ، أي مثلهُ في القَدْرِ. والخِطْر بالكسر: نبات يُخْتَضَبُ به، ومنه قيل للبن الكثير الماء: خِطْرٌ. والخِطْرُ أيضاً: الابل الكثرة، والجمع أخطار. وخطر البعير بذنَبِهِ يَخْطِرُ بالكسر خطراً وخطرانا، إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق الحمائل بعد ما * تقوت عن غربان أوراكها الخطر - قوله تقوب، يحتمل أن يكون بمعنى قوب، كقوله تعالى:

(فتقطعوا أمرهم بينهم) * أي قطعوا وتقسمت الشئ أن قسمته. وقال بعضهم: أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه. وخطر الرمح يخطر: اهْتَزَّ. ورُمْحٌ خَطَّارٌ: ذو اهتزاز. ويقال: خَطَرانُ الرُمْح: ارتفاعُه وانخفاضه للطعن. ورجل خَطَّارٌ بالرُمْحِ: طَعَّانٌ. وقال:

مَصاليتُ خَطَّارونَ بالرُمحِ في الوَغى * وخَطَرانُ الرَجُلِ أيضاً: اهتزازه في المَشْي وتَبَخْتُرُهُ. وخَطَر الدَهْرُ خَطَرانَهُ، كما يقال ضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبانَهُ. والخَطيرُ: الزِمامُ. ورَجُلٌ خَطيرٌ، أي له قَدْرٌ وخَطَرٌ. وقد خَطُرَ بالضم خُطورَةً. والخطار: اسم فرس حذيفة بن بدر الفزارى. وخطر الشئ ببالى يخطر بالضم خطورا، وأخطره الله ببالى.
خ ط ر

هو على خطر عظيم، وهو الإشراف على شفا هلكة. وقد ركبوا الأخطار. وخاطر بنفسه وبقومه، وأخطر بهم. وقد خطر الفحل بذنبه عند الصيال، كأنه يتهدّد، وتخاطرت الفحول بأذنابها للتصاول. وناقة خطّارة: تحرك ذنبها إذا نشطت في السير.

ومن المجاز: خاطره على كذا: راهنه، وتخاطروا عليه. ووضعوا لهم خطرا. وقد أحرز فلان الخطر. وأخطر ماله: جعله خطرا. ورجل خطير، وقوم خطيرون، وله خطر، ولهم أخطار. وقد خطر الرجل، وأخطره الله. وخطر الرجل برمحه إذا مشى به بين الصفين كما يخطر الفحل. قال:

عليّ من الأعداء درع حصينة ... إذا خطرت حولي تميم وعامر

ورجل خطار بالرمح، وقوم خطّارون بالرماح. قال:

مصاليت خطارون بالسمر في الوغى

ورجل خطّار: مهتز. قال الطرماح:

وهم تركوا مسعود نشبة مسنداً ... ينوء بخطّار من الخط مارن

نشبة حيّ من بني مرة. وهو يخطر بيده في مشيه. ومسك خطّار: نفّاح. قال الراعي:

أتتنا خزامى ذات نشر وحنوة ... وراح وخطّار من المسك ينفح

وروي خطّام. ورأيته يخطر بأصبعه إلى السماء إذا حركها في الدعاء. وخطر الدهر من خطرانه، كما تقول ضرب الدهر من ضربانه. وخطر ذاك ببالي وعلى بالي. وله خطرات وخواطر، وهو ما يتحرك في القلب من رأي أو معنى. وما لقيته إلا خطرة، وما ذكرته إلا خطرة بعد خطرة تريد الأحيان. والإبل ترعى خطرات الوسمي، وهي المطرة بعد المطرة.
[خطر] نه فيه: والله ما "يخطر" لنا جمل، أي ما يحرك ذنبه هزالًا لشدة القحط، من خطر البعير بذنبه إذا رفعه وحطه، وإنما يفعله عند الشبع والسمن. ومنه ح عبد الملك لما قتل عمرو بن سعيد: لقد قتلته وإنه لأعز عليّ من جلدة ما بين عيني ولكن لا "يحلان في شول. ومنه ح مرحب: فخرج "يخطر" بسيفه، أي يهزه معجبًا بنفسه متعرضًا للمبارزة، أو أنه كنا يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب وسيفه بيده، فالباء للملابسة. وح الحجاج لما نصب المنجنيق على مكة: "خطارة" كالجمل الفنيق، شبه رميها بخطران الجمل. وفيه: حتى "يخطر" الشيطان بين المرء وقلبه، يريد الوسوسة. ج: أي يسول له الأماني ويحدثه الأحاديث. ك: هو بوزن يضرب، وأكثر الرواة على ضم الياء، ومعناه السلوك أي يدنو فيمر بين المرء وقلبه فيشغله. وفيه: "فيخاطر" بنفسه وماله فلم يرجع بشيء، المخاطرة ارتكاب ما فيه خطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء من ماله أو لم يرجع هو ولا ماله. ح: إلا رجل "يخاطر" بنفسه، أي يلقيها في الهلكة بالجهاد. ومنه: لما فيه من "المخاطرة" أي الإشراف على الهلاك على ما تقدم من قوله: فربما أصاب ذل وسلم الأرض وبالعكس. ش: درة "خطيرة" أي ذات قدر. و"خطره" بفتحتين قدره. نه ومنه: قام صلى الله عليه وسلم يومًا يصلي "فخطر خطرة" فقال المنافقون: إن له قلبين. وفيه: ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا "خطر" لها، أي لا عوض لها ولا مثل. والخطر بالحركة في الأصل الرهن ومايخاطر عليه، ومثل الشيء وعدله، ولا يقال إلا فيما له قدر. ومنه ح عمر في قسمة وادي القرى: فكان لعثمان منه "خطر" ولعبد الرحمن خطر، أي ح ونصيب. ومنه ح النعمان يوم نهاوند: هؤلاء يعني المجوس "أخطروا" لكم رثة ومتاعا، وأخطرتم لهم الإسلام، فنافحوا عن دينكم، الرئة رديء المتاع يعني أنهم قد شرطوا لكم ذلك وجعلوه رهنًا من جانبهم، وجعلتم رهنكم دينكم، أراد أنهم لم يعرضوا للهلاك غلا متاعًا يهون عليهم، وأنتم عرضتم لهم أعظم الأشياء قدرًا وهو الإسلام. وفي ح على أنه أشار إلى عمار وقال: جروا له "الخطيره" ما انجر، وروى: ما جره لكم، الخطير الحبل، وقيل: زمام البعير، المعنى اتبعوه ما كان فيه موضع متبع وتوقوا ما لم يكن فيه موضع، ومنهم من يذهب به إلى أخطار النفس وأشراطها في الحرب أي اصبروا لعمار ما صبر لكم.
باب الخاء والطاء والراء معهما خ ط ر، خ ر ط، ط خ ر، ط ر خ مستعملات

خطر: الخِطْر: القطيع الضَّخْم من الإبل ألف أو زيادة. والخَطَر: ارتفاعُ المكانة والمنزلة والمال والشرف. والخَطَر: السَّبَق الذي يتراهن عليه، يقال: وضعوا لهم خطراً أي ثوباً ونحوه، قال:

وعنده يُحرِزُ الأخطار والقصبا

والسابق يتناول قصبةً فيعلم أنه قد أحرَزَ الخَطَر. ويقال: هذا خَطَر لهذا أي: مثل في القَدْر، ولا يكون إلا في الشيء المزير. ولا يقال في الدُّون إلا للشيء السري ، ويقال: ليس له خَطَر أي: نظير ومثل، وخطيره: نظيره. وأُخطِرتُ بفلانٍ أي صيرت نظيره في الخطر، ويقال للرجل الشريف: هو عظيم الخطر. وأخطرَني فلانٌ وهو مُخطِري، بالياء، إذا كان مثلك في الخَطَر. والجُنْد يخطِرون حول قائدهم: يرونه منهم الجد. وخَطَرَ يخطِرُ الشيطان من الرجل وقلبه أي أوصل وسوسةً إلى قلبه . والإخطار: الإحراز في اللعب بالجوز. والخَطير: الخَطَران عند الصَّولة والنشاط، وهو التطاوُل والوعيد، قال الطرماح:

بالوُا مخافتَها على نيرانِهم ... واستسلَمُوا بعد الخَطِير وأُخْمِدوا

ورجل خَطّار بالرمح: طعّان به، قال:

مَصاليتُ خَطّارون بالرُمح في الوَغَي

ورمحٌ خَطّار: ذو اهتزازٍ شديد، يخطِر خَطَراناً. وخَطَر فلان بيده يخطِر كبراً في المشي، والناقة تخطِر بذنبها لنشاطها أي: تحرك. وخَطَر على بالي وببالي، كله يخطِر خَطَراناً وخطوراً إذا وَقَع ذلك في بالك وهمك. وخَطَر الدّهر من خَطَرانه كقولك ضرب الدهر من ضَرَبانه. والخَطْر: مكيال لأهل الشام ضخم. والخَطّار: دهن يتخذ من زيت بأفاويه الطيب والعطر. والخِطْر: نبات يجعل ورقه في الخضاب الأسود. ويقال: ما لقيته إلا خَطْرةً بعد خَطْرة معناه الأحيان بعد الأحيان. وخَاطَرَ بنفسه أي أشفاها على خَطَر هلك أو نيل ملك. والمَخاطِر: المرامي.

طخر: الطَّخاريرِ: سحابات متفرقة، الواحدة طُخْرورة، وفي المَطَر مثله. والناس طَخاريرُ أي متفرقون.

خرط: الخَرْط: قشرك الورقَ عن الشجرة اجتذاباً بكفك، ومنه خرط القتاد، وقال مرار ابن منقذ:

ويرى دوني فما يسطيعني  ... خرط شوك من قتاد مسمهر

أي شديد. والخَروط من الدواب: الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ثم يمضي عائراً خارطاً. ويقول البائع (للدابة) : برئت إليك من الخِراط. واستَخْرَطَ فلان: أشتد بكاؤه ولج فيه. واختَرَطْتُ السيف: سللته. ويكون قوم في أمرٍ فيقبل عليهم رجل بما يكرهون فتقول: انخَرَطَ عليهم، وهو الخَروط يقع في الأمر بجهل. والخَروط: الفاجرة من النساء. والإخريط نباتٌ من المرعى. والخُراط والواحدة خُراطةٌ: شحمة تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخُراطَي والخُرَّيْطَي، ياؤه مثل حبلى. وخَرِطَ الضرعُ: وقع فيه الخَرَطُ، وهو لبن يشوبه دمٌ، وأخْرَطَت الناقة أي صار بها ذاك، فهي مُخْرِط، فإذا كان ذلك عادةً فهي مِخراط. والخَريطة مثل الكيس مشرج من أدمٍ أو خرقٍ لكتب العمال. وإذا أذن المولى للعبد بأذى الناس قيل: خَرَّطَ عليهم عبده. وإذا طال الطريق وامتد يقال: قد اخرَوَّطَ، قال:

عن حافتي أبلق مُخرَوِّطِ

ووَجْهٌ مَخْرُوطٌ، أي: فيه طولٌ. وإذا انقلبت الشركة على الصيد فاعتلقت رجله قيل: اخرَوَّطَتْ في رجله، وهو امتداد انشوطتها. وخَرَطها يخرِطُها خَرْطاً، أي: نكحها. وناقة مُخْروِّطةٌ: سريعة. وإذا أخَذَ الطائر الدهن بزمكائه من مدهنةٍ قلت: تَخَرَّط تَخُرُّطاً، ونَضَّدَ تنضيداً مثله.

طرخ: الطَّرْخةُ: ماء يجتمع كالحوض الواسع عند مخرج القناة يجتمع فيها ماء كثير ثم يفتح منها إلى المزارع، دخيل، ليس بعربية محضة. وطَرْخان اسم رجل بلغة خراسان. 
الْخَاء والطاء وَالرَّاء

الخاطر: الهاجس، وَالْجمع: الخواطر.

وَقد خَطر بِبَالِهِ وَعَلِيهِ، يَخْطِر ويَخْطُر، الْأَخِيرَة عَن ابْن جنِّي، خُطوراً: إِذا ذَكره بعد نِسْيَان. وأخْطَر الله بِبَالِهِ أَمر كَذَا.

وَمَا وَجد لَهُ ذِكرا إِلَّا خَطْرَةً.

وخَطَرَ الشيطانُ بَين الْإِنْسَان وَقَلبه: اوصل وساوسَه إِلَى قلبه.

وَمَا القاه إِلَّا خَطْرة بعد خطرة، أَي: فِي الأحيان بعد الأحيان.

وخَطَر الْفَحْل بِذَنبِهِ يَخْطِر خَطْراً، وخَطَرَانا، وخَطِيرا: ضَرب بِهِ يَمِينا وَشمَالًا.

وناقة خَطّارة: تَخْطِر بذَنبها.

والخَطِيرُ: الوَعيد والنَّشاط.

وَقَوله:

هُمُ الجَبَلُ الْأَعْلَى إِذا مَا تناكرتْ ملُوكُ الرِّجال أَو تخاطَرَت البُزْلُ

يجوز أَن كَون من " الخطير " الَّذِي هُوَ الْوَعيد، وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: خَطَر الْبَعِير بَذنبه، إِذا ضرب بِهِ.

وخَطَر بسَيفه وَرمحه وسَوطه، يَخطِر خَطَراناً: رَفعه مرّة وَوَضعه أُخْرَى.

وخَطَر فِي مِشيته يخطِر خَطيراً، وخَطَراناً: رفع يَدَيْهِ وَوَضعهمَا.

وَقيل: إِنَّه مُشتق من خَطَران الْبَعِير بِذَنبِهِ، وَلَيْسَ بقويٍّ.

وَقد ابدلوا من خائه غَيناً، فَقَالُوا: غَطَر بِيَدِهِ يَغْطِر، فالغيم بدل من " الْخَاء "، لِكَثْرَة الْخَاء وَقلة الْغَيْن.

قَالَ ابْن جني: وَقد يجوز أَن يكون أصلَيْن، إِلَّا انهم لأَحَدهمَا اقلُّ اسْتِعْمَالا مِنْهُم للاخر.

وخَطَر بالرَّبيعة يَخطر خطرا: رَفعهَا. والربيعة: الْحجر الَّذِي يرفعهُ النَّاس يختبرون بذلك قُواهم.

وَرجل خَطّار بالرُّمح: طَعّان.

ورُمح خَطّار: ذُو اهتزاز.

وَقد خَطَر يَخْطِر خَطَرَاناً.

والخَطَر: القَدْر.

وَيُقَال: إِنَّه لرفيعُ الخَطَر ولئِيمُه. وَخص بعضُهم بِهِ الرّفْعَة، وَجمعه أخطار.

وَأمر خطير: رفيع.

وَهَذَا خَطيرٌ لهَذَا، وخَطَرٌ لَهُ، أَي: مِثْلٌ لَهُ فِي القَدْر، وَلَا يكون إِلَّا فِي الشَّيْء المَزِيز.

والخَطير: النظير.

وأخْطَر بِهِ: سَوَّى.

وأخْطره: صَار مثله فِي الخَطَر.

والخَطَر: السَّبَق الَّذِي يُتَرِامَى عَلَيْهِ فِي التراهن، وَالْجمع اخطار.

واخطَرهم خَطَرا، واخطَره لَهُم: بَذل لَهُم من الخَطَر مَا أرضاهم.

وتَخاطروا على الْأَمر: تَراهنوا.

وخاطرهم عَلَيْهِ: راهنهم.

والاخطار: الاحراز فِي لَعب الجَوز.

والخَطَر: الإشراف على هلكة.

وخاطر بِنَفسِهِ: اسفى بهَا على خَطَر هُلْكٍ، أَو نَيٍل مُلْك.

والجند يَخْطِرُون حول قائدهم: يُرُونه الجِدّ، وَكَذَلِكَ إِذا احتشدوا فِي الْحَرْب.

والخَطْرَة: من سِمات الْإِبِل.

خَطره بالميسم فِي بَاطِن السَّاق، عَن ابْن حبيب، من تذكرة أبي عَليّ.

والخَطْر: مَا لَصق بالوَركين من الْبَوْل، قَالَ ذُو الرمة:

وقرّبن بالزُّرق الحَمائلَ بَعْدَمَا تَقوَّب عَن غِرْبانِ أوراكها الخَطْرُ

والخَطر: الْإِبِل الْكَثِيرَة.

وَقيل الْخطر: مِائَتَان من الْغنم وَالْإِبِل.

وَقيل هِيَ من الْإِبِل أَرْبَعُونَ.

وَقيل: ألف، قَالَ:

رأتْ لأقوامٍ سواماً دَثْرَا يُريحُ راعُوهنّ ألفا خَطْرا

وبَعْلُها يَسُوق مِعْزَى عَشْرا وخَطير النَّاقة: زمامها، عَن كُراع.

وبيني وَبَينه خَطْرَة رحم، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَلم يفسره، وَأرَاهُ يَعني: شُبْكَة رحم.

والخِطْرة: نَبت فِي السهل والرمل يُشبه المَكْرَ.

وَقيل: هِيَ بقله.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نبت الخِطرة مَعَ طُلوع سُهَيْل، وَهِي غَبراء حُلوة طيبَة يَرَاهَا من لَا يَعرفها فيظن إِنَّهَا بَقلة، وَإِنَّمَا تَنبُت فِي اصل قد كَانَ لَهَا قبل ذَلِك، وَلَيْسَت باكثر مِمَّا يَنْتهسُ الدابةُ بفمه، وَلَيْسَ لَهَا ورق وَإِنَّمَا هِيَ قُضبان دقاق خُضْر، وَقد تُحتَبَل بهَا الظباء.

وَجَمعهَا: خِطَر، مثل سِدْرة وسِدَر.

والخِطَرة: أَغْصَان الشَّجَرَة، واحدتها خِطْر، نَادِر، أَو على توهُّم طرح الْهَاء.

والخِطْر: نَبَات يجُعل فِي الخِضاب الْأسود. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ شَبيه بالكَتَم.

قَالَ: وَكَثِيرًا مَا ينبُت مَعَه، يَختضب بِهِ الشُّيُوخ.

ولحية مَخطورة، ومُخطرة: مَخْضوبة بِهِ.

والخَطّار: دُهن من الزَّيْت ذُو افاويه، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على فَعّال.

والخَطْر: مِكيال لأهل الشَّام.

والخَطّار: فرس حُذيفة.
خطر: خَطَر: مرّ، اجتاز، وخاطر: ماّر (معجم الادريسي) وفي المعجم اللاتيني العربي: (خاطرا) ماض في طريقه، وفيه (والذين كانوا يخطرون) أي الذين كانوا يمرون، وخاطر: مار، والخطور: المرور. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص223): نظر إلى معاوية بن صالح خاطراً في القنطرة. (المقري 2: 558، 3: 28). وفيه (خاطر)، ابن بطوطة 4: 294): وأن واحداً منا لا يخطر في طريق لا يمر بجماعة إلا قال الناس الخ. (المقدمة 3: 391). وفي كتاب العبدري (ص80 ق): ولكنها في عين المجتاز الخاطر، أحسن منها في عين المتأمل الناظر.
وخطر به: مر بالقرب منه (معجم الادريسي) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص207): بقي الناس بلا قاض حتى خطر بهم يوماً زرياب راكباً إلى البلاط. وفي كتاب ابن القوطية (ص17 و): خطر يوماً بمؤدب الصبيان وفيه (ص33 و): كيف تخطر بباب ابن طروب وأعوانه وحفدته بحضرته. وفيه (ص39 و): خطر بدار الرهائن.
وفي رياض النفوس (ص20 ق): فبينما هو يوماً جالساً (جالس) إذ خطر به الشاب وتحت ثوبه ظنبور.
وقد كنت مصيباً حين ترجمت خطر بقلان بما معناه سكن واستقر عنده في عبارة البيان (عريب) (1: 171) وقد أخطأني التوفيق حين رجعت عن هذه الترجمة في معجم الادريسي (انظر خاطر فيما يأتي).
وخطر بفلان: واره، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص330): فخطر بالقاضي الحبيب في صدر النهار فأمره بالمقام حتى حضرت المائدة.
وخطر عليه: مر بالقرب منه أيضاً (المقري 2: 550، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 211) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص75 و): وخطر على اشبيلية، وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص114): خطر على الجاغة وغيرها. وعند العبدري (ص14 ق): حين خطر على قسنطينة راجعاً من المشرق. وعنده (ص82 و): فخطرنا على مدينة سفاقس ونحن ننظر إليها - ولم ندخل بلداً منهما. وعنده (ص82 ق): ثم خطرنا على مدينة الحمامات - ولم أدخلها.
وتستعمل خطر على بمعنى وصل إلى (معجم الادريسي) يجب حذف ما نقله القرويني 2: 297) لأنه يجب أن تقرأ (يُخْطَر) بدل يخطر.
وتستعمل بمعنى زاره، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص309): خطرت عليه آخر جمعة عاشها فحركته للرواح فخرج معي إلى الجامع ماشياً.
وخطر: أصابه بألم في قلبه، آلم قلبه ففي زيشر (20: 497): القدح لي خاطر، أي الكلام المهين يؤلمني.
خَطَر له: عدل عن رأيه (محيط المحيط). خطَّر: ذكرها فوك في مادة transire.
أخطر. أخطر ذكره: أوقع ذكره في خاطره أي باله (أخبار ص142).
تخَطَّر: تخاطر، تراهن (هلو) وذكرها فوك في مادة transire.
تخاطر: (انظر لين): تراهن (بوشر) (بربرية)، همبرت 218 (الجزائر)، (هلو، دلابورت ص24).
خَطَر: لهم في أنفسهم أَخْطار في الناس: أي كانوا أشرافاً نبلاء في رأيهم هم وفي رأي الناس (أخبار ص25).
وخَطَرٌ: عظيم القيمة (معجم الادريسي).
خَطِر: عظيم، جزيل (عباد 2: 193).
خَطْرَة: سَفْرة (محيط المحيط).
خطره: إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة في رياض النفوس (ص92 و) فلابد أن لها معنى لا أعرفه. ففيه: لما عطف بي إلى الركن خرج إليه رجل بيده خطره (كذا) فضربه به (كذا) للرأس فصرعه وهاهو ميت.
خَطَار: ركب بضاعة، قطار بضاعة (شيرب).
خَطَارة: ممر، مجاز (الكالا).
وخَطَارة: قنطرة من الخشب (الكالا).
وخَطَارة: قيد في الرجل (ألف ليلة برسل 9: 366) وفي طبعة ماكن: قيد بدل خطارة.
خَطَّارَة: وتجمع على خطاطير: رجَّاجة يستقى بها الماء، وهي قطعة طويلة من الخشب قد علق في أحد طرفيها دلو وفي الطرف الآخر قطعة من الخشب أو حجر ليكون ثقالة يعادله. ويسمى باللاتينية القديمة ciconia ( انظر دوكانج) وبالأسبانية cigonal أو Ciguenal. فيما عدا العبارة التي نقلت في (معجم الادريسي) انظر فوك، بارت 1: 351، 3: 116، 5، 427).
وفي كتاب محمد بن الحارث (ص260): فنظر بعض خواص الأمير إلى يحيى بن معمر وهو في جنان له يستقي الماء بخطّارة ويسقي بفل الجنان.
خاطِرٌ ويجمع على خُطَّار: مار (انظره في خطر) وغريب، وزائر (بوشر) وفي (محيط المحيط): الخاطر إلى البلد عند المولدين خلاف المقيم به.
عندهم شئ الخاطر بالزاف: هل عندهم كثير من الناس (مارتن ص22).
وخَاطِر ويجمع على خُطار أيضاً: نزيل فندق (بوشر، زيشر 22: 86، 154).
وخَاطِر: فكر، ذهن، نفس وحضور الخاطر: حضور الفكر (عباد 1: 254).
أقول في خاطري: أقول في نفسي (المقري 2: 517).
وخاطر: طبع، مزاج (بوشر، هلو).
وطبيب خاطر: طيب النفس (دي ساسي طرائف 1: 462).
مكسور الخاطر: حزين ذليل (محيط المحيط).
وخاطر: بداهة في نظم الشعر (عباد 1: 297).
وخاطر: محبة، مودة، وداد (هلو).
وخاطر: ميل وحنو إلى الشيء (بوشر).
وخاطر: عجب، رضا بالذات، ومجاملة، مراعاة، ولطف، كياسة (هلو).
وخاطر: ذكرى، ذكر، تذكر (بوشر). ولعل هذه الكلمة تدل على هذا المعنى عند المقري (3: 751) حيث يقول شخص يجد نفسه في خطر مستغيثاً بولي: يا سيدي أبا العباس خاطرك أي: اذكرني وأغثني.
وخاطر: رغبة، هوى، مراد، ميل، إرادة، (بوشر) وبال، نية (هلو) وفي محيط المحيط: مشيئة، يقال مثلا: لي خاطر في كذا، وليس لي خاطر فيه.
في خاطري: في ذهني، في فكري (بوشر).
له خاطر أن: له رغبة في، له هوى في (بوشر). وفي ألف ليلة (1: 405): في خاطري زيارة بيت المقدس. أي لي رغبة في زيارة بيت المقدس. وفيها (1: 5): في خاطري شئ من اللحم المشوي أي لي رغبة بقليل من اللحم المشوي.
وخاطر: مراد، رضى، مشيئة (بوشر).
على خاطري: برضاي (بوشر).
على خاطرك: كما تشاء (بوشر) وهذا مثل قولهم اعمل هذا بخاطرك أي اعمل هذا كما تشاء (زيشر 22: 136).
من شان خاطر ولأجل خاطر وعلى خاطر: من جرى، بسبب، (بوشر).
في خاطر: رعاية، مراعاة، إكراماً، اعتباراً.
(بوشر بربرية). وفي ألف ليلة (1: 47): لولا أني أخشى على خاطرك (أي لولا أني أخشى عليك) لهدمت المدينة. وفي طبعة برسل (1: 54): لأجل خاطرك: إكراماً لك. وفي طبعة ماكن (1: 907): راحت العجوز من أجل خاطرها أي راحت العجوز إكراماً لها (الأميرة) وفي (3: 206) منها: هذه البغلة تقطع في يوم مسيرة سنة (ولكن من شأن خاطرك مشت على مهلها) أي مراعاة لك (لئلا تفزعك) مشت على مهلها.
وحين يطول الجدال والمماحكة بين البائع والمشتري على بضاعة ما ثم يرضى البائع فيتنازل للمشتري يقول له: من شان خاطرك، أي مراعاة لك وإكراماً. (زيشر 11: 506).
على خاطر (دوماس عادات ص283) لخاطره: مراعاة له (زيشر 22: 136).
إكراماً لخاطرك: مراعاة لك (بوشر).
خاطرك: نخبك! (بوشر بربرية).
بالخواطر: بالشفاعة، بالمحاباة (بوشر).
على خاطر: في حكمه، على ما يهوى (بوشر).
أخذ بخاطره: لاطفه، هدأ ثائرته، وجامله، وجاراه، وحاول أن يصطلح معه (بوشر، ألف ليلة 1: 334، 403، 445، 453، 4: 21، برسل 12: 306) ويقال عن شخصين: أخذ بخواطرهما (ألف ليلة ماكن 3: 225).
ويقال أيضاً: أخذ خاطره، أي هدأ ثائرته (ألف ليلة 1: 451).
تخذ خاطره أو جبر خاطره: سلاه، وعزاه، وفرج الغم عنه (بوشر) وفي محيط المحيط: وجبر خاطره أي طيب قلبه وتلافى ما فات من أمره ومنه قولهم على الله جبر الخواطر.
وأخذ خاطره في: سلاه وعزّاه عن (بوشر).
أخذ خاطر: ودَاع، استئذان في الذهاب. (بوشر) وأخذ خاطره: ودعه، وأستأذنه في الذهاب (ألف ليلة 1: 647، 2: 88، 109، 471، 477، 478، 3: 223، 550). ويقال أيضاً: اخذ بخاطره (2: 471).
خاطرك وخاطركم: استودعك الله واستودعكم الله، في أمان الله (بوشر).
أخذ على خاطره منه: عتب عليه أو تكدر منه (محيط المحيط).
أعطى من خاطره: أعطى طوعاً، أعطى من تلقاء نفسه (زيشر 12: 136).
راعي خاطره: إكراماً له، مراعاة له (بوشر).
صاحب خاطر: شخص يستحق الإكرام والمراعاة (بوشر).
واجب الخاطر، وخاطره لازم: إنسان جليل معتبر (بوشر).
كلف خاطرك ناولني الدواية والقلم: تفضل أو تكرم فناولني الدواة والقلم (بوشر).
رجال خاطر لي: رجال يستحقون الإكرام والمراعاة (بوشر).
أخْطَرْ: شريف، نبيل (ويجرز ص25، 38، عباد 1: 3، 1: 16).
مَخْطَر: ذكرها فوك في مادة Transire.
ومَخْطَر: مجلس، محل الاجتماع (معجم ابن جبير).
مُخْطَر: مرة، تارة (همبرت ص122).
بيع مخاطرة: صفقة بيع بها التاجر بضاعة بسعر غال ديناً ثم يشتريها منه مباشرة بثمن بخس نقداً (بوشر، معجم الأسبانية).
خطر
خطَرَ بـ/ خطَرَ على/ خطَرَ في1/ خطَرَ لـ يَخطُر ويَخطِر، خَطْرًا وخُطُورًا، فهو خاطِر، والمفعول مَخْطُور به
• خطَر الأمرُ بباله/ خطَر الأمرُ على باله/ خطَر الأمرُ في باله/ خطَر الأمرُ له: ذكره بعد نسيان، لاح في فكره بعد نسيان "خطَر ذكره على بالي: لاح في فكري- وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ [حديث]- خطر له خاطر" ° أمرٌ لا يخطر ببال: بعيد الوقوع- سريع الخاطر: حاضر البديهة- عَفْو الخاطر: تلقائيًّا، ارتجالاً، دون إعداد. 

خطَرَ في2 يَخطِر، خَطَرانًا وخَطْرًا، فهو خاطر، والمفعول مخطورٌ فيه
• خطَر في مشيه: تمايل وتبختر "مشت تخطِر في ثيابها المزركشة". 

خطُرَ يَخطُر، خُطورةً وخَطَرًا، فهو خَطِر وخَطِير
• خطُر الأمرُ: كان مؤدِّيًا إلى الهلاك والتَّلف، صار خطيرًا "أجرى له الطبيبُ عمليّة خطِرة".
• خطُر فلانٌ: عظُم قدرُه وارتفع "هو سياسيٌّ خطير". 

أخطرَ يُخطر، إخطارًا، فهو مُخطِر، والمفعول مُخطَر (للمتعدِّي)
• أخطر المريضُ: دخل مرحلةً هي بين السلامة والتلف.
• أخطر الشُّرطةَ بالحادث: أبلغها به "أخطره بموعد قيام الطائرة".
• أخطر الشَّيءَ بباله/ أَخطر الشَّيءَ في بالِه/ أخطر الشَّيءَ على بالِه: أذكره إيّاه. 

تخطَّرَ في يتخطَّر، تخطُّرًا، فهو متخطِّر، والمفعول مُتخطَّرٌ فيه
• تخطَّر في مشيه: تبختر عُجْبًا وخُيَلاءَ. 

تمخطرَ في يتمخطر، تَمَخْطُرًا، فهو متمخطِر، والمفعول مُتمخطَر فيه (انظر: م خ ط ر - تمخطرَ في). 

خاطرَ بـ يُخاطر، مخاطَرَةً، فهو مخاطِر، والمفعول مُخاطَر به
• خاطر بحياته وغيرِها: عرَّضها للهلاك والخطر "خاطر بنفسه- يخاطر بآخر قرش يملكه".
• خاطر بطرح سؤال: اجترأ، تجاسر عليه مع إدراكه ما ينطوي عليه ذلك من صَدٍّ، أو عدم قبول محتمل "يُخاطر بإبداء الرأي". 

مخطرَ يُمخطر، مخطرةً، فهو مُمَخْطِر، والمفعول مُمَخْطَر (انظر: م خ ط ر - مخطرَ). 

إخطار [مفرد]: ج إخطارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أخطرَ.
2 - إشعار أو إعلام كتابيّ أو شفويّ، رسالة قصيرة "تسلّم إخطارًا بموعد نظر قضيَّته". 

تخاطُر [مفرد]
• التَّخاطُر: (نف) الإحساس من بُعْد، وتواصل المشاعر والأفكار من غير توسُّط أدوات الحسّ، أو توارد فكرة معيّنة على خاطري شخصين متباعدين في وقت واحد "لا يزال التخاطُر ظاهرة غريبة لا تفسير لها". 

خاطِر [مفرد]: ج خَواطِرُ، مؤ خاطِرة، ج مؤ خَواطِرُ:
1 - اسم فاعل من خطَرَ بـ/ خطَرَ على/ خطَرَ في1/ خطَرَ لـ
 وخطَرَ في2.
2 - قَلْب أو نفس أو بال "وقع في خاطري شكّ" ° أخَذ بخاطره: عزّاه وواساه- أخَذ على خاطره: استاء، تكدَّر وانزعج- عَفْو الخاطر: تلقائيًّا، ارتجالاً، دون إعداد.
3 - هاجس، ما يعرض أو يرِد على القلب من تدابير، أو ما يمرُّ بالذِّهن من الأمور والآراء "عرض له خاطر" ° تبادُل خواطر/توارد خواطر: شعور باشتراك في الفكر على بُعد، وتناقل الأفكار من عقل إلى عقل آخر على بُعد بغير الوسائل الحسّيّة المعروفة- جبَر خاطرَه/ طيَّب خاطرَه: أجاب طلبَه/ عزّاه وواساه في مصيبةٍ حلَّت به، أزال انكساره وأرضاه- عن طِيب خاطر: عن رضًا- كسَر خاطره: خيَّب أمله- مكسور الخاطر: حزين/ ذليل- مِنْ أجل خاطرِك/ لخاطرِك: إكرامًا لك- مِنْ كلِّ خاطري: مِنْ أعماق قلبي- هو سريع الخاطر: سريع البديهة. 

خاطِرة [مفرد]: ج خاطرات وخَواطِرُ: خاطِر، هاجس، ما يرد على البال من رأي أو معنًى أو فكر "خطرت لي خاطِرة بهذه المناسبة". 

خَطْر [مفرد]: مصدر خطَرَ بـ/ خطَرَ على/ خطَرَ في1/ خطَرَ لـ وخطَرَ في2. 

خَطَر [مفرد]: ج أخطار (لغير المصدر):
1 - مصدر خطُرَ.
2 - إشراف على الهلاك، أو ما يهدِّد الأمن والسَّلامة "اتحدت الفصائلُ الفلسطينيّة لمواجهة الخطر الصهيوني- يتجنّب أخطارَ نشوب حرب نوويّة" ° إشارة الخطر: إنذار بقدوم خطر، علامة توضع على الموادّ السامة أو القابلة للاشتعال أو الانفجار- جليل الخطر/ ذو خطر: عظيم الشأن- دقَّ ناقوسُ الخطر: أنذر بوقوع مكروه- ذو خطر عظيم: يؤدِّي إلى الهلاك والتلف- ركِب الأخطار: جازف بنفسه، عرّض نفسه للخطر، ألقى بنفسه في التهلكة- معرَّض للخطر: سريع الإصابة والتلف.
3 - (قص) إشراف على الهلاك وخوف التلف، ضرر محتمَل يُعقد التأمين لمواجهته في المستقبل "عقد تأمينًا ضِدّ خَطَر الحريق". 

خَطِر [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطُرَ: شرير، مخيف، مجرم.
2 - ما ينذر بالخطر "لعبة خَطِرة- في حالة خطرة". 

خَطَران [مفرد]: مصدر خطَرَ في2. 

خَطْرة [مفرد]: ج خَطَرات وخَطْرات: ما يخطر بالقلب أو البال "دوَّن بعض خَطَراته في الحياة". 

خُطُور [مفرد]: مصدر خطَرَ بـ/ خطَرَ على/ خطَرَ في1/ خطَرَ لـ. 

خُطُورة [مفرد]:
1 - مصدر خطُرَ ° خطورة مرض/ خطورة وضع.
2 - أهميَّة "موضوع في غاية الخُطورة". 

خَطِير [مفرد]: ج خُطُر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطُرَ: ما ينذر بالخطر، صعب، حَرِج، خَطِرٌ "تَمُرُّ الأُمَّة العربيّة بمرحلة سياسيّة خطيرة" ° مرضٌ خطير: يُعرِّض لخطر الهلاك.
2 - ذو شأن وأهمية "موضوعٌ خطير" ° خطير الشَّأن: ذو مكانة بارزة، رفيع، شريف. 

مَخاطِرُ [جمع]: أخطار، مهلكات، مكاره "جابه المخَاطر- تجنَّب مخَاطر الطريق".
• مخاطر التَّضخُّم: (قص) الأخطار المرتبطة باحتمال أن يؤدِّي التضخُّم أو الارتفاع في كُلْفة المعيشة إلى تآكل جزء من القيمة الحقيقيَّة للاستثمار. 

مُخاطَرَة [مفرد]:
1 - مصدر خاطرَ بـ.
2 - ما قد ينجم عنه مكروه أو ضرر، عملٌ لا تَروِّي فيه "لا تُحمد المُخاطرة وإن جاءت سليمة العواقب" ° بيع مخاطرة: صفقة يبيع بها التاجرُ بضاعة بسعر غالٍ دَيْنًا لإنسان، ثم يشتريها منه مباشرة بثمنٍ بخسٍ نقدًا، وهو ما يسمى بالعِينة. 

خطر: الخاطِرُ: ما يَخْطُرُ في القلب من تدبير أَو أَمْرٍ. ابن سيده:

الخاطر الهاجس، والجمع الخواطر، وقد خَطَرَ بباله وعليه يَخْطِرُ

ويَخْطُرُ، بالضم؛ الأَخيرة عن ابن جني، خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسيان. وأَخْطَرَ

الله بباله أَمْرَ كذا، وما وَجَدَ له ذِكْراً إِلاَّ خَطْرَةً؛ ويقال:

خَطَر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يِخْطُر خُطُوراً إِذا وقع ذلك في بالك

ووَهْمِك. وأَخْطَرَهُ اللهُ ببالي؛ وخَطَرَ الشيطانُ بين الإِنسان وقلبه:

أَوصل وَسْواسَهُ إِلى قلبه. وما أَلقاه إِلاَّ خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ

أَي في الأَحيان بعد الأَحيان، وما ذكرته إِلاَّ خَطْرَةً واحدةً. ولَعِبَ

الخَطْرَةَ بالمِخْراق.

والخَطْرُ: مصدر خَطَرَ الفحلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَراناً

وخَطِيراً: رَفَعَهُ مرة بعد مرة، وضرب به حاذيْهِ، وهما ما ظهر من فَخِذيْه

حيث يقع شَعَرُ الذَّنَبِ، وقيل: ضرب به يميناً وشمالاً. وناقةٌ

خَطَّارَةٌ: تَخْطِرُ بذنبها. والخَطِيرُ والخِطَارُ: وَقْعُ ذنب الجمل بين

وَرَكَيْهِ إِذا خَطَرَ؛ وأَنشد:

رَدَدْنَ فَأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعدما

تَحَوَّبَ، عن أَوْراكِهِنَّ، خَطِيرُ

والخاطِرُ: المُتَبَخْتِرُ؛ يقال: خَطَرَ يَخْطِرُ إِذا تَبَخْتَرَ.

والخَطِيرُ والخَطَرَانُ عند الصَّوْلَةِ والنَّشَاطِ، وهو التَّصَاوُل

والوعيد؛ قال الطرماح:

بالُوا مَخافَتَهُمْ على نِيرانِهِمْ،

واسْتَسْلَمُوا، بعد الخَطِيرِ، فَأَُخْمِدُوا

التهذيب: والفحل يَخْطِرُ بذنبه عند الوعيد من الخُيَلاءِ. وفي حديث

مَرْحَبٍ: فخرج يَخْطِرُ بسيفه أَي يَهُزُّهُ مُعْجباً بنفسه مُتَعَرِّضاً

للمبارزة، أَو أَنه كان يَخْطِرُ في مشيه أَي يتمايل ويمشي مِشْيَةَ

المُعْجبِ وسيفه في يده، يعني كان يَخْطِرُ وسيفه معه، والباء للملابسة.

والناقةُ الخَطَّارَةُ: تَخْطِرُ بذنبها في السير نشاطاً. وفي حديث الاستسقاء:

والله ما يَخْطِرُ لنا جمل؛ أَي ما يحرك ذنبه هُزَالاً لشدة القَحْطِ

والجَدْبِ؛ يقال: خَطَرَ البعيرُ بذنبه يَخْطِرُ إِذا رفعه وحَطَّهُ،

وإِنما يفعل ذلك عند الشَّبَعِ والسِّمَنِ؛ ومنه حديث عبد الملك لما قَتَلَ

عَمْرو بْنَ سَعِيدٍ: والله: لقد قَتَلْتُه، وإِنه لأَعز عليّ من جِلْدَةِ

ما بَيْنَ عَيْنَيَّ، ولكن لا يَخْطِرُ فحلانِ في شَوْلٍ؛ وفي قول

الحجاج لما نَصَبَ المِنْجَنيقَ على مكة:

خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ

شبه رميها بِخَطَرَانِ الفحل. وفي حديث سجود السهو: حتى يَخْطِرَ

الشيطانُ بين المرء وقلبه؛ يريد الوسوسة. وفي حديث ابن عباس: قام نبيّ الله

يوماً يصلي فَخَطَر خَطْرَةً، فقال المنافقون: إِن له قلبين. والخَطِيرُ:

الوعيد والنشاط؛ وقوله:

هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى، إِذا ما تَنَاكَرَتْ

مُلُوكُ الرِّجالِ، أَو تَخاطَرَتِ البُزْلُ

يجوز أَن يكون من الخطير الذي هو الوعيد، ويجوز أَن يكون من قولهم

خَطَرَ البعير بذنبه إِذا ضرب به. وخَطَرَانُ الفحل من نشاطه، وأَما خطران

الناقة فهو إِعلام للفحل أَنها لاقح. وخَطَرَ البعير بذنبه يَخْطِرُ،

بالكسر، خَطْراً، ساكن، وخَطَرَاناً إِذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه.

وخَطَرَانُ الرجلِ: اهتزازُه في المشي وتَبَخْتُرُه. وخَطَر بسيفه ورمحه

وقضيبه وسوطه يَخْطِرُ خَطَراناً إِذا رفعه مرة ووضعه أُخْرَى. وخَطَرَ في

مِشْيَتِه يَخْطِرُ خَطِيراً وخَطَراناً: رفع يديه ووضعهما. وقيل: إِنه

مشتق من خَطَرانِ البعير بذنبه، وليس بقويّ، وقد أَبدلوا من خائه غيناً

فقالوا: غَطَرَ بذنبه يَغْطِرُ، فالغين بدل من الخاء لكثرة الخاء وقلة الغين،

قال ابن جني: وقد يجوز أَن يكونا أَصلين إِلاَّ أَنهم لأَحدهما أَقلُّ

استعمالاً منهم للآخر. وخَطَرَ الرجلُ بالرَّبِيعَةِ يَخْطُر خَطْراً:

رفعها وهزها عند الإِشالَةِ؛ والرَّبِيعَةُ: الحَجَرُ الذي يرفعه الناس

يَخْتَبِرُونَ بذلك قُواهُمْ.

الفراء: الخَطَّارَةُ حَظِيرَةُ الإِبل.

والخَطَّارِ: العطَّار؛ يقال: اشتريت بَنَفْسَجاً من الخَطَّارِ.

والخَطَّارُ: المِقْلاعُ؛ وأَنشد:

جُلْمُودُ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ

ورجل خَطَّارٌ بالرمحِ: طَعَّانٌ به؛ وقال:

مَصالِيتُ خَطَّارونَ بالرُّمْحِ في الوَغَى

ورمح خَطَّارٌ: ذو اهتزاز شديد يَخْطِرُ خَطَراناً، وكذلك الإِنسان إِذا

مشى يَخْطِرُ بيديه كثيراً. وخَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِرُ: اهْتَزَّ، وقد

خَطَرَ يَخْطِرُ خَطَراناً.

والخَطَرُ: ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ والمنزلة. ورجلٌ خَطِيرٌ

أَي له قَدْرٌ وخَطَرٌ، وقد خَطُرَ، بالضم، خُطُورَةً. ويقال: خَطَرانُ

الرمح ارتفاعه وانخفاضه للطعن. ويقال: إِنه لرفيع الخَطَرِ ولئيمه. ويقال:

إِنه لعظيم الخَطَرِ وصغير الخَطَرِ في حسن فعاله وشرفه وسوء فعاله

ولؤمه. وخَطَرُ الرجلِ: قَدْرُه ومنزلته، وخص بعضهم به الرفعة، وجمعه

أَخْطارٌ. وأَمْرٌ خَطِيرٌ: رفيعٌ. وخَطُرَ يَخْطُرُ خَطَراً وخُطُوراً إِذا

جَلَّ بعد دِقَّةٍ. والخَطِيرُ من كل شيء: النَّبِيلُ. وهذا خَطِيرٌ لهذا

وخَطَرٌ له أَي مِثْلٌ له في القَدْرِ، ولا يكون إِلاَّ في الشيء المَزِيزِ؛

قال: ولا يقال للدون إِلاَّ للشيء السَّرِيِّ. ويقال للرجل الشريف: هو

عظيم الخَطَرِ. والخَطِيرُ: النَّظِيرُ. وأَخْطَرَ به: سَوَّى.

وأَخْطَرَهُ: صار مثله في الخَطَرِ. الليث: أُخْطِرْتُ لفلان أَي صُيِّرْتُ نظيره

في الخَطَرِ. وأَخْطَرَني فلانٌ، فهو مُخْطِرٌ إِذا صار مثلك في الخَطَرِ.

وفلانٌ ليس له خَطِيرٌ أَي ليس له نظير ولا مثل. وفي الحديث: أَلا هل

مُشَمِّرٌ للجنة فإِن الجنة لا خَطَرَ لها؛ أَي لا عِوَضَ عنها ولا مِثْلَ

لها؛ ومنه: أَلاَّ رَجُلٌ يُخاطِرُ بنفسه وماله؛ أَي يلقيها في

الهَلَكَةِ بالجهاد. والخَطَرُ، بالتحريك: في الأَصل الرهن، وما يُخاطَرُ عليه

ومِثْلُ الشيء وَعَدِلْهُ، ولا يقال إِلاَّ في الشيء الذي له قدر ومزية؛

ومنه حديث عمر في قسمة وادِي القُرَى: وكان لعثمان فيه خَطَرٌ ولعبد الرحمن

خَطَرٌ أَي حظ ونصيب؛ وقول الشاعر:

في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ماله خَطَرُ

أَي ليس له عَِدْلٌ. والخَطَرُ: العَِدْلُ؛ يقال: لا تجعل نفسك خَطَراً

لفلان وأَنت أَوْزَنُ منه. والخَطَرُ: السَّبَقُ الذي يترامى عليه في

التراهن، والجمع أَخْطارٌ. وأَخْطَرَهُمْ خَطَراً وأَخْطَرَه لهم: بذل لهم

من الخَطَرِ ما أَرضاهم. وأَخْطَرَ المالَ أَي جعله خَطَراً بين

المتراهنين. وتَخاطَرُوا على الأَمر: تراهنوا؛ وخاطَرَهم عليه: راهنهم. والخَطَرُ؛

الرَّهْنُ بعينه. والخَطَرُ: ما يُخاطَرُ عليه؛ تقول: وَضَعُوا لي

خَطَراً ثوباً ونحو ذلك؛ والسابق إِذا تناول القَصَبَةَ عُلِمَ أَنه قد

أَحْرَزَ الخَطَرَ. والخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ واحدٌ، وهو كله الذي يوضع

في النِّضالِ والرِّهانِ، فمن سَبَقَ أَخذه، ويقال فيه كله: فَعَّلَ،

مشدّداً، إِذا أَخذه؛ وأَنشد ابن السكيت:

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولم أَقُمْ

على نَدَبٍ يوماً، ولي نَفْسُ مُخْطِرِ؟

والمُخْطِرُ: لذي يجعل نفسه خَطَراً لِقِرْنِه فيبارزه ويقاتله؛ وقال:

وقلتُ لمن قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه:

أَلا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا؟

وقال أَيضاً:

أَين عَنَّا إِخْطارُنا المالَ والأَنْـ

ـفُسَ، إِذ ناهَدُوا لِيَوْمِ المِحَالِ؟

وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ أَنه قال يوم نَهاوَنْدَ، حين التقى

المسلمون مع المشركين: إِن هؤلاء قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتاعاً،

وأَخْطَرتم لهم الدِّينَ، فَنافِحُوا عن الدين؛ الرِّثَةُ: رَدِيء المتاع، يقول:

شَرَطُوها لكم وجعلوها خَطَراً أَي عِدْلاً عن دينكم، أَراد أَنهم لم

يُعَرِّضُوا للهلاك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عليهم وأَنتم قد عَرَّضْتُمْ لهم

أَعظم الأَشياء قَدْراً، وهو الإِسلام.

والأَخطارُ من الجَوْزِ في لَعِب الصبيان هي الأَحْرازُ، واحدها خَطَرٌ.

والأَخْطارُ: الأَحْرازُ في لعب الجَوْز.

والخَطَرُ: الإِشْرافُ على هَلَكَة. وخاطَرَ بنفسه يُخاطِرُ: أَشْفَى

بها على خَطَرِ هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ. والمَخاطِرُ: المراقي. وخَطَرَ

الدهرُ خَطَرانَهُ، كما يقال: ضرب الدهرُ ضَرَبانَهُ؛ وفي التهذيب: يقال

خَطَرَ الدهرُ من خَطَرانِهِ كما يقال ضَرَبَ من ضَرَبانِه. والجُنْدُ

يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائدهم يُرُونَهُ منهم الجِدَّ، وكذلك إِذا احتشدوا في

الحرب.

والخَطْرَةُ: من سِماتِ الإِبل؛ خَطَرَهُ بالمِيسَمِ في باطن الساق؛ عن

ابن حبيب من تذكرة أَبي علي كذلك.

قال ابن سيده: والخَطْرُ ما لَصِقَ

(* قوله: «والخطر ما لصق إلخ» بفتح

الحاء وكسرها مع سكون الطاء كما في القاموس). بالوَرِكَيْنِ من البول؛ قال

ذو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ. بعدما

تَقَوَّبَ، عن غِرْبانِ أَوْرَاكِها، الخَطْرُ

قوله: تقوّب يحتمل أَن يكون بمعنى قوّب، كقوله تعالى: فتقطَّعوا أَمرهم

بينهم؛ أَي قطعوا، وتقسمت الشيء أَي قسمته. وقال بعضهم: أَراد تقوّبت

غربانها عن الخطر فقلبه.

والخِطْرُ: الإِبل الكثيرة؛ والجمع أَخطار، وقيل الخِطْرُ مائتان من

الغنم والإِبل، وقيل: هي من الإِبل أَربعون، وقيل: أَلف وزيادة؛ قال:

رَأَتْ لأَقْوامٍ سَوَاماً دَثْراً،

يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَِطِرْا،

وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْرا

وقال أَبو حاتم: إِذا بلغت الإِبل مائتين، فهي خَِطْرٌ، فإِذا جاوزت ذلك

وقاربت الأَلف، فهي عَِرْجٌ.

وخَطِيرُ الناقة: زمامُها؛ عن كراع. وفي حديث علي، عليه السلام، أَنه

أَشار لعَمَّارٍ وقال: جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لكم، وفي رواية:

كا جَرَّهُ لكم؛ معناه اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ،

وتَوَقَّوْا ما لم يكن فيه موضع؛ قال: الخطير زمام البعير، وقال شمر في الخطير:

قال بعضهم الخَطِير الحَبْلُ، قال: وبعضهم يذهب به إِلى إِخْطارِ النفس

وإِشْرَاطِهَا في الحرب؛ المعنى اصبروا لعمَّار ما صبر لكم.

وتقول العرب: بيني وبينه خَطْرَةُ رَحِمٍ؛ عن ابن الأَعرابي، ولمن

يفسره، وأُراه يعني شُبْكَةَ رَحِمٍ، ويقال: لا جَعَلَها اللهُ خَطْرَتَه ولا

جعلها آخر مَخْطَرٍ منه أَي آخِرَ عَهْدٍ منه، ولا جعلها الله آخر

دَشْنَةٍ

(* قوله: «آخر دشنة إلخ» كذا بالأَصل وشرح القاموس). وآخر دَسْمَةٍ

وطَيَّةٍ ودَسَّةٍ، كلُّ ذلك: آخِرَ عَهْدٍ؛ وروي بيت عدي بن زيد:

وبِعَيْنَيْكَ كُلُّ ذاك تَخَطَرْا

كَ، ويمْضِيكَ نَبْلُهُمْ في النِّضَالِ

قالوا: تَخَطْراكَ وتَخَطَّاكَ بمعنى واحد، وكان أَبو سعيد يرويه تخطاك

ولا يعرف تخطراك، وقال غيره: تَخَطْرَاني شَرُّ فلان وتخطاني أَي جازني.

والخِطْرَةُ: نبت في السهل والرمل يشبه المَكْرَ، وقيل: هي بقلة، وقال

أَبو حنيفة: تَنْبُتُ الخِطْرَةُ مع طلوع سهيل، وهي غَبْراءُ حُلْوَةٌ طيبة

يراها من لا يعرفها فيظن أَنها بقلة، وإِنما تنبت في أَصل قد كان لها

قبل ذلك، وليست بأَكثر مما يَنْتَهِسُ الدابةُ بفمه، وليس لها ورق، وإِنما

هي قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ، وقد تُحْتَبَلُ بها الظِّباءُ، وجمعها

خِطَرٌ مثل سِدْرَةٍ وسِدَرٍ. غيره: الخِطْرَةُ عُشْبَةٌ معروفة لها قَضْبَةٌ

يَجْهَدُها المالُ ويَغْزُرُ عليها، والعرب تقول: رَعَيْنا خَطَرات

الوَسْمِيّ، وهي اللُّمَعُ من المَراتِعِ والبُقَعِ؛ وقال ذو الرمة:

لها خَطَراتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ

لِقَوْمٍ، ولو هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشِمِ

والخِطَرَةُ: أَغصان الشجرة، واحدتها خِطْرٌ، نادر أَو على توهم طرح

الهاء. والخِطْرُ، بالكسر: نبات يجعل ورقه في الخضاب الأَسود يختضب به؛ قال

أَبو حنيفة: هو شبيه بالْكَتَمِ، قال: وكثيراً ما ينبت معه يختضب به

الشيوخ؛ ولحية مَخْطُورَةٌ ومُخَطَّرَةٌ: مَخْضُوبَةٌ به؛ ومنه قيل اللبن

الكثير الماء: خِطْرٌ.

والخَطَّارُ: دهن من الزيت ذو أَفاويه، وهو أَحد ما جاء من الأَسماء على

فَعَّال.

والخَطْرُ: مكيال ضخم لأَهل الشام.

والخَطَّارُ: اسم فرس حذيفة بن بدر الفَزارِيِّ.

خطر

1 خَطَرَ بِذَنَبِهِ, (S, A, Mgh, K, TA,) aor. ـِ [in the CK, erroneously, خَطُرَ,] inf. n. خَطْرٌ and خَطَرَانٌ (S, Mgh, K) and خَطِيرٌ, (JK, K,) He (a camel, S, Mgh, or a stallion [camel], A, K) raised his tail time after time, and struck his thighs with it: (S:) or lashed with it to the right and left: (K:) or moved about his tail: (A, * Mgh, TA:) the stallion does so in threatening, through pride; (T, TA;) or in fighting with others, as though threatening; (A;) or by reason of emaciation occasioned by severe drought; or by reason of sprightliness: but a she-camel, to inform the stallion that she has become pregnant. (TA.) You say also, غَطَرَ بذنبه, aor. ـِ the غ being a substitute for the خ: (TA:) or each form may be original; but the latter is the less used. (IJ, TA.) b2: [Hence,] خَطَرَ بِرْمْحِهِ, (A, * K,) and بِسَيْفِهِ, (K,) and بِقَضِيبِهِ, and بِسَوْطِهِ, (TA,) inf. n. خَطَرَانٌ, (K,) (tropical:) He moved his spear up and down, and his sword, (K, TA,) and his rod, and his whip. (TA.) A man does so with the spear when he walks between the two [opposing] ranks. (A.) b3: And خَطَرَ بِيَدِهِ فِى مَشْيِهِ (tropical:) [He moved his arm up and down in his walking]. (A.) And خَطَرَ فِى مِشْيَتِهِ, (K,) aor. ـِ (TA,) inf. n. خَطَرَانٌ (K) and خَطِيرٌ, (TA,) (assumed tropical:) He moved his arms up and down in his mode of walking, (K, TA,) inclining his body from side to side at the same time. (TA.) And خَطَرَ, aor. ـِ (TA,) inf. n. خَطَرَانٌ, (S,) (assumed tropical:) He (a man) shook himself in walking; (S;) and walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side. (S, TA.) الجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قَائِدِهِمْ (assumed tropical:) [The troops strut around their leader] is said when they show their energy to their leader; and in like manner, when they assemble and equip themselves in war. (TA.) b4: And خَطَرَ, aor. ـِ inf. n. خَطْرٌ, (assumed tropical:) He (a man) raised his arm, or hand, with a stone which he lifted for the purpose of trying his strength, to cast, or throw, and shook the stone in lifting it. (TA.) b5: And خَطَرَ بِإِصْبَعِهِ إِلَى السَّمَآءِ (tropical:) He moved his finger, [or raised it towards the sky,] in supplication. (A.) [This one does in the ordinary prayers, in uttering the profession of belief in the unity of God; raising the first finger only (of the right hand, which is placed on the thigh, while sitting on the left foot), and not the hand itself.]

b6: And خَطَرَ, (S, K,) aor. ـِ inf. n. خَطَرَانٌ, (S,) (assumed tropical:) It (a spear) quivered, vibrated, or shook: (S, K:) or moved up and down previously to a thrusting with it. (S.) b7: خَطَرَ بِبَالِى, (S, A, Mgh, Msb, K,) and عَلَى بَالِى, (JK, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, ISd, IKtt, Mgh, K) and خَطِرَ, (ISd, IKtt, K,) inf. n. خُطُورٌ, (JK, S, Mgh, K,) or خَطَرٌ, (Msb,) and خَطَرَانٌ, (JK,) or this last is a mistranscription, (Mgh,) (tropical:) It bestirred itself in my mind: (A: [see خَاطِرٌ:]) or it moved my mind: (Msb:) or it occurred to my mind [absolutely, or] after I had forgotten it. (K.) b8: خَطَرَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَلْبِهِ (assumed tropical:) The devil put vain suggestions into his mind. (TA.) خَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرَانَهُ, (S,) or مِنْ خَطَرَانِهِ, (TA,) (tropical:) [Fortune, or time, produced, or brought to pass, its events, or among its events such and such things]: a phrase like ضَربَ الدَّهْرُ ضَرَبَانَهُ, (S,) or مِنْ ضَرَبَانِهِ. (T, A. [See art. ضرب.]) A2: خَطُرَ, aor. ـُ (S, A, Msb, K,) inf. n. خُطُورَةٌ, (S, K,) or خَطَرٌ, (Msb,) (tropical:) He (a man, S &c.) was, or became, eminent, noble, or of high rank, (Msb, K,) or characterized by rank or station. (S, A.) And خَطَرَ, [or this is probably a mistranscription for خَطُرَ,] aor. ـُ inf. n. خَطَرٌ and خُطُورٌ, [or, more probably, خُطُورَةٌ,] (assumed tropical:) He was, or became, great in estimation, rank, or dignity, after having been little in respect thereof. (TA.) 2 خطّر, inf. n. تَخْطِيرٌ, (assumed tropical:) He took, got, or won, a bet, wager, or stake. (L in art. ندب, and TA.) 3 خاطر بِنَفْسِهِ, (S, A, Msb, K,) and بِقَوْمِهِ, (A,) inf. n. مُخَاطَرَةٌ; (TK;) and بقومه ↓ اخطر; (A;) He placed himself at the point of, or near to, destruction; perilled, imperilled, endangered, jeoparded, hazarded, or risked, himself; (S, A;) and his people or party: (A:) or خاطر بنفسه signifies he did that in which fear predominated: (Msb:) or he caused himself to be on the brink of destruction or of attaining dominion. (K.) And خاطر بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ He threw himself and his property into destruction. (TA.) And ↓ اخطر لَهُ كَذَا He hazarded, or risked, to him such a thing. (L.) [See also 4, below.] b2: خاظرهُ عَلَى

كَذَا, (S, A,) or عَلَى مَالٍ, (Msb,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He laid a bet, wager, or stake, with him, (S, * A, Msb,) for such a thing, (S, A,) or for property. (Msb.) [See, again, 4.]4 اخطرهُ اللّٰهُ بِبَالِى, (S, K,) [and عَلَى بَالِى, (see 1,)] (tropical:) God caused it [to bestir itself in my mind: or to move my mind: or] to occur to my mind after I had forgotten it. (K.) A2: See also 3, in two places. b2: اخطرالمَالَ, (S, K, &c.,) inf. n. إِخْطَارٌ, (Msb,) (tropical:) He made the property a stake (S, A, Msb, K) between the parties betting. (S, Msb, K.) And أَخْطَرَ لِى وَأَخْطَرْتُ لَهُ (tropical:) [He laid me a bet and I laid him a bet;] we laid bets, wagers, or stakes, one to another. (K. [See also 3.]) And اخطر المَوْتَ نَفْسَهُ (tropical:) He made his soul a stake to death [by exposing it to be taken by death, like as a stake is taken by one of two parties who have betted]. (TA.) And اخطر [alone] (tropical:) He made himself, or his soul, a stake to his adversary, and sallied forth against him. (K.) b3: أَخْطَرَهُمْ خَطَرًا and اخطر لَهُمْ خَطَرًا (assumed tropical:) He gave them liberally, or freely, a lot, portion, or share, or a compensation, such as contented them. (TA.) b4: اخطرهُ He (God) made him to be characterized by rank, or station. (A.) b5: اخطر فُلَانٌ فُلَانًا (assumed tropical:) Such a one became like in rank, or station, to such a one. (K.) And أُخْطِرْتُ لِفُلَانٍ (assumed tropical:) I was made like to such a one in rank, or station. (Lth, TA.) And أُخْطِرَ بِهِ He was made equal. (TA. [See أُنْظِرَ بِهِ.]) 6 تَخَاطَرَتِ الفُحُولُ بِأَذْنَابِهَا [The stallions of the camels lashed with their tails] previously to their attacking one another. (A.) A2: تخاطروا (tropical:) They laid bets, wagers, or stakes, one with another, (K, TA,) عَلَى أَمْرٍ for a thing. (TA.) and تخاطرا عَلَيْهِ (tropical:) They two laid bets, wagers, or stakes, for it. (A.) خَطْرٌ: see خِطْرٌ: A2: and خَطَرٌ, in two places: A3: and خَاطِرٌ.

خِطْرٌ A large number of camels: (S, K:) or forty: (K:) or two hundred; (AHát, K;) and the like of sheep or goats: (TA:) or a thousand thereof: (K:) and more: (TA:) and ↓ خَطْرٌ signifies the same: (K:) pl. أَخْطَارٌ. (S, K.) A2: A certain plant, with which one dyes or tinges, himself or his hair, (S, K,) its leaves being put into black dye: (TA:) it resembles the plant called كَتَم, with which it often grows; and old men dye their hair with it: (AHn:) or [the plant called] وَسْمَة: (K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (AHn, K.) b2: Hence, (S,) (tropical:) Milk mixed with much water: (S, K, TA:) as though it were tinged [with the plant so called]. (TA.) b3: and A branch (K) of a tree: pl. خِطَرَةٌ, which is extr.; or as though the ة were imagined to be elided. (TA.) خَطَرٌ The being at the point of, or near to, destruction; (JK, S, A, Msb, K;) [imminent danger; peril; jeopardy; risk; hazard;] and fear of perishing: (Msb:) pl. أَخْطَارٌ. (A.) Yousay, هُوَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ He is [in a state of great peril, or] on the brink of destruction. (A.) and رَكْبُوا الأَخْطَارَ [They embarked in perilous undertakings; or braved perils]. (A.) [And أَمْرُ لَهُ خَطَرٌ and ذُو خَطَرٍ A perilous affair or event or case: and hence, a momentous, or an important, affair or event or case; an affair, or event,. or a case, of moment or importance or magnitude: see also خَطِيرٌ.] And خَطَرٌ [alone] signifies A thing, or an affair, &c., of great magnitude: and a trial, or an affliction: pl. as above. (Har p. 264.) b2: (tropical:) A bet, wager, stake, or thing wagered; a thing staked at a shooting-match or a race, and taken by the winner: (T, S, * A, * Mgh, * Msb, * K, * TA:) [accord. to the TA, this is the primary signification; but accord. to the A, it is tropical:] pl. as above; (Msb;) or خِطَارٌ; and pl. pl. خُطُرٌ: (K: [but in some copies of the K, the last is written أَخْطَارٌ; and so in the TA, where it is added that some say it is pl. of خَطَرٌ, like as أَسْبَابٌ is of سَبَبٌ, and أَنْدَابٌ of نَدَبٌ:]) خَطَرٌ and سَبَقٌ and نَدَبٌ all signify the same. (TA.) You say, وَضَعُوا خَطَرًا (tropical:) [They laid a bet]. (A.) And أَحْرَزَ فُلَانٌ الخَطَرَ (tropical:) [Such a one won the bet]. (A.) b3: Hence, [app. as being likened to a stake won,] (TA,) (tropical:) Eminence; nobility; as also ↓ خَطْرٌ: (K, TA:) in which sense it has become so much used as to be, in this acceptation, conventionally regarded as proper: (TA:) also excellence: (TA:) and (as also ↓ خَطْرٌ, TA) rank; degree of dignity; station; of a man: (S, A, K, TA:) and highness of rank or account or estimation: and wealth: (TA:) pl. أَخْطَارٌ: (A:) accord. to some, it is only used to signify high rank: but accord. to others, you say, إِنَّهُ لَعَظِيمُ الخَطَرِ (tropical:) [Verily he is of great dignity] with respect to his good actions and his nobility, and صَغِيرُ الخَطَرِ (tropical:) [of little rank] with respect to his evil actions and his ignobleness. (TA.) Also (assumed tropical:) A lot, or portion, or share. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A compensation. (TA.) A2: (assumed tropical:) A like, or fellow, (S, K,) in rank or station, (S,) or in eminence; (K;) as also ↓خَطِيرٌ. (S, K.) Yousay, هٰذَا خَطَرٌ لِهٰذَا, and ↓خَطِيرٌ, (assumed tropical:) This is like to that. (S.) And الجَنَّةُ لَا خَطَرَ لَهَا (assumed tropical:) Paradise has not its like. (TA.) And ↓فُلَانٌ لَيْسَ لَهُ خَطِيرٌ (assumed tropical:) Such a one has not his like or fellow. (TA.) A3: Also [an inf. n. of خَطَرَ in the phrase خَطَرَ بِبَالِى and عَلَى بَالِى, accord. to the Msb And hence,] (assumed tropical:) A vain suggestion of the devil. (JK.) [See خَاطِرٌ.]

خَطِرٌ: see خَاطِرٌ.

خَطْرَةٌ [inf. n. of un. of خَطَرَ: and hence,] (assumed tropical:) A going away; and walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side. (Har p. 35.) b2: See also خَاطِرٌ. b3: مَا لَقِيتُهُ إِلَا خَطْرَةً (tropical:) [I met him not save] sometime; (A;) or sometimes. (K.) And مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا خَطْرَةً بَعْدَ خَطْرَةٍ (tropical:) [I remembered not, or mentioned not, him, or it, save sometime after sometime; i. e., save] sometimes. (A.) b4: أَصَابَتْهُ خَطْرَةٌ مِنَ الجِنِّ (assumed tropical:) A touch, or stroke, from the jinn, or genii, befell him; or madness, or insanity, [proceeding] from the jinn; syn. مَسٌّ. (K, * TA.) b5: بَيْنِى وَبَيْنَهُ خَطْرَةُ رَحِمٍ (IAar, TA) app. means (assumed tropical:) Between me and him is a tie of relationship. (TA.) b6: رَعَيْنَا خَطَرَاتِ الوَسْمِىِّ (assumed tropical:) We pastured [our beasts] upon the patches of herbage produced by the [rain called] وسمىّ. (K, * TA.) b7: خَطْرَةٌ also signifies (assumed tropical:) A small quantity [or shower] of rain: pl. خِطَارٌ (JK) [and probably خَطَرَاتٌ also]. b8: And one says, ↓لَا جَعَلَهَا اللّٰهُ خَطْرَتَهُ وَلَا جَعَلَهَا آخِرَ مَخْطَرٍ

مِنْهُ [app. referring to rain, and meaning (assumed tropical:) May God not make it to be the only shower, or fall, thereof, or the only time thereof; nor make it to be the last time thereof]; (TA;) آخِرَ مَخْطَرٍ meaning آخِرَ عَهْدٍ. (K, * TA.) خطار: see what next follows.

خَطِيرٌ The falling of a camel's tail between the parts above his thighs, when he moves it about; [see 1, first sentence;] as also ↓خطار. (TA: in which the latter is written without any syll. signs.) A2: A camel's nose-rein; (S, K;) a nose-rein by which a she-camel is led: (Kr:) a rope: (Sh, K:) these, says Meyd, are one and the same thing. (TA.) It is related in a trad. of 'Alee that he said to [ a mistake for “ respecting ”] 'Ammár, جُرُّوا لَهُ الخَطِيرَ مَا انْجَرَّ لَكُمْ [Pull ye his noserein as long as it will be pulled by you]: or, as some relate the saying, مَا جَرَّهُ لَكُمْ [as long as he pulls it to you]: meaning follow him as long as there is ground for doing so: or, accord. to some, as Sh says, act patiently towards 'Ammar as long as he acts patiently towards you: Meyd mentions it as a proverb. (TA.) A3: (tropical:) Eminent; noble; of high rank: (Msb, K, TA:) characterized by rank or station: (S, A:) pl. خُطْرٌ (K) and خَطِيرُونَ. (A.) And (assumed tropical:) Anything excellent. (TA.) You say أَمْرٌ خَطِيرٌ (assumed tropical:) A thing, or an affair, of high account or estimation. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Ignoble; of low rank; (Az, TA;) contemptible. (Az, Msb.) b3: See also خَطَرٌ, in three places.

خَطَّارٌ [is probably applied to a he-camel in a sense like that of the fem., here following].

خَطَّارَةٌ, applied to a she-camel, That lashes with the tail to the right and left: (K:) or that moves about her tail, when going, in a brisk, or sprightly, manner: (A:) or that raises her tail, in going along, by reason of briskness, and exceeding sprightliness. (Har p. 557.) [See 1, first sentence.] b2: [Hence,] (tropical:) A spear that quivers, vibrates, or shakes: (S, A, K:) or that does so much: and in like manner, a man. (TA.) and خَطَّارٌ بِالرُّمْحِ (tropical:) A man who thrusts much with the spear. (S, K, TA.) b3: (assumed tropical:) A man who raises his arm, or hand, (K, TA,) with a stone which he lifts for the purpose of trying his strength, (TA,) to cast, or throw, (K, TA,) and who shakes the stone in lifting it. (TA.) b4: (assumed tropical:) A sling. (K.) (assumed tropical:) The [engine of war called] مَنْجَنِيق; (K;) as also ↓ خَطَّارَةٌ: its casting being likened to the action termed خَطَرَانٌ [inf. n. of 1, q. v.], of the stallion-camel. (TA.) b5: الخَطَّارُ (assumed tropical:) The lion: (K:) because of his proud walk, and self-admiration: or because of his shaking himself in his walk. (TA.) b6: مِسْكٌ خَطَّارٌ (tropical:) Musk that diffuses much odour or fragrance. (A.) خَطَّارَةٌ: see the next preceding paragraph.

خَاطِرٌ [part. n. of 1, q. v.:] (tropical:) Walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side; (K;) as also ↓ خَطِرٌ, (K, TA,) or ↓ خَطْرٌ. (So in the CK and in a MS. copy of the K.) A2: (tropical:) An opinion, or an idea, or object of thought, bestirring itself in the mind; (A and Kull p. 179;) i. q. هَاجِسُ, (M, K,) i. e. a thing coming at random into the mind: (S in art. هجس:) or a cogitation which bestirs itself, or occurs, (يَخْطُرُ,) in the mind, with a view to the end, issue, or result, of a thing: (Msb:) pl. خَوَاطِرُ: (A, K:) [and ↓ خَطْرَةٌ signifies the same; for] خَطَرَاتٌ [which is its pl.] is syn. with خَوَاطِرُ; (A;) [whence the phrase,] خَطَرَاتُ الشَّيَاطِينِ (assumed tropical:) The vain suggestions of the devils. (S and TA in art. همز, &c.) [See also خَطَرٌ, last sentence] b2: Hence it is applied to (assumed tropical:) The mind itself. (Kull p. 179.) مَخْطَرٌ: see خَطْرَةٌ.

بَادِيَةٌ مُخْطِرَةٌ (assumed tropical:) [A perilous, or dangerous, desert;] as though it made the traveller a stake between safety and perdition. (Msb.) مُخَاطِرٌ [act. part. n. of 3, q. v.:] (assumed tropical:) One who contends with another in shooting or casting [app. for a wager]. (JK, TA.)
خطر
: (الخَاطِرُ) : مَا يَخْطُر فِي القَلْب من تدْبِير أَوْ أَمْر. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الخَاطِرُ: (الهَاجِسُ، ج الخَوَاطِرُ) . قَالَ شيخُنَا: فهُمَا مُترادِفَان، وفَرَّق بَيْنَهُمَا وبَيْن حَديثِ النَّفْسِ الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون وأَهلُ الأُصول، كَمَا فَرَّقُوا بَين الهَمِّ والعَزْمِ، وجعَلُوا المُؤاخَذَةَ فِي الأَخِير دُونَ الأَرْبَعَةِ الأُوَلِ.
وقَال الزَّمَخْشَرِيّ: الخَوَاطِرُ: مَا يَتَحَرَّك بالقَلْب مِنْ رَأْي أَو مَعْنًى. وعَدَّه من المَجَازِ.
(و) الخَاطِرُ: (المُتَبَخْتِر) . يُقَال: خَطَرَ يَخْطِر، إِذا تَبَخْتَر، (كالخَطِرِ) كفَرِحٍ. وَمن الْمجَاز: (خَطَرَ) فُلانٌ (بِبَالِه وعَلَيْه يَخْطِر) ، بالكَسْرِ، (ويَخْطُر) ، بالضَّمِّ، الأَخِيرَةُ عَن ابْن جِنِّي، (خُطُوراً) ، كقُعُود، إِذَا (ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ) .
قَالَ شَيْخُنَا: وَقد فَرَّقَ بَيْنَهُمَا صاحِبُ الاقْتِطاف حَيْثُ قَال: خَطَرَ الشَّيْءُ بِبَالِه يَخْطُر، بالضَّمِّ؛ وَخَطَرَ الرَّجلُ يَخْطِر، بالكَسْرِ، إِذا مَشَى فِي ثَوْبه. والصَّحِيح مَا قَاله ابْنُ القَطَّاع وابنُ سِيدَه من ذِكْرِ اللُّغَتَيْن، وَلَو أَنَّ الكَسْر فِي خَطَر فِي مِشْيَتِه أَعْرَفُ.
ويقَال: خَطَر بِبَالي وعَلَى بَالِي كَذَا وكَذَا يَخْطُر خُطُوراً إِذا وَقَع ذالك فِي وَهْمِك. (وأَخْطَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى) بِبَالي: ذَكَره وَهُوَ مَجاز.
(و) خَطَر (الفَحْلُ بذَنَبه يَخْطِر) ، بِالْكَسْرِ، (خَطْراً) ، بفَتْح فسُكُون، (وخَطَراناً) ، مُحَرَّكَةً (وخَطِيراً) ، كأَمِير: رَفَعَه مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ، وضَرَبَ بِهِ حاذَيْه، وَهُوَ مَا ظَهرَ من فَخِذَيْه حَيْثُ يَقَعُ شَعرُ الذَّنَبِ، وَقيل: (ضَرَبَ بِهِ يَمِيناً وشِمَالاً) .
وَفِي التَّهْذِيب: والفَحْلُ يَخْطِر بذَنبِه عِنْد الوَعِيدِ من الُخيلاءِ.
والخَطِيرُ والخِطَارُ: وَقْعُ ذَنَبِ الجَمَل بَينَ وَرِكَيْه إِذا خَطَرَ، وأَنشد:
رَدَدْنَ فأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعْدَ مَا
تَحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاكِهِنَّ خَطِيرُ
(وَهِي ناقَةٌ خَطَّارَةٌ) ، تَخْطِرُ بذَنَبِها فِي السَّيْر نَشاطاً. وَفِي حدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ (وَالله مَا يَخْطِر لنا جَمَلٌ) ، أَي مَا يُحَرِّك ذَنبَه هُزَالاً لشِدَّةِ القَحْطِ والجَدْب. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ المَلِك لمَّا قَتلَ عَمْرَو بن سَعِيد: (ولاكنْ لَا يَخْطِر فَحْلانِ فِي شَوْلٍ) . وَقيل: خَطَرَانُ الفَحْلِ من نَشَاطه. وأَمَّا خَطَرانُ النَّاقَةِ فَهُوَ إِعْلامُ الفَحْلِ أَنَّهَا لاَقِحٌ.
(و) من المَجَاز: خَطَرَ (الرَّجُلُ بسَيْفِه ورُمْحِه) وقَضِيبِه وسَوْطِه، يَخْطِر، إِذا (رَفَعَه مَرَّةً ووَضَعَه أُخْرَى) . وَفِي حَدِيثِ مَرْحَبٍ: (فخَرَجَ يَخْطِر بسَيْفِ) ، أَي يَهُزُّه مُعْجَباً بنَفْسِه مُتَعَرِّضاً لمُبارَزَة.
وَيُقَال: خَطَرَ بالرُّمْح، إِذا مَشَى بَين الصَّفَّيْنِ، كَمَا فِي الأَسَاس.
(و) خَطَرَ (فِي مِشْيَتِه) يَخْطِر، إِذا (رَفَع يَدَيْهِ ووَضَعَهُمَا) وَهُوَ يَتَمَايَل. (خَطَرَاناً، فِيهِمَا) ، مُحَرَّكةً، وخَطِيراً، فِي الثّانِي، وَقيل: الثَّانِي مُشْتَقٌّ من خَطَرَانِ البَعِيرِ بذَنَبِه. ولي بِقَوِيَ، وَقد أَبْدَلُوا من خائه غَيْناً فَقَالُوا: غَطَرَ بذَنَبِه يَغْطِر، فالغَيْن بَدَلٌ من الخَاءِ، لكَثْرة الخَاءِ وقِلَّة الغَيْن.
قَالَ ابنُ جِنِّي: وَقد يَجوز أَن يَكُونَا أَصْلَينِ، إِلاَّ أَنَّهُم لأَحدِهما أَقلُّ اسْتِعْمَالاً مِنْهُم للآخَرِ.
(و) خَطَرَ (الرُّمْحُ) يَخْصِر خَطَراناً: (اهْتَزَّ، فَهُوَ خَطَّارٌ) ، ذُو اهْتِزاز شَدِيدٍ، وكذالك الإِنْسَانُ.
(والخِطْرُ بالكَسْرِ: نَبَاتٌ) يُجْعَل وَرَقَهُ فِي الخِضَاب الأَسْوَدِ (يُخْتَضَبُ بِهِ. أَو الوَسْمَةُ) ، قَالَ أَبو حَنءَهفَة: هُوَ شَبِيهٌ بالكَتَم. قَالَ: وكَثيراً مَا يَنْبُتُ مَعَه يَخْتضِبُ بِهِ الشُّيُوخ. (وَاحِدَتُه بِهَاءٍ) ، مثْل سِدْرَةٍ وسِدْرٍ.
(و) من المَجَاز: الخِطْر: (اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ) ، كأَنَّه مَخْضُوبٌ.
(و) الخِطْر: (الغُصْنُ) من الشَّجَر وَهُوَ واحدُ خطَرَةٍ كعِنَبة، نَادِر، أَو عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ. قَالَ أَبُو حَنِيفة: الخِطْرَةُ: الغُصْنُ والجمْع الخِطَرةُ. كذالك سَمِعَ الأَعْرَاب يَتَكَلَّمُون بِهِ.
(و) الخِطْرُ: (الإِبِلُ الكثِيرُ) ، هاكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَةِ، والصَّوَابُ: الكَثِيرَةُ، بالتَّأْنِيثِ، كَمَا فِي أُمَّهَاتِ اللُّغَة. (أَو أَرْبَعُونَ) من الإِبِل، (أَو مِائَتَانِ) من الغَنَم والإِبِل، (أَو أَلْفٌ مِنْهَا) وَزِيَادَة، قَالَ:
رَأَتْ لأَقوامٍ سَوَاماً دَثْراً
يُرِيحُ رَاعُوِهُنَّ أَلْفاً خَطْرَا
وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْراً
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِذا بَلَغت الإِبلُ مائَتَيْن فَهِيَ خِطْر، فإِذا جَاوَزَت ذالك وقَارَبت الأَلْفَ فَهِي. عَرْج. (وَيفتح) ، وهاذِه عَن الصَّغاني (ج أَخْطَارٌ) .
(و) الخَطَر (بالفَتْحِ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ) لأَهْلِ الشَّام، نَقَلَه، الصَّغانيّ.
(و) الخَطْر: (مَا يَتَلَبَّد) ، أَي يَلْصَق (عَلَى أَوْرَاكِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا وأَبْعَارِهَا) إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها، عَن ابْنِ دُرَيد، وعِبَارَةُ المُحْكَم: مَا لَصِقَ بالوَرِكَيْن من البَوْل، وَلَا يَخْفَى أَنّ هاذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَةِ المُصَنِّف. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمَائِلَ بَعْدَمَا
تَقَوَّبَ عَن غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ
تَقَوَّب كَقَوْلهِ تَعَالى: {فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) أَي قَطَّعُوا. وَقَالَ بَعْضُهم: أَرادَ: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عَن الخَطْر، فقَلَبَه.
(ويُكْسَرُ، و) الخَطْر: (الَعارِضُ مِنَ السَّحَابِ) لاهْتِزَازِهِ.
(و) من المَجاز: الخَطْر: (الشَّرَفُ) والمَالُ والمَنْزِلَة وارْتِفاعُ القَدْرِ، (ويُحَرَّك) ، ويُقَالُ: للرَّجُل الشَّرِيف: هُو عَظِيمُ الخَطَر، وَلَا يُقَال لِلدُّونِ.
(و) الخُطُر (بالضَّمِّ: الأَشْرَافُ مِنَ الرِّجَالِ) العَظِيمُو القَدْرِ والمَنْزِلَة، (الواحِدُ خَطِيرٌ) ، كأَمِير، وقَومٌ خَطِيرُون.
(وبالتَّحْرِيك: الإِشْرَافُ عَلَى الهَلاَكِ) ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي الأَشْراف والإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل والجنَاس الكامِل المحرَّف. وَفِي بعْضِ الأُصول: على هَلَكَة. وَهُوَ على خَطَرٍ عَظِيم، أَي إِشْراف على شَفَا هَلَكَةٍ. ورَكِبُوا الأَخْطَارَ.
(و) الخَطَرُ فِي الأَصل: (السَّبَقُ يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ) ، ثمَّ استُعِير للشَّرَف والمَزِيّة، واشْتَهَرَ حَتَّى صارَ حَقِيقةً عُرْفِيَّةً. وَفِي التَّهْذِيب. يُتَرَامَى عَلَيْه فِي التَّرَاهُنِ. والخَطَر: الرَّهْن بعَيْنه وَهُوَ مَا يُخَاطَر عَلَيْه، تَقُولُ: وَضَعُوا لِي خَطَراً ثَوْباً، ونَحْوَ ذالِك، والسَّابِقُإِذا تَنَاوَل القَصَبَةَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ، وَهُوَ والسَّبَقُ والنَّدَبُ وَاحِدٌ، وَهُوَ كُلُّه الَّذِي يُوضَع فِي النِّضَالِ والرِّهَان، فمنْ سَبَقَ أَخَذَه، (ج خِطَارٌ) ، بالكَسْرِ، و (جج) ، أَي جَمْع الجَمْع (أَخْطَارٌ) . وقِي؛ إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَرٍ كسَبَبٍ وأَسْبَاب، ونَدَبٍ وأَنْداب.
(و) من المَجازِ: الخَطَر: (قَدْرُ الرَّجُلِ) ومَنْزِلَتُه. وَيُقَال: إِنَّه لَعَظِيمُ الخَطَرِ وصَغِيرُ الخَطَرِ، فِي حُسْن فِعَاله وشَرَفِه، وسُوءِ فِعَاله. وخَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعَة، وجَمْعُه أَخْطارٌ. (و) الخَطَر: (الْمِثْلُ فِي العُلُوِّ) والقَدْرِ، وَلَا يَكُونُ فِي الشَّيْءِ الدّونِ، (كالخَطِيرِ) ، كأَمِير. وَفِي الحَدِيث: (أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّة فإِنَّ الجَنَّة لَا خَطَرَ لَهَا) ، أَي لَا مِثْلَ لهَا. وَقَالَ الشَّاعِر:
فِي ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيَ مَاله خَطَرُ
أَي لَيْسَ لَهُ عِدْلٌ.
وفُلانٌ لَيْس لَهُ خَطِيرٌ، أَي لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مِثْلٌ.
(و) الخَطَّار، (ككَتَّان: دُهْنٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّيْت با 2 اوِيهِ الطِّيبِ) ، نَقَله الصَّغَانِيّ، وهُوَ أَحدُ مَا جَاءَ من الأَسْمَاءِ على فَعّال.
(و) الخَطَّار: اسْم (فَرَس حُذَيْفَةَ ابْنِ بَدْر الفَزَارِيِّ. و) اسْم (فَرَس حَنْظَلَةَ بْنِ عَامِرٍ النُّمَيْرِيّ) ، نقلَه الصّغانِيّ.
(و) الخَطَّار: لَقَبُ (عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث) ، هاكذا مُقْتَضَى سِيَاقِه، والصَّواب أَنّه اسْمُ جَدِّه، فَفِي التَّكْمِلَة: عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِين، فتَأَمَّل.
(و) الخَطَّارُ: (المِقْلاعُ) . قَالَ دُكَيْنٌ يَصِف فَرَساً:
لَو لم تَلُح غُرَّتْه وجُبَبُهْ
جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
(و) الخَطَّار: (الأَسَد) ، لتَبَخْتُره وإِعْجَابِه، أَو لاهْتِزازِه فِي مَشْيِه. (و) الخَصَّار: (المَنْجَنِيقُ) ، كالخَطَّارة. قَالَ الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِيق على مَكَّة.
خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ
شَبِ رَمْيَها بخَطَرانِ الفَحْل. وَبِه فسِّر أَيْضاً قَوْلُ دُكَيْن السَّابِق.
(و) الخَطَّارُ: (الرَّجُلُ يَرْفَع يَدَهُ) بالرَّبِيعَةِ (للرَّمْيِ) ويَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَة يخْتَبِرُ بهَا قُوَّتَه، وَبِه فَسَّر الأَصْمَعِيّ قَول دُكَيْن السَّابِق. والرَّبِيعَةُ: الحَجَر الَّذِي يَرْفَعه النّاس يَخْتَبِرُون بِذالِك قُواهُم، وَقد خَطَرَ يَخْطِر خَطْراً.
(و) الخَطَّارُ: (العَطَّارُ) : يُقَال: اشتَرَيْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار.
(و) من المَجَاز: الخَطّار: (الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ) قَالَ:
مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح فِي الوَغَى
(وأَبو الخَطَّارِ الكَلْبِيُّ) هُو حُسام بنُ ضِرَار بنِ سَلاَمانَ بنِ خَيْثَم بنِ رَبِيعَةَ بن حِصْن بن ضَمْضَم ابْن عَدِيّ بنِ جَنَاب: (شَاعِرٌ) وَلِيَ الأَنْدَلُسَ مِنْ هِشَام، وأَظْهَرَ العَصَبِيَّة لليَمَانِيَة على المُضَرِيّة وقتلَه الصَّمِيل ابنُ حَاتِم بن (شَمِر بن) ذِي الجَوْشَن الضِّبابِيّ.
(و) قَالَ الفرّاءُ: الخَطَّارة، (بِهَاءٍ: حَظِيرَةُ الإِبلِ) ، وَقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ الحَظِيرة. (و) الخَطَّارَة: (ع قُرْبَ القَاهِرَة) من أَعمال الشّرّقِيّة.
(و) من المَجاز: (تَخَاطَرُوا) على الأَمْرِ: (تَرَاهَنُوا) . وَفِي الأَساس: وضَعُوا خَطَراً.
(وأَخْطَرَ) الرَّجُلُ: (جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ) ، أَي دْلاً (فبارَزَه) وقَاتَله. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ وَلم أَقُمْ
على نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ وَقَالَ أَيضاً:
وقُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نفَس 2 هـ
أَلاَ مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا
وَقَالَ أَيضاً:
أَيْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ والأَنْ
فُسَ إِذْ نَاهَدُوا ليَوْمِ المِحَالِ
وَفِي حدَيِث النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنَّه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمُون مَع المُشْرِكين: (إِنَّ هاؤلاَءِ قد أَخْصَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً، وأَخْطَرْتُم لَهُم الدِّينَ فنافِحُوا عَن الدِّين) . أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضُوا للهَلاَك إِلاَّ مَتَاعا يَهُونُ عَلَيْهِم، وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عَلَيْهِم أَعَظَم الأَشْيَاءِ قَدْراً وَهُوَ الإِسْلاَم. يَقُول: شَرَطوا مَا لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عَن دينكُمْ.
ويقَال: لَا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفُلَان فأَنْت أَوْزَنُ مِنْهُ.
(و) من المَجاز: أَخْطَرَ (المَالَ: جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين) . وخَاطَرَهم عَلَيْه: رَاهَنَهُم.
(و) أَخْطَر (فلانٌ فُلاناً) فَهُوَ مُخْطِر: (صَار مِثْلَه فِي) الخَطَر، أَي (القَدْرِ) والمَنْزِلَة وأَخْطَر بِهِ: سَوَّى وأُخْطِرْت لِفُلان: صُيِّرْتُ نَظِيرَه فِي الخَطَر، قالَه اللَّيْثُ. (و) أَخْطَرَ (هُوَ لِي، و) أَخْطَرْت (أَنَا لَهُ) ، أَي (تَراهَنَّا) . والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة والإِخْطَارُ: المُرَاهَنَةُ.
(والخَطِيرُ) من كُلِّ شَيْءٍ: النَّبِيل. والخَطِير: (الرَّفِيعُ) القَدْرِ. والخَطِير: الوَضِيعُ، ضِدٌّ، حَكَاه فِي المِصْبَاح عَن أَبِي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر بِرِفْعه القَدْر، كَمَا تَقَدَّم. يُقَال: أَمْرٌ خَطِير، أَي رَفِيعٍ، وَقد (خَطُر كَكَرُم، خُطُورَةً) ، بالضَّمِّ.
(و) الخَطِيرُ: (الزِّمَامُ) الَّذِي تُقادُ بِهِ النَّاقة، عَن كُراع. وَفِي حَديثِ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنْه (أَنَّه قَال لعَمَّار: جُرُّوا لَهُ الخَطِيرَ مَا انْجَرَّ لَكُم) . وَفِي رِوَايَة: (مَا جَرَّه لَكُم) . وَمَعْنَاهُ اتَّبِعُوه مَا كَانَ فِيهِ مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ، وتَوَقَّوْا مَا لم يَكُن فِيهِ مَوْضع. قَالَ شَمِرٌ: ويَذهَبُ بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا فِي الحَرْب. والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار مَا صَبَرَ لكم. وجعلَه شَيْخُنَا مَثَلاً، ونَقَلَ عَن المَيْدَانِيّ مَا ذَكَرْنَاه أَوَّلاً، وَهُوَ حَدِيثٌ كَمَا عَرَفْتَ.
(و) الخَطير: (القَارُ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) الخَطِيرُ: (الحَبْلُ) ، وَبِه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر، وَهُوَ أَحَدُ الوَجْهَيْن. وَقَالَ المَيْدَانِيّ: الخَطِيرُ: الزِّمَامُ والحَبْل، فَهُمَا شيءٌ واحدٌ.
(و) الخَطِر: (لُعَابُ الشَّمْسِ فِي الهاجِرَة) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ، وَهُوَ مَجاز، كَأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ.
(و) من ذالِك أَيضاً الخَطِير: (ظُلْمَةُ اللَّيْلِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) الخَطِيرُ: (الوَعِيدُ. والنَّشَاطُ) . والتَّصَاوُل، كالخَطَرانِ، مُحَرَّكَةً. قَالَ الطِّرِمَّاح:
بالُوا مَخَافهم على نِيرانِهِمْ
واسْتَسْلَمُوا بعد الخَطهير فَأُخْمِدُوا
وَقَول الشَّاعِر:
هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْ
مُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ
يَجُوز أَن يَكُونَ من الخَطِير الَّذِي هُوَ الوَعِيد، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه، إِذا ضَرَبَ بِهِ.
(وخَاطَر بِنَفْسِه) يُخَاطِر، وبِقَوْمه كَذالِك، إِذا (أَشْفَاهَا) وأَشْفَى بِها وبِهِم (عَلَى خَطَر) ، أَي إِشْراف عَلَى شَفَا (هُلْكٍ أَو نَيْلٍ مُلْكٍ) . والمَخَاطِرُ: المَرَاقِي، كأَخْطَرَ بِهِم، وهاذِه عَن الزَّمَخْشَرِيّ. وَفِي الحَدِيث: (أَلاَ رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه) ، أَي يُلْقِيها فِي الهَلَكَةَ بالجِهَاد.
(والخِطْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (عُشْبَةٌ) لَهَا قَضْبَة يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا، تَنْبُت فِي السَّهْل والرَّمْل، تُشْبِه المَكْرَ. وَقيل: هِيَ بَقْلَةٌ: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة عَن أَبِي زِيَاد: الخِطْرَةُ، بالكَسْرِ. تَنْبُت مَعَ طُلُوع سُهَيْلٍ، وَهِي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ، يَرَاهَا مَنْ لَا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة، وإِنما تَنْبُت فِي أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها، (قبل ذالك) وَلَيْسَت بأَكثرَ مِمَّا يَنْتَهِسُ الدَّابَّةُ بفَمِهَا وَلَيْسَ لَهَا وَرَقٌ. وإِنَّمَا هِيَ قُضْبَانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ وَقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّبَاءُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَى وخِطْرَةٍ
وَمَا اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَرَبِّلِ
(و) الخِطْرَةُ: (سِمَةٌ للإِبِل) فِي باطِن السَّاقِ، عَن ابْنِ حبيب، مِنْ تَذْكِرَة أَبِي عَلِيّ. وَقد خَطَره بالمِيسَم إِذا كَوَاه كذالك.
(و) مِن المَجَاز: يُقَال: (مَا لَقِيتُه إِلاَّ خَطْرَةً) بَعْدَ خَطْرَةٍ، وَمَا ذَكَرْتُه إِلاَّ خَطْرةً بعد خَطْرة، (أَي أَحْياناً) بعد أَحْيَان.
(و) أَصابَتْه (خَطْرَةٌ من الجِنِّ) أَي (مَسُّ) .
(و) العَرَبُ تَقول: رَعَيْنَا (خَطَرَات الوَسْميِّ) ، وَهِي (اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ) والبُقَع. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَهَا خَطَرَاتُ العَهْدِ مِن كُلِّ بَلْدَةٍ
لِقَوْمٍ وإِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ
(و) يُقَال: لَا جَعَلَها الله خَطْرَتَه، وَلَا جَعَلَها (آخِر مَخْطَآغ) مِنْهُ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الخاءِ (أَي) آخر (عَهْد) مِنْهُ، وَلَا جَعَلَها اللَّهُ آخِرَ دَشْنَة، وآخِرَ دَسْمَةٍ وَطَيلآٍ ودَسَّةٍ، كُلُّ ذالِك آخِرَ عَهْدٍ. (وخُطَرْنِيَةُ، كبُلَهنِيَة: ة بِبابِلَ) نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) الخُطَيْر، (كزُبَيْر: سيفُ عَبْدِ المَلِك بنِ غَافِل الخَوْلانِيِّ) ، ثمَّ صَارَ إِل رَوْق بن عَبّاد بن مُحَمَّد الخَوْلاَنِيّ، نَقله الصَّغانِيّ.
(و) لَعِبَ فُلانٌ (لَعِبَ الخَطْرَةِ) ، بفَتْح فسُكُون، وَهُوَ (أَنْ يُحَرِّك المِخْرَاق) بِيَدِهِ (تَحْرِيكاً) شَدِيداً كَمَا يَخْطِر البَعِير بذَنَبِه.
(وتَخَطَّرَه) شَرُّ فُلانٍ: (تَخَطَّاه وجازَهُ) . هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ تَخَطْرَاه. وَبِه فُسِّر قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيدٍ:
وبَعَيْنَيْكَ كُلُّ ذَاكَ تَخْطْرَا
كَ وتمْضِيك نَبْلُهُم فِي النِّبَالِ
قَالُوا: تَخَطْرَاك وتَخَطَّاك بمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَرْويه: تَخَطَّاكَ، وَلَا يَعرف تَخَطْرَاك.
وَقَالَ غَيره: تَخَطْرانِي شَرُّ فلانٍ وتَخَطَّانِي: جَازَنِي.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
مَا وَجدَ لَهُ ذِكْراً إِلاّ خَطْرةً وَاحِدَة.
وخَطَر الشَّيْطَانُ بَيْنَه وبَيْنَ قَلْبه: أَوْصَلَ وَسْوَاسَه إِليه.
والخَطَراتُ: الهَوَاجِس النَّفْسَانِيَّة.
وخَطَرَانُ الرُّمْحِ: ارْتِفَاعُه وانْخِفَاضُه للطَّعْن.
وخَطُر يَخْطُر خَطَراً وخُطُوراً: جَلَّ بَعْدَ دِقَّة.
والخَطَر، مُحَرَّكَةً: العِوَض والحَظُّ والنَّصِيب. وَفِي حَدِيث عُمَرَ فِي قِسْمَةِ وَادِي القُرَى: (وَكَانَ لعُثْمَانَ فيهِ خَطَرٌ) ، أَيب حَظٌّ ونَصِيب. وأَخْطَرَهم خَطَرَاً، وأَخْطَره لَهُم: بَذَل لَهُم من الخَطَر مَا أَرْضَاهم. وأَحْرَز الخَطَرَ، وَهُوَ مَجَاز. وخَطَّر تَخْطِيراً: أَخَذ الخَطَر.
والأَخْطَار من الجَوْز فِي لَعِب الصِّبْيان هِي الأَحْراز، وَاحِدهَا خَطَرٌ. والأَخْطَارُ: الأَحْرازُ فِي لَعِب الجَوْز.
وخَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرَانَه، كَمَا يُقَال ضَرَب الدَّهْر ضَرَبَانَه، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: خَطَر الدَّهْر من خَطَرانِه، كَمَا يُقَال: ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه. كَمَا يُقَال: ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه. والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائِدِهم: يُرُونَه مِنْهُم الجِدَّ، وكذالك إِذا احْتَشَدُوا فِي الحَرْب. وتَقُول العَرَبُ: بَيْنِي وبَيْنه خَطْرَةُ رَحِمٍ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وَلم يُفسِّره. وأُرَاه يَعْنِي شُبْكَةَ رَحِمٍ.
وتَخَاطَرَت الفُحُولُ بأَذْنَابِها للتَّصَاوُل.
ومِسْكٌ خَطَّارٌ: نَفَّاحٌ، وَهُوَ مَجَاز.
وخَطَرَ بإِصْبَعِه إِلى السَّماءِ: حَرَّكَها فِي الدُّعاءِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
والخَطَّار: قَرية بِمصْر من القُوصِيَّة، وَهِي غَيْرُ الَّتِي ذكرَها المصنِّف.
وبُستان الخَطِيرِ بالجيزة.
والخِطْرَةُ: بِالْكَسْرِ: قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَنْبُتُ فِي أَصْلِ شَجَرةٍ، عَن أَبي زِيَاد، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه، وَهِي غَيْر الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف.
وَقد سَمَّوْا خَاطِراً وخطرةَ.

هَجَرَ

(هَجَرَ)
(س) فِيهِ «لَا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْح، ولكِنْ جهادٌ ونِيَّة» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تَنْقَطِع الْهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة» الهِجْرة فِي الأصْل: الاسْم مِنَ الْهَجْرِ، ضِدّ الوَصْلِ. وَقَدْ هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْرَاناً، ثُم غَلَب عَلَى الخُرُوج مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ، وتَركِ الْأُولَى للثَّانية. يُقال مِنْهُ: هَاجَرَ مُهَاجَرَةً.
والْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: إحْدَاهُما الَّتِي وَعَدَ اللَّه عَلَيْهَا الْجَنَّةَ فِي قَوْلِهِ «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» فكَان الرَّجُل يَأتي النبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويَدَعُ أهْلَه وَمَاله، لَا يَرْجِع فِي شَيْءٍ مِنْهُ، ويَنْقَطِع بِنَفْسه إِلَى مُهاجَرِه، وَكَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَه أَنْ يَمُوت الرَّجُلُ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَر مِنْهَا، فَمِن ثَمَّ قَالَ: «لكِن البَائِس سَعْد بنُ خَوْلَةَ» ، يَرْثي لَهُ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ ماتَ بِمَكّة. وَقَالَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَل مَنَايَانَا بِهَا» . فلمَّا فُتِحَتْ مَكّةُ صارَت دَارَ إسْلام كالمدِينَة، وانْقَطَعت الهِجْرَة.
والهِجْرة الثَّانِيَة: مَن هَاجَرَ مِن الأعْرابِ وغَزَا مَعَ المُسْلمين، وَلَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَل أصْحابُ الهِجْرة الْأُوْلَى، فَهُوَ مُهَاجِرٌ، ولَيْس بِدَاخِل فِي فَضْل مَنْ هاجَر تِلْك الهِجْرَة، وهُو المرادُ بِقَوْلِهِ: «لَا تنْقَطِع الهجرةُ حَتَّى تَنْقَطِع التَّوبَة» .
فهَذا وجْه الجَمْع بَيْن الْحَدِيثَيْنِ. وَإِذَا أُطْلِق فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الهِجْرَتَيْن فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِمَا هِجْرةُ الحَبَشَة وهجْرةُ الْمَدِينَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَتَكون هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ» الْمُهَاجَرُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ: موضِع المُهاجَرَة، ويُريدُ بِهِ الشَّامَ؛ لأنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا خَرج مِنْ أَرْضِ العرَاق مَضَى إِلَى الشَّام وَأَقَامَ بِهِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا» أَيْ أخْلِصُوا الهِجْرةَ للَّه، وَلَا تَتَشَبَّهوا بالمهاجِرين عَلَى غَيْر صحَّة مِنْكُمْ. يُقَالُ: تَهَجَّرَ وتَمَهْجَرَ، إِذَا تَشَبَّه بالمُهاجِرين.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر هَذِهِ الكَلِمَة فِي الْحَدِيثِ، اسْماً وفِعْلا، ومُفْرداً وجَمْعاً.
(س) وَفِيهِ «لَا هِجْرَةَ بَعْد ثلاثٍ» يُرِيدُ بِهِ الْهَجْر ضِدّ الوَصل. يَعْني فِيمَا يَكُون بَيْن الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَتْب ومَوْجِدَة، أَوْ تَقْصِيرٍ يَقَع فِي حُقُوق العِشْرَة والصُّحْبَة، دونَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فِي جَانِبِ الدِّين، فإنَّ هِجْرة أهْلِ الأهْواء والبِدَع دَائمة عَلَى مَرِّ الأوقاتِ، مَا لَمْ تَظْهر منْهُم التَّوْبة والرُّجُوع إِلَى الحقِّ، فإنَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَافَ عَلَى كعْب بْنِ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ النِّفاقَ حِينَ تَخَلّفوا عَنْ غَزْوة تَبوك أمَر بِهِجْرانِهم خَمْسين يَوْماً. وَقَدْ هَجَرَ نِساءَه شَهراً، وهَجَرَتْ عَائِشَةُ ابنَ الزُّبَير مُدَّة. وَهَجر جَمَاعةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ جَماعةً مِنْهُمْ وماتُوا مُتَهَاجِرِينَ. وَلَعَلَّ أحَدَ الأمْرَيْن مَنْسُوخٌ بالآخَر.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مِنَ الناسِ مَنْ لَا يَذْكُر اللَّهَ إِلَّا مُهَاجِراً» يُرِيدُ هِجْرَان القَلْب وتَرْكَ الإخْلاص فِي الذِّكْر. فكأنَّ قَلْبَه مُهاجرٌ للسَانه غَيْرُ مواصلٍ لَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ «وَلَا يَسْمَعون القُرآنَ إِلَّا هَجْراً » يريدُ التَّرْكَ لَهُ والإعْراضَ عَنْهُ. يُقَالُ: هَجَرْتُ الشَّيءَ هَجْراً إِذَا تَرَكْتَه وأغْفَلْتَه.
وَرَوَاهُ ابنُ قُتَيْبَة فِي كِتَابِهِ «وَلَا يَسْمَعون القَوْلَ إِلَّا هُجْراً» بِالضَّمِّ. وَقَالَ: هُوَ الخَنَا والقَبيحُ مِنَ الْقَوْلِ.
قَالَ الخَطَّابي: هَذَا غَلَطٌ فِي الرِّوَايَةِ وَالْمَعْنَى، فَإِنَّ الصَّحِيحَ مِنَ الرِّوَايَةِ «وَلَا يسْمَعون الْقُرْآنَ» .
ومَن رَواه «القَوْلَ» فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْقُرْآنَ، فَتَوهَّم أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ قَوْلَ النَّاسِ. والقرآنُ ليْسَ مِنَ الخَنَا والقَبيحِ مِنَ القَول.
(هـ) وَفِيهِ «كُنت نَهَيْتُكم عَنْ زِيَارَةِ القُبُور فزُورُوها وَلَا تَقُولوا هُجْراً» أَيْ فُحْشا.
يُقَالُ: أَهْجَرَ فِي مَنْطقه يُهْجِرُ إِهْجَاراً، إِذَا أفْحَش. وَكَذَلِكَ إِذَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي.
وَالِاسْمُ: الْهُجْر، بِالضَّمِّ. وهَجَرَ يَهْجُرُ هَجْراً ، بِالْفَتْحِ، إِذَا خَلَط فِي كَلَامِهِ، وإذا هَذَى. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا طُفْتُمْ بالبَيْت فَلَا تَلْغُوا وَلَا تَهْجِرُوا» يُروَى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، مِنَ الفُحْش وَالتَّخْلِيطِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثِ مرضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَالُوا: مَا شأنُه؟ أهَجَرَ؟» أَيِ اخْتَلَف كلامُه بِسَبَبِ المرضِ، عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِفْهَامِ. أَيْ هَلْ تَغَيَّر كلامُه واخْتَلَط لِأَجْلِ مَا بِهِ مِنَ الْمَرَضِ؟
وَهَذَا أحْسَنُ مَا يُقَالُ فِيهِ، وَلَا يُجْعل إِخْبَارًا، فَيَكُونُ إمَّا مِنَ الفُحْش أَوِ الهَذَيان. وَالْقَائِلُ كانَ عُمَرَ، وَلَا يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ يَعْلَمُ الناسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ» التَّهْجِيرُ: التَّبْكِيرُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ والمُبادَرَة إِلَيْهِ. يُقَالُ: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فَهُوَ مُهَجِّرٌ، وَهِيَ لُغَةٌ حجازِيَّة، أرادَ المبادَرة إِلَى أوَّلِ وَقْتِ الصَّلَاةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «فَالْمُهَجِّرُ إِلَيْهَا كالمُهدى بَدَنَةً» أَيِ المُبَكِّر إِلَيْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ» أَرَادَ صلاةَ الْهَجِيرِ، يَعْنِي الظُّهْر، فحَذَف الْمُضَافَ. والْهَجِيرُ والْهَاجِرَةُ: اشتدادُ الحَرِّ نصفَ النهار. والتَّهْجِيرُ، والتَّهَجُّرُ، والْإِهْجَارُ:
السَّيْر فِي الْهَاجِرَةِ. وَقَدْ هَجَّرَ النهارُ، وهَجَّرَ الرَّاكِبُ، فَهُوَ مُهَجَّرٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو «وَهَلْ مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ؟» أَيْ هَلْ مَن سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ كَمَنْ أَقَامَ فِي الْقَائِلَةِ؟ وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ، عَلَى اخْتِلَافِ تَصَرُّفه.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «مَاءٌ نَمِيرٌ ولَبَنٌ هَجِيرٌ» أَيْ فائقٌ فَاضِلٌ. يُقَالُ: هَذَا أَهْجَرُ مِنْ هَذَا:
أَيْ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَيُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا لَهُ هِجِّيرَى غَيْرَها» الْهِجِّيرُ والْهِجِّيرَى: الدَّأبُ والعَادَةُ والدَّيْدَنُ.
(س) وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «عَجِبْتُ لتَاجِرِ هَجَرٍ وَرَاكِبِ الْبَحْرِ» هَجَرٌ: اسْمُ بَلَدٍ مَعْرُوفٍ بالبَحْرَيْن، وَهُوَ مُذَكَّر مَصْروفٌ، وَإِنَّمَا خَصَّها لِكَثْرة وبَائِها. أَيْ إنَّ تاجِرَهَا وراكِبَ الْبَحْرِ سواءٌ فِي الْخَطَرِ. فأمَّا هَجَر الَّتِي تُنْسَب إِلَيْهَا القِلالُ الْهَجَرِيَّة فهي قَرْية من قُرَى الْمَدِينَةِ.

جفّ

جفّ: جَفَّ. تتركب مع عن ففي ابن البيطار (2: 118): ينبت كثيرا ببركة الفيل إذا جف عنها الماء.
ويقال: جف القلم بما هو كائن (بدرون 177) بمعنى قضى الله ما هو كائن- والله يعلم بما هو كائن فلا أستطيع أن أقول ماذا سأفعل.
ويستعمل الفعل جف متعدياً بعلى، ففي المقدمة (1: 198): حين يجف عليه الهواء، أي حين يجففه الهواء، أو حين يجف بفعل الهواء.
وثوبه يجفُّ عليه، أي يزيد عن طوله حتى يسبح على الأرض (محيط المحيط).
جَفَّف: نشف بإسفنجة (فوك، الكاك) والمصدر تجفيف. ففي ابن القوطية (26 ق): وحُكي أن عبد الرحمن بن الحكم احتلم بمدينة وادي الحجارة وهو غازٍ إلى الثغر فقام إلى الطُهْر، فلما تقضَّى طهره والوصيف يجفف رأسه دعا الخ.
جفّ هو ما يسمى بالعبرية (جَف) ويسمى في أسبانيا جف (أبو الوليد 781).
جَفَّة: اسم نبات (جاكو 113 وكتبها ولم يفسرها).
جفاف. يقال: جفاف في دماغه أي اختلاط واضطراب في مخه (دي ساسي مختارات 1: 66) ويرى دي ساسي (ص: 204) أن معناها يبوسة وأن الفرس يقولون في مثل هذا: خشك سر، أو خشك مغز للمجنون.
وجَفَاف: أرق (محيط المحيط).
جَفّافة (وجمعها جفافات في فوك، وجفائف عند ألكالا ولعل هذا خطأ صوابه جفافيف): إسفنجة (فوك، ألكالا) وتوجد هذه الكلمة في إنجيل مُزَارب حسب رواية القديس يوحنا (جان) (مخطوطة مدريد) في قصة آلام المسيح. وقد جاء في النصوص الشقية في نفس الموضع: إسفنجة (سيمونه) - سطح الجَفَّافة: تبليط قاعة أو ردهة ببلاطات مربعة ملونة من أعمال الترصيع، أو مرصعة ترصيعا دمشقيا ومنقوشة بالمينا بألوان مختلفة. وقد سميت بذلك لأنها تنظف دائما فتمسح وتجفف (معجم الأسبانية 145 - 146).
تِجفاف: يرى كاترمير (في الجريدة الآسيوية 1850 - ،1: 268) أن كلمة تجافيف المذكورة في فقرة من كتاب في فن الحرب قطعا من اللبد السميك تبطن بها دروع الفرسان وجلال الخيل.
مُجَفّف: إسفنجي، مليء بالثقوب الصغيرة كالإسفنج (ألكالا).

ضلل

ضلل: {ضللنا في الأرض}: بطلنا وصرنا ترابا.
ض ل ل: (ضَلَّ) الشَّيْءُ ضَاعَ وَهَلَكَ يَضِلُّ بِالْكَسْرِ ضَلَالًا. وَ (الضَّالَّةُ) مَا ضَلَّ مِنَ الْبَهِيمَةِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَأَرْضٌ (مَضَلَّةٌ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقِ. وَفُلَانٌ يَلُومُنِي (ضَلَّةً) إِذَا لَمْ يُوَفَّقُ لِلرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ. وَرَجُلٌ (ضِلِّيلٌ) وَ (مُضَلَّلٌ) أَيْ ضَالٌّ جِدًّا. وَ (الضَّلَالُ) ضِدُّ الرَّشَادِ وَقَدْ (ضَلَّ) يَضِلُّ بِالْكَسْرِ (ضَلَالًا) وَ (ضَلَالَةً) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] فَهَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفَصِيحَةُ. وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: (ضَلِلْتُ) أَضِلُّ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَ (أَضَلَّهُ) أَضَاعَهُ وَأَهْلَكَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: (أَضْلَلْتُ) بَعِيرِي إِذَا ذَهَبَ مِنْكَ. وَ (ضَلَلْتُ) الْمَسْجِدَ وَالدَّارَ إِذَا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُمَا وَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَلِّي (أَضِلُّ) اللَّهَ» يُرِيدُ أَضِلُّ عَنْهُ أَيْ أَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: 10] أَيْ خَفِينَا. قُلْتُ: أَصْلُ الْحَدِيثِ أَنَّ بَعْضَ الْعُصَاةِ الْخَائِفِينَ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ تَعَالَى. قَالَ: وَ (أَضَلَّهُ) اللَّهُ (فَضَلَّ) تَقُولُ: إِنَّكَ تَهْدِي (الضَّالَّ) وَلَا تَهْدِي (الْمُتَضَالَّ) . وَ (تَضْلِيلُ) الرَّجُلِ أَنْ تَنْسُبَهُ إِلَى الضَّلَالِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [القمر: 47] أَيْ فِي هَلَاكٍ. 
(ضلل) : ضَلِّلْ ماءَك: أي سَرِّحْه [في البلاد] (ضرر) : الضَّرَرُ: شَفا الكَهْفِ يقالُ: لا تَمْشِ على هذا الضَّرَر؛ لا يَنْهَزْ بك.
(ضلل) - في الحديث: "لَولَا أَنَّ الله تَعالى لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَل ما رَزَأْناكم عِقالًا".
: أي بُطْلان العَمَل، والبِطالَة: العَمَل الذي لا مَنْفَعةَ فيه، مأخوذ من الضَّلالِ الذي هو الضَّيَاع من قَولِه تعالى: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ} .
(ض ل ل) : (ضَلَّ) الطَّرِيقَ وَعَنْهُ يَضِلُّ وَيَضَلُّ إذَا لَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ وَضَلَّ عَنِّي كَذَا أَيْ ضَاعَ (وَمِنْهُ) قَدْ تَضِلُّ الْبَرَاءَةُ عَنْهُ أَيْ يَضِيعُ الْمَكْتُوبُ وَضَلَلْتُ الشَّيْءَ نَسِيتُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ وَضَلَّتْ أَيَّامَ حَيْضِهَا وَأَضَلَّتْهَا.

ضلل


ضَلَّ(n. ac.
ضَلَل
ضَلَاْلَة)
a. Erred, went astray.
b. [acc.
or
'An], Wandered from, missed, lost (road).
c. Perished, came to nought; passed away, disappeared;
died.
d. Lost; mislaid.
e. Forgot.

ضَلَّلَa. Misled, led astray, led wrong.
b. Accused of error; thought wrong.
c. Caused to perish, brought to nought; destroyed.

أَضْلَلَa. see II
تَضَلَّلَa. Went away.

تَضَاْلَلَa. Pretended to be astray.

إِسْتَضْلَلَa. Endeavoured to mislead, to lead astray.

ضَلّa. see 22
ضَلَّةa. Perplexity, uncertainty, confusion.
b. Absence.

ضِلّa. see 22
ضِلَّةa. see 22 (a)
ضُلّa. A state of perishing; perdition, ruin.
b. Futile.

ضَلَلa. see 22 (a)
. —
مَضْلَلَة
17t
مَضْلِلَة
Error; the going astray.
b. Place in which one is led astray.

ضَاْلِلa. Erring; astray.

ضَاْلِلَة
(pl.
ضَوَاْلِلُ)
a. fem. of
ضَاْلِلb. Stray (beast); thing lost. —
ضَلَاْل ضَلَاْلَة
Error.
b. Ruin, perdition. —
ضَلُوْل ضِلِّيْل
Astray, misguided, misled, erring.
N. P.
ضَلَّلَa. see 26
N. Ag.
أَضْلَلَa. Leading astray, misleading (road).
b. [art.], Mirage.
ضِلَّةً
a. With impunity.

أُضْلُوْلَة (pl.
ضَلَاْلِيْ4ُ)
a. Error.
ض ل ل

ضل عن الطريق وعن القصد يضل ويضل، وضل الطريق، وأضله غيره وضلله. وضللت بعيري إذا كان معقولاً فلم يهتد لمكانه، وأضللته إذا كان مطلقاً فمرّ ولم تدر أين أخذ. وأضللت خاتمي. وأرض مضلة.

ومن المجاز: ضل في الدين، وهو ضال وضليل وصاحب ضلال وضلالة ومضلل. وقد ضللته: نسبته إلى الضلال، وواقع في أضاليل وأباطيل، وقد تمادى في أضاليل الهوى، وفعل ذلك ضلة، وفلان لضلة: لغية. وذهب دمه ضلة: هدراً. وضل عني كذا: ضاع. وضللته: نسيته. وأضلّني أمر كذا: لم أقدر عليه. وأنشد ابن الأعرابي:

إني إذا خلة تضيفني ... يريد مالي أضلني عللي

وضلّ الماء في اللبن واللبن في الماء إذا خفي فيه وغاب " أئذا ضللنا في الأرض " وأضل الميت: دفن. قال المخبل:

أضلت بنو قيس بن سعد عميدها ... وفارسها في الدهر قيس بن عاصم

و" وقعوا في وادي تضلل " إذا هلكوا، و" فلان ضل بن ضل " وقل بن قل؛ لا يعرف هو وأبوه. قال:

فإن إيادكم ضل بن ضل ... وإنا من إيادكم براء
ض ل ل : ضَلَّ الرَّجُلُ الطَّرِيقَ وَضَلَّ عَنْهُ يَضِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَلَالًا وَضَلَالَةً زَلَّ عَنْهُ فَلَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ ضَالٌّ هَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفُصْحَى وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] وَفِي لُغَةٍ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالْأَصْلُ فِي الضَّلَالِ الْغِيبَةُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَوَانِ الضَّائِعِ ضَالَّةٌ بِالْهَاءِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ الضَّوَالُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَيُقَالُ لِغَيْرِ الْحَيَوَانِ ضَائِعٌ وَلُقَطَةٌ وَضَلَّ الْبَعِيرُ غَابَ وَخَفِيَ مَوْضِعُهُ.

وَأَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ فَقَدْتُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَضْلَلْتَ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ إذَا ضَاعَ مِنْكَ فَلَمْ تَعْرِفْ
مَوْضِعَهُ كَالدَّابَّةِ وَالنَّاقَةِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا فَإِنْ أَخْطَأْتَ مَوْضِعَ الشَّيْءِ الثَّابِتِ كَالدَّارِ قُلْتَ ضَلَلْتُهُ وَضَلِلْتُهُ وَلَا تَقُلْ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَضَلَّنِي كَذَا بِالْأَلِفِ إذَا عَجَزْتَ عَنْهُ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ ضَلَّنِي فُلَانٌ وَكَذَا فِي غَيْرِ الْإِنْسَانِ يَضِلُّنِي إذَا ذَهَبَ عَنْكَ وَعَجَزْتَ عَنْهُ وَإِذَا طَلَبْتَ حَيَوَانًا فَأَخْطَأْتَ مَكَانَهُ وَلَمْ تَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الثَّوَابِتِ فَتَقُولُ ضَلَلْتُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ أَضَعْتُهُ فَقَوْلُ الْغَزَالِيِّ أَضَلَّ رَحْلَهُ حَمْلُهُ عَلَى الْفِقْدَانِ أَظْهَرُ مِنْ الْإِضَاعَةِ وَقَوْلُهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الْآبِقِ وَالضَّالِّ إنْ كَانَ الْمُرَادُ الْإِنْسَانَ فَاللَّفْظُ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ غَيْرَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ وَالضَّالَّةِ بِالْهَاءِ فَإِنَّ الضَّالَّ هُوَ الْإِنْسَانُ وَالضَّالَّةُ الْحَيَوَانُ الضَّائِعُ وَضَلَّ النَّاسِي غَابَ حِفْظُهُ وَأَرْضٌ مَضَلَّةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالضَّادُ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقُ. 
[ضلل] ضل الشئ يضل ضلالا، أي ضاع وهلَك. والاسم الضُلُّ بالضم. ومنه قولهم: هو ضُلُّ بن ضُلٍّ ، إذا كانَ لا يُعْرفُ ولا يُعْرَفُ أبوه. وكذلك: هو الضَلاَلُ بن التَلاَلُ . والضَالّةُ: ما ضَلَّ من البهيمة للذكر والانثى.وأرض مضلة بالقتح: يضل فيها الطريقُ. وكذلك أرضٌ مَضِلَّةٌ، بفتح الميم وكسر الضاد. وفلان يلومُني ضَلَّةً، إذا لم يُوَفَّقْ للرشاد في عذْله. ورجلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّلٌ، أي ضالٌّ جداً، وهو الكثير التَتَبُّعِ للضَلالِ. وكان يقال لامرئ القيس: الملكُ الضِلِّيلُ. والضلضل والضلضلة: الارض الغليظة، عن الاصمعي، كأنه قصر الضلاضل. والضلضلة بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية: حجر قدر ما يقله الرجل. وليس في الكلام المضاعف غيره. وأنشد الاصمعي :

وبعد إذ نحن على الضلضله * والضَلالُ والضَلالَةَ: ضدُّ الرشاد. وقد ضَلَلْتُ أضِلُّ. قال تعالى: " قُلْ إن ضللت فإنما أضل على نفسي) . فهذه لغة نجد، وهى الفصيحة. وأهل العالية يقولون: ضللت بالكسر أضل. وهو ضال تال، وهى الضَلالَةُ والتَلالَةُ. وأَضَلُّهُ، أي أَضاعَهُ وأهلكه. يقال أُضِلَّ الميّتُ، إذا دفن. وقال النابغة وآب مضلوه بعينٍ جَلِيَّةٍ وغودِرَ بالجَوْلانِ حزمٌ ونائلُ ابن السكيت: أَضْلَلْتُ بعيري، إذا ذهبَ منك! وضَلَلْتُ المسجدَ والدارَ، إذا لم تعرف موضعهما. وكذلك كل شئ مقيم لا يُهْتَدى له. وفي الحديث عن الرجل الذي قال: " لَعَليِّ أَضِلُّ الله "، يريد أضِلُّ عنه، أي أخْفَى عليه وأغيبُ. من قوله تعالى: (أَئِذا ضَلَلْنا في الأرض) أي خَفينا وغِبْنا. وأَضَلَّهُ الله فضَلَّ. تقول: إنَّك تهدي الضالَّ ولا تهدي المُتَضالَّ. وتَضْليلُ الرجلِ: أن تنسُبه إلى الضَلالِ. وقوله تعالى: (إنَّ المجرِمينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ) ، أي في هلاك. الكسائي: وقع في وادي تُضُلِّلَ، معناه الباطل، مثل تُخَيِّبَ وتَهُلِّكَ، كلُّه لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلالٍ. قال عمرو ابن شأسٍ الأسَديّ: تَذَكَّرْتَ لَيْلى لاتَ حين اد كارها وقد حنى الاضلاع ضل بتضلال وقول أبى ذؤيب:

رآها الفؤاد فاستضل ضلاله * يعنى: طلب منه أن يَضِلَّ فَضَلَّ، كما يقال جُنَّ جنونه. ومضلل بفتح اللام: اسم رجل من بنى أسد. وقال : فقبلي مات الخالدان كلاهما عميد بنى جحون وابن المضلل
ضلل
ضلَّ/ ضلَّ عن ضَلَلْتُ، يَضِلّ، اضْلِلْ/ ضِلَّ، ضَلاًّ وضَلالاً وضَلالةً، فهو ضالّ، والمفعول مضلول (للمتعدِّي)
• ضلَّ الشَّخصُ:
1 - زلَّ عن الشّيء ولم يهتدِ إليه، انحرف عن الطريق الصحيح " {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}: كفر- {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} " ° ضلَّ سعيُه: خاب عملهُ فلم ينفعه.
2 - نسي " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ".
• ضلَّت الحَقيقةُ/ ضلَّت عنه الحَقيقةُ: غابت، وخفي موضعها " {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} - {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلاَلٍ} ".
• ضلّ الطَّريقَ/ ضلّ عن الطَّريق: تاه، لم يهتدِ إليه " {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} " ° ضلَّ وِجْهَةَ أمره: لم يهتدِ إلى مقصده. 

أضلَّ يُضلّ، أضْلِلْ/أضِلَّ، إضلالاً، فهو مُضِلّ، والمفعول مُضَلّ
• أضلَّ الشَّخصَ: جعله لا يهتدي لطريق الحقّ، عكس أرشده "أضلَّهم الضبابُ- أضلّه الحبُّ: أعمى قلبَه- {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} ".
• أضلَّ اللهُُ أعمالَهم: أبطلها وأحبطها، ولم يجازِهم عليها " {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} ".
• أضلَّ المَيِّتَ: دفنه. 

ضلَّلَ يضلِّل، تضليلاً، فهو مُضلِّل، والمفعول مُضلَّل
• ضلَّل فلانًا:
1 - صيَّره ضالاًّ، جعله ينحرف عن الطّريق الصّحيح، خدَعه، توَّهه "ضلَّل الناشئة- ضلَّل تحرّيات الشُّرطة: أفسدها- قام بعمليّة تضليل للعدوّ".
2 - نسبه إلى الضّلال، قال عنه: إنّه ضالّ "ضلَّل عاصيًا/ مُختلِسًا".
• ضلَّل الشَّيءَ: ضيّعه " {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} ". 

أضاليلُ [جمع]: مف أُضْلولة: أباطيل وأوهام، عكس حقائق "أضاليل الصُّحف/ السَّحرة- تمادى في أضاليل الهوى- نشر أضاليلَه بين السُّذَّج والعوامّ". 

ضالّ [مفرد]: ج ضالُّون وضُلاّل، مؤ ضالّة، ج مؤ ضالاّت وضَوالُّ: اسم فاعل من ضلَّ/ ضلَّ عن ° الابن الضَّالّ: الذي يعود للبيت بعد غياب طويل وحياة مُتهتِّكة. 

ضالّة [مفرد]: ج ضالاّت وضَوالُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - كلّ ما ضاع وفُقِد من المحسوسات والمعقولات "الحكمة ضالّة المؤمن: مطلبه- نشد ضالَّته". 

ضَلال [مفرد]:
1 - مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - (نف) اعتقاد باطل لا يُمكن تغييره أو هزّه بالتدليل العقليّ. 

ضَلالة [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضَلّ [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضِلِّيل [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ضلَّ/ ضلَّ عن.
 2 - صاحب غوايات "لُقِّب امرؤُ القيس بالملك الضِّلِّيل". 

مُضِلّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أضلَّ.
2 - كافر " {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} ". 

مُضلِّل [مفرد]: اسم فاعل من ضلَّلَ.
• هجوم مُضلِّل: (سك) مناورة تُشَنّ لصرف أنظار العدوّ عن عمليّة مخطّطة كجزء من استراتيجيّة عسكريَّة. 
الضاد واللام ض ل ل

الضّلالُ والضَّلاَلةُ ضد الهُدَى ضَلِلَت تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحةُ وضَلَلْتَ تَضِلَّ ضَلالاً وَضلالةً وقال كراعٌ وبنو تميمٍ يقولون ضَلِلْتُ أَضَلَّ وقال اللحيانيُّ أهلُ الحجازِ يقولون ضَلَلتُ أضِلُّ وأهلُ نَجْدٍ يقولون ضَلَلْت أَضَلُّ وقد قرأوا جميعاً {قُلْ إنْ ضَلِلْتُ وضَلَلْتُ} سبأ 50 قال وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيءٍ في القرآن ضَلِلْتُ وضَلِلْنَا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ وأمّا ما قرأه مَنْ قرأ ولا الضَّالينَ بهمزِ الألفِ فإِنَّه كَرِهَ الْتقاءَ الساكَنْينِ الألفِ واللام فحرّك الألفَ لالتقائِهما فانقلبت همزةً لأن الألفَ حرفٌ ضعيفٌ واسعُ المَخْرجِ لا يتحملُ الحركةَ فإذا اضطُرُّوا إلى تحرِيكه قَلَبُوه إلى أقربِ الحروفِ إليه وهو الهمزة وعلى ذلك ما حَكَاهُ أبو زَيْدٍ من قولِهم شَأبَّةٌ ومأدَّةٌ وأَنْشَدُوا

(يا عَجَبى لقد رَأَيتُ عَجَبا ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبا) (خاطِمَها زَأمَّها أنْ تَذْهَبَا ... )

يريد زَامَّها وحكَى أبو العباسِ عن أبي زيدٍ قال سَمِعْتُ عَمْرَو بن عُبَيْدٍ يقرأُ {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن 39 بِهَمْزِ جانّ فظَنَنْتُه قد لَحَنَ حتى سَمِعْتُ العربَ تقولُ شَأبَّةٌ ومَأدَّةٌ قال أبو العباس فقُلْتُ لأبي عُثْمانَ أَنْقِيسُ ذلك قال لا ولا أَقْبَلُه وضَلُولٌ كَضالٍّ قال

(لقد زَعَمتْ أُمامَةُ أنَّ مالِي ... بَنِيَّ وأنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُ)

وأضَلَّهُ جَعَلَه ضالا وفي التنزيل {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} إبراهيم 36 أي ضَلُّوا لأنّ بسببها الأَصنامَ لا تفْعَلُ شيئاً ولا تَعْقِلُ وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْنِي هذه الدارُ أي افْتَتَنْتُ بِسَبَبِهَا وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ

(رآها الفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً من البِيضِ الكرامِ العَطابِلِ)

قال السُّكَّرِيُّ طُلِبَ منه أن يَضِلَّ فَضَلَ وضَلِلْتُ الدارَ والمَسْجِدَ والطريقَ وكلَّ شيء مُقِيمٍ لا تَهْتَدِي له وضَلَ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً وقولُه تعالى {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} غافر 25 أي يذهب كيدهم باطلاً ويحيق بهم ما يريده الله تعالى وأضل البعير والفرس ذَهَبا عنه وقوله تعالى {أضل أعمالهم} محمد 1 8 قال أبو إسحاق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلُوا من خَيْرٍ هذا كما تقولُ لِلَّذي عَمِل عَملاً لم يَعُدْ عليه نَفْعُه قد ضَلَّ سَعْيُكَ التي لا تبرح إذ الأعرابيّ

(ضَلَّ أباهُ فادَّعَى الضَّلالاَ ... )

ضلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاعَ والضلالة من الإِبلِ التي تبقى بمضيعةٍ لا يُعْرَفُ لها ربّ الذكرُ والأنثى في ذلك سواءٌ ووقع في وادي تضلَلٌ ويضلّلُ أي الباطِل والتَّضْليل تَصْيِيرُ الإنسانِ إلى الضَّلالِ قال الراعي

(وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبَغِي الهُدَى فَيزيدُني تَضْليلاَ)

هكذا قاله الراعي بالوَقْصِ وهو حذف التاء من مُتَفَاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلك وَرَوَتْه ولَمَا أَتَيْتُ على الكَمالِ والتَّضْلاَلُ كالتَّضْليل والضَّلْضَلة الضَّلالُ وأرضٌ مُضِلَّةٌ تَضِلُ الناسَ وكذلك طريق مُضِلّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال قال كعب بن زُهيرٍ

(كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لَها مَثَلاً ... وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضَالِيلُ)

وفلانٌ ضُلٌّ بن ضُلٍّ مُنْهَمكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعرفُ ولا يُعرف أبُوه وقيل هو الذي لا خيرَ فيه وفي المَثَل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويا تَلَفَهُ يقوله قَصِيرُ بن سَعْدٍ لجَذِيمةَ الأَبْرشِ حين صار معه إلى الزَّبّاء فلما صار في في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصيرٌ ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليه فإنه لا يُشَقُّ غبارهُ وفَعَلَ ذلك ضِلَّةً أي في ضَلالٍ وهو لضِلَّةٍ أي لغَيْر رَشْدةٍ عن أبي زَيْد وذَهَب ضِلَّةً إذا لم يُدْرَ أيْن ذَهَبَ وذَهبَ دمُه ضِلَّةً إذا لم يُثْأَرْ به وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ مضافٌ أيْ لا خَيْرَ فيه ولا خيرَ عنده عن ثعلبٍ وكذلك رواه الكُوفيِّ وقال ابنُ الأعرابيِّ إنما تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوَصْفِ وفَسّره بما فسَّره به ثعلبٌ وقال مرَّةً هو تِبْعُ ضِلَّةٍ أي داهِيةٌ لا خيرَ فيه وضلَّ الرَّجُلُ مات وصار تُراباً وعظاماً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيءٌ من خَلْقِه وفي التنزيل {أئذا ضللنا في الأرض} السجدة 10 وأضْلَلْتُهُ دَفَنْتُه وروى بيت النابغة الذبيانيّ

(فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلَيَّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلاَنِ حزم ونَائِلُ)

وأضَلَّت به أُمُّه دفَنَتْه نادرٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (فَتىً ما أضَلَّتْ به أُمُّهُ ... من القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْ)

قوله لا مُدَّعَم أي لا مَلْجأَ ولا دِعامَةَ وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغابَ وضَلَلْتُ الشيء نَسِيته والضَّلَلُ الماءُ الذي يَجْرِي تحت الصَّخْرة لا تُصِيبُه الشمسُ وقيل هو الماءُ الذي يَجْرِي بين الشَّجرِ وضَلاضِلُ الماءِ بَقاياهُ والصَّادُ لغةٌ وأرضٌ ضُلْضِلَةٌ وضَلَضِلَةٌ وضُلْضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظَةٌ الأخيرة عن اللحيانيِّ وهي أيضا الحجارةُ يُقِلُّها الرَّجُلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصورٌ عن الضَّلاضِل

ضلل: الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ

هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو

تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل

الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال

وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على

نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ،

وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن

سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا،

بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ،

بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف

لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا

يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه

وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛

وأَنشدوا:

يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا:

حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا،

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا

يريد زَامَّها. وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت

عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا

جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة

ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله.

وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال:

لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي

بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ

وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ. وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ

الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال

الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور:

والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت

فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد:

مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى

ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ

قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من

يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر

يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته.

وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد

بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا

الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه. وقوله في التنزيل العزيز:

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن

الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه

الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب:

رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه،

نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل

قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ

جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل،

والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية

القلب لقوله رآها الفُؤَاد. ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ

جُنونُه؛ قال أُمية:

لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا،

ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ

وقال أَوس بن حَجَر:

إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ،

إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها

وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ

والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي

ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف

المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال:

يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت

الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته،

وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال

الفرزدق:ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً،

كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ

وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما

يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر

والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار، قال:

وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع

على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد

بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر

على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من

الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك

سواء. وسُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ

المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على

سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره

النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها

حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب

في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا

تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة

على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل

حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ

الشيءُ: خَفِيَ وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله،

يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي

أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم

تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته. وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه

حفظُ الشيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول

أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً. ومنه الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير

مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أََإِذا ضَلَلْنا في

الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا. وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي

أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال

الشاعر:

أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ

أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور

وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي

المُتَضالَّ. ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛

وأَنشد:

والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها

يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي

(* قوله «المبتغي» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري

وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة).

أَي تذهب عني. ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت

قائم مما يزول ولا يَثْبُت. وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي

ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء

ولا يَغِيب عنه شيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة

والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء

الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال

محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي

ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان

بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا. وفي الحديث:

لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن

الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه

قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا. وأَضَلَّه أَي أَضاعه

وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك.

والضَّلال: النِّسْيان. وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من

الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن

حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر

إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ

إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر

وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ

(* قوله «وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان» كذا في

الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده ان تضل

احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر ان

قراءة اخرى) لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة

أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين

لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال

سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟

فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن

تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله

أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا

للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه

سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله. ومنه قوله تعالى: قال

فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وقوله

تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً

ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه.

أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه،

وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ. وكلُّ ما

جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت

أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ

في اللبن إِذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي

إِذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك، وقوله

تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا

من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد

ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال

في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا

وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه

إِلى الضَّلال. والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي:

وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ

أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا

قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من

مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال.

والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار. ووقع في وادي

تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل

تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو

بن شاس الأَسدي:

تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِها،

وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال

قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله

للعَجَّاج:

يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال

يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال

والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها

ولا يُهْتَدى فيها للطريق. وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد

في عَذْله. وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ.

الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ

الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً

ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد:

أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها،

لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق

وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان

بغير الهاء. ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى

والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة

وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ

ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ

عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا

تَمَلَّ. ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي

ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع

للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس

يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر

الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس،

كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال

والكثيرُ التَّتبُّع له. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير:

كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً،

وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ

وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت:

وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْـ

ـرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال

الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر.

والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وقال ابن

الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد:

إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني

يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي

أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها. ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل

والضُّلَضِلة

(* قوله «ويقال للدليل الى قوله الضلضلة» هكذا في الأصل،

وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص

الباب اهـ. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس).

قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك،

والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في

الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي

لا خير فيه، وقيل: إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ

بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى.

يقال: فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ

(* قوله «ضل أضلال وصل أصلال»

عبارة القاموس: ضل أضلال بالضم والكسر، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا

الكسر) بالضاد والصاد إِذا كان داهية. وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به

العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ

الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له

قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه. وفعل

ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد.

وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم

يُثْأَرْ به. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛

عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ

ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ

ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. وضَلَّ

الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه. وفي

التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا

تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا.

وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل:

أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها،

وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم

وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي

النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ:

فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ

فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ

فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ،

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ

يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ

صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان

الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَتًى، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه

من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم

قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الماء الذي

يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء

الذي يجري بين الشجر. وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها

ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ

وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي

يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب:

الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون

في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري:

الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما

يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر

الغَيِّ:

أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه،

وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟

وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال:

أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء.

الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال:

كأَنه قَصْر الضَّلاضِل.

ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر:

وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما:

عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله:

فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه

كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل.

ضلل
{الضَّلاَلُ،} والضَّلاَلَةُ، {والضُّلُّ، ويُضَمُّ،} والضَّلْضَلَةُ، {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ،} والضِّلَّةُ، بالكَسرِ، وهُما مُفْرَدا {أَضَالِيلَ فِي قَوْلَيْنِ،} والضَّلَلُ، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ الْهُدَى، والرَّشادِ، وقالَ ابنُ الكَمالِ: {الضَّلالُ فَقْدُ مَا يُوَصِّل إِلَى المطلوبِ، وقيلَ: سُلُوكُ طَرِيقٍ لَا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ، وقالَ الرَّاغِبُ: هوَ العُدُولُ عَن الطريقِ المُسْتَقِيمِ، وتُضَادُّه الهِدَايةُ، قالَ اللهُ تَعالى: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما} يَضِلُّ عَلَيْها، ويُقالُ: الضَّلالُ: لِكُلِّ عُدُلٍ عَن الحَقِّ، عَمْداً كانَ أَو سَهُواً، يَسِيراً كانَ أَو كثيرا، فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ، الَّذِي هُوَ المُرْتَضَى، صَعْبٌ جِداً، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَلذَاالأَلِفِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ، فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما، فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً، لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَجِ، لَا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ، فَإِذا اضْطُرُّوا إِلَى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ)
إِلَى أَقْرَبِ الحروفِ إِلَيْهِ، وهوَ الهَمْزَةُ، قالَ: وعَلى ذلكَ مَا حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ، مِن قَوْلِهِمْ: شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ. قلتُ: وَهِي قَرَاءَةُ أيوبَ السَّخْتِيانِيُّ، وَقد بَسَطَهُ ابنُ جِنِّيٍ فِي الْمُحْتَسَبِ، وذكرَ تَوْجِيهَ هَذِه القِراءَةِ، فانْظِرْهُ. {والضَّلُولُ:} الضَّالُّ، قَالَ:
(لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَنَّ مَالِي ... بَنِيَّ وأَنَّنِي رَجُلٌ {ضَلُولُ)
و} ضَلِلْتُ الدَّارَ، والمَسْجِدَ، والطَّرِيقَ، كَمَلِلْتُ، وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، {وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ} ضَلالاً، {وضَلالَةً، أَي ذَهَبَ، وَفِي الصِّحاحِ: قالَ ابنُ السِّكِّيتِ:} ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ، إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما، وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قالَ أَبُو عَمْرِو بنِ العَلاءِ: إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ: {ضَلِلْتُهُ، وَإِذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ:} أَضْلَلْتُهُ، قالَ: يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لَا {يَضِلُّ، وإِنَّما أنتَ} تَضِلُّ عَنهُ، وَإِذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ، فقد {ضَلَّتْ عَنْكَ، تقولُ للشَّيْءِ الزائل فِي مَوضِعِهِ قد} أَضُلَلْتُهُ، وللشيء الثَّابِت فِي مَوْضِعه إلاَ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ: {ضَلَلْتُهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
(وَلَقَد} ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... {كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ)
} وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ، والْفَرَسَ: ذَهَبَا عَنْهُ، وانْفَلَتَا، قالَ أَبُو عَمْرٍ و: {أَضْلَلْتُ بَعِيرِي، إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ،} وأَضْلَلْتُهُ {إِضْلالاً، إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ، وَلَا تَدْرِي أَيْن أَخَذَ، وكُلُّ مَا جاءَ مِنَ} الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ: {ضَلَلْتُهُ، وَمَا جاءَ مِنَ المَفْعُولِ بِهِ، قلتَ:} أَضْلَلْتُهُ، {كَضَلَّهُما، قالَ يُونُسُ: يُقالُ فِي غيرِ الثَّابِتِ:} ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ، أَي! أَضَلَّهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: خَالَفَهُم يُونُسُ فِي هَذَا. {وضَلَّ الشَّيْءُ،} يَضِلُّ، أَي بفتحِ العَينِ فِي الماضِي وكسرِها فِي المُضَارِعُ، وتُفْتَحُ الضَّادُ فِي المُضَارعُ، أَي مَعَ كَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ مَا أَوْرَدَهُ شيخُنا، قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ فِي مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ، وَلَا وَجْهَ لَهُ، إِذْ لَا حَرْفَ حَلْقٍ فِيهِ، والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ فِي المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ، واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى. نعمْ لَو قالَ: وضَلَّ، كزَلَّ ومَلَّ، لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ، {ضَلاَلاً، مَصْدَرٌ لَهما، كسَمِعَ يَسْمَعُ، سَماعاً: ضَاعَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:} ضَلَّ سَعْيُهُم فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا، أَي ضاعَ، وَهُوَ مجازٌ.
وضَلَّ الرَّجُلُ: ماتَ، وصارَ تُراباً وعِظَاماً، {فَضَلَّ، فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ العزيزِ: أَئِذَا} ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، أَي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً، {فَضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، فَلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا، وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايةٌ عَن المَوْتِ، واسْتِحَالَةِ البَدَنِ، وقُرِئَ بالصَّادِ، كَمَا تَقَدَّم. (و) } ضَلَّ الشَّيْءُ: إِذا خَفِيَ وغَابَ، ومنهُ ضَلَّ الماءُ فِي اللَّبَنِ، وَهُوَ مَجازٌ، ويُقالُ: ضَلَّ)
الكافِرُ، إِذا غَابَ عَن الحُجَّةِ، وضَلَّ النَّاسِي، إِذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ، وَفِي الحديثِ: أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي، فإِذا صَرْتُ حُمَماً فاسْهَكُونِي، ثُمَّ ذُرُّونِي، لَعَلِّي {أَضِلُّ اللهَ، أَي أَغِيبُ عَن عَذَابِ اللهِ، وقالَ القُتَيْبِيُّ: أَي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي. وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً: أُنْسِيَهُ،} والضَّلالُ: النِّسْيانُ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى: مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ! تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى، أَي تَغِيبَ عَن حِفْظِها، أَو يَغِيبَ حِفْظُها عَنْهَا، قالَ الرَّاغِبُ: وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ فِي الإِنْسانِ، وقُرِئَ: إِن تَضِلَّ، بِكَسرِ الهَمْزَةِ، فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ، قالَ الزَّجَّاجُ: المَعْنَى فِي إِن تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ، قالَ: وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لَا غَيْرُ، ومَنْ قَرَأَ: أَن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ، وَهِي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ، فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه، أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ، لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى، ومِنْ أَجْلِ أَن تُذَكِّرَها، فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ: فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ، وإِنَّما اُعِدَّ هَذَا لِلإِذْكارِ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ {الإِضْلالَ، جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ، لأنَّ الإِضْلالَ هُوَ السَّبَبُ الَّذِي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ، قالَ: ومِثْلُهُ: أَعْدَدْتُ هَذَا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ، وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لَا للْمَيْلِ، ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ، لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ، كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ، هَذَا هُوَ البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى، وَمِنْه قولُهُ تَعالى: قالَ. فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ} الضَّالِّينَ، تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ.
ويُقالُ: {- ضَلَّنِي فُلانٌ، فَلم أَقْدِرْ عليهِ: أَي ذَهَبَ عَنِّي، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي} - تَضِلُّني عِلَلِي)
أَي تَذْهبُ عَنِّي. {والضُّلَّةُ، بالضَّمِّ: الْحِذْقُ بالدَّلالَةِ فِي السَّفَرِ، قالَهُ الفَرَّاءُ. (و) } الضَّلَّةُ، بالْفَتْحِ: الحَيْرَةُ، وَقد {ضَلَّ،} ضَلَّةً، إِذا تَحَيَّرَ، قالَهُ ابنُ السِّيدِ. وَأَيْضًا: الْغَيْبَةُ لِخَيْرٍ، ونَصُّ المُحْكَمِ: فِي خَيْرٍ، أَو شَرٍّ. {والضَّالَّةُ مِنَ الإبِلِ: الَّتِي تَبْقَى بِمَضْيَعَةٍ بَلا رَبٍّ يُعْرَفُِ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ:} الضَّالَّةُ هِيَ الضَّائِعَةُ مِنْ كُلَّ مَا يُقْتَنَى، مِنَ الحَيَوان وغَيرِهِ، وَهِي فِي الأَصْلِ فاعِلَةٌ، ثمَّ اتَّسِعَ فِيهَا فصارَتْ مِنَ الصِّفاتِ الغالِبَةِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الضَّالَّةُ: مَا! ضَلَّ مِنَ البَهِيمَةِ، لِلذَّكَرَِ والأُنْثَى، زادَ غيرُه: والاثْنَيْنِ والجَمِيعُ، ويُجْمَعُ عَلى {ضَوَالَّ، وَفِي الحديثِ: إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِي الإِبِلِ، فقالَ:} ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ أَو المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ، وَقد تُطلَقُ {الضَّالَّةُ على الْمعَانِي، وَمِنْه: الحِكْمَةُ ضَالَّةْ المُؤْمِنِ، أَي لَا يَزالُ يَتَطَلَّبُها كَما يَتَطَلَّبُ الرَّجُلُ} ضَالَّتَهُ. وقالَ الكِسائِيُّ: وَقَعَ فِي وَادِي {تُضُلِّلَ، بِضَمَّتَيْنِ وكَسْرِ اللاَّمِ المُشَدَّدَةِ، وَقد تُفْتَحُ الضَّادُ، وهذهِ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وذَكَرَها أَيْضا ابنُ) سِيدَه، وَهُوَ الْبَاطِلُ، مِثلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ، كُلُّه لَا يَنْصَرِفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي الأَساسِ: وَقَعُوا فِي وادِي تُضُلِّلَ، أَي هَلَكوا، وَهُوَ مَجازٌ.} وضَلَّلَهُ {تَضْلِيلاً،} وتَضْلاَلاً، بالفتحِ: صَيَّرَهُ إِلى {الضَّلالِ، وقيلَ: نَسَبَهُ إِليه، قالَ الرَّاعِي:
(وَمَا أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغِي الهُدَى فيَزِيدُنِي تَضْلِيلاَ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا قالَهُ الرَّاعِي بالوَقْصِ، وَهُوَ حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتفاعِلُن، فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلكَ، ورَوضتْهُ، ولَما أَتَيْتُ على الكَمالِ. وأَرْضٌ} مَضَلَّةٌ، بفتحِ الضَّادِ، {ومَضِلَّةٌ، بكسرِها، نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ،} وضُلَضِلَةٌ، كعُلَبِطَةٍ، وَهَذِه عَن الصّاغَانِيِّ: يُضَلُّ فِيها الطَّرِيقُ، كَما فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وَلَا يُهْتَدَى، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ: تَحْمِلُكَ إِلى الضَّلالِ، كَما هُوَ القِياسُ فِي كُلِّ مَفْعَلَةٍ، على مَا نَقَلَهُ الخَفاجِيُّ فِي شَرْخِ الشِّفاءِ، ومَرَّ فِي جهل، ومثلُهُ الحديثُ: الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ، وقالَ بعضُهم: أَرْضٌ {مَضِلَّةٌ، ومَزلَّةٌ، وَهُوَ اسْمٌ، وَلَو كانَ نَعْتاً لَكانَ بغيرِ الْهاءِ، ويُقالُ: فلاةٌ مَضَلَّةٌ، وخَرْقٌ مَضلَّة، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ سَواءٌ، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ، وأَرْضُونَ} مَضَلاَّتٌ. (و) {الضِّلِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: الْكَثِيرُ الضَّلالِ فِي الدِّينِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي العُبابِ: رَجُلٌ} ضِلِّيلٌ، أَي {ضَالٌّ جِداً، وهوَ الكثِيرُ التَّبَع} لِلضَّلاَلِ، قالَ رُؤْبَةُ: قُلْتُ لِزِيْرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْخَيْرَ عندَهُ، كَذَلِك فَسَّرَاهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابي مَرَّةً: هُوَ تِبْعُ {ضِلَّة: أَي دَاهِيَةٌ لَا خَيْرَ فيهِ، ويُرْوَى: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، كَمَا فِي اللّسانِ، والعُبابِ، وكَذَا} ضُلُّ {أَضْلاَلٍ، بالْكَسْرِ والضَّمِّ، أَي دَاهِيَة لَا خَيْرَ فِيهِ، وقيلَ: إِذا قِيلَ بالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَلَيٍَْ فيهِ إِلاَّ الكَسْرُ، وَقد تَقَدَّم.} وأَضَلَّهُ: دَفَنَهُ، والشَّيْءَ: غَيَّبَهُ، وهوَ مَجازٌ، قالَ المُخَبَّلُ:
( {أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها ... وفَارِسَها فِي الدَّهْرًِ قَيْسَ بنَ عاصِمِ)
وقالَ النَّابِغَةُ، يَرْثِي النُّعْمانَ بنَ الحارِثِ الغَسَّانِيَّ:
(فَإِنْ تَحْيَ لَا أَمْلِكُ حَيَاتِي وإِنْ تَمُتْ ... فَمَا فِي حَياةٍ بعدَ مَوْتِكَ طَائِلُ)

(فآبَ} مُضِلّوُهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالْجَوْلاَنِ حَزْمٌ ونَائِلُ)
أَي دَافِنُوهُ حينَ ماتَ، وعَيْنٌ جَلِيَّةٌ: أَي خَبَرٌ صادِقٌ أَنَّهُ ماتَ، والجَوْلاَنُ: مَوْضِعٌ بالشَّامِ. أَي دُفِنَ بِدَفْنِ النَّعْمانِ الحَزْمُ والعَطَاءُ. {وأَضَلِّتْ بهِ أُمُّهُ: دَفَنَتْهُ، نادرٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(فَتَىً مَا} أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ ... مِنَ القَوْمِ لَيْلَةَ لَا مُدَّعَمْ)
أَي لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعَامَةَ. {والضَّللُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْماءُ الجَارِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ، لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، يُقالُ: ماءٌ} ضَلَلٌ، أَو هُوَ الماءُ الْجَارِي بَيْنَ الشَّجَرِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: {ضَلاَضِلُ الْمَاءِ، وصَلاَصِلُهُ: بَقاياه، الواحِدَةُ} ضُلْضُلَةٌ، وصُلْصُلَةٌ. وأَرْضٌ {ضَلْضِلَةٌ،} وضَلَضِلٌ، بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِما، وكَعُلَبِطَةٍ، وعُلَبِطٍ، وعُلاَبِطٍ، وهذهِ عَن اللِّحْيانِيِّ، وقُنْفُذَةٍ، وهذِهِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ: غَلِيظَةٌ، وقالَ سِيبَوَيْهِ:! الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَن {الضَّلاَضِلِ، وقالَ الفَرَّاءُ: مَكانٌ} ضَلَضِلٌ وجَنْدِلٌ: وَهُوَ الشَّدِيدُ ذُو الحِجَارَةِ، قالَ: أَرادُوا {ضَلَضِيِل وجَنَدِيل، على بِنَاءِ حَمَصِيصِ وصَمَكِيك، فَحَذَفُوا اليَاءَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} الضَّلَضِلُ، {والضَّلَضِلَةُ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، عَن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: كأَنَّهُ قَصْرُ الضَّلاضِلِ. وهِيَ أَيْضا، أَي} الضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقُنْفُذَةٍ كَما فِي الجَمْهَرَةِ، والضَّلَضِلُ {والضَّلَضِلَةُ، بفَتْحَتَيْنِ فيهمَا، كَمَا هوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ: الْحِجَارَةُ يُقِلُّهَا الرَّجُلُ، وليسَ فِي الكَلامِ المُضاعَفِ غيرُهُ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِصَخْرِ الغَيِّ:) أَلَسْتَ أيامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ وبعدُ إِذْ نحنُِ عَلى} الضُّلَضِلَهْ كَما فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: {الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْرَ مَا يُقِلُّهُ الرَّجُلُ، أَو فَوْقَ ذلكَ، أَمْلَسَ، يكونُ فِي بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وليسَ فِي بابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُها. وكُعُلاَبِطٍ، وعُلَبِطَةٍ: الدَّلِيلُ الْحاذقُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، والصَّوابُ: وُلَبِطٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ.} وتَضْلاَلٌ، بالفتحِ، ع، ويُقالُ لِلْباطِلِ: {ضُلَّ} بِتَضْلاَلِ، قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ الأَسَدِيُّ:
(تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لاتَ حِينَ ادِّكارِها ... وَقد حُنِيَ الأَضْلاَعُ {ضُلٌّ} بِتَضْلالِ.)
كَما فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: حَكاهُ أَبُو عليٍّ عَن أبي زَيْدٍ: {ضُلاًّ، بالنَّصْبِ، قالَ: ومِثْلُهُ لِلعَجَّاجِ: يَنْشُدُ أَجْمَالاً وَمَا مِن أَجْمَالْ يُبْغَيْنَ إِلاَّ} ضُلَّةً {بِتَضْلالْ قلتُ: ومَنْ رَوَاهُ هَكَذَا كأَنَّهُ قالَ: تَذَكَّرْتُ لَيْلَى} ضَلاَلاً. فَوَضعَ ضُلاًّ مَوْضِعَ ضَلاَلاً، وقالَ أَبُو سَهْلٍ: فِي نَوِادِرِ أبي زَيْدٍ: بِتَضْلاَلْ، مُقَيّداً، وَهَكَذَا رَوَاهُ الأَخْفَشُ، وَهُوَ غيرُ جائِزٍ فِي العَرُوضِ عندَ الخَلِيلِ، وإِطْلاقُها لَا يَجُوزُ فِي العَرَبِيَّةِ، والبيتُ حُجَّةٌ لِلأَخْفَشِ، وفيهِ كَلامٌ مَوْدُوعٌ فِي كُتُبِ الفَنِّ. وَفِي المَثَلِ: يَا {ضُلَّ مَا تَجْرِي بِهِ العَصَا، أَي يَا فَقْدَهُ، ويَا تَلَفَهُ، يَقُولُهُ قَصِيرُ بنُ سَعْدٍ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ، حينَ صارَ معهُ إِلَى الزَّبَّاءِ، فلَمَّا صارَ فِي عَمَلِها نَدِمَ، فقالَ لهُ قَصِيرٌ: ارْكَبْ فَرَسِي هَذَا وانْجُ عليهِ، فَإِنَّهُ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ. وكَعُلَبِطَةٍ، وهُدْهُدٍ، وعَلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ نَصْرٌ فِي كتابِهِ، وَكَذَا الصّاغَانِيُّ: ع، قالَ نَصْرٌ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِتَمِيمٍ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِصَخْرٍ، وقيلَ لِصُخَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ: أَلَسْتَ أيامَ حَضرْنَا الأَعْزِلَهْ وقبلُ إِذْ نحنُ على} الضُّلَضِلَهْ قلتُ: وسبَق هَذَا البيتُ مِنْ إِنْشادِ الجَوْهَرِيِّ لِلأَصْمَعِيِّ، شاهِداً على مَعْنى الحَجَرِ الَّذِي يُقِلُهُ الإِنْسانُ، وفيهِ: وبعدُ إِذْ نحنُ. {وضَلِيلاَءُ، بِفَتْحٍ فكَسْرٍ: ع، ويُقالُ: هُوَ بالظَّاءِ المُشالِةِ، كَما، سَيأْتِي. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَضَلَّهُ: جَعَلَهُ ضَالاًّ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: {الإِضْلالُ فِي كلامِ العَرَبِ، ضِدُّ الإِرْشادِ، يُقالُ:} أَضْلَلْتُ: فُلاناً، إِذا وَجَّهْتُه لِلضَّلالِ عَن الطَّرِيقِ، وإياهُ أرادَ لَبيدٌ:)
(مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبالِ ومَن شاءَ {أَضَلّ)
قالَ لَبِيدٌ هَذَا فِي جاهِلِيَّتِهِ، فَوافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ العَزيزَ:} يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ. قَالَ: وَقد يَقَعُ {أَضَلَّهُم، فِي غيرِ هَذَا المَوْضِعِ، عَلى الحَمْلِ على} الضَّلالِ، والدُّخُولِ فِيهِ، كقولِهِ تَعَالَى: رَبِّ إِنَّهُنَّ {أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، أَي} ضَلُّوا بِسَبَبِها، لأنَّ الأَصْنامَ لَا تَفْعَلُ شَيْئاً، وَلَا تَعْقِلُ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ:! الإِضْلالُ ضَرْبان:{وأَضَلَ أَعْمالَهُمْ، ومَا} يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ، كذلكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرينَ، {ويُضِلُّ اللهُ الظَّالِمينَ، وعَلى هَذَا النَّحْو تَقْلِيبُ الأَفْئِدَةِ، والخَتْمُ على القَلْبِ، والزِّيادَةُ فِي المَرضِ، انْتَهى. ويُقالُ: هُوَ} ضَالٌّ تَالٌّ، وقولُه تَعَالَى: وَلَا {الضَّالِّينَ، قيلَ: عَنَى بهم النَّصارَى. وقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(رَآهَا الْفُؤادُ} فاسْتُضِلَّ {ضَلالُهُ ... نِيَافاً مِن الْبِيضِ الْكِرَامِ الْعَطابِلِ)

قالَ السُّكَّرِيُّ: طُلِبَ منهُ أَنْ} يَضِلَّ {فَضَلَّ، كَما يُقالُ: جُنَّ جُنُونُه، ومِثْلُهُ فِي الصَِّحاحِ. ويُقالُ:} ضَلَّ {ضَلالُهُ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(إِذا نَاقَةٌ شُدَّةْ بِرَحْلٍ ونُمْرُقٍ ... إِلَى حَكَمٍ بَعْدِي} فَضَلَ ضَلالُهَا)
{وأَضَلَّهُ} إِضْلالاً: ضيعه. وأهلكه {وأَضَلَّهُ: وَجَدَهُ} ضَالًّا. كأَحْمَدَهُ، وأَبْخَلَهُ، ومنهُ الحديثُ: أَتَى قَوْماً {فَأَضلَّهُم، أَي وَجَدَهُم} ضُلاَّلاً، غيرَ مُهْتَدِينَ إِلَى الحَقِّ. وقولُهُ تَعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي {ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَي هَلاَكٍ.} والضُّلَضِلَةُ، كعُلَبِطَةٍ: الضّلالُ. وقولُهُ تَعالى: لَا {يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى، أَي لَا يَضِلُّ عَن رَبِّي، وَلَا يَضِلُّ رَبِّي عَنْهُ، أَي لَا يُغْفِلُه، وقيلَ: أَي لَا يَفُوتُهُ، وقيلَ: لَا يَغِيبُ عَن شَيْءٍ، وَلَا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ. وقَوْلُهُ تَعالَى: فِي} تَضْلِيلٍ، أَي فِي باطِلٍ {وإِضْلاَلٍ لأَنْفُسِهم.} والمُضِلُّ: السّرَابُ، قالَ الشاعِرُ: (أَعْدَدْتُ لِلْحَدَثانِ كُلّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلائِحَةِ {المُضِلِّ جَرُورِ)
} والمُتَضَالُّ: أَنْ يَرَى أَنَّهُ {ضَالٌّ، يُقالُ: إِنَّكَ تَهْدِي} الضَّالَّ، وَلَا تَهْدِي {المُتَضالَّ.} وضَلالَةُ العَمَلِ: بُطْلاَنُهُ، وضَياعُهُ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ، فِي قَولِهِ تَعالى: {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، أَي لَمْ يُجازِهم عَلى مَا عِمِلُوا مِنْ خَيْرٍ، وَهَذَا كَما تَقُولُ لِلَّذِي عَمِلَ عَمَلاً لم يَعُدْ عليهْ نَفْعُهُ: قد} ضَلَّ سَعْيُكَ. {وضَلَّ عَن القَصْدِ، إِذا جَارَ. وفُلانٌ يَلُومُنِي} ضَلَّةً، إِذا لَمْ يُوَفَّقْ للرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفِتْنَةٌ {مَضَلَّةٌ:} تُضِلُّ النَّاسَ، وكذلكَ: طَرِيقٌ {مَضَلٌّ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ:} المَضَلُّ: الأَرْضُ المَتِيهَةُ، وقالَ غيرُهُ: أَرْضٌ {مَضَلٌّ:} يَضِلُّ الناسُ فِيهَا، والْمَجْهَلُ كَذَلِك. يُقالُ: أَخَذْت أرْضاً {مَضِلَّةً} ومَضلَّةً، وأَخَذْ أَرضًا مَجْهَلاً {مَضَلاً، وأَنْشَدَ:
(أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إِنَّها ... لنا بالمْرَوْرَاةِ} المَضلِّ طَرُوقُ)
ويُقالُ: {أَضَلَّ اللهُ} ضَلالكَ، أَي {ضَلَّ عنهُ فذهَبَ فَلا} تَضِلُّ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، قَالَ: وقَوْلُهم مَلَّ مَلالُكَ، أَي ذهَبَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَمَلَّ. {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ: الضَّلالُ، والجَمْعُ} الأَضَالِيلُ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ: وَمَا مَوَاعِيدُها إِلاَّ {الأَضالِيلُ ويُقالُ: تَمادَى فِي} أَضالِيلِ الهَوَى، قالَ شَيخُنا: قيل: لَا واحِدَ لَهُ، وقيلَ: وَاحِدُهُ مُقَدَّرٌ، وقيلَ: مَسْمُوعٌ، وَهُوَ {أُضْلُولَةٌ، أَو} أُضْلُولٌ، أَو {إِضٍلِيلٌ، أَو غيرُ ذَلِك. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ:} - أَضَلَّنِي أَمْرُ كَذَا وَكَذَا، أَي لم أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَنْشَدَ:) (إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَنِي ... تُرِيدُ مَالِي {أَضَلَّنِي عِلَلِي)
أَي فارَقَتْنِي، فَلم أَقْدِرْ عَلَيْهَا.} والضُّلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وفَعَلَ ذلكَ {ضِلَّةً، اسْمٌ مِنْ} ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً، أَي فِي {ضَلاَلَةٍ، وذَهَبَ ضِلَّةٍ، أَي لم يُدْرَ أينَ ذَهَبَ. ووقَعَ فِي وادِي} تَضْلَلَ، {وتِضْلِلَ، بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرَتَيْنِ، كِلاهُما عَن ابنِ عَبَّادٍ. ويُقالُ:} ضَلِّلْ ماءَكَ، أسَرِّحْهُ. {وتَضلَّلَ الماءُ مِنْ تَحْتِ الحَجَرِ: أَي: ذَهَبَ.} وضَلَّ الشَّيْءُ: تَلِفَ.! والمُضَلَّلُ بنُ مالِكٍ، كَمُعَظَّمٍ، هُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وأياُ عَنَى الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ بِقَوْلِهِ:
(فقَبْلِيَ ماتَ الخَالِدَانِ كِلاهُما ... عِميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ)
والثَّاني: خالِدُ بنُ نَضْلَةَ.
[ضلل] نه: فيه: لولا أن الله لا يحب "ضلالة" العمل ما رزأناكم عقالا، أي بطلان العمل وضياعه، من الضلال: الضياع. ومنه: ""ضل" سعيهم في الحيوة". وح: "ضالة" المؤمن حرق النار، وهي الضائعة من كل ما يقتني من الحيوان وغيره، ضل إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار، ويجمع على ضوال، 

كعب

كعب: قال اللّه تعالى: وامْسَحُوا برُؤُوسكم وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين؛ قرأَ ابنُ كثير، وأَبو عمرو، وأَبو بكر عن عاصم وحمزة: وأَرجلِكم، خفضاً؛ والأَعشى عن أَبي بكر، بالنصب مثل حفص؛ وقرأَ يعقوبُ والكسائي ونافع وابن عامر: وأَرجلَكم؛ نصباً؛ وهي قراءة ابن عباس، رَدَّه إِلى قوله تعالى: فاغْسلوا

وجوهَكم، وكان الشافعيُّ يقرأُ: وأَرجلَكم. واختلف الناسُ في

الكعبين بالنصب، وسأَل ابنُ جابر أَحمدَ ابن يحيـى عن الكَعْب، فأَوْمَـأَ ثعلبٌ إِلى رِجْله، إِلى الـمَفْصِل منها بسَبَّابَتِه، فوضَعَ

السَّبَّابةَ عليه، ثم قال: هذا قولُ الـمُفَضَّل، وابن الأَعرابي؛ قال: ثم أَوْمَـأَ إِلى الناتِئَين، وقال: هذا قول أَبي عمرو ابن العَلاء، والأَصمعي. وكلٌّ قد أَصابَ.

والكَعْبُ: العظمُ لكل ذي أَربع. والكَعْبُ: كلُّ مَفْصِلٍ للعظام.

وكَعْبُ الإِنسان: ما أَشْرَفَ فوقَ رُسْغِه عند قَدَمِه؛ وقيل: هو العظمُ الناشزُ فوق قدمِه؛ وقيل: هو العظم الناشز عند مُلْتَقَى الساقِ والقَدَمِ. وأَنكر الأَصمعي قولَ الناسِ إِنه في ظَهْر القَدَم. وذهب قومٌ إِلى أَنهما العظمانِ اللذانِ في ظَهْرِ القَدم، وهو مَذْهَبُ الشِّيعة؛ ومنه قولُ يحيـى بن الحرث: رأَيت القَتْلى يومَ زيدِ بنِ عليٍّ، فرأَيتُ الكِعابَ في وَسْطِ القَدَم.

وقيل: الكَعْبانِ من الإِنسان العظمانِ الناشزان من جانبي القدم. وفي حديث الإِزارِ: ما كان أَسْفَلَ من الكَعْبين، ففي النار. قال ابن الأَثير:الكَعْبانِ العظمانِ الناتئانِ، عند مَفْصِلِ الساقِ والقَدم، عن الجنبين، وهو من الفَرس ما بين الوَظِـيفين والساقَيْنِ، وقيل: ما بين عظم الوَظِـيف وعظمِ الساقِ، وهو الناتِـئُ من خَلْفِه، والجمع أَكْعُبٌ وكُعُوبٌ وكِعابٌ. ورجلٌ عالي الكَعْب: يُوصَفُ بالشَّرف والظَّفَر؛ قال:

لما عَلا كَعْبُك بِـي عَلِـيتُ

أَرادَ: لما أَعْلاني كَعْبُك. وقال اللحياني: الكَعْبُ والكَعْبةُ الذي

يُلْعَبُ به، وجمعُ الكَعْبِ كِعابٌ، وجمع الكَعبة كَعْبٌ وكَعَباتٌ، لم

يَحْكِ ذلك غيرُه، كقولك جَمْرة وجَمَراتٌ.

وكَعَّبْتُ الشيءَ: رَبَّعْتُه.

والكعبةُ: البيتُ الـمُرَبَّعُ، وجمعُه كِعابٌ. والكعبةُ: البيتُ الحرام، منه، لتَكْعِـيبها أَي تربيعها. وقالوا: كَعْبةُ البيت فأُضِـيفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلى ترَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبةً لارتفاعه وترَبُّعه. وكل بيتٍ مُرَبَّعٍ، فهو عند العرب: كَعْبةٌ. وكان لربيعةَ بيتٌ يَطُوفون به، يُسَمُّونه الكَعَباتِ. وقيل: ذا الكَعَباتِ، وقد ذكره

الأَسْوَدُ بن يَعْفُرَ في شِعره، فقال:

والبيتِ ذي الكَعَباتِ من سِنْدادِ

والكعبةُ: الغُرفة؛ قال ابن سيده: أُراه لتَرَبُّعها أَيضاً.

وثوبٌ مُكَعَّبٌ: مَطْوِيٌّ شديدُ الأَدْراجِ في تَرْبيعٍ. ومنهم مَن لم

يُقَيِّدْه بالترْبيع. يقال: كَعَّبْتُ الثوبَ تَكْعيباً. وقال اللحياني: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ، فيه وَشيٌ مُرَبَّع. والـمُكَعَّبُ: الـمُوَشَّى، ومنهم مَن خَصَّصَ فقال: من الثياب.

والكَعْبُ: عُقْدَةُ ما بين الأُنْبُوبَيْنِ من القَصَبِ والقَنا؛ وقيل:

هو أُنْبوبُ ما بين كلِّ عُقْدتين؛ وقيل: الكعبُ هو طَرَفُ الأُنْبوبِ

الناشِزُ، وجمعه كُعُوب وكِعابٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَلْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً، * يُبارينَ الأَعِنَّةَ كالكِعَابِ

يعني أَن بعضَها يَتْلو بعضاً، ككِعابِ الرُّمْح؛ ورُمْحٌ بكَعْبٍ

واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوب، ليس له كَعب أَغْلَظُ من آخر؛ قال أَوْسُ بن حَجَر يصف قَناةً مُسْتَوية الكُعُوبِ، لا تَعادِيَ فيها،

حتى كأَنها كَعْبٌ واحد:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ، وتَلَذُّه * يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

وكَعَّبَ الإِناءَ وغيرَه: مَلأَه.

وكَعَبَتِ الجاريةُ، تَكْعُبُ وتَكْعِبُ، الأَخيرةُ عن ثعلبٍ، كُعُوباً

وكُعُوبةً وكِعابةً وكَعَّبَت: نَهَدَ ثَدْيُها. وجارية كَعابٌ ومُكَعِّبٌ وكاعِبٌ، وجمعُ الكاعِبِ كَواعِبُ. قال اللّه تعالى: وكَواعِبَ

أَتْراباً. وكِعابٌ عن ثعلب؛ وأَنشد:

نَجِـيبةُ بَطَّالٍ، لَدُنْ شَبَّ هَمُّه، * لِعابُ الكِعابِ والـمُدامُ الـمُشَعْشَعُ

ذَكَّرَ الـمُدامَ، لأَنه عَنى به الشَّرابَ.

وكَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتخفيف والتشديد: نَهَدَ.

وكَعَبَتْ تَكْعُبُ، بالضم، كُعُوباً، وكَعَّبَت، بالتشديد: مثله. وثَدْيٌ

كاعِبٌ ومُكَعِّبٌ ومُكَعَّبٌ، الأَخيرة نادرة، ومُتَكَعِّبٌ: بمعنى واحد؛

وقيل: التَّفْلِـيكُ، ثم النُّهودُ، ثم التَّكْعِـيبُ. ووجهٌ مُكَعِّبٌ إِذا كان جافِـياً ناتِئاً، والعرب تقول: جاريةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لم يكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ وذلك أَوْثَرُ لها؛ وأَنشد:

ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما

وفي حديث أَبي هريرة: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ على إِحدى رُكْبَتيها، قال: الكَعابُ، بالفتح: المرأَةُ حين يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود.

والكَعْبُ: الكُتْلةُ من السَّمْن. والكَعْب من اللَّبن والسَّمْنِ:

قَدْرُ صُبَّةٍ؛ ومنه قول عمرو ابن معديكرب، قال: نَزَلْتُ بقوم، فأَتَوْني بقوسٍ، وثَوْرٍ، وكَعْبٍ، وتِـبْنٍ فيه لبن. فالقَوْسُ: ما يَبْقَى في أَصل الجُلَّة من التَّمْر؛ والثَّوْر: الكُتْلة من الأَقِطِ؛ والكَعْبُ:

الصُّبَّةُ من السَّمْن؛ والتِّبْنُ: القَدَحُ الكبير. وفي حديث عائشة،

رضي اللّه عنها: إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ، فيه كَعْبٌ من إِهالة،

فنَفْرَحُ به أَي قطعة من السَّمْن والدُّهن. وكَعَبه كَعْباً: ضَرَبه على

يابسٍ، كالرأْس ونحوه. وكَعَّبْتُ الشَّيءَ تَكْعيباً إِذا مَلأْته.

أَبو عمرو، وابنُ الأَعرابي: الكُعْبةُ عُذْرةُ الجارية؛ وأَنشد:

أَرَكَبٌ تَمَّ، وتمَّتْ رَبَّتُهْ، * قد كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ

وأَكْعَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ؛ وقيل: هو إِذا انْطَلَقَ ولم يَلْتَفِتْ

إِلى شيءٍ.

ويقال: أَعْلى اللّه كَعْبَه أَي أَعْلى جَدَّه. ويقال: أَعْلى اللّه شَرَفَه. وفي حديث قَيْلةَ: واللّه لا يَزالُ كَعْبُك عالياً، هو دُعاء لها

بالشَّرَف والعُلُوِّ. قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كَعْبُ القَناة،

وهو أُنْبُوبُها، وما بين كلِّ عُقْدَتَين منها كَعْبٌ، وكلُّ شيءٍ علا

وارتفع، فهو كَعْبٌ.

أَبو سعيد: أَكْعَبَ الرجلُ إِكْعاباً، وهو الذي يَنْطَلِقُ مُضارّاً،

لا يُبالي ما وَرَاءه، ومثله كَلَّل تَكْليلاً.

والكِعابُ: فُصوصُ النَّرْدِ. وفي الحديث: أَنه كان يكره الضَّرْب

بالكِعابِ؛ واحدُها كَعْبٌ وكَعْبةٌ، واللَّعِبُ بها حرام، وكَرِهَها عامةُ

الصحابة. وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلٍ يفعله مع امرأَته، على غير قِمارٍ.

وقيل: رَخَّص فيه ابنُ المسيب، على غير قمار أَيضاً. ومنه الحديث: لا يُقَلِّبُ

كَعَباتِها أَحَدٌ، ينتظر ما تجيء به، إِلا لم يَرَحْ رائحة الجنة، هي

جمع سلامة للكَعْبة. وكَعْبٌ: اسم رجل. والكَعْبانِ: كَعْبُ بن كِلابٍ، وكَعْبُ بن ربيعةَ بن عُقَيل بنِ كَعْبِ بن ربيعةَ بن عامِر بن صَعْصَعَة؛ وقوله:

رأَيتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ، وكانوا * من الشَّنْـآنِ قَدْ صاروا كِعابا

قال الفارسي: أَرادَ أَنَّ آراءَهم تَفَرَّقَت وتَضادَّتْ، فكان كلُّ

ذِي رأْيٍ منهم قَبيلاً على حِدَتِه، فلذلك قال: صاروا كِعاباً.

وأَبو مُكَعِّبٍ الأَسَدِيُّ، مُشَدَّد العين: من شُعَرائهم؛ وقيل: إِنه

أَبو مُكْعِتٍ، بتخفيف العين، وبالتاءِ ذات النقطتين، وسيأْتي ذكره.

ويقال للدَّوْخَلَّة: الـمُكَعَّبةُ، والـمُقْعَدَة، والشَّوْغَرَةُ، والوَشيجَةُ.

(كعب) : الكُعْبُ: الثَّديُ.
ك ع ب: (الْكَعْبُ) الْعَظْمُ النَّاشِزُ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إِنَّهُ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَ (كَعَبَتِ) الْجَارِيَةُ مِنْ بَابِ دَخَلَ بَدَا ثَدْيُهَا لِلنُّهُودِ فَهِيَ (كَعَابٌ) بِالْفَتْحِ وَ (كَاعِبٌ) وَالْجَمْعُ (كَوَاعِبُ) . وَ (الْكَعْبَةُ) الْبَيْتُ الْحَرَامُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَرْبِيعِهِ. 
(ك ع ب) : (الْكَعْبُ) الْعُقْدَةُ بَيْنَ الْأُنْبُوبَيْنِ مِنْ الْقَصَبِ (وَكَعْبَا الرِّجْلِ) هُمَا الْعَظْمَاتُ النَّاشِزَانِ مِنْ جَانِبَيْ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ الصَّحَابَةِ وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ الْمَعَافِرِيُّ فِي السِّيَرِ فَهُوَ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مُرْسَلًا وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ.
ك ع ب

رتب رتوب الكعب، في المقام الصعب، وقوائم صمع الكعوب. ولعب الصبيان بالكعاب. وتقول: وربّ الكعبة، لا تقرن بك الصعبة. وبرد مكعبٌ: موشيٌّ على هيئة الكعاب. وكعبت الثوب: أدرجته إدراجاً شديداً. وكعبت الجارية كعابةً وكعوبةً وهي كاعب وكعابٌ، وتكعب ثديها: نتأ كالكعب. وكعّبت كبّتها: جعلت لها حروفاً كالكعوب. والجارية بكعبتها: بعذرتها. قال:

يبدّها أقمر نهد جبهته ... قد كان مختوماً فدقّت كعبته

وفي الحديث: " نزل القرآن بلسان الكعبين ": كعب قريش وكعب خزاعة. قال كثير:

جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثراتٌ مجدهنذ تليد

وأصاب كعبرة رأسه. وقيل لبعض الملوك: المكعبر: لأنه ضرب كعابر الرءوس. ونقّى البرّ ورمى بالكعابر.

ومن المجاز: قناة لدنة الكعوب، وهذا الرمح بكعبٍ واحدٍ أي مستوى الكعوب. قال أوس:

تقاك بكعبٍ واحدٍ وتلذّه ... يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل

وعنده كعب من السمن: قطعة منه قدر صبّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى الله كعبه. وذهب كعب القوم إذا ذهب جدّهم وشرفهم.
كعب
الكَعْب من القَنَا والقَصَب: أنْبُوب ما بينَ العُقْدَتَيْنِ. ومن السمْن: قدر صبِةِ أو كَيْلَةٍ أوَلَ ما يُصَب. وقيل: الكَعْبُ: هو السًمْنُ جامِداً؛ إذا كانَ ذائباً فلا. ويُجْمَعُ على كِعَابٍ وكُعُوْب.
وكَعًبْتُ الإناءَ: ملأتَه. ويقال: كَعْبَة البَيْتِ الحَرام: تَربعُ أعْلاه، وأهْل العِراقِ يُسَمُّونَ البيت المُرَبَّعَ كَعْبَةً، والجَميع: كِعَابٌ. وكانَ لِرَبِيْعَةَ بَيْتٌ يُطافُ به يُسمى ذا الكَعَبَات.
وقيل: الكَعْبَةُ: الغُرْفَة. وكَعَبَتِ الجارِيَة تَكْعِيباً؛ وكَعَبَتْ كُعُوْبَة وكَعَابَةً؛ فهي كَعَابٌ وكَعابة، وثَدْيٌ كاعِبٌ ومُكَعَبٌ ومُتَكعَبٌ.
والكعُوْبَة: النتوْء. والكعْبُ: الثدي. والثوْبُ المُكَعًبُ: المَطْوِيُّ الشديدُ الإدْراج، ويُقال: هو المَوْشِيُّ. وأكْعَبَ: أسْرِعَ ونَجا. وأكْعَبَ الظَّلِيْمُ: رَفعَ قَوائمَه بَعْدَ المَوْت.
والكُعْكُبيةُ والكُعْكُبةُ: ضَرْبٌ من المَشْط. والكُعْكب: النوْنَةُ من الشعَر، وهو: أنْ تَجْعَلَ المرأةُ الشعَرَ أرْبَعَ قصائبَ مَضْفورَةً ثم تُداخِلَ بَعْضَهُنَّ في بَعْض حتى يَعُدْنَ كُعْكباً، وقد كَعْكَبَتْ. وكَعًبَتِ المَرْأةُ كُتبَها: جَعَلَتْ لها كُعُوْباً أي حُروفاً. ويقولونَ للمَرْأةِ: ابْرُمي لي كَعْباً. والكُعْبَةُ: عُذْرَةُ الجارِيَة.
وأكْعَبَ الرجُلُ: انْطَلَقَ مُضاراً لا يُبَالي ما وراءه.
ك ع ب : الْكَعْبُ مِنْ الْإِنْسَانِ اخْتَلَفَ فِيهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَالْأَصْمَعِيُّ وَجَمَاعَةٌ هُوَ الْعَظْمُ النَّاشِزُ فِي جَانِبِ الْقَدَمِ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ فَيَكُونُ لِكُلِّ قَدَمٍ كَعْبَانِ عَنْ يَمْنَتِهَا وَيَسْرَتِهَا وَقَدْ صَرَّحَ بِهَذَا الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَجَمَاعَةٌ الْكَعْبُ هُوَ الْمَفْصِلُ بَيْنَ السَّاقِ وَالْقَدَمِ وَالْجَمْعُ كُعُوبٌ وَأَكْعُبٌ وَكِعَابٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكَعْبَانِ النَّاتِئَانِ فِي مُنْتَهَى السَّاقِ
مَعَ الْقَدَمِ عَنْ يَمْنَةِ الْقَدَمِ وَيَسْرَتِهَا وَذَهَبَتْ الشِّيعَةُ إلَى أَنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كَالْأَصْمَعِيِّ وَغَيْرِهِ.

وَالْكَعْبُ مِنْ الْقَصَبِ الْأُنْبُوبَةُ بَيْنَ الْعُقْدَتَيْنِ.

وَكَعَبَتْ الْمَرْأَةُ تَكْعُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ كَعَابَةً نَتَأَ ثَدْيُهَا فَهِيَ كَاعِبٌ.

وَسُمِّيَتْ الْكَعْبَةُ بِذَلِكَ لِنُتُوئِهَا وَقِيلَ لِتَرْبِيعِهَا وَارْتِفَاعِهَا وَالْكَعْبَةُ أَيْضًا الْغُرْفَةُ.

وَالْمِكْعَبُ وِزَانُ مِقْوَدٍ الْمَدَاسُ لَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ. 
[كعب] نه: فيه: ما كان أسفل من "الكعبين" ففي النار، هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم، وقيل: العظمان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة. ومنه: رأيت القتلى يوم زيد بن علي فرأيت "الكعاب" في وسط القدم. وفيه: إن كان ليهدي لنا القناع فيه "كعب" من إهالة فنفرح به، أي قطعة من السمن والدهن. ومنه: أتوني بقوس و"كعب" وثور، أي قطعة من سمن. وفيه: لا يزال "كعبك" عاليًا، هو دعاء له بالشرف والعلو، من كعب القناة، وهي أنبوبها، وما بين كل عقدين منها كعب، وكل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة وقيل: لتكعيبها، أي تربيعها. ن: يقال له: الكعبة اليمانية والكعبة الشامية، وفي بعضها بغير واو، فيه إبهام والمراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونه الكعبة اليمانية ويسمون التي بمكة الشامية، ومعنى محذوف الواو كأن يقال: هذان اللفظان أحدهما لموضع والآخر لآخر، قوله: هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية، يعني هل تريحني من هذين اللفظين اللازمين لوجود ذي الخلصة يدعى كعبة اليمانية من الإضافة إلى الصفة. ك: يقال: ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية هو مبتدأ وخبر، لا عطف، والجملة حالية مفيدة للحصر أي الكعبة المعظمة هو الشامية فقط. نه: وفيه: كان يكره الضرب "بالكعاب"، هي فصوص النرد، جمع كعب وكعبة، واللعب بها حرام وكرهها عامة الصحابة، وقيل: كان ابن مغفل يفعله مع امرأته من غير قمار، وقيل: رخص فيه ابن المسيب بغير قمار. ومنه لا يقلب "كعباتها" أحد ينتظر ما تجيء به إلا لم يرح رائحة الجنة، وهي جمع سلامة للكعبة. وفيه: فجثت فتاة "كعاب" على إحدى ركبتيها، هو بالفتح المرأة حين يبدو ثديها للنهود، وهي الكاعب أيضًا، وجمعها كواعب. ك: من "لكعب" بن الأشرف فإنه قد أذى الله، هو اليهودي القرظي الشاعر كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه ونقض العهد وجامع أهل الحرب. و"كعب" الأحبار، أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في عهد الصديق فصار من فضلاء التابعين. ط: وإضافته كزيد الخيل.
(كعب) - قوله تبارك وتعالى: {وَكَوَاعِبَ أَترَابًا}
: أي نِساءً كَعَبَ ثدْيُهُنَّ؛ يعنى نَتَأ.
والكَعْبَةُ: الغُرفَةُ. وقيل: سُمِّيت الكَعْبَةُ كَعْبَةً لتَكْعِيبها: أي تَرْبيعِها.
وثَوبٌ مُكَعَّبٌ: فيه وَشْىٌ مُرَبَّعٌ.
- قوله تبارك وتعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
- وفي الحديث : "مَا كَان أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ - يعني من الإِزَارِ - ففي النّارِ".
- ورُوِىَ عن علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه قال للقَوم: أَينَ الكَعْبان؟ فأشاروا إلى رَأْسِ السَّاقِ. فقال: بَلْ هذا، وأشارَ إلى المَفْصِل".
- وقال يحيى بن الحارث: "رَأيتُ القَتْلَى يومَ زَيْد بن عَليًّ فرأَيتُ الكِعابَ في وَسَطِ القَدَم" وذهب عامَّةُ الصَّحابَة والتّابعين: إلى أَنَّه الملتصِقُ بالسَّاقِ المُحاذِى للعَقِب، وليس بالظَّاهر في ظَهْرِ القَدَمِ.
وقال الأَصْمَعِىُّ: هما عَظْما طَرف السَّاقِ.
وقيل: هما العَظمان النَّاتِئَان عند مَفْصِل السَّاق والقَدَم، والكَعْب من القَنا، والقَصَب: أُنبوبٌ بَيْن عُقْدَتَيْن، والجمع الكُعُوب.
والكَعْبُ من الوَدَكِ والسَّمْن بِضْعَة منه.
- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: "إنْ كان لَيُهدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ به "
- وفي الحديث: "أَنَّه كان يَكرَه الضَّربَ بالكِعَاب "
- وفي حديث آخر: "لَا يُقَلِّبُ كَعْباتِها أحَدٌ يَنَتظِرُ ماَ تجِىءُ به إلَّا لم يَرَح رائحةَ الجنَّةِ".
والكَعابُ: شىَءٌ مُربَّعٌ عَلى كلّ ربع عدد خُطوطٍ خلافُ الآخِر، يَلعَبُ به صاحِبُ النَرْدِ خاصَّةً.
وقد كرهها عَامَّةُ الصَّحَابة - رضي الله عنهم -.
وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلِ يَفْعَلُهُ معِ امرأته على غير قِمارٍ، لعَلَّه لِمَا رُوِى في استحبابَ المُلَاعَبةِ مع الأهل". قيل: ورَخَّصَ فيه ابنُ المُسَيَّب على غير قِمَارٍ.
- في حديث عمرو : "أَتانى بَقوْسٍ وكَعْبٍ وثَوْر"
الكَعْب: القِطْعَة مِن السَّمن.
(ك ع ب)

الكَعْبُ: كل مفصل للعظام. وكعبُ الْإِنْسَان: الْعظم الناشز فَوق قدمه. وَقيل: الكَعْبان من الْإِنْسَان: العظمان الناشزان من جَانِبي الْقدَم، وَمن الْفرس: مَا بَين الوظيفين والساقين. وَقيل: فِيمَا بَين الوظيفين والساقين. وَقيل: مَا بَين عظم الوظيف وَعظم السَّاق، وَهُوَ الناتئ من لفه. وَالْجمع أكْعُبٌ، وكُعوب، وكِعابٌ. وَرجل عالي الكَعْب: يُوصف بالشرف وَالظفر، قَالَ:

لما على كَعْبُك بِي عَلِيْتُ

أَرَادَ: لما أعلاني كَعبُك وَقَالَ الَّلحيانيّ: الكَعْب والكَعْبة: الَّذِي يُلعب بِهِ. وَجمع الكَعْب: كِعاب، وَجمع الكَعْبَة: كَعْبٌ، وكَعَبات. لم يحك ذَلِك غَيره، كَقَوْلِك: جَمْرَة وجمرات.

وكَعَّبْت الشَّيْء: ربعته.

والكَعْبة: الْبَيْت المربع. وَجمعه كِعابٌ.

والكَعْبة: الْبَيْت الْحَرَام، مِنْهُ، لتكعيبها: أَي تربيعها. وَقَالُوا: كَعْبة الْبَيْت، فأضيف، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبته إِلَى تربع أَعْلَاهُ. وَكَانَ لِرَبِيعَة بَيت يطوفون بِهِ، يسمونه " الكَعَبات ". وَقيل: " ذَا الكَعَبات ". والكَعْبة: الغرفة، أرَاهُ لتربعها أَيْضا.

وثوب مُكَعَّب: مطوي مربعًا. وَقيل: مطوي شَدِيد الإدراج فِي تربيع. وَقَالَ الَّلحيانيّ: برد مُكَعَّب: فِيهِ وشى مربع. والمُكَعَّب: الْمُوشى.

والكَعْبُ: عقدَة مَا بَين الأنبوبين، من الْقصب والقنا، وَقيل: هُوَ مَا بَين كل عقدتين. وَقيل هُوَ طرف الأنبوب الناشز. وَجمعه: كُعوب، وكِعاب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وألْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً ... يُبارِين الأعِنَّة كالكِعابِ

يَعْنِي أَن بَعْضهَا يَتْلُو بَعْضًا ككِعاب الرمْح. ورمح بكعب وَاحِد: مستوى الكُعوب، لَيْسَ لَهُ كَعْب اغلظ من آخر. قَالَ أَوْس بن حجر يصف رمحا: تَقَاكَ بكَعْب واحدٍ وتَلَذُّهُ ... يَداكَ إِذا مَا هُزَّ بالكَفّ يعْسِلُ

وكَعَّب الْإِنَاء وَغَيره: ملأَهُ.

وكَعَبَتِ الْجَارِيَة تكْعُبُ وتَكْعِبُ، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب: كُعُوباً وكُعُوبَة وكَعابَة، وكَعَّبت: نهد ثديها. وَجَارِيَة كَعابٌ، ومُكَعَّب، وكاعِب. وَجمع الكاعِب: كَوَاعب، وكِعاب، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:

نَجِيبةُ بَطَّال لَدُنْ شَبَّ هَمُّهُ ... لِعابُ الكِعابِ والمدامُ المُشَعْشعُ

ذكر المدام، لِأَنَّهُ عَنى بِهِ الشَّرَاب.

وكَعَب الثدي يَكْعُب، وكَعَّب: نهد. وثدي مُكَعِّب ومُكَعَّبٌ. الْأَخِيرَة نادرة. وَقيل: التَّفلِيك، ثمَّ النهود، ثمَّ التَّكعيب.

والكَعْب: الكتلة من السّمن. والكَعْب من اللَّبن: قدر صُبَّة.

وكَعَبه كَعْبا: ضربه على يَابِس، كالرأس وَنَحْوه.

وأكعَبَ الرجل: أسْرع. وَقيل: هُوَ إِذا انْطلق وَلم يلْتَفت إِلَى شَيْء.

وكَعْب: اسْم رجل. والكَعْبان: كَعْب بن كلاب، وَكَعب بن بيعَة. وَقَوله:

رأيتُ الشَّعْب من كعْب وَكَانُوا ... مِنَ الشَّنَآن قد صارُوا كِعابا

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ أَن آراءهم تَفَرَّقت وتضادت، فَكَانَ كل ذِي رَأْي مِنْهُم قَلِيلا على حِدته، فَلذَلِك قَالَ: " صَارُوا كعاباً ".

وَأَبُو مُكَعِّب الْأَسدي، مشدد الْعين: من شعرائهم. وَقد قدمت أَنه مُكْعِت، بتَخْفِيف الْعين، وبالتء ذَات النقطتين.
كعب
كعَبَ يَكعُب، كُعُوبًا، فهو كاعِب وكَعاب
• كعَبتِ الفتاةُ: نهَد ثَدْيُها وارتفع "كعَب الثّديُ: نهَد وارتفع". 

تكعَّبَ يتكعَّب، تكعُّبًا، فهو مُتَكَعِّب
• تكعَّب ثديُ الفتاة: كعَبَ؛ نهَد وبرز. 

كعَّبَ يكعِّب، تكعيبًا، فهو مُكعِّب، والمفعول مُكعَّب
• كعَّب العُلبةَ: جعلها مُكعَّبة وصاغها على شكل مُكعَّب.
• كعَّب العددَ: ضربه في نفسه مرَّتين، رفَع قوَّتَه إلى ثلاثة "كعَّب الاثنين فصار ثمانية". 

تكعيب [مفرد]:
1 - مصدر كعَّبَ.
2 - عمليّة تتمّ في تجليد الكتب بعد خياطة المَلازم. 

تَكْعيبة [مفرد]: عرش الكَرْم أو ما يُدْعَم به "تكعيبة العِنَب ظليلة وارفة". 

تَكعيبيَّة [مفرد]
• التَّكعيبيَّة: (فن) مذهب فنِّي تجريديّ حديث في التَّصوير والرَّسم والنَّحت، يقوم على تحليل واختزال وتجزئة الأشكال الطَّبيعيّة والأشياء والمناظر إلى أشكال تجريديّة والتَّعبير عنها برُسُوم هندسيّة مُكعَّبة، وأبرز مُمَثِّليها (بيكاسُّو). 

كاعِب [مفرد]: ج كواعِبُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ: "الكاعب الحسناء تَرْ ... فُلُ في الدِّمَقْس وفي الحريرِ- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا. وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} ". 

كَعاب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ. 

كَعْب [مفرد]: ج أكْعُب وكِعاب وكُعْب وكُعُوب:
1 - كلّ ما ارتفع وعلا "كَعْب الباب/ الحِذاء".
2 - عُقْدة القَصَب بين الأنبوبتين.
3 - (شر) عظم ناتئ على جانبي السَّاق عند ملتقاها بالقدم "لكل قدم كعبان عن يمينها وعن يسارها- أحسّ بألم في كعبه- {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} ".
4 - شرف ومَجْد "هو عالي الكَعْب: من أشراف الناس- ذهب كعبُهم" ° أعلى اللهُ كعبَهم: رفع شأنهم.
• كعْب العدد: (جب) الحاصل من ضربه بمربعه أو الحاصل من ثلاثة عوامل متساوية لهذا العدد.
• كَعْب الشِّيك: (قص) الجزء المتبقي بالدَّفتر الذي تكتب
 فيه بيانات مطابقة لبيانات الشِّيك الصَّادر.
• كعبا النّرد: عظمان مُكعَّبان يُلعب بهما فيه. 

كَعْبَة [مفرد]: ج كَعَبَات وكَعْبات وكِعاب: مُتَّجَه "القاهرة كَعْبَة القُصّاد".
• الكَعْبة: أوّل بناء وضع للنَّاس من أجل العبادة؛ مُكعَّب الشّكل رفع بناءه النَّبيّ إبراهيم عليه السَّلام بمكّة وجدَّدته قريش، وتسمَّى كذلك البيت العتيق، والبيت الحرام " {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} " ° سدانة الكعبة: خِدْمتُها. 

كُعوب [مفرد]: مصدر كعَبَ. 

مُكعَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كعَّبَ.
2 - (جب) عدد حاصل من ضربه بمُرَبّعه؛ فثمانية هو مكعَّب اثنين "جذْر مكعَّب- ثلاثة أمتار مُكعَّبة".
3 - مُجَسَّم له ستَّه سُطُوح أو أوجه مُربّعة متساوية ومتوازية "علبه مُكعَّبة".
• مُكعَّب المَرَق: مُكعَّب صغير يحوي خلاصةَ الدَّجاج أو اللّحم المبَهَّر أو الخضراوات، يستخدم في الحَساء للنكهة. 
[كعب] الكَعْبُ: العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم. وأنكر الاصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. وكعوب الرمح: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم كُعوباً: وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من السمن. والكعبان: كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سمى بذلك لتربعه. وذو الكعبات: بيت كان لربيعة وكانوا يطوفون به.

كعب


كَعَبَ(n. ac.
كِعَاْبَة
كُعُوْب
كُعُوْبَة)
a. Had protuberant, swelling breasts.
b.(n. ac. كُعُوْب), Swelled (breasts).
c.(n. ac. كَعْب), Filled.
d. Beat.

كَعَّبَa. see I (a) (b), (c), (d).
e. Made square, cubic; cubed (
number ).
f. Folded.
g. Put forth its knots (reed).
أَكْعَبَa. Hastened, hurried.

كَعْب
(pl.
أَكْعُب
كِعَاْب كُعُوْب)
a. Joint.
b. Ankle; ankle-bone.
c. (pl.
كُعْب كِعَاْب), Cube; ossicle; die.
d. (pl.
كُعُوْب), Knot, joint.
e. Lump ( of butter & c. ).
f. Glory.

كَعْبَة
(pl.
كَعَبَات)
a. see 1 (c)b. Square building.
c. [art.], Temple of Mecca.
كُعْبa. Breast.

كُعْبَةa. Virginity, maidenhead.

كَاْعِب
(pl.
كَوَاْعِبُ)
a. Protuberant; fullydeveloped (breast).
b. see 22
كَعَاْبa. Having fully-developed breasts (girl).

N. Ag.
كَعَّبَa. see 21 (a) & 22c. Hard (face).
N. P.
كَعَّبَa. Cubic, cube.
b. Checkered, plaid (garment).
c. Folded.

N. Ag.
تَكَعَّبَa. see 21 (a)
كعب
كَعْبُ الرّجل: العظم الذي عند ملتقى القدم والساق. قال: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
[المائدة/ 6] . والكَعْبَةُ: كلّ بيت على هيئته في التّربيع، وبها سمّيت الكَعْبَةُ. قال تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ 97] . وذو الكَعْبَاتِ: بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِهِ، أي: غرفته وبيته على تلك الهيئة، وامرأة كاعِبٌ:
تَكَعَّبَ ثدياها، وقد كَعبَتْ كِعَابَةً، والجمع كَوَاعِبُ، قال: وَكَواعِبَ أَتْراباً [النبأ/ 33] ، وقد يقال: كَعَبَ الثّدي كَعْباً، وكَعَّبَ تَكْعِيباً ، وثوب مُكَعَّبٌ: مطويّ شديد الإدراج، وكلّ ما بين العقدتين من القصب والرّمح يقال له:
كَعْبٌ، تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين، كفصل الكعب بين السّاق والقدم.
كعب: كعّب وأكعب حين تأتي قبل كلمة زربولة تعني: انهض جانباً من أعلى الحذاء التي هي ضد (ثني كعب الحذاء)، (باسم40): (حين خرج باسم ورأى انهم قد حسبوه شرطياً): لبس شاشَهُ وكعب زربوله وفي ص44): فاكعب زربوله وسوا لفة عمامته وشمر يديه وبعد ذلك في (ص48): حين أراد أن لا يعرف: وكسَر كعب زربوله.
كعْب: كعب الحذاء والجمع أكعاب ويقال كعب مبارك، أي كعب يجلب السعادة، (ألف ليلة، برسل، 4، 164): لا رأيت لك كعب مبارك على وهي تعني لم أجد في زيارتك ما يحمل السعادة لي؛ أنظر (ماكني 1، 156): قالوا: هذا كعب المولود حسن وقد وردت في طبعة بولاق: إن قدم هذا المولود مبارك. وفي التعبير عن خلاف هذا المعنى (باسم 32): وأنتم جئتم أمس إلى عندي بطلتوني (بطلتموني في مخطوطة [1] من صنعتي التي لي فيها عشرين سنة وهذا بقدومكم وكعبكم المدور وفي (ص55): أنتم كعبكم مشوم -كذا-.
كعب الرمح: زُجّ الرمح (عَقِبه). (بوشر)؛ مُطّرد مستوى الكعب، ديوان الهذليين 142، 1. الجزء الخلفي للسهم (الجريدة الآسيوية 1848، 2، 210).
ثنى كعب الصرمة: ثنى جوانب الحذاء من الداخل (بوشر) وفيه كسر كعب زربوله (ينظر هذا الفعل في موضعه من (المصنف).
كعب: عُظيمة، شزنة: وجمعها أكعاب (براكس جريدة الشرق، الجزائر والمستعمرات 84).
كعب: كشتبان، قمع الخياط. (لين). (ألف ليلة، 1، 610).
كعب: مكعب وجمعها كعوب (بوشر).
كعبُ كعبٍ المكعب: القوة السادسة (الجريدة الآسيوية 1834، 1، 435).
كعب الرَّجل: عظم في الرَّجل على هيئة مكعب.
كعب: ورم في رسغ الفرس في منتصف الحوشب (وهو مفصل يقع بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ) وفوق شِكال الجانب الأيمن للجواد أو الأيسر (ابن العوام 2، 651، 6 وما تلا ذلك).
كعبة: وجمعها كعوب: حافر الحيوان (ألكالا).
كعبة: كتلة من النشا (أنظر في هذا معجم مادة مروزيا) وعند (فريتاج) مادة كعب.
كعبي: مكعب، تكعبي (بوشر).
اكعاب: أرنب (دومب 64).
تكعيب: تحويل إلى مكعب، تكعيب (حساب الحجم). (بوشر).
تكعيب: عريش، مِرزَح. (بوشر).
تكعيبة: عريش، كرم معترش (كرم مسند إلى حائط أو إلى عريش). (بوشر).
مِكعَب: المداس لا يبلغ الكعبين. وهو غير عربي (محيط المحيط).
مُكَعّب. رمح مكعّب: رمح يصنع من خشب الاسل ذو العُقد القوية (كوسج. كرست 80، 2).
مكعّب: مكعب (صفة) تكعيبي. (بوشر).
مكعَّب: مكعب (مادة). (بوشر).
مكعَّب: عريش، مِرزح. (بوشر، ألف ليلة 1، 297؛ 2، 253؛ 4، 45؛ 4؛ 247 برسل 3، 139) وفيه ينبغي أن نقرأ مكعب خيزران.
كعب: {وكواعب}: من اللواتي تكعب نهدها أي صار كالكعب.

كعب



كَعَبَ الثَّدْىُ, aor. ـِ and كَعُبَ, (it seems to be implied in one place in the K, that the aor. is كَعَبَ; but this is not the case; TA,) inf. n. كُعُوبٌ and كِعَابَةٌ (by MF written كَعَابَةٌ) and كُعُوبَةٌ; and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; The girl's breast swelled, or became prominent or protuberant, (K,) and round: (TA:) [or began to swell, &c.: see كَاعِبٌ]: or they use the term تَفْلِيكٌ; then نُهُودٌ; and then تَكْعِيبٌ; [as applied to the successive stages of growth of the breast]. (TA.) كَعَبَتِ الجَارِيَةُ, aor. ـُ (and كَعِبَ, TA,) inf. n. كُعُوبٌ; and ↓ كعّبت; [and ↓ تكعّبت; (A, TA in art. عج;)] The girl had breasts beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) [or had swelling, prominent, or protuberant, breasts: see كَاعِبٌ].

A2: كَعَبَهُ, inf. n. كَعْبٌ, He beat him on a hard, or tough, part; as the head, and the like: (TA:) [and so ↓ كعّبه: for it is mentioned in the TA, that a certain king was surnamed المُكَعِّبُ from his beating the protuberances of people's heads].

A3: كَعَبَ, aor. ـَ (K;) and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; (TA;) He filled a vessel (K) &c. (TA.) 2 كَعَّبَ [كعّب It (a reed, or cane,) put forth, or produced, its jointed stem. b2: Hence the phrase:] إِنِّى أَرَى الشَّرَّ كَعَّبَ [(assumed tropical:) Verily I see the evil to have grown, like reeds when they put forth their jointed stems.] (TA, voce نَبَّبَ.) b3: كعّب لَبَبَهَا He put to her breast-band [the pronoun app. referring to دَابَّة “ a beast of carriage ”] edges, or borders, like كُعُوب [app. meaning play-bones, or dice, or similar things.]. (TA.) b4: كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ, He folded a garment, or piece of cloth, hard, or firmly, accord. to some, in a square form. (TA.) See also مُكَعَّبٌ. b5: He made it square, (K,) [or rather of a cubic form]. b6: And see 1 in four places.4 اكعب, inf. n. إِكْعَابٌ, He hastened: (K:) or he went away, paying no regard to anything: (TA:) or, inf. n. كَعَابٌ, he went away injuriously (مُضَارًّا [an act. part. n.]) not caring for what was behind him, [or for the people whom he left behind him]: like كَلَّلَ. (Aboo-Sa'eed.) كَعْبٌ Any joint, juncture, or place of division, of the bones. (K.) b2: Also, [and more commonly, The ankle-bone, or talus;] in a man, what projects above the tarsus, where the foot is set on; (TA;) what projects above the foot; (K;) the bone that projects at the place of junction of the shank and the foot; (AA, As, S, Msb;) each foot has two bones thus termed; one on the right and the other on the left; (Msb;) each of the two bones that project on either side of the foot; (K, TA:) or the anklejoint, or tarsal-joint; the joint that is between the shank and the foot: (IAar, &c., Msb:) As rejected the saying of the [common] people, that it is in the upper part (ظَهْر) of the foot: (S:) some persons say, that it is each of the two bones that are in the upper part (ظَهْر) of the foot: so say the Shee'ah: and in like manner Yahyà Ibn-El-Hárith speaks of the كِعَاب as in the middle of the foot: (TA:) pl. [of pauc.] أَكْعُبٌ and [of mult.] كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (K.) b3: جَارِيَةٌ دَرْمَاءُ الكُعُوبِ A girl the heads of whose bones are not big [or prominent]. b4: Also employed with reference to any quadruped; meaning, in a horse, What is between each وَظِيف and سَاق: or between the bone of the وظيف and the bone of the ساق; which projects backwards: [by this is meant, not the fetlock-joint, or hind fetlock-joint, but the hock: for it has been shown, voce عُرْقُوب, that the term كَعْب, with reference to quadrupeds, is sometimes applied to what anatomists term the tarsus]. (TA.) b5: كَعْبٌ and ↓ كَعْبَةٌ [An ossicle] with which one plays; [a play-bone; a cockal-bone; the superior bone of the tarsus, called by anatomists astragalus or as tali, a little bone, somewhat oblong, taken from the foot of a sheep, or the like, thrown in play, like a die:] (Lh, K:) the die (فَصّ) that is used in the game of tables, or backgammon, (النَّرْد); (TA;) [any die that is used in play]: pl. (of the former word, TA) كِعَابٌ and (of the latter, TA,) كُعْبٌ and كَعَبَاتٌ. (K: the last so written accord. to the TA; but in the CK كَعْبَاتٌ.) The playing with the كعب is forbidden (Kur v. 92]. (TA.) b6: A conventional term of arithmeticians [a cube]. (K.) b7: (tropical:) A piece of clarified butter; (S;) such [a lump, or compact piece] as is termed كُتْلَة, thereof: (K:) and [a lump] of dates [compacted together]: (M, voce فِدْرَةٌ:) a piece of clarified butter, or of fat or grease. (TA.) b8: (tropical:) What is termed a صُمَّة (or what is poured out at once, or what remains in a vessel, &c., or a small quantity,) of milk, (K,) or of clarified butter. (TA.) b9: (tropical:) [A knot, or joint, of a reed or cane;] what is between each two internodal portions of a reed or cane; (K;) the prominent part that is at the extremity of each of the internodal portions of a spear [of reed or cane]: (S:) or an internodal portion, or portion that is between each two knots, or joints, of a reed or cane: (Msb:) pl. كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (TA.) b10: By صاروا كعابا, in the following verse, رَأَيْتُ الشَّعْبَ مِنْ كَعْبٍ وَكَانُوا مِنَ الشَّنْآنِ قَدْ صَارُوا كِعَابَا the poet means, they were divided and opposed in mind or opinion, so that each portion that was of one mind, or opinion, became a party by itself. (AAF.) [He seems to compare them to play-bones thrown on the ground; or to the several joints, or knots, of a reed, or cane; or to a spear not equal, or uniform, in the joints, or knots, of its cane-shaft.] b11: رُمْحٌ بِكَعْبٍ وَاحِدٍ

A spear with equal, or uniform, knots, or joints; not having one knot, or joint, thicker than another. (TA.) A2: (tropical:) Eminence, or nobility, and glory. (K.) b2: رَجُلٌ عَالِى الكَعْبِ A man eminent, or noble, and successful in his enterprises. (TA.) b3: أَعْلَى اللّٰهُ كَعْبَهُ May God exalt his glory! (TA, from a trad.) b4: لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عَاليًا May thy glory not cease to be exalted! See عَالٍ, in art. علو. (TA.) b5: عَلَا كَعْبُكَ بِى Thy nobility, or glory, hath exalted me. (TA.) b6: This signification is taken from the كَعْب of a cane: and كَعْبٌ is applied to Anything elevated. (IAth.) كُعْبٌ A girl's or woman's, breast, (K,) that is swelling, prominent, or protuberant. (TA.) See also كَاعِبٌ.

كَعْبَةٌ see كَعْبٌ. b2: Any square [or cubic] house, or chamber, or the like. (K.) b3: A chamber of the kind called غُرْفَة: (K:) thought by ISd to be so called because of its square [or cubic] form. (TA.) b4: الكَعْبَةُ The Sacred House; [the square, or cubic, building, in the centre of the Temple of Mekkeh]: (S, K:) said to be so called because of its square [or cubic] form: (S:) or because of its height and its square form: also called كَعْبَةُ البَيْتِ [The Kaabeh of the House (of God)]. (TA.) b5: الكَعَبَاتُ, (K,) or ذُو الكَعَبَاتِ, (S, K,) A house [or temple] belonging to the tribe of Rabee'ah, who used to compass it, or perform circuits round it, [as is done round the Kaabeh of Mekkeh]. (S, K: in one copy of the S, written ذُو الكَعَبَيْنِ.) كُعْبَةٌ A girl's virginity, or maidenhead: (K:) [the virgineal membrane: as shown by a verse cited in the TA].

كُعْكُبٌّ: see كُعْكُبَّةٌ.

كُعْكُبَّةٌ A نُونَة of hair: this is made by a woman's disposing her hair in four plaits, and inserting them, one in another; thus they (i. e. the plaits, TA) become [what are termed]

↓ كُعْكُبٌّ [a coll. gen. n., of which كعكبّة is the n. un.]. (K.) b2: Also, and كُعْكُبِيَّةٌ, A certain mode of combing, or dressing, the hair. (K.) b3: [These words are inserted in this art. in the K: but I think that they should be in a separate art., as quadriliteral-radical words; being of the same class as سِمْسَارٌ &c.]

جَارِيَةٌ كَعَابٌ A virgin. (TA.) See كَاعِبٌ.

جَارِيَةٌ كَاعِبٌ, (this is the most common of the epithets here mentioned, TA,) and ↓ كَعَابٌ, (S, K,) and ↓ مُكَعِّبٌ, (K,) and كَاعِبَةٌ, (KL,) and, as written by some, ↓ مُكَعِّبَةٌ, (TA,) A girl whose breasts are beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) or having swelling, prominent, or protuberant, breasts: see 1: (K, TA:) pl. of the first كَوَاعِبُ and [of the first or second] كِعَابٌ; the latter mentioned by Th; the former occurring in the Kur lxxviii. 33. (TA.) b2: ثَدْىٌ كَاعِبٌ. and ↓ مُكَعِّبٌ, and ↓ مُكَعَّبٌ, (in some copies of the K, مُكْعَبٌ, in either case extr., the forms being those of pass. part. ns., and the signification that of an act. part. n.,]) and ↓ مُتَكَعِّبٌ, A girl's breast that is swelling, prominent, or protuberant: (K:) [or beginning to swell, &c,: see 1, and see also كُعْبٌ].

مُكَعَّبٌ see كَاعِبٌ. b2: A بُرْد, (S, K,) and a garment, or piece of cloth, variegated, or figured, (S, K,) with squares. (Lh, S.) Some explain it as signifying variegated, or figured, without applying it particularly to a garment, or piece of cloth, or to a برد. (TA.) b3: A garment, or piece of cloth, folded hard or firmly, (S, K,) accord. to some, in a square form. (TA.) b4: وَجْدٌ مُكَعِّبٌ A hard and projecting face. (TA.) b5: مُكَعَّبَةٌ The kind of basket called دَوْحَلَّةٌ (K) and شَوْغَرَةٌ and وَشَخَةٌ. (TA.) مُكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ and 1.

مُتَكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ.

حَيْثُ

حَيْثُ: كلِمَةٌ دالَّةٌ على المَكانِ، كــحِينَ في الزَّمانِ، ويُثَلَّثُ آخِرُه.
(حَيْثُ)
ظرف للمكان تُضَاف للجمل وتتصل بهَا مَا الكافة فتتضمن معنى الشَّرْط وتجزم فعلين كَمَا فِي قَول الشَّاعِر
(حَيْثُمَا تستقم يقدر لَك الله نجاحا فِي غابر الْأَزْمَان)
وَقيل إِنَّهَا ترد ظرف زمَان كَمَا فِي الْبَيْت
حَيْثُ
: (} حَيْثُ: كَلِمَةٌ دالَّةٌ على المَكَانِ) ؛ لأَنّه ظَرفٌ فِي الأَمْكِنَةِ، (كــحِينَ فِي الزَّمانِ) وَهُوَ مَذْهَبُ الجُمْهُور، وحَكَى عَلَيْهِ جماعَةٌ الاتّفَاقَ، قَالَ شيخُنَا: وَقد خالَفَ الأَخفشُ، فادّعى أَنها تأْتِي وتَرِدُ للزّمَانِ، وأَقوى شاهِدٍ على دَلالَتِهَا على الزّمَان قَوْله:
! حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ الله
نَجَاحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ
وإِن بحثَ فِيهِ الدَّمامِينِيُّ فِي التُّحْفَةِ، وتَكَلَّفَ للجَوَابِ، وَهِي ظَرفٌ، وتَدْخُلُ عَلَيْهَا مَا الكَافَّةُ، فتَتَضَمَّنُ معنَى الشَّرْطِ، كَمَا فِي البَيْتِ، وَلها أَحكامٌ مَبْسُوطَةٌ فِي المُغْنِي وغيرِهِ.
(ويُثَلَّثُ آخِرُه) قَالَ شيخُنَا: أَي مَعَ كُلَ من الياءِ والواوِ والأَلف عِنْد بعضِهم، فَهِيَ تسعُ لُغَاتٍ، ذَكَرَها ابنُ عُصْفُورٍ وغيرُه، وَبِه تَعْلَم قُصورَ كلامِ المُصَنِّف.
قلت: هاذا الذِي ذكَره شيخُنا إِنما هُو فِي قَوْلهم: تركتُه حاثِ باثِ، وحَوحثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ بِالْوَاو، والياءِ، والأَلف، مَعَ التَّثْلِيثِ فِي آخِرِهِ وأَما فِيمَا نَحْنُ فِيهِ، فَلم يَرِدْ فِيه إِلا حَوْثُ وحَيْثُ، وَلم يرد حاثَ، وَلم يَقُلْ أَحدٌ: إِن الأَلِفَ لغةٌ فِيهِ، وسَنَذْكُرُ فِي ذَلِك كلامَ الأَئِمَّةِ. حتَّى يَظْهَرَ أَنّ مَا ذكرَه شيخُنَا إِنّمَا هُوَ تَحَامُلٌ فَقَط.
فَفِي التكملة:! حَيْثِ مبنيًّا على الكسْر: لُغَةٌ فِي الضمْ وَالْفَتْح.
وَفِي اللسانِ: حَيْثُ: ظرفٌ مُبْهَمٌ من الأَمْكنَة، مضمومٌ، وبعضُ العربِ يَفْتَحُه، وَزَعَمُوا أَنَّ أَصْلَها الْوَاو، قَالَ ابنُ سَيّده: وإِنمَا قلَبُوا الواوَ يَاء طلبَ الخفَّة، قَالَ: وهاذا غيرُ قَوِيَ.
وَقَالَ بَعضهم: أَجْمَعَتِ العربُ على رفع حيثُ فِي كل وَجْهٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصلَها حَوْثُ فقُلِبت الْوَاو يَاء؛ لكثرةِ دُخُولِ اليَاءِ على الوَاو فَقيل: حَيْثُ، ثمّ بُنِيَتْ على الضَّمّ؛ لالتقاءِ السَّاكِنَينِ، واختِيرَ لَهَا الضَّمُّ ليُشْعِرَ ذلكِ بأَن أَصلَهَا الْوَاو، وذالك لأَنَّ الضَّمةَ مُجَانسةٌ للواوِ، فكأَنّهم أَتْبَعُوا الضَّمِّ الضَّمّ قَالَ الكِسَائِيّ: وَقد يكون فِيهَا النَّصْبُ يَحْفِزخهَا مَا قبلَهَا إِلى الفَتْح.
قَالَ الكِسَائِيّ: سَمِعْتُ فِي بني تَميمٍ من بَنِي يَرْبُوعٍ وطُهَيَّةَ من يَنْصِبُ الثاءَ على كلِّ حالٍ: فِي الخفْضِ، والنصْبِ، والرفْع، فَيَقُول: حَيْثَ الْتَقَيْنَا، وَمن حَيْثَ لَا يَعْلَمُون، وَلَا يُصِيبه الرَّفْعُ فِي لُغَتِهم، قَالَ: وسمعتُ فِي بني الحَارِثِ ابنِ أَسَدِ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ وَفِي بَنِي فَقْعَسٍ كُلِّهَا يَخْفِضُونَهَا فِي مَوضِع الخَفْضِ، ويَنْصِبُونَها فِي مَوضِع النَّصْب فَيَقُول: من حيثه لَا يَعْلَمُونَ، وكانَ ذَلِك {حَيْثَ التَقَيْنَا.
وَحكى اللِّحْيَانيّ، عَن الكِسَائِيّ أَيضاً: أَنّ مِنْهُم مَن يَخْفِ بحيْثُ، وأَنشد:
أَمَا تَرَى حَيْثُ سُهَيْل طَالِعَا
قَالَ: وليْسَ بالوَجْهِ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ عَن اللَّيْث: للعَرَبِ فِي حَيْثُ لُغَتَان: فاللُّغَةُ العَالِيَةُ حَيْثُ، الثَّاءُ مَضْمُومَةٌ، وَهُوَ أَداةٌ للرَّفْع يرفَعُ الِاسْم بعدَهُ، ولُغَةٌ أُخْرَى حَوْثُ، روايةٌ عَن العَرَبِ لبَنِي تَمِيمغ: (يَظنّون حيثُ فِي مَوضِع نَصْبٍ يَقُولُونَ الْقَهُ حيثُ لَقِيتَه وَنَحْو ذَلِك كذالك) .
وَقَالَ ابنُ كَيْسَانَ: حَيْثُ حَرفٌ مبْنِيٌّ على الضَّمِّ وَمَا بعدَهُ صِلَةٌ لَهُ، يرتفعُ الاسمُ بعدَه على الابتداءِ: كَقَوْلِك: قُمْتُ حَيْثُ زَيدٌ قائِمٌ، وأَهلُ الكُوفَةِ يُجهيزُونَ حَذفَ قَائِم، ويرفَعُونَ} بحيثُ زَيْداً، وَهُوَ صِلةٌ لَهَا، فإِذا أَظْهَرُوا قَائِما بعدَ زيْدِ أَجازُوا فِيهِ الوَجْهَيْنِ: الرّفْع، والنصْبَ (فَيرفعون الاسمَ أَيضاً وَلَيْسَ بِصِلَةٍ لَهَا، ويَنصبون خَبَره ويرفعونه، فَيَقُولُونَ: قَامَت مقَام صِفَتين، وَالْمعْنَى: زيدٌ فِي مَوضع فِيهِ عمرٌ و. فَعَمْرٌ ومُرْتَفِعٌ بِفِيهِ، وَهُوَ صِلةٌ للموضِع، وزَيدٌ مُرْتَفع بفي الأُولَى وَهِي خَبرُه، وَلَيْسَت بصِلةٍ لشيءٍ) .
قَالَ: وأَهلُ البَصْرَةِ يقُولون: حيثُ مُضَافَةٌ إِلى جُمحلَةِ (ف) لذَلِك لم تَخْفِضْ وأَنشد الفرَّاءُ بَيْتا أَجازَ فِيهِ الخَفْضَ (وَهُوَ قَوْله:
أَما تَرَى! حَيْثَ سُهِيْلٍ طَالِعَا
فلمّا أَضافَهَا فتحهَا كَمَا يفعل بعِنْد وخَلْف) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: (حَيْثُ ظَرفٌ من الظُّرُوف يَحتَاج إِلى اسمٍ وخَبَر، وَهِي تجمع معنى ظَرْفَيْنِ، كَقَوْلِك: حيثُ عبدُ الله قاعِدٌ زيدٌ قائمٌ. المعنَى: الموضعُ الَّذِي فِيهِ عبد الله قاعدٌ زيد قائمٌ، قَالَ و) حَيْثُ من حروفِ المَوَاضِع، لَا من حرُوفِ المَعَانِي، وإِنما ضُمَّتْ؛ لأَنّها ضُمِّنَتْ الِاسْم الَّذِي كانتْ تَسْتَحِقُّ إِضافَتَهَا إِليه، قَالَ: وقالَ بعضُهُم: إِنَّمَا ضُمَّ؛ لأَنّ أَصلَهَا حَوْثُ، فَلَمَّا قَلَبُوا واوَدهَا يَاء ضَمُّوا آخِرَها. قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: وَهَذَا خَطَأٌ؛ لأَنَّهُم إِنّما يُعْقِبُون فِي الْحَرْف ضَمَّةً دالَّةً على واوٍ ساقِطَةٍ.
قَالَ الأَصمعيّ: وَمِمَّا تخطِىءُ فِيهِ العَامَّةُ والخَّاصَّةُ بَاب حِيْنَ! وحَيْثُ، غَلِطَ فِيهِ العُلَمَاءُ مثلُ أَبي عُبَيْدَةَ وَغَيره.
قَالَ أَبو حاتمٍ: رأَيتُ فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ أَشياءَ كَثِيرَة، يَجْعَلُ حِينَ حَيْثُ، وَكَذَلِكَ فِي كتابِ أَبي عُبَيْدَة بِخَطِّه.
قَالَ أَبو حاتِمٍ: واعلمْ أَنّ حِينَ وحيْثُ ظَرْفَانِ: فــحينَ ظرفٌ من الزَّمَانِ، وحَيْثُ ظرفٌ من المَكَانِ، ولكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا حَدٌّ لَا يُجَاوِزُه، والأَكثرُ من النّاس جعلوهُما مَعًا. وَالله أَعلم.

لَغْو

لَغْو
: (و (} اللُّغَةُ) ، بالضَّمِّ، وإنَّما أَطْلَقَهُ لشُهْرتِه، وَإِن اغْتَرَّ بعضٌ بالإطْلاقِ فظنَّ الفَتْح {لُغَةً فَلَا يعتدُّ بذلكَ، وأَشَارَ لَهُ شيْخُنا.
قالَ ابنُ سِيدَه: اللُّغَةُ اللِّسْنُ، وَحَدُّها أنَّها (أَصْوَاتٌ يُعَبِّرُ بِها كلُّ قومٍ عَن أَغْراضِهم) .
(وقالَ غيْرُهُ: هُوَ الكَلامُ المُصْطَلحُ عَلَيْهِ بينَ كلِّ قَبِيلٍ، وَهِي فُعْلَةٌ مِن} لَغَوْت، أَي تكلَّمْت، أَصْلُها {لُغْوة ككُرَةٍ، وقُلةٍ وثُبةٍ، لامَاتُها كُلّها واواتٌ.
وَقَالَ الجَوْهرِي: أَصْلُها لُغَيٌّ أَوْ لُغَوٌ، والهاءُ عِوَضٌ. زادَ أَبو البَقاء: ومَصْدرُه} اللَّغْوُ، وَهُوَ الطَّرْح، فالكَلامُ لكَثْرَةِ الحاجَةِ إِلَيْهِ يَرْمِي بِهِ، وحُذِفَتِ الواوُ تَخْفيفاً.
(ج {لُغاتٌ) ؛) قالَ الجَوْهرِي: وقالَ بعضُهم: سَمِعْت} لُغاتَهم، بِفَتْح التاءِ، وشبَّهها بالتاءِ الَّتِي يُوقَفُ عَلَيْهَا بالهاءِ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم قالَ أَبو عَمْرٍ وَلأبي خَيْرة: سمعتُ لُغاتِهم، قالَ: وَسمعت لُغاتَهم، فقالَ: يَا أَبَا خَيْرَة أُريد أَكْشَفَ منْك جِلداً جِلدُكَ قد رَقَّ، وَلم يَكُنْ أَبو عَمْرو سَمِعَها.
( {ولُغُونَ) ، بالضَّمِّ، نقلَهُ القالِي عَن ابنِ دُرَيْدٍ، ونقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه.
(} ولَغَا {لَغْواً: تَكَلَّمَ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (مَنْ قالَ فِي الجُمعة صَهْ فقد} لَغَا) ، أَي تَكلَّم.
(و) لَغا لَغْواً: (خابَ) ؛) وَبِه فَسَّرَ ابنُ شُمَيْل حديثَ الجُمعة: فقد لَغا.
(و) لَغا (ثَريدَتَه) لَغْواً: (رَوَّاها بالدَّسَمِ) ، كلَوَّغَها.
( {وأَلْغاهُ: خَيَّبَهُ) ، رَواهُ أَبو دَاوُد عَن ابْن شُمَيْل.
(} واللَّغْوُ {واللَّغَى، كالفَتَى: السَّقْطُ وَمَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ من كَلامٍ وغيرِهِ) وَلَا يُحْصَلُ مِنْهُ على فائِدَةٍ وَلَا نَفْعٍ؛ كَذَا فِي المُحْكم. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي للعجَّاج:
عَن} اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وقالَ القالِي: اللَّغا واللَّغْوُ صَوْتُ الطائِرِ؛ وكذلكَ كلُّ صَوْتٍ مُخْتَلَط؛ قالَ الجعْدِي:
كأَنَّ قَطا العَيْن الَّذِي خَلف ضارجٍ
جلاب {لَغا أَصْواتها حينَ تَقْربقالَ: الَّذِي، لأنَّه أَرادَ الماءَ.
(} كاللَّغْوَى، كسَكْرَى) ، وَهُوَ مَا كانَ من الكَلامِ غَيْر مَعْقودٍ عَلَيْهِ؛ قالَهُ الأزْهرِي.
قالَ ابنُ برِّي: وليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ مِثْل اللَّغْو! واللَّغَا إِلاَّ قَوْلهم الأَسْوُ والأسَا، أَسَوْتُه أَسْواً وأَساً أَصْلَحْته.
قُلْت: ومثْلُه النَّجْو والنَّجا للجلدِ، كَمَا سيأتِي. (و) اللَّغْوُ واللَّغا: (الشَّاةُ لَا يُعْتَدُّ بهَا فِي المُعامَلَةِ) ، وَقد {أَلْغَى لَهُ شَاة، وكلُّ مَا أُسْقِط فَلم يُعْتَد بِهِ} مُلْغًى؛ قَالَ ذُو الرُّمّة:
ويَهْلِكُ وَسْطَها المَرئيُّ {لَغْواً
كَمَا} أَلْغَيْتَ فِي الدِّيَةِ الحُوارَاوفي الصِّحاح: اللَّغْوُ مَا لَا يُعَدُّ مِن أَوْلادِ الإِبِلِ فِي ديَّةٍ أَو غيرِها لصِغَرِها؛ وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكُور.
قالَ ابنُ سِيدَه: عَمِله لَهُ جريرٌ، فلَقِيَ الفَرَزْدقُ ذَا الرُّمَّة فقالَ: أَنْشِدني شِعْرَك فِي المَرَئيِّ، فأَنْشَدَه، فلمَّا بَلَغَ هَذَا البَيْتَ قالَ لهُ الفَرَزْدقُ: حَسِّ أَعِدْ عليَّ، فأَعادَ، فقالَ: لاكَها واللَّه مَنْ هُوَ أَشدُّ فَكَّين مِنْك.
(و) معْنَى قَوْله تَعَالَى: { (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ {باللَّغْوِ) فِي أَيْمَانِكُم} . (أَي) لَا يُؤَاخِذُكُم (بالإِثْمِ فِي الحَلِفِ إِذا كَفَّرْتُم) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَفِي النهايةِ: اللَّغْوُ سُقوطُ الإِثْمِ عَن الحالِفِ إِذا كفَّرَ يَمِينَه.
وَفِي الصِّحاح: اللَّغْوُ فِي الأَيْمانِ مَا لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ القَلْب كقوْلِ الرَّجُل فِي كَلامِه: بَلَى واللَّهِ وَلَا واللَّهِ.
وَفِي التهذيبِ حَكَاه الفرَّاء عَن عائِشَةَ، رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهَا قَالَ: وَهُوَ مَا يَجْرِي فِي الكَلامِ على غيرِ عَقْدٍ، قالَ: وَهُوَ أَشْبَه مَا قيل فِيهِ مِن كلامِ العَرَبِ.
وقالَ الحرالي: اللَّغْوُ مَا تسبقُ إِلَيْهِ الأَلْسِنَة مِن القَوْلِ على غَيْرِ عَزْم قصدَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: اللَّغْوُ مِن الكَلامِ مَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُورَدُ عَن رَوِيَّةٍ وفَكْرٍ، وَهُوَ صَوْتُ العَصافِيرِ ونحوِها مِن الطُّيورِ.} ولَغا الرَّجُلُ: تكلَّم باللَّغْوِ، وَهُوَ اخْتِلاطُ الكَلامِ، ويُسْتَعْملُ اللَّغْوُ فيمَا لَا يُعْتدُّ بِهِ، وَمِنْه اللّغْوُ فِي الأَيْمانِ أَي مَا لَا يَعْقِدُ عَلَيْهِ القَلْب وذلكَ مَا يَجْرِي وَصْلاً للكَلامِ بضَرْبٍ مِن العادَةِ كَلا واللَّهِ وبَلَى واللَّهِ. قالَ: وَمن الفرقِ اللطيفِ قولُ الخليلِ: اللَّغْطُ كَلامٌ بشيءٍ ليسَ من شأْنِك والكذِبُ كَلامٌ بشيءٍ تغرُّبه، والمحالُ كلامٌ بشيءٍ مُسْتَحيلٍ، والمُسْتقيمُ كلامٌ بشيءٍ مُنْتَظمٌ، {واللّغْوُ كلامٌ بشيءٍ لم تُرِدْه، انتَهَى.
وَفِي التهذيبِ: قالَ الأصْمعي: ذَلِك الشَّيْء لكَ لَغْواً} ولَغاً ولَغْوَى، وَهُوَ الشيءُ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِهِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: لَغَا إِذا حَلَفَ بيمينٍ بِلا اعْتِقادٍ.
وَفِي الصِّحاح: لَغَا {يَلْغُو لَغْواً، أَي قالَ باطِلاٍ. يقالُ:} لَغَوْتُ باليمينِ.
وقالَ ابنُ الْأَثِير: قيلَ {لَغْوُ اليمينِ هِيَ الَّتِي يَحْلفُها الإنْسانُ ساهِياً أَو ناسِياً، أَو هُوَ اليَمِينُ فِي المَعْصِيَةِ، أَو فِي الغَضَبِ، أَو فِي المِراءِ، أَو فِي الهَزْلِ.
(} ولغَى فِي قوْلِه، كسَعَى ودَعا ورَضِيَ) ، يَلْغو لَغْواً {ويَلْغَى، الأُوْلى عَن الليْثِ، (} لَغاً {ولاغِيةً} ومَلْغاةً) :) أَي (أَخْطَأَ) ؛) أَنْشَدَ ابنُ برِّي لعبدِ المسيحِ بنِ عسلة:
باكَرْتُه قَبْلَ أَن {تَلْغَى عَصافِرُه
مُسْتَحْفِياً صاحِبي وَغَيره الحافِيقالَ: هَكَذَا رُوِي تَلْغَى، وَهُوَ يدلُّ على أنَّ فِعْلَه لَغا إلاَّ أَن يقالَ فُتِح لحرْف الحَلْق، فيكونُ ماضِيَه لَغا ومُضارِعُه يَلْغُو ويَلْغَى،} فاللاَّغِيَةُ هُنَا مَصْدَرٌ بمعْنَى اللّغْوِ كالعاقِبَةِ، والجَمْعُ! اللَّواغِي، كَراغِيَةِ الإِبِلِ ورَواغِيها.
وَفِي الحديثِ: (والحَمُولَةُ المائِرةُ لَهُم {لاغيةٌ) ، المائِرَةُ: الإِبِلُ الَّتِي تَحمِل المِيرةَ،} ولاغِيةٌ: أَي {مُلْغاة لَا يُلْزَمون عَلَيْهَا صَدَقَة.
وَفِي حديثِ سَلْمان: (إيَّاكُم} ومَلْغاةَ أَوَّلِ الليلِ) ، يريدُ السَّهَر فِيهِ فإنَّه يَمْنَعُ مِن قِيامِ الليلِ؛ مَفْعَلَةٌ من اللَّغْوِ بمعْنَى الباطِلِ.
وقُرِىءَ: {والغَوْا فِيهِ} . والغُوا فِيهِ، بالفَتْح وَالضَّم.
(وكلمةٌ لاغِيَةٌ) :) أَي (فاحِشَةٌ) ؛) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لَا تسْمَع فِيهَا لاغيةً} : قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ على النَّسَبِ، أَي ذَات {لَغْوٍ؛ وإِلَيْه ذَهَب الجَوْهرِي وقالَ: هُوَ مثْلُ تامِرٍ ولابنٍ لصاحِبِ التمْرِ واللَّبَنِ.
وقالَ الأزْهرِي: كلمةٌ لاغيةٌ، أَي قَبيحةٌ أَو فاحِشَةٌ.
وقالَ قُتادَةُ فِي تفْسِيرِ الآيةِ: أَي باطِلاً؛ وقالَ مجاهدٌ: أَي شَتْماً.
(} واللَّغْوَى) ، كسَكْرَى: (لَغَطُ القَطَا) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للرَّاعي:
صُفْرُ المَناخِرِ {لَغْواها مُبَيَّنَةٌ
فِي لُجَّةِ اللَّيْل لمَّا رَاعَها الفَزَعُ (} ولَغِيَ بِهِ، كرَضِيَ، لَغاً) :) إِذا (لَهِجَ بِهِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح والمُحْكم؛ زادَ الرَّاغبُ: لَهِجَ العُصْفُورُ {بلَغاهُ؛ وَمِنْه قيلَ للكَلام الَّذِي تَلْهَجُ بِهِ فرقَةٌ:} لُغَةٌ، واشْتِقاقُه مِن ذلكَ.
وَفِي كتابِ الْجِيم:! لَغِيَ بِهِ لَغاً: أُولِعَ بِهِ.
(و) لَغِيَ (بالماءِ) ؛) وَفِي الصِّحاح بالشَّرابِ، إِذا (أَكْثَرَ مِنْهُ) ؛) زادَ ابنُ سِيدَه: (وَهُوَ لَا يَرْوَى مَعَ ذلكَ. (و) قالَ أَبو سعيدٍ: إِذا أَرَدْتَ أَنْ تَنْتَفِعَ بالإعْرابِ ف ( {اسْتَلْغِ العَرَبَ) ، أَي (اسْتَمِعْ لُغاتِهِم من غيرِ مَسْأَلَة) .
(وَفِي الأساسِ: وَإِذا أَرَدْتَ أَن تَسْمَعَ مِن الأعْرابِ} فاسْتَلْغِهم أَي اسْتَنْطِقْهم، فعلى هَذَا القَوْل السِّيْن للطَّلب.
(وقولُ الجَوْهرِي لنُباح الكَلْبِ: لَغْوٌ، واسْتِشْهَادُهُ بالبَيْتِ باطِلٌ. وكِلابٌ فِي البَيْتِ هُوَ ابنُ ربيعَةَ بنِ عامِرٍ) بنِ صَعْصَعة، (لَا جَمْعُ كَلْبٍ) .
(قُلْت: نَصّه فِي الصِّحاح: ونُباحُ الكَلْبِ لَغْوٌ أَيْضاً، وقالَ:
فَلَا {تُلغَى لغَيْرِهِمِ كِلابُ أَي لَا تُقْتَنَى كِلاب غَيْرِهم؛ كَذَا وُجِدَ بخطِّه، وَفِي بعضِ النسخِ: أَي لَا تُعْتَنَى كِلابُ غيرِهم.
قَالَ شيْخُنا: والبَيْتُ نَسَبُوه لناهِضٍ الكِلابي وصَدْرُه:
وقُلْنا للدَّلِيلِ: أَقِمْ إِلَيْهِم ورَواهُ السِّيرافي عَن أَبيهِ مِثْل روايَةِ الجَوْهرِي، قالَ: وَقد غَلَّطُوه وَقَالُوا: الرِّوايَة} تَلْغَى بفَتْح التاءِ ومَعْناه تُولَعُ.
قُلْت: وَهَكَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاح بفَتْح التاءِ، ويُرْوَى بغَيْرِهم؛ وأَمَّا قولُ المصنِّف لَا جَمْع كَلْب فَهُوَ غَرِيبٌ.
وَقَالَ ابْن القطَّاع:! ولَغِيتُ بالشيءِ لَهِجْتُ بِهِ؛ قالَ:
فَلَا تَلْغَى بغَيْرِهِم الرِّكابُ فتَأَمَّل.
وقَرَأْتُ فِي كتابِ الأغاني لأَبي الفَرَج الأصْبَهاني فِي ترْجمةِ ناهِضٍ مَا نَصّه: هُوَ ابنُ ثومَةَ بنِ نصيحِ بنِ نَهِيكِ بنِ إبامِ بنِ جهضَمِ بنِ شهابِ بنِ أنسِ بنِ ربيعَةَ بنِ كَعْبِ بنِ أَبي بكْرٍ بنِ كِلابٍ، شاعِرٌ بَدَوِيٌّ فصيحُ اللِّسانِ مِن شُعَراءِ الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ، وَكَانَ يقدمُ البَصْرَة فيُكْتَبُ عَنهُ شِعْره وتُؤْخَذُ عَنهُ اللُّغَةُ. رَوَى ذلكَ عَنهُ الرِّياشي وغيرُهُ مِن البَصْرِيِّين، ثمَّ قالَ: أَخْبَرني جَعْفرُ بنُ قدامَةَ الكاتِبُ: حدَّثَني أَبو هفَّان: حدَّثَني غديرُ بنُ ناهِضِ بنِ ثومَةَ الكِلابي قالَ: كانَ شاعِرٌ من بَني نُمَيْر يقالُ لَهُ رأْسُ الكبشِ قد هَجَا عُمارَةَ بنَ عقيلِ بنِ بِلالِ بنِ جريرٍ زَمَانا فلمَّا وَقَعَتِ الحرْبُ بَيْنَنا وبينَ نُمَيْر قالَ عمارَةُ يحرِّضُ كَعْباً وكِلاباً ابْنَيْ ربيعَةَ على بَني نميرٍ:

رأيتكما يَا ابنَيْ ربيعَة خُرْتُما
وغرّدتما والحربُ ذَات هديرفي أَبياتٍ أخر. قالَ: فارْتَحَلَتْ كِلابُ حينَ أَتاها هَذَا الشِّعْر حَتَّى أَتوا نميراً، وَهِي بهَضَباتٍ يقالُ لهنَّ واردات، فقَتَلُوا واجْتَاحُوا وفَضَحُوا نميراً ثمَّ انْصَرَفُوا، فقالَ ناهضُ بنِ ثومَةَ يُجيبُ عمارَةَ عَن قَوْله:
يُحضضنا عُمارة فِي نميرٍ
لشغلهم بِنَا وَبِه أرابواسلوا عَنَّا نميراً هَل وقعنا
ببرزتها الَّتِي كَانَت تَهابُألم تخضع لَهُم أَسَدٌ ودانت
لَهُم سعد وضبة والربابُونحن نكرُّها شُعْثاً عَلَيْهِم
عَلَيْهَا الشِّيبُ منا والشبابُرعينا من دِمَاء بني قُرَيعٍ
إِلَى القَلْعين أَيهمَا اللبابُصبحناهم بأرعن مكفهّرٍ
يدب كَأَن رايته عقابُ أخش من الصواهل ذِي دويَ
تلوح الْبيض فِيهِ والحرابُفأشعلَ حِين حلّ بواردات
وثارَ لنقعه ثَمَّ انتصابُصبحناهم بهَا شُعْث النواصي
وَلم يُفتقْ من الصُّبْح الحجابُفلم تُغمد سيوف الْهِنْد حَتَّى
تعيلت الحليلةُ والكِعابُانتَهَى. والبَيْتُ الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهرِي مِن هَذِه القصيدَةِ إلاَّ أنِّي لم أَجِدْه فِيهَا فِي نسخةِ الأغاني وسِياقُه دالٌّ على أنَّ المُرادَ بكِلابٍ فِي قوْله القَبيلَة لَا جَمْع كَلْب، وَهُوَ ظاهِرٌ، واللَّهُ أَعْلَم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
لغى بشيءٍ: لَزِمَهُ فَلم يُفارِقُه.
والطَّيْرُ تَلْغَى بأَصْواتِها: أَي تَنْغَم.
{واللَّغْوُ: الباطِلُ؛ عَن الإِمَام البُخارِي وَبِه فَسَّر الآيَةَ: {وَإِذا مَرّوا باللَّغْو} } وألْغَى هَذِه الكَلِمَة: رَآهَا بَاطِلا وفضْلاً، وَكَذَا مَا {يُلْغَى مِن الحِسابِ.
} وأَلْغاهُ: أَبْطَلَه وأَسْقَطَه وأَلْقَاهُ. ورُوِي عَن ابنِ عبَّاس: أنَّه {أَلْغَى طَلاقَ المُكْرَه.
} واسْتَلغاهُ: أَرادَهُ على اللّغْوِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
وَإِنِّي إِذا {اسْتَلْغانيَ القَوْمُ فِي السُّرَى
بَرِمْتُ فأَلْفَوْني على السرِّ أَعْجَماويقالُ: إنَّ فَرَسَكَ} لمُلاغِي الجَرْيِ: إِذا كانَ جَرْيُه غَيْرَ جَرْيٍ جِدَ، قالَ:
جَدَّ فَلَا يَلْهو وَلَا {يُلاغِي وَفِي الأساسِ:} المُلاغَاةُ: المُهازَلَةُ. وَهُوَ {يُلاغِي صاحِبَه؛ وَمَا هَذِه} المُلاغَاة؟ {واللّغَى: الصَّوْتُ، مثْلُ الوَغَى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وزادَ فِي كتابِ الجيمِ: هُوَ بلُغَةِ الحِجازِ.
ولَغَى عَن الطَّريقِ وَعَن الصَّوابِ: مالَ، وَهُوَ مجازٌ.
واللّغَى:} الإلْغاءُ، كَمَا فِي كتابِ الجيمِ، يريدُ أنَّه بمعْنَى {المُلْغَى. يقالُ:} أَلْغَيْته فَهُوَ {لَغًى.
والنِّسْبَةُ إِلَى اللّغَةِ} لُغَوِيٌّ، بِضَم فَفتح، وَلَا تَقُلْ لَغَوِيٌّ، كَمَا فِي الصِّحاح.
{واللُّغَى، بِضَم مَقْصور، جَمْعُ لُغَةٍ كبُرةٍ وبُرًى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي فِي جُموع اللُّغَةِ.
والعَجَبُ من المصنِّفِ كيفَ أَهْملَهُ هُنَا وذَكَرَه فِي أَوَّل الخُطْبةِ فقالَ: مَنْطقُ البُلَغاءِ} باللّغَى فِي البَوادِي فَتَنبَّه.
{واللَّغاةُ، بِالْفَتْح: الصَّوْتُ.

فضو وفضى

فضو وفضى: فضى: جاء في حيان -بسام (3: 49و) وفي كلامه عن قناة أنشأها القدماء تحت الأرض: إلى أن فضت إلى شط النهر- وأرى أن الصواب أفضت، غير أن كلمة فضت التي نقلتها موجودة في المخطوطتين.
فضي، والمضارع يفضي: خلا، خوي، فرغ (بوشر).
فضى (بالتشديد): أخلى افرغ. ويقال: فضى المكان، أي أخلى المكان. (بوشر).
فضى: نوع من العمل. (مارسيل).
أفضى: وصل. ويقال حين ينتقل الحكم من الأب إلى الابن: أفضى الأمر إليه. ففي كوسج (طرائف ص 28): إلى أن مات معاوية وأفضى الأمر إلى يزيد. (ويجرز ص38، 50). وقد نقل لين هذه العبارة غير إنه لم يصب حين ترجم الأمر بكلمة شيء أو حادث. ويقال: أفضى له أيضا. ففي ابن الابار (مخطوطة ص62 ق): أفضى الأمر لأبنه. وفي كوز جارتن: أفضى بالبناء للمعلوم ويكون معناه: وصل وهو المعنى الذي يذكره اللغويين العرب، وويجرز يقول أفضى بالبناء للمجهول لأنه وجد عند أبي الفرج: أفضيت إليه الخلافة، غير إنا نجد: أفضت إليه الخلافة عند ابن بدرون (ص: 218).
تفضي للأمر: تفرغ له، مولدة (محيط المحيط).
فضوة: وقت الفراغ، عطلة. (هلو، برجرن، مارسيل).
فضاء: تجمع على فضاءات (أبو الوليد ص330).
فضاء: وقت الفراغ، عطلة عن العمل. (بوشر، مارسيل) وفي المقدمة (2: 359) في المخطوطتين منها، وكذلك في طبعة بولاق: ثم تغنى الفتيان في فضا خلواتهم. أي ثم تغنى الفتيان حين انفردوا في وقت فراغهم من العمل. فضاء والعامة تقول فضا: كنيف، خلاء. (محيط المحيط).
الفضاوة: التفرغ من العمل. (بوشر، مارسيل، محيط المحيط).
وقت فضاوة: وقت الفراغ، وقت ضائع. (بوشر).
فاض: فارغ. (بوشر، محيط المحيط).
فاض: العاطل عن العمل، المتفرغ من العمل.
ويقال: فاض من العمل أو فاض من الأشغال (بوشر). (محيط المحيط).

ستر

ستر
السَّتْرُ: تغطية الشّيء، والسِّتْرُ والسُّتْرَةُ: ما يستتر به، قال: لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً [الكهف/ 90] ، حِجاباً مَسْتُوراً
[الإسراء/ 45] ، والِاسْتِتَارُ: الاختفاء، قال:
وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ [فصلت/ 22] .
ستر الستْرُ: مَعْرُوف، وجَمْعُه أسْتَارٌ وسُتُوْر. وسَتَرْتُه وأسْتَرْتُه. وامْرَأةٌ سَتِيْرَةٌ: ذاتُ سِتَارٍ. والستْرُ: الخَوْفُ، والعَمَل، من قَوْلهم: فلانٌ لا يَسْتَتِرُ من اللهِ بسِتْرٍ. والسُتْرَةُ: ما اسْتَتَرْتَ به من شَيْءٍ. وشَجَرٌ سَتِيْرٌ: كَثِيرُ الأغْصَانِ والفُرُوْعِ. والسَّتَرُ: الترْسُ. والمِسْتَرُ: ثَوْبٌ يُسْتَتَرُ به. والستَارَةُ: الجِلْدَةُ على الظُّفرِ.
والإسْتَارُ في العَدَدِ: الأرْبَعَةُ، وهي مُعَربَةٌ، وقد ذَكَرَه حُمَيْدٌ.

ستر


سَتَرَ(n. ac. سَتْر)
a. Veiled, covered over, hid.

سَتُرَ(n. ac. سَتَاْرَة)
a. Was bashful, modest.
b.(n. ac. سَتْر), Was intelligent.
سَتَّرَa. Veiled &c.

تَسَتَّرَإِنْسَتَرَإِسْتَتَرَ
VIIIa. Veiled or hid himself; became hid.

سِتْر
(pl.
سُتُوْر
أَسْتَاْر)
a. Veil, curtain, covering; ægis.
b. Modesty; fear.

سُتْرَة
(pl.
سُتَر)
a. Covering: veil; curtain &c.

سَتَرa. Shield, buckler.

سِتَاْر
(pl.
سُتُر)
a. see 3t
سِتَاْرَة
(pl.
سَتَاْئِرُ)
a. see 3t
سَتِيْر
(pl.
سُتَرَآءُ)
a. Modest, chaste.

سَتَّاْرa. [art.], He who veils, the Protector (God).

N. P.
سَتڤرَ
(pl.
مَسَاْتِيْرُ)
a. see 25
صَلَوة السِّتَار
a. Vespers: evening prayer.
باب السين والتاء والراء معهما س ت ر، ت ر س، يستعملان فقط

ستر: جمع السِّتْرِ ستورٌ وأستار في أدنى العدد، وستَرتُه أسْتُرهُ سَتراً وامرأةٌ ستيرةٌ: ذات سِتارةٍ، والسُّتْرةُ: ما استَتَرْتَ به [من شيءٍ كائناً ما كانَ] ، وهو السِّتارُ والسِّتارةُ . والسُّتْرةُ: ما استتر الوجه به . والسِّتار: موضع. [ويقال: ما لفلانٍ سِتْرٌ ولا حِجْرٌ، فالسِّتْر الحَياء والحِجْرُ العَقْلُ] .

ترس: التِّرسَةُ جمعُ تُرْسٍ. وكُلُّ شيءٍ تَتَرَّستَ به فهو مِترَسَةٌ لكَ.
س ت ر

الله ستار العيوب، ودونه ستر وسترة وستارة وستار وستور وأستار وستر وستائر، واستترت بالثوب وتستر.

ومن المجاز: جارة مسترة وجوار مسترات، ورجل مستور، وقوم مساتير، وسترت المرأة ستارة فهي ستيرة. وشجر ستير: كثير الأغصان. وساتره العداوة مساترة، وهو مداج مساتر. وهتك الله سترك: أطلع على مساويك، وفلان لا يستتر من الله بستر: لا يتقي الله. ومدّ الليل ستاره، وأنا أمدّ إلى الله يدي تحت ستار اللّيل. قال:

لقد مددنا أيدياً بعد الدجى ... تحت ستار الليل والله يرى

وهم إستار أي أربعة. قال جرير:

إنّ الفرزدق والبعيث وأمّه ... وأبا الفرزدق شر ما إستار
س ت ر: (السِّتْرُ) جَمْعُهُ (سُتُورٌ) وَ (أَسْتَارٌ) . وَ (السُّتْرَةُ) مَا يُسْتَرُ بِهِ كَائِنًا مَا كَانَ وَكَذَا (السِّتَارَةُ) وَالْجَمْعُ (السَّتَائِرُ) . وَ (سَتَرَ) الشَّيْءَ غَطَّاهُ وَبَابُهُ نَصَرَ (فَاسْتَتَرَ) هُوَ وَ (تَسَتَّرَ) أَيْ تَغَطَّى. وَجَارِيَةٌ (مُسَتَّرَةٌ) أَيْ مُخَدَّرَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] أَيْ حِجَابٌ عَلَى حِجَابٍ: فَالْأَوَّلُ مَسْتُورٌ بِالثَّانِي أَرَادَ بِذَلِكَ كَثَافَةَ الْحِجَابِ لِأَنَّهُ جَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا. وَقِيلَ هُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] أَيْ آتِيًا. وَرَجُلٌ (مَسْتُورٌ) وَ (سَتِيرٌ) أَيْ عَفِيفٌ، وَالْمَرْأَةُ (سَتِيرَةٌ) . وَ (الْإِسْتَارُ) بِالْكَسْرِ فِي الْعَدَدِ أَرْبَعَةٌ. وَالْإِسْتَارُ أَيْضًا وَزْنُ أَرْبَعَةِ مَثَاقِيلَ وَنِصْفٍ. 
[ستر] السِتْرُ: واحد السُتور والأستار. والسُتْرة: ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان. وكذلك السِتارة، والجمع الستائر. وأما الستار الذى في شعر امرئ القيس: علا قطنا بالشيم أيمن صوبه * وأيسره على الستار فيذبل - فهما جبلان. والستر بالفتح: مصدر سترت الشئ أستره، إذا غطيته، فاستتر هو. وتَسَتَّرَ، أي تَغَطَّى. وجارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ، أي مُخَدَّرَةٌ. وقوله تعالى:

(حِجاباً مَسْتوراً) *، أي حجاباً على حجاب، والاول مستور بالثاني، يراد بذلك كثافة الحجاب لأنَّه جَعَل على قلوبهم أكِنَّةً وفي آذانهم وقرا. ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل، كقوله تعالى:

(إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) *، أي آتياً. ورَجُلٌ مَسْتُورٌ وسَتيرٌ، أي عفيف، والجارية ستيرة. قال الكميت: ولقد أزور بها الستي‍ * رة في المرعثة الستائر - والاستار بكسر الهمرة في العدد: أربعة. قال جرير: قرن الفرزدق والبعيث وأمه * وأبو الفرزدق قبح الاستار - وقال الاخطل: لعمرك إننى وابنى جعيل * وأمهما لاستار لئيم - وقال الكميت: أبلغ يزيد وإسماعيل مألكه * ومنذرا وأباه شرا إستار - والاستار أيضاً: وزن أربعة مثاقيل ونصف، والجمع الاساتير.
السين والتاء والراء س ت ر

ستَر الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً أخفاهُ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(ويَسْتُرُونَ الناسَ من غيرِ سَتَر ... )

وقولُه تعالى {جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} الإسراء 45 يجوز أن يكون مفعولاً في معنى فاعلٍ كقوله تعالى {إنه كان وعده مأتيا} مريم 61 أي آتِياً وحَسَّن ذلك فيهما أنَّهما رَأْسَا آيَتَيْنِ لأن بعضَ آي سُورةِ سبحان إنما آخِرها ورآ أو ي رآ وكذلك أكْثَر آيات كهيعص إنما هي مشدَّدةٌ ياؤُهُ فَتفَهَّم وقال ثعلب معنى مَسْتُوراً مانِعاً وجاء على لفظِ مفْعُولٍ لأنه سُتِر عن العَبْدِ وسَتَّرَهُ كسَتَرَهُ وأنشد اللحيانيُّ (لها رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبٍّ... وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاحُ)

وقد انْسَتَرَ واسْتَتَرَ وتَسَتَّرَ الأولى عن ابن الأعرابيِّ والسِّتْر ما سَترتِهُ به والجمع أستَارٌ وسُتُورٌ وسُتُرٌ والسَّتْرَةُ والمِسْتَرُ والسِّتَارةُ والإِسْتَارةُ كالسِّتْرِ وفي الحديث

أيُّما رَجُلٍ أَغْلقَ على امرأةٍ باباً وأَرْخَى إِسْتارَةً فقد تمَّ صَداقُها ولم نَسْمع الإِستارَةَ إلا في الحديث والسِّتْر العَقْلُ وهو من ذلك وقد سَتُرَ سَتْراً فهوَ سَتِيرٌ والجمع سُتَراءُ وامرأةٌ سَتِرةٌ وسَتيرَةٌ وسَتِيرٌ حَيِيَّة والجمع سَتائِرُ وأراها جَمْعَ سَتِيرٍ وسَتِيرةٍ فأمَّا سَتِرةٌ فلا تُجْمَعُ إلا جمع السَّلامَة على ما ذهب إليه سيبويه في هذا النحوِ والسَّتَرُ التُّرْسُ قال كُثَيِّرُ بن مُزَوِّدٍ

(بَيْن يَدَيْه سَتَرٌ كالغِرْبالِ ... )

والأسْتارُ من العَدَدِ الأرْبَعَةُ قال جَريرٌ

(إنَّ الفَرْزدقَ والبَعِيثَ وأُمَّهُ ... وأَبا البَعِيثِ لشرُّ ما إِسْتارِ)

والسِّتارُ موضِعٌ وهما ستارَانِ ويقال لهما أيضاً السِّتَارانِ وسِتارةٌ أرض قال

(سَلاني عَنْ سِتارَةَ أنَّ عِنْدي ... بهَا عِلْماً فمَنْ يَبْغِي القِرَاضَا)

(يَجِدْ قوماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِراماً حيثُ ما حُبِسُوا مِحَاضَا)
[ستر] نه: فيه إن الله حي "ستير" هو فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون. ش: وكان رجلًا "ستيرا" أي يتستر في الغسل، وقيل: هو أول من اتخذ الإزار المزنى، وهو كسكيت بكسر وتشديد، ويجوز فتحه والتخفيف. نه: وفيه: أيما رجل أغلق بابه على امرأة وأرخى دونها "استارة" فقد تم صداقها، هو من الستارة ولو روى: استاره، جمع ستر لكان حسنا. ومنه ح ماعز: ألا "سترته" بثوبك يا هزال قاله حبًا لإخفائه الفضيحة وكراهية لإشاعتها. ط: لو "سترته" بثوبك، هو كناية عن إخفاء أمره وتعريض بصنيعه من هتك ستره، وذلك أن ماعزًا وقع على مولاة هزال فاستحمقه وأشار بالمجئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والاعتراف بالزنا وحسن في ذلك شأنه وهو يريد به السوء والهوان، أقول: ولعله كان ذلك نصيحة له من الهزال وهو الظاهر. وفيه: "ستر" ما بين أعين الجن أن يقول: بسم الله،إليه، وقال لصاحب القبر أي عنه. توسط: "لا يستتر" أي لا يتمسح بنحو الأحجار فجعلت سترة بينه وبين البول تمنعه من البول، ويحتمل كونه على حقيقته وأنه كان لا يحترز عن كشف عورته، ويخدشه أنه لا يبقى ح دخل للبول. ن: وروي: و"لا يستنزه" يستفعل من النزاهة. وفيه: من "ستر" مسلمًا، الستر المندوب هو الستر على ذوي الهيئات ممن لا يعرف بالأذى والفساد، وأما المعروف به أو الملتبس بالمعصية بعد فيجب إنكارها ورفع الأمر إلى الولاة إن لم يقدر على منعه، وأما جرح الرواة والشهود وأمناء الصدقات فواجب، قوله: إلا "ستره" الله يوم القيامة، أي ستره عن أهل الموقف، أو ترك المحاسبة عليه وترك ذكرها. ط: يجوز إرادة ظاهرة وإرادة ستر ذنبه. ن: فاغتسلت وبيننا وبينها "ستر" ليستر أسافلها، فإن الظاهر أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل للمحرم نظره، وإلا لم يكن لغسلها بحضورهما معنى؛ وكان أبو سلمة ابن أختها رضاعًا. وفيه: "سترت" على بابي درنوكا، هو بتشديد التاء الأولى. وفيه: كشف "الستارة" هو بكسر سين ستر يكون على باب الدار. وفيه: رجل له "ستر". بي: أي تستره عن السؤال بما يكسبه عليها أو بما يطلب من نتاجها؛ قرطبي: أي تستره عن السؤال عند الحاجة إلى الركوب. غ: ((حجابًا "مستورًا")) أي ساترًا، والحجاب الطبع. و"لا تستروا" الجدر - مر في ج.

ستر

1 سَتَرَ, aor. ـُ (S, M) and سَتِرَ, (M,) inf. n. سَتْرٌ (S, M) and سَتَرٌ, (M,) He, or it, veiled, concealed, or hid, a thing; (M;) covered it: (S:) and ↓ ستّر signifies the same, (M,) [or has an intensive sense, or denotes frequency or repetition of the action, or its application to many objects: accord. to Golius, “sub velo, obtenso eo [sic], ne quis vir intueretur eam, custodivit puellam: et clam asservavit habuitque eam: ” as on the authority of the KL: in which I find nothing of the kind but تَسْتِيرٌ expl. by the words در پرده داشتن (to have or hold, within a curtain.] b2: (assumed tropical:) He protected another. (The Lexicons passim.) A2: سَتُرَتْ, inf. n. سَتَارَةٌ, (tropical:) She (a woman) was, or became, سَتِيرَة, (A,) i. e., modest, or bashful. (M.) b2: and سَتُرَ, inf. n. سِتْرٌ, (assumed tropical:) He was, or became, intelligent. (M.) 2 سَتَّرَ see the preceding paragraph.3 سَاتَرَهُ العَدَاوَةَ, inf. n. مُسَاتَرَةٌ, (tropical:) [He concealed enmity with him]. (A.) [See also the act. part. n., below.]5 تَسَتَّرَand 7: see the next paragraph.8 استتر and ↓ تستّر (S, M, K) and ↓ انستر (IAar, M) It became veiled, concealed, or hidden; or it veiled, concealed, or hid, itself: (M:) it became covered; or it covered itself. (S, K.) b2: [Hence,] فُلَانٌ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ اللّٰهِ بِسِتْرٍ (tropical:) [Such a one does not protect himself from the displeasure of God by piety; i. e.,] such a one does not fear God. (A, TA.) سِتْرٌ and ↓ سُتْرَةٌ [which latter see also below] and ↓ سِتَارَةٌ (S, M, K) and ↓ سِتَارٌ (K) and ↓ سَتَرَةٌ and ↓ إِسْتَارٌ (TA) and ↓ إِسْتَارَةٌ, (M, K,) which last is only known to occur in one instance, in a trad., (M, TA,) and ↓ مِسْتَرٌ, (M, K,) Anything by which a person or thing is veiled, concealed, hidden, or covered; a veil; a curtain; a screen; a cover; a covering; a covert; (S, M, K:) [and the first and second, anything by which one is protected, or sheltered:] the pl. of سِتْرٌ is سُتُورٌ and أَسْتَارٌ (S, M, K) [the latter a pl. of pauc.] and سُتُرٌ; (M, TA;) which last is also pl. of ↓ سِتَارٌ, (K,) like as كُتُبٌ is of كِتَابٌ; (TA;) and the pl. of ↓ سِتَارَةٌ is سَتَائِرُ. (S, K.) ↓ [Hence the phrase] هَتَكَ اللّٰهُ سِتْرَهُ [lit., God rent open, or may God rend open, his veil, or covering; meaning,] (tropical:) God manifested, or made known, or may God manifest, or make known, his vices, or faults: (A:) [or God disgraced, or dishonoured, him, or exposed him to disgrace, or dishonour, or may God disgrace or dishonour him &c.] and مَدَّ اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ (tropical:) [Night spread its curtains]. (A.) And اللَّيْلِ ↓ أَمُدُّ إِلَى اللّٰهِ يَدَىَّ تَحْتَ سِتَارِ (tropical:) [I stretch forth my hands in supplication to God beneath the veil of night]. (A.) b2: سِتْرٌ also signifies (tropical:) Fear. (K.) [Because by it one protects himself from the displeasure of God. See 8.] And (tropical:) Modesty, or bashfulness. (K.) One says, مَا لِفُلَانٍ سِتْرٌ وَ لَا حِجْرٌ (tropical:) Such a one has not modesty nor intelligence. (TA.) b3: And Intelligence; syn. عَقْلٌ. (M.) In the K it is explained by عَمَلٌ; but this appears to be a mistranscription, for عَقْلٌ. (TA.) سَتَرٌ A shield. (M, K.) سُتْرَةٌ: see سِتْرٌ. b2: Its predominant application is to A thing which a person praying sets up before him; [sticking it in the ground, or laying it down if the ground be hard, in order that no living being or image may be the object next before him;] such as a whip, and a staff having a pointed iron at its lower extremity. (Mgh.) [See عَنَزَةٌ: and see my “ Modern Egyptians,”

5th ed., p. 72.] b3: Also A parapet, or surrounding wall, of a flat house-top. (Mgh.) b4: And i. q. ظُلَّةٌ [q. v.]. (Mgh.) سَتَرَةٌ: see سِتْرٌ.

سِتَرَةٌ: see سَتِيرٌ, in two places.

سِتَارٌ: see سِتْرٌ, in three places.

سَتِيرٌ (S, M, K) and ↓ مَسْتُورٌ, (S, A, K,) applied to a man, (S, A, &c.,) and سَتِيرَةٌ (S, M, A, K) and سَتِيرٌ and ↓ سَتِرَةٌ, (M,) applied to a girl (S) or female, (M, &c.,) [properly Veiled, concealed, or covered. b2: And hence,] (tropical:) Modest; bashful; (M;) chaste: (S, K:) pl. of سَتِيرٌ, as masc., سُتَرَآءُ; (M;) and of ↓ مَسْتُورٌ, [مَسْتُورُونَ and] مَسَاتِيرُ; (A;) and, app. of سَتِيرٌ [as fem.] and سَتِيرَةٌ also, سَتَائِرُ; and the pl. of ↓ سَتِرَةٌ is سَتِرَاتٌ only, accord. to a rule laid down by Sb. (M.) b3: شَجَرٌ سَتِيرٌ (tropical:) Trees having many boughs or branches. (A.) A2: سَتِيرٌ applied to God is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, meaning (assumed tropical:) Veiling, or protecting; a veiler, or protector. (TA.) سِتَارَةٌ: see سِتْرٌ, in two places. b2: Also The piece of skin that is upon the nail. (K.) سَتَّارٌ One who veils, or conceals, [much, or often; or who does so] well. (KL.) [Hence,] اَللّٰهُ سَتَّارُ العُيُوبِ (tropical:) God is He who is wont to veil vices, or faults]. (A.) b2: And The keeper of the curtain [that hangs over, and closes, the door of a chamber]. (MA.) إِسْتَارٌ: see سِتْرٌ.

A2: Also Four: (S, M, A, K:) said by Aboo-Sa'eed and Az to be arabicized, from the Pers\. چَهَارْ: pl. أَسَاتِيرُ and أَسَاتِرُ. (TA.) It is applied to men: (S, M:) and you also say, أَكَلْتُ إِسْتَارًا مِنَ الخَبْزِ meaning I have eaten four cakes of bread. (TA.) b2: And The fourth of a party of people. (TA.) b3: And The weight of four mithkáls (مَثَاقِيل) and a half: (S, K: [see رِطْلٌ:]) likewise arabicized: (Az:) [app. from the Greek σατὴρ:] pl. أَسَاتِيرُ. (S.) إِسْتَارَةٌ: see سِتْرٌ.

مِسْتَرٌ: see سِتْرٌ.

مَسْتُورٌ: see سَتِيرٌ, in two places. b2: حِجَابًا مَسْتُورًا, in the Kur xvii. 47, means A veil covered by another veil; implying the thickness of the veil: (S:) or مستورا is here of the measure مَفْعُولٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, like مَأْتِيًّا in the Kur xix. 62, (S, M,) which some say is the only other instance of the kind; (TA;) and Th explains it as signifying preventing, or hindering, or obstructing; and says that it is of the measure مَفْعُولْ because the veil itself is hidden from man. (M.) جَارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ A girl kept behind, or within, the curtain. (S.) هُوَ مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ (tropical:) [He is a wheedler, or cajoler, who conceals enmity]. (A.)

ستر: سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً: أَخفاه؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ

والستَر، بالفتح: مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته

فاسْتَتَر هو. وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى. وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ.

وفي الحديث: إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ

(* قوله: «ستير يحب» كذا

بالأَصل مضبوطاً. وفي شروح الجامع الصغير ستير، بالكسر والتشديد).

السَّتْرَ؛ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل أَي من شأْنه وإِرادته حب الستر

والصَّوْن. وقوله تعالى: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً

مستوراً؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل، كقوله تعالى: إِنه

كان وعْدُه مَأْتِيّاً؛ أَي آتِياً؛ قال أَهل اللغة: مستوراً ههنا بمعنى

ساتر، وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما

أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما «وُرا وايرا»

وكذلك أَكثر آيات «كهيعص» إِنما هي ياء مشدّدة. وقال ثعلب: معنى مَسْتُوراً

مانِعاً، وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، وقيل: حجاباً

مستوراً أَي حجاباً على حجاب، والأَوَّل مَسْتور بالثاني، يراد بذلك كثافة

الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً. ورجل مَسْتُور

وسَتِير أَي عَفِيفٌ والجارية سَتِيرَة؛ قال الكميت:

ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِيـ

ـرَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتائِر

وسَتَّرَه كسَتَرَه؛ وأَنشد اللحياني:

لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ،

وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاجُ

(* قوله: «أجاج» مثلثة الهمزة أَي ستر. انظر و ج ح من اللسان).

وقد انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر؛ الأَوَّل عن ابن الأَعرابي.

والسِّتْرُ معروف: ما سُتِرَ به، والجمع أَسْتار وسُتُور وسُتُر. وامرأَةٌ

سَتِيرَة: ذاتُ سِتارَة. والسُّتْرَة: ما اسْتَتَرْتَ به من شيء كائناً ما كان،

وهو أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة، والجمع السَّتائرُ. والسَّتَرَةُ

والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ: كالسِّتر، وقالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار،

وقالوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عليه الأَقِطُ، وجَمْعُها الأَشارير.

وفي الحديث: أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه على امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها

إِستارَةً فَقَدْ تمء صَداقُها؛ الإِسْتارَةُ: من السِّتْر، وهي

كالإِعْظامَة في العِظامَة؛ قيل: لم تستعمل إِلاَّ في هذا الحديث، وقيل: لم تسمع

إِلاَّ فيه. قال: ولو روي أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً. ابن

الأَعرابي: يقال فلان بيني وبينه سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كان سفيراً بينك

وبينه. والسِّتْرُ: العَقْل، وهو من السِّتارَة والسّتْرِ. وقد سُتِرَ

سَتْراً، فهو سَتِيرٌ وسَتِيرَة، فأَما سَتِيرَةٌ فلا تجمع إِلاَّ جمع

سلامة على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، ويقال: ما لفلان سِتْر ولا

حِجْر، فالسِّتْر الحياء والحِجْرُ العَقْل. وقال الفراء في قوله عز وجل: هل

في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ؛ لِذِي عَقْل؛ قال: وكله يرجع إِلى أَمر واحد

من العقل. قال: والعرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه

ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ على الرجل. والسِّتَرُ: التُّرْس،

قال كثير بن مزرد:

بين يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ

والإِسْتارُ، بكسر الهمزة، من العدد: الأَربعة؛ قال جرير:

إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه

وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ ما إِسْتار

أَي شر أَربعة، وما صلة؛ ويروى:

وأَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار

وقال الأَخطل:

لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ

وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ

وقال الكميت:

أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً،

ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ

وقال الأَعشى:

تُوُفِّي لِيَوْمٍ وفي لَيْلَةٍ

ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها

قال: الإِستار رابِعُ أَربعة. ورابع القومِ: إِسْتَارُهُم. قال أَبو

سعيد: سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسية جهار فأَعْربوه

وقالوا إِستار؛ قال الأَزهري: وهذا الوزن الذي يقال له الإِستارُ معرّب

أَيضاً أَصله جهار فأُعرب فقيل إِسْتار، ويُجْمع أَساتير. وقال أَبو حاتم:

يقال ثلاثة أَساتر، والواحد إِسْتار. ويقال لكل أَربعة إِستارٌ. يقال:

أَكلت إِستاراً من خبز أَي أَربعة أَرغفة. الجوهري: والإِسْتَارُ أَيضاً وزن

أَربعة مثاقيل ونصف، والجمع الأَساتير. وأَسْتارُ الكعبة، مفتوحة الهمزة.

والسِّتارُ: موضع. وهما ستاران، ويقال لهما أَيضاً السِّتاران. قال

الأَزهري: السِّتاران في ديار بني سَعْد واديان يقال لهما السَّوْدة يقال

لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، وللآخر: السِّتارُ الجابِرِيّ، وفيهما عيون

فَوَّارَة تسقي نخيلاً كثيرة زينة، منها عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض

وعين بَثاءٍ وعين حُلوة وعين ثَرْمداءَ، وهي من الأَحْساء على ثلاث ليال؛

والسّتار الذي في شعر امرئ القيس:

على السِّتارِ فَيَذْبُل

هما جبلان. وسِتارَةُ: أَرض؛ قال:

سَلاني عن سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِي

بِها عِلْماً، فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا

يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحال

كِراماً، حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا

ستر: سَتّرِ من مصطلح لعبة الشطرنج بمعنى غطَّى (جريدة الجمعية الملكية الآسيوية 13: 37).
ستر عليها سِتْراً أسدل عليه ستارة وأخفاه (ألف ليلة 1: 91).
وستر عليه اللَيْلُ تحت جنح الظلام (بوشر) ستر الشيء عليه: اعتبره سراً فكتمه ففي الأغاني (ص50) وقد قلت من الشِعْر شيئا أحببت أن تسمعه وتستره عليَّ.
ساتر: فعل الشيء خفية يقال لا يساتر به ففي حيان - بسام (3: 5 ق) لا يساتر بلهو ولا لذة.
تسّتر ب: فعل الشيء خفية وسراً (المقدمة 3: 131) وفي المقري (2: 557): تستر بشرب الراح أي شرب الخمر سراً والذين يفعلون ذلك هم أهْلُ التستُّر (المقري 1: 22).
تستر به عن: استعاذ به من، التجأ إليه من (المقدمة 3: 145).
والمصدر تستُّر بمعنى حياة طاهرة عفيفة معجم الطرائف (المقري 2: 90).
أهل التستٌّر الذين يعتزلون الناس اتضاعاً وينصرفون إلى العبادة والتنسك والزهد في الحياة (كرتاس ص275، ص277).
انستر. ينستر: قبيح يجب ستره (بوشر) المنسترون أهل التستر ففي رحله ابن بطوطة (4: 346) المنسترون من أهل البيوت. وفي مخطوطة منها المستترون.
استتر ب: أخفى شيئا (البكري ص189) أهل الاستتار أهل التستٌّر، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص318): امرأة صالحة من أهل الاستتار.
سِتْر: يا ستر الله، حماني الله، ففي ألف ليلة (1: 73) فقال الحَّمال يا ستر الله يا ستى لا تقتليني بذنب غيري.
الستر الأشْرَف: لقب أم الخليفة (ابن جبير ص224) وانظر فريتاج وهي بمعنى مستورة.
السِتْر: المشرف، المكرم، وأهل السِتْر الرجال الأشراف الأمجاد (مملوك 2، 2: 23) وعبارة المقري التي نقلت فيه (وقد سقطت منها فيه) موجودة في (1: 693)، (تاريخ البربر 1: 233، ابن بطوطة 1: 416 وقد أسيئت ترجمتها).
السِتْر: الصلاح والحياة الدينية وأهل الستر: رجال الدين، أهل التقوى. (مملوك 2، 2: 23 معجم البيان كرتاس ص67). الستر: الإحسان والمعروف (هلو).
السِتْر: الابتهاج والحبور والسرور (رولاند).
سِتْر: قماش تصنع منه الستائر، والنضائد والفرش والحشايا والوسائد وما أشبه ذلك. اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 157 هل هي سُتور؟.
سِتْرَة: ما تستر به العورة (محيط المحيط).
سُتْرَة. بالسترة: سراً، خفية (فوك).
سُتْرَة: أدب، حشمة، حياء (ألكالا). وينقل كاترمير في مملوك (2، 2: 34) هذه العبارة المأخوذة من تاريخ بطاركة الإسكندرية ما ثبت فيه من الأمانة والسترة المرضية ويقول العبدري (ص58 و) في كلامه عرب اليمن المعروفين بالسَرْو الذين ينقلون الطعام إلى مكة والعرا فيهم فاش إلا السُتْرَة. ولا أدري ماذا تعني هذه الكلمة هنا، فهل هي تعني الرجال ذوي الأدب والحشمة؟ أم أن في النص نقصاً؟.
سِتْرِي: رداء قصير يلبس فوق الثياب (محيط المحيط).
سِتَار: حديدة تطلق بها البندقية، زنبرك (بوشر).
سَتِير: من يستر خطيئة قريبه (ألف ليلة 2: 93) سِتَارَة: مغنيات الأغنياء. وهو استعمال مجازي لكلمة سِتارَة بمعنى السِتار الذي يسدل ليحجب ما وراءه، وذلك لأن المغنيات كن يغنين من وراء ستارة تحجبهن عن السامعين (عباد 2: 40 رقم 2).
سِتّارة لَهْو: موضع في الدار يغنى فيه ويرقص (المقري 2: 222) ولابد أن ستارة الخليفة تدل على هذا. وفي ستارة المتوكل كانوا يشربون الخمر بإفراط كما يستدل عليه من منتخبات من تاريخ العرب (ص554) وكانوا يفعلون هذا سراً من وراء ستارة.
سِتَارة: مظلَّة تنصب للنساء في المأتمة إذا وقفن للنوح خارج البيوت (محيط المحيط) أصحاب الستائر: موظفو الحرم، ففي ألف ليلة (1: 222): طائفة من الخدّام الموكَّلين بالحريم وأصحاب الستائر.
سِتَارة: الموضع الذي يستنطق فيه المجرم (ألكالا).
سِتَارة في المشرق: سياج من الخشب يستتر به المحاربون سواء في هجومهم على مكان أو دفاعهم عنه (مونج ص286 - 287).
سِتارة: حائط خارجي أو حاجز أو متراس يستتر وراءه المحارب كما يقول البكري وهو في ارتفاع الرجل لا أكثر (معجم الأسبانية ص38، 39، 40، فوك، أبو الوليد ص222) وفي مخطوطة كوبنهاغن المجهولة الهوية (ص37): وكانت الحجارة التي ألقيت على سور المدينة قد صيَّرت ستارته السُفلى قاعاً صفصفاً.
سِتَارة: جُلّ الفرس، جلال وغِطاء (معجم الأسبانية ص39).
سِتَارة: ملاءة النساء البيضاء الواسعة (برجرن) سُتُوري: صانع الستائر (ألف ليلة 2: 217، 220) سَتَائِريّ. يقول ابن بطوطة (3: 287) الستائريون في الهند هم الذين كانوا يحفظون الدواب في باب المشْور أي قاعة الانتظار. وأظن هذه الكلمة نسبة إلى ستارة بمعنى جُلّّ فهي لذلك تعنى السائس أي خادم الإسطبل.
وأرى إنها نفس الكلمة التي يذكرها الرحالة الأوربيون فأنا نقرأ لدى مارمول (2: 99) ((وقائد آخر مسؤول عن السعاة أو الخدم الذي يمشون إلى جانب الجواد الذين يطلق عليهم اسم الستيرية وهؤلاء يقومون بحمل الطعام إلى مقر الملك، واستدعاء من يريد الملك التحدث معه، وإذا ما أراد الملك عقوبة شخص في حضرته فهم الذين يتولون تنفيذ أوامره، ثم إذا أراد الملك ركوب جواده تقدموه واحدهم يحمل رمحاً بجانب السائس، والثاني يمسك باللجام والثالث يحمل الحذاء)). وتوريس (ص168، 317، 337، 392) يكتب الكلمة: سيتارز وسيتيرس وسَتيرس، لا يضيف على هذا شيئا إلا قوله ((وكان للشريف ثلاثمائة منهم حين كنت هناك. وأكثرهم مسلمون سود أو خلاسيون أي أبناء السود والبيض)).
ويقول شارنت (ص52) إن الستارية هم أعوان القاضي. وكذلك يقول موكيت (ص179، 400) وينقل كاترمير (مملوك (1، 1: 51) العبارة الأولى من الرحالة الذي ذكرته أخيراً، وهو يرجعها إلى كلمة شاطر، وقد كنت أرى من قبل أيضاً أن كلاً من نوريس وشارنت إنما يريدون هذه الكلمة (عباد 1: 408 رقم 70)، والخلط بينهما يسير لأن كلمتي شاطر وستائري لا تختلفان كثيراً في المعنى غير أن الطريقة التي يكتب بها الرحالة هذه الكلمة تحملني على الاعتقاد الآن أنهم يريدون بها كلمة ستائري. سَتّار. يا ستّار: يا الله، (بوشر).
سَتّار: من يخفي الأشياء المسروقة أو العبيد الآبقين (ألكالا).
ساتِر: اسم من أسماء الله الحسنى مثل سَتَّار. ويقال يا ساتر حين تخشى المرأة سقوط نصفيها فيرى وجهها صدفة أو حين الخشية من السقوط عن الدابة (برقوف 2: 128) مِسْتَرَة اللحاف: الطاق الذي تحت الكلحفة. (محيط المحيط).
مَسْتُور، وجمعها مستورون ومساتير: من كان في مركز شريف كريم (مملوك 2، 2: 32).
مسْتُور: رجل يعتزل الناس اتضاعاً ويلجأ إلى الخلوة وينصرف إلى العبادة (مملوك 2، 2: 31، عبد الواحد ص12، 209).
مَسْتُور: من لا يملك فوق حاجته (محيط المحيط).
مَسْتُورَة: الذرة في تونس وطرابلس، وسميت بذلك لأن سنبلتها تشبه المرأة المستورة بالبرقع (يا جنى ص31، يراكس مجلة الشرق والجزائر 7: 262، 8: 345).
ستر
ستَرَ يَستُر ويَستِر، سَتْرًا، فهو ساتِر، والمفعول مَسْتور
• ستَر الشَّيءَ: غطّاه، حجَبَه، أخفاه "ستَر الأمرَ/ عيوبَه- مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ فِي الآخِرَةِ [حديث] " ° استر عورةَ أخيك لما يعلمه فيك: استر ما ستره اللهُ. 

استترَ يستتر، استتارًا، فهو مُستتِر
• استتر الشَّخصُ: مُطاوع ستَرَ: اختفى، توارى، اختبأ، تغطّى "استتر الجنودُ خلف حاجزٍ فلم يُصِبْهم الرصاص- استتَر في الظلام- استتر عن الأنظار- {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ} ". 

انسترَ ينستر، انستارًا، فهو مُنستِر
• انستر الشَّيءُ: مُطاوع ستَرَ: استتر، تغطّى، اختفى، احتجب "انستَر وجهُها خلف بُرْقع كثيف". 

تستَّرَ/ تستَّرَ بـ/ تستَّرَ على يتستَّر، تستُّرًا، فهو

مُتستِّر، والمفعول مُتستَّر به
• تستَّرَ الشَّخصُ: مُطاوع ستَّرَ: تخفَّى، احتجب وتغطّى "تستَّر الولدُ خلف الجدار- تستّر الجاني في الجبل".
• تستَّر بالثَّوب: تغطّى به ° تستَّر بالدِّين: تظاهر بالتّقوى والصَّلاح للوصول إلى هدف معيَّن.
• تستَّر عليه: أخفاه، ولم يكشفه "تستَّر على جريمة/ هارب- تتستَّر الأمُّ على هفوات ابنها". 

ستَّرَ يُستِّر، تستيرًا، فهو مُستِّر، والمفعول مُستَّر
• ستَّرَ الشَّيءَ: ستره، بالغ في تغطيته وإخفائه "ستَّر ضعفه أمام الأعداء" ° ستَّر بناته: زوَّجهنَّ. 

ساتِر [مفرد]: ج ساترون وسواتِرُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ستَرَ.
2 - ما يتّخذ من خشب أو غيره في مداخِل الغُرف والأبهاء لحجب ما فيها عن الأنظار، أو للوقاية من مجرى الهواء، حاجز "خلع ثيابه وراء ساتِر" ° السَّاتر التُّرابيّ: خطّ بارليف، ما صنعته إسرائيل أثناء احتلالها لسيناء على طول الضفة الشرقيّة لقناة السُّويس- خُذ لك ساترًا: توقَّ، واختبئ. 

سِتار [مفرد]: ج سُتُر:
1 - سُتْرة، ما يُسْتَرُ به "حجبت وجهَها بستار- أزاح السِّتارَ عن التمثال" ° أسدل السِّتارَ على شيء: أخفاه، أو أنهاه- السِّتار الحديديّ: انغلاق بعض الدُّول على نفسها في ظروف معيَّنة- رفَع السِّتارَ عن الشيء: كشف خبيئه- ستار الدُّخان: دُخّان اصطناعيّ يُستخدم لإخفاء المناطق العسكريّة أو العمليّات العسكريّة- سِتار من دخان: حاجب- مَدَّ اللَّيلُ سِتارَه: انتشر ظلامُه- مِنْ وراء سِتار: خلف حاجب، وراء الكواليس.
2 - ستارة؛ ما يُسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر أو اتِّقاءً للشَّمس.
3 - قطعة من القماش في مقدّم المسرح ترفع عند البدء بعرض المسرحيّة. 

سِتارَة [مفرد]: ج سِتارات وسَتائِرُ:
1 - سِتار؛ ما يُسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر أو اتِّقاءً للشمس "أسْدِل السّتائرَ قبل إنارة البيت- ستارة معدنيّة: تتألَّف من عدد من القطع المعدنيَّة الرَّقيقة في وضع أفقيّ، تثنى فوق بعضها بعضًا عند إغلاقها".
2 - ما استترت به كائنًا ما كان ° ستائر الدُّخان: دُخّان اصطناعيّ يُستخدم لإخفاء المناطق العسكريّة أو العمليّات العسكريّة- ستائر النِّيران: إطلاق نار مكثف أثناء عمل عسكريّ يمهِّد لهجوم أو انسحاب المقاتلين. 

سَتْر [مفرد]: مصدر ستَرَ. 

سِتْر [مفرد]: ج أستار وسُتُر وسُتُور: ساتر، حِجاب، ما يُستتر به ويُتغطَّى " {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} " ° ما له سِتر ولا حِجْر: حياء وعقل- هتك اللهُ سِتْرَه: كشف مَساوئَه للنّاس. 

سُتْرَة/ سِتْرَة [مفرد]: ج سُتْرات وسُتَر:
1 - سِتْر، ما يستر به الشّيء ° سُتْرة النَّجاة: رداء يُنْفَخ يقي من الغرق.
2 - حُلَّة، رداء يغطِّي النصف الأعلى من الجسم "ارتدى سُتْرةً جديدة- سُتْرة خُطافيَّة: سُترة رجاليّة رسميّة سوداء اللَّون، تُرتدى بالنَّهار، لها ذيل طويل مشقوق ومستدير".
3 - لباس عسكريّ خاصّ مرتفع عند العنق وبدون جيب "سُترة الجنديّ". 

سَتِير [مفرد]: صيغة مبالغة من ستَرَ.
• السَّتير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي من شأنه وإرادته حبُّ السَّتر والصّون "الله سَتِير للعيوب". 

مُسْتَتِر [مفرد]: اسم فاعل من استترَ ° استياء مستتر: غير ظاهر.
• ضمير مُستتِر: (نح) مقدَّر غير ظاهر في الكلام. 

مَسْتور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ستَرَ.
2 - عفيفٌ طاهرٌ "رجلٌ مستور".
3 - مَنْ لا يُدْرَى حالُه "عاشت جارتي مستورة وماتت مستورة".
4 - (حد) مَنْ لم تظهر عدالته ولا فسقه فلا يكون خبره حجّة في باب الحديث. 
ستر
: (السِّتْر، بالكَسْرِ) ، معروفٌ، وَهُوَ مَا يُسْتَر بِهِ، (واحِدُ السُّتُورِ) ، بالضمّ، (والأَسْتَارِ) ، بالفَتْح، والسُّتُرِ، بضَمَّتين، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف.
(و) السِّتْر: (الخَوْفُ) ، يُقَال: فلانٌ لَا يَسْتَتِر من الله بسِتْر، أَي لَا يَخْشَاه وَلَا يَتَّقِيه، وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال: مَا لِفلانٍ سِتْرٌ وَلَا حِجْرٌ، فالسِّتْر: (الحَيَاءُ) ، والحِجْر: العَقْل.
(والعَمَلُ) ، هاكذا فِي سائِر الأُصولِ وأَظُنُّه تَصْحِيفاً، وَالصَّوَاب العَقْل وَهُوَ من السِّتَارة والسِّتْر.
(وعبدُ الرَّحمانِ بنُ يوسفَ الشِّتْرِيُّ) بالكَسْر، كَانَ يَحْمِل أَسْتَارَ الكَعْبَة من بَغْدَادَ إِليهَا، (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، تُوفِّيَ سنة 618.
(ويَاقُوت) بنُ عَبْدِ الله (السِّتْرِيُّ الخادِمُ، من العُبَّادِ) المُصدِّقين، تُوفِّيَ سنة 563.
قُلْت: وأَبُو المِسْك عَنْبَرُ بنُ عبد الله النَّجْمِيّ السِّتْريّ، عَن أَبي الخَطَّاب بن البَطرِ والحُسَيْن بنِ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَعنهُ أَبو سَعْدٍ السّمْعَانِيّ، تُوفِّيَ سنة 534.
(و) أَبُو الحَسَنِ (عليُّ بنُ الفَضْلِ) ابنِ إِدريسَ بنِ الحَسَن بنِ محمّد (السامِرِيُّ) ، إِلى السامِرِيَّةَ، محلَّة ببغدادَ، عَن الحَسَن بنِ عَرَفَة، وَعنهُ أَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ. (وعبدُ العزيزِ بْنُ محمّد) ابْن نَصْرٍ، (السُّتُورِيَّانِ) ، وهاذِه النِّسْبَة لمن يَحْفَظ السُّتُور بأَبوابِ المُلُوك، ولمَنْ يَحْمل أَستارَ الكَعْبَة، (مْحَدِّثَانِ) ، حدَّث الأَخيرُ عَن إِسماعيلَ الصَّفَّارِ.
(و) السَّتَر، (بالتَّحْرِيك: التُّرْسُ) ، لأَنَّه يُسْتَر بِهِ. قَالَ كَثِيرُ بن مُزرِّدٍ:
بَيْن يَدَيْه سَتآعٌ كالغِرْبالْ
(والسِّتَارَةُ) ، بالكَسْر: (مَا يُسْتَرُبهِ) من شَيْءٍ كائِناً مَا كانَ، (كالسُّتَرة) ، بالضَّمّ، (والمِسْتَرِ) ، كمِنْبَر، والسِّتَارِ، ككِتاب، (والإِستارَةِ) ، بالكَسْر، والإِستارِ، بغيرِ هَاءٍ، والسَّتَرَة، محرّكةً، (ج) ، أَي جمع السِّتَارٍ والسِّتَارةِ (سَتَائِرُ) . وَفِي الحَدِيثِ (أَيُّمَا رَجُلٍ أَغَلَقَ بابَه على امرأَة وأَرْخَى دُونَهَا إستَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها) قَالُوا: الإِسْتَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها) قَالُوا: الإِءْحتَارَةُ من السِّحتْر، كالإِعْظَامَة لِمَا تُعَظِّم بِهِ المَرْأَةُ عَجِيزَتَهَا، وقالُوا: إِسْوارٌ، للسِّوار. وقالُوا: إِشْرَارَةٌ لما يُشْرَرُ عَلَيْه الأَقط، وجَمَهَا الأَشَارِير. قيل: لم تُسْتَعْمل إِلّا فِي هاذا الحَدِيثِ. وَقيل: لم تُسمَع إِلّا فِيهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: وَلَو رُوِيَ (أَسْتَارَهُ) جمع سِتْرٍ لَكَانَ حَسَناً.
(و) السِّتَارَةُ: (الجِلْدَةُ على الظُّفُرِ) ، لكَوْنها تَسْتُره.
(و) السِّتَار، (بِلَا هاءٍ: السِّتْرُ) ، بالكَسْر، هُوَ مَا يُسْتَر بِهِ. وَلاَ يَخْفَى أَنَّه لَو ذَكَره عِنْد أَخواته كَانَ أَلْيَقَ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ قَرِيبا، وآخذَهُ شَيْخُنَا ونَزَلَ عَلَيْهِ، وغَفَل عَن طَرِيقَته المُقَرَّرة. أَنَّه قد يُفرِّق الأَلْفاظَ لأَجل تفريعِ مَا بَعْدَهَا، وَقد سَبَق مِثْلَه كثيرٌ وهُنَا كَذالك. فلمّا رأَى أَن السِّتَار معانِيه كثيرةٌ أَفردَه وَحْدعِ ليُفرِّع مَا بَعْدَه من المَعَاني عَلَيْهِ هَرَباً من التَّكْرَار، (ج سُتُرٌ) ، ككِتَاب وكُتُب. وَقد نَبَّهْنَا فِي أَوَّلِ المادّة أَنَّ السِّتْر بالكَسْر أَيضاً يُجْمَع على سُتُرٍ كَمَا ذكرَه ابْن سِيدَه وغَيْرُه.
(و) السِّتَارُ: (جَبَلُ بالعَالِيَةِ) فِي دِيار سُلَيْم، حِذاءَ صُفَيْنَةَ. (و) السِّتَار: جبلٌ (بأَجَأَ) فِي بِلاد طَيِّىءٍ. (و) جاءَ فِي شِعْرِ امْرِىءِ القَيْس
... على السِّتَار فيَذْبُلِ
قيل: هُوَ جَبَلٌ (بالحِمَى) أَحمَرُ، فِيهِ ثَنَايَا تُسْلَك، بَينه وبَيْن إِمَّرَةَ خمسةُ أَميالٍ. 9
(و) السِّتَارُ: (ثَنَايَا) وأَنشازٌ (فَوْقَ أَنصْابِ الحَرَمِ) بمكَّةَ، (لأَنَّهَا سُتْرَةٌ بَينه وَبَين الحِلِّ) .
(و) السِّتَارَانِ: (وادِيانِ فِي دِيَارِ رَبِيَعَةَ) . وَقَالَ الأَزهريّ: السِّتارَانِ فِي دِيَارِ بني سَعْد: وَادِيانِ، يُقَال لأَحدهما السِّتَارُ الأَغْبَرُ، والآخَر: السِّتَارُ الجَابِرِيّ، وَفِيهِمَا عُيُونٌ فَوَّارَةٌ تسقِي نَخِيلاً كَثِيرَة. مِنْهَا عَبْنُ حَنِيذٍ وعَيْنُ فِرْيَاضٍ، وعَيْنُ بَثَاءٍ، وعَيْنُ حُلْوَةَ، وعَيْنُ ثَرْمَدَاءَ. وَهِي من الأَحْساءِ على ثَلاثِ ليالٍ.
(و) السِّتَار: (جَبَلٌ بدِيَارِ سُلَيْم) بالعَالِيَة، وَقد ذَكَرَه أَوَّلاً، فَهُوَ تَكْرار.
(و) السِّتَار: (ناحِيَةٌ بالبَحْرينِ) ، ذاتُ قُرًى تَزِيد على مِائةٍ، لامْرِىءِ القيسِ بن زَيْدِ مَنَاةَ وأَفْنَاءِ سَعْدِ بن زَيْدٍ، وَلَا يَخْفَى أَنَّه بعَيْنه الَّذِي عَبَّر عَنهُ بوَادِيَيْنِ فِي دِيَارِ رَبِيعَة، فتَأَمَّل حَقَّ التَّأَمُّل تَجِدْه.
(و) من المَجَاز: (السَّتِيرُ) ، كأَمِير: (العَفِيفُ، كالمَسْتُورِ، وَهِي السَّتِيرَة، بِهَاءٍ) ، قَالَ الكُمَيْت:
ولَقَدْ أَزُورُ بهَا السَّتِي
رَةَ فِي المُرَعَّثَةِ السَّتَائِرْ
(و) من المَجَاز: (الإِسْتَارُ، بالكَسْرِ، فِي العَدَد: أَرْبَعَةٌ) . قَالَ جَرِير:
إِن الفَرَزْدَقَ والبَعهيثَ وأُمَّه
وأَبا البَعِيث لشَرُّ مَا إِسْتارِ أَي شرُّ أَرْبَعَة، ورابِعُ القَوْم: إِسْتَارُهم. قَالَ أَبو سَعِيد: سَمعْتُ العَرَبَ تَقول للأَربعة: إِستارٌ؛ لأَنَّه بالفَارِسيّة. جِهَار، فأَعْرَبوه وَقَالُوا: إِسْتَار، وَمثله قَالَ الأَزهريّ. وزادَ: جَمْعُه أَسَاتِيرُ. وَقَالَ أَبو حاتِم: يُقَال ثَلاَثَةُ أَساتِرَ، والواحدُ أَسْتَارٌ، وَيُقَال لكلِّ أَربعة: إِستارٌ، يُقال: أَكلْتُ إِستَاراً من الخُبْز، أَي أَربعةَ أَرغفة.
(و) الإِستَارُ (طفي الزِّنَة: أَربعَةُ مَثَاقِيلَ ونِصْفٌ) ، قَالَه الجوهريّ. وَهُوَ مُعرّبٌ أَيضاً، وَالْجمع الأَساتِيرُ.
(و) سَتَرَ الشَّيْءَ يَسْتُره سَتْراً، بالفَتْح، وسَتَراً، بالتَّحْرِيك: أَخْفَاهُ، فانْسَتَرَ هُوَ و (تَسَتَّرَ واسْتَتَرَ) ، أَي (تَغَطَّي) ، الأَوّل عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، أَي انْسَتَر.
(وساتُورُ: أَحَدُ السَّحَرةِ الَّذين آمنُوا بمُوَسى عَلَيْه) وعَلى نَبِيِّنا أفضل الصَّلاة و (السَّلام) ، قَالَه ابنُ إِسْحَاق، وهم أَربعَة: ساتُورٌ وعَازُور وحَطْحَط ومُصَفَّى.
(وأَسْتَرَابَاذُ) ، بِالْكَسْرِ، معاه عِمَارَةُ البَغْل، فإِن أَسْتَرَ كأَحْمَد بالفَارِسِيَّة البَغْل. وَيُقَال أَيضاً أَسْتَارَابَاذ، بِزِيَادَة الْألف: (ة، بقُربِ جُرْجَانَ) ، بَينهَا وَبَين سارِيَةَ، وَلها تارِيخ. وَقَالَ الرُّشَاطِيّ: هِيَ مِن عَمَلِ جُرح 2 انَ. يُنْسَب إِليها عَمَّار ابْن رَجَاءٍ. وَقَالَ ابنُ الأَثير: وَمن مَشاهِير أَهلها أَبو نُعَيم عَبْدُ الْملك بنُ محمّد بنِ عَدِيّ، أَحدُ أَئِمَّة الْمُسلمين. قَالَ البِلْبِيسيّ: وأَبو محمّد الحَسَنُ ابْن مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ عليّ الفقيهُ الحَنَفِيّ، تَفقَّه على أَبي عبد الله الدَّامَغَانِيّ ببَغْدَادَ، وحَدَّث بهَا. (و) أَسْتَرَاباذُ: (كُورَةٌ بالسَّوَادِ) من الْعرَاق.
(و) أَسْتَرَابَاذ: (ة بخُرَاسانَ) ، وَهِي غَيرُ الَّتِي بِقُرب جُرْحانَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
السَّتَر، مُحَرَّكةً، مَصْدَرُ سَتَرْتُ الشْيءَ أَستُره، إِذا غَطَّيْته.
وجاريةٌ مُسَتَّرة، أَي مُخَدَّرة، وَهُوَ مَجَاز، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ اللهاَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِب (الحَيَاءَ) والسَّتْر) . السَّتير: فِعيلٌ بمعنَى فَاعِل، أَي من شَأْنِه وإِرَادَته حُبُّ السَّتْر والصَّوْن، وَقد يكون السَّتِير بِمَعْنى المَسْتور، ويُجْمَع على سُتَرَاءَ، كقُتَلاَءَ وشُهَدَاءَ. وَقد ذَكَره أَبو حَيَّانَ فِي شَرْح التَّسْهِيل وعَدّوه غَرِيباً.
وقولُه تَعَالَى: {حِجَابًا مَّسْتُورًا} (الْإِسْرَاء: 45) قَالَ ابنُ سِيدَه أَي ساتِراً، مثل قَوْله: {كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً} (مَرْيَم: 61) أَي آتِياً. قَالَ بَعضهم: لَا ثَالِثَ لَهُمَا. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَى (مَسْتُوراً) مَانِعاً. وجاءَ على لَفْظ مَفْعُولٍ لأَنه سُتِرَ عَن العَبْد. وَقيل حِجَاباً مَسْتُوراً: حِجَاباً على حِجَاب، والأَوَّل مَسْتُور بالثَّاني. يُرادُ بِهِ كَثَافَةُ الحِجَابِ.
وسَتَّرَه، كسَتَرَه، أَنْشَد اللِّحْيَانِيّ:
لهَا رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبَ
وأُخْرَى لَا يُستِّرَها أُجَاحُ
وامرأَةٌ سَتِيرَةٌ: ذاتُ سِتَارَةٍ.
وشَجَرٌ سَتِيرٌ: كَثِيرُ الأَغْصَانِ.
وسَاتَرَه العَدَاوَةَ مُسَاتَرَةً، وَهُوَ مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ.
وهتَكَ اللهاُ سِتْرَه: أَطْلَع على مَعَايِبِه.
ومَدَّ الليلُ أَسْتارَهُ. وأَمُدُّ إِلى الله يَدِي تَحْتَ سِتَارِ اللَّيْلِ. وكلّ ذالِك مَجَازٌ. وسِتارَةُ: أَرْضٌ. قَالَ:
سَلاَنِي عنْ سِتَارَةَ إِنَّ عِنْدي
بهَا عِلْماً فمَنْ يَبغِ القِرَاضَا
يَجِدْ عوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ
كِرَاماً حَيْثُ مَا حَبَسوا مَخَاضَا
وسِتَارَةُ: مَدِينَةٌ بِالْهِنْد، عَلَيْهَا حِصْنٌ عظِيمٌ هَائِلٌ مُسْتَصْعَبُ الفَتْحِ.
[ستر] السنور: لبوس من قد، كالدرع. قال لبيدٌ يرثي قتلى هَوازِنَ: وجاءُوا به في هَوْدَجٍ ووراء هـ * كتائب خضر في نسيج السَنَوَّرِ - قوله " وجاءوا به "، يعني قتادة بن مسلمة الحنفي، وهو ابن الجعد. وجعد اسم مسلمة، لانه غزا هوازن فقتل منهم وسبى. والسنور: واحد السنانير.
(س ت ر) : (السُّتْرَةُ) السِّتْرُ وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَى مَا يَنْصِبُ الْمُصَلِّي قُدَّامَهُ مِنْ سَوْطٍ أَوْ عُكَّازَةٍ (وَسُتْرَةُ) السَّطْحِ مَا يُبْنَى حَوْلَهُ (وَمِنْهَا قَوْلُهُ) اسْتَأْجَرَ حَائِطًا لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ سُتْرَةً (وَمِثْلُهُ) حَائِطٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ لِأَحَدِهِمَا عَلَيْهِ خَشَبٌ وَلِآخَرَ عَلَيْهِ حَائِطُ سُتْرَةٍ عَنْ الْحَلْوَائِيِّ أَرَادَ بِهَا الظُّلَّةَ وَهِيَ شَيْءٌ خَفِيفٌ لَا يُمْكِنُ الْحَمْلُ عَلَيْهَا.
س ت ر : السِّتْرُ مَا يُسْتَرُ بِهِ وَجَمْعُهُ سُتُورٌ وَالسُّتْرَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ السُّتْرَةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ كَائِنًا مَا كَانَ وَالسِّتَارَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَالسِّتَارُ بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةٌ وَسَتَرْتُ الشَّيْءَ سَتْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَيُقَالُ لِمَا يَنْصِبُهُ الْمُصَلِّي قُدَّامَهُ عَلَامَةً لِمُصَلَّاهُ مِنْ عَصًا وَتَسْنِيمِ تُرَابٍ وَغَيْرِهِ سُتْرَةٌ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْمَارَّ مِنْ الْمُرُورِ أَيْ يَحْجُبُهُ. 

العِبْرُ

العِبْرُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم راء، وهو في الأصل جانب النهر، وفلان في ذلك العبر أي في ذلك الجانب، قال الأعشى:
وما رائج زوّجته الجنو ... ب يروي الزّروع ويعلو الدبارا
يكبّ السفين لأذقانه، ... ويصرع للعبر أثلا وزارا
الدبار: المشارات، والزّأر: الشجر والأجم، والعبر: شاطئ النهر، وقال الشاعر:
فما الفرات إذا جاشت غواربه ... ترمي أواذيّه العبرين بالزّبد
يظلّ من خوفه الملّاح معتصما ... بالخيزرانة، بعد الأين والنّجد
يوما بأجود منه سيب نافلة، ... ولا يحول عطاء اليوم دون غد
قال هشام الكلبي: ما أخذ على غربيّ الفرات إلى بريّة العرب يسمّى العبر، وإليه ينسب العبريّون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينــئذ، وقال محمد بن جرير: إنما نطق إبراهيم، عليه السّلام، بالعبرانية حين عبر النهر فارّا من النمرود، وقد كان النمرود قال للذين أرسلهم خلفه: إذا وجدتم فتى يتكلم بالسريانية فردّوه، فلما أدركوه استنطقوه فحوّل الله لسانه عبرانيّا وذلك حين عبر النهر فسمّيت العبرانية لذلك، وكان النمرود ببابل، وقال هشام في كتاب عربه: لما أمر إبراهيم بالهجرة قال: إني مهاجر إلى ربي، أنطقه بلسان لم يكن قبله، وسمّي العبرانيّ من أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان إبراهيم عبرانيّا، قال هشام: وحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: أول من تكلم بالعبرانية موسى، عليه السّلام، وبنو إسرائيل حين عبروا البحر وأغرق الله فرعون تكلموا بالعبرانية فسموا العبرانيين لعبورهم البحر، وقيل: إن بخت نصّر لما سبى بني إسرائيل وعبر بهم الفرات قيل لبني إسرائيل العبرانيون ولسانهم العبرانية، والله أعلم، والعبر: جبل، قال يزيد ابن الطّثرية:
ألا طرقت ليلى فأحزن ذكرها، ... وكم قد طوانا ذكر ليلى فأحزنا
ومن دونها من قلّة العبر مخرم ... يشبّهه الرائي حصانا موطّنا
وهل كنت إلا معمدا قاده الهوى ... أسرّ فلما قاده السرّ أعلنا
أعيب الفتى أهوى وأطرى حوازنا ... يريني لها فضلا عليهنّ بيّنا

الْحَقِيقَة

(الْحَقِيقَة) الشَّيْء الثَّابِت يَقِينا و (عِنْد اللغويين) مَا اسْتعْمل فِي مَعْنَاهُ الْأَصْلِيّ وَحَقِيقَة الشَّيْء خالصه وكنهه وَحَقِيقَة الْأَمر يَقِين شَأْنه وَحَقِيقَة الرجل مَا يلْزمه حفظه والدفاع عَنهُ يُقَال فلَان يحمي الْحَقِيقَة والراية (ج) حقائق
الْحَقِيقَة: هِيَ الْقَضِيَّة الْمُنْفَصِلَة الَّتِي حكم فِيهَا بالمنافاة فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا أَو بسلبها كَقَوْلِنَا إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو هَذَا الْعدَد فَردا وَقَوْلنَا لَيْسَ إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو منقسما إِلَى المتساويين. الأولى: حَقِيقِيَّة مُوجبَة وَالثَّانيَِة حَقِيقِيَّة سالبة وَإِنَّمَا سميت حَقِيقِيَّة لِأَن التَّنَافِي بَين جزئيها أَشد من التَّنَافِي بَين جزئي مَانِعَة الْجمع ومانعة الْخُلُو لِأَنَّهُ فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا فَهِيَ أَحَق باسم الْمُنْفَصِلَة بل هِيَ حَقِيقَة الِانْفِصَال. والحقيقة الْمُقَابلَة للخارجية فِي الْقَضِيَّة الْحَقِيقِيَّة.
الْحَقِيقَة: لَهَا معَان بِحَسب الاستعمالات فَإِنَّهَا. قد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الِاعْتِبَار فيراد بهَا الذَّات وَالْمرَاد بالاعتبارات الحيثيات اللاحقة للذات. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْفَرْض وَالوهم وَيُرَاد بهَا حِينَــئِذٍ نفس الْأَمر. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الْمَفْهُوم كَمَا يُقَال إِن الْبَصَر دَاخل فِي مَفْهُوم الْعَمى لَا فِي حَقِيقَته وَنسبَة تَدْبِير الْبدن دَاخِلَة فِي مَفْهُوم النَّفس لَا فِي حَقِيقَتهَا. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الحكم أما سَمِعت أَن اللَّفْظ مَا يتَلَفَّظ بِهِ الْإِنْسَان حَقِيقَة أَو حكما. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْمجَاز كَمَا يُقَال إِن كلمة الْأسد حَقِيقَة فِي الْحَيَوَان المفترس مجَاز فِي الرجل الشجاع. فالحقيقة هِيَ الْكَلِمَة المستعملة فِيمَا وضعت لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب فَيخرج عَنْهَا الْمجَاز الَّذِي اسْتعْمل فِي غير مَا وضع لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب كَالصَّلَاةِ إِذا استعملها الْمُخَاطب بعرف الشَّرْع فِي الدُّعَاء فَإِنَّهُ يكون مجَازًا لكَون الدُّعَاء غير مَا وضعت هِيَ لَهُ فِي اصْطِلَاح الشَّرْع لِأَنَّهَا فِي اصْطِلَاح الشَّرْع للأركان والأذكار الْمَخْصُوصَة مَعَ أَنَّهَا مَوْضُوعَة للدُّعَاء فِي اصْطِلَاح اللُّغَة والاستعمال شَرط فِي كَونهَا حَقِيقَة كَمَا أَن الِاسْتِعْمَال فِي غير الْمَعْنى الْمَوْضُوع لَهُ شَرط فِي كَونهَا مجَازًا فاللفظ الْمَوْضُوع قبل الِاسْتِعْمَال لَا حَقِيقَة وَلَا مجَاز وَإِنَّمَا سمي ذَلِك اللَّفْظ حَقِيقَة لِأَنَّهَا إِمَّا مَأْخُوذ من حق الْمُتَعَدِّي وَهُوَ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَعْنيين يُقَال حق فلَان الْأَمر أَي أثْبته وَيُقَال حَقَّقَهُ إِذا كنت مِنْهُ على يَقِين. فعلى هَذَا الْحَقِيقَة فعيلة بِمَعْنى مفعول سَوَاء كَانَت مَأْخُوذَة من حق الْمُتَعَدِّي بِالْمَعْنَى الأول أَو بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَاللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع الْأَصْلِيّ شَيْء مُثبت فِي مقَامه وَمَعْلُوم بِسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ. وَإِمَّا مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَهِيَ حِينَــئِذٍ بِمَعْنى الثَّابِت. وَلَا شكّ أَن اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع لَهُ الْأَصْلِيّ ثَابت فِي وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّه مَعْلُوم بِسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ لِأَن اللَّفْظ الْمَوْضُوع لَا يعلم إِلَّا إِذا كَانَت دلَالَته على الْمَعْنى مَعْلُومَة.
فَإِن قيل إِن الفعيل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَفْعُول يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَيكون عَارِيا عَن التَّاء فَلَا بُد أَن تكون الْحَقِيقَة على المأخذ الأول عَارِية عَن التَّاء، قلت: الْوَاجِب على ذَلِك المأخذ التَّأْوِيل فِي لفظ الْحَقِيقَة بِنَاء على الضابطة الْمَذْكُورَة والتأويل فِيهِ بِوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: أَن التَّاء للنَّقْل من الوضعية إِلَى الاسمية فَإِن الفعيل الَّذِي اسْتَوَى فِيهِ الْمُذكر والمؤنث إِذا نقل من الوصفية الَّتِي علامتها العري عَن التَّاء إِلَى الاسمية الْحق بِآخِرهِ التَّاء للدلالة على عدم بَقَاء الْمَعْنى الوصفي. وَثَانِيهمَا: أَن ذَلِك الفعيل إِذا كَانَ جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور لَا بُد لَهُ من التَّاء كَمَا فِي قَوْلك مَرَرْت بقتيلة بني فلَان أَي مَرَرْت بِامْرَأَة قتيلة بني فلَان أَي بِامْرَأَة مقتولة قَتلهَا بَنو فلَان فَيجْعَل لفظ الْحَقِيقَة جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور وَأما إِذا كَانَت الْحَقِيقَة مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَلَا يَسْتَوِي فِيهَا الْمُذكر والمؤنث بل تذكر فِي الْمُذكر وتؤنث فِي الْمُؤَنَّث فَلَا إِشْكَال حِينَــئِذٍ فِي التَّاء فَيكون لفظ الْحَقِيقَة الْجَارِي على الْمَوْصُوف الْمُؤَنَّث نقل فِي الِاصْطِلَاح إِلَى اللَّفْظ الْمَذْكُور. هَذَا مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحَقِيقَة عِنْد الْحُكَمَاء هِيَ الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان أَي الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج بِوُجُود أُصَلِّي - وَلِهَذَا قَالُوا الْحَقِيقَة هِيَ الْأَمر الثَّابِت المتأصل فِي الْوُجُود خص فِي الِاصْطِلَاح بكنه الشَّيْء المتحقق. وَحَقِيقَة الشَّيْء مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ كالحيوان النَّاطِق للْإنْسَان بِخِلَاف مثل الضاحك وَالْكَاتِب مِمَّا يُمكن تصور الْإِنْسَان بِدُونِهِ. وَقد يُقَال إِن مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ بِاعْتِبَار تحَققه حَقِيقَة وَبِاعْتِبَار تشخصه هوية وَمَعَ قطع النّظر عَن ذَلِك مَاهِيَّة. وَتَحْقِيق مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ والاعتراضات الْوَارِدَة فِيهِ فِي الْمَاهِيّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى والحقيقة والماهية مُتَرَادِفَانِ.

برق

(ب ر ق) : (بَرَقَ) الشَّيْءُ لَمَعَ بَرِيقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ بَارِقٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُنْسَبُ إلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ الَّذِي وَكَّلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِرَاءِ الْأُضْحِيَّةِ (وَالْإِبْرِيقُ) إنَاءٌ لَهُ خُرْطُومٌ (وَالْبَوْرَقُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الْعَجِينِ فَيَنْتَفِخُ.
ب ر ق : الْبَرْقُ مَعْرُوفٌ وَبَرَقَتْ السَّمَاءُ بَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَبَرَقَانًا أَيْضًا ظَهَرَ مِنْهَا الْبَرْقُ وَبَرَقَ الرَّجُلُ وَأَبْرَقَ أَوْعَدَ بِالشَّرِّ.

وَالْبُرَاقُ دَابَّةٌ نَحْوُ الْبَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ الْعُرُوجِ إلَى السَّمَاءِ وَالْإِبْرِيقُ فَارِسِيُّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ الْأَبَارِيقُ. 
(برق)
الْبَرْق برقا وبريقا بدا والسحابة أَو السَّمَاء لمع فِيهَا الْبَرْق وَالشَّيْء لمع وتلألأ يُقَال برق الصُّبْح وَبَرقَتْ أسارير وَجهه وبرق السَّيْف وَفُلَان تهدد وأوعد وَالْبَصَر شخص فَلم يطرف دهشا وَالْمَرْأَة تحسنت وتزينت وبوجهها أظهرته على عمد وَالطَّعَام بِزَيْت أَو سمن جعل فِيهِ قَلِيلا مِنْهُ فَهُوَ بارق وَهِي (بتاء)

(برق) برقا فزع ودهش فَلم يبصر وَمِنْه حَدِيث عَمْرو أَنه كتب إِلَى عمر (إِن الْبَحْر خلق عَظِيم يركبه خلق ضَعِيف دود على عود بَين غرق وبرق) وَالْبَصَر برق وَالشَّيْء اجْتمع فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض فَهُوَ أبرق وَهِي برقاء (ج) برق
(برق) - في حديث المعراج ذِكْرُ "البُرَاقِ"
وهي دَابَّة رَكِبَها النّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيلَتَئِذٍ، وفي رواية أَنَّها استصعَبت عليه فجِىء ببَرقَة، وهي أُخْرى، قيل سُمِّى بذلك لِنُصوعِ لونِه وشِدَّةِ تَلألُئِه وبَرِيقِه. وقِيلَ: بل لِكونِه أَبيَضَ، وقيل لسُرعة مَرِّهِ وقُوَّةِ حَرَكَتِه تَشْبِيهاً له بالبرق، ويُحتَمل اجْتِماعُ الكُلِّ فيه.
- في حديث قَتادَةَ: "تسُوقُهم النَّارُ سَوْقَ البَرَق الكَسِير".
: أي الحَمَل المَكْسُور القوائم، وهو فارِسىٌّ مُعرَّب. أَصلُه بَرَه: أي تَسوقُهم سَوقًا رَفِيقاً، يُساقُ الحَمَلُ الظَّالِع .
ب ر ق

برقت السماء ورعدت وأبرقت وأرعدت. ونشأت بارقة. ونزلنا في برقة من البرق والبراق وفي أبرق من الأبارق وفي برقاء من البرقاوات. وجبل أبرق. وناقة بروق: تلمع بذنبها من غير لقاح. ويقال للوعد الكاذب: لمع البروق بالذنب. وأشكر من بروقة، وأقصف من بروقة. وبرق طعامه بزيت. وما في ثريده إلا برقة وبرق وتباريق من زيت؛ وبرق بصره. وكلمته فبرق أي تحير. وأبرقت فلانة عن وجهها: كشفت. وأبرق بسيفه: لمع به.

ومن المجاز: فلان يبرق لي ويرعد إذا تهدد.

ورأيت في يده بارقة وهي السيوف. وحدثته فأرسل برقاويه أي عينيه لبرق لونيهما. قال:

ومنحدر من رأس برقاء حطه ... مخافة بين من حبيب مزايل

وبرق عينيه: فتحهما جداً ولمعهما. وأبرقت لي فلانة وأرعدت إذا تحسنت لك وتعرضت.
برق
البَرْقُ: لمعان السحاب، قال تعالى: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ [البقرة/ 19] . يقال: بَرِقَ وأَبْرَقَ ، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال عزّ وجل: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ [القيامة/ 7] ، وقرئ: (برق) ، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق:
الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة:
شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة . وبَرَقَ طعامه بزيت:
إذا جعل فيه قليلا يلمع منه، والبارقة والأُبَيْرِق:
السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ صلّى الله عليه وسلم لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد:
إذا تهدّد.
[برق] نه: "أبرقوا" فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين، أي ضحوا بالبرقاء وهي شاة في خلال صوفها الأبيض طاقات سود، وقيل اطلبوا السمن من برقت له إذا دسمت طعامه بالسمن. ومثل "ألية البرق" بفتحتين الحمل معرب بره. ومنه: "سوق البرق" الكسير أي مكسورة لاقوائم يريد تسوقهم النار سوقاً رفيقاً كسوق الحمل الظالع. وكتب عمر إلى أن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف، دود على عود، بين غرق و"برق" هو بالتحريك الحيرة والدهش. ومنه ح: لكل داخل "برقة". وح الدعاء: "إذا برقت" الأبصار بكسر راء وإن فتحت فمن البريق واللمعان. وفيه: كفى "ببارقة" السيوف على رأسه فتنة، أي لمعانها، برق بسيفه وأبرق إذا لمع به. ومنه: الجنة تحت "البارقة" أي تحت السيوف. وفتى "براق" الثنايا وصفها بالحسن والصفاء واللمعان إذا ضحك. ومنه: "تبرق" أسارير وجهه أي تلمع وتستنير كالبرق. ك: كان الجاهلية تقدح في نسب أسامة من زيد لسواده وبياض زيد فلما قال القائف المدلجي ما قال فرح به زجراً لهم عن الطعن على اعتقادهم في القيافة. نه: "تبرق" كتنصر فرح بأنه وجد من أمته من يميز الأنساب عند الاشتباه، ونفى أبو حنيفة القيافة. نه: "والبراق" الدابة ركبها ليلة المعراج سمي به لشدة بريقه أو سرعة حركته. ش: هو بضم الباء دابة بيضاء بين البغل والحمار ذات جناحين كان الأنبياء يركبونها وركبها معه جبرئيل ليلئذ. نه وفيه: حتى إذا "برقت" قدماه رمى به أي ضعفتا، برق بصره ضعف. و"برقة" بضم باء وسكون راء: موضع بالمدينة. ك: حتى "برق الفجر" بفتح راء. غ: يريكم "البرق" خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، والبرقة أرض ذات مختلفة الألوان.
برق: بَرَق فيه وعليه: ارتمى ووثب على شخص جالس أو نائم (فوك).
وبرَّق النبات (بالتضعيف): نبت، ونما، وبرعم (فوك).
وأبرقه (مجازاً): جعله يلوح فجأة كأنه البرق (معجم مسلم).
تَبَرّق: مطاوع بَرّق في قولهم بَرّق عينيه، وتَبَرّق العين (فوك).
بَرْق: لمعان، ألق، سنا (بوشر) - وشذرة، لؤلؤة صغيرة، قرص صغير من الذهب (بوشر، لين عادات 1: 67، 2: 401، 409، صفة مصر 18 القسم الأول ص113).
حجرة البرق: بارقين (ضرب من الحجارة الكريمة زينت بشذرات من الذهب (بوشر) - وعنب الثعلب (المستعيني في مادة عنب الثعلب). برقا (نبطية). وبرقا مصر: اسم بقلة في الزراعة النبطية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها جلبت من مصر. (انظر ابن البيطار 1: 130) وفيه: هي بقلة جلبت من مصر.
برقة: قرص صغير، ففي ألف ليلة (3: 429): اطلعت من جيبها برقة صغيرة من الصفر مثل الدينار.
بَرقي وجمعها براقي: لطمة، ضربة بالكف مفتوحة.
برقان (؟): شجرة الفستق الذكر (ابن العوام 1: 276) وفي مخطوطة ليدن: الرقان.
براق: نوع من السمك (بُركهارت، سوريا).
بربق = حب القرطم، (المستعيني في: حب القرطم).
بُرُوقه؛ عين بُرُوقَة مفتوحة على اتساعها (فوك).
بُرَيِّق يجمع بالألف والتاء: (إبريق صغير) وهو قارورة قصيرة العنق تستخدم في القداس لرش الماء أو النبيذ (بوشر) = إبريق.
بَرُّوقَة: (من الأسبانية berruga) أو بُروقة بالضم (من لغة فلنسية borruca) وتجمع على براريق: ثؤلول مستدير. (فوك والكالا وفيهما berruga) وفي معجم المنصوري ثآليل: ومنها لينة متغلغلة تسميها العامة البراريق.
بارقه وجمعها بوارق: سحابة ذات برق (ويجرز 34) - وبرق (دى ساسي مختارات 1: 19) - وبوارق الكافور والمسك؟ (ألف ليلة برسل 16: 222).
بَوْرَق: هكذا ينطقونه بالمغرب (الكالا، معجم المنصوري). وفي معجم المنصوري أن الصنف الرابع (انظر لين) المصري يسمى أيضاً النطرون وبورق الخبز. ويقول ابن البيطار (1: 187)، ((والمصري صنفان صنف يسمى النطرون ... وضرب منه يعرف ببورق الخبز، لأن الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقاً وبريقاً)).
والصنف المسمى البورق الزبدي هو أجودها. ومنه أيضاً ما يسمى بورق العرب ويؤتى به من الشحر. ففي ابن البيطار: بورق العرب (نسخة أالغرب) وهو يكون في (من نسخة ب) شجر (شحر أ) العرب (الغرب نسخة أ).
بورقيَّة: مواد بورقية (نطرونية). (ابن العوام 1: 127 حيث صوابه بورقيته كما جاء في مخطوطة ليدن 2: 156.
بوارق = بورق: ملح الصاغة (بوشر).
أبرق: هو في ملقا Raia pastinaca ( ابن البيطار 2: 100) - وابرق: حمار الوحش، إذا صدقنا ما يقول كازيري (1: 151).
تباريق (جمع): ما جعل في الطعام من الزيت أو السمن القليل (محيط المحيط).
مَبَرَّق: ذو ثآليل (الكالا) وهو مشتق من بَرُّوقَة (انظر الكلمة).
برق
والبَرَق: الحَمَل، دَخِيْل مُعَرَّبٌ، وجَمْعُه البِرْقَان. ومَصدَر الأبْرَقِ من الجِبَال، والحِبَال، وهو الذي أبْرِمَ بقُوَّةٍ سَوْداءَ وبقُوَّةٍ بيضاء.
والبَرْقاءُ من الأرض: طَرائقُ بُقْعَةٍ فيها حِجَارةٌ سُوْدٌ يُخالِطُها رَمْلَةٌ بيضاءُ، وكلُّ قِطْعَةٍ بُرْقَةٌ، وإذا اتَّسَعَ فهو الأبْرَقُ، والجميع البِرَاقُ والأبَارِقُ.
والبَرَقُ أيضاً: داءٌ يأخُذُ الإبلَ عن أكْل البَرْوَقِ؟ يمال: بَرِقَتْ، وهو نَبْتٌ لا تَرْعاه إلا عند الضَّرُوْرَةِ. وفي المَثَل: " أقْصفُ من بَرْوَقَةٍ " لأنَّها تكونُ على ساقٍ. ويقولون: " أشْكَرُ من البَرْوَق " لأنَّه يَنْبُتُ بالغَيْم والنَّدى ويَخْضَرًّ. والبَرْقُ: وَمِيْضُ السَّحاب، بَرَقَ السَّحابُ يَبْرُقُ بَرْقاً وبَرِيقاً وبَرَقاناً، وأبْرَقَ لُغَةٌ فيه. والبارِقَةُ: السحابَةُ ذاتُ البَرْقِ.
والسُّيُوفُ بَوارِقُ لأنها تَتَلألأ.
وفي الحَدِيث: " الجَنَةُ تَحْتَ البارِقَةِ " يُرِيد في الجِهاد.
وأبْرَقَ الرَّجُلُ: إذا أوْعَدَ، وَبَرَقَ أيضاً. وأبْرَقَ بسَيْفِه: لَمَعَ به.
وامْرَأةٌ إبْرِيْقٌ: إذا كانتْ بَرّاقَةً حَسْنَاءَ. والإبْرِيْقُ: السًيْفُ، وقيل: القَوْسُ.
وأبْرَقَتِ الناقَةُ: ضرَبَتْ ذَنَبَها مَرَّةً على فَرْجِها ومن جِهَةٍ على عَجُزِها.
والبَرُوْقُ: الناقَةُ التي ترى أنها لاقِحٌ وليستْ به، والفِعْلُ أبْرَقَتْ، وإبلٌ مَبَارِيْقُ.
والبُرُوْقُ: شَوَلانُ الناقَة بذَنَبِها.
والانسانُ البَرُوْقُ: هو الفَرِقُ. وإذا بهِتَ يَنْظُرُ كالمُتَحَيِّرِ قيل: بَرِقَ بَصَرُه بَرَقاً، فهو بَرِقٌ: فَزِع.
وبَرَّقَ بعَيْنَيْه: لألأهما من شِدَّةِ النَظَر.
ويقولون: لئنْ أبْرَقْتَ عن هذا الأمْرِ وإلا فَعَلْتُ كذا: أي لئنْ تَرَكْتَه.
وأبْرَقَتِ المَرْأةُ عن وَجْهِها: أبْرَزَتْه. والبُرَاقُ: دابَّةٌ.
والتَّبْرُوْقُ: الدَّسَمُ في القِدْر، وكذلك إذا كُنْتَ تَبْرُقُ ماءً بزَيْتٍ، والجميع التَّبارِيْقُ. وبَرَقَ طَعامَه يَبْرُقُه بَرْقاً: إذا صَبِّ عليه شَيْئاً من زَيْتٍ، وهي البَرِيْقَةُ وتُجْمَعُ بَرَائِقَ.
والبُرْقَةُ: قِلَّةُ الدَّسَم. والبُرَقِيّاتُ من الطعام: الألْوانُ التي يُبْرَقُ بها.
وبَرِقَ السِّقَاءُ يَبْرَقُ بَرَقاً: إذا أصَابَه الحَرُّ فَذَابَ زُبْدُه وتَقَطَّعَ، فهو بَرِقٌ.
والبُرْقانُ: الجَرَادُ إذا اصْفَرَّ وتَلَوَّثَتْ فيه خُطُوطٌ.
ورَجُلٌ بُرْقَانٌ: إذا كانَ بَرّاقَ البَدَن.
وُيقال للرَّجُل الذي لا تَأمَنُه: بَوْرَقٌ، وجَمْعُه بَوَارِقُ.
والبَوْرَقُ: الذي يُجْعَل في العَجِين.
والبَرْقِيُّ: الطْفَيْلي، بلُغَة أهْل مكّةَ.
ودارَةُ أبْرَقَ: لبَني عمرو بن رَبِيْعَة.
وتُسمّى العَنْزُ بُرَيْقَةَ، وذلك اسْمُها تُدْعى به للحَلَب.
[برق] بَرَقَ السيف وغيره يَبْرُقُ بُروقاً، أي تلألأ. والاسمُ البَريقُ. والبَرْقُ: واحد بُروقِ السحاب. يقال بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وبَرْقٌ خُلبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. ويقال رعدت السماء وبَرَقَتْ بَرَقاناً، أي لمعتْ. ورَعَدَ الرجل وبَرَقَ، أي تهدَّدَ. ورَعَدَتِ المرأة وبَرَقَتْ، أي تَزيَّنتْ. وقد ذكرنا الخلاف في أرعد وأبرق في باب الدال. وأرعد القوم وأَبْرَقوا، أي أصابهم رعد وبرق. وحكى أبو نصر: أبرق الرجل، إذا لَمَعَ بسيفه. وأَبْرَقَتِ الناقةُ وبَرَقَتْ أيضاً، إذا شالت بذَنَبِها وتلقّحتْ وليست بلاقحٍ، فهي بَروقٌ ومُبْرِقٌ، ونوقٌ مَباريقُ. قال أبو صاعدٍ الكلابيّ: البَريقَةُ اللبن تًصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمنٌ قليلٌ، والجمع البَرائِقُ. يقال ابرُقوا الماءَ بزيتٍ، أي صُبُّوا عليه زيتاً قليلاً. وقد بَرَقوا لنا طعاماً بزيتٍ أو سمن بَرْقاً. وهي التَباريقُ، وهو شئ منه قليل لم يُسًغْسِغوه، أي لم يكثروا دُهْنَهُ. والبراق: اسم دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. وَبَرِقَ البصرُ بالكسر يَبْرُقُ بَرَقاً، إذا تحير فل يطرف. قال ذو الرمة: ولو أنَّ لُقمانَ الحكيمَ تَعَرَّضَتْ لعينيه مَيٌّ سافِراً كان يبرق فإذا قلت: برق البصر بالفتح، فإنَّما تعني بَريقَهُ إذا شَخَصَ. والبَرْوَقَ ساكنة الراء: نبتٌ، الواحدة بَرْوَقَةٌ. وفي المثل: " أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ "، لأنها تخضرُّ إذا رأت السحاب. وبَرِقَتِ الغنمُ بالكسر تَبْرَقُ بَرَقاً، إذا اشتكت بطونَها من أكل البَرْوَقِ. وبَرَّقَ عينيه تَبْريقاً: أوسعهما وأَحَدَّ النَّظرَ. والإِبْريقُ: واحد الأَباريقِ، فارسيٌّ معرّب. والإِبْريقُ أيضاً: السيف الشديد البَريقِ. والأَبْرَقُ: غِلَظٌ فيه حجارةٌ ورملٌ وطين مختلطة، وكذلك البَرْقاءُ. وجمع الأَبْرَقِ أَبارِقُ، وجمع البَرْقاءِ بَرْقاواتٌ. والبُرْقَةُ بالضم، مثل البَرْقاءِ، والجمع براق. يقال: قنفذ برقة، كما يقال ضب كدية، والجمع برق. والابرق: الجبل الذى فيه لونان. وكل شئ اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. يقال تيس أبرق، وعنز برقاء، حتى أنهم يسمون العين برقاء. قال: ومنحدر من رأس برقاء حطه مخافة بين من حبيب مزايل يعنى دمعا انحدر من العين. والبارق: سحابٌ ذو بَرْقٍ. والسحابةُ بارِقَةٌ. والبارقة أيضا: السيوف. وبارق: قبيلة من اليمن، منهم معقر بن حمار البارقى الشاعر. وبارق: موضع قريب من الكوفة. ومنه قول أسود بن يعفر: أرض الخورنق والسدير وبارق والقصر ذى الشرفات من سنداد  والبرق: الحمل، فارسي معرب، وجمعه برقان. والاستبرق: الديباج الغليظ، فارسي معرب، وتصغيره أبيرق.
برق
برَقَ يَبرُق، بَرْقًا وبَريقًا وبُروقًا، فهو بارِق
• برَقتِ السَّماءُ: لمع فيها البَرْقُ ° بارِق الأمل: ما يلوح في الفكر من إشراقة عابرة.
• برَق الصُّبحُ ونحوُه: لمع وتلألأ "برَق المعدنُ/ السّيفُ"? بَرْقت أساريرُ وجهه: تهلَّلت.

• برَق البصرُ: شخَص فلم يَطْرِفْ دَهَشًا، تحيّر، لمَع من شدَّة الشُّخوص عند الموت أو البعث " {فَإِذَا بَرَقَ الْبَصَرُ} [ق] ".
• برَق الرَّجلُ: تهدّد وتوعّد.
• برَقتِ المرأةُ: تحسَّنت وتزيّنت. 

برِقَ يَبرَق، بَرَقًا، فهو أَبْرَقُ
• برِق البصرُ والشَّخصُ: فزِع ودهِش فلم يُبْصر " {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ". 

أبرقَ/ أبرقَ إلى يُبرِق، إِبْراقًا، فهو مُبرِق، والمفعول مُبْرَقٌ إليه
• أبرقتِ السَّماءُ: برَقتْ، لمع فيها البَرْقُ.
• أبرق الرَّجلُ: تهدّد وأَوْعَد "أبرِقْ وأرعِدْ يايزيـ ... دُ فما وعيدُك لي بضائر".
• أبرق الرَّجلُ إلى أهله: أَرْسل إليهم برقيَّةً "أبرق الطّالبُ إلى أهله بنجاحه". 

برَّقَ/ برَّقَ بـ يبرِّق، تبريقًا، فهو مُبرِّق، والمفعول مُبرَّق (للمتعدِّي)
• برَّق الشَّخصُ: هدّد وأَوْعَدَ "برِّق لمن لا يعرِفُك [مثل]: هدّد من لا عِلْمَ له بك، فإن مَن عرَفكَ لا يَعْبأُ بك".
• برَّق بصرَه/ برَّق ببصرِه: أَوْسَعه وأَحَدّ النَّظر ° برَّق له عَيْنَيْه: وسَّعهما ليخيفَه.
• برَّق منزلَه: زوّقه وزيّنه. 

أَبْرَقُ [مفرد]: ج أبارقُ وبُرْق، مؤ برقاءُ، ج مؤ بَرْقاوات وبُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِقَ.
2 - ما اجتمع فيه سواد وبياض. 

إبْريق [مفرد]: ج أَباريقُ: (انظر: إ ب ر ي ق - إبْريق). 

إسْتَبْرَق [جمع]: (انظر: إ س ت ب ر ق - إسْتَبْرَق). 

بارِقة [مفرد]: ج بَوارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل برَقَ.
2 - سَحابة ذات بَرْق "ما كل بارقة تجود بمائها [مثل]: يُضرب في التحذير من الانخداع بالمظهر".
3 - بَريقُ، شُعاع، وميض، بصيص "ظهرت بارِقة أَمل- كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً [حديث] ". 

بُراق [مفرد]: دابَّة مُجنَّحة فوق الحمار ودون البغل، ركبها رسولُ الله صَّلى الله عليه وسلَّم ليلة الإسراء والمعْرِاج. 

برّاق [مفرد]: صيغة مبالغة من برَقَ ° سيفٌ برَّاق: لامع- عينان برّاقتان: ساحرتان، جميلتان- ما كلّ برّاق ذهب [مثل]: يُضرب في التحذير من الأخذ بالمظاهر الخارجيّة الخادعة- وعود برّاقة: خلاّبة، كاذبة، خادعة. 

بَرْق [مفرد]: ج بُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر برَقَ ° بَرْقٌ لاسلكيّ.
2 - ضوء قويّ يَلمعُ في السَّماء على أَثَر تفريغ كَهْربائيّ في السَّحاب "لَمَع البَرْق قبيل سقوط الأمطار- {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} " ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز- بَرْقٌ لو كان له مطر: تعبير عن خيبة الأمل تأتي بعد توقُّع الخَيْر- مرّ كالبرق/ بسرعة البرق: مرّ سريعًا جدًّا.
3 - نظام يبث ويستقبل نبضات كهربائيّة تكون محطّات الإرسال والاستقبال فيه موصولة بأسلاك بشكل مباشر "مكتب البرق" ° هنّأه برقيًّا/ استدعاه برقيًّا: بواسطة البرق- مصلحة البَرْق/ وزارة البَرْق: جهة حكوميّة تتولَّى ما يتّصل بجهاز التلغراف من إرسال البرقيّات وتوزيعها- عامل البَرْق: المُكلَّف بإرسال البرقيّات. 

بَرَق [مفرد]: مصدر برِقَ. 

بَرْقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرْق.
2 - رسالة تُرسل من مكانٍ إلى آخر بواسطة جهاز البَرْق "تبادل الزُّعماء العرب برقيّات التّهاني- بَرْقيَّة تعزية" ° بَرْقيَّة لاسلكيَّة: برقيَّة تُرسل بالّلاسلكي. 

بُروق [مفرد]: مصدر برَقَ. 

بَريق [مفرد]:
1 - مصدر برَقَ ° بريق عينين: لمعان، توقُّد، إشراق.
2 - (فز) درجة انعكاس الضَّوء في المعادن "ذو بريق معدنيّ". 

بَيْرَق [مفرد]: ج بَيارِقُ: (انظر: ب ي ر ق - بَيْرَق). 

مُبْرِقة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أبرقَ/ أبرقَ إلى.
2 - آلة إرسال البَرْقيّات "عمِل اختراعُ المُبرِقة على سرعة التواصل بين الناس". 
(ب ر ق)

برق الشَّيْء يَبْرق برقا، وبريقا، وبروقا، وبرقانا: لمع.

وَسيف إبريق: كثير اللمعان فِي المَاء، قَالَ ابْن احمر:

تعلق إبريقاً وَأظْهر جعبةً ... ليهلك حياًّ ذَا زهاء وجامل

والإبريق: السَّيْف، عَن كرَاع، قَالَ: سمي بِهِ لفعله، وَأنْشد الْبَيْت الْمُتَقَدّم. وَجَارِيَة إبريق: براقة الْجِسْم.

والبرق: الَّذِي يلمع فِي الْغَيْم، وَجمعه: بروق.

وَبَرقَتْ السَّمَاء تبرق برقا، وأبرقت: جَاءَت ببرق.

والبرقة: الْمِقْدَار من الْبَرْق، وقريء: (يكَاد سنا برقه) فَهَذَا لَا محَالة جمع: برقة.

وَمَرَّتْ بِنَا اللَّيْلَة براقة، وبارقة: أَي سَحَابَة ذَات برق، عَن اللحياني.

وأبرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الْبَرْق.

وأبرقوا الْبَرْق: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:

ظعائن أبرقن الخريف وشمنه ... وخفن الْهمام أَن تقاد قنابله

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ: أبرقن برقه.

وسحابة بارقة: ذَات برق.

والبارقة: السيوف، على التَّشْبِيه بهَا لبياضها.

وَرَأَيْت البارقة: أَي بريق السِّلَاح، عَن اللحياني.

وابرق بِسَيْفِهِ: إِذا لمع بِهِ.

وَلَا افعله مَا برق فِي السَّمَاء نجم: أَي مَا طلع، عَنهُ أَيْضا، وَكله من الْبَرْق.

وبرق الرجل، وابرق: تهدد واوعد، وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ أرَاهُ مخيلة الْأَذَى، كَمَا يرى الْبَرْق مخيلة الْمَطَر، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا خشيت مِنْهُ الصريمة أبرقت ... لَهُ برقة من خلب غير ماطر

جَاءَ بِالْمَصْدَرِ على برق، لِأَن ابرق، وبرق سَوَاء. وَكَانَ الْأَصْمَعِي: يُنكر ابرق وارعد، وَلم يَك يرى ذَا الرمة حجَّة وَكَذَلِكَ أنْشد بَيت الْكُمَيْت:

ابرق وأرعد يَا يزي ... د فَمَا وعيدك لي بضائر فَقَالَ: هُوَ جرمقاني.

والبراق: دَابَّة يركبهَا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، مُشْتَقَّة من الْبَرْق.

وَقيل: الْبراق: فرس جِبْرِيل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَيْء براق: ذُو بريق.

والبرقانة: دفْعَة البريق.

وَرجل برْقَان: براق الْبدن.

وبرق بَصَره: لألأ بِهِ.

وبرق: لوح بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، تَقول الْعَرَب: " برقتْ وعرقت ". عرقت: قللت.

وبرق بَصَره برقا، وبرق يَبْرق بروقا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: دهش فَلم يبصر، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا برق الْبَصَر) و ( ... برق ... ) ، قريء بهما مَعًا.

وأبرقه الْفَزع.

والبرق، أَيْضا: الْفَزع.

وَرجل بروق: جبان.

وناقة بارق: تشذر بذنبها من غير لقح، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وأبرقت النَّاقة بذنبها، وَهِي مبرق، وبروق الْأَخِيرَة شَاذَّة: شالت بِهِ عِنْد اللقَاح.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ إِذا شالت بذنبها وتلقحت وَلَيْسَت بلاقح.

تَقول الْعَرَب: " دَعْنَا من تكذابك وتأثامك شولان البروق ". نصب " شولان ": على الْمصدر: أَي إِنَّك بِمَنْزِلَة النَّاقة الَّتِي تبرق بذنبها: أَي تشول بِهِ، فتوهمك أَنَّهَا لاقح وَهِي غير لاقح.

وَجمع البروق: برق، وَقَول ابْن الْأَعرَابِي، وَقد ذكر شهر زور قبحها الله: إِن رجالها لنزق، وَإِن عقاربها لبرق: أَي أَنَّهَا تشول بأذنابها كَمَا تشول النَّاقة البروق.

وأبرقت الْمَرْأَة بوجهها وَسَائِر جسمها، وَبَرقَتْ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني، وَبَرقَتْ: إِذا تعرضت وتحسنت.

وَقيل: أظهرته على عمد، قَالَ رؤبة:

يخدعن بالتبريق والتانث وَامْرَأَة براقة، وإبريق: تفعل ذَلِك.

والبرقانة: الجرادة المتلونة، وَجَمعهَا: برْقَان.

والبرقة، والبرقاء: أَرض غَلِيظَة مختلطة بحجارة وَرمل. وَجَمعهَا: برق، وبراق، شبهوه بصحاف، لِأَنَّهُ قد اسْتعْمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء.

فَإِذا اتسعت البرقة فَهِيَ الابرق، وَجمعه: ابارق كسر تكسير الْأَسْمَاء لغلبته.

وتيس ابرق: فِيهِ سَواد وَبَيَاض.

قَالَ اللحياني: من الْغنم ابرق وبرقاء وَهُوَ من الدَّوَابّ: ابلق وبلقاء، وَمن الْكلاب: ابقع وبقعاء.

وجبل ابرق: فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض. وَقَول الشَّاعِر:

بمنحدر من رَأس برقاء حطه ... تذكر بَين من حبيب مزابل

أَرَادَ الْعين، لاختلاطها بلونين من سَواد وَبَيَاض.

وروضة برقاء: فِيهَا لونان من النبت، أنْشد ثَعْلَب:

لَدَى رَوْضَة قرحاء برقاء جادها ... من الدَّلْو والوسمى طل وهاضب

والبرقة: قلَّة الدسم فِي الطَّعَام.

وبرق الْأدم بالزيت وَالدَّسم برقه برقاً، وبروقا: جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

وَهِي البريقة: وَجَمعهَا: برائق، وَكَذَلِكَ: التباريق.

وَعمل رجل عملا فَقَالَ لَهُ صَاحبه: " عرقت وَبَرقَتْ " برقتْ: لوحت بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، وعرقت: قللت، وَقد تقدم.

وَقَالَ: برق الطَّعَام يبرقه برقاً: إِذا صب فِيهِ السّمن.

والبريقة: طَعَام فِيهِ لبن وَمَاء يَبْرق بالسمن والإهالة.

وبرق السقاء يَبْرق برقا وبروقا: أَصَابَهُ حر فذاب زبده، وتقطع فَلم يجْتَمع.

والبرقي: الطفيلي، حجازية.

والبرق: الْحمل، فَارسي مُعرب. وَجمعه: أبراق، وبرقان، وبرقان. والابريق: من الْأَوَانِي، فَارسي مُعرب.

وَقَالَ كرَاع: هُوَ الْكوز.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: هُوَ الْكوز، وَمرَّة: هُوَ مثل الْكوز، وَهُوَ فِي كل ذَلِك فَارسي. وَفِي التَّنْزِيل: (يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق) وَأنْشد أَبُو حنيفَة لشبرمة الضَّبِّيّ:

كَأَن أَبَارِيق الشُّمُول عَشِيَّة ... إوز باعلى الطف عوج الْحَنَاجِر

والبروق: مَا يكسو الأَرْض من أول خضرَة النَّبَات.

والبروق: نبت.

قَالَ أَبُو حنيفَة: البروق: شجر ضَعِيف، لَهُ ثَمَر حب اسود صغَار، قَالَ: أَخْبرنِي أَعْرَابِي قَالَ: البروق: نبت ضَعِيف رَيَّان، لَهُ خطرة دقاق، فِي رءوسها قماعيل صغَار مثل الحمص، فِيهَا حب اسود وَلَا يرعاها شَيْء، وَلَا تُؤْكَل وَحدهَا، لِأَنَّهَا تورث التهيج.

وَقَالَ بَعضهم: هِيَ بقلة سوء تنْبت فِي أول البقل، لَهَا قَصَبَة مثل السِّيَاط، وَثَمَرَة سَوْدَاء. واحدته: بروقة.

وَبَرقَتْ الْإِبِل برقا: اشتكت بطونها من أكل البروق.

وبارق، وبريرق، وبريق، وبرقان، وبراقة: أَسمَاء.

وَبَنُو أبارق: قَبيلَة.

وبارق: مَوضِع، إِلَيْهِ تنْسب الصحاف البارقية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إِن هما فِي صَحْفَة بارقية ... جَدِيد أمرت بالقدوم وبالصقل

أَرَادَ: وبالمقلة وَلَوْلَا ذَلِك مَا عطف الْعرض على الْجَوْهَر.

وبراق: مَاء بِالشَّام، قَالَ:

فأضحى رَأسه بصعيد عك ... وَسَائِر خلقه بجبا براق

وبرق نَحره: اسْم رجل. 
برق
الْبَرْق: فرس ابْن العرقة قَالَه أَبُو الندى والبَرْقُ: واحدُ بُروقِ السَّحَاب وَهُوَ الَّذِي يَلْمَع فِي الغَيْمِ، جمعُه برُوقٌ. أَو هُوَ: ضرْبُ مَلَكِ السَّحاب، وتحْرِيكُه إِيَّاه ليَنْساقَ، فتُرى النِّيرانُ نقل ذلِك عَن مُجاهِد، وَالَّذِي روِىَ عَن ابْن عبّاس: أَنه سَوط من نُور يَزْجُر بِهِ المَلَك السحابَ. وبَرقَت السَّماء تَبْرُقُ، بَرْقًا، وبُروقاً بالضمِّ وبَرقَاناً محرَّكَةً، وهذِه عَن الأَصْمَعَي: لَمَعَتْ، أَو جاءَت بَبَرْقٍ. وبَرق البَرق: إِذا بَدَا. وَمن الْمجَاز: بَرَقَ الرجُلُ ورَعَدَ: إِذا تَهَدَّدَ وتَوعَّدَ، كأبرَقَ قَالَ ابنُ أحمرَ:
(يَا جلّ مَا بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا ... وطِلابُنا فابْرق بأرضِكَ وارْعدِ)
كأَنهّ أَراه مَخيلَةَ الأذَى، كَمَا يَرِى البَرق مَخِيلةَ المَطَرِ. وَكَانَ الأَصْمَعي يُنْكِر أَبْرَقَ وأرْعدَ، وَلم يكن يرى ذَا الرمة حجَّة يُشِير بذلِك إِلَى قولِه:
(إِذا خَشِيَت مِنْهُ الصَّريمَةَ أبرَقت ... لَهُ بَرْقَةً مِن خُلَّب غيرِ ماطِرِ)
وَكَذَلِكَ أَنشدَ بيتَ الكمَيتِ:
(أَبْرِقْ وأرعد يَا يَزي ... دُ فَمَا وَعِيدُكَ لي بضائِرْ)
فَقَالَ: هُوَ جُرْمُقاني، إِنَّمَا الحُجَّة قَول عَمرِو بن أَحْمَرَ الباهليِّ:
(يَا جلّ مَا بَعدت عَلَيْك بِلَادنَا ... وطلابنا فابْرقْ بأَرضِكَ وأرعد)
وَقد تقدَّم البحثُ فِي ذلِك فِي ر ع د. وبرَقَ الشَّيْء كالسيْفِ، وغيرِه، يَبْرُق بَرْقَاً، وبرِيقاً، وبَرَقاناً الأَخيرة مُحرَّكَة: لَمَعَ وتلألأ، وَفِي الصِّحاح: بَرَق السَّيْف وغيرُه يبرقٌ بروقاً أَي: تَلألأ، والاسمُ البريقُ.تَعَالَى: فَإِذا بَرق البَصَر وَمثل نصر أَيْضا، قَالَ الْجَوْهَرِي: يَعْنِي بريقه إِذا شخص قَالَ الْفراء: فقرأها نَافِع وَحده من البريق أَي: شخص وَقَالَ غَيره: أَي فتح عينه من الْفَزع قلت: وَقرأَهَا أَيْضا أَبُو جَعْفَر هَكَذَا.
برقاً ظَاهره أَنه بِالْفَتْح وَالصَّوَاب أَنه بِالتَّحْرِيكِ وبروقاً كقعود وَهَذِه عَن الليحاني فَفِيهِ لف وَنشر مُرَتّب، أَي تحير حَتَّى لَا يطرف كَمَا فِي الصِّحَاح أَو دهش فَلم يبصر وأنشدوا لذِي الرمة:
(وَلَو أَن لُقْمَان الْحَكِيم تعرضت ... لعينيه ميّ سافراً كَاد يَبْرق)
أَي يتحير أَو يدهش. وَأنْشد الْفراء شَاهدا لمن قَرَأَ برق بِالْكَسْرِ بِمَعْنى فزع قَول طرفَة:
(فنفسك فانع وَلَا تنعني ... وداو الكلوم وَلَا تبرق)
يَقُول: لَا تَفزعِّ من هَول الْجراح الَّتِي بك. وَقَالَ الأصمعيّ: بَرَق السَقاءُ يَبْرق برقاً، وَذَلِكَ إِذا أَصابَه الحَر، فذاب زبدُه، وتَقَطع فَلم يجْتمع، وَيُقَال: سِقاء بَرق، ككَتف كَذَا فِي العبابِ والَّذِي فِي اللِّسَان: برق السِّقاء برقاً وبُروقاً فَهَذَا يدل على أَنه من بَاب نصر وَقَوْلهمْ: سقاء برق يدل على أَنه من بَاب فَرح. وبرِقَت الإِبِل والغنمُ، كفَرِحَ تبرق برقاً: إِذا اشتكَت بُطونَها مِن أكل البروق، وَسَيَأْتِي البروق قَرِيبا. البُوقان، بالضمِّ: الرجل البراقُ الْبدن. والبُرقان: الجَراد المُتلونُ ببياضِ وَسَوَاد الواحدَة برقانة وَقد خَالف هُنَا اصْطِلَاحه سَهوا. وبِرقانُ بِالْكَسْرِ: ة، بخوارزم قَالَ ياقوت فِي المعجَم: بوقان، بِفَتْح أوِّلِه وبعضّهم يكسرهُ: من قرى كاث شرْقيَّ جَيحوُنَ على)
شاطِئِه، بينَها وبينَ الجُرْجانِيَّةِ مدينةِ خُوارَزْم يَومان، وَقد خرِبت بَرْقانُ، ونسِبَ إِليها الحافِظُ أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ ابنِ غَالب الخُوارَزْمِيُّ البَرْقانيُّ، استَوْطَنَ بَغدادَ، وكتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ، وكانَ ثِقَةً ورِعاً، تُوفَي سنة. وبَرْقان أَيضاً: ة، بحرْجانَ نسِب إَليها حَمزةُ بنُ يوسفَ السَّهْمي، وبَعضُ الرُّواة، قَالَ ياقوت: وَلست مِنْهَا على ثِقةٍ. ويُقال: جاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصبْحِِ، كمَقْعَدٍ أَي: حينَ بَرَقَ وتلألأَ، مصدر ميمي. وبَرَقَ نَحْرُه: لَقَبُ رَجُلٍ كَتأَبَّطَ شرا، ونَحْوِه. وذُو البَرْقَةِ: لقبُ أَمير المؤمنينَ عَلِيّ بن أَبي طالِبٍ رضِي الله تَعالَى عَنهُ لقَّبَه بِهِ عَمّه الْعَبَّاس بن عبدِ المُطَّلِبِ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنهُ يومَ حُنَيْن. والبَرْقَةُ: الدهْشَةُ والحَيْرةُ. و: ة، بقُمَّ. و: ة، تجاهَ واسِطِ القَصَبِ. و: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ بنواحِي دُوانَ. وبرْقَةُ: إِقْلِيمٌ مُشتَمِلٌ على قُرى ومُدُنِ أَو ناحِيَةٌ بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإِفْرِيقِيةَ مَدِينتُها أَنْطابُلس، وبينَ الإسكَنْدَرِيَّةِ وبَرْقَةَ مَسِيرةُ شَهْرٍ، وَهِي مِمَّا افْتُتِحَ صُلْحاً، صالَحَهُم عَلَيها عَمْرُو بنُ العاصِ، وَقد نُسِبَ إِليها جَماعة من أَهلِ العِلْم. وكجُهَيْنَةَ: اسمٌ للعنْزِ، تُدْعَى بِهِ للحَلَبِ. وذُو بارِق الهَمْدانِيُّ: جَعْوَنَةُ بنُ مالِكِ. وَالبارِقُ: سَحابٌ ذُو بَرْق. و: ع، بالكُوفةِ. ولَقَبُ سَعْدِ بنِ عَدِي أَبِي قَبِيلَة باليَمَنِ وَمن المَجازِ: البارِقَةُ: السُّيوُفُ سُمِّيَتْ لبرِيقها، وَمِنْه حَدِيثُ عَمّار: الجَنة تَحْتَ البارِقَةِ وَهُوَ مُقْتَبَس من قولِه صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ.
وقالَ اللِّحْيانِيُّ: رَأَيتُ البارِقةَ، أَي: بَرِيقَ السِّلَاح. والبرْوَقُ، كجَروَلٍ: شجَيْرَةٌ ضَعِيفة إِذا غامَتِ السَّماءُ اخضَرَّتْ قالهُ ابنُ حَبِيبٍ، الواحدةُ بهاءَ، وَمِنْه قولُهم: أشكَرُ من بَرْوَقَة وكَذا: أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ قَالَ أبُو حَنيفَةَ: وأخْبَرَنِي أَعْرابِي أَنَّ البَرْوَقَ نبتٌ ضَعِيفٌ رَياّن، لَهُ خِطرة دِقاق فِي رُؤُوسها قَماعِيلُ صِغارٌ مثلُ الحِمَّصِ، فِيهَا حَبّ أَسودُ، قَالَ: ومِن ضَعْفِها إِذا حميَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ ذَبُلَت على المَكانِ، قالَ: وَلَا يَرْعاها شَيءٌ، غير أَنَّ الناسَ إِذا أَسنتُوا سَلَقُوها، ثمَّ عَصَرُوها من علقمَةٍ فِيهَا، ثمَّ عالَجُوها مَعَ الَهبِيدِ أَو غَيْرِه، وأَكَلُوها، وَلَا تُؤْكَلُ وَحْدَها لأَنَّها تورِثُ التهَيُجِّ، قالَ: وَهِي ممّا يُمْرِعُ فِي الجَدْبِ، ويَقِلُّ فِي الخِصْب، فإِذا أَصابَها المَطرُ الغَزِيرُ هَلَكَتَ، قَالَ: وإِذا رَأَيناها قد كَثُرتْ وخَشُنَت خفْنا السَّنَةَ. وَقَالَ غَيرُه من الأَعْراب: البَرْوَقَةُ: بقلةُ سَوْءً، تَنْبُتُ فِي أَوّلِ البَقْلِ، لَهَا قَصَبَةٌ مثلُ السِّياطِ، وثَمَرةٌ سوداءُ. وَفِي ضَعْفِ البَرْوَقِ قالَ الشّاعِرُ:
(تَطِيحُ أَكُف الْقَوْم فِيهَا كَأَنَّمَا ... تَطِيحُ بهَا فِي الرَّوعِ عِيدانُ برْوَقِ)

ويَقُولون أَيضاً: أَشكَرُ مِنْ بَرْوَقٍ لأَنه يَعِيش بأدْنَى نَدى يَقعُ من السَّماءَ، وَقيل: لِأَنَّهُ يَخْضَرُّ إِذا رَأَى السَّحابَ. والبَرْواقُ، بزِيادَةِ أَلِفٍ: نَباتٌ يُعْرَفُ بالخنْثَى، وأَكْلُ ساقِه الغَض مسلوقاً بِزَيْت وخَلِّ تِرياقُ اليَرَقانِ، وأَصلُه يطْلَى بِهِ البَهقانِ فيُزِيلُهُما. والإِبْرِيقُ: إِناء معرُوفٌ، فارِسي مُعَرب: آبْ ري قَالَ ابْن بَرِّي: شاهِدُه قَول عَدِي بنِ زَيْدٍ:
(ودعَا بالصبُوح يَوْمًا فقامَتْ ... قينة فِي يَمِينِها إِبرِيقُ)
وَقَالَ كُراع: هُوَ الْكوز، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مرَّةً: هُوَ الكُوز، وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مِثْل الكوزِ، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِك فارِسي ج: أَبارِيقُ وَفِي التَّنْزِيلِ: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ. بأَكْوابٍ وأَباريقَ وأنشدَ أَبو حَنِيفَةَ لشُبْرُمَةَ الضَّبًّيّ:
(كأنَّ أَبارِيقَ الشمُولِ عَشِيَّةً ... إِوَز بأَعْلَى الطَّفِّ عوج الحَناجِرِ)
والعَرَبُ تُشَبِّهُ أَبارِيقَ الخَمْرِ برِقابِ طَيرِ الماءَ، قَالَ أَبو الهِنْدِيّ:
(مُفَدَّمَةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقابَها ... رِقابُ بناتِ الماءَ تَفْزَع للرَّعدِ)
وقالَ عَدِي بن زَيْدٍ:
(بأبارِيقَ شبْهِ أَعْناقِ طَيرِ الْم ... اءَقَدْ جِيبَ فَوْقَهنَّ خَنِيفُ)
ويشبِّهونَ الأَباريقَ أَيضاً بالظَّبي، قَالَ عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ.
(كأَن إِبْرِيقَهُم ظَبْي على شرف ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثوم)
وقالَ آخر:
(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدام لَدَيْهِم ... ظِباءٌ بأَعْلَى الرَّقْمَتَيْنِ قِيامُ)
وشَبَّه بعض بنى أَسَد أذُنَ الكوزِ بياء حُطَى وقالَ أَبو الْهِنْدِيّ الْيَرْبُوعي: (وَصبي فِي أُبَيْرِيقٍ مَلِيحٍ ... كأنَّ الأذنَ مِنه رَجْعُ حطّى)
والإِبْرِيقُ أَيْضا: السَّيفُ البَرّاقُ أَي: الشَّديدُ البَرِيقِ، عَن كُراع، وَقَالَ غيرُه: سَيْف إِبْرِيق: كَثِيرُ اللَّمَعانِ والماءَ. والإِبْرِيقُ فِي قَوْلِ عَمْرِو بنِ أَحْمرَ:
(تَقَلَّدْتَ إِبْرِيقاً، وأَظْهَرْت جَعْبَةً ... لتهْلِكَ حَيّاً ذَا زهاءَ وجامِلِ)
قِيلَ: هِيَ القَوْسُ فِيها تَلامِيع هكَذا ذَكَرَه الأزْهرِيّ، قالَ الصاغانِي: والصَّوابُ أَنه السَّيفُ البَرّاقُ. والإِبْرِيقُ: المَرْأَةُ الحَسناءُ البَرّاقَةُ اللَّونِ، قَالَه اللِّحْيانِيّ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِرُ حُسْنَها على عَمدٍ. والأَبرق: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْل وطِينٌ مُختَلِطَة، ج: أَباريق كَسَّره تّكسِيرَ الأَسماءِ)
لغَلَبَتِه. كالبَرْقاء ج: بَرقاوات هَذَا قولُ الأَصْمَعي وَابْن الأَعرابي. والأبرق: جَبَل فِيهِ لونان من سَوادٍ وبَياض.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: ِ الأَبرق: الْجَبَل مَخلوطاً برمْلٍ، وَهِي البرْقةٌ، وَفِي الْعباب والصِّحاح: الأَبرَق: الحبْلُ الَّذِي فِيهِ لَونان، وَمِنْه الحَديث: أَنه رأَى رجلا محْتجزاً بِحَبل أربق وَهُوَ مُحْرِم فقالَ: وَيحَك أَلقِه، وَيْحَكَ أَلقه، مَرتينِ. أَو كُل شَيء اجْتَمَع فِيهِ سوادٌ وبَياضٌ فهُو أَبرَقُ، يُقال: تَيْس أَبرَقُ، وعَنز بَرْقاءُ وقالَ اللِّحْياني: من الغَنَم أَبرَق، وبرْقاءُ للأنْثَى، وَهُوَ من الدَّوابِّ أَبْلَق وبَلْقاء، وَمن الكِلابِ أَبْقع وبَقْعاءُ. والأَبْرَق: دَواء فارِسيّ جيّدٌ للحِفْظِ نقلَه الصاغانِيّ.
والأَبْرقَ: طَائِر كَمَا فِي التكْمِلة. وأَبْرقَا زِيادٍ: تَثنِيةَ أَبْرَقَ، وَزِيَاد: اسمُ رَجُلٍ: ع جَاءَ فِي رَجزٍ العَجاجَ:
(عَرَفْتُ بَين أَبْرَقَي زِيادِ ... مَغانِياً كالوَشْي فِي الأَبْرادِ)
والأَبْرقانِ، إِذا ثَنَوْا، فالمُراد بِهِ غَالِبا: أَبْرقا حجر اليَمامةِ، وَهُوَ مَنْزِل بينَ هكَذا فِي النُّسخ، والصوابُ بعدَ رُميلَةِ اللِّوَى بطَرِيقِ البَصْرَةِ للقاصِدِ إِلى مَكَّةَ زِيدَتْ شرفاً، وَمِنْهَا إِلَى فلجة.
والأَبْرَقانِ: ماءٌ لبَني جَعفرٍ قالَ أَعْرابي:
(أَلِموا بأَهْل الأَبرَقَيْنِ فسَلموا ... وذاكَ لأَهْلَ الأَبرَقَيْنِ قَلِيلُ)
وقالَ آخَرُ:
(سقْياً لأَيْام مَضَيْنَ مِنَ الصِّبا ... وعَيْشٍ لنا بالأَبْرَقَيْنِ قَصيرِ)
والأَبْرَقُ البادِي: من الأَبارقِ المَعْروفَةِ، قَالَ المَرّارُ بنُ سَعِيد:
(قِفا واسْأَلا مِن مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنَةً ... وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا عَلَى رَسْم)
وأَسْرَقُ ذِي الجُموع بناحِيةِ الْكلاب، قَالَ عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لَجَأَ:
(بأَبْرَق ذِي الجُموع غداةَ تَيْم ... تَقوَدكَ بالخِشاشَةِ والجَدِيلِ)
وأَبْرَقُ الحَنّانِ: مَاء لبَني فَزارَةَ، قالُوا: سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه يسْمَعُ فِيهِ الحَنِين، ويُقالُ: إِنَّ الجِنَّ فِيهِ تَحِن إِلى مَنْ قَفَلَ عَنْهَا، قَالَ كُثيِّرٌ:
(لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَقِ الحَنانِ ... فالبُرْقِ فالهَضَباتٍ من أدْمانِ) وأَبْرَقُ الدَّآثَي بِوَزْن دَعاثَى، قَالَ كُثَير:
(إِذا حَلَّ أَهْلِي بالأَبْرَقَي ... نِ أَبْرَقِ ذِي جدد أَو دَآثَى)

وجَعَله عَمْرو بن أَحْمَرَ الباهِلِيُّ الأَدْأَثِين للضَّرُورة، فَقَالَ:
(بحَيْثُ هراقَ فَي نَعْمانَ مَيْثٌ ... دوافِع فِي بِراقِ الأَدْأَثِينَا)
وأَبْرَق ذِي جدَد بِوَزْن صرَد، هُوَ بِالْجِيم، وَقد مَرَّ شاهدُه فِي قَول كُثَير. وأَبرَقُ الرَّبَذَةِ مُحَرَّكةً، كَانَت بِهِ وَقْعَةٌ بينَ أَهْلِ الردَّةِ وأّبى بَكْرٍ الصِّديقِ رَضِي الله عَنهُ ذُكِرت فِي كِتابِ الفُتُوح، كانَ من مَنازلِ بني ذُبْيانَ، فغَلَبَهُمْ عليهِ أَبو بَكْر رضِي الله عَنهُ لَمَّا ارْتَدّوا، وجَعّلَه حِمىً لخُيولِ المسْلِمين، وإِياه عَنى زِيادُ بنُ حنظَلَة بقَوْلِه:
(ويَوْم بالأبارِقِ قد شَهِدْنا ... عَلَى ذبيانَ يَلْتَهِبُ الْتِهابَا)

(أتَيْناهُم بداهِيَةٍ ونارٍ ... مَعَ الصِّدِّيقِ إِذ تَرَكَ العِتابَا)
وأَبْرَقُ الرَّوْحان قَالَ جرِيرٌ:
(لمن الديارٌ بأَبرق الرَّوْحان ... إِذ لَا نَبِيعُ زمانَناَ بزَمانِ)
وأَبرَقُ ضَحْيانَ كَذَا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي العُبابِ، والذِي فِي المُعْجَم: ضَيْحانَ، بتقدِيم الياءَ على الْحَاء، هكَذا ضَبَطه، وأَنشَد لجَرِيرٍ:
(وبأَبْرَقَي ضَيْحانَ لاقَوْا خِزْيَةً ... تلكَ المَذلةُ والرِّقابُ الخُضَّعُ)
وأَبرَق الأجْدَلِ، وأَبْرقُ الأَعْشاش وقَدْ ذُكر فِي الشِّينِ بِمَا أَغْنَى عَن إِعادَتِه هُنَا. وأَبْرَقُ أَلْيَةَ بفَتْح فسُكُون وأَبْرَقُ الثويْرِ مَصَغَّراً وأَبْرَقُ الحَزْنِ بالفَتْح، قَالَ:
(هَلْ تُؤْنِسانِ بأبْرَقِ الحَزْنِ ... والأنْعَمَيْنِ بَواكِرَ الظُّعْنِ)
وأَبْرَقُ ذَات سلاسِل هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه ذاتُ مَأسلٍ، قَالَ الشَّمَرْدَلُ بنُ شَرِيكٍ اليَرْبُوعِي:
(سَقَيْناه بعدَ الرِّيِّ حَتَّى كأنمّا ... يُرَى حِينَ أَمْسَى أَبْرَقَي ذاتِ مَأسَلِ)
وأَبْرَقُ مازِن والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ، قالَ الأَرْقَطُ:
(إِنيّ ونَجْماً يومَ أَبْرَقِ مازِنٍ ... عَلَى كَثْرةِ الأَيْدي لمُؤْتَسِيانِ)
وأَبْرَقُ العَزّافِ كشَدّاد، لأَنهّم يَسْمعُونَ فِيهِ عَزِيفَ الجِنِّ، وَهُوَ ماءٌ لبَني أسدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي أَخْبارِهم، وَقد ذُكِر فِي ع ز ف قَالَ ابنُ كَيْسانَ: أَنْشَدَنا المُبَرِّد لرَجلٍ يهجُو بَنِي سَعِيدِ بنِ قُتَيْبَةَ الباهليّ:
(وكأَنَّني لما حَطَطْتُ إِلَيْهمُ ... رَحلي نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ)
وأَبْرقُ عَمْرانَ بِفَتْح العَيْنِ كَمَا ضَبَطه ياقوت، وأَنشَد لدَوْسِ ابنِ أمِّ غَسّانَ اليَرْبُوعِيِّ:)
(تبَيَّنْت من بينِ العِراقِ وواسِطٍ ... وأبْرَقِ عَمرانَ الحُدُوجَ التَّوالِيَا)
وأَبْرَقُ العَيْشُوم قَالَ السَّري ابنُ مُعتِّبٍ الكِلابِيُّ:
(وَدِدْتُ بأبْرقِ العَيْشُوم أَنِّي ... وإَيّاها جمِيعاً فِي رِداءَ)

(أَباشِرُه وقَدْ نَدِيَتْ رُباهُ ... فألْصِقُ صِحَّةً مِنْهُ بدائِي) والأبرَقُ الفردُ قَالَ:
(خَلِيلَيَّ مُرّا بِي على الأَبرَقِ الفَرْدِ ... عُهُوداً لِلَيْلى حَبَّذا ذاكَ مِن عَهْدِ)
وأَبْرقُ الكِبْرِيتِ وكانَتْ فِيهِ وقْعَةٌ، قَالَ:
(على أَبْرَقِ الكِبْرِيتِ قَيْسُى بنُ عاصِمٍ ... أَسرْت وأَطرافُ القَنا قِصَدٌ حُمْرُ)
وأَبرَقُ المُدَى جمع مُدْيَةِ، قَالَ الفَقْعَسِيُّ: بذاتِ فَرقَين فأَبْرَقِ المُدَى وأَبْرقُ النَّعّارِ كشَدّادٍ، وَهُوَ مَاء لطَيِّئ وغَسّانَ قُرْبَ طَرِيقِ الحاجِّ، قَالَ:
(حيِّ الدِّيارَ فقد تقادمَ عَهدها ... بينَ الهَبِيرِ وأَبرَقِ النَّعّارِ)
وأَبْرَقُ الوَضاحَ قالَ الهُذَلِي:
(لمن الدِّيارُ بأَبرَقِ الوَضّاح ... أَقْوَيْنَ من نُجْل العُيونِ مِلاح)
وأَبْرقُ والهَيْجَ قَالَ ظهَيْرُ بن عامِرٍ الأَسَدِيّ:
(عَفا أَبْرقُ الهيْج الَّذِي شحنَتْ بهِ ... نواصِفُ من أَعْلَى عَمايَةَ تَدْفعُ)
وَهِي أَسماء مَواضِع فِي دِيار العَرَب. وَمِمَّا فَاتَهُ: أَبْرَقُ الخَرْجاءِ، قَالَ:
(حَيِّ الدِّيارَ عَفاها القَطْرُ والمُورُ ... حيثُ ارتَقى أَبرقُ الخَرْجاءَ فالدُّورُ)
والأَبرَقُ، غيرَ مُضافٍ: من مَنازِل عمرِو بنِ رَبِيعةَ. وأَبرْاق: جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَنِي نَصْرِ ابْن هَوازِنَ، وَقَالَ الشَّرِيف عَليّ بن عِيسَى الحَسَنِيُّ: أَبراقٌ: جَبَلٌ فِي شرقِي رَحْرَحانَ، وإَيَّاه عَنى سَلامة بنُ رِزْقٍ الهِلالِيُّ:
(فإِنْ تَكُ عَلْيَا يومَ أبْراقِ عارِض ... بَكَتْنا وعَزَّتْها العَذارَى الكَواعِبُ)
والأَبْرَقَةُ: ماءٌ من مِياهِ نَمْلَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه نَمَلَى، قَرْبَ المَدِينة، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ، وضَبَطه. والأبرُوقُ، كأظْفُورٍ وضبَطَه ياقُوت بفَتْح الهَمْزَة: ع، بِبلادِ الرُّوم، يَزورُه المُسْلِمُونَ والنَّصارَى من الآفاقِ، قَالَ أَبُو بَكرٍ الهَرَوِيُّ: بَلغَنِي أمرُهُ فقَصَدْتُه، فوَجَدْتُه فِي لِحْفِ جَبَل يُدْخَلُ) إِليه من بابِ بُرْج، ويَمْشِي الدَّاخِلُ تحتَ الأَرض إِلَى أَنْ يَنْتَهِي إِلى موضعٍ واسِعٍ، وَهُوَ جبلٌ مَخْسُوفٌ، تَبِين مِنْهُ السَّماءُ من فَوْقِه، وَفِي وسَطِه بُحَيْرةٌ، وَفِي دائِرَها بُيوت للفَلاّــحِين مِنَ الرُّوم، وزَرْعُهم ظاهِرَ الْموضع، وهُناكَ كَنيسَةٌ لطيفةٌ، ومَسْجِدٌ، فإِنْ كانَ الزائر مُسْلِماً أَتَوْا بِهِ إِلى المَسْجِدِ، وإِن كانَ نَصْرانِياً أَتوْا بِهِ إِلَى الكَنِيسةِ، ثُمَّ يَدْخُلُ إِلى بَهوٍ فِيهِ جَماعةٌ مَقْتُولون، فيهم آثَار طَعَناتِ الأَسِنّةِ، وضَرَباتِ السُّيوفِ، ومِنْهُم من فُقدَت بعضُ أَعضائِه، وَعَلَيْهِم ثِيابُ القُطْنِ لم تتَغَيَّرْ، إِلَى آخِرِ مَا ذكَره من العَجائِب، انْظُرْه فِي المعجم. وأَبارِقُ غير مُضاف: ع، بكِرْمانَ عَن مُحَمَّدِ بنِ بَحْرٍ الرُّعَيْنِيّ الكِرْمانِيِّ. وأَبارِقُ الثَّمَدَينِ مُثَنَّى الثَّمَدِ، وَهُوَ الماءُ القَلِيلُ، وَقد ذُكِر الثمَدُ فِي مَوْضِعِه، قَالَ القَتّالُ الكِلبيُّ:
(سَرَى بدِيارِ تَغْلِبَ بينَ حَوْضَي ... وبينَ أَبارِقِ الثَّمَدَينِ سارِ) (سِماكِي تَلألأ فِي ذُراهُ ... هَزِيمُ الرَّعْدِ رَيّانُ القَرارِ)
وأَبارِقُ طِلْخام بكسرِ الطّاءَ، والخاءُ معجمةٌ، ويُرْوَى بالمهْملةِ أَيضاً، ويُذْكَرُ فِي موضِعه، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(بَيضُ الأَنوقِ برَعْنٍ دُونَ مَسكَنِها ... وبالأَبارِقِ من طِلْخامَ مَرْكُومُ)
وأَبارِقُ النَّسْرِ قالَ العِتْرِيفُ:
(وأَهْوَى دِماثَ النَّسر أَنْ حَلَّ بَيتُها ... بحيثُ الْتقَتْ سلانُه وأَبارِقه)
وأَبارِقُ اللِّكاكِ ككتاب، قَالَ: َ
(إِذا جاوَزَتْ بَطْنَ اللكاكِ تَجاوَبَتْ ... بِهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُه)
وهَضْبُ الأَبارِقِ فِي قولِ عَمرو ابنِ مَعْدي كَرِبَ:
(أَأغزُو رجالَ بني مازِنٍ ... بهَضْبِ الأَبارِقِ، أَمْ أَقعدُ)
مواضِعُ. وَقد فاتَه: أَبارِقُ بُسْيانَ، كعُثْمانَ، قالَ جَبّارُ بن مالِكٍ الفَزارِيّ:
(ويلُ أمِّ قوم صَبَحْناهم مُسَوَّمةً ... بَين الأَبارِق من بُسْيانَ فالأَكَمَ)

(الأَقْرَبِينَ فَلم تنْفَعْ قَرابَتُهم ... والمُوجَعِينَ فَلم يَشْكُوا من الأَلَم)
وأَبارِقُ حَقِيلٍ، كأَمِيرٍ، قَالَ عُمَرُ ابنُ لجأَ:
(أَلَمْ تَرْبَعْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بغَرْبِيَ الأَبارِقِ مِنْ حَقِيلِ)
وأَبارِقُ قَنا، بالفَتْح مَقْصوراً، قالَ الأَشْجَعِيُ:)
(أَحِنُّ إِلى تِلْكَ الأَبارِقِ مِنْ القنا ... كأَنَّ امْرَأً لم يَجْلُ عَن دَاره قَبلي.) والبَرَقُ، مُحرَّكَةً: الحَمَلُ، معرَّبُ بَرَهْ بالفارِسِيَّةِ، وَمِنْه الحَدِيث: تَسُوقُهم النّارُ سَوْقَ البَرَقِ الكَسِير. أَي: المَكْسُورِ القَوائِم، يَعْنِي تَسُوقُهم النّارُ سَوْقاً رَفِيقاً، كَمَا يُساقُ الحَمَلُ الظالعُ ج: أَبْراقٌ، وبُرْقانٌ، بالكسرِ والضَّمَ الأَوّلُ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وعَلى الأَخِير اقتصرَ الجَوْهَرِي.
وقالَ الفَرَّاءُ: البَرَقُ: الفزَعُ زادَ غَيْرُه: والدَّهَشُ والحَيْرَةُ وَقد بَرِقَ الرجُلُ بَرَقًا، وتَقدَّم شاهِده، وَمِنْه أَيضاً حديثُ عَمْرِو بنِ العاصِ: إِنَّ البَحْرَ خَلْقٌ عَظِيم، يَرْكَبُه خَلْقٌ ضَعِيفٌ، دُود على عُودٍ، بينَ غَرَقٍ وبَرَقٍ. وبَرّاقٌ، كشَدّادٍ: ظَرِبٌ، أَو جَبَل بينَ سَمِيراءَ وحاجِرٍ عِنْده المَشْرَفة. وعَمْرُو بنُ بَرّاقٍ: من العَدائِينَ وإِيّاهُ عَنَي تأبَّطَ شَرًّا بقولهِ:
(ليلَةَ صاحوا وأَغْرَوْا بِي كِلابَهُمُ ... بالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرّاقِ)
أَي: لَدَى مَوْضِع عَدْوِه، ويقالُ: لَدَى عَدْوِه نَفْسِه، فيكونُ مَوْضِعأ، ويكونُ مَصْدَرًا.
والبَرّاقَةُ: المرأَةُ لَهَا بَهْجَةٌ وبَرِيقٌ أَي: لَمَعانٌ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِر حُسْنَها عَلَى عَمْدٍ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(برّاقَةُ الجِيدِ واللَّباّتِ واضِحَةٌ ... كأَنَّها ظَبْيَةٌ أَفْضى بهَا لَبَبُ)
وأَبو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بن بُرْقان الجَزَرِي بالكسرِ والضَّمَ الأَخيرُ هُوَ المَشْهُور: مُحَدِّثٌ كِلابِي من شُيُوخ سُفْيانَ الثَّوْري، ووَكِيع بنِ الجَرّاح، وَقد حَدًّثَ عَن زِيادِ بنِ الجَرّاح الجَزَرِي. ولبُراقُ كغُرابٍ: اسْم دابَّة رَكِبَها رَسُولُ اللهِ صَلىّ اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ليلَةَ المِعْراج، وكانَتْ دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمارِ سُمِّي بذلِكَ لنُصُوع لَوْنِه، وشِدَّةِ بَرِيقِه، وقِيلَ: لسُرْعَةِ حَرَكَتِها، شَبَّهه فيهِما بالبَرْقِ.
وبراق: ة بحَلَبَ بينَهُما نَحْو فَرْسَخٍ، وَبهَا مَعْبَدٌ يقصِدُه المَرْضَى والزَّمْنَي فيَبِيتُونَ فِيهِ، فيَرَى المَريض مَنْ يَقُولُ لَهُ: شِفاؤُك فِي كَذَا وكَذَا، ويَرَى شَخْصاً يَمْسَحُ بيَدِه على رَأسِه أَو جَسَدِه فيَبرَأ، وَهَذَا مُسْتَفاضٌ فِي أَهْلِ حَلَبَ، ولعَلَّ الأخْطَلَ إِياّه عَنَى بقولِه:
(وَمَاء تُصْبِحُ القَلَصاتُ مِنْهُ ... كخَمْرِ بُراقَ قد فَرَطَ الأجونا)
والبرْقَةُ، بالضّمِّ: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطِين مختَلِطٌ بعضُها بِبَعْض كالأَبْرَقِ وحِجارَتُها الغالبُ عَلَيْهَا الْبيَاض، وفيهَا حجارةٌ حُمر وسُودٌ، والتُّرابُ أَبيض وأَعْفرُ، يكونُ إِلى جَنْبِها الرَّوْضُ أَحياناً، والجمعُ برَق. وبُرَقُ دِيارِ العَربِ تُنِيفُ على مائَة وَقد سُقْتُ فِي شَرْحِها مَا)
أمْكَنَنِي الْآن مِنْهَا: بُرْقَة الأثمْادِ قَالَ رُدَيحُ بن الحارِثِ التَّمِيمي:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأَثْمادِ ... فالجهلتَيْنِ إِلى قِلاتِ الْوَادي)
وبُرْقَةُ الأَجاوِلِ جمعُ الأَجْوالِ، والأَجْوالُ: جَمْعُ جَوْلٍ، لجِدارِ البِئْرِ، قَالَ كُثَير:
(عَفا مَيْثُ كُلْفَي بعدَنا فالأجاوِل ... فأَثْمادُ حَسْنَي فالبِراقُ القَوابِلُ)
وَقَالَ نُصَيبٌ: عَفا الحُبُجُ الأَعْلَى فبُرْقُ الأجاوِلِ وبُرْقَةُ الأَجْدادِ جمع جد أَو جَدَدٍ، قَالَ:
(لمنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأجْدادِ ... عَفَّتْ سَوارٍ رَسْمَها وغَوادِي)
وبُرْقَةُ الأجْوَلِ أَفْعَلُ، من الجَوَلانِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلي:
(فالْتَطَّ بالبُرْقَةِ شُؤْبُوبه ... والرَّعْدُ حَتىّ بُرْقَةِ الأجْوَلِ) وبُرْقَة أَحجارٍ قَالَ:
(ذَكَرْتُكِ والعِيسُ العِتاقُ كأَنهّا ... ببُرْقَةِ أَحْجارٍ قِياسٌ من القُضْبِ)
وبُرْقَةُ أَحْدَب قالَ زَبانُ بنُ سَيّارٍ:
(تَنَحَّ إِلَيْكُم يَا ابْنَ كُرْزٍ فإِنَّه ... وإِن دِنْتَنا راعُونَ بُرْقَةَ أحْدَبَا)
وبرْقَةُ أَحْواذٍ جمع حاذَةٍ: شَجَر يَألفه بقرُ الوَحْشِ، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(طَرِبْتَ إِلى الحَي الذِّينَ تَحَمَّلُوا ... ببُرْقَةِ أَحْواذٍ وأَنْتَ طَرُوبُ)
وبُرْقَةُ أَخْرَم قالَ ابنُ هَرْمَة:
(بلِوَى كُفافةَ أَو ببرْقَةِ أَخْرَم ... خِيَم على آلائِهِنَّ وَشِيعُ)
ويرْوَى بلِوَى سُوَيْقَةَ وَهَكَذَا أَنشَدَه ابنُ بَريّ، وبُرْقَةُ أرْمام قَالَ النَّمِرُ بنُ توْلبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(فبُرْقَةُ أَرْمام فجَنْبا مُتالِع ... فؤادِي المِياه، فالبَدىِ فأنجل)
وبُرْقةُ أَرْوَى من بلادِ تَمِيم، وَهُوَ جَبَلٌ، قَالَ حامِيَةُ بنُ نَصْرٍ الفُقَيْمِي:
(ببُرْقَةِ أرْوَي والمَطِي كأَنها ... قِداحٌ نَحاهَا باليَدَيْنِ مُفِيضُها)
وبُرْقة أَعيار قالَ عُمرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ المَخزُومِيُّ:
(أَلَمْ تَسْأَلِ الأَطْلالَ والمَنزِلَ الخلَقْ ... ببُرْقَةِ أَعْيارٍ فَيُخْبِرَ إِنْ نَطَق)
وبُرْقَةُ أَفْعَى قَالَ زَيْدُ الخَيْلِ الطّائِيّ رَضِي اللهُ عَنهُ:)
(فبُرْقَة أَفْعَى قد تَقادَمَ عَهْدُها ... فَمَا إِنْ بِها إِلا النِّعاجُ المَطافِلُ)
وبُرْقَةُ الأَمالِح قَالَ كثيرٌ يذكرُ رسمَ الدّارِ:
(وَقَفْتُ بهِ مستعَجِباً لبَيانِه ... سِفاهاً كحبسي يومَ برْقِ الأَمالح)
وبُرْقَةُ الأَمْهارِ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ولاحَ ببُرْقَةِ الأمْهارِ مِنْها ... لعَيْنِك ساطِعٌ من ضَوْءِ نارِ)
وبُرْقَةُ أَنْقَذ بالذّالِ والدّالِ، وَمن الأَخِيرِ قولُ الأَعْشَى:
(إِنّ الغَوانِي لَا يواصِلْنَ امْرَأ ... فقَدَ الشَبابَ وَقد تُواصِلُ أَمْرَدَا)

(يَا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَعُودَنْ ناشئاً ... مثْلِي زُمَينَ هُنا ببُرْقَةِ أَنقَدَا)
ويرْوَى: زُمَينَ أَحلُّ بُرْقَة أَنْقَدَا وزُمَيْنَ هُنَا أَي: يومَ الْتَقَيا، وقِيلَ: هُنا بمَعْنَى أَنا، وزَعَم أَبو عُبَيْدَةَ أَنه أَرادَ بُرْقَةَ القُنْفُذِ الَّذِي يَدْرُجُ، فكنى عَنهُ للقافِيَةِ، إِذْ كَانَ مَعْناهُما واحِداً، والقُنْفُذُ لَا يَنامُ الليّلَ، بل يَرْعَى. وبُرقَةُ الأَوْجر قَالَ:
(بالشِّعْبِ من نَعْمانَ مَبْدى لنا ... والبرْقِ من خُضْرَةِ ذِي الأَوْجرِ)
وبُرْقَةُ ذِي الأَوْداتِ جمع أَوْدَة، وَهِي الثقَلُ، قَالَ جريرٌ: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الأَوْداتِ رَسْماً ... مُحِيلاً طالَ عَهْدُكَ من رُسُوم)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ فارِس فِي كِتاب الدّاراتِ والبُرَقِ، وَفِي شِعْرِ جَرِيرٍ ببُرْقَةِ الوَدّاءَ، وسيأتِي ذكرُها قَرِيباً. وبُرْقَة إِيرٍ، بالكسرِ وإِيرُ: جَبَلٌ بأَرْضِ غطفانَ، قَالَ:
(عَفَتْ أَطْلالُ مَيَةَ من حَفِيرِ ... بهَضْبِ الوادِيَينِ فبرقِ إِيرِ)
وبُرْقَةُ بارِقٍ وبارِقٌ: جَبَل للأَزْدِ باليَمَنٍ، وَقد أَهمله المصَنِّفُ، قَالَ:
(ولَقَبْلُه أَودَى أَبُوه وجَده ... وقَتِيلُ برْقَةِ بارِق لي أَوْجع)
وبُرْقَةُ ثادِق وثادِقٌ فِي ديارِ أَسَد، يَأْتِي ذكرُه، قَالَ الحُطَيئَةُ:
(وكأَنًّ نَقْعَهُما ببُرْقَةِ ثادِقٍ ... ولِوَى الكَثِيبِ سُرادِقٌ مَنْشُورُ)
وبُرْقَةُ ثَمْثَم كجَعْفرٍ، قَالَ بِشْرُ بن أَبي خازِم:
(تَبَيَّنْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ ... غَرائِرَ أَبْكارٍ ببُرْقَةِ ثَمْثَم)
وبُرْقَةُ الثوْرِ قالَ أَبو زِيادٍ: هُوَ جانِبُ الصَّمّانِ، وأَنشَدَ لِذي الرُّمَّةِ:
(بصُلْبِ المِعي أَو بُرْقَةِ الثَّوْرِ لم يَدَعْ ... لَها جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا والجَنائِبِ)

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْفَل الرَّنْداتِ أَبارِقُ إِلى سَنَدِها رَمْلٌ يسْمَّى الثَّوْرُ، ذَكَرها عُقْبَةُ بنُ مُضَرِّبٍ من بني سُلَيْم فَقَالَ:
(مَتَى تُشْرِفِ الثَّوْرَ الأَغَرَّ فإِنمّا ... لَك اليَوْمَ من إِشْرافه أَنْ تَذَكَّرَا)
قالَ: إِنَّما جَعَل الثَّوْرَ أَغَرَّ لبياضٍ كانَ فِي أَعلاه. وبُرْقَةُ ثَهْمَدِ لبَنِي دارِم، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: (لخَوْلَةَ أطْلالٌ ببُرْقَةِ ثهْمدِ ... تَلُوحُ كباقِي الوَشْم فِي ظاهِرِ اليَدِ)
وبرْقَةُ الجَبَا قَالَ كُثَيِّرٌ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أراكٌ فصِرْمَا قادِمً فَتناضِبُ)

(فبُرْقُ الجَبا، أمْ لَا، فهُنَ كعَهْدِنا ... تَنَزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ)
وبُرْقَةُ حارِبٍ قَالَ التَّنُوخِيُّ:
(لعَمْرِى لنِعْمَ المَرْءُ من آلِ ضَجْعَم ... ثَوَى بينَ أحْجارٍ ببُرْقَةِ حارِبِ)
وبُرْقَةُ الحُرْضِ بالضَّمِّ، قَالَ النُّمَيْرِيُّ:
(ظَعَنُوا وكانُوا جِيرَةً خُلُطاً ... سَوْمَ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الحُرْضِ)
وبُرْقَةُ حَسْلَةَ بالفَتْح، قالَ القَتّالُ:
(عَفا من آلِ خَرْقاءَ السِّتارُ ... فبُرْقَةُ حَسْلَةٍ مِنْهَا قِفارُ)

(لعَمْرُكَ إِنَّنِي لأحب أرْضاً ... بهَا خَرْقاءُ لَو كَانَت تُزارُ)
وبُرقَةُ حِسْمَى بالكسرِ أَو حُسْنَى بالضمِّ والنُّونِ، وَهُوَ مَجْرى بينَ العُذَيْبِ وَالْجَار بجَنْبِ البَحْرِ، وبِهما رُوِى قولُ كُثَيًّرٍ:
(عَفَتْ غَيْقَةٌ من أَهْلِها فحَرِيمُها ... فبُرْقَةُ حِسْمَى قاعُها فصَرِيمُها)
وقالَ ابْن الأعرابِيِّ: إِذا سَمِعْتَ فِي شِعر كُثَيِّرٍ غَيْقَةَ فمَعَها حُسْنَى بالنُّون، وإِن لم تَكُنْ غَيْقَةُ فهى حِسْمَى. وبُرْقَةُ الحَصّاءَ فِي دِيارِ بني أبِي بَكرٍ، قَالَ: (فيا حَبَّذا الحَصّاءُ فالبُرْقُ فالعُلا ... ورِيح أَتانا من هُناكَ نَسِيمُها)
وبُرْقَةُ حِلِّيتٍ كسِكِّيتٍ، قَالَ ابنُ مالِكٍ الوالِبِيُّ:
(تَرَكْتُ ابنَ نُعمانٍ كانَّ فِناءَه ... ببُرْقَةِ حِلِّيتٍ مَباءَة مُجْرِبِ)
وَقَالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْل وسابَقَ على فَرَسٍ يُقالُ لَهُ: كُلَيْبٌ، فسُبِقَ:
(أَظُنُّ كُلَيْباً خانَنِي أَو ظَلَمْتُه ... ببُرْقَةِ حِلِّيت وَمَا كانَ خائِنا)

وبُرْقَةُ الحِمى وَيُقَال لَهُ أَيْضاً: بُرْقَةُ الصَّفا، وسيأتِي قَرِيبا، قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيطٍ:
(ومَشْتىً بذِى الغَرَّاءَ أَو بُرْقَةِ الحِمَى ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقَالَ آخر:
(أضاءَتْ لَهُ نارِي بأبرِقَةِ الحِمَى ... وعَرْضُ الصلَيْبِ دُونَه فالأماثِلُ)
وبُرْقَةُ حَوْزَةَ قَالَ الأَحْوَصُ:
(فذُو المَرْخ أَقْوَى فالبِراقُ كأنَّها ... بحَوْزة لم يَحْلُلْ بهِنَّ عرِيبُ)
وبُرْقَةُ خَاخ قالَ الأحْوَص، قَالَه ابنُ فارِسٍ، وقالَ غيرُه: هُوَ للسَّرِي بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُتْبَةَ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ ساعِدَةَ الأَنصارِيِّ:
(وَلها مَرْبَعٌ ببرْقَةِ خاخٍ ... ومَصِيف بالقَصْرِ قصْرِ قُباءِ) وبرْقَةُ الخالِ قالَ القَتّالُ الكِلابِي:
(أَنَّى اهْتَدَيْتٍ ابْنَةَ البَكْرِيِّ من أمَم ... مِنْ أَهْلِ عَدْوَةَ أَوْ مِنْ بُرْقَةِ الخالِ)
وبُرْقَة الجُنَينَةِ هَكَذَا ضَبَطه الصاغانِيُّ: أَنها الجُنَيْنَةُ بِالْجِيم، تصغيرُ الجَنَّة، وأَنْشَدَ لجَبَلَةَ بنِ الحارِثِ وَقد جَعَلَها بُرَقاً:
(كأَنه فَرِدٌ أَقْوَتْ مَراتِعُه ... بُرْقُ الجُنَينَةِ فالأَخْراتُ فالدُّورُ)
وبُرْقَةُ الخَرْجاءَ قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فأَصْبَح يَرْتادُ الجَمِيمَ برابِغ ... إِلَى بُرْقَةِ الخَرْجاء من ضَحْوَةِ الغَدِ)
وبُرْقَةُ خِنزِيرٍ قَالَ الْأَعْشَى:
(فالسَّفْحُ يَجْرِي فخِنْزِيرٌ فبُرْقَتُه ... حَتىّ تَدافَعَ مِنْهُ الربوُ فالحُبَلُ)
وبُرْقَةُ خَو فِي دِيارِ أَبى بَكْرِ ابنِ كِلابٍ، وأنشدَ أَبو زِيادٍ:
(فَمَا أَنْسَ فِي الأَياّم لَا أَنْس نِسْوَةً ... ببُرْقَةِ خَو والعُصورَ الخَوالِيَا)
وبُرْقَةُ خَيْنَفٍ كحَيْدَرٍ، قَالَ الأَخطَلُ:
(حتىّ لَحِقْنَ وَقد زالَ النهّارُ وَقد ... مالَتْ لهنَّ بأَعْلَى خَينْفَ البُرَقُ)
وبرْقَةُ الدَّءّ اثِ قَالَ أَبو مُحَمَّد الفقْعَسِيّ:
(أَصْدَرَها من بُرْقَةِ الدَّءّ اثِ ... قُنْفُذُ لَيْلٍ خَرِش التَّبْعاثِ)
وبُرْقَةُ دَمْخ ودَمْخ: جَبَلٌ، وَقد ذُكِرَ فِي موضِعِه، قَالَ سَعْدُ بن البَرَاءَ الخَثْعَمي:)
(وفَرَّتْ فلمّا انْتَهَى فَرُّها ... ببُرْقَةِ دَمْخ فأَوْطانِها) وبرْقَةُ رامَتينِ قَالَ جَرِيرٌ:
(لَا يَبْعَدَنْ أَنسٌ تغيَّرَ بَعْدَهم ... طَلَلٌ ببُرْقَةِ رامَتَيْنِ مُحِيلُ)
وبُرقةُ رَحْرَحانَ: جَبَل، قَالَ مالكُ بنُ نوَيرةَ:
(أَرانِي اللهُ ذَا النعَمَ المُبَدَّى ... ببُرْقَةِ رَحْرحانَ وَقد أَرانِي)

(حَوَيْتُ جَميعَه بالسَّيْفِ صَلْتاً ... فلَمْ تَرْعَدْ يَداي وَلَا جَنانِي)
وبُرْقَةُ رَعْم بالفتحْ، وَهُوَ الشَّحْم، قَالَ يزيدُ بنُ أَبانَ الحارثيُّ:
(ظَعَنَ الحَيُّ يومَ بُرْقَةِ رَعْمٍ ... بغَزالٍ مُزَيَّنٍ مَربُوبَ)
وَقَالَ مُرَقِّشٌ:
(جَعَلْنَ قُدَيساً وأَعْنادَه ... يَميناً وبُرْقَةَ رَعْم شِمالاَ)
وبُرْقةُ الرَكاءَ قَالَ الرَّاعِي: بمَيْثاءَ سالَتْ من عَسِيبٍ فخالَطَتْببَطْنِ الرِّكاءَ بُرْقَةً وأَجارِعا وبرْقَةُ رُواوَةَ بالضَمَ: من جبالِ مُزَيْنَةَ، وجَعَلَه كُثَيرٌ بُرَقاً، فقالَ:
(وغَيَّر آياتٍ ببرْقِ رُواوَةٍ ... تَنائِى اللَّيالىِ والمَدَى المُتَطاوِلُ)
ويُرْوى: بنَعْفِ رُواوَةٍ. وبُرْقَة الرَوْحانِ: رَوْضَة تُنْبِتُ الرِّمْثَ باليَمامة، عَن الحَفْصى، قَالَ عَبيدُ بنُ الأَبْرَصِ:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... دَرَسَتْ لطُولِ تقادُمَ الأَزْمانِ)

(فوَقَفْتُ فِيهَا ناقَتِي لسُؤالِها ... وصَرَفْتُ والعَيْنانِ تَبْتَدِرانِ)
هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ والمُعْجَم، وقرأَت فِي كِتابِ الأَغانِي لأَبِي الفَرَج مَا نَصُّه:
(لِمَنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... إِذْ لَا نَبِيعُ زمانَنا بزَمانِ)

(صَدَع الغَوانِي إِذْ رَمَيْنَ فؤادَه ... صَدْعَ الزُّجاجَةِ مَا بذاكَ يَدانِ)
والأبياتُ لِجَريرٍ، وساقَ قِصَّةً تدل على ذلِكَ، فَتأَمَّلْ، وَقَالَ أَوْفَى المازِنيُّ:
(إِنَّ الَّذِي يَحْمي دِيارَ أَبِيكمُ ... أَمْسَى يمِيدُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ)
وبُرْقَةُ سعْدٍ قَالَ:
(أَبَتْ دِمَنٌ بكراعِ الغَمِيم ... فبرْقَةِ سُعْد فذاتُ العشرْ)

وبُرْقَةُ سِعْرٍ قالَ مالِك بنُ الصِّمَّة فَجَعلهَا برَقاً:
(أتُوعِدُنِي ودُونَكَ بُرْقُ سِعْرٍ ... ودُونِي بَطْنُ شَمْطَةَ والغَيامُ)
وبُرْقَةُ سُلْمانَيْنِ بالضمِّ، قَالَ جَرِيرٌ:
(قِفا نَعْرِفِ الرَّبْعَيْنِ بينَ مُلَيْحَةٍ ... وبُرْقَةِ سُلمانَيْنِ ذاتِ الأَجارِع)

(سَقَى الغيْثُ سلْمانَيْنِ والبُرَقَ العُلا ... إَلى كُلِّ وادٍ مُلَيْحَةَ دافِع)
وبرْقَةُ سُمْنانَ وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قولِ أَرْبَدَ بنِ ضابِئ بن رَجاء الكِلابِيِّ. وبُرْقَةُ شَمّاءَ: هَضْبَةٌ، قَالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(بَعْدَ عَهْدٍ لَهَا بسُرْقَةِ شَمّا ... ءَ فأَدْنَى دِيارِها الخَصاءُ)
وبُرْقَةُ الشَّواجِن والشَّواجنُ: وادٍ فِي دِيارِ ضَبَّةَ، ذَكَرها ذُو الرُّمَّةِ فِي شعْره. وبُرْقَة صادِرٍ: من مَنازِلِ بني عذْرَةَ، قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يمدَحُهم:
(وَقد قُلْتُ للنُّعْمانِ حينَ رأَيْتُه ... تَجَنَّبْ بَنِي حُنً بسُرْقَةِ صادِرِ)
وبرْقَةُ الصَّراةِ قَالَ الحَجّاج العُذْرِيُّ، وجَعلها بُرَقاً:
(أحِبكِ مَا طابَ الشَّرابُ لشارِبٍ ... وَمَا دامَ فِي بُرْقِ الصراةِ وُعُورُ)
وبُرْقَةُ الصَّفا قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيْط:
(ومَشْتىً بذِي الغَرّاءَ أَو بُرْقَةِ الصَّفا ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقد ذُكِر هَذَا البيتُ أَيضاً فِي بُرْقَةِ الحِمَى وهما واحِدٌ. وبُرْقَةُ ضاحِك باليَمامة لبَنِي عَدِي، قَالَ أَبو جُوَيْرِيَةَ:
(وَلَقَد تَرَكْتِ غداةَ بُرْقَةِ ضاحِك ... فِي الصَّدْرِ صَدْعَ زُجاجَةٍ لَا تُشْعَبُ)
وَقَالَ الأَفوَهُ الأَوْدِي:
(فسائِل حاجِراً عنّا وعَنْهُم ... ببُرْقَةِ ضاحِكٍ يومَ الجَنابِ)
وبُرقة ضارِج قَالَ:
(أَتَنْسَوْنَ أَيّاماً ببُرْقَةِ ضارِج ... سَقَيْناكُمو فِيهَا حُراقاً من الشِّرْبِ)
وبُرْقَةُ طِحال وَقد جَعَلَها الشاعِرُ بُرَقاً، وَقَالَ:
(وكانَتْ بهَا حِينــاً كَعاب خريدَةٌ ... لبرْقِ طِحال أَو لبَدْرٍ مصِيرُها)
وطِحال: أَكَمَةٌ بحِمى ضَرِيَّةَ، وَبِه بئْر يُقَال لَهُ بَدْر. وبرْقَةُ عاذِبٍ قَالَ الخَطِيمُ العُكْليُّ من)
اللُّصُوص: (أَمِنْ عَهْدِ ذِي عَهْدٍ بحَوْمانَةِ اللِّوىَ ... ومِنْ طَلَلٍ عافٍ ببُرْقَةِ عاذِبِ)

(ومَصْرَع خَيْم فِي مُقامٍ ومُنْتَأًى ... ورِمْدٍ كسَحْقِ المَرْزُبانيِّ كائبِ)
وبُرْقَةُ عاقلٍ قَالَ جَرِيرٌ:
(إِنَّ الظَّعائنَ يومَ بُرْقَةِ عاقلٍ ... قَدْ هِجْنَ ذَا خَبَلٍ فزِدْنَ خَبالاَ)
وبُرْقَةُ عالِج قَالَ المُسَيَّبُ ابنُ عَلَسِ وجَعَلَها بُرَقاً:
(بكَثِيبِ حَرْبَةَ أَو بحَوْمَلَ أَو ... مِنْ دُونِه من عالجٍ بُرَقُ)
وبُرْقَةُ عَسْعَس قَالَ جَميلٌ:
(جَعَلُوا أَقارِحَ كُلَّها بيَمِينِهم ... وهِضابَ بُرْقَةِ عَسْعَس بشِمالِ)
وبُرْقَةُ العُنابِ كغُرابٍ والعُنابُ: جَبَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ كُثَيِّرٌ وجَعَلَها بُرَقًا:
(لياليَ مِنْهَا الوادِيانِ مَظِنَّةٌ ... فبُرْقُ العُنابِ دارُها فالأَمالِحُ)
وبُرْقَةُ عَوْهَقٍ وعَوْهَق: وادٍ، قَالَ ابنُ هرْمَةَ:
(قِفا سَاعَة واسْتَنْطِقا الرَّسْمَ ينْطِقِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى أَو ببُرْقَةِ عَوْهَقِ)
وبُرْقَةُ العِيَراتِ بكسرٍ ففَتْحٍ، قَالَ امرُؤُ القَيسِ:
(غَشِيتُ دِيارَ الحَيِّ بالبَكَراتِ ... فعارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيَراتِ) وبُرْقَةُ عَيْهَلٍ كحَيْدَرٍ قالَ بشْرٌ:
(فإِنَّ الجِزْعَ بينَ عُرَيْتِنات ... وبُرْقَةِ عَيهَلٍ مِنْكُم حَرامُ)
ويرْوى: عَيْهَم وبرقَة عَيْهَمٍ بِالْمِيم، قَالَ جَوّاس بنُ نُعَيْمٍ:
(فَمَا رَدَّكُمْ بقْيَا ببُرْقَةِ عَيْهَم ... علينَا وَلَكِن لم نَجِدْ مُتَقَدَّمَا)
وقالَ الحُطَيْئَةُ وَقد جعَلَها بُرَقاً:
(يَنْجُو بهَا من مُرْقِ عَيْهَمَ طَامِياً ... زُرْقَ الجِمِام رِشاؤُهُنَّ قَصِيرُ)
وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه: وبُرْقَةُ ذِي غانٍ قَالَ أَبو دوادٍ الإِيادِيُ:
(نَحْنُ حَذَّرْنا ببُرْقَةِ ذِي غا ... ن عَلَى شحْطِ المَزارِ الأصَدَّا)
ويرْوَى: برَحْبَةِ ذِى غان. وبُرْقَةُ الغضى قَالَ حُمَيْد الأَرْقطُ: ومِنْ أَثافِى المَوْقِدِ المُزَعْزَع) رَواكِدٌ كالحِدَآتِ الوُقَّع ببُرْقَةٍ بينَ الغَضَى ولَعْلَع وبُرْقَةُ غَضْوَرٍ كجَعْفَرٍ، ببلادِ فَزارَةَ، قَالَ نَجَبَة بن رَبِيعةَ الفَزارِيُّ: (وباتُوا على مِثلِ الذِي حَكَمُوا لَنا ... غداةَ تَلاقَيْنا ببُرْقةِ غضْوَرَا)
وبُرْقَةُ قادِمً قَالَ العَلاءُ بنُ قُرْظَةَ خالُ الفَرَزْدَقِ:
(وَنحن سَقَيْنا يومَ بُرْقَةِ قادِم ... مصارَ نُفَيْلٍ بالذُّعاقِ المُسَمم)
وبُرْقَةُ ذِي قارٍ وذُو قارٍ: ماءٌ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ قُرْبَ الكُوفَة، قَالَ:
(لقَدْ خَبَّرَتْ عَيْناكَ يَوْمًا بحُبِّها ... ببُرْقَةِ ذِي قارٍ وَقد كَتَمَ الصَّدْرُ)
وبُرْقَةُ القُلاخ بالضَّم، قَالَ أَبو وَجزةَ وجَعَلَها بُرَقاً:
(أَجزاعُ لِيْنَةَ فالقُلاخُ فبرْقُها ... فشُواحِطٌ فرِياضُه فالمَقْسَمُ)
وبُرْقَةُ الكَبَوانِ مُحَرَّكَةً، قالَ لَبِيدٌ رضِي اللهُ عَنهُ:
(طالَتْ إِقامَتُهُ وغَيَّرَ عَهْدَه ... رِهَمُ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الكَبَوانِ)
وبُرْقَةُ لَعْلَعٍ وشاهِدُه فِي قولِ حُمَيْد الأَرقَطِ، وَقد تَقَدَّمَ فِي بُرْقَةِ الغَضَى. وبُرْقَةُ لَفْلَفٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، قَالَ حُجْرُ بنُ عُقْبَةَ الفَزارِيُّ:
(باتَتْ مُجَلَّلَةً ببُرْقَةِ لَفْلَف ... ليلَ التِّمام قَلِيلةَ الإِطْعام)
وبُرْقَةُ اللَّكِيكِ كأمِيرٍ، ويُرْوَى اللُّكاك، كغُرابٍ، قالَ الرّاعِي وجَعَلها أَبارِق:
(إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجاوَبَتْ ... بهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُهْ)
وبُرْقَةُ اللِّوَى قالَ مُصْعَبُ بنُ الطُّفَيْلِ القُشَيرِي:
(بناصِفَةِ العَمْقَيْنِ أَو بُرْقَةِ اللِّوَى ... على النَّأي والهِجْرانِ شُبَّ شَبُوبُها) وبُرْقَةُ مَأسَلٍ كمَقْعَدٍ، قَالَ الراعِي:
(تَباهَي المُزْنُ واسْتَرْخَتْ عُراهُ ... ببرْقَةِ مَأسَلٍ ذاتِ الأفانِي)
وبُرْقةُ مِجْوَل كمِنْبَرٍ، قَالَ جَمِيل:
(طَرَباً وشاقَكَ مَا لَقِيتَ وَلم تَخَفْ ... بينَ الحَبِيبِ غَداةَ بُرْقَةِ مِجْوَلِ)
وبُرْقَةُ مَرَوْراةَ قَالَ الطِّرِمّاخ:
(ولَسْتُ براءِ من مرَوْراةَ بُرْقَةً ... بهَا آلُ سَلْمى والجَنابُ مَرِيعُ)

وبرْقة مُكَتَّلٍ كمُعَظَّم: جَبَلٌ، أنْشَد أَبُو زيادٍ: أحْمِى لَها مِنْ بُرْقَتَي مُكَتَّل والرِّمْثِ من بَطْنِ الحَرِيم الهَيْكَلِ ضَرْبَ رِياح قائِماً بالمِعْوَلِ وبُرْقَةُ مُنْشدٍ: ماءٌ بينَ تَمِيم وبَنِى أَسَدٍ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فقُلْتُ لَهُ لم تَقْضِ مَا عَهِدَتْ لَهُ ... وَلم تَأتِ أَصْراماً ببُرْقَةِ مُنْشِدِ)
وبُرْقَةُ مَلْحُولب قَالَ ابْن مُقْبِل:
(عَشِيَّةَ قالَتْ لِي وقالَتْ لصاحِبِي ... ببُرْقَةِ مَلْحُوبٍ أَلا تَلِجانِ)
وبُرْقَةُ النَّجدِ: من نواحي اليَمامَةِ، قَالَ عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ العَزِيزِ السَّلوليُّ اليَماميُّ:
(مَا تَزالُ الدِّيارُ فِي بُرْقَةِ النج ... دِ لسُعْدَى بقَرْقَرَى تُبليِنِي)
وبُرْقَةُ نُعْمِى بالضَّمِّ: وادٍ بتِهامَةَ، قَالَ الناّبِغَةُ الذُّبْيانِىُّ: (أَهاجكَ من أَسماءَ رَسم المنازِلِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِى فرَوْض الأَجاوِلِ)
وبرقة النير بِالْكَسْرِ قَالَ عَمْرو بن الْأَشْعَث بن لَجأ: تَرَبَّعَتْ فِي السِّر من أَوْطانِها بَين قَطَيّاتٍ إِلَى دغمانها فبُرْقَةِ النِّير إِلى خرْبانِها.
وفاتَهُ: بُرْقَةُ النعاجِ، وَقد أَهمله الصاغانِيُّ أَيْضاً، وأَوْرَده ياقُوت، وأَوْرَدَ لَهُ شاهِداً من قَول القتالِ الْكلابِي:
(عَفا النجبُ بَعدي فالعُرَيشانِ فالبُترُ ... فبُرْقُ نعاج من أُميمَةَ فالحجْر)
وبُرْقَةُُ واحِفٍ قالَ لبيدٌ رضَي اللهُ عَنهُ:
(كأَخنَس ناشِطِ جادَتْ عليهِ ... ببُرْقةِ واحِفٍ إِحْدَى اللَّيالِي)
وبُرْقَةُ واسطٍ قَالَ ياقُوت: لم يَحضرْنِي شاهِدُها، وكَذلك الصّاغانِيُّ لم يُورِدْ لَهَا شَاهدا. قلتَ: وشاهدها قَول كثير فِيمَا أنْشد السّكيت:
(فَإِذا غشيت لَهَا ببرقة وَاسِط ... فَلوى حبيب منزلا أبكاني)
وبرقة واكف قَالَ الأفواه الأودي:)
(فسائل حاجراً عَنَّا وعنهم ... ببرقة واكف يَوْم الجناب)
ويروى ببرقة ضَاحِك وَهَذِه الرِّوَايَة أصح وَقد تقدم ذكرهَا. وبرقة الوداء: وَاد أَعْلَاهُ لبني العدوية وأسفله لبني كُلَيْب وضبة قَالَه السكرِي قَالَ جرير: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الوَدِّاءَ رَسماً ... مُحِيلاً طالبَ عَهْدُكِ من رُسُوم)
وبُرْقَةُ هارِبٍ ويُرْوَى للنَابِغَة الذبْيانِيَ فِي بعضِ الرواياتِ:
(لعَمْرِي لنِعمَ المَرْء مِنْ آل ضَجْعَم ... تَزُور ببصْرى أَو ببرْقَةِ هاربِ)

(فَتى لم تَلِدْه بنتُ أم قَرِيبة ... فيَضوَى، وَقد يضْوَى رَدِيدُ الأقارِبِ)
وبُرْقَة هَجِينٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، وجعَلَها جَمِيل بُرَقاً، فَقَالَ:
(قَرَضْنَ شمالاً ذَا العشَيْرَةِ كلَّه ... وذاتَ الْيَمين البرْقَ بُرْقَ هَجِينِ)
وبُرْقَةُ هُولَى بِالضَّمِّ، قَالَ العُجَيرُ السَّلُوليُّ:
(أَبْلِغْ كُلَيْباً بأنَّ الفَجَّ بينَ صَدى ... وبَيْنَ بُرْقَةِ هُو لَي غَيْرُ مَسْدودِ)
وبُرْقَةُ يَتْرَبَ كيَمنَع، بالتاءَ الْفَوْقِيَّة، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قَوْلِ النَّمِرِ بنِ توْلَب. وبُرقَة اليَمامَةِ قالَ مُضَرِّسُ ابنُ رِبعي وجَعَلَها بُرَقاً:
(وَلَو أَنَّ غفْراً فِي ذُرا متمنع ... من الضُّمْرِ أَو بُرْقِ اليَمامَةِ أَو خِيَمْ)

(تَرَقى إِليهِ المَوْتُ حَتَّى يَحُطه ... إِلى السهلِ أَو يَلْقَى المَنِيَّةَ فِي العَلَمْ)
هذِه بُرَقُ العَرَبِ الَّتِي تَقَدَّمَ الوَعدُ بذِكْرِها. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: البُرْق، بِالضَّمِّ: الضِّباب، جَمْع ضَبّ.وأَرْعَدُوا وأبرَقُوا إِذا أصَابَهم رعد وبرق. وحَكى أَبو عُبَيْدَةَ وأَبُو عمْرو: أَرْعَدَت السَّماءُ)
وأَبرَقَتْ: إِذا أتتْ بهما وكذلِك رعَدَت وبَرَقَتْ وَقد تَقدّمَ. وأَرعد فلانٌ وأَبرَقَ: إِذا تَهَدَّدَ وأَوْعَدَ وكذلِك رَعَدَ وَبرَقَ، وَقد تَقَدَّم، وَلَو ذَكَر الثلاثِي والرباعيَّ فِي مَوضِع واحدٍ كَانَ أَتقنَ فِي الصنْاعةِ، كَمَا لَا يَخْفى، وَقد تَقدَّم إِنكار الأَصْمعيِ أَرْعَدَ وأَبْرَقَ. وحَكَى أَبو نَصْرٍ: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا لَمَعَ بسَيْفِه. وقالَ ابنُ عَباّدِ: أَبرَقَ عَن الأَمْرِ: إِذا تَرَكَهُ يَقُولُونَ: لئِنْ أَبرَقْتَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ وإِلاّ فَعلتُ كَذَا وَكَذَا، أَي: لئنْ تَرَكْتهُ. قالَ: وأَبرَقت المرأَة عَن وَجْهِها: إِذا أَبْرَزتْهُ ونصَّ اللِّحْيانِيِّ بَوجْهِها وسائِرِ جِسمِها: إِذا تَحَسَّنَت وَقد تَقَدم. وأبرَق الصَّيدَ: أثارَه. وأَبْرَق الضحِّى: إِذا ضَحى بالشاةِ البَرْقاءِ وَمِنْه الحَدِيث أَبرقُوا فإنَّ دم عَفراء أّزْكَى عندّ الله من دَم سَوْداوين أَي: ضَحّوا بالبَرقاء: أَي الشاةِ الَّتِي يشقّ صوفَها الأبْيَضَ طاقات سود وقيلَ: مَعْنَى الحَدِيثِ: اطْلُبُوا الدَّسَمَ والسمَنَ، مِن بَرَقتْ لَهُ: إِذا دَسَّمْتَ طَعامَه بالسمْنِ. وبَرَّقَ بَصَرَه: لألأ بِهِ. وقالَ اللَّيثُ: برَّقَ عيْنَيهِ تَبرِيقاً: إِذا وَسَّعَهُما، وأَحَدَّ النّظر قَالَ أَعْرابِي فِي المعاتَبَة بينَه وبينَ أَهْلِه.
فعَلِقَتْ بكَفِّها تصفِيقَا وطَفِقَتْ بِعَيْنِها تَبْرِيقاً نَحْوَ الأَمِيرِ تَبْتَغِي تَطْلِيقَا وقالَ المُؤَرِّخ: برَّقَ فُلان تَبْريقاً: إِذا سافَرَ سفرا بعِيداً. قَالَ: وبرق منْزِلَه إِي زَوقه وَزَنه. قالَ: وبَرَّقَ فِي المَعاصِي: إِذا لَج فِيها. وبَرَّقَ بِي الأَمْرُ أَي: أَعْيا عَلَي. وَقَالَ ابنُ الأعْرابِي: بَرَقَ: إِذا لَوَح بشيءِ ليسَ لَهُ مِصْداقٌ، تَقولُ العَرَب: بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ، أَي: لَوَّحْتَ بشيءٍ لَيْسَ لَهُ مصْداق، وعَرَّفتَ، أّي: قَلَّلْت. والبرْقُوقُ بالضمِّ: إِجّاص صِغار ويُعْرفُ بِالشَّام بجابزك وقِيلَ: هُوَ المِشْمِشُ، مُوَلَّدة وَبِه سُمَىَ المَلِكُ الظاهرُ سلْطانُ مِصْرَ المُتَوَفَّي سنة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البُرْقَة، بالضمِّ: المِقْدارُ من البَرْقِ، وقُرِئ: يَكادُ سَنا بُرَقِهِ فَهَذَا لَا مَحالَةَ جَمْع بُرْقَةٍ. وسَحابَة بَراقَة: كبارِقة. وأَبْرَقُوا: دَخَلُوا فِي البرْق. وأَبْرَقُوا البَرْقَ: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:
(ظَعائِنُ أبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه ... وخِفن الهمامَ أنْ تُقادَ قَنابِلُه)
قَالَ الفارِسِيّ: أَرادَ أَبْرَقْنَ بَرْقَهُ. ويُقال: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا أَم البَرْقَ أَي: قَصَدَهُ. ويُقالُ: بَرَقَ: إِذا طَلَبَ. وبَرْقُ خُلَّبٍ، بالإِضافَةِ، وبَرْق خلب، بالصِّفَةِ، وَهَذَا الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَر. واستَبْرَقَ المَكان: لمعَ بالبَرْقِ، قَالَ الشاعِر:)
(يَسْتَبْرِقُ الأفُقُ الأقْصَى إِذا ابتسَمَت ... لمْعَ السُّيُفِ سِوَى أَغْمادِها القُضُبِ)
وَفِي صِفَةِ أَبي إِدْرِيس: دَخَلْت، مَسجِدَ دِمَشْقَ، فإِذَا فَتى برّاقُ الثَّنايا وصَفَ ثَناياهُ بالحُسْنِ والضِّياء وأَنّها تَلْمَعُ كالبَرْقِ، أَرادَ صِفَةَ وَجْهِه بالبِشْرِ والطَّلاقَةِ. وأَبرَقه الفزَعُ. ورَجلٌ بروُقٌ: جَبانٌ. والبرْقُ، بالضمِّ: العَيْنُ المُنْفَتِحَة، رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وبَرِقَتْ قدَماه، كفَرِحَ: ضَعُفَتا، وِهو مِن قَوْلِهم: بَرِقَ بَصَره، أَي: ضعف. وتُجْمَعُ البُرْقَةُ بالضمِّ على بِراقٍ بالكسرِ، وبُرَقٍ كصرَدٍ. وَيُقَال: قُنفُذُ بُرْقَة، كَمَا يُقال: ضَبّ كُدْيَة. وعَيْنٌ بَرقاءُ: سَوْداءُ الحَدَقةِ مَعَ بَياضِ الشَّحْمَةِ، وأنْشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(ومُنْحَدِر من رَأسِ بَرْقاءَ حَطهُ ... مَخافَةَ بَيْنٍ مِن حَبِيبٍ مُزايِلِ)
يَعْنِي دَمْعاً انْحَدَر من العَينِ، وَفِي المُحْكَم: أَرادَ العَينَ، لاختلاطِها بلَوْنَينِ من سَوادٍ وبَياضٍ.
ورَوضَة بَرْقاءُ: فِيهَا لَوْنانِ من النَّبتِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(لَدَى رَوْضَةٍ قَرْحاءَ بَرْقاءَ جادَها ... من الدّلوِ والوَسْمِىِّ طَل وهاضِب)
قَالَ ابنُ برَيّ: وَيُقَال للجَنادِبِ: البُرْقُ، قالَ طَهْمَانُ الكِلابِيُّ:
(قَطَعْتُ وحِرْباءُ الضُّحَى مُتَشَوِّسِّ ... وللبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتان نَقِيقُ)
والبرْقَةُ، بالضمِّ. قلَّة الدَّسَم فِي الطعُامَ. والتبّارِيقُ: هِيَ البَرائِقُ من الطَّعامَ. ويُقال: ابرُقُوا المَاء بزَيْت، أَي: صُبوا عليهِ زَيتاً قلِيلاً. والبُرقِي، بِضَم فَفتح: الطفيلي حِجازِيَة. وبرَيْقٌ، وبارِقٌ، وبُرَيرق، وبَرْقانُ، وبَراقَة: أَسمَاء. والصِّحافُ البارِقِيَّة: إِلى بارِقِ الكُوفَة، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (فَمَا إِن هُما فِي صَحْفَة بارِقِيَّةٍ ... جَدِيدٍ أمِرَّتْ بالقَدوم وبالصَّقْل)
وتبارِقُ: اسمُ موضِع، عَن أَبِي عَمْرو، قالَ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ:
(عَفَا كَنَفا حَوْرانَ من أمِّ مَعْفَس ... وأقفَرَ مِنها تُسْترٌ وتُبارِقُ)
وبُرْقَةُ، بالضمِّ: مَوضِع بالمَدِينة بِهِ مَال كَانَت صَدَقاتُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلىّ الله عَلَيْهِ وسَلم مِنْهَا، وقِيلَ: إِنّ ذَلِك من أَموالِ بَنِي النَّضِيرِ، وَقد رَواه بَعضهم بِالْفَتْح. وبرْقَةُ: موضِعٌ من نواحِي الْيَمَامَة. وَأَيْضًا: موضعٌ كَانَ فِيهِ يَوْم من أَيام العَرَبِ، أسِرَ فِيهِ شِهابٌ فارِس هَبُّود، من بني تَمِيم، أَسَره يَزِيدُ بنُ حُرْثَةَ، أَو بُرد اليَشكُرِيُّ، فمَنَّ عَلَيْهِ، وَفِي ذلِكَ قالَ شاعِرُهُم:
(وفارِسَ طِرْفِهِ هَبَّود نلْنا ... ببُرْقَةَ بعدَ عِز واقتِدارِ)
وبارِقٌ: جَبَل نَزَلَه سعد بنُ عَدِي فلُقِّبَ بهِ فِي قَوْلِ المُؤَرِّج، وقالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: بارقٌ: مَاء)
بالسرَّاةِ، وَقَالَ غيرُه: موضِع بتِهامَةَ. وبارِقٌ: رُكْنٌ من أرْكانِ عارِضِ اليَمامةِ. وبارِق: نَهَرٌ ببابِ الجَنةِ فِي حَدِيثِ ابْن عَباسٍ، ذَكَرَه ابْن حاتِم فِي التَّقاسِيم والأنْواع فِي حَدِيثِ الشُّهَداءَ.
والبرَقِيًّ، مُحَركَةَ: نسبةُ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بنِ يُوسفَ الخُوارَزْمِيِّ الحَنَفِيِّ، وهم بيتٌ كَبِير فِي بُخارا، إِلى البَرَق، وَهُوَ وَلَدُ الشّاةِ، رَوى عَنهُ شَمْس الأئمًّةِ الأوزْجَندِيّ، وبُرْهانُ الأئِمةِ، وغيرُهما، ويُلَقبُ أَيضاً بشَرَفِ الرُّؤَساءَ، ترجَمه الذَّهَبي فِي التارِيخ. وبرقان بِضَمَّتَيْنِ قَرْيَة من نواحي بَلخ مِنْهَا مُحَمَّد بن خاقَان وَغَيره. وأبارق بَيِّنَة مَوضِع قرب الرُّوَيْثَة قَالَ كثير:
(أشاقك برق آخر اللَّيْل خافق ... جرى من سناه بَيِّنَة فالأبارق)
والأبراقات مَاء لبني جَعْفَر ابْن كلاب. وأَبْرُوقا: قريةٌ جليلةٌ من ناحيةِ الرومَقَان من أَعمال الكُوفَة، وَفِي كتابِ الوُزراء أَنهّا كانَتْ تُقَوَّمُ على الرَّشِيدِ بأَلْفِ أَلفٍ ومائِتي أَلْفِ دِرْهَم. وَيُقَال: حَدَّثْتُه فأَرْسَل برْقاوَيه، أَي: عَيْنَيه لبَرْقِ لونِهِما، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ. وبَرَّاقةُ، مشدَّدة: قريةٌ من أَعمالِ اليمامةِ. وللعَرَبِ بِراق قد أَخَلَ بذكرهن المصنفُ والصاغانِيُّ، أَوردها ياقوت فِي المعجَم، مِنْهَا: براقُ بَدْرٍ، وبراقُ جَبا: مَوضِع بالجَزِيرة، أَما بِراقُ حَبا فباَلشامِ، عَن أَبي عُبيدَةَ، ذَكَرَهما مَعًا نصر. وبِراقُ التِّين، وبِراق ثَجْرٍ: قُرْبَ وادِي القرَى.
وبِراقُ حوْرَةَ: من ناحِيَةِ القِبْلِيَّة. وبِراقُ خَبْتٍ: بينَ الحَرَمَيْنِ. وبِراقُ الخَيْلِ: قُربَ راكِس.
وبِراقُ سَلْمى، وبِراقُ غَضوَرَ، وبِراقُ غَوْلٍ، وبِراقُ اللِّوَى، وبِراقُ لِوَى سَعِيدٍ، وبِراقُ النِّعافِ، وَقد حَذَفْنا شواهِدَها، لئَلاّ يَطُولَ الْكتاب. وذُو البِراقِ، بالكسرِ أَيْضا: موضِعٌ فِي شِعْرِ جميلٍ. وبُرَيْق كزبَيْرٍ: جدُّ أبي الفضْلِ جَعْفرِ بنِ عمّارٍ البَزّاز، ضبطَه الخَطِيبُ، وَقَالَ: وَهِمَ فِيهِ الطَّبرانيُّ، فَقَالَ: ابْن بويْق، بِالْوَاو. وَبَاب بارقة أحد الْأَبْوَاب فِي جبل القبق.
والبُرْقَة بالضمِّ. قِلَّةَ الدَّسَم. والبرقِيّات بضمٍّ ففتحٍ، من الطِّعامَ: الأَلوان الَّتِي يَبْرق بِها. والبرَقي: الطفيلي بلغةِ أَهْلِ مَكَّة.
البرق: أول ما يبدو للعبد من اللوامع النورية، فيدعوه، إلى الدخول في حضرة القرب من الرب للسيَّر في الله.
برق: {برِق البصر}: شُق، أي شخَص، يعني فتح العينين عند الموت، وبرق: من البريق. {إستبرق}: ثخين الديباج. فارسي معرب.
ب ر ق : الْإِسْتَبْرَقُ غَلِيظُ الدِّيبَاجِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
(برق) بَصَره وببصره أوسعه وَأحد النّظر وَفُلَان هدد وأوعد وَفِي الْمثل (برق لمن لَا يعرفك) هدد من لَا علم لَهُ بك فَإِن من عرفك لَا يعبأ بك وسافر سفرا بَعيدا وَفِي الْمعاصِي لج وَالْمَرْأَة بوجهها برقتْ ومنزله زينه وزوقه
[برق] اليرقان مثل الارقان، وهو آفة تصيب الزرع وداءُ يصيب الناس. يقال: زرعٌ مأروق وميروق. واليارق : الجبارة، وهو الدستبند العريض، معرب.

برق


بَرَقَ(n. ac. بَرْق
بَرِيْق
بُرُوْق
بَرَقَاْن)
a. Flashed, gleamed, shone; glittered, glistened; glowed
beamed; sparkled, scintillated.
b. Adorned, beautified (herself).

بَرِقَ(n. ac. بَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.

بَرَّقَa. Glanced, looked at intently, keenly.
b. Adorned.

أَبْرَقَa. Lightened; brandished (sword).
b. Threatened.
c. Was struck by lightning.

بَرْق
(pl.
بُرُوْق)
a. Lightning, flash; brightness, brilliancy
splendour.

بَرْقَةa. Fear, consternation; panic.

بُرْقa. Species of lizard.

بُرْقَة
(pl.
بُرَق)
a. Rugged ground.

بَرَق
(pl.
بِرْقَاْن
بُرْقَاْن
أَبْرَاْق)
a. Lamb.

مَبْرَق
(pl.
مَبَاْرِقُ)
a. Break, peep of day, daybreak, dawn, first blush of
morning.

بَاْرِقa. Flashing, gleaming, shining, resplendent.

بَاْرِقَةa. Lightningcloud.

بُرَاْقa. Animal on which Muhammad ascended to Heaven

بَرِيْقa. see 1b. Twomasted schooner, brig.

بُرُوْقa. Small plum.

بُرْقَاْنa. Yellow locusts.

إِبْرِيْق
(pl.
أَبَاْرِيْقُ)
a. Ewer, jug.

بَوْرَق
a. Nitre.
ب ر ق: (بَرَقَ) السَّيْفُ وَغَيْرُهُ تَلَأْلَأَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَالِاسْمُ (الْبَرِيقُ) . وَ (الْبَرْقُ) وَاحِدُ (بُرُوقِ) السَّحَابِ يُقَالُ: (بَرْقُ) الْخُلَّبِ وَبَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ فِيهِمَا وَبَرْقٌ خُلَّبٌ بِالصِّفَةِ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ فِي بَرَقَتِ السَّمَاءُ وَ (أَبْرَقَتْ) فِي [رع د] وَ (الْبُرَاقُ) دَابَّةٌ رَكِبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ. وَ (بَرِقَ) الْبَصَرُ مِنْ بَابِ طَرِبَ إِذَا تَحَيَّرَ فَلَمْ يَطْرِفْ فَإِذَا قُلْتَ: بَرَقَ الْبَصَرُ بِالْفَتْحِ فَإِنَّمَا تَعْنِي (بَرِيقَهُ) إِذَا شَخَصَ وَ (بَرَّقَ) عَيْنَهُ (تَبْرِيقًا) إِذَا وَسَّعَهَا وَأَحَدَّ النَّظَرَ. وَ (الْإِبْرِيقُ) غِلَظٌ فِيهِ حِجَارَةٌ وَرَمْلٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ وَكَذَا (الْبَرْقَاءُ) وَ (الْبُرْقَةُ) بِوَزْنِ الْغُرْفَةِ. وَ (الْبَرْقُ) سَحَابٌ ذُو بَرْقٍ، وَالسَّحَابَةُ (بَارِقَةٌ) . وَ (الْإِسْتَبْرَقُ) الدِّيبَاجُ الْغَلِيظُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَتَصْغِيرُهُ أُبَيْرِقٌ. 

برق: قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.

والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق.

وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:

المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع

بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن

اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال

طُفَيْل:

ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه،

وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ

قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ

البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ

بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني

السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً

أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا

وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ

وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه

مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:

إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ

له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ

جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر

أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:

أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ

ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ

فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه،

وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا

البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ

بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم

رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:

يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،

لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ

وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛

وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء

(*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء)

وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛

ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.

بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع

وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن

أَحمر:

تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً

ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ

والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله،

وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ،

وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة

الجسم. والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي

بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه

فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي

تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل

إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا

أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.

والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق،

وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق

اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج،

وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع

لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.

وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة

(*قوله «والبرقانة دفعة»

ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.

وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ

بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد:

وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا

نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا

وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح

بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.

وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له

مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن

اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:

ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ

لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ

وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال

الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق،

بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد

قول طرَفة:

فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني،

وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ

يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول

فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.

وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أيضاً: الفزع. ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب

عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي

حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:

الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر

خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ،

بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز

كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع.

وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا

وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.

وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبرَقَت

الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند

اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت

بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح. وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك

شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي

تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق

بُرْقٌ. وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها

لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة

البَروق. وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة

(*قوله

«الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت

مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل:

أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة:

يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث

وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت

برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت.

والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ.

والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ

وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت

البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته.

الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك

البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. ويقال: قُنْفُذُ

بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ.

وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء

للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء.

وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم

سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات

سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ

طعامه بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل

أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً

برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض

وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن

حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها

البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال

للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:

بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه

تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ

(*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة).

يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها

بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد

ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها،

من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ

ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه

سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال

طَهْمان الكلابي:

قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ،

ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ

والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت

بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.

وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً

يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ

يبرُقه إذا صب فيه الزيت.

والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت

عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ

أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.

وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم

يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر

سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في

المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق

السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم

يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.

والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة.

والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان.

وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ

وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو

تعريب بَرَهْ بالفارسية. وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ

الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما

يُساق الحَمَل الظالع.

والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول

عديّ بن زيد:

ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ

قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ

وقال كراع: هو الكُوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل

الكوز وهو في كل ذلك فارسي. وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون

بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي:

كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً

إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ

والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ:

مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها

رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد

وقال عدي بن زيد:

بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ

ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ

ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة:

كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ،

مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ

وقال آخر

كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ

ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ

وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي

اليَرْبوعِيّ:

وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ،

كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي

والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت

معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال:

أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في

رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا

تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء

تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته

بَرْوَقة. وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى

يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب. وبَرِقَت الإبل والغنم،

بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال

أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير:

كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ،

إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها

وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وبنو

أبارِقَ: قبيلة. وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو

ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ

جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ

أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر. وبِراقٌ:

ماء بالشام؛ قال:

فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ،

وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ

وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر.

وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ:

أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ،

والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ

قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله:

ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ،

تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟

أهلِ الخورنق ... البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض

فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛

عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ:

عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ،

وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ

(*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح

القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما

حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت

ولعلها أنسب لقوله تستر).

وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء،

موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب،

وتصغيره أُبَيْرِق.

برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات

الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف

الياء في الجمع؛ قال عُمارة:

أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ،

كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ

وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ،

ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وفي حديث زياد: ألم تكن منكم

نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن

جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم:

رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم

بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ

تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ

بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ

يعني جماعات الخيل. وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟

وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ.

والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.

برق

1 بَرَقَ, (S, Mgh, K,) aor. ـُ (S, Mgh,) inf. n. بُرُوقٌ, (S,) or بَرِيقٌ, (Mgh, K,) or this is a simple subst., (S,) and بَرْقٌ and بَرَقَانٌ (K, TA, but in the CK بُرُوقٌ, as in the S,) It (a thing, Mgh, K, a sword, &c., S and the dawn, K, TA) shone, gleamed, or glistened. (S, Mgh, K, TA.) b2: Also said of a cloud, aor. as above, inf. n. بَرِيقٌ and بَرْقً and بَرَقَانٌ, It gleamed or shone [with lightning]; and so ↓ ابرق, (JK,) and ↓ تبرّق. (K in art. حلج.) And بَرَقَتِ السَّمَآءُ, (S, Msb, K,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. بَرَقَانٌ (As, S, Msb, K) and بَرْقٌ (Msb, TA) and بُرُوقٌ, (K,) The sky lightened; (Msb, K;) as also ↓ ابرقت: (AO, AA, K:) or gleamed or shone [with lightning]: (S, K:) or lightened much before rain; as also ↓ ابرقت. (TA in art. رعد.) And بَرَقَ البَرْقُ The lightning appeared. (K.) b3: And [hence] said of a man, (JK, Msb, K,) or رَعَدَ وَبَرَقَ, (S,) (tropical:) He threatened; (JK, S, K;) or he threatened with evil; (Msb;) [or he threatened and menaced;] or he frightened (S and K in art. رعد) and threatened; (S in that art.;) and ↓ ابرق signifies the same; (JK, Msb, K;) and so أَرْعَدَ وَ أَبْرَقَ: (K:) or, accord. to As, ارعد and ابرق are not allowable. (TA, and S in art. رعد, q. v.) But بَرَقَتْ, inf. n. بَرْقٌ, said of a woman, (K,) or رَعَدَتْ وَ بَرَقَتْ, (S,) means (tropical:) She beautified (S and A in art. رعد, and K) and adorned herself, (S, K,) [as also ↓ تبرّقت, (occurring in the K in art. الق, coupled with its syn. تَزَيَّنَت,)] and showed, or presented, herself, (A in art. رعد, and TA,) لِى to me: (A in art. رعد:) or she exhibited her beauty intentionally: (TA:) and ↓ برّقت means the same, (Lh, K,) inf. n. تَبْرِيقٌ; (TA;) and so ↓ ابرقت: (K:) you say, بِوَجْهِهَا وَسَائِرِ جِسْمِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She beautified herself in her face and the rest of her person: (Lh, TA:) and عَنْ وَجْهِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She showed her face. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: Also, said of a star, or an asterism, It rose. (Lh, K.) One says, لَا أَفْعَلُهُ مَا بَرَقَ النَّجْمُ فِى السَّمَآءِ I will not do it as long as the star, or asterism, [by which may be meant the asterism of the Pleiades,] rises in the sky. (Lh, TA.) b5: بَرَقَ البَصَرُ, (S,) or بَصَرُهُ, (K,) The eye or eyes, or his eye or eyes, glistened, (S, K,) being raised, or fixedly open: (S:) or became raised, or fixedly open: occurring in the Kur [lxxv. 7], accord. to one reading: (Fr, TA:) or the eye, or his eye, became open by reason of fright. (TA.) بَرِقَ has a different meaning, which see below. (S.) b6: بَرَقَتْ, said of a she-camel, She put her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, without being pregnant: (IAar, TA:) or she raised her tail, and feigned herself pregnant, not being so; as also ↓ ابرقت, (Lh, S, K,) and ابرقت بِذَنبِهَا: (TA:) or ابرقت signifies she smote with her tail at one time upon her vulva and another time upon her buttocks; and also, she feigned herself pregnant, not being so. (JK.) b7: بَرِقَ He feared, so that he was astonished or amazed or stupified, at seeing the gleam of lightning: (TA voce بَحِرَ:) or his (a man's) sight became confused in consequence of his looking at lightning. (Bd in lxxv. 7.) And hence, (Bd ibid.,) بَرِقَ البَصَرُ, (S, Bd,) or بَصَرُهُ, (K,) aor. ـَ (S, K;) and بَرَقَ, aor. ـُ (K;) or the latter has [only] a meaning explained above; (S;) inf. n. بَرَقٌ, which is of the former verb; (S;) accord. to the K, بَرْقٌ; but this is wrong; (TA;) and [of the latter verb,] بُرُوقٌ; (Lh, K;) The eye or eyes, or his eye or eyes, became dazzled, so as not to close, or move, the lid, or lids: (S, K:) or became confused, so as not to see. (K.) بَرِقَ بَصَرُهُ signifies also His eye or eyes, or his sight, became weak: whence بَرِقَتْ قَدَمَاهُ His two feet became weak. (TA.) Also بَرِقَ alone, (TA,) inf. n. بَرَقٌ, (Fr, K, TA,) He (a man, TA) was frightened; or he feared, or was afraid: (Fr, K, TA:) and he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (K.) b8: بَرِقَ said of a skin, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. بَرَقٌ, (JK,) so in the O, in which, as in the K, the part. n., being بَرِقٌ, indicates that the verb is like فَرِحَ; (TA;) and بَرَقَ, (K,) so in the L, (TA,) aor. ـُ (K,) inf. n. بَرْقٌ and بُرُوقٌ; thus in the L, which indicates that the verb is like نَصَرَ; (TA;) It became affected by the heat so that its butter melted and became decomposed, (As, JK, K,) and did not become compact. (K.) A2: بَرَقَ طَعَامًا, (JK,) or بَرَقَهُ بِزَيْتٍ أَوْ سَمْنٍ (S, K,) aor. ـُ (JK,) inf. n. بَرْقٌ (JK, S) and بُرُوقٌ, (L,) He poured upon the food, (JK,) or put into it, (S, * K,) somewhat, (JK,) or a small quantity, (S, K,) of olive-oil (JK, S, K) or of clarified butter. (S, K.) And بَرَقْتُ لَهُ I made his food [somewhat] greasy for him with clarified butter. (TA.) And أُبْرُقُوا المَآءِ بِزَيْتٍ Pour ye upon the water a little olive-oil. (S.) A3: بَرِقَتِ الغَنَمُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. بَرَقٌ, (S,) The sheep, or goats, had a complaint in their bellies from eating the بَرْوَق: (S, K:) and in like manner, الإِبِلُ the camels. (TA.) 2 برّق بِعَيْنَيْهِ, (JK,) or برّق بَصَرَهُ, (TA,) He glistened with his eyes by reason of looking hard, or intently. (JK, TA. *) And برّق عَيْنَيْهِ, inf. n. تَبْرِيقٌ, He opened his eyes wide, and looked sharply, or intently. (Lth, S, K.) b2: برّقت, said of a woman: see 1. b3: And برّق He decorated, or adorned, his place of abode. (El-Muärrij, K.) b4: بَرَّقْتَ وَ عَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [app. meaning thou madest a false display, or a vain promise,] and didst little (IAar.) b5: Also برّق, (inf. n. as above, TA,) He (a man) journeyed far. (El-Muärrij K.) b6: برّق فِى المَعَاصِى He persisted, or persevered, in acts of disobedience. (El-Muärrij, K.) b7: برّق بِىَ الأَمْرُ The affair was unattainable, or impracticable, to me. (K.) 4 أَبْرَقَ see 1, in eight places. b2: ابرق, (Aboo-Nasr, S, K,) or ابرق بِسَيْفِهِ, (JK,) said of a man, (Aboo-Nasr, JK, S,) He made a sign with his sword [by waving it about so as to make it glisten]. (Aboo-Nasr, JK, S, K.) b3: And ابرق He betook himself, or directed his course, towards the lightning. (TA.) b4: He entered into [a tract wherein was] lightning. (TA.) b5: He saw lightning. (TA.) Tufeyl uses the phrase أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ as meaning They (women borne in vehicles upon camels) saw the lightning of [the season, or the rain, called] the خريف. (AAF, TA.) b6: He was smitten, or assailed, or affected, by lightning. (S, K.) A2: ابرقهُ الفَزَعُ [app. Fright, or fear, made him to be confounded, or perplexed, and unable to see his right way: see بَرِقَ]. (TA.) b2: [And hence, perhaps,] ابرق الصَّيْدَ He roused the game, or chase. (K.) 5 تَبَرَّقَ see 1, in two places.10 استبرق It (a place, and the horizon,) shone, or gleamed, with lightning. (TA.) بَرْقٌ [Lightning;] what gleams in the clouds, (TA,) or, from the clouds; from بَرَقَ [in the first of the senses explained above], said of a thing, inf. n. [بَرْقٌ and] بَرِيقٌ: (Bd in ii. 18:) or an angel's smiting the clouds, and putting them in motion, in order that they may become propelled, so that thou seest the fires [issue from them]: (Mujáhid, K:) or a whip of light with which the angel drives the clouds: (I'Ab, TA:) sing. of بُرُوقٌ, i. e., of the بروق of the clouds: (S, K:) or it has no pl., being originally an inf. n. (Bd ubi suprà.) بَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ and بَرْقٌ خُلَّبٌ signify That [lightning] which is without rain. (S. [See also art. خلب)]

بُرْقٌ [Lizards of the species called] ضِبَاب, pl. of ضَبٌّ. (IAar, K.) It is app. pl. of بَرُوقٌ or of أَبْرَقُ: more probably, I think, of the former; from the raising of the tail, which is a habit of those lizards.]

A2: See also بُرْقَةٌ.

بَرَقٌ A lamb; syn. حَمَلٌ [q. v.]: (S, K:) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally بَرَهْ: (K:) pl. [of mult.] بُرْقَانٌ (S, K) and بِرْقَانٌ and [of pauc.] أَبْرَاقٌ. (K.) بَرِقٌ [part. n. of بَرِقَ: and particularly explained as meaning] A skin affected by the heat so that its butter melts and becomes decomposed, (JK, O, K,) and does not become compact. (K.) بَرْقَةٌ [app. an inf. n. of un., signifying A flash of lightning]. (M, TA in art. وبص.) A2: A fit of confusion, or perplexity, affecting one in such a manner that he is unable to see his right course. (K, * TA.) بُرْقَةٌ A quantity of lightning: (Bd in xxiv. 43, TA:) pl. ↓ بُرْقٌ; (TA;) or [this is a coll. gen. n., of which the former is the n. un.; or, probably, it is a mistranscription, and] the pl. is بُرَقٌ, also pronounced بُرُقٌ. (Bd ubi suprà.) A2: Rugged ground in which are stones and sand and earth mixed together, (S, K, TA,) the stones thereof mostly white, but some being red, and black, and the earth white and of a whitish dust-colour, and sometimes by its side are meadows (رَوْض); (TA;) as also ↓ أَبْرَقُ and ↓ بَرْقَآءُ: (S, K, TA:) or a portion of such land (أَرْض) as is termed ↓ بَرْقَآءُ, which consists of tracts containing black stones mixed with white sand, and which, when spacious, is termed ↓ أَبْرَقُ: (JK:) [and] a mountain mixed with sand; as also ↓ أَبْرَقُ: (IAar, TA:) the pl. of بُرْقَةٌ is بُرَقٌ (K, TA) and بِرَاقٌ; (JK, S;) and that of ↓ ابرق is أَبَارِقُ, (JK, S, K,) after the manner of a subst., because the quality of a subst. is predominant in it; (TA;) and that of ↓ برقآء is بَرْقَاوَاتٌ. (As, IAar, S, K.) The بُرَق of the country of the Arabs are more than a hundred; and are distinguished by particular adjuncts, as بُرْقَةٌ الأَثْمَادِ and بُرْقَةُ الأَجَاوِلِ &c. (K.) One says قُنْفُذُ بُرْقَةٍ [A hedge-hog of a برقة], like as one says ضَبُّ كُدْيَةِ (S) b2: [The colour denoted by the epithet أَبْرَقُ: in a mountain, a mixture of blackness and whiteness: see حَقْبَآءُ, voce أَحْقَبُ.]

A3: Paucity of grease or gravy (JK, TA) in food. (TA.) بُرْقَانٌ Shining much in the body: (JK, K:) applied to man. (JK.) A2: Locusts when they become yellow, and have variegated stripes or streaks: (JK:) or locusts that are variegated (K TA) with white and black: (TA:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (K.) b2: [See also بَرَقٌ of which it is a pl.]

بُرْقُوقٌ, (K,) with damm, (TA,) [vulg. بَرْقُوق, The plum; or] small إِجَّاص [or plums]; (K;) known in Syria by the name of جابزك: (TA:) and (as some say, TA) the مِشْمِش [or apricot]: a post-classical word [probably arabicized from the Persian بَرْقُوقْ, which is applied to both the fruits above mentioned]. (K.) البُرَاقُ A certain beast which Mohammad rode on the night of the ascension [to heaven]; (S, Msb, * K;) or which the apostles ride in ascending to heaven; resembling a mule; (Msb;;) or less than the mule, but greater than the ass: (K:) so called because of the intense whiteness of his hue, and his great brightness; or because of the quickness of his motion; in respect of both of which he is likened to lightning. (TA.) بَرُوقٌ a she-camel raising her tail, and feigning herself pregnant, not being so; as also ↓ مُبْرِقُ: (S, K:) and ↓ بَارِقٌ a she-camel Putting her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, not being pregnant: (IAar, TA:) pl. of the first بُرْقٌ (TA;) and of the second مَبَارِيقُ. (S, K.) The Arabs say, دَعْنِى مِنْ تَكْذَابِكَ وَ تَأْثَامِكَ شَوَلَانَ البَرُوقِ [Let me alone and cease from they lying and thy sin like the she-camel's raising of her tail and feigning herself pregnant when she is not so]: شولان being in the accus. case as an inf. n. : i. e., thou art in the predicament of the she-camel that raises her tail so as to make one imagine her to be pregnant when she is not so. (TA.) The pl. بُرْقٌ is also applied to scorpions, as meaning Raising their tails like the she-camel termed بروق (TA.) b2: Also, applied to a man, Fearful, or timid; (JK;) or cowardly. (TA.) بَروَقٌ A certain kind of plant (JK, S) which camels do not feed upon except in cases of necessity; (JK;) a small, feeble tree, which, when the sky becomes clouded, grows green: (K:) n. un. witIh ة: (S, K:) it was described by an Arab of the desert to AHn as follows: a feeble, juicy plant, having slender branches, at the heads of which are small envelopes (قَمَاعِيلُ صِغَارٌ) like chick-peas, in which is a kind of black grain: its feebleness is such that it withers on the spot when the sun becomes hot upon it: and nothing feeds upon it; but men, when they are afflicted with dearth, or drought, express from it a bitter juice, then work it together, or knead it, with هَبِيد [or colocynths, or the pulp, or seeds, thereof], or some other thing, and eat it; but it is not eaten alone, because it occasions excitement: it is one of the plants that are plentiful in time of drought and scarce in time of fruitfulness; when copious rain falls upon it, it dies; and when we see it to have become abundant, and coarse, or rough, we fear drought: accord. to another of the Arabs of the desert, the بَرْوَقَة is a bad kind of herb, or leguminous plant, that grows among the first of the herbs, or leguminous plants: it has a reed like the سباط [so I render لها قصبة مثل السباط, but I thing that the right reading is, لَهَا قُضُبٌ مِثْلُ السِّيَاطِ it has twigs like whips, agreeably with the description next preceding, in which it is said to have slender branches,] and a black fruit, or produce. (TA.) Hence, أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [More grateful than a barwakah]; (S, K;) because it grows green when it sees the clouds, (S,) or by means of the least moisture falling from the sky: (TA:) a prove. (S.) And أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [Weaker than a barwakah]. (TA.) بَرِيقٌ [accord. to the Mgh and K an inf. n. of بَرَقَ, but accord. to the S a simple subst.,] A shining, gleaming, glistening, glitter, lustre, brilliancy, or splendour. (S, K, TA.) بَرِيقَةٌ Milk upon which is poured a little grease or clarified butter: (ISK, S, K:) or food in which is milk: and such as has a little clarified butter, and grease, put into it: (TA:) or food that has a little olive-oil poured upon it: (JK:) or condiment in which is put a little olive-oil or grease: (L:) pl. بَرَائِقُ; (JK, S, L, K;) with which ↓ تَبَارِيقُ [pl. of ↓ تَبْروقٌ] is syn., (L, TA,) applied to food (S, TA) in which is put a little olive-oil or clarified butter: (S:) or ↓ تَبْروقٌ signifies the grease in a cooking-pot: and water with a little olive-oil poured upon it: and ↓ تَبَارِيقُ is its pl. (JK.) بَرَّاقٌ Shining, gleaming, or glistening, much, or intensely. (TA.) See also إِبْرِيقٌ, and بَارِقٌ b2: فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا A young man whose middle pairs of teeth are beautiful and bright, glistening, when he smiles, like lightning: meant to imply cheerfulness of countenance. (TA.) b3: بَرَّاقَةٌ A woman characterized by beauty and splendour or brilliancy [of complexion or skin]: (K * TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See إِبْرِيقٌ.]

بَرْوَاقٌ A certain plant also called خُنْثَى [i. e. the asphodel, called by both these names in the present day]: the eating of its fresh, juicy stalk, boiled with olive-oil and vinegar, counteracts jaundice; and the smearing with its root, or lower part, removes the two kinds of بَهَق [q. v.]. (K.) بَارِقٌ Shining, gleaming, or glistening. (Mgh.) b2: Clouds (سَحَابٌ) having, or containing, [or emitting,] lightning. (S.) You say also سَحَابَةٌ بَارِقَةٌ[A cloud having, or emitting, lightning]: (S, TA:) and ↓ سحابة بَرَّاقَةٌ signifies the same [but in an intensive manner: see بَرَّاقٌ]. (TA.) b3: بَارِقَةٌ (tropical:) Swords: (S, K, TA:) so called because of their shining, or glistening: (TA:) pl. بَوَارِقُ; (JK, Ham p. 306;) applied to swords and other weapons. (Ham ubi suprà.) Hence the trad. of 'Ammàr, الجَنَّةُ تَحْتَ البَارِقَةِ [Paradise is beneath the swords]; (JK, TA;) meaning, in warring in the cause of God. (JK.) You also say, رَأَيْتُ البَارِقَةَ meaning I saw the shining, or glistening, of the weapons. (Lh, TA.) b4: See also بَرُوقٌ.

بَوْرَقٌ, (JK, Mgh,) with fet-h to the ب (Mgh,) or بُورَقٌ., with damm, (K,) A certain, thing, or substance, that is put into dough, (JK, Mgh, TA,) and causes it to become inflated; (Mgh;) or into flour; (TA voce بُورَكٌ;) [or this is a particular kind thereof, as appears from what follows: accord. to Golius, nitrum and aphronitrum: but] it is of four kinds; مَائِىٌّ [or the water-kind], and جَبَلِىٌّ [or the mountain-kind], and أَرْمَنِىٌّ [or Armenian], and مِصْرِىٌّ [or Egyptian], which is the نَطْرُون [q. v., i. e. natron]: (K:) the best thereof is the ارمنى; and this is said to be meant by the term when it is used absolutely: this is called also بورقُ الصَّاغَةِ [a term now applied to borax, as is بورق alone, and مِلْحُ الصَّاغَةِ], because it polishes silver well [or because of its use in soldering]: the dust-coloured kind thereof is called بورقُ الخَبَّازِينَ [the بورق of the bakers, or makers of bread]: the نطرون is the red kind thereof: and there is a kind thereof having an oily quality: and a kind consisting of thin butyraceous fragments; and this, if light and hard, is the إِفْرِيقِى: and the best thereof is that which is produced in Egypt: (TA:) bruised, or powdered, the belly is smeared with it, near to a fire, and it expels worms: and moistened with honey or with oil of jasmine, the male organs of generation are anointed with it, for it is excellent for the venereal faculty. (K.) A2: Also A man in whom one does not trust, or confide: pl. بَوَارِقُ. (JK.) بُورِقِىٌّ [or بَوْرَقِىٌّ] A seller of بُورَق [or بَوْرَق]. (TA.) أَبْرَقُ A rope (حَبْل) having two colours; (S, O;) twisted with a black strand and a white strand: (JK:) and in like manner, (JK,) a mountain (جَبَل, JK, K) in which are two colours, (K, TA,) black and white: (TA:) and (so in the S , but in the K “ or,”) anything having blackness and whiteness together. (S, K.) Yousay تَيْسٌ أَبْرَقٌ and عَنْزٌ بَرْقَآءُ [A black and white he-goat and she-goat]: (S, K:) and شَاةٌ بَرْقَآءُ a ewe whose white wool is cleft, or divided, by black flocks [or streaks]: (K:) أَبْرَقُ and بَرْقَآءُ applied to sheep or goats are like أَبْلَقُ and بَلْقَآءُ applied to beasts of the equine kind, and أَبْقَعُ and بَقْعَآءُ to dogs. (Lh, TA.) b2: بَرْقَآءُ is also a name given to An eye; (S, M;) because it has blackness and whiteness mingled in it: (M, TA:) dual بَرْقَاوَانِ. (TA.) And عَيْنٌ بَرْقَآءُ signifies An eye black in the iris, with whiteness [of the rest] of the bulb. (TA.) b3: رَوْضَةٌ بَرْقآءُ A meadorc, or garden, in which are two colours. (TA.) b4: See also بُرْقَةٌ.

in seven places. b5: أَبْرَقُ also signifies A certain bird. (Tekmileh, K.) b6: And [the pl.] بُرْقٌ is used as a name for The [locusts, or crickets, termed] جَنَادِب. (IB, TA.) A2: Also A certain Persian medicine, good for the memory. (Sgh, K.) إِبْرِيقٌ a Persian word, (S, Msb,) arabicized, (S, Msb, K,) originally آبْ رِيزْ (CK [in a MS. copy of the K and in the TA, incorrectly, آب رِي]) [A ewer, such as is used for wine, and also such as is used for water to be poured on the hands; each having a long and slender spout, and a handle;] a well-known vessel; (TA;) a vessel having a spout (Mgh, and Bd and Jel in lvi. 18) and a handle: (Bd and Jel ibid:) accord. to Kr, a كُوز; and so says AHn in one place; but in another he says that it is like a كوز: (TA:) [it is somewhat like a كوز with the addition of a spout:] pl. أَبَارِيقُ (S, Msb) [and sometimes أَبَارِقَةٌ].

A2: A sword such as is termed ↓ بَرَّاق; (K;) i. e. (TA) a sword that shines, gleams, or glistens, much, or intensely: (S, Kr:) or simply a sword: or, as some say, a bow: (JK:) or it signifies also a bow in which are تَلَامِيع [or places differing in colour from the rest, and, app., glistening]: (K:) thus, accord. to Az, in a verse of ' Amr Ibn-Ahmar: but correctly, accord. to Sgh, it has there the first of the significations explained in this sentence: and it is said, also, that سَيْفٌ إِبْرِيقٌ signifies a sword having much lustre, and much diversified with wavy marks or streaks, or in its grain. (TA.) b2: A woman who is beautiful, and splendid, or brilliant, (Lh, JK, K, TA,) in colour [or complexion]: (Lh, TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See also بَرَّاقَةٌ (voce بَرَّاقٌ).]

أُبَيْرِقٌ dim. of إِسْتَبْرَقٌ, q. v. (S, K.) إِسْتَبْرَقٌ, (IDrd, S, K, &c.,] sometimes with the conjunctive ا, (TA,) Thick دِيبَاج [or silk brocade]: (Ed-Dahhak, S, K, and so Bd and Jel in xviii. 30, &c.:) or ديباج made [or interwoven] with gold: (K:) or closely-woven, thick, beautiful ديباج made [or interwoven] with gold: (TA:) or closely-woven cloths, or garments, of silk, like ديباج: (IDrd, K:) or thick silk: (IAth, TA:) or a red thong cut from an untanned skin (قِدَّةٌ حَمْرَآءُ), as though it were [composed of] pieces of bow-strings, or chords: (Ibn-' Abbád, K:) it is an arabicized word, (IDrd, S, K,) form إِسْتَرْوَهٌ, (IDrd, K,) which is Syriac; (IDrd, TA;) or from the Persian, (S, TA,) in which سِتَبْر and إِسْتَبْر signify

“ thick,” absolutely, whence سِتَبْرَهْ and إِسْتَبْرَهْ are particularly applied to signify “ thick ديباج, and then the latter is arabicized by substituting ق for the ه: so says Esh-Shiháb El-Khafájee: or the ا and س and ت are augmentative, and it is mentioned in the present art. in the S and K as though this were the case, agreeably with the form of its dim., which is said by J and in the K to be ↓ أُبَيْرِقٌ; for in forming the dim., a word is reduced to its root. (TA.) تَبْروقٌ; pl. تَبَارِيقُ: see بَرِيقَةٌ, in four places.

مَبْرَقٌ [A shining, gleaming, or glistening: or a time thereof]. You say, جَاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ [He came at the shining, &c., or at the time of the shining, &c., of the dawn; or] when the dawn shone, or gleamed, or glistened. (K, TA. [In the latter, مبرق is said to be here a meemee inf. n.]) مُبْرِقٌ: see بَرُوقٌ.

سَمُّوا

سَمُّوا
الجذر: س م

مثال: سَمُّوا أنفسهم مصلــحين
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في ضبط ما قبل واو الجماعة.

الصواب والرتبة: -سَمَّوْا أنفسهم مصلــحين [فصيحة]-سَمُّوا أنفسهم مصلــحين [صحيحة]
التعليق: عند إسناد الفعل المنتهي بألف إلى واو الجماعة، تحذف ألفه، وتبقى الفتحة قبل واو الجماعة للدلالة على الألف المحذوفة، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ} البقرة/65، ويجوز الإبقاء على الضم قياسًا على ما ورد في اللغة وبعض القراءات، كقراءة: {فَقُلْ تَعَالُوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} آل عمران/61، بضم ما قبل واو «تعالوا»، وكقراءة: {وَلا تَعْثُوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} البقرة/60، بضم الثاء، وقراءة: {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغُوْا فِيهِ} فصلت/26، بضم الغين.

غسق

غسق


غَسَقَ(n. ac. غَسْق
غَسَق
غَسَقَاْن)
a. Was dark, gloomy.
b. Rained, drizzled.
c.(n. ac. غُسُوْق
غَسَقَاْن), Was dimmed with tears (eye).

غَسِقَ(n. ac. غَسَقَاْن)
a. see I (c)
أَغْسَقَa. Was dark, gloomy.

غَسَقa. Darkness, gloom; nightfall.

غَاْسِقa. see 4
غَسَاْق
غَسَّاْقa. Intense cold.
b. Putrid, stinking.
c. Ichor.
غسق: غَسِيق: نجم مذنّب. (ألكالا).
غسق
الغاسِقُ: اللَّيْلُ، إذا غابَ الشَّفَقُ أقْبَلَ الغَسَقُ.
وغَسَقَتْ عَيْنُه غَسَقاناً.
وقَوْلُه عَز وجل: " إلا حَمِيماً وكَسّاقاً " يعني مُنْتِناً.
وغَسَقَ اللَّيْلُ وأغسَقَ: أظْلَمَ.
(غسق)
اللَّيْل غسقا وغسوقا وغسقانا أظلم وَالْقَمَر أظلم بالخسوف وعينه سَالَ دمعها وَالسَّمَاء أظلمت وأمطرت وَاللَّبن انصب من الضَّرع وَالْجرْح سَالَ مِنْهُ مَاء أصفر
غسق: {الغسق}: الظلمة. و {الغاسق}: الليل. ويقال: القمر. و {غساقا}: ما يسيل من صديد أهل النار. وقيل: البارد الذي يحرق كما تحرق النار. 
باب الغين والقاف والسين معهما غ س ق يستعمل فقط

غسق: الغاسِقُ: الليلُ إذا غاب الشَّفَقُ. وغَسَقَتْ عينه تَغسِقُ غُسُوقاً وغَسْقاً وغَسَقاناً، قال:

فالعين مطروفةٌ لبينهمُ ... تَغْسِقُ ما في دموعها سَرَعُُ

أخبر أنه فاسدُ العين. وقوله تعالى: إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً أي منتناً.
غسق
غَسَقُ الليل: شدّة ظلمته. قال تعالى: إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ
[الإسراء/ 78] ، والْغَاسِقُ: الليل المظلم. قال: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ
[الفلق/ 3] ، وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل: القمر إذا كسف فاسودّ.
والْغَسَّاقُ: ما يقطر من جلود أهل النار، قال:
إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً
[عمّ/ 25] . 
غ س ق: (الْغَسَقُ) أَوَّلُ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَقَدْ (غَسَقَ) اللَّيْلُ أَظْلَمَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْغَاسِقُ) اللَّيْلُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3] قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ اللَّيْلُ إِذَا دَخَلَ وَقِيلَ إِنَّهُ الْقَمَرُ. وَ (الْغَسَّاقُ) الْبَارِدُ الْمُنْتِنُ يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] . 
[غسق] الغَسَقُ: أول ظلمة الليل. وقد غسَق الليل يَغْسِقُ، أي أظلم. والغاسقُ: الليلُ إذا غاب الشفق. وقوله وتعالى: {ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ} قال الحسن: الليل إذا دخل، ويقال إنه القمر. وغَسَقَتْ عينه غَسْقاً: أظلمت. وغَسَقَ الجرح غَسَقاناً، إذا سال منه ماء أصفر. وأغسق المؤذن، أي أخَّر المغرب إلى غَسَقِ الليل. والغَسَّاقُ: البارد المَنْتِنُ، يخفف ويشدد. وقرأ أبو عمرو: {إلا حميما وغساقا} بالتخفيف، والكسائي بالتشديد.
غسق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الرّبيع بن خثيم أَنه كَانَ يَقُول لمؤذنه يَوْم الْغَيْم: أغْسِقْ أغْسِقْ. [قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: أغْسِقْ -] يَقُول: أخِّر الْمغرب حَتَّى يَغْسِقَ اللَّيْل وَهُوَ إظلامه يَعْنِي أَنه يستحبّ تَأْخِير الْمغرب فِي الْيَوْم المتغيّم. [وَكَذَلِكَ يرْوى عَن الْحسن قَالَ حَدثنَا عباد بن عباد عَن هِشَام عَن الْحسن أَنه كَانَ يسْتَحبّ تَأْخِير الظّهْر وتعجيل الْعَصْر وَتَأْخِير الْمغرب فِي يَوْم الْغَيْم. وَيُقَال: يَغْسِقُ وأغْسَقَ -] .

حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع رَحمَه الله
غ س ق

يقولون: من الغسق إلى الفلق. وهو دخول أول الليل حين يختلط الظلام، وقد غسق الليل يغسق غسقاً وغسوقاً. وبنو تميم على أغسق. قال ابن قيس:

إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهمّ والأرقا

وقال جسّاس:

أزور إذا ما أغسق الليل خلّتي ... حذار العدي أو أن يرجّم قائل

ونحوهما: دجا الليل وأدجى. وغسق القمر: أظلم بالخسوف، وأغسقنا: دخلنا في الغسق. وكان الربيع بن خيثم يقول لمؤذّنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي ادخل في الغسق ثم أذّن أو أغسق بالأذان، كقول: أبردوا بالظهر. وتقول: أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب، ومن القاسق إذا وثب.

ومن المجاز: غسقت العين، وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت، ومنه: الغساق وهو ما يسيل من جلودهم أسود. وتقول: ألا إن بصدد الفسّاق، تجرّع الصديد والغسّاق.
[غسق] لو أن دلوا من "غساق" يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا، هو بالتخفيف والتشديد من صديد أهل النار وغسالتهم أو من دموعهم، أو الزمهرير- أقوال. وفيه: تعوذي بالله من هذا- يعني القمر- فإنه "الغاسق" إذا وقب، من غسق غسوقًا وأغسق- إذا أظلم، والقمر إذا خسف وأخذ في المغيب أظلم. ط: ووقوبه دخوله في الكسوف واسوداده، واستعاذ من كسوفه لأنه من آيات الله الدالة على حدوث بلية ونزول نازلة، ولذا قام فزعًا خشي الساعة. ((ومن شر "غاسق")) أي الليل "إذا وقب" أي غاب الشفق واحتكر ظلامه. ج: وإنما سمى صلى الله عليه وسلم القمر غاسقًا لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يظلم لونه لما تعرض دونه الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق. ك: غسق عينه: سال، وغسق الجرح: سال منه ماء أصفر. نه: ومنه ح: فجاء صلى الله عليه وسلم بعد ما "أغسق"، أي دخل في الغسق، وهي ظلمة الليل. وح الصديق: أمر عامر بن فهيرة وهما في الغار أن يروح عليهما غنمه "مغسقًا". وح: لا تفطروا حتى "يغسق" الليل على الظراب، أي يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. وح: يقول لمؤذنه يوم غيم: "أغسق"، أي أخر المغرب حتى يظلم الليل. 
غسق
غسَقَ يَغسِق، غَسْقًا وغُسوقًا، فهو غاسِق
• غسَقَ اللَّيلُ: أظلم، اشتدَّت ظلمتُه "أتيته حين غسَق الليلُ- من الغَسَق إلى الفَلق".
• غسَق القمرُ: أظلم بالخسوف.
• غسَقتِ السَّماءُ: أظلمت وأمطرت "غسَقَتِ العينُ: أظلمت ودَمعت- غسَق الغيمُ: نزل مطرًا- غسَق الماءُ: انصبّ". 

أغسقَ يُغسق، إغساقًا، فهو مغسِق
• أغسق اللَّيلُ: غسَق؛ أظلم، اشتدَّت ظلمتُه.
• أغسق فلانٌ: صار في الغَسَق، أي ظُلْمة الليل.
• أغسق المؤذِّنُ: أخَّر أذانَ المغرب إلى غسَق اللّيل، أي أوله حين يختلط الظلام. 

غاسِق [مفرد]: اسم فاعل من غسَقَ ° عين غاسِقة: إذا أظلمت ودمعت.
• الغاسِق:
1 - اللَّيل إذا غاب شفقُه واشتدّت ظلمتُه.
2 - القمر إذا أظلم بالخسوف " {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: اللَّيل إذا دخل، أو الثُّريّا إذا سقطت لكثرة الطَّواعين والأسقام عند سقوطها". 

غسَاق [مفرد]: ما يسيل من جلود أهل النار من صديد وغيره " {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ} [ق] ". 

غَسَّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غسَقَ.
2 - ما يسيل من جلود أهل النار وصديدهم من قيحٍ ونحوه " {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ. هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} ".
3 - ماء منتن، ولكنه بارد. 

غَسْق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غَسَق [مفرد]:
1 - ظلمة اللّيل.
2 - دخولُ أوّله حين يختلط الظّلامُ "يستمّر في عمله من الصباح حتَّى الغسَق- {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ". 

غَسْقِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من مختلفات القرون ورتبة حرشفيّات الأجنحة. 

غُسوق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غسق: غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دمعت، وقيل: انصبَّت،

وقيل: أَظلمت. والغَسَقان: الانصباب. وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من

الضَّرْع. وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل

على الجبال. وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر؛

وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:

أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة،

تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق

أي سائل وليس من الظلمة في شيء. أَبو زيد: غَسَقت العين تَغْسِق

غَسْقاً، وهو هَمَلان العين بالعَمَش

والماء. وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب:

انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات:

إن هذا الليل قد غَسَقا،

واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا

قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل:

ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ. وأَغسَقَ المؤذِّن

أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل. وفي حديث الربيع بن خثيم: أنه قال

لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل، وهو

إظلامه، لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. وقال الفراء في قوله تعالى: إلى

غَسَقِ الليل، هو أَول ظلمته، الأخفش: غَسَقُ الليل ظلمته.

وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا

دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ. ابن

قتيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ

ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: وفي الحديث أن

عائشة، رضي الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي لما

طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره

أي من شره إذا كُسِفَ. وروي عن أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني

به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأنه أَبرد من النهار.

والغاسِق: البارد. غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين. ابن

شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط

ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً. وفي الحديث: فجاء رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.

وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح

عليهما غنمه مُغْسِقاً. وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على

الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. والغاسِقُ: الليل؛ إذا

غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ. وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول

الليل. والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي:

هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ،

ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ

قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة. والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ

ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.

وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو

بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد

الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص

وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون

وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ

غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في

الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من

صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق

والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم،

وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا

مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه.

الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام. ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ

وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء

وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

غسق
الغَسَق، مُحرَّكةً: ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ. وقولُه تَعَالَى:) الى غسَقِ اللّيْلِ (قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ أولُ ظُلْمتِه.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ، دخولُ أوّلِه، وقيلَ: حينَ يُطَخْطِخُ بَين العِشاءَيْنِ، وَذَلِكَ حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر. وَقَالَ الأخفَش: غسَقُ اللّيلِ: ظُلْمَتُه. وَقَالَ غيرُه: إِذا غابَ الشَّفَق. والغَسَقُ: شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ، كالزُّؤانِ ونَحْوه. قَالَ الفَرّاءُ: يُقالُ فِي الطّعام: زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ، بالهَمْزِ، وَفِيه غسَقٌ وغَفاً، مَقْصُور، وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ، كلُّه من قُماشِ الطّعام. وغَسَقَت عينُه، كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً، بِالْفَتْح، وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً، مُحرّكةً: أظْلَمَت، أَو دَمَعَت أَو انصَبّتْ، وَهُوَ مَجازٌ. وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً: سالَ مِنْهُ ماءٌ أصْفَر. وأنشَد شَمِرٌ فِي الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ:
(أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ)
أَي: سائلٍ، وَلَيْسَ من الظُلْمَة فِي شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زيْد: غسَقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً، وَهُوَ هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ. وغَسَقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً: انصبّتْ وأرَشَّت. وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً: انْصَبّ من الضّرعِ. وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح، ويُحَرّك، وغَسَقاناً بالتّحْريك، وأغْسَقَ عَن ثعْلَبٍ، قَالَ الزّمَخْشَريّ: هِيَ لُغة بني تَميم، ومثلُه: دَجا اللّيلُ، وأدْجَى، أَي: انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه وَمِنْه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات:
(إنّ هَذَا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا)

وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ: حينَ غسَقَ اللّيلُ على الظِّرابِ أَي: انْصَبّ على الجِبالِ الصِّغارِ، وغَشّى عَلَيْهَا بظُلْمَته. والغَسَقانُ، مُحَرَّكةً: الانْصِبابُ عَن ثَعْلَبٍ. والغاسِقُ: القَمَر إِذا كُسِفَ فاسْوَدّ، وَبِه فُسِّرت الْآيَة، كَمَا سَيَأْتِي. وَقَالَ ابنُ قُتَيبَة: سُمّي القَمرُ غاسِقاً لأنّه يُكسَفُ فيغْسِقُ، أَي: يذْهَبُ ضوْؤُه ويسْوَدُّ ويُظْلِم، غسَق يغْسِقُ غُسوقاً: إِذا أظْلَمَ. أَو اللّيلُ المُظْلِم، وَذَلِكَ إِذا غابَ الشّفَقُ. واختُلِفَ فِي قولِه تَعالى:) وَمن شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (فَقَالَ الحسَن: أَي اللّيلِ إِذا دَخَل، نَقله الجَوْهَريُّ. زَاد غيرُه: فِي كُلِّ شَيْءٍ. وروى عَن الحسَن أَيْضا أنّ الغاسِقَ أوّلُ اللّيْلِ.
وَقَالَ الزّجّاج: يَعْني بالغاسِقِ اللّيْلَ. وقيلَ لَهُ ذَلِك لأنّه أبْرَدُ من النّهار. والغاسِقُ: البارِدُ. وَقَالَ الجوهريُّ. ويُقال: إنّه القَمَر. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الحَدِيث: أنّ عائِشَة رضيَ الله عَنْهَا قالَتْ: أخذَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي لمّا طَلَع القَمرُ ونظَر إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الغاسِق إِذا وقَبَ، فتعوّذي بِاللَّه من شرِّه أَي: إِذا كُسِفَ. أَو معْناه الثُرَيّا إِذا سَقَطتْ، روى ذلِك، عَن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عَنهُ مرْفوعاً، لكَثْرةِ الطّواعينِ والأسْقامِ عِنْد سُقوطِها وارْتِفاعِها عِنْد طُلوعِها، لِما ورَد فِي الحَديث: إِذا طلَعَ النّجمُ ارتَفَعت العاهاتُ. قَالَ السُهَيْليُّ، وابنُ العَرَبيِّ، وَقَالَ الإِمَام تُرجُمان القُرآن الحَبْرُ ابْن عبّاس رضيَ الله عَنْهُمَا وجَماعةٌ من المُفسّرين: أَي من شَرِّ الذَّكَرِ إِذا قَامَ وَهُوَ غَريبٌ، وتقدّم للْمُصَنف فِي وق ب نقَله عَن الإِمَام أبيحامدٍ الغَزاليّ، وَغَيره كَالْإِمَامِ التّيفاشِيّ، وجَماعة عَن ابْن عبّاس. ومجْموعُ مَا ذُكِر هُنَا من الْأَقْوَال فِي الغاسِق ثَلاثةٌ: اللّيلُ، والثُرَيّا، والذَّكَر. وسَبَق لَهُ أوّلاً تفْسيرُه بِمَعْنى القَمَر أَيْضا كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ، وَهُوَ المَفْهوم من حَدِيث السّيدةِ عائِشةَ رَضِي الله عَنْهَا. وقيلَ: الشّمسُ إِذا غرَبتْ، أَو النّهار إِذا دخَل فِي اللّيْلِ، أَو الأسْوَد من الحَيّاتِ. ووَقْبُه: ضَرْبُه، أَو انْقِلابُه، أَو إبْليس، ووَقْبُه: وسْوَسَتُه، نقَلَه ابنُ جُزَيّ عَن السُّهَيْليّ، فَصَارَ الجَميعُ ثمانيةَ أقوالٍ، وَقد سَردْناها فِي وق ب فراجِعْه، فإنّ المُصنِّفَ قد ذكَرَ بعضَ الأقْوال هُنا وأعْرَضَ عَن بعض، وذَكَر هُناك بعضَها وأعْرَضَ عَن بعْضٍ مَعَ تَكْرارِه فِي القَوْل الغَريبِ المَحْكيّ عَن ابنِ عبّاس، فتأمّل. والغُسوقُ بالضّمّ والإغْساقُ: الإظْلامُ، وَقد غسَقَ الليلُ غُسوقاً، وأغسَقَ، وَهَذَا فِيهِ تكْرَار، غير أنّه لم يذْكُر فِي مصادرِ غسَق اللّيل الغُسوق، وَقد ذكَرَه الزّمخشريُّ وغيرُه. وَأما الإغْساقُ فقد تقدّم عَن ثَعْلب، وَأَنه لُغة بَني تَميم. والغَسَاقُ، كسَحاب، وشَدّاد: مَا يغسِقُ من جُلودِ أهلِ النارِ من الصَّديد والقَيْح، أَي: يَسيل ويَقْطُر. وَقيل: من غُسالَتِهم. وقيلَ: من دُموعِهم. وَفِي التّنزيل:) هَذَا)
فلْيَذوقُوهُ حَميمٌ وغَسّاقٌ (. قرأَه أَبُو عَمْرو بالتّخْفيف وقرأَه الكِسائيُّ بالتّشْديد. ثقّلها يَحْيَى بن وَثّاب، وعامّة أَصْحَاب عبد الله، وخفّفَها النّاسُ بعد. واخْتار أَبُو حاتمٍ التّخفيفَ. وقرأَ حفْصٌ وحَمْزَة والكِسائي. وغسّاق بالتّشديد، ومِثلُه فِي) عَمّ يتَساءَلونَ (. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: وغَسَاقاً خَفيفاً فِي السّورَتيْن. ورُوِي عَن ابنِ عبّاس وابنِ مسْعودٍ أنّهما قرآ بالتّشديدِ، وفسّراه بالزمْهَريرِ. وَقيل: إِذا شدّدتَ السّينَ فالمُراد بِهِ مَا يقْطُرُ من الصّديدِ، وَإِذا خفّفْتَ فَهُوَ البارِدُ الشّديدُ البَرْدِ الَّذِي يُحرِقُ من بَرْدِه كإحْراقِ الحَميم. وَقَالَ اللّيثُ: الغَساقُ: المُنْتِنُ، ودَلّ على ذَلِك قولُ النّبي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم:) لَو أنّ دَلْواً من غَساقٍ يُهْراق فِي الدُنْيا لأنْتَنَ أهلُ الدُنيا (. وأغْسَقَ: إِذا دخَل فِي الغَسَق أَي: فِي أوّلِ الظُلْمة. وَمِنْه حَديثُ عَامر بنِ فُهَيرَة: فَكَانَ يروِّحُ بالغَنَم عَلَيْهِمَا مُغْسِقاً أَي: فِي الغارِ. وأغْسَقَ المؤذِّنُ: إِذا أخّر المَغْرِبَ الى غسَقِ اللّيْل كأبْردَ بالظُهْر. وَفِي حَدِيث الرّبيع بنِ خُثَيم أنّه قَالَ لمؤذِّنه يَوْم الغَيْم: أغسِقْ أغسِقْ أَي: أخِّر المَغْرِب حتّى يغسِق اللّيلُ، وَهُوَ إظْلامه. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: لم نسْمع ذلِك فِي غيْرِ هَذَا الحَدِيث. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: الغاسِقُ: البارِدُ. والأسْود من الحيّات. وإبْليس. والغَسّاق كالغاسِق، وكِلاهُما صِفَة غالبة. والغَسيقات: الشّديداتُ الحُمْرة، وَبِه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي:
(هِجانٌ فَلَا فِي اللّونِ شامٌ يَشينُهُ ... وَلَا مَهَقٌ يغْشَى الغَسيقاتِ مُغرَبُ)
وَقَالَ صاحبُ المُفْرَداتِ فِي تفْسيرِ قولِه تَعَالَى:) ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (عبارَة عَن النائِبَة باللّيلِ كالطّارِق. ويُزاد هَذَا على مَا ذُكِر، فتَصيرُ الوجوهُ تِسْعة.

غسق

1 غَسَقَ, said of the night, aor. ـِ (S, O, K,) inf. n. غُسُوقٌ (O, K, * TA) and غَسْقٌ and غَسَقٌ and غَسَقَانٌ, (K,) It became dark; (S, O;) as also ↓ اغسق, (Th, O,) said by Z to be of the dial. of the Benoo-Temeem: (TA:) or both signify it became intensely dark. (K.) Hence, in a trad., غَسَقَ اللَّيْلُ عَلَى الظِّرَابِ i. e. The night poured down upon the small mountains and covered them with its darkness. (TA.) b2: And, said of the moon, It lost its light, and became black and dark. (TA.) b3: And غَسَقَتْ عَيْنُهُ, (S, O, K,) aor. ـِ (O, K;) and غَسِقَتْ, aor. ـَ (K;) inf. n. غَسْقٌ, (S, O,) or غُسُوقٌ, (K,) or both, (TA,) and غَسَقَانٌ; (K, TA;) (assumed tropical:) His eye became dark: (S, O, K, TA:) or (assumed tropical:) shed tears: (K, TA:) or (tropical:) poured forth [tears]: (TA:) or غسقت العَيْنُ means (assumed tropical:) the eye overflowed with water. (Az, TA.) b4: And غَسَقَ الجُرْحُ, inf. n. غَسَقَانٌ (S, O, K) and غَسْقٌ also, (TA,) The wound had yellow water flowing from it; (S, O, K;) and so غَسِقَ. (K, by implication.) And غَسَقَتِ السَّمَآءُ, (O, K, TA,) aor. ـِ inf. n. غَسْقٌ and غَسَقَانٌ, (K, TA,) The sky rained; or let fall a little rain, such as is termed رَشٌّ: (O, K, TA:) and [the rain] poured forth; syn. اِنْصَبَّت: (TA:) [and in this latter sense غَسَقَ is app. said of any fluid; for,] accord. to Th, (O, TA,) غَسَقَانٌ is syn. with اِنْصِبَابٌ. (O, K, TA.) [Hence,] غَسَقَ اللَّبَنُ, (K,) inf. n. غَسْقٌ (TA) [and app. غَسَقَانٌ], The milk poured forth from the udder. (TA.) 4 اغسق: see 1, first sentence. b2: Also He entered upon the غَسَق, (O, K, TA,) i. e. the beginning of the darkness. (TA.) And, said of the مُؤَذِّن, He delayed, or deferred, the [call to prayer of] sunset to the غَسَق of the night. (S, O, K.) غَسَقٌ The beginning of the darkness of night: (Fr, S, O:) or the darkness of the night: (Akh, TA:) or the darkness of the beginning of the night: (K:) or [the time] when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: or the time of the blending of the عِشَاآنِ, [see رُوَان, last sentence,] which is when the darkness becomes confused, and obstructs [the view of] the aspects of things: or, accord. to Sh, the entering-in of the beginning of the darkness. (TA.) A2: Also Refuse that is found among wheat, such as رُوَان [or darnel-grass, &c.], and the like. (Fr, O, K.) غَسَاقٌ and ↓ غَسَّاقٌ, (S, O, K, TA,) occurring in the Kur [xxxviii. 57 and] lxxviii. 25, accord. to different readings, (S, O, TA,) The ichor, or watery matter, (O, TA,) and thick purulent matter, (TA,) that will flow and drip (O, * TA) from the skins of the inmates of the fire [of Hell]: (O, TA:) or the washings of them: or their tears: (TA:) or, as some say, the latter of the words has the first of these meanings: (O, TA:) and the former word signifies cold, (O,) or intensely cold, (TA,) that burns by reason of its coldness (O, TA) like the hot wind: (TA:) or, accord. to Lth, stinking: (O, TA:) the latter word is expl. by I'Ab and Ibn-Mes'ood as signifying intense cold: (TA:) or both signify cold and stinking. (S, O.) غَسِيقَاتٌ Intensely red; [applied to she-camels;] thus expl. by Skr as occurring in a verse of Sakhr [?] El-Hudhalee. (TA.) غَسَّاقٌ: see غَسَاقٌ: b2: and see also the paragraph here following, near the end.

الغَاسِقُ signifies The night; (Zj, TA;) and [hence] وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (in the Kur [cxiii. 3], S, O) means [And from the mischief] of the night when it cometh in; (S, O, K;) accord. to El-Hasan (S, O) El-Basree: (O:) or the beginning of the night; as El-Hasan is related to have said: (TA:) or the night when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: (S, O, K:) and the night is said to be so called because it is colder than the day: (O, TA:) [for]

الغَاسِقُ signifies [also] the cold (البَارِدُ) [like الغَسَاقُ] (TA:) or what is meant in the verse of the Kur-án cited above is the accident in the night: (Er-Rághib, TA:) or الغَاسِقُ signifies the moon; (K;) and this is said to be meant in the verse of the Kur-án; (S, TA;) so the Prophet is related to have said to Áïsheh; i. e. the verse means, [the mischief of] the moon when it is eclipsed: (Th, O, * TA:) or what is meant in that verse is, الثُّرَيَّا [i. e. the asterism called the Pleiades] when it sets [aurorally (see ثُرَيَّا)], because diseases and pestilences are frequent at that period. (O, K, TA,) and become removed at that period of its [auroral] rising [in the opposite season of the year], (O, TA,) as is related in a trad. (TA:) or the sun when it sets: or the day when it enters upon the night. or the serpent called الأَسْوَد when it smites, or turns over: or, accord. to Sub. Iblees when he suggests evil: (TA:) or, accord. to I'Ab and several others, from the mischief of the ذَكَر when it becomes erect; (K, TA:) a strange explanation: and ↓ الغَسَّاقُ is like الغَاسِقُ; [but in what sense or senses is not said;] each is an epithet in which the quality of a subst. is predominant. (TA.) b2: غَاسِقٌ also signifies Flowing; applied by a poet in this sense to a source, or spring; and having to relation to darkness. (Sh. TA.)

عفا

عفاء.

عَفا قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: العفاء مَمْدُود وَهُوَ الدُّرُوس والهلاك وَقَالَ زُهَيْر يذكر دَارا: (الوافر)

تَحَمَّل أهلُها مِنْهَا فبانوا ... على آثارِ مَن ذهبَ العفاءُ

وَهَذَا كَقَوْلِهِم: عَلَيْهِ الدبار إِذا دَعَا عَلَيْهِم أَن يدبر فَلَا يرجع. حَدِيث أَبى الْعَالِيَة رَحمَه الله
(عفا) - في حديث أُمِّ سَلَمةَ: "لا تُعَفِّ سَبِيلاً"
: أي لا تَطْمِسْها
عفا
العَفْوُ: القصد لتناول الشيء، يقال: عَفَاه واعتفاه، أي: قصده متناولا ما عنده، وعَفَتِ الرّيحُ الدّار: قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النّظر قال الشاعر:
أخذ البلى أبلادها
وعَفَتِ الدّار: كأنها قصدت هي البلى، وعَفَا النبت والشجر: قصد تناول الزيادة، كقولك:
أخذ النبت في الزّيادة، وعَفَوْتُ عنه: قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، و «عن» متعلّق بمضمر، فالعَفْوُ: هو التّجافي عن الذّنب. قال تعالى: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ
[الشورى/ 40] ، وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى [البقرة/ 237] ، ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ [البقرة/ 52] ، إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ [التوبة/ 66] ، فَاعْفُ عَنْهُمْ [آل عمران/ 159] ، وقوله: خُذِ الْعَفْوَ
[الأعراف/ 199] ، أي:
ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه: تعاط العفو عن الناس، وقوله: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [البقرة/ 219] ، أي: ما يسهل إنفاقه. وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر في موضع الحال، أي: أعطى وحاله حال العافي، أي: القاصد للتّناول إشارة إلى المعنى الذي عدّ بديعا، وهو قول الشاعر:
كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
وقولهم في الدّعاء: «أسألك العفو والعافية» أي: ترك العقوبة والسّلامة، وقال في وصفه تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً
[النساء/ 43] ، وقوله: «وما أكلت العافية فصدقة» أي:
طلّاب الرّزق من طير ووحش وإنسان، وأعفيت كذا، أي: تركته يعفو ويكثر، ومنه قيل: «أعفوا اللّحى» والعَفَاء: ما كثر من الوبر والرّيش، والعافي: ما يردّه مستعير القدر من المرق في قدره.
ع ف ا: (الْعَفَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ التُّرَابُ. قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي فَأَكَلْتُ رَغِيفًا وَشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاءً فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ. وَ (عَفْوُ) الْمَالِ مَا يَفْضُلُ عَنِ النَّفَقَةِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: « {وَيَسْأَلُونَكَ مَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] » . قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] أَيْ خُذِ الْمَيْسُورَ مِنْ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ. قَالَ وَيُقَالُ: أَعْطَاهُ عَفْوَ مَالِهِ يَعْنِي أَعْطَاهُ بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَيُقَالُ: (أَعْفِنِي) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَكَ أَيْ دَعْنِي مِنْهُ. وَ (اسْتَعْفَاهُ) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ أَيْ سَأَلَهُ (الْإِعْفَاءَ) . وَ (عَافَاهُ) اللَّهُ وَ (أَعْفَاهُ) بِمَعْنًى وَالِاسْمُ (الْعَافِيَةُ) وَهِيَ دِفَاعُ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ. وَتُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ يُقَالُ: (عَافَاهُ) اللَّهُ عَافِيَةً. وَ (عَفَا) الْمَنْزِلُ دَرَسَ وَ (عَفَتْهُ) الرِّيحُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُهُمَا عَدَا. وَعَفَتْهُ الرِّيحُ أَيْضًا شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (تَعَفَّى) الْمَنْزِلُ مِثْلُ عَفَا. وَ (عَفَا) عَنْ ذَنْبِهِ أَيْ تَرَكَهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الْعَفُوُّ) عَلَى فَعُولٍ الْكَثِيرُ الْعَفْوِ. وَ (عَفَا) الشَّعْرُ وَالنَّبْتُ وَغَيْرُهُمَا كَثُرَ وَبَابُهُ سَمَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95] أَيْ كَثُرُوا. وَ (عَفَاهُ) غَيْرُهُ بِالتَّخْفِيفِ وَ (أَعْفَاهُ) إِذَا كَثَّرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَمَرَ أَنْ تُحْفَى الشَّوَارِبُ وَتُعْفَى اللِّحَى» وَ (عَفَاهُ) مِنْ بَابِ عَدَا، وَ (اعْتَفَاهُ) أَيْضًا إِذَا أَتَاهُ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ. وَ (الْعُفَاةُ) طُلَّابُ الْمَعْرُوفِ الْوَاحِدُ (عَافٍ) .
[عفا] العَفاءُ بالفتح والمدّ: التراب. وقال صفوان بن محرز: إذا دخلتُ بيتي فأكلتُ رغيفاً وشربتُ عليه ماءً فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيدة: العفاءُ: الدروسُ، والهلاكُ. وأنشد لزهير يذكر داراً: تحمَّلَ أهلها عنها فبانوا * على آثارِ من ذهب العَفاءُ قال: وهذا كقولهم: عليه الدَبارُ، إذا دعا عليه أن يُدبِر فلا يرجع. والعِفاءُ بالكسر والمد: ما كثُر من ريش النعام ووبَر البعير. يقال: ناقة ذات عِفاءٍ. والعَفْوُ: الأرضُ الغُفْلُ التي لم توطأ وليست بها آثار. قال الشاعر : قبيلةٌ كشِراكِ النَعْلِ دارِجةٌ * إن يَهْبِطوا العَفْوَ لم يوجد لهم أثر والعفو والعفو والعفو: الجحش. وكذلك العَفا بالفتح والقصر، والانثى عفوة. قال ابن السكيت: العفا بالكسر. وأنشد المفضل لحنظلة بن شرقي : بضرب يزيل الهام عن سَكَناتِهِ * وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العِفَا هم بالنهق وعفو المال: ما يفضل عن النفقة. يقال: أعطيته عفو المال، يعني بغير مسألة. قال الشاعر: خُذي العَفْوَ منِّي تستديمي مودَّتي * ولا تنطُقي في سورتي حين أغضب وعفوة الشئ بالكسر: صفوته. يقال: ذهبتْ عِفْوَةُ هذا النبت أي لينه وخيره. وأكلت عِفْوَةَ الطعام والشراب، أي خياره. ويقال: اعْفِني من الخروج معك، أي دعني منه. واسْتعْفاه من الخروج معه، أي سأله الإعفاء منه. وعافاه الله وأعْفاه بمعنى، والاسم العافية، وهى دفاع الله عن العبد وتوضع موضع المصدر. يقال: عافاه الله عافية. والعافية: كل طالب رزق من إنسان (*) أو بهيمةٍ أو طائرٍ. وعافِيَةُ الماء: وارِدَتُهُ. والعِفاوَةُ بالكسر: ما يرفع من المرق أوَّلاً يُخَصُّ به من يُكرم. قال الكميت: وبات وليدُ الحيّ طيَّانَ ساغباً * وكاعِبُهُمْ ذاتُ العِفاوَةِ أسْغَبُ تقول منه: عَفَوْتُ له من المرق، إذا غرفت له أوَّلاً وآثرتَه به. وقال بعضهم: العِفاوَةُ بالكسر: أوَّل المرق وأجوده. والعُفاوة بالضم: آخره، يردُّها مستعير القِدر مع القدر. يقال منه: عَفَوتُ القِدر، إذا تركتَ ذلك في أسفلها. وأنشد لعوفِ بن الأحوص الباهليّ : فلا تسأليني واسألي عن خليقتي * إذا ردَّ عافي القِدر من يستعيرُها وقال الأصمعيّ: العافي: ما ترك في القدر. وأنشد هذا البيت. وعَفَتِ الريحُ المنزلَ: درَسَتْه. وعفا المنزل يَعْفو: درس، يتعدى ولا يتعدى. وتعفت الدرّ: دَرَسَتْ. وعفَّتُها الريح، شدّد للمبالغة. وقال: أهاجَكَ ربعٌ دارِسُ الرسم باللِوى * لأسماَء عَفي آيهُ المور والقطر ويقال أيضاً: عَفَّى على ما كان منه، إذا أصلح بعد الفساد. والعُفِيُّ: جمع عافٍ، وهو الدارس. وعَفَوْتُ عن ذنبه، إذا تركته ولم تعاقبْه. والعَفُوُّ، على فَعولٍ: الكثير العَفْوِ. وعَفا الماء، إذا لم يطرقه شئ يكدره. وعَفا الشَعر والبنتُ وغيرهما: كثُر. ومنه قوله تعالى: (حَتَّى عَفَوُا) أي كثروا. وعفَوْتُهُ أنا وأعْفَيْتُهُ أيضاً، لغتان، إذا فعلتَ ذلك به. وفى الحديث: " أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى ". والعافي: الطويل الشعر. وعفوته، أي أتيتُه أطلب معروفُه. وأعْتَفَيْتُهُ مثله. والعُفاةُ: طلاّب المعروف، الواحد عافٍ. وقد عَفا يَعْفو. وفلانٌ تَعْفوهُ الأضيافُ وتَعْتَفيه الأضياف، وهو كثير العُفاةِ وكثير العافِيَةِ، وكثير العفى. 
[عفا] فيه: "العفو" تعالى، من العفو: التجاوز عن الذنب وترك العقاب، وأصله المحو والطمس، عفا يعفو. وفيه: "عفوت" عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم، أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه، ومنه: عفت الريح الأثر، إذا محته. ومنه ح أم سلمة لعثمان: "لا تعف" سبيلًا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحبها، أي لا تطمسها. ومنه ح: سلوا الله "العفو والعافية والمعافاة"، فالعفو محو الذنوب، والعافية السلامة من الأسقام والبلايا وهي الصحة وضد المرض كالثاغية بمعنى الثغاء، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل: من العفو وهو أن يعفو عن الناس ويعفوا عنه. ن: سلوا الله "العافية" وهي متناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن في الدين والدنيا والآخرة. ط:أي يكون المدينة مخلاة بها للسباع والوحوش، وقيل: أراد مذللة قطوفها، أي ممكنة منها، أي على أحسن أحوالها. ومنه: لولا أن تجد صفية لتركته حتى تأكله "العافية"، تجد أي تحزن وتجزع. ط: ما سكت عنه فهو "عفو"، أي لا يؤخذون به. وفيه: كلكم مذنب إلا من "عافيته"، هو تنبيه على أن الذنب مرض. غ: هو كثير "العافية"، أي يغشاها السؤال. نه: وفيه: ترك أتانين و"عفوا"، هو بالكسر والضم والفتح: الجحش، والأنثى عفوة. غ: هو ولد الحمار.

عفا: في أَسماءِ الله تعالى: العَفُوُّ، وهو فَعُولٌ من العَفْوِ، وهو

التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس،

وهو من أَبْنِية المُبالَغةِ. يقال: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ

وعَفُوٌّ، قال الليث: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عز وجل، عن خَلْقِه، والله تعالى

العَفُوُّ الغَفُور. وكلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ

عنه. قال ابن الأَنباري في قوله تعالى: عَفَا الله عنكَ لمَ أَذِنْتَ

لهُم؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها

ومَحَتْها، وقد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللازم

والمُتَعدِّي سواءٌ. قال الأَزهري: قرأْت بخَطّ شمر لأَبي زيد عَفا الله تعالى عن

العبد عَفْواً، وعَفَتِ الريحُ الأَثر عفاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً. وفي

حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَلُوا اللهَ العَفْو والعافية والمُعافاة،

فأَما العَفْوُ فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالى ذُنوبَ عبده عنه، وأَما

العافية فهو أَن يُعافيَهُ الله تعالى من سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وهي الصِّحَّةُ

ضدُّ المَرَض. يقال: عافاهُ الله وأَعْفاه أَي وهَب له العافية من العِلَل

والبَلايا. وأَما المُعافاةُ فأَنْ يُعافِيَكَ اللهُ من الناس ويُعافِيَهم

منكَ أَي يُغْنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أَذاهم عنك وأَذاك عنهم، وقيل:

هي مُفاعَلَة من العفوِ، وهو أَن يَعْفُوَ عن الناس ويَعْفُوا هُمْ

عنه. وقال الليث: العافية دِفاعُ الله تعالى عن العبد. يقال: عافاه اللهُ

عافيةً، وهو اسم يوضع موضِع المصدر الحقيقي، وهو المُعافاةُ، وقد جاءَت مصادرُ

كثيرةٌ على فاعلة، تقول سَمعْت راغِيَة الإِبل وثاغِيَة الشاءِ أَي سمعتُ

رُغاءَها وثُغاءَها. قال ابن سيده: وأَعْفاهُ الله وعافاهُ مُعافاةً

وعافِيَةً مصدرٌ، كالعاقِبة والخاتِمة، أَصَحَّه وأَبْرأَه. وعَفا عن ذَنْبِه

عَفْواً: صَفَح، وعَفا الله عنه وأَعْفاه. وقوله تعالى: فمَن عُفِيَ له من

أَخيه شيءٌ فاتِّباعٌ بالمعروف وأَداءٌ إِليه بإِحسانٍ؛ قال الأَزهري:

وهذه آية مشكلة، وقد فسَّرها ابن عباس ثم مَنْ بعدَه تفسيراً قَرَّبوه على

قَدْر أَفْهام أَهل عصرهم، فرأَيتُ أَن أَذكُر قولَ ابن عباس وأُؤَيِّدَه

بما يَزيدهُ بياناً ووُضوحاً، روى مجاهد قال: سمعت ابنَ عباسٍ يقول كان

القصاصُ في بني إِسرائيلَ ولم تكن فيهم الدِّيَة، فقال الله عز وجل لهذه

الأُمَّة: كتِب عليكم القِصاصُ في القَتْلى الحرُّ بالحُرِّ والعبدُ

بالعبدِ والأُنثْى بالأُنْثى فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباع بالمعروف

وأَداءٌ إِليه بإِحسان؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الديَةُ في العَمْدِ، ذلك

تخفيفٌ من ربِّكم مما كُتِبَ على من كان قَبْلَكم، يطلُب هذا بإِحسانٍ

ويُؤَدِّي هذا بإحسانٍ. قال الأَزهري: فقول ابن عباس العَفْوُ أَن تُقْبَل

الديَة في العَمْد، الأَصلُ فيه أَنَّ العَفْو في موضوع اللغة الفضلُ،

يقال: عَفا فلان لفلان بماله إِذا أَفضَلَ له، وعفَا له عَمَّا له عليه إِذا

تَرَكه، وليس العَفْو في قوله فمن عُفِيَ له من أَخيه عَفْواً من وليِّ

الدَّمِ، ولكنه عفوٌ من الله عز وجل، وذلك أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هذه

الأُمَّة لم يكن لهم أَخذُ الدِّية إِذا قُتِلَ قتيل، فجعَله الله لهذه

الأُمة عَفْواً منه وفَضْلاً مع اختيار وَليِّ الدمِ ذلك في العمْد، وهو قوله

عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباعٌ بالمعروف؛ أَي مَن عَفا

اللهُ جَلَّ اسمُه بالدّية حين أَباحَ له أَخْذَها، بعدما كانت مَحْظُورةً

على سائر الأُمم مع اختياره إِيَّاها على الدَّمِ، فعليه اتِّباع بالمعروف

أَي مطالبَة للدِّية بمعرُوف، وعلى القاتل أَداءُ الديَةِ إِليه

بإحْسانٍ، ثم بَيَّنَ ذلك فقال: ذلك تخفيفٌ من ربكم لكم يا أُمَّة محمدٍ، وفَضْل

جعله الله لأَوْلِياءِ الدم منكم، ورحمةٌ خصَّكم بها، فمن اعْتَدَى أَي فمن

سَفَك دَمَ قاتل وليِّه بعدَ قبولِه الدِّيَة فله عذاب أَليم، والمعنى

الواضح في قوله عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيء؛ أي من أُحِلَّ لَه

أَخذُ الدِّية بدلَ أَخيه المَقتول عفْواً من الله وفَضْلاً مع اختياره،

فلْيطالِبْ بالمَعْروف، ومِن في قوله مِنْ أَخيه معناها البدل، والعَرَبُ

تقولُ عرَضْتُ له من حَقِّه ثَوْباً أَي أَعْطَيْته بدَل حقّه ثوباً؛ ومنه

قول الله عز وجل: ولو نَشاءُ لَجَعَلْنا منكُم ملائكَة في الأَرض

يَخْلُقُون؛ يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأَرض، والله أَعلم. قال

الأَزهري: وما علمت أَحداً أَوضَح من مَعْنى هذه الآية ما أَوْضَحْتُه. وقال ابن

سيده: كان الناسُ من سائِر الأُمَمِ يَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فجعل الله

لنا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قتل إِن شِئْناه، فعُفِيَ على هذا مُتَعَدٍّ،

أَلا تراه مُتَعَدِّياً هنا إِلى شيء؟ وقوله تعالى: إِلاَّ أَنْ يَعْفُون

أَو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النِّكاح؛ معناه إِلا أَن يَعْفُوَ

النساء أَو يعفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاح، وهو الزَّوْجُ أَو الوَليُّ إِذا

كان أَباً، ومعنى عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عن النِّصْفِ الواجبِ

لها فتَتْرُكَه للزوج، أَو يَعْفُوَ الزوج بالنّصفِ فيُعْطِيَها الكُلَّ؛

قال الأَزهري: وأَما قولُ الله عزَّ وجلَّ في آية ما يجبُ للمرأَة من نصف

الصَّداق إِذا طُلِّقَت قبل الدخول بها فقال: إِلاَّ أَن يعفُونَ أَو

يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاحِ، فإن العَفْوَ ههنا معناهُ الإِفْضالُ

بإعْطاء ما لا يَجبُ عليه، أَو تركُ المرأَة ما يَجبُ

لها؛ يقال: عَفَوْتُ لِفلان بمالي إِذا أَفْضَلْت له فأَعْطَيْته،

وعَفَوْت له عمَّا لي عليه إِذا تركْتَه له؛ وقوله: إِلاَّ أَن يَعْفُونَ

فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ يطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قبل أَن

يَمَسُّوهُنَّ مع تسمية الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فيَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بما

وَجَب لهن من نِصفِ المْهرِ ويَتْرُكْنَه لَهُم، أَو يَعْفُوَ الذي بيدِه

عُقْدةُ النكاحِ، وهو الزوج، بأَن يُتَمِّمَ لها المَهْر كله ، وإِنما

وَجَبَ لها نصْفُه، وكلُّ واحد من الزَّوْجين عافٍ أَي مُفْضِلٌ، أَما

إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ للزوج المُطَلِّق ما وجَبَ لها عليه من نِصف

المَهْر، وأَما إِفْضاله فأَنْ يُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلاً، لأَنَّ

الواجِبَ عليه نصْفُه فيُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، والنونُ من قوله

يعفُون نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ في يَفْعُلْنَ، ولو كان للرجال لوجَبَ أَن

يقال إِلاَّأَن يعفُوا، لأَنَّ أَن تنصب المستقبلَ وتحذف النونَ، وإِذا لم

يكن مع فعلِ الرجال ما ينْصِب أَو يجزِم قيل هُم يَعْفُونَ، وكان في

الأَصل يَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدى الواوينِ استثقالاً للجمع بينهما، فقيل

يَعْفُونَ، وأَما فِعلُ النساء فقِيلَ لهُنَّ يَعْفُونَ لأَنه على تقدير

يَفْعُلْنَ. ورجل عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ: عافٍ. وأَعْفاهُ من الأَمرِ:

بَرَّأَه. واسْتَعْفاه: طَلَب ذلك منه. والاسْتِعْفاءُ: أَن تَطْلُب إِلى مَنْ

يُكَلِّفُكَ أَمراً أَن يُعْفِيَكَ مِنْه. يقال: أَعْفِني منَ الخرُوجِ

مَعَك أَي دَعْني منه. واسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه أَي سأَله

الإِعفاءَ منه. وعَفَت الإِبلُ المَرعى: تَناولَتْه قَريباً. وعَفاه يَعْفُوه:

أَتاه، وقيل: أَتاه يَطْلُب معروفه، والعَفْوُ المَعْروف، والعَفْوُ

الفضلُ. وعَفَوْتُ الرجلَ إذا طَلَبْتَ فضلَه. والعافية والعُفاةُ والعُفَّى:

الأَضْيافُ وطُلاَّب المَعْرُوف، وقيل: هم الذين يَعْفُونك أي يأْتونك

يَطْلبُون ما عندك. وعافيةُ الماء: وارِدَتُه، واحدهم عافٍ. وفلان تَعْفُوه

الأَضْيافُ وتَعْتَفيه الأَضْيافُ وهو كثير العُفَاةِ وكثيرُ العافية

وكثيرُ العُفَّى. والعافي: الرائدُ والوارِدُ لأَن ذلك كلَّه طلبٌ؛ قال

الجُذامي يصف ماءً :

ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ

أَي وارِدِه أَو مُسْتَقِيه. والعافيةُ: طُلاَّبُ الرزقِ من الإِنسِ

والدوابِّ والطَّيْر؛ أَنشد ثعلب:

لَعَزَّ عَلَيْنا، ونِعْمَ الفَتى

مَصِيرُك يا عَمْرُو، والعافِيهْ

يعني أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّيْر والضِّباعِ وهذا كلُّه

طَلَب. وفي الحديث: مَن أَحْيا أَرضاً مَيِّتَةً فهي له، وما أَكَلَتِ

العافيةُ منها فهو له صَدقةٌ، وفي رواية: العَوافي. وفي الحديث في ذكرِ

المدينة: يتْرُكُها أَهلُها على أَحسنِ ما كانت مُذَلَّلة للعَوافِي؛ قال أَبو

عبيد: الواحدُ من العافية عافٍ، وهو كلُّ من جاءَك يطلُب فضلاً أَو رزقاً

فهو عافٍ ومُعْتَفٍ، وقد عَفَاك يَعْفُوكَ، وجمعه عُفاةٌ ؛ وأَنشد قول

الأَعشى:

تطوفُ العُفاةُ بأَبوابِه،

كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثنْ

قال: وقد تكونُ العافيةُ في هذا الحديث من الناسِ وغيرهم، قال: وبيانُ

ذلك في حديث أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصارية قالت: دخل عَليَّ رسُول الله،صلى

الله عليه وسلم، وأَنا في نَخْلٍ لي فقال: مَن غَرَسَه أَمُسْلِمٌ أَم

كافرٌ؟قلت: لا بَلْ مُسْلِمٌ، فقال: ما من مُسْلِمٍ يَغْرِس غَرْساً أَو يزرَع

زرعاً فيأْكلُ منه إِنسانٌ أَو دابَةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كانت

له صدقةً . وأَعطاه المالَ عَفْواً بغير مسألةٍ؛ قال الشاعر:

خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَديمي مَوَدّتي،

ولا تَنْطِقِي في سَوْرَتي حين أَغضَبُ

وأَنشدَ ابن بري:

فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، وهْي وادِعَة،

حتى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ

وقال حسان بن ثابت:

خُذْ ما أَتى منهمُ عَفْواً، فإن مَنَعُوا،

فلا يَكُنْ هَمَّكَ الشيءُ الذي مَنَعُوا

قال الأَزهري: والمُعْفِي الذي يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك،

تقولُ: اصْطَحَبْنَا وكلُّنا مُعْفٍ؛ وقال ابن مقبل:

فإنَّكَ لا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ،

وحتى تَعيشا مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا

وعَفْوُ الملِ: ما يُفْضُلُ عن النَّفَقة. وقوله تعالى: ويَسْأَلونك

ماذا يُنُفِقون قُلِ العَغْوَ؛ قال أَبو إسحق: العَفْوُ الكثرة والفَضْلُ،

فأُمِرُوا أَن يُنُفِقوا الفَضْل إلى أَن فُرِضَت الزكاةُ. وقوله تعالى:

خُذِ العَفْوَ؛ قيل: العَفْو الفَضْلُ الذي يجيءُ بغيرِ كُلْفَةٍ، والمعنى

اقْبَلِ المَيْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ ولا تَسْتَقْصِ عليهم

فيَسْتَقْصِيَ اللهُ عليك مع ما فيه من العَداوة والبَغْضاءِ. وفي حديث ابن الزبير:

أَمَرَ اللهُ نَبيَّه أَن يأَخُذ العَفْوَ من أَخْلاقِ الناسِ؛ قال: هو

السَّهْل المُيَسَّر، أَي أَمرَه أَن يَحْتَمِل أَخْلاقَهُم ويَقْبَلَ

منها ما سَهُل وتَيَسَّر ولا يستَقْصِيَ عليهم. وقال الفراء في قوله تعالى:

يسأَلونك ماذا يُنْفِقون قل العَفْو؛ قال: وجه الكلام فيه النصبُ، يريدُ

قل يُنْفِقُون العَفْوَ، وهو فضلُ المال؛ وقال أَبو العباس: مَنْ رَفَع

أَراد الذي يُنْفِقون العَفْوُ، قال: وإنما اختار الفراء النصبَ لأن ماذا

عندنا حَرْفٌ واحد أَكثرُ في الكلام، فكأنه قال: ما يُنْفِقُون، فلذلك

اخْتِيرَ النَّصبُ، قال: ومَنْ جَعلَ ذا بمَعْنى الذي رَفَعَ، وقد يجوز أن

يكونَ ماذا حرفاً، ويُرْفَع بالائتناف ؛ وقال الزجاج: نَزَلَت هذه

الآية قبلَ فرض الزكاة فأُمروا أَن يُنْفِقوا الفَضْلَ إلى أَن فُرضَت

الزكاةُ، فكان أَهلُ المَكاسِب يأْخذُ الرجلُ ما يُحْسِبه في كل يوم أَي ما

يَكْفِيه ويَتَصَدَّقُ بباقيِه، ويأخذُ أَهلُ الذَّهَب والفِضَّة ما

يَكْفِيهم في عامِهِمْ وينفِقُون باقيَهُ، هذا قد روي في التفسير، والذي عليه

الإجماع أَنَّ الزَّكاةَ في سائرِ الأشياء قد بُيِّنَ ما يَجْبُ فيها،

وقيل: العَفْوُ ما أَتَى بغَيرِ مسألةٍ. والعافي: ما أَتى على ذلك من غير

مسأَلةٍ أَيضاً؛ قال:

يُغْنِيكَ عافِيه وعِيدَ النَّحْزِ

النَّحْزُ: الكَدُّ والنَّخْس، يقول: ما جاءَكَ منه عَفْواً أَغْناكَ

عن غيره. وأَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي في سُهُولة وسَراحٍ.

ويقال: خُذْ من مالِه ما عَفا وصَفا أَي ما فَضَل ولم يَشُقَّ عليه. وابن

الأعرابي: عَفا يَعْفُو إذا أَعطى، وعَفَا يَعْفُو إذا تَرَكَ حَقّاً،

وأَعْفَى إذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، وهو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه. وعَفا

القومُ: كَثُرُوا. وفي التنزيل: حتى عَفَوْا؛ أَي كَثُرُوا. وعَفا

النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ وطالَ. وفي الحديث :

أَنهصلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بإعْفاء اللِّحَى؛ هو أَن يُوفَّر شَعَرُها

ويُكَثَّر ولا يُقَصَر كالشَّوارِبِ، من عَفا الشيءُ إذا كَثُرَ وزاد. يقال:

أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه لُغتان إذا فعَلتَ به كذلك. وفي الصحاح:

وعَفَّيْتُه أَنا وأَعْفَيْتُه لغتان إذا فعَلْتَ به ذلك؛ ومنه حديث القصاص: لا

أَعْفَى مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّيَةِ؛ هذا دُعاء عليه أَي لا كَثُر

مالُه ولا اسْتَغنى؛ ومنه الحديث: إذا دخَل صَفَرُ وعَفا الوَبَرُ

وبَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، أَي كَثُرَ وبرُ

الإبلِ، وفي رواية: وعَفا الأَثَرُ، بمعنى دَرَس وامَّحَى. وفي حديث مُصْعَبِ

بن عُمَير: إنه غلامٌ عافٍ أَي وافي اللَّحم كثيرُه. والعافي: الطويلُ

الشَّعَر. وحديث عمر، رضي الله عنه: إنَّ عامِلَنا ليسَ بالشَّعِثِ ولا

العافي، ويقال للشَّعَرِ إذا طال ووَفى عِفاءٌ؛ قال زهير:

أَذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ،

عَلَيْهِ، مِنْ عَقِيقَتِهِ، عِفاءُ؟

وناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ: كثيرةُ الوَبَر. وعَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعيرِ:

كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دَبَرَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

هَلاَّ سَأَلْت إذا الكَواكِبُ أَخْلَفَت،

وعَفَتْ مَطِيَّة طالِبِ الأَنْسابِ

فسره فقال: عَفَت أَي لم يَجِد أَحدٌ كريماً يرحلُ إليه فعَطَّل

مَطِيَّته فسَمِنت وكَثُر وَبَرُها. وأَرضٌ عافيةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ

وكثر. وعَفْوَةُ المَرْعَى: ما لم يُرْعَ فكان كثيراً. وعَفَتِ الأَرضُ

إذا غَطَّاها النبات؛ قال حُمَيْد يصف داراً:

عَفَتْ مثلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ فأَصْبَحَتْ

بها كِبرياءُ الصَّعْبِ، وهيَ رَكُوبُ

يقول: غَطاها العشْبُ كما طَرَّ وَبَرُ البعيرِ وبَرَأَ دَبَرُه.

وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قبل أَن يُسْتَقَى منه، وهو من الكثرة. قال الليث:

ناقةٌ عافيةُ اللَّحْمِ * كثيرةُ اللحم، ونوقٌ عافياتٌ؛ وقال لبيد:

بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُوم

ويقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هذا البعيرِ أَي دَعُوه حتى يَسْمَن. ويقال:

عَفَا فلانٌ على فلان في العلمِ إذا زاد عليه؛ قال الراعي:

إذا كان الجِراءُ عَفَتْ عليه

أَي زادت عليه في الجَرْيِ؛ وروى ابن الأعرابي بيت البَعيث:

بَعِيد النَّوَى جالَتْ بإنسانِ عَيْنه

عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حتى تَحَدَّرا

يعني دَمْعاً كَثُرَ وعَفَا فسالَ. ويقال: فلانٌ يعفُو على مُنْيةِ

المتَمَنِّي وسؤالِ السائلِ أَي يزيد عطاؤُه عليهما؛ وقال لبيد:

يَعْفُو على الجهْدِ والسؤالِ، كما

يَعْفُو عِهادُ الأمْطارِ والرَّصَد

أَي يزيدُ ويُفْضُلُ. وقال الليث: العَفْوُ أَحلُّ المالِ وأَطْيَبُه.

وعَفْوُ كلِّ شيءٍ: خِيارُه وأَجْوَدُه وما لا تَعَب فيه، وكذلك عُفاوَتُه

وعِفاوتُه. وعَفا الماءُ إذا لم يَطأْهُ شيءٌ يُكَدِّرُه.

وعَفْوةُ المالِ والطعامِ والشَّرابِ وعِفْوَتُه؛ الكسر عن كراعٍ: خياره

وما صفا منه وكَثُرَ، وقد عَفا عَفْواً وعُفُوّاً.

وفي حديث ابن الزبير أَنه قال للنابغة: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ

الزُّبَيْرِ، وأما عَفْوُه فإن تَيْماً وأَسَداً تَشْغَلُه عنكَ. قال

الحَرْبي: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ وأَطيَبُه، وقيل: عَفْوُ المالِ ما

يَفْضُلُ عن النَّفَقة؛ قال ابن الأثير: وكِلاهما جائزٌ في اللغة، قال :

والثاني أشبَه بهذا الحديث. وعَفْوُ الماءِ: ما فَضَل عن الشَّارِبَةِ وأُخذَ

بغيرِ كُلْفةٍ ولا مزاحمة عليه. ويقال: عفَّى على ما كان منه إذا أَصلَح

بعد الفساد.

أبو حنيفة: العُفْوَة، بضم العين، من كل النبات لَيِّنُه وما لا مَؤُونة

على الراعية فيه.

وعَفْوة كلّ شيء وعِفَاوتُه؛ الضم عن اللحياني: صَفْوُه وكثرَتُه، يقال:

ذَهَبَتْ عِفْوَة هذا النَّبْت أَي لِينُه وخَيرُه؛ قال ابن بري: ومنه

قول الأخطل :

المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا

عِفْواتِه، ويُقَسِّمُوه سِِجالا

والعِفاوةُ: ما يرفع للإنسان من مَرَقٍ. والعافي: ما يُرَدُّ في

القِدْرِ من المَرَقةِ إذا اسْتُعِيرَتْ. قال ابن سيده: وعافِي القِدْرِ ما

يُبْقِي فيها المُسْتَعِير لمُعِيرِها؛ قال مُضَرِّس الأَسَدي:

فلا تَسْأَليني، واسأَ ما خَلِيقَتي،

إذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعيرُها

قال ابن السكيت: عافي في هذا البيت في موضع الرَّفْع لأَنه فاعل، ومَن

في موضع النَّصْب لأنه مفعول به، ومعناه أَنَّ صاحبَ القِدرِ إذا نَزَلَ

به الضَّيْفُ نَصَبَ لهم قِدْراً، فإذا جاءهُ مَنْ يستعير قِدْرهُ فرآها

منصوبَةً لهُم رجَعَ ولم يَطْلُبْها، والعافي: هو الضَّيْفُ، كأَنه

يرُدُّ المُسْتَعِير لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، وقال غيرُه: عافي

القِدْرِ بقِيَّة المَرَقة يردُّها المستَعيرُ، وهو في موضع النَّصْبِ، وكانَ

وجه الكلام عافِيَ القدر فترَك الفتح للضرورة. قال ابن بري: قال ابن السكيت

العافي والعَفْوة والعِفاوة ما يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ من مَرَقٍ

وما اخْتَلَط به، قال: وموضِعُ عافي رَفْعٌ لأَنه هو الذي رَدَّ

المُسْتَعِير، وذلك لكلَب الزمان وكونه يمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِيَّة.

والعِفاوةُ: الشيءُ يُرْفَع من الطَّعام للجارية تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ به؛

وقال الكميت:

وظَلَّ غُلامُ الحَيّ طَيّانَ ساغِباً،

وكاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ

قال الجوهري: والعِفارة، بالكسر، ما يُرْفَعُ من المَرَقِ أَوَّلاً

يُخَصُّ به مَنْ يُكْرَم، وأَنشد بيت الكميت أَيضاً، تقول منه: عَفَوْت له

منَ المَرَق إذا غَرَفْتَ له أَوَّلاً وآثَرْتَهُ به، وقيل: العفاوة،

بالكسر، أَوّل المَرَقِ وأَجودُه، والعُفاوة، بالضم، آخِرهُ يردُّها

مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مع القِدْرِ؛ يقال منه: عَفَوْت القِدْرَ إذا تركت ذلك في

أَسفلها.

والعِفاء، بالمدِّ والكَسْر: ما كَثُر من الوَبَر والرِّيشِ،الواحِدَةُ

عِفاءَةٌ؛ قال ابن بري: ومنه قول ساعدة بن جؤية يصف الضبع:

كمَشْيِ الأَفْتَلِ السَّارِي عليه

عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِيلُ

وعِفَاءُ النَّعام وغيره: الريشُ الذي على الزِّفِّ الصِّغار، وكذلك

عِفاءُ الدِّيكِ ونحوه من الطير، الواحدة عِفاءَةٌ، ممدودة. وناقةٌ ذاتِ

عِفاءٍ، وليست همزة العِفاءِ والعِفاءَةِ أَصْلِيَّة، إنما هي واو قلبتْ

أَلِفاً فمُدَّت مثل السماء، أَصلُ مَدَّتِها الواو، ويقال في الواحدة:

سَماوَة وسَماءَة، قال: ولا يقال للرِّيشة الواحدة عِفاءَةٌ حتى تكون كثيرة

كَثيفة؛ وقال بعضُهم في همزة العِفاء: إنَّها أَصلِيَّة؛ قال الأزهري:

وليست همزتها أَصليَّة عند النحويين الحُذَّاقِ، ولكنها همزةٌ ممدودة،

وتصغيرها عُفَيٌّ. وعِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل في وجْهِه لا يَكادُ يُخْلِفُ.

وعِفْوَةُ الرجُل وعُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه.

وعَفا المَنزِلُ يَعْفُو وعَفَت الدارُ ونحوُها عَفاءً وعُفُوّاً

وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّياً: دَرَسَت، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها

الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ وقال:

أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَى،

لأَسماءَ عَفَّى آيَةُ المُورُ والقَطْرُ؟

ويقال: عَفَّى اللهُ على أَثَرِ فلان وعَفا الله عليه وقَفَّى الله على أَثَرِ

فلانٍ وقَفا عليه بمعنًى واحدٍ. والعُفِيُّ: جمع عافٍ وهو الدارسُ.

وفي حديث الزكاة: قد عَفَوْتُ عن الخَيل والرَّقيقِ فأَدُّوا زَكَاةَ

أَموالِكم أَي ترَكْتُ لكم أَخْذَ زكاتها وتجاوَزْت عنه، من قولهم عَفَت

الريحُ الأَثَرَ إذا طَمَسَتْه ومَحَتْه؛ ومنه حديث أَُم سلمة: قالت

لعثمان، رضي الله عنهما: لا تُعَفِّ سبيلاً كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم ،

لَحَبَها أَي لا تَطْمِسْها؛ ومنه الحديث: تَعافَوُا الحُدُود فيما بينكم؛

أَي تجاوَزُوا عنها ولا تَرْفَعُوها إ فإني متى علمْتُها أَقَمْتُها. وفي

حديث ابن عباس: وسُئل عما في أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فقال العَفْو أَي

عُفِيَ لهم عَمَّا فيها من الصَّدَقَة وعن العُشْرِ في غَلاَّتهم. وعَفا

أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، على المَثَل؛ قال زهير يذكر داراً:

تَحَمَّلَ أَهلُها منها فبانُوا،

على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ

والعَفاءُ، بالفتح: التُرابُ؛ روى أَبو هريرة، رضي الله عنه، عن

النبيِّ،صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا كان عندك قوتُ يومِكَ فعَلى الدنيا

العَفاءُ. قال أَبو عبيدة وغيرُه: العَفاءُ التراب، وأَنشد بيتَ زهير يذكر

الدارَ، وهذا كقولهم: عليه الدَّبارُ إذا دَعا عليه أَنْ يُدْبِرَ فلا

يَرْجِع. وفي حديث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ

رغيفاً وشَرِبْتُ عليه ماءً فعَلى الدُّنْيا العَفاءُ. والعَفاءُ: الدُّرُوس

والهَلاكُ وذهاب الأَثَر . وقال الليث: يقال في السَّبِّ بِفيِهِ

العَفاءُ،وعليه العَفاءُ، والذئبُ العَوّاءُ؛ وذلك أَنَّ الذئب يَعْوِي في إثْرِ

الظاعِنِ إذا خَلَت الدار عليه، وأَما ما ورد في الحديث: إنَّ

المُنافِقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كالبعير عَقَلَه أَهلُه ثم أَرْسَلوه فلم

يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه ولا لِمَ أَرسَلوه؛ قال ابن الأثير: أَُعْفِيَ

المريض بمعنى عُوفِيَ. والعَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليست بها

آثارٌ. قال ابن السكيت: عَفْوُ البلاد ما لا أَثَرَ لأَحدٍ فيها بِمِلْكٍ.

وقال الشافعي في قول النبي،صلى الله عليه وسلم من أَحْيا أَرْضاً ميتَة فهي

له: إنما ذلك في عَفْوِ البلادِ التي لم تُمْلَكْ؛ وأَنشد ابن السكيت:

قَبيلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهم أَثَرُ

قال ابن بري: الشِّعْر للأَخطَل؛ وقبله:

إنَّ اللَّهازِمَ لا تَنْفَكُّ تابِعَةً،

هُمُ الذُّنابَى وشِرْبُ التابِع الكَدَرُ

قال: والذي في شعره:

تَنْزُو النِّعاجُ عليها وهْي بارِكة،

تَحْكي عَطاءَ سُويدٍ من بني غُبَرا

قبيلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لا ترى أَثرَا

قال الأزهري: والعَفَا من البلاد، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الذي لا ملْك

لأَحد فيه. وفي الحديث: أَنه أَقْطَعَ من أَرض المدينة ما كان عَفاً أَي

ما ليس لأحد فيه أَثَرٌ، وهو من عَفا الشيءُ إذا دَرَس أو ما ليس لأحد فيه

مِلْكٌ، من عفا الشيءُ يَعْفُو إذا صَفا وخلُص. وفي الحديث: ويَرْعَوْن

عَفاها أَي عَفْوَها.

والعَفْوُ والعِفْو والعَفا والعِفا، بقصرهما: الجَحشُ، وفي التهذيب:

وَلَد الحِمار: وَلَد الحِمار؛ وأَنشد ابن السكيت والمُفَصَّل لأَبي

الطَّمحان حَنْظَلة بن شَرْقيِّ:

بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناتِه،

وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ

والجمع أَعْفاءٌ وعِفاءٌ وعِفْوةٌ. والعِفاوة، بكسر العين: الأَتانُ

بعَينِها؛ عن ابن الأعرابي. أَبو زيد: يقال عِفْوٌ وثلاثة عِفَوَةٍ مثلُ

قِرَطَةٍ، قال: وهو الجَحْشُ والمُهْرُ أَيضاً، وكذلك العِجَلَة والظِّئَبة

جمع الظَّأْبِ، وهو السلْفُ. أَبو زيد: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر،

قال: ولا أَعلم في جميع كلام العرب واواً متحركة بعد حرف متحرك في آخر

البناء غيرَ واوِ عِفَوَةٍ، قال: وهي لغة لقَيس، كَرهُوا أَن يقولوا عفاة في

موضع فِعَلة، وهم يريدون الجماعة، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، وقال :

ولو متكَلِّف أَن يَبنيَ من العفو اسماً مفْرداً على بناء فِعَلة لقال

عِفاة. وفي حديث أبي ذرّ، رضي الله عنه: أَنه ترك أَتانَيْن وعِفْواً؛

العِفْو، بالكسر والضم والفتح: الجَحْش، قال ابن الأثير: والأُنثى عُفٌوة

وعِفْوَة. ومعافًى: اسم رجل؛ عن ثعلب.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.