Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حين

المزاج

المزاج: كيفية متشابهة من تفاعل عناصر متصرفة الأجزاء المماسة بحيث يكسر سورة كل منها سورة الآخر.
(المزاج) مَا يمزج بِهِ الشَّرَاب وَنَحْوه وكل نَوْعَيْنِ امتزجا فَكل وَاحِد مِنْهُمَا مزاج وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَانَ مزاجها كافورا} واستعداد جسمي عَقْلِي خَاص كَانَ القدماء يَعْتَقِدُونَ أَنه ينشأ عَن أَن يتغلب فِي الْجِسْم أحد العناصر الْأَرْبَعَة وَهِي الدَّم والصفراء والسوداء والبلغم وَمن ثمَّ كَانُوا يَقُولُونَ بأَرْبعَة أمزجة هِيَ الدموي والصفراوي والسوداوي والبلغمي أما المحدثون من عُلَمَاء النَّفس فيوافقون القدماء على أَن الأمزجة ترجع إِلَى مؤثرات جثمانية وَلَكنهُمْ يخالفون فِي عدد الأمزجة وأسمائها إِذْ يعتدون بالإفرازات الَّتِي تفرزها الغدد الصم كالغدة الدرقية والغدة الكلوية ويجعلونها المؤثرات الأساسية فِي تكوين المزاج (ج) أمزجة
المزاج: بِكَسْر الْمِيم وَالْجِيم فِي الأَصْل عبارَة عَن اخْتِلَاط الْأَركان إِلَّا أَن ذَلِك الِاخْتِلَاط لما كَانَ سَببا لحدوث كَيْفيَّة مَخْصُوصَة سميت بِهِ تَسْمِيَة للمسبب باسم السَّبَب وَيُقَال فِي حَده أَنه كَيْفيَّة متشابهة ملموسة حَاصِلَة فِي الْجِسْم الْمركب عَن العناصر المتضادة الْكَيْفِيَّة عِنْد انكسار كَيْفيَّة كل وَاحِد مِنْهَا بطبيعة الْأُخْرَى.
وَإِن أردْت إِثْبَات المزاج بعد إِبْطَاله فاستمع لما قَالَه الْعَلامَة الرَّازِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أورد على أَن القَوْل بالمزاج يسْتَلْزم أحد الْأَمريْنِ. وَهُوَ إِمَّا خلو جُزْء من الْجِسْم الْمركب عَن الْكَيْفِيَّة المزاجية. أَو تدَاخل الْأَجْسَام وَكِلَاهُمَا محَال أما الْمُلَازمَة فَلِأَنَّهُ إِمَّا أَن يُوجد فِي أَجزَاء الْجِسْم الْمركب مَا يَخْلُو عَن الْكَيْفِيَّة المزاجية. أَو لَا. فَإِن وجد يلْزم الأول. وَإِن لم يُوجد يلْزم الثَّانِي لِأَنَّهُ إِذا لم يخل جُزْء مَا عَن تِلْكَ الْكَيْفِيَّة وَإِن بلغ فِي الصغر إِلَى حَيْثُ لَا يقبل الْقِسْمَة فَيكون كل جُزْء مُشْتَمِلًا على العناصر الْأَرْبَعَة فَلَا يكون جُزْء من أَجزَاء الْجِسْم الْمركب خَالِيا عَن المَاء مثلا لوُجُوده فِي كل جُزْء وَكَذَا عَن كل وَاحِد من العناصر الْبَاقِيَة وعَلى هَذَا يكون كل وَاحِد من العناصر شاغلا لمَكَان الْمركب بِالْكُلِّيَّةِ وَهُوَ عين التَّدَاخُل. وَأما بطلَان الْجُزْء الأول من الثَّانِي فَلِأَنَّهُ لَو خلا جُزْء من الْمركب عَن الْكَيْفِيَّة المزاجية لما كَانَ المزاج كَيْفيَّة متشابهة فِي جَمِيع أَجزَاء الْجِسْم الممتزج وَاللَّازِم بَاطِل على مَا يدل حَدهمْ المزاج عَلَيْهِ - وَأما بطلَان الْجُزْء الثَّانِي بالأدلة الدَّالَّة على امْتنَاع التَّدَاخُل.
وَأجِيب عَنهُ بأنكم إِن أردتم بِجُزْء من أَجزَاء الْمركب مَا يعم البسائط وَغَيرهَا فيختار خلو جُزْء مِنْهَا عَن تِلْكَ الْكَيْفِيَّة وَهُوَ الْجُزْء الْبَسِيط - لِأَن المزاج كَيْفيَّة قَائِمَة بالمركب وَلكُل جُزْء من أَجْزَائِهِ المركبة من البسائط الْأَرْبَعَة لَا بجزئه الْبَسِيط وَلَا بجزئين وَثَلَاثَة كَذَلِك - وَإِن أردتم بِهِ مَا عدا البسائط فيختار عدم خلو شَيْء من الْأَجْزَاء عَن تِلْكَ الْكَيْفِيَّة. وَلَا يلْزم التَّدَاخُل على مَا لَا يخفى. وبوجه آخر - أَقُول وَلَا نسلم أَنه إِذا لم يخل جُزْء مَا عَن الْكَيْفِيَّة المزاجية كَانَ كل جُزْء مُشْتَمِلًا على العناصر الْأَرْبَعَة فَإِن الْجُزْء الْبَسِيط غير خَال عَن الْكَيْفِيَّة المزاجية وَغير مُشْتَمل على العناصر الْأَرْبَعَة - وَهَذَا الْجَواب أحسن من الأول يظْهر بِالتَّأَمُّلِ لمن وفْق لَهُ انْتهى.
قَالَ بعض شرَّاح الملخص الجغمني فِي الْهَيْئَة: إِن مزاج الْمركب كلما أبعد من الِاعْتِدَال كَانَ عرضه أوسع والأقسام المندرجة تَحْتَهُ أَكثر - وَقَالَ القَاضِي زَاده فِي شَرحه: وَفِي كلتا المقدمتين نظر. وَقَالَ بعض المحشين: وَالْمرَاد بالاعتدال الِاعْتِدَال الْحَقِيقِيّ الَّذِي هُوَ أحسن أَقسَام المزاج الإنساني ونهايته الَّتِي لَا مزاج أعدل مِنْهُ. وبالعرض الْحَال المعنوية الشبيهة بالامتداد المكاني سيعمل الْعرض فِيهِ حَقِيقَة وبالاتساع الْأَمر المشابه بالاتساع الْحَقِيقِيّ المكاني وَكَأَنَّهُ يشبه الأمزجة بالدوائر المحيطة بَعْضهَا بَعْضًا - وَلِهَذَا أثبت الْعرض والاتساع.
فعلى هَذَا تَصْوِيره أَن مزاج الْإِنْسَان دَائِرَة صَغِيرَة والاعتدال الْحَقِيقِيّ هُوَ مركزه وَعرضه من المركز إِلَى هَذِه الدائرة وَبَين المركز وَالْمُحِيط دوائر أُخْرَى هِيَ أَقسَام مزاج الْإِنْسَان. ثمَّ فَوْقه دَائِرَة أُخْرَى هِيَ عبارَة عَن مزاج الْحَيَوَان. وَعرضه مَا بَين تِلْكَ الدائرة والدائرة الأولى الَّتِي هِيَ أولى أمزجة الْإِنْسَان وَهُوَ أول مَا يُطلق عَلَيْهِ مزاج الْحَيَوَان وأقسامه فِيهِ. ثمَّ فَوْقه دَائِرَة أُخْرَى هِيَ عبارَة عَن مزاج النَّبَات وَعرضه مَا بَين هَذِه الدائرة والدائرة الثَّانِيَة الَّتِي هِيَ أول أمزجة الْحَيَوَان وأقسامه فِيهِ.
ثمَّ فَوْقه دَائِرَة أُخْرَى هِيَ عبارَة عَن مزاج الْمَعْدن - وَعرضه مَا بَين هَذِه الدائرة والدائرة الثَّالِثَة الَّتِي هِيَ أول أمزجة النَّبَات وَمَا بَينهمَا دوائر هِيَ أقسامه. فعلى هَذَا التَّصْوِير وَالْبَيَان ظهر أَن عرض مزاج الْمَعْدن هَا هُنَا بَين هَاتين الدائرتين المذكورتين لَا مَا بَين المركز والدائرة الْأَخِيرَة حَتَّى يلْزم أَن يكون أوسع وعَلى تَقْدِير أوسعيته اتِّفَاقًا لَا يلْزم أَن يكون أقسامه أَكثر لجَوَاز أَن يكون أقل وَهَذَا هُوَ مُرَاد الْمُحَقق بِالنّظرِ فِي كلتا المقدمتين. وَقيل مآل المقدمتين وَاحِد.
وَقَالَ الْفَاضِل البرجندي قَوْله وَفِي كلتا المقدمتين نظرا مَا فِي الأولى فَلِأَن مبناها على أَن المعتدل مَا كَانَ أَجزَاء بسائطه مُتَسَاوِيَة وَمَا كَانَ أقرب إِلَيْهِ يكون أجزاؤه قريبَة من التَّسَاوِي. أما إِذا بعد عَن الِاعْتِدَال بِسَبَب اخْتِلَاف الْأَجْزَاء أمكن الْوُجُود على أنحاء مُخْتَلفَة مثلا يكون مركب جزؤه الناري وَاحِد - والهوائي اثْنَان - والمائي ثَلَاثَة - والأرضي أَرْبَعَة، والأعداد كَثِيرَة. فَعِنْدَ عدم تَسَاوِي الْأَجْزَاء أمكن التَّرْكِيب على صور غير متناهية فَيكون عرض الْأَبْعَد عَن الِاعْتِدَال أوسع. فَيرد عَلَيْهِ أَنه لَا يلْزم أَن تتَحَقَّق المركبات على الْوُجُوه الْمُخْتَلفَة لجَوَاز أَن يكون لوُجُود الْمركب شُرُوط كَثِيرَة لَا يتَحَقَّق ذَلِك الْمركب بِدُونِهَا فَبعد الْمركب عَن الِاعْتِدَال لَا يسْتَلْزم وجود الْعرض الأوسع وَإِن استلزم إِمْكَانه - وَأما فِي الثَّانِيَة فَلِأَن مبناها على أَن كل مَا هُوَ عرضه أوسع يكون شُرُوط وجوده أقل بِنَاء على أَن كل مَا هُوَ شَرط لوُجُود الْمركب الْأَبْعَد عَن الِاعْتِدَال فَهُوَ شَرط لوُجُود الْمركب الْأَقْرَب إِلَيْهِ من غير عكس. وَمَا يكون شُرُوط وجوده أقل يكون أسهل وجودا فَيكون أقسامه وأفراده أَكثر. وَيرد عَلَيْهِ أَنه يُمكن أَن تتَحَقَّق شُرُوط وجود الْمركب الْأَقْرَب إِلَى الِاعْتِدَال مَعًا وَلَا تتَحَقَّق شُرُوط وجود الْأَبْعَد على انفرادها وَــحِينَــئِذٍ يحْتَمل أَن يكون أَفْرَاد الْمركب الْأَقْرَب أَكثر من أَفْرَاد الْمركب الْأَبْعَد كَمَا لَا يخفى - وَبِهَذَا التَّقْرِير يظْهر تغاير المقدمتين ويندفع توهم اتحادهما كَمَا وَقع لبَعض الناظرين انْتهى.
المزاج:
[في الانكليزية] Humour ،mixing
[ في الفرنسية] Humeur ،melange
بالكسر وتخفيف الزاء المعجمة هو في الأصل مصدر بمعنى الامتزاج وهو عبارة عن اختلاط أجزاء العناصر بعضها ببعض نقل في اصطلاح الحكماء إلى كيفية متشابهة متوسّطة بين الأضداد حاصلة من ذلك الامتزاج، فتلك الكيفية لا تحصل إلّا بامتزاج العناصر بعضها ببعض، وتفاعلها والتفاعل لا يحصل إلّا بمماسة السطوح. وكلّما كانت السطوح أكثر كان المماسة أتم، وكثرة السطوح بحسب تصغر الأجزاء. ثم ذلك التفاعل بحسب التقسيم العقلي منحصر في ست صور لأنّ في كلّ عنصر مادة وصورة وكيفية وكلّ منها إمّا فاعل أو منفعل، ولا يجوز أن تكون المادة فاعلة لأنّ شأنها القبول والانفعال لا الفعل والتأثير، ولا أن تكون الصورة منفعلة لأنّ شأنها الفعل والتأثير لا القبول والانفعال، فلم تبق إلّا أربع صور هي ما يكون المنفعل فيها المادة أو الكيفية، والفاعل إمّا الصورة أو الكيفية.
فمذهب الحكماء أنّ الفاعل الصورة والمنفعل المادة، قالوا العناصر المختلفة الكيفية إذا تصغّرت أجزاؤها جدا واختلطت اختلاطا تامّا حتى حصل التماس الكامل بين الأجزاء فعل صورة كلّ منها في مادة الآخر فكسرت هي صورة كيفية الآخر حتى نقص من حرّ الحار فتزول تلك الكيفية ويحصل له كيفية حرّ أقل يستبرد بالنسبة إلى الحارّ الشديدة الحرارة ويستسخن بالنسبة إلى البارد الشديدة البرودة، وكذلك ينقص من برد البارد فيحصل له برد أقلّ، فالكاسر ليس هو المادة لعدم كونها فاعلة ولا الكيفية لأنّ انكسار الكيفيتين المتضادتين إمّا معا أو على التعاقب، فإن حصل الانكساران معا والعلّة واجبة الحصول مع المعلول لزم أن يكون الكيفيتان الكاسرتان موجودتين على صرافتهما عند حصول انكساريهما وهو محال، وإن كان انكسار أحدهما مقدّما على انكسار الأخرى لزم أن يعود المكسور المغلوب كاسرا غالبا وهو أيضا محال. وأمّا المنكسر فليس أيضا الكيفية ولا الصورة، أمّا الثاني فلما مرّ من أنّ الصورة فاعلة لا منفعلة، وأمّا الأوّل فلأنّ الكيفية نفسها لا تتحرّك فلا تستحيل بل الكيفية تتبدّل ومحلّها يستحيل فيها وذلك المحلّ هو المادة. ثم الصورة إنّما تفعل في غير مادّتها بتوسّط الكيفية التي لمادّتها ذاتية كانت أو عرضية فإنّ الماء الحار إذا امتزج بالماء البارد وانفعلت مادة البارد من الحرارة كما تنفعل مادة الحار من البرودة، وإن لم تكن هناك صورة متسخّنة فالكاسر الصورة بتوسّط الكيفية والمنكسر المادة وذلك بأن تحيل مادة العنصر إلى كيفيتها فتكسر صورة كيفيته فــحينــئذ يحصل كيفية متشابهة في أجزاء المركّب متوسّطة بين الأضداد وهي المزاج.
قال الإمام الرازي لا شبهة في أنّ الشيء لا يوصف بكونه مشابها لنفسه، وإنّما قلنا للكيفية المزاجية إنّها متشابهة لأنّ كلّ جزء من أجزاء المركّب ممتاز بحقيقته عن الآخر فتكون الكيفية القائمة به غير الكيفية القائمة بالآخر إلّا أنّ تلك الكيفيات القائمة بتلك الأجزاء متساوية في النوع وهذا معنى تشابهها. وفي شرح حكمة العين: واعلم أنّ حصول الكيفية أعمّ مما هو بوسط أو بغيره لا الحصول الذي بغير وسط ليخرج المزاج الثاني الواقع بين اسطقسات ممتزجة قد انكسرت كيفيتها بحسب المزاج الأوّل والمراد من كونها متوسّطة أن تكون تلك الكيفية أقرب إلى كلّ واحد من الفاعلين، وكذا إلى كلّ من المنفعلين أو كيفية يستسخن بالقياس إلى البارد وتستبرد بالقياس إلى الحار، وكذا في الرطوبة واليبوسة. وعلى التفسيرين لا تدخل الألوان والطعوم والروائح في الحدّ أمّا على الثاني فظاهر لأنّ شيئا منها لا يتسخن بالنسبة إلى البارد ولا يستبرد بالنسبة إلى الحار، وأمّا على الأوّل فلأنّ المراد من كونها أقرب أن تكون مناسبتها إلى كلّ واحدة من الكيفيات أشدّ من مناسبة بعضها إلى بعض، ومثل ذلك لا تكون إلّا كيفية ملموسة، إذ الطعم ونحوه لا يكون كذلك، إذ المناسبة بين الحرارة والبرودة أشدّ من المناسبة بين الطعم وأحدهما، فلا حاجة حينــئذ إلى تقييد الكيفية بالملموسة كما فعله ابن أبي صادق ولا بالأولية كما فعله الإيلاقي ليخرج الكيفيات التابعة للمزاج لعدم دخولها بدونهما على أنّ ما ذكره الإيلاقي ينتقص بالمزاج الثاني فقد أخلّ بعكسه وإن حافظ على طرده. ومذهب الأطباء أنّ الفاعل والمنفعل هو الكيفية، قالوا الفاعل الكاسر هو نفس الكيفية والمنفعل المنكسر صورة الحرارة فإنّ انكسار صورة البرودة لا تتوقّف على أن يكون ذلك بصورة الحرارة حتى يلزم المحذور المذكور بل يحصل ذلك بنفس الحرارة، فإنّ الماء الفاتر إذا مزج بالماء الشديد البرد يكسر صورة برودتها، وكذلك انكسار صورة الحرارة لا يلزم أن يكون ذلك بصورة البرودة، بل قد يحصل بنفس البرودة كالماء القليل البرد إذا مزج بالماء الشديد الحرارة فإنّه يكسر صورة حرارتها. وإذا كان كذلك فلا مانع من استناد التفاعل إلى الكيفيات. وذهب بعض المتأخّرين كالإمام الرازي وصاحب التجريد إلى أنّ الفاعل الكيفية والمنفعل المادة فتفعل الكيفية في المادة فتكسر صرافة كيفيتها وتحصل كيفية متشابهة في الكلّ متوسّطة هي المزاج.
اعلم أنّه ذهب البعض إلى أنّ البسائط إذا امتزجت وانفعل بعضها من بعض فأدّى ذلك بها إلى أن تخلع صورها فلا تبقى لواحد منها صورته المخصوصة به ويلبس الكلّ حينــئذ صورة واحدة هي حالة في مادة واحدة، فمنهم من جعل تلك الصورة أمرا متوسّطا بين صورها المتضادة، ومنهم من جعل تلك الصورة صورة أخرى من الصور النوعية للمركّب، فالمزاج على الأول عبارة عن تخلّع صورة وتلبّس صورة متوسّطة، وعلى الثاني تخلّع صورة وتلبّس صورة نوعية للمركّب.

التقسيم:
المزاج ينقسم إلى معتدل وغير معتدل، ولهذا التقسيم وجهان: الأول أن يفسّر المعتدل بما يكون بسائطه متساوية كما وكيفا حتى يحصل كيفية عديمة الميل إلى الأطراف المتضادة فيكون حينــئذ على حاق الوسط بينها ويسمّى معتدلا حقيقيا مشتقا من التعادل بمعنى التكافؤ هو لا يوجد في الخارج إذ أجزاؤه متساوية فلا يفسّر بعضها بعضا على الاجتماع، وطبائعها داعية إلى الافتراق قبل حصول الفعل والانفعال، وإنّما اعتبر التساوي كما وكيفا لأنّ امتناع وجوده مبني على تساوي ميول بسائطه، ولا بدّ فيه من تساوي كمياتها لأنّ الغالب في الكمّ يشبه أن يكون غالبا في الميل، وليس هذا وحده كافيا في ذلك التساوي لأنّ الميول قد تختلف باختلاف الكيفيات مع الاتحاد في الحجم كما في الماء المغلي بالنار والمبرّد بالثلج فإنّ ميل الثاني بسبب الكثافة والثّقل اللازمين من التبرّد أشدّ وأقوى من ميل الأول، وربما يكتفى في تفسير المعتدل الحقيقي باعتبار تساوي الكيفيات وحدها في قوتها وضعفها لأنّ ذلك هو الموجب لتوسط الكيفية الحادثة من تفاعلها في حاق الوسط بينها. وإذا عرفت هذا فنقول المزاج إمّا معتدل حقيقي أو غير معتدل، وغير المعتدل منحصر في ثمانية لأنّ خروجه عن الاعتدال إمّا في كيفية مفردة وهو أربعة أقسام:
الخارج عن الاعتدال في الحرارة فقط وهو الحار أو الرطوبة فقط وهو الرطب أو البرودة فقط وهو البارد أو اليبوسة فقط وهو اليابس أو في الحرارة والرطوبة وهو الحار الرطب أو في البرودة واليبوسة وهو البارد اليابس أو في الحرارة واليبوسة وهو الحار. اليابس أو في البرودة والرطوبة وهو البارد الرّطب، والأربعة الأول تسمّى أمزجة مفردة وبسيطة، والثواني مركّبة. والثاني أن يفسّر المعتدل بما يتوفّر عليه من كميات العناصر وكيفياتها القسط الذي ينبغي له وما يليق بحاله ويكون أنسب بأفعاله، مثلا شأن الأسد الجرأة والإقدام وشأن الأرنب الخوف والجبن فيليق بالأول غلبة الحرارة وبالثاني غلبة البرودة، وتسمّى معتدلا فرضيا وطبيا وهو الذي يستعمله الأطباء في مباحثهم، وهو مشتقّ من العدل في القسمة، فهو من أحد الأقسام الثمانية للخارج عن المعتدل الحقيقي لميله إلى أحد الطرفين ويقابله غير المعتدل الطبّي، وهو ما لم يتوفّر عليه من العناصر بكمياتها وكيفياتها القسط الذي ينبغي له، وهو أيضا من أحد الأقسام الثمانية للخارج عن المعتدل الحقيقي، وكلّ من القسمين ثمانية أقسام. فالمعتدل الطبّي قد يعتبر بالنسبة إلى النوع والصنف والشخص والعضو ويعتبر كلّ من هذه الأربعة بالنسبة إلى الداخل تارة وإلى الخارج أخرى فلكلّ نوع من المركّبات مزاج لا يمكن أن توجد صورته النوعية إلّا معه، وليس ذلك المزاج على حدّ واحد لا يتعدّاه وإلّا كان جميع أفراد النوع الواحد كالإنسان مثلا متوافقة في المزاج وما يتبعه من الخلق والخلق بل له عرض فيما بين الحرارة والبرودة وبين الرطوبة واليبوسة ذو طرفين إفراط وتفريط إذا خرج عنه لم يكن ذلك النوع فهو اعتداله النوعي بالنسبة إلى الأنواع الخارجة عنه. فلنفرض أنّ حرارة مزاج الإنسان مثلا لا يزيد على عشرين ولا ينقص من عشرة حتى تكون حرارته متردّدة بين عشر إلى عشرين ففي الإفراط إذا زادت على عشرين لما كان إنسانا بل فرسا مثلا وفي التفريط إذا نقصت من عشرة لم يكن إنسانا بل أرنبا مثلا، فلكلّ مزاج حدّان متى فقدهما لم يصلح ذلك أن يكون مزاجا لذلك النوع، وأيضا لكلّ نوع مزاج واقع في وسط ذلك العرض هو أليق الأمزجة به ويكون حاله فيما خلق له من صفاته وآثاره المختصّة به أجود مما يتصوّر منه، وذلك اعتداله النوعي بالنسبة إلى ما يدخل فيه من صنف أو شخص، فالاعتدال النوعي بالقياس إلى الخارج يحتاج إليه النوع في وجوده ويكون حاصلا لكلّ فرد فرد على تفاوت مراتبه وبالقياس إلى الداخل يحتاج إليه النوع في أجودية كمالاته ولا يكون حاصلا إلّا لأعدل شخص من أعدل صنف من ذلك النوع، وأمّا أعدلية ذلك النوع فغير لازم ولا يكون أيضا حاصلا له إلّا في أعدل حالاته، وقس الثلاثة الباقية عليه. فالاعتدال الصنفي بالقياس إلى الخارج هو الذي يكون لائقا بصنف من نوع مقيسا إلى أمزجة سائر أصنافه كمزاج الهندي بالنسبة إلى غيرهم وله عرض ذو طرفين هو أقل من العرض النوعي إذ هو بعض منه، وإذا خرج عنه لم يكن ذلك الصنف، وبالقياس إلى الداخل هو المزاج الواقع في حاق الوسط من هذا العرض وهو أليق الأمزجة الواقعة فيما بين طرفيه بالصنف إذ به تكون حاله أجود فيما خلق لأجله ولا يكون إلّا لأعدل شخص منه في أعدل حالاته، سواء كان هذا الصنف أعدل الأصناف أو لا، والاعتدال الشخصي بالنسبة إلى الخارج هو الذي يحتاج إليه الشخص في بقائه موجودا سليما وهو اللائق به مقيسا إلى أمزجة أشخاص أخر من صنفه، وله أيضا عرض هو بعض من العرض الصنفي وبالنسبة إلى الداخل هو الذي يكون به الشخص على أفضل حالاته والاعتدال العضوي مقيسا إلى الخارج ما يتعلّق به وجود العضو سالما وهو اللائق به دون أمزجة سائر الأعضاء، وله أيضا عرض إلّا أنّه ليس بعضا من العرض الشخصي ومقيسا إلى الداخل هو الذي يليق بالعضو حتى يكون على أحسن أحواله وأكمل أزمانه. وأمّا غير المعتدل فلأنّه إمّا أن يكون خارجا عما ينبغي في كيفية واحدة ويسمّى البسيط وهو أربعة: حار وبارد ورطب ويابس أو في كيفيتين غير متضادتين ويسمّى المركّب وهو أيضا أربعة، واعترض عليه بأنّ الخارج عن الاعتدالين لمّا لم يكن معتبرا بالقياس إلى المعتدل الحقيقي بل بالقياس إلى الفرضي جاز أن يكون خروجه عن الاعتدال بالكيفيتين المتضادتين، ولا يلزم من ذلك كون المتضادين غالبين ومغلوبين معا إذ ليس المعتبر زيادة كلّ على الأخرى بل على القدر اللائق.
وأجيب بأنّ هذا وهم منشأه عدم اعتبار عرض المزاج وإذا اعتبرناه فلا يرد شيء فإنّا نفرض معتدلا ما ينبغي له من الأجزاء الحارّة من عشرة إلى عشرين ومن الباردة من خمسة إلى عشرة مثلا فهذا المركّب إنّما يكون معتدلا ما دامت الأجزاء على نسبة التضعيف حتى لو صارت الحارة ثلاثة عشر والباردة ستة ونصفا كان معتدلا، ولو اختلفت تلك النسبة فإمّا أن تكون الباردة أقلّ من النصف فيكون المزاج أحرّ مما ينبغي أو أكثر منه فيكون أبرد فلا يتصوّر أن يصير الخارج أحر وأبرد، وقس عليه الرطوبة واليبوسة.
اعلم أنّ كلا من الأمزجة الثمانية الخارجة عن الاعتدال قد يكون ماديا بأن يغلب على البدن خلط يغلب عليه كيفية فيخرجه عن الاعتدال الذي هو حقّه إلى تلك الكيفية كأن يغلب مثلا عليه البلغم فيخرجه إلى البرودة وقد يكون ساذجا بأن يخرج عن الاعتدال لا بمجاورة بل بأسباب خارجة عنه أوجبت ذلك كالمبرّد بالثلج والمسخّن بالشمس وقد يكون جبليا وطبعيا خلق البدن عليه وعرضيا عرض له بعد اعتداله في جبليته. وأيضا ينقسم المزاج إلى أول وثان فالمزاج الأول هو الحادث عن امتزاج العناصر والمزاج الثاني هو الحادث عن امتزاج ذوي الأمزجة كالترياق فإنّ لكلّ من مفرداته مزاجا خاصا وللمجموع مزاجا آخر كذا في بحر الجواهر. وفي الآقسرائي المزاج الأول هو أول مزاج يحدث من العناصر والمزاج الثاني هو الذي يحدث عن امتزاج أشياء لها في أنفسها أمزجة، وامتزاجها ليس امتزاجا صار به الكلّ متشابها قوة وذلك لأنّه إذا كان كذلك صار مزاج ذلك الممتزج مزاجا أولا، ووجه الحصر أنّ المزاج إمّا أن لا يحصل من أشياء لها أمزجة قبل التركيب أو يحصل منها والأول هو الأول والثاني هو الثاني، انتهى. ثم المزاج الثاني قد يكون صناعيا كمزاج الترياق وقد يكون طبعيا كمزاج اللبن فهو عن مائية وجبلية ودسمية، ولكلّ مزاج خاص، وقد يكون قويا فيعسر تفريق أحد بسائطه عن الآخر لا بالطبخ ولا بالنار ويسمّى مزاجا موثقا كمزاج الذهب فإنّه مركّب من جوهر مائي يغلب عليه الرطوبة وجوهر أرضي يغلب عليه اليبوسة، وقد امتزجا امتزاجا لا يقدر النار على تفريقهما، وقد يكون رخوا لا يعسر تفريق بسائطه، فإمّا أن يحلّله النار دون الطبخ كالبابونج فإنّ فيه قوة قابضة ومحلّلة لا تفترقان بالطبخ، أو الطبخ دون الغسل كالعدس فإنّ فيه قوة محلّلة تخرج بالطبخ في مائيته ويبقى القوة الأرضية في جرمه، أو الغسل كالهندباء فإنّ جزؤها المفتّح الملطّف يزول بالغسل ويبقى الجزء المائي البارد، وقول الأطباء هذا الدواء له قوة مؤلّفة من قوى متضادة يعني بها هذا المزاج الثاني الرخو.
فائدة:
اتفقوا على أنّ أعدل أنواع المركّبات أي أقربها إلى الاعتدال الحقيقي نوع الإنسان لأنّ النفس الناطقة أشرف وأكمل ولا يخلّ في إفاضة المبدأ بل هي بحسب استعدادات القوابل، فاستعداد الإنسان بحسب مزاجه أشدّ وأقوى فيكون إلى الاعتدال الحقيقي أقرب واختلفوا في أعدل الأصناف من نوع الإنسان. فقال ابن سينا وسكان خط الاستواء تشابه أحوالهم في الحرّ والبرد لتساوي ليلهم ونهارهم أبدا. وقال الامام الرازي سكان الإقليم الرابع لأنّا نرى أهلها أحسن ألوانا وأطول قدودا وأجود أذهانا وأكرم أخلاقا، وكلّ ذلك يتبع المزاج، والتحقيق يطلب من الآقسرائي وشرح التذكرة.
فائدة:
القول بالمزاج مبني على القول بالاستحالة والكون والفساد إذ الكيفية المتشابهة لا تحصل إلّا بهما. أمّا الأول فظاهر لما عرفت، وأمّا الثاني فلأنّ النار لا تهبط عن الأثير بل يتكوّن هاهنا وكان من المتقدّمين من ينكرهما معا كانكساغورس وأصحابه القائلين بالخليط فإنّهم يزعمون أنّ الأركان الأربعة لا يوجد شيء منها صرفا بل هي مختلفة من تلك الطبائع ومن سائر الطبائع النوعية كاللحم والعظم والعصب والتمر والعسل والعنب وغير ذلك، وإنّما يسمّى بالغالب الظاهر منها وعند ملاقاة الغير يعرض لها أن يبرز منها ما كان كامنا فيها فيغلب ويظهر للحسّ بعد ما كان مغلوبا غائبا عنه لا على أنّه حدث بل على أنّه برز، ويكمن فيها ما كان بارزا فيصير مغلوبا وغائبا بعد ما كان غالبا وظاهرا. فالماء إذا تسخّن لم يستحل في كيفية بل كان فيه أجزاء نارية كامنة فبرزت بملاقاة النار، وهؤلاء أصحاب الكمون والبروز. وقوم يزعمون أنّ الظاهر ليس على سبيل البروز، بل على سبيل النفوذ في غيره من خارج كالماء مثلا فإنّه إنّما يتسخّن بنفوذ أجزاء نارية فيه من النار المجاورة له، وهؤلاء أصحاب الفشو والنفوذ.
والمذهبان متقاربان فإنّهما مشتركان في أنّ الماء لم يستحل حارا، لكن الحار نار يخالطه فيعترفان في أنّ أحدهما يرى أنّ النار برزت من داخل الماء، والآخر يرى أنّها وردت عليه من خارجه. وإنّما دعاهم إلى ذلك الحكم لامتناع الاستحالة والكون والفساد. هكذا يستفاد من شرح حكمة العين وشرح المواقف وشرح التجريد وغيرها. والمزاج في اصطلاح أهل الرّمل نسبة شكل لليل أو للنهار كما يقولون:
في شكل الشمس إذا كان واقفا في الأول يوم الأحد وليلة الخميس فله مزاج. هكذا في بعض الرسائل.
(المزاج) رجل مزاج مخلط كَذَّاب لَا يثبت على خلق إِنَّمَا هُوَ ذُو أَخْلَاق متقلبة

فضض

ف ض ض

فَضَضْتُ الشيءَ أُفضُّه فَضّا فهو مفْضوض وفَضِيض كسَّرتُه وفرَّقْتُه وفِضَاضُةُ وفُضاضَتُه ما تكَسَّرَ منه قال النابغةُ

(تَطيرُ فَضاضاً بينها كُلُّ قَوْنَسٍ ... ويَتْبَعُها مِنْهم فَراشُ الحَوَاجِبِ) وفي الحديث لا يَفْضُض اللهُ فَاكَ أي لا يكسر أسنانَك والفَمُ هاهُنا الأسنانُ كما يقال سَقَط فوه يَعْنُونَ الأَسنانَ وبعضُهم يقول لا يَفُضُّ اللهُ فاكَ أي لا يَجْعَلُه فَضاءً لا أسنانَ فيه والقولُ الأوّلُ أكْثَرُ والفَضَّة الصَّخْرُ المَنْثورُ بعضُه فوق بعضٍ وجمعُه فِضَاضٌ وتفَضَّض القومُ وانْفضُّوا تفرّقُوا وفي التنزيل {لانفضوا من حولك} آل عمران 159 والاسمُ الفَضَضُ وتَمْرٌ فَضٌّ مُتفرِّقٌ لا يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ عن ابن الأعرابيِّ وفَضَضْتُ ما بينهما قَطَعْتُ وكل ما انْقَطع من شيءٍ أو تفرَّق فَضَضٌ وفي الحديث إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أَباكَ وأنتَ في صُلْبِه فأنتَ فَضَضٌ من لَعْنَةِ الله قال ثعلبٌ معناه أي خَرجْتَ من صُلْبِه مُتَفَرِّقا والفَضِيضُ من النَّوَى الذي يُقْذَفُ من الفَمِ والفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقيل السائلُ وقد افْتَضَضْتُه ومكان فَضيضٌ كثيرُ الماءِ وناقةٌ كثيرةُ فَضيضِ اللبنِ يَصفُونها بالغَزارةِ ورَجلٌ كثيرُ فَضِيضِ الكَلامِ يصفه بالكَثَارةِ وأفَضَّ العَطاءَ أجْزَلهُ والفِضَّةُ من الجواهرِ معروفةٌ والجمع فِضَضٌ وشيءٌ مُفَضَّضٌ مُمَّوه بالفِضَّةِ وحكى سيبَوَيْه تَفَضَّيْتُ من الفِضَّة أراد تَفَضَّضْتُ ولا أدْري ما عَنَي بهِ أتَّخَذْتُها أم اسْتَعْمَلْتُها وهو من تَحويلِ التَّضعِيف وفَضَاضٌ اسمُ رَجُلِ وما جاء في الحديث كانت المرأةُ إذا تُوُفّيَ عنها زوجُها دخَلتْ حِفْشاً ولبِست شَرَّ ثِيابِها حتى تمر بها سنة ثم يُؤْتَى بِدابَّةٍ شاةٍ أو طائرٍ فتفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إلا مات قيل في تفسيرِ تَفْتَضّ تَمْسَحُ به قُبُلَها عن ابنِ قُتَيْبة حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن وأمْرُهُم فَيْضُوضَي بينهم وفَيْضُوضآء بَيْنَهُم وفَيْضيِضَي وفَيْضِيضاءُ وفَوْضوُضَي بينهم وفَوْضُوضاء بينهم كلّه عن اللحيانيِّ أيضاً ودِرْعٌ فَضْفَاضٌ وفَضْفَاضَة وفَضُفَاضة واسعةٌ وكذلك الثوبُ وقد فَضْفَضَه إذا وَسَّعهُ قال كثُيِّرُ عَزَّةَ

(فَنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيّةً فأعادَها ... غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ)
فضض: {انفضوا}: تفرقوا، وأصله الكسر. 
ف ض ض : فَضَضْتُ الْخَتْمَ فَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ كَسَرْتُهُ وَفَضَضْتُ الْبَكَارَةَ أَزَلْتُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْخَتْمِ قَالَ الْفَرَزْدَقُ
فَبِتْنَ بِجَانِبَيَّ مُصَرَّعَاتٍ ... وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الْخِتَامِ
مَأْخُوذٌ مِنْ فَضَضْتُ اللُّؤْلُؤَةَ إذَا خَرْقَتُهَا وَفَضَّ اللَّهُ فَاهُ نَثَرَ أَسْنَانَهُ وَفَضَضْتُ الشَّيْءَ فَضًّا فَرَّقْتُهُ فَانْفَضَّ وَفِي التَّنْزِيلِ {لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] . 
ف ض ض: (الْفَضُّ) الْكَسْرُ بِالتَّفْرِقَةِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (فَضَّ) خَتْمَ الْكِتَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ» وَلَا تَقُلْ: لَا يُفْضِضْ بِضَمِّ الْيَاءِ. وَ (انْفَضَّ) الشَّيْءُ انْكَسَرَ. وَ (فَضَّ) الْقَوْمُ (فَانْفَضُّوا) أَيْ فَرَّقَهُمْ فَتَفَرَّقُوا. وَكُلُّ شَيْءٍ تَفَرَّقَ فَهُوَ (فَضَضٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَأَمَّا (الْفِضَضُ) بِكَسْرِ الْفَاءِ فَجَمْعُ (الْفِضَّةِ) ، وَ (الْفِضَّةُ) مَعْرُوفَةٌ. وَلِجَامٌ مُفَضَّضٌ أَيْ مُرَصَّعٌ بِالْفِضَّةِ. 

فضض


فَضَّ(n. ac. فَضّ)
a. Broke; loosed; solved (difficulty).
b. Bored, perforated (pearl).
c. Broke up, separated, dispersed, scattered.
d. [acc. & 'Ala], Divided, distributed, parted amongst.
e. Poured out, shed (tears).
f. see VIII (a)
فَضَّضَa. Silvered, plated.

تَفَضَّضَa. Was broken up, separated; dispersed, scattered.

إِنْفَضَضَa. see Vb. Broke, was broken, severed.
c. Flowed, ran.

إِفْتَضَضَa. Defloured, devirginated.
b. Poured out (water).
فَضّa. Scattered, strewn about.
b. Scattered band or company.

فَضَّةa. see 2t (c)
فِضَّة
(pl.
فِضَض)
a. Silver.
b. Para (coin).
c. (pl.
فِضَض فِضَاْض), Stony tract of land.
فِضِّيّa. Silver, silvery.

فَضَضa. Splinters; bits, fragments.
b. Drops, sprinklings.

مِفْضَضَةa. see 45
فَاْضِضَة
(pl.
فَوَاْضِضُ)
a. Misfortune, calamity.

فِضَاْض
فُضَاْضa. see 4 (a)
فَضِيْضa. Broken.
b. see 4 (a)c. Sweet (water).
مِفْضَاْضa. Harrow.
[فضض] الفَضُّ: الكسرُ بالتفرقة. وقد فَضَّهُ يَفُضُّهُ، وفَضَضْتُ ختمَ الكتابِ. وفي الحديث: " لا يَفْضُضِ الله فاكَ " ولا تقل بكسر: لا يُفْضِضْ. والمِفَضَّةُ : ما يُفَضُّ به المدر. وفضاض الشئ: ما تفرق منه عند كسرك إيَّاه. وانْفَضَّ الشئ، أي انكسر. وفضضت القوم فانْفَضُّوا، أي فرَّقتهم فتفرَّقوا. وكلُّ شئ تفرق فهو فضض. وفى الحديث: " أنت فَضَضٌ من لعنة الله " يعني ما انْفَضَّ من نطفة الرجل وتردَّد في صلبه. والفاضة: الداهية. وتفضض الشئ، أي تفرَّقَ. والفَضيضُ: الماء العذب. وقد افْتَضَضْتُ الماءَ، إذا أصبتَه ساعةَ يخرج. وقال أبو عبيد: الفضيض الماء السائل. والفضة معروفةٌ، ولجامٌ مُفَضَّضٌ، أي مرصَّعٌ بالفضة. والفضفضة: سعة الثوب والدرع والعيشِ. يقال: ثوبٌ فَضْفاضٌ، وعيشٌ فَضْفاضٌ، ودرعٌ فَضْفاضَةٌ، أي واسعةٌ.
ف ض ض

فض ختم الكتاب وغيره. قال الفرزدق:

فبتن بجانبيّ مصرعات ... وبتّ أفضّ أغلاق الختام

وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعباس رضي الله تعالى عنه: " لا يفضض الله فاك " وفضضت حلقة القوم فانفضوا. وفضّ الله جمعهم. قال:

إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم ... ونجمعهم إذا كانوا بداد

وخرز فض: منتشر. قال ذو الرمة:

كأن أدمانها والشمس جانحة ... ودعٌ بأرجائها فضّ ومنظوم

وخرجنا من فضض الحصى وهو ما تفرّق منه. وخرج فضضٌ من الناس أي فرق متفرّقة. وأصابه فضض من الماء أي نشر منه وهو ما يسيل على عضوه إذا توضأ. وقالت عائشة رضي الله عنها لمروان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله أي قطعة منها. وأعطني فضضاً من سواكٍ: قطعة منه. وتقول: كيف يعطيك فضضاً، من لا يعطيك فضضاً. وتقول: صاروا رضاضاً، وطاروا فضاضاً. وقال النابغة:

يطير فضاضاً بينها كل قونس ... ويتبعها منهم فراش الحواجب

وانفضّ الماء وارفضّ. ودرع فضفاضة: واسعة. وبطن فضفاض.

ومن المجاز: فضّ الله خدمتكم. ورجل فضفاض: كثير العطاء. وسحابة فضفاضة: غزار. وعيش فضفاض: واسع.
[فضض] في ح العباس: يا رسول الله! إني أمتدحك، فقال: قل لا "يفضض" الله فاك! فأنشده الأبيات القافية، أي لا يسقط الله أسنانك، من: فضه- إذا كسره. ومنه ح النابغة: لما أنشده القصيدة الرائية قال: لا "يفضض" الله فاك! فعاش مائة وعشرين سنة لم يسقط له سن. وح: ثم جئت بهم لبيضتك "لتفضها"، أي تكسرها. وح عذاب القبر: حتى "يفض" كل شيء. وح: لا يحل لك أنالشيب: يقبض ثلاث أصابع من "فضة" فيها من شعر، وروى: من قصة فالمراد بالفضة شيء مصنوع منها قد ترك فيه الشعر، فأما بقاف وصاد مهملة فهي الخصلة من الشعر. غ: "انفضوا": تفرقوا، ومنه: "انفضت" أوصاله. ولماء و"افتضه": صبه.
فضض
فَضَّ فَضَضْتُ، يَفُضّ، افْضُضْ/ فُضَّ، فَضًّا، فهو فاضّ، والمفعول مَفْضوض
• فضَّ خَتْمَ الشيء: كسره، فكّه.
• فضَّ النِّزاعَ: أزاله، حسَمه وقضى على أسبابه "فضَضْتُ خلافَهما- فضَّ التدخلُ بحكمةٍ النزاعَ بين الدولتين".
• فضَّ الرسالةَ: فتحها.
• فضَّ الاجتماعَ/ فضَّ الجَمْعَ: أنهاه، فرّق المجتمعين "فضّ المظاهرةَ- فضضتُ الجلسةَ" ° فضَّ الله خدمتهم: فرَّق جماعتهم.
• فضَّ عُذْرةَ المرأة: أزالها "فضَّ بكارتها".
• فضَّ الماءَ: صبّه "فضَّ الكأس".
• فضَّ اللؤلؤةَ: خرقَها، ثقبها.
• فضَّ اللهُ فاه: نثر أسنانه? لا فُضَّ فوك: لا نثرت أسنانك، وهو تعبير يقال استحسانًا لما قاله المتكلم، حتَّى يبقى فصيحًا.
• فضَّ الشيءَ على القوم: فرَّقه وقسَّمه. 

افتضَّ يفتضّ، افتَضِضْ/ افتَضَّ، افتضاضًا، فهو مُفتضّ، والمفعول مُفتضّ
• افتضَّ الشَّيءَ: فضَّه. 

انفضَّ ينفضّ، انفَضِضْ/ انفَضَّ، انفضاضًا، فهو مُنفضّ
• انفضَّ الجمعُ: تفرَّقوا وذهبوا "انفضّ الاجتماع- انفضّت الجلسة/ المظاهرة- {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ".
• انفضَّ الشَّيءُ: انكسر "انفضّ ختمُ الكتاب".
• انفضَّت الدُّموعُ: انصبّت. 

فضَّضَ يفضِّض، تفضيضًا، فهو مُفضِّض، والمفعول مُفضَّض
• فضَّض الملاعِقَ: طلاها بالفضَّة، حلاَّها بها "ورق مُفضَّض". 

فُضَاضَة [مفرد]: ما تفرَّق من الشيء عند كسره. 

فَضّ [مفرد]: مصدر فَضَّ. 

فِضَّة [مفرد]: ج فِضاض وفِضَض: (كم) لُجَيْن، مَعْدِن أبيض جيد التوصيل للحرارة والكهرباء قابل للسحب والطَّرق والصَّقل، يستعمل في صُنع النقود وأدوات الزينة وبعض الأدوات المنزليّة، كما تستعمل أملاحه في التصوير الضوئيّ وأيضًا يستعمل كمزيج في معالجة الأسنان والاتصالات الكهربائية والدوائر المطبوعة "خاتم من الفضة- رأيت النَّاسَ منفضَّة ... إلى من عنده فِضّة: يوجد الإنسان حيث توجد منفعته إلا القليل من الناس- {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ} " ° الكلام من فِضَّة والسُّكوت من ذهب. 

فِضِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فِضَّة: مصنوع من الفِضَّة أو محتوٍ عليها "خاتم فِضِّي- أوانٍ فِضِّيَّة".
2 - له لون الفضة "سيارة فضيّة: لونها رماديّ فاتح". 

فِضِّيّات [جمع]: أوانٍ وأدوات منزلية مُفضّضة أو مصنوعة من الفضَّة "اشترت لابنتها طقم فضيّات كامل". 

فِضِّيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فِضَّة.
• الميدالية الفِضِّيَّة: ميدالية تُمنح للفائز في سباق ما بالدَّرجة الثَّانية بعد الميدالية الذَّهبيَّة. 

مُنْفَضّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفضَّ.
2 - مُنْتَهٍ "اجتماع اليوم مُنْفَض من الآن". 

فضض: فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً، فهو مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ: كسرتُه

وفَرَّقْتُه، وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه: ما تكسَّر منه؛ قال

النابغة:تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ،

ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ

وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه، وكل شيء كسرْتَه، فقد فضَضْتَه.

وفي حديث ذي الكِفْلِ: إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم؛ هو

كناية عن الوطْءِ. وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه. وفُضاضُ

وفِضاضُ الشيء: ما تفرق منه عند كسرك إِياه. وانْفَضَّ الشيءُ: انكسر. وفي

حديث الحديبية: ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها؛

ومنه حديث معاذ في عذاب القبر: حتى يفض كل شيءٍ. وفي الدعاء: لا يَفْضُضِ

اللّهُ فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك، والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال: سقَط

فوه، يعنون الأَسنان، وبعضهم يقول: لا يُفْضِ اللّهُ فاك أَي لا يجعله

فَضاء لا أَسنان فيه. قال الجوهري: ولا تقل لا يُفْضِضِ اللّه فاكَ، أَو

تقديره لا يكسر اللّه أَسنانَ فِيكَ، فحذف المضاف. يقال: فَضَّه إِذا

كسره؛ ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال: لا يَفْضُضِ

اللّه فاك، قال: فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ. وللإِفْضاءُ:

سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل، والقولُ الأَول أَكثر. وفي حديث

العباس بن عبد المطلب أَنه قال: يا رسول اللّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك،

فقال: قل لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ، ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة، ومعناه

لا يُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ، والفم يقوم مقام الأَسنان. وهذا من فَضِّ

الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها.

والمِفَضُّ

(* قوله «والمفض إلخ» كذا هو بالنسخ التي بأيدينا.)

والمِفْضاضُ: ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ. والمِفَضَّةُ: ما يُفَضُّ

به المَدَرُ.

ويقال: افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها.

والفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض، وجمعه فِضاضٌ.

وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا. وفي التنزيل: لانْفَضُّوا من حوْلِك،

أَي تفرَّقوا، والاسم الفَضَضُ. وتَفَضَّضَ الشيء: تفرَّقَ. والفَضُّ:

تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم، يقال: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي

فرَّقْتهم؛ قال الشاعر:

إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ،

ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ

وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ، فهو فَضَضٌ. ويقال: بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر

متفرِّقُون. وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس: أَما

بعد فالحمد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم؛ قال أَبو عبيد: معناه كسَر

وفرَّق جمعكم. وكل مُنكسر متفرِّق، فهو مُنْفَضٌّ. وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ

وجمعها خدامٌ، وقال شمر في قوله: أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم،

يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم. وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته، فقد

فضَضْتَه. وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب، وقال

المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر:

فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً،

ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ

يقول: يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ. وتَمْر فَضٌّ: متفرِّق لا يَلْزَقُ

بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابي. وفَضَضْتُ ما بينهما: قَطَعْتُ.

وقال تعالى: قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً؛ يسأَل

السائلُ فيقول: كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها؟ قال

الزجاج: معنى قوله قوارير من فضة أَصلُ القَوارِيرِ التي في الدنيا من

الرمل، فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِيرِ أَن أَصلها من فِضَّة يُرى من

خارجها ما في داخلها؛ قال أَبو منصور: أَي تكون مع صَفاء قواريرها آمِنة

من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة، قال: وهذا من أَحسن ما قيل فيه. وفي حديث

المسيب: فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فيها من شعر، وفي رواية: من فضة أَو

قُصَّة، والمراد بالفضة شيء مَصُوغٌ منها قد ترك فيه الشعر، فأَمّا بالقاف

والصاد المهملة في الخُصْلةُ من الشعر.

وكلُّ ما انْقَطع مع شيءٍ أَو تفرَّق: فَضَضٌ. وفي الحديث عن عائشة، رضي

اللّه عنها، قالت لمروان: إِنَّ رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،

لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ في صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه؛ قال ثعلب:

معناه أَي خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً، يعني ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل

وتَرَدَّدَ في صُلْبه، وقيل في قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه: أَرادت

إِنكَ قِطْعة منها وطائفة منها. وقال شمر: الفُضُضُ اسم ما انْفَضَ أَي

تفرَّق، والفُضاضُ نحوه. وروى بعضهم هذا الحديث فُظاظةٌ، بظاءين، من

الفَظِيظِ وهو ماءُ الكَرِشِ، وأَنكره الخطابي. وقال الزمخشري: افْتَظَظْتُ

الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها، كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ

من الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ.

والفَضِيضُ من النَّوَى: الذي يُقْذَفُ من الفم. والفَضِيضُ: الماءُ

العَذْبُ، وقيل: الماءُ السائل، وقد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يخرج.

ومكان فَضِيض: كثير الماء. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: أَنه سئل عن رجل

قال عن امرأَة خطبها: هي طالق إِن نكَحْتُها حتى آكلَ الفَضِيضَ؛ هو

الطَّلْع أَولَ ما يظهر. والفَضِيضُ أَيضاً في غير هذا: الماء يخرج من العين

أَو ينزل من السحاب، وفَضَضُ الماء: ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به.

وفي حديث غَزاةِ هَوازِنَ: فجاء رجل بنُطْفةٍ في إِداوَةٍ فافْتَضَّها

أَي صَبَّها، وهو افْتِعالٌ من الفَضِّ، ويروى بالقاف، أَي فتح رأْسها.

ويقال: فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه، وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ.

ورجل فَضْفاضٌ: كثير العطاء، شُبِّه بالماء الفَضْفاض.

وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر على فخذيها. والفَضَضُ: المتفرِّق

من الماء والعَرَق؛ وقول ابن مَيّادةَ:

تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ،

حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ

قال: الفَضِيضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ والبَرَدِ. وفي حديث عمر:

أَنه رَمى الجَمْرَةَ بسبع حَصَياتٍ ثم مضَى فلما خرج من فَضَضِ الحَصى

أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه؛ قال أَبو عبيد: يعني ما تفرَّق منه،

فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول، وكذلك الفَضِيضُ. وناقة كثيرةُ فَضِيضِ اللبن:

يَصِفُونها بالغَزارةِ، ورجل كثير فَضِيض الكلام: يصفونه بالكَثارة.

وأَفَضَّ العَطاءَ: أَجْزَلَه.

والفِضَّةُ من الجواهر: معروفة، والجمع فِضَضٌ. وشيءٌ مُفَضَّضٌ:

مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة. وحكى سيبويه: تَفَضَّيْتُ من الفضة،

أَراد تَفَضَّضْت؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنَى به أَتخذْتُها أَم

استعملتُها، وهو من تحويل التضعيف. وفي حديث سعيد بن زيد: لو أَنَّ أَحدَكم

انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَ له أَن يَنْفَضّ؛ قال شمر: أَي

يَنْقَطِعَ ويتفرّق، ويروى يَنْقَضّ، بالقاف، وقد انْفَضَّتْ أَوصالُه إِذا

تفرَّقت؛ قال ذو الرمة:

تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ

وفَضّاضٌ: اسم رجل، وهو من أسماء العرب. وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت

امرأَة إِلى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: إِن ابْنتي

توُفِّيَ عنها زوجُها وقد اشْتَكَتْ عَيْنَها، أَفَتَكْحُلُها؟ فقال رسول اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم: لا مرتين أَو ثلاثاً إِنما هي أَربعةَ أَشهر

وعَشْراً وقد كانت إِحْداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعَرة على رأْس الحول؛

قالت زينبُ بنتُ أُم سلَمَة: ومعنى الرمي بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت

إِذا توُفِّيَ عنها زوجها حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها ولم تَمَسَّ

طِيباً حتى تَمُرَّ بها سنةٌ، ثم تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر

فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَى

بعرةً فَتَرْمي بها؛ وقال ابن مسلم: سأَلت الحجازيين عن الافْتِضاضِ فذكروا

أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل ولا تَمَسُّ ماء ولا تَقْلِمُ ظُفْراً

ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً، ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ،

ثم تَفْتَضُّ بطائر وتَمْسَحُ به قُبُلَها وتَنْبِذُه فلا يكاد يَعِيشُ

أَي تكسِرُ ما هي فيه من العِدَّة بذلك؛ قال: وهو من فَضَضْتُ الشيءَ إِذا

كسَرْتَه كأَنها تكون في عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فيه وتخرج منه

بالدابة؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالقاف والباء الموحدة، قال أَبو منصور:

وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أَنه روى هذا الحرف فَتَقْبِضُ، بالقاف

والباء المعجمة بواحدة والصاد المهملة، وهو مذكور في موضعه.

وأَمرهم فَيْضُوضَى بينهم وفَيْضُوضاء بينهم وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء

وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بينهم؛ كلها عن اللحياني.

والفَضْفَضَةُ: سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ. ودِرْعٌ فَضْفاضٌ

وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ: واسِعةٌ، وكذلك الثوبُ؛ قال عمرو بن مَعْدِ

يكَرِب:وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً،

كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ

وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ؛ وفي حديث سطيح:

أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ

أَراد واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن، وقيل: أَراد كثرة

العطاء. ومنه حديث ابن سيرين قال: كنت مع أَنَس في يوم مطر والأَرض

فَضْفاضٌ أَي قد عَلاها الماء من كثرة المطر. وقد فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ:

وَسَّعَهما؛ قال كثيِّر:

فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً، فأَعادَها

غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ

والفَضْفاضُ: الكثيرُ الواسعُ؛ قال رؤبة:

يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ

وعَيْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ. وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كثيرة الماء. وجارِيةٌ

فَضْفاضة: كثيرة اللحم مع الطُّولِ والجسم؛ قال رؤبة:

رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ

الليث: فلان فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم؛ قال أَبو منصور: والمعروف

فلان نُضاضةُ ولدِ أَبيه، بالنون، بهذا المعنى.

الفراء: الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ.

فضض
(! الفَضُّ: الْكسر بالتفرقة) ، وَقد {فَضَّه} يَفُضًه كَمَا فِي الصِّحَاح، وَأنْشد اللَّيْث:
(إِذا اجْتَمعُوا {فَضَضًنَا حجرتيهم ... ونجمعهم إِذا كَانُوا بداد)
وَيُقَال:} الفَضُّ: تفريقك حَلقَة من النَّاس بعد اجتماعه. يُقَال: {فَضَضٌتُهُمْ} فانْفَضُّوا، أى فرقتهم فَتَفَرَّقُوا. وَقَالَ المؤرخ: الفض: الْكسر. وروى لخداش بن زُهَيْر:
(فَلَا تحسبى أَنِّي تبدلت ذلة ... وَلَا {- فَضَّنِى فِي الكور بعْدك صائغ)
(و) } الفَضُّ: (فك خَاتم الْكتاب) . وَيُقَال: {فَضَضْتُ الْخَاتم عَن الْكتاب،} وفَضَضْتُ خَتمه وفككته، أى كَسرته، وكل شَيْء كَسرته فقد {فَضَضْتَهُ، وَمِنْه الحَدِيث: " قل، لَا} يَفْضُضِ الله فَاك " قَالَه للْعَبَّاس حِين استأذنه فِي الامتداح، أى لَا يكسر أسنانك، والفم هُنَا الْأَسْنَان، كَمَا يُقَال سقط فوه يعنون الْأَسْنَان وَكَذَا للنابغة يعنون الْأَسْنَان وَكَذَا للنابغة الْجَعْدِي حِين أنْشدهُ. قله " أَجدت لَا {يَفْضُضِ الله فَاك " فنيف على الْمِائَة، وَكَأن فَاه الْبرد المنهل، ترف غروبه، ويروى: فَمَا سَقَطت لَهُ سنّ إِلَّا فغرت مَكَانهَا سنّ. ويروى: فغبر مائَة سنة لم} تَنْفَضَّ لَهُ سنّ. قَالَ الْجَوْهَرِي وَلَا تقل يفضض. قلت: وَجوزهُ بَعضهم وَتَقْدِيره: " لَا يكسر الله أَسْنَان فِيك، فَحذف الْمُضَاف. وَيُقَال: الْإِفْضَاء: سُقُوط الْأَسْنَان من أَعلَى وأسفل، وَالْقَوْل الأول أَكثر. (و) الفض: (النَّفر المتفرقون) ، يُقَال: بهَا فض من النَّاس، أى نفر متفرقون. ( {والمِفَضَّةُ} والمِفْضَاضُ، بكسرهما: (مَا يفض لَهُ الْمدَار) ، أى مدَار الأَرْضالمثارة، ألأولى ذكرهَا الْجَوْهَرِي وَالثَّانيَِة الصَّاغَانِي. ( {والفُضَاضُ، بِالضَّمِّ: مَا تفرق من الشَّيْء عِنْد الْكسر) ، نَقله الْجَوْهَرِي. قَالَ الصَّاغَانِي: (وَيكسر) ، وَأنْشد للنابغة الذبياني:
(تطير} فُضَاضاً بَينهم كل قونس ... ويتبعها مِنْهُم فرَاش الحواجب)
(و) {الفُضَاضُ أَيْضا: (ع) ، قَالَ قيس بن العيزارة:
(وردنا الفضاض قبلنَا شيفاتنا ... بأرعن ينفى الطير عَن كل موقع)
(و) } فَضَّاضٌ، (كتكتان) ، اسْم رجل، وَهُوَ من أَسمَاء العر ب. قَالَ روبة فَلَو رَأَتْ بنت أبي فضاض شزري العدا من شناة الأبغاض {وفَضَّاضٌ أَيْضا: (لقب موألة بن عَامر بن مَالك) ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَهُوَ غلط، وَالصَّوَاب أَنه لقب موألة بن عَائِذ بن ثَعْلَبَة، وموألة بن عَامر بن مَالك جده أمه، فَإِن أمة رهم بنت موألة هَذَا. وَمن إخْوَة فضاض عبد الله وَرَبِيعَة، ابْنا عَائِذ، وأمهما هجيمة بنت جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة، كَذَا حَقَّقَهُ ابْن الْكَلْبِيّ وَنَقله الصَّاغَانِي فِي الْعباب. (} والفَضَضُ محركة: مَا انْتَشَر من المَاء إِذا تطهر بِهِ، {كالفَضِيضِ) ، وهما فعل وفعيل بِمَعْنى مفعول. قَالَ امرؤا الْقَيْس:
(بميث دماث فِي رياض دميثة ... تحيل سواقيها بِمَاء} فَضِيضِ)
(وكل متفرق ومنتشر) ! فَضَضٌ. (وَمِنْه " قَول عَائِشَة، رَضِي الله عَنْهَا، لمروان) حِين كتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَةثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، والأزهري فِي " التَّهْذِيب "، وَابْن فَارس فِي " الْمُجْمل ". قلت: وَكَذَلِكَ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح. (و) الفضيض: (كل متفرق من مَاء الْمَطَر وَالْبرد والعرق. قَالَ ابْن ميادة:
(تجلو بأخضر من فروع أراكة ... حسن المنصب {كالفَضِيضِ الْبَارِد)
(} والفِضَّةُ) ، بِالْكَسْرِ، (م) ، من الْجَوَاهِر، جمعه فضَض. (و) فِي التَّهْذِيب: و (قَوْله تَعَالَى) : {كَانَت قَوَارِير (قَوَارِير من {فِضَّةٍ} قدروها تَقْديرا} يسْأَل السَّائِل فَيَقُول: كَيفَ تكون الْقَوَارِير من فضَّة وجوهرها غير جوهرها؟ قَالَ الزّجاج: أصل الْقَوَارِير الَّتِي فِي الدُّنْيَا من الرمل، فَأعْلم الله عز وَجل فضل تِلْكَ الْقَوَارِير الَّتِي فِي الدُّنْيَا من الرمل، فَأعْلم الله عز وَجل فضل تِلْكَ الْقَوَارِير، أَن أضلها من فضَّة يرى من خَارِجهَا مَا فِي داخلها. قَالَ الْأَزْهَرِي (أى تكون مَعَ صفاء قواريرها آمِنَة من الْكسر، قَابِلَة للجبر) ، مثل الْفضة، قَالَ: وَهَذَا أحسن مَا قيل فِيهِ. (و) قَالَ ابْن عباد: الْفضة: (الْحرَّة الشاهقة وتفتح، ج فضَض، وفضاض) قَالَ: (} وفِضَاضُ الْجبَال: الصخر المنثور بعضه على بعض) جمع {فَضَّةٍ، بِالْفَتْح. (و) قَالَ الْفراء: (} الفَاضَّةُ: الداهية، ج {فَوَاضُّ) ، كَأَنَّهَا تفض مَا أَصَابَت وتهده. (وَدرع} فَضْفاَضٌ {وفَضْفَاضَةٌ: وَاسِعَة) . قَالَ عَمْرو بن معد يكرب:
(وأعددت للحرب} فَضْفَاضَةً ... كَأَنَّهُ مطاويها مبرد)
وَقَالَ آخر: {والفَضْفَاضَةُ: الجَارِيَةُ اللَّحِيمَةُ الجَسِيمَةُ: الطَّوِيلَةُ. قَالَ رُؤْبَةُ: أَزمانَ ذَاتُ الكَفَل الرَّضْرَاضِ رَقْراقَةٌ فِي بُدْنِها الفَضْفَاضِ} وافْتَضَّها: افْتَرَعَها، مِثْلُ اقْتَضَّهَا، بالقَافِ. و {افْتَضَّ الماءَ: صَبَّه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ. وَمِنْه حَدِيثُ غَزْوَةِ هَوَازِنَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بنُطْفَةٍ من إِدَاوَةٍ} فافْتَضَّهَا، فأَمَرَ بهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فصُبَّتْ فِي قَدَحٍ فتَوَضَّأْنا كُلُّنَا ويُرْوَى بالقَافِ أَيضاً، أَي فَتَحَ رَأْسَهَا. أَو {افْتَضَّهُ: أَصَابَهُ ساعَةَ يَخْرُجُ، كَمَا فِي الصّحاح، أَيْ من العَيْنِ، أَوْ يَصُوبُ من السَّحَابِ.} افتَضَّت المَرْأَةُ: كَسَرَتْ عِدَّتَهَا بمَسِّ الطِّيب أَوْ بغَيْرِه، كقَلْمِ الظُّفرِ، أَو نَتْفِ الشَّعرِ من الوَّجْهِ، أَو دَلَكَتْ جَسَدَها بدَابَّةٍ أَو طَيْرٍ لِيَكُونَ ذلِكَ خُرُوجاً عَن العِدَّةِ، أَوْ كَانَتْ مِنْ عادَتِهم أَنْ تَمْسَح قُبُلَها بطَائِرٍ وتَنْبِذَه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَت امرأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ)
فقَالَت: إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا، أَفَتَكْحُلُهُما فقالَ: لَا، مَرَّتَيْنِ أَو ثَلاثاً إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً. وَقد كَانَت إِحْدَاكُنَّ تَرْمِي بالبَعرَةِ على رأْسِ الحَوْلِ، ومَعْنَى الرَّمْيِ بالبَعرَة أَنَّ المَرْأَةَ كانَتْ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا حَتَّى تَمُرَّ بهَا سَنَةٌ، ثمّ تُؤْتَة بدَابَّةٍ: شَاةٍ أَو طائِرٍ فتَفْتَضُّ بهَا، فقَلَّمَا تَفْتَضُّ بشَيْءٍ إِلاّ ماتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فتُعْطَى بَعرَةً فتَرْمِي بِهَا. وَقَالَ ابنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ الحِجَازِيِّينَ عَن الافْتِضاضِ، فذَكَرُوا أَنَّ المُعْتَدَّةَ كانَتْ لَا تَغْتَسِلُ وَلَا تَمَسُّ مَاءً، وَلَا تَقْلِمُ ظُفراً، وَلَا تَنْتِفُ من وَجْهِهَا شَعراً، ثُمَّ تَخْرُجُ بَعْدَ الحَوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ، ثمّ تَفْتَضُّ بطائِرٍ تَمْسَحُ بِهِ قُبُلَها وتَنْبِذُه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ. أَي تَكْسِرُ مَا هِيَ فِيهِ مِنَ العِدَّة بذلِكَ، قَال: وَهُوَ مِنْ العِدَّة بذلِكَ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ فَضَضْتُ الشَّيْءَ، أَي كَسَرْتُهُ، كَأَنَّهَا تَكُونُ فِي عِدَّةٍ من زَوْجِهَا فتَكْسِرُ مَا كَانَتْ فِيهِ، وتَخْرُجُ مِنْهُ بالدَّابَّةِ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: ويُرْوَى بالقَافِ والبَاءِ المُوَحَّدَةِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقد رَوَى الشافِعِيُّ هذَا الحَدِيثَ غَيْرَ أَنَّه رَوَى هذَا الحَرْفَ بالقَافِ والضَّادِ، أَي من القَبْضِ، وَهُوَ الأَخْذُ بأَطْرافِ الأَصَابِعِ. {والفَضْفَضَةُ: سَعَةُ الثَّوْبِ، والدِّرْعِ، والعَيْشِ: يُقَالُ: ثَوْبٌ} فَضْفَاضٌ، وعَيْشٌ فَضْفَاضٌ، ودِرْع {فَضْفَاضَةٌ، أَي وَاسِعَةٌ. كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: أَبْيَضُ} فَضْفاضُ الرِّدَاءِ والبَدَنِ أَرادَ: وَاسِعَ الصَّدْرِ والذِّرَاعِ فكَنَى عَنْهُ بالرِّدَاءِ والبَدَنِ، وقِيلَ أَرادَ كَثْرَةَ العَطَاءِ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {المَفْضُوضُ: المَكْسُورُ،} كالفَضِيضِ، وَهُوَ المُفَرَّقُ أَيْضاً: {والفُضَاضَةُ، كثُمَامَةٍ:} الفُضَاضُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الكِفْلِ: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ {تَفُضُّ الخَاتَمَ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَن الوَطْءِ.} وانْفَضَّ الشَّيْءُ: انْكَسَرَ، وقِيلَ: تَفَرَّقَ. وانْفَضَّ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الحَدِيث: لَوْ أَنَّ أَحَداً {انْفَضَّ} انْفِضَاضاً مِمَّا صُنِعَ بابْن عَفَّانَ لَحَقَّ لَهُ أَيْ انْقَطَعَتْ أَوْصَالُه وتَفَرَّقَتْ جَزَعاً وحَسْرَةً. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَكَادُ! تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الحَيَازِيمُ أَي تَنْقَطعُ. ويُرْوَى الحَدِيثُ بالقَافِ أَيْضاً. {وتَفَضَّضَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا،} كانْفَضُّوا، وكَذلِكَ {تَفَضَّضَ الشَّيْءُ، إِذا تَفَرَّقَ. وطَارَتْ عِظَامُه} فِضَاضاً، إِذَا تَطَايَرَتْ عِنْدَ الضَّرْبِ. وتَمْرٌ {فَضٌّ: مُتَفَرّقٌ لَا) يَلْزَقُ بَعْضُه ببَعْضٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.} وفَضَضْتُ مَا بَيْنَهُمَا: قَطَعْتُ. {والفَضِيضُ من النَّوَى: الَّذِي يُقْذَفُ من الفَمِ. ومَكَانٌ} فَضِيضٌ: كَثِيرُ المَاءِ. {وفَضَّ المَاءُ: سَالَ.} وفَضَّهُ: صَبَّهُ. ورَجُلٌ فَضْفَاضٌ: كَثِيرُ العَطَاءِ. شُبِّهَ بالمَاءِ الفَضْفَاضِ. {وتَفَضْفَضَ بَوْلُ النَّاقَةِ، إِذا انْتَشَرَ على فَخِذَيْهَا.
ونَاقَةٌ كَثِيرَةُ} فَضِيضِ اللَّبَنِ. ويَصِفُونَهَا بالغَزَارَةِ. ورَجُلٌ كَثِيرُ فَضِيضِ الكَلاَمِ. يَصِفُونَه بالكَثَارَة.
{وأَفَضَّ العَطَاءَ: أَجْزَلَهُ. وشَيْءٌ} مُفَضَّضٌ: مُمَوَّهٌ {بالفِضَّةِ. ولِجَامٌ مُفَضَّضٌ: مُرَصَّعٌ بالفِضَّة. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وحَكَى سِيبَوَيْه:} تَفَضِّيْت، من {الفِضَّة، أَرادَ تَفَضَّضْتُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا عَنَى بِهِ، اتَّخَذْتُهَا أَمْ اسْتَعْمَلْتُهَا، وَهُوَ من مُحَوّلِ التَّضْعِيف. ودِرْعٌ} فُضَافِضَةٌ، أَي وَاسِعَةٌ.
وأَرْضٌ فَضْفَاضٌ: قد عَلاَهَا المَاءُ من كَثْرَةِ المَطَرِ. {وفَضْفَضَ الثَّوْبَ والدِّرْعَ: وَسَّعَهُمَا. قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فنَبَذْتُ ثُمَّ تَحِيَّةً فأَعادَهَا ... غَمْرُ الرِّدَاءِ} مُفَضْفَضُ السِّرْبَالِ)
! والفَضْفاضُ: الكَثِيرُ الوَاسِعُ. قَالَ رُؤْبَةُ: يَسْعُطْنَهُ فَضْفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وسَحَابَةٌ فَضْفَاضَةٌ: كَثِيرةُ المَطَرِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: فُلانٌ {فُضَاضَةُ وَلَدِ أَبِيهِ، أَي آخِرُهُم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمَعْرُوفُ: نُضَاضَةُ وَلَدِ أَبِيهِ، بالنُّون بهذَا المَعْنَى.} وفَضَّ المالَ على القَوْمِ: فَرَّقَهُ.
وفَضَّ اللهُ فاهُ، {وأَفَضَّهُ. وَقد تَقَدَّمَ إِنْكَارُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاهُ، ونَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع هكَذَا. وخَرَزٌ فَضٌّ: مُنْتَثَرٌ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وكمُحَدِّثٍ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ} المُفَضِّضُ الشَّرْوَانِيّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو طَاهِرٍ السِّلَفِيّ فِي مُعْجَمِ السَّفَرِ وأَثْنَى عَليه.
(ف ض ض) : (الْفَضُّ) كَسْرٌ بِتَفْرِقَةٍ يُقَال فَضَّ الْخَاتَمَ فَانْفَضَّ أَيْ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ (وَانْفَضَّ) الْقَوْمُ تَفَرَّقُوا (وَانْفَضَّتْ عُرَاهَا) انْكَسَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ وَقَوْل عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِعَلِيٍّ عَزَمْتُ عَلَيْك لَا تَجْلِسُ حَتَّى تَفُضَّ ذَلِكَ عَلَى قَوْمِكَ أَيْ تُفَرِّقَهُ وَتُقْسِمَهُ وَتَقُصَّ مِنْ الْقَصَص تَصْحِيفٌ وَرُوِيَ حَتَّى تَقْضِيَ ذَلِكَ عَنِّي مِنْ الْقَضَاءِ (وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -) فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا ثُمَّ تُؤْتَى بَعْدَ مُضِيِّ السَّنَةِ بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ظَبْيٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ أَيْ تَكْسِرُ بِهِ عِدَّتَهَا وَقِيلَ تَطْهُرُ بِهِ مَأْخُوذٌ مِنْ الْفِضَّةِ لِنَقَائِهَا وَقِيلَ إنَّهَا كَانَتْ تَمْسَحُ بِهِ قُبُلَهَا فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ ذَلِكَ الْحِمَارُ أَوْ الدَّابَّةُ وَيُرْوَى فَتَقْبِصُ مِنْ التَّقَبُّص الْأَخْذُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِع.

أَمَّ 

(أَمَّ) وَأَمَّا الْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ فَأَصْلٌ وَاحِدٌ، يَتَفَرَّعُ مِنْهُ أَرْبَعُ أَبْوَابٍ، وَهِيَ الْأَصْلُ وَالْمَرْجِعُ وَالْجَمَاعَةُ وَالدِّينُ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ مُتَقَارِبَةٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ، وَهِيَ الْقَامَةُ وَالْــحِينُ وَالْقَصْدُ، قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمُّ: الْوَاحِدُ، وَالْجَمْعُ أُمَّهَاتٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أُمٌّ وَأُمَّاتٌ. قَالَ شَاعِرٌ، وَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ: إِذَا الْأُمَّهَاتُ قَبَحْنَ الْوُجُوهَ ... فَرَجْتَ الظَّلَامَ بِأُمَّاتِكَا

وَقَالَ الرَّاعِي:

أَمَّاتُهُنَّ وَطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " لَا أُمَّ لَهُ " فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ أَمَمْتِ أُمُومَةً. وَفُلَانَةٌ تَؤُمُّ فُلَانًا، أَيْ: تَغْذُوهُ، أَيْ: تَكُونُ لَهُ أُمًّا تَغْذُوهُ وَتُرَبِّيهِ. قَالَ:

نَؤُمُّهُمُ وَنَأْبُوهُمْ جَمِيعًا ... كَمَا قُدَّ السُّيُورُ مِنَ الْأَدِيمِ

أَيْ: نَكُونُ لَهُمْ أُمَّهَاتٍ وَآبَاءً. وَأَنْشَدَ:

اطْلُبْ أَبَا نَخْلَةَ مِنْ يَأْبُوكَا ... فَكُلُّهُمْ يَنْفِيكَ عَنْ أَبِيكَا

وَتَقُولُ: أُمٌّ وَأُمَّةٌ، بِالْهَاءِ. قَالَ:

تَقَبَّلْتَهَا مِنْ أُمَّةٍ لَكَ طَالَمَا ... تُنُوزِعَ فِي الْأَسْوَاقِ عَنْهَا خِمَارُهَا

قَالَ الْخَلِيلُ: كُلُّ شَيْءٍ يُضَمُّ إِلَيْهِ مَا سِوَاهُ مِمَّا يَلِيهِ فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي ذَلِكَ الشَّيْءَ أُمًّا. وَمِنْ ذَلِكَ أُمُّ الرَّأْسِ وَهُوَ الدِّمَاغُ. تَقُولُ: أَمَمْتُ فُلَانًا بِالسَّيْفِ وَالْعَصَا أَمًّا: إِذَا ضَرَبْتَهُ ضَرْبَةً تَصِلُ إِلَى الدِّمَاغِ. وَالْأَمِيمُ: الْمَأْمُومُ، وَهِيَ أَيْضًا الْحِجَارَةُ الَّتِي تُشْدَخُ بِهَا الرُّؤُوسُ; قَالَ:

بِالْمَنْجَنِيقَاتِ وَبِالْأَمَائِمِ وَالشَّجَّةُ الْآمَّةُ: الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الدِّمَاغِ، وَهِيَ الْمَأْمُومَةُ أَيْضًا. قَالَ:

يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِهَا لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاهَا كَالْمَغَارِيدِ

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: بَعِيرٌ مَأْمُومٌ: إِذَا أُخْرِجَتْ مِنْ ظَهْرِهِ عِظَامٌ فَذَهَبَتْ قَمْعَتُهُ. قَالَ:

لَيْسَ بِمَأْمُومٍ وَلَا أَجَبِّ

قَالَ الْخَلِيلُ: أُمُّ التَّنَائِفِ: أَشَدُّهَا وَأَبْعَدُهَا. وَأُمُّ الْقُرَى: مَكَّةُ; وَكُلُّ مَدِينَةٍ هِيَ أُمُّ مَا حَوْلَهَا مِنَ الْقُرَى، وَكَذَلِكَ أُمُّ رُحْمٍ. وَأُمُّ الْقُرْآنِ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ. وَأُمُّ الْكِتَابِ: مَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. وَأُمُّ الرُّمْحِ: لِوَاؤُهُ وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ. قَالَ:

وَسَلَبْنَ الرُّمْحَ فِيهِ أُمُّهُ ... مِنْ يَدِ الْعَاصِي وَمَا طَالَ الطِّوَلْ

وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي يُنْزَلُ عَلَيْهَا: أُمُّ مَثْوًى، وَلِلرَّجُلِ أَبُو مَثْوًى. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أُمُّ مِرْزَمٍ: الشَّمَالُ، قَالَ:

إِذَا هُوَ أَمْسَى بِالْحَلَاءَةِ شَاتِيًا ... تُقَشِّرُ أَعْلَى أَنْفِهِ أُمُّ مِرْزَمِ وَأُمُّ كَلْبَةٍ: الْحُمَّى. فَفِيهِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ الْخَيلِ: «أَبْرَحَ فَتًى إِنْ نَجَا مِنْ أُمِّ كَلْبَةٍ» . وَكَذَلِكَ أُمُّ مِلْدَمٍ. وَأُمُّ النُّجُومِ: السَّمَاءُ. قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:

يَرَى الْوَحْشَةَ الْأُنْسَ الْأَنِيسَ وَيَهْتَدِي ... بِحَيْثُ اهْتَدَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ السُّنِّىِّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُسَبِّحٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: أُمُّ النُّجُومِ: الْمَجَرَّةُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ السَّمَاءِ بُقْعَةٌ أَكْثَرَ عَدَدَ كَوَاكِبَ مِنْهَا، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا، وَقَدْ ذَكَرْنَا الْبَيْتَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

بِشُعْثٍ يَشُجُّونَ الْفَلَا فِي رُؤُوسِهِ ... إِذَا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ

" حَوَّلَتْ " يُرِيدُ أَنَّهَا تَنْحَرِفُ. وَأُمُّ كِفَاتٍ: الْأَرْضُ. وَأُمُّ الْقُرَادِ، فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ فَوْقَ الْخُفِّ، وَهِيَ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْقِرْدَانُ كاَلسُّكُرُّجَّةِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

لِلْأَرْضِ مِنْ أُمِّ الْقُرَادِ الْأَطْحَلِ وَأُمُّ الصَّدَى هِيَ أُمُّ الدِّمَاغِ. وَأُمُّ عُوَيْفٍ: دُوَيْبَّةٌ مُنَقَّطَةٌ، إِذَا رَأَتِ الْإِنْسَانَ قَامَتْ عَلَى ذَنَبِهَا وَنَشَرَتْ أَجْنِحَتَهَا، يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْجُبْنِ. قَالَ:

يَا أُمَّ عَوْفٍ نَشِّرِي بُردَيْكْ ... إِنَّ الْأَمِيرَ وَاقِفٌ عَلَيْكْ

وَيُقَالُ: هِيَ الْجَرَادَةُ. وَأُمُّ حُمارِسٍ دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاءُ كَثِيرَةُ الْقَوَائِمِ.

وَأُمُّ صَبُّورٍ: الْأَمْرُ الْمُلْتَبِسُ، وَيُقَالُ: هِيَ الْهَضَبَةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَنْفَذٌ. وَأُمُّ غَيْلَانَ: شَجَرَةٌ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ. وَأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْمَنِيَّةُ. وَأُمُّ حُبَيْنٍ: دَابَّةٌ. وَأُمُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُهُ. وَأُمُّ وَحْشٍ: الْمَفَازَةُ، وَكَذَلِكَ أُمُّ الظِّبَاءِ. قَالَ:

وَهَانَتْ عَلَى أُمِّ الظِّبَاءِ بِحَاجَتِي ... إِذَا أَرْسَلَتْ تُرْبًا عَلَيْهِ سَحُوقُ

وَأُمُّ صَبَّارٍ: الْحَرَّةُ. قَالَ النَّابِغَةُ:

تُدَافِعُ النَّاسَ عَنَّا حِينَ نَرْكَبُهَا ... مِنَ الْمَظَالِمِ تُدْعَى أُمَّ صَبَّارِ

وَأُمُّ عَامِرٍ، وَأُمُّ الطَّرِيقِ: الضَّبُعُ. قَالَ يَعْقُوبُ: أُمُّ أَوْعَالٍ: هَضْبَةٌ بِعَيْنِهَا. قَالَ:

وَأُمُّ أَوْعَالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا وَأُمُّ الْكَفِّ: الْيَدُ. قَالَ:

لَيْسَ لَهُ فِي أُمِّ كَفٍّ إِصْبَعُ

وَأُمُّ الْبَيْضِ: النَّعَامَةُ. قَالَ أَبُو دُؤَادٍ:

وَأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمِّ الْ ... بَيْضِ. . .

وَأُمُّ عَامِرٍ: الْمَفَازَةُ. وَأُمُّ كُلَيْبٍ: شُجَيْرَةٌ لَهَا نَوْرٌ أَصْفَرُ. وَأُمُّ عِرْيَطٍ: الْعَقْرَبُ. وَأُمُّ النَّدَامَةِ: الْعَجَلَةُ. وَأُمُّ قَشْعَمٍ، وَأُمُّ خَشَّافٍ، وَأُمُّ الرَّقُوبِ، وَأُمُّ الرَّقِمِ، وَأُمُّ أَرَيْقَ، وَأُمُّ رُبَيْقٍ، وَأُمُّ جُنْدَبٍ، وَأُمُّ الْبَلِيلِ، وَأُمُّ الرُّبَيْسِ، وَأُمُّ حَبَوْكَرَى، وَأُمُّ أَدْرَصٍ، وَأُمُّ نَآدٍ، كُلُّهَا كُنَى الدَّاهِيَةِ. وَأُمُّ فَرْوَةٍ: النَّعْجَةُ. وَأُمُّ سُوَيدٍ وَأُمُّ عِزْمٍ: سَافِلَةُ الْإِنْسَانِ. وَأُمُّ جَابِرٍ: إِيَادٌ. وَأُمُّ شَمْلَةٍ: الشَّمَالُ الْبَارِدَةُ. وَأُمُّ غِرْسٍ: الرَّكِيَّةُ. وَأُمُّ خُرْمَانَ: طَرِيقٌ. وَأُمُّ الْهَشِيمَةِ: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ يَابِسِ الشَّجَرِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ قِدْرًا:

إِذَا أُطْعِمَتْ أُمَّ الْهَشِيمَةِ أَرْزَمَتْ ... كَمَا أَرْزَمَتْ أُمُّ الْحِوَارِ الْمُجَلَّدِ

وَأُمُّ الطَّعَامِ: الْبَطْنُ. قَالَ:

رَبَّيْتُهُ وَهْوَ مِثْلُ الْفَرْخِ أَعْظَمُهُ ... أُمُّ الطَّعَامِ تَرَى فِي جِلْدِهِ زَغَبَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمَّةُ: الدِّينُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22] . وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: لَا أُمَّةَ لَهُ، أَيْ: لَا دِينَ لَهُ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: «يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ» .

وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَى دِينٍ حَقٍّ مُخَالِفٍ لِسَائِرِ الْأَدْيَانِ فَهُوَ أُمَّةٌ. وَكُلُّ قَوْمٍ نُسِبُوا إِلَى شَيْءٍ وَأُضِيفُوا إِلَيْهِ فَهُمْ أُمَّةٌ، وَكُلُّ جِيلٍ مِنَ النَّاسِ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَوْلَا أَنَّ هَذِهِ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، وَلَكِنِ اقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ» . فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213] ، فَقِيلَ: كَانُوا كُفَّارًا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ. وَقِيلَ: بَلْ كَانَ جَمِيعُ مَنْ مَعَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السَّفِينَةِ مُؤْمِنًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا. وَقِيلَ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120] ، أَيْ: إِمَامًا يُهْتَدَى بِهِ، وَهُوَ سَبَبُ الِاجْتِمَاعِ. وَقَدْ تَكُونُ الْأُمَّةُ جَمَاعَةَ الْعُلَمَاءِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104] ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمَّةُ: الْقَامَةُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ فُلَانًا لَطَوِيلُ الْأُمَّةِ، وَهُمْ طِوَالُ الْأُمَمِ، قَالَ الْأَعْشَى:

وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ ... حِسَانُ الْوُجُوهِ طِوَالُ الْأُمَمْ

قَالَ الْكِسَائِيُّ: أُمَّةُ الرَّجُلِ بَدَنُهُ وَوَجْهُهُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأُمَّةُ: الطَّاعَةُ وَالرَّجُلُ الْعَالِمُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الْوَجْهِ، يَغْزُونَ السُّنَّةَ. وَلَا أُمَّةَ لِبَنِي فُلَانٍ، أَيْ: لَيْسَ لَهُمْ وَجْهٌ يَقْصِدُونَ إِلَيْهِ لَكِنَّهُمْ يَخْبِطُونَ خَبْطَ عَشْوَاءَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَحْسَنَ أُمَّتَهُ، أَيْ: خَلْقَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأُمِّيُّ فِي اللُّغَةِ: الْمَنْسُوبُ إِلَى مَا عَلَيْهِ جِبِلَّةُ النَّاسِ لَا يَكْتُبُ، فَهُوَ [فِي] أَنَّهُ لَا يَكْتُبُ عَلَى مَا وُلِدَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ النَّابِغَةِ:

وَهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وَهْوَ طَائِعُ

فَمَنْ رَفَعَهُ أَرَادَ سُنَّةَ مَلِكَةٍ، وَمَنْ جَعَلَهُ مَكْسُورًا جَعَلَهُ دِينًا مِنَ الِائْتِمَامِ، كَقَوْلِكَ: ائْتَمَّ بِفُلَانٍ إِمَّةً. وَالْأُمَّةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] ، أَيْ بَعْدَ حِينٍ. وَالْإِمَامُ: كُلُّ مَنِ اقْتُدِيَ بِهِ وَقُدِّمَ فِي الْأُمُورِ. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ، وَالْخَلِيفَةُ إِمَامُ الرَّعِيَّةِ، وَالْقُرْآنُ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْإِمَّةُ: النِّعْمَةُ. قَالَ الْأَعْشَى: وَأَصَابَ غَزْوُكَ إَمَّةً فَأَزَالَهَا

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْخَيْطِ الَّذِي يُقَوَّمُ عَلَيْهِ الْبِنَاءُ: إِمَامٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَامُ: الْقُدَّامُ، يَقُولُ: صَدْرُكَ أَمَامُكَ، رَفَعَ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ اسْمًا، وَيَقُولُ: أَخُوكَ أَمَامَكَ، نُصِبَ لِأَنَّهُ فِي حَالِ الصِّفَةِ يَعْنِي بِهِ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَمَّا قَوْلُ لَبِيدٍ:

فَغَدَتْ كِلَا الْفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ ... مَوْلَى الْمَخَافَةِ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا

فَإِنَّهُ رَدَّ الْخَلْفَ وَالْأَمَامَ عَلَى الْفَرْجَيْنِ، كَقَوْلِكَ: كِلَا جَانِبَيْكَ مَوْلَى الْمَخَافَةِ يَمِينُكَ وَشِمَالُكَ، أَيْ: صَاحِبُهَا وَوَلِيُّهَا، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: امْضِ يَمَامِي، فِي مَعْنَى: امْضِ أَمَامِي. وَيُقَالُ: يَمَامِي وَيَمَامَتِي. قَالَ:

فَقُلْ جَابَتِي لَبَّيْكَ وَاسْمَعْ يَمَامَتِي

وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: "

أَمَامَهَا لَقِيَتْ أَمَةٌ عَمَلَهَا

" أَيْ: حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ وَجَدَتْ عَمَلًا. وَيَقُولُونَ: " أَمَامَكَ تَرَى أَثَرَكَ "، أَيْ: تَرَى مَا قَدَّمْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ:

رُوَيْدَ تَبَيَّنْ مَا أَمَامَةُ مِنْ هِنْدِ يَقُولُ: تَثَبَّتْ فِي الْأَمْرِ وَلَا تَعْجَلْ يَتَبَيَّنْ لَكَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَمُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ، تَقُولُ: فَعَلْتُ شَيْئًا مَا هُوَ بِأَمَمٍ وَلَا دُونٍ. وَالْأَمَمُ: الشَّيْءُ الْقَرِيبُ الْمُتَنَاوَلُ. قَالَ:

كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُهَا ... لَا أَمَمٌ دَارُهَا وَلَا صَقَبُ

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَمَمٌ، أَيْ: [صَغِيرٌ، وَ] عَظِيمٌ، مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقَالَ ابْنُ قَمِيئَةَ فِي الصَّغِيرِ:

يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى الشَّبَابِ وَلَمْ ... أَفْقِدْ بِهِ إِذْ فَقَدْتُهُ أَمَمَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَمُ: الْقَصْدُ. قَالَ يُونُسُ: هَذَا أَمْرٌ مَأْمُومٌ: يَأْخُذُ بِهِ النَّاسُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: رَجُلٌ مِئَمٌّ، أَيْ: يَؤُمُّ الْبِلَادَ بِغَيْرِ دَلِيلٍ. قَالَ:

احْذَرْنَ جَوَّابَ الْفَلَا مِئَمَّا

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] ، جَمْعُ " آمٍّ " يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللَّهِ، أَيْ: يَقْصِدُونَهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: التَّيَمُّمُ يَجْرِي مَجْرَى التَّوَخِّي، يُقَالُ لَهُ: تَيَمَّمْ أَمْرًا حَسَنًا وَتَيَمَّمُوا أَطْيَبَ مَا عِنْدَكُمْ تَصَدَّقُوا بِهِ. وَالتَّيَمُّمُ بِالصَّعِيدِ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى، أَيْ: تَوَخَّوْا أَطْيَبَهُ وَأَنْظَفَهُ وَتَعَمَّدُوهُ. فَصَارَ التَّيَمُّمُ فِي أَفْوَاهِ الْعَامَّةِ فِعْلًا لِلتَّمَسُّحِ بِالصَّعِيدِ، حَتَّى يَقُولُوا قَدْ تَيَمَّمَ فُلَانٌ بِالتُّرَابِ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ، أَيْ: تَعَمَّدُوا. قَالَ: تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصِيبَ صَمِيمُهَا ... فَعَمْدًا عَلَى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مَالِكَا

وَتَقُولُ: يَمَّمْتُ فُلَانًا بِسَهْمِي وَرُمْحِي، أَيْ: تَوَخَّيْتُهُ دُونَ مَنْ سِوَاهُ، قَالَ:

يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ... هَذِهِ الْمُرُوَّةُ لَا لِعْبُ الزَّحَالِيقِ

وَمَنْ قَالَ فِي هَذَا الْمَعْنَى: أَمَّمْتُهُ، فَقَدْ أَخْطَأَ لِأَنَّهُ قَالَ " شَزْرلَا يَكُونُ الشَّزْرُ إِلَّا مِنْ نَاحِيَةٍ، وَهُوَ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ أَمَامَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْأُمَامَةُ الثَّمَانُونَ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ:

فَمَنَّ وَأَعْطَانِي الْجَزِيلَ وَزَادَنِي ... أُمَامَةَ يَحْدُوهَا إِلَيَّ حُدَاتُهَا

وَالْأُمُّ: الرَّئِيسُ، يُقَالُ: هُوَ أُمُّهُمْ. قَالَ الشَّنْفَرَى:

وَأُمُّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ ... إِذَا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وَأَقَلَّتِ

أَرَادَ بِأُمِّ الْعِيَالِ رَئِيسَهُمُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ بِأَمْرِهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ تَأَبَّطَ شَرًّا.

(أَنَّ) وَأَمَّا الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ مُضَاعَفَةٌ فَأَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَوْتٌ بِتَوَجُّعٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: تَقُولُ: أَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِينًا وَأَنَّةً وَأَنًّا، وَذَلِكَ صَوْتُهُ بِتَوَجُّعٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَشْكُو الْخِشَاشَ وَمَجْرَى النِّسْعَتَيْنِ كَمَا ... أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ

وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَنَّانٌ، أَيْ: كَثِيرُ الْأَنِينِ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ: الْقَوْسُ تَئِنُّ أَنِينًا: إِذَا لَانَ صَوْتُهَا وَامْتَدَّ، قَالَ الشَّاعِرُ:

تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ الْمَخْطُومَا ... أَنِينَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيمَا

قَالَ يَعْقُوبُ: الْأَنَّانَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَمُوتُ عَنْهَا زَوْجُهَا وَتَتَزَوَّجُ ثَانِيًا، فَكُلَّمَا رَأَتْهُ رَنَّتْ وَقَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ فُلَانًا.

وَأَمَّا (الْهَمْزَةُ وَالْهَاءُ) فَلَيْسَ بِأَصْلٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّ حِكَايَاتِ الْأَصْوَاتِ لَيْسَتْ أُصُولًا يُقَاسُ عَلَيْهَا، لَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ: أَهَّ أَهَّةً وَآهَةً. قَالَ مُثَقِّبٌ:

: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحُلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

صون

(صون) : اصْطانَ: صانَ لنَفْسِهِ، افتعل من الصَّوْنِ، كاصْطادَ من الصَّيْدِ.

صون


صَانَ (و)(n. ac. صَوْنصِيَان []
صِيَانَة [] )
a. Preserved, protected, guarded, kept; respected.

صَوَّنَ
a. [ coll. ], Walled in, enclosed.

إِصْتَوَنَ
(ط)
a. see I
صَوْنa. Protection; guard: keeping.
b. Reservation, reserve.

صَوْنَة []
a. Perfume-box.

صَِوَان [صَوَاْن], (pl.
أَصْوِنَة [] )
a. Wardrobe, clothes-press, chest, bureau.

صِيَانَة []
a. Caution, prudence.
b. Modesty, reserve; chastity.

صُوَانa. see 22
صَوَّانَة [] (pl.
صَوَّاْن)
a. Flint, quartz; pebble.

مَصُوْن مَصْوُوْن [ N. P.
a. I], Guarded, preserved, protected.
ص و ن: (صَانَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ قَالَ، وَ (صِيَانًا) وَ (صِيَانَةً) أَيْضًا فَهُوَ (مَصُونٌ) وَلَا تَقُلْ: مُصَانٌ. وَثَوْبٌ (مَصُونٌ) عَلَى النَّقْصِ وَ (مَصْوُونٌ) عَلَى التَّمَامِ. وَجَعَلَ الثَّوْبَ فِي (صُوَانِهِ) بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا وَ (صِيَانِهِ) أَيْضًا وَهُوَ وِعَاؤُهُ الَّذِي يُصَانُ فِيهِ. وَ (الصَّوَّانُ) بِفَتْحِ الصَّادِ مُشَدَّدًا ضَرْبٌ مِنَ الْحِجَارَةِ، الْوَاحِدَةُ (صَوَّانَةٌ) . وَ (الصِّينُ) بَلَدٌ. وَ (الصَّوَانِي) الْأَوَانِي مَنْسُوبَاتٌ إِلَيْهِ. 
ص و ن : الصُّوَانُ بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا وَالصِّيَانُ بِالْيَاءِ مَعَ الْكَسْرِ لُغَةٌ وَهُوَ مَا يُصَانُ فِيهِ الشَّيْءُ وَصُنْتُهُ حَفِظْتُهُ فِي صُوَانِهِ صَوْنًا وَصِيَانًا وَصِيَانَةً فَهُوَ مَصُونٌ عَلَى النَّقْصِ وَوَزْنُهُ مَفُولٌ النَّاقِصُ الْعَيْنِ وَمَصْوُونٌ عَلَى التَّمَامِ وَوَزْنُهُ مَفْعُولٌ وَصَانَ الرَّجُلُ عِرْضَهُ عَنْ الدَّنَسِ فَهُوَ صَيِّنٌ وَالتَّصَاوُنُ خِلَافُ الِابْتِذَالِ.

وَالصَّوَّانُ ضَرْبٌ مِنْ الْحِجَارَةِ فِيهَا صَلَابَةٌ
الْوَاحِدَةُ صَوَّانَةٌ وَهُوَ فَعَّالٌ مِنْ وَجْهٍ وَفَعْلَانٌ مِنْ وَجْهٍ. 
[صون] صنت الشئ صونا وصيانا وصِيانةً، فهو مَصونٌ، ولا تقل مُصانٌ. وثوبٌ مَصونٌ على النقص، ومصوون على التمام. وقد فسرناه في (دوف) . وجعلت الثوب في صوانه وصوانه، بالضم والكسر، وصيانة أيضا، وهو وعاؤه الذي يُصانُ فيه. وصانَ الفرسُ، إذا قام على طرف حافره من وجى أو حَفىً. قال النابغة: وما حاولتُما بِقياد خيلٍ * يَصونُ الوردُ فيها والكميت وأما قوله : فأوردهن بطن الاتم شعثا * يصن المشى كالحدإ التؤام فلم يعرفه الاصمعي. وقال غيره: يبقين بعض المشى. ويقال: يتوجين في المشى من حفى. والصوان، بالتشديد: ضرب من الحجارة، الواحدة صوانة. والصين: بلد. والصوانى: الاواني منسوبات إليه.
صون
الصوْنُ: أنْ تَقِيَ شَيْئاً. والصوَانُ: الشَّيْءُ الذي تَصوْنُ به أو فيه ثَوْباً أو شَيْئاً. وثَوْبُ صَوْنٍ. والصيَانُ: مَصدَرُ صُنْتُ صَوْناً وصِيَاناً. وشَيْءٌ مَصْوُوْنٌ: أي مَصُوْن. والمِصَانُ والصِّوَانُ: للثَّوْبِ.
والفَرَسُ يَصُوْنُ عَدْوَه وجَرْيَه: إذا ذَخَرَ منه ذَخِيْرَةً، وصانَ الفَرَسُ، والجَميعُ يَصُن: أي يَتَوَجيْنَ ويَظْلَعْنَ ظَلْعاً خَفِيّاً، وقيل: إذا قامَ على طَرَفِ حافِرِه. والصّائنُ والصّافِنُ. ويُدْعى قِرَابُ القَوْسِ: المِصْوَانُ والصوَانُ؛ لأنَّها تُصَانُ فيه، وكذلك المِصَانُ. والصوّانُ: ضَرْبٌ من الحِجَارَة، الواحِدَةُ صَوّانَةٌ، فيها صَلاَبَة ولَوْنُها كَلَوْنِ الأرْضَ.
والصوانَةُ: من أسْمَاء الدبر، يقولون: كَذَبَتْ صَوّانَتُه.
ص و ن

فلان يصون عرضه صون الريط. وحسب مصون. وصنت الثوب من الدنس. والثوب في صوانه. والقوس في صوانها ومصوانها ومصانها وهو غلافها. قال:

ترمح لما زال عنها الفوقان ... رمح شموس الخيل عند الإحصان

فما تزال عندنا في مصوان ... ندهنها بالمخ يوماً والبان

وأنشد أبو عمرو لأبي قلابة:

ردع الخلوق بجلدها فكأنه ... ريط عتاق في المصان مضرس

موشيٌّ. وهذا ثوب صينة لا ثوب بذلة. وهو يتصون من المعايب. ومن المجاز: فرس ذو صون وابتذال، وهو يصون جريه إذا ذخر منه ذخيرة لحاجته. قال لبيد يصف ثوراً:

فولّى عامداً لطيات فلج ... يراوح بين صون وابتذال وقال النابغة:

فأوردهن بطن الأتم شعثاً ... يصن المشي كالحدإ التؤام

وصان الفرس وهو صائن إذا اتقى المشي من حفاً به أو وجع بحافره. وكذبت صوانته: عفاقته.
ص ون

صانَ الشيءَ صَوْناً وصِيَانةً وصِياناً واصْطانَه قال أميةُ بن أبي عائذٍ الهذليُّ

(أبْلِغْ إياساً أنَّ عِرْض ابنِ أخْتِكمُ ... رِدَاؤُكَ فاصْطَنْ حُسْنَهُ أو تَبَذَّلِ)

أرادَ فاصْطَنْ حَسَنه فَوضَعَ المصدرَ موضعَ الصِّفة وثوبٌ مَصُونٌ ومَصْوُونٌ الأخيرةُ نادِرةٌ وهي تَمِيميّةٌ وصَوْنٌ وَصْفٌ بالمَصْدِرِ والصِّوَانُ والصُّوَانُ ما صُنْتَ به الشيءَ والصِّينَةُ الصَّوْنُ يقال هذه ثِيابُ الصِّينَة أي الصَّوْنِ وصانَ عِرْضَه صِيانَةً وصَوْناً على المَثَلِ قال أوسُ بن حَجَر

(فإنّا رأينا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً ... إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمَانٍ مُسَهَّمِ)

وقد تصاوَنَ الرَّجُلُ وتَصوَّنَ الأخيرة عن ابن جِنِّي وصانَ الفرسُ عَدْوَه صَوْناً ادَّخر منه لأَوانِ الحاجةِ إليه وصَانَ صَوْناً ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً قال النَّابِغَةُ

(فأوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ شُعْثاً ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَأِ التُّؤامِ)

وصان الفرسُ يَصُونُ صَوناً صَفَّ بينَ رِجْليْه وقيل قام على طَرَفِ حافرِه قال النابغةُ

(وما حاوَلْتُما بقِيادِ خَيْلٍ ... يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ) والصَّوَّانُ حجارةٌ صُلْبَةٌ يُقْدَحُ بها وقيل هي حجارةٌ سودٌ ليست بصُلْبةٍ واحدتُها صَوَّانَةٌ
صون: صان من: وقى من، حفظ من (بوشر).
صان: حافظ على (بوشر).
صان: كتم السرّ ولم يذعه. ففي كرتاس (ص5): أكتم أمْرَكم وأصُون سَرَّكم.
صان: أخفى، ستر. ويقال: صان من. ففي كليلة ودمنة: وقد كتب هذا الكتاب بصورة حكايات صيانة لغرضه فيه من العوام أي ليخفي غرضه فيه من العوام. وفي كوسج (طرائف ص61): وحين علم أن هذا الرجل من العارفين (أي العارف بالله وصفاته) قال له: يا فتى إن للعارفين مقامات، وللمشتاقين علامات، قال ما هي قُلتُ كتمان المصيبات وصيانات الكرامات. وأرى أن الصواب وصيانة، وهي مرادفة لكلمة كتمان وكذلك هي في عبارة كرتاس التي نقلتها أعلاه. والمعنى إذا لم أخطئ هو عدم الكشف عن المعجزات.
صُنْ لِسَانك: امسك لسانك عن الكلام.
وصيانة اللسان: إمساك اللسان عن الكلام (بوشر).
صان فلاناً: احترمه (المقري 1: 531).
صان مُعَذِّبه: كما أمسك، عن لومه، ففي كتاب عبد الواحد (ص16):
في أيّ جارحة أَصُون مُعَذِّبي ... سلمتْ من التعذيب والتنكيل
صان فلاناً عن: وقاه من التعب. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص322): لقيتُ هذا فعلمت أنَّ قَصده إليك فقفوتُ أَثَرَه لنكفيك المجاوبة وأصونك عن الشخوص فيها.
صَوَّن: صان، حافظ (فوك).
مُصَوَّن = سَيُفٌ يُصان (ديوان الهذليين ص137 البيت السابع).
أصان: عامية صان بمعنى حفظ (انظر لين في مادة صان) وفي محيط المحيط: فهو مَصُون ومَصُوُون ولا تقل مُصان والمولّدون يقولونه.
تصوَّن = تكلف صيانة نفسه، وقى نفسه من المعايب (فوك). وفي المقري (1: 603) يجب حذف تعليقة السيد كريل كما لاحظ ذلك السيد فليشر في الإضافات.
تصاون: تصوّن، تكلف صيانة نفسه ووقى نفسه من المعايب (انظر لين) ويقال: تصاون عن (عبد الواحد ص42).
صَوْن: حياء، خفر، حشمة، حفظ (رسالة إلى السيد فليشر ص16). ذوو الصون: الرجال الجديرون بالاحترام (تاريخ البربر 1: 233). صَوْن: أمن، أمان، مأمن (بوشر).
صانة: عناية، رعاية، اهتمام (هلو).
صِوَان: ظرف أو علبة يحفظ بها القرآن (المقري 1: 403، 404، 2: 15: 17، تاريخ البربر 2: 331، 392).
صِوَان المال أو صِوَان فقط: خزانة الدولة، بيت المال (عباد 2: 160؛ 3: 219).
صيانة: حياء، خفر، حشمة (فوك، كوسج، طرائف ص85، المقريّ 1: 612، 2: 437) وعفاف، عفة، طهارة النفس (المقري 2: 358).
صَوَّان. قَلبٌ صَوَّان: صَلْب (محيط المحيط). صَيَّن وجمعه صُوَّان: عفيف، طاهر النفس. (فوك، دي ساسي طرائف 2: 97).
صائن: عفيف، شريف، أمين (فوك).
إصانِة: صيانة والمحافظة على القوانين والتجارة والنظام (بوشر).
تصوينه: عند العامة حائط كالسور يبني حول البيت، وبعضهم يسميه الحوش (محيط المحيط).
مَصان: يجمع على مَصاوِن (عباد 1: 244).
مَصُون: محفوظ بمعنى نظيف ضدّ وسخ (ابن بطوطة 3: 380، ابن العوام 1: 637) وهذا صواب الكلمة وفقاً لما جاء في مخطوطتنا.

صون: الصَّوْنُ: أَن تَقِيَ شيئاً أَو ثوباً، وصانَ الشيءَ صَوْناً

وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه؛ قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي:

أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ

رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ

أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فوضع المصدر موضع الصفة. ويقال: صُنْتُ الشيءَ

أَصُونه، ولا تقل أَصَنْتُه، فهو مَصُون، ولا تقل مُصانٌ. وقال الشافعي،

رضي الله عنه: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا. وجعلتُ الثَّوْبَ في

صُوَانه وصِوَانه، بالضم والكسر، وصِيَانه أَيضاً: وهو وعاؤه الذي يُصان

فيه. ابن الأَعرابي: الصَّوْنَةُ العَتِيدَة. وثوب مَصُونٌ، على النقص،

ومَصْـوُون، على التمام؛ الأَخيرة نادرة، وهي تميمية، وصَوْنٌ وَصْفٌ

بالمصدر. والصِّوَانُ والصُّوانُ: ما صُنْتَ به الشيء. والصِّينَةُ: الصَّوْنُ،

يقال: هذه ثياب الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ. وصَانَ عِرْضَه صِيَانة

وصَوْناً، على المَثل؛ قال أَوْس بن حَجَر:

فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً،

إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ

وقد تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرة عن ابن جني، والحُرُّ

يَصُونُ عِرْضَه كما يَصُونُ الإِنسان ثوبه. وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه

صَوْناً: ذَخَرَ منه ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إليه؛ قال لبيد:

يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابْتذالِ

أَي يَصُونُ جَرْيه مرة فيُبْقِي منه، ويَبْتَذِلُه مرة فيَجْتهدُ فيه.

وصَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً؛ قال النابغة:

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً،

يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ

وقال الجوهري في هذا البيت: لم يعرفه الأَصمعي، وقال غيره: يُبْقِين

بعضَ المَشْيِ، وقال: يَتَوَجيْنَ من حَفاً. وذكر ابن بري: صانَ الفَرَسُ

يَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفيفاً، فمعنى يَصُنَّ المَشْي أَي

يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ من التعب. وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً: صَفَّ

بين رجليه، وقيل: قام على طرف حافره؛ قال النابغة:

وما حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل،

يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ

أَبو عبيد: الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحَفَا أَو

الوَجَى، وأَما الصائم فهو القائم على قوائمه الأَربع من غير حَفاً.

والصَّوَّانُ، بالتشديد: حجارة يُقْدَحُ بها، وقيل: هي حجارة سُود ليست بصلبة،

واحدتها صَوَّانة. الأَزهري: الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع

تَفْقِيعاً وتشقق، وربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار، ولا يصلح

للنُّورَةِ ولا للرِّضافِ؛ قال النابغة:

بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها،

فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.

باب الصاد والنون و (وأ يء) معهما ص ون، ص ن و، ن ص و، ن وص، ص ي ن، ن ص أمستعملات

صون: الصَّونُ: أنْ تَقيَ شيئاً مما يُفسِدُه، والحُرُّ يصُونُ عِرضَه كما يَصُونُ ثوبه. والصوان: ما تصون به ثوباً ونحوه، ويقال: ثَوبٌ صَوْنٌ لا ثَوْبٌ بِذلةٌ. والفَرَسُ يَصُون عَدوَه وجَرْيَه أذا ذَخَر منه ذَخيرةً لحاجته إليها، قال لبيد:

فَوّلّى عامداً لِطِيات فَلْجٍ ... يُراوحُ بين صَوْنٍ وابتذالِ

[أي يصُونُ جَريَه مرة فيبقي منه ويبتذله مرّةً فيجتَهدُ فيه] . والصَّوّانُ: ضَرْبٌ من الحِجارة فيها صَلابة. لونُها كلَوْنِ الأَرضِ، الواحدةُ بالهاء، قال:

يَتَّقي المَرْوَ وصَّوّانَ الصُّوَى ... بوَقاحٍ مُجْمِرٍ غيرِ مَعِرْ

صنو: فلانٌ صِنْوُ فُلانٍ أي أخُوه لأَبَوَيهِ وشَقيقُه. وعَمُّ الرجلِ: صِنوُ أبيهِ. والصِّنْوُ من النَّخْل: نَخْلتانِ أو ثلاثٌ أو أكثَرُ أصلُهُنَّ واحد، كلُّ واحدةٍ على حِيالها صِنْوٌ، وجمعُه صِنْوانٌ، والتثنية صِنوانِ، ويقال لغير النخل. نصو: الناصِيَةُ قُصاصٌ من الشَّعَر [في مُقَدَّم الرأس] . ونَصَوتُه: قَبَضْتُ على ناصيته فمدَدْتُها أنصُوه نصواً، والمُناصي: الذي يَمُدُّها. وناصَيْتَ فلاناً إذا قاتلته فأخذتما بناصيتيكما، قال أبو النجم:

إنْ يُمسِ رأسي أشمَطَ العَناصي ... كأنمّا فَرَّقَه مُناصي

وَمفازَةٌ تُناصي مَفازَةً اذا كانت الأولى متصلةً بالأخرى، فالآخرة تنصو الأولى. والنَّصِيُّ: نبات من أفضل المراعي، الواحدة نَصيَّةٌ وَرَقه كورق الزرع شديد السُّبُوطة . واذا اجتَمَعَتْ جماعة من نُخْبة الناسِ وخِيارِهم قيلَ: هم نَصِيَّةٌ انتَصَوا اي اختيروا.

نوص: النَّوصُ: الحِمار الوحشيُّ لا يزال نائصاً يرفَعُ رأسَه يتردَّد كأنّه نافِرٌ أو كأنّه جامح. والفَرَسُ ينُوصُ ويَستنيصُ، وذلك عند الكَبْح والتَّحريك كقول حارثة بن بَدْر:

غَمْرُ الجراء إذا قصرت عنانه ... بيَدِي استناصَ ورامَ جَرْيَ المِسْحَلِ

عَنَى الفِيلَ. والنَّوصُ: التباعُدُ عن الشيءِ، قال امرؤ القيس:

أمِنْ ذِكر سَلْمَى إذ نَأَتْكَ تَنُوصُ

أي تباعَدُ عنها، (وهو التناصي) . (والمناص: الملجأ) ، وفي قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ . أي: لا حين مطلب ولا حين مغاث وهو مصدر ناص ينوص، وهو الملجأ.

صين: ودار صيني منسوبٌ الى الصين. والصين بَطيحةٌ كانت بين النجف والقادسيّة بادَلَ بها طلحةُ بن عُبيد الله فأخَذَها مكانَ ضِياعِه في المدينة فنَضَبَ عنها وغرَسَها، يقال لها: نشاستق طلحةَ. وصينستان أبعدُ من الصين كما يقال: سورستان.

نصأ: نَصَأتُ البَعيرَ والناقةَ، وهو ضَربٌ من الزَّجْر للمُعْيي، قال طرفة:

وعَنْسٍ كألواحِ الإران نصأتها ... على لاحب كأنه ظهر بُرجُدِ

أي زَجَرتُها، ويُروَى: نستأتها أي أخَّرْتُها عن عَطَنها.

صون

1 صَانَهُ, (M, K,) first Pers\. صُنْتُهُ, (S, Msb,) aor. ـُ (TA,) inf. n. صَوْنٌ and صِيَانٌ and صِيَانَةٌ, (S, M, Msb, K,) He preserved it, kept it, laid it up, took care of it, or reserved it, (Msb, K,) in its repository; (Msb;) and ↓ اضطانهُ signifies the same: (M, K:) but one should not say اصانهُ, as the vulgar say. (TA.) b2: and [hence] one says, (M, Msb,) by way of comparison, (M,) صان عِرْضهُ, (M, Msb,) inf. n. صِيَانَةٌ and صَوْنٌ, (M,) (assumed tropical:) [He preserved his honour, or reputation], عَنِ الدَّنَسِ [from pollution]. (Msb. [See also 6.]) And فُلَانٌ يَصُونُ دِيبَاجَتَيْهِ i. e. (tropical:) [Such a one preserves from disgrace] his cheeks; (A in art. دبج;) or دِيبَاجَتَهُ his face. (Har p. 15.) b3: And صان الفَرَسُ عَدْوَهُ (M, TA) and جَرْيَهُ, (TA,) inf. n. صَوْنٌ, (tropical:) The horse reserved somewhat of his running for the time of need. (M, TA.) And فَرَسٌ لَهُ صَوْنٌ وَبَذْلٌ; and ذُو صَوْنٍ

وَابْتِذَالٍ: see 1 in art. بذل. b4: And صان الفَرَسُ, aor. ـُ inf. n. صَوْنٌ, means صَفَّ بَيْنَ رِجْلَيْهِ [app. the same as صَفَّ رِجْلَيْهِ He set his hind legs evenly, side by side]: (M:) or he stood upon the extremity of his hoof, (S, M, K,) by reason of [attenuation, or abrasion, such as is termed]

وَجًى or حَفًا. (S, K.) b5: And صان, inf. n. صَوْنٌ, He (a horse) limped, or halted, much; (M;) or, as expl. by IB, slightly. (TA.) يَصُنَّ المَشْىَ occurs in a verse (S, M, TA) of En-Nábighah, (M, TA,) [referring to horses,] and J says that As knew it not, but that others expl. it as meaning Reserving somewhat of the rate of going, (TA,) or as meaning suffering pain in the hoofs from attenuation, or abrasion: (S:) accord. to IB, it means limping, or halting, and suffering pain in the hoofs, from fatigue. (TA.) 5 تَصَوَّنَ see the next paragraph.6 تَصَاوُنٌ is the contr. of اِبْتِذَالٌ, (Msb,) or of تَبَذُّلٌ: (S and Msb in art. بذل:) one says, of a man, تَصَاوَنَ and ↓ تَصَوَّنَ, the latter on the authority of IJ, (M, TA,) and mentioned also by Z, (TA,) (assumed tropical:) He preserved himself, or his honour, or reputation, (M, TA,) مِنَ المَعَايِبِ [from the things, or actions, for which he should be blamed], (TA. [See also 1, second sentence.]) 8 إِصْتَوَنَ see 1, first sentence.

صَوْنٌ an inf. n. of 1 [q. v.]. (S, M, &c.) See also صِينَةٌ, below. b2: And see مَصُونٌ.

صَوْنَةٌ [A receptacle for perfumes &c., such as is commonly called] an عَتِيدَة. (IAar, K.) صِينَةٌ [originally صَوْنَةٌ] i. q. ↓ صَوْنٌ: one says, هٰذِهِ ثِيَابُ الصِّينَةِ i. e. الصَّوْنِ [These are the garments of reservation for wear on extraordinary occasions]: (M, TA:) contr. of بِذْلَةٌ. (TA.) صِوَانٌ and صُوَانٌ (S, M, Msb, K) and صَوَانٌ (K) and صِيَانٌ (S, Msb, K) and صُيَانٌ and صَيَانٌ, (K,) but the third and the last two are extr., (TA,) A thing, (M, Msb, K,) or receptacle, (S,) [or chest or the like,] used as a repository (S, M, Msb, K) for a garment, (S, K,) as also ↓ مَصَانٌ, (Skr, cited by Reiske in Abulf. Ann. ii. 614,) [or for clothes,] or for a thing: (M, Msb:) pl. أصْونَةٌ: (MA:) or ↓ مَصَانٌ signifies any place in which one reposits a garment. (TA in art. ضرس.) صَوَانِىُّ pl. of صِينِىٌّ. (KL.) See art. صين.

صَوَّانٌ [Flint-stone; and flint-stones: thus in the present day:] a sort of stones, (S, Msb,) in which is hardness; (Msb;) hard stones, (M, K,) of a certain sort, (K,) with which fire is struck: or, as some say, certain black stones which are not hard: (M:) or a sort of hard stones, which, when fire smites it, crackles (يُفَقِّعُ) and cracks, and sometimes fire is struck with it, but it is not fit for [making] time, nor for heating for the purpose of roasting thereon: (Az, TA:) one thereof is called ↓ صَوَّانَةٌ. (S, M, Msb, K.) الصَّوَّانَةُ The دُبُر [meaning anus]: (K, TA:) so called because it keeps [from escape] much, or often, what would issue from it. (TA.) A2: See also صَوَّانٌ.

صَيِّنٌ [thus app., like سَيِّدٌ and جَيِّدٌ, written in my copy of the Msb صَين] One who preserves his honour, or reputation. (Msb.) مَصَانٌ: see صِوَانٌ, in two places.

مُصَانٌ: see مِصْوَانٌ.

مَصُونٌ and ↓ مَصْوُونٌ, (S, M, Msb, K,) like مَدُوفٌ and مَدْوُوفٌ, (S and Msb in art. دوف, q. v.,) the latter of the dial. of Temeem, (M,) Preserved, kept, laid up, taken care of, or reserved; (S, * M, * Msb, K;) applied to a garment [&c.]; (S, M;) as also ↓ صَوْنٌ, which is an inf. n. used. as an epithet: (M:) one should not say مُصَانٌ, (S, TA,) nor مُنْصَانٌ, as the vulgar say. (TA.) مِصْوَانٌ A bow-case; (K, TA;) as also ↓ مُصَانٌ. (TA.) مَصْوُونٌ: see مَصُونٌ.
صون
صانَ يَصُون، صُنْ، صَوْنًا وصِيانةً وصِيانًا، فهو صائِن، والمفعول مَصُون ومَصوون وصَيِّن
• صان المالَ ونحوَه: حفظه في مكان أمين "صيانة حقوق الأقلِّيَّات".
• صان عِرْضَه: حماه ووقاه ممّا يعيبه "صُنْتُ نفسي عمّا يدنِّس نفسي ... وترفَّعتُ عن جدا كل جِبْس- أصون عرضي بمالي لا أدَنِّسهُ ... لا بارك الله بعد العرض في المالِ- وعينك إن أبدت إليك معايبًا ... فصنها وقل يا عين للناس أعينُ" ° صان عهدَه: حافظ عليه- صان ماءَ وجهه: حافظ على كرامته واحترم نفسَه.
• صان لسانَه: حبسه عن كُلِّ قول فاحش.
• صان الآلةَ ونحوَها: تعهَّدها بالعناية والإصلاح. 

تصاونَ/ تَصاوَنَ من يتصاون، تصاوُنًا، فهو مُتصاوِن، والمفعول مُتَصَاون منه
• تصاونَ الشَّخصُ/ تصاونَ الشَّخصُ من المعايب: تكلّف صيانة نفسه، وقى نفسَه منها. 

تصوَّنَ/ تصوَّنَ من يتصوَّن، تصوُّنًا، فهو مُتصوِّن، والمفعول مُتصوَّن (للمتعدِّي)
• تصوَّن الشَّخصُ/ تصوَّن الشَّخصُ من المعايب: تصاون، وقى نفسَه منها "تصوَّنتِ الفتاةُ العفيفة".
• تصوَّن المالَ ونحوَه: تحمَّل حفظَه. 

صائن [مفرد]: اسم فاعل من صانَ. 

صُوان/ صِوان [مفرد]: ج أََصْوِنة: خزانة من خشب أو معدن أو غيرهما تصان فيها الملابسُ أو الكتبُ أو غيرهما.
• صِوان الأُذن: (شر) الجزء المرئيّ من الأذن الخارجيّة.
• صِوان السُّفْرة: طاولة جانبيَّة بها رفوف، توضع فيها أغطية وأدواتُ المائدة. 

صَوْن [مفرد]: مصدر صانَ ° صاحبة الصَّوْن: لقب يُطلق
 على سيّدة من طبقة عالية. 

صَوَّان [جمع]: مف صَوَّانة: (جو) نوع من الحجارة، فيه صلابة، يتطاير منه شرر عند قدحه بالزِّناد ° قَلْبٌ من صَوّان: قلب متحجّر. 

صِيان [مفرد]: مصدر صانَ. 

صِيانة [مفرد]: مصدر صانَ.
• خطَّة الصِّيانة: (حس) وثيقة تحدِّد ماهيّة النهج الإداريّ والتقنيّ المستخدم في صيانة المنتجات البرمجيَّة. 

صَيِّن [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من صانَ: مصون "إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى ... وحظّك موفور وعرضك صيِّنُ". 

مَصُون [مفرد]: مؤ مَصُونة ومَصُون:
1 - اسم مفعول من صانَ.
2 - ذو فضيلة، ويُطلق على النِّساء عامَّة "امرأة مَصُون: عفيفة فاضلة" ° الحرمُ المصون: الزَّوجة (وتُستعمل في مجال التَّبجيل والتَّعظيم). 
صون
: ( {صانَهُ} صَوْناً {وصِياناً} وصِيانَةً) ، بكسْرهما، (فَهُوَ {مَصُونٌ) على النَّقْصِ وَهُوَ القِياسُ، (} ومَصْوُونٌ) على التَّمامِ شاذٌّ لَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ مَدْوُوفُ ومَرْدُوف لَا رابِعَ لَهَا، وَهِي لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ: (حَفِظَهُ) .
وَلَا يقالُ: {أَصانَهُ فَهُوَ} مُصانٌ، وَهِي لُغَةُ العامَّةِ وَكَذَا قوْلُهم: {مُنْصانٌ، فَإِنَّهَا مُنْكَرَةٌ، (} كاصْطَانَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ أُميَّة بنِ أَبي عائِذٍ الهُذَليّ:
أَبْلِغْ إياساً أنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُم ْرِداؤُكَ {فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ (و) } صانَ (الفَرَسُ: قامَ على طَرَفِ حافِرِه من وَجىً أَو حَفاً) ، فَهُوَ {صائِنٌ، عَن أَبي عُبَيْدٍ.
قالَ: وأَمَّا الصائِمُ فَهُوَ القائِمُ على قَوائِمِه الأَرْبعَةِ مِن غيرِ حَفاً.
وقالَ غيرُهُ:} صانَ {صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شَدِيداً؛ قالَ النابِغَةُ:
فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَأ التُّؤَامِوقالَ الجَوْهرِيُّ فِي هَذَا البيتِ: لم يَعْرِفْه الأصْمعيّ؛ وقالَ غيرُهُ: يُبْقِينّ بعضَ المَشْيِ.
وذَكَرَ ابنُ بَرِّي: صَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً خَفِيفاً، فمعْنَى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوجَّيْنَ مِنَ التعبِ.
(} وصِوانُ الثَّوْبِ {وصِيانُه، مُثَلَّثينِ: مَا} يُصَانُ فِيهِ) ويحفظ: الضَّمُّ والكسْرُ فِي {الصُّوانِ مَعْرُوفانِ، والكسْرُ فِي} الصِّيانِ فَقَط، وَمَا عَدا ذلِكَ غَريبٌ. ( {والصَّوَّانة مُشدَّدةً: الدُّبر) ، كأَنَّها كَثيرَةُ} الصَّونِ لَا تخدجُ؛ وَمِنْه يقالُ: كذَبَتْ {صَوَّانَتُه؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) } الصَّوَّانَةُ: (ضربٌ مِن الحجارَةِ شِديدٌ) يُقْدَحُ بهَا، وَهِي حِجارَةٌ سُودٌ ليْسَتْ بصُلْبَةٍ، (ج: {صوَّان) .
وقالَ الأَزْهرِيُّ:} والصَّوَّانُ حِجارَةٌ صُلْبَة إِذا مَسَّتْه النارُ فَقَّعَ تَفْقِيعاً وتَشَقَّقَ، ورُبَّما كانَ قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ بِهِ النارُ، وَلَا يصْلُحُ للنُّورَةِ وَلَا للرِّضافِ؛ قالَ النابِعَةُ:
بَرَى وَقَعُ {الصَّوَّانِ حَدَّ نُسُورِهافهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ (} والصِّينُ) ، بالكسْرِ: (ع بالكُوفَةِ.
(و) أَيْضاً: (بالاسْكَنْدَريَّةِ.
(وموْضِعانِ بِكَسْكَرَ.
(و) أَيْضاً: (مملكةٌ بالمشْرِقِ) فِي الجَنُوبِ مَشْهورَةٌ مُتَّسعةٌ كثيرَةُ الخَيْراتِ والفَواكِه والزُّرُوعِ والذَّهَبِ والفضَّةِ ويَخْتَرقُها النَّهْرُ المَعْروفُ ببابِ حياةِ يعْنِي ماءَ الحَيَاةِ ويُسَمَّى بنَهْرِ الْيُسْر، ويَمرُّ فِي وَسَطِه مَسِيرَةَ سِتَّة أَشْهُر حَتَّى يمرَّ {بصِينِ} الصِّيْن، وَهِي {صِينُ كِيلان، يكْتَنقُه الْقرى والمَزارِع مِن شَطَّيْه كنِيلِ مِصْرَ. و (مِنْهَا الأَوَاني} الصِّينِيَّةُ) الَّتِي تُصْنَعُ بهَا مِن تُرابِ جِبالٍ هُنَاكَ تَقْذفُه النارُ كالفَحْمِ ويُضيفُون لَهُ حجارَةً لَهُم يقِدُون عَلَيْهَا النارَ ثلاثَةَ أَيامٍ ثمَّ يَصبُّون عَلَيْهَا الماءَ فتَصِيرُ كالتُّرابِ ويخمِّرُونَه أَيّاماً، وأَحْسَنه مَا خُمِّرَ شَهْراً، ودُونه مَا خُمِّر خَمْسَة عَشَرَ يَوْمًا إِلَى عَشَرةٍ وَلَا أَقَلّ مِن ذلِكَ؛ وَمِنْهَا يُنْقَلُ إِلَى سائِرِ البِلادِ؛ وإليها يُنْسَبُ الكبابة {الصِّينِيّ والدَّارِ} صِينيّ والدَّجاج الصِّينِيّ.
ومَلِكُ {الصِّيْن تَتْرَى مِن ذرِّيَّةِ جنْكيزْخَان.
وَفِي كلِّ مَدينَةٍ فِي الصِّيْنِ مَدينَة للمُسْلِمِين يَنْفَردُون بسُكْناهُم فِيهَا، وَلَهُم زَوَايا ومَدارِسُ وجَوامِعُ، وهم يُحْتَرمُون عنْدَ سلاطِينِهم، وعنْدَهُم الحَريرُ واحْتِفالهم بأَوَاني الذَّهَب والفضَّةِ، ومُعامَلاتهم بالكَواغِدِ المَطْبُوعَة، وهم أَعْظَم الأُمَم إحْكاماً للصَّناعَات والتَّصاوِيرِ.
وقيلَ: إنَّ الحِكْمَةَ نَزلَتْ على ثلاثَةِ أَعْضاءٍ مِن بَني آدَمَ: أَدْمِغَةُ اليُونان، وأَلْسِنَة العَرَبِ، وأَيادِي الصِّين.
وَفِي الحدِيثِ: (اطْلبُوا العِلْم وَلَو} بالصِّيْنِ) .
( {والمِصْوانُ: غِلافُ القَوْسِ) } تُصَانُ فِيهِ.
( {والصّينِيَّةُ، بالكسْرِ: د تَحْتَ واسِطِ العِراقِ) وتُعْرَفُ} بصِينيَّه الحَوانِيتِ، مِنْهَا قاضِيها وخَطِيبُها أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ مَاهَان {الصِّينِيُّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ.
وأَمَّا إبراهيمُ بنُ إسْحق} الصِّينيُّ فإنَّه إِلَى المَمْلكَةِ المَذْكُورَةِ، رَوَى عَن يَعْقوب القميِّ.
وحُمَيْدُ بنُ محمدٍ الشَّيْبانيُّ {الصِّينيُّ إِلَى المَمْلكَةِ المَذْكورَةِ عَن ابنِ الأَثيرِ.
وكانَ أَبو الحَسَنِ سعدُ الخَيْر بنُ محمدِ بنِ سَهْل بنِ سعْدٍ الأَنْصارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ البَلْنسيُّ يكْتبُ لنفْسِه الصِّينيّ لأنَّه سافَرَ مِن الغَرْبِ إِلَى أَقْصَى المَشْرقِ، إِلَى أَقْصَى} الصِّيْن.
( {والصَّوْنَةُ: العَتِيدَةُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الصِّينَةُ، بالكسْرِ: {الصَّوْنُ. يقالُ: هَذِه ثِيابُ} الصِّينَةِ أَي! الصَّوْنِ، وَهِي خِلافُ البذْلَة. {والمصانُ غِلافُ القَوْسِ.
} وصانَ عِرْضَهُ {صِيانَةً؛} وصْوناً على المَثَلِ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
فَإنَّا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعَةً إِلَى {الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ والحُرُّ} يَصُونُ عِرْضَه كَمَا يَصُونُ الإِنْسانُ ثَوْبَه.
وثَوْبٌ {صَوْنٌ وَصْفٌ بالمَصْدَرِ.
وَقد} تَصاوَنَ الرَّجُلُ مِن المَعايبِ، {وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرَةُ عَن ابنِ جنيِّ؛ ونَقَلَها الزَّمخْشرِيُّ أَيْضاً.
} وصانَ الفَرَسُ عَدْوَهُ وجَرْيَه {صَوْناً: ذَخَرَ مِنْهُ ذَخِيرَةً لأَوانِ الحاجَةِ إِلَيْهِ: قالَ لبيدٌ:
يُراوِحُ بَين} صَوْنٍ وابْتذالِ أَي {يَصُونُ جَرْيَه مَرَّةً فيُبْقِي مِنْهُ، ويَبْتَذِلُه مَرَّة فيَجْتهدُ فِيهِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وصانَ الفَرَسُ {صَوْناً: صَفَّ بينَ رِجْلَيْه؛ وقيلَ: قامَ على طَرَفِ حافِرِهِ؛ قالَ النابِغَةُ:
وَمَا حاوَلْتُما بقِيادِ خَيْل} يَصُونُ الوَرْدُ فِيهَا والكُمَيْتُ {والصِّيْن: قَرْيةٌ بوَاسِط هِيَ غَيْر الَّذِي ذَكَرَها المصنِّفُ.
} وصِينِينُ: عِقِّيرٌ مَعْروفٌ

القافية

القافية: الحرف الأخير من البيت. وقيل هي الكلمة الأخيرة منه.
(القافية) مُؤخر الْعُنُق وَآخر كل شَيْء وَفِي الشّعْر الْحُرُوف الَّتِي تبدأ بمتحرك يَلِيهِ آخر ساكنين فِي آخر الْبَيْت مثل كلمة (يذمم) فِي قَول زُهَيْر
(وَمن يَك ذَا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يسْتَغْن عَنهُ ويذمم) (ج) قواف
القافية: عِنْد أَصْحَاب الْعرُوض هِيَ الْكَلِمَة الْوَاقِعَة فِي أَوَاخِر الأبيات والمصاريع. وَقَالَ بَعضهم الْحَرْف الآخر مِنْهَا وَهِي نَوْعَيْنِ مُطلقَة ومقيدة. أما القافية الْمُطلقَة فَهِيَ الَّتِي يكون حُرُوف رويها متحركا تولدت من مد حركتها إِحْدَى حُرُوف الْعلَّة وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف حِينَــئِذٍ حُرُوف الْإِطْلَاق. والحرف الروي هُوَ الْحَرْف الْوَاقِع فِي آخر القافية، وَأما القافية الْمقيدَة فَهِيَ الَّتِي يكون رويها سَاكِنا فَيكون الصَّوْت حِينَــئِذٍ مُقَيّدا مَحْبُوسًا لَا مُطلقًا جَارِيا بِخِلَاف الأول.
القافية:
[في الانكليزية] Rhyme
[ في الفرنسية] Rime
بالفاء هي عند الشعراء الكلمة الأخيرة من البيت كلفظة حومل في قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل هذا عند الأخفش، وعند غيره من آخر البيت إلى أقرب ساكن يليه مع الحركة السابقة عليه. وقيل بل مع المتحرّك الذي قبله. فعلى الأول القافية في البيت المذكور من حركة الحاء إلى آخر البيت، وعلى الثاني من الحاء إلى آخر البيت، هكذا ذكر السّيّد السّند في حواشى العضدي. قال المولوي عبد الحكيم القافية مشتقّة من القفو وهو التبعية لأنّ القوافي يجيء بعضها إثر بعض. قال في المطوّل: القافية الكلمة الأخيرة من البيت والتقفية هي التوافق على الحرف الأخير. وفي بعض الرسائل حرف الروي إن كان متحرّكا فالقافية مطلقة وإلّا فالقافية مقيّدة، والمقيّدة تجيء مردفة ومجرّدة ومؤسّسة. والمطلقة على ستة أقسام: مطلقة مجرّدة ومطلقة مردفة ومطلقة مؤسّسة ومطلقة بخروج ومطلقة بردف ومطلقة بتأسيس وخروج انتهى.

وفي رسالة منتخب تكميل الصناعة يذكر:
أنّ القافية عند شعراء العجم عبارة عن مجموع ما يتكرّر من ألفاظ مختلفة بحسب اللّفظ والمعنى، أو بحسب اللّفظ فقط، أو تبعا للمعنى فقط. تلك الألفاظ الواقعة في أواخر مصاريع الأبيات أو ما هو بمنزلتها، وذلك بشرط أن تكون مجموعة من حروف وحركات معيّنة مثل: روي، وتأسيس وإشباع. وحينــا يقال للكلمة كلّها قافية، ويقول بعضهم فقط حرف الروي بطريق المجاز بناء على قول الجمهور. وإن ذكر القيود المختلفة فهو من أجل الاحتراز عن الرّديف. وذكر قيد المصاريع والأبيات فمن أجل شمول تعريف المطالع والقطع وما يسمّى في الفارسية الغزل وغير ذلك. وأمّا ذكر القيد أو شيء بمنزلته فمن أجل شمول تعريف القوافي التي يأتي الرّديف بعدها.
وذلك لأنّ هذه القوافي وإن كانت تقع في أوائل المصاريع ولكن لها حكم الأخيرة.
لماذا؟ لأنّ الرّديف حينــما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 2 1298 التقسيم ..... ص: 1298

اذا؟ لأنّ الرّديف حينــما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر بشرط أن يكون مجموعا إلى آخره، فمن أجل الاحتراز عن الحروف والحركات التي يلتزمها الشاعر من باب لزوم ما لا يلزم، فيكرّر الشاعر ذكرها في أواخر الأبيات.
التقسيم
تنقسم القافية باعتبار التقطيع إلى خمسة أنواع، وذلك بإجماع العرب والفرس، وهي:
المترادف والمتدارك والمتكاوس والمتواتر والمتراكب. وبعض هذه الألفاظ يقال لها ألقاب القوافي وبعضها حدود القافية.

فالمترادف: هي القافية التي بحسب التقطيع في أواخرها يكون حرفان ساكنان متواليان، مثاله في هذا المعمّى باسم شهاب وترجمته:
إنّ شفتك بالنسبة إلينا هو ماء الحياة وسعادة قلوبنا كالحباب يتصاعد فوقه البخار من شدّة السخونة والمتواتر: قافية بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله متحرّك ثم قبله ساكن، ومثاله البيت الفارسي وترجمته:
يا عذبة الفم ما عندك غم تعالي متأخّرة واسكري من الخمر والمتدارك: قافية هي بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله حرفان متحرّكان ثم قبلهما ساكن. ومثاله هذا البيت المعمّى في اسم يوسف. وترجمته:
يا شمعة الروح حيث احترقت في فانوس البدن لذلك فقد اضطرب حالي من تلك الصّورة والمتراكب: هو الذي آخره ساكن وقبله ثلاثة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ومثاله في هذا المعمّى باسم بها: وترجمته:
يا عطاء لقد ذهب قلبنا وديننا منا نحو العدم حينــما في قلبنا طرف سالف الصنم (المحبوب) نقش (اخترق) والمتكاوس: هو ما آخره ساكن وقبله أربعة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ونظرا لثقله فهو قليل جدا في الأشعار الفارسية. ويقول في جامع الصنائع: القافية المطلقة هي بدون حرف ردف ولا تأسيس ولا دخيل ولا وصل ولا خروج.

والقافية المقيّدة هي: أنّ القافية الأصلية تقع بعد حرف الرّدف. والقافية تظهر في التلفّظ حسب التبعية والإشباع. وتحذف في التقطيع.

ومثال ذلك بيت الشعر الآتي وترجمته:
لقد أخذت القلب مني فالآن خذي منه الدّم فإن تأخذي الرّوح لا أعلم كيف تفعلين فحرف النون من الكلمتين: (خون) (دم) و (چون) - كيف، من هذا القبيل.

والقافية المتصلة هي: أن يؤتى بالبيت بحيث يمكن أن يتمّ المعنى قبل إتمام القافية، ولكن لمّا كان إيراد القافية شرطا في الشعر فيؤتى بها لذلك ضرورة. ومثاله البيت التالي وترجمته:
يا من شفتك سكر وحديثك حلو لماذا تجعلين عيش هذا العبد مرّا انظري فكلمة (به بين) - انظري لا يحتاج إليها المعنى لذلك هي جاءت للوصل فقط.
وقافية الملك هي أن يؤتى بالقافية في مطلع المصراع الأول ثم تعاد في آخر البيت الثاني. وإن جيء بها في أبيات أخرى فلا مانع من ذلك. لكنّ الفصحاء يستعملونها غالبا في البيت الثاني. وهذا لا يعدّ من قبيل الإيطاء.

وأمّا القافية المتولّدة: فهي أن يؤتى في آخر البيت بألفاظ متّصلة تكون منها القافية بحيث يظن أنّ ألفاظ القافية من تلك الألفاظ المتّصلة زائدة، ومثاله في البيتين التاليين وترجمتهما:
لقد أغلقت بوجهي الحبيبة الباب فصارت عمامتي من الدموع مبتلّة لقد أخذت مني القلب وصارت الروح مهجّرة الروح الهائمة الآن مرة واحدة مبتلّة

هنأ

هنأ
الْهَنِيءُ: كلّ ما لا يلحق فيه مشقّة، ولا يعقب وخامة. وأصله في الطّعام يقال: هَنِئَ الطّعامُ فهو هَنِيءٌ. قال عزّ وجلّ: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً
[النساء/ 4] ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ [الحاقة/ 24] ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المرسلات/ 43] ، والهِنَاءُ:
ضرب من القطران، يقال: هَنَأْتُ الإبلَ، فهي مَهْنُوءَةٌ.
هـ ن أ: (هَنُؤَ) الطَّعَامُ صَارَ (هَنِيئًا) وَبَابُهُ ظَرُفَ، وَ (هَنِئَ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (هَنَأَهُ) الطَّعَامُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَطَعَ وَ (هَنِئَ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَهَنِئَ الطَّعَامُ بِالْكَسْرِ تَهَنَّأَ بِهِ. وَكُلُّ أَمْرٍ أَتَى بِلَا تَعَبٍ فَهُوَ (هَنِيءٌ) . وَ (التَّهْنِئَةُ) ضِدُّ التَّعْزِيَةِ، وَ (هَنَّأَهُ) بِكَذَا (تَهْنِئَةً) وَ (تَهْنِيئًا) بِالْمَدِّ. 
هـ ن أ

طعام هنىء، وقد هنؤ هناءة، وما كان هنيئاً، ولقد هنؤ، وهنأني ومرأني، ويقال للآكل: هنيئاً مريئاً، ولك المهنأ، وهنأك الله. وهنأته: أعطيته، واستهنأته: استعطيته. وسمع الكسائيّ أعرابيّاً يقول: إنما سميّت هانئاً لتهنىء. وهنأ البعير بالهناء، وناقة مهنوءة. قال امرؤ القيس:

ليقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي

ومن المجاز: هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. وملك هنىء، وهنأته بالولاية.
(هـ ن أ) : (هَنَّأَهُ) أَعْطَاهُ هَنَاءً مَنْ بَابِ ضَرَبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ كُنِيَتْ فَاخِتَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَمِنْ حَدِيثِهَا أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ وَابْنُهَا جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَمَا وَقَعَ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ وَابْنِ مَنْدَهْ أَنَّهُ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ سَهْوٌ وَأَمَّا أُمُّ هَانِئٍ الْأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَزَاوُرِ الْمَوْتَى فَتِلْكَ امْرَأَةٌ أُخْرَى.
(هنأ) - في حديث : "أبِى الهَيْثَم بن التَّيِّهَان لا أرَى لكَ هَانِئًا"
قال الخطَّابِى: المشهُور ماهِنًا؛ وهو الخادِمُ؛ فأمّا الهَانِئُ، مِن قَولِك: هَنأتُه: أي أعْطيْتُه.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، في مالِ اليتيم: "إِنْ كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاهَا"
: أي تُعَالِجُها بالقَطِران. وتَطْلِيهَا، فهو هَانِئٌ أيضاً، وهَنَأْته في العَطِيّة أَهْنِئُه - بالكَسْرِ -، وَلا نَظيرَ له فيما لامه هَمْزٌ، وأصْلُ الهَنْء الإصْلاح والكِفاية، ومنه الهِناءُ؛ لأنه يُصلِح الجرَبى، واهْتَنَأتُ مالىِ: أَصلَحتُه، وهَنَأَهم شَهْرَين: كفاهُم مَؤُونَتَهم والهَنِىءُ: مَا صَلَح به البَدَنُ.
[هنأ] هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هَناءةً، أي صار هنيئا. وكذلك هنئ الطعامُ مثل فَقِهَ وفَقُهَ. عن الأخفش، قال، وهَنَأَني الطعامُ يَهْنِئُني ويَهْنَؤُني، ولا نظير له في المهموز، هَنْأً وهِنْأً. وتقول: هَنِئْتُ الطعامَ، أي تَهَنَّأْتُ به، و (كلوه هنيئا مريئا) . وكل أمرٍ يأتيك من غير تَعَبٍ فهو هنئ. ولك المهنأ. أبو زيد: هَنِئَتِ الماشيةُ، إذا أصابت حظًّا من البقلِ من غير أن تشبعَ منه. قال: وهَنَأْتُ البعيرَ أَهْنُؤُهُ ، إذا طليته بالهِناءِ، ولقَطِرانُ. وإبلٌ مَهْنوءةٌ. وهَنَأْتُ الرجل أهْنَؤُهُ، وأهْنِئُه أيضاً، إذا أعطيته، والاسم الهنء بالكسر، وهو العطاء. وهَنَأْتُهُ شهراً أهنؤُه، أي: عُلْتُهُ. وهانئ: اسم رجل. وفى المثل: " إنما سميت هانئا لتهنأ ". قال الأصمعيّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أي: لتُمْرِئَ. والتهنِئَةُ: خلاف التعزيةِ. وتقول: هنأته بالولاية تهنئة وتهنيئا. وهذا مهنا قد جاء، وهو اسم رجل.
هنأ:
هنّا أو هنَّى: بمعنى التهنئة متعدية إلى المفعول به أهنيك خلاصك من أيدي المنون (عباد 1:72:2 و11).
هنّاك الله: أمنية للمجاملة لمَنَّ يقدم على سرب شيء (بقطر).
هناَّك الله: تقال للتهنئة بعودة شخص عزيز هنَّاكَ الله بما اعطاك وجوابها: الله يهنيك (بقطر).
تهنّأ: لا تصاغ فقط مع حرف الجر ب (بالطعام) ولكن مع الفعل اللازم أيضاً (معجم مسلم، عباد 4:159:2): قلَّما تهنأنا نحن وأبو طعاماً حافلاً. وهناك أيضاً تهنَّأ أمرَهَ: استمتع (ابن الخطيب 117). تهنا: إن شاء الله تتهنّوا وتتوفقوا وترزقوا المال والبنين: كلمات المجاملة التي تقال للعرسان الجدد (بقطر).
تهنأ: هنأ Feliciter ( فوك).
تهنأ: تملّص، تخلّص، استراح se debarasser ( هلو).
تهانأوا: تهانأوا هنا بعضهم بعضاً منذ وقت قريب (المقري 12:56:2).
هناء: غبطة، سعادة، فلاح (بقطر، كليلة ودمنة 30): هذا يوم هناء وفرح وسرور (بقطر).
في الهنا: بسعة العيش، براحة، على مهل (بقطر).
هِنيء: هين، سهل (بقطر).
هنيئاً لك: نعمّا حدث لك (بقطر).
هنية: أنظر (فوك) في مادة: congratulari.
هناوة: غبطة، فرح، خير (بقطر).
مهنّى: هادئ، ساكن (بقطر باربيه).
[هنأ] نه: في ح سجود السهو: "فهنأه" ومناهن أي ذكره المهانئ والأمانين أراد ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان، وهنأني الطعام ينهنيئني ويهنؤنين وهنئت الطعام أي تهنأت به، وكل ما يأتيك بلا تعب فهنئ، ولك المهنأ والمهنا، والجمع المهانئ، وقد يخفف الهمزة وهو هنا أشبه لأجل مناه. وفي ح ابن مسعود في إجابة صاحب الربا: لك "المهنأ" وعليه الوزر، أي يكون أكلك له هنيئًا لا تؤاخذ به ووزره على من كسبه. ومنه ح النخعي في طعام الظلمة: لهم "المهنأ" وعليهم الوزر. ط: فانهسوا فإنه "أهنأ" وأمرأ، الهنئ: اللذيذ الموافق للغرض. ومنه:"ليهنك" العلم أبا المنذر! من هنائي الطعام وهو كل أمر يأتيك من غير تعب، وهو دعاء بتيسير العلم وإخبار بأنه عالم. بي: ولو قيل بأنه دعاء بأن لا يضره العلم بالعجب ونحوه من أعمال القلوب لكان أنسب، وهو من ضرب مهموز اللام وقد يخفف. ك: ومنه: قال أصحابه: "هنيئًا" مريئًا، أي قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هنيئًا لك يا رسول الله بغفران ذنوبك فما لنا؟ فأي شيء لنا. ش: وكان من "أهنأ" الناس، بهمزة في آخره أي هينًا لينًا. نه: وفيه: لأن أزاحم جملًا قد "هنئ" بقطران أحب إليّ من أن أزاحم امرأة عطرة، هنأت البعير أهنؤه - إذا طليته بالهناء وهو القطران. ومنه ح مال اليتيم: إن كنت "تهنأ" جرباها، أي تعالج جرب إبله بالقطران. ن: ومنه: "يهنأ" بعيراص له، بهمزة في أخره. نه: وفيه: لا أرى لك "هانئًا"، الخطابي: المشهور: ما هنا- وهو الخادمن فإن صح فهو اسم فاعل من هنأت الرجل أهنؤه هنأ - إذا أعطيته، والهنء- بالكسر: العطاء، والتهنئة خلاف التعزية، وقد هنأته بالولاية. ش: "مهنأة"، أي مريئة صافية غير مكدرة.
هنأ
هَنَأْتُه: نَصَرْتُه.
وهَنَأْتُ البَعيرَ أهْنَؤُه وأهْنِئُه: إذا طَلَيْتَه بالقَطِرانِ، وقال ابنُ مَسْعود - رضي الله عنه -: لأََنْ أُزاحِم جَمَلاً قد هَنيءَ بالقَطِران أحَبُّ إليَّ من أنْ أُزاحِم امرأةً عَطِرَة، قال امرؤُ القَيس:
أيَقْتُلُني وقد شَعَفْتُ فُؤادَها ... كما قَطَرَ المَهْنُوْءَةَ الرَّجُلُ الطّالي
وهَنَأْتُ الرجلُ أهْنَؤُهُ وأهْنِئُه - أيضاً - هَنْئاً: إذا أعْطَيْتَه. وهَنَأْتُه شَهراً أهْنَؤُه: أي عُلْتُه.
وهانئ: من الأعلام، وفي المثل: إنَّما سُمِّيتَ هانِئاً لتَهْنَأَ، وقال الأُمَويُّ: لِتَهْنِئ: أي لِتُمْرِئ.
وهَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ وهَنِيءَ هَنَاءَةً: أي صارَ هَنِيْئاً، وقال الأخْفَشُ: هَنَأَني الطَّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني هَنْأً وهِنْأً - بالفتح والكَسر -، وهَنِئْتَ الطَّعامَ: أي تَهَنَّأْتُ به، المَهْنَأُ والمَهْنَأَةُ والمَهْنُؤَةُ، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ:
إمام الهُدى ارتح لنا بالغِنى ... وتعجيل خيرٍ له مهنَؤُهْ
وهَنِئتُ به: فَرِحتُ.
ابو زيد: هَنِئَتِ الماشية: إذا أصابت حظاً من البَقل من غير أن تشبعَ منه. و) كُلُوهُ هَنِيئاً مَريئاً (: أي من عير تعبٍ، وقيل أكلاً هَنيئأً بطيبِ النَّفس، وقيلَ: هَنِيئأً: لا إثم فيه؛ وَمَرِيئاً: لا دَاءَ فيه.
وقال ابن الأعرابيِّ: هَنَاَني الطَّعامُ وهَنِئَني فهو هَنِيء.
والهَنِيءُ والمَريءُ: نَهرانِ أجراهُما هِشام بن عبد الملك، قال جرير:
اُوتِيتِ َ من حَدَبِ الفُرات جَوارِياً ... منها الهَنِيءُ وسائِحٌ في قَرقَرآ
والهَنِيءُ: الطَّعَام.
ويُقال: لِتَهنئك العافيةُ، وليهَنِئك الفارِسُ، بالهَمز وتَخفِيفِ الهَمز، ولا تَحذِفِ الياءَ لأنَّ الياء بَدَلٌ من الهَمزَةِ.
وأُمُّ هانئ: بنت أبي طالبٍ - رضي الله عنها -، واسْمُها فاخِتَة.
والهَانِئُ: الخادم، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيَّهان ومعه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وقد خرج أبو الهيثم يَستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء في قِرْبة يَزعبُها ثم رقي عذْقاً له فجاء بقنوٍ فيه زَهْوُه ورُطَبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحِسْي ثم قال: يا ابا الهيثم! ألا أرى لك هانِئاً - ويروى: ماهِناً - فإذا جاء السَّبي أخْدَ مْنَاك خادِماً.
ومضى هَنْءٌ من الليل: أي طائفة منه.
والهَنْءُ والهِنَاء: العطاء.
والهِنَاء - أيضاً -: عِذْقُ النَّخْلة.
وابل هَنْأى - مثال سَكْرى -: إذا رَعَت دون الشِّبع.
والتَّهنِئة: خلاف التَّعزية، تقول: هَنَّأته بالولاية تهنئة وتهنيئاً.
وهذا مُهَنَّأ قد جاء: وهو اسم رجل.
واستهنأ: استنصر. واسْتَهْنَأَ - أيضاً -: استعطى، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليّ:
أُلَزِّئُ مُسْتَهْنئي في البَدِيءِ ... فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُهْ
واهْتَنَأْتُ مالي: أصلحتُه.
والتركيب يدل على إصابة خير من غير مشقة.
هـنأ
هنَأَ يهنَأ ويَهْنئ، هَنْئًا، فهو هانئ، والمفعول مَهْنوء
• هنَأ الشَّخصَ: أعطاه طعامًا أو نحوه.
• هنَأ فلانًا الطَّعامُ: ساغ ولذَّ له.
 • هنَأ فلانًا ولدُهُ: سرَّه. 

هنُؤَ يَهنُؤ، هَناءةً، فهو هَنِيء
• هنُؤ العملُ ونحوُه: تيسَّر من غير مشقَّة ولا عناء "هنُؤ تحقيق أهدافه".
• هنُؤ الطَّعامُ: ساغ وطاب ولذَّ ومَرِئ، صار هَنيئًا "طعام هَنِيءٌ- {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} ". 

هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من يهنَأ، هَنَأً وهناءةً، فهو هانئ وهَنِئ، والمفعول مهنوء به
• هنِئ بنجاحه: سُرّ به وفرِح.
• هنِئ له الطَّعامُ: هنُؤ؛ ساغ ولذَّ.
• هنِئ فلانٌ من الطَّعام: شَبِع "أكلنا من الطَّعام حتَّى هَنِئنا". 

استهنأَ يستهنِئ، استهناءً، فهو مُستهنِئ، والمفعول مُستهنَأ
• استهنأَ الطَّعامَ: استمرأه، استساغَه "هو دائمًا يستهنئ الطَّعام الذي تُعِدّه له زوجته". 

تهنَّأَ/ تهنَّأَ بـ يتهنَّأ، تهنُّؤًا، فهو مُتهنِّئ، والمفعول مُتهنَّأ
• تهنَّأتُ الطَّعامَ/ تهنَّأتُ بالطَّعام: استمرأتُه، ساغ لي ولذَّ "هو لا يتهنّأ بأكْل المطاعم الشَّعبيّة".
• تهنَّأ بنجاحه: فرِح به "تهنّأ بعودة ابنه من السَّفر- تهنّأ بزيارة قبر الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم". 

هنَّأَ يُهنِّئ، تهنئةً، فهو مُهنِّئ، والمفعول مُهنَّأ
• هنَّأ فلانًا بالنّجاح ونحوه/ هنَّأ فلانًَا على النّجاح ونحوه: دعا له بما يَسُرُّه، أو رجا أن يكون نجاحُه مبعث سروره، عكسه عزّاه "هَنَّأته بمنصبه الجديد- هنّأ صديقَه بزواجه". 

تهنئة [مفرد]: ج تهنئات (لغير المصدر {وتهانئُ} لغير المصدر) وتهانٍ (لغير المصدر):
1 - مصدر هنَّأَ.
2 - تقديم عبارات تسُرُّ وتفرح لمناسبة من المناسبات "وصلته التّهاني بالبريد- قدّموا تهانيهم بالعِيد لإمام مسجدهم" ° خالص التَّهاني القلبيّة. 

مُهنِّئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هنَّأَ.
2 - مَنْ يقدِّم التّهاني لغيره "جاءه مهِّنئون كثيرون". 

هانئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هنَأَ وهنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من.
2 - مسرور مرتاح البال "يعيش بين أهله هانئ البال".
3 - خادِم. 

هَنْء [مفرد]: مصدر هنَأَ. 

هَنَأ [مفرد]: مصدر هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هَنِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هَناء [مفرد]: سرور وراحة بال "يشعر بهنَاء وسعادة" ° هَناء العيش: رغده. 

هناءة [مفرد]: مصدر هنُؤَ وهنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هنيء [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هنُؤَ ° هنيئًا مريئًا: دعاء للآكل والشّارب بالاستمتاع والصِّحة.
2 - ما يُفرح وتقبله النَّفس "هنيئًا لك بالحجّ". 

هَنِيّ [مفرد]:
1 - سائغ، طيِّبٌ مقبول " {فَكُلُوهُ هَنِيًّا مَرِيًّا} [ق] ".
2 - رَضِيّ "طَبْعٌ هَنِيّ". 

هن

أ1 هَنُؤَ, aor. ـُ inf. n. هَنَآءَةٌ; and هَنِئَ, aor. ـَ It came, or happened, without inconvenience, or trouble: (K:) [it was pleasant, or productive of enjoyment: see what immediately follows]. b2: هَنُؤَ الطَّعَامُ (S, K *) aor. ـُ inf. n. هَنَآءَةٌ (S, K) and هَنَأَةٌ and هَنْءٌ, (K,) or هِنْءٌ (as in some copies of the K, and in the L); epithet هَنِىْءٌ; (S;) and هَنِئَ, (Akh, S, K,) aor. ـَ inf. n. هَنْءٌ; (TA;) and هَنَأَ, aor. ـِ (Lth,) The food was, or became, pleasant, or productive of enjoyment, to the eater: or easy to swallow; not attended by trouble: [agreeable:] or not succeeded by harm, even after digestion. (Z, cited voce مَرُؤَ.) b3: هَنَأَنِى الطَّعَامُ, (Akh, S, K), and هَنَأَ لِىَ, aor. ـِ and هَنَاَ (S, K) and هَنُاَ, (K,) unexampled, says Akh, in the class termed mahmooz, (S,) [though بَرَأَ and قَرَأَ are similar with respect to their having damm to the aor. ,] inf. n. هَنْءٌ and هِنْءٌ, (S, K,) [The food was pleasant, or productive of enjoyment, to me: or easy to swallow; &c.: see هَنُؤَ]. b4: هَنَأَنِى الطّعامُ وَمَرأَنِى: see art. مرأ. b5: هَنَأَهُ ذٰلِكَ, and هنأ لَهُ ذلك That (thing) was pleasant, or productive of enjoyment, to him; &c. (TA.) [See هَنُؤَ.] b6: هَنَأَنِى خَبَرُ فُلَانٍ The news of such a one was pleasant to me to hear. (TA.) b7: هَنِئَ الطّعَامَ, aor. ـَ and بَالطّعامِ ↓ تهنّأ, (S, K,) and تهنّأ الطّعام, and استهنأهُ, (TA,) [He enjoyed the food; found it pleasant, or productive of enjoyment; &c.: see هَنُؤَ:] he found the food to be productive of no evil result, and not attended by inconvenience. (TA.) b8: هَنِئَ, (Az, S, K,) aor. ـَ inf. n. هَنَأٌ and هَنْءٌ, (K,) He (a beast) lighted upon a good piece of herbage, but did not satiate himself therewith. (Az, S, K.) b9: أَكَلْنَا هٰذَا الطَّعَامَ حَتَّى هَنِئْنَا مِنْهُ We ate this food until we were satiated with it. (TA.) b10: هَنِئَتِ الإِبِلُ The camels were satiated with herbage. (TA.) b11: هَنِئَ بِهِ He rejoiced in him, or it. (K.) b12: هَنَأَنَا اللّٰهُ الطَّعَامَ [God made the food pleasant, or productive of enjoyment, to us: &c.: made us to enjoy it: see هَنُؤَ]. (TA.) b13: هَنَأَتْنِيهِ العَافِيَةُ [Health made it pleasant, or productive of enjoyment, to me: &c.]. (K.) b14: لِيَهْنِئْكَ الفَارِسُ [May the horseman give thee joy: a form of congratulation on the exploits of a horseman; i. e., I congratulate thee on the exploits of the horseman]: also written and pronounced لِيَهْنِيكَ: ليهنك, though it occurs in a trad., pronounced لِيَهْنِكَ or لِيَهْنَكَ, (but which pronunciation is to be preferred is disputed,) is said to be a vulgarism, and not allowable. (TA.) b15: هَنَأَهُ, aor. ـَ (K) [and app., هَنِاَ (see هَانِئٌ)], inf. n. هَنْءٌ, (TA,) He fed him; or gave him to eat. (K.) b16: هَنَأَهُ, aor. ـَ and هَنِاَ, (S, K,) inf. n. هَنْءٌ; (S;) and ↓ اهنأهُ; (IAar, K;) He gave him, or bestowed upon him: (S, K:) gave him plentifully. (TA.) b17: هَنَأَ الطَّعَامَ, inf. n. هَنْءٌ and هِنْءٌ (K) and هَنَآءَةٌ (as in some copies of the K) or هَنَأَةٌ (as in others) or هِنَأَةٌ (as in others) or هَنْأَةٌ (as in the CK), He made the food good; qualified it properly; seasoned it: syn. أَصْلَحَهُ. (K.) b18: هَنَأَ مَالَهُ, (TA,) and ماله ↓ اهتنأ, (K,) He put his property in a right, or good, state. (K.) b19: هَنَأَ القَوْمَ, aor. ـَ He nourished, or maintained, the people; (S;) satisfied their wants; bestowed upon them. (TA.) Ex. هَنَأَهُمْ شَهْرَيْنِ [He maintained them two months]. Hence the proverb quoted in illustration of the word هَانِئٌ, accord. to the second reading. (TA) b20: هَنَأَهُ He aided, succoured, or defended, him. (K.) A2: هَنَأَ الإِبِلَ, aor. ـَ (S, K,) and هَنِاَ and هَنُاَ (K: dev. from constant rule as shown above: TA), inf. n. هَنَأٌ and هَنْءٌ, (TA,) He smeared the camels with هِنَآء, which is tar, or liquid pitch, syn. قَطِرَان, (Az, S, K,) or a kind thereof, (TA,) [as a remedy for, or preservative against, the mange, or scab]. b2: لَيْسَ الهَنْءُ بِالدَّسِّ The smearing of a camel [all over] with هِنَآء is not [merely] smearing the cavities under the shoulders, and the like, which the mange, or scab, more quickly attacks. A proverb, applied to him who does not a thing thoroughly. (TA.) b3: See 2.2 هَنَّاهُ وَمَنَّاهُ (in a trad. respecting the prostration for inattention) He (the devil) made him to think of pleasant things, or things productive of enjoyment, and of things wished for, or objects of desire, in his prayer. The former verb is pronounced thus to assimilate it to the latter. (TA.) b2: هنّأهُ بِالأَمْرِ, inf. n. تَهْنِئَةٌ and تَهْنِىْءٌ; (S, K;) and ↓ هَنَأَهُ, (K,) inf. n. هَنْءٌ; (TA;) He congratulated him on the thing, (S, K,) such as the possession of a government, &c.: (S:) he said to him لِيَهْنِئْكَ [May it give thee joy]. (K.) b3: [When the agent of the verb is God, the meaning necessarily is, He granted him enjoyment in the thing; made him to have enjoyment in it.] b4: هُنِّئْتَ وَلَا تُنْكَهْ: see art. نكأ.4 أَهْنَاَ see 1.5 تهنّأ He gave many gifts. (IAar.) b2: تهنّأ

بِكَذَا [unless it be a mistake for تهيّأ, as IbrD suggests, which I think not improbable, though mentioned in this art. in the TA] He prided himself in such a thing: syn. تمرّأ and تغيّظ and تسمّن and تخيّل and تزيّن. (TA.) b3: See 1.8 إِهْتَنَاَ see 1.10 استهنأهُ He asked him for aid, succour, or defence. (K.) b2: He asked him for a gift. (K, TA.) b3: He conceded to him, or gave him, a part of his dues, or rights. (TA.) b4: See 1.

هِنْءٌ A gift. (S, K.) A2: A part of the night. (K.) A3: هِنْءٌ subst. from هَنَأَ الإِبِلَ; (K;) i. e., The smearing with هِنَآء. (MF.) إِبِلٌ هَنْأَى Camels which have lighted upon a good piece of herbage, but are not satiated therewith. (K.) هِنَآءٌ Tar, or liquid pitch; syn. قَطِرَانٌ: (S, K:) or a kind thereof. (TA.) See also نُورَةٌ; and قالِبٌ.

A2: هِنَآءٌ dial. var. of إِهَانٌ, (K,) or formed from the latter by transposition, (TA,) A raceme of a palm-tree. (AHn, K.) [See إِهَانٌ.]

هَنِىْءٌ What comes or happens to one without inconvenience, or trouble: (S, K:) [what is pleasant, or productive of enjoyment; an unalloyed gratification, i. e., a thing that gives unalloyed enjoyment; see what follows:] as also ↓ مَهْنَأٌ, (K,) a subst., sometimes written and pronounced مَهْنَا; pl. مَهَانِئُ, sometimes written and pronounced مَهَانٍ. (TA.) [See مهنأ also below.] b2: Pleasant, or productive of enjoyment, to the eater: or easy to swallow; not attended by trouble: or not succeeded by harm, even after its digestion. (Z, cited voce مَرُؤَ.) b3: هَنِيْئًا مَرِيْئًا [May it be, or Eat it, or Drink it, with enjoyment, and with wholesome result: or with ease in the swallowing, and with quickness in digesting: &c.: see مَرُؤَ]. (S.) b4: هَنِيْئًا لَهُ ذٰلِكَ [May that be productive of enjoyment to him!]. (TA.) b5: هَنِيْئًا and مَرِيْئًا are of the number of epithets which are employed after the manner of inf. ns. significant of a prayer or good wish, governed in the acc. case by a verb understood. (Sb.) هُنَيْئَةٌ (K) and هُنَيَّةٌ and هُنَيْهَةٌ (the second is the most usual; and the third is said to be formed by substituting ه for ء; but accord. to some, the word is incorrectly written with ء, [so says F,] and is a dim. formed from هَنْوَةٌ, which becomes first هُنَيْوَةٌ, and then هُنَيَّةٌ: see art. هنو:) (TA:) A little; a little while. (K.) هَانِئٌ A servant. (K.) b2: هَانِئًا occurs in this sense in a trad.; but the reading commonly known is مَاهِنًا. If right, it is an act. part. n. from هنأ “ he gave. ” (TA.) b3: إِنَّمَا سُمِّيتَ هَانِئًا لِتَهْنِئَ, or لِتَهْنَأَ; the former is the reading of El-Umawee; the latter, of Ks; Thou art only named Háni (Giver, or Nourisher,) that thou mayest give, accord. to both readings; or that thou mayest nourish, or maintain, and supply people's wants; لتعول وتكفى: (TA:) [such is said to be the meaning of لتهنأ here:] and accord. to El-Umawee, لتهنئ signifies لِتُمْرِئَ, (S,) [which is app. the same as لتعول]. A proverb: said to him who is known for his beneficence, in order that he may continue to do as he has been wont. (TA.) مَهْنَأٌ: see هَنِىءٌ. b2: لَكَ المَهْنَأُ, (S,) and المَهْنَا, (TA,) [Unalloyed gratification to thee!] b3: لَكَ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِ الوِزْرُ [To thee be unalloyed gratification, and on him be the burden, or sin]: said, accord. to a trad., to one who asked whether he should accept an invitation to eat the food of one who received unlawful interest or profit; and also said with respect to eating the food of a tyrannical intendant. (TA.) مَهْنُوْءٌ A camel smeared with هِنَاء. (S.)

هنأ: الهَنِيءُ والـمَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى.وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به. وهَنَأَنِي الطَّعامُ وهَنَأَ لي يَهْنِئُنِي ويَهْنَؤُنِي هَنْأً وهِنْأً، ولا نظير له في المهموز. ويقال: هَنَأَنِي خُبْزُ فُلان أَي كان هَنِيئاً بغير تَعَبٍ ولا مَشَقَّةٍ. وقد هَنَأَنا اللّهُ الطَّعامَ، وكان طَعاماً اسْتَهْنَأْناه أَي اسْتَمْرَأْناهُ. وفي حديث سُجُود السهو: فَهَنَّأَه ومَنَّاه، أَي ذَكَّره الـمَهانِئَ والأَمانِي، والمراد به ما يَعْرِضُ للإِنسان في صَلاتِه من أَحاديثِ النَّفْس وتَسْوِيل الشيطان. ولك الـمَهْنَأُ والـمَهْنا، والجمع الـمَهانِئُ، هذا هو الأَصل بالهمز، وقد يخفف، وهو في الحديث أَشْبه لأَجل مَنَّاه. وفي حديث ابن مسعود في إِجابةِ صاحب الرِّبا إِذا دَعا إِنساناً وأَكَل طَعامه، قال: لك الـمَهْنَأُ وعليه الوِزْرُ أَي يكون أَكْلُكَ له هَنِيئاً لا تُؤَاخَذُ به ووِزْرُه على من كَسَبَه. وفي حديث النخعي في طعام العُمَّالِ الظَّلَمةِ: لهم الـمَهْنَأُ وعليهم الوِزر.

وهَنَأَتْنِيهِ العافِيةُ وقد تَهَنَّأْتُه وهَنِئْتُ الطعامَ، بالكسر، أَي تَهَنَّأْتُ به. فأَما ما أَنشده سيبويه من قوله:

فَارْعَيْ فَزارةُ، لا هَناكِ الـمَرْتَعُ

فعلى البدل للضرورة، وليس على التخفيف؛ وأَمـّا ما حكاه أَبو عبيد من قول المتمثل من العرب: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لكِ مَقْرُوع، فأَصله الهمز، ولكنّ المثل يجري مَجْرى الشِّعر، فلما احتاج إِلى الـمُتابَعةِ أَزْوَجَها حَنَّتْ. يُضْرَبُ هذا المثل لمن يُتَّهَم في حَديثه ولا يُصَدَّقُ. قاله مازِنُ بن مالك بن عَمرو بن تَمِيم لابنةِ أَخيه الهَيْجُمانة بنتِ العَنْبَرِ ابن عَمْرو بن تَمِيم حين قالت لأَبيها: إِنّ عبدشمس بنَ سعدِ بن زيْدِ مَناةَ يريد أَن يُغِيرَ عَليهم، فاتَّهمها مازِنٌ لأَنَّ عبدَشمس كان يَهْواها وهي تَهْواه، فقال هذه المقالة. وقوله: حَنَّتْ أَي حنَّت إِلى عبدشمس ونَزَعَتْ إليه. وقوله: ولات هَنَّتْ أَي ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبَتْ. وأَنشد الأَصمعي:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ، أَمْ مَنْ * جاءَ مِنها بطائِفِ الأَهْوالِ

يقول ليس جُبَيْرةُ حَيْثُ ذَهَبْتَ، ايأَسْ منها ليس هذا موضِعَ

ذِكْرِها. وقوله: أَمْ مَنْ جاءَ منها: يستفهم، يقول مَنْ ذا الذي دَلَّ علينا خَيالَها. قال الرَّاعي:

نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يقول: ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبْتَ إِنما قلبك مِتْيَحٌ في غير ضَيْعةٍ.

وكان ابن الأَعرابي يقول: حَنَّتْ إِلى عاشِقِها، وليس أَوانَ حَنِينٍ،

وإِنما هو ولا، والهاءُ: صِلةٌ جُعِلَتْ تاءً، ولو وَقَفْتَ عليها لقلت لاه، في القياس، ولكن يقفون عليها بالتاءِ. قال ابن الأَعرابي: سأَلت الكِسائي، فقلتُ: كيف تَقِف على بنت؟ فقال: بالتاءِ اتباعاً للكتاب، وهي في الأَصل هاءٌ. الأَزهريّ في قوله ولاتَ هَنَّتْ: كانت هاءَ الوقفة ثم صُيِّرت تاءً ليُزاوِجُوا به حَنَّتْ، والأَصل فيه هَنَّا، ثمَّ قيل هَنَّهْ للوقف. ثمَّ صيرت تاءً كما قالوا ذَيْتَ وذَيْتَ وكَيْتَ وكَيْتَ.

ومنه قول العجاج:

وكانَتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ، * وذِكْرُها هَنَّتْ، ولاتَ هَنَّتِ

أَي ليس ذا موضعَ ذلك ولا حِينَــه، والقصيدة مجرورة لَـمَّا أَجْراها جَعَل هاءَ الوقفة تاءً، وكانت في الأَصل هَنَّهْ بالهاءِ، كما يقال أَنا وأَنـَّهْ، والهاءُ تصير تاءً في الوصْل. ومن العرب من يَقْلِب هاءَ التأْنيث تاءً إِذا وقف عليها كقولهم: ولاتَ حِينَ مَناصٍ. وهي في الأَصل ولاةَ.

ابن شميل عن الخليل في قوله:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَة أَمْ مَنْ

يقول: لا تُحْجِمُ عن ذكْرها، لأَنه يقول قد فعلت وهُنِّيتُ، فيُحْجِمُ

عن شيءٍ، فهو من هُنِّيتُ وليس بأَمر، ولو كان أَمْراً لكان جزماً، ولكنه خبر يقول: أَنتَ لا تَهْنَأُ ذِكْرَها.

وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً، ولقد هَنُؤَ هَناءة وهَنَأَةً وهِنْأً، على مثال فَعالةٍ وفَعَلة وفِعْلٍ. الليث: هَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ هَنَاءة، ولغة أُخرى هَنِيَ يَهْنَى، بلا همز.

والتَّهْنِئةُ: خلاف التَّعْزِية. يقال: هَنَأَهُ بالأَمْرِ والولاية هَنْأً وهَنَّأَه تَهْنِئةً وتَهْنِيئاً إِذا قلت له ليَهْنِئْكَ. والعرب تقول: ليَهْنِئْكَ الفارِسُ، بجزم الهمزة، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياءٍ ساكنة، ولا يجوز ليَهْنِكَ كما تقول العامة.

وقوله، عز وجل: فَكُلُوه هَنِيئاً مَرِيئاً. قال الزجاج تقول: هَنَأَنِي

الطَّعامُ ومَرَأَني. فإِذا لم يُذكَر هَنَأَنِي قلت أَمْرَأَني. وفي المثل: تَهَنَّأَ فلان بكذا وتَمَرَّأَ وتَغَبَّطَ وتَسَمَّنَ وتَخَيَّلَ وتَزَيَّنَ، بمعنى واحد. وفي الحديث: خَيْرُ الناسِ قَرْني ثمَّ الَّذِين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيءُ قوم يَتَسَمَّنُونَ. معناه: يَتَعَظَّمُونَ ويَتَشَرَّفُونَ ويَتَجَمَّلُون بكثرة المال، فيجمعونه ولا يُنْفِقُونه.

وكلوه هَنِيئاً مَريئاً. وكلُّ أمْرٍ يأْتيكَ مِنْ غَيْر تَعَبٍ، فهو

هَنِيءٌ.الأَصمعي: يقال في الدُّعاءِ للرَّجل هُنِّئْتَ ولاتُنْكَهْ أَي

أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ، تدعُو له. أَبو الهيثم: في قوله

هُنِّئْتَ، يريد ظَفِرْتَ، على الدُّعاءِ له. قال سيبويه: قالوا هَنِيئاً

مَرِيئاً، وهي من الصفات التي أُجْرِيَتْ مُجْرى الـمَصادِر الـمَدْعُوِّ بها في نَصْبها على الفِعْل غَير المُسْتَعْمَلِ إِظْهارُه، واختزاله لدلالته عليه، وانْتِصابه على فعل من غير لفظه، كأَنـَّه ثَبَتَ له ما ذُكِرَ له هَنِيئاً. وأَنشد الأَخطل:

إِلى إِمامٍ، تُغادِينا فَواضِلُه، * أَظْفَرَه اللّه فَلْيَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ

قال الأَزهريُّ: وقال المبرد في قول أَعْشَى باهِلةَ:

أَصَبْتَ في حَرَمٍ مِنَّا أَخاً ثِقةً، * هِنْدَ بْنَ أَسْماءَ! لا يَهْنِئْ لَكَ الظَّفَرُ

قال: يقال هَنَأَه ذلك وهَنَأَ له ذلك، كما يقال هَنِيئاً له، وأَنشد

بيت الأَخطَل.

وهَنَأَ الرجلَ هَنْأً: أَطْعَمَه. وهَنَأَه يَهْنَؤُه ويَهْنِئُه هَنْأً، وأَهْنَأَه: أَعْطاه، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي.

ومُهَنَّأٌ: اسم رجل.

ابن السكيت يقال: هذا مُهَنَّأٌ قد جاءَ، بالهمز، وهو اسم رجل.

وهُنَاءة: اسم، وهو أَخو مُعاوية بن عَمرو بن مالك أَخي هُنَاءة

ونِواءٍ وفَراهِيدَ وجَذِيمةَ الأَبْرَشِ.

وهانِئٌ: اسم رجل، وفي المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعْطِي. والهِنْءُ: العَطِيَّةُ،

الاسم: الهِنْءُ، بالكسر، وهو العَطاء.

ابن الأَعرابي: تَهَنَّأَ فلان إِذا كَثُرً عَطاؤُه، مأْخوذ من الهِنْءِ،

وهو العَطاء الكثير. وفي الحديث أَنه قال لأَبي الهَيثمِ بن التَّيِّهانِ: لا أَرَى لك هانِئاً. قال الخطابي: المشهور في الرواية ماهِناً، هو

الخادِمُ، فإِن صح، فيكون اسمَ فاعِلٍ من هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأَ

إِذا أَعطَيْتَه. الفرَّاءُ يقال: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعطِيَ لغتان. وهَنَأْتُ القَوْمَ إِذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعْطَيْتَهم. يقال: هَنَأَهُم شَهْرَينِ يَهْنَؤُهم إِذا عالَهم.

ومنه المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَي لِتَعُولَ وتَكْفِيَ، يُضْرَبُ لمن عُرِفَ بالاحسانِ، فيقال له: أَجْرِ على عادَتِكَ ولا تَقْطَعْها. الكسائي: لِتَهْنِئَ.

وقال الأُمَوِيُّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أَي لِتُمْرِئَ.

ابن السكيت: هَنَأَكَ اللّهُ ومَرَأَكَ وقد هَنَأَنِي ومَرَأَنِي، بغير أَلف، إِذا أَتبعوها هَنَأَنِي، فإِذا أَفْرَدُوها قالوا أَمْرَأَنِي.

والهَنِيءُ والـمَرِيءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الملوك. قال جَريرٌ يمدح بعضَ الـمَرْوانِيَّةِ:

أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِياً، * مِنْها الهَنِيءُ، وسائحٌ في قَرْقَرَى

وقَرْقَرَى: قَرْيةٌ باليَمامةِ فيها سَيْحٌ لبعض الملوك.

واسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه. وأَنشد ثعلب:

نُحْسِنُ الهِنْءَ، إِذا اسْتَهْنَأْتَنا، * ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبارِ

يعني بالأَيْدِي الكِبارِ المِنَنَ. وقوله أَنشده الطُّوسِي عن ابن الأَعرابي:

وأَشْجَيْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حتى تَفُوتَهُمْ * مِنَ الحَقِّ، إِلاَّ ما اسْتَهانُوك نائلا

قال: أراد اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، وأرى ذلك بعد أَن خفَّف الهمزة

تخفيفاً بدلياً. ومعنى البيت أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عنك حتى فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِيَّاه، إِلاَّ ما سَمَحُوا لَك به من بعضِ

حُقُوقِهم، فتركوه عليك، فسُمِّيَ تَرْكُهم ذلك عليه اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذلك من تذكرة أَبي علي. ويقال: اسْتَهْنَأَ فلان بني فلان فلم يُهنِؤُوه أَي سأَلَهم، فلم يُعْطُوه. وقال عروة بن الوَرْد:

ومُسْتَهْنِئٍ، زَيْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ * لَه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حَيَاءَكِ واصْبِري

ويقال: ما هَنِئَ لي هذا الطَّعامُ أَي ما اسْتَمْرَأْتُه. الأَزهري

وتقول: هَنأَنِي الطَّعام، وهو يَهْنَؤُني هَنْأً وهِنْاً، ويَهْنِئُني.

وهَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً وهِنْأً وهَناءة: أَصْلَحَه.

والهِنَاءُ: ضَرْبٌ من القَطِران. وقد هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُها هَنْأً وهِنَاءً: طَلاها(1)

(1 قوله «هنأ وهناء طلاها» قال في التكملة والمصدر الهنء والهناء بالكسر والمد ولينظر من أين لشارح القاموس ضبط الثاني كجبل.) بالهِناءِ. وكذلك: هَنَأَ البعيرَ. تقول: هَنَأْتُ البعيرَ، بالفتح، أَهْنَؤُه إِذا طَلَيْتَه بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ. وقال الزجاج: ولَم نَجِد فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إِلاَّ هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ.

والاسم: الهِنْءُ، وإِبل مَهْنُوءةٌ.

وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لأَنْ أُزاحِمَ جَملاً قد هُنِئَ بِقَطِران أَحِبُّ إِليَّ مِن أَنْ أُزاحِمَ امْرأَةً عَطِرةً.

الكسائي: هُنِئَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الاسم، والهَنْءُ المصدر. ومن

أَمثالهم: ليس الهِنَاءُ بالدَّسِّ؛ الدَّسُّ أَن يَطْلِيَ الطّالي مَساعِرَ

البعير، وهي الـمَواضِعُ التي يُسْرِعُ اليها الجَرَبُ من الآباطِ

والأَرْفاغِ ونحوها، فيقال: دُسَّ البَعِيرُ، فهو مَدْسُوسٌ. ومنه قول ذي الرمَّة:

قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ منها الـمَساعِرُ

فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعيرِ كلُّه بالهِناءِ، فذلك التَّدْجِيلُ. يُضرب مثلاً للذي لا يُبالِغ في إِحكامِ الأَمْرِ، ولا يَسْتَوثِقُ منه، ويَرْضَى باليَسِير منه. وفي حديث ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، في مال

اليَتِيم: إِن كنتَ تَهْنَأُ جَرْباها أَي تُعالِجُ جَرَبَ إِبِلِه بالقَطِران.وهَنِئَتِ الماشيةُ هَنَأً وهَنْأً: أَصابَتْ حَظًّا من البَقْل من غير أَن تَشْبَعَ منه.

والهِناءُ: عِذْقُ النَّخلة، عن أَبي حنيفة، لغة في الإِهانِ.

وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به وهَنَأْتُه شهراً أَهْنَؤُه أَي عُلْتُه. وهَنِئَتِ الإِبلُ من نبت أَي شَبِعَتْ. وأَكلْنا من هذا الطَّعامِ حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا.

عنق

(عنق) : عَنَّقَت اسْتُه: إذا خَرَجَتْ. 
(عنق) طلع النّخل طَال والبسرة بلغ الترطيب قَرِيبا من قمعها وَفُلَانًا أَخذ بعنقه وعصره
(عنق) عنقًا طَال عُنُقه وَغلظ فَهُوَ أعنق وَهِي عنقاء (ج) عنق وَيُقَال هضبة عنقاء طَوِيلَة مُرْتَفعَة وَالْكَلب كَانَ فِي عُنُقه بَيَاض
(ع ن ق) : (فِي الْحَدِيثِ) دَفَعَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مِنْ عَرَفَاتٍ فَكَانَ يَسِيرُ (الْعَنَقَ) فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَة نَصَّ (الْعَنَقُ) سَيْرٌ فَسِيحٌ وَاسِعٌ (وَمِنْهُ) أَعْنَقُوا إلَيْهِ إعْنَاقًا أَيْ أَسْرَعُوا (وَقَوْلُهُ) فِي الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَعْنَقَ لِيَمُوتَ اللَّامُ فِيهِ لِلتَّعْلِيلِ (وَالنَّصُّ) أَرْفَعُ الْعَدْوِ وَشِدَّةُ السَّيْرِ (وَالْفَجْوَةُ) الْفُرْجَةُ وَالسَّعَةُ (وَالْعَنَاقُ) الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ (وَعَنَاقُ الْأَرْضِ) بِالْفَارِسِيَّةِ سياه فوش.
ع ن ق: (الْعُنْقُ) بِضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِهَا يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (أَعْنَاقٌ) . وَ (الْأَعْنَقُ) الطَّوِيلُ الْعُنُقِ وَالْأُنْثَى (عَنْقَاءُ) . وَ (الْعِنَاقُ) (الْمُعَانَقَةُ) وَقَدْ (عَانَقَهُ) إِذَا جَعَلَ يَدَيْهِ عَلَى عُنُقِهِ وَضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ (تَعَانَقَا) وَ (اعْتَنَقَا) . وَ (الْعَنَاقُ) بِالْفَتْحِ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ وَالْجَمْعُ (أَعْنُقٌ) وَ (عُنُوقٌ) . وَ (الْعَنْقَاءُ) الدَّاهِيَةُ. وَأَصْلُ الْعَنْقَاءِ طَائِرٌ عَظِيمٌ مَعْرُوفُ الِاسْمِ مَجْهُولُ الْجِسْمِ. 
عنق
العُنُقُ: الجارحة، وجمعه أَعْنَاقٌ. قال تعالى:
وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
[الإسراء/ [13] ، مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص/ 33] ، إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر/ 71] ، وقوله تعالى: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ
[الأنفال/ 12] ، أي: رؤوسهم. ومنه: رجل أَعْنَقُ: طويل العُنُقِ، وامرأة عَنْقَاءُ، وكلب أَعْنَقُ:
في عنقه بياض، وأَعْنَقْتُهُ كذا: جعلته في عنقه، ومنه استعير: اعْتَنَقَ الأمرَ، وقيل لأشراف القوم:
أَعْنَاقٌ. وعلى هذا قوله: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء/ 4] . وتَعَنَّقَ الأرنب: رفع عنقه، والعَنَاقُ: الأنثى من المعز، وعَنْقَاءُ مغربٍ، قيل: هو طائر متوهّم لا وجود له في العالم .
ع ن ق

عانقه واعتنقه. واعتنقوا في الحرب. وتعانقوا عند الوداع. ورجل أعنق: طويل العنق. " وطارت به العنقاء ".

ومن المستعار: أتاني عنق من الناس وجمّة: للجماعة المتقدمة، وجاؤا رسلاً رسلاً وعنقاً عنقاً. وأقبلت أعناق الرياح. وقال الفرزدق:

يا ابن المراغة والهجاء إذا التقت ... أعناقه وتماحك الخصمان

والكلام يأخذ بعضه بأعناق بعض وبعنق بعض. وقال العجاج:

حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا

وكان ذلك على عنق الإسلام وعنق الدهر. واعتنق الأمر: لزمه. وأعنقت الريح بالتراب: من العنق وهو السير الفسيح. وأعنق الزرع: طال وخرج سنبله. " وجاء فلان بالعناق وبأذني عناق " إذا جاء بالخيبة والشر، والأصل فيه: دابة كالفهد سوداء الرأس أبيض سائرها تسمّى عناق الأرض وهي سياه كوش وهي موصوفة بالشدة.

عنق


عَنِقَ(n. ac. عَنَق)
a. Was long-necked.

عَنَّقَa. Seized by the neck.
b. Deceived, deluded; betrayed.
c. Swelled (dates).
عَاْنَقَa. Embraced; hugged.

أَعْنَقَa. Put a collar on (dog).
b. Ran, sped along; galloped.
c. Grew high (corn).
d. Set (star).
تَعَاْنَقَa. Embraced.

إِعْتَنَقَa. Seized each other by the neck, grappled.
b. Embraced.
c. Applied himself zealously to.

عُنْق
(pl.
أَعْنَاْق)
a. Neck.
b. [ coll. ], Pedicle, stalk, stem.

عَنَقa. Length of the neck.
b. Quick pace.

عُنَق
عُنُق
10a. see 3
أَعْنَقُ
(pl.
عُنْق)
a. Long-necked.

مِعْنَقَة
(pl.
مَعَاْنِقُ)
a. Collar.
b. Hill; rugged tract of land.

عَنَاْق
(pl.
أَعْنُق عُنُوْق)
a. Kid.

عِنَاْقa. Embrace; hug; accolade.

عَنِيْقa. Embracing; embracer.

عَنْقَآءُa. fem. of
أَعْنَقُb. Griffin; phœnix.

مِعْنَاْق
(pl.
مَعَاْنِيْقُ)
a. Beautiful-necked.

N. P.
عَنَّقَa. see 45
N. Ac.
عَاْنَقَ
(عِنْق)
a. see 23
N. Ag.
أَعْنَقَ
(pl.
مَعَاْنِيْقُ)
a. High, rugged ground; moutaincrag.

عُنُقًا
a. Successively.

مُعَنََّقَات
a. Lofty mountains.

عَلَى عُنْق الدَّهْر
a. Formerly; in the olden time, of old.

هُوْ عُنُق إِلَيْك
a. He is expecting thee.
عنق العَنَقُ والعَنِيْقُ: من سَيْرِ الدواب، والنَّعْتُ: مِعْنَاقٌ ومُعْنِق وعَنِقٌ وعَنِيْقٌ، ويُقال: سيْر عَنَقٌ عَنِيْق. والمُعْنِقُ: ما صَلُب وارتَفَعَ من الأرض وحَوالَيْه سَهْلٌ، والجَميعُ المَعَانيق.
والاعْنَاقُ: الجَمَاعاتُ، الواحدُ عُنُق. وعُنُقُ الإسْلام: أولُه. وأعْنَاقُ الرياح: ما سَطَعَ من عَجاجِها. واعْتَنَقَتِ الدابةُ: أخْرَجَتْ عنُقَها. والاعْتِنَاقُ في الحربِ. والمُعَانَقَةُ في المَودة.
فإذا خَصَصْتَ بالفِعْل واحداً دونَ الآخَر قُلْتَ في الحَالَيْنِ: عانَقَهُ.
وتَعَنقَ الأرْنَبُ في النافِقاء: دَخَلَ. والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ: طائر. والعُقَابُ: عَنْقَاءُ؛ لطُوْلِ عُنُقِها، وقيل: لأنَها تُعْنِقُ بصَيْدِها أي تَرْفَعُه ثم تُرْسِلُه.
والعَنْقَاءُ: هَضْبَةٌ شاخِصَة. واسمُ مَلِكٍ من خُزاعَة. والأعْنق: الطويلُ العُنُقِ. والكَلْبُ في عُنُقِه بَياضٌ. والعَنَاقُ: الأنثى من أولاد المَعْز. والداهِيَةُ. والوُسطى من بَناتِ نَعْش.
والخَيْبَة، وهي العَنَاقَةُ. ولقِيَ عَنَاقَ الأرْض واذُنَيْ عَنَاقِ الأرض واذُنَيْ عَنَاقٍ: أي داهيةً، وقد يُسْتَعْمل ذلك كلُّه في الباطل والكذب.
وعَناقُ الأرْض: شَيءٌ أصغَرُ من الفَهْدِ أسودُ الأذنَيْن طويلُ الظهْر. وبَلَدٌ مَعْنَقَةٌ: لا مُقامَ به لجُدوبَتِه. والمَعْنَقَةُ: ما انْعَطَف في قِطَع الصخُور. والمُعَنقاتُ: الطوالُ من الجِبال.
وعَنقَ عَليه: إذا مَشَى وأشْرَف. وأعْنَقَ: أشْخَصَ عُنُقَه. وأعْنَقَ الزَّرْعُ: طالَ وخَرَجَ سُنْبله. وأعْنَقَتِ للريحُ: أذْرَتِ الترابَ. والتَعَانِيْقُ: جَمْعُ التُعْنُوْقِ وهو السهْلُ من الأرْض.
[عنق] العُنْقُ والعُنُقُ يذكَّر ويؤنَّث. والجمع الأعْناقُ. وقولهم: هُم عُنُقٌ إليك، أي مائلون إليك ومنتظروك ومنه قول الشاعر :

إن العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا

والأعْنَقُ: الطويلَ العُنُقِ، والأنثى عَنْقاءُ بيِّنة العَنَقِ. وأما قول ابن أحمر: في رأس خلقاء من عَنْقاَء مُشْرِفَةٍ لا يُبْتَغى دونها سَهْلٌ ولا جَبلُ فإنه يصف جبلاً. يقول: لا ينبغي أن يكون فوقها سهلٌ ولا جبلٌ أحصن منها. والعَنَقُ: ضربٌ من سير الدابة والإبل، وهو سيرٌ مسبطر. قال الراجز يا ناق سيرى عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا ونصب " نستريح " لانه جواب الامر بالفاء. وقد أعنق الفرس. وفرس مِعْناقٌ، أي جيد العَنَق. والعِناقُ: المُعانَقَةُ. وقد عانَقَهُ، إذا جعل يديه على عنقه وضمّه إلى نفسه. وتَعانَقا واعْتَنَقا، فهو عَنيقُهُ. وقال: وباب خيال طيفك لى عَنيقاً إلى أن حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا والعَناقُ: الأنثى من ولد المعز، والجمع أعْنُقٌ وعُنوقٌ. والعَناقُ أيضا: شئ من دواب الارض كالفهد. والعناق: الداهيةُ، يقال: لَقِيَ منه أُذُنَيْ عَناقٍ، أي داهيةٍ وأمراً شديداً. قال الراجز: لما تمطين على القياقى لا قين منه أذنى عناق أي من الحادى أو من الجمل. والعَناق: الخيبة، في قول الشاعر: أمن ترجيح قارية تركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالعَناقِ قال ابن الأعرابي: يقول: أفَزِعْتُمْ لما سمعتم ترجيعَ هذا الطائر فتركتم سباياكم وأبتم بالخيبة. والعنقاء: الداهية. يقال حلقت به عَنْقاء مُغْرِبٍ، وطارت به العَنْقاء. وأصل العَنْقاءِ طائرٌ عظيمٌ معروف الاسم مجهول الجسم. والعنقاء: لقب رجل من العرب، واسمه ثعلبة بن عمرو. والمعنقة: القلادةُ. وقد أعْنَقْتُ الكلبَ، أي جعلت في عنقه القلادة.
(عنق) - في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "لو مَنَعُوني عَناقًا"
- وفي حديث خَالَ البَراءِ - رضي الله عنهما -: "عِندِي عَناقٌ جَذَعَةٌ في الأُضْحِيَةِ."
قال الأَصمَعِىُّ: العَناقُ: وَلَد المَعِز. والجمع أَعْنُق وعُنُوقٌ. وقيل: هو ما لم يَتِمّ له سَنَةٌ من الإِناثِ خاصة.
- وفي حديث الشَّعْبِيِّ: "نحن في العُنُوقِ ولم نَبلُغِ النُّوق" وفي المَثَل: "العُنُوقُ بعد النُّوقِ" أي: القَلِيل بعد الكثير، والذُّلُّ بعد العِزِّ.
- وفي حديث قَتادةَ: "عَناقُ الأَرضِ من الجَوارح"
عَناقُ الأرضِ: دَابَّةٌ أصغَر من الفَهْد أسودُ الأذنين ، والجمع عُنُوقٌ. ويقال : لَقِي عَناقَ الأرضِ، وأُذُنَىْ عَنَاقٍ: أي دَاهِية.
- في حديث ابن تَدْرُس : "كانت أمُّ جَمِيل - يعني امرأةَ أبي لَهَب - عَوراءَ عَنْقَاء"
: أي طَويلَة العنُق. والرجُل أَعنَق.
- وفي حديث جعفر - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - عانَقَه"
قال الحَربيّ: أي أَدْنىَ عُنَقَه من عُنُقِه، وهي للموَدَّة؛ وقد فَعلَه النبىُّ - صَلَّى الله عليه وسلّم - بأَبِي ذَرٍّ، وعُمرُ بحُذَيفَةَ، وأَبُو الدَّرْدَاءِ بسَلْمَان - رضي الله عنهم -، وعَمرُو بن مَيْمون بِسُوَيْد، وأَبو مِجْلَز بخَالدٍ الأَشَجِّ، والحَسنُ بمُعاويةَ بنِ قُرَّة، وأبو نَضْرَة بالحَسَن، وبُدَيْلٌ بالتَّيْمِيِّ، وعَطاءٌ بعُمَر بنِ ذَرّ.
والمُعَانَقَة في المودة أكثَر. والتَّعَانُق في الحرب. وعُنُق الإسلام: أَوّلُه، وأَعناقُ الرِّياح: ما سَطَع من عَجَاجِها.
- في تَفْسِير قوله تعالى: {طَيْرًا أَبَابِيلَ}
قال عِكْرمة: هي العَنْقَاءُ المُغرِبُ، وهو طائرٌ لم يرَه أحد.
- في الحديث: "كان يَسِيرُ العَنَق"
وهو سَيْرٌ وَسِيعٌ، ومنه دابَّةٌ مُعنِق وعَنِيق، وللمُبالَغة مِعْنَاق.
[عنق] فيه: المؤذنون أطول "أعناقًا" يوم القيامة، أي أكثر أعمالًا، ويقال: له عنق من الخير، أي قطعة، وقيل: أراد طول الأعناق، أي هم في الروح متطلعون لإذن دخول الجنة وغيرهم في كرب، وقيل: أي يكونون رؤساء سادة وهم يصفون السادة بطول الأعناق، وروى بكسر همزة أي أكثر إسراعًا إلى الجنة، من أعنق إعناقًا والاسم العنق بالحركة. ط: أو أكثرهم رجاء لأن من يرجو شيئًا طال إليه عنقه، أو لا يلجمهم العرق في يوم بلغ أفواه الناس. غ: "فظلت "أعناقهم"" أي رؤساؤهم. ك: "العنق" بفتح عين ونون السير بين الإبطاء والإسراع. ومنه ح: لا يزال المؤمن "معنقًا" صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا، أي مسرعًا في طاعته منبسطًا في عمله، وقيل: أراد يوم القيامة. ط: أي موفقًا للخيرات مسارعًا إليها، وقيل: أي منبسطًا في سيره يوم القيامة. ج: أراد خفة الظهر من الآثام أي يسير سير المخف. غ: فإذا أصابه بلح- ومر في ب. نه: ومنه كان يسير "العنق" فإذا وجد فجوة نص. وح: إنه بعث سرية فبعثوا حرام بن ملحان بكتابه صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم فقتله ابن الطفيل فقال صلى الله عليه وسلم: "أعنق" ليموت، أي المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه، واللام للعاقبة. فانطلقنا إلى الناس "معانيق"، أي مسرعين، جمع معناق. وح أصحاب الغار: فانطلقوا "معانقين"، أي مسرعين، من عانق مثل أعنق، ويروي: معانيق. وفيه: يخرج من النار "عنق"، أي طائفة منها. ومنه ح الحديبية: وإن نجوا تكن "عنق" قطعها الله، أي جماعة من الناس. وح: فانظروا إلى "عنق" من الناس. ط: يخرج "عنق" من النار، هو بضم عين شخص أو طائفة، ومن بيانية، قوله: وكلت، أي وكلني الله تعالى بأن أدخل هؤلاء الثلاثة النار وأعذبهم. نه: ومنه ح: لا يزال الناس مختلفة "أعناقهم" في طلب الدنيا، أي جماعات منهم، وقيل: أراد الرؤساء والكبراء. وفيه: دخلت شاة فأخذت قرصًا فأخذته من بين لحييها فقال: ما كان ينبغي لك أن "تعنقيها"، أي تأخذي بعنقها وتعصريها، وقيل: التعنيق التخييب من العناق: الخيبة. ومنه:
عنق
عنِقَ يَعنَق، عَنَقًا، فهو أعنقُ
• عنِق الشَّخصُ: طال عُنُقه وغَلُظ. 

اعتنقَ يعتنق، اعتناقًا، فهو مُعتَنِق، والمفعول مُعتَنَق
• اعتنق دينًا: لَزِمه وآمن بصحَّته وأخذه بجدّ، دان به "اعتنق مذهبًا/ حِزبًا/ فكرةً/ الإسلامَ". 

تعانقَ يتعانق، تعانُقًا، فهو متعانِق
• تعانق الصَّديقان/ تعانق فلانٌ مع صديقه: عانق أحدُهما الآخر، أدنى كلٌّ منهما عُنُقَه من عُنُق الآخر وضمَّه إلى صدره حُبًّا له "التقيا بعد فراق طويل فتعانقا". 

عانقَ يعانق، معانقةً وعِناقًا، فهو مُعانِق، والمفعول مُعانَق
• عانق الأبُ ولدَه العائِدَ: أدنى عُنُقَه من عُنُقِه وضمَّه إلى صدره حُبًّا فيه "استقبل صديقًا له في المطار وعانقه بحرارة" ° عانق أفكارَ المؤلِّف: أخذ بها. 

أعنقُ [مفرد]: ج عُنْق، مؤ عنقاءُ، ج مؤ عنقاوات وعُنْق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عنِقَ ° هضبة عنقاءُ: مرتفعة، طويلة. 

عَنَاق [مفرد]: (حن) حيوان من فصيلة السَّنانير، أكبر قليلاً من القطّ، لونه أحمر، أعلى أُذُنَيْه شعرات سود. 

عِناقيَّة [جمع]: (نت) نبات متسلِّق دائم الخُضرة وأوراقه خضراء غامقة متقابلة وأزهاره بتُوَيْج أزرق قاروريّ الشكل. 

عَنَق [مفرد]: مصدر عنِقَ. 

عُنْق/ عُنُق [مفرد]: ج أعناق:
1 - رقبة، وهي وصلةٌ بين الرأس والجسد، يذكّر ويؤنّث "قصير العُنُق- قطعُ الأرزاق من قطع الأعناق- {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}: ولا تبخل أو تُمسك عن الإنفاق" ° اشرأَبَّ عنُقُه: مدّ عنقه، ارتفع لينظر، تطلّع إلى- اندقّت عُنْقه: قُتل، مات- تتقطَّع دونه الأعناق: صعب المنال- جوزة العُنُق: نتوء في مقدّم عُنُق الرَّجل مركّب من الغضروف الدرقيّ- ركِب أعناقَ الرِّياح: أسرع في سيره- ضرَبه فوق عنقه: أطاح برأسه أو أصابه فيه- طوَّق عُنُقَه: غمره بفضله وإحسانه- عنق الزُّجاجة: فترة حرجة- كلامٌ يأخذ بعضه بأعناقٍ بعض: كلام جيِّد متماسك حسن الالتحام- له عُنُق في الخير: له سابقة فيه- لوَى عُنُق فلان: قتله بالضَّغط على رقبته وقصفها، غلبه.
2 - ذيل "عنق الزهرة".
3 - مسلك "عنق الرَّحم".
4 - (نت) قسم بين الجذر والسَّاق.
• عنق كلِّ شيء: أوَّله وما استدقّ منه "عنق عظم الفَخِذ- عنق زجاجة: رقبة ضيِّقة بين فوّهتها وجوفها".
• رَبْطَة العُنُق: قطعة قماش مستطيلة تلتفّ تحت قبّة القميص وتعقد من الأمام وتتدلّى على الصَّدر؛ كرافتة. 

عنقاءُ [مفرد]
• العنقاءُ: طائر خُرافيّ زعَم قُدماء المِصْريين أنَّه يُعَمَّر خمسة قرون وبعد أن يحرق نفسه ينبعث من رماده من جديد. 
ع ن ق : الْعُنُقُ الرَّقَبَةُ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالْحِجَازُ تُؤَنِّثُ فَيُقَالُ هِيَ الْعُنُقُ وَالنُّونُ مَضْمُومَةٌ لِلْإِتْبَاعِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَسَاكِنَةٌ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَالْجَمْعُ أَعْنَاقٌ وَالْعَنَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَرْبٌ مِنْ السَّيْرِ فَسِيحٌ سَرِيعٌ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَعْنَقَ إعْنَاقًا.

وَالْعَنَاقُ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ قَبْلَ اسْتِكْمَالِهَا الْحَوْلَ وَالْجَمْعُ أَعْنُقٌ وَعُنُوقٌ.

وَعَنَاقُ الْأَرْضِ دَابَّةٌ نَحْوُ الْكَلْبِ مِنْ الْجَوَارِحِ الصَّائِدَةِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَهِيَ خَبِيثَةٌ لَا تُؤْكَلُ وَلَا تَأْكُلُ إلَّا اللَّحْمَ وَيُقَالُ لَهَا التُّفَهُ وِزَانُ عُمَرَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَجَمْعُهَا تُفَهَاتٌ وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ مِنْ الْمُضَاعَفِ فَتَكُونُ الْهَاءُ لِلتَّأْنِيثِ.

وَعَانَقْتُ الْمَرْأَةَ عِنَاقًا وَاعْتَنَقْتُهَا وَتَعَانَقْنَا وَهُوَ الضَّمُّ وَالِالْتِزَامُ وَاعْتَنَقْتُ الْأَمْرَ أَخَذْتُهُ بِجِدٍّ يُقَالُ.

عنن
رَجُلٌ عِنِّينٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى إتْيَانِ النِّسَاءِ أَوْ لَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ وَامْرَأَةٌ عِنِّينَةٌ لَا تَشْتَهِي الرِّجَالَ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ بِهِ عُنَّةٌ وَفِي كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ مَا يُشْبِهُهُ وَلَمْ أَجِدْهُ لِغَيْرِهِ وَلَفْظُهُ عُنِّنَ عَنْ امْرَأَتِهِ تَعْنِينًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا حَكَمَ عَلَيْهِ الْقَاضِي بِذَلِكَ أَوْ مُنِعَ عَنْهَا بِالسِّحْرِ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْعُنَّةُ وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ لَا يُقَالُ عِنِّينٌ بِهِ عُنَّةٌ كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ فَإِنَّهُ كَلَامٌ سَاقِطٌ قَالَ وَالْمَشْهُورُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَمَا قَالَ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ رَجُلٌ عِنِّينٌ بَيِّنُ التَّعْنِينِ وَالْعِنِينَةِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ بَيِّنُ الْعَنَانَةِ بِالْفَتْحِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَسُمِّيَ عِنِّينًا لِأَنَّ ذَكَرَهُ يَعِنُّ لِقُبُلِ الْمَرْأَةِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ أَيْ يَعْتَرِضُ إذَا أَرَادَ إيلَاجَهُ وَسُمِّيَ عِنَانُ اللِّجَامِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَعِنُّ أَيْ يَعْتَرِضُ الْفَمَ فَلَا يَلِجُهُ وَالْعُنَّةُ بِالضَّمِّ حَظِيرَةٌ مِنْ خَشَبٍ تُعْمَلُ لِلْإِبِلِ وَالْخَيْلِ هَذَا مَا وَجَدْتَهُ فِي الْكُتُبِ فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ لَوْ عُنَّ عَنْ امْرَأَةٍ دُونَ أُخْرَى مُخَرَّج عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي دُونَ الْأَوَّلِ أَيْ لَوْ لَمْ يَشْتَهِ امْرَأَةً وَاشْتَهَى غَيْرَهَا لِأَنَّهُ يُقَالُ عَنَّ عَنَّ الشَّيْءُ يَعِنُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَانْصَرَفَ وَيَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ لِهَذَا وَبِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ لِأَنَّهُ يُقَالُ عُنَّ وَعُنِّنَ وَأُعِنَّ وَاعْتُنَّ مَبْنِيَّاتٌ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ عَنِينٌ مَعْنُونٌ مُعَنٌّ.

وَالْعُنَّةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِهَا الِاعْتِرَاضُ بِالْفُضُولِ يُقَالُ عَنَّ عَنًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا اعْتَرَضَ لَكَ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْكِ بِمَكْرُوهٍ وَالِاسْمُ الْعَنَنُ وَعَنَّ لِي الْأَمْرُ يَعِنُّ وَيَعُنَّ عَنًّا وَعَنَنًا إذَا اعْتَرَضَ.

وَعِنَانُ الْفَرَسِ جَمْعُهُ أَعِنَّةٌ.

وَأَعْنَنْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُ لَهُ عِنَانًا.

وَعَنَنْتُهُ أَعُنُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ حَبَسْتُهُ بِعَنَانِهِ وَعَنَنْتُهُ حَبَسْتُهُ فِي الْعُنَّةِ وَهِيَ الْحَظِيرَةُ فَهُوَ مَعْنُونٌ.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَشَرِكَةُ الْعِنَانِ كَأَنَّهَا مَأْخُوذَةٌ مِنْ عَنَّ لَهُمَا شَيْءٌ إذَا عَرَضَ فَإِنَّهُمَا اشْتَرَكَا فِي مَعْلُومٍ وَانْفَرَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِبَاقِي مَالِهِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَأْخُوذَةٌ مِنْ عِنَانِ الْفَرَسِ لِأَنَّهُ يَمْلِكُ بِهَا التَّصَرُّفَ فِي مَالِ الْغَيْرِ كَمَا يَمْلِكُ التَّصَرُّفَ فِي الْفَرَسِ بِعِنَانِهِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ بَيْنَهُمَا شَرِكَةُ الْعِنَانِ إذَا اشْتَرَكَا عَلَى السَّوَاءِ لِأَنَّ الْعِنَانَ طَاقَانِ مُسْتَوِيَانِ أَوْ بِمَعْنَى الْمُعَانَةِ وَهِيَ الْمُعَارَضَةُ.

وَالْعَنَانُ مِثْلُ السَّحَابِ وَزْنًا وَمَعْنًى الْوَاحِدَةُ عَنَانَةٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ الْيَهُودِ تُسَمَّى الْعَنَانِيَّةَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَيُقَالُ إنَّهُمْ طَائِفَةٌ تُخَالِفُ بَاقِيَ الْيَهُودِ فِي السَّبْتِ وَالْأَعْيَادِ وَيُصَدِّقُونَ الْمَسِيحَ وَيَقُولُونَ إنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ التَّوْرَاةَ وَإِنَّمَا قَرَّرَهَا وَدَعَا النَّاسَ إلَيْهَا وَيُقَالُ إنَّهُمْ مُنْتَسِبُونَ إلَى عَنَانِ بْنِ دَاوُد رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ كَانَ رَأْسَ الْجَالُوتِ
فَأَحْدَثَ رَأْيًا وَعَدَلَ عَنْ التَّأْوِيلِ وَأَخَذَ بِظَوَاهِرِ النُّصُوصِ وَقِيلَ اسْمُهُ عَانَانٌ وَلَكِنَّهُ خُفِّفَ فِي الِاسْتِعْمَالِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَقِيلَ نِسْبَةٌ إلَى عَانِي بِزِيَادَةِ نُونٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قِيلَ فِي النِّسْبَةِ إلَى مَانِي مَنَانِيَّةٌ بِزِيَادَةِ نُونٍ.

وَعَنْوَنْتُ الْكِتَابَ جَعَلْتُ لَهُ عُنْوَانًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَقَدْ تُكْسَرُ.

وَعُنْوَانُ كُلِّ شَيْءِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَيْهِ وَيُظْهِرُهُ.

وَعَنْ حَرْفُ جَرٍّ وَمَعْنَاهُ الْمُجَاوَزَةُ إمَّا حِسًّا نَحْوُ جَلَسْتُ عَنْ يَمِينِهِ أَيْ مُتَجَاوِزًا مَكَانَ يَمِينِهِ فِي الْجُلُوسِ إلَى مَكَان آخَرَ وَإِمَّا حُكْمًا نَحْوُ أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنْهُ أَيْ فَهِمْتُهُ عَنْهُ كَأَنَّ الْفَهْمَ تَجَاوَزَ عَنْهُ وَأَطْعَمْتُهُ عَنْ جُوعٍ جَعَلَ الْجُوعَ مَتْرُوكًا وَمُتَجَاوَزًا وَعَبَّرَ عَنْهَا سِيبَوَيْهِ بِقَوْلِهِ وَمَعْنَاهَا مَا عَدَا الشَّيْءَ. 
باب العين والنون والقاف (ع ن ق، ق ع ن، ق ن ع، ن ع ق، ن ق ع مستعملات)

عنق: العَنَق: من سيَرِ الدَّوابِّ. والنَّعْتُ مِعْناقٌ ومُعْنِقٌ وعَنيقٌ. وسَيْر عَنيقٌ. وبِرْذَونٌ عَنَقٌ. ولم أسمع عَنَقَه، قال رؤبة:

لمّا رَأَتْني عَنَقي دَبيبُ ... وقد أُرَى وعَنَقي سُرحُوبُ

ويجوز للشاعر أن يجعل العَنقَ من السَّير عَنيقاً. والمُعنِقُ من جِلْدِ الأرض: ما صَلُبَ وارْتَفَعَ وما حَواَلْيِه سَهْلٌ، وهو مُنْقادٌ في طُولِ نحو مِيلٍ أو أقل، وجمعه مَعانيقُ. والعُنُق مَعُروف، يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ ويُؤَنَّثُ. وقول الله تعالى: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ

أي جماعاتهم، ولو كانت الأعناقُ خاصةً لكانت خاضعةً وخاضعاتٍ. ومن قال: هي الأعناقُ، والمعني على الرَّجال، رَدَّ نُونَ خاضعين على أسمائهم المُضْمَرة. وتقول: جاء القوم رَسَلاً رَسَلاً وعُنُقاً عُنُقاً إذا جاءوا فِرَقاً ، ويجمع على الأعناق. واعتَنَقَتِ الدّابة: إذا وَقَعَتْ في الوحل فأخْرَجَتْ أعناقَها، قال رؤبة:

خارجة أعناقها من معتنق

أي من مَوضِع أخَرجَتْ أعناقها منه. والمُعْتَنَقُ: مَخْرَج أعناق الجبال من السَّراب، أي اعتَنَقَتْ فأخْرَجَتْ أعناقَها. والاعتِناقُ من المُعانَقِة، ويجوز الافتعال في موضع المُفاعَلِة، غير أن المُعانَقة في حال المَوَدَّةِ، والاعتِناقُ في الحَرْبِ ونحوها، تقول: اعتَنَقُوا في الحَرْبِ ولا تقول: تَعانَقُوا والقياس واحدٌ، قال زهير:

يَطْعُنُهم ما ارتَمَوا حتى اذا اطَّعَنْوا ... ضارَبَ حتى ما ضارَبُوا اعتَنَقا

وتَعَنَّقِت الأرنبُ في العانِقاء (وتَعَنَّقَتْها، كلاهما مُسْتَعمَل: دَسَّت عنقها فيه وربما غابَتْ تحته، وكذلك البَربوعُ والعانقاء) . وهو جُحْرٌ مملوءٌ تُراباً رخواً يكون للأرنبِ واليَرْبُوعِ إذا خافا. وربما دخل ذلك التُّرابَ فيقال: تَعَنَّقَ اليَربُوعُ لأنّه يَدُسُّ عُنُقَه فيه ويمضي حتى يصير تحته. والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبق في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمها. ويقال بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق وقال:

إذا ما ابنُ عبِد اللهِ خَلَّى مكانَه ... فقَدْ حَلَّقْتْ بالجُودِ عَنْقاء مُغْرِبُ

والعَنْقاءُ: الداهِيةُ. والعَنْقاءُ: اسم مَلَكٍ، قال:

وَلَدْنا بني العَنْقاءِ وابْني مُحَرَّقٍ ... فأكرِمْ بنا خالاً وأكرِمْ بنا ابْنَما

والأعنَقُ: الطويل العُنُق. والأعنَقُ: الكلبُ الذي في عُنقِه بياضٌ كالطوق. والعَناقُ: الأُنْثَى من أولاد المعز. ويجمع العُنوق. وقولهم: العُنُوقُ بعد النُّوقِ، أي صِرتَ راعياً للغَنَم بعد النُّوقِ، يقال ذلك لمن تحول من رفعة إلى دناءة، قال

إذا مَرِضَتْ منها عَناقٌ رأيته ... بسِكِّينِه من حولها يَتَصَرَّفُ

وَعَناقُ الأرضِ: حَيَوان أسْوَدُ الرَّأسِ طَويلُ الظهر أصغَر من الفَهدِ ويُجمعُ على عُنُوقٍ

. قعن: اشتُقَّ منه اسم قُعَينٍ وهو في أسدٍ وفي قَيْسٍ أيضاً. ويقال: أفْصَحُ العرب نَصْرُ قُعَيْنٍ أو قُعَيْن نَصر. والقَيْعُونُ من العُشْب: نَبْتٌ على فَيْعُول مثل قَيْصُوم، وهو ما طال منه. يقال: اشتقاقه من القَعْن كاشتقاق القَيْصوم من القَصْم. ونحو هذه الأشياء اشتُقَّت من الأسماءوأُميتَتْ أصولها، ولكن يعرف ذلك في تقدير الفعل. قيل: يكون القَيْعُونُ من القَيْع كالزَّيْتون من الزَّيت

قنع: قَنِعَ يَقْنعُ قَناعةً: أي رَضيَ بالقَسمِ فهو قَنِعٌ وهم قَنِعُونَ، وقوله تعالى: الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ

فالقانِع: السائل، والمُعْتَرُّ: المُعْتَرض له من غير طلب، قال:

ومنِهم شَقِيٌّ بالمَعيشِة قانِعُ

وقَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً: تذلَّلَ للمسألة فهو قانِع، قال الشماخ:

لمَالُ المرء يُصلِحُه فيُغني ... مُفاقِرَه أعَفُّ من القُنُوعِ

ويُرْوَى من الكُنُوع بمنزلة القُنُوع ورَجُلٌ قَنعٌ أي كثير المال والقَنُوع بمَنزلة الهبوط- بلغة هذيل- من سَفْحِ الجَبَل، وهو الارتفاع أيضاً. قال:

بحَيْثُ استَفاضَ القِنعُ غربيّ واسِطٍ ... نَهاراً ومَجَّتْ في الكَثيبِ الأباطِحُ

والقِناعُ: طَبَقٌ من عَسِيبِ النَّخْل وخُوصِهِ. والإقناع: مَدُّ البَعير رأسَه إلى الماء ليَشْرَبَ، قال يصف ناقةً:

تُقْنِعُ للجَدْوَل منها جَدْوَلا

شَبَّه حَلقَ الناقة وفاها بالجَدْوَل تَسْتَقْبِل به جدولاً في الشُّرْب. والرَّجُل يُقْنِعُ الإناء للماء الذي يَسيلُ من جَدْوَلٍ أو شِعْبٍ. والرجُلُ يُقنِعُ يَدَه في القُنوت أي يَمُدُّها فيَسْتَرحِمُ رَبَّه. والقِناع أوسَعُ من المِقْنَعِة. وتقول: ألْقَى فُلانٌ عن وَجْهِهِ قناع الحَياء وفُلانٌ مُقنِعٌ: أي يُرضَى بقوله. وتقول: قَنَعْتُ رأسَه بالعَصَا أو بالسَّوْط: أي علوته به ضَرْباً.؟ والقِنْعَةُ وجمعها القِنَع وجمع القِنعَ القِنْعان: وهو ما جَرَى بين القُفِّ والسَّهْلِ من التُّرابِ الكثير، فإذا نَضَبَ عنه الماء صارَ فَراشاً يابساً، قال:

وايْقَن أنّ القَنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فراشاً وأن البَقْلَ ذاوٍ ويابِسٍ

المُقْنِعَةُ من الشّاء: المُرَتفِعةُ الضَّرع، ليس في ضَرعها تصَوُّب، قَنَعَت بضرعها، وأقنعتْ فهي مُقْنِعٌ. واشتقاقه من اقناع الماء ونحوه كما ذكرنا

. نعق: نَعَقَ الراعي بالغَنَم نَعيقاً: صاح بها زجْراً. ونَعَقَ الغُرابُ يَنْعِقُ نُعاقاً ونَعيقاً. وبالغين أحسن. والنّاعِقانِ: كوكبان أحدُهُما رِجْلُ الجوزاء اليُسْرَى والآخر مَنْكبها الأيمن. وهو الذي يُسَمَّى الهَقْعةَ، وهما أضوأ كوكبين في الجوزاء

نقع: نَقَعَ الماء في مَنْقِعِةَ السَّيل يَنْقَعُ نَقْعاً ونُقُوعاً: اجتمع فيها وطال مَكثْهُ. وتجمعُ المَنْقَعةُ على المناقِع. وهو المستَنقٍعُ: أي المجتَمِعٌ. واسَتْنَقْعتُ في الماء: أي لَبِثتُ فيه مُتَبَرَّداً. وأنقَعْتُ الدواء في الماء إنقاعاً. والنَّقُوع: شَيءٌ يُنْقَعُ فيه زَبيبٌ وأشياءُ ثم يُصَفَّى ماؤه ويُشْربُ. واسم ذلك نَقُوع. ونَقَعَ السُّمُّ في ناب الحيَّة: في أنيابِها السُمُّ ناقع اجتمع فيه كقوله . وانْتُقِعَ لَوْنُ الرَّجُل وامْتُقِعَ أصوَبُ: تَغَيَّر. والرَّجُل إذا شَرِبَ من الماء فَتَغَّير لونُه، يقال: نَقَعَ يَنْقَعُ نُقوعاً. قال:

لو شِئْتُ قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ ... تَدَعَ الصوادي لا يجِدْنَ غَليلا

والماء يَنْقَعُ العَطَشَ نقعاً ونُقُوعاً، قال حفص الأموي:

أكرَعُ عند الوُرُود في سُدُمٍ ... تَنْقَعُ من غُلَّتي وأجْزَؤها

والنَّقيعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبيبِ يُنْقَعُ في الماء من غير طبخ. والنَّقيعةُ هي العَبيطة من الإبل. وهي جَزوُرٌ تُوَفَّر أعضاؤها فتُنْقَعُ في أشياء علاجاً لها، قال:

كلِّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبيعهَ ... الخُرْس والإعذارُ والنَّقيعَه

وقال المهلهل:

إنّا لنَضْرِبُ بالصوارم هامَهُم ... ضَربَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّام

القُدّامُ: القادمون من سفر، جمع قادِم. وقيلَ القَدام بفتح القاف وعن غير الخليل: والقُدَام: الجَزّار. يقال: نَقَعُوا النَّقيعَةَ، ولا يقال: أَنْقَعُوا لأنه لا يُريدُ إنْقاعَها في الماء. والنَّقْعُ: الغبار. قال الشُوَيْعِرُ واسمه عبد العزى:

فهُنّ بهم ضوامِرُ في عجاجٍ ... يُثِرْنَ النَّقْعَ أمثال السَّراحي

قال لَيْثٌ: قُلتُ للخليل: ما السّراحي، قال: أراد الذِئاب، ولكنه حَذَف من السرحان الألف والنُّونَ فجَمَعَه على سراحي، والعَرَبُ تقول ذلك كثيراً كما قال:  درس المنا بمتالع فأبان

أراد المنازل فحَذَفَ الزّاءَ واللامَ. ونَقَعَ الصَّوْتُ: إذا ارتَفَعَ. ونَقَعَ بصَوته، وأنْقَعَ صوْته: إذا تابَعَه

ومنه قول عُمَرَ (في نِسوةٍ اَجَتمعْنَ يبكين على خالد بن الوليد: وما على نِساءِ بني المُغيرةِ أن يُهْرِقْنَ من دُمُوعِهِنَّ على أبي سليمان) ما لم يكن نَقْعٌ أو لَقْلَقةٌ.

يعني بالنَّقْعِ أصوات الخُدُود إذا ضُرِبَتْ، قال لبيد:

فمتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ ... يُحلبوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ

ونَقَعَ الموتُ يعني كَثُرَ. وما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً: أي ما عجِتُ به ولا صدَّقت ما عِجتُ به أي ما أخذْتُه ولا قَبِلْتُه. والنَّقْع: ما اجتمع من الماء في القَليبِ. والنَّقيعُ: البئر الكثيرة الماء، تُذَكِّرُه العَرَب، وجمعه أنْقِعَةٌ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعَةُ: إناءٌ يُنقَعُ فيه الشَّيءُ. والأنْقوعَةُ: وَقْبَة الثَّريدِ التي فيها الوَدَكُ. وكل شيءٍ سال إليه الماء من مَثْعَبٍ ونحوه فهو أنقوعة. 

عنق: العُنْقُ والعُنُقُ: وُصْلة ما بين الرأس والجسد، يذكر ويؤنث. قال

ابن بري: قولهم عُنُق هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق،

والتذكير أَغلب.

يقال: ضربت عُنُقه، قاله الفراء وغيره؛ وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب:

تَبْدُوا لَنا أعْلامُه، بعد الفَرَقْ،

خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ

ذكر السراب وانْقِماسَ الحِبال فيه إلى أَعاليها، والمُعْتَنَقُ: مَخْرج

أَعناق الحِبال من السراب، أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها، وقد يخفف

العُنُق فيقال عُنْق، وقيل: مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر؛ قال

سيبويه: عُنْق مخفف من عُنُق، والجمع فيهما أَعناق، لم يجاوزوا هذا

البناء.والعَنَقُ: طول العُنُقِ وغِلظه، عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق، والأْنثى

عَنْقاء بيِّنة العَنَق. وحكى اللحياني: ما كان أَعْنَقَ ولقد عَنِقَ

عَنَقاً يذهب إلى النّقلة. ورجل مُعْنِقٌ وامرأة مُعْنِقَةٌ: طويلا العُنُقِ.

وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ: مرتفعة طويلة؛ أَبو كبير الهذلي:

عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يكون أَنِيسُها

وُرْقَ الحَمام، جَميمُها لم يُؤكل

ابن شميل: مَعَانيق الرمال حبال صغار بين أَيدي الرمل، الواحدة

مُعْنِقة.وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً: التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه، وقيل:

المُعَانقة في المودة والإعْتِناقُ في الحرب؛ قال:

يَطْعُنُهم، وما ارْتَمَوْا، حتى إذا اطَّعَنُوا

ضارَبَ، حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا

وقد يجوز الافتعالُ في موضع المُفاعلة، فإذا خصصت بالفعل واحداً دون

الآخر لم تقل إلاّ عانَقه في الحالين، قال الأَزهري: وقد يجوز الاعتناقُ في

المودَّةِ كالتَّعانُقِ، وكلٌّ في كلٍّ جائزٌ.

والعَنِيقُ: المُعانِقُ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

وما راعَني إلاَّ زُهاءُ مُعانِقِي،

فأَيُّ عَنِيقٍ بات لي لا أَبالِيَا

وفي حديث أُم سلمة قالت: دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً تحت دَنٍّ لنا فقمت

فأَخذته من بين لَحْييها فقال: ما كان ينبغي لكِ أَن تُعَنِّقِيها أَي

تأخذي بعُنُقِها وتَعْصِريها، وقيل: التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ من

العَنَاقِ وهي الخيبة. وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات:

ابْكِينَ وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشيطان؛ هكذا جاء في مسند أَحمد، وجاء في غيره:

ونَعِيقَ الشيطان، فإن صَحَّت الأُولى فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ

بعُنُقِه وعَصَرَ في حلقه لِيَصِيح، فجعل صياح النساء عند المصيبة مسبَّباً عن

الشيطان لأنه الحامل لهنَّ عليه.

وكلب أَعْنَقُ: في عُنُقِه بياض. والمِعْنَقَةُ: قلادة توضع في عُنُق

الكلب؛ وقد أَعْنَقَه: قلَّده إياها. وفي التهذيب: والمِعْنَقَةُ القلادة،

ولم يخصص. والمِعْنَقةُ: دُوَيبة.

واعْتَنَقَت الدابةُ: وقعت في الوَحْل فأخرجت عُنقَها. والعانِقاءُ:

جُحْرٌ مملوءٌ تراباً رِخْواً يكون للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فيه عُنُقَه

إذا خاف. وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كلاهما: دَسَّتْ

عُنقها فيه وربما غابت تحته، وكذلك اليربوع، وخصَّ الأَزهري به اليربوع

فقال: العانقاءُ جُحْر من جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً، فإذا خاف

انْدَسَّ فيه إلى عُنُقه فيقال تَعَنَّقَ، وقال المفضل: يقال لجِحَرة اليربوع

النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ والرَّاهِطماءُ

والدامّاءُ.ويقال: كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر. وعُنُق كل شيء.

عُنُق الصيف والشتاء: أَولهما ومقدَّمتهما على المثل، وكذلك عُنُق السِّنّ.

قال ابن الأَعرابي: قلت لأَعرابي كم أَتى عليك؟ قال: أخذت بعُنُق الستين

أي أَولها، والجمع كالجمع. والمُعْتنَق: مَخْرج أَعناق الحبال

(* قوله

«أعناق الحبال» أي حبال الرمل.) قال:

خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ

وعُنُق الرَّحِم: ما اسْتدق منها مما يلي الفرج. والأَعناق: الرؤساء.

والعُنُق: الجماعة الكثيرة من الناس، مذكَّر، والجمع أَعْناق. وفي التنزيل:

فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين؛ أَي جماعاتهم، على ما ذهب إليه أكثر

المفسرين، وقيل: أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم

وأَعْناقهم، وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين، والله أَعلم بما أَراد.

وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأنه إذا خضع عُنُقهِ فقد خضع هو، كما

يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده. وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي

طوائف؛ قال الأَزهري: إذا جاؤوا فِرَقاً، كل جماعة منهم عُنُق؛ قال الشاعر

يخاطب أَمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه:

أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنيـ

ـن أخا العِراقِ، إذا أَتَيْتا

أَن العِراقَ وأَهلَهُ

عُنُقٌ إليكَ، فَهْيتَ هَيْتَا

أَراد أَنهم أَقبلواإليك بجماعتهم، وقيل: هم مائلون إليك ومنتظروك.

ويقال: جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلاً رَسَلاً وقَطِيعاً قطيعاً؛ قال

الأَخطل:

وإذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها،

فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ

قال ابن الأَعرابي: أَعْناقُها جماعاتها، وقال غيره: سادَاتها. وفي

حديث: يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج قطعة من النار. ابن شميل: إذا خرج من

النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق. وفي الحديث: لا يزال الناس مختلفةً

أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم، وقيل: أَراد بالأَعناق الرؤساء

والكُبَرَاء كما تقدم، ويقال: هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه، وله عُنُق في

الخير أَي سابقة. وقوله: المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة؛

قال ثعلب: هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة، وقيل: إنهم أكثر

الناس أَعمالاً، وقيل: يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم، وقيل: يُزَادونَ على

الناس، وقال غيره: هو من طول الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في

الكرب، وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في

دخول الجنة؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد أَنهم يكونون يومئذ رؤساء

سادةً، والعرب تصف السادة بطول الأَعناق، وروي أَطولُ إعْناقاً، بكسر الهمزة،

أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة. وفي الحديث: لا يزال المؤمن

مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في

عمله، وقيل: أَراد يوم القيامة. والعُنُق: القطعة من المال. والعُنُق أَيضاً:

القطعة من العمل، خيراً كان أَو شرّاً. والعَنَق من السير: المنبسط،

والعَنِيقُ كذلك. وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ: معروف، وقد أَعْنَقَت الدابةُ، فهي

مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق؛ واستعار أَبو ذؤيب الإعْناق للنجوم فقال:

بأَطْيَبَ منها، إذا ما النُّجُو

م أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي

(* هكذا ورد عجز هذا البيت في الأصل وهو مختل الوزن).

وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى: أَنهما كانا مع النبي، صلى الله عليه وسلم،

في سفر أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته،

قالا: فانتبهنا ولم نَرَ رسول الله، صلى الله عليهم وسلم، عند راحلته

فاتبعناه؛ فأَخبرنا، عليه السلام، أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته

الجنة وبين الشفاعة، قال شمر: قوله مَعََانيق أَي مسرعين؛ يقال: أَعْنَقْتُ

إليه أُعْنَقَ إعْناقاً. وفي حديث أصحاب الغارِ: فانفرجت الصخرة فانطلقوا

مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم، قال شمر: قوله معانيق أَي مسرعين، من

عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع، ويروى: فانطلقوا مَعانيقَ؛ ورجل

مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومَعانيق؛ قال القطامي:

طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق،

ما كنت أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ

وقال ذو الرمة:

أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ،

بأََدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ؟

المُعْنِقات: المتقدمات منها. والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير: معروف

وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً. وفي نوادر الأَعراب: أَعْلَقْتُ

وأَعْنَقْتُ. وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة: بعيدة. وقال أَبو حاتم: المَعانقُ هي

مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض. ويقال عَنَقَت السحابةُ

إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها؛ وقال:

ما الشُّرْبُ إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ،

في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ

قال: والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإبل، وهو سير مُسْبَطِرٌّ؛ قال

أَبو النجم:

يا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً،

إلى سليمانَ، فَنَسْترِيحا

ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب الأمر بالفاء. وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق.

وقال ابن بري: يقال ناقة مِعْناق تسير العَنَق؛ قال الأَعشى:

قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ،

َعنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ

وفي الحديث: أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ. وفي الحديث:

أَنه بعث سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، إلى بني سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله،

فلما بلغ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَتْلُه قال: أَعْنَقَ لِيَمُوتَ،

أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه.

والمُعْنِق: ما صُلب وراتفع عن الأَرض وحوله سَهْل، وهو منقاد نحو مِيلٍ

وأَقل من ذلك، والجمع مَعانيقُ، توهموا فيه مِفْعالاً لكثرة ما يأتيان

معاً نحو مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار.

والعَناق: الحَرَّة. والعَناق: الأُنثى من المَعَز؛ أَنشد ابن الأَعرابي

لقُريْطٍ يصف الذئب:

حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً،

وما هي، وَيْبَ غَيرِك، بالعَناقِ

فلو أَني رَمَيْتُك من قريب،

لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ

والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق. قال سيبويه: أَمُّا تكسيرهم إياه على

أَفْعُل فهو الغالب على هذا البناء من المؤنث، وأَما تكسيرهم له على فُعُول

فلتكسيرهم إياه على أَفْعُل، إذ كانا يعتقبان على باب فَعْل. وقال

الأَزهري: العَنَاق الأُنثى من أَولاد المِعْزَى إذا أتت عليها سنة، وجمعها

عنوق، وهذا جمع نادر، وتقول في العدد الأَقل: ثلاث أَعْنُقٍ وأَربع

أََعْنُقٍ؛ قال الفرزدق:

دَعْدِِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم، إنَّني

في باذِخٍ، يا ابن المَراغة، عالِ

وقال أَوس بن حجر في الجمع الكثير:

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ،

له ظأبٌ كما صَخِبَ الغِرِيمُ

وفي حديث الضحية: عندي عَناقٌ جَذَعةٌ؛ هي الأُنثى من أَولاد المعز ما

لم يتم له سنة. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: لو مَنَعوني عَناقاً مما

كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لقاتلتُهم عليه؛ قال

ابن الأَثير: فيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخَال وأَن واحدة منها

تجزئ عن الواجب في الأَربعين منها إذا كانت كلها سِخَالاً ولا يُكَلَّفُ

صاحبها مُسِنَّةً؛ قال: وهو مذهب الشافعي، وقال أَبو حنيفة: لا شيء في

السخال، وفيه دليل على أن حَوْل النَّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ، ولو كانَ

يُستأنَف لها الحَوْلُ لم يوجد السبيلُ إلى أَخذ العَناق. وفي حديث الشعبي:

نحن في العُنُوق ولم نبلغ النُّوق؛ قال ابن سيده: وفي المثل هذه العُنُوق

بعد النُّوق؛ يقول: مالُكَ العُنُوق بعد النّوق، يضرب للذي يكون على حالة

حَسَنة ثم يركب القبيح من الأَمر ويَدَعُ حاله الأُولى، وينحطّ من عُلُو

إلى سُفل؛ قال الأَزهري: يضرب مثلاَ للذي يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة،

والمعنى أَنه صار يرعى العُنُوق بعدما كان يرعى الإبل، وراعي الشّاءِ

عند العرب مَهِينٌ ذليل، وراعي الإبل عزيز شريف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ، ولا

أَسْلُخُ، يومَ المَقامةِ، العُنُقَا

لا آكلُ الغَثَّ في الشِّتاءِ، ولا

أَنْصَحُ ثوبي إذا هو انْخَرَقَا

وأَنشد ابن السكيت:

أَبوكَ الذي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه

بأَظفارِهِ حتى أَنَسَّ وأَمْحَقا

وشاة مِعْناق: تلد العُنُوق؛ قال:

لَهْفِي على شاةِ أَبي السِّبّاقِ

عَتِيقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ،

مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ

والعَناقُ: شيءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد، وقيل: عَناق الأَرض

دُوَيْبَّة أَصفر من الفَهْد طويلة الظهر تصيد كل شيء حتى الطير؛ قال الأَزهري:

عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصيني يصيد كما يصيد الفَهْدُ، ويأكل

اللحم وهو من السباع؛ يقال: إنه ليس شيء من الدواب يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي

أَثرَه إذا عدا غيره وغير الأَرْنب، وجمعه عُنُوق أَيضاً، والفُرْسُ تسميه

سِيَاهْ كُوشَ، قال: وقد رأَيته بالبادية وهو أَسود الرأس أَبيض سائره.

وفي حديث قتادة: عَناقُ الأَرض من الجوارح؛ هي دابة وحشية أَكبر من

السَّنَّوْر وأَصغر من الكلب. ويقال في المثل: لقي عَنَاقَ الأرض، وأُذُنَيْ

عَنَاقٍ أَي داهية؛ يريد أَنها من الحيوان الذي يُصْطاد به إذا عُلِّم.

والعَنَاقُ: الداهية والخيبة؛ قال:

أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ

سَبَاياكُمْ، وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ؟

القاريةُ: طير أَخضر تحبّه الأَعراب، يشبهون الرجل السخيّ بها، وذلك

لأَنه يُنْذِرُ بالمطر؛ وصفهم بالجُبْن فهو يقول: فَزِعتُمْ لمَّا سمعتم

ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالخيبة. وقال علي بن حمزة:

العَنَاقُ في البيت المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر. وأُذُنا عَناقٍ،

وجاء بأُذنَيْ عَناقٍ الأَرض أَي بالكذب الفاحش أَو بالخيبة؛ وقال:

إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي،

لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَنَاقِ

يعني الشدَّة أَي من الحادي أَو من الجمل. ابن الأَعرابي: يقال منه

لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي داهية وأمراً شديداً. وجاء فلان يأُذني عنَاق إذا

جاء بالكذب الفاحش. ويقال: رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً، يوضع

العَناق موضع الخيبة. والعنَاق: النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْرى:

والعَنْقاءُ: الداهية؛ قال:

يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا،

وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا،

والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا

وكلهن دَواهِ، ونكرَّ عَنْقاء وعَنْقَفِيراً، وإنما هي العَنْقاء

والعَنْقَفِير، وقد يجوز أن تحذف منهما اللام وهما باقيان على تعريفهما.

والعَنْقاء: طائر ضخم ليس بالعُقاب، وقيل: العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا أَصل

لها، يقال: إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا

الداهية عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً؛ قال:

ولولا سليمانُ الخليفةُ، حَلَّقَتْ

به، من يد الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِب

وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، وقال كراع:

العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال الزجاج: العَنْقاءُ

المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد، وقيل في قوله تعالى؛ طيراً أَبابِيلَ؛ هي

عَنْقاءُ مُغْرِبَة. أَبو عبيد؛ من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ

المُغْرِبُ، ولم يفسره. قال ابن الكلبي: كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن

صَفْوان، وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ، مصعده في السماء مِيلٌ، فكان

يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون، لها عنق طويل من أَحسن الطير، فيها من

كل لون، وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها، فجاعت

وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به، فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب

بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين

لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم، فدعا

عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها،

ويقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ، وطارت به العَنْقاء.

والعَنْقاء: العُقاب، وقيل: طائر لم يبق في أَيدي الناس من صفتها غير اسمها.

والعَنْقاءُ: لقب رجل من العرب، واسمه ثعلبة بن عمرو. والعَنْقاءُ: اسم مَلِكِ،

والتأنيث عند الليث للفظ العَنْقاءِ. والتَّعانِيقُ: موضع؛ قال زهير:

صَحَا القلبُ عن سَلْمَى، وقد كاد لا يَسْلُو،

وأَقْفَرَ، من سَلْمَى، التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ

قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء شبه مَنارة عاديَّةٍ مبنية بالحجارة،

وكان القوم الذين كنت معهم يسمونها عَناقَ ذي الرمة لذكره إياها في شعره

فقال:

ولا تَحْسَبي شَجِّي بك البِيدَ، كلَّما

تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ

مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بين شارعٍ،

إلى حيثُ حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ

قال الأَصمعي: العَناق بالحِمَى وهو لَغَنِيٍّ وقيل: وادي العَناق

بالحِمَى في أَرض غنِيّ؛ قال الراعي:

تَحمَّلْنَ من وادي العَناق فثَهْمَدِ

والأَعْنَق: فحل من خيل العرب معروف، إليه تنسب بنات أَعْنَق من الخيل؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ،

لرؤيتِها يَرُحْنَ ويَغْتَدِينا

ويروى: مُسْرِجاتٍ. قال أَبو العباس: اختلفوا في أَعْنَق فقال قائل: هم

اسم فرس، وقال آخرون: هو دُهْقان كثير المال من الدَّهَاقِين، فمن جعله

رجلاً رواه مُسْرِجات، ومن جعله فرساً رواه مُسْرَجات.

وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إذا غابت؛ وقال:

كأنِّي، حين أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا،

سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا

وأَعْنَقَتِ النجومُ إذا تقدمت للمَغيب.

والمُعْنِقُ: السابق، يقال: جاء الفرس مُعْنِقاً، ودابة مِعْناقٌ وقد

أَعْنَق؛ وأَما قول ابن أَحمر:

في رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ،

لا يُبْتَغَى دونها سَهْلٌ ولا جَبَلُ

فإنه يصف جبلاً، يقول: لا ينبغي أَن يكون فوقها سهل ولا جبل أَحصن منها.

وقد عَانَقه إذا جعل يديه على عُنُقه وضمَّه إلى نفسه وتَعَانَقَا

واعْتَنَقا، فهو عَنِيقُه؛ وقال:

وباتَ خَيالُ طَيْفك لي عَنِيقاً،

إلى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا

عنق

1 عَنِقَ, aor. ـَ inf. n. عَنَقٌ, He (a man, TK) was, or became, long in the neck. (TA, TK. [The verb in this sense is said in the TA to be like فَرِحَ: but in two instances in the same it is written عَنُقَ, with the same inf. n., and expl. as meaning He was, or became, long and thick in the neck.]) b2: [Golius has assigned to عَنَقَ (an unknown verb) two significations belonging to تعنّق.]2 عنّق عَلَيْهِ, inf. n. تَعْنِيقٌ, He went along and looked down upon it or came in sight of it; expl. by مَشَى وَأَشْرَفَ. (O, K.) b2: عنّقت السَّحَابَةُ The cloud emerged from the main aggregate of the clouds, and was seen white by reason of the sun's shining upon it. (TA.) b3: عنّقِت اسْتُهُ His posteriors, or his anus, protruded; syn. خَرَجَت. (O, K.) b4: عنّقت كَوَافِيرُ النَّخْلِ The spathes of the palm-trees became long, (O, K,) but had not split open. (O.) b5: عنّقت البُسْرَةُ The date that had begun to colour ripened nearly as far as the قِمَع [or base] thereof, (K, TA,) so that there remained of it around that part what was like the finger-ring. (TA.) A2: عنّقهُ He took him by his neck, and squeezed his throat, or fauces. (O, * L, K. *) It is related in a trad., that the Prophet said to Umm-Selemeh, when a sheep, or goat, of a neighbour of her's had come in and taken a cake of bread from beneath a jar belonging to her, and she had taken it from between its jaws, مَا كَانَ يَنْبَغِى لَكِ أَنْ تُعَنِّقِيهَا i. e. [It did not behoove thee] that thou shouldst take hold of its neck and squeeze it: or the meaning is, that thou shouldst disappoint it; (O, K;) from عنّقهُ signifying he disappointed him; (K;) which is from العَنَاقُ: (O:) or, as some relate it, he said ان تُعَنِّكِيهَا, (O, K,) i. e., that thou shouldst distress it, and treat it roughly: (O:) and تُعَنِّفِيَهَا, with ف, would be approvable if agreeing with a relation. (O, K. *) And it is also related in a trad., that he said to the women of 'Othmán Ibn-Madh'oon, when he died, الشَّيْطَانِ ↓ اِبْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَتَعَنُّقَ, if correct, [meaning Weep ye, but beware ye of the Devil's seizing by the neck, and squeezing the throat,] from عنّقهُ as first expl. above: but it is by some related otherwise, i. e. وَنَعِيقَ الشيطان. (L.) 3 عانقهُ, (S, TA,) and عَانَقْتُ المَرْأَةَ, (Msb,) inf. n. عِنَاقٌ (S, Msb, TA) and مُعَانَقَةٌ, He embraced him, putting his arms upon his neck, and drawing, or pressing, him to himself, (S, TA,) and I so embraced the woman, as also ↓ اعتنقتها; (Msb;) [and ↓ تعانقهُ, and ↓ تعنّقهُ: see the last of the verses cited voce بَيْنٌ, and the remarks thereon: but see also what here follows:] and ↓ تعانقنا We so embraced each other or one another: (Msb:) and ↓ تعانقا, and ↓ اعتنقا, [They so embraced each other,] both signifying the same; (S, O;) but (O) عانقا and ↓ تعانقا are said in a case of love, or affection, and ↓ اعتنقا is said in a case of war and the like; (O, * K;) or, accord. to Az, ↓ التَّعَانُقُ and ↓ الاِعْتِنَاقُ are both allowable in all cases: and [it is said that] when the act is predicated of one exclusively of the other, one says only عانقهُ, in both the cases above mentioned. (TA.) A2: See also the next paragraph.4 اعنق الكَلْبَ He put the collar upon the neck of the dog. (S, O, K.) A2: اعنق, (S, Msb,) inf. n. إِعْنَاقٌ, (Msb,) said of a horse [and the like], (S,) He went the pace termed عَنَق, (S, Msb,) i. e. a stretching pace, or a hastening and stretching pace, (S,) or a quick pace with wide steps. (Msb.) and He hastened; as also ↓ عانق. (TA.) اعنقوا إِلَيْهِ, meaning They hastened to him, or it, is from العَنَقُ signifying the pace thus termed. (Mgh.) In the phrase أَعْنَقَ لِيَمُوتَ, (Mgh,) occurring in a trad., (O,) the ل is used causatively: [i. e., the phrase signifies He hastened that he might die:] (Mgh:) [or] the meaning is, that the decree of death made him to hasten, and drove him on, to his place of slaughter. (O.) b2: اعنقت البِلَادُ The countries were, or became, distant, or remote; and so اعلقت. (TA, from the Nawádir el-Aaráb.) b3: اعنقت الثُّرَيَّا (tropical:) The ثريّا [or Pleiades] set. (O, K, TA.) and اعنقت النُّجُومُ (assumed tropical:) The stars advanced to the place of setting. (O.) b4: اعنق الزَّرْعُ (assumed tropical:) The corn became tall, and put forth its ears: (O, K, TA:) as though it became such as had a neck. (TA.) b5: اعنقت الرِّيحُ (tropical:) The wind raised the dust, or carried it away, and dispersed it. (O, K, TA. [See also 8.]) 5 تَعَنَّقَ see 2, last sentence: b2: and see also 3. b3: تعنّق said of the jerboa, It entered its hole called the عَانِقَآء; (O, K;) or so تعنّق العَانِقَآءَ, and تعنّق بِهَا: (TA:) and, said of the hare, it hid, or inserted, its head and its neck in its burrow [app. meaning in the burrow of a jerboa: but see عَانِقَآءُ]. (O, K.) 6 تَعَاْنَقَ see 3, in five places.8 إِعْتَنَقَ see 3, in four places. b2: [Hence, اِعتِنَاقُ السَّلَاسِلِ, a phrase well known as meaning The putting of chains upon one's (own) neck; occurring in the K voce رَهْبَانِيَّة. b3: And] اعتنقت الأَمْرَ I took to the affair with earnestness. (Msb.) b4: اعنتقت الدَّابَّةُ The beast fell in the mire, and put forth its neck. (TA.) A2: اعتنقت الرِّيحُ بِالتُّرَابِ [app. meaning, like اعنقت, (see 4, last signification,) (assumed tropical:) The wind raised the dust, or carried it away, and dispersed it,] is from العَنَقُ, i. e. “ the pace with wide steps ” thus termed. (TA.) عُنْقٌ: see عُنُقٌ, first sentence, in two places.

عَنَقٌ Length of the neck. (S, O, K. [See also 1.]) b2: Also A stretching pace, or a hastening and stretching pace, of the horse or the like, and of camels: (S, O, K, TA:) or a pace with wide steps: (Mgh:) or a certain quick pace, with wide steps: a subst. from أَعْنَقَ: (Msb:) and ↓ عَنِيقٌ signifies the same. (O, TA.) [See also نَصَبَ السَّيْرَ, and وَسَجَ.] A rájiz (Abu-n-Nejm, TA) says, يَا نَاقَ سِيرِى عَنَقًا فَسِيحَا

إِلىَ سُلَيْمَانَ فَتَسْتَرِيحَا [O she-camel (يَا نَاقَ being for يا نَاقَةُ) go a stretching-pace, &c., with wide steps, to Suleyman, that thou mayest find rest]. (S, O.) عُنَقٌ: see what next follows.

عُنُقٌ and ↓ عُنْقٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) the former of the dial. of El-Hijáz, and the latter of the dial. of Temeem, (Msb,) the latter said by Sb to be a contraction of the former, (TA,) [which is the more common,] and ↓ عَنِيقٌ and ↓ عُنَقٌ, (K, [in which it is implied that these two have all the significations assigned by its author to عُنُقٌ and عُنْقٌ,]) but [SM says] none of the leading lexicologists has mentioned these two, in what I have seen, (TA,) [adding that he had found in the O العَنِيقُ as meaning العَنَقُ, which he supposes the author of the K to have thought to be العُنُقُ,] The neck; i. e. the part that forms a connection between the head and the body; (TA;) i. q. رَقَبَةٌ; (Msb;) or i. q. جِيدٌ: (K:) [but see these two words:] masc. and fem.; (S, O, K;) generally masc., (IB, Msb, * TA,) but in the dial. of El-Hijáz fem.; (Msb;) or, as some say, ↓ عُنْقٌ is masc., and عُنُقٌ is fem.: (TA:) the pl. (i. e. of the first and second, TA) is أَعْنَاقٌ, (Sb, S, O, Msb, K,) the only pl. form. (Sb, TA.) b2: [Hence,] عُنُقُ الحَيَّةِ (assumed tropical:) A star [a] in the neck of the constellation Serpens. (Kzw.) [And عُنُقُ الشُّجَاعِ (assumed tropical:) The star a in the hinder part of the neck of the constellation Hydra: also called الفرْدُ.] b3: عُنُقُ الرَّحِمِ [The neck of the womb;] the slender part of the رحم, towards the فرْج. (TA.) b4: عُنُقُ الكَرِشِ The lowest portion of the stomach of a ruminant; (AHát, O, K;) also called الِقبَةُ [q. v.]. (AHát, O.) b5: أَعْنَاقُ النَّخْلِ (assumed tropical:) [The trunks of palm-trees]. (S in art. قصر.) b6: مَدَّ لِلْحَبِّ أَعْنَاقَهُ, said of seedproduce [or corn], means (assumed tropical:) The internodal portions of its culms appeared. (TA voce أَحْنَقَ, q. v.) b7: أَعْنَاقُ الرِّيحِ (tropical:) What have risen of the dust that is raised by the wind. (O, K, TA.) [The phrase قد رأس اعناقُ الريح, mentioned by Freytag as from the K, is a strange mistake.] b8: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) A portion will issue from the fire [of Hell]. (TA.) b9: and خَرَجَ مِنَ النَّهْرِ عُنُقٌ (assumed tropical:) A current of water issued from the river, or rivulet. (ISh, TA.) b10: عُنُقُ الصَّيْفِ and الشِّتَآءِ The first part [of summer and of winter]: and in like manner عُنُقُ السِّنِّ [The first part of the age of a man as counted by years]: IAar says, I said to an Arab of the desert, كَمْ أَتَى عَلَيْكَ [How many years have passed over thee?] and he answered, أَخَذْتُ بِعُنُقِ السِّتِّينَ i. e. [I have entered upon] the first part of the ستّين [or sixtieth year]: and the pl. is أَعْنَاقٌ. (L, TA.) And كَانَ ذٰلِكَ عَلَى عُنُقِ الدَّهْرِ (O, K, TA) and الإِسْلَامِ (TA) means That was in the old [or early] period [of time] (O, K, TA) [and of El-Islám]. (TA.) b11: [And عُنُقٌ app. signifies (assumed tropical:) The upper portion of an elevated and elongated tract of sand, or the like: see the pl. أَعْنَاق in the last sentence of this art.] b12: الكَلَامُ يَأْخُذُ بَعْضُهُ بِأَعْنَاقِ بَعْضٍ and بِعُنُقِ بَعْضٍ are tropical phrases [app. meaning (tropical:) The speech, or language, is coherent, or compact]. (TA.) b13: هُمْ عُنُقٌ إِلَيْكَ means (assumed tropical:) They are inclining to thee; and expecting thee: (S, O, K:) or, accord. to Az, they have advanced towards thee with their company [agreeably with what next follows]. (TA.) b14: عُنُقٌ signifies also (tropical:) A company of men: (O, K, TA:) or a numerous company of men: or a preceding company of men: and is masc.: (TA:) and the heads, or chiefs, (O, K, TA,) of men; (O, TA;) and the great ones, and nobles. (TA.) فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ, in the Kur [xxvi. 3], is expl. as meaning (tropical:) And their great ones and their chiefs [shall continue submissive to it]: or their companies: the pret. is here used in the sense of the future: (O, TA:) or, as some say, the meaning is, their necks. (TA. [See also art. خضع.]) One says also, جَآءَ فِى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ (assumed tropical:) He came in a company of men. (O.) And جَآء القَوْمُ عُنُقًا عُنُقًا (assumed tropical:) The people came in [successive] parties; as Az says, each, or every, company of them being termed عُنُق: or, as some say, gradually, party by party. (TA.) And هُمْ عُنُقٌ عَلَيْهِ (assumed tropical:) They are a company, or party, combined against him. (TA.) And it is said in a trad., لَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِى

طَلَبِ الدُّنْيَا i. e. (assumed tropical:) [Mankind will not cease to have] their companies [or parties diverse in the seeking of worldly good]: or, as some say, their heads, or chiefs, and great ones. (TA.) b15: Also (assumed tropical:) A portion of good; (IAar, O, TA;) من الخُبْزِ in the K being a mistake for من الخَيْرِ: (TA:) and of property: and of work, whether good or evil. (O.) One says, لِفُلَانٍ عُنُقٌ مِنَ الخَيْرِ (assumed tropical:) To such a one pertains a portion of good. (IAar, O, TA.) And it is said in a trad., المُؤَذِّنُونَ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ القِيَامَةِ, (IAar, O, K, * TA,) meaning (assumed tropical:) [The proclaimers of the times of prayer will be] the most abundant of men in [good] works [on the day of resurrection]: (IAar, O, K, TA:) or the meaning is, chiefs; because the Arabs describe such as being long-necked: but it is also related otherwise, i. e., إِعْنَاقًا, with kesr to the hemzeh, meaning, [the most] hasting [of men] to Paradise: (O, K, TA:) and there are other explanations: (K, TA:) one is, that they shall be preceders to Paradise; from the saying لَهُ عُنُقٌ فِى الخَيْرِ he has precedence in that which is good: so says Th: another, that they shall be forgiven to the extent of the prolonging of their voice: another, that they shall be given an addition above other men: another, that they shall be in a state of happiness and sprightliness, raising the eyes and looking in expectation; for permission will have been given to them to enter Paradise: and other explanations may be found in the Fáïk and the Nh and the Expositions of Bkh. (TA.) A2: عُنُقٌ is also a pl. of the next word. (TA.) عَنَاقٌ A she-kid, (T, S, Mgh, O, Msb, K,) when a year old, (T, TA,) or not yet a year old: (IAth, Msb, TA:) and a lamb or kid, or such as is just born; syn. سَخْلَةٌ: (TA: [see مِعْنَاقٌ, last sentence:]) pl. (of pauc., TA) أَعْنُقٌ and (of mult., TA) عُنُوقٌ (S, O, Msb, K, TA) and also عُنُقٌ, with two dammehs. (TA.) العُنُوقُ بَعْدَ النُّوقِ [The she-kids after the she-camels], (T, O, K, &c.,) meaning he has become a pastor of she-kids after having been a pastor of she-camels, (T,) is a prov., (T, O, K, &c.,) applied to him who has become lowered from a high station, (T,) or to a case of straitness after ampleness. (O, K.) b2: And العَنَاقُ, (S,) or عَنَاقُ الأَرْضِ, (T, Mgh, O, Msb, K, TA, &c.,) [which latter is now applied to The badger; ursus meles; if correctly, app. because it burrows in the earth; but this application does not well agree with the following descriptions;] a certain beast, (O, Msb, K, TA,) of the beasts of the earth, like the فَهْد [or lynx], (S,) about the size of the dog, an animal of prey, (Msb,) that hunts, (O, Msb, TA,) smaller than the فَهْد, long in the back, (TA,) also called التُّفَهُ, (Msb, TA,) or, by some, النُّفَّةُ, (O, * Msb,) with teshdeed to the ف and with the fem. ة, (Msb,) and الفُنْجُلُ, (O, TA,) in Pers\. سِيَاه كُوش [or سِيَاه گُوش, i. e. “ black ear,” if meaning the badger, app. because of the black mark on each ear]; (Mgh, O, K, TA;) said by IAmb to be a foul beast, that is not eaten, and that does not eat anything but flesh; (Msb;) Az says, it is above the size of the Chinese dog, hunts like as does the فَهْد, eats flesh, and is of the beasts of prey; and is said to be the only beast that conceals its footmarks when it runs, except the hare; and he says also, “I have seen it in the desert (البَادِيَة), and it was black in the head, the rest of it being white: ” the pl. is عُنُوقٌ. (TA.) b3: العَنَاقُ is also the name of (assumed tropical:) The middle star ζ] of [the three stars called] بَنَات نَعْش الكُبْرَى [in the tail of Ursa Major]: (O, * K, * TA:) by it is a small star called السُّهَا, by looking at which persons try their powers of sight. (Kzw. [See also القَائِدُ, in art. قود.]) b4: [And the same, or عَنَاقُ الأَرْضِ, is the name of (assumed tropical:) The star g in what is figured by some as the right, and by others as the left, leg, or foot, of Andromeda.] b5: And عَنَاقٌ signifies also A calamity, or misfortune: (S, O, K: [see also العَنْقَآءُ, voce أَعْنَقُ:]) and a hard affair or event or case: (K:) and one says, لَقِىَ مِنْهُ أُذُنَىْ عَنَاقٍ, (S, O, TA, *) and عَنَاقَ الأَرْضِ, (TA,) He experienced, from him, or it, calamity, or misfortune, and a hard affair &c. (S, O, TA. *) And جَآءَ بِأُذُنَىْ عَنَاقٍ means He uttered an exorbitant lie. (TA.) b6: Also Disappointment; (IAar, S, O, K;) and so ↓ عَنَاقَةٌ. (O, K.) Such is the meaning in the saying of a poet, أُبْتُمْ بِالعَنَاقِ [Ye returned with disappointment;]: (S, O, TA:) or the meaning is بالمُنْكَرِ [with that which was disapproved, or abominable, &c.]; agreeably with an explanation of العَنَاقُ by 'Alee Ibn-Hamzeh. (TA.) b7: And A [stony tract such as is termed] حَرَّة. (TA.) b8: And The poor-rate of two years: so in the saying of Aboo-Bekr (K, TA) to 'Omar, when he contended in war with the apostates, (TA,) لَوْ مَنَعُونِى عَنَاقًا [If they refused me a poor-rate of two years]: but it is also otherwise related, i. e. عِقَالًا, meaning a poor-rate of a year. (K, TA.) عَنِيقٌ i. q. ↓ مُعَانِقٌ [Embracing by putting the arms around the neck of another]. (S, * O, K.) A poet says, وَبَاتَ خَيَالُ طَيْفِكِ لِى عَنِيقًا

إِلَى أَنْ حَيْعَلَ الدَّاعِى الفَلَاحَا [And the fancied image of thy form coming in sleep passed the night embracing my neck until the caller to the prayer of daybreak cried, Come to security (حَىَّ عَلَى الفَلَاحِ)]. (S, O.) b2: See also مِعْنَاقٌ: b3: and see عَنَقٌ: b4: and عُنُقٌ, first sentence.

ذوات العنيق [app. ذَوَاتُ العُنَيْقِ] A sort [app. a bad sort] of dates. (TA voce حُبَيْقٌ.) عَنَاقَةٌ: see عَنَاقٌ, last quarter.

يَوْمُ عَانِقٍ One of the days [or conflicts] of the Arabs, (O, TA,) well known. (K, TA.) عَانِقَآءُ One of the holes of the jerboa, (IAar, O, K,) which it fills with earth or dust, and in which, when it fears, it conceals itself to its neck: (IAar, O:) and likewise, of the hare [?]. (TA. [See 5.]) The holes of the jerboa are this and the نَاعِقَآء and the نَافِقَآء and the قَاصِعَآء and the رَاهِطَآء and the دَامَّآء. (El-Mufaddal, L.) أَعْنَقُ Long-necked; (S, O, K;) as also ↓ مُعْنِقٌ applied to a man, and ↓ مُعْنِقَةٌ applied to a woman: (TA:) or أَعْنَقُ signifies long and thick in the neck: (TA:) fem. عَنْقَآءُ. (S.) b2: Applied to to a dog, Having a whiteness in his neck. (O, K.) b3: Also A certain stallion, of the horses of the Arabs, (O, K,) well known: (O:) whence بَنَاتُ أَعْنَقَ [The progeny of Aanak], (O, K,) certain fleet, or excellent, horses, (TA in art. بنى,) so called in relation to that stallion. (O, K.) And also said to be the name of A certain wealthy دِهْقَان [or headman, or chief, of a village or town; or proprietor thereof, in Khurásán and El-'Irák; &c.]: (O, K: *) whence بَنَاتُ أَعْنَقَ meaning The daughters of this Aanak: and it is said to have this or the former meaning in a verse of Ibn-Ahmar: (O, K:) accord. to As, certain women that were in the first age, described as being beautiful: accord. to Abu-l-'Abbás, certain women that were in El-Ahwáz; and mentioned by Jereer in satirizing El-Farezdak. (O.) b4: العَنْقَآءُ signifies also Calamity, or misfortune: (S, O, K: [like العَنَاقُ:]) one says, حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ [for مُغْرِبَةٌ, meaning A calamity carried him off or away; lit., soared with him]; and [in like manner] طَارَتْ بِهِ العَنْقَآءُ: (S, O:) [see also art. غرب:] and (K) originally, (S,) العَنْقَآءُ signifies a certain bird, of which the name is known, but the body is unknown: (S, O, K:) [or it is a fabulous bird:] AHát says, in the Book of Birds, العَنْقَآءُ المُغْرِبَةُ means calamity; and not any of the birds that we know: IDrd says, عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ is a phrase for which there is no foundation: it is said to mean a great bird that is not seen save [once] in ages; and by frequency of usage it became a name for calamity: (O:) it is also said to be called عنقآء because it has in its neck a whiteness like the neck-ring: Kr says that they assert it to be a bird that is found at the place of the setting of the sun: Zj, that it is a bird that no one has seen: some say that it is meant in the Kur cv. 3: and some, that it is the eagle: (TA:) it is called in Pers\. سِيمُرْغ: (MA:) and it is mentioned also in art. غرب [q. v.]. (K.) [See also my translation of the Thousand and One Nights, chap. xx. note 22.] b5: Also, i. e. العَنْقَآءُ, (K,) or عَنْقَآءُ, (O,) An [eminence of the kind called] أَكَمَة, above an overlooking mountain: (O, K:) or العَنْقَآءُ المُغْرِبُ signifies the summit of an أَكَمَة on the highest part of a tall, or long, mountain: so says Aboo-Málik, who denies that it means a bird. (TA in art. غرب.) And عَنْقَآءُ applied to a [hill, or mountain, such as is termed]

هَضْبَة signifies High and long. (TA. [And a meaning similar to this seems to be indicated in the S and O. See, again, art. غرب.]) تُعْنُوقٌ, with damm, (K,) or تَعْنُوقٌ, (so in the O,) A plain, or soft, tract of land: pl. تَعَانِيقُ. (O, K.) مُعْنِقٌ; and its fem., with ة: see أَعْنَقُ, first sentence. b2: Also, the former, Hard and elevated land or ground, having around it such as is plain, or soft, (O, K, TA,) extending about a mile, and less: pl. مَعَانِيقُ: and they have imagined it to be termed ↓ مِعْنَاقٌ, [partly on account of this pl., and partly] because of the many instances like مُتْئِمٌ and مِتْآمٌ, and مُذْكِرٌ and مِذْكَارٌ. (TA.) b3: And مَرْبَأَةٌ مُعْنِقَةٌ A lofty place of observation. (O, K.) b4: See also مِعْنَاقٌ, in three places. b5: مُعْنِقٌ also occurs in a trad., applied as an epithet to a believer, meaning (assumed tropical:) One who hastens in his obedience, and takes a wide range in his work. (TA.) b6: And مُعْنِقَاتٌ, as applied by Dhu-r-Rummeh to [portions of sand such as are termed] أَدْعَاص [pl. of دِعْصٌ] means Lying in advance of others. (TA.) b7: See also the next paragraph.

مَعْنَقَةٌ A curved piece of rock. (O, K.) b2: and بَلَدٌ مَعْنَقَةٌ A country in which there is no abiding, by reason of the dryness and barrenness of the ground thereof: (O, K:) thus says Sgh: but in the Nawádir el-Aaráb it is said that ↓ بِلَادٌ مُعْنِقَةٌ means countries that are distant, or remote. (TA. [See also 4.]) مِعْنَقَةٌ A قِلَادَة [meaning collar], (T, S, O, K, TA,) accord. to ISd, that is put upon the neck of a dog. (TA.) b2: Also A small [elongated and elevated tract such as is termed] حَبْل (ISh, O, K, TA, [الجَبَلُ in the CK being a mistake for الحَبْلُ,]) of sand, (ISh, O,) in front of, or before, the [main portion of] sands: by rule it should be مِعْنَاقَةٌ, because they said in the pl. مَعَانِيقُ الرِّمَالِ: (ISh, O, K:) or one should say مَعَانِقُ الرَّمْلِ. (ISh, O.) b3: See also المُعَنَّقَةُ.

مِعْنقىّ, with kesr to the م, [app. مِعْنَقِىٌّ,] sing. of مَعَانِقُ applied to Certain horses (خُيُول) of the Arabs. (TA.) المُعَنَّقَةُ, (thus in the O,) or ↓ المُعَنِّقَةُ, like مُحَدِّثَة, thus in the copies of the K, but correctly with kesr to the م, [app. ↓ المِعْنَقَةُ,] pl. مَعَانِقُ, (TA,) A certain small creeping thing; (O, K, TA;) AHát says that المَعَانِقُ signifies [the small creeping things called] مُقَرِّضَاتُ الأَسَاقِى [that gnaw holes in the skins used for water or milk], having neck-rings (أَطْوَاق), [app. white marks round the neck, for it is added,] with a whiteness in their necks. (TA.) مُعَنِّقَاتٌ, applied to mountains (جِبَال) accord. to the copies of the K, [and thus in the O,] but correctly حِبَال, with the unpointed ح, (TA,) [i. e. elongated and elevated tracts of sand,] signifies Long. (O, K, TA.) b2: See also المُعَنَّقَةُ.

A2: المُعَنِّقَةُ as signifying Hectic fever (حُمَّى الدِّقِّ) is post-classical. (TA.) مِعْنَاقٌ, applied to a horse, signifies جَيِّدُ العَنَقِ [i. e. Excellent, or good, in the pace called عَنَق]; (S, O, K, TA; [in the CK, erroneously, العُنُقِ;]) as also ↓ مُعْنِقٌ (TA) and ↓ عَنِيقٌ: (O, * TA:) and the first is also applied to a she-camel, as meaning that goes the pace called عَنَق: (IB, TA:) the pl. is مَعَانِيقُ. (K.) And one says also رَجُلٌ

↓ مُعْنِقٌ [and مِعنَاقٌ, meaning A man hastening]: and ↓ قَوْمٌ مُعْنِقُونَ and مَعَانِيقُ. (TA.) فَانْطَلَقْنَا مَعَانِيقَ إِلَى النَّاسِ occurs in a trad., meaning [and we went away] hastening [to the people]: (Sh, TA:) and in another, accord. to different relaters, ↓ فَانْطَلَقُوا مُعَانِقِينَ or مَعَانِيقَ i. e. [And they went away] hastening. (TA.) And مِعْنَاقُ الوَسِيقَةِ occurs in a verse of Abu-l-Muthellem El-Hudhalee, as some relate it, meaning Hastening after, or near after, his طَرِيدَة [app. as signifying the camels driven away by him]: but as others relate it, it is مِعْتَاق, with ت, meaning as expl. in art. عتق. (O. [The former is said in the S, in art. عتق, to be not allowable.]) A2: It is also applied to a ewe or goat (شَاةٌ مِنْ غَنَمٍ) as meaning That brings forth [app., accord. to analogy, that brings forth often] عُنُوق [meaning lambs or kids, pl. of عَنَاقٌ]. (TA.) A3: See also مُعْنِقٌ.

مُعَانِقٌ: see عَنِيقٌ: b2: and see also مِعْنَاقٌ.

مُعْتَنَقٌ A place where the أَعْنَاق [app. meaning upper portions] of the جِبَال [or mountains], accord. to the copies of the K, [and thus in the O,] but correctly حِبَال, with the unpointed خ, [i. e. elongated and elevated tracts of sand], (TA,) emerge from the سَرَاب [or mirage]: (O, K, TA:) used in this sense by Ru-beh. (O, TA.) Quasi عنقد عِنْقَادٌ and عُنْقُودٌ see in art. عقد; the ن being held to be augmentative.
عنق
العُنْقُ، بالضّمِّ، وَقَالَ سيبَويْه: هُوَ مُخفَّف من العُنُق بضمّتَيْن. وقولُه: كأمير وصُرَدٍ لم يذكُرهما أحدٌ من أئِمّة اللُغَة فِيمَا رأيتُ، غير أنّي وجدْتُ فِي العُباب قَالَ فِي أثناءِ التّركيب: والعَنيقُ: العَنَق، فظنّ المُصنّفُ أَنه العُنُق بضمّتين، وَلَيْسَ كذلِك، بل هُوَ العَنَق، محركةً، بِمَعْنى السّيْرِ، ولكنّ المصنِّفَ ثِقَةٌ فِيمَا ينقُله، فيَنبَغي أَن يكون مَا يَأْتِي بِهِ مقْبولاً: الجِيدُ، وَهُوَ وُصْلَةُ مَا بَين الرأسِ والجَسَد، وَقد فرّق بَين الجِيد والعُنُق بِمَا هُوَ مذْكور فِي شرْح الشّفاءِ للخَفاجيّ فراجعْه، يُذَكَّر ويؤنَّث. قَالَ ابنُ بَرّي: وَلَكِن قَوْلهم: عُنُقٌ هنْعاءُ، وعُنُقٌ سَطْعاءُ يشهدُ بتأنيثِ العُنُق. والتّذكيرُ أغْلَبُ، قَالَه الفَرّاءُ وغيرُه. وَقَالَ بعضُهم: من خَفّفَ ذكّر وَمن ثَقّل أنّهث. وَقَالَ سيبَويه: ج أَي: جمْعُهما أعْناق لم يُجاوِزوا هَذَا البناءَ. وَمن المَجاز: العُنُق: الجَماعة الكَثيرة، أَو المتقدِّمَة من النّآس مُذَكَّر. وَقيل: هم الرّؤساءُ منهُم والكُبَراءُ والأشْرافُ. وَبِهِمَا فُسِّر قولُه تعالَى:) فظلّتْ أعناقُهم لَها خاضِعين (أَي: فتظلُّ أشْرافُهم أَو جَماعاتُهم. والجَزاءُ يقَع فِي الْمَاضِي فِي معْنَى المُستقبَل، كَمَا فِي العُباب. وَقيل: أرادَ بالأعْناقِ هُنَا: الرِّقاب، كَقَوْلِك: ذلّت لَهُ رِقابُ القَوْمِ وأعناقُهم. ويُقال: جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقاً، أَي: طَوائِفَ. وَقَالَ الأزهريُّ: أَي فِرَقاً، كُلّ جماعةٍ مِنْهُم عُنُقٌ. وَقيل: رَسَلاً رَسَلاً، وقَطيعاً قَطيعاً. وَقَالَ الأخطل:)
(وَإِذا المِئُونَ تواكَلتْ أعْناقُها ... فاحْمِلْ هُناكَ على فَتى حَمّالِ)
قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أعناقُها: جماعاتُها. وَقَالَ غيرُه: ساداتُها. وَفِي الحَدِيث: لَا يزالُ النّاسُ مُخْتلِفة أعناقُهم فِي طلَبِ الدُنْيا أَي: جماعات مِنْهُم. وقِيل: أرادَ بهم الرّؤساءَ والكُبَراءَ، كَمَا تقدّم. والعُنُق من الكَرِش: أسْفَلُها. قَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ والقِبَةُ شيءٌ وَاحِد. والعُنُق من الخُبْز: القِطْعَة مِنْهُ كَذَا فِي النُسخ، والصّوابُ من الخَيْرِ كَمَا هُوَ نصُّ ابنِ الأعرابيّ. قَالَ: يُقال: لفُلان عُنُقٌ من الخَيْر، أَي: قِطعة قَالَ: وَمِنْه الحديثُ: المؤَذِّنون أطْولُ النّآسِ أعْناقاً يَوْم الْقِيَامَة أَي: أكثرُهُم أعْمالاً. ويشْهَدُ لذَلِك قولُ مَنْ قَالَ: إنّ العُنُق هُوَ القِطْعَة من العََل خيْراً كَانَ أَو شرّاً. أَو أَرَادَ أنّهم يكونُونَ رؤَساءَ يوْمَئذٍ لأنّهم أَي: الرّؤساء عِنْد العرَب يوصَفون بطولِ العُنُق، قالَه ابنُ الْأَثِير. وَلَو قَالَ بطولِ الأعْناقِ كَانَ أحْسَنَ. قَالَ الشّمَرْدَلُ بن شَريك اليَرْبوعيّ:
(يُشبَّهون سُيوفاً فِي صَرامَتِهم ... وطولِ أنضِيَةِ الأعْناقِ واللِّمَمِ)
ورُوِي إعناقاً بكسْرِ الهمْزة، أَي: أكْثر إسْراعاً الى الجنّة وأعجلهم إِلَيْهَا. وَفِي الحَدِيث: لَا يزالُ المؤْمِن مُعْنِقاً صالِحاً مَا لم يُصِب دَماً حَرَامًا أَي: مُسْرِعاً فِي طاعَتِه مُنبَسِطاً فِي عمَله. وَفِيه أقوالٌ أُخَرُ ستّة: أحدُها: أنّهم سُبّاقٌ الى الجَنّة من قولِهم: لَهُ عُنُق فِي الخيْر، أَي: سابقَة، قَالَه ثعْلَب. الثَّانِي: يُغْفَرُ لَهُم مَدّ صوْتهم. الثالثُ: يُزادون على النّاس. الرَّابِع: أنّ النّاس يومَئذٍ فِي الكرْبِ وهم فِي الرَّوْح والنّشاط متَطَلِّعون لِأَن يؤذَنَ لَهُم بدُخولِ الجَنّة. وغيْر ذَلِك، كَمَا فِي الفائِق والنّهاية وشُروح البُخاري. وَمن المَجاز: كَانَ ذلِك على عُنُق الْإِسْلَام، وعُنُقِ الدّهْر، أَي: قَديمِ الدّهْرِ وقَديمِ الْإِسْلَام. وقولُهم: هم عُنُقٌ إلَيْك، أَي: مائِلون إليْك ومُنتَظروكَ. قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَول الشَّاعِر يُخاطِبُ أميرَ الْمُؤمنِينَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أبلِغْ أميرَ المؤْمِن ... ين أَخا العِراقِ إِذا أتَيْنا)

(أنّ العِراقَ وأهلَه ... عُنُقٌ إليكَ فهَيْتَ هَيْتا)
وَقَالَ الأزهريُّ: أرادَ أنّهم أقبضوا إليكَ بجماعتهم. يُقال: جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقا. وَذُو العُنُق: فرسُ المِقْدادِ بن الأسْوَد الكِنْدي رضيَ الله عَنهُ. أوردَه ابنُ الكَلْبيّ فِي أَنْسَاب الخيْل. وَذُو العُنُق: لقَب يَزيدَ بنِ عامِرِ بنِ المُلَوَّح بن يعْمُر، وَهَذَا الشّدّاخ بنُ عوْف بن كعْب بنِ عامِر بنِ ليْث اللّيْثي. وَذُو العُنُق: شاعِرٌ جُذاميّ. وَذُو العُنُق: لقَب خُوَيلِد بن هِلال بنِ عامِر بنِ عائِذِ بن كلْب بن عَمْرو بن لُؤَيّ بن رُهْمِ بن مُعاوِيَة بن أسْلَم بن أخْمَس بنِ الغوْثِ بنِ أنْمار البَجَليّ)
الكَلْبيّ لغِلَظِ رقَبَته، وابنُ الحَجّاج بنُ ذِي العُنُق جاهِليّ، وَكَانَ قد رأسَ. قَالَ ضِرارُ بن الخَطّاب الفِهْريّ:
(إنْ كُنتُم مُنْشِدي فوارِسكُم ... فأْتُوا الحُصَيْنَيْنِ وابنَ ذِي العُنُقِ)
وَمن المَجاز: أعْناقُ الرّيح: مَا سَطَعَ من عَجاجِها. والمِعْنَقَةُ، كمِكْنَسة: القِلادَة كَمَا فِي الصِّحاح والتّهْذيب، وخصّصَه ابنُ سيدَه فَقَالَ: توضَع فِي عُنُق الكَلْب. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: المِعْنَقَة: الحَبْلُ الصّغير بيْن أَيدي الرّمْل. قَالَ الصاغانيّ: والقِياس مِعْناقَة، لقوْلِهم فِي الجمْع: مَعانيقُ الرّمال، كَذَا رُوِي عَن ابْن شُمَيْل. قَالَ الصَّاغَانِي: أَو مَعانِقُ الرّمل. وَذُو العُنَيْق، كزُبَيْر: ع. وذاتُ العُنَيْق: ماءَةٌ قُربَ حاجِر. والمَعْنَقَة، كمَرْحَلَة: مَا انْعَطَفَ من قِطَع الصّخورِ. نَقله الصاغانيّ.
قَالَ: ويُقال: بلَدٌ مَعْنَقَةٌ أَي: لَا مُقامَ بِهِ لجُدوبَتِه، هَكَذَا ذكَره. وَالَّذِي فِي النّوادِر يُخالِفه، كَمَا سَيَأْتِي. ويومُ عانِقٍ: م مَعْروف من أيّام العَرَب. والأعْنَق: الطّويل العُنُق الغَليظُه، وَقد عنِقَ عنَقاً، وَهِي عنْقاءُ بيِّنةُ العَنَق. وَحكى اللّحيانيُّ: مَا كَانَ أعْنَقَ، وَلَقَد عنِقَ عَنَقاً، يذْهَبُ الى النُّقْلَة.
والأعنَقُ: فحْلٌ من خيْلِهم معْروف يُنسَب إِلَيْهِ يَعْنِي بَناتِ أعْنَق فإنّهُنّ يُنْسَبْنَ إِلَيْهِ، كَمَا سَيَأْتِي قَريباً. والكَلْبُ الأعْنَق: مَنْ فِي عُنُقِه بَياضٌ كَمَا فِي العُباب والمُفْرَدات. وإبراهيمُ بنُ أعْنَق: مُحدّث كَمَا فِي العُباب. وبناتُ أعنَقَ: بَنَات دِهْقان مُتَمَوِّلٍ من الدّهاقِنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُنّ نِساءٌ كُنّ فِي الدّهْر الأول، يوصَفْن بالحُسْن، أسْرَجْنَ دوابَّهنّ، ليَنْظُرن الى هَذِه الدُرَّة من حُسْنِها. وَقَالَ أَبُو العبّاس: بَناتُ أعْنَق: نِسوة كُنّ بالأهْوازِ، وَقد ذكرَهُنّ جريرٌ للفرَزْدَق يهْجوه:
(وَفِي ماخُورِ أعْنَقَ بِتَّ تزْني ... وتمْهَرُ مَا كدَحْتَ من السُؤالِ)
وَأَيْضًا الخيْلُ المنْسوبَة الى أعْنَق الَّذِي تقدم ذكره. وبالوَجْهَيْن فُسِّر قولُ عَمْرو بنِ أحْمَر الباهِليِّ الَّذِي أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي: (تظَلُّ بناتُ أعْنَقَ مُسْرَجاتٍ ... لرؤيَتِه يرُحْنَ ويغْتَدينا)
قَالَ أَبُو العبّاس: مَنْ جعَل أعنَق رجُلاً رَوَاهُ مُسْرِجات بكسْر الرّاء، وَمن جعَله فَرساً رَوَاهُ بفتْحِها. وطارَت بِهِ العَنْقاءُ أَي: الدّاهِية قَالَ: يحْمِلنَ عنْقاءَ وعَنْقَفيرا وأمَّ خشّافٍ وخَنْشَفيرا والدّلْوَ والدّيْلَم والزّفيرا)
وكُلّهُنّ دَواهٍ، ونكّر عَنْقاءَ وعَنْقَفيرا، وإنّما هما باللاّم، وَقد تُحذَفُ مِنْهُمَا اللَّام، وهما باقِيان على تعْريفِهما. وَقَالَ الجوهريُّ: أصْلُ العَنْقاءِ طائِر عَظِيم معْروف الاسْم، مجْهول الجسْم. وَقَالَ أَبُو حاتِم فِي كِتاب الطّيْر: وَأما العَنْقاءُ المُغْرِبة فالدّاهِيَةُ، وليسَتْ من الطّيْر علِمْناها. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: عنْقاءُ مُغْرِب: كلِمة لَا أصْلَ لَهَا. يُقال: إنّها طائرٌ عظيمٌ لَا يُرى إِلَّا فِي الدُهور، ثمَّ كَثُر ذلِك حَتَّى سَمَّوْا الداهِية عنْقاءَ مُغْرِباً ومُغْرِبة، قَالَ:
(وَلَوْلَا سُلَيْمانُ الخَليفَةُ حلّقَتْ ... بِهِ من يَدِ الحَجّاجِ عنْقاءُ مُغْرِبُ)
وقيلَ: سُمِّيت عنْقاء لأنّه كَانَ فِي عُنُقِها بَياضٌ كالطّوْق. وَقَالَ كُراع: العَنْقاءُ فِيمَا يزْعُمون: طائِرٌ يكون عِنْد مغْرِبِ الشّمس. وَقَالَ الزَّجّاج: هُوَ طائِر لم يرَه أحدٌ. وَقيل فِي قولِه تَعالَى:) طيْراً أبابيلَ (: هِيَ عنْقاءُ مُغْرِبة، وقيلَ: هُوَ العُقاب. وَقد ذُكِر فِي: غ ر ب شَيْءٌ من ذلِك فراجِعْه. والعَنْقاءُ: لقب رجُلٍ من العَرَب، وَهُوَ ثعْلَبة بنُ عمْرو وعَمْرو هُوَ مُزَيْقِياءُ بنُ عامِر بنِ حارثَة بن ثعْلَبَة بنِ امرئِ القَيْس بن مَازِن. وَقَالَ ابْن الكَلْبيّ: قيلَ لَهُ ذَلِك لِطولِ عُنُقِه. وَقَالَ الشّاعر:
(أَو العَنْقاءُ ثعْلَبةُ بنُ عمْرو ... دِماءُ القَوْم للكَلْبي شِفاءُ)
قلت: والى ثَعْلَبةَ يرجِع نسَب الأنْصار، وهم بَنو الأوْس والخَزْرج ابنَيْ ثَعْلبةَ العَنْقاءِ هَذَا.
والعَنْقاءُ: أكَمَة فَوق جبَل مُشرِفٍ، قَالَه أَبُو مالِكٍ، وقدتقدّم ذَلِك للْمُصَنف فِي غ ر ب. وَأما قولُ ابنِ أَحْمَر:
(فِي رأسِ خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ ... لَا يُبْتَغَى دونَها سهْلٌ وَلَا جبَلُ)
فإنّه يصِفُ جبَلاً، يَقُول: لَا ينْبَغي أَن يكون فوْقَها سهْلٌ وَلَا جبَلٌ أحْصَن مِنْهَا. وعَنْقاءُ: ملِكٌ من قُضاعَة، والتّأنيثُ عندَ اللّيثِ للَفْظِ العَنْقاءِ. وابنُ عنْقاءَ: شاعِر كَمَا فِي العُباب. وعُنْقَى، كبُشْرَى: أرْضٌ، أَو وادٍ وَبِه رُوِي قولُ أبي ذُؤيْب الهُذَلي المذْكور فِي ع م ق. والعَنيقُ كأمير: المُعانِقُ. قَالَ الشَّاعِر:
(وباتَ خَيالُ طيفِكَ لي عَنيقاً ... الى أنْ حيْعَلَ الدّاعي الفَلاحا)
كَمَا فِي الصِّحَاح، وأنشَدَ أَبُو حَنيفة:
(وَمَا راعني إِلَّا زُهاءُ مُعانِقي ... فأيُّ عَنيقٍ باتَ لي لَا أَبَا لِيا)
والعَنَق، مُحَرّكة: ضرْبٌ من السّيْر، وَهُوَ سيْر مُسْبَطِرٌّ منبَسِط للإبِل والدّابّةِ. وَمِنْه الحَديث: أنّه)
كَانَ يسيرُ العَنَقَ فَإِذا وجَدَ فجْوةً نصَّ. وَقَالَ أَبُو النّجْم: يَا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسيحا إِلَى سُليمانَ فنَسْتَريحا والعَنَق: طولُ العُنُق، وَقد عَنِقَ كفَرِح. والعَناقُ كسَحاب: الْأُنْثَى من أولادِ المَعزِ، زادَ الأزهريُّ: إِذا أتَتْ عَلَيْهَا سنةٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: مَا لم يتمّ لَهُ سنَة. وأنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي لقُرَيْط يصِف الذّئب:
(حسِبتَ بُغامَ راحِلَتي عَناقاً ... وَمَا هِيَ وَيْبَ غيْرِكَ بالعَناقِ)

(فَلَو أنّي رميتُك من قَريبٍ ... لعاقَكَ عَن دُعاءِ الذّئبِ عاقِ)
ج فِي أقلّ العَدَد ثَلاثُ أعْنُق وأربَع أعْنُق. قَالَ الفرَزدَق:
(دعْدِعْ بأعنُقِكَ القوائِمَ إنّني ... فِي باذِخٍ يَا بنَ المَراغَةِ عالِ)
والجَمْع الْكثير عُنوقٌ. قَالَ الأزهريّ: هُوَ نادِرٌ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(يَصوعُ عُنوقَها أحْوَى زَنيمٌ ... لَهُ ظأَبٌ كَمَا صخِبَ الغَريمُ)
وأنشَد ابنُ السّكّيت:
(أبوكَ الَّذِي يكْوي أنوفَ عُنوقِه ... بأظْفارِه حتّى أنَسّ وأمْحَقا)
وَقَالَ سيبوَيْه: أما تكْسيرُهم إيّاه على أفْعُل فَهُوَ الغالِب على هَذَا البِناءِ من المؤنّث. وَأما تكْسيرُهم لَهُ على فُعول، فلتَكْسيرهم إيّاه على أفْعُل إِذْ كَانَا يعْتَقِبان على بَاب فَعْل. وَفِي المثَل: العُنوق بعْد النّوق يُضرَب فِي الضّيقِ بعْدَ السَّعَةِ. وَفِي حَدِيث الشّعْبيّ: نحْنُ فِي العُنوق وَلم نبْلُغ النّوق قَالَ ابنُ سيدَه: وَفِي المثَل: هَذِه العُنوقُ بعد النّوق يَقُول: مالُكَ العُنوقُ بعدَ النّوق، يُضرَبُ للَّذي يكونُ على حالَة حسَنة، ثمَّ يركبُ القَبيحَ من الْأَمر، ويدَعُ حالَه الأولى، وينحَطُّ من عُلْوٍ الى سُفْلٍ. قَالَ الأزهريّ: يُضرَب للَّذي يُحَطُّ عَن مرتَبَتِه بعد الرِّفْعَة. والمَعْنى أَنه صَار يرْعَى العُنوقَ بعد مَا كَانَ يرْعَى الإبلَ، وراعِي لشّاءِ عندَ الْعَرَب مَهينٌ ذَليلٌ، وراعي الإبِل عَزيز شَريف. وعَناقُ الأَرْض: دابّة صَيّادَة، يُقال لَهَا: التُّفَّةُ، والعُنْجُل، وَهِي أصْغَر من الفَهْدِ الطّويل الظّهْر. وَقَالَ الأزهريُّ: فوقَ الكَلْبِ الصّينيّ، يَصيدُ كَمَا يَصيد الفَهْد، وَيَأْكُل اللّحْمَ، وَهُوَ من السِّباع. يُقال: إِنَّه ليسَ شيءٌ من الدّوابّ يؤَبِّر، أَي: يُعَفِّي أثَره إِذا عَدا غيرَه وغيرَ الأرنَب، وجمعُه عُنوقٌ أَيْضا عجَميّتُه سِياهْ كوشْ قَالَ: وَقد رأيتُه بالبادِيَة، وَهُوَ أسودُ الرّأسِ، أبيضُ)
سائِره. والعَناقُ أَيْضا: الدّاهِيَة. يُقَال: لقِيَ فُلان عَناقَ الأَرْض، وأُذُنَيْ عَناق، أَي: داهِيَة. وَقيل: الأمرُ الشّديد. قَالَ: إِذا تمطّيْنَ على القَيافِي لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَناقِ أَي: من الحادِي، أَو من الجَمَل. ويُقال: رجَع فُلانٌ بالعَناق: إِذا رجَع خائِباً، يوضَع العَناقُ موضِعَ الخيْبة، قَالَ:
(أمِنْ ترْجيع قارِيَةِ ترَكْتُم ... سَباياكُم وأُبتُم بالعَناقِ)
وصفَهُم بالجُبْن. وقارِية: طيْر أخضَرُ يُنذِرُ بالمطَر. يَقُول: فزِعْتُم لمّا سمِعْتُم ترْجيعَ هَذَا الطّائِر فتركْتُم سَباياكم، وأُبتُم بالخَيْبة. كالعَناقة. والعَناقُ: الوُسْطَى من بَناتِ نَعْش الكُبَر وَقد ذُكِر فِي: ق ود تفْصيلاً، وأشَرْنا لَهُ هُناك. وَفِي شرْح الخُطْبة: والعَناق: زَكاةُ عامَين، قيل: وَمِنْه قولُ أبي بكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ لعُمَرَ بنِ الخطّاب رضِي اللهُ عَنهُ حِين حارَب أهلَ الرِّدّة: لَو مَنَعوني عَناقاً مِمَّا كَانُوا يؤدّونَه الى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقاتَلْتهُم عَلَيْهِ. ويُروى: عِقالاً، وَهُوَ زَكاةُ عَام. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: فِي الرّواية الأولَى دَليلٌ على وُجوب الصّدقةِ فِي السِّخالِ، وأنّ وَاحِدَة مِنْهَا تُجزِئُ عَن الواجِبِ فِي الأرْبَعين مِنْهَا إِذا كَانَت كُلُّها سِخالاً، وَلَا يُكلَّفُ صاحبُها مُسنّة. قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب الشّافِعيّ. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: لَا شيءَ فِي السِّخال، وَفِيه دَليلٌ على أنّ حوْل النِّتاج حوْلُ الأمّهات، وَلَو كَانَ يُستأنف لَهَا الحَوْل لم يوجَدْ السّبيلُ الى أخذِ العَناقِ.
والعَناقُ: فرسُ مُسْلِم بنِ عَمْرو الباهِليّ من نسْلِ الحَرونِ بنِ الخُزَزِ بن الوَثيميّ بنِ أعْوَجَ.
والعَناق: ع، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(عَناقَ فأعْلَى واحِفَيْنِ كأنّه ... من البَغْي للأشْباحِ سِلْمٌ مُصالِحُ)
وَقيل: العَناقُ: مَنارَةٌ عادِيّة بالدّهْناءِ، ذكرَها ذُو الرُمّةِ فِي شِعْره، وَبِه فُسِّر البيْتُ الَّذِي تقدّم لَهُ.
وَقَالَ أَيْضا يصِفُ ناقتَه:
(مُراعاتُك الآجالَ مَا بيْن شارِعٍ ... الى حيثُ حادَتْ من عَناقِ الأواعِسُ)
قَالَ الأزهريُّ: رأيتُ بالدّهْناءِ شبه مَنارةٍ عاديّةٍ مبْنيّةٍ بالحِجارَة، وَكَانَ القومُ الَّذين أَنا معَهم يُسمّونَها عَناقَ ذِي الرُّمّة، لذِكْرِه إيّاها فِي شِعْرِه. والعَناقُ: وادٍ بأرضِ طَيئ بالحِمَى، عَن الْأَصْمَعِي، كَمَا فِي العُباب. وَأنْشد للرّاعي:)(تبصّرْ خَليلي هَل تَرَى من ظَعائِنٍ ... تحمّلْن من وَادي العَناقِ فثَهْمَدِ)
ويُروَى: من جَنْبَي فِتاق. وَفِي اللّسان: قَالَ الأصمعيّ: العَناقُ بالحِمَى، وَهُوَ لغَنيّ، وَقيل: وَادي العَناقِ بالحِمَى فِي أرْض غَنيّ. وأنشَد قولَ الرّاعي. قلت: فَهَذَا هوَ الصّواب. وَقَول المُصنِّف: بأرْضِ طَيّئٍ تصْحيف تبِع فِيهِ الصّاغانيّ، والصوابُ بأرضِ غَنيّ، ويدُلّك على أنّه خطأ أنّه لَيْسَ لطَيّئٍ بالحِمَى أرضٌ، فتأْمَل ذَلِك. والعَناقان: ع. قَالَ كُثَيِّرٌ يصِف الظُّعْن:
(قوارِضُ حِضْنَيْ بَطْنِ ينْبُعَ غُدْوَةً ... قَواصِدُ شرْقِيِّ العَناقَيْنِ عيرُها)
والعَناقَة: كسَحابة: ماءَةٌ لغَنيّ. قَالَ أَبُو زِياد: إِذا خرَج عامِلُ بَني كِلاب مُصدّقاً من المَدينة فأوّل منْزل ينْزله ويُصَدِّقُ عَلَيْهِ أُرَيْكة، ثمَّ العَناقَة. قَالَ ابنُ هرْمَة:
(فإنّك لاقٍ بالعَناقَةِ فارْتَحِل ... بسَعْدِ أبي مرْوانَ أَو بالمُخَصَّرِ)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العانِقاءُ: جُحْر من جِحَرَةِ اليَرْبوع يملؤُها تُراباً، فَإِذا خَافَ اندَسّ فِيهِ الى عُنُقِه. وَقَالَ غيرُه: يكونُ للأرنَبِ كذلِك. وَقَالَ المفضَّل: يُقَال لجِحَرةِ اليَرْبوع: النّاعِقاءُ، والعانِقاءُ، والنّافِقاءُ، والرّاهِطاءُ، والدّامّاءُ. وتعنَّقَه، وتعنَّقَ بهَا: إِذا دخَلَها، وَكَذَلِكَ الأرنَبُ إِذا دَسّ رأسَه وعُنُقَه فِي جُحْرِه تعنَّق، والأرْنبُ تُذَكَّر وتؤنَّثُ. والتّعانيقُ: ع. قَالَ زُهيْر بنُ أبي سُلْمى:
(صَحا القَلبُ عَن سَلْمى وقدْ كَانَ لَا يسْلو ... وأقْفرَ من سَلْمى التّعانيقُ فالثُّجْلُ) والتّعانيقُ أَيْضا: جمْع تُعْنُوق، بالضّمِّ للسّهْلِ منَ الأَرْض، وكأنّه من ذَلِك يُسَمّى الْموضع.
والمِعْناقُ: الفَرَسُ الجيّدُ العَنَق أَي: السّير، وَقد أعْنَق إعْناقاً ج: مَعانيق. وأعْنَق الكَلْبَ، جعَل فِي عُنُقه قِلادةً، نقلَه الجوهريُّ. وأعنَقَ الزّرعُ: طالَ، وطلَع سُنبُله، كأنّه صَار ذَا عُنُق. وَمن المَجازِ: أعْنَقتِ الثُّرَيّا أَي: غابَت قَالَ:
(كأنّي حينَ أعْنَقَتِ الثُرَيّا ... سُقيتُ الرّاحَ أَو سَمّاً مَدوفَا)
وقيلَ: أعْنَقَتِ النّجومُ: إِذا تقدّمَتْ للمَغيب. وأعْنَقَتِ الرّيحُ أَي: أذْرَتِ التُّرابَ وَهُوَ مَجاز.
والمُعْنِقُ، كمُحْسِن: مَا صَلُب وارْتَفَع من الأَرْض وحَوالَيْه سهْل، وَهُوَ مُنْقادٌ نَحْو ميل وأقَلّ من ذلِك، وَالْجمع مَعانيقُ. توهّموا فِيهِ مِفْعالاً لكَثْرَةِ مَا يأْتِيان مَعًا، نَحْو: مُتْئِم ومِتْئام ومُذْكِر ومِذْكار. ومَرْبأَةٌ مُعْنِقَة: مرتَفِعة طَويلَة. قَالَ أَبُو كَبير الهُذَليّ يصِفُها:
(عَنْقاءَ مُعْنِقَةٍ يكونُ أنيسُه ... وُرْقَ الحَمامِ جميعُها لم يُؤْكَلِ)

وعَنّقَ عَلَيْهِ تعْنيقاً: مَشَى وأشْرَفَ. وعنّقَت كوافِيرُ النّخْلِ جمع كافُور: طالَت وَلم تفلق. وعنّقَت استُه: خرَجَت. وعنّقتِ البُسْرَةُ: بقِيَ مِنْهَا حولَ القِمَع مثلُ الخاتَم، وذلِك إِذا بلَغ التّرْطيبُ قَريباً من قِمَعِها. وعنّق فُلاناً أَي: خيَّبَه، من العَناقِ بمَعْنَى الخيْبَة.والتّركيبُ يدُلُّ على امتِدادٍ فِي شَيْء إمّا فِي ارتِفاع، وإمّا فِي انسِياح. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: رجُلٌ مُعْنِقٌ، وامرأةٌ مُعْنِقَةٌ: طَويلا العُنُق. وهَضْبة عَنْقاءُ: مُرتَفِعةٌ طَوِيلَة. والتّعَنُّق: العصْر بالعُنُق. واعْتَنَقَت الدّابّةُ: وقَعت فِي الوَحْلِ، فأخْرَجَت عُنُقَها. وعُنُقُ الصّيفِ والشّتاءِ: أولُهُما ومُقدَّمَتُهما على المَثَل، وكذلِك عُنُق السِّنِّ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ، قُلت)
لأعرابيٍّ: كم أَتَى علَيك قَالَ: أخَذْت بعُنُقِ السّتّين، أَي: أوَّلها، والجَمْع أَعْنَاق. وعُنُق الرَّحِمِ: مَا اسْتَدَقَّ مِنْهَا ممّا يَلي الفَرْج. وَفِي الحديثِ: يخرُج عُنُقٌ من النّار أَي: تخْرُجُ قِطْعةٌ من النّار.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: إِذا خرَجَ من النّهْر ماءٌ فجَرَى فقد خرَج عُنُق. وهُم عُنُقٌ عَلَيْهِ، كقَوْلهم: هُمْ إلْبٌ عَلَيْهِ. والعُنُق: القِطْعة من المالِ. وسَيْرٌ عَنيقٌ، كأمير: مثل عَنَقٍ، وهُما اسْمان من أعْنق إعْناقاً. ودابّةٌ مُعْنِقٌ، وعَنيق: مثل مِعْناق. وَفِي الحَدِيث: فانطَلَقْنا مَعانيق الى النّس نُبَشِّرُهم قَالَ شَمِر: أَي مُسْرِعين. وَفِي حَديث أَصْحَاب الغارِ: فانْفَرَجَتِ الصّخرةُ فانْطَلَقوا مُعانِقين أَي مُسْرِعين، من عانَق، مثل أعنَق: إِذا سارَع وأسْرع، ويُرْوَى: مَعانيق. ورجُلٌ مُعْنِق، وَقوم مُعْنِقون ومَعانيق. وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
(أشاقَتْكَ أخلاقُ الرّسومِ الدّوائِرِ ... بأدْعاصِ حوْضَى المُعْنِقات النّوادِرِ)
المُعْنِقاتُ: المتقَدِّمات مِنْهَا. وَفِي نَوادِرِ الأعْراب: بلادٌ مُعْنِقَة ومُعْلِقة: بَعيدةٌ، وَقد أعنَقَت، وأعْلقَت. ويُقال: عنَقَت السّحابةُ: إِذا خرَجَت من مُعْظَم الغيْم تَراها بيْضاءَ لإشْراقِ الشّمس عَلَيْهَا. قَالَ: مَا الشُّرْبُ إِلَّا نَغَباتٌ فالصّدَرْ فِي يومِ غيْمٍ عَنَقَت فِيهِ الصُّبُرْ وَقَالَ ابنُ بَرّي: ناقَةٌ مِعْناقٌ: تَسير العَنَق. قَالَ الْأَعْشَى:
(قد تجاوَزْتُها وتحْتي مَروحٌ ... عَنْتَريسٌ نَعّابةٌ مِعْناقُ)
وَفِي الحَدِيث: أعنَقَ ليَموت أَي: أنّ المَنيَّةَ أسرَعَت بِهِ، وساقَتْه الى مصْرَعِه. والعَناق، كسَحاب: الحَرَّةُ. والعُنُق، بِضَمَّتَيْنِ: جمع عَناق للسَّخْلَةِ. وأنشدَ ابنُ الأعْرابي:
(لَا أذْبَح النّازِيَ الشَّبوبَ وَلَا ... أسلُخُ يَوْم المُقامَةِ العُنُقا)

(لَا آكُلُ الغَثَّ فِي الشّتاءِ وَلَا ... أنصَحُ ثوْبِي إِذا هُوَ انْخَرَقا)
وشاةٌ مُعْناق: تلِدُ العُنوقَ، قَالَ: لهْفي على شاةِ أبي السَّبّاقِ عَتيقة من غَنَمٍ عِتاقِ مرْغوسَةٍ مأمورَةٍ مِعْناقِ وَقَالَ عليُّ بنُ حمزةَ: العَناقُ: المُنْكَر، وَبِه فُسِّر قولُ الشاعِر السّابِق: وأُبْتُم بالعَناقِ أَي:)
بالمُنْكَر. وجاءَ بأُذُنَي عَناقِ أَي بالكَذِب الفاحِش. وقولُ أبي المُثَلَّم يرْثي صَخْرَ الغَيّ:
(حامِي الحَقيقَة نسّالُ الوَديقَة مِعْ ... ناقُ الوَسيقَةِ جَلْدٌ غيرُ ثُنْيانِ)
أَي: يُعْنِقُ فِي أثر طَريدَتِه. ويُروى: مِعْتاق بالتّاءِ، وَقد ذُكِر فِي مَحَلّه. ويُقال: الكَلامُ يأخذُ بعضُه بأعْناق بعْض، وبعُنُقِ بعْض، وَهُوَ مجازٌ. واعتَنَق الأمرَ: لزِمَه. واعتَنَقَت الرّيحُ بالتّرابِ، من العَنَق، وَهُوَ السّيْر الفَسيحُ. وعُوجُ بنُ عُنُق، يَأْتِي فِي الحَرْفِ الَّذِي بعْدَه.
والمُعَنِّقة، كمُحَدِّثة: حُمَّى الدِّقِّ، مولّدة. والمَعانِقُ: خُيولٌ منْسوبةٌ للعَرَبِ. يقولونَ فِي الواحِدِ: مِعْنَقَى، بِكَسْر الْمِيم.

جرض

[جرض] فيه: هل ينتظر إلا غصص "الجرض" هو بالتحريك أن تبلغ الروح الخلق، والإنسان جريض.
(جرض) بريقه جرضا ابتلعه بالجهد على هم وحزن وغص بِهِ وَيُقَال جرض عَليّ رِيقه ابتلعه غيظا وجرض بِنَفسِهِ كَاد يقْضى عَلَيْهِ فَهُوَ جريض (ج) جرضى
جرض
جَرِيض [مفرد]: ج جَرْضَى: غُصَّة ° حال الجَرِيضُ دون القريض [مثل]: يُضربُ لأمرٍ يقف دونه عائق. 

جرض


جَرَضَ(n. ac. جَرْض)
a. Choked, strangled, suffocated, smothered.

جَرِضَ(n. ac. جَرَض)
a. Was choked, choking.
b. Swallowed down.

أَجْرَضَa. see جَرَضَ

جَرَضa. Choking, suffocation, death-rattle.

جَرِيْضa. Choking; choked.
b. Suffocation; death.
جرض
الجَرْضُ: الغَصُّ بالرِّيْق عند المَوْتِ.
والجَرِيْضُ: اخْتلاف الفكَّيْن. والمُنْفَلِتُ من شَرٍّ.
وإنَّه لَيَجْرِضُ الرِّيْقَ على هَمّ: أي يَبْتَلِعُه.
وفي المَثَل: " حالَ الجَرِيْضُ دون القَرِيْضِ " الجَرِيْضُ: الغُصَّةُ، والقَرِيْضُ: الجِرَّةُ. وماتَ جَرِيْضاً، وقد جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً. والجَرْضى: جَمْعُ الجَرِيْض.
والجرْيَاضُ: الرَّجُلُ الجَرِيْضُ الشَّدِيدُ الغَمَّ.
وناقَةٌ جُرَاضٌ: وهي اللَّطِيْفَةُ بوَلَدِها، نَعْتٌ لها خاصَّةً دُوْنَ الذَّكَرِ. وجَمَلٌ جُرَائض: وهو الأكُوْلُ الشَّدِيدُ القَصْل بأنيابِه للشَّجَر. وعُنْق جِرْوَاضٌ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. ونَعْجَةٌ جُرَئضَةٌ: أي ضَخْمَةٌ، وكَبْشٌ جُرَئضٌ وجُرَائضُ وجُرَاضٌ.
[جرض] الجَرَضُ، بالتحريك: الريقُ يُغَصُّ به. يقال: جَرَضَ بريقه يَجْرِضُ، مثال كسر يكسر ، وهو أن يبتلع ريقَه على همٍّ وحزنٍ بالجهد. والجَريضُ: الغصَّةُ، وفي المثل: " حال الجَريضُ دون القريض ". قال الشاعر : كأن الفتى لم يغن بالناس ليلة * إذا اختلف اللحيان عند جريض * قال الاصمعي: يقال هو يَجْرِضُ بنفسه، أي يكاد يَقضي. ومنه قول امرئ القيس: وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ * وماتَ فلانٌ جَريضاً، أي مغموماً. وأَجْرَضَهُ بريقِهِ، أي أَغَصَّهُ. والجِرْياضُ والجِرْواضُ: الضخمُ العظيم البطنِ. قال الأصمعي: قلت لأعرابيٍّ: ما الجِرياضُ؟ قال: الذي بَطْنُهُ كالحِياضِ. ويقال أيضا رجل جرائض وجرئض، مثال علابط وعلبط، حكاه أبو بكر ابن السراج. ونعجة جرئضة، مثال علبطة، أي ضخمة.
ج ر ض

جرض بريقه جرضاً: غصّ به. وجرض ريقه وجرعه بمعنىً. يقال: فلان يجرض عليك ريقه غيظاً.

وفي مثل " حال الجريض دون القريض " قال أبو الدقيش: الجريض الغصة، والقريض الجرة، أي منعت الغصة من الاجترار. وأفلت فلان جريضاً أي مشرفاً على الهلاك قد بلغت نفسه حلقه فجرض بها، كقولهم: " أفلت بجريعة الذقن " وكقول الهذلي:

نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينإلاّ جفن سيفٍ ومئزرا

وكقوله تعالى: " كلاّ إذا بلغت التّراقي ". " فلولا إذا بلغت الحلقوم ". فالجريض في " حال الجريض " بمعنى الريق المجروض، أو اسم غير مصدر بمعنى الغصة، وفي " أفلت جريضاً " بمعنى الجرض، كالسقيم والسقم، وينصره جمعه على جرضى كمرضى. قال رؤبة:

أصبح أعداء تميم مرضى ... ماتوا جوًى والمفلتون جرضي

وعن النضر أي أفلتك ولم يكد، فجرضت عليه ريقك، وأنشد البيت، فجعله فعيلاً بمعنى مفعول، مجروض عليه، وجمعه فعلى، كجريح وجرى، ولا يساعد عليه القرآن والشعر، والقول ما قدمته.

جرض

1 جَرِضَ بِرِيقِهِ, aor. ـَ (IDrd, A, K,) inf. n. جَرَضٌ; (IDrd, K;) or جَرَضَ بِرِيقِهِ, aor. ـِ (S;) but IKtt says that the former is the right; (IB;) His throat, or fauces, became choked by his spittle; he was choked with his spittle: (IDrd, A:) or, accord. to some, he suffered the chokings (غُصَص) of death: (TA:) or the verb is sometimes used in a general manner, in the former of the senses explained above, and in the place of غَصَّ and in that of شَرِقَ and in that of شَجِىَ: (MF in art. غص, q.v.:) and the above-mentioned phrase also signifies (A) he swallowed his spittle with difficulty, or trouble, or labour, contending against anxiety, or grief. (S, A, K.) You say also, هُوَ يَجْرِضُ بِنَفْسِهِ, (S,) or يَجْرَضُ بنفسه, (A, * TA,) inf. n. as above, (TA,) He is near to dying; accord. to As: (S, TA:) or his soul reaches his fauces: (TA:) or he is at the point of death, his soul having reached his fauces. (A.) And يَجْرَضُ عَلَى نَفْسِهِ He dies. (TA.) And جَرِضَتِ النَّاقَةُ بِجِرَّتِهَا [app. meaning The she-camel was choked with her cud: or swallowed her cud with difficulty]. (TA.) And جَرَضَ رِيقَهُ He swallowed his spittle. (A, TA.) And فُلَانٌ يَجْرِضُ عَلَيْكَ رِيقَهُ [app. meaning Such a one swallows his choler against thee]. (A.) b2: جَرَضَهُ He strangled him. (K.) You say, أَفْلَتَ مِنْهُمْ وَقَدْ جَرَضُوهُ He escaped from them when they had strangled him [so as almost to kill him]. (TA.) 4 اجرضهُ بِرِيقِهِ He caused his throat, or fauces, to be choked by his spittle. (S, K.) جَرَضٌ Spittle: (A, K:) or spittle by which one is choked. (S.) b2: [The choking, or strangulation, or rattles, immediately preceding death. See 1: and see also جَرِيضٌ.] b3: Difficulty, trouble, or labour; syn. جَهْدٌ. (TA.) جَرِيضٌ [A man having his throat, or fauces, choked by his spittle. b2: And hence,] Having his soul reaching his fauces: or near to dying: (TA:) or at the point of death, his soul having reached his fauces, so that he is choked by it: (A, TA:) or dying: (TA:) or made, or suffered, to escape, after evil: (Lth:) or oppressed by grief or sorrow; (S, K;) as also ↓ جِرْيَاضٌ and ↓ جِرْآضٌ: (ADk, K:) or affected by intense anxiety or grief: (TA:) [see also جَرَّاضٌ:] pl. جَرْضَى; (A, K;) like as مَرْضَى is pl. of مَرِيضٌ. (A, TA.) You say, أَفْلَتَ فُلَانٌ جَرِيضًا, or أُفْلِتَ, Such a one escaped, or was made to escape, being near to death; (TA;) or being at the point of death, his soul having reached his fauces, so that he was choked by it. (A, TA.) And مَاتَ فُلَانٌ جَرِيضًا Such a one died oppressed by grief or sorrow. (S.) A2: In the following prov., حَالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ [The جريض interposed as an obstacle in the way of the قريض], الجريض signifies the thing choking the throat or fauces; (S, A;) and القريض signifies the cud: the meaning being, the thing choking the throat or fauces hindered from chewing the cud: (A:) or the former signifies the choking, or having the throat, or fauces, obstructed; and the latter, the poetry: (TA:) or the former, the swallowing of spittle in dying; and the latter, the sound, or voice, of a man in dying: (Er-Riyáshee:) or the former, spittle swallowed: (Har p. 150, q. v.:) and also, the chokings (غُصَص) of death: [see also جَرَضٌ:] and the moving to and fro of the two jaws at death: (TA:) the prov. relates to an affair which is hindered by some obstacle: (A, O, K:) or it is said on the occasion of any affair which was possible and which has been hindered by the intervention of some obstacle: and the first who said it was 'Obeyd Ibn-El-Abras, when El-Mundhir [on one of the days when it was his custom to slay whomsoever he met] desired him to recite some of his verses: (Zeyd Ibn-Kuthweh:) or the first who said it was Jowshan [in some copies of the K, Showshan, which, as is said in the TA, is a mistake,] El-Kilábee, when his father, having forbidden him to poetize, and seeing him sick of grief thereat, and at the point of death, gave him permission to do so: (K, TA:) whereupon, after saying these words, he recited some verses, and died. (TA.) جَرَّاضٌ A strangler. (TA.) A2: Suffering intense, or violent, grief. (TA.) [See also جَرِيضٌ.]

جِرْآضٌ: see جَرِيضٌ.

جِرْيَاضٌ: see جَرِيضٌ.

جرض: الجَرَضُ: الجَهْدُ؛ جَرِضَ جَرَضاً: غَصَّ. والجَرَضُ والجَرِيضُ:

غَصَصُ الموت. والجَرَضُ، بالتحريك: الرِّيقُ يَغَصُّ به. وجَرِضَ

بِرِيقِه: غَصَّ كأَنه يبتلعه؛ قال العجاج:

كأَنَّهمْ مِنْ هالكٍ مُطَاحِ،

ورامِقٍ يَجْرَضُ بالضَّيَاحِ

قال: يَجْرَضُ يَغَصُّ. والضَّيَاحُ: اللبَنُ المَذِيق الذي فيه الماء.

الجوهري: يقال جَرَضَ بِريقِه يَجْرِضُ مثال كَسَرَ يَكْسِرُ، وهو أَن

يَبْتَلِعَ رِيقَه على همٍّ وحُزْنٍ بالجَهْد. قال ابن بري: قال ابن القطاع

صوابه جَرِضَ يَجْرَضُ مثال كَبِرَ يَكْبَرُ، وأَجْرَضَه بِريقِه أَي

أَغَصّه. وأَفْلَتَني جَرِيضاً أَي مجهوداً يكاد يَقْضِي، وقيل: بعد أَن لم

يَكَدْ، وهو يَجْرَضُ بنفسِه أَي يكاد يَقْضِي.

والجَرِيضُ: اختلاف الفَكَّينِ عند الموت. وقولهم حالَ الجَرِيضُ دُونَ

القَرِيضِ، قيل: الجَرِيضُ الغُصّة والقَرِيضُ الجِرَّةُ، وضَرِجَت

الناقة بجِرَّتها وجَرِضَتْ، وقيل: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْر؛

وقال الرياشي: القَرِيضُ والجَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنسان عند الموت،

فالجَرِيضُ تبلُّعُ الرِّيق، والقَرِيضُ صَوْتُ الإِنسان؛ وقال زيد بن

كُثْوَة: إِنه يقال عند كل أَمر كان مقدوراً عليه فحِيلَ دونَه، أَولُ من قاله

عَبيد بن الأَبرص. والجَريضُ والجِرْياضُ: الشديد الهمّ؛ وأَنشد:

وخانِقٍ ذي غُصّةٍ جِرْياضِ

قال: خانقٍ مَخْنُوق ذي خَنْقٍ، والجمع جَرْضَى. وإِنه ليَجْرَضُ

الرِّيقَ على هَمٍّ وحزن، ويَجْرَضُ على الرِّيق غَيْظاً أَي يَبْتَلِعه،

ويقال: مات فلانٌ جَريضاً أَي مريضاً مغموماً، وقد جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً

شديداً؛ وقال رؤبة:

ماتُوا جَوىً والمُفْلِتُونَ جَرْضَى

أَي حَزِنِينَ. ويقال: أَفْلَتَ فلانٌ جَريضاً أَي يكاد يَقْضي؛ ومنه

قول امرئ القيس:

وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضا،

ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

والجَرِيضُ: أَن يَجْرَضَ على نفسه إِذا قَضَى. وفي حديث عليّ: هل

يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض؟

الجَرَض، بالتحريك، هو أَن تَبْلُغَ الروحُ الحَلْقَ، والإِنسان جَرِيضٌ.

الليث: الجَرِيضُ المُفْلِت بعد شَرٍّ؛ وقال امرؤ القيس:

كأَنَّ الفَتَى لم يَغْنَ في الناسِ لَيْلةً،

إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْيانِ عند الجَرِيض

وبَعِيرٌ جِرْواضٌ: ذو عُنُقٍ جِرْواضٍ. وجُراضٌ: عظيمة؛ وأَنشد:

إِن لها سانِيةً نَهّاضا،

ومَسكَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُراضا

ابن بري: الجُراضُ العظيم. وجمل جِرْواضٌ: عظيم. الأَزهري في حرف الشين:

أُهملت الشين مع الضاد إِلا حرفين: جمل شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كان

ضخماً ذا قَصَرةٍ غليظة وهو صُلْبٌ فهو جِرْواضٌ؛ قال رؤبة:

به نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْواضا

الجوهري: الجِرْياضُ والجِرْواضُ الضخْم العظيم البطن. قال الأَصمعي:

قلت لأَعرابي: ما الجِرْياض؟ قال: الذي بطنُه كالحِياض.

وجمل جُرائِضٌ: أَكُولٌ، وقيل: عظيم، همزته زائدة لقولهم في معناه

جِرْواضٌ. التهذيب: جمل جُرائِضُ وهو الأَكول الشديد القَصْل بأَنيابه الشجرَ.

أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظيم من الإِبل، والجُرائِضُ مثله. قال ابن

بري: حكى أَبو حنيفة في كتاب النبات أَن الجُرائِضَ الجَمَلُ الذي يَحْطِم

كل شيءٍ بأَنيابه؛ وأَنشد لأَبي محمد الفقعسي:

يَتْبَعُها ذو كِدْنةٍ جُرائِضُ،

لخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،

بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغرابُ البائِضُ

ورجل جِرْياض: عظيم البطن.

ابن الأَنباري: الجُراضِيةُ الرجل العظيم؛ وأَنشد:

يا رَبَّنا لا تُبْقِ فيهم عاصِيَهْ،

في كلِّ يومٍ هِيَ لي مُناصِيَهْ

تُسامِرُ الحَيَّ وتُضْحي شاصِيَهْ،

مِثْل الهَجِين الأَحْمَرِ الجُراضِيَهْ

ويقال: رجل جُرائِضُ وجُرَئِضٌ مثل عُلابِطٍ وعُلَبِطٍ؛ حكاه الجوهري عن

أَبي بكر بن السراج. ونعجة جُرائِضةٌ وجُرَئِضَة مثال عُلَبِطَة: عريضة

ضخمة. وناقة جُراضٌ: لَطِيفة بولدها، نعت للأُنثى خاصة دون الذكر؛

وأَنشد:والمَراضِيعُ دائِباتٌ تُرَبِّي

لِلْمَنايا سَلِيلَ كلِّ جُراضِ

والجُرَئِضُ: العظيم الخَلْق.

جرض
الجَرَضُ، مُحَرَّكةً: الرِّيقُ. يُغَصُّ بِهِ: يُقَال: جَرضَ برِيقه يَجْرضُ، مِثَال كسَرَ يَكْسرُ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ ابْن القَطّاع: صَوابُه جَرِضَ يَجْرَض كفَرِحَ، أَي ابْتَلَعَهُ بالجَهْدِ على هَمٍّ وحُزْنٍ. قُلتُ: مثْلهُ قولُ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: الجَرَضُ، مُحَرَّكَةً: الغَصَصُ بالرِّيقِ. يُقَال، جَرِض يَجْرَض، مِثَال سَمع يَسْمَع: إِذا اغْتصَّ، وخَصَّه غَيْرُه بغَصَص المَوْتِ وأَجْرَضَه برِيقه: أَغَصَّه. فِي المَثَل: حَالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِز قِيلَ: الجَرِيضُ: الغُصَّةُ، والقَرِيضُ: الجرَّةُ. وَقيل الجَرِيضُ: الغَصَصُ، والقَرِيضُ: الشِّعْرُ. وَقَالَ الرِّيَاشيّ. الجَرِيضُ والقَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنْسَان عنْدَ المَوْتِ، فالجَرِيضُ: تَبَلُّعُ الرِّيقِ. والقَرِيضُ: صَوْتُ الإِنْسَانِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامرِئِ القَيْس:
(كَأَنَّ الفَتَى لم يَغْنَ بالنَّاسِ لَيْلَةً ... إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْيَانِ عِنْدَ جَرِيض)
وَهَكَذَا أَنشدَه الصّاغَانِيّ أَيضاً. والّذي فِي ديوانِ شِعْرِه: كأَنَّ الفَتى بالدَّهْرِ لم يَغْنَ لَيْلَةً يُضْرَبُ لأَمْرٍ يَعُوقُ دُونَه عائِقٌ، كَذَا فِي العُبَابِ. وَقَالَ زَيْدُ بنُ كُثْوَةَ: يُقَال عنْد كُلّ أَمْرٍ كَانَ مَقْدُوراً عَلَيْهِ فحِيلَ دُونَهُ. قالَ: وأَوَّلُ مَنْ قَالَهُ عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ حينَ اسْتَنْشَدَهُ المُنْذِرُ قولَه: أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فَقَالَ:
(أَقْفَرَ من أَهْلِه عَبِيدُ ... فاليَوْمَ لَا يُبْدى وَلَا يُعِيد)

فاسْتَنْشَدَهُ ثَانِياً فَقَالَ: حَالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ وقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ قَالَه شَوْشَنٌ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوابُه جَوْشَنٌ بِالجِيمِ وَهُوَ ابنُ مُنقِذٍ الكلابِيّ حِين مَنَعَهُ أَبُوهُ من قَول الشِّعْرِ حَسَداً لَهُ لتَبْرِيزِه كانَ عَلَيْه، فجَاشَ الشِّعْرُ فِي صَدْرِه، فمَرضَ مِنْهُ حُزْناً، فرَقَّ لَهُ أَبُوهُ، وَقد أَشْرَفَ على المَوْت، فَقَال: يَا بُنِيَّ انْطق بمَا أَحْبَبْتَز فَقَالَ: حالَ الجَرِيُض دُون القَرِيض، ثمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(أَتَأْمُرُنِي وقدْ فَنِيَتْ حَياتِي ... بأَبْيَاتٍ أُحَبِّرُهُنَّ منِّي)

(فَلَا تَجْزَعْ عليَّ فإِنَّ يَوْمي ... ستَلْقَى مِثْلَهُ وكَذاكَ ظَنِّي)
فأُقْسِمُ لَوْ بَقِيتُ لقُلْتُ قَوْلاً أَفُوقُ لَهُ قَوَافِيَ كُلِّ جِنِّي ثمَّ ماتَ فَقَالَ أَبُوهُ يَرْثِيه:
(لَقَدْ أَسْهَرَ العَيْنَ المَرِيضَةَ جَوْشَنٌ ... وأَرَّقَها بَعْدَ الرُّقَاد وأَسْهَدَا)
فَيَالَيْتَهُ لَمْ يَنْطقِ الشِّعْرَ قَبْلَهَاوعاشَ حَمِيدً مَا بَقينَا مُخَلَّدَا ويَالَيْتَهُ إِذْ قَال عَاشَ بقَوْلهِوهَجَّنَ شعْري آخرَ الدَّهْرِ سَرْمَدَا وَقَالَ المَيْدَانيّ: يُضْرَب لأَمْر يُقْدَرُ عَلَيْهِ أُخِّرَ حِين لَا يَنْفَع، ووَرَدَ فِي مَعْنَاه: حَال الأَجَلُ دُونَ الأَمْلِ. والجَرِيضُ: المَغْمُومُ، وَقيل: هُوَ الشَّديدُ الهَمِّ: يُقَال: مَاتَ فُلانٌ جَرِيضاً، أَي مَغْمُوماً، كالجِرْيَاض، والجِرْآضِ، بكَسْرِهما، عَن أَبي الدُّقَيْش، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ يَمْدَحُ بِلاَلَ بنَ أَبي بُرْدَةَ: وخَانِقيّ ذِي غُصَّةٍ جِرْيَاضِ رَاخَيْتَ يَوْمَ النَّقْر والإِنْقَاضِ ويُرْوَى جْرْآضِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يُرِيد رَجُلَيْنِ خانِقَيْن. وَقَالَ ابنُ الأَعرَابِيّ: هَمَّان خَنَقَاهُ. رَاخَاهُمَا: فَرَّجَهُمَا، كَذَا فِي العُبَابِ والتَّكْمَلَةِ. قُلتُ: ويُرْوَى وخَانِقٍ، أَي رُبَّ ذِي خَنْق. يُقَال: أَفْلَت فُلانٌ جَرِيضاً، أَي يَكَادُ يَقْضِي، وَمِنْه قَوْلُ امرِئِ القَيْس:
(وأَفْلَتَهُنَّ عتِلْباءٌ جَرِيضاً ... ولَوْ أَدْرَكتْهُ صَفِرَ الوِطَابُ)
يَعْنِي علباءَ بنَ الحَارث، وَكَانَ امرؤُ القيْس قَصَدَ غَزْوَ بَنِي أَسَدٍ، فحَذَّرَهم عِلباء فرَحَلُوا بلَيْلٍ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: هُوَ يَجْرَضُ بنَفْسِه، أَي يَكَاد يَقْضِي. وقِيلَ: الجَرِيضُ: أَن يَجرَضَ على نَفْسِه إِذا قَضَى. وقِيلَ: الجَرَضُ، بالتَّحْرِيك: أَن تَبْلُغَ الرُّوحُ الحَلْقَ، والإِنْسَانُ جَرِيضٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الجَرِيضُ: المُفْلِتُ بعدَ شَرٍّ. وَفِي الأَسَاسِ افْلَتَ فُلاَنٌ جَرِيضاً، أَي مُشرِفاً على الهَلاكِ، بلَغَت) نَفْسُه حَلْقَهُ فجَرِضَ بِهَا، كَقَوْلِه تَعَالَى كلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ، فلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، وسَيَأْتِي شَيْءٌ من ذلِكَ فِي ج ر ع. وَج الجَرِيضِ المَوْصُوفِ: جَرْضَى، كَمَا أَنَّ جَمْع المَرِيضِ مَرْضى. قَالَ رُؤْبَةُ:
(أَصْبَحَ أَعْدَاءُ تَمِيمٍ مَرْضى ... ماتُوا جَوىً والمُفْلتُون جَرْضَى) أَي حَزِنِينَ. قَال الزَّمخْشَرِيُّ: هَذَا هُوَ الصَّواب، وإِنْ حُكِيَ عَن النَّضْرِ خِلافُهُ. والجِرْوَاضُ، بالكَسْر: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من العَيْنِ، ونَصُّه: بَعِيرٌ جِرْوَاضٌ، ذُو عُنُقٍ جِرْوَاضٍ، أَي غَلِيظٍ شَدِيدٍ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ: بِهِ نَدُقُّ العُنُقَ الجِرْواضَا وَفِي التَّهْذِيب: بَعِيرٌ جِرْوَاضٌ، إِذا كَانَ ضَخْماً ذَا قَصَرَةٍ غَلِيظَةٍ، وَهُوَ صُلْبٌ، وأَنْشَدَ قولَ رُؤْبَةَ السّابِقَ. الجِرْوَاضُ: الأَسَدُ، عَن ابْن خَالَوَيْه، كالجِرَاضِ، ككِتَابٍ، والجُرَئِض والجُرَائِض كعُلَبطٍ وعُلابِطِ، والجِرْياضِ، كلُّ ذَلِك عَن ابْن خَالَوَيْه، كَمَا فِي العُبَاب. وقَوْلُه فِيهِمَا، أَي فِي الأَسَد، وَفِي مَعْنَى الغَلِيظِ الشَّدِيد. الأَخِيرُ عَن اللَّيْث. قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: وجَمْعُ الجُرَائِضِ جَرَائِضُ، بالفَتْحِ. ذَكَرَهُ فِي كِتَاب النَّبْرة قَال: وكُلُّ اسمٍ عَلَى فُعَالِلٍ فجَمْعُه على فَعَالِلَ، نَحْوُ عُرَاعِر وعَرَاعِرَ، وعُطَارِدٍ وعَطَارِدَ، قَال: وكُلُّ اسْمٍ فِيهِ أَرْبَعُ مُتحَرِّكاتٍ على فُعَلِلٍ، فأَصْلُه فُعَالِلٌ، نَحْو هُدَبِدٍ وعُجَلِطٍ، أَصْلُهُمَا هُدَابِدٌ وعُجَالِطٌ، فاعْرِفُه فإِنَّه لِكُلِّ مَا يَرِد عَلَيْكَ. ونَاقَةٌ جُرَاضٌ، بالضَّمِّ: لَطِيفَةٌ، بوَلَدِهَا، نَعْتٌ للأُنْثَى خَاصَّةً، دونَ الذَّكَرِ، قَالَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:
(والمَرَاضِيعُ دَائِبَاتٌ تُرَبِّي ... لِلْمَنَايَا سَلِيلَ كُلِّ جُرَاضِ)
أَبُو القَاسِم عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الجُرَئِضِ، كعُلَبِطٍ، هَكَذَا هُو فِي العُبَاب، وضَبَطَهُ الْحَافِظ بالتَّصْغِير، ومثْلُه فِي التَّكْملَة، الحِمْصِيّ الطَّائِيّ: مُحَدِّثٌ، عَن مُسَاعِدِ بنِ أَشْرَسَ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ الثلاّجِ. وجَرَضَهُ: خَنَقَهُ، وَمِنْه الجَرّاضُ، للْخُنَّاقِ. وَقَالَ مُنْتَجِعٌ:والجُرَاضِيَة: الرَّجلُ العَظِيمُ، حَكَاهُ ابنُ الأَنْبَاريّ، قُلتُ: وَقد تَقدَّم فِي الصَّاد المُهْمَلَة. ونَعْجَةٌ جُرَائِضَةٌ وجُرَئِضَةٌ مثالُ عُلَبِطَة: عَرِيضَةٌ ضَخْمَة، كَمَا فِي الصّحاح. والجَرَّاض، ككَتَّان: الشَّدِيدُ الغَمِّ، وَبِه رُوِيَ قَولُ رُؤْبة السَّابِق: وخانقَيْ ذِي غُصَّةٍ جَرَّاضِ والجِرْوَاضُ: النَّاقَةُ اللَّطِيفَةُ بوَلدِهَا، كالجُرَاضِ، بالضَّمِّ، عَن اللَّيْث، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. والجِرْآض، مِثَالُ جِرْفاسٍ: الأَسَدُ، كَمَا فِي التَّكْمِلة.

كَسْر فاء «فَعِيل»

كَسْر فاء «فَعِيل»
الأمثلة: 1 - أَحْضَرَ الطِّــحِين من المَطْحَن 2 - أَكَلنا بِليلة 3 - ذَهَبت إلى صديقي عبد الجِلِيل 4 - يَزْرَع الشِّعير
الرأي: مرفوضة
السبب: لكسر فاء «فعيل».

الصواب والرتبة:
1 - أَحْضَرَ الطَّــحِين من المَطْحَن [فصيحة]-أَحْضَرَ الطِّــحِين من المَطْحَن [صحيحة]
2 - أكلنا بَليلة [صحيحة]-أكلنا بِليلة [صحيحة]
3 - ذهبت إلى صديقي عبد الجَليل [فصيحة]-ذهبت إلى صديقي عبد الجِليل [صحيحة]
4 - يزرع الشَّعِير [فصيحة]-يزرع الشِّعِير [صحيحة]
التعليق: المشهور عن العرب فتح الفاء في صيغة «فعيل»، ويمكن تصحيح الأمثلة المرفوضة استنادًا إلى قول ابن مكيّ: إن تميمًا تكسر فاء «فعيل» إتباعًا لعينه إذا كانت عينه حرف حلق مكسورًا، وذلك كما في المثالين: «شِعير»، و «طِــحين»، كما أن هناك قومًا من العرب يكسرون الفاء مطلقًا في «فعيل»، وإن لم تكن عينه حرف حلق، وذلك كما في المثالين «بِليلة»، و «عبد الجِليل».

عطف

(عطف)
عطفا وعطوفا مَال وانحنى وَيُقَال عطفت الظبية أمالت عُنُقهَا وحنته وَإِلَى نَاحيَة كَذَا مَال وتحول وَيُقَال عطف فلَان عَن كَذَا رَجَعَ وَانْصَرف والناقة على وَلَدهَا حنت عَلَيْهِ ودر لَبنهَا وَعَلِيهِ أشْفق ورحم وَحمل وكر وَالشَّيْء عطفا حناه وأماله وَاللَّفْظ على سابقه أتبعه إِيَّاه بوساطة حرف وَالله قلب السُّلْطَان وبقلبه على رَعيته جعله عاطفا رحِيما

(عطف) الشَّيْء حناه وأماله وَفُلَانًا العطاف أَو المعطف وَبِه ألبسهُ إِيَّاه والناقة على وَلَدهَا جعلهَا تعطف عَلَيْهِ

عطف

1 عَطَفَ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (O, K,) inf. n. عُطُوفٌ, (Mgh, Msb,) or عَطْفٌ, (O, TA,) He, or it, (a man, S, O, or a thing, Msb,) inclined; (S, Mgh, O, Msb, K;) or bent: (MF, TA:) and ↓ انعطف also has the former meaning, (Mgh, Msb, * TA,) as in the saying انعطف نَحْوَهُ i. e. he, or it, inclined towards him, or it; (TA;) [or the latter meaning;] or it became inclined, (Msb,) or became bent, (S, * O, Msb, K,) or both, (TA,) as quasi-pass. of عَطَفَهُ; (S, O, Msb, TA;) and ↓ تعطّف likewise has both of these meanings, as quasi-pass. of عطّفهُ, or [signifies it became much inclined and bent, for] عطّف is with teshdeed to denote muchness. (TA.) b2: Hence, (MF, TA,) عَطَفَ عَلَيْهِ, (S, Mgh, MA, O, K,) [aor. as above,] inf. n. عَطْفٌ; (MA, MF, TA;) and عليه ↓ تعطّف; (S, MA, O, K;) [and ↓ انعطف عليه;] (tropical:) He was, or became, favourably inclined towards him; or affectionate, or kind, to him; (MA, PS;) he regarded him, or treated him, with mercy or pity or compassion; (MA, Mgh;) because in mercy, or pity, or compassion, is an inclining towards its object; (Mgh;) i. q. أَشْفَقَ عَلَيْهِ; (S, O, K;) and وَصَلَهُ, and بَرَّهُ. (TA in explanation of the second.) And عَطَفَتْ عَلَى

وَلَدِهَا, aor. as above, inf. n. عَطْفٌ, said of a she camel, (assumed tropical:) She became favourably inclined, or compassionate, towards her young one, and yielded her milk; (Msb;) and عَلَيْهِ ↓ تعطّفت [signifies the same, or she was made to incline to him, or to affect him]. (M in art. رأم, &c) b3: عَطَفَ عَلَيْهِ also signifies He turned, or returned, against him: (S:) or he charged, or made an assault or attack, upon him, [in battle,] and turned, or returned, against him: (O, K:) or he returned against him with that which he disliked, or hated: and to him with that which he desired. (L, referring to a verse of Aboo-Wejzeh Es-Saadee cited in art. حين, q. v.) b4: And عَطَفَ, aor. as above, (TA,) inf. n. عَطْفٌ, (K, TA,) signifies also He turned away, or back. (K, * TA.) b5: And [hence,] عَطَفَ عَنْهُ signifies (tropical:) the contr. of عَطَفَ عَلَيْهِ in the first of the senses assigned to this latter above [i. e. it signifies (tropical:) He was, or became, averse from him; or disaffected, or unkind, to him; or unmerciful, unpitying, or uncompassionate, to him]. (MF, TA.) b6: عُطُوفٌ and عَطْفٌ [as intrans. inf. ns.] also signify A sheep's, or goat's, bending the neck, not by reason of an ailment. (TA.) b7: And عَطْفٌ [app. likewise as an intrans. inf. n.] also signifies The folding of the extremities of the skirt, of the facing, or outer side, upon, or against, the lining, or inner side. (TA.) A2: عَطَفَهُ, (Mgh, Msb, TA,) [aor. as above,] inf. n. عَطْفٌ, (Mgh, Msb,) He inclined it; (Mgh, Msb, TA;) namely, a thing; (Msb, TA;) as also ↓ استعطفهُ: (Mgh:) or he bent it, or doubled it, or folded it: (Msb:) or it signifies also he bent it: and ↓ عطّفهُ likewise, inf. n. تَعْطِيفٌ, has both of these meanings: (TA:) or this latter verb is with teshdeed to denote muchness [of the action], or multiplicity [of the objects]: (S, O, TA:) you say, عَطَفْتُ العُودَ (S) I bent [or inclined] the stick, or piece of wood: (MA, PS:) and العِيدَانَ ↓ عَطَّفْتُ [I bent, or inclined, the sticks, or pieces of wood]: (S, O:) and زَأْسَ الخَشَبَةِ ↓ عَطَّفْتُ [I bent, or inclined, much, the head of the piece of wood]. (TA.) One says of a she-gazelle, تَعْطِفُ جِيدَهَا إِذَا رَبَضَتْ [She inclines, or bends, her neck when she lies down on her breast]. (O, K.) And one says, عَطَفَ رَأْسَ بَعِيرِهِ إِلَيْهِ He inclined, or bent, or turned aside, the head of his camel towards him; inf. n. عَطْفٌ: (TA:) and نَاقَتَهُ ↓ استعطف He turned aside his she-camel (عَطَفَهَا) by pulling her nose-rein in order that she should incline her head. (Mgh.) And عَطَفَ الوِسَادَةَ, (S, O, K,) aor. and inf. n. as above; (O;) and ↓ عَطَّفَهَا; (K;) He bent, or doubled, or folded, the pillow, or cushion, (S, O, K,) when leaning with his elbow upon it. (O.) b2: And [hence] one says, عَطَفَ اللّٰهُ بِقَلْبِ السُّلْطَانِ عَلى رِعَيَّتهِ (assumed tropical:) God made the heart of the Sultán, or ruling power, to be favourably inclined towards his subjects; to regard them, or treat them, with mercy. (TA.) And عَطَفَتْكَ عَلَيْهِمُ الرَّحِمُ (assumed tropical:) [The feeling of relationship, or consanguinity, or the sympathy of blood, caused, or hath caused, thee to be favourably inclined towards them; &c.]. (Ham p. 765.) And عَطَفَ النَّاقَةَ عَلَى وَلَدِهَا (assumed tropical:) [He made the she-camel to incline to, or affect, her young one]. (M in art. رأم; &c.: see also لِقَاحٌ مُعَطَّفَةٌ in this art.) And تُعْطَفُ عَلَى البَوِّ (assumed tropical:) [She (a camel) is made to incline to, or affect, the stuffed skin of a young unweaned camel in order that she may yield her milk, when her young one has died]. (S, O, [See عَطُوفٌ.]) b3: And عَطَفْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ (assumed tropical:) I turned him away, or back, from his object of want. (Msb.) b4: And عَطْفُ المُدْمَجِ i. e. القِدْحِ means The turning round about, or shuffling, of the gaming-arrow. (S voce مُدْمَجٌ: see a verse there cited.) 2 عَطَّفَ see 1, latter half, in four places.

A2: عَطَّفْتُهُ, ثَوْبِى, inf. n. تَعْطِيفٌ, I made my garment to be to him an عِطَاف, (O, K, TA,) i. e. a رِدَآء, [by putting it] upon his shoulders, as men do in the [season of] heat. (TA.) 5 تَعَطَّفَ see 1, former half, in three places. b2: [تعطّف also signifies He (a man) affected a bending of his body; like تَثَنَّى, with which it is coupled in the S and O and K in art. غوج.]

A2: تعطّف بِالعِطَافِ He clad himself (S, O, K *) with the عِطَاف (O) [i. e.] with the رِدَآء; (S;) as also بِهِ ↓ اعتطف. (Ibn-'Abbád, O, K. *) b2: Hence, in a trad., (TA,) in a prayer of the Prophet, (O,) سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْعِزِّ وَقَالَ بِهِ, (O, TA,) meaning (tropical:) [I declare, or celebrate, or extol, the absolute perfection] of Him who hath clad Himself with might as with a رِدَآء [and (as expl. in the K in art. قول and by Sgh) hath predominated thereby]. (IAth, TA.) 6 تعاطفوا means عَطَفَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [i. e. (assumed tropical:) They were, or became, favourably inclined, one towards another; or affectionate, or kind, one to another; &c.: see 1]. (S, O, K.) b2: And تعاطف فِى مِشْيَتِهِ He (a man, Lth, O) shook, or moved about, his head, in his gait: (Lth, O, K:) or he inclined from side to side, therein: or he walked with an elegant and a proud and self-conceited gait. (O, * K.) 7 إِنْعَطَفَ see 1, first quarter, in two places.8 إِعْتَطَفَ see 5. b2: [Hence,] اعتطف القَوْسَ He hung upon himself the bow, putting its suspensory belt or cord upon his neck or shoulder; (IAar, TA;) and so السَّيْفَ the sword. (TA.) 10 استعطفهُ, (O, K,) or استعطفهُ عَلَيْهِ, (S, [in which the meaning is indicated by the addition of فَعَطَفَ,]) signifies سَأَلَهُ أَنْ يَعْطِفَ عَلَيْهِ [He asked him to become favourably inclined towards him; to be affectionate, or kind, to him; or to regard him, or treat him, with mercy or pity or compassion]: (O, K:) [or he sought, or endeavoured, to conciliate to him his affection, or good will:] or اِسْتَعْطَفْتُهُ signifies سَأَلْتُهُ أَنْ يَنْعَطِفَ [I asked him to incline, or bend: but perhaps ينعطف is a mistranscription for يَعْطِفَ]. (Msb.) b2: See also 1, latter half, in two places.

عَطْفٌ: see the next paragraph, last sentence, in two places. b2: [It is used in grammar as meaning Adjunction to an antecedent: this is of two kinds; عَطْفُ البَيَانِ the explicative adjunction, as in جَآءَ أَخُوكَ زَيْدٌ; and عَطْفُ النَّسَقِ the ordinal adjunction, as in جَآءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو: (in each of which instances the latter noun is termed ↓ مَعْطُوفٌ; and the former noun عَلَيْهِ ↓ مَعْطُوفٌ:) and hence, حَرْفُ عَطْفٍ, meaning a particle of adjunction; or what we commonly call a conjunction; (as وَ and ثُمَّ, &c.;) also termed ↓ حَرْفٌ عَاطِفٌ an adjunctive particle.]

عِطْفٌ The side of a human being, from the head to the hip, or to the foot: (Mgh:) and the side of a thing: (Msb:) or the dual signifies the two sides of a man, from the part next the head to the hips: (S, O:) and the two sides of the neck of a man: (TA:) and the two sides of anything: (S, O, K:) as relating to a man, (TA,) or a thing. (Msb,) the pl. is أَعْطَافٌ, [properly a pl. of pane.,] (Msb, TA,) and, as relating to a man, عِطَافٌ also, and عُطُوفٌ. (TA.) Hence the phrase, هُمْ

أَلْيَنُ عِطْفًا [They are more pliant, or pliable; properly as meaning flexible, supple, lithe, or limber; but app. here used tropically, as meaning compliant: compare لَيِّنُ الجَانِبِ]. (Mgh.) and لَيِّنُ الأَعْطَافِ [Pliant, or pliable, &c.], applied to a horse: (En-Nadr, TA voce غُوْجٌ: [see also عَاجٌ, in art. عوج:]) and ↓ سَهْلُ المَعْطِفِ [and ↓ المَعَاطِفِ and الأَعْطَافِ, which signify the same,] so applied. (S and O and TA voce غَوْجٌ.) and [hence, also,] one says, ثَنَى عَنِّى عِطْفَهُ [lit. He bent from me his side], meaning he turned away from me. (S, O, K.) And جَآءَ ثَانِىَ عِطْفِهِ He came in an unstraitened, or an easy, or a pleasant and plentiful, state, or condition: (O, K:) or (K) ثَانِىَ عِطْفِهِ in the Kur [xxii. 9] means (O) twisting, or bending, his neck: (O, K:) or (K) magnifying himself, or behaving proudly, and turning away (O, K) from El-Islám. (O.) And فُلَانٌ يَنْظُرُ فِى عِطْفَيْهِ [lit. Such a one looks at his sides], meaning, is self-conceited. (IDrd, O, K. *) b2: Also The armpit (Az, O, K, TA) of a man: and his shoulder: pl. عُطُوفٌ. (Az, TA.) b3: and The curved part of each of the two extremities of the bow; (O, K, TA;) the two being called its عِطْفَانِ. (TA.) One says, تَعَوَّجَ القَوْسُ فِى عِطْفَيْهِ, (O, TA,) in the copies of the K, تَعَرَّجَ الفَرَسُ فِى

عِطْفَيْهِ, but the former is the right, (TA,) meaning [The bow] bent to the right and left [in the two curved parts of its extremities]. (O, K, TA.) b4: One says also, تَنَحَّ عَنْ عِطْفِ الطَّرِيقِ [i. e. Go thou aside from] the beaten track of the road; as also ↓ عَطْفِهِ: (IAar, O, K:) or ↓ عَطْفٌ signifies a bending (Mgh, Msb) in a street (Mgh) or road, (Msb,) being an inf. n. used as a simple subst.; but the عِطْف in a street [or road] is [a bent part, being] of the measure فِعْلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (Mgh. [See similar instances voce ذِبْحٌ.]) عَطَفٌ: see عَطَفَةٌ.

A2: Also Length of the edges of the eyelids, (O, K, TA,) and a bending [app. upwards] thereof: (TA:) occurring in a trad.: or the word, as some relate it, is غَطَفٌ [q. v.]; (O, TA;) which is of higher authority. (TA.) عَطْفَةٌ [as an inf. n. un.] An inclining: hence, in a trad., كَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِى عَطْفَةُ البَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا [As though their inclining, when they heard my voice, were the inclining of the cows (app. meaning wild cows) towards their young ones]. (O, TA.) A2: And A certain bead by means of which women captivate men; (S, O, K;) as also ↓ عِطْفَةٌ. (K.) A3: Also, (K,) or ↓ عَطَفَةٌ, for which عَطْفَة is used by poetic license, (ISh and O, [referring to a verse which will be found at the close of this paragraph, in which verse, however, it is certainly not used as applied to what here immediately follows,]) A tree to which the حَبْلَة [i. e. grape-vine, or branch of a grapevine,] clings; (ISh, O, K;) and so ↓ عِطْفَةٌ, (K,) or thus as written in the “ Book of Plants ” by AHn, who says that it is thus called because of its bending and twining upon trees: (O: [but this remark seems evidently to show that he means thereby one of the plants mentioned below voce عِطْفَةٌ or voce عَطَفَةٌ, or perhaps what here follows:]) IB says that the عَطْفَة is the لَبْلَاب [dolichos lablab of Linn.]; so called because of its twining upon trees: (TA:) [and this, or what will be found mentioned voce عَطَفَةٌ below, may be meant in the following verse:] a poet says, تَلَبَّسَ حُبُّهَا بِدَمِى وَلَحْمِى

تَلَبُّسَ عَطْفَةٍ بِفُرُوعِ ضَالِ [The love of her mingled with, and clung to, my blood and my flesh, like the mingling and clinging of an عطفة with, and to, the branches of a wild lote-tree]. (ISh, O, TA.) عِطْفَةٌ: see عَطْفَةٌ, in two places. b2: Also The extremities [or tendrils] of the vine, that hang therefrom. (K.) b3: And The tree [or plant] called عُصْبَة [n. un. of عُصْبٌ, q. v., said by some to signify the لَيْلَاب, mentioned in the next preceding paragraph]. (K.) عَطَفَةٌ A certain plant which twines upon trees and has no leaves nor branches, fed upon by the oxen [app. meaning the wild oxen,] (K, TA,) but injurious to them: (TA:) some of its عُرُوق [app. here meaning root-like stalks] are taken, and twisted, and charmed [by some invocation or otherwise], and cast upon the woman that hates her husband, and she consequently loves him: (K, TA:) so they assert: (TA:) accord. to AA, ↓ عَطَفٌ signifies one of the strange kinds of trees of the desert: (O, TA:) عَطَفَةٌ is the n. un. thereof. (TA.) See also عَطْفَةٌ.

قَوْسٌ عَطْفَى: see مَعْطُوفٌ.

عَطْفَآءُ [as an epithet applied to a شَاة, i. e. sheep or goat,] Having the horn twisted; like عَقْصَآءُ: occurring in a trad. relating to the poor-rate. (TA. [The masc., أَعْطَفُ, I do not find mentioned.]) عِطَافٌ and ↓ مِعْطَفٌ [A garment of either of the kinds called] a رِدَآء (S, O, K) and a طَيْلَسَان, and any garment that is worn like as is the رِدَآء, (TA,) and the former also signifies an إِزَار: (K:) the two words are like إِزَارٌ and مِئْزَرٌ, &c.: and the ردآء is said to be called عطاف because it falls against the two sides of the man's neck, which are termed his عِطْفَانِ: the pl. [of pauc.] of عِطَافٌ is أَعْطِفَةٌ and [of mult.] عُطُفٌ and عُطُوفٌ; (TA;) and عُطْفٌ [also] is a pl. of عِطَافٌ as meaning an إِزَار: (K, TA:) the pl. of ↓ مِعْطَفٌ is مَعَاطِفُ; but As says that he had not heard any sing. of this pl. (O, TA.) b2: Hence, (S, O, TA,) عِطَافٌ signifies also A sword; (S, O, K, TA;) because the Arabs called it [in like manner] رِدَآءٌ [q. v.]; (TA;) and so ↓ مِعْطَفٌ. (K.) b3: And one says, السَّيْفُ عِطَافِى وَإِبَاطِى, meaning I put, or place, the sword upon my side, and beneath my armpit. (TA in art. ابط.) عَطُوفٌ, applied to a bow: see مُعَطَّفَةٌ. b2: Applied to a gaming-arrow, (O, K,) of those used in the game called المَيْسِر, (O,) as also ↓ عَطَّافٌ, That inclines towards, or upon, the other arrows [in the receptacle called the رِبَابَة], and comes forth winning, or before the others: [app. because it is the first upon which the hand falls:] (O, K:) an ex. of the former occurs in a verse of Sakhr-el-Gheí cited in art. خض: (O, TA:) [in the TA, in art. خوض, it is expl. as meaning, in that verse, a borrowed arrow, in the luck of which one has confidence:] or the former, accord. to El-Kutabee, (O,) or each, (K,) signifies the arrow to which is assigned no fine and no gain; (O, K;) it is one of the three أَغْفَال; and is called عطوف because it returns into every رِبَابَة with which one plays; and El-Kutabee says that قِدْحًا عَطُوفَا in the verse of Sakhr is a sing. in a pl. sense: (O:) or, (O, K,) accord. to Skr, (O,) عَطُوفٌ signifies that comes [forth] (يَرِدُ, so in the O, in the copies of the K يُرَدُّ, [which would make this explanation virtually the same as the one immediately following it,]) time after time: or that is repeated, [i. e. repeatedly put into the رِبَابَة and drawn forth from it,] time after time: and ↓ عَطَّافٌ signifies a gaming arrow that turns aside from the places whence the [other] arrows are taken (عَنْ مَآخِذِ القِدَاحِ [for which the CK has على مأخَذِ القِداحِ]), and becomes alone, by itself. (O, K.) b3: Also عَطُوفٌ, (assumed tropical:) One much inclined to favour; or to be affectionate, or kind; and to show mercy or pity or compassion. (O.) (assumed tropical:) A bestower of favour, or bounty; good in disposition; as also ↓ عَاطِفٌ; (TA;) of both of which عُطْفٌ is pl.; (K, TA;) and ↓ عَطَّافٌ also has this meaning, applied to a man: (Lth, TA:) and also this last, and عَطُوفٌ, (assumed tropical:) a man who protects, or defends, those who are defeated, or put to flight. (TA.) And (assumed tropical:) A woman loving to her husband, affectionate to her child or children. (TA.) And (assumed tropical:) A she-camel that is made to incline to, or affect, (S, O,) or that inclines to, or affects, (so in the copies of the K,) the stuffed skin of a young unweaned camel, [when her young one has died,] and that keeps, or cleaves, to it: (S, O, K:) pl. عُطُفٌ. (TA. [See 1, near the end.]) A2: Also, and ↓ عَاطُوفٌ, A مِصْيَدَة [or snare, trap, gin, or net], (O, K, TA,) so called because (O, TA) having in it a piece of wood that bends, or inclines, (O, K, TA,) in its head: (TA:) also called غَاطُوفٌ. (TA in art. غطف.) عَطِيفٌ (assumed tropical:) A woman having no pride; gentle; very submissive or obedient. (Az, O, K.) عِطَافَةٌ: see مُنْعَطَفٌ: b2: and see what here follows.

عَطِيفَةٌ and ↓ عِطَافَةٌ A bow: pl. عَطَائِفُ. (TA.) عَطَّافٌ: see عَطُوفٌ, in three places. b2: العَطَّافُونَ is like العَكَّارُونَ, meaning (assumed tropical:) They who return to the fight [after fleeing, or wheeling away]. (TA in art. عكر.) عَاطِفٌ A she-gazelle (ظَبْيَةٌ) inclining, or bending, her neck when she lies down on her breast. (S, O, K.) And عَاطِفَةٌ A sheep or goat (شَاة) bending its neck, not by reason of an ailment. (TA.) b2: See also عَطُوفٌ, latter half. b3: and see the explanations of the verse of Aboo-Wejzeh Es-Saadee cited in art. حين. b4: العَاطِفُ is applied to The sixth [in arriving at the goal] of the horses that are started together for a race; (MA, TA, and Ham p. 46;) related as on the authority of El-Muärrij; but Az did not find that those who related this as from him were trustworthy persons, though he was himself trustworthy: (TA:) or the fourth thereof. (Har p. 270.) b5: See also عَطْفٌ.

عَاطِفَةٌ [(assumed tropical:) A bias, or cause of inclining: pl. عَوَاطِفُ]. One says, مَا يَثْنِينِى عَلَيْكَ عَاطِفَةٌ مِنْ رَحِمٍ and قَرَابَةٍ [(assumed tropical:) A bias of relationship does not incline me towards thee; or no bias of relationship inclines me towards thee]. (S, O, TA.) b2: [and hence, as being a cause of inclining,] العَاطِفَةُ signifies [also] Relationship [itself]; or the tie, or ties, thereof; syn. الرَّحِمُ: and epithet in which the quality of a substantive predominates. (TA.) b3: [And] (assumed tropical:) Affection, or kindness; mercy, pity, or compassion. (MA.) عَاطُوفٌ: see عَطُوفٌ, last sentence.

مَعْطِفٌ; and its pl. مَعَاطِفُ: see مُنْعَطَفٌ. [A place of inclining, or bending, of the body; whence,] سَهْلُ المَعْطِفِ and المَعَاطِفِ: see عِطْفٌ: [and a place of flexure, or creasing, of the skin; whence it is said that the pl.] مَعَاطِفُ signifies the places, of the body, that sweat. (TA in art. عرض.) [And A place of doubling, or folding; or a duplicature, or fold, of a garment, or piece of cloth.]

مِعْطَفٌ: see عِطَافٌ, in three places.

مُعَطَّفَةٌ, applied to bows (قِسِىٌّ), is with teshdeed to denote muchness or multiplicity; (S, O, K, TA;) [so that it may signify either Much bent, or, as applied to a number of bows, simply bent: but it is said that] the meaning is, having one of the curved extremities bent towards the other; and so applied to a single bow (قَوْسٌ); as also ↓ عَطُوفٌ. (TA.) b2: And in like manner applied to milch camels (لِقَاحٌ); [meaning (tropical:) Made to incline to, or affect, a young one: for] sometimes, or often, they made a number of she-camels to incline to, or affect, a single young one, (عِدَّةَ ذَوْدٍ ↓ عَطَفُوا عَلَى فَصِيلٍ وَاحِدٍ,) and drew their milk while they were in the condition of doing thus, in order that they might yield it copiously. (S, O, K, TA.) مَعْطُوفٌ [Inclined, or bent: &c.]. b2: قَوْسٌ مَعْطُوفَةٌ An Arabian bow, (IDrd, S, O, K, *) of which the curved extremity is much bent towards it, and which is used for [shooting at] the butts: (IDrd, O, K:) and ↓ قَوْسٌ عَطْفَى signifies the same. (TA.) b3: See also عَطْفٌ, in two places.

مُنْعَطَفٌ A place of inclining, or bending; (S, O, Msb, K;) [as also ↓ مَعْطِفٌ, pl. مَعَاطِفُ;] and so ↓ عِطَافَةٌ: (TA:) you say مُنْعَطَفُ الوَادِى the place of inclining, or bending, of the valley: (S, O, Msb, K:) and الأَوْدِيَةِ ↓ مَعَاطِفُ [the places of inclining, or bending, of the valleys]. (K voce كُسُورٌ.)
عطف
العَطْفُ يقال في الشيء إذا ثني أحد طرفيه إلى الآخر، كعطف الغصن والوسادة والحبل، ومنه قيل للرّداء المثنيّ: عِطَاف، وعِطْفَا الإنسان: جانباه من لدن رأسه إلى وركه، وهو الذي يمكنه أن يلقيه من بدنه. ويقال: ثنى عِطْفَهُ: إذا أعرض وجفا، نحو: نَأى بِجانِبِهِ [الإسراء/ 83] ، وصعّر بخدّه، ونحو ذلك من الألفاظ ، ويستعار للميل والشّفقة إذا عدّي بعلى، يقال: عَطَفَ عليه وثناه، عاطفة رحم، وظبية عاطفة على ولدها، وناقة عَطُوف على بوّها ، وإذا عدّي بعن يكون على الضّدّ، نحو:
عَطَفْتُ عن فلان.
العطف: تابع يدل على معنى مقصود بالنسبة مع متبوعه، يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة، مثل: قام زيد وعمرو، فعمرو تابع مقصود بنسبة القيام إليه مع زيد.

عطف البيان: تابع غير صفة يوضح متبوعه، فقوله: تابع شامل لجميع التوابع، وقوله: غير صفة خرج عنه الصفة، وقوله: يوضح متبوعه خرج عنه التوابع الباقية؛ لكونها غير موضحة لمتبوعها، نحو: أقسم بالله أبو حفص عمر، فعمر تابع غير صفة يوضح متبوعه.

عطف البيان: هو التابع الذي يجيء إيضاح نفس سابقة باعتبار الدلالة على معنى فيه، كما في الصفة. وقيل: عطف البيان: اسم غير صفة يجري مجرى التفسير.
ع ط ف: (عَطَفَ) مَالَ. وَعَطَفَ الْعُودَ (فَانْعَطَفَ) . وَعَطَفَ الْوِسَادَةَ ثَنَاهَا. وَعَطَفَ عَلَيْهِ أَشْفَقَ وَبَابُ الْكُلِّ ضَرَبَ. وَ (الْمِعْطَفُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الرِّدَاءُ وَكَذَا (الْعِطَافُ) . وَ (تَعَطَّفَ) عَلَيْهِ أَشْفَقَ. وَ (تَعَاطَفُوا) عَطَفَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. وَ (اسْتَعْطَفَهُ) عَلَيْهِ (فَعَطَفَ) . وَ (عِطْفَا) الرَّجُلِ جَانَبَاهُ مِنْ لَدُنْ رَأْسِهِ إِلَى وَرِكَيْهِ. وَكَذَا عِطْفَا كُلِّ شَيْءٍ جَانِبَاهُ. وَثَنَى (عِطْفَهُ) عَنْهُ أَيْ أَعْرَضِ عَنْهُ. وَ (مُنْعَطَفُ) الْوَادِي بِفَتْحِ الطَّاءِ مُنْعَرَجُهُ وَمُنْحَنَاهُ. 
(عطف) - في حديث عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَر - رضي الله عنه -: "خَرَج مُتَلَفِّعًا بِعِطَافٍ مُسْنَدًا بين رَجُلَينْ".
العِطافُ: الرِّداءُ؛ أي مُشْتَمِلاً بِرِداء متكِّئًا على رَجُلَين.
- وفي حديث الاسْتِسْقَاء: "حَوَّلَ رِداءَه، وجَعَل عِطافَه الأَيْمنَ على عاتِقِه الأَيْسَر".
إنّما أَضافَ العِطافَ إلى الرِّداءِ؛ لأنه أَرادَ أَحدَ شِقَّي العِطافِ الذي عن يَمينِه وعن شِمالهِ. ويُحتَمل أن يُرِيدَ عِطافَه الأَيْمنَ: أي جانبَ رِدائِه الأيَمنَ، فتكونِ الهاءُ في عِطافِه كِنايةً عنِ الرَّجل، وفي الوَجْه الأول تكون كِنايةً عن الرِّدَاءِ، وسُمِّي عِطافًا؛ لوقوعه على العِطْفَين، وهما الجَانِبَانِ. - في حديثِ الزَّكاة: "ليس فيها عَطْفَاءُ"
وهي نحو العَقْصاء.
ع ط ف : عَطَفَتْ النَّاقَةُ عَلَى وَلَدِهَا عَطْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَنَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّ لَبَنُهَا.

وَعَطَفْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ عَطْفًا صَرَفْتُهُ عَنْهَا.

وَعَطَفْتُ الشَّيْءَ عَطْفًا ثَنَيْتُهُ أَوْ أَمَلْتُهُ فَانْعَطَفَ وَعَطَفَ هُوَ عُطُوفًا مَالَ.

وَمُنْعَطَفُ الْوَادِي عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ حَيْثُ يَنْعَطِفُ فَهُوَ اسْمُ مَعْنًى وَالْمُنْعَطِفُ اسْمُ فَاعِلِ الشَّيْءِ نَفْسِهِ فَهُوَ اسْمُ عَيْنٍ.

وَاسْتَعْطَفْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يَعْطِفَ وَعِطْفُ الشَّيْءِ جَانِبُهُ وَالْجَمْعُ أَعْطَافٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ.

وَفِي الطَّرِيقِ عَطْفٌ بِالْفَتْحِ أَيْ اعْوِجَاجٌ وَمَيْلٌ. 
(ع ط ف) : (عَطَفَهُ) عَطْفًا أَمَالَهُ وَاسْتَعْطَفَهُ كَذَلِكَ وَمِنْهُ اسْتَعْطَفَ نَاقَتَهُ أَيْ عَطَفَهَا بِأَنْ جَذَبَ زِمَامَهَا لِتُمِيلَ رَأْسَهَا وَعَطَفَ بِنَفْسِهِ عُطُوفًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الدِّيَات فَإِنْ عَطَفَتْ يَمِينًا وَشِمَالًا أَيْ انْعَطَفَتْ وَمَالَتْ (وَقَوْلُهُمْ) عَطَفَ عَلَيْهِ بِمَعْنَى رَحِم مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ فِي الرَّحْمَةِ مَيْلًا وَانْعِطَافًا إلَى الْمَرْحُوم (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْحَارِثِ فَعَطَفُوا عَلَيْهِ أَيْ رَحِمُوهُ فَاحْتَمَلُوهُ وَيُرْوَى فَفَظِعُوا عَلَيْهِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ (وَعِطْفُ) الْإِنْسَانِ بِالْكَسْرِ جَانِبُهُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى وَرِكِهِ أَوْ قَدَمِهِ (وَمِنْهُ) هُمْ أَلْيَنُ عِطْفًا وَأَمَّا زُقَاقٌ فِيهِ عِطْفٌ أَيْ اعْوِجَاج فَقَدْ رُوِيَ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْر تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ أَوْ فِعْلًا بِمَعْنَى مَفْعُول.
[عطف] فيه: سبحان من "تعطف" بالعز وقال به، أي تردى بالعز، العطاف والمعطف: الرداء، تعطف به واعتطف وتعطفه واعتطفه، وسمي عطافًا لوقوعه على عطفى الرجل وهما ناحيتا عنقه، وهو مجاز عن الاتصاف به كأن العز شمله شمول الرداء. ج: وقال به، أي حكم به فلا يرد حكمه. نه: ومنه: حول رداءه وجعل "عطافه" الأيمن على عاتقه الأيسر، إنما أضاف العطاف إلى الرداء لأنه أراد أحد شقي العطاف، فالهاء ضمير الرداء ويجوز كونه للرجل، ويريد بالعطاف جانب ردائه الأيمن. ومنه: خرج متلفعًا "بعطاف". وح: فناولتها عطافًا. ك: والنظر في "عطفيه"- بكسر عين، أي جانبيه، وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ولباسه، والعرب تضع الرداء موضع الجمال والبهجة والحسن. و: "ثاني "عطفه"" عبارة عن الكبر. ط: أو معناه معرض عن الحق استخفافًا، وقرئ بفتح العين بمعنى مانع تعطفه. نه: وفي ح الزكاة: ليس فيها "عطفاء"، أي ملتوية القرن. وفيه: وفي أشفاره "عطف"، أي طول كأنه طال وانعطف، ويروى بغين- ويجيء.
[عطف] عَطَفْتُ ، أي مِلتُ. وعَطَفْتُ العودَ فانْعَطَفَ. وعَطَفْتُ الوسادةَ: ثنيتها. وعَطَفْتُ عليه، أي أشفقت. يقال: ما تثنينى عليك عاطفة من رَحِمٍ أو قرابةٍ. وعَطَفَ عليه، أي كرَّ. قال أبو وَجْزَةَ السعدى: العاطفون تــحين مامن عاطِفٍ والمُطْعِمونَ زَمَان أينَ المُطْعِمُ وظبيةٌ عاطِفٌ: تَعْطِف جيدَها إذا ربضت. والعَطْفَةُ: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بها النساء الرجال. والمعطف بالكسر: الرداء، وكذلك العطاف. وقد تعطفت بالعطاف، أي ارتديت بالرداء. ومنه سمِّيَ السيفُ عِطافاً. وتَعَطَّفَ عليه: أشفقَ. وتعاطَفوا: عَطَفَ بعضهم على بعض. والناقةُ العَطوفُ: التي تَعْطِف على البوِّ فترأمُه. واسْتَعْطَفَهُ عليه فعَطَفَ. وعَطَّفتُ العيدان، شدِّد للكثرة. وقِسِيٌّ مُعَطَّفَةٌ، ولقاحٌ مُعَطَّفَةٌ. وربما عَطَفوا عِدَةَ ذَوْدٍ على فصيلٍ واحد فاحتلبوا ألبانهنّ ليدْرُرْنَ. والقوسُ المعطوفةُ، هي هذه العربيّة. وعِطْفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى إلى وركيه. وكذلك عطفا كل شئ: جانباه. ويقال: ثَنى فلانٌ عنِّي عِطفَه، إذا أعرض عنك. ومُنْعَطَفُ الوادي: منعرجه ومنحناه.
ع ط ف

عطفت عليه عطوفاً، وعطفهه تعالى عليه عطفاً وفلان أهل أن يعطف عليه ويتعطّف، وخير الناس العطّاف عليهم: العطوف على صغيرهم وكبيرهم. والرجل يعطف الوسادة: يثنيها فيرتفقها. وظبية عاطف: تعطف جيدها إذاربضت، وظباء عواطف. وهزّ عطفيه فرحاً، وثنى عني عطفه: أعرض، وما تثنيني عليهم عاطفة رحم. وناقة عطوف: تعطف على البوّ فترأمه. ووتّروا العطائف: القسيّ، الواحدة: عطيفة. قال ذو الرمة:

وأشقر بليّ وشيّه خفقانه ... على البيض في أغمادها والعطائف

الأشقر: البرد المستظل به. وتعطّفت عليك الأملاك إذا كانت أطرافه ملوكاً. وفلان يتعاطف في مشيه إذا حرك رأسه. وامرأة ليّنة المعاطف. وتقول: رزقك الله عيشاً تلين لك مثانيه ومعاطفه، وتدنو عليك مجانيه ومقاطفه. وتعطّف بالعطاف والمعطف واعتطف، وعطّفته إيّاه. قال الأشعث بن قيس:

ولقد دخلت على عليّ دخلةً ... فخرجت عنه ما أقلّ عطافاً

وقال ابن مقبل:

شمّ مخاميص ينسيهم معاطفهم ... صك القداح وتأريب على اليسر

وقال ابن كراع:

وإذا الركاب تكلّفتها عطّفت ... ثمر السياط قطوفها ووساعها

ولا تركب مثفاراً ولا معطافاً أي مقدّماً للسرج ولا مؤخّراً له.
عطف
عَطَفَه عَطْفاً وعُطُوْفاً: أمَالَه وثَنَاه. وعَطَفَ على ذي رَحِمِه وتَعَطَّفَ عليه. وهو عَطُوْف وعَطَاف. وقد عَطَفَه اللَّهُ.
ودابة لَيٌنَةُ العَطْف: أي إِذا عُطِفَ رأسُها. وهو يَتَعاطَفُ في مَشْيِه: إذا حَركَ رأسَه.
وناقَةٌ عَطُوْفٌ: يَعْطِفُها صاحبُها على بَو فَتَرْ أمه، والجميعُ: العُطُف.
وظَبْيَةٌ عاطِفٌ: أي تَرْبِضُ وتَعْطِفُ عُنُقَها. وربًما كان الذئبُ عاطِفاً في عَدْوه وخَتْله.
وعِطْفا كل شَيْ: جَانِباه من لَدُنْ رأسِه إِلى وَرِكِه. ويقال: ثَنى عِطْفَه: إذا أعْرَضَ وَجَفا.
وعِطْفُ القَوْس: سِيَتُها. وقَوْسٌ عُطف: لَينةُ الانْعِطاف. وتُسَمَّى القِسِيُّ: عَطَائف.
والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ جميعاً: خَشَبَةٌ مَعْطوفَة جُعِلَتْ مِصْيَدَةً.
والعَطْفَةُ من خَرَزِ النَساء: ما تَتَعَلَقُها تَتَعَاطف بها مَودةَ أزواجها عليها. والتي يَتَعَلَّق عليها العِنَبُ بالشَجَر من قُضْبَان الكَرْم.
والعَطَفُ: شَجَرٌ مثْلُ العَوْسَج له وَرَقٌ ضَخْمٌ. وفي لُغَة طيئ: وَجَعُ الرأس من تَعَادي الوِسَاد، وقد عَطِفَ الرجُلُ. وهو أيضاً: انْعِطافُ الأشْفَار. وامْرَأةٌ عَطِيْفٌ: ذَليلةٌ مِطْواع.
والعِطافُ - وجَمْعُه عُطُفٌ - والمِعْطَفُ جميعاً: الرداء. واعْتَطَفْتُ عِطَافي: ارْتدَيْته. وعَطَّفْتهُ ثَوْبي: جَعَلْته له عِطَافاً. وتَعَطفْتُ بِثَوْبي: شِبْهُ تَوَشَحْت.
وعِطَافٌ: من أسْماء الكَلْب.

عطف


عَطَفَ(n. ac. عَطْف
عُطُوْف)
a. [Ila], Inclined, leant, bent, turned towards, to.
b. ['Ala], Was well-inclined, kindly-disposed to.
c. [acc. & 'Ala], Joined to, by a copula.
d. ['An], Turned away from; was disinclined, averse to.
e. [acc. & 'An], Turned, diverted from.
f. Bent, bowed, curved; folded, doubled up.
g. Handled, guided ( the reins ).
عَطِفَ(n. ac. عَطَف)
a. Had long eye-lashes.

عَطَّفَ
a. [acc. & 'Ala], Made to lean, incline towards; made to be
favourably disposed towards, made to favour.
b. Wrapped round (garment).
c. see I (f)
تَعَطَّفَa. see I (b)
& VIII.
تَعَاْطَفَa. Were well-disposed to each other.
b. [Fī], Swaggered, swayed about in (walking).

إِنْعَطَفَa. Turned back, retraced his steps.
b. Was bent, inclined; was folded, doubled up.

إِعْتَطَفَ
a. [Bi], Wrapped himself up in.
إِسْتَعْطَفَa. Conciliated, propitiated; paid court to
courted.

عَطْفa. Inclination; bend, turn; fold.
b. Attraction.
c. Adjunction: explicative adjunction; ordinal
adjunction.

عَطْفَةa. Turn, bend; détour; roundabout way.
b. Vine-prop.

عِطْف
(pl.
أَعْطَاْف)
a. Side; curve, outline.

عِطْفَةa. Vine-tendrils.

عَطَفَةa. A certain creeping plant.

مَعْطِف
(pl.
مَعَاْطِفُ)
a. Neck.

مِعْطَف
(pl.
مَعَاْطِفُ)
a. see 23 (a) (b).
عَاْطِف
(pl.
عُطُف)
a. Bending, inclining &c.; kindly-disposed, kind
sympathetic.
b. Mantle, wrapper.
c. Conjunctive particle.

عَاْطِفَة
(pl.
عَوَاْطِفُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْطِف
(a).
b. Kindness, affection, sympathy, favour; inclination
bias; relationship.

عِطَاْف
(pl.
عُطْف
عُطُف أَعْطِفَة
عُطُوْف)
a. Cloak, mantle; large veil, muffler, shawl.
b. Sword, sabre.
c. see 25t
عَطِيْفَة
(pl.
عَطَاْئِفُ)
a. Bow.

عَطُوْف
(pl.
عُطُف)
a. Kind, affectionate, sympathizing, sympathetic.
b. see 40
عَاْطُوْف
(pl.
عَوَاْطِيْفُ)
a. Snare, noose, net, gin, springe.

N. P.
عَطڤفَa. Inclined, bent.
b. The latter of two nouns joined by a
conjunction.
c. see 1 (a)
N. Ag.
إِنْعَطَفَa. Bend, curve ( of a valley ).
مَعْطُوَف عَلَيْهِ
a. The first of two nouns joined by a conjunction.

حَرْف العَطْف
a. Conjunctive, adjunctive particle; conjunction.

يَنْظُرُ إِلَى عِطْفَيْهِ
a. He admires himself.
باب العين والطّاء والفاء معهما يستعمل ع ط ف- ع ف ط فقط

عطف: عَطَفْتُ الشيءَ: أَمَلْتُه. وانعطف الشيء انعاج. وعَطَفْتُ عليه: انصرفت. وعَطَفْتُ رأسَ الخَشَبَةِ، أي: لَوَيْتُ. وقوله: ثانِيَ عِطْفِهِ أي: لاوي عُنُقِه، وهُنَّ عواطفُ: أي: ثواني الأعناقِ. وثَنَى فلانٌ على عِطْفِهِ إذا أعرضَ عنكَ وجفاك. وتَعْطِفُ على ذي رَحِمٍ، في الصّلة والبرّ. وعَطَفَ اللهُ فلاناً على فلانٍ عطفاً. والعَطّافُ: الرّجل العطيف على غيره بفضله، الحسنُ الخُلُقِ، البارُّ اللَّيِّنُ الجانِب. وعِطْفا كلِّ شيءٍ جانباه [وعِطْفا الإنسان] من لدنْ رأسِه إلى وركه. قال : فبينا الفتى يعجب الناظرين ... مال على عطفه قانعفر

وعطفتُ الوسادة، أي: ثنيتها وارتفقتها. قال:

عاطِف النُّمرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل

ورجلٌ عَطُوفٌ إذا عَطَفَ على القوم في الحرب فَحَمَى دُبُرَهم إذا انهزموا. وظبيٌ عاطِفٌ: تعطِفُ عُنُقَها إذا ربضت، وربما كان الذّئب عاطفاً في عَدْوِهِ وخَتَلِهِ. وعطفتُ دابّتي، وبرأس الدّابّة إلى وجه آخر. وهي ليّنة العطف، والعطف متن العنق. وفلان يَتَعَاطَفُ في مشيه إذا حرك رأسه. وناقة عَطُوفٌ تعطِفُ على بَوٍّ فترأمُه، ويجمع على عُطُف. وفلان يتعطّف، بثوبه شبه التّوسّخ. والعَطُوفُ: مِصْيَدَة سُمّيت به لأنها خَشَبَةٌ مَعْطوفة، ويقال: عاطوف.

عفط: العَفْطُ والعَفِيطُ: نثرةٌ الضأنِ بأُنُوفِها كَنَثْرِ الحمار، وفي المثل: ما لفلانٍ عافطة ولا نافطة، العافطة: النّعجة، والنّافطة: العَنْزُ والنّاقَةُ، لأنها تنفِط نفيطاً. وهذا كقولهم: ما له ثاغية ولا راغية، أي: لا شاة تثغو ولا ناقة ترغو. والعافِطَةُ: الأمة، لأنّها تَعْفِطُ في كلامها، كما يعفط الرجل الألكن، والنافطة: الشاة. والرجل العُفاطيُّ هو الألكَنُ الذي لا يُفْصِح، وهو العفّاط. ويقال: يَعْفِطُ في كلامه عَفْطاً، ويعفِت كلامه عفتاً، وهو عفّاتٌ عفّاط، ولا يقال على وجه النسبة: الأعفطي. والعفطة: ريح الجوف المصوّت. قال موسى: العافط كلام الرّاعي للإبل، والنفيط للشاء ضائنها وماعزها. 
عطف: عطف على فلان: في القلائد (ص192):
عمري أبا حسن لقد جئت التي ... عطفت عليك ملامة الإخوان
أي جئت بخمر وجهت إليك ملامة الإخوان.
عطف على: قفز على (فوك).
عطف عليه به: قدم إليه شيئاً. ففي المقري (3: 132: ثم عطف عليها بخبز ولبن).
عطَّف: مسَّح على ضرع الناقة وهو يترنم، وهذا ما يعملونه إذا أرادوا أن تدر لبنها. (زيشر 22: 77، 95 رقم 20).
تعطَّف: تلوّى. (عباد 1: 59، 136 رقم 377، ألف ليلة برسل 3: 337).
تعطَّف عليه بالشيء: قدم إليه شفقة به شيئاً. ففي كتاب ابن عبد الواحد (ص41): فأقاموا هناك أياما يتعطف عليهم بالطعام والشراب.
انعطف إلى: مال إلى. (كوسج طرائف ص78).
ويقال: انعطف عليه أيضاً فقد جاء مثلاً في المنشور الذي أعلنه الحكم الثاني وأوصى فيه بأن يكون صنجيل خليفة له (بسام 1: 24 ق، النويري الأندلس ص473): وخشي أن هجم محتوم ذلك عليه ونزل مقدوره به ولم يرفع لهذه الأمَّة علماً تأوي إليه، وملجأ تنعطف عليه أن يكون الخ.
انعطف على: أحاط ب. ويقال مثلاً: انعطف السوار على المعصم، وانعطف النهر على المدينة.
ففي رحلة ابن بطوطة (2: 140): ويدور بها نهر يعطف عليها انعطاف السوار (اقرأ يتعطف وفقاً لما جاء في مخطوطة السيد جاينجوس). وفي عباد (1: 33) أرى أن تقرأ: بذات سوار مثل منعطف النهر كما جاء في مخطوطة أ، على الرغم من أن في طبعة باريس التي نشرتها: منعطف البدر.
انعطف على: ثابر في الحصول على شيء. ففي طرائف دي ساسي (1: 263): والقلندري لا ينعطف إلا على طيبة القلوب وهي رأس ماله. أي إنه لا يحاول الحصول على شيء واحد هو طمأنينة القلب وهي رأس ماله.
انعطف: أشفق عليه (لين المعنى الأول) واقرأ بهذا المعنى انعطاف بدل أعطاف في كلام أبي الوليد (ص459 رقم 6).
ويقال انعطف له أيضاً، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص22 ق): تلطف لعبد السلام المذكور في السراج فكان أمير المؤمنين رضه انعطف له.
انعطف: صار معطوفا، وهو من اصطلاح النحاة. (فوك).
استعطف. استعطف المراحم الرَّبِّيَّة: سأل رحمة الله (بوشر).
عَطْف، وجمعها عطوف وأعْطاف: عقفة، زاوية النهر والخليج وهو الموضع الذي يغير فيه اتجاهه فجأة. (معجم الادريسي).
عَطْف: ميل النفس. (بوشر).
عَطْف: مَخْرج، مَهْرب، موضع ملتوّ معد للهروب. (بوشر).
عَطْفَة: دورة، لفّة، منعطف، منحرف. (بوشر، مونج 253).
عطفة زقاق: منعطف الزقاق، زاوية الزقاق ومنحرفه. (بوشر).
عَطْفَة، وجمعها عَطْف: عقفة النهر. (برجرن)، عَطْفَة، وجمعها عطوف وعطف وعطفات: زقاق. (دي ساسي عبد اللطيف ص 385، بوشر، همبرت ص186، صفة مصر 28 قسم 2 ص137، 296، ألف ليلة 1: 201،2، 153، 220، 228 وفيه الجمع عَطْف).
عَطْفَة، وجمعها عطف: ممر، طريق، طريق يقطع الحقل من أقصر مسافة (بوشر).
عَطْفَة، وجمعها عُطف درب، زنقة، طريق لا ينفذ، طريق مسدود. (بوشر، صفة مصر 1: 1).
عَطْفَة: حاشية، كفاف، هدب، كبن.
(رولاند) وهو يكتبها عنقة.
سهل العطوفة: لدن، مرن، سهل الليّ، (بوشر).
عاطِف: أنيق، رشيق، رفيق، عطوف (هلو).
عاطفة: رفق، عطف، محبة، حنان: حظوة. (هلو).
مَعطِف. معطف المرفق أو الركبة: تثنية، الموضع الذي ينثني فيه المرفق أو الركبة (بوشر).
مَعْطف المرفق: ثنية الذراع، وهو موضع ضد الكوع. (بوشر).
معطف الركبة: مأبض، باطن الركبة. (بوشر).
مَعْطِف: عريض، فسيح، وسيع، متسع، (فوك، عباد 1: 97 رقم 130).
انْعطاف: عاطفة، ميل النفس الطبيعي (بوشر).
انْعِطاف: انصباب، اندفاق. وتستعمل مجازاً بمعنى إباحة القلب بأسراره ومكاشفته بها ومناجاته. (بوشر).
الْعين والطاء وَالْفَاء

عَطَف يَعْطِف عَطْفا: انْصَرف.

وَرجل عَطُوف، وعَطَّاف: يحمي المنهزمين. وعَطَف عَلَيْهِ يعْطِف عَطْفا: رَجَعَ عَلَيْهِ بِمَا يكره، أَوله إِلَى مَا يُرِيد.

وتَعَطَّف عَلَيْهِ: وَصله وبره، وتعَطَّف على رَحمَه: رق لَهَا.

والعاطفة: الرَّحِم، صفة غالبة.

وَرجل عاطِف، وعَطُوف: عَائِد بفضله، حسن الْخلق. وَقَول مُزَاحم الْعقيلِيّ، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وَجْدي بهَا وَجْدُ المُضِلّ قَلُوصَه ... بنَخْلَة لم تَعْطِفْ عَلَيْهِ العَوَاطِفُ

لم يُفَسر العواطف. وَعِنْدِي انه يُرِيد الأقدار العَواطِفَ على الْإِنْسَان بِمَا يحب.

وعَطَف الشَّيْء يعْطِفُه عَطْفا وعُطُوفا، فانْعَطَف، وعَطَّفَه فتعَطَّف: حناه وأماله.

وقوس عَطُوف ومُعَطَّفَة: مَعْطُوفَةُ إِحْدَى السيتين على الْأُخْرَى.

والعَطِيفَة والعِطَافة: الْقوس، قَالَ ذُو الرمة:

وأشْقَرَ بَلِيَّ وشْيَهُ خَفَقانُهُ ... على البِيضِ فِي أغمادِها والعَطائفِ

وَقد عَطَفها يَعْطِفها.

وقوس عَطْفَى: مَعْطوفة. قَالَ أُسَامَة الْهُذلِيّ:

فَمَدَّ ذِرَاعَيِهْ وأجْنَأَ صُلْبَه ... وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ

وكل ذَلِك لتعطفها وانحنائها. وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

مِن كُلّ مُعْنِقَةٍ وكلّ عِطافَةٍ ... مِنْهَا يُصَدّقُها ثَوَابٌ يَزْعَبُ

يَعْنِي بعطافة هُنَا: منحنى. يصف صَخْرَة طَوِيلَة، فِيهَا نحل.

وشَاة عاطِفة: بَيِّنَة العُطُوف، والعَطْف، تثنى عُنُقهَا لغير عِلّة.

وظبية عاطِف: تَعْطِفُ عُنُقهَا إِذا ربضت.

وتَعاطَف فِي مَشْيه: تثنى.

والعَطَف: انثناء الأشفار. عَن كرَاع. والغين أَعلَى. وعَطَف النَّاقة على الحوار والبَوّ: ظأرها.

وناقة عَطُوف: عاطفة. وَالْجمع: عُطُف.

والعَطُوف: المُحبَّة لزَوجهَا.

وَامْرَأَة عَطِيف: هينة لينَة، ذَلُول مطواع، لَا كبر لَهَا.

والعَطُوف، والعاطُوف: مصيدة فِيهَا خَشَبَة معطوفة الرَّأْس.

والعَطْفَة: خرزة يُعَطَّف بهَا الرِّجَال. وَأرى الَّلحيانيّ حكى العِطْفَة بِالْكَسْرِ.

والعِطْفُ: الْمنْكب. وعِطْفا الرجل وَالدَّابَّة: جانباه من لدن رَأسه إِلَى وركه. وَالْجمع: أعطاف وعِطاف، وعُطُوف. وثنى عِطْفَه: أعرض. وَمر ثَانِي عِطْفِه: أَي رخى البال. وَفِي التَّنْزِيل: (ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبيلِ اللهِ) . وَقَالَ أَبُو سهم الْهُذلِيّ يصف حمارا:

يُعالج بالعِطْفَيِن شأْواً كأنَّهُ ... حَرِيقٌ أُشِيَعتْهُ الأَباءَةُ حاصِدُ

أَرَادَ: أُشِيعَ فِي الاباءة، فَحذف الْحَرْف وقلب. وحاصد: أَي يحصد الاباءة بإحراقه إِيَّاهَا. وَمر ينظر فِي عِطْفَيْهِ: إِذا مر معجبا.

والعِطاف: الرِّدَاء. وَالْجمع عُطُف. وَكَذَلِكَ المعْطَف. وَقيل: المعاطف: الأردية، لَا وَاحِد لَهَا. واعْتطَف بِهِ: ارتدى.

والعِطاف: السَّيْف، لِأَن الْعَرَب تسميه رِدَاء. قَالَ:

وَلَا مالَ لي إِلَّا عِطافٌ ومِدْرَعٌ ... لكُمْ طَرَفٌ منهُ حديدٌ ولي طَرَفْ

والعِطاف: الْإِزَار. وَقد تعَطَّفَ بِهِ. واعتطف الرِّدَاء وَالسيف والقوس، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

ومَنْ يعْتَطِفْهُ على مِئْزَرٍ ... فَنِعْمَ الرّدَاءُ على المِئْزَرِ

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

لَبِسْتَ عَليكَ عِطافَ الحْيَاءْ

وجَلَّلك المَجْدَ بَنْيُ العَلاءْ إِنَّمَا عَنى بِهِ رِدَاء الحيء أَو حلته اسْتِعَارَة.

والعِطْفَةُ: شَجَرَة يُقَال لَهَا الْعصبَة. وَقد تقدّمت. قَالَ الشَّاعِر:

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُروع ضَالِ

وَقَالَ مرّة: العَطَف، بِفَتْح الْعين والطاء: نبت يتلوى على الشّجر، لَا ورق لَهُ، وَلَا أفنان، ترعاه الْبَقر خَاصَّة، وَهُوَ مُضر بهَا. ويزعمون أَن بعض عروقه يُؤْخَذ ويلوى ويرقى ويطرح على الْمَرْأَة الفارك، فتحب زَوجهَا.

وعَطَّاف وعُطَيْف: اسمان. والأعرف غطيف، بالغين الْمُعْجَمَة.
عطف
عَطَفْتُ أعْطِفُ عَطْفاً: أي ملت. ومنه حديث العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنينا، فلما أنهزم المسلمون قال: ناد يا أصحاب السَّمُرَةِ، فناديت، فوالله لكأن عكفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها.
والعَطْفَةُ: خرزة تؤخذ بها النساء الرجال.
وعَطَفْتُ الوسادة: ثنيتها.
وعَطَفْتُ عليه: أي أشْفَقْتُ، يقال: ما تثنيني عليك عاطفة من رحم ولا قرابة.
وعَطَفَ عليه: أي حمل وكر. ويتوجه قول أبي وجزة السعدي:
العاطِفُوْنَ تــحين ما من عاطِفٍ ... والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنعموا
على العاطِفَةِ؛ وعلى الحملة.
وظبية عاطِفٌ: تَعْطِفُ جيدها إذا ربضت.
والعِطَافُ - بالكسر - والمِعْطَفُ: الرداء، قال تميم بن أُبَيَّ بن مقبل:
شم العَرَانِيْنِ ينسيهم مَعَاطِفَهم ... ضرب القداح وتأريبٌ على الخطر
ويروى: " شُمٌّ مَخَامِيصُ ". وقال الأصمعي: لم أسمع للمعَاطِفِ بواحد.
ومنه سمي السيف عِطَافاً، قال:
لا مال إلا العِطَافُ تؤْزِرُهُ ... أُمُّ ثلاثين وابنة الجبل
وقال آخر:
ولا مال لي إلا عِطَافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حديد ولي طَرَفْ
يقول: مالي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَفُ الحديد الذي أضربكم به ولي الطَّرَفُ الذي هو بيدي.
وقال ابن عباد: عِطَاف من أسماء الكلاب. والعَطُوْفُ: الكثير العَطْفِ والرحمة.
والناقة العَطُوْفُ: التي تُعْطَفُ على البَوِّ فترأمه.
والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ: مصيدة سميت بذلك لانعطاف خشبتها.
والعَطُوْفُ والعَطّافُ: في صفة قداح الميسر، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً، قال صخر الغي الهذلي:
فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جمهِ ... خِيَاضَ المدابر قدحاً عَطُوْفاً
وقال القتبي: العَطُوْفُ: القدح الذي لا غرم له فيه ولا غنم؛ وهو أحد الأغفال الثلاثة من قداح الميسر، سمي عَطُوْفاً لأنه يكر في كل ربابة يُضرب بها، قال: وقوله: " قُدْحاً عَطُوْفاً " واحد في معنى جميع. وقال السكري: العَطُوْفُ: الذي يرد مرة بعد مرة أو الذي كرر مرة بعد مرة.
والعَطّافُ في قول الشاعر:
وأصفر عَطّافٍ إذا راح ربه ... غدا ابنا عيانٍ في الشواء المُضَهَّبِ
قدح يَعْطِفُ عن مآخذ القِدَاح وينفرد.
وعَطّافٌ - أيضاً - من الأعلام.
والعَطّافُ: فرس عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه -.
والرجل يَعْطِفُ الوسادة: أي يثنيها عَطْفاً إذا أرتفق بها، قال لبيد - رضي الله عنه -:
ومَجُوْدٍ من صُبَابات الكرى ... عاطِفِ النمرق صدق المبتذل
وقال أبو عمرو: من غريب شجر البر: العَطْفُ.
وقال ابن شُميل: العَطَفَةُ: هي التي تتعلق الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأنشد:
تلبس حُبُّها بدمي ولحمي ... تلبي عَطْفَةٍ بفروع ضال
قال: إنما هي عَطَفَةٌ فخففها ليستقيم له الشعر. وفي كتاب النبات للدينوري: العِطْفَةُ - بالكسر -، وقال: سميت عِطْفَةً لِتَعَطُّفِها على الشجر وتَلَوِّيها.
وفي الحلبة العاطِفُ، وهو السادس.
والعَطَفُ - بالتحريك -: طول الأشفار، ومنه حديث أم معبد - رضي الله عنها -: وفي أشفاره عَطَفٌ - ويروى: غَطَفٌ، ويروى: وطَفٌ -، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب.
وعُطَيْفٌ - مصغرا - من الأعلام.
والقوي المَعْطُوْفَةُ: هي هذه العربية. وقال ابن دريد: قوسٌ مَعْطُوْفَةُ السِّيَةِ؛ وهي التي تتخذ للأهداف فَتُعْطَفُ سيتها عليها عَطْفاً شديدا. يعني القوس بالعربية.
وعِطْفا الرجل - بالكسر -: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وكذلك عِطْفا كل شيء: جانباه.
وقال ابن الأعرابي: يقال: تنح عن عِطْفِ الطريق وعَطْفِه: أي قارعته.
وقال ابن عباد: عِطْفُ القوس: سيتها.
وقال ابن دريد: فلان ينظر في عِطْفَيْهِ: إذا كان معجبا بنفسه.
وتَعَوَّجَ الفرس في عِطْفَيْهِ: إذا تثنى يمنة ويسرة.
وجاء فلان ثاني عِطْفِه: إذا كان رخي البال.
وقال غيره: يقال ثنى عني فلان عِطْفَه: إذا أعرض عنك. وقوله تعالى:) ثاني عِطْفِه (أي لاوياً عنقه؛ أي يتكبر ويعرض عن الإسلام.
والعِطْفُ: الإبط أيضاً.
وقال أبو زيد: امرأة عَطِيْفٌ: وهي التي لا كبر لها وهي اللينة المِطْوَاعُ.
وعَطَّفْتُه ثوبي تَعْطِيْفاً: أي جعلته له عِطَافاً.
وقسي مُعَطَّفَةٌ.
ولقاح مُعَطَّفَةٌ، وربما عَطَفُوا عدة ذود على فصيل واحد واحتلبوا ألبانهن على ذلك ليدررن.
وعَطَّفْتُ العيدان: شدد للكثرة.
وانْعَطَفَ الشيء: انثنى.
ومُنْعَطَفُ الوادي: منحاه.
وتَعَاطَفُوا: عَطَفَ بعضهم على بعضٍ.
وتَعَطَّفَ عليه: أي أشفق.
وتَعَطَّفْتُ بالعِطَافِ: أي ارتديت، وفي دعاء النبي - صلى اله عليه وسلم -: سبحان من تَعَطَّفَ العز وقال به. والمراد وصف الله تعالى بالعز.
وقال الليث: يقال للإنسان: يَتَعَاطَفُ في مشيته: إذا حرك رأسه. وقال غيره: هو بمنزلة يتهادى؛ وهو من التبختر.
وقال ابن عبّاد: اعْتَطَفْتُ بالعِطَافِ: مثل تَعَطَّفْتُ به، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
عُلِّقَها قلبه جُوَيْرِيَةً ... تلعب بين الولدان مُعْتَطِفَهْ
ويروى: مُنْعَطِفَهْ.
واسْتَعْطَفَه: سأله أن يَعْطِفَ عليه.
والتركيب يدل على انثناء وعياج.
عطف
عطَفَ/ عطَفَ إلى/ عطَفَ على يَعطِف، عطْفًا، فهو عاطِف وعَطُوف، والمفعول مَعْطوف
• عطَف الغُصْنَ: أماله، حناه.
• عطَف الوسادةَ: ثناها.
• عطَفه عن الأمر: أبعده وصرفه عنه.
• عطَف اللَّفظَ على سابقه: (نح) أتبعه إيّاه بواسطة حرف العطف.
• عطَف إلى جاره: مال إليه وتوجّه، تحوّل ناحيته "عطَف إلى صديقه/ اليمين/ بيته".
• عطَف على المسكين: أشفق وحنا عليه، عامله برفق ولين ورقّة "عطَف على الفقراء/ أبنائه- {ثَانِيَ عَطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} [ق]: مكرِّرًا تعطُّفَه وترحُّمَه". 

استعطفَ يستعطف، استعطافًا، فهو مُستعطِف، والمفعول مُستعطَف
• استعطف المتَّهمُ القاضيَ: طلب منه أن يُشفق عليه، يرأف به "استعطف والِدَه". 

انعطفَ ينعطف، انعطافًا، فهو مُنْعَطِف
• انعطف الغُصْنُ: مُطاوع عطَفَ/ عطَفَ إلى/ عطَفَ على: الْتَوَى، مالَ وانحنَى وانثنَى "انعطف العودُ- طريق منعطِفٌ: مُنحرفٌ- انعطف الرَّجلُ إلى بيته: توجَّه- انعطف ناحية اليمين: تحوّل". 

تعاطفَ يتعاطف، تعاطُفًا، فهو مُتعاطِف
• تعاطف الأهلُ: أشفق وحنا بعضُهم على بعض "أسرةٌ متعاطِفة- تعاطفَ الجيرانُ- تعاطف الإخوةُ وتعاضدوا". 

تعطَّفَ/ تعطَّفَ بـ/ تعطَّفَ على يَتعطَّف، تعطُّفًا، فهو مُتعطِّف، والمفعول مُتعطَّف به
• تعطَّف الغُصنُ: مال وانحنى "تعطَّف العودُ".
• تعطَّف بالمِعْطَف: لَبِسه وارتداه "تعطَّف بمِعطف الطَّبيب".
• تعطَّف على المساكين: أحسن إليهم وبرَّهم، وأشفق عليهم ووَصلهم "تعطَّف على المُعوّقين- مُتعطِّف مع الضُّعفاء". 

عطَّفَ يعطِّف، تعطيفًا، فهو مُعطِّف، والمفعول معطَّف
• عطَّفه على ولده: جعله يُشفقُ عليه ويعامله برأفةٍ ورحمةٍ ورِقَّةِ ولِين "عطَّف الابنَ على أُمِّه- عطَّف النَّاقةَ على صغيرها". 

انعطاف [مفرد]: ج انعطافات (لغير المصدر):
1 - مصدر انعطفَ.
2 - (جو) تَغيُّرٌ مفاجئٌ في مَنحى الجبل. 

تعاطُف [مفرد]:
1 - مصدر تعاطفَ.
2 - اشتراك كائنين أو شخصين في المشاعر والوجدانات. 

عاطفة [مفرد]: ج عاطفات وعواطِفُ:
1 - ميلٌ وشفقةٌ وحُنُوٌّ ورِقَّةٌ "قلبٌ خالٍ من العاطِفة- عاطفةُ الأب جيّاشة تجاه أولاده- حرَّك العواطفَ بكلامه العذب" ° جامد العاطفة: قاسٍ، لا يتأثَّر بسهولة- جرَح عواطفَه: أساء إليه قولاً أو فعلاً.
2 - (نف) استعداد نَفسيّ ينزعُ بصاحبه إلى الشُّعور بانفعالات وجدانيّة خاصَّة والقيام بسلوك معيَّن حيال شخص أو جماعة أو فكرة معيّنَة "عاطفة دينيَّة/ نبيلة- عواطف الاحترام". 

عاطِفيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عاطفة.
2 - مَنْ يعتمد على العاطفة بدل العقل في أفعاله أو أفكاره أو بلاغته خاصَّة في أمور السِّياسة "شابٌّ عاطفيّ: يُعطى أهميَّة للعواطف الرَّقيقة ويُظهرها طوعًا- طبعٌ عاطفيّ: صادر عن عاطفة لا عن استدلال ومنفعة". 

عاطفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عاطفة: "رسالة عاطفيَّة" ° فتاة عاطفيَّة: تندفع بعواطفها أكثر من عقلها.
2 - مصدر صناعيّ من عاطفة: سرعة التَّأثُّر العاطفيّ بالمشاعر والأحاسيس العابرة ° عاطفيّة مفرطة: ميل أو ولع عاطفيّ.
3 - نزعة إلى الاعتماد على العاطفة أو إعطائها أهمِّيّة أكثر من اللاّزم.
• قِصَّة عاطفيَّة: (دب) قصَّة تحكي شدّة أو ضيقًا شخصيًّا أو سوء حظٍّ، تهدف إلى إثارة الشَّفقة والتَّعاطف، أو تتناول ارتباطًا عاطفيًّا بين رجل وامرأة. 

عَطْف [مفرد]:
1 - مصدر عطَفَ/ عطَفَ إلى/ عطَفَ على.
2 - (نح) إتباعُ لفظٍ سابقَه في إعرابه، وهو عطف نسق بأحد حروف العطف، وعطف بيان ويكون بالصِّفة المشبَّهة "الواو وأو وثمَّ والفاءُ أهم حروف العَطْف" ° حرف العَطْف: هو الذي يجمع بين المتعاطفين تحت حكمٍ واحد كالواو والفاء. 

عَطَف [جمع]: (نت) نبتٌ من الفصيلة العليقيّة، لا ورق له، يتلوّى على الشجر، ترعاه البقر وهو مُضِرٌّ بها. 

عِطْف [مفرد]: ج أعطاف: زاوية، جانب الشَّيء، وعند الإنسان جانبه من رأسه إلى وركه "رجلٌ لَيِّنُ العِطْفِ- {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}: لاويًا عُنُقَه أو متكبّرًا مُعْرِضًا" ° ثنى عِطْفَه: تكبَّر وأعرض. 

عَطْفَة [مفرد]: ج عَطَفات وعَطْفات: طريق مُلْتوية أو غير مباشرة تُستخدم مؤقّتًا بدلاً من الطّريق الرَّئيسيّة. 

عَطوف [مفرد]: ج عُطُف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عطَفَ/ عطَفَ إلى/ عطَفَ على: كثير العطف "رجلٌ عَطوفٌ على الفقراء والمساكين- قلبٌ عَطوفٌ- أبٌ عَطوفٌ على ولده- امرأةٌ عَطوفٌ: محبَّة لزوجها أو لبنيها". 

مِعْطَف [مفرد]: ج معاطِفُ: رداء من صوفٍ ونحوه يُلْبسُ فوق الثِّيْاب اتِّقاءً للبَرْد "ارتدى مِِعْطَفَه للوقاية من البرد- معاطِفُ السَّيِّدات: ذات فَرْوَة خاصَّة- ارتدى الطَّبيب مِعْطَفَه الأبيض". 

مُنْعَطَف [مفرد]
• منعَطف الطَّريق: منحناه ومنعرجه "مُنْعَطَفٌ خطِر/ ضيِّق- مُنْعَطَف الوادي". 

عطف: عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: انصرفَ. ورجل عَطوف وعَطَّاف: يَحْمِي

المُنْهَزِمين. وعطَف عليه يَعْطِفُ عَطفاً: رجع عليه بما يكره أَو له بما

يريد. وتعطَّف عليه: وصَلَه وبرَّه. وتعطَّف على رَحِمه: رَقَّ لها.

والعاطِفةُ: الرَّحِم، صفة غالبة. ورجل عاطِف وعَطُوف: عائد بفضله حَسَنُ

الخُلُق. قال الليث: العطَّاف الرجل الحسَن الخُلُق العطوف على الناس بفضله؛

وقول مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابن الأَعرابي:

وجْدِي به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه

بنَخَلةَ، لم تَعْطِفْ عليه العواطِفُ

لم يفسر العواطف، وعندي أَنه يريد الأَقْدار العَواطِفَ على الإنسان بما

يُحِبُّ. وعَطَفْت عليه: أَشْفَقْت. يقال: ما يَثْنيني عليك عاطِفةٌ من

رَحِم ولا قَرابة. وتعطَّف عليه: أَشْفَقَ. وتعاطَفُوا أَي عطَف بعضهم

على بعض. واسْتَعطَفَه فعطَف. وعَطف الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً وعُطُوفاً

فانعطَفَ وعطَّفه فتعطَّف: حَناه وأَمالَه، شدِّد للكثرة. ويقال: عطفْت

رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَي حَنَيْتُه فانْحنى. وعطفْت أَي مِلْت.

والعَطائف: القِسِيُّ، واحدتها عَطِيفةٌ كما سَمَّوْها حَنِيّة. وجمعها

حَنيٌّ. وقوس عَطوفٌ ومُعطَّفةٌ: مَعْطوفةُ إحدى السِّيَتَين على

الأُخرى. والعطيفةُ والعِطافةُ: القوس؛ قال ذو الرمة في العَطائف:

وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه،

على البِيضِ في أَغمادِها والعَطائِفِ

يعني بُرْداً يُظَلَّل به، والبيضُ: السُّيوف، وقد عَطَفَها يَعْطِفُها.

وقوس عَطْفَى: مَعْطوفة؛ قال أُسامةُ الهذلي:

فَمَدَّ ذِراعَيْه وأَجْنَأَ صُلْبَه،

وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِمدُ

(* قوله «مرير إلخ» أنشده المؤلف في مادة لكد ممرّ وضبطناه وما بعده

هناك بالجر والصواب رفعهما.)

وكل ذلك لتَعَطُّفِها وانحِنائها، وقِسِيٌّ مُعطَّفة ولفاح مُعطَّفة،

وربما عَطَفُوا عِدَّة ذود على فصيل واحد فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن على ذلك

ليَدْرِرْن. قال الجوهري: والقوس المعْطوفة هي هذه العربية.

ومُنْعَطَفُ الوادي: مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه؛ وقول ساعدة بن جؤية:

من كلِّ مُعْنِقةٍ وكلِّ عِطافةٍ

مِنها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب

يعني بعِطافة هنا مُنْحَنًى، يصف صخرة طويلة فيها نحْل. وشاة عاطفة

بيِّنةُ العُطوف والعَطْف: تَثني عُنقها لغير علة. وفي حديث الزكاة: ليس فيها

عَطْفاء أَي مُلْتَوِيةُ القرن وهي نحو العَقْصاء. وظَبْية عاطِفٌ:

تَعْطِفُ عنقها إذا رَبَضَت، وكذلك الحاقِفُ من الظِّباء. وتعاطَف في مَشْيه:

تَثنَّى. يقال: فلان يتَعاطفُ في مِشْيته بمنزلة يتَهادى ويَتمايلُ من

الخُيلاء والتبَخْتُر.

والعَطَفُ: انثِناء الأَشْفار؛ عن كراع، والغين المعجمة أَعلى. وفي حديث

أُمّ مَعْبَد: وفي أَشفاره عَطَفٌ أَي طول كأَنه طال وانعطَف، وروي

الحديث أَيضاً بالغين المعجمة. وعطَف الناقةَ على الحُوار والبوّ: ظأَرَها.

وناقة عطوفٌ: عاطِفةٌ، والجمع عُطُفٌ. قال الأَزهري: ناقة عَطُوف إذا

عُطِفَت على بَوٍّ فرَئمَتْه. والعَطُوف: المُحِبَّة لزوجها. وامرأَة

عَطِيفٌ: هَيِّنة ليّنة ذَلول مِطْواع لا كِبر لها، وإذا قلت امرأَة عَطُوف، فهي

الحانيةُ على ولدها، وكذلك رجل عَطوف. ويقال: عَطَفَ فلان إلى ناحية كذا

يَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إليه وانعطف نحوه. وعَطف رأْسَ بعيره إليه إذا

عاجَه عَطْفاً. وعَطفَ اللّه تعالى بقلب السلطان على رَعِيّته إذا جعله

عاطفاً رَحِيماً. وعطَف الرجل وِساده إذا ثناه ليرْتَفِقَ عليه

ويَتّكِئ؛ قال لبيد:

ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى،

عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ

والعَطُوفُ والعاطُوفُ وبعض يقول العأْطُوف: مِصْيَدةٌ فيها خشبة

مَعطوفة الرأْس، سميت بذلك لانعطاف خشبتها. والعَطْفةُ: خَرَزَة يُعَطِّفُ بها

النساء الرجالَ، وأَرى اللحياني حكى العِطْفة، بالكسر. والعِطْفُ:

المَنْكِب. قال الأَزهري: مَنكِب الرجل عِطْفه، وإبْطُه عِطْفُه. والعُطوف:

الآباطُ. وعِطْفا الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ

رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف. وعِطْفا كل شيء: جانباه.

وعطَف عليه أَي كَرَّ؛ وأَنشد الجوهري لأَبي وجزة:

العاطِفُون، تَــحِينَ ما من عاطِفٍ،

والمُطْعِمُون، زَمان أََيْنَ المُطْعِمُ؟

قال ابن بري: ترتيب إنشاد هذا الشعر:

العاطفون، تَــحِينَ ما من عاطِفٍ،

والمُنْعِمُون يداً، إذا ما أَنْعَمُوا

واللاَّحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَى،

والمُطْعِمُون، زمان أَينَ المُطعِمُ؟

وثنَى عِطْفَه: أَعْرض. ومرَّ ثاني عِطْفِه أَي رَخيَّ البالِ. وفي

التنزيل: ثاني عِطْفِه ليُضِلَّ عن سبيل اللّه؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير

أَن معناه لاوِياً عُنقَه، وهذا يوصف به المتكبِّر، فالمعنى ومِن الناس

من يُجادِل في اللّه بغير علم ثانياً عِطفَه أَي متكبراً، ونَصْبُ ثانيَ

عطفه على الحال، ومعناه التنوين كقوله تعالى: هَدْياً بالِغَ الكعْبةِ؛

أَي بالِغاً الكعبةَ؛ وقال أَبو سهم الهذلي يصف حِماراً:

يُعالِج بالعِطْفَينِ شَأْواً كأَنه

حَريقٌ، أُّشِيعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ

أَراد أُشِيعَ في الأَباءة فحذف الحرف وقلَب. وحاصِدٌ أَي يَحْصُِدُ

الأَباءة بإِحْراقه إياها. ومرَّ ينظُر في عِطفَيْه إذا مرَّ مُعجَباً.

والعِطافُ: الإزار. والعِطافُ: الرِّداء، والجمع عُطُفٌ وأَعْطِفة،

وكذلك المِعْطَفُ وهو مثل مئْزر وإزار وملِحَف ولِحاف ومِسْرَد وسِرادٍ،

وكذلك مِعْطف وعِطافٌ، وقيل: المَعاطِفُ الأَرْدِيةُ لا واحد لها، واعْتَطَفَ

بها وتعطَّف: ارْتدى. وسمي الرِّداء عِطافاً لوقُوعه على عِطْفَي

الرّجل، وهما ناحيتا عنقه. وفي الحديث: سُبحان مَن تعطَّف بالعِزِّ وقال به،

ومعناه سبحان من تَرَدَّى بالعز؛ والتعطُّف في حقِّ اللّه مَجازٌ يُراد به

الاتّصاف كأَنَّ العز شَمِله شُمولَ الرِّداء؛ هذا قول ابن الأَثير، ولا

يعجبني قوله كأَنّ العز شَمله شمولَ الرِّداء، واللّه تعالى يشمل كل شيء؛

وقال الأَزهري: المراد به عز اللّه وجَماله وجَلاله، والعرب تضع

الرِّداء موضع البَهْجة والحُسن وتَضَعُه موضع النَّعْمة والبهاء. والعُطوفُ:

الأَرْدِيةُ. وفي حديث الاستسقاء: حَوَّل رِداءه وجعل عِطافَه الأَيمنَ على

عاتقه الأَيسر؛ قال ابن الأَثير: إنما أَضاف العِطاف إلى الرِّداء لأنه

أَراد أَحد شِقّي العِطاف، فالهاء ضمير الرداء، ويجوز أَن يكون للرجل،

ويريد بالعِطافِ جانبَ ردائه الأَيمن؛ ومنه حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما:

خرج مُتَلَفِّعاً بعِطاف. وفي حديث عائشة: فناولتها عِطافاً كان عليَّ

فرأَت فيه تَصْلِيباً فقالت: نَحِّيه عنّي. والعِطاف: السيف لأَن العرب

تسميه رداء؛ قال:

ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِدْرَعٌ،

لكم طَرَفٌ منه حَديدٌ، ولي طَرَفْ

الطَّرَفْ الأَوَّلُ: حَدُّه الذي يُضرب به، والطرَف الثاني: مَقْبِضُه؛

وقال آخر:

لا مالَ إلا العِطافُ، تُؤْزِرهُ

أُمُّ ثلاثين وابنةُ الجَبَلِ

لا يَرْتَقي النَّزُّ في ذَلاذِلِه،

ولا يُعَدِّي نَعْلَيْه مِنْ بَلَلِ

عُصْرَتُه نُطْفةٌ، تَضَمَّنَها

لِصْبٌ تَلَقَّى مَواقِعَ السَّبَلِ

أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ،

إن لم يُرِعْها بالماء لم تُنَلِ

قال ثعلب: هذا وصَف صُعْلوكاً فقال لا مالَ له إلا العِطافُ، وهو السيف،

وأُم ثلاثين: كنانة فيها ثلاثون سهماً، وابنةُ الجبل: قَوسُ نَبْعةٍ في

جبل وهو أَصْلَبُ لعُودها ولا يناله نزٌّ لأَنه يأْوي الجبال، والعُصرة:

المَلْجأُ، والنُّطفة: الماء، واللِّصْب: شَقُّ الجبل، والوَجْبة:

الأَكْلة في اليوم، والأَشْكَلة: شجرة. واعْتَطَفَ الرِّداءَ والسيفَ والقوس؛

الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ومَن يَعْتَطِفْه على مِئْزرِ،

فنِعْم الرِّداء على المئْزرِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

لَبِسْتَ عليكَ عِطافَ الحَياء،

وجَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْيَ العَلاء

إنما عنى به رداء الحَياء أَو حُلَّته استِعارةً. ابن شميل: العِطاف

تَرَدِّيك بالثوب على مَنكِبيك كالذي يفعل الناس في الحرِّ، وقد تعطَّف

بردائه. والعِطافُ: الرِّداء والطَّيْلَسان؛ وكل ثوب تعَطَّفَه أَي تَردَّى

به، فهو عِطاف.

والعَطْفُ: عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة.

والعَطَّاف: في صفة قِداح المَيْسِر، ويقال العَطوف، وهو الذي يَعْطِفُ

على القداح فيخرج فائزاً؛ قال الهذلي:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه،

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا

وقال القُتيبي في كتاب المَيْسِر: العَطوف القِدْح الذي لا غُرْم فيه

ولا غُنْم له، وهو واحد الأَغْفال الثلاثة في قِداح الميسر، سمي عَطُوفاً

لأنه في كل رِبابة يُضرب بها، قال: وقوله قِدحاً واحد في معنى جميع؛ ومنه

قَوله:

حتى تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبيخ، كما

خاضَ القِداحَ قَمِيرٌ طامِع خَصِلُ

السَّبِيخُ: ما نَسَل من ريش الطير التي ترد الماء، والقَمِيرُ:

المَقْمُور، والطامِعُ: الذي يطمع أَن يَعُود إليه ما قُمِر. ويقال: إنه ليس

يكون أَحد أَطمع من مَقْمُور، وخَصِلٌ: كثر خِصال قَمْرِه؛ وأَما قول ابن

مقبل:

وأَصْفَرَ عطَّافٍ إذا راحَ رَبُّه،

غدا ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ

فإنه أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً يَعْطِف عن مآخِذِ القِداح وينفرد، وروي

عن المؤرّج أَنه قال في حَلْبة الخيل إذا سُوبق بينها، وفي أَساميها: هو

السابِقُ والمُصَلِّي والمُسَلِّي والمُجَلِّي والتالي والعاطِفُ

والحَظِيُّ والمؤَمَّلُّ واللَّطِيمُ والسِّكِّيتُ. قال أَبو عبيد: لا يُعرف

منها إلا السابق والمصلِّي ثم الثالث والرابع إلى العاشر، وآخرها السكِّيت

والفُِسْكل؛ قال الأَزهري: ولم أَجد الرواية ثابتة عن المؤرّج من جهة من

يوثق به، قال: فإن صحت الرواية عنه فهو ثقة.

والعِطْفة: شجرة يقال لها العَصْبةُ وقد ذكرت؛ قال الشاعر:

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمِي،

تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ

وقال مرة: العَطَف، بفتح العين والطاء، نبت يَتَلَوَّى على الشجر لا ورق

له ولا أَفنان، ترعاه البقر خاصة، وهو مُضِرّ بها، ويزعمون أَن بعض

عروقه يؤخذ ويُلْوى ويُرْقى ويُطْرَح على المرأَة الفارك فتُِحب زوجها. قال

ابن بري: العَطَفةُ اللبلاب، سمي بذلك لتلويه على الشجر. قال الأَزهري:

العِطْفَةُ والعَطْفَة هي التي تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأَنشد

البيت المذكور وقال: قال النضر إنما هي عَطَفةٌ فخففها ليستقيم له الشعر.

أَبو عمرو: من غريب شجر البر العَطَف، واحدتها عَطَفة.

ابن الأَعرابي: يقال تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّريق وعَطْفِه وعَلْبِه

ودَعْسِه وقَرْيِه وقارِعَتِه:

وعَطَّافٌ وعُطَيْفٌ: اسمان، والأَعرف غُطَيْف، بالغين المعجمة؛ عن ابن

سيده.

عطف
عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: مالَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فواللهِ لكأَنَّ عَطْفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ البَقَرِ على أَوْلادِها. وعَطَفَ عليهِ: أَشْفَقَ كَتَعَطَّفَ قالَ شيخُنا: صَرَّحُوا بأَنّ العَطْفَ بمَعْنى الشَّفَقَة مَجازٌ من العَطْفِ بمعنَى الانْثِناءِ ثمَّ اسْتُعِيرَ للمَيْلِ والشَّفَقَةِ إِذا عُدِّيَ بَعَلى، وإِذا عُدِّىَ بعَنْ كَانَ عَلَى الضِّدِّ. وعَطَفَ الوِسادَةَ: ثَناها، كعَطَّفَها تَعْطِيفاً. وعَطَفَ عليهِ: أَي حَمَلَ وكَرَّ وَفِي اللِّسان: رَجَع عَلَيْهِ بِمَا يَكْرَهُ، أَو لَهُ بِمَا يُرِيدُ. ويَتَوَجَّهُ قولُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: العاطِفُونَ تَــحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ والمُسْبِغُونَ يدا إِذا مَا أَنْعَمُوا على العاطِفَةِ، وعَلى الحَمْلَةِ.
والعَطْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ تُؤَخِّذُ بهَا النِّساءُ الرِّجالَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. والعَطْفَةُ: شَجَرةٌ تَتَعَلّقُ الحَبَلَةُ بِها وَهِي الَّتِي يُقالُ لَهَا: العَصْبَة، كَمَا سَيَأْتِي ويُكْسَرُ فِيهِما فِي الأُولى حَكَى اللِّحْيانِي، وَفِي الثَّانِيَة أَبو حَنِيْفَةَ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ قولَ الشَّاعِر:
(تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عَطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: العَطْفَةُ: اللَّبْلابُ، سُمِّي بذلِكَ لتَلَوِّيهِ على الشَّجَرِ. والعِطْفَةُ بالكَسْرِ: أَطْرافُ الكَرْمِ المُتَعَلِّقَةُ مِنْهُ، وشَجَرَةُ العَصْبَةِ وَهِي الَّتِي تقدم فِيهَا أَنَّ الحَبَلَة تَتَعلقُ بهَا. وبالتحرِيكِ: نَبْتٌ يَتَلوَّى على الشَّجَرِ لَا وَرَقَ لَهُ، وَلَا أَفْنانَ، ترْاهُ البَقَرُ خَاصَّة، وَهُوَ مُضِرٌّ بِها، ويَزعْمُونَ أَنَّه يُؤْخَذُ بعضُ عُرُوقِه ويُلْوَى، ويُرْقَى، ويُطْرَحُ على الفارِكِ فتُحِبُّ زَوْجَها قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقالَ النَّضْرُ: إِنَّما هِيَ العَطَفَةً فخَفَّفَها الشَّاعِر ضَرُورَة ليَسْتَقِيمَ لَهُ الشّعْرُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ وَفِي غَرِيبِ شَجَرِ البَرِّ: العطَفُ، واحِدُها عَطَفَةٌ. وظَبْيَةٌ عاطِفٌ: تَعْطِفُ جِيدَها إِذا رَبَضَتْ وكذلِك الحاقِفُ من الظِّباءِ. والعِطافُ ككِتابٍ، والمِعْطَفُ كمِنْبَرٍ: الرِّداءُ والطَّيْلَسانُ، وكُلُّ ثَوْبٍ يُتَرَدَّى بِهِ، جمعُ الأَخِيرِ: مَعاطِفُ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(شُمُّ العَرانِينِ يُنْسِيهِم مَعاطِفَهُم ... ضَرْبُ القِداحِ وتَاْرِيبٌ على الخَطَرِ)
وَقل الأَصْمَعِيُّ: لم أَسْمَعْ للمَعاطِفِ بواحدٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَرَ: خَرَج مُتَلَفِّعاً بعِطافٍ وَفِي حَدِيث عَائِشَة: فناوَلْتُها عِطافاً كانَ عليَّ وَجمع العِطافِ: عُطُفٌ، وأَعْطِفَةٌ، وعُطُوفٌ، والمِعْطَفُ والعِطافُ، مثل مِئْزَرٍ وإِزارٍ، ومِلْحَف ولِحافٍ، ومِسْرَدٍ وسِرادٍ. وقِيلَ: سُمِّيَ الرِّداءُ عِطافاً لوُقُوعِه على عِطْفَى الرَّجُلِ، وهُما ناحِيتَا عُنُقِه. والعِطافُ: السَّيْفُ لأَنَّ العَربَ تُسَمِّيهِ رِداءً، قَالَ:)
(وَلَا مالَ لِي إِلاّ عِطافٌ ومِدْرَعٌ ... لَكُم طَرَفٌ مِنْهُ حَدِيدٌ ولِي طَرَفْ)
الطَّرَفُ الأَول: حَدُّه الَّذِي يُضرَبُ بِهِ، والطَرفُ الثانِي: مَقْبِضهُ، وَقَالَ آخر:
(لَا مالَ إِلا العِطَافُ تُؤْزِرُه ... أُمُّ ثَلاثِينَ وابْنَةُ الجَبَلِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: العِطافُ ككِتابِ: اسمُ كَلْبٍ. والعَطُوفُ: النّاقَةً الَّتِي تُعْطفُ على البَوِّ فتَرْأَمُه نَقله الجوهَرِيُّ، وَالْجمع عُطُفٌ. والعَطُوفُ: مَصْيَدةٌ سُمِّيَتْ لأَنَّ فِيهَا خَشَبَةٌ مُنْعَطِفَة الرأْسِ كالعاطُوفِ. والعَطُوفُ فِي قِداحِ المَيْسِرِ: القِدْحُ الَّذِي يَعْطِفُ على القِداحِ فيَخْرُجُ فائِزاً قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ: (فخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا)
أَو هُوَ: القِدْحُ الَّذِي لَا غُرْمَ فيهِ وَلَا غُنْمَ وَهُوَ أَحَدُ الأَغْفالِ الثلاثَةِ من قِداحِ المَيْسِرِ، سُمِّي عَطُوفاً لأَنّه فِي كُلِّ رِبابَةٍ يُضْرَب، قَالَه القُتَيْبِيُّ فِي كِتابِ المَيْسِرِ كالعَطّافِ، كشَدّادٍ فِيهِما. أَو العَطُوفُ: الَّذِي يُرَدُّ مَرَّةً بعد مَرَّةٍ. أَو الَّذِي كُرِّرَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ قَالَه السُّكَّرِيُّ فِي شرحِ ديوانِ الهُذَلِيِّينَ. أَو العَطّافُ كشَدّادٍ: قِدْحٌ يُعْطَفُ على مَآخِذِ القِداحِ، ويَنْفَرِدُ وَبِه فُسِّرَ قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(وأَصْفَرَ عَطّافٍ إِذا راحَ رَبُّهُ ... غَدا ابْنهَا عِيانٍ فِي الشِّواءِ المُضَهَّبِ)
والعَطّافُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِي اللهُ عَنهُ. وعَطّافُ بن خالِدٍ: مُحَدِّثٌ مَخزُومِيٌّ مَدَنِيٌّ، يروِى عَن نافعٍ، قَالَ أَحمدُ: ثِقةٌ، وَقَالَ ابنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْس. والعَطَفُ، مُحَرَّكةً: طولُ الاَشْفارِ وانْعطافُها، وَمِنْه حديثُ أُمِّ مَعْبَدٍ: وفِي أَشْفارِهِ عَطَفٌ، نَقله كُراعٌ، ويُرْوَى بالغَيْن، وَهُوَ أَعْلى. وعُطَيْفٌ كزُبَيرٍ: عَلَم والأَعْرَفُ عغُطَيْفٌ، بِالْمُعْجَمَةِ، عَن ابنِ سِيدَه. والمعْطُوفَةُ: قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ تُعْطَفُ سِيَتُها عَلَيْها عَطْفاً شَدِيداً وَهِي الَّتِي تُتَّخَذُ للأَهْدافِ قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ والجوهريُّ.
وَفِي الصِّحَاح: عِطْفا الرَّجُلِ: جانِباهُ من لدُنْ رَأْسِه إِلَى ورِكيْهِ، وكذلِ: عِطْفَا كُلِّ شَيءٍ بالكَسْرِ: جانِباهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: يُقال: تَنَحَّ عَن عِطْفِ الطَّرِيق، ويُفْتَحُ: أَي قارِعَتِه وَكَذَا عَن عَلْبِه، ودَعْسِه، وقَرْيِهِ، وقارِعَتِه. وعِطْفُ القَوْسِ بالكسرِ: سِيَتُها ولَها عِطْفانِ، قَالَ ابنُ عَبّادٍ. وَيُقَال: هُوَ يَنْظَرُ فِي عِطْفَيْهِ: أَي مُعْجِبٌ بِنَفسِهِ. قالَ ابْن دُريدٍ: وجاءَ فُلانٌ ثانِيَ عِطْفِه: أَي جاءَ رخِيَّ البالِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ثانِيَ عِطْفِه لِيُضِلَّ عنْ سَبِيلِ الله أَو مَعْناه: لَا وِياً عُنْقَه قَالَ الأزهريُّ: وَهَذَا يُوصفُ بِهِ المتكَبرُ أَو المعْنَى مُتَكَبِّراً مُعْرِضاً عَن الإِسلامِ، وَلَا يخْفَى أَنّ التّكَبُّرَ)
والإِعْراضَ من نتائِجِ العُنُقِ، فالمَآلُ واحدٌ ويُقالُ: ثَنَى عنهُ فلانٌ عِطْفَه: أَي أَعْرَضَ عَنهُ، نَقَله الجوهريُّ. وتَعوَّج الفَرَسُ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غلطٌ، والصوابُ وتَعَوَّجَ القَوْسُ فِي عِطْفَيْهِ: إِذا تَثَنَّى يَمْنَةً ويَسْرَةً كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ. والعِطْفُ أَيْضاً أَي: بالكسرِ: الإِبِطُ وقِيلَ: المَنْكِبُ، وَقَالَ الأَزْهريّ: مَنْكِبُ الرَّجُلِ عِطْفُه، وإِبِطُه عِطْفُه، والجَمْعُ العُطُوفِ. والعَطْفُ بالفتحِ: الانْصِرافُ وَقد عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً. والعُطْفُ بالضّمِّ: جمْعُ العاطِفِ والعَطُوفِ وهُما العائِدُ بالفَضْلِ، الحَسَنُ الخُلُقِ. والعِطافُ بالكسرِ، وَهَذِه لِلإِزارِ وَفِي عِبارةِ المصنِّف قَلاقَةٌ ظاهِرَةٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: امْرأَةٌ عَطِيفٌ، كأَمِيرٍ: أَي لَيِّنَةٌ مِطْواعٌ وَهِي الَّتِي لَا كِبْرَ لَها. ويُقال: عَطَّفْتُه ثَوْبِي تَعْطِيفاً: إِذا جَعَلْتهُ عِطافاً لَهُ أَي رِداءً على مَنْكِبَيْه كالَّذِي يفعَلُه الناسُ فِي الحَرِّ. وقِسِيٌّ مُعَطَّفَةٌ: معْطُوفَةُ إِحْدَى السِّيَتَيْنِ على الأُخْرَى وَكَذَلِكَ لِقاحٌ مُعَطَّفَةٌ، شُدِّدَ فيهمَا للكَثْرَةِ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ورُبَّما عَطَفُوا عِدَّةَ ذَوْدٍ على فَصِيلٍ واحدٍ، واحْتَلَبُوا أَلْبانَهُنَّ على ذلِك لِيَدْرُرْنَ. وانْعَطَف الغُصنُ وغيرُه: انْثَنَى وَهُوَ مُطاوِع عَطَفَه. قالَ الجوهريُّ: ومُنْعَطفُ الوادِي: مُنْعَرَجُه، ومُنْحَناه. قَالَ: وتَعاطَفُوا: أَي عَطَفَ بعضُهُم على لَعْضٍ. قَالَ: وتَعَطَّفَ بهِ أَي بالعِطافِ: إِذا ارْتَدَى بالرِّداءِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: سُبْحانَ من تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقالَ بهِ معناهُ: سُبْحانَ من تَرَدَّى بالعِزِّ، والتَّعَطُّفُ فِي حَقِّ اللهِ سُبْحانَه مَجازٌ، يُرادُ بِهِ الاتِّصاف، كأَنَّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ، هَذَا قولُ ابنِ الأَثِيرِ، قَالَ صاحبُ اللِّسان: وَلَا يُعْجِبُنِي قَوْله: كأَنّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ، واللهُ تَعَالَى يَشْمَلُ كلَّ شيءٍ، وقالَ الأَزهري: المُرادُ بِهِ عِزُّ اللهِ وجَمالُه وجَلالُهُ، والعَرَبُ تَضَعُ الرِّداءَِ موضِعَ النِّعْمَةِ والبَهاءِ كاعْتَطَف بهِ اعْتِطافاً، كَمَا فِي المُحيطِ واللِّسانِ، وَمِنْه قولُ ابنِ هَرْمَةَ:
(عُلِّقَها قَلْبُه جُوَيْريَةً ... تَلْعَبُ بينَ الوِلْدانِ مُعْتَطِفَهْ)
وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقالُ للإِنسانِ: يَتَعاطَفُ فِي مِشْيَتِهِ: إِذا حَرَّكَ رأْسَهُ، وقالَ غيرُه: هُوَ بمَنْزِلَةِ تَهادَى وتَمَايَلَ أَو تَبَخْتَرَ وهما واحدٌ. واسْتَعْطَفَه اسْتِعْطافاً: سأَلَه أَنْ يَعْطِفَ عليهِ فَعَطَف.
وَمِمَّا يُستَدْركُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ عَطُوفٌ وعَطّافٌ: يحمِي المُنْهَزِمِينَ. وتَعَطَّفَ عليهِ: وصَلَه وبَرَّهُ. وتَعَطَّفَ على رَحمِهِ: رَقَّ لَهَا. والعاطِفَةُ: الرَّحِمُ، صفةٌ غالِبةٌ. وقالَ اللَّيْثُ: العَطّافُ: الرجلُ الحَسَنُ الخُلُقِ، العَطُوفُ على الناسِ بفَضْلِه. ويُقال: ماتَثْنِينِي عليكَ عاطِفَةٌ من رَحِمٍ وَلَا قَرابةٍ. وعَطَف الشَّيءَ عُطُوفاً، وعَطَّفَه تَعْطِيفاً: حَنَاه وأَمالَه، فانْعَطَفَ وتَعَطَّفَ. ويُقال: عَطَّفْتُ رَأَسَ الخَشَبَةِ، شُدِّدَ للكَثْرة.)
وقَوْسٌ عَطُوفٌ، ومُعَطَّفَةٌ: مَعْطُوفَةُ إِحْدَى السِّيَتَيْنِ على الأُخرى. والعَطِيفَةُ والعِطافَةُ: القَوسُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي العطائِفِ:
(وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه ... على البِيضِ فِي أَغْمادِها والعَطائفِ)
وقَوْسٌ عَطْفَى: أَي مَعْطُوفَةٌ، قَالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:
(فمَدَّ ذِراعَيْهِ وأَجنَأَ صُلْبَهُ ... وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ)
والعِطافَةُ بالكَسْرِ: المُنْحَنَى، قَالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ يصفُ صخرَةً طَوِيلَةً فِيهَا نَحْلٌ:
(من كُلِّ مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافَةٍ ... مِنْها يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَبُ)
وشاةُ عاطِفَةٌ بَيِّنَةُ العُطُوفِ والعَطْفِ: تَثْنِي عُنُقَها لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ الزّكاةِ: لَيْسَ فِيها عَطْفاءُ أَي: مُلْتَوِيَةُ القَرْنِ، وَهِي نَحْو العَقْصاءِ. والعَطُوفُ: المُحِبَّةُ لزَوْجِها، والحانِيَةُ على وَلَدِها. وانْعَطَفَ نَحْوَه: مالَ إِليهِ. وعَطَفَ رأْسَ بَعِيرِه إِليهِ: إِذا عاجَه عَطْفاً. وعَطَفَ اللهُ تَعَالَى بقَلْبِ السُّلْطانِ على رَعِيَّتِه: إِذا جَعَله عاطِفاً رَحِيماً. وجَمْعُ عِطْفِ الرَّجُلِ: أَعْطافٌ، وعِطافٌ، وعُطُوفٌ. ومَرَّ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ: إِذا مَرَّ مُعْجِباً. واعْتَطَفَ السَّيْفَ والقَوْسَ: ارْتَدَىبِهِما، الأَخِيرةُ عَن ابْن الأعرابيِّ وأَنْشَدَ:
(ومنْ يَعْتَطِفْهُ على مِئْزَرٍ ... فنِعْمَ الرِّداءُ على المِئزَرِ)
والعَطْفُ: عَطْفُ أَطْرافِ الذَّيْلِ من الظِّهارِةِ على البِطانِةِ. وَفِي حَلْبِةِ الخَيْلِ: العاطِفُ، وَهُوَ السّادِسُ، رُوِيَ ذلِكَ عَن المُؤَرِّجِ، قالَ الأَزهريُّ: وَلم أَجِد الرِّوايَةَ ثابِتةً عَن المُؤَرِّجِ من جِهَةِ من يُوثَقُ بِهِ، قَالَ: فإِنْ صَحَّتْ عَنهُ الرِّوايةً فَهُوَ ثِقَةٌ. وسَمَّوْا عاطِفاً، وعُطَيْفَةَ، كجُهَيْنَةَ. وَفِي الأَساس: يُقالُ: لَا تَرْكَبْ مِثْفاراً وَلَا مِعْطافاً: أَي مُقَدِّماً للسَّرْجِ، وَلَا مُؤَخِّراً.

شغل

(شغل) : لا يُقالُ: اشْتَغَلْتُ.

شغل


شَغَلَ
مِشْغَلَة
(pl.
مَشَاْغِلُ)
a. Crop ( of a bird ).
(شغل)
الدَّار شغلا سكنها وَفُلَانًا عَن الشَّيْء تهاه وَصَرفه

(شغل) عَنهُ بِكَذَا تلهى بِهِ وَيُقَال مِنْهُ مَا أشغله
باب الغين والشين واللام معهما ش غ ل، ش ل غ مستعملان

شغل: شَغَلْتُه وشُغِلْتُ به، وشُغْلٌ شاغِلٌ.

شلغ: وشَلَغَ رَأسهُ وثَلَغَه أي: شَدَخَه.
شغل
شَغَلْتُ فلاناً شغْلاً. وهو مَشْغُولٌ. وشُغِلْتُ به. واشْتَغَلْتُ. وشُغْلٌ شاغِلٌ، وشُغُلٌ. ويقال: شَغَلْتُ وأشْغَلْتُ. وأُشْغُولة وأشاغِيْلُ. وفي المَثَل: " هو أشْغَلُ من ذات النِّحْيَيْن ".
وفي شغل أرْبَعُ لُغاتٍ: شُغْلٌ وشَغْلٌ وشَغَلٌ وشُغُلٌ.
شغل
الشَّغْلُ والشُّغْلُ: العارض الذي يذهل الإنسان. قال عزّ وجلّ: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ
[يس/ 55] ، وقرئ:
شُغُلٍ
، وقد شُغِلَ فهو مَشْغُولٌ، ولا يقال: أَشْغَلَ ، وشُغُلٌ شَاغِلٌ.
ش غ ل

أنا في شغل شاغل. وشغلتني عنك الشواغل، وشغلت عنك، واشتغلت بكذا، وتشاغلت به، ولي أشغال وشغول ومشاغل، وفلان فارغ مشغول: متعلق بما لا ينتفع به. وهو " أشغل من ذات النحبين ".

ومن المجاز: دار مشغولة: فيها سكان. وجارية مشغولة: لها بعل. ومال مشغول: معلق بتجارة.
[شغل] الشُغْلُ فيه أربع لغات: شُغْلٌ وشُغُلٌ، وشَغْلٌ وشَغَلٌ. والجمع أَشْغالٌ. وقد شَغَلْتُ فلاناً فأنا شاغِلٌ، ولا تقل أَشْغَلْتُهُ، لأنَّها لغة رديئة. وشغل شاغل: توكيد له، مثل ليلٍ لائلٍ. ويقال: شُغِلْتُ بكذا، على ما لم يسمَّ فاعله، واشْتَغَلْتُ. وقد قالوا: ما أَشْغَلَهُ وهو شاذٌّ، لأنّه لا يُتَعَجَّبُ مما لم يُسمَّ فاعله .

شغل


شَغَلَ(n. ac. شَغْل
شُغْل)
a. [acc. & Bi], Busied, occupied, engrossed with, employed
engaged in.
b. [acc. & An], Diverted, kept from.
شَغَّلَa. Busied, engrossed; employed.

أَشْغَلَa. see I (a)
تَشَغَّلَa. Was busy, occupied, engaged; was at work.

تَشَاْغَلَ
a. [Bi], Buried himself with; was detained by.
إِشْتَغَلَa. see Vb. Worked, was in motion (machine).

شَغْلa. see 3
شَغْلَة
(pl.
شَغَالَات)
a. see 3b. (pl.
شَغْل
شُغَل
9), Threshingfloor; heap of corn.
شُغْل
(pl.
شُغُوْل
أَشْغَاْل
38)
a. Business; employment; occupation; work, labour;
task.

شَغَلa. see 3
شَغِلa. Busy.

شُغُلa. see 3
مَشْغَلَة
(pl.
مَشَاْغِلُ)
a. Occupation.

شَاْغِلa. Preoccupying, engrossing.

N. P.
شَغڤلَ
N. Ag.
إِشْتَغَلَ
N. P.
إِشْتَغَلَa. Busy; at work.

أُشْغُوْلَة
a. see 3
ش غ ل: (شُغْلٌ) بِسُكُونِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا وَ (شَغْلٌ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَسُكُونِ الْغَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ فَصَارَتْ أَرْبَعَ لُغَاتٍ وَالْجَمْعُ (أَشْغَالٌ) . وَ (شَغَلَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (شَاغِلٌ) وَلَا تَقُلْ: أَشْغَلَهُ لِأَنَّهَا لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَ (شُغْلٌ شَاغِلٌ) تَوْكِيدٌ لَهُ كَلَيْلٍ لَائِلٍ. وَيُقَالُ: (شُغِلْتُ) عَنْكَ بِكَذَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَ (اشْتَغَلْتُ) . وَقَدْ قَالُوا: مَا أَشْغَلَهُ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُتَعَجَّبُ مِمَّا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. قُلْتُ: تَعْلِيلُهُ يُوهِمُ أَنَّهُ إِذَا سُمِّيَ فَاعِلُهُ يَجُوزُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّكَ لَوْ قُلْتَ: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا وَقُلْتَ: مَا أَضْرَبَ عَمْرًا لَمْ يَجُزْ لِأَنَّ التَّعَجُّبَ إِنَّمَا يَجُوزُ مِنَ الْفَاعِلِ لَا مِنَ الْمَفْعُولِ. 
[شغل] فيه: إن في الصلاة "شغلًا" أي بتدبر ما يقرأ. ط: أي شغل الصلاة القراءة والتسبيح والدعاء لا الكلام. ش: هو من باب فتح، وأشغل لغة رديئة. ك: أي شغلًا بالله عنكم. وفيه: "شغل" عنها ليلة، هو بضم شين أي شغل عن صلاة العشاء. وفيه: فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان "الشغل" منه صلى الله عليه وسلم، أي يمنعها منه كونها مهيأة نفسها له صلى الله عليه وسلم مترصدة لاستمتاعه في جميع الأوقات، وأما في شعبان فكان صلى الله عليه وسلم يصومه، أو لأن الصوم تضيق عليها ح. ز: وكأني بك قائلًا: كان نوبتها يوم واحد من تسع فكيف يكون الشغل مانعًا؟ فاستمع لما يقرع سمعك أن القسم لم يكن واجبًا عليه وإنما يقسم من قبل نفسه، فاحتمال الاستمتاع بها قائم. ط: تعني الشغل، هو بالرفع أي يمنعني الشغل. ن: ولم يستأذنه في الصوم خشية أن يأذن مع حاجته. وفيه: "يشغلهم" الصفق في الأسواق، بفتح ياء وحكي ضمها. ك: "يشغلهم" أي القيام على مصالح زرعهم، وهو بفتح أوله وثالثه، وحكي بضم أوله شذوذًا. ط: من "شغله" القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، أي من اشتغل بقراءة القرآن ولم يفرغ إلى الذكر والدعاء أعطي مقصوده أحسن من السائلين، أي الذكر والمسألة اللذين ليسا في القرآن كالدعوات بدليل وفضل كلام الله - الخ، وعن الشيخ ابن خفيف: شغل القرآن العمل بموجباته من إقامة فرائضه واجتناب مناهيه. مخ: ومسألتي عطف تفسير. نه: إن عليًا خطب الناس بعد الحكمين على "شغلة" هي البيدر بفتح غين وسكونها.
ش غ ل : شَغَلَهُ الْأَمْرُ شَغْلًا مِنْ بَابِ نَفَعَ فَالْأَمْرُ شَاغِلٌ وَهُوَ مَشْغُولٌ وَالِاسْمُ الشُّغْلُ بِضَمِّ الشِّينِ وَتُضَمُّ الْغَيْنُ وَتُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ وَشُغِلْتُ بِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ تَلَهَّيْتُ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاشْتَغَلَ بِأَمْرِهِ فَهُوَ مُشْتَغِلٌ أَيْ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ اشْتَغَلَ وَهُوَ جَائِزٌ يَعْنِي بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَمِنْ هُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ اُشْتُغِلَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَلَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ لِلْفَاعِلِ لِأَنَّ الِافْتِعَالَ إنْ كَانَ مُطَاوِعًا فَهُوَ لَازِمٌ لَا غَيْرُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُطَاوِعٍ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي نَحْوُ اكْتَسَبْتُ الْمَالَ وَاكْتَحَلْتُ وَاخْتَضَبْتُ أَيْ كَحَلْتُ عَيْنِي وَخَضَبْتُ يَدِي وَاشْتَغَلْتُ لَيْسَ بِمُطَاوِعٍ وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مُطَاوِعٌ لِفِعْلٍ هُجِرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي فَصِيحِ الْكَلَامِ وَالْأَصْلُ أَشْغَلْتُهُ بِالْأَلِفِ فَاشْتَغَلَ مِثْلُ أَحْرَقْتُهُ فَاحْتَرَقَ وَأَكْمَلْتُهُ فَاكْتَمَلَ وَفِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّي فَإِنَّكَ تَقُولُ اشْتَغَلْتُ بِكَذَا فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ وَقَدْ نَصَّ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى اسْتِعْمَالِ مُشْتَغِلٍ وَمُشْتَغَلٍ. 

شغل: الشَّغْل والشَّغَل والشُّغْل والشُّغُل كُلُّه واحد، والجمع

أَشْغَالٌ وشُغُول؛ قال ابن مَيّادة:

وما هَجْرُ لَيْلَى أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ

عَلَيْكَ، ولا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ

وقد شَغَلَه يَشْغَلُه شَغْلاً وشُغْلاً؛ الأَخيرة عن سيبويه،

وأَشْغَلَه واشْتَغَلَ به وشُغِل به وأَنا شاغِلٌ له، وقيل: لا يقال أَشْغَلْته

لأَنها لغة رَدِيئة، وقد شُغِلَ فلان، فهو مَشْغُولٌ، وقال ثعلب: شُغِلَ من

الأَفعال التي غُلّبَت فيها صيغةُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، قال:

وتَعَجَّبوا من هذه الصيغة فقالوا ما أَشْغَلَه، قال: وهذا شاذ إِنما يُحْفَظ

حِفْظاً، يعني أَن التعجب موضوع على صيغة فعل الفاعل، قال: ولا يُتَعَجَّبُ

ما لم يُسَمَّ فاعلُه. ويقال شُغِلْتُ عنك بكذا، على ما لم يسمَّ فاعله،

واشْتَغَلْت. ورجل شَغِل: من الشُّغْل ومُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَلٌ

ومَشْغُولٌ؛ قال ابن سيده: ورجُل شَغِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وعندي أَنه على

النَّسَب لأَنه لا فِعْلَ له يجيء عليه فَعِلٌ، وكذلك رَجُل مُشْتَغِلٌ

ومُشْتَغَل؛ الأَخيرة على لفظ المفعول، وهي نادرة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

إِنَّ الذي يَأْمُلُ الدُّنْيا لَمُتَّلَهٌ،

وكُلُّ ذي أَمَلٍ عنه سَيَشْتَغِلُ

وشُغْلٌ شاغِلٌ، على المبالغة: مثل لَيْل لائِلٌ؛ قال سيبويه: هو بمنزلة

قولهم هَمٌّ ناصِبٌ وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. واشْتَغَلَ فلان بأَمره، فهو

مُشْتَغِلٌ. ابن الأَعرابي: الشَّغْلة والعَرَمَةُ والبَيْدَر والكُدْسُ

واحد، وجمع الشَّغْلة شَغْلٌ وهو البَيْدَر، ورى الشَّعْبي في الحديث: أَن

عليّاً، عليه السلام، خَطَبَ الناسَ بعد الحَكَمَيْن على شَغْلةٍ، عَنَى

البَيْدَرَ؛ قال ابن الأَثير: هي بفتح الغين وسكونها.

شغل
الشًّغْلُ، فيهِ أَرْبُعُ لُغات، بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْنِ، مِثْلُ خُلْقٍ وخُلُقٍ، وبِالْفَتْحِ وبِفَتْحَتَيْنِ، مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ، وقَرَأَ أَهْلُ الشَّامِ، والكُوفَةِ، وزَيْدٌ، ويَزِيدُ، ورُوَيْسٌ: فِي شُغُلٍ بِضَمَّتَيْنِ، وعَيَّاش مُخَيّر، وقَرَأَ ابنُ أبي هُبَيْرَةَ، ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ: فِي شَغْلٍ، بالفَتْحِ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَأَبُو عَمْرٍ و، وَأَبُو السَّمَّالِ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ: فِي شَغَلٍ بالتَّحْرِيكِ، ضِدُّ الفَراغِ، وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ الْعارِضُ الَّذِي يُذْهِلُ الإِنْسانَ، ج: أشْغَالٌ، وشُغُولٌ، قَالَ ابنُ ميَّادةَ:
(وَمَا هَجْرُ لَيْلَى أنْ تَكونَ تَبَاعَدَتْ ... عليْكَ وَلَا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ)
وَقد شَغَلَهُ، كمَنَعَهُ، شَغْلاً، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ، وَهَذِه عَن سِيبَوَيْه، وأشْغَلَهُ، واخْتُلِفَ فِيهَا، فقيلَ: هِيَ، أَي أشْغَلَهُ، لُغَةٌ جَيِّدَةٌ، أَو قَلِيلَةٌ، أَو رَدِيئَةٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا يُقالُ: أشْغَلْتُهُ، ومِثْلُهُ فِي شُرُوحِ الفَصِيحِ، وشَرْحِ الشِّفاءِ للشِّهابِ، والمُفْرَداتِ للرَّاغِبِ، والأَبْنِيَةِ لابنِ القَطَّاعِ، وَلَا يُعْرَفُ لأَحَدٍ القَوْلُ بِجَوْدَتِها عَن إِمامٍ مِن أئِمَّةِ اللَّغَةِ، وكَتَبَهُ بَعْضُ عُمَّالِ الصَّاحِبِ لهُ فِي رُقْعَةٍ، فَوَقَّعَ عَلَيْهَا: مَنْ يَكْتُب إِشْغَالِي، لَا يَصْلُح لأَشْغَالِي. قالَ شيخُنا: فَإِذاً لَا مَعْنَى لِتَرَدُّدِ المُصَنِّفِ فِيهَا. قلتُ: ولَعَلَّهُ اسْتَأْنَسَ بِقَوْلِ ابنِ فَارِسٍ، حيثُ قالَ فِي المُجْمَلِ: لَا يَكادُونَ يَقُولُونَ: أشْغَلْتُ، فَهُوَ جائِزٌ.
فتَأَمَّلْ ذَلِك. واشْتَغَلَ بِهِ، وشُغِلَ، كعُنِيَ، فهوَ مَشْغُولٌ، قالَ ثَعْلَب: شَغِلَ، مِنَ الأَفْعالِ الَّتِي غُلِّبَتْ فِيهَا صِيغَةُ مَا لم يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قالَ: ويُقالُ مِنْهُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَشْغَلَهُ، قالَ: وَهُوَ شَاذٌّ، إِنَّما يُحْفَظُ حِفْظاً، لأَنَّهُ أَي التَّعْجُّبُ، مَوْضُوعٌ عَلى صِيغَةِ فِعْلِ الفاعِلِ، وَلَا يُتَعَجَّبُ مِنَ الْمَجْهُولِ، ويُقالُ: شُغِلَ عَنْهُ بِكَذا، عَلى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وهوَ شَغِلٌ، ككَتِفٍ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّهُ على النَّسَبِ، لأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ يَجِيءُ عليْهِ: قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: وكذلكَ رَجُلٌ مُشْتَغِلٌ، بِكَسْرِ الغَيْنِ، قالَ: وفَتْحُ الغَيْنِ، أَي عَلى لَفْظِ المَفْعُولِ، نَادِرٌ، وأَنْشَدَ:
(إنَّ الَّذِي يَأْمُلُ الدُّنْيَا لَمُتَّلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أَمَلٍ عَنهُ سَيشْتَغِلُ)
وقالَ اللَّيْثُ: اشْتَغَلْتُ أَنا، والفعلُ الَّلازِمُ اشْتَغَلَ. وقالَ أَبُو حاتِم فِي كِتابِ تَقْويمِ المُفْسَدِ والمُزالِ عَن جِهْتِهِ من كَلامِ العَرَب: لَا يُقالُ: اشْتَغَل، وَكَذَلِكَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ ابنُ فارِسٍ فِي المقاييس: قَدْ جَاءَ عَنْهُم: اشْتَغَلَ فُلانٌ بالشَّيْءِ، فَهُو مُشْتَغِلٌ، وأنْشَدُوا:
(حيَّتْكَ ثُمَّتَ قالَتْ: إِنَّ نَفْرَتَنا ... اليومَ كُلَّهُمُ يَا عُرْوَ مُشْتَغِلُ)
وشَغْلٌ شَاغِلٌ: مُبالَغَةٌ، كَما يَقولونَ: شِعْرٌ شاعِرٌ، ولَيْلٌ لاَئِلٌ، ومَوْتٌ مائِتٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ) سِيبَوَيْه: هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهم: هَمٌّ نَاصِبٌ، وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. والمَشْغَلَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: مَا يَشْغُلُكَ، أَي يَحْمِلُكَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الشَّغْلَةُ: بالفتحِ، والْبَيْدَرُ والْكُدْسُ، والعَرَمَةُ، واحِدٌ، ج: شَغْلٌ، كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ، ورَوَى الشَّعْبِيُّ فِي الحديثِ: أَنَّهُ خَطَبَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ عَلى شَغْلَةٍ، فَحَمَدَ اللهَ، وأثْنَى عليْهِ، وصَلَّى عَلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، ثُمَّ قالَ: الصَّمْتُ حُكْمٌ والسُّكُوتُ سَلاَمَةٌ، وَلَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطاعُ، ومُخالَفَةُ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ تُورِثُ الحَسْرَةَ والنَّدَامَةَ، قالُوا: حَكِّمْ، فقلتُ: لَا، فَقَالُوا: لَا بُدَّ، فَلَمَّا حَكَّمْتُ، قَالُوا: لَا حُكْمَ إلاَّ لِلِّهِ، ألاَ وإِنَّ هَذِه كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها بَاطِلٌ، إِنَّما يَقولُونَ: لَا أمِيرَ وَلَا إِمارَةَ. وأشْغُولَةٌ، بالضَّمِّ: أفْعُولَةٌ مِنَ الشُّغْلِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: شَغَلَتْنِي عَنْكَ الشَّواغِلُ، جَمْعُ شاغِلٍ. والمَشَاغِلُ: جَمْعُ المَشْغَلَةِ. واشْتَغَلَ فيهِ السَّمُّ: سَرَى، والدَّوَاءُ: نَجَعْ. والشَّغَلَةُ، مُحَرَّكَةً: لَغُةٌ فِي الشَّغْلَةِ، بالفتحِ، عَن ابنِ الأَثِيرِ. والشَّغَّالُ، كشَدَّادٍ: الكَثيرُ الشُّغْلِ. وتَشَاغَلَ عنهُ: ذَهَبَ.
وفُلاَنٌ فَارغٌ مَشْغُولٌ: مَتَعَلِّقٌ بِما لَا يَنْتَفِعُ بِهِ. وَهُوَ أشْغَلُ مِن ذَاتِ النِّحْيَيْنِ. ومِنَ المَجازِ: دارٌ مشْغُولَةٌ، فِيهَا سَكَّانٌ. وجَارِيَةٌ مَشْغُولَةٌ: لَهَا بَعْلٌ. ومَالٌ مَشْغُولٌ: مُعَلَّقٌ بِتِجارَةٍ.

شغل

1 شَغَلَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (O, K, MS,) inf. n. شَغْلٌ (Msb, K) and شُغْلٌ, (K,) the latter on the authority of Sb, (TA,) He, or it, (a man, S, or an affair, Msb,) busied him, occupied him, or employed him; (K;) i. q. أَلْهَاهُ [signifying as above; and particularly he, or it, busied him, &c., so as to divert him from (عَنْ) something; or diverted him from a thing by busying him, &c.]: (S and Msb and K in art. لهو, and Bd and Jel in xv. 3, &c.:) [↓ شغّلهُ signifies he, or it, busied him, &c., much; i. e.] with teshdeed it denotes muchness: (Bd in xlviii. 11:) ↓ اشغلهُ is a good dial. var. of شَغَلَهُ; or is rare; or bad: (K:) accord. to IDrd [and J], (O,) one should not say أَشْغَلْتُهُ; (S, O;) for it is bad: (S:) accord. to IF, they scarcely ever say أَشْغَلْتُ, [thus in the O, but in the Msb ↓ اِشْتَغَلَ,] but it is allowable: (O:) none of the leading lexicologists is known to have pronounced it good. (TA.) [Hence the saying, شَغَلَتْ سَعَاتِى جَدْوَاىَ (see art. سعو and سعى), or, as some relate it, شغلت شِعَابِى جدواى (see art. شعب).] See another ex. voce شَاغِلٌ. One says also شُغِلَ بِهِ, (Msb, K,) meaning تَلَهَّى [i. e. He was, or became, busied, &c., by it], (Msb,) and به ↓ اشتغل [meaning the same]; (Az, Msb, K;) and شُغِلْتُ عَنْكَ بِكَذَا [I was, or became, busied, &c., so as to be diverted from thee, by such a thing], (S, O,) and ↓ اِشْتَغَلْتُ [in the same sense]: (S:) and عَنْهُ ↓ تشاغل, (TA,) which likewise signifies تَلَهَّى [meaning as expl. above, or he busied himself, &c., so as to divert himself from him, or it]: (TA in art. لهو, and Bd and Jel in lxxx. 10:) some disallow ↓ اِشْتَغَلَ, in the form of an active verb, but say اُشْتُغِلَ, in the form of a pass. verb; but it is originally quasi-pass of أَشْغَلْتُهُ, like as are اِحْتَرَقَ and اِكْتَهَلَ of أَحْرَقْتُهُ and أَكْهَلْتُهُ; [though why of أَشْغَلْتُهُ rather than of شَغَلْتُهُ, I do not see:] Az mentions the usage of its act. and pass. part. ns.: (Msb:) accord. to AHát and IDrd, one should not say ↓ اِشْتَغَلَ; but IF mentions, as transmitted from the Arabs, اُشْتُغِلَ فُلَانٌ بِالشَّىْءِ, and the pass. part. n. (O.) b2: One says also, نَحْنُ نَشْغَلُ عَنْكَ المَرْتَعَ (assumed tropical:) [We occupy the place of pasturage so as to keep it from thee], and المَآءَ [the water]; meaning, it is sufficient for us without being more than sufficient. (S in art. شفه.) And شُغِلَ عَنْكَ مَا عِنْدَنَا (assumed tropical:) [What we had was employed so as to be kept from thee]. (JK in that art.) 2 شَغَّلَ see the preceding paragraph.4 اشغلهُ: see 1. b2: مَا أَشْغَلَهُ [meaning How much is he busied! &c.], (Th, S, K,) denoting wonder, (Th, TA,) is anomalous, because one does not [regularly] form a verb of wonder from one in the form of a pass. verb. (Th, S, K.) 6 تشاغل عَنْهُ: see 1. [Accord. to Golius, تشاغلوا signifies They occupied one another, on the authority of the KL; in which, however, I find only تَشَاغُلٌ expl. as meaning خودرا بچيزى مشغول كردن i. e. To make oneself busied, &c., with a thing.]8 إِشْتَغَلَ see 1, in five places. b2: One says also, اِشْتَغَلَ فِيهِ السَّمُّ The poison crept into him, or pervaded him; syn. سَرَى: and اشتغل فِيهِ الدَّوَآءُ The medicine entered into him, and produced an effect upon him, or showed its effect upon him; syn. نَجَعَ. (TA.) شَغْلٌ an inf. n. of 1. (K, Msb.) See the next paragraph.

A2: And see also شَغْلَةٌ.

شُغْلٌ and ↓ شَغْلٌ and ↓ شُغُلٌ (S, O, Msb, K) and ↓ شَغَلٌ (S, O, K;) Business, occupation, or employment; (PS;) contr. of فَرَاغٌ: (K:) [and particularly business, &c., that diverts one from a thing:] or an occurrence that causes a man to forget, or neglect, or be unmindful: (Er-Rághib, TA:) pl. [of pauc.] أَشْغَالٌ (S, O, K) and [of mult.] شُغُولٌ: (K:) شُغْلٌ is mentioned by Sb as an instance of an inf. n. having a pl., namely, أَشْغَالٌ; like عَقْلٌ and مَرَضٌ. (TA in art. مرض.) [See also أُشْغُولَةٌ.]

شَغَلٌ: see the next preceding paragraph.

شَغِلٌ Busy, or busied, occupied, or employed: (K:) [and particularly busy, &c, so as to be diverted from a thing:] thought by ISd to be a possessive epithet [meaning ذُو شُغْلٍ], because it has no verb to which it is conformable: (TA:) it is an epithet applied to a man, from الشَّغْلُ [or الشُّغْلُ]: (IAar, in O:) and ↓ مَشْغُولٌ signifies the same; (Msb, TA;) and ↓ مُشْتَغِلٌ (Az, Msb, K) and ↓ مُشْتَغَلٌ, (Az, IF, O, Msb, K,) the latter [said to be] extr. [meaning anomalous, for اُشْتُغِلَ is not mentioned by F]. (K.) شُغُلٌ: see شُغْلٌ.

شَغْلَةٌ Reaped grain or wheat, collected together, in the place where it is trodden out; syn. بَيْدَرٌ and كُدْسٌ (IAar, O, K) and عَرَمَةٌ; (IAar, O;) as also ↓ شَغَلَةٌ: (IAth, TA:) pl. [or coll. gen. n.] of the former ↓ شَغْلٌ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شُغَلٌ,]) like as تَمْرٌ is of تَمْرَةٌ. (O, TA.) شَغَلَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَغَّالٌ signifies كَثِيرُ الشُّغْلِ [i. e. Having much business or occupation or employment; or who busies or occupies or employs himself much]. (TA.) شَاغِلٌ act. part. n. of شَغَلَهُ; [Busying, occupying, or employing; &c.;] (S, Msb;) applied to a man, (S,) or to an affair. (Msb.) [Hence,] one says, عَنْكَ الشَّوَاغِلُ ↓ شَغَلَتْنِى [Busying affairs busied me, or have busied me, so as to divert me from thee]: the last word being pl. of شَاغِلٌ. (TA.) شُغْلٌ شَاغِلٌ [lit. Busying business, or the like,] has an intensive meaning: (K:) the latter word in this case is a corroborative, as in لَيْلٌ لَائِلٌ. (S.) أَشْغَلُ [More, and most, busy &c.]. أَشْغَلُ مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ [More busy than she who was the owner of the two skins of butter] is a prov. [mentioned in the TA]: she was a woman of [the tribe of] Teym-Allah: she used to sell clarified butter, in the Time of Ignorance; and Khowwát Ibn-Jubeyr El-Ansáree came to her, demanding to buy clarified butter of her, and saw no one with her, and he bargained with her: so she untied a skin, and he looked at it: then he said to her, “Hold thou it until I look at another: ” and she said, “Untie thou another skin: ” and he did so, and looked at it, and said, “I desire other than this; therefore hold thou it: ” and she did so: and when her hands were [thus] occupied, he assaulted her, and she was unable to repel the him. (Meyd.) أُشْغُولَةٌ an instance of the measure أُفْعُولَةٌ from الشُّغْلُ [similar to أُلْهُوَّةٌ and أُلْهِيَّةٌ, and to أُلْعُوبَةٌ, &c.; app. meaning A thing with which one is busied, &c.: and also syn. with شُغْلٌ]. (O, K.) مَشْغَلَةٌ A thing that causes one to be busied, &c.: (K, * TA:) pl. مَشَاغِلُ. (TA.) مَشْغُولٌ: see شَغِلٌ. b2: [Hence,] فُلَانٌ فَارِغٌ مَشْغُولٌ Such a one is devoted to that which is unprofitable. (TA.) b3: And جَارِيَةٌ مَشْغُولَةٌ A young woman having a husband. (TA.) b4: and مَالٌ مَشْغُولٌ Property devoted to commerce. (TA.) b5: And دَارٌ مَشْغُولَةٌ A house in which are inhabitants. (TA.) مُشْتَغِلٌ and مُشْتَغَلٌ: see شَغِلٌ.
شغل: يشغل الطلبة: يثقفهم؛ يشغل في الفقه: يعطي دروساً في الفقه (مملوك 1، 2، 199).
شغّل: أعطى شغلاً لفلان (بوشر).
شغل: منع (فوك) ( Impedire) ( حياة السلطان 69: 17): ولم يشغله ظنُ محاسنه حبسه عن تعبية (كذا) فهرب في أوائل الأمر.
شغل: عمل. صنع.
شغل دراهمه، أو فلوسه، أو مصرياته: استثمر أمواله، جعلها تثمر فوائد (بوشر).
شغلّ: وشى قماشاً، طرّزه.
مشاغل: مفسد، مسبب للارتباك.
(روجرز 174، 15): حتى لا يبقى هناك مُشاغلٌ ولا مكان يكون بسببه فساد في تلك النواحي (الكاتب اخطأ حين كتبها مَشاغل). مُشاغل - مُله فلاناً، يقوم بما يصرف انتباه غيره ويحوله عن القصد. (فخري 49، 7): فشاغلها ساعة حتى غفلت عن نفسها ثم دفعها إلى دجلة فغرقت؛ وتقال أيضاً حين نكون مع المريض ونحرص على تحويل أفكاره عن المتاعب التي تحيط به وتؤوده (حياة السلطان 19، 21): ((وبتنا تلك الليلة أجمع أنا والطبيب نمرضه ونشاغله)). بوشر استعمل أسم المصدر بمعنى صرف وإلهاء، وتحويل الشيء - مسامرة، إثارة (بوشر). أشغل - (الكلمة لدى فوك في مادة Impedire) : (( أشغل الشراب بالبنج)): وضع مخدراً من الخمرة (ألف ليلة وليلة برسل 4، 346) (ماكني استعمل شغله أيضاً) إلا أن ماكني وبولانجيه استعملا كلمة أشعله مما جعل الكلمة غير واضحة في كتابتها. اشتغل ب أو اشتغل في: عمل شيئاً (بوشر، هربرت 73).
اشتغل: عمل، اشتغلت (نقوده) وأثمرت فوائد (بوشر).
اشتغل: تخمرّ (الخمر)؛ تعوجّ (الخشب) (بوشر).
اشتغال: دراسة (ابن خلكان 1، 180، 18، سلين) (مقري 1، 819، 15): كانت له حلقة اشتغال (وتكرر هذا عند بول 828، 7 مرتين 847، 936، 2، وفخري 359 في مادة أستاذ (مستخدماً حرف الجر على (معجم أبي الفداء، ورينان افيروس 484، 4 والمقري 1، 711، 1).
إشتغال ب: فاوض، تاجر (فوك).
اشتغال ب: إدارة (رولاند).
اشتغال: عند الحديث عن تشغيل آلة (بوشر).
وكذلك القول ((الغليون ما يشتغل)) لأنه مسدود (بوشر)، علوفته تجري دائماً ((رواتبه تجري دائماً .. )) اشتغال: مرادف لكلمة عمل (ألف ليلة: 1، 220): تعمل الستور (وفي 1، 4): تشتغل الستر في ثمانية أيام.
اشتغال: تصنيع (بيجي).
اشتغل شغلاً: بدّل نمط حياته اتخذ وضعاً، (بوشر).
اشتغل: تمتع ب (رولاند).
اشتغل في: انظره عند فوك في مادة Impedire.
شَغَل، شُغُل، شَغْل: هي دائماً لدى (الكالا) تكتب شُغَل، أي شُغْل بنطقٍ مخفف.
شغل: عمل يمنعك من عمل شيء آخر، أو التفكير فيه (سواء استعملت مع الكلمة حرف الجر عن أو (في أشغال) مثل (هو في شغل ذلك) أو الكلمة وحدها (معجم البلاذري). مع ملاحظة ان العبارات التي وردت ص156، 5 و202، 2 تناولت أسم المصدر من هذه الكلمة.
شغل: عمل، صنع قد تمّ، أو صنعوه، أو لكي يصنع، عمل أنتجه العامل (الكالا) (بوشر) (محيط المحيط).
أعطى شغلاً: قدم عملاً. (الكالا).
تقوت بشغل يديه: تكسّب من عمله (بوشر).
شغل عياقة: إنتاج شخصي فاخر يتسم بالمهارة. (بوشر).
شغل يد: عمل يدوي (بوشر).
شغل: هيئة أو منوال أو عمل الصانع أو تفصيل الصنع (بوشر).
حق الشغل: أجر ما تقدم في أعلاه (بوشر).
شغل الجَناَّن: البستاني (الكالا).
شغل الفلاح: الحراثة والفلاحة (الكالا).
شغل: شغل التاجر والبائع وعملياتهما. (الكالا) شغل: مهنة، حرفة، وظيفة (عمراني 213): ((وقبض على أبي طاهر - صاحب المخزن وصادره ثم أطلقه وأعاده إلى شغله.
شغل: عبادة، نسك، طقس، عادة إنجاز الفروض الدينية، (أماري 194/ 3: كان من الكدادين عمره كله وكان من أهل الشغل والذكر). ومنه 196/ 2 (حيث يجب أن نقرأ مع المخطوطة: عليه من الكد): الاشتغال بالله تعالى والدار الآخرة، وعند (رياض النفوس 78): فلما كان بعد المغرب أخذ في الشغل كعادته فقالت له نفسه عجّل قليلاً تفطر على تمر حلال فعاتب نفسه بأن قال لها (أضف إلى النص: أما) استطعت الصبر عن خمس تمرات حتى أمرتني أن أخفف صلاتي من أجلهن.
شغل: عمل المصنع أو المعمل (الكالا، الادريسي).
شغل: أنجز مهماته، أرضى حاجته (بوشر).
الشغل: اصطلاح موسيقي وفي (محيط المحيط 471): الشغل عند أرباب الغناء للترنيمة التي يترنم المغنى بها مبنية على أدوار مزدوجة أو مربعة. ويستعمل عند الموّلدين بمعنى العمل.
الأشغال: ومنها الأشغال المالية (المقدمة 2، 12، 10) الأشغال الخراجّية (المقري 1، 134، 9) الأشغال المخزنية (المؤلف المجهول، كوبنهاجن) (أماري 8، 382) وفي تاريخ البربرية 1، 214، 7: استعمله على الأشغال بمدينة سلا، وفي 335: 14: قدمه على الأشغال بالعدوتين (وتقرأ كلمة الأشغال هنا وما سبقها كما لو أنها وزير المالية (في أسبانيا وفي أفريقيا) وفي 338، 6، 395، 402، 8 نستطيع ان نعدّ كل تعبير: صاحب الأشغال بمثابة صاحب الأشغال الخارجية (المقري 1، 134، 9)
لقد كان هناك واحد من هؤلاء في كل مدينةٍ كبيرة يدعى مدير الضرائب أما في العاصمة فقد كان يدعى وزيراً للمالية (المقري 1، 1) (المقدمة 2، 12 إلى نهاية 14، 19) و (أبو حمو 82): صاحب أشغالك، المتقدم إلى أعمالك، الناظر على كافة -كذا- عمالك.
وهناك أيضاً (بارغيز 36، بربرية 1، 338، 7، 378، 7، 395، 10، 444، 9) (والجريدة الآسيوية 1844، 1، 410) أورد تعبير: أهل الأشغال: أي المستخدمون في الإدارة المالية (ابن بطوطة 2، 128).
شغل البال: القلق (بوشر).
شغل الثور: شغل الثور نوع من أنواع القماش القطني، وقد أطلقت عليه هذه التسمية لأنه يصنع من آلة يقوم الثور بتشغيلها (لين: ألف ليلة 11، 19).
ثاني شغل الدراهم -كذا- إعادة استثمار النقود، استثمار جديد (بوشر).
شغلة: شأن، شغل، عمل مهمة، كيف الشغلة ((كيف أحوال الأمور)) (بوشر).
شَغيل: عامل (بوشر) كادح (هيلو).
شغَال: كادح، مثابر، مجد (بوشر) (هربرت 236) نشط، حَرك (بوشر).
شغّال: عامل يدوي، ومؤنثه شغّالة أي عاملة (بوشر).
شغال: مطرز (بوشر).
شغّيل: كادح (بوشر).
شغل شاغل: مبالغة (في اللغة) ومهمة عاجلة (بوشر).
مشغلة: أمر سبّب حرجاً (البلاذري): ((ما قولك في الدرع؟ الجواب: مشغلة للفارس متعبةٌ للراجل)). أخطأ الناشر للمعجم حين ظن أنها مصدر أشغل، أنظر لين في مَتعَبة.
مشغلة: لعبة أطفال (الكالا).
مشغول: بدراساته خاصةً (ألف ليلة 1، 37، 1): بات مشغولاً أي قضى الليل في الدراسة.
مشغول: كان وحيداً ومشغول البال يقظاً محترساً، في حالة إنذار وارتياب وحدر (بوشر).
مشغول البال: صاحب أوهام (بوشر).
مشغول: معمول، مصنوع (بوشر).
مشغول: قماش دمقسي Damasse ( بوشر).
اشتغالي: منسوب إلى الأعمال المالية (المقري 3، 693، 16): ((هذا على قلة معرفته بتلك الطريقة الاشتغالية وعدم اضطلاعه بالأمور الجبائية)) أي النظام المالي أو العمليات المالية.
مشتَغل: عامل، عامل يدوي (فوك).
مشتغل: موظف في الشؤون الإدارية للمالية (مقري 3، 693) (المخطوط لمجهول كوبنهاجن 66): ووصل في جملة من وصل من مشتغلين (الأوفق أن يقال مشتغلي) الأندلس يوسف بن عمر الكاتب المؤرخ لدولة المنصور رحمه الله وكان باشبيلية ينظر في بعض الأشغال المخزنية (73، 74، 118، أماري ديبلوماسية 35، 1، 103، 6، 106، 107، 2، 108، 2). انشغال: قلق، هم، انشغال الفكر. سبق الظن أو الحكم (بوشر).
انشغال: همّ (بوشر).
شغل
شغَلَ يَشغَل، شَغْلاً وشُغْلاً، فهو شاغِل، والمفعول مَشْغول
• شغَلَ المستأجرُ الدّارَ: سكنَها، ضدّ أخلاها.
• شغَلَ الوظيفَةَ: تولاّها، حصل عليها "يشغل كرسيَّ الرِّئاسة".
• شغَلَه مستقبلُ ولده: همّه وأقلق بالَه ° شغل الانتباه: ملك كُلَّ القوى.
• شغَلَ نفسَه بكذا: وجّه اهتمامَه إليه "شغَل ابنَه بالمذاكرة"? شغَل أوقات فراغه: ملأها ببعض الأعمال- شغل البالَ/ شغل الفكرَ: أصاب النَّفس بالقلق والهمّ- شغَل الوقتَ لخدمة المحتاجين: كرّسه ووقفه.
• شغَلَ فلانًا عن الشّيء: ألهاه عنه وصرفه "شغَله الضيفُ عن القيام بعمله- {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} ".
• شغَلَ نفسَه في الأمرِ: وجَّه همَّه له "شغَل نفسَه في أمورٍ
 لا تنفع". 

شُغلَ بـ يُشغَل، شَغْلاً، والمفعول مشغول به
• شُغلَ بالأمر: انصرف إليه، تلهّى به "شُغِل بالحقل".
• شُغلَ عنه بكذا: تلهَّى به عن غيره "شُغل عن همِّه بنزهةٍ في الجبل- وطني لو شُغِِلْتُ بالخُلْد عنهُ ... نازعتني إليه في الخلد نفسي". 

أشغلَ يُشغِل، إشغالاً، فهو مُشْغِل، والمفعول مُشْغَل
• أشغلَه الأمرُ عن كذا: شَغَلَه؛ ألهاه عنه. 

اشتغلَ/ اشتغلَ بـ/ اشتغلَ عن/ اشتغلَ في يشتغل، اشتغالاً، فهو مُشتغِل، والمفعول مُشتغَل به
• اشتغلَ المُحرِّكُ: دار، عمِل.
• اشتغلَ بكذا: عمِل به، زاول مهنة أو صنعة "اشتغل بالتدريس".
• اشتغلَ عنه: تلهّى عنه بغيره "اشتغل كلُّ واحد عن رفيقه بالكسب والمال" ° اشتغل قلبُه: تشوَّشت أفكاره.
• اشتغلَ الدَّواءُ في جسمه: سَرَى ونجح، أثَّر، فعل مفعولَه "اشتغل السمُّ في عروقه".
• اشتغلَ في حقله: قام بعمل فيه، مارس فيه جهدًا أو نشاطاً. 

انشغلَ/ انشغلَ بـ/ انشغلَ عن ينشغل، انشغالاً، فهو مُنشغِل، والمفعول مُنشغَل به
• انشغل بالُه: مُطاوع شغَلَ: قلِق واعتراه همّ وفكر.
• انشغل بقضيَّته: صرف اهتمامَه إليها "انشغل بتأليف كتاب- ينشغل بالعمل كلّ دقيقة من وقته".
• انشغل عن الشَّيءِ: انصرف عنه وأهمله وتركه لاهتمامه بغيره. 

تشاغلَ/ تشاغلَ بـ/ تشاغلَ عن يتشاغل، تشاغُلاً، فهو مُتشاغِل، والمفعول مُتشاغَل به
• تشاغل الشَّخصُ: أظهر أنه مشغول.
• تشاغل بكذا: شُغِل به؛ أظهر نشاطاً، أو اهتمّ بنشاط "تشاغل بتحضير حفلة".
• تشاغل عن الشَّيءِ: تلهَّى عنه بشيءٍ آخر "تشاغل عن ضيفه". 

تشغَّلَ بـ يتشغَّل، تشغُّلاً، فهو مُتَشَغِّل، والمفعول مُتشغَّل به
• تشغَّل بجمع المال: انشغل به؛ انصرف إليه باهتمام. 

شاغلَ يشاغل، مشاغلةً، فهو مُشاغِل، والمفعول مُشاغَل
• شاغلتِ الأمُّ طفلَها: ألهته وشغلته. 

شغَّلَ يشغِّل، تشغيلاً، فهو مُشغِّل، والمفعول مُشغَّل
• شغَّلتِ الشَّركةُ عمّالاً: وظَّفَتهم، أسندت إليهم عملاً.
• شغَّل الأستاذُ طلاّبَه: حمّلهم بأعباء كثيرة.
• شغَّلَ الآلةَ: أدارها، جعلها تعمل.
• شغَّل مالَه: وظّفه، نمّاه، استثمره. 

أُشْغُولة [مفرد]: ج أُشْغُولات وأشاغيلُ: كلّ ما يَشغَل ويُلهي. 

اشتغال [مفرد]:
1 - مصدر اشتغلَ/ اشتغلَ بـ/ اشتغلَ عن/ اشتغلَ في.
2 - حركة سير أو عمل "اشتغال آلة أو محرِّك".
3 - (نح) أن يشتغل العاملُ عن نصب الاسم المتقدِّم عليه بنصب ما يليه من ضمير ذلك الاسم، نحو: الولد ضربته، أو من متعلّقه، نحو: الصبيُّ خنتُ أباه، فالعامل مُشتغِل والاسم المتقدِّم مشتغَل عنه، والمنصوب بعد العامل شاغِل. 

تشغيلة [مفرد]: (كم) وصف لعمليّة صناعيّة كاملة تتمّ على دفعات مبتدئة بالموادّ الخام، وتنتهي بها مصنّعة. 

شاغِل [مفرد]: ج شاغلون وشواغِلُ:
1 - اسم فاعل من شغَلَ.
2 - ما يملأ فكرَ الشَّخص وعقلَه وقلبَه "وجد فيه شاغلاً عن الهوى- هموم شاغلة" ° شغلتْهُ الشَّوَاغِلُ: انشغل بما هو فيه عن غيره- شُغْل شاغل: ما يستأثر باهتمام الإنسان وينصرف إليه كلِّيًّا. 

شَغَّال [مفرد]: ج شغَّالون وشغَّالة:
1 - صيغة مبالغة من شغَلَ: كثير الشّغل.
2 - أحد خَدَم البيوت.
3 - مَنْ يقوم بأنواع العمل غير الصناعيّ، مثل شغّالة الزراعة.
4 - مَن أو ما يعمل بكفاءة واقتدار؛ مُجدّ في عمله "هذا المصنع شغّال- هو
 رجل شغّال- تلميذ شغّال". 

شغَّالة [مفرد]: مؤنَّث شَغّال.
• الشَّغَّالة: (حن) واحدة عقيم في مستعمرة الحشرات الاجتماعيَّة، كالنَّحل تقوم بنشاط معيَّن كجمع الغذاء أو تهوية الخليّة وغيرها. 

شَغْل [مفرد]: مصدر شغَلَ وشُغلَ بـ. 

شُغْل1 [مفرد]: ج أشغال (لغير المصدر): مصدر شغَلَ.
• أشغال شاقَّة: حكم بالسجن مع التكليف ببعض الأعمال المُرهقة خلال فترة السجن في عقوبة بعض الجرائم قانونًا.
• أشغال عامَّة: أعمال بناء أو إنشاءات أو صيانة.
• وزارة الأشغال: الوزارة المسئولة عن المرافق والخدْمات العامّة.
• أشغال شاقَّة مُؤبَّدة: حكم بالسجن مع الأشغال لمدَّة 25 عامًا في عقوبة بعض الجرائم قانونًا. 

شُغْل2/ شُغُل [مفرد]: ج أشغال: نشاط ذهنيّ أو جسديّ يصرف إليه الإنسانُ جُهدَه ويشغل به وقتَه، عمل، ما يشغل فراغ الإنسان "بحث عن شُغْل- الشُّغل مجهدة والفراغ مفسدة- {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} " ° شُغْل يد/ شُغْل يدويّ: صناعة يدويّة- في شغل شاغل: في تفكير أو عمل مستمر. 

مشاغِلُ [جمع]: مف مشغلة: أمور تشغل الفكرَ وينصرف إليها اهتمامُ الإنسان وجهدُه، شغل، عمل "لديّ مشاغل كثيرة هذه الأيّام". 

مُشغِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شغَّلَ.
2 - جهاز تشغيل أو جهاز يساعد في إدارة محرّك "مُشغِّل سيارة/ تلقائيّ". 

مَشْغل [مفرد]: ج مشاغلُ:
1 - اسم مكان من شغَلَ: مكان شُغْل لأعمال مهنيّة أو صناعيّة "مَشْغَل حدّاد- زوَّد مَشْغلاً بالمعدّات".
2 - مصنع يقوم بحياكة الملابس وتطريزها "مَشْغل خياطة". 

مشغول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شغَلَ وشُغلَ بـ.
2 - مطرَّز، ذو رسوم "مشغولات ذهبيّة أو فضيّة" ° حديد مشغول: مطروق على سندان ويُستعمل في مصنوعات فنيّة وزخرفيَّة- خشب مشغول: مصنوع بعناية.
3 - غير شاغر "منصب/ مسكن مشغول- مشغول طوال الأسبوع" ° امرأةٌ مشغولة: لها زوج، ذات بعْل- رَجُل مشغول: لا فراغ عنده- فلانٌ فارغ مشغول: أي مُتعلِّق بما لا ينتفعُ به- مشغول البال: قلق، مهموم- هاتف مشغول/ خطّ مشغول: لا يُرَدُّ على طالبه لِشَغله- يَوْمٌ مشغول: مليء بالمشاغل.
• مال مشغول: (قص) مُقَيَّد بالتزام يُحدِّد بعضَ التصرُّف فيه? ذمّة مشغولة: مَدِينة بدَيْن. 

مشغوليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مشغول: انشغال، قلق، همّ "اهتمّ بعمله إلى جانب مشغوليّته الأولى بأولاده".
2 - امتلاء، عكسه خلوّ أو فراغ "لاحظت أثناء سفري مشغوليّة القطارات بكثير من الركاب- لاحظتُ مشغوليّة غرفة العمليَّات". 

بتر

بتر: {الأبتر}: الذي لا عقب له. 

بتر


بَتَرَ(n. ac. بَتْر)
a. Severed, cut off; eradicated.

إِنْبَتَرَa. Pass. of I.
أَبْتَرُa. Mutilated, maimed.

بَاْتِر
بَتَّاْرa. Sharp, cutting (sword).
بَاْتُوْرa. Reed-mat.
البتر: حذف سببٍ خفيفٍ وقطع ما بقي، مثل: فاعلاتن، حذف منه: تن، فبقي: فاعلا، ثم أسقط منه الألف وسكنت اللام، فبقي: فاعل، فينقل إلى: فعلن، ويسمى: مبتورًا، وأبتر.
(بتر) - في الحَدِيث "نَهَى عن البُتَيْراء".
قيل: هو أن يُوتر بَركْعَة وَاحدةٍ، وقيل: هو الذي شَرَع في رَكْعَتَين فأَتمَّ أوَّلَهما ونَقَص آخِرَهما.
ب ت ر

ما هم م إلا كالحمر البتر. وليته أعارنا أبتريه وهما عبده وعيره لقلة خيرهما. وطلعت البتيراء وهي الشمس في أول النهار، وخطب زياد خطبته البتراء وهي التي ما حمد فيها ولا صلى. ورجل أباتر: قاطع رحم. قال أبو الربيس:

شديد وكاء الوطب ضب ضغينة ... على قطع ذي القربى أحد أباتر
ب ت ر : بَتَرَهُ بَتْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعَهُ عَلَى غَيْرِ تَمَامٍ وَنَهَى عَنْ الْمَبْتُورَةِ فِي الضَّحَايَا وَهِيَ الَّتِي بُتِرَ ذَنَبُهَا أَيْ قُطِعَ وَيُقَالُ فِي لَازِمِهِ بَتِرَ يَبْتَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ أَبْتَرُ وَالْأُنْثَى بَتْرَاءُ وَالْجَمْعُ بُتْرٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ. 
بتر: بَتَّر بالتشديد: قطع الذئب.
تبتر (انظر لين وتاج العروس)، ديوان امرئ القيس ص26 قصيدة رقم 10.
باتر وجمعه بواتر، وبتراء وجمعها بتر وكل الصفات المشتقة من الأصل بتر تستعمل أسماء بمعنى: السيف القاطع (عباد 1: 84 رقم 62).
بتور: الانيون، جناح رومي (نبات) ذكره المستعيني في مادة راسن.
أُبْتَر: قاطع (كوسيج مختار 76).
مُبَتَّر: يقال كتاب مُبَتَّر: ناقص، غير كامل (مونج 8).
ب ت ر: (بَتَرَهُ) قَطَعَهُ قَبْلَ الْإِتْمَامِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (الِانْبِتَارُ) الِانْقِطَاعُ وَ (الْأَبْتَرُ) الْمَقْطُوعُ الذَّنَبِ، وَبَابُهُ طَرِبَ، وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا هَذِهِ (الْبُتَيْرَاءُ) » وَ (الْأَبْتَرُ) أَيْضًا الَّذِي لَا عَقِبَ لَهُ وَكُلُّ أَمْرٍ انْقَطَعَ مِنَ الْخَيْرِ أَثَرُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ. 
(ب ت ر) : الْبَتْرُ الْقَطْعُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَمِنْهُ نُهِيَ عَنْ الْمَبْتُورَةِ فِي الضَّحَايَا وَهِيَ الَّتِي بُتِرَ ذَنَبُهَا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا هَذِهِ الْبُتَيْرَاءُ بِتَصْغِيرِ الْبَتْرَاءِ تَأْنِيثُ الْأَبْتَرِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْمَقْطُوعُ الذَّنَبِ ثُمَّ جُعِلَ عِبَارَةً عَنْ النَّاقِصِ (وَمِنْهُ) «اُقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ» وَهُوَ قَصِيرُ الذَّنَبِ مِنْ الْحَيَّاتِ.
بتر
البَتْرُ: قَطْعُ الذَنَبِ ونَحْوِه إذا اسْتَأصَلْتَه، بَتَرته فانْبَتَرَ، وأبْتَرْتُه فَبَتِرَ، وصاحِبُه أبتر.
وسَيْفٌ باتِرٌ: يَبْتُرُ الضرِيْبَةَ.
وحَلَفَ له بَتْرَاءَ: أي لَيْسَ بَعْدَها شَيْءٌ.
والأبْتَرُ: الذي لا عَقِبَ له. والخاسِرُ أيضاً. ورَجُل أبَاتِرُ: يَبْنُرُ رَحِمَه، وأبْتَرُ: مِثْلُه. والبِتْرَةُ: القِطْعَةُ من الثوْبِ والزمَانِ.
والبُتَيْرَاءُ: الشمْسُ؛ في الحَدِيْثِ. والانْبِتَار: العَدْوُ.
وهومُتَبَتَر: أي ثَقِيْل بَطِيء. والأبْتَرَانِ: العَبْدُ والعَيْرُ؛ لقِلَّةِ خَيْرِهِما.
[بتر] فيه: لا يبدأ بحمد الله فهو "أبتر" أي أقطع. ومنه: الذي نحن عليه أحق مما عليه هذا الصنبور "المنبتر" يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وهو من لا ولد له، ولعلهم أرادوا أنه لم يعش له ذكر، وإلا فقد كان له ولد ح. وفي ح الضحايا: نهى عن "المبتورة" أي مقطوعة الذنب. وفيه: قال في خطبته "البتراء" سميت به لأنه لم يذكر فيها الله عز وجل ولا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان له صلى الله عليه وسلم درع يقال لها "البتراء" لقصرها. وفيه: أنه نهى عن "البتيراء" هو أن يوتر بركعة، وقيل أن يشرع في ركعتين وقطع الثانية. وفي ح على في صلاة الضحى: هو حين تبهر "البتيراء" الأرض، وهي الشمس أي حين تنبسط على وجه الأرض وترتفع. و"ابتر الرجل" إذا صلى الضحى. ك: "الأبتر" الحية الصغيرة الذنب، ويتم في "الطفية". ن: قيل صنف منها أزرق لا تنظر إليه حامل إلا أسقطت. ج: إن شانئك هو "الأبتر" أي مقطوع النسل، وقيل: المنقطع عن كل خير.
[بتر] بترت الشئ بترا: قطعته قبل الإتمام. والانْبِتارُ: الانقطاعُ. والباتِرُ: السيفُ القاطعُ. والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَبِ. تقول منه: بَتِرَ بالكسر يَبْتَرُ بترا. وفى الحديث : " ما هذه البتيراء ". والابتر: الذى لا عقب له. وكل أمرٍ انقَطَع من الخيْر أثرهُ فهو أَبْتَرُ. وخطب زيادٌ خطبته البَتْراءَ، لأنَّه لم يحمد الله فيها، ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم. ابن السكيت: الأَبْتَرانِ: العبدُ والعَيْرُ. قال: سُمِّيا أَبْتَرَيْنِ لقلَّة خيرهما. وقد أَبْتَرَهُ الله: أي صَيَّرَهُ أَبْتَرَ. ويقال رجلٌ أُباتِر، بضم الهمزة، للذي يقطع رَحِمَهُ. قال الشاعر : لئيمٌ نَزَتْ في أنفِه خُنْزُوانَةٌ * على قطع ذى القربى أحذ أباتر - والبترية: فرقة من الزيدية، نسبوا إلى المغيرة بن سعد، ولقبه الابتر.
بتر
البَتَر يقارب ما تقدّم، لكن يستعمل في قطع الذّنب، ثم أجري قطع العقب مجراه.
فقيل: فلان أَبْتَر: إذا لم يكن له عقب يخلفه، ورجل أَبْتَر وأَبَاتِر: انقطع ذكره عن الخير ورجل أَبَاتِر: يقطع رحمه، وقيل على طريق التشبيه:

خطبة بَتْرَاء لما لم يذكر فيها اسم الله تعالى.
وذلك لقوله عليه السلام: «كلّ أمر لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر» .
وقوله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر/ 3] أي: المقطوع الذكر، وذلك أنهم زعموا أنّ محمدا صلّى الله عليه وسلم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله، فنبّه تعالى أنّ الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأمّا هو فكما وصفه الله تعالى بقوله: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح/ 4] وذلك لجعله أبا للمؤمنين، وتقييض من يراعيه ويراعي دينه الحق، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: «العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة» هذا في العلماء الذين هم تبّاع النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف هو وقد رفع الله عزّ وجل ذكره، وجعله خاتم الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام؟!
بتر
بتَرَ يَبتُر، بَتْرًا، فهو باتِر، والمفعول مَبْتور
• بتَر عضوًا ونحوَه: قطعه، استأصله، نزعه "بتَر الطبيبُ ورمًا/ ساقًا/ المصيرَ الأعورَ" ° بتَر رحِمَه: قَطَعَها.
• بتَر العملَ ونحوَه: قطعه قبل أن يُتمّه، قصّره وشوَّهه بالحذف والقطع منه "بتَر نصًّا/ مقالةً/ الروايةَ"? كلامٌ مبتور: مقتطع من السِّياق. 

بتِرَ يَبتَر، بَتَرًا، فهو أبْتَرُ
• بتِر الحبلُ وغيرُه: انقطع "بتِرت يدُه بالآلة التي يعمل بها- رجلٌ/ ذئبٌ أبترُ". 

انبترَ ينبتِر، انبتارًا، فهو مُنبتِر
• انبترَ الحبلُ وغيرُه: مُطاوع بتَرَ: بتِر، انقطع. 

أبترُ [مفرد]: ج بُتْر، مؤ بَتْراءُ، ج مؤ بُتْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بتِرَ: مقطوع الذنب، مقطوع اليد أو الرِّجل.
2 - مَن لا عَقِبَ له مِن الأولاد " {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} " ° حُجَّة بتراء: قاطِعة فاصلة في خصومة.
3 - كلُّ مَن انقطع عن الخير أو انقطع عنه الخير " {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} " ° خُطبة بتراء: لم تُبدأ بحمد الله تعالى.
• الأَبْتَر: (عر) الضَّرب الذي اجتمع فيه الحَذْف والقَطْع.
• الأبتر من الحيَّات: ما كان قصيرًا أو خبيثًا. 

باتر [مفرد]: ج بواتِرُ: اسم فاعل من بتَرَ ° سيفُ العدالة الباتر: الحاسم الذي يقضي في الأمور بلا تردُّد. 

بتّار [مفرد]: صيغة مبالغة من بتَرَ: "سيف صارم بتّار". 

بَتْر [مفرد]:
1 - مصدر بتَرَ.
2 - (طب) استئصال طرفٍ أو جزءٍ منه جراحيًّا؛ لفساده وضرره على الجسم "بَتْرُ عُضوٍ".
3 - (عر) عِلّة مقتضاها حذف السبب الخفيف مع ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
4 - (لغ) سقوط صوتٍ أو مقطع أو جزء من آخر الكلمة، ومنه في العربية الترخيم وهو حذف آخر المنادى مثل (يا فاطمُ) ° بتْر الجملة: فقدان التتابع في الكلام. 

بَتَر [مفرد]: مصدر بتِرَ. 

بتر

1 بَتَرَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (M, Mgh, Msb,) inf. n. بَتْرٌ; (T, S, M, &c.;) and ↓ ابتر; (T;) He cut, or cut off, a thing before it was complete: (S, A, L, Msb:) or he cut, or cut off, (M, Mgh, K,) in any manner: (M:) or he cut off (a tail or the like, T) entirely, or utterly. (Aboo-Is-hák, T, M, K.) b2: بَتَرَهُ, (K,) aor. and inf. n. as above; (TA;) or ↓ ابترهُ; (M, L;) He cut off his tail: (K:) or he cut, or amputated, his tail in any place. (M, L.) b3: بَتَرَ رَحِمَهُ, (M,) aor. as above, (M, K,) and so the inf. n., (M,) (assumed tropical:) He cut, or severed, the ties, or bonds, of his relationship; he disunited himself from his relations. (M, K. *) A2: بَتِرَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. بَتَرٌ, (S, Msb,) He (any beast, M) had his tail cut off: (S, Msb, K:) or [had either the whole or a part of his tail cut off;] had his tail cut, or amputated, in any place. (M.) 4 أَبْتَرَ see 1, in two places. b2: [Hence,] ابترهُ said of God, He made him to be. or become, أَبْتَر, (S, K,) i. e., without offspring, or progeny. (TA.) 5 تَبَتَّرَ see 7.7 انبتر It (a tail or the like, T) became cut, or cut off, (T, S, M, K, TA,) in any place, (M,) or entirely; (T, M;) and ↓ تبتّر signifies the same. (TA.) بُتَارٌ: see بَاتِرٌ بَتُورٌ: see بَاتِرٌ بُتَيْرَآءُ: see أَبْتَرُ.

بتّارٌ CCC: see بَاتِرٌ بَاتِرٌ A cutting, or sharp, sword; (T, S, M, K;) as also ↓ بَتَّارٌ (T, M, K) and ↓ بَتُورٌ (M) and ↓ بَتَارٌ. (K.) [But all of these except the first are app. intensive epithets, signifying very sharp.] b2: See also أُبَاتِرٌ.

أَبْتَرُ A tail cut off entirely. (T, L.) b2: Any beast (M) having the tail cut off: (T, S, A, Msb, K:) or [having either the whole or a part of the tail cut off;] having the tail cut, or amputated, in any place: (M:) fem. بَتْرَآءُ; with which ↓ مَبْتُورَةٌ is syn.: (Mgh, Msb:) pl. بُتْرٌ. (A, Msb.) b3: (assumed tropical:) A certain malignant, or noxious, serpent: (K:) or a short-tailed serpent: (Mgh; and EdDurr en-Netheer, an abridgment of the Nh of IAth, by El-Jelál:) or a certain species of blue serpent, having its tail [as it were] cut off, which none in a state of pregnancy sees without casting her burden: (ISh:) or the kind of serpent called شَيْطَان, having a short tail: no one sees it without fleeing from it, and no one in a state of pregnancy beholds it without casting her young: it is thus called only because of the shortness of its tail, as thought its tail were cut off. (M.) b4: (assumed tropical:) A leathern water-bag, and a bucket, having no loop. (M, K.) b5: (assumed tropical:) Defective, deficient, incomplete, or imperfect. (Mgh.) b6: (assumed tropical:) In want, or poor. (M, K.) b7: (assumed tropical:) Suffering loss; syn. خَاسِرٌ. (M, K.) b8: (assumed tropical:) One from whom all good, or prosperity, is cut off. (M.) b9: (assumed tropical:) Having no offspring, or progeny; (Aboo-Is-hák, T, S, M, IAth, K;) as also ↓ أُبَاتِرٌ (M, K) and ↓ مُنْبَتِرٌ. (IAth.) [The dim., ↓ أُبَيْتِرُ, occurs in a trad., in this sense, or in some other sense implying contempt.] b10: (assumed tropical:) Anything cut off, (K,) or anything of which the effect is cut off, (S,) from good, or prosperity. (S, K.) [See an ex. in a trad. cited voce بَالٌ.] b11: خُطْبَةٌ بَتْرَآءُ (assumed tropical:) A خطبة [q. v.] in which the speaker does not praise God nor bless the Prophet: (S, A, K:) particularly applied to a certain خطبة of Ziyád. (S, A.) b12: رَكْعَةٌ بَتْرَآءُ, (TA,) and [its dim.] ↓ بُتَيْرَآءُ, (S, TA,) (assumed tropical:) A single ركعة [q. v.] performed instead of the complete performance of the prayer called الوِتْر: or a ركعة cut short, or cut off, after the completion of one ركعة, when both were to have been performed. (TA.) b13: الأَبْتَرَانِ (assumed tropical:) The ass (العَيْرُ) and the slave: (ISK, S, A, K:) so called because of the little good that is in them: (ISk, S:) each is called الأَبْتَرُ. (K.) أُبَاتِرٌ (assumed tropical:) Short; (M, K;) as though cut off from completion. (M.) b2: See also أَبْتَرُ. b3: Also (assumed tropical:) A man who cuts, or severs, the ties, or bonds, of his relationship; who disunites himself from his relations; (S, M, K;) as also ↓ بَاتِرٌ; (A:) or quick to cut, or sever, the ties, or bonds, between him and his friend. (IAar.) أُبَيْتِرُ: see أَبْتَرُ.

مَبْتُورَةٌ: see أَبْتَرُ.

مُنْبَتِرٌ: see أَبْتَرُ.
[ب ت ر] البَتْرُ: اسْتئًصالُ الشّىْءِ قَطْعًا، وقيل: كُلُّ قِطْعِ بَتْرٌ. بَتَرَهُ يَبْتُرُه بَتْراً فانبتر وتَبَتَّرَ. وسيَفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتّارٌ. والأَبْتَرُ: المَقْطُوعُ الذَّنَبِ من أيِّ موضِع كان، من جَميعِ الدَّوابِّ. وقد أَبْتَرَهُ فَتِبَر. والأَبْتَرُ من الحَيّات: الذي يُقالُ له الشَّيْطانُ، قصيرُ الذَّنَبِ، لا يَراهُ أَحَدٌ إلاَّ فَرَّ منه، ولا تُبْصرِهُ حامِلٌ إِلا سَقَطَتْ. وإنّما سُمِّى بذلك لقِصَرِ ذَنَبِه، كأَنَّه بترَ منه. والأَبْتَرُ من عَرُوض المُتَقارب: البَيْتُ الرّابِعُ من المُثَمَّنِ، كقَوِلْه:

(خَلِيلَىَّ عُوجاَ عَلَى رَسْمِ دارٍ ... خَلَتْ مِنْ سُلَيْمَى ومِنْ مَيّه)

والثانيِ من المُسَدَّسِ، كَقوِلْه:

(تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِس ... فما يُقَضْ يَأْتِيكَا)

فقوله: ((يُه)) من ((مَيَّه)) ، و ((كا)) من ((يأتيكا)) ، كِلاهُما ((فُلْ)) . وإِنّما حُكْمُها ((فَعُولُن)) فحذفت ((لُنْ)) فبقى ((فَعُو)) ثم حُذِفَت الواو وأُسْكِنَتِ العَيْنُ، فبقى ((فلْ)) . وسَمَّى قُطْرُبٌ البيتَ الرّابِعَ من المَديِدِ - وهو قولُه:

(إنَّما الذَّلفاءُ ياقُوتَة ... أُخْرَجَتْ مِنْ كِيسِ دُهْقانِ)

- أَبْتَرَ، قال أبو إِسْحاقَ: وغلِطَ قُطْرُبٌ، إِنّما الأَبْتَرُ في المُتَقارِبِ، فأَمّا هذا الَّذي سَمّاه قُطْرُبٌ أَبْتَرَ، فإِنّما هو المَقْطُوعُ، وقد تَقَدَّم. والأبْتَرُ: الَّذيِ لا عَقِبَ له، وبه فُسِّرَ قولُه تَعالَى: {إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 3] ، وكانَ العاصِى بنُ وائِل دَخَلَ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وهُو جالِسٌ، فقالَ: هذا الأَبْتَرُ: أي هَذا الَّذِي لا عقِبَ له. فقالَ جَلَّ ثَناؤهُ: إِنُ شانِئكَ يا مَحَمَّدُ هو الأَبْتَرُ: أي المُنْقَطِعُ العَقِب. وجائزُ أنْ يَكُونَ هو المُنْقَطِعُ عنه كُلُّ خَيْرٍ. والأَبْتَرُ: المُعْدِمُ. والأَبْتَرُ: الخاسِرُ. والأبْتَرُ: الذِي لا عُرْوَةَ من المَزادِ والدِّلاِء. وتَبَتَّرَ لَحْمَه: انْمارَ. وبَتَرَ رَحمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً: قَطَعَها. والأُباتِرُ: الذي يَبْتُرُ رِحِمَه. وقيلَ: الأباتِرُ: القَصِيرُ، كأنّهُ بُتِرَ عن التَّمامِ. وقِيلَ: الأُبَاتِرُ: الّذِي لا نَسْلَ له. وقولُه: أنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِىِّ.

(شَدِيدُ إِكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَة ... عَلَى قطْعِ ذِي القُرْبَى أَحَذُّ أُباتِرُ)

قالَ: أُباتِر: يُسْرِعُ في بَتْرِ ما بَيْنَه وبَيْنَ صَدِيقِه. والحُجَّةُ البَتْراءُ: النّافّذَةُ، عن ثَعْلَبٍ. والبُتْرُ: والأباتِرُ: مَوْضِعان، قال القَتّالُ الكِلابِىُّ:

(عَفَا النُّخْبُ بَعْدِى فالعَريِشانِ فالبُتْرُ ... )

وقال الرّاعِى:

(تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهم ... ضِباعُ جُفافِ من وَراءِ الأُباتِرِ)

والبُتَيْراء: الشَّمْسُ. وفي حَديِثِ عَلىِّ رضِيَ اللهُ عنه - وسِئُلَ عن صَلاةِ الأَضْحَى أو الضُّحَا - فقالَ: ((حِينَ تَبْهَرُ البُتْرْاءُ الأَرْضَ)) التَّقْسِيرُ لعَمْرِو بنِ أَبى عَمْرٍ وعن أَبِيهِ، حكاه الهَرَوِىُّ في الغَرِيبَيْنِ. قالَ: وأَبْتَرَ الرَّجُلُ: صَلَّى الضُّحَا وهو من ذلك.

بتر: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً. غيره: البَتْرُ قَطْعُ

الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله.

بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً: قطعته قبل الإِتمام. والانْبتارُ:

الانْقِطاعُ. وفي حديث الضحايا: أَنه نهي عن المبتورةِ، وهي التي قطع ذنبها. قال ابن

سيده: وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ؛ بَتَرَهُ يَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ

وتَبَتَّر. وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ: قطَّاع. والباتِرُ: السيفُ

القاطعُ.

والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب؛ وقد

أَبْتَرَهُ فَبَتَر، وذَنَبٌ أَبْتَرُ. وتقول منه: بَتِرَ، بالكسر،

يَبْتَرُ بَتَراً.

وفي الحديث: أَنه نهى عن البُتَيْراءِ؛ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة،

وقيل: هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية: وفي حديث سعد:

أَنه أَوْتَرَ بركعة، فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال: ما هذه البَتْراءُ؟

وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه، فهو أَبْتَرُ.

والأَبْتَرانِ: العَيْرُ والعَبْدُ، سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما.

وقد أَبْتَرَه اللهُ أَي صيره أَبتر.

وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلّيَ على النبي،

صلى الله عليه وسلم؛ وخطب زياد خطبته البَتْراءَ: قيل لها البَتْراءُ

لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصلِّ على النبي، صلى الله عليه

وسلم.وفي الحديث: كان لرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، دِرْعٌ يقال لهَا

البَتْراءُ، سميت بذلك لقصرها.

والأَبْتَرُ من الحيات: الذي يقال له الشيطان قصير الذنب لا يراه أَحد

إِلاَّ فرّ منه، ولا تبصره حامل إِلاَّ أَسقطت، وإِنما سمي بذلك لِقَصرِ

ذَنَبه كأَنه بُتِرَ منه. وفي الحديث: كلُّ أَمْر ذي بال لا يُبدأُ فيه

بحمد الله فهو أَبْتَرُ؛ أَي أَقطع. والبَتْرُ: القطعُ. والأَبْتَرُ من

عَرُوض المُتَقَارَب: الرابع من المثمَّن، كقوله:

خَلِيليَّ عُوجَا على رَسْمِ دَارٍ،

خَلَتْ مِنْ سُلَيْمى ومِنْ مَيَّهْ

والثاني من المُسَدَّس، كقوله:

تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ،

فما يُقْضَ يَأْتيكَا

فقوله يَهْ من مَيَّهْ وقوله كامِنْ يَأْتِيكا كلاهما فل، وإِنما حكمهما

فعولن، فحذفت لن فبقي فعو ثم حذفت الواو وأُسكنت العين فبقي فل؛ وسمى

قطرب البيت الرابع من المديد، وهو قوله:

إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ،

أُخْرِجَتْ مِنْ كيسِ دُِهْقانِ

سماه أَبْتَرَ. قال أَبو إِسحق: وغلط قرب، إِنما الأَبتر في المتقارب،

فأَما هذا الذي سماه قطرب الأَبْتَرَ فإِنما هو المقطوع، وهو مذكور في

موضعه. والأَبْتَرُ: الذي لا عَقِبَ له؛ وبه فُسِّرَ قولهُ تعالى: إِنَّ

شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ؛ نزلت في العاصي بن وائل وكان دخل على النبي، صلى

الله عليه وسلم، وهو جالس فقال: هذا الأَبْتَرُ أَي هذا الذي لا عقب له،

فقال الله جل ثناؤه: إِن شانئك يا محمد هو الأَبتر أَي المنقطع العقب؛

وجائز أَن يكون هو المنقطع عنه كلُّ خير. وفي حديث ابن عباس قال: لما قَدِم

ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ قالت له قريشٌ: أَنت حَبْرُ أَهل المدينة

وسَيِّدُهم؟ قال: نعم، قالوا: أَلا تَرى هذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه؟

يزعم أَنه خير منا ونحن أَهلُ الحَجيج وأَهلُ السِّدانَةِ وأَهلُ

السِّقاية؟ قال: أَنتم خير منه، فأُنزلت: إِن شانئك هو الأَبتر، وأُنزلت:

أَلَمْ تَرَ إلى الَّذين أُوتوا نَصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ

ويقولون للذين كفروا هؤلاء أَهدى من الذين آمنوا سبيلاً. ابن الأَثير:

الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الذي لا ولد له؛ قيل: لم يكن يومئذٍ وُلِدَ لَهُ،

قال: وفيه نظر لأَنه ولد له قبل البعث والوحي إِلاَّ أَن يكون أَراد لم

يعش له ولد ذكر. والأَبْتَرُ: المُعْدِمُ. والأَبْتَرُ: الخاسرُ.

والأَبْتَرُ: الذي لا عُرْوَةَ له من المَزادِ والدِّلاء.

وتَبَتَّر لَحْمهُ: انْمارَ. وبَتَرَ رَحِمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً:

قطعها. والأُباتِرُ، بالضم: الذي يَبْتُرُ رحمه ويقطعها؛ قال أَبو الرئيس

المازني واسمه عبادة بن طَهْفَةَ يهجو أَبا حصن السلمي:

لَئِيمٌ نَزَتْ في أَنْفِهِ خُنْزُ وانَهٌ،

على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ

قل ابن بري: كذا أَورده الجوهري والمشهور في شعره:

شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ

وسنذكره هنا. وقيل: الأُباتِرُ القصير كأَنه بُتِرَ عن التمام؛ وقيل؛

الأُباتِرُ الذي لا نَسْلَ لَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ،

على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ

قال: أُباتِرُ يُسْرِعُ في بَتْرِ ما بينه وبين صديقه. وأَبْتَرَ الرجلُ

إِذا أَعْطَى ومَنَعَ. والحُجَّةُ البَتْراءُ: النافذة؛ عن ثعلب.

والبُتَيْراءُ: الشمسُ. وفي حديث علي، كرّم الله وجهه، وسئل عن صلاة الأَضْحى

أَو الضُّحى فقال: حين تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأَرضَ؛ أَراد حين تنبسط

الشمس على وجه الأَرض وترتفع. وأَبْتَرَ الرجلُ: صلى الضحى، وهو من ذلك.

وفي التهذيب: أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلى الضحى حين تُقَضِّبُ الشمسُ،

وتُقَضِّبُ الشمس أَي تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان.

ابن الأَعرابي: البُتَيْرَةُ تصغير البَتْرَةِ، وهي الأَتانُ.

والبُتْرِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الزَّيدية نسبوا إِلى المغيرة بن سعد ولقبه

الأَبْتَرُ.

والبُتْرُ والبَتْراءُ والأُباتِرُ: مواضع؛ قال القتال الكلابي:

عَفَا النَّبْتُ بعدي فالعَرِيشَانِ فالبُتْرُ

وقال الراعي:

تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ

ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر

بتر: (البَتْرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (القَطْعُ) قبلَ الإِتمام، كَذَا فِي اللِّسَانِ والأَساسِ. (و) هُوَ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوِه (مُستأْصِلاً) ، وَقيل: هُوَ استئصالُ الشَّيْءِ قَطْعاً، وَقيل: كلُّ قطْعٍ:
بَتْرٌ.
(وسيفٌ بترٌ: قاطعٌ، و) كذالك (بَتَّارٌ) ، ككَتَّانٍ، (وبُتَارٌ، وكغُرَابٍ) وبَتُورٌ، كصَبُور.
والباتِرُ: السَّيفُ القاطِعُ.
(والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَبِ) مِن أَيِّ مَوضِعٍ كانَ مِن جميعِ الدَّوابِّ.
(بَتَرَه) يَبْتُره بَتْراً، مِن حَدِّ كتَب، (فبَتِرَ، كفَرِحَ) ، يَبْتَرُ بَتَراً.
وَالَّذِي ياللِّسَان: وَقد أَبْتَرَه فبَتَرَ. وذَنَبٌ أَبْتَرُ.
(و) الأَبْتَرُ: (حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ) . وَفِي الدُّرِّ النَّثِير، مُخْتَصر نهايةِ ابنِ الأَثير للجَلال: أَنَّ الأَبْتَرَ: هُوَ القَصِيرُ الذَّنَب من الحَيَّات. وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل: هُوَ صِنْفٌ أَزرقُ مقطوعُ الذَّنَبِ لَا تَنْظُرُ إِليه حامِلٌ إِلّا أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. وَفِي التَّهْذِيب: الأَبْتَرُ من الحَيَّات: الَّذِي يُقال لَهُ الشَّيْطَانُ، قَصِيرُ الذَّنَبِ لَا يَراه أَحَدٌ إِلّا فَرَّ مِنْهُ، وَلَا تُبْصِرهُ حامِلٌ إِلَّا أَسقطَتْ؛ وإِنّمَا سُمِّيَ بذالك لِقِصَرِ ذنَبِه، كأَنّه بُتِرَ مِنْهُ.
(و) الأَبْتَرُ: (البيتُ الرابعُ من المُثَمَّنِ فِي) عَرُوض (المُتَقَارِبِ) كَقَوْلِه:
خَلِيلَيَّ عُوجَا على رَسْمِ دارٍ
خَلَتْ مِن سُلَيْمَى ومِن مَيَّهْ. (وَالثَّانِي من المُسَدَّسِ) ، كَقَوْلِه:
تَعَفَّفْ وَلَا تَبْتَئِسْ
فَمَا يُقْضَ يَأْتِيكا
فقَولُه: (يَهْ) مِن مَيَّهْ، (وكا) مِن يأْتِيكا، كِلَاهُمَا (فلْ، وإِنما حُكْمُها فَعُولُن فحُذِفَتْ (لن) فبَقِيَ (فعو) ، ثمَّ حُذِفَت الواوُ وأُسْكِنَت العَيْنُ فَبَقَى (فلْ) .
وسَمَّى قُطْرُبٌ البيتَ الرابعَ مِن المَدِيد، وَهُوَ قولُه:
إِنّمَا الذَّلْفاءُ ياقوتَةٌ
أُخْرِجَتْ مِن كِيسِ دِهْقانِ
سَمَّاه أَبْتَرَ، قَالَ أَبو إِسحاق: وغلِطَ قُطْرُبٌ؛ إِنما الأَبتَرُ فِي المُتَقَارِب فأَمَّا هاذا الَّذِي سَمّاه قُطْرُبٌ الأَبْتَرَ فإنّمَا هُوَ المَقْطُوعُ، وَهُوَ مذكورٌ فِي موضِعِه كَذَا فِي اللِّسان، وَقَالَ شيخُنَا: وظاهرُ قولِ المصنِّفِ أَو نَصّ فِي أَنّ الأَبترَ من صفاتِ البَيتِ وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ من صفاتِ الضَّرْب، فَهُوَ أَحدُ ضُرُوب المتقاربِ أَو المَدِيد، على مَا عُرِفَ فِي العَرُوض، والبَتْرُ ضَبطوه بالفتحِ وبالتَّحْرِيكِ وَقَالُوا: هُوَ فِي اصطلاحِهِم اجتماعُ القَطْعِ والحَذْفِ فِي الجُزءِ الأَخِيرِ من المتقارب والمَدِيد، فإِذا دَخَلَ البَتْرُ فِي فَعُولنْ فِي المتقارِب حُذِفَ سَبَبُه الخَفِيفُ وَهُوَ (لن) ، وحُذِفَتْ الواوُ مِن (فعو) ، وسُكِّنَتْ عَيْنُه فيَصِيرُ (فع) ، وإِذا دخلَ البَتْر فِي فاعلاتن فِي المَدِيد حُذِفَ سَبَبُه الخفيفُ أَيضاً وَهُوَ (تن) ، وحُذِفتْ أَلفُ وتده، وسُكِّنت لامُه فَيصير (فَاعل) . هَذَا مذهبُ أَهلِ العَرُوضِ قاطِبَةً، والزَّجّاجُ وَحدَه وافقَهم فِي المُتقَارِب؛ لأَنّ فعولن فِيهِ يصيرُ (فع) فيبقَى فِيهِ أَقلُّه، وأَمّا فِي المَدِيد فيصيرُ فاعلاتن إِلى (فَاعل) فيبقَى أَكثرُه، فَلَا يَنْبَغِي أَن يُسَمَّى أَبترَ، بل يُقَال فِيهِ: محذوفٌ مقطوعٌ، والمصنِّف كأَنَّه جَرَى على مَذْهَب الزَّجّاج فِي خُصُوص التَّسْمِيَة، وإِنْ لم يُبَيِّن معنى البَتْرِ والأَبترِ، وَلَا أَظهرَ المرادَ مِنْهُ، فكلامُه فِيهِ نَظَرٌ مِن جِهاتٍ.
(و) الأَبْتَرُ: (المُعْدِمُ) .
(و) الأَبْتَرُ: (الَّذِي لَا عَقِبَ لَهُ) ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ} (الْكَوْثَر: 3) نَزَلَتْ فِي العاصِي بن وائِل وَكَانَ دَخَلَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم وَهُوَ جَالس، فَقَالَ: هاذا الأَبْتَرُ، فَقَالَ الله عَزَّ وجَلَّ إِنَّ شانِئَكَ يَا محمدُ هُوَ الأَبترُ، أَي المُنْقَطِعُ العَقِبِ، وجائزٌ أَن يكونَ هُوَ المنقطِعُ عَنهُ كلُّ خيرٍ، وهاذا نقلَه الصاغانيُّ.
وَفِي حَدِيث ابنِ عَبّاسٍ قَالَ: لمّا قَدِمَ ابنُ الأَشْرفِ مكةَ قالتْ لَهُ قريشٌ: أَنتَ حَبْرُ أَهلِ المدينةِ وسَيِّدُهم، قَالَ: نعم، قَالُوا: أَلَا تَرى هاذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ مِن قومِه، يزعمُ أَنّه خيرٌ منّا، وَنحن أَهْلُ الحَجِيجِ وأَهلُ السِّدانةِ وأَهلُ السِّقايةِ، قَالَ: أَنتم خيرٌ مِنْهُ، فأُنزِلَتْ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ} ، وأُنْزِلتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ سَبِيلاً} (النِّسَاء: 51) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: الأَبْتَرُ: المُنْبَتِرُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ. قيل: لم يكن يومئذٍ وُلِدَ لَهُ، قَالَ: وَفِيه نَظَرٌ؛ لأَنَّه وُلِدَ لَهُ قبلَ البَعْثِ والوَحْي، إِلّا أَن يكونَ أَراد، لم يَعِشْ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ.
(و) الأَبْتَرُ: (الخاسِرُ) .
(و) الأَبْتَرُ: (مَا لَا عُرْوَةَ لَهُ من المَزَاد والدِّلاءِ) .
(و) الأَبْتَرُ: (كلُّ أَمْرٍ مُنقطِعٍ من الخَيْرِ) أَثَرُه، وَفِي الحَدِيث: (كلُّ أَمْرٍ ذِي بَال لَا يُبْدَأُ فِيهِ بحَمْدِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ) أَي أَقْطَعُ. (و) الأَبْتَرُ: (العيْرُ، والعَبْدُ، وهما الأَبْتَرانِ) ؛ سُمِّيَا أَبْتَرَيْنِ لقِلَّةِ خيرِهما، وقلَه الجوهريُّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَمن سَجَعَات الأَساس: لَيْتَه أَعارَنا أَبْتَرَيْهِ، وَمَا هم إِلّا كالحُمُرِ البُتْرِ.
(و) الأَبْتَر: (لَقَبُ المُغِيرَةِ بنِ سَعْدٍ، والبُتْيَّةُ من الزَّيْدِيَّةِ بالضَّمّ تُنْسَبُ إِليه) وضبطَه الحافظُ بالفَتْح.
(وأَبْتَرَ) الرَّجلُ: (أَعْطَى، ومَنَعَ) ، نقلَهما ابنُ الأَعرابيِّ، (ضدٌّ) .
(و) أَبْتَرَ، إِذا (صَلَّى الضُّحَى حينَ تُقَضِّبُ الشَّمْسُ، أَيْ يَمتدُّ شُعَاعُها) ويَخْرُج كالقُضْبانِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي حديثِ عليَ، كَرَّم اللهْ وَجهه، وسُئلَ عَن صلاةِ الأَضْحَى أَو الضُّحَى فَقَالَ (حِينَ تَبْهَرُ البُتَيْرَاءُ الأَرضَ) أَراد: حِين تَنْبسِطُ الشمسُ على وَجهِ الأَرض وتَرتفِعُ.
وأَبْتَرَ الرَّجلُ: صلَّى الضُّحَى، مِن ذالك، كَذَا فِي النِّهاية.
(و) أَبْتَرَ (اللهُ الرَّجُلَ: جَعَلَه أَبْتَرَ) مَقْطُوعَ العَقبِ.
(والأُباتِرُ، كعُلابِطٍ: القَصِيرُ) ؛ كأَنَّه بُتِرَ عَن التَّمَامِ.
(و) قيل: هُوَ (مَن لَا عسْلَ لَهُ) .
(و) الأُباتِرُ أَيضاً: (مَنْ يَبْتُرُ) كيَنْصُرُ (رَحِمه) ويَقطعُها، كالباتِر، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ عبادَةُ بنُ طَهْفَة المازِنيُّ يهجُو أَبا حِصْنٍ السُّلَمِيّ:
شَدِيدُ إِكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ
علَى قَطْعِ ذِي القُرْبَى أَحَذُّ أُباتِرُ وفَسَّره ابنُ الأَعْرَابيِّ، فَقَالَ: أَي يُسرِعُ فِي بَتْرِ مَا بينَه وبينَ صَدِيقهِ.
(والبَتْرَاءُ) : الحُجَّةُ ((الماضِيةُ) النّافِذَةُ) ، عَن ثعلبٍ، ووَهِمَ شيخُنَا حيثُ فَسَّره بالحَدِيدَةِ، قَالَ: وتَجْرِي على لِسَان العامَّةِ فيُطلِقُونها على السِّكِّين القَصِيرةِ، وَيُقَال: ضَرْباءُ بَتْرَاءُ.
(و) البَتْرَاءُ: (ع بقُربِه مسجدٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم بطريقِ تَبُوكَ) . مِن ذَنَبِ الكَواكبِ، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق.
(و) البَتْرَاءُ (من الخُطَبِ: مَا لم يُذْكَر اسمُ اللهِ فِيهِ، وَلم يُصَلَّ على النّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم) ، وَمِنْه خَطَبَ زيادٌ خُطبتَه البَتْراءَ.
(و) فِي الأَساس: طَلَعَتِ (البُتَيْرَاءِ: الشَّمْسُ) أَوّلَ النهارِ، قبلَ أَن يَقْوَى ضَوُؤُهَا ويَغْلِبَ؛ وكأَنَّهَا سُمِّيَتْ بِهِ مُصَغَّرةً لتَقاصُرِ شُعَاعِها عَن بلُوغِ تَمامِ الإِضاءَةِ والإِشراقِ وقِلَّتِه. وتَقَدَّم حديثُ عليَ وَفِيه الشّاهِدُ، وذكَره الهَرَوِيُّ والخَطّابِيُّ والسُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض.
(والانْبِتَارُ: الانْقِطاعُ) ، يُقَال: بَتَرَه بَتْراً فانْبَتَر وتَبَتَّرَ.
(و) الانْبتارُ: (العَدْوُ) .
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيِّ: (البَتْرَةُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (الاءَتَانُ، تصغيرُهَا بُتَيْرَةٌ) .
(و) بُتْرانُ، (كعُثْمَانَ: ع لبني عَامر) ابنِ صَعْصَعَةَ، وَقيل: جَبَلٌ، وأَنشد أَبو زِياد:
وأَشْرَفْتُ مِن بُتْرَانَ أَنْظُرُ هَل أَرَى
خَيالاً لِلَيْلَى رَيْتُه ويَرَانيَا
(وبُتْرٌ، بالضَّمِّ) فالسُّكُونِ: (أَحْبُل) ، بالحاءِ المُهْمَلَة، جمعُ حَبْلٍ من الرَّمْلِ، فِي الشَّقِيق، (مُطِلّاتٌ على زُبَالةَ) . قَالَ القَتَّال الكِلابِيُّ:
عَفَا النَّجْبُ بَعْدِي فالعَرِيشانِ فالبُتْرُ
فَبُرْقُ نِعَاجٍ مِن أمَيْمَةَ فالحِجْرُ
وَقيل البُتْرُ أَكثَرُ من سبعةِ فَرَاسِخَ وطولُه أَكثرُ من عشرينَ فَرْسَخاً، وَفِيه حِبالٌ كثيرةٌ من بلادِ عَمْرِو بنِ كلاب.
(و) بُتْر: (ع، بالأَنْدَلُسِ) مِنْهُ أَبو محمدٍ مَسْلَمَةُ بنُ محمّدٍ الأَندلسيّ، رَوَى عَنهُ يُوسفُ بن عبد اللهِ بنِ عبد البَرِّ الأَندلسيُّ.
(وبَتْرِيرُ، بِالْفَتْح) ، وضَبَطَه الصغانيُّ بِالْكَسْرِ: (حِصْنٌ مِن عَمَلِ مُرْسِيَةَ) بالأَنْدَلُسِ، ذَكَره ياقُوت فِي المعجم.
(و) بَتِيرَةُ، (كسَفِينَة: ابْن الحارثِ بنِ فِهْرٍ) ، فِي قُرَيْش، قالَه بنُ حَبِيب.
(و) أَبو مَهْدِيًّ (عبدُ اللهِ بنُ بُتْرِي، بالضّمِّ ساكنةَ الآخرِ) أَندلسيٌّ، رَوَى عَن ابْن قاسمٍ القَلْعِيِّ، وَعنهُ هِشامُ بنُ سعيد الْخَيْر الكاتبُ، (وَكَذَا) أَبو محمّدٍ (مَسْلَمَةُ بنُ محمّدِ بنِ البُتْرِي: مُحَدِّثانِ) ، وَهُوَ أندلسيٌّ أَيضاً من مشايخِ ابْن عبد البَرّ، مَرَّ ذِكْرُه قَرِيبا.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
المَبتُورَةُ: الَّتِي قُطِع ذَنَبُهَا، وَمِنْه حديثُ الضَّحَايَا: (نَهَى عَن كلِّ مَبْتُورَةٍ) .
وَفِي حديثٍ آخَرَ: (نَهَى عَن البُتَيْرَاءِ) ؛ هُوَ أَنْ يُوتِرَ بركعةٍ واحدةٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي شَرَعَ فِي ركعتَيْن فَأَتَمَّ الأُولَى وقَطَعَ الثّانيةَ، وَفِي حَدِيث سَعْدٍ: (أَنّه أَوتَرَ بركعةٍ، فأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابنُ مسعودٍ وَقَالَ: مَا هاذه البتراءُ) .
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم دِرْعٌ يُقَال لَهَا البَتْرَاءُ) ؛ سُمِّيَتْ بذالك لِقِصَرِهَا.
والتَّبَتُّرُ: الانقطاعُ.
وَتَبَتَّرَ لَحْمُه: انْمَازَ.
والأُباتِرُ، بالضَّمِّ: مَوضعٌ، قَالَ الرّاعِي:
تَرَكْنَ رِجَالَ العُنْظُوَانِ تَنُوبُهُمْ
ضِباعٌ خفَافٌ مِن وراءِ الأُباتِرِ
والبَتِّيرُ، بِفَتْح فتشديدِ تاءٍ فوقيَّةٍ فسكونِ ياءٍ تحتيَّةِ: قريةٌ بالشّام، وإِليه نُسِبَ شيخُ مشايخِنا أَبو محمّدٍ صالحٌ، كَانَ ممَّن رَأَى الخَضِرَ عَلَيْهِ السلامُ، وصافَحَه.
والبَتُّورُ: كتَنُّورٍ: مِن أَعلامِهم.
والبَتْراءُ: قريةٌ بِمصْر.
وأُباتِر، كعُلابِط: أَوديةٌ أَو هِضابٌ نَجْدِيَّةٌ فِي ديارِ غَنِيَ، وَقيل: بل هِيَ ثمانيةٌ والأَولُ أَثْبَتُ.
وأَبْتَرُ، كأَحمدَ: صُقْعٌ شاميٌّ.
وبُتَيْرَةُ، بالضَّمّ: لَقَبُ الحارثِ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ، بطنٌ، قَالَه ابنُ حَبِيب.
وبَتَرُونُ، محرَّكَةً: قريةٌ بجُبَيْلٍ مِن عَمَلِ طَرَابلس الشامِ، مِنْهَا أَبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ مفرحِ بنِ عبدِ الله بن مُضَر بنِ قيس، رَوَى لَهُ أَبو سعد الْمَالِينِي، هاكذا ذَكَره أَئِمَّةُ الأَنساب، وَفِي مُعْجم ياقوت: بَثَرُون، بالثَّاءِ المثلَّثَة.
(بتر) بترا انْقَطع فَهُوَ أَبتر وَهِي بتراء (ج) بتر

المطلع

(المطلع) مطلع القصيد أول بَيت فِيهَا وَمَكَان الطُّلُوع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {حَتَّى إِذا بلغ مطلع الشَّمْس} وزمان الطُّلُوع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {سَلام هِيَ حَتَّى مطلع الْفجْر} ومطلع الْأَمر مأتاه وَوَجهه الَّذِي يُؤْتى إِلَيْهِ والمصعد وَيُقَال هَذَا لَك مطلع الأكمة أَي حَاضر بَين (ج) مطالع ومطالع الشَّمْس مشارقها يُقَال للشمس مطالع ومغارب
المطلع:
[في الانكليزية] Rise ،place where planets rise ،manifestation
[ في الفرنسية] Lever ،endroit ou se levent les etoiles ،manifestations
بفتح الميم واللام أو كسرها لغة هو زمان الطلوع، وعند الشعراء هو المصرّع بتشديد الراء وقد سبق. ومطلع الاعتدال عند أهل الهيئة هو نقطة تقاطع المعدّل والأفق سمّيت به لأنّ الاعتدالين يطلعان منها أبدا، كذا ذكر السّيّد في شرح الملخص. والمطلع عند الصوفية هو شهود المتكلّم عند تلاوة الكلام، أو كما قال الإمام جعفر الصادق لقد تجلّى الله لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون، كذا نقل من عبد الرزاق الكاشي. المطالع جمع مطلع بمعنى زمان الطلوع، وكذا المغارب جمع مغرب بمعنى زمان الغروب، وقد جرت عادة أهل الهيئة بتسمية أجزاء معدّل النهار أزمانا على التجوّز بناء على أنّ الزمان مقدار حركتها وقد يسمّى جزء واحد منها مطالع توسّعا، وقس على ذلك المغارب وكذا الحال في مطالع القوس ومغاربه. اعلم أنّه لا شكّ أنّه إذا كان جزء من منطقة البروج على الأفق الشرقي في غير عرض تسعين كانت بإزائه نقطة من معدّل النهار عليه وتسمّى نقطة المطالع، فالقوس من معدّل النهار بين الاعتدال الربيعي وبين تلك النقطة تسمّى مطالع ذلك الجزء بشرط مرورها على الأفق الشرقي مع قوس من البروج من أول الحمل إلى ذلك الجزء على التوالي إن كان الطلوع مستويا، ومن ذلك الجزء إلى أول الحمل على خلاف التوالي إن كان الطلوع معكوسا. مثلا إذا طلع الثور والحمل معكوسين وبلغ أول الحمل إلى الأفق كان مطالع رأس الجوزاء قوسا من المعدّل مبتدئة من النقطة الطالعة مع رأس الجوزاء إلى أول الحمل، وإن أخذ الأفق الغربي مكان الشرقي تسمّى تلك القوس مغارب ذلك الجزء، فالمطالع أو المغارب من أول الحمل تكون على التوالي إن كان طلوع البروج وغروبه مستويا، وعلى خلافه إن كان معكوسا وكان المناسب أن يجعل مبدأ المطالع والمغارب في الآفاق الجنوبية أول الميزان، إلّا أنّ أهل العمل أخذوا مبدأهما هناك أوّل الحمل أيضا. وبعضهم يأخذ مبدأ المطالع والمغارب بخط الاستواء نظيره الانقلاب الشتوي لأنّ بعض الأعمال يسهّل بذلك كمعرفة ساعات نصف النهار وتسوية البيوت وغير ذلك مما لا يحصى. هذا الذي ذكرنا مطالع الجزء وتسمّى بمطالع البروج أيضا.
وأمّا مطالع القوس فهي قوس من معدّل النهار التي تطلع مع قوس مفروضة من فلك البروج، فإنّه إذا طلع من الأفق قوس من فلك البروج فلا بد أن يطلع معها قوس أخرى من المعدّل سواء كانت أزيد من القوس الأولى أو أنقص منها أو مساويا لها، والقوس التي تغرب معها يقال لها مغارب. ولو قيل المعدّل بتمامه أو بعض منه إذا طلع مع قوس مفروضة الخ لكان أولى ليشتمل ما إذا كان مطالع ستة بروج تمام المعدّل ومطالع ستة أخرى نقطة منه، ويقال للقوس من فلك البروج درج السواء لأنّها تحسب متساوية أولا، وينسب إليها مطالعها فتختلف بالزيادة والنقصان، فإنّ وضع المعدل والمنطقة بالنسبة إلى الأفق يختلف، فأيتهما تحسب أجزاؤها أولا متساوية يختلف أجزاء الأخرى بالنسبة إليها وتسمّى درج السواء التي بإزاء المطالع طوالع والتي بإزاء المغارب غوارب. ثم المطالع سواء كانت مطالع الجزء أو مطالع القوس كما في شرح بيست باب تختلف بحسب اختلاف الآفاق في العروض، لأنّ المعدّل تختلف أوضاعه بالنسبة إلى الآفاق المختلفة العرض انتصابا واضطجاعا، فإن كان الأفق عديم العرض يسمّى مطالع خط الاستواء ومطالع الفلك المستقيم ومطالع الكرة المنتصبة ويخصّ باسم المطالع بالقبة إذا كان مبدأها نظيرة الانقلاب الشتوي، وإن كان ذا عرض يسمّى مطالع البلد ومطالع الأفق المائل ومطالع الفلك المائل. هذا الذي ذكر إنّما هو إذا أخذ المطالع من الآفاق الغير الحادثة. وأمّا المطالع المأخوذة من الآفاق الحادثة فتسمّى مطالع مصحّحة، فهي قوس من معدّل النهار ما بين الاعتدال الربيعي وبين تقاطع المعدّل مع ربع من أرباع الأفق الحادث الذي يكون فيه الكوكب، وعلى هذا القياس المغارب. وأمّا مطالع طلوع الكوكب فقوس من معدّل النهار على التوالي من أوّل الحمل إلى الأفق الشرقي حين طلوع ذلك الكوكب، ومطالع غروب الكوكب قوس منه على التوالي من أول الحمل إلى الأفق الشرقي حين غروب ذلك الكوكب، ويسمّى بمطالع نظير درجة الغروب أيضا. والدرجة من منطقة البروج التي على الأفق الشرقي مع ذلك الكوكب تسمّى درجة طلوع الكوكب والتي معه على الأفق الغربي تسمّى درجة غروبه. ومطالع طلوع الكوكب بأفق الاستواء تسمّى مطالع الممر، كما أنّ درجة طلوع الكوكب بأفق الاستواء تسمّى درجة الممر إذ لا اختلاف هناك إذ أفق الاستواء دائرة من دوائر الميول، فمطالع الممر مطلقا هي مطالع درجة ممر الكوكب وهي قوس من معدل النهار من أول الحمل إلى نقطة منه فوق نصف النهار حين بلوغ ذلك الكوكب نصف النهار. هكذا يستفاد مما ذكره عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة وشرح بيست باب وحاشية الجغميني.

بعث

بعث: {بعثناهم}: أحييناهم. {انبعث}: أسرع.
ب ع ث: (بَعَثَهُ) وَ (ابْتَعَثَهُ) بِمَعْنًى أَيْ أَرْسَلَهُ (فَانْبَعَثَ) وَ (بَعَثَهُ) مِنْ مَنَامِهِ أَهَبَّهُ وَأَيْقَظَهُ، وَبَعَثَ الْمَوْتَى نَشَرَهُمْ، وَبَابُ الثَّلَاثَةِ قَطَعَ. 
بعث
البَعْثُ: الإِرْسَالُ، ويُقالُ للمَبْعُوْث: بَعْثٌ. والنُّشُور، ومنه: يَوْمُ البَعْث. وضُرِبَ البَعْثُ على الجُنْد: أي بُعِثُوا إِلى العَدُوّ. وبَعَثْتُ البَعيرَ فانْبَعَثَ: هِجْتَه. وبَعَثْتُه من النَّوم: نَبَّهْتَه. ورَجُلٌ بَعِثٌ: لا يستقِرُّ مكانَه ولا يَغْلِبُه النَّوْمُ. وبَعَّثَ أمْرَه: خَلَّطَه، قال: ولا أحُقُّه. وأَراه بَغَّثَ - مُعْجَمَةً - من البُغْثَة: وهي اخْتِلاطُ السَّواد بالبَيَاض ونحوِه.

بعث


بَعِثَ(n. ac. بَعَث)
a. Was sleepless, wakeful.

تَبَعَّثَa. Flowed, gushed forth.

إِنْبَعَثَa. Was sent, despatched.
b. Was roused, aroused; was raised.
c. see V
إِبْتَعَثَa. see I (a)
بَعْثa. Sent.
b. Army; expedition.
c. Resurrection.
بَعْثَةa. Message; mission (prophetic).

بَعَثa. see 1 (b)
مَبْعَثa. see 1t
بَاْعِث
بَاْعِثَة
(pl.
بَوَاْعِثُ)
a. Cause, motive, impulse.

بَاْعُوْث
S.
a. Easter.
[بعث]ه وابتعثه بمعنى، أي أرسله، فانبعثَ. وقولهم: كنتَ في بَعْثِ فلانٍ، أي في جيشه الذي بُعِثَ معه. والبُعوثُ: الجيوش. وبَعَثْتُ الناقةَ: أَثَرْتُها. وبَعَثَهُ من منامه، أي أهَبَّه. وبَعَثَ الموتى: نَشَرَهُم ليوم البعث. وانْبَعَثَ في السير، أي أسرع. وتَبَعَّثَ منِّي الشِعْرُ، أي انبعثَ، كأنَّه سارَ. والبعيث: اسم شاعر من بنى تميم ، سمى بذلك لقوله: تبعث منى ما تبعث بعد ما اس‍ * تمر فؤادى واستمر مريزى ويوم بعاث بالضم: يوم للاوس والخزرج.
ب ع ث

بعث الله الرسول إلى عباده، وابتعثه. ومحمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير مبعوث، ومبتعث. وفي حديث المبعث كذا. وبعثه من منامه، وبعثه على الأمر. وتواصوا بالخير وتباعثوا عليه. وبعثه لكذا فانبعث له. و" كره الله انبعاثهم فثبطهم " وفلان كسلان لا ينبعث. وبعث الشيء وبعثره: أثاره. قال:

فبعثها تقص الإكام وفلان يكره الانبعاث، كأنما بعث ليوم بعاث وهو يوم بين الأوس والخزرج. ويوم البعث: يوم يبعثنا الله تعالى من القبور. ورجل بعث: لا يزال ينبعث من نومه. قال حميد بن ثور:

يهوي بأشعث قد وهى سرباله ... بعث تؤرقه الهموم فيسهر

وضرب البعث عليهم. وخرج في البعوث وهم الجنود يبعثون إلى الثغور.
(بعث) - قَولُه تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أشْقَاها} .
هو انْفعَل من البَعْث، ومعناه: الِإسراعُ في الطَّاعة للبَاعِث المُحرِّض. يقال: بَعثتُه: أي حَرَّضتُه فانبعَثَ.
- في حديث عُمَر : "لَمَّا صَالَح نَصارَى أَهلِ الشَّام كتبوا له، لا نُخرِج سَعانِينَ ولا بَاعُوثًا".
الباعوث: استِسْقاء النَّصَارى يخرجون بصُلْبانِهم إلى الصَّحارى فيَسْتَسْقَون.
وقيل: هو بالغَيْن المُعْجَمة والتَّاء المَنْقُوطَة باثْنَتَيْن من فَوقِها. وهو اسمُ عِيدٍ لهم عَجَمِى.
- في الحَدِيث: "ذِكْرُ يَومِ بُعاث". وهي من حُروبِ الجاهِلِيَّة، بَيْن الأَوسِ والخَزْرَج. وبُعاثُ: اسم حِصْن للأَوسِ، وقد يقال بالغَيْن المُعْجَمة، ولا يَصِحّ.
- في حديث عائِشَة: "فبَعَثْنَا البَعِيرَ فإذا العِقْدُ تَحتَه".
: أي هَيَّجْناه وأَقْمنَاه فانْبَعَثَ.
ب ع ث : بَعَثْتُ رَسُولًا بَعْثًا أَوْصَلْتُهُ وَابْتَعَثْتُهُ كَذَلِكَ وَفِي الْمُطَاوِعِ فَانْبَعَثَ مِثْلُ: كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَكُلُّ شَيْءٍ يَنْبَعِثُ بِنَفْسِهِ فَإِنَّ الْفِعْلَ يَتَعَدَّى إلَيْهِ بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ بَعَثْتُهُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَا يَنْبَعِثُ بِنَفْسِهِ كَالْكِتَابِ وَالْهَدِيَّةِ فَإِنَّ الْفِعْلَ يَتَعَدَّى إلَيْهِ بِالْبَاءِ فَيُقَالُ بَعَثْتُ بِهِ وَأَوْجَزَ الْفَارَابِيُّ فَقَالَ بَعَثَهُ أَيْ أَهَبَّهُ وَبَعَثَ بِهِ وَجَّهَهُ وَالْبَعْثُ الْجَيْشُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ الْبُعُوثُ وَبُعَاثٌ وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ وَتَأْنِيثُهُ أَكْثَرُ وَيَوْمُ بُعَاثٍ مِنْ أَيَّامِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَيْنَ الْمَبْعَثِ وَالْهِجْرَةِ وَكَانَ الظَّفَرُ لِلْأَوْسِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هَكَذَا ذَكَرَهُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ الْوَاقِدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَصَحَّفَهُ اللَّيْثُ فَجَعَلَهُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَقَالَ الْقَالِي فِي بَابِ الْعَيْنِ
الْمُهْمَلَةِ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بِضَمِّ الْبَاءِ قَالَ هَكَذَا سَمِعْنَاهُ مِنْ مَشَايِخِنَا وَهَذِهِ عِبَارَةُ ابْنِ دُرَيْدٍ أَيْضًا وَقَالَ الْبَكْرِيُّ بُعَاثٌ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَوْضِعٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ. 
بعث: بعث عن فلان: أرسل بطلبه (رسالة إلى فليشر 38، تاريخ البربر 1: 70) ويقال في نفس المعنى: بعث لفلان أو بعثه (ملر غرناطة 43، 53). وبَعَث: أرسل الجيش إلى العدو (المقري 1: 126).
وبعث فلاناً: جنده في (البعث) الجيش (أخبار 3).
وبعثه على الخيل، وبعثه على الرجالة: جعله قائداً للفرسان، وقائداً للمشاة (أخبار 87) وبعث كلمته: مد سلطانه (تاريخ البربر 1: 61).
وبعث رائحته: فاحت رائحته (رسالة إلى فليشر 223).
وبعثه: أغضبه، وأحنقه (نص دي سلان المقدمة 1: 75).
انبعث: تحرك (المقري 1: 472) وفي ابن عباد (1: 305): ما تنبعث مني جارحة من الجوع، أي لا أستطيع أن أحرك مني عضواً من الأعضاء من الجوع. (وبهذا يجب أن تصحح ترجمتي لها في ص340).
وانبعث الروح المقدس: انبثق (بوشر).
وانبعث النبات: نبع، نشأ (ابن العوام 1: 264).
وانبعث الشجر: نما، وانبعث البرعم: كمم وبرعم (ابن العوام 1: 179، 286 حيث يجب أن تقرأ فليقلم بدل فلتقام كما جاء في مخطوطة ليدن).
وانبعث: قام من الموت نُشِر (معجم بدرون، بوشر، فوك) وحنق وغضب ففي حياة ابن خلدون (ص 116ق): وحين قصوا عليه تلك الأخبار ((انبعث لها السلطان وسطا بنا واعتقلني)).
وكما يقال: انبعث بشر (لين) يقال: انبعث فسوقاً (معجم المتفرقات) - وانبعث ببيتين: ارتجل بيتين من الشعر وأنشدهما. - وانبعث أثار وسبّب، ففي ابن عباد (1: 244، 265) منبعث تلك الفتنة.
بَعْث: يقال كثيراً: بعث البعوث أي أرسل الجيوش إلى الثغور (المقدمة 1: 338، 2: 17، 148). غير أن كلمة البعث صارت تعني الخدمة العسكرية الاجبارية، ففي تاريخ البربر (1: 49) مثلاً: ضرب الموحدون على رياح البعث مع عساكرهم، وكذلك ضربت عليهم البعوث (نفس المصدر 1: 54).
بَعْثَة. يقال: بعثة رماة: فرقة من رماة السهام (معجم البيان).
وبعثة أموال: ضريبة، ففي أخبار ص151: صالح قوماً آخرين على بعثة أموال ضربت عليهم.
باعث: محرك، محرض، ومن يندفع في الحركة - وقوة باعثة، أي محركة ودافعة (بوشر).
مَبْعَث ومُنْبَعَث = مبدأ الخروج (معجم المنصوري في مادة مبعث).
بعث
أصل البَعْث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال:
بَعَثْتُهُ فَانْبَعَثَ، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علّق به، فَبَعَثْتُ البعير: أثرته وسيّرته، وقوله عزّ وجل: وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ [الأنعام/ 36] ، أي: يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة، يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً [المجادلة/ 6] ، زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ 7] ، ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ [لقمان/ 28] ، فالبعث ضربان:
- بشريّ، كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة.
- وإلهي، وذلك ضربان:
- أحدهما: إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع لا عن ليس ، وذلك يختص به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد.
والثاني: إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه، كعيسى صلّى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عزّ وجل:
فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ [الروم/ 56] ، يعني: يوم الحشر، وقوله عزّ وجلّ: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ [المائدة/ 31] ، أي:
قيّضه، وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا [النحل/ 36] ، نحو: أَرْسَلْنا رُسُلَنا [المؤمنون/ 44] ، وقوله تعالى: ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً [الكهف/ 12] ، وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان، وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً [النحل/ 84] ، قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ [الأنعام/ 65] ، وقال عزّ وجلّ: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ [البقرة/ 259] ، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ:
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ [الأنعام/ 60] ، والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما، والبعث منهما سواء، وقوله عزّ وجلّ: وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ [التوبة/ 46] ، أي: توجههم ومضيّهم.
(ب ع ث)

بَعَثُه يَبْعَثُه بَعْثا: أرْسلهُ وَحده.

وبَعَثَ بِهِ أرْسلهُ مَعَ غَيره.

والبَعِيثُ الرَّسُول، وَالْجمع بِعْثانٌ.

وبَعَثَ الْجند يَبْعَثُهُم بَعْثا: وجههم، وَهُوَ من ذَلِك. وهم البَعْثُ والبَعِيثُ وَجمع البَعْثِ بُعُوثٌ قَالَ:

ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَلَيْنا ... فَصِرْنا بَين تَطوِيحٍ وغُرْمِ

وَجمع البَعِيث بُعُثٌ.

وبَعَثه على الشَّيْء: حَمَلَه على فِعْلِهِ.

وبَعَث عَلَيْهِم الْبلَاء: أحلَّه بهم. وَفِي التَّنْزِيل (بَعَثْنا عَلَيْكُم عِبادَاً لَنا أُولِي بأْسٍ شَدِيدٍ) وَفِي الْخَبَر أَن عبد الْملك خطب فَقَالَ: بَعَثْنا عَلَيْكُم مُسلم بن عقبَة فقتلكم يَوْم الْحرَّة. وانْبَعَثَ الشَّيْء وتَبَعَّثَ: انْدفع.

وبَعَثه من نَومه بَعْثا فانْبَعَثَ: أيقظه. وتاويل الْبَعْث: إِزَالَة مَا كَانَ يحْبسهُ عَن التَّصَرُّف والانبعاث.

وَرجل بَعِثٌ: كثير الانبعاثِ من نَومه لَا يغلبه.

وَرجل بَعْثٌ وبُعْثٌ وبِعْثٌ: لَا تزَال همومه تؤرقه وتَبْعثُه من نَومه، قَالَ حميد ابْن ثَوْر:

تَعْدُو بأشْعَثَ قَدْ وَهَى سِرْبالُهُ ... بَعْثٍ تُؤَرّقُه الهمومُ فَيَسْهَرُ

وَالْجمع أبْعاثٌ.

وبَعَثَ الله الْخلق يبعَثُهم بَعْثا: نشرهم، من ذَلِك. وَفتح الْعين فِي البَعْثِ كُله لُغَة. وبعثَ الْبَعِير فانبعَث: حل عقاله فَأرْسلهُ، أَو كَانَ باركا فهاجه، والتَّبْعاث تَفْعالٌ من ذَلِك أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أصْدَرَها عَنْ طَثْرَةِ الدَّآثِ ... صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ

وَيَوْم بُعاثٍ يَوْم مَعْرُوف من أَيَّام الْأَوْس والخزرج فِي الْجَاهِلِيَّة.

والبَعِيثُ وباعِثٌ اسمان.
[بعث] الباعث يحيي الخلق بعد موتهم. وفي ح على يصفه صلى الله عليه وسلم: "بعيثك" نعمة، أي مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلته. وفيه: للفتنة "بعثات" أي إثارات جمع بعثة، وكل شيء أثرته فقد بعثته. ومنه: "فبعثنا" البعير. ومنه: أتاني أتيان "فابتعثاني" أي أيقظاني من نومي. وفيه: "ابعث بعث النار" أي المبعوث إليها من أهلها. ط: أخرجوا "بعث" النار فيسأل المخاطبون من كم كم أي عن كميتهم، وكم الأولى للمخرج منه، والثانية للمخرج، وروى ما "بعث النار" أي ما مقداره و"أي ذلك الواحد" سؤال استعظامي، واستشعار خوف فأزيل بقوله: أبشروا. نه: إذ "انبعث" اشقها انبعث لشأنه إذا ثار ومضى ذاهباً لقضاء حاجته. و"الباعوث" للنصارى كالاستسقاء لنا لفظ سرياني وقيل بغين معجمة ومثناة فوق، ويوم "بعاث" بضم باء، يوم حرب بين الأوس والخزرج، وبعاث حصن للأوس، ومن أعجم الغين صحف. ك: هو بالصرف وتركه وقع عنده الحرب بين الأوس والخزرج، واستمر مائة وعشرين سنة حتى ألف بينهم الإسلام، وكان يوماً

بعث: بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به:

أَرسله مع غيره. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ.

وفي حديث عليّ يصف النبي، صلى الله عليه وسلم، شَهِيدُك يومَ الدين،

وبَعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته،

فعيل بمعنى مفعول.

وفي حديث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ يقال: انْبَعَثَ فلانٌ

لشأْنه إِذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته.

والبَعْثُ: الرسولُ، والجمع بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى

الغَزْو.

والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، ويقال: هم البَعْثُ

بسكون العين.

وفي النوادر: يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إِذا أَرسَلوا إِليها

رُكَّاباً للميرة. وفي حديث القيامة: يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَي

المَبْعُوث إِليها من أَهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبَعَثَ

الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وهو من ذلك، وهو البَعْثُ

والبَعِيثُ، وجمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال:

ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علينا،

فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ

وجمع البَعِيثِ: بُعُثٌ.

والبَعْثُ: يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه، مثل

السَّفْر والرَّكْب. وقولهم: كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي

بُعِثَ معه. والبُعُوثُ: الجُيوش.

وبَعَثَه على الشيء: حمله على فِعْله. وبَعَثَ عليهم البَلاء: أَحَلَّه.

وفي التنزيل العزيز: بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد. وفي

الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة،

فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.

وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.

وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.

وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من

نومي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف

والانْبِعاثِ.

وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.

ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه. ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ:

لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:

تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَى سِرْبالُه،

بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَرُ

والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من

مَرْقَدِنا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور. وقولُه عز

وجل: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛

وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا

مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من

مَرْقَدِنا. والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى:

ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو

قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ

أَيضاً: الإِحْياء منالله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من

بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم

البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. وفتح

العين في البعث كله لغة. ومن أَسمائه عز وجل: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ

الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.

وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً

فَهاجَهُ.

وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن

يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات

وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ. وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، رضي

الله عنها: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.

والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ:

أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ،

صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ

وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.

ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ

والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري:

وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث

وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، رحمه الله، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من

مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو

لسانُه، والله أَعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان

تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم. وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.

وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.

والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ،

وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله:

تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْـ

ـتَمرَّ فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره:

واستَمَرَّ عَزِيمي، قال: وهو الصحيح؛ ومعنى هذا البيت: أَنه قال الشعر

بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالَحَ نصارَى الشام، كتبوا له؛ إِنَّا

لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة، ولا نُخْرِج سَعانِينَ، ولا باعوثاً؛

الباعوثُ للنَّصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني؛ وقيل: هو

بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.

وباعِيثا: موضع معروف.

بعث

1 بَعْثٌ signifies The removing of that which restrains one from free action. (TA.) [and hence,] b2: بَعَثَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. بَعَثٌ (Mgh, L, Msb, TA) and بَعَثٌ, (L, TA,) He sent him; (S, A, Mgh, Msb, K;) namely, a messenger; (Msb;) and, when said of God, an apostle; (A;) [and when said of a man, a letter, &c.;] as also ↓ ابتعثه: (S, A, Msb, K:) [or] the former is said of anything that goes, or is sent, by itself; and of anything that will not go, or be sent, by itself, as a letter, and a present, one says, بَعَثَ بِهِ: (Msb:) [thus,] بَعَثَهُ signifies he sent him, or it, alone, by himself, or by itself; and بَعَثَ بِهِ, he sent him, or it, by, or with, another, or others: (L:) but El-Fárábee says that the former of these two has another signification, which will be found below; and that the latter signifies he sent him, or it. (Msb.) Hence, ضُرِبَ عَلَيْهِمُ البَعْثُ The being sent to the war was appointed them and imposed upon them as an obligation. (Msb.) You say, بَعَثَهُ لِكَذَا [He sent him for such a thing or purpose]. (A, TA.) [And بَعَثَ إِلَيْهِ بِكَذَا He sent to him such a thing; lit., he sent to him a messenger with such a thing.] And بَعَثَ الجُنْدَ إِلَى الغَزْوِ [He sent the army to the war]. (TA.) And بَعَثَ عَلَيْهِمُ البَلَآءَ [He sent upon them trial, or affliction;] he caused trial, or affliction, to befall them. (TA.) b3: Also, (A, L, TA,) inf. بَعْثٌ (Mgh, L, TA) and بَعَثٌ (L) and تَبْعَاثٌ [an intensive form], (TA,) He roused him, excited him, or put him in motion or action; (A, L, Mgh, TA;) namely, anything; (TA;) [i. e. any person or animal; and particularly,] an animal lying down, or a person sitting. (L, TA.) You say, بَعَثَ النَّاقَةَ He roused, or put in motion or action, the she-camel; (S, Mgh, K, TA;) i. e., loosed the cord that bound her shank to her arm, and dismissed her; or he roused her, or made her to rise, she being lying down. (TA.) It is said in a trad. respecting 'Áïsheh, فَبَعَثْنَا البَعِيرَ فإِذَا العِقْدُ تَحْتَهُ [And we made the camel to rise, and to, the necklace was beneath him]. (TA.) You say also, بَعَثَهُ عَلَى الأَمْرِ, (A,) or الشَّىْءِ, (L,) He roused him, excited him, or put him in motion or action, to do the affair, or thing: (A:) or he incited him, urged him, or instigated him, to do the thing. (L.) b4: Also, accord. to El-Fárábee, (Msb,) or بَعَثَهُ مِنْ مَنَامِهِ, (S, A, K,) inf. n. بَعَثٌ and بَعَثٌ, (TA,) He roused him, or awoke him, from his sleep; (S, A, Msb, K;) as also ↓ ابتعثهُ. (TA, from a trad.) b5: بَعْثٌ (S, K, TA) and بَعَثٌ (TA) also signify The quickening, vivifying, or revivifying, of the dead; the raising of the dead to life; (S, K, * TA;) by God, (TA,) on the day called يَوْمُ البَعْثِ (S, TA) the day [of resurrection,] when those who are in the graves shall be raised. (A, Mgh.) You say, بَعَثَ اللّٰهُ الخَلْقَ, and المَوْتَى, God quickened, vivified, revivified, or raised to life, mankind, and the dead. (TA.) A2: بَعِثَ, aor. ـَ (inf. n. بَعَثٌ, TK,) He (a man, TA) was sleepless, or wakeful. (K, * TA.) [See بَعِثٌ.]5 تَبَعَّثَ see 7, in two places.6 تَبَاعَثُوا [They roused, excited, incited, urged, or instigated, one another; or put one another in motion or action; to do a thing]. One says, تَوَاصَوْا بِالخَيْرِ وَ تَبَاعَثُوا عَلَيْهِ [Enjoin ye, or charge ye, one another to do good, and rouse ye, or excite ye, &c., one another to do it]. (A.) 7 انبعث He became sent; [i. e. he went, being sent;] quasi-pass. of بَعَثَهُ, as signifying “he sent him:” (S, Msb, K:) he rose, and went away: (TA:) he rose to go forth. (Bd in ix. 46.) You say, انبعث لِكَذَا [He went, being sent, or he rose, and went away. or he rose to go forth, for such a thing or purpose]. (A, TA.) and انبعث فُلَانٌ لِشَأْنِهِ Such a one rose, and went away, to perform his affair. (TA.) And انبعث فِى

السَّيْرِ He hastened, made haste, sped, or was quick or swift, in going, journeying, or pace. (S.) And انبعث الشَّيْءُ, i. e. اِنْدَفَعَ [The thing became impelled, or propelled; or went quickly, or swiftly, as though impelled or propelled; &c.]; as also ↓ تبعّث. (TA.) [Thus] you say, انبعث المَآءُ [The water poured out, or forth, as though impelled or propelled]. (TA in art. فجر; &c.) and [hence,] مِنِّىَ الشِّعْرُ ↓ تبعّث, i. e. انبعث [The poetry issued quickly from me], as though it flowed (كَأَنَّهُ سَالَ): so in the S and K: but in some of the copies of the S, in the place of سَالَ, we find سَارَ. (TA.) And انبعث بِشَرٍّ [He broke forth with evil, or mischief]. (JK in art. بوق.) b2: [He became roused, excited, incited, urged, instigated, or put in motion or action.] You say, انبعثت النَّاقَةُ The she-camel became roused, or put in motion or action, and rose: (L, Mgh, TA: *) quasi-pass. of بَعَثَ النَّاقَةَ [q. v.]. (Mgh, TA.) And فُلَانٌ كَسْلَانٌ لَا بَنْبَعِثُ [Such a one is sluggish, lazy, or indolent: he will not become roused, &c.]. (A.) b3: He became roused, or awakened, from his sleep; or he awoke from his sleep. (TA.) 8 إِبْتَعَثَ see 1, in two places.

بَعْثٌ an inf. n. used as a pass. part. n.; Sent; as also ↓ بَعِيثٌ and ↓ مَبْعوثٌ: pl. of the first بُعُوثٌ; and of the second بُعُثٌ. (L, TA.) b2: And [used as a subst., signifying] A person sent; a messenger: pl. بَعْثَانٌ. (L.) You say also, مُحَمَّدٌ خَيْرُ

↓ مَبْعُوثٍ and ↓ مُبْتَعَثٍ [Mohammad is the best person that has been sent]. (A.) And ↓ بَعَيثُكَ نِعْمَةً, i. e. ↓ مَبْعُوثُكَ [He whom Thou (O God) hast sent (namely Mohammad) as a boon, or benefit, or favour]. (L, from a trad. [The latter word (نعمة) is written in the L without any syll. signs; but the context shows that it is in the accus. case as a specificative.]) b3: A people sent from one place to another; as also ↓ بَعَثٌ: (L, TA:) a people sent in any direction; a word similar to سَفْرٌ and رَكْبٌ. (TA.) بَعْثُ النَّارِ, occurring in a trad., means The people sent to the fire [of Hell]. (L.) b4: An army; (S, Mgh, Msb, K;) because sent; (Mgh;) as also ↓ بَعَثٌ (K) and ↓ بَعِيثٌ: (TA:) pl. of the first بُعُوثٌ; (S, A, Mgh, Msb, K;) and of the last بُعُثٌ: (TA:) the first, [as also the second,] an inf. n. used as a subst. (Msb.) You say, كُنْتُ فِى بَعْثِ فُلَانٍ

I was in the army of such a one, that was sent with him. (S.) And خَرَجَ فِى البُعُوثِ He went forth among the forces that were sent to the frontiers. (A.) b5: See also بَعِثٌ.

بُعْثٌ: see بَعْثٌ.

بَعَثٌ: see بَعْثٌ, in two places: b2: and see what next follows.

بَعِثٌ (A, L, K) and ↓ بَعْثٌ (L, TA) and ↓ بُعْثٌ, (L,) or ↓ بَعَثٌ, (TA,) Sleepless, or wakeful: (K:) a man incessantly, (A,) or often, (TA,) awaking from his sleep: (A, TA:) a man whose anxieties, or griefs, incessantly render him sleepless, or wakeful, and awake him from his sleep: pl. أَبْعاثٌ. (TA.) بَعْثَةٌ [inf. n. of un. of 1; and particularly signifying] An occasion, or occurrence, of raising, rousing, exciting, stirring up, or provoking, of sedition, or the like: pl. بَعَثَاتٌ. (TA, from a trad.) بَعِيثٌ: see بَعْثٌ, in three places.

بَاعِثٌ [act. part. n. of 1; Sending: &c. b2: and hence, Occasioning, or causing: an occasion, or a cause; and a motive]. b3: البَاعِثُ one of the names [or epithets] of God; The Quickener of mankind after death, on the day of resurrection. (TA.) البَاعُوثُ, (L, K,) or, accord. to some, البَاغُوتُ, q. v., with the pointed غ and the double-pointed ت, (TA,) [The Christian festival of Easter;] the اِسْتِسْقَآء of the Christians; (K;) or [rather] what is to the Christians as the استسقآء is to the Muslims: a Syriac word. (L.) مَبْعَثٌ [a noun of place and of time from 1; A place, and a time, of sending: &c. Hence, المَبْعَثُ is particularly applied to The time of the mission of Mohammad: and it is also applied to the mission itself]. (A, TA.) مَبْعُوثٌ: see بَعْثٌ, in three places.

مُبْتَعَثٌ: see بَعْثٌ.
بعث
بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في يبعَث، بَعْثًا وبِعْثةً وبَعْثةً، فهو باعِث، والمفعول مَبْعوث
• بعَث اللهُ الخلقَ: أحياهم بعد موتهم " {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} - {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ} " ° بعثَه من النَّوم: أيقظه- يُبعث من جديد: ينهض من العدم.
• بعَث الشُّعورَ ونحوه: أثاره وأيقظه وهيّجه "بعَث الشّعرُ في النفوس حماسةً- يبعث الرّعب في النفوس- {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} "? بعَث الأملَ: أحياه وولّده.
• بعَث الشَّخصَ: أرسله "بعث الرئيسُ وزير الخارجيّة للتَّفاوض- {فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} "? مبعوث فوق العادة: مندوب سياسيّ له مطلق الصَّلاحية في دولة أجنبيّة.
• بعَث رسالةً/ بعَث إليه رسالةً/ بعَث له رسالةً/ بعَث برسالةٍ/ بعَث إليه برسالة: أرسلها، وجّهها.
• بعَث الشَّخصَ على النَّجاح: حمله عليه، أجبره، أغراه به وشجَّعه عليه "بعثه الحزنُ على البكاء- جوٌّ يبعث على المذاكرة- {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}: سلَّطْنا".
• بعَث في طلب كذا: أرسل "بعَث في طلب الطّبيب". 

ابتعثَ يبتعث، ابتِعاثًا، فهو مُبتعِث، والمفعول مُبتعَث
• ابتعثَ الشَّخصَ:
1 - بعَثه، أرسله "كان من المُبتَعَثين للدِّراسة".
2 - بعثَه، أيقظه من نومه "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي [حديث] ". 

انبعثَ/ انبعثَ عن/ انبعثَ في/ انبعثَ من ينبعث، انبَعاثًا، فهو مُنبعِث، والمفعول مُنبعَث عنه
• انبعث الشَّخصُ/ انبعث الشَّخصُ في السَّير: مُطاوع بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: انْدَفع، أوغل، انطلق وأسْرَع وهبَّ مندفعًا "انبعث الماءُ- {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} - {وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ}: خروجَهم للقتال".
• انبعث الدُّخانُ عنه/ انبعث الدُّخان منه: صَدَرَ، تصاعد، خرج، تحرّك "انبعثتِ الأضواءُ من الدّاخل- انبعثت منه/ عنه رائحةٌ: فاحت وانتشرت- شعاع مُنْبعث: منتشر، منطلق" ° انبعثت صداقة قديمة: عادت للظهور بعد أن زالت- انبعث حيًّا من رماده: بدأ حياة جديدة. 

ابتِعاث [مفرد]:
1 - مصدر ابتعثَ.
2 - (فز) إطلاق شيء ما مثل الحرارة من جسم ساخن، أو الضّوء من مصدر إشعاع. 

انبعاث [مفرد]:
1 - مصدر انبعثَ/ انبعثَ عن/ انبعثَ في/ انبعثَ من.
2 - (فز) ما يخرج من مصدر ما مثل انبعاث أشعَّة ألفا أو بيتا من العناصر ذات النشاط الإشعاعيّ.
3 - نهضة بعد ركُود "كان انبعاث الأمة العربية في القرن الماضي بداية نهوض وتحرّر" ° عصر الانبعاث: عصر النَّهضة، نهضة بعد انحطاط. 

باعِث [مفرد]: ج باعثون وبَواعِثُ (لغير العاقل)، مؤ باعثة، ج مؤ باعثات وبَواعِثُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "من بواعِث النهضة توافر التقنية الحديثة- ما الباعث على التمرّد؟ " ° باعث النَّهضة:
 أوّل الدعاة إليها- باعثة الأشباح: آلة السينما المرسِلةُ الصورَ على الشَّاشة البيضاء.
2 - دافِع، سبب، داعٍ.
3 - (سف) عامِل نفسيّ، وهو فكرة تنزع إلى إحداث عمل إراديّ.
• الباعِث: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث الخلق يوم القيامة للحساب، وباعث الرّسل إلى الخلق لهدايتهم. 

بَعْث [مفرد]: ج بُعوث (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في ° يَوْمُ البَعْث: يوم القيامة.
2 - مَنْ يُرْسَل في مهمَّة، واحدًا كان أو جماعة "ما زالت البعوث تقصد إفريقيا".
3 - جيش "كنت في بعْث فلان: في جيشه الذي بُعث معه". 

بَعْثة [مفرد]: ج بَعَثات (لغير المصدر) وبَعْثات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - اسم مرَّة من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "البَعْثة المحمَّديّة".
3 - هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبَعْثات العلميّة والأثريّة والعسكريّة والدّبلوماسيّة "بَعْثة دراسيّة" ° طالب بَعْثَة: صاحب زمالة أو منحة للدراسة في بلد آخر- مديرية البعثات/ إدارة البعثات: إدارة تُعنى بشئون البعثات الدراسيّة. 

بِعْثَة [مفرد]: ج بِعْثَات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - اسم هيئة من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
3 - بَعْثة؛ هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبعثات العلميّة والأثريّة والعسكريَّة والدبلوماسيّة. 

مَبْعَث [مفرد]: ج مَباعِثُ:
1 - مصدر ميميّ من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "كان سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عند مَبْعَثه أربعين عامًا".
2 - عامِل، سبَب "مَبْعَث التفوّق" ° مبعث سخريّة: ما يحمل على فعل شيء. 

مبعوث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - مَنْ يُرسَل للدِّراسة أو لمهمَّة خاصَّة "مبعوث رسميّ" ° مبعوث سياسيّ: دبلوماسيّ تُوكل إليه مهمَّة رسميَّة في بلد آخر. 
بعث
: (بَعَثَه، كمَنَعَه) يَبْعَثُه بَعْثاً (: أَرْسَلَهُ) وَحْدَه.
وبَعَثَ بِه: أَرسَلَه مَعَ غَيْرِه، (كابْتَعَثَه) ابْتِعاثاً (فانْبَعَثَ) .
ومحمَّدٌ صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَيْرُ مَبْعُوثٍ ومُبْتَعَثٍ.
وَبَعَثَه لكذا، فانْبَعَثَ. وَفِي حديثِ ابْن زَمْعَةَ (انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) يُقَال: انْبَعَثَ فُلان، لشَأْنِه، إِذا ثارَ ومَضَى ذاهِباً لقضاءِ حاجَتِهِ.
(و) بَعَثَ (النَّاقَةَ: أَثارَها) فانْبَعَثَتْ: حَلَّ عِقَالَها، أَو كانَتْ بارِكَةً فهَاجَها. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة إِنَّ لِلْفِتْنَةِ بَعَثَاتٍ ووَقَفَاتٍ، فَمن اسْتطاع أَنْ يَموت فِي وَقَفاتِها فلْيَفْعَلْ. قَوْله: بَعَثاتٍ، أَي إِثارَاتٍ وتَهْيِيجاتٍ جمعُ بَعْثةٍ، وكلّ شيْءٍ أَثَرْته فقدْ بَعَثْتَه، وَمِنْه حديثُ عائِشةَ، رَضِي الله عنْهَا، (فَبَعثْنا البَعِيرَ، فإِذا العِقْدُ تَحْتَه) .
(و) بَعَثَ (فُلاناً مِن مَنامه) فانْبَعَثَ: أَيْقظَه، و (أَهَبَّهُ) . 9 وَفِي الحَدِيث: (أَتأَني اللَّيْلةَ آتِيَانِ، فابْتعَثانِي) ، أَي أَيْقظانِي من نوْمي.
وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ مَا كَانَ يَحْبِسُه عَن التَّصَرُّفِ والانْبِعاث.
وَفِي الأَساس: بَعَثَهُ، وبَعْثرَهُ: أَثارَه، وعَلى الأَمْرِ: أَثارَه. وتوَاصَوْا بالخَيْر، وتبَاعَثُوا عَليْهِ.
(والبَعْثُ) بِفَتْح فَسُكُون (ويُحَرَّكُ) وَهُوَ لُغَة فِيهِ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْوِ، وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً، والبَعْثُ يكونُ بَعْثاً للقوْم يُبْعَثُون إِلى وَجْه من الوجُوه، مثل السَّفْرِ والرَّكْب.
والبَعْثُ (: الجَيْشُ) ، يُقَال: كنْتُ فِي بَعْثِ فُلانٍ، أَي فِي جَيْشِه الَّذِي بُعث مَعَه، (ج بُعُوثٌ) ، يُقَال: خَرَج فِي البُعُوثِ: (وهم) الجُنُودُ يُبْعَثُون إِلى الثُّغُور. (و) اعْلَم أَنّ البَعْث فِي كَلَام العَرَب على وَجْهَيْن:
أَحدُهما: الإِرْسالُ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 103) مَعْنَاهُ أَرْسَلْنا.
والبَعْثُ: إِثارَةُ بارِكٍ، أَو قاعِدٍ.
والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياءُ من الله للمَوْتى، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 56) أَي أَحْيَيْناكُم.
والبَعْثُ (: النَّشْرُ) ، بَعَثَ المَوْتَى: نَشَرَهُم ليومِ البَعْثِ، وبَعَثَ الله الخَلْقَ يَبْعَثُهُمْ بَعْثاً: نَشَرَهم، من ذَلِك، وَفتح العَيْن فِي البَعْثِ كُلِّه لُغَةٌ.
وَمن أَسْمَائِه عَزّ وجلّ الباعِثُ: هُوَ الَّذِي يَبْعَثُ الخَلْقَ، أَي يُحْيِيهم بعد المَوْتِ يومَ القِيَامَةِ.
(و) البَعِثُ (كَكَتِفٍ: المُتَهَجِّدُ السَّهْرَانُ) كثيرُ الانْبِعاثِ من نَومه، وأَنشد الأَصمعيّ:
يَا رَبِّ رَبَّ الأَرِقِ اللَّيْلَ البَعِثْ
لم يُقْذِ عَيْنَيْهِ حِثَاثٌ المُحْتَثِثْ
(وبَعِثَ) الرَّجُلُ (كفَرحَ: أَرِقَ) من نَوْمهِ.
وَرجل بَعْثٌ، بِفَتْح فَسُكُون، وبَعَثْ، محرّكة، وبَعِثٌ، ككَتِف: لَا تَزالُ هُمُومُه تُؤَرِّقُه وتَبْعَثُه من نَوْمه، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
تَعْدُو بأَشْعَثَ قَدْ وَهَى سِرْبالُه
بَعْثٍ تُؤَرِّقُهُ الهُمُومُ فيَسْهَرُ
والجَمْع أَبْعَاثٌ.
وانْبَعَثَ الشَّيْءُ، وتَبَعَّثَ: انْدَفَعَ.
(وتَبَعَّثَ مِنّي الشِّعْرُ: انْبَعَث؛ كأَنَّه سَالَ) ، وَفِي بعض النّسخ الصّحاح: كأَنَّه سارَ.
(والبَعِيثُ) : الجُنْدُ، جمعه بُعُثٌ.
وبَعِيثُك نِعْمَةٌ، أَي مَبْعُوثُكَ (الَّذِي بَعَثْتَه إِلى الخَلق أَي أَرْسَلْتَه، فَعِيل بِمَعْنى مفعول) . وَالبَعِيثُ (: فَرَسُ عَمْرٍ وبنِ مَعْدِ يكَرِبَ) الزُّبَيْدِيّ، وبِنْتُه الكامِلَةُ يأْتي ذِكْرُها.
وبَاعِثٌ، وبَعِيثٌ: اسمانِ.
(و) البَعِيثُ (بنُ حُرَيْثٍ) الحَنَفِيّ (و) البَعِيثُ (بنُ رِزَامٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي التَّكْملة: والبَعِيثُ: بَعِيثُ بني رِزَامٍ التَّغْلبِيّ.
(و) أَبُو مالكٍ البَعِيثُ، واسْمه خِدَاشُ (بنُ بَشيرٍ) المُجَاشِعِيّ، هاكذا فِي نسخَتنَا وَفِي بَعْضهَا بِشْر، وَمثله فِي هامِش الصّحاح، وَهُوَ الصَّواب، وَهُوَ الَّذِي هَجَاه جَرِير.
وَفِي التّكملة: والبَعِيثُ بنُ بِشِيرٍ راكبُ الأَسدِ السُّحَيْمِيّ، (شُعَرَاءُ) سُمِّيَ الأَخِير لِقَوْلِه وَهُوَ من بني تَمِيم:
تَبَعَّثَ مِنّي مَا تَبَعَّثَ بَعْدَمَا اسْ
تَمَرَّ فُؤادِي واسْتَمَرّ مَرِيرِي
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَصَوَابه (واسْتَمَرّ عَزِيمِي) .
(والمُنْبَعِثُ) على صِيغَة اسْم الْفَاعِل: رَجُلٌ (من الصَّحابَةِ، وَكَانَ اسمُه مُضْطَجِعاً، فغَيَّرهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَفَاؤُلاً، وَذَلِكَ فِي نَوْبةِ الطّائفِ، وَهُوَ من عَبِيدِهِم، هَرَبَ كأَبِي بَكْرَةَ.
(وبُعَاثٌ بالعَيْن) الْمُهْملَة (وبالغَيْن) الْمُعْجَمَة (كغُرَاب، ويُثَلَّث: ع بِقُربه المَدينةِ) على مِيلَيْنِ مِنْهَا، كَمَا فِي نُسْخَة، وَهَذَا لَا يصحّ، وَفِي بَعْضهَا على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة، وَقد صَرّح بِهِ عِيَاضٌ، وابنُ قَرْقُول والفَيُّومِيّ، وأَهلُ الغَرِيبِ أَجمع، قَالَ شَيخنَا: وجَزمَ الأَكثرُ بأَنّه لَيْسَ فِي بَابه إِلا الضَّمّ كغُراب (و) فِي الْمِصْبَاح: بُعَاث، كغُراب: موضعٌ بِالْمَدِينَةِ، وتأْنيثه أَكثر، و (يومُه م) ، مَعْرُوف، أَي من أَيّامِ الأَوْسه والخَزْرَجِ، بَين المَبْعَث والهِجْرَةِ، وَكَانَ الظَّفَرُ للأَوْس.
قَالَ الأَزهريّ: وذَكَرَهُ ابْن المُظَفَّر هَذَا فِي كتاب العَيْن، فَجعله يَوْم بُغاث، وصَحَّفَه، وَمَا كَانَ الخَليلُ رحِمَه الله لِيَخْفَى عَلَيْهِ يومُ بُعاث، لأَنه من مشاهِيرِ أَيَّامه العَربِ، وإِنما صَحّفه اللَّيْثُ، وعَزاه إِلى خَلِيلِ نَفْسِه، وَهُوَ لسانُه، وَالله أَعلم.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ رضِيَ الله عَنْهَا، (وعِنْدَهَا جارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِما قِيلَ يومَ بُعَاثٍ) وَهُوَ هاذَا اليَوْمِ.
وبُعاثٌ: اسمُ حِصْنٍ للأَوْس.
قلت: وهاكذا ذكره أَبو عليّ القالِي فِي العَيْنِ المُهْمَلة، كغُرَاب، وَقَالَ: هاكذا سَمِعْناه من مَشَايِخنَا أَيضاً، وَهِي عِبارَةُ ابنِ دُرَيْد بعَيْنِهَا، ووافقهُ البَكحرِيّ، وصاحِبُ الْمَشَارِق، وَحكى أَبو عُبَيْدَة فِيهِ الإِعْجَام عَن الخلِيل، وَضَبطه الأَصِيلِيّ بالوَجْهَيْنِ، وبالمُعْجَمَة عندَ القابِسِيّ، وَهُوَ خطأٌ.
قَالَ شيخُنا: فهؤلاءِ كلّهم مُجْمِعُون على ضمُّ الباءِ، وَلَا قَائِل بِغَيْر الضمّ، فقولُ المصنّف: ويُثلَّث، غير صَحِيح.
(و) فِي حديثِ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (لمّا صَالحَ نَصارَى الشَّامِ، كَتبُوا لَهُ؛ أَن لَا نُحْدِث كَنيسَةً وَلَا قَلِيَّةً، وَلَا نُخْرِج سَعَانِينَ وَلَا بَاعُوثاً) (البَاعُوثُ: اسْتِسْقاءُ النَّصَارَى) وَهُوَ اسمٌ سُرْيَانيّ، وَقيل: هُوَ بالغيْنِ المُعْجَمَة والتّاءِ المنقوطة، فَوْقهَا نُقْطتان، وَقد تقدّم الإِشارةُ إِليه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
البَعْثُ: الرَّسولُ، وَالْجمع البُعْثانُ.
والبَعْث: القوْمُ المُشْخَصُون، وَفِي حَدِيث القِيامة: (يَا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النّارِ) أَي المبعوثَ إِليها من أَهلها، وَهُوَ من بَاب تَسْمِيَة المَفْعُول بالمَصْدَر، وَهُوَ البَعِيثُ، وجمعُ البَعْثِ بُعُوث، وَجمع البَعِيثِ بُعُثٌ، قَالَ:
ولكِنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَليْنا
فصِرْنا بَيْن تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
وبَعَثَه على الشَّيْءِ: حَمَله على فِعْلِه.
وبَعَثَ عَليْهِم البَلاءَ: أَحَلَّهُ، وَفِي التَّنْزِيل: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 5) وانْبَعَثَ فِي السَّيْرِ، أَي أَسْرَعَ.
وقُرِىءَ {ياوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا} (سُورَة يس، الْآيَة: 52) أَي من بَعْثِ الله إِيّانا من مَرْقدِنا.
والتَّبْعَاتُ: تَفْعَالٌ من بَعَثَه، إِذا أَثارَهُ، أَنْشدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:
أَصْدَرَهَا عَن كثْرَةِ الدَّآثِ
صاحِبُ ليْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ
وباعيثا: مَوضِعٌ مَعْرُوف.
(ب ع ث) : (الْبَعْثُ) الْإِثَارَةُ يُقَالُ بَعَثَ النَّاقَةَ فَانْبَعَثَتْ أَيْ أَثَارَهَا فَثَارَتْ وَنَهَضَتْ وَمِنْهُ يَوْمُ الْبَعْثِ يَوْمَ يَبْعَثُنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ الْقُبُورِ (وَبَعَثَهُ) أَرْسَلَهُ وَمِنْهُ ضُرِبَ عَلَيْهِمْ (الْبَعْثُ) أَيْ عُيِّنَ عَلَيْهِمْ وَأُلْزِمُوا أَنْ يُبْعَثُوا إلَيَّ الْغَزْوِ وَقَدْ يُسَمَّى الْجَيْشُ (بَعْثًا) لِأَنَّهُ يُبْعَثُ ثُمَّ يُجْمَعُ فَيُقَالُ مَرَّتْ عَلَيْهِمْ الْبُعُوثُ أَيْ الْجُيُوشُ (وَبُعَاثٌ) مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ (وَيَوْمُ بُعَاثٍ) وَقْعَةٌ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ تَصْحِيفٌ عَنْ الْعَسْكَرِيِّ وَالْأَزْهَرِيِّ فِي سَرِقَةِ الْمُخْتَصَرِ.

مشوومشي

مشوومشي: مشى: مص ممشى (ارنولد كرست 207): مشي الثلج: المشي في الثلج (ابن البيطار 202): نفع من مشي الثلج وخوض الصقيع.
مشى: تقال لمن ذهب راكبا على حصانه في نزهة أو السير بخطى اعتيادية أو خطوات صغيرة في مقابل ركض أو عدا الفرس سريعا (معجم الادريسي).
مشى: أتخذ طريقا مختصرا عرضيا أو طريقا اقصر (الكالا).
مشى: تستعمل حين نكون بصدد النقود فيقال نقود ماشية أي رائجة أو تجارة ماشية أي رائجة (ألف ليلة، برسل 7: 60).
مشى بين الفريقين: وسيط، موفق، مصلح (معجم البلاذري).
مشي بينهم بالنمائم: تقال عن الواشي، النمام (معجم البلاذري).
مشى: سلك، تصرف (بوشر).
مشي: مجيء (حين نكون بصدد الحديث عن الأشياء) (مملوك 1: 1، 13): ثم مشت البقج والمجامع بالأغطية الحرير أي (أتت عقب ذلك). مشى بطنه: اختلف إلى الخلاء، سلح، تغوط (بوشر).
مشى الحال: جنح أو مال النهار (بوشر، باربيه).
مشى مع الطبع: لم يقهر ذاته، تهاون في أداء واجبه، تكلم بإهمال (المقري 2: 417).
مشى في المسائل: بحث (ابن خلكان 1: 734): فأوردت عليه مسائل لم يمش فيها.
مشى: حرك، هز (دي سلان) (المقدمة 3: 204).
مشى بطنه: فرغ ما في بطنه (بوشر، معجم المنصوري): تمشية كناية عن فعل الدواء المسهل وكذلك المشي والاستمشاء بمعانيهما من هذه.
مشى: دفع حصته (الكالا وبالأسبانية: escotar en el comer) .
ماشي: مشى مع، مشى بجنب فلان (معجم بدرون، معجم الطرائف، فوك، الكامل 304: 16) ومجازا: حاذى حين نكون بصدد الحديث عن التلال أو عن جزيرة يماشيها مركب أي أنها تسير والجزيرة أو تسير بجانبها (معجم الطرائف، ديوان الهذليين 44: 2).
ماشى: سلك (معه) بهذه الطريقة أو تلك (أماري دبلوماسية 2: 117): ونوصيهم بمماشاة من يرد عليهم من تلقائكم المماشاة الحسنة.
ماشي: سار بأبهة برفقة الحرس (المقري 1: 472): وكانت القضاة حينــئذ لا تراكب ولا تماشي.
ماشي معه فلانا: يبدو أن معناها: جعل برفقته زميلا له ففي (ابن صاحب الصلاة 69): وفيها أيضا اختص الأمير الأجل الاعدل بوزارته أبا العلي إدريس بن جامع وقربه وأحبه وماشى معه الفقيه أبا محمد المالقي في المسائل.
تمشى: مشى (معجم البيان، معجم الطرائف، همبرت 43، دي ساسي كرست 1: 13 ابن جبير 295: 9).
تمشى في: جال (البربرية 1: 54) ومجازا: نجح (ابن الأثير 10: 400): جرى له حديث مع الغزالي فيما فعله بالمغرب من التملك فقال له الغزالي إن هذا لا يمشى في هذه البلاد ولا يمكن وقوعه لأمثالنا.
تمشى: تنزه، ذهب في نزهة (معجم الطرائف فوك تمشى على وب) (الكالا passearse، بوشر، كارتاس 42).
تمشوا في: اجتمعوا للتداول في أمر ما (البربرية 1: 59): إلى أن تمشت رجالات من زغبة في بعض ذلك (وفي 3: 573): ثم تمشت رجالات بني مرين وائتمروا في الرجوع عنه.
تمشت: توطدت (السلطة) (البربرية 2: 237): وتمشت طاعته في أقطاره فلم يبق فيه معقل يدين بغير دعوته ... الخ.
تمشى: دام، استمر، لم يتوقف أو ينقطع (أبحاث 2، ص Li: 3 حافظ على حركة الكلمة التي وردت في المخطوطة).
تمشي: الذهاب مرارا إلى الخلاء لإفراغ البطن (باين سميث 1442).
تماشى: جالا أو جالوا معا (معجم الطرائف).
طريق لا ينمشي فيه: طريق غير سالك (بوشر).
استطرق: انظر اسم المصدر فيما يأتي.
مشو: سير مشو الفرس خطوة الفرس جئت مشو وإلا ركب: جئت راجلا أم راكبا؟ (بوشر).
مشاة: ينبغي أن تحذف من (فريتاج) لأنها جمع ماش.
مشوة: ماشية، طريقة المشي، مشوة الفرس: خطوة الفرس وطريقة مشيته (بوشر).
مشوة: سلوك، سير (بوشر).
مشواة: مسافة سير، مدى، مسيرة (بوشر).
مشي: كثرة الذهاب إلى دار الخلاء لتفريغ البطن (انظر ما تقدم في مشى ومشى التي وردت في معجم المنصوري في مادة مشى): المشي واللاستمشاء كنايتان عن الاختلاف للبراز؛ مشى البطن: إسهال (همبرت 34).
مشية: والجمع مشى (ديوان الهذليين 184: 12).
مشية: خادمة؟ أجيرة (ألف ليلة، برسل 11: 376).
مشاء (عامية مشاي ومشى): راجل (بوشر).
مشاء: جندي مشاة (ابن بطوطة 2: 421 و3: 111، 417 و4: 193).
مشاء: صانع الأشرعة الماهر (دولابورت 132).
مشاء: من أنصار الفلسفة المشاشية (الجريدة الآسيوية 1853: 1: 272، مقدمة ابن خلدون 3: 90).
مشاية: هي النعال (لو صحت كتابتها على هذا النحو) (باين سميث 1778).
ماش والجمع مشاة: (م. المحيط، بوشر، ديوان الهذليين 106: 4 المقري 1: 593): السائر على قدميه، جندي المشاة. المسافر مشيا (م. المحيط، المقري 2: 801، 17، ألف ليلة 1: 448).
ماش: صالح للتبادل أو للتفاوض فيه (بوشر).
ماشية: غير من (فريتاج) اسم الجمع مواشيس بمواش: في تونس يطلق هذا الاسم على ثوري الحراثة (بوسييه).
ماشية: هي في تونس أيضا المحراث وقطعة الأرض التي يستطيع أن يحرثها ثوران خلال موسم الحراثة السنوي وهي فيما يقارب عشرة هيكتارات (بوسييه، بيليسييه 35، شيرب ديال 12) وعند (ليون 12، 15، 21) يطلق على الحدائق التي بين طرابلس والصحراء اسم مشية.
تمشية: توجيه، توجه، طريقة الوصول إلى النهاية المقترحة أو المبتغاة (بوشر).
تمشية: حصة (الكالا وبالأسبانية: escotadura) .
ممشى: ممر بين الغرف التي على اليسار والأخرى التي على اليمين (كوريدور) ممر يقود من بيت إلى آخر أو من حظيرة الماشية إلى البيت (فوك وعند الكالا: ( portal para passear andamio, corredor como carrera) ( بوسييه، بوشر، شيرب، مارتن 41، ابن جبير 295، 13، 335، 20).
ممشى: رصيف (بوشر).
ممشى: مجاز (ابن العوام 1: 154)؛ المماشي الضيقة تدعى مماشي سراقوسا والكبيرة تدعى الفارسية (ابن ليون 49):
وأسفل العرائش المماشي ... تحيط بالبستان كالحواشي
المماشي الضيقة تعرف بالسرقسطية والواسعة تعرف بالفارسية قاله الطغزي؛ ساوى ممشى: بلط مجازا (بوشر).
ممشى: سد، حاجز، عائق، عقبة، طريق معبدة، قارعة طريق (ألف ليلة، برسل 3: 209).
ممشى: المدى الذي يتسع لسير مجموعة معينة من الناس جنبا إلى جنب (عبد الواحد 8: 163). بلغني أن عرض حائط سورها ممشا ستة أفراس في وصف واحد.
ممشى: راحة، سهولة، (بوشر، محيط المحيط).
ممشاة: سد، حاجز، طريق معبدة، قارعة طريق (ألف ليلة 1: 850 وقد كتبها برسل ممشى). استمشاء: كثرة الذهاب إلى دار الخلاء (انظر مشى فيما تقدم) و (مشي في معجم المنصوري): الاستمشاء كناية عن القيام إلى البراز (وفي محيط المحيط) وربما كنى بالاستمشاء عن التغوط.

شذّ

شذّ: شذّ وحدها بمعنى شَذّ عن الجماعة أي فارق جماعة المسلمين وخالفهم، ولم يعترف بالأمير عليهم. ففي أبّار (ص181 رقم1): وقوّاه الشباب على المعصية فبعد في الشذوذ شأوه. وهذا صواب قراءة العبارة في مخطوطة (ب) لكتاب ابن بسّام.
شذّ: جاهر بآراء وعقائد ليست من آراء الجماعة وعقائدهم (فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 1: 228)، ولما كان ابن حزم شافعياً وغيره من العلماء مالكية عيب بالشذوذ.
شذّ عن: أفلت، فات (معجم البلاذري، فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 5: 165) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص339): وقد استمر في الدراسة على الرغم من تقدمه في السن فلا يزول عنه من الصواب شيء ولا يشذ عنه من المعاني ما يشذ على مثله من أهل الكبرة والسن.
ويقال أيضاً: شذ عن العدد كثرةً، وشذ عن الحصر تقال عن الأشياء التي لا يحصيها عدد فهي من الكثرة بحيث لا تحصى.
شاذّ عن الأفهام: لا تدركه العقول ولا تفهمه.
شذّ إلى فلان وشذّ لفلان: انصرف وحده إليه. أو جاء إليه من وقت إلى آخر أو نادراً ما جاء إليه (فوك) أو جاء إليه صدفة، أو وصل اليه، ففي المقري (2: 574) فبقي محصوراً لا يشذ له (إليه) إلا سَهْمٌ، أي فبقي محصوراً في الحصن لا يصل إليه مدد ولا تصل إليه قافلة وإنما يصل إليه من وقت إلى آخر سهم يطلقه الأعداء على السور. وفي الإدريسي (ج2، فصل5): وجميع ما يقع إلى بحر القلزم من العنبر فهو مما شذ إليهم من بحر الهند (الفخري ص382).
شذ عن عادته: خرق العادة (المقري 1: 584).
وانظر (ص340): ويقال شذّ وحدها ففي كتاب عبد الواحد (ص18) عليك أن تقرأ: لَشّذ ما اتفق خاطري وخاطرك أي أن خاطري وخاطرك يتفقان بصورة غريبة! ويقال: شذ له ذلك في الكلام عن أمر نادر يحصل لإنسان (عباد 1: 256) وصحح ما جاء فيه (2: 108) حسب ما يلي: ولم نسمع شيئاً مثل هذا إلا ما شذ لواحد من ملوك بني العباس.
شذّ: نقص، ففي المقري (1: 598): وله شرح الفصيح لثعلب ولم يشذ فيه شيء من فصيح كلام للعرب وفي حيان (ص24 ق): هذه هي أسماء الخارجين عليه وان شَذَّتْ منهم اسماء زعانف من أو شاب فيهم وأتباع لهم.
ويقال: شذّ عن فلان، ففي كتاب الجبر لعمر الخيام (ص5، طبعة ووبك) وإن من سد (شَذَّ) عنه معرفةُ واحد من هؤلاء الثلاثة فلا سبيل له إلى تحققها. وفي كتاب الخطيب (ص35 و): وقد جمع كل مؤلفات ابن حزم حتى لم يشذ عنه منها إلا ما لا خطر له. وهذا ما ورد في مخطوطة برلين، أما مخطوطة السيد دي جاينجوس ففيها له بدلاً من عنه.
شذّ: زال، تلاشى. ففي رحلة ابن بطوطة (2: 115): فشَذَّ ما بين القولين من الخلاف على أن هذا الأخير الخ. وقد كتب الناشر شُذَّ بالبناء للمجهول وترجمها بما معناه قُطِع. غير ان هذا الفعل معناه فُرّق، فُصِل.
شُذَّ: نشزَ، خرج عن اللحن (بوشر).
شَذَّة: نشاز، خروج عن اللحن (بوشر).
شَذّاذ: نغمة خطأ. خطأ في اللحن (بوشر).
شُذُوذ: تنافر الأصوات، عدم اتفاق الألحان (بوشر).
شاذّ. الشاذَّة: كانت تطلق في الأندلس على عرب الشام الذين حين وصلوا إلى الأندلس استقروا حيث طاب لهم، ولم يتركوا منازلهم حين أقر الأمير أبو الخطّار جند الشام في الأقاليم، وكانوا حين يدفعون الضرائب أو يشتركون في الغزوات يعودون إلى الجند الخاص بهم. (أبحاث 1: 87).
شاذّ. الشاذّ عند المحدثين: فسره السيد دي سلان في المقدمة (2: 483) تفسيراً يخالف تفسير فريتاج ولين له، فهو يقول: هو حديث رواه راوٍ ثقة خلافاً لحديث رواه راو ثقة أيضاً.
شاذّ: مختلف، متنافر، غير مطابق (بوشر).

غرر

(غ ر ر) : (فَرَسٌ أَغَرُّ) (وَبِهِ غُرَّةٌ) وَهِيَ بَيَاضٌ فِي جَبْهَتِهِ قَدْرَ الدِّرْهَمِ (وَغُرَّةُ الْمَالِ) خِيَارُهُ كَالْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ النَّجِيبِ وَالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ الْفَارِهَةِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «وَجَعَلَ فِي الْجَنِينِ غُرَّةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً» أَيْ رَقِيقًا أَوْ مَمْلُوكًا ثُمَّ أُبْدِلَ عَنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أُطْلِقَ اسْمُ الْغُرَّةِ وَهِيَ الْوَجْهُ عَلَى الْجُمْلَةِ كَمَا قِيلَ رَقَبَةٌ وَرَأْسٌ فَكَأَنَّهُ قِيلَ وَجَعَلَ فِيهِ نَسَمَةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أَرَادَ الْخِيَارَ دُونَ الرُّذَالِ وَعَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَرَادَ بِالْغُرَّةِ مَعْنَى لَقَالَ فِي الْجَنِينِ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ وَلَكِنَّهُ عَنَى الْبَيَاضَ فَلَا يُقْبَل فِي دِيَةِ الْجَنِينِ إلَّا غُلَامٌ أَبْيَضُ وَجَارِيَةٌ بَيْضَاءُ (وَالْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ (وَمِنْهُ) أَتَاهُمْ الْجَيْشُ وَهُمْ غَارُّونَ أَيْ غَافِلُونَ (وَأَغَرَّ مَا كَانُوا) أَيْ أَغْفَلَ أَفْعَلُ التَّفْضِيل (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَغِرَّتُهُ بِاَللَّهِ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ سَرِقَتِهِ وَفِي الْحَدِيثِ «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ الْخَطَرُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيَكُونُ أَمْ لَا كَبِيَعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ وَعَنْ عَلِيِّ هُوَ عَمَلُ مَا لَا يُؤْمَنُ مَعَهُ الْغُرُور وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ بَيْعُ الْغَرَرِ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ عُهْدَةٍ وَلَا ثِقَةٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَتَدْخُلُ الْبُيُوع الْمَجْهُولَة الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا الْمُتَبَايِعَانِ (وَالْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ الْغَرَائِر غرز (وَالْغَرَارَةُ) بِالْفَتْحِ الْغَفْلَةُ (الْغَرْزُ) مَصْدَر غَرَزَ عُودًا فِي الْأَرْضِ إذَا أَدْخَلَهُ وَثَبَّتَهُ (وَمِنْهُ) الْغَرْزُ رِكَابُ الرَّحْلِ (وَقَيْسُ بْنُ غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ السِّمْسَارِ، وَغُرْزَةُ تَصْحِيفٌ.
(غرر) : الطَّيْرُ أَجْنِحَتها فقد غَرَّرتْ.
(غرر) بِهِ تغريرا وتغرة عرضه للهلكة يُقَال غرر بِنَفسِهِ وَمَاله والغلام طلع أول أَسْنَانه كَأَنَّهُ أظهر غرَّة أَسْنَانه أَي بياضها وَيُقَال غررت ثنيتا الْغُلَام وَالطير رفع جناحيه وهم بالطيران والقربة ملأها
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تغارُّ التَّحِيَّة. فالغِرار النُّقْصَان وَأَصله من غِرار النَّاقة وَهُوَ أَن ينقص لَبنهَا يُقَال: [قد -] غارّت النَّاقة فَهِيَ مغارّ. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه لَا ينقص السَّلَام ونقصانه أَن يُقَال: السَّلَام عَلَيْك وَإِذا سلم [عَلَيْك -] أَن تَقول: وَعَلَيْك والتمام أَن تَقول: السَّلَام عَلَيْكُم وإِذا رددت أَن تَقول: وَعَلَيْكُم وَإِن كَانَ الَّذِي يسلّم عَلَيْهِ أَو يردّ عَلَيْهِ وَاحِدًا وَكَانَ ابْن عمر يردّ كَمَا يسلّم عَلَيْهِ.
غرر كمم قَالَ أَبُو عبيد: فَحكم فيهم عمر أَن صيَّرهم أحرارا بِلَا عوض / لِأَنَّهُ [إِنَّمَا -] كَانَ تَمَلُّكا وَلَيْسَ بسباء. 3 / ب وَفِي هَذَا الحَدِيث أصل لكل من ادّعى رَقَبَة رجل وَأنكر المدَّعي عَلَيْهِ أَن القَوْل قولُه. أَلا ترَاهُ جعل القولَ قَول أهلِ نَجْرَان ولعمر أَيْضا فِي الْوَلَد حكم آخر وَذَلِكَ أَنه قضى فِي ولد الْمَغْرُور غُرَّة يَعْنِي الرجل يزوِّج رجلا مَمْلُوكَة على أَنَّهَا حرَّة فَقضى أَن يَغْرَم الزَّوْج لمولى الأمَة غُرّة وَيكون وَلَده حرا وَيرجع الزَّوْج على من غَرّه بِمَا غَرِم. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه رأى جَارِيَة مُتَكَمْكِمَة فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا: أمَة آل فلَان فضربها بالدِّرة ضربات وَقَالَ: يَا 
غ ر ر : الْغِرَّةُ بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ وَالْغُرَّةُ بِالضَّمِّ مِنْ الشَّهْرِ وَغَيْرِهِ أَوَّلُهُ وَالْجَمْعُ غُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ
وَغُرَفٍ وَالْغَرَرُ ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ وَالْغُرَّةُ عَبْدٌ أَوْ أُمَّةٌ وَالْمُرَادُ بِتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ فِي الْوُضُوءِ غَسْلُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ مَعَ الْوَجْهِ وَغَسْلُ صَفْحَةِ الْعُنُقِ وَقِيلَ غَسْلُ شَيْءٍ مِنْ الْعَضُدِ وَالسَّاقِ مَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَالْغُرَّةُ فِي الْجَبْهَةِ بَيَاضٌ فَوْقَ الدِّرْهَمِ وَفَرَسٌ أَغَرُّ وَمُهْرَةٌ غَرَّاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَرَجُلٌ أَغَرُّ صَبِيحٌ أَوْ سَيِّدٌ فِي قَوْمِهِ.

وَالْغَرَرُ الْخَطَرُ «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» .

وَغَرَّتْهُ الدُّنْيَا غُرُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَدَعَتْهُ بِزِينَتِهَا فَهِيَ غَرُورٌ مِثْلُ رَسُولٍ اسْمُ فَاعِلٍ مُبَالَغَةٌ.

وَغَرَّ الشَّخْصُ يَغِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَرَارَةً بِالْفَتْحِ فَهُوَ غَارٌّ وَغِرٌّ بِالْكَسْرِ أَيْ جَاهِلٌ بِالْأُمُورِ غَافِلٌ عَنْهَا.

وَمَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَاغْتَرَرْتَ بِهِ ظَنَنْتُ الْأَمْنَ فَلَمْ أَتَحَفَّظْ.

وَالْغَرْغَرَةُ الصَّوْتُ وَالْغِرَارَةُ بِالْكَسْرِ شِبْهُ الْعِدْلِ وَالْجَمْعُ غَرَائِرُ. 
غرر
يقال: غَررْتُ فلانا: أصبت غِرَّتَهُ ونلت منه ما أريده، والغِرَّةُ: غفلة في اليقظة، والْغِرَارُ: غفلة مع غفوة، وأصل ذلك من الْغُرِّ، وهو الأثر الظاهر من الشيء، ومنه: غُرَّةُ الفرس. وغِرَارُ السّيف أي: حدّه، وغَرُّ الثّوب: أثر كسره، وقيل: اطوه على غَرِّهِ ، وغَرَّهُ كذا غُرُوراً كأنما طواه على غَرِّهِ. قال تعالى: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
[الانفطار/ 6] ، لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ
[آل عمران/ 196] ، وقال: وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً
[النساء/ 120] ، وقال: بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً [فاطر/ 40] ، وقال: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام/ 112] ، وقال: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ [آل عمران/ 185] ، وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا
[الأنعام/ 70] ، ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب/ 12] ، وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
[لقمان/ 33] ، فَالْغَرُورُ: كلّ ما يَغُرُّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الْغَارِّينَ، وبالدّنيا لما قيل: الدّنيا تَغُرُّ وتضرّ وتمرّ ، والْغَرَرُ: الخطر، وهو من الْغَرِّ، «ونهي عن بيع الْغَرَرِ» .
والْغَرِيرُ: الخلق الحسن اعتبارا بأنّه يَغُرُّ، وقيل:
فلان أدبر غَرِيرُهُ وأقبل هريرة ، فباعتبار غُرَّةِ الفرس وشهرته بها قيل: فلان أَغَرُّ إذا كان مشهورا كريما، وقيل: الْغُرَرُ لثلاث ليال من أوّل الشّهر لكون ذلك منه كالْغُرَّةِ من الفرس، وغِرَارُ السّيفِ: حدّه، والْغِرَارُ: لَبَنٌ قليل، وغَارَتِ النّاقةُ: قلّ لبنها بعد أن ظنّ أن لا يقلّ، فكأنّها غَرَّتْ صاحبها.

غرر


غَرَّ(n. ac. غَرّ
غِرَّة
غُرُوْر)
a. Deceived, beguiled, deluded.
b.(n. ac. غَرّ
غِرَاْر), Fed, nourished.
c.(n. ac. غَرَاْرَة), Was inexperienced, ignorant, simple, credulous.
d.(n. ac. غُرَّة
غَرَر
غَرَاْرَة), Was white; was white-fronted (horse).

غَرَّرَ
a. [Bi], Exposed, endangered (himself).
b. Appeared, came through (teeth).
c. Spread out its wings (bird).
غَاْرَرَa. Was dull, slack (market).
b. Yielded but little milk.

إِغْتَرَرَ
a. [Bi], Was deceived, beguiled, deluded by; was seduced
by.
b. Was inattentive, heedless, careless, thoughtless
inconsiderate.
c. Surprised, took unawares.

إِسْتَغْرَرَa. see VIII (a)
غَرّ
(pl.
غُرُوْر)
a. Fold, plait; crease; wrinkle, pucker.
b. Fissure, cleft, rent, crevice.
c. Edge, point ( of a sword ).
غِرّ
(pl.
غِرَاْر
أَغْرَاْر
38)
a. Inexperienced, ignorant, simple, credulous; childish;
tyro.
غِرَّة
(pl.
غِرَر
& reg. )
a. Negligence, carelessness, heedlessness
thoughtlessness, inadvertence, inconsiderateness; inexperience
simplicity, credulousness, credulity; youthfulness.

غُرَّة
(pl.
غُرَر)
a. Whiteness; white mark, blaze.
b. Dawn, day-break.
c. New moon; beginning, commencement ( of the
month ).
d. Brow, forehead.
e. Best, choice of; chief, lord.

غُرِّيّa. Woman of rank, lady; princess.

غَرَرa. Peril, danger, jeopardy, hazard, risk.

أَغْرَرُ
(pl.
غُرّ
غُرَّاْن
35)
a. White: whitefronted (horse); bright
brilliant, shining; fair, beautiful.
b. Noble, illustrious; generous.

غَاْرِر
(pl.
غُرَّاْر)
a. Deceiving, beguiling; deceiver, seducer.
b. Vain, delusive, illusory, fallacious; futile.
c. see 25 (e)
غَرَاْرَةa. see 2t
غِرَاْر
(pl.
أَغْرِرَة)
a. see 1 (c)b. Paucity, scantiness; deficiency.
c. Dulness, slackness, stagnation ( of trade).
d. Way, course, mode, manner, fashion; model
pattern.
e. While, time, space.

غِرَاْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. Sack.
b. [ coll. ], A certain measure: 12
pecks.
غَرِيْر
(pl.
غُرَّاْن)
a. Deceived, beguiled, deluded, infatuated, blinded;
dupe.
b. Warning, caution; warner, cautioner.
c. Easy, comfortable (life).
d. Good nature, easy disposition.
e. (pl.
أَغْرِرَة
أَغْرِرَآءُ
68), Inexperienced, heedless, careless, inadvertent
inconsiderate, thoughtless.
غَرِيْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. fem. of
25. — 26
see 21 (a) (b).
c. [art.], The world.
غُرُوْرa. Deception, delusion, illusion; vanities
deceits.

غَرَّاْرa. see 21 (a) (b).
غَرَّآءُa. fem. of
أَغْرَرُ
N. P.
غَرڤرَa. see 25 (a)
عَلىَ غِرَارٍ
a. Promptly, speedity; in haste.

مُغَارّ الكَفّ (pl.
مَغَاْرِرُ)
a. Close-fisted, niggardly, stingy.

طَوَيْتُهُ عَلىَ غَرِّهِ
a. I left him as I found him.
غ ر ر: (الْغُرَّةُ) بِالضَّمِّ بَيَاضٌ فِي جَبْهَةِ الْفَرَسِ فَوْقَ الدِّرْهَمِ. يُقَالُ: فَرَسٌ (أَغَرُّ) . وَ (الْأَغَرُّ) أَيْضًا الْأَبْيَضُ. وَقَوْمٌ (غُرَّانٌ) وَرَجُلٌ (أَغَرُّ) أَيْضًا أَيْ شَرِيفٌ. وَفُلَانٌ (غُرَّةُ) قَوْمِهِ أَيْ سَيِّدُهُمْ. وَغُرَّةُ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ وَأَكْرَمُهُ. وَ (الْغُرَّةُ) الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ» وَكَأَنَّهُ عَبَّرَ عَنِ الْجِسْمِ كُلِّهِ بِالْغُرَّةِ. وَرَجُلٌ (غِرٌّ) بِالْكَسْرِ وَ (غَرِيرٌ) أَيْ غَيْرُ مُجَرِّبٍ. وَجَارِيَةٌ (غِرَّةٌ) وَ (غَرِيرَةٌ) وَ (غِرٌّ) أَيْضًا بَيِّنَةُ (الْغَرَارَةِ) بِالْفَتْحِ. وَقَدْ (غَرَّ) يَغِرُّ بِالْكَسْرِ (غَرَارَةً) بِالْفَتْحِ، وَالِاسْمُ (الْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَالْغِرَّةُ أَيْضًا الْغَفْلَةُ وَ (الْغَارُّ) بِالتَّشْدِيدِ الْغَافِلُ تَقُولُ مِنْهُ: (اغْتَرَّ) الرَّجُلُ. وَاغْتَرَّ بِالشَّيْءِ خُدِعَ بِهِ. وَ (الْغَرَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَطَرُ. «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ مِثْلُ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ. وَ (الْغَرُورُ) بِالْفَتْحِ الشَّيْطَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33] .
وَالْغَرُورُ أَيْضًا مَا (يُتَغَرْغَرُ) بِهِ مِنَ الْأَدْوِيَةِ. وَ (الْغُرُورُ) بِالضَّمِّ مَا (اغْتُرَّ) بِهِ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا. وَ (الْغِرَارُ) بِالْكَسْرِ نُقْصَانُ لَبَنِ النَّاقَةِ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ» وَهُوَ أَنْ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا. وَ (الْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ (غَرَائِرِ) التِّبْنِ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. وَ (غَرَّهُ) يَغُرُّهُ بِالضَّمِّ (غُرُورًا) خَدَعَهُ، يُقَالُ: مَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ؟ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ؟. وَ (التَّغْرِيرُ) حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الْغَرَرِ. وَقَدْ (غَرَّرَ) بِنَفْسِهِ (تَغْرِيرًا) وَ (تَغِرَّةً) بِكَسْرِ الْغَيْنِ. وَ (الْغَرْغَرَةُ) تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الْحَلْقِ. 
غ ر ر

تغرّرَ الغفرس وتحجّل، وبم غرّر فرسك؟ وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: " أغرّ من ظبي مقمر " لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال:

إذا اغترّه بين الأحبة لم تكن ... له فزعة إلا الهوادج تخدر

أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها، وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به؟ أي كيف اجترأت عليه. و" ما غرّك بربك الكريم ". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه، والهجوم على غرّه، من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر:

تصابى وأمسى علاه الكبر ... وأمسى لجمرة حبل غرر

أي غير موثوق به. واطوه على غروره أي على مكاسره.

ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة:

كيوم ابن هند والجفار وقرقري ... ويوم بذي قار أغرّ محجل

ويوم أغر: شديد الحر، وهاجرة غراء. قال ذو الرمة:

ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه

أغرّ كلون الملح ضاحى ترابه ... إذا استوقدت حزّانه وسباسبه

وقال:

وهاجرة غرّاء ساميت حرّها ... إليك وجفن العين في الماء سابح

وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير، كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره، وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات، وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد، " وسبقت درّته غراره "، كقولهم: " سبق سيلك مطرك ". وما قعدت عنده إلا غراراً، " ولا غرار في الصلاة ": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل، ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار، أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة، تحت الأسنة والأغره.
(غرر) - في الحدَيث : "أَغارَ النبيُّ على بَني المُصْطَلِق وهم غَارُّون"
: أي هم على غَفْلة وغِرَّة. فالغَارُّ: الغَافِل، والذي يَغُرُّ غَيرَه.
- وفي حديث آخر: "أَنَّه قَاتَلَ مُحارِبَ خَصَفَة فَرَأَوْا من المُسْلِمِين غِرَّةً، فصَلَّى صَلاةَ الخَوْفِ"
: أي غَفْلَةً وسَهْوًا عن حِفْظِ ما هُم فِيهِ.
- وفي حَديثِ سَارِق أَبي بكر - رضي الله عنه -: "أنه كان يَدعُو على السَّارِق، فقال: عَجِبْتُ من غِرَّتِه بالله، عَزَّ وجَلَّ"
: أي اغْتِرَارِه.
- وكتب عُمَر إلى أبي عُبَيْدة - رضي الله عنهما،: "أَن لا يُمْضيَ أَمرَ الله تَعالَى إلا بَعِيدُ الْغِرَّةِ حَصِيفُ العُقْدَة"
: أي مَن بَعُدَ حِفْظُه لِغرَّةِ المُسْلمِين وغَفْلَتهم.
- وفي الحَديثِ: "نَهَى عن بيْعِ الغَرَر"
وهو ما طُوِى عنك عِلْمُه، وخفِي عنك سِرُّه؛ من قولهم: طَوَيْتُ الثَّوبَ على غِرَّة. وكُلُّ بَيْعٍ كان المَقْصُودُ منه مَجهولاً أو غَيرَ مَقدورٍ عليه فهو غَرَرٌ
- في حديثِ ابنِ عُمَرَ - رضيَ الله عنهما -: "إِنَّكَ ما أَخذتَها بَيْضَاءَ غَرِيرة"
الغَرِيرةُ والغِرّ والغِرَّة: الحَدَثَة التي لم تُجَرِّب الأُمورَ. والغَرِيرُ: الشَّابُّ.
- ومنه الحديث: "المُؤمِنُ غِرٌّ كريم"
قيل: مَعنَاه المُؤْمِن المحمُودُ مِنْ طَبْعِه الغَرارَة، وقِلَّةُ الفِطْنة للشَّرِّ، وتَركُ البَحْثِ عنه، وليس ذَلِك منه جَهْلاً، لكنه كَرَمٌ، وحُسنُ خُلُق، وضِدُّه الخِبُّ. - في الحديث : "أنه كان يَغُرُّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بالعِلْمِ"
يقال: غَرَّ الطائِرُ فَرخَه؛ إذا زَقَّه
- وفي صِفَةِ الأُمَّةِ: "غُرٌّ مُحَجَّلُون"
والغُرَّةُ: البَياضُ. يُريد بَياضَ وُجوهِهم.
- في حديث الأَوزَاعِي: "لا يَروْنَ بغِرارِ النَّومِ بَأْسًا": أي قَلِيلِه، وأنَّه لا يَنقُض الوُضُوءَ.
- في حديث عُمَرَ رضي الله عنه: "قَضَى في وَلَدِ المَغْرُور بغُرَّة" وهو الرجل يتزوَّج مَمْلُوكة على أنها حُرَّة فَيَغْرَم الزَّوجُ لِمولَى الأَمَة غُرَّةً , ويَرجِع بها على مَنْ غَرَّه، ويكون وَلَدُه حُرًّا.
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه خطب النَّاس فَقَالَ: إِن بيعَة أبي بكر [رضوَان الله عَلَيْهِ -] كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها وَعَن ابْن عَوْف قَالَ: خَطَبنا عمر رَضِي الله عَنهُ فَذكر ذَلِك وَزَاد أَنه لَا بيعَة إِلَّا عَن مشورة وَأَيّمَا رجل بَايع من غير مشورة فَلَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا تَغِرَّةَ أَن يقتلا. قَالَ شُعْبَة: فَقلت لسعد: مَا تَغرَّة أَن يُقتلا قَالَ: عُقوبتهما أَن لَا يؤمَّر وَاحِد مِنْهُمَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا مذهبٌ ذهب إِلَيْهِ سعد تَحْقِيقا لقَوْل عمر: لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا وَهُوَ مَذْهَب حسن وَلَكِن التَغرّة فِي الْكَلَام لَيست بالعقوبة [و -] إِنَّمَا التغرّة التَّغْرِير يُقَال: غرّرت بالقوم تَغريراً وتغرّة وَكَذَلِكَ يُقَال فِي المضاعف خَاصَّة كَقَوْلِك: حلّلت الْيَمين تحليلا وتحلَّة قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تِحلَّةَ أيْمَانِكُمْ} وَكَذَلِكَ علّلت الْمَرِيض تَعليلا وتعلة وَإِنَّمَا هَذَا فِي المضاعف فِي فعّلْتُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أنّ فِي بيعتهما تغريرا بأنفسهما للْقَتْل وتعرّضا لذَلِك فَنَهَاهُمَا عَنهُ لهَذَا وَأمر أَن لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا لِئَلَّا يطْمع فِي ذَلِك فيفعل هَذَا الْفِعْل. وَأما قَوْله: فَلْتَةً فإنّ معنى الفلتة الْفجأَة وَإِنَّمَا كَانَت كَذَلِك لِأَنَّهُ لم ينْتَظر بهَا العوامّ وَإِنَّمَا ابتدرها أكَابِر أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين وَعَامة الْأَنْصَار إِلَّا تِلْكَ الطَّيرَة الَّتِي كَانَت من بَعضهم ثمَّ أصفقوا لَهُ كلهم لمعرفتهم أَن لَيْسَ لأبي بكر مُنازع وَلَا شريك فِي الْفضل وَلم يكن يحْتَاج فِي أمره إِلَى نظر وَلَا مُشَاورَة فَلهَذَا كَانَت الفَلتة وَبهَا وقى اللهُ الإسلامَ وأهلَه شرَّها وَلَو علمُوا أنّ فِي أَمر أبي بكر شُبْهَة وأنّ بَين الخاصّة والعامّة فِيهِ اخْتِلَافا مَا استجازوا الحكم عَلَيْهِم بعَقد الْبيعَة وَلَو استجازوه مَا أجَازه الْآخرُونَ إِلَّا لمعْرِفَة مِنْهُم [بِهِ -] مُتَقَدّمَة وَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر رَحمَه الله إنَّ العبدَ إِذا تواضَعَ رَفَع الله حَكَمَتَه وَقَالَ: انتعِش نعَشك الله وَإِذا تكبر وعَدا طورَه وَهَصَه الله إِلَى الأَرْض.
[غرر] الغرور: مكاسر الجلد. قال أبو النجم: حتى إذا ما طار من خبيرها * عن جدد صفر وعن غرورها - الواحد غر بالفتح. قال الراجز : كأن غر متنه إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خريز تكلبه - ومنه قولهم: طويت الثوب على غَرِّهِ، أي كسره الأوَّل. قال الاصمعي: وحدثني رجل عن رؤبة أنه عرض عليه ثوب، فنظر إليه وقلبه ثم قال: اطوه على غره. والغُرَّةُ، بالضم: بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدِرهم. يقال فرسٌ أغَرُّ. والأغَرُّ: الأبيضُ. وقومٌ غُرَّانٌ. قال امرؤ القيس: ثيابُ بني عوفٍ طهارى نقيَّةٌ * وأوجُهُهُمْ بيضُ المسافر غران - ورجل أغر، أي شريف. وفلان غرة قومه، أي سيدهم. وهم غُرَرُ قومهم. وغرة كل شئ: أوله وأكرمه. والغُرَرُ: ثلاث ليالٍ من أوَّل الشهر . والغُرَّةُ: العبد أو الأمَةُ. وفى الحديث: " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة "، كأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. ورجلٌ غِرٌّ بالكسر وغَريرٌ، أي غير مجرِّب. وجاريةٌ غِرَّةٌ وغَريرَةٍ، وغِرٌّ أيضاً، بيِّنة الغَرارَة بالفتح. وجمع الغِرِّ أغْرارٌ، وجمع الغَريرِ أغِرَّاءُ. وقد غرَّ يغرُّ بالكسر غرارةً. والاسم الغِرَّةُ. يقال: كان ذلك في غرارتي وحدائتى، أي في غِرَّتي. وعيشٌ غريرٌ، إذا كان لا يفزَّعُ أهله. والغِرَّة: الغفلة. والغارُّ: الغافل. تقول منه: اغْتَرَرْتَ يا رجل. واغْترَّهُ، أي أتاه على غِرَّةٍ منه. واغْتَرَّ بالشئ: خدع به. وقولهم: أنا غريرك من فلان، قال أبو نصر في كتاب الاجناس: أي لن يأتيك منه ما تَغْتَرُّ به. والغَريرُ: الخلق الحسن. يقال للرجل إذا شاخَ: " أدبر غَريرهُ، وأقبل هَريرهُ "، أي قد ساء خُلُقُهُ. والغَررُ: الخطر. ونهى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم عن بيع الغرر، وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. ابن السكيت: الغَرورُ: الشيطان. ومنه قوله تعالى:

(ولا يَغُرَنَّكم باللهِ الغَرورُ) *. والغَرور أيضاً: ما يُتَغرغر به من الادوية، وهو مثل قولهم: لدود، ولعوق، وسعوط. قال: والغرور بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. والغِرارُ بالكسر: النوم القليل. ولبث فلان غِرارَ شهرٍ، أي مكث مقدار شهر. والغِرارُ: نقصان لبن الناقة. وفي الحديث: " لا غرار في صلاة "، وهو أن لا يتمَّ ركوعها وسجودها. والغراران: شفرتا السيف. وكل شئ له حدٌّ فحدُّه غِراره. والجمع أغِرَّةٌ. وأتانا على غِرارٍ، أي على عجلة. قال الأصمعيّ: الغِرارُ: الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أسهم على غِرارٍ واحد، أي على مجرًى واحد. وولدت فلانة ثلاثة بنين على غِرارٍ، أي بعضهم خلف بعض. وبنى القوم بيوتهم على غِرارٍ واحد. والغِرارُ: المثال الذي تُطبَع عليه نِصال السهام. يقال: ضرب نصاله على غِرارٍ واحد. قال الهذلى : سديد العير لم يدحض عليه ال‍ * - غرار فقدحه زعل دروج - قوله " سديد " بالسين، أي مستقيم. ويقال: ليت اليوم غرار شهر، أي مثال شهر، أي طول شهر. والغرارة: واحدة الغرائر التي للتِبن، وأظنُّه معرباً. وغَرَّهُ يَغُرُّهُ غُروراً: خدعه. يقال: ما غَرَّكَ بفلان؟ أي كيف اجترأت عليه؟ ومن غَرَّكَ من فلان؟ أي من أوطأك عشوةً فيه. وغر الطائر أيضا فرخه يغره غِراراً، أي زَقَّهُ. والتغريرُ: حمل النفس على الغَرَر. وقد غَرَّرَ بنفسه تغريرا وتغرة، كما يقال: حلل تحليلا وتحلة، وعلل تعليلا وتعلة. ويقال أيضا. غَرَّرَتْ ثنيَّتا الغلام، أي طلعتْ أوَّل ما تطلع . الأصمعيّ: يقال غارَّتِ الناقةُ، أي نفرت فرفعت الدِرَّةَ. وفي المثل: " سبق دِرَّتُهُ غِرارهُ ". يقال: ناقة مُغارَّةٌ بالضم. ونوقٌ مَغارٌّ يا هذا، بفتح الميم: غير مصروف. أبو زيد: غارَّتِ السوقُ تُغارُّ غراراً: كسدت. ودرت درة: نفقت. والغر غرة: تردد الروح في الحلق. ويقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته، أي يردِّده في حلقه. ويَتَغَرْغَرُ صوته في حلقه، أي يتردد. والغرغر بالكسر: الدجاج البرى، الواحدة غِرْغِرَةٌ. وأنشد أبو عمرٍو لابن أحمر: ألُفُّهُمُ بالسَيفِ من كل جانبٍ * كما لَفَّت العِقبانُ حجلى وغرغرا - والغرغرة بالضم: غرة الفرس. ورجل غرغرة أيضا: شريف، عن اللحيانى. وقول الشاعر :

رشيف الغريريات ماء الوقائع  نوق منسوبات إلى فحل. وقال الكميت: غريرته الانساب أو شدقمية * يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا -
[غرر] فيه: جعل في الجنين "غرة" عبدًا أو أمة، هي العبد أو الأمة،أي فرخه. وح الحسنين: إنما كانا "يغران" العلم "غرًا". وفي ح حاطب: كنت "غريرًا" فيهم، أي ملصقًا ملازمًا لهم- كذا روي، وصوابه لغة: غريًا - أي ملصقًا، من غري به - إذا لزمه، وذكره الهروي في المهملة وهو تصحيف منه، قلت: بل ذكره غيره أيضًا. ك: لأخذتك على "غرتك"، هو بكسر غين أي غفلة، والمراد التوفر فيه. وفيه: و"لا تغتروا" فتجسرون على الذنب معتمدين على المغفرة بالوضوء، فإنه بمشيئة الله. وفيه: من الأقتاب و"الغرائر"، هي جمع غرارة التي للتبن وغيره، قيل إنه معرب - ويتم في كراع. وح: فحمل عليه "غرارتين"، هو مثناه.
غرر
غَرَّ1 غَرَرْتُ، يغُرّ، اغْرُرْ/ غُرَّ، غُرورًا وغَرًّا، فهو غارُّ، والمفعول مَغْرور وغرِير
• غرَّ فلانًا: خَدَعه وأطمعه بالباطل "كرهه أصحابهُ لأنّه كان مغرورًا: مخدوعًا بنفسه، يبالغ في قيمتها- *أغرَّكِ منِّي أن حُبّكِ قاتلي*- دنيا تغُرّ وآمالٌ تسُرّ وأعـ ... مارٌ تمرّ وأيّامٌ لها خِدعُ- {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ}: أوقعهما فيما أراد من تغريره- {فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: لا تخدعنكم بزخارفها ولهوها وملذّاتها فإنّها زائلة" ° غرَّته الدُّنيا: خدعته بزينتها- غرَّه الشَّيطانُ/ غرَّه المالُ.
• ما غرَّك بكذا؟: ما جرَّأك عليه؟ " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

غرَّ2 غَرَرْتُ، يغِرّ، اغْرِرْ/ غِرَّ، غَرَارةً وغِرَّةً، فهو غِرّ
 • غرَّ الرَّجلُ: قلَّت فطنتُه وتجربتُه وجهِل الأمورَ التي يجب أن يعرفها وغفَل عنها "غرَّ الشَّابُّ فسرقه اللِّصّ- شابّ غِرّ: ينخدع بسهولة". 

غرَّ3 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغرارةً وغُرَّةً، فهو أغرُّ
• غرَّ الفرسُ: كان ذا غُرَّة، أي بياض في جبهته "فَرَسٌ أغرّ".
• غرَّ الوجْهُ: ابيضّ "وجه أغرّ".
• غرَّ الرَّجلُ:
1 - ساد وشرُف "نسَبٌ أغرّ".
2 - كرُمت فعالُه واتّضحت "شابٌّ أغرّ". 

غرَّ4 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغَرَارةً، فهو غِرّ
• غرَّ الرَّجُلُ: غرَّ2، كان ذا غفلة وقلَّت فطنتُه "لا تكن غِرًّا فيخدعك الناسُ- شابٌّ غِرّ تتلاقمه ذئابُ البشر". 

أغرَّ يُغرّ، أغْرِرْ/ أغِرَّ، إِغْرَارًا، فهو مُغِرّ، والمفعول مُغَرّ
• أغرَّه: أدخله في الخديعة " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا أَغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [ق]: أدخلك في الغِرّة، أي الغفلة والخديعة". 

استغرَّ/ استغرَّ بـ يستغرّ، اسْتَغْرِرْ/ اسْتَغِرَّ، اِسْتِغْرَارًا، فهو مُسْتَغِرّ، والمفعول مُسْتَغَرٌّ
• استغرَّ عدوَّه: أتاه على حين غفلة.
• استغرَّ به: خُدِعَ به. 

اغترَّ/ اغترَّ بـ يغترّ، اغْتَرِرْ/اغْتَرَّ، اغترارًا، فهو مغترّ، والمفعول مُغترّ (للمتعدِّي)
• اغترَّ فلانٌ:
1 - غفَل "اغترَّ الرّجُلُ فسُرِق".
2 - تكبَّر واختال.
• اغترَّ الأمرُ فلانًا: أتاه على غَفْلة.
• اغترَّ بمظهره: خُدع به "فمن يغترُّ بالدُّنيا فإنِّي ... لبست بها فأبليتُ الثيابا- ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر ... يَمُت كقتيل الغير بالبَسَماتِ" ° مُغْتَرّ بنفسه. 

تغرَّرَ يتغرَّر، تغرُّرًا، فهو مُتغرِّر
• تغرَّر الفرسُ: كان أغرّ؛ ذا بياضٍ في جبهته ° تغرَّر الفرسُ وتحجَّل. 

غرَّرَ/ غرَّرَ بـ يُغرِّر، تغريرًا، فهو مُغرِّر، والمفعول مُغرَّر (للمتعدِّي)
• غرَّر الغلامُ: طلع أوَّلُ أسنانه "غرَّرت ثنيّتا الغلام".
• غرَّر الطيرُ: رفع جناحيه وهمَّ بالطيران.
• غرَّر القِرْبةَ: ملأها.
• غرَّر به:
1 - أضلَّه، عرَّضه للهلاك "غرَّر بنفسه وماله".
2 - استغلَّ غفلته فأضلّه "لم يكن ليفعل هذا لولا أن غرَّر به أصحابُه" ° تغرير بالقاصِر: تضليله وحمله على ما لا يحلّ- سؤال تغريريّ: خدَّاع، باعث على الضَّلال. 

أغرُّ [مفرد]: ج غُرّ، مؤ غرَّاءُ، ج مؤ غرَّاوات وغُرّ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ3: ما كان بجبهته غُرَّة ° يَوْمٌ أغرّ: شديد الحرّ، مشهود.
2 - مَنْ أخذت اللحيةُ جميع وجهه إلاّ قليلاً.
3 - سيّد شريف كريم الفعال "قائد أغرُّ".
4 - يوم مجيد "كان يومُ النَّصر يومًا أغرَّ". 

غِرار [مفرد]: ج أغِرَّة:
1 - مثال، نهْج "مضى في سلوكه على غِرار أبيه- بنوا بيوتهم على غِرار واحد: على طريقة واحدة ومجرى واحد" ° سار على غِراره/ ضرب على غِراره: نهَج طريقَه، قلّده، اتَّبعه- لبث اليومُ غِرار الشَّهر: مثال شهر في الطول- هم على غِرارٍ واحد: متماثلون.
2 - قليل "ما لبثت إلاّ غرارًا- ما ذقت النّومَ إلاّ غرارًا".
3 - عجلة "جاءنا على غِرار".
4 - نُقصان أركان الصلاة "في صلاته غِرار". 

غَرارة [مفرد]:
1 - مصدر غرَّ2 وغرَّ3 وغرَّ4.
2 - حداثة السِّنّ "وقع في هذه الأخطاء بسبب غَرارته" ° كان ذلك على غَرارتي: في حداثة سنِّي.
• غَرارة الشَّباب: غفلته. 

غِرارة [مفرد]: ج غرائِرُ:
1 - كيس من الخيش ونحوه تُوضع فيه الحبوبُ، جوالق يكون فيها القديد والكعك.
2 - كيلٌ كانوا يتعاملون به إلى عهد قريب، ويُعادل ثمانين مُدًّا. 

غَرّ [مفرد]: ج غُرور (لغير المصدر):
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - شقّ في الأرض "غرٌّ تسكنُه الثعابين".
3 - كلّ كسر متثنٍّ في ثوب أو جلد "طوى الثوبَ على غرِّه" ° طويت فلانًا على غرِّه:
 تركته على حاله، كما كان من غير أن أكشف أمرَه. 

غَرَر [مفرد]: مصدر غرَّ3 وغرَّ4.
• الغَرَر: التَّعريض للهلاك أو للخطر ° حبلٌ غَرَر: غير موثوق به.
• بيع الغَرَر: (فق) بيع ما يجهله المتبايعان، أو ما لا يُوثق بتسلّمه، كبيع السَّمك في الماء، أو الطير في الهواء، وسُمِّي غَرَرًا؛ لأنَّ له ظاهرًا يغرُّ المشتري وباطنه مجهول. 

غُرّ [مفرد]: (حن) طائر من طيور الماء، طويل الساق، أسود الجسم، أبيض الرأس، يعيش على مياه المستنقعات والأحواض. 

غِرّ [مفرد]: ج أغرار وغِرار، مؤ غِرّ وغِرَّة وغريرة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ2 وغرَّ4: من ينخدع إذا خُدِع، ساذج سهل خداعه.
2 - شابٌّ لا خبرةَ له إذا خُدع انخدع "إن أخطأ فهو ما زال فتًى غِرًّا لم تعرُكه التّجاربُ".
3 - من يغفل الأمور التي يجب أن يعرفها.
4 - مَن تصابَى بعد حنكة. 

غرَّاءُ [مفرد]:
1 - (حن) طائر مائيّ أبيض الرأس.
2 - نبت طيِّب الرائحة.
3 - مؤنَّث أغرُّ: ما لها بياض في الجبهة ° جريدة غرَّاءُ: معتبرة، محترمة، مشهورة- مدينة غرَّاءُ: جميلة.
4 - مشهورة "ليلة غرَّاءُ". 

غَرَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدَّاع، كثير الإطماع بالباطل "استعذ بالله من الشيطان فإنّه غرَّار- حجج غرَّارة- غرَّار بالأباطيل".
2 - نجمةُ الصُّبح. 

غُرَّة [مفرد]: ج غُرَر:
1 - مصدر غرَّ3.
2 - أوّل كلّ شيء ومعظمه وطلعته ° الغُرَر: ثلاث ليالٍ من أوّل كلّ شهر قمريّ- غُرَّة الأسنان: بياضُها، أوّل ما يبدو منها- غُرَّة الرَّجل: ناصيتُه، وجهُه- غُرَّةُ الشَّهر: ليلة استهلال القمر فيه، أولَى لياليه- غُرَّة الفرس: بياض في جبهته- غُرَّة القوم: سيّدهم وشريفهم- غُرَّة المتاع: خياره ورأسُه- غُرَّة الهلال: طلعته. 

غِرَّة [مفرد]: ج غِرَر (لغير المصدر):
1 - مصدر غرَّ2.
2 - غفلة في اليقظة "أتاه/ أخذه على حين غِرَّة: على حين غفلة، فجأة، من غير انتظار".
3 - غفلة عظيمة " {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي غِرَّةٍ وَشِقَاقٍ} [ق] ".
• فتاة غِرَّة: قليلة التجربة تنخدع إذا خدعت. 

غَرور [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدّاع " {وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
2 - كلّ ما غرَّ الإنسان من مال أو جاه أو شهوة أو إنسان أو شيطان (للمذكّر والمؤنّث) "الدنيا/ المال غَرُور- {وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
3 - ما يتغرغر به من الأدوية "نصحه الطبيب باستعمال الغَرور". 

غُرور [مفرد]:
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها، أباطيل، تكبّر واختيال "ركبه الغرورُ- غُرور الشباب- لا يمكن شفاؤه من غُروره- قد يؤدِّي الغرور إلى دمار المغرور [مثل أجنبيّ]- {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا}: كلّ ما يمنِّيهم الشيطان إنَّما هو خداع وباطل" ° شخصٌ ركبه الغرور: معتزّ بنفسه لدرجة الغرور- غُرور بالنَّفس: شعور خادع بالأهمية.
3 - أنفة "غرور النصر". 

غَرير1 [مفرد]: ج أغِرَّاء وأغِرَّة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من غَرَّ1: مخدوع، مغرور.
2 - غِرّ؛ مَن لا تجربة له "شابٌّ غَرِير". 

غَرير2 [مفرد]: ج غُرَّان:
1 - عيش ناعم واسع "إنّه ينعم بعيش رغيد غَرير".
2 - كفيل، قيِّم، ضامن "أنا غَرِيرك من فلان: محذِّرك منه- أنا غَرِيرك من هذا الأمر: مَثَل في الخبرة والعلم". 

غُرَير [مفرد]:
1 - (حن) حيوان من آكلات اللحوم، هيئته بين الكلب والسّنّور، أسودُ القوائم قصيرها، أبيضُ الوجه، وعلى جانبي وجهه جُدَّتان سوداوان.
2 - فحل من الإبل. 

مغرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من غَرَّ1.
2 - مخدوع بنفسه، معجَبٌ بقيمته "إنّه شابٌّ مغرور يعتقد أنّه ذو أهميّة- خسِر المغرورُ بنفسه محبَّةَ النّاس له". 

غرر: غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو

مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال:

إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ،

بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا، لمغرور

أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك

لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ

فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر. واغْتَرَّ هو: قَبِلَ

الغُرورَ. وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي

غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ. وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ

كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.

يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن

المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث

عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة:

يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو

الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده

ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من

الذم؛ وقول طرفة:

أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي،

ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا عِرْضِي

إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن

الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.

والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.

وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال

الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل،

ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور،

بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. وفي التنزيل العزيز: لا

تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها

يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.

والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية. وقال

الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك. والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع

غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً

لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد

قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله

الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا. والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو

إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي

ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما

خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي

والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا

توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما

غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه. ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك

بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

أَغَرَّ هشاماً، من أَخيه ابن أُمِّه،

قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ

قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها،

قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن

والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما،

والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره

مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن

(*قوله« لضأْن» هكذا بالأصل

ولعله قوادم لضأن) .له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو

عبيد: الغَرير المَغْرور. وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه:

عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.

والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير،

والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل

بايعَ آخَرَ على مشورة

(* قوله « على مشورة» هو هكذا في الأصل، ولعله على غير

مشورة. وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ) . فإِنه لا يُؤَمَّرُ

واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته

في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير:

وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف

وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو

ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن

يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة

إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن

البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان

دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا

واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً

منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها،

لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت

الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛

هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع

الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع

رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر

المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن

شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن

يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما

فسرته، فافهمه.

والغَرِير: الكفيل. وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله. وأَنا غَرِيرُك من

فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه

ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه

قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب

عن أَبي نصر عنه قال:

أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها،

وأَنت مما ساءها غَرِيرُها

أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا

غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم

به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.

وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا

المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما

قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ. وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول

لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه

اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال:

الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور. وغَرَّرَ بنفسه

ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف،

والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ. ونهى رسول اللَّه ،صلى الله عليه

وسلم، عن بيع الغَرَرِ

وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. والتَّغْرير: حمل النفس

على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل

تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ

المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك

وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال

الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط

بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة. وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة

وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي

الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه،

كفانا الله فتنته. وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي

مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره. وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا

أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى:

فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ

مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى

أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.

والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس

أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم،

وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من

الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم

فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت

أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر

والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح،

وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس

بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما. وغُرّةُ

الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن

كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي

يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض. والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة

الفرس. ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف. ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه:

بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ،

وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.

والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء. وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً

وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ

مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ.

قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي

ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على

أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى

وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان

البَيْضاوانِ فوق عينيه. ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على

المثل. ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال

امرؤ القيس يمدح قوماً:

ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ،

وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ

وقال أَيضاً:

أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ

قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس:

وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ

أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم

مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم

لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض

المسافر. وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى:

وثِيابَك فطَهِّرْ. وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛

الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم

القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة:

ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ، ويَشِيمهُ

بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي

يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ،

وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من

الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد

بن الأَبرص:

ولقد تُزانُ بك المَجا

لِسُ، لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ

(* قوله «ولا علاكز» هكذا هو في الأصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي) .

وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه. وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في

غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر

آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. وغُرَّة كل شيء: أَوله. والغُرَرُ:

ثلاث ليال من أَول كل شهر. وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض

أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت

غُرّةَ شهر كذا. ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك

لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير

واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة

غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة

الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه

الليالي أَول شيء فيها. وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض

الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى

الله عليه وسلم ، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ

عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها

لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى

الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن

الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم:

هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر:

أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه،

إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه

(* قوله «وضياهبه» هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كل قف أو حزن أو موضع من

الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الاساس: سباسبه، وهي

جمع سبسب بمعنى المفازة) .

قال وأنشد أَبو بكر:

مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ،

شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء

ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال:

وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها

إليك، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ

(* قوله «بالماء» رواية الاساس: في الماء) .

الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال

هاجرة شَهْباء. وغُرّة الأَسنان: بياضُها. وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ

أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها. وقيل: هو إذا طلعت أُولى

أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه. ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا

الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم

غُرّان. وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه

ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم. ورجل أَغَرُّ:

شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان

وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم. وغُرّةُ النبات: رأْسه.

وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ

بُسوقه. وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل: طلعته ووجهه. وكل شيء بدا لك من ضوء أَو

صُبْح، فقد بدت لك غُرّته. ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ

والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى

غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر،

وٌغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة.

الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة. وفي الحديث:

المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء،

فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع

المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء. وفي الحديث

ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ

المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ. وفي حديث ابن عمر: إنّك

ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب

الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب

الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛

قال الشاعر:

إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ

غِرٌّ، فلا يُسْرَى بها

الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم

أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن

الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي

تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ

المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة

واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما

الغِرة. وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه

ابن الأَعرابي. ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.

واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه. واغْترَّ بالشيء: خُدِع به. وعيش غَرِيرٌ:

أَبْله يُفَزِّع أَهله. والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إِذا

شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.

والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم. وقال أَبو حنيفة: الغِراران

ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ،

فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛ ،منه قول هِجْرِس بن

كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه. ولَبِثَ

فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر. ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي

مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من

النوم وغيره. وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون

بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء.

قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج:

إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ

تَرَك العُيونَ ، فنَوْمُهُن غِرارُ

أَي قليل. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا

تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها

وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد:

فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا

أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ

فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم

فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا

يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في

التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول

وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم

في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال

ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن

نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة

لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز ؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ

التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ. وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة. ولقيته

غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة. وما أَقمت عنده

إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه

أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي

لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ

فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة

مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة. ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه

نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان. ويقال:: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً

فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها

تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها

للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ

فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق.

الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه

غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً

إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق

مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف. ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي

لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة

فتخصَّ واحداً. ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على

المثل. وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛

وقول أَبي خراش

(*: قوله «وقول أبي خراش إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا

ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة) :

فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ ، كأَنّما

يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ

قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ

واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ

الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد. وبنى

القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ. والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه

النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف

نصلاً:

سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الـ

ـغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ

قوله سديد ، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل،

وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد. والعَير: الناتئ في وسط النصل. ولم

يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل

فجاء مثل المثال. وزَعِلٌ: نَشِيط. ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.

والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر:

كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى

الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً.

الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد

غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً

إذا زقَّها. وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه. وفي حديث

معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي

يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه. وفي حديث علي،

عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه

أَي فَرْخَه. وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم

أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، والغَرُّ: اسمُ ما

زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل:

إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ،

غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ

يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ. ويقال: غُرَّ فلانٌ من

العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم. وغُرَّ عليه الماءُ

وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه. وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه. وغَرَّرَ

السقاء إِذا ملأَه؛ قال حميد:

وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه،

على الفَرْو ، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ

يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ

ملأْتها؛ قال الراجز:

فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ،

في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ،

غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ

القُصْبُ: الأَمْعاءُ . والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت

أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده

يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه.

الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة

غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه

كما وصفناه. والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله

بالغُرَّة؛ وقال الراجز:

كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه،

حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه

يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن

قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينــئذ. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة

على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً

أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا. وقال أَبو سعيد:

الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال

الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة

الفارِهَةُ من غُرَّة المال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن

مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى

بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم

بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً،

عبداً أَو أَمة. وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه

عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله

عليه وسلم ، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس

الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة. وغُرَّةُ المال: أَفضله. وغُرَّةُ

القوم: سيدهم. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين،

قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء. وفي التهذيب: لا تكون إِلا

بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا

جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما

بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن

الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في

الجنين إِذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة. وقد

جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ،

وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي. وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ

لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما

يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل

شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه. وفي

الحديث :إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ

العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس. وكلُّ

شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة. وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ

فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون،

ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر:

عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ

الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.

وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال:

قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه

ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه

وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم:

حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها،

عن جُدَدٍ صُفْرٍ، وعن غُرورِها

الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على

كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ

فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على« غَرَّه. والغُرورُ في الفخذين:

كالأخادِيد بين الخصائل. وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها. وغَرُّ

الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال:

كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه ، إِذ تَجْنُبُهْ،

سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ

قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر

الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ

مَكاسِرُ الجلد. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ

نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على

غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة

دَائِها. وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما. والغَرُّ:

الشَّقُّ في الأَرض. والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي:

هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد:

سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة

جارية:

سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر

الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها

غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على

كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله:

كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ

غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في

خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل

الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً

بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها

فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ. وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل

العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً:

فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً،

فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ

والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها

تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة

صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله

وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده:

وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.

والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق

نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي:

كأَن القَتُودَ على قارِحٍ،

أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ

أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة. والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج

الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ

البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو:

أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ،

كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا

حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم

الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.

والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا

يُسيغه. والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق

ولَدُود وسَعُوط. وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً

وتَغَرْغُراً. وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع. وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ

بنفسه عند الموت. والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق. والغَرْغَرَةُ: صوتٌ

معه بَجَحٌ. وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له

نشِيشاً؛ قال الكميت:

ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة:

إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ

صَهْر. والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛

وأَنشد:وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها

لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا

والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة

والغُرْغُرة والغُراوي

(* قوله «والغراوي» هو هكذا في الأصل) .والزاورة.

وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك. وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه. وغَرْغَرَه

بالسّنان: طعنه في حلقه. والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي

يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي

يتردد.

وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة:

أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي،

وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور

والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال:

فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ

والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة. والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن

الحرث. والغَرّاء: فرسٌ بعينها. والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس:

سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا،

ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب

(* قوله« خراتي» هكذا في الأصل ولعله حزابي.)

وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال

الراجز:

وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن:

حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن

والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد

حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة:

حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها،

بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم

يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛

وقول الفرزدق يصف نساء:

عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط، وقد نَرَى

بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع

إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه،

رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع

والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في

رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت:

غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة،

يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا

وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً

فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ

مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على

بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون. وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي

عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ

الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن

على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن

الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛

قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيًّا أَي

مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به.

قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛

قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن

الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في

تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله

تعالى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد

تقدم في العين المهملة.

غرر
{غَرَّه الشَّيْطَانُ} يَغُرّه بالضّمّ {غَرّاً، بالفَتْح،} وغُرُوراً، بالضمِّ، {وغِرَّةً، بالكَسْرِ، الأَخِيرَة عَن اللَّحْيَانيّ،} وغَرَراً، محرّكةً عَن ابْن القَطّاع، فَهُوَ {مَغْرُورٌ} وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ، الأَخِيرة عَن أَبي عُبَيْد: خَدَعَهُ وأَطْمَعَهُ بالبَاطِلِ، قَالَ الشاعِر:
(إِنّ امْرَأً {غَرَّه مِنْكُنَّ واحَِدٌ ة ... بَعْدِي وبَعْدَكِ فِي الدُّنْيَا} لَمَغْرُورُ)
أَرَاد! لَمَغْرُورٌ جِدّاً أَو لَمَغْرُورٌ حَقَّ مَغْرُورٍ، ولَوْلا ذَلِك لم يَكُن فِي الكَلام ِ فائدَة، لأَنّه قد عُلِم أَنّ كُلَّ مَنْ {غُرَّ فَهُوَ مَغْرُورٌ، فأَيُّ فائدةٍ فِي قَوْله: لَمَغْرُور إِنّمَا هُوَ على مَا فُسِّر كَذَا فِي المُحْكَم.
} فاغْتَرَّ هُوَ: قَبِلَ الغُرُورَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قولِهِ تعالَى: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا {غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ. أَي مَا خَدَعك وسَوَّلَ لَك حتَّى أَضَعْتَ مَا وَجَب عَلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُه: أَي مَا خَدَعَكَ برَبِّك وحَمَلَكَ على مَعْصِيَتِه والأَمْنِ من عِقَابِه وَهَذَا تَوْبِيخٌ وتَبْكِيتٌ للعَبْد الَّذِي يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ وَلَا يَخافُه. وَقَالَ الأَصمعيّ: مَا غَرَّك بفُلانٍ، أَي كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث: عَجِبتُ من} غِرَّتِه باللهِ عَزَّ وجَلَّ، أَي {اغْتِراره.} والغَرُورُ، كصَبُورٍ: الدُّنْيَا صِفَةٌ غالِبَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وَلاَ {يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ} الغَرُورُ، قيل لأَنَّهَا {تَغُرّ وتَمُرّ. والغَرُورُ: مَا يُتَغَرْغَرُ بِهِ من الأَدْوِيَةِ، كاللُّعُوقِ والسَّفُوفِ، لِمَا يُلْعقَُويُسَفّ. والغَرُورُ، أَيضاً: مَا غَرَّك من إِنْسَان وشَيْطَانٍ وغَيْرِهِمَا قَالَه الأَصْمَعِيّ وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصَائر: مِنْ مالٍ وجَاهٍ وشَهْوَةٍ وشَيْطَانٍ، أَو يُخَصّ بالشَّيْطَانِ، عَن يَعْقُوبَ، أَي لأَنَّهُ} يَغُرّ النّاسَ بالوَعْدِ الكاذِبِ والتَنْمِيَة، وَبِه فُسِّرَ قولُه تعالَى: وَلَا {يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ، وقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْمِلُ الإِنْسَانَ على مَحابِّه ووَراءَ ذَلِك مَا يَسُوءُه، كَفَانَا اللهُ فِتْنَتَه. وقِيل: إِنّ الشَّيْطَانَ أَقْوَى} الغارِّين وأَخْبَثُهُم. وَقَالَ الزَّجَاج: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {الغُرُور بالضَّمّ، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: الغُرُور: الأَباطِيلُ، كأَنَّهَا جمع} غَرّ مصدر {غَرَرْتُهُ} غَرّاً. قَالَ)
الأَزهريّ: وَهُوَ أَحسنُ من أَنْ يُجْعَل مَصْدَرَ {غَرَرْتُ} غُرُوراً لأَنَّ المتعدِّىَ من الأَفعال لَا تَكادُ تَقعويَدْخُل فِي بَيْع الغَررِ البُيُوعُ المَجْهُولَة الّتي لَا يُحِيطُ بكُنْهِها المُتبايِعان حَتَّى تَكُونَ مَعْلُومَةً. (و) {غَرَّرَ القِرْبَةَ: مَلأَها، قَالَه الصاغانِيّ، وَكَذَا غَرَّرَ السَّقاءَ. قَالَ حُمَيْد:
(} وغَرَّرَهُ حَتَّى اسْتَدارَ كَأَنَّهُ ... عَلَى القَرْوِ عُلْفُوفٌ مِنَ التُّرْكِ رَاقِدُ)
{وغَرَّرَتِ الطَّيْرُ: هَمَّتْ بالطَّيَرَانِ ورَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا، مَأْخُوذٌ مِنْ} غَرَّرَتْ أَسنانُ الصَّبِيّ، إِذا هَمَّت بالنَّباتِ وخَرَجَت. {والغُرَّةُ} والغُرْغُرَةُ، بضمّهما: بَيَاضٌ فِي الجَبْهَة، وَفِي الصِّحَاح: فِي جَبْهَةِ الفَرَس، وفَرَسٌ {أَغَرُّ} وغَرّاءُ، قَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرَّ الفَرَسُ} يَغَرُّ {غُرَّةً فَهُوَ} أَغَرُّ. وَفِي اللّسَان: وَقيل: {الأَغَرّ من الخَيْلِ: الَّذِي} غُرَّتُه أَكْبَرُ من الدِّرْهَم، قد وَسَطَتْ جَبْهَتَه، وَلم تُصِب واحِدَةً من العَْيَنْين، وَلم تَمِلْ على واحِدٍ من الخَدَّيْنِ، وَلم تَسِلْ سُفْلاً، وَهِي أَفْشَى من القُرْحَةِ، والقُرْحَة قَدْرُ)
الدّرْهم فَمَا دُونَه. وقِيلَ: {الأَغرّ: لَيْسَ بضَرْبٍ واحدٍ بل هُوَ جِنْسٌ جامِعٌ لأَنْوَاعٍ من قُرْحَة وشِمْرَاخٍ ونَحْوِهما. وقِيل:} الغُرَّةُ إِنْ كانَتْ مُدَوَّرَةً فَهِيَ وَتِيرَةٌ، وإِنْ كَانَت طَوِيلَةً فَهِي شادِخَة.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّ الغُرَّة نَفْسُ القَدْرِ الَّذِي يَشْغَلُه البَيَاضُ من الوَجْه لَا أَنّه البَيَاضُ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرابيّ: يُقَال: بِم {غُرِّرَ فَرَسُك فيقولُ صاحِبُه: بشادِخَةٍ أَو بِوَتِيرَةٍ أَو بيَعْسُوبٍ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: فَرَسٌ} أَغَرُّ، وَبِه {غَرَرٌ، وَقد} غَرَّ {يَغَرُّ} غَرَراً، وجَمَلٌ أَغَرُّ، فِيهِ غَرَرٌ {وغُرُورٌ.
} والأَغَرُّ: الأَبْيَضُ من كُلّ شئٍ وَقد غَرَّ وَجْهُهُ {يَغَرّ، بالفَتْح، غَرَراً} وغَرةً: ابْيَضَّ إِن ابْن الأَعْرَابيّ كَمَا سيأْتي: وَمن المَجاز:! الأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرّ، وأَنشد الزمخشريّ لِذِي الرُّمَّة:
(ويَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْىَ أَقْصَى كِنَاسِه ... وتَنْزُو كَنَزْوِ المُعْلَقاتِ جَنَادِبُهْ)

(أَغَرَّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرَابِهِ ... إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُه وسَبَاسِبُهْ)
وَمن المَجَازِ أَيضاً، هاجِرَةٌ! غَرّاءُ: شديدةُ الحَرّ، قَالَ الشَّاعِر:
(وهاجِرَةٍ غَرّاءَ قاسَيْتُ حَرَّهَا ... إِلَيْكَ وجَفْنُ العَيْنِ بالمَاءِ سائِحُ)
وَكَذَا ظَهِيرَةٌ غَرّاءُ. قَالَ الأَصمعيّ: أَي بَيْضَاءُ من شِدَّةِ حَرّ الشَّمْس، كَمَا يُقَال: هاجِرَةٌ شَهْبَاءُ.
وأَنشد أَبو بَكْر:
(مِنْ سَمُومٍ كأَنَّهَا لَفْحُ نارٍ ... شَعْشَعَتْهَا ظَهِيرةٌ غَرّاءُ)
وَكَذَا وَدِيقَةٌ غَرّاءُ، أَي شَدِيدَةُ الحَرِّ. والأَغَرُّ الغِفَارِيُّ، والأَغَرُّ الجُهَنِيُّ، والأَغَرُّ بنُ ياسِرٍ المُزَنِيُّ: صَحابِيُّون. فالغِفارِيُّ رَوَى عَنْه شَبِيبُ بن رَوْح أَنَّه صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. والجُهَنِيُّ رَوَى عَنهُ أَبو بُرْدَةَ بنِ أَبي مُوسَى، والمُزَنِيُّ يَرْوِى عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ عَنهُ أَبو بُرْدَةَ فِي الصّحِيح، أَو هُمْ واحِدٌ قَالَه أَبو نُعَيمٍ، وَفِيه نَظَرٌ. أَو الأَخِيرَان، أَي الجُهَنِيُّ والمُزَنِيّ واحِدٌ، قَالَه التِّرْمِذِيّ. والأَغَرُّ: تابِعيّان، أَحدُهما الأَغَرُّ بن عَبْدِ الله، كُوفيٌّ، كُنْيَتُه أَبو مُسْلِمٍ، رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيد، وَعنهُ أَبو إِسحاق المُسَيّبيّ، وعَطاءُ بن السائِب، وَقَعَ لنا حَدِيثُه عالِياً فِي كِتَاب الذِّكْر للفِرْيابيّ. والثَّاني: الأَغَرُّ بن سُلَيْكٍ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أَغَرُّ بَنِي حَنْظَلَةَ، يَرْوِيَ المَراسِيلَ، رَوَى عَنهُ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، ذكرهمَا ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات. والأَغَرُّ: جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون، مِنْهُم الأَغَرُّ بن الصَّبَّاح المِنْقَرِيُّ، مولَى آلِ قَيْسِ بن عاصِمٍ، من أَهْل البَصْرَة، رَوَى عَنْه محمّدُ بنُ ثَوَاءٍ ذكرَه ابنُ حِبّانَ فِي أَتْبَاع التابِعينَ. قلتُ:) وَثَّقَةُ ابنُ مَعِينٍ والنَّسَائِيُّ. {والأَغَرُّ الرَّقَاشِيُّ، عَن عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَعنهُ يَحْيَى بنُ اليَمَانِ، رَوَى لَهُ ابْن ماجَه حَدِيثا واحِداً: أَنَّ النبيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم تَزَوَّجَ عائشَة عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُه خَمْسُون دِرْهَماً. والأَغَرّ: الرَّجُلُ الكرِيمُ الأَفْعَالِ الواضِحُهَا وَهُوَ على المَثَلِ. ورَجُلٌ أَغَرُّ الوَجْهِ: أَبْيَضُهُ. وَفِي الحَدِيث:} غُرٌّ مُحَجَّلُونَ من آثَارِ الوُضُوءِ يُرِيد بَيَاضَ وُجُوهِهِم بنُورِ الوُضُوءِ يَوْمَ القِيَامَة. وقولُ أُمِّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة:
(لِيَشْرَبَ مِنْهُ جَحْوَشٌ ويَشِيمَه ... بعَيْنَيْ قَطَامِيٍّ أَغَرَّ شَآمِي)
يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ قَطَامِيّاً أَبْيَضَ، وإِنْ كَانَ القَطَامِيّ قَلَّمَا يُوصَفُ {بالأَغَرّ، وَقد يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ عُنُقَه، فَيكون} كالأَغرِّ بيْنَ الرِّجَال. والأَغَرُّ من الرِّجال: الَّذِي أَخَذَتِ اللِّحْيَةُ جميعَ وَجْهِه إِلاَّ قَلِيلاً كأَنَّه {غُرَّة. والأَغَرُّ: الشَّرِيفُ، وَقد غَرَّ الرجُلُ يَغَرُّ: شَرُفَ،} كالغُرْغُرَةِ، بالضَّمّ، ج {غُرَرٌ، كصُرَدٍ، وغُرّانٌ، بالضَّمّ، قَالَ امُرؤ الْقَيْس:
(ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وأَوْجُهُهمْ عندَ المَشَاهِدِ} غُرّانُ)
أَي إِذا اجْتَمَعُوا لغُرْمِ حَمَالَةٍ أَو لإِدارَة حَرْبٍ وَجَدْتَ وُجُوهَهُم مُسْتَبشِرَةً غير مُنْكَرَةٍ. ورُوِى: بِيضُ المَسَافِرِ غُرّانُ. وَقَوله: {غُرَرٌ كصُرَد، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، وَهُوَ جَمْعُ} غُرَّة، وأَمَّا غُرّانٌ فجَمْعُ الأَغَرِّ، وَلَو قَالَ: جَمْعُه غُرٌّ! وغُرّانٌ كَمَا فِي المُحكم والتَّهْذِيب كانَ أَصْوَبَ والأَغَرُّ: فَرَسُ ضُبَيْعَةَ بنِ الحارِثِ العَبْسِيِّ من بَنِي مَخْزُومِ بنِ مالِكِ بنِ غالِبِ بن قُطَيْعَةَ والأَغَرُّ: فَرَسُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الله أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّ الشاعِر. والأَغَرُّ: فَرَسُ شَدّادِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَبْسيّ أَبِي عَنْتَرَة والأَغَرُّ: فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ ثوْرٍ البَكّائِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ عَمْرِو بن النَّاسِي الكِنَانِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ طَرِيفِ بنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيّ، من بَنِي تَمِيمٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ مالِكِ بن حَمّادٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنانيّ، واسمُه خَمِيصَة كَمَا حَقَّقَهُ السِّرَاجُ البُلْقَينِيّ فِي قَطْرِ السَّيْلِ، والأَغَرُّ: فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنَانٍ المُرِّيّ. والأَغَرُّ: فَرَسُ الأَسْعَرِ بن حُمْرَانَ الجُعْفيّ، فَهَذِهِ عشرَة أَفراس كِرام ساقَهم الصاغانيّ هَكَذَا. وَلَكِن فَرَسَ تَمِيمِ بنِ طَرِيف قيل إِنّهَا الغَرّاءُ لَا الأَغُّر، كَمَا فِي اللّسان، وسيأْتي، وغالِبُهُم مِنْ آلِ أَعْوَجَ. وفاتَه الأَغَرُّ فَرَسُ بَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبيعَةَ، وَفِيه يَقُول النابِغَة الجَعْدِيّ:
(أَغَرُّ قَسَامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خَلاَ يَدَهُ اليُمْنَى فتَحْجِيلُه خَسَا)
وَكَذَلِكَ الأَغَرُّ فَرَسُ بَني عِجْل، وَهُوَ من وَلَدِ الحَرُون، وَفِيه يَقُول العِجْليّ:)
(أَغَرّ من خَيْلِ بَنِي مَيْمُون ... بَيْنَ الحُمَيْلِيَّاتِ والحَرُونِ)
والأَغَرُّ: اليَوْمُ الحارُّ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ مَعَ قَوْله آنِفا: والأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرِّ تكْرَار، ٌ كَمَا لَا يُخْفَى. وَقد، غَرَّ وَجْهُه يَغَرُّ بالفَتْح، قَالَ شيخُنَا: قد يُوهشمُ أَنّه بالفَتْح فِي الماضِي والمُضَارِع، وَلَيْسَ كَذَلِك بل الفَتْح فِي المُضَارع لأَنّ الماضِيَ مَكْسُورٌ، فَهُوَ قِياس خِلافاً لِمَنْ تَوَهَّمَ غَيْرَه، غَرَراً، مُحَرَّكةً، وغُرَّةً، بالضَّمّ، وغَرَارَةً، بالفَتْح: صارَ ذَا غُرَّةٍ، وأَيضاً ابْيَضَّ، عَن ابنِ الأَعرابي. ّ وفَكَّ مَرّةً الإِدْغامَ ليُرِىَ أَنّ غَرَّ فَعِلَ، فَقَالَ: {غَرِرْتَ} غُرَّةً فأَنْت أَغَرُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ غُرَّةً لَيْسَ بمَصْدَرٍ، كَمَا ذهب إِليه ابنُ الأَعرابيّ هَا هُنا، إِنّمَا هُوَ اسِمٌ، وإِنّمَا كَانَ حُكْمُه أَنْ يَقُول: غَرِرْتَ غَرَراً. قَالَ: عَلَى أَنَّي لَا أُشَاحُّ ابنَ الأَعْرَابيّ فِي مثْل هَذَا.
{والغُرَّةُ، بالضَّمّ: العَبْدُ والأَمَةُ، كأَنَّهُ عَبَّرَ عَن الجِسْمِ كلِّه بالغُرَّة، وَقَالَ الراجِز:
(كُلُّ قَتِيل فِي كُلَيْبٍ غُرَّهْ ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ مُرَّهْ)
يَقُول: كُلُّهم لَيْسُوا بكُفْء لِكُلَيْب، إِنّمَا هم بمَنْزِلَة العَبِيدِ والإِمَاءِ، إِنْ قَتَلْتُهُم، حَتَّى أَْقُتَل آلَ مُرَّةَ فإِنَّهم الأَكْفَاءُ حِينَــئِذٍ. قَالَ أَبو سَعِيد: الغُرَّةُ عِنْد العَرَبِ: أَنْفَسُ شيْءٍ يُمْلَك وأَفْضَلُه، والفَرَسُ غُرَّةُ مَال الرَّجُل، والعَبْدُ غُرَّةُ مالِه، والبَعِيرُ النَّجِيبُ غُرَّةُ مالِه، والأُمَةُ الفَارِهَةُ مِنْ غُرَّةِ المَال. وَفِي الحَدِيث: وجَعَلَ فِي الجَنِينِ غُرَّةً عَبْدَاً أَوْ أَمَةً. قَالَ الأَزهريّ: لم يَقصد النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَعْله فِي الجَنين غُرَّةً إِلاَّ جِنْساً واحِداً من أَجْنَاس الحَيَوان بعَيْنِه، فَقَالَ: عَبْداً أَوْ أَمَةً.
ورُوِى عَن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنّه قَالَ فِي تَفْسِير غُرَّة الجَنِين: عَبْدٌ أَبْيَضُ أَوْ أَمَةٌ بَيْضَاءُ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَلَيْسَ ذَلِك شَرْطاً عِنْد الفُقَهاءِ، وإِنّمَا الغُرَّة عِنْدهم مَا بَلَغَ ثَمَنُهَا عُشْرْ الدِّيَة من العَبِيدِ والإِمَاءِ. وَقد جاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَات الحَدِيث:} بغُرّة عَبْد أَو أَمَة أَو فَرَس أَو بَغْل. وَقيل: إِنّه غَلَطٌ من الرّاوِي. قلتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ رَواهُ محمّد بن عَمْرو، عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ: قَضَى رسولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الجَنِين بغُرَّة الحَدِيث، وَلم يَرْوِ هَذِه الِزيادَة عَنهُ إِلاّ عِيسَى بنُ يُونُس، كَذَا حَقَّقه الدارَ قُطْنىّ فِي كتابِ العِلَل. وَقد يُسَمَّى الفرَسُ غُرَّةً، كَمَا فِي حَدِيث ذِي الجَوْشَن: مَا كنتُ لأَقْضِيَه اليَوْمَ بغُرَّة فعُرِف مِمّا ذَكَرْنا كُلّه أَنّ إِطْلاقَ الغُرَّةِ على العَبْد أَو الأَمَة أَكْثَرِىٌّ. والغُرَّةُ من الشَّهْر: لَيْلَةُ اسْتِهْلالِ القَمَرِ، لبَياضِ أَوَّلِهَا، يُقَال: كَتَبْتُ غُرَّةَ شَهْر كَذَا.
وَيُقَال لثَلاث لَيَالٍ من الشَّهْرِ: الغُرَرُ والغُرُّ قَالَه أَبو عُبَيْد. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: سُمِّينَ غُرَراً، واحدتها غُرَّةٌ، تَشْبِيها بغُرّة الفَرَسِ فيَجْبَهته لأَن البَيَاض فِيهِ أَوّلُ شيْءٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ بَياضُ)
الهِلال فِي هَذِه اللَّيَالِي أَوّلُ شيْءِ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث فِي صَوْمِ الأَيّام الغُرِّ أَي البِيضِ اللَّيَالي بالقَمَرِ و، هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وأَرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ. ويُقال لَهَا: البِيُض أَيضاً. وقرأْتُ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ للبَدْرِ الدَّمامِينِيّ مَا نَصُّه: قَالَ الجَوْهَرِيّ: غُرَّةُ كُلِّ شيْءٍ: أَوَّلُه. لكنَّه قَالَ بإِثْر هَذَا: والغُرَرُ: ثلاثُ لَيَال من أَوَل الشَّهْر. وَكَذَا قَالَ غَيْرُه من أَهْلِ اللُّغَة. وَهُوَ صَرِيحٌ فِي عدم اخْتِصَاص الغُرَّةِ باللَّيْلَة الأُولَى. وَقَالَ ابنُ عُصْفُور: يُقال كُتِبَ غُرَّةَ كَذَا، إِذا مَضَى يَوْمٌ أَو يَوْمَان أَو ثَلاثَة وتَبِعَه أَبو حَيّانَ. والظاهِرُ أَنّ اشتراطَ المُضىّ سَهْوٌ. انْتهى. وقيلَ الغُرَّةُ من الهِلال: طَلْعَتُه، لِبَيَاضِهَا. الغُرَّةُ من الأَسْنَان: بَياضُها وأَوّلُهَا، يُقَال: غَرَّرَ الغُلاَمُ، إِذا طَلَعَ أَوَّلُ أَسْنَانِه، كأَنَّه أَظْهَر غُرة أَسْنَانِه، أَيْ بَياضها. والغُرَّةُ من المَتَاع: خِيَارُه ورَأْسُه، تَقول: هَذَا غُرّةٌ من غُرَرِ المتاعِ، وَهُوَ مَجاز. والغُرَّةُ من القَوْمِ: شَرِيفُهُم وسَيَّدُهُم، يُقَال: هُوَ غُرَّةُ قَوْمه، وَمن غُرَرِ قوْمه. والغُرَّةُ من الكَرْم: سُرْعَةُ بُسُوقِه. والغُرَّةُ من النَّبَات: رَأْسُه. والغُرَّةُ من الرَّجُل: وَجْهُه وقيِلَ: طَلْعَتُه. وكلُّ مَا بَدَا لَك من ضَوْءٍ أَو صُبْح فقد بَدَتْ لَك {غُرَّتُه.} وغُرَّةُ: أُطُمٌ بالمَدِينَة لِبَني عَمْرِو بنِ عَوْف من قَبَائِلِ الأَنْصَار، بُنِيَ مكانَه مَنارضةُ مَسْجدِ قُبَاءَ الْآن.
{والغَرِيرُ، كأَمِير: الخُلُقُ الحَسَنُ لأَنَّه يَغُرّ. وَمن المَجازِ: يُقَال للشَّيْخ إِذا هَرِم: أَدْبَرَ} غَرِيرُه، وأَقْبَلَ هَرِيرُه. أَي قد ساءَ خُلُقُه. (و) {الغَرِيرُ: الكَفِيلُ والقَيِّم والضامِنُ. وأَنشد الأَصمعيّ:
(أَنتَ لِخَيرِ أُمَّة مُجِيرُهَا ... وأَنْتَ مِمّا ساءَهَا} غَرِيرُهَا)
هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب عَن أَبي نَصْر عَنهُ. وَمن المَجَازِ الغَرِيرُ من العَيْش: مَا لَا يُفَزَّع أَهلُه، يُقَال: عيشٌ غَرِيرٌ، كَمَا يُقَال: عَيْشٌ أَبْلَهُ، ج {غُرّانٌ بالضمّ، ككَثِيبٍ وكُثْبَانٍ. والغَرِيرُ: الشابُّ الَّذِي لَا تَجْرِبَةَ لَهُ، كالغِرّ، بالكَسْرِ، ج} أَغِرّاءُ {وأَغِرَّةٌ، هُمَا جَمْعُ غَرِير، وأَما الغِرُّ، بِالْكَسْرِ، فجَمْعُه} أَغْرَارٌ {وغِرَارٌ، ككتَاب. وَمن الأَخِير حَدِيثٌ ظَبْيَانَ: إِنّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقلَ الأَرْض وقَرَارَهَا ورُؤُوسَ المُلُوكِ} وغِرَارَها. والأُنْثَى {غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ،} وغِرَّةٌ، بكَسْرِهما، قَالَ أَبو عُبَيْد: {الغِرَّة: الجارِيَةُ الحَديثَةُ السِّنِّ الَّتِي لَمْ تُجرِّب الأُمُورَ وَلم تَكُن تَعْلَمُ مَا يَعْلَم النسَاءُ من الحُبِّ، وَهِي أَيضاً غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ قَالَ الشاعرُ:
(إِنَّ الفَتَاةَ صَغِيرَةٌ ... غِرٌّ فَلا يُسْرَى بِهَا)
ويُقال أَيضاً: هِيَ} غَرِيرَةٌ. وَمِنْه حديثُ ابنِ عثمَر: إِنَّكَ مَا أَخَذْتَهَا بَيْضَاءَ {غَرِيرَةً وَهِي الشابَّة الحَدِيثَة الَّتِي لم تُجرِّب الأُمورَ. وَقَالَ الكِسائيْ: رجلٌ} غِرٌّ وامْرَأَة غِرٌّ، بيِّنَةُ {الغَرَارَةِ، بالفَتْح، من) قَوْم أَغِرّاءَ، قَالَ: ويُقَالُ من الإِنْسَان} الغِرِّ: {غَرِرْتَ يَا رَجُلُ، كفَرِحَ،} تَغَرّ {غَرَارَةً، بالفَتْح، وَمن} الغارِّ {اغْتَرَرْتَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الغَرِيرُ:} المَغْرُور، {والغَرَارَةُ من} الغِرَّة، {والغِرَّةُ من} الغارّ، {والغَرَارَةُ} والغِرَّة واحِدٌ. {والغَارُّ: الغافِلُ، زَاد ابنُ القَطّاع: لَا يَتَحَفَّظُ.} والغرَّةُ: الغَفْلَةُ. وَقد {اغْتَرَّ، أَي غَفَلَ، وبالشَّيْءِ: خُدعَ بِهِ وَالِاسْم مِنْهُمَا} الغِرَّةُ، بالكَسْر، وَفِي المَثَل: {الغِرَّةُ تَجلُبُ الدِّرَّةَ أَي الغَفْلَةُ تَجْلُب الرِّزْقَ حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه أَغارَ على بَنِي المُصْطَلِق وهُمْ} غارُّون، أَي غافِلُون. (و) {الغارُّ حافرُ البشئْر، لأَنَّه} يَغُرُّ البِئْرَ، أَي يَحْفِرها قَالَ الصاغانيّ، أَو من قَوْلِهِم: {غَرَّ فُلانٌ فُلاناً: عَرَّضَه للهَلَكَة والبَوَارِ.} والغِرارُ، بِالْكَسْرِ: حَدُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ والسَّيْفِ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: {الغِرَارَانِ: ناحِيَتَا المِعْبَلَةِ خاصَّةً. وَقَالَ غَيْرُه:} الغِرَارَانِ: شَفْرَتَا السَّيْفِ. وكُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدٌّ فحَدُّه {غِرَارُه، والجَمْع} أَغِرَّةٌ. (و) {الغِرَارُ: النَّوْمُ القَلِيلُ، وَقيل: هُوَ القَلِيلُ من النَّوْمِ وغَيْرِه، وَهُوَ مَجازٌ. ورَوَى الأَوْزاعِيُّ عَن الزُّهْرِيّ أَنّه قَالَ: كانُوا لَا يَرَوْنَ} بغِرَارِ النَّوْمِ بَأْساً.
قَالَ الأَصْمَعِيّ: {غِرَارُ النَّوْم قِلَّتُه. قَالَ الفَرَزْدَقُ فِي مَرْثِيَة الحَجَّاجِ:
(إِنّ الرَّزِيَّةَ فِي ثَقِيفٍ هَالِكٌ ... تَرَكَ العُيُونَ فنَوْمُهُنَّ} غِرَارُ)
أَي قَليلٌ. وَفِي حَديث النّبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: لَا! غِرَارَ فِي صَلاَةٍ وَلَا تَسْليمٍ. قَالَ أَبو عُبَيْد: الغِرَارُ فِي الصَّلاة: النُّقْصَانُ فِي رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا وطُهُورِهَا، وَهُوَ أَلاَّ يُتمَّ رُكوعَها وسُجُودَهَا وطُهُورَهَا. قَالَ: وَهَذَا كقَول سَلْمان: الصَّلاةُ مِكْيَالٌ، فمَنْ وَفَّى وُفِّىَ لَهُ، وَمن طَفَّف فقد عَلِمْتُم مَا قالَ الله فِي المُطَفِّفين. قَالَ: وأَما الغِرارُ فِي التَّسْلِيم فنرَاهُ أَنْ يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكم، فيَرُدّ عَلَيْهِ الآخَرُ: وعَلَيْكُم، وَلَا يقُول: وعَلَيْكُم السَّلام هَذَا من التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ سيدَه: نرَاهُ أَنْ يَقُولَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُم، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي الْمُحكم: عَلَيْكَ، أَوْ أَنْ يَرُدَّ بعَلَيْكَ وَلَا يَقُولُ: عَلَيْكُم، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: لَا غِرَارَ فِي صَلاةٍ وَلَا تَسْلِيمَ فِيهَا، أَي لَا قَلِيلَ من النَّوْم فِي الصَّلاة وَلَا تَسْلِيمَ، أَي لَا يُسَلِّم المُصَلِّى وَلَا يُسَلَّم عَلَيْهِ. قَالَ ابْن الأَثِير: ويُرْوَى بالنَّصْب والجَرِّ، فَمَن جَره كَانَ مَعْطُوفاً على الصَّلَاة، وَمن نَصَبَه كَانَ مَعْطُوفاً على الغِرَارِ، وَيكون المَعْنَى: لَا نَقْصَ وَلَا تَسْلِيمَ فِي صلاةٍ، لأَنّ الكَلام فِي الصَّلَاة بغيرِ كَلامها لَا يَجُوز، قلتُ: ويؤيّد الوَجْهَ الأَوّلَ مَا جاءَ فِي حديثٍ آخَرَ: لَا {تُغَارُّ التَّحْتِيَّةُ، أَي لَا يُنْقَصُ السَّلاَمُ، ولَكِنْ قُلْ كَمَا يُقَالُ لَك أَو زِدْ.
(و) } الغِرَارُ: كَسَادُ السُّوقِ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: للسُّوقِ دِرَّةٌ {وغِرَارٌ، أَي نَفَاقٌ وكَسَادٌ قَالَه الزمخشريّ. قلت: وهومَصْدَرُ غارّتِ السُّوق} تُغارُّ {غِرَاراً، إِذا كَسَدَتْ. وَمن المَجَاز: الغِرَارُ:) قِلَّةُ لَبَنِ الناقَةِ أَو نُقْصَانُه. وَقد} غارَّتْ {تُغارُّ} غِرَاراً، وَهِي {مُغَارٌّ، إِذا ذَهَبَ لَبَنُهَا لحَدَثٍ أَو لِعلّة.
وَمِنْهُم من قالَ ذَلِك عِنْد كَرَاهِيَتَهَا للوَلَد وإِنْكَارِهَا الحَالِبَ. وَقَالَ الأَزْهَريّ:} غِرَارُ الناقَةِ أَن تُمْرَى فتَدِرّ، فإِنْ لَمْ يُبَادَرْ دَرُّهُا رَفَعتْ دَرَّهَا ثمّ لم تدِرّ حَتَّى تُفِيقَ. وَقَالَ الأَصمعِيّ: وَمن أَمثالهم فِي تَعْجِيل الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِه: سَبَق دِرَّتَه غِرَارُه، ومثْلُه سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَه. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال:! غارَّت النَّاقَةُ {غِرَاراً، إِذا دَرَّت ثمّ نَفَرَتْ فرَجَعَت الدِّرِّةُ. يُقَال ناقَةٌ} مُغارٌّ بالضّمّ، و (، ج {مَغَارٌّ، بالفتْح، غيْرَ مصْرُوف. (و) } الغِرَارُ: المِثالُ الَّذِي يُضْرَب عَلَيْهِ النِّصالُ لتُصْلَحَ، يُقَال: ضَرَبَ نِصَالَه على {غرّارٍ واحِد أَي مِثَال، وَزْناً ومعْنىً. قَالَ الهُذَلِيُّ يَصفُ نَصْلاً:
(سَدِيد العَيْرِ لَمْ يَدْحضْ عَلَيْه ال ... غرارُ فقدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ)
(و) } الغِرَارَةُ بهَاءٍ وَلَا تُفْتَحُ خلافًا للعَامَّة: الجُوَالِقُ واحِدَةُ {الغَرَائِرِ، قَالَ الشَّاعِر: كأَنَّهُ} غِرَارَةٌ مَلأَى حَثَى. قَالَ الجَوْهريّ: وأَظُنُّه مُعَرَّباً. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: يُقَال: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفتْح: رَعَى إِبِلَهُ {الغرْغرَ كَذا نَقَلَه الصاغانيّ. وغَرَّ المَاءُ: نَضَبَ، كَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الصاغانيّ. ومُقْتَضَى عَطْفِ المصنّف إِيّاه على مَا قَبْلَهُ أَنْ يكونَ مُضارِعُه بالفَتْح أَيضاَ، فيَردُ عَلَيْه مَا نَقَلَه الجوهريُّ عَن الفَرَّاءِ فِي ش د د كَمَا سيأْتي ذِكْرُه. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ:} غَرَّ {يَغُرُّ، إِذا أَكَلَ} الغِرْغرَ: العُشبَ الْآتِي ذِكْرُه. وقَيَّد الصاغانيّ مضارِعَهُ بالضَّمّ، كَمَا رَأَيْتُه مُجَوّداً بخَطِّهِ. وغَرَّ الحَمَامُ، فَرْخَه، يَغُرُّه {غَرّاً، بالفَتْح،} وغِرَاراً، بالكَسْر: زَقَّةُ، وَمن ذَلِك حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ رَضِي الله عَنهُ: كانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلّم {يَغُرُّ عَلِيّاً بالعلْمِ أَي يُلْقِمُهُ إِيّاه. وَفِي حَدِيث عليّ رَضيَ الله عَنهُ: مَنْ يُطِع الله} يَغُرَّهُ كَمَا يَغُرُّ الغُرَابُ بُجَّهُ، أَي فَرْخَه. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ، وَقد ذَكَرَ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَا {يُغَرّان العِلْمَ} غَرّاً. والغَرّ، بالفَتْح: اسمُ مَا زَقَّهُ بِهِ، وجَمْعُه! غُرُورٌ بالضَّمّ ويُقَال: {غُرَّ فُلانٌ من العِلْم مَا لم} يُغَرَّ غَيْرُه: أَي زُقَّ وعُلِّم. والغَرُّ: الشَّقُّ فِي الأَرْض. والغَرُّ: النَّهْرُ الصَّغيرُ قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ. وَمِنْهُم من خَصَّه فَقَالَ هُوَ النَّهْرُ الدَّقيقُ فِي الأَرْض، وجمعُه {غُرُورٌ، وإِنَّمَا سُمِّىَ بِهِ لأَنَّه يَشُقُّ الأَرْضَ بالمَاءِ. وكُلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَوْ جلْد} غَرٌّ، زادَ اللَّيْثُ فِي الأَخير: من السَّمَن، قَالَ:
(قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّهِ ... ولاَنَ جِلْدُ الأَرْضِ بَعْدَ {غَرِّهِ)
وجَمْعُه} غُرُورٌ، وَقَالَ أَبو النَّجْم:
(حَتَّى إِذا مَا طارَ مِنْ خَبِيرِهَا ... عَنْ جُدَدِ صُفْرٍ وعَنْ {غُرُورِهَا)
)
(و) } الغَرُّ ع بالبَادِيَة قَالَ: {فالغّرَّ نَرْعَاه فجَنْبَيْ جَفْرِهِ. قلتُ: بَيْنَه وبَيْن هَجَرَ يَوْمانِ. (و) } الغَرُّ: حَدُّ السَّيْفِ، وَمِنْه قولُ هِجْرِسِ بنِ كُلَيْب حِين رأى قاتلَ أَبيه: أَمَا وسَيْفِي {وغَرَّيْهِ، ورُمْحي ونَصْلَيْه، وفَرَسِي وأُذُنَيْه، لَا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وهُوَ يَنْظُر إِلَيْه. أَي وحَدَّيه. ويُرْوُى: سَيْفِي وزِرَّيْهِ وَقد تقدّم. والغُرُّ، بالضّمّ: طَيْرٌ سُودٌ بِيضُ الرُّؤُوسِ فِي المَاءِ، الواحِدُ} غَرّاءُ، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثَى قَالَه الصاغانيّ. قلتُ: وَقد رأَيتُه كثيرا فِي ضواحِي دِمْيَاط، حَرَسَهَا الله تعالَى، وهم يَصْطادُونَه ويَبيعُونَه.! والغَرّاُء: المَدينَة النَّبَوِيَّة، على ساكنها أَفْضَلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التَّسْلِيم، سُمِّيَت لِبَيَاضها، لِمَا بِهَا مِنْ فُيوضاتِ الأَنوارِ القُدسيَّة وأَشعَّة الأَسْرَار النُّورانيّة. والغَرّاءُ: نَبْتٌ طَيِّب الرِّيحِ، شَديدُ البَيَاض، لَا يَنْبُتُ إِلاّ فِي الأَجَارِع وسُهُولةِ الأَرض، ووَرَقُه تافِهٌ، وعُودُه كَذَلِك، يُشْبِهُ عُودَ القَضْب إِلاّ أَنّه أُطَيْلِس. قَالَ الدِّينَوَرِيّ: يُحِبُّه المالُ كُلُّه وتَطِيبُ عَلَيْهِ أَلْبَانُها، أَو هُوَ الغُرَيْراءُ، كحُمَيْرَاءَ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ من رَيْحَانِ البَرِّ، وَلها زَهْرَةٌ شَديدَةُ البَياض، وَبهَا سُمِّيَت غَرّاءَ.
قَالَ المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِىّ:
(فيا لَك مِن رَيَّا عَرَارٍ وحَنْوَةٍ ... {وغَرّاءَ باتَتْ يَشْمَلُ الرَّحْلَ طِيبُهَا)
وَقَالَ ابنُ سِيدَه:} والغُرَيْرَاءُ {كالغَرّاءِ، وإِنّمَا ذَكَرنا} الغُرَيْرَاءَ لأَنّ العَرَبَ تَسْتَعْمِله مُصَغَّراً كَثِيراً.
والغَرّاءُ: غ بدِيارِ بني أَسَدٍ بنجْدٍ عِنْد ناصِفَة: قُوَيرةٍ هُناك، قَالَ معْنُ بنُ أَوْس:
(سَرَتْ مِنْ قُرَى الغَرَّاءِ حَتّى اهْتَدَتْ لنا ... ودُونِي حَزَابِيُّ الطَّرِيقِ فيَثْقُبُ)
والغَرّاءُ: فَرَسُ ابْنةِ هِشَام بن عَبْدِ المَلِك بنِ مَرْوانَ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلت: وَهُوَ من نَسْل البُطَيْنِ ابْن الحَرُون، ابْن عَمّ الذّائِدِ، والذائدُ أَبُو أَشْقرِ مَروانَ. {والغَرّاءُ أَيضاً: فَرَسُ طرِيفِ بنِ تَمِيم، صِفَةٌ غالِبَةٌ، وسَبَق للمُصَنّفَ فِي الأَغَرِّ تَبَعاً للصاغَانِيّ. والغَرّاءُ: فَرَسُ البُرْجِ بن مُسْهِر الطائِيّ ذَكَرَه الصاغانيّ، وعَجيبٌ من المصنّف كَيفَ تَرَكَه. والغَرّاءُ: طائرٌ أَسْوَدُ، أَبْيَضُ الرَأْسِ، للذّكَرِ والأُنْثى، ج} غُرٌّ بالضّمّ. قلتُ: هُوَ بِعَيْنِه الّذِي تقدّم ذِكْره، وَقد فَرَّق المصنّف فذَكَرَه فِي محلَّيْن جَمْعاً وإِفْرَاداً، مَعَ أَنّ الصّاغَانِيَّ وابنَ سِيدَه، وهُمَا مُقْتَداهُ فِي كِتَابه هَذَا، ذكَراه فِي محَلٍّ وَاحِد، كمَا أَسْلَفْنا النَّقْل، ومثْلُه فِي التَّهْذيب، وَهَذَا التَّطْويلُ من المصنّف غَرِيبٌ. وذُو الغَرّاءِ: ع عِنْد عَقِيقِ المَدينَة، نَقله الصاغانيّ. {والغِرْغِر، بالكَسْرِ: عُشْبٌ من عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَلَا يَنْبُت إِلاّ فِي الجَبَل، لَهُ وَرَقٌ نَحْو وَرَقِ الخُزامَى، وزَهْرتُه خَضْراءُ، قَالَ الراعِي:)
(كأَنَّ القَتُودَ على قارِحٍ ... أَطاعَ الرَّبِيعَ لَهُ} الغِرْغرُ)

(وزُبّادُ بَقْعَاءَ مَوْلِيَّةٍ ... وبُهْمَى أَنابِيبُها تَقْطُرُ)
أَراد: أَطاعَ زَمَنَ الرَّبِيعِ. واحدتُه {غِرْغِرةٌ. والغِرْغِر: دَجَاجُ الحَبَشَةِ، وتكونُ مُصِنَّة لاغْتذَائهَا بالعَذْرَة والأَقْذَار، أَو الغِرْغِر: الدَّجَاجُ البَرِّيّ، الوَاحِدَةُ غِرْغِرَةٌ، وأَنشد أَبو عَمْرو:
(أَلُفُّهمُ بالسَّيْفِ مِنْ كُلّ جانِبٍ ... كَمَا لَفَّتِ العِقْبَانُ حِجْلَى} وغِرْغِرَا)
وَذكر الأَزْهريّ قَوْماً أَبادَهُم الله، فجَعَلَ عِنَبَهم الأَراكَ، ورُمّانَهم المَظَّ، ودَجَاجَهُم الغِرْغِرَ.
{والغَرْغَرَةُ: تَرْديدُ المَاءِ فِي الحَلْقِ وعَدَمُ إِساغَتِهِ،} كالتَّغَرْغُرِ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرْغَرَ الرَّجُلُ: رَدَّدَ الماءَ فِي حَلْقِهِ فَلَا يَمُجُّه وَلَا يُسِيغُه، وبالدَّوَاءِ كَذَلِك.} والغَرْغَرَةُ: صَوْتٌ مَعَه بَحَحٌ شِبْهُ الَّذِي يُرَدِّدُ فِي حَلْقِه المَاءَ. والغَرْغَرَةُ: صَوْتُ القِدْرِ إِذا غَلَتْ، وَقد غَرْغَرَت، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(إِذْ لَا تَزالُ لضكُمْ {مُغَرْغِرَةٌ ... تَغْلِى وأَعْلَى لَوْنِهَا صَهْرُ)
أَي حارٌّ، فوَضَعَ المَصْدَر مَوْضِعَ الاسْمِ. والغَرْغَرَةُ: كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنْفِ، وكَسْرُ رَأْسِ القارُورَةِ، ويُقَال:} غَرْغَرْتُ رَأْسَ القَارُورَةِ، إِذا استخرجْت صِمَامَهَا. وَقد تقدّم فِي العَين الْمُهْملَة. وأَنشد أَبو زيْد لذِي الرُّمَّة:
(وخَضْراءَ فِي وَكْرَيْنِ {غَرْغَرْتُ رَأْسَهَا ... لأُبْلِىَ إِذْ فارَقْتُ فِي صاحِبِي عُذْرَا)
وَفِي بعض النَّسَخِ: رَأْسُ القَارُورَة بالرَّفْع على أَنَّه معطوفٌ على قَوْله: كَسْرُ وَهُوَ غَلَطٌ.
والغَرْغَرَةُ: الحَوْصَلَةُ، حَكَاهَا كُراعُ بِالْفَتْح، وتُضَمُّ، قَالَ أَبو زَيْد: هِيَ الحَوْصَلةُ} والغُرْغُرَةُ والغُرَاوَى والزَّاوِرة. والغَرْغَرَةُ: حِكايَةُ صَوْتِ الرّاعِي ونحوِه، يُقَال: الرّاعِي {يُغَرْغِرُ بِصَوْتِهِ، أَي يُردِّدُه فِي حَلْقهِ،} ويَتَغَرْغَرُ صَوْتُه فِي حَلْقِهِ، أَي يَتَردَّدُ. {وغَرَّ} وغَرْغَرَ: جَادَ بنفْسِه عِنْدَ المَوْت، {والغرْغَرَةُ: تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الحَلْقِ. (و) } غَرْغَرَ الرَّجُلَ بالسِّكِّين: ذَبَحَه. (و) {غَرْغَرَهُ بالسِّنَانِ: طَعَنَهُ فِي حَلْقِه، قَالَه ابنُ القَطَّاع. وغَرْغَرَ اللَّحْمُ: سُمِعَ لَهُ نَشِيشٌ عِنْد الصَّلْىِ، قَالَ الكُميت:
(ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طَاهِياً ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّهَا حِينَ} غَرْغَرَا)
المَرْضُوفة: الكَرشُ، وَهَذَا على القلْب، أَي لم يُؤْنِها الطاهِي، أَي لم يُنْضِجْها. وأَرادَ بالمُحْوَرِّ بياضَ القِدْر. {والغَارَّة: سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ، نَقله الصاغانيّ. وَمن المَجَازِ: أَقْبَلَ السَّيْلُ} بغُرّانِه، {الغُرّانُ، بالضَّمِّ: النُّفّاخاتُ فَوْقَ الماءِ، نَقله الصاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ. (و) } الغَرّان، بالفَتْح: ع، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وهُمَا ماءَان بنَجْد، أَحدُهما لبَنِي عُقَيل.! وغُرَارٌ، كغُرَاب: جَبَلٌ بِتهَامَةَ، وقيلَ) هُوَ وَادٍ عظيمٌ قُرْبَ مكةَ، شَرَّفها الله تعالَى. وَمن المَجاز: {المُغارُّ، بالضَّمّ: الكَفُّ البَخِيلُ، هَكَذَا فِي النُّسخ. وَالَّذِي فِي الأَساس والتَكْمِلَةَ: رَجُلٌ مُغارُّ الكَفِّ، أَي بَخِيلٌ. قلتُ: وأَصْلُه} غارتِ النَّاقَةُ، إِذا قَلَّ لَبَنُهَا. وذُو {الغُرَّةِ، بالضَّمّ: البَرَاءُ بنُ عازِب بنِ الحارثِ بن عَدِيّ الأَوْسِيّ أَبو عُمَارَةَ، قِيل لَهُ ذَلِك لِبَيَاضٍ كانَ فِي وَجْهِه نَقَلَه الصاغانيّ. ويَعِيشُ الهِلالِيُّ، وَيُقَال: الجُهَنِىُّ، وَقيل: الطَّائِيّ، رَوَى عَنهُ عبُد الرَّحْمنَ بنِ أَبِي لَيْلَى، صحابِيّان.} والأَغَرّانِ: جَبَلانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالجِيم والباءِ المُحَرَّكَتَيْن، والصَّواب حَبْلانِ بالحاءِ والمُوَحَّدَة الساكنَة، من حبَالِ الرَّمْلِ المُعْتَرِضِ بطَرِيق مَكَّةَ شَرَّفها الله تعالَى. قَالَ الراجِزُ:
(وقدْ قطَعْنَا الرَّمْلَ غيْرَ حَبْلَيْنْ ... حَبْلَىْ زَرُودَ ونَقا {الأَغَرَّيْنْ)
} واسْتَغَرَّ الرَّجُلُ: {اغْتَرَّ. وَفِي التَّهذيب:} اسْتَغَرَّ فلَانا واغْتَرَّه: أَتاهُ على {غِرَّة، أَي غَفْلَة، وَقيل:} اغْتَرَّهُ: طَلَبَ {غِرَّتَهُ. وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ: لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ وَلَا} تَغْتَرُّوهُنَّ أَي لَا تَطْلُبُوا {غِرَّتَهُنَّ. ويُقَال:} غَارَّ القُمْرِىُّ أُنْثَاهُ {مُغَارَّةً، إِذا زَقَّهَا، قَالَه الأَصمعيّ. وسَمَّوْا أَغَرَّ} وغَرُّونَ، بضمّ الراءِ المشدّدة، {وغُرَيْراً، كزُبَيْر، وسيأْتي فِي المستدركات.} والغُرَيْرَاءُ، كحُمَيراءَ: ع بمِصْر، نَقَلَه الصَّاغانيّ. وبَطْنُ الأَغَرِّ هُوَ الأَجْفَرُ مَنْزِلٌ من مَنَازلِ الحاجّ بطَرِيق مَكَّةَ، حَرَسَها الله تعالَى. وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفَتْح: تَصَابَى بَعْدَ حُنْكَة، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. ونَقَلَ الأَزهريّ عَنهُ فِي التّهذيِب مَا نَصُّه: ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: {غَرَرْتَ بَعْدي} تَغِرُّ {غَرَارَةً، فأَنْتَ} غِرٌّ، والجَارِيَةُ غِرٌّ، إِذا تَصَابىَ. انْتَهَى، فَلم يَذْكُر فِيهِ: بَعْدَ حُنْكَة. ثمَّ قولُه هَذَا مُخَالف لما نَقَلَهُ الجوهَرِيّ عَن الفَرّاءِ فِي ش د د حَيْثُ قَالَ: مَا كَانَ على فَعَلْت من ذَوات التَّضْعِيف غيرَ وَاقعٍ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَكْسُورُ العَيْن، مثل عَفَفْت وأَعِفُّ، وَمَا كَانَ وَاقعا مثل رَدَدْتُ ومَدَدْتُ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَضْمُومٌ إِلاّ ثَلاَثَةَ أَحْرُف جاءَت نَوادِرَ. فَذكرهَا، وَقد تَقَدَّم ذَلِك فِي مَحَلّه فليُنْظَر. {والغُرَّى، كحُبْلَى: السَّيِّدَةُ فِي قَبِيلَتِهَا، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَقد تقدَّمَ فِي العَيْن المهملَة أَن العُرَّى: المَعيبَة من النّسَاءِ، وبَيْن الرَّئِيسَة والمَعِيبَة بَوْنٌ بَعِيد.} وغُرْغُرَّى، بالضَّمّ والشَّدِّ والقَصْرِ: دُعَاءُ العَنْزِ لِلْحَلْبِ، نَقله الصاغانيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنا {غَرَرٌ مِنْكَ، محَرّكَةً، أَي} مَغْرُورٌ. وتَقُولُ الجَنَّة: يَدْخُلُنِي {غِرَّةُ النَّاسِ، بالكَسْرِ، أَي البُلْه، وهُمُ الَّذين يُؤْثِرُون الخُمُولَ، ويَنْبُذُونَ أُمُور الدُّنْيَا، ويَتَزَوَّدُون للمَعَادِ. ومَنْ غَرَّكَ بفُلان وَمن} غَرَّكَ مِنْ فلَان، أَي مَنْ أَوْطأَكَ مِنْهُ عَشْوَةً فِي أَمْرِ فُلان. {وأَغَرَّه: أَجْسَرَهُ. وأَنْشَد أَبو الهَيْثَمِ.)
(} أَغَرَّ هِشَاماً مِن أَخِيه ابنِ أُمِّهِ ... قَوَادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَتْ ورَبِيعُ)
يُرِيدُ أَجْسَرَه على فِرَاقِ أَخِيه لأُمِّه كَثْرَةُ غضنَمِه وأَلْبَانِهَا. وصَيَّرَ القَوَادِمَ للضَأْن، وَهِي فِي الأَخْلافِ، مَثَلاً، ثمَّ قَالَ: أَغَرَّ هِشاماً قَوادمُ لضأْن لَهُ يَسَّرَت، وظَنَّ أَنّه قد اسْتَغْنَى عَن أَخِيه. {والغَرَر: الخَطَر. وأَغَرَّه: أَوْقَعَهُ فِي الخَطَر.} والتَّغْرِيرُ: المُخَاطرةُ والغَفْلَةُ عَن عاقِبَةِ الأَمْر.
وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِيَ الله عَنهُ: اقْتُلوا الكَلْبَ الأَسْوَد ذَا {الغُرَّتَيْن وهما نُكْتَتانِ بَيْضَاوَان فَوْقَ عَيْنَيْه.} وغُرَّةُ الإِسْلاَمِ: أَوّلُه. وغُرَّةُ النَّباتِ: رَأْسُه. وغُرَّةُ المالِ: الجِمَال والخَيْل. ويُقَالُ: كَانَ ذَلِك فِي {- غَرَارَتِي، بالفَتْح، أَي حَداثَةِ سِنِّى. ولَبِثَ فُلانٌ} غِرَارَ شَهْرٍ، ككِتَاب، أَي مِثَالَ شَهْر، أَي طُولَ شَهْرٍ. {وغَرَّ فلانٌ فُلاناً: فَعَلَ بِهِ مَا يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ. وقولُ أَبي خِراشٍ:
(} فغارَرْتُ شَيْئاً والدَّرِيسُ كأَنَّمَا ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ)
قيل: معنى {غارَرْتُ: تَلَبَّثْتُ، وَقيل تَنَبَّهْتُ هَكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللسَان هُنَا، والصَّوَابُ ذَكَرُه فِي العَيْن المهملَة، وَقد تَقَدّم الكلامُ عَلَيْهِ هُنَاك، وَكَذَا رِوَايَةُ البَيْتِ. ويَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَجازٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كَيَوْمِ ابنِ هِنْد والجِفَارِ كمَا تَرَى ... ويَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ)
قَالَه الزمخشريّ. وَيُقَال: وَلَدَتْ ثَلاثةً على} غِرَارٍ واحِد، ككِتَاب، أَي بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْض لَيْسَ بَينهم جارِيَةٌ. وَقَالَ الأَصمعيّ: {الغِرَارُ: الطَّرِيقَة. يُقَال: رَمَيْتُ ثَلاثَةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد، أَي على مَجْرىً واحِد. وبَنَي القَوْمث بُيوتهم على غِرَارٍ وَاحِد. وأَتانَا على غِرَارٍ واحدٍ، أَي على عَجَلَةٍ. ولَقِيتُه} غِرَاراً، أَي على عَجَلَة، وأَصلُه القِلَّةُ فِي الرَّوِيَّةِ للعَجَلة. وَمَا أَقَمْتُ عِنْده إِلاّ {غِرَاراً، أَي قَلِيلا.} والغُرُورُ، بالضَّمّ: جمْع {غَرٍّ، بِالْفَتْح: اسمُ مَا زَقَّتْ بِهِ الحَمامةُ فَرْخَها، وَقد اسْتَعْملهُ عَوْفُ بن ذِرْوَة فِي سَيْرِ الإِبل، فَقَالَ:
(إِذا احْتَسَى يَوْمَ هَجِيرٍ هَائِفِ ... } غُرُورَ عِيديّاتِهَا الخَوانِفِ)
يَعْنِي أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تِلْكَ {الغُرُورَ. وحَبْلٌ} غَرَرٌ: غَيْرُ مَوْثُوقٍ بِهِ. قَالَ النَّمِرُ:
(تَصَابَى وأَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ ... وأَمْسَى لجَمْرَةَ حَبْلٌ {غَرَرْ)
} وغُرَّ عَلَيْه المَاءُ، وقُرَّ عَلَيْهِ الماءُ، أَي صُبَّ عَلَيْه. وغُرَّ فِي حَوْضِك: صُبَّ فِيهِ. قَالَ الأَزهريّ: وسمعتُ أَعرابيّاً يَقُول لآخرَ: غُرَّ فِي سِقَائِك، وَذَلِكَ إِذا وَضَعَهُ فِي المَاءِ وَمَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ فِي فِيهِ دَفْعاً بكَفِّه، وَلَا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ. وَفِي الحَدِيث: إِيّاكُمْ والمُشَارَّةَ، فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّهَ،)
وتُظْهِر العُرَّةَ، المُرَادُ {بالغُرَّة هُنَا الحَسَنُ والعَمَلُ الصالحُ على التَّشْبيه بغُرّة الفَرس. وَفِي الحَدِيثِ: عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ} أَغَرُّ {غُرَّةً إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ وصَفَاءِ، اللَّوْن أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ ومَعْرِفَتِه، من الغرَّة، وَهِي الغَفْلَةُ، كَمَا فِي حَديثٍ آخَرَ فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً. وَمن المَجَاز: طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه، بالفَتْح، أَي عَلَى كَسْرِهِ الأَوَّل. قَالَ الأَصْمَعِيّ: حَدّثَنِي رجلٌ عَن رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فنظرَ إِليه وقَلَّبَه ثمَّ قَالَ: اطْوِهِ على غَرِّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَة تصف أَباها، رَضِي الله عَنْهُمَا: رَدَّ نَشْرَ الإِسْلامِ على} غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه، أَرادَتْ تَدْبِيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقَابَلَةَ دائها بدَوَائها. والغُرُورُ فِي الفَخِذَيْن: كالأَخَادِيد بَين الخَصَائل. وغُرُورُ القَدَم: مَا تَثَنَّى مِنْهَا. وغَرُّ الظَّهْرِ: ثِنْىُ المَتْنِ، قَالَ الراجِز:
(كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجْنُبُه ... سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُه)
وَهُوَ فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: غَرُّ المَتْنِ طَرِيقُه. وغُرُورُ الذّراعَيْنِ: الأَثْنَاءُ الَّتِي بَيْنَ حِبَالِهما. والغُرُورُ: شَرَكُ الطَّرِيق. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغَرّانِ: خَطّانِ يَكُونَانِ فِي أَصْلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ. قَالَ ابنُ مَقْرُومٍ، وذَكَرَ صائداً:
(فأَرْسَلَ نافِذَ {الغَرَّيْنِ حَشْراً ... فخَيَّبَهُ من الوَتَرِ انْقِطَاعُ)
} والمَغْرُورُ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَةً على أَنَّها حُرَّةٌ فتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً. {وغَرٌّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ، وَهُوَ غير الَّذِي مَذْكُورٌ فِي المَتْن، قَالَ هِمْيَانُ بن قُحافَةَ:
(أَقْبَلْتث أَمْشِى} وبغَرٍّ كُورِى ... وكَانَ {غَرٌّ مَنْزِلَ الغُرُورِ)
} والغُرَيْرُ، كزُبَيْرٍ: فَحْلٌ من الإِبِلِ، وَهُوَ ترخيمُ تَصْغِير أَغَرّ، كَقَوْلِك فِي أَحْمَد: حُمَيْدٌ، والإِبِل الغُرَيْرِيّة منسوبةٌ إِليه، قَالَ ذُو الرُمَة:
(حَراجِيجُ مِمّا ذَمَّرَتْ فِي نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَة الشَّحْرِ الغُرَيْرُ وشَدْقَمُ)
يَعْنِي أَنّهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ، وَجعل {الغُرَيْرَ وشَدْقَماً اسْمَيْنِ للقَبِيلَتَيْن. وَقَالَ الفرزدقُ يصف نِساءَه:
(عَفَتْ بَعْدَ أَترابِ الخَلِيطِ وَقد نَرَى ... بهَا بُدَّناً حُوراً حِسَانَ المَدَامِعِ)

(إِذَا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ ... رَشِيفَ} الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ) الوَقَائع: المَنَاقِع، وَهِي الأَمَاكِنُ الَّتِي يَسْتَنْقِع فِيهَا المَاءُ. وَقَالَ الكُمَيت:
( {غُرَيْرِيّةُ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيّةٌ ... يَصِلْنَ إِلى البيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدَا)
)
} والغَرِير، كأَمِيرٍ: المُلْصَق المُلازِمُ. وَبِه فَسَّر بعضٌ حَدِيَث حاطِبٍ، وَقد تقدّم فِي العَيْن الْمُهْملَة.
{وتَغَرْغَرَتْ عَينُه بالدَّمْع: إِذا تَردَّدَ فِيهَا الماءُ.} وغُرُورٌ، بالضَّمّ: مَوضع. قَالَ امرُؤ القَيْس:
(عَفَا شَطِبٌ من أَهْلِه وغُرُورُ ... فمَوْبُولَة، إِنَّ الدِّيارَ تَدُورُ)
كَذَا نَقَلَه الصاغانيّ. قِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بدَمْخِ فِي دِيَار كِلاب، وثَنِيَّة بأُباضَ وَهِي ثَنِيَّةُ الأَحِيسَى، مِنْهَا طَلَعَ خاُلد بنُ الوَلِيدِ على مُسَيْمِلة. وَقيل: وَادٍ. وقولُ امْرِئ القَيْس يَحْتَمِل كُلَّ ذَلِك. قلتُ: {وغُرُورٌ أَيضاً قَرْيَةٌ بِمِصْرَ من الشَّرْقِيَّةِ.} والأَغَرُّ: جَبَلٌ فِي بِلاد طَيِّئ يَسْقِى نَخيلاً يُقَال لَها: المُنْتَهَب. فِي رَأْسِه بَياضٌ. {وغَرَّتَانِ، بِالفَتحِ: من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة، وهما أَكَمَتانِ سَوْداوانِ يَسْرَةَ الطَّرِيقِ إذِا مَضَيْتَ من تُوز إِلى سُمَيْرَاءَ. وأَبو} غَرَارَةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّث عَنهُ مُسَدَّدٌ. وكَزُبَيْر: محمّدُ بنُ {غُرَيْر، شيخٌ للبُخَارِىّ خُراسانِيٌّ.
} وغُرَيْرُ بنُ المُغِيرَة ابنِ حُمَيْدِ بن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، من وَلَدِه يَعْقُوبُ بنُ محمّد ابْن عِيسَى بن غُرَيْر، وغُرَيْرُ بنُ طَلْحَةَ القُرَشِيّ، وأَبو بَكْر عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَن بن غُرَيْر الدَّبّاسُ. وَفِي إِسحاق َ
بن غُرَيْرِ بن المُغِيرَة الزُّهْرِيّ يَقُول أَبو العَتَاهِيَة:
(مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبَابِه ... فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْر غُرُورْ)
وغُرَيْرُ بنُ هَيازِع بن هِبَةَ بنِ جَمّاز الحُسَيْنِيّ، أَميرُ المَدينَة، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة وغُرَيْرُ بنُ المُتَوَكِّل، لَهُ ذِكرٌ فِي أَيّام مَرْوَانَ الحِمَار. وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ: لَقَبُ عَبْدِ العَزِيز ابنِ عبدِ اللهِ، يَحْكى عَن ابْنِ الأَنْبَاريّ. {وغَرُّونَ المَوْصِليُّ: حَدّث عَن أَبي يَعْلَى. وأَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن لاجِينَ} - الأَغَرِّىّ، سَمِعَ الأَبَرْقُوهِيّ ويُعرَف بالرَّشِيديِ، ّ سمعَ مِنْهُ الحافِظُ ابنُ حَجَر وغَيْرُه، وَقد وَقَعَتْ لَنا أَسَانِيدُه عالِيَةً. والأَغَرُّ: لَقَبُ ضُبَيْعَةَ من بَنِي عَلِيّ بنِ وَائلٍ، ذَكَرَهُ العُكْبَرِىُّ فِي الأَمْثَال.
الغرر: ما يكون مجهول العاقبة لا يدرى أيكون أم لا.
غرر وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم. قَالَ: الغرار هُوَ النُّقْصَان يُقَال للناقة إِذا يبس لَبنهَا: هِيَ مُغارٌ قَالَ الْكسَائي: وَفِي لَبنهَا غرار. وقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: كَانُوا لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا يَعْنِي أَنه لَا ينْقض الْوضُوء قَالَ الفرزدق فِي مرثية للحجاج: [الْكَامِل]

إِن الرزية من ثَقِيف هَالك ... ترك الْعُيُون ونومهن غِرارُ

أَي قَلِيل فَكَأَن معنى الحَدِيث لَا نُقْصَان فِي صَلَاة يَعْنِي فِي ركوعها وسجودها وطهورها كَقَوْل سلمَان [الْفَارِسِي -] : الصَّلَاة مكيال فَمن وَفّي وُفي [لَهُ -] وَمن طفف فقد علمْتُم مَا قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي المطففين والْحَدِيث فِي مثل هَذَا كثير فَهَذَا الغرار فِي الصَّلَاة. وَأما الغرار فِي التَّسْلِيم فنراه أَن يَقُول: السَّلَام عَلَيْك أَو يرد. فَيَقُول: وَعَلَيْك وَلَا يَقُول: وَعَلَيْكُم والغرار أَيْضا فِي أَشْيَاء من الْكَلَام أَيْضا سوى هَذَا. يُقَال لحد الشَّفْرَة وَالسيف وكل شَيْء لَهُ حد: فحده عرار والغرار أَيْضا: الْمِثَال الَّذِي يطبع عَلَيْهِ نصال السهْم قَالَهَا الْأَصْمَعِي والغرار أَيْضا أَن يغر الطَّائِر الفرخ غرارا يَعْنِي أَن يزقه. وَقد رُوِيَ [عَن -] بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث: لَا إغرار فِي صَلَاة بِأَلف وَلَا أعرف هَذَا فِي الْكَلَام وَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي وَجه وَيُقَال: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم أَي لَا نُقْصَان فِيهَا وَلَا تَسْلِيم فِيهَا فَمن قَالَ هَذَا ذهب إِلَى أَنه لَا قَلِيل من النّوم فِي الصَّلَاة وَلَا تَسْلِيم فِي الصَّلَاة أَي إِن الْمُصَلِّي لَا يسلَم وَلَا يسلم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن حَكِيم بْن حزَام قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا أخرّ إِلَّا قَائِما.

رمح

(رمح)
الْبَرْق رمحا لمع لمعا خَفِيفا متقاربا وَفُلَانًا طعنه بِالرُّمْحِ وَالدَّابَّة فلَانا رمحا ورماحا رفسته

رمح


رمَحَ(n. ac. رَمْح)
a. Thrust, pierced with a lance.
b. Kicked.

رُمْح
(pl.
رِمَاْح
أَرْمَاْح)
a. Lance, spear.

رَاْمِحa. Spearman.
b. Horned (bull).
c. Arcturus (constellation).
رِمَاْحa. Vice of kicking.

رَمَّاْحa. Maker of spears.
b. Spearman.

N. P.
رَمَّحَa. Striped (garment).
[رمح] فيه: السلطان ظل الله و"رمحه" استوعب بهما نوعي ما على الوالي للرعية الانتصار من الظالم والإعانة، لأن الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة وإرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم فيأمنوا من الشر، والرمح تجعل كناية عن الدفع.
ر م ح : الرُّمْحُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَرْمَاحٌ وَرِمَاحٌ وَرَجُلٌ رَامِحٌ مَعَهُ رُمْحٌ أَوْ طَاعِنٌ بِهِ وَرَمَّاحٌ صَانِعٌ لَهُ وَرَمَحَ ذُو الْحَافِرِ رَمْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ ضَرَبَ بِرَجْلِهِ وَالرِّمَاحُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَرُبَّمَا اُسْتُعِيرَ الرَّمْحُ لِلْخُفِّ. 
رمح
قال تعالى: تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ
[المائدة/ 94] ، وقد رَمَحَهُ أصابه به، ورَمَحَتْهُ الدّابة تشبيها بذلك، والسّماك الرَّامِحُ ، سمّي به لتصوّر كوكب يقدمه بصورة رُمْحٍ له. وقيل:
أخذت الإبل رِمَاحَهَا: إذا امتنعت عن نحرها بحسنها، وأخذت البهمى رُمْحَهَا: إذا امتنعت بشوكها عن راعيها.
ر م ح: جَمْعُ (الرُّمْحِ) رِمَاحٌ. وَ (رَمَحَهُ) طَعَنَهُ بِالرُّمْحِ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَرَجُلٌ (رَامِحٌ) ذُو رُمْحٍ وَلَا فِعْلَ لَهُ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ. وَ (رَمَحَهُ) الْفَرَسُ وَالْحِمَارُ وَالْبَغْلُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْضًا. وَ (الرَّمَّاحُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ الَّذِي يَتَّخِذُ الرِّمَاحَ، وَصَنْعَتُهُ (الرِّمَاحَةُ) بِالْكَسْرِ. 
رمح: رمح: ركض وبطنه على الأرض (انظر لين) (بوشر، هلو)، واقرأ رمح في ألف ليلة (برسل 3: 863).
رمَّح (بالتشديد): مزّق (فوك).
ترمَّح: تمزَّق (فوك).
رَمْح: ركض والبطن على الأرض (همبرت ص183، بوشر).
رُمْح، رمح الله: اسم أطلقه عمر على الكوفة لئن أهل الكوفة كانوا رماحاً في وجه أعداء الله (زيشر 5: 180).
رُمّح الله: لم يتبين لي معناه في عبارة كتاب العقود التي نقلتها في مادة برَّح.
رَمُحة: إحضار، تقريب، ركض (بوشر).
رماحة: موكب فرسان (بوشر).
مُرَمَّح، ثوب مرمّح: فيه خطوط طويلة (محيط المحيط).
(رمح) - في الحَدِيثِ: "السُّلطان ظِلُّ اللهِ ورُمحُه في الأرضِ" .
استوعَب بهاتَيْن الكَلِمَتَين نَوعَى ما عَلَى الوَالِى للرَّعِيَّة: أَحَدُهما: الِإعانة للانْتِصار من الظَّالم، والانْتِصافُ من المُعْتَدِى، لأن الظِّلَّ يُؤْوَى إليه ويُتَبَرَّد به من الحَرَارة، كَأنَّ المَظلومَ يَتبرَّد من حَرارة ظُلْمِ الظَّالِم بالسُّلْطان ويَأْمَن في جَنَبَتِهِ، ولهذا قال: "يَأوِى إليه كُلُّ مَظْلوم" والنَّوعُ الآخَر: إِرهابُ العَدُوِّ، ليرتَدِعوا عن قَصْد الرَّعِيَّة بالسُّوء، فيأمَنُوا بِمكانِه مِنْ شَرِّ مَنْ يَقْصِدُهم بسُوء أو يَطْمَع فيهم بِظُلم، ولهذَا قال: "رُمحُه"، لأَنَّ في الرُّمح طُولاً يمنَع من وُصُول أَحَد الخَصْمَين إلى الآخَر، يقال: يومٌ كظِلَّ الرُّمح، إذا كان طَوِيلاً.
وذُو الرَّمَيْح: ضَربٌ من اليَرَابِيع، طَويلُ الرِّجْلَين. والعَرَبُ تجعَل الرُّمْحَ كِنايةً عن الدَّفْع والمَنْع.
تقول للبُهْمَى: أَخذَت رِماحَها؛ إذا امتَنَعت بِطُول شَوْكِها من الرَّاعِيَة، وأَخذَت الِإبل رِماحَها: إذا مَنَع سِمَنُها من نَحْرِها.
[رمح] الرُمْحُ جمعه رماح وأَرْماح. ورمَحَه فهو رامِحٌ: طعنه بالرُمْحِ. ورجُلٌ رامِحٌ، أي ذو رُمْح، ولا فعل له، مثل لابن وتامر. وثور رامح: له قَرْنان. قال ذو الرمَّة: وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحِ * بلادُ العِدى لَيْسَتْ له بِبِلادِ والسِماكُ الرامِحُ: نَجْمٌ قُدّام الفَكَّةِ، وهو أَحَدُ السِماكَيْن، سمِّي بذلك لكوكب يُقْدُمُه يقولون هو رُمْحُه، وليس من منازل القمر. ورَمَحَهُ الفَرَسُ والبَغْلُ والحمار، إذا ضربه برجلِهِ. ورمَحَ الجُنْدُبُ، إذا ضَرَب الحَصى. والرمَّاحُ: الذي يتّخذ الرُمْحَ، وصنعته الرماحة. والرماح أيضا: اسم ابن ميادة الشاعر. وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر ابن كلاب: ملاعب الاسنة، فجعله لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال يرثيه، وهو عمه: قوما تنوحان مع الانواح * وأبنا ملاعب الرماح أبا براء مدره الشياح * في السُلُبِ السودِ وفي الأَمْساحِ ويقال للبهمى إذا امتَنعت من الراعِية: أخذت رِماحَها. وربَّما قالوا في الإبل إذا سَمِنَت أو دَرَّتْ: قد أخذَتْ رِماحَها، لأنّ صاحبها يَمْتَنِعُ من نحرها. 
رمح
رمَحَ يَرمَح، رَمْحًا، فهو رامِح، والمفعول مرموح (للمتعدِّي)
• رمَح الفَرسُ ونحوُه: عدا وجَرى.
• رمَح فلانٌ فلانًا: طَعَنه بالرُّمْح "رَجُلٌ رامِحٌ: ذو رُمْح". 

ترامحَ يترامح، ترامُحًا، فهو مُترامِح
• ترامح المتحاربون: تطاعنوا بالرِّماح. 

رامحَ يُرامح، مُرامحةً، فهو مُرامِح، والمفعول مُرامَح
• رامح فلانًا: رمَحه؛ طاعنه بالرُّمح. 

رِماحَة [مفرد]: حِرْفَةُ الرَّمَّاح. 

رَمْح [مفرد]: مصدر رمَحَ. 

رُمْح [مفرد]: ج أَرْماح ورِماح: قضيب طويل في رأسه سِنانٌ أو حربَةٌ يُطعَنُ بها "تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّرًا ... وإذا افترقن تكسَّرت آحادا- {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} " ° كسروا بينهم رُمْحًا: أوقعوا شَرًّا بينهم- هم على بني فلان رمحٌ واحد: مُتَّحدون عليهم. 

رَمَّاح [مفرد]: ج رمَّاحون ورمَّاحة:
1 - صيغة مبالغة من رمَحَ.
2 - صانع الرِّماح.
3 - خيَّالٌ مسلَّحٌ برُمْح "جنديّ رمّاح" ° رَقْصة الرَّمّاحين: رقصة يؤدِّيها أربعة أزواج من الراقصين أو أكثر. 
ر م ح

رمحته: طعنته بالرمح، ورجل رامح نابل، وهذا رمّاح: حاذق في الرماحة، ورامحه مرامحة، وترامحوا وتسايفوا، ولهم رماح وأرماح. ورمحته الدابة، ودابة رماحة: عضّاضة، ورموح: عضوض.

ومن المجاز: طلع السماك الرامح. وركض الجندب ورمح: ضرب الحصى برجله. وأخذت الإبل رماحها: منعت بحسنها أن تنحر. قال النمر:

أيام لم تأخذ إليّ رماحها ... إبلي بجلتها ولا أبكارها

وإبل ذوات رماح، وناقة ذات رمح. قال الفرزدق:

فمكنت سيفي من ذوات رماحها ... غشاشاً ولم أحفل بكاء رعائياً

وأخذت البهمى رماحها: منعت بشوكها أن ترعى. وأصابته رماح الجن: الطاعون. قال زيد ابن جندب الإياديّ:

ولولا رماح الجن ما كان هزهم ... رماح الأعادي من فصيح وأعجم

وأنشد الجاحظ:

لعمرك ما خشيت على أبي ... رماح بني مقيدة الحمار

ولكني خشيت على أبي ... رماح الجن أو إياك حار

الأنذال أصحاب الحمر دون الخيل. ورمح البرق: لمع لمعاً خفيفاً متقارباً. ورأيت مهاة ورامحاً أي ثوراً، سمّي لقرنيه. قال ذو الرمة:

وكائن ذعرنا من مهاة ورامح ... بلاد الورى ليست له ببلاد

وكسروا بينهم رمحاً: وقع بينهم شر. ومنينا بيوم كظل الرمح: طويل وضيق. قال ابن الطثرية:

ويوم كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر

وهم على بني فلان رمج واحد: قال طفيل:

وألفيتنا رمحاً على الناس واحداً ... فنظلم أو نأبى على من تظلّما
(ر م ح)

الرُّمْحُ: من السِّلَاح مَعْرُوف. وَجمعه أرماحٌ. وَقيل لأعرابي: مَا النَّاقة القرواح؟ قَالَ: الَّتِي كَأَنَّهَا تمشي على أرْماحٍ. وَالْكثير رِماحٌ. وَرجل رَمَّاحٌ: صانع للرماحِ متخذ لَهَا. وحرفته الرِّماحَةُ.

وَرجل رامِحٌ ورَمَّاحٌ: ذُو رُمْحٍ.

ورَمَحه يَرمَحُه رمحا، طعنه بالرُّمْحِ. وَقَول طفيل الغنوي:

بِرَمَّاحَةٍ تَنْفي الترابَ كَأَنَّهَا ... هِرَاقَةُ عَقٍّ من شُعَيبىَ مُعَجَّلِ

قيل فِي تَفْسِيره: رَمَّاحَةٌ طعنة بالرُّمْحِ، وَلَا أعرف لهَذَا مخرجا إِلَّا أَن يكون وضع رَمَّاحَةً فِي مَوضِع رَمْحَةٍ الَّذِي هُوَ الْمرة الْوَاحِدَة من الرَّمْحِ.

وَيُقَال للثور من الْوَحْش رامِحٌ، أرَاهُ لموْضِع قرنه، قَالَ ذُو الرمة:

وكائِنْ ذَعَرنا من مَهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ الوَرى ليستْ لَهُ ببلادِ

والسماك الرامِحُ من الْكَوَاكِب مَعْرُوف، سمي بذلك لِأَن قدامه كوكبا كَأَنَّهُ لَهُ رُمْحٌ، وَقيل للْآخر الأعزل، لِأَنَّهُ لَا كَوْكَب أَمَامه.

وَأخذت البهمى وَنَحْوهَا من المراعي رِماحَها: شوكت فامتنعت على الراعية.

وَأخذت الْإِبِل رِماحَها: حسنت فِي عين صَاحبهَا فَامْتنعَ لذَلِك من نحرها.

وكل ذَلِك على الْمثل.

وَأخذ الشَّيْخ رُمَيْحَ أبي سعد، اتكأ على الْعَصَا من كبره وَأَبُو سعد أحد وَفد عَاد، وَقيل: هُوَ لُقْمَان الْحَكِيم قَالَ:

أما تَرى شِكَّتي رُمَيْحَ أبي ... سعد فقد أحمِلُ السلاحَ مَعًا

وَقيل أَبُو سعد كنية الْكبر.

وَجَاء كَأَن عَيْنَيْهِ فِي رُمْــحَينِ، وَذَلِكَ من الْخَوْف وَالْفرق وَشدَّة النّظر، وَقد يكون ذَلِك من الْغَضَب أَيْضا.

وَذُو الرُّميحِ: ضرب من اليرابيع طَوِيل الرجلَيْن فِي أوساط أوظفته فضل ظفر، وَقيل: هُوَ كل يَرْبُوع، ورُمُحه ذَنبه.

ورِماحُ العقارب: شولاتها.

ورِماحُ الْجِنّ: الطَّاعُون، أنْشد ثَعْلَب:

لَعَمرُكَ مَا خشيتُ على أُبَيٍّ ... رِماحَ بني مقَيِّدةِ الحِمارِ

وَلَكِنِّي خشيتُ على أُبَيّ ... رماحَ الجِنّ أَو إياك حارِ

يَعْنِي ببني مُقَيّدَة الْحمار: العقارب، وَإِنَّمَا سميت بذلك لِأَن الْحرَّة يُقَال لَهَا مُقَيّدَة الْحمار، قَالَ النَّابِغَة:

أواضِع الْبَيْت فِي سوداءَ مُظلمةٍ ... تُقَيِّد العَيرَ لَا يسرِي بهَا السارِي

والعقارب تألف الْحرَّة.

وَذُو الرُّمْــحَين: أَحْسبهُ جد عمر بن أبي ربيعَة، قَالَ القرشيون: سمي بذلك لِأَنَّهُ قَاتل برمــحين، وَقيل سمي بذلك لطول رمحه.

ورَمَح الْفرس والبغل وَالْحمار وكل ذِي حافر، يرمَحُ رَمْحا: ضرب بِرجلِهِ، وَقيل: ضرب برجليه جَمِيعًا: وَالِاسْم الرِّمَاحُ، يُقَال: أَبْرَأ إِلَيْك من الجماح والرِّماحِ. وَقد يُقَال: رَمَحت النَّاقة وَهِي رَموحٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تُشْلى الرّموحَ وَهِي الرَّموحُ

حَرْفٌ كَأَن غُبرَها مَمْلوحُ

ورمَحَ الجندب يرمَحُ: ضرب الْحَصَى بِرجلِهِ: قَالَ ذُو الرمة:

ومجهولةٍ من دون مَيَّةَ لم تَقِلْ ... قَلُوصِي بهَا والجنْدبُ الجَوْنُ يَرْمَح

وقوس رمَّاحَةٌ: شَدِيدَة الدّفع، قَالَ: أُميَّة بن أبي عَائِذ:

مطاريحُ بالوعْثِ مَرَّ الحَشودِ ... هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفُونَا

وَبَنُو الرَمَّاحِ بطن. والرمَّاحُ بن ميادة شَاعِر مَعْرُوف وَابْن رُمْحٍ رجل من هُذَيْل، وإيَّاه عَنى أَبُو بثينة الْهُذلِيّ بقوله:

كَأَن القومَ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ ... لدَى القَمْراءِ تَلَفَحُهم سَعِيرُ

ويروى ابْن روح.

وَذَات الرِّمَاحِ: فرس لأحد بني ضبة، وَكَانَت إِذا ذعرت تباشرت بَنو ضبة بالغنم، وَفِي ذَلِك يَقُول شَاعِرهمْ:

إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرّماحِ جَرَتْ لنا ... أيامِنُ بالطيرِ الكثيرِ غنائِمُه

ورُمَاحٌ: اسْم مَوضِع.

رمح: الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، وجمعه أَرْماح؛ وقيل

لأَعرابي: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح؛

والكثيرُ: رِماحٌ. ورجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة.

ورجل رامِحٌ ورَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ، ولا فعل له.

ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. وفي الحديث:

السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه؛ استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على

الوالي للرعية: أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة، لأَن الظل يُلجأُ إليه

من الحرارة والشدّة، ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم؛ والآخر

إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر،

والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع؛ وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:

بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنها

هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَيْبى مُعَجّلِ

(* قوله «من شعيبى إلخ» كذا بالأصل.)

قيل في تفسيره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً

إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من

الرَّمْحِ.

ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو

الرمة:

وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ،

بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ

(* قوله «بلاد العدى» كذا بالأصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأساس:

بلاد الورى.)

وثورٌ رامِحٌ: له قرنان. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو

معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك

لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا

كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله

العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:

مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع،

من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ

والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل.

الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ.

وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على

الراعية. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من

نحرها؛ يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل. الأَزهري: إِذا

امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت

رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ.

ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ

رِماح، وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع

من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق:

فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها،

غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا

يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن

نحرها نفاسة بها.

وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره،

وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال:

إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي

سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا

وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ.

وجاء كأَنَّ عينيه في رُمــحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد

يكون ذلك من الغضب أَيضاً. وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل

الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل

يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. ورِماحُ الجنّ:

الطاعونُ: أَنشد ثعلب:

لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ،

ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ

(* قوله «أو اياك حار» كذا بالأصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في

الأساس «أَو أَنزال جار» وقال: الأنزال أصحاب الحمر دون الخيل.)

يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن

الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة:

أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ،

تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي

والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة.

وذو الرُّمْــحَين، قال ابن سيده: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة؛

قال القُرَشِيُّون: سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمــحين، وقيل: سمي بذلك لطول

رمحه. وابن رُمْح: رجل من هذيل، وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ

بقوله:وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ،

لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ

ويروى ابن رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة، وكانت

إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وفي ذلك يقول شاعرهم:

إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا

أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ

ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ

برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً، والاسم الرِّماحُ؛ يقال: أَبْرَأُ إِليك

من الجِماحِ والرِّماحِ؛ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها.

الأَزهري: وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ؛ قال الهذلي:

بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً

جَواذِبُها، تَأْبَى على المُتَغَيِّر

وقد يقال: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ،

حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ

ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى برجله؛ قال ذو الرمة:

ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ

قَلُوصِي بها، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ

والرَّمَّاحُ: اسم ابن مَيَّادة الشاعر. وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن

مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ

الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال يرثيه، وهو عمه:

قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ،

وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ،

أَبا بَراءٍ مِدَْرَهَ الشِّياحِ،

في السَّلَبِ السُّودِ، وفي الأَمْساحِ

وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها: الأَرماحُ.

وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها.

رمح

1 رَمَحَهُ, (S, A, L, K,) aor. ـَ (L, K,) inf. n. رَمْحٌ, (L,) He thrust him, or pierced him, with a رُمْحٌ [i. e. spear, or lance]. (S, A, L, K.) b2: and رَمَحَ, aor. and inf. n. as above, He (a solid-hoofed animal) struck with his hind leg. (Msb.) Yousay, of a horse, (S, A, K,) and of an ass, and of a mule, (S, A, *) or any solid-hoofed animal, (TA,) رَمَحَهُ, (S, A, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) He kicked him; (K;) or struck him with his hind leg, (S, A, TA,) or with both his hind legs: (TA:) and accord. to Az, it is sometimes metaphorically said of a camel, (Msb, TA,) and رَمَحَتْ is sometimes said of a she-camel. (TA.) b3: [In the vulgar modern language, it means He (a horse or the like) galloped.] b4: [Hence,] said of the [locust termed] جُنْدَب, (tropical:) It struck the pebbles: (so in three copies of the S:) or it struck the pebbles with its hind leg, (L and A, and so, accord. to the TA, in the S,) or with its two hind legs. (K.) b5: And, said of lightning, (tropical:) It gleamed (A, K) with gleams slight and near together. (A.) 3 رامحهُ, inf. n. مُرَامَحَةٌ, He contended with him in thrusting, or piercing, with the spear, or lance. (A, TA. [The meaning is indicated in both, but not expressed.]) 6 ترامحوا They contended, one with another, in thrusting, or piercing, with the spear, or lance. (A, TA. [The meaning is indicated in both, but not expressed.]) رُمْحٌ A certain weapon, (L, TA,) well known; (L, Msb, K;) [i. e. a spear, or lance; one with which one thrusts, not which one casts; accord. to El-Hareeree, (cited by De Sacy in his “ Chrest. Ar,” sec. ed., ii. 332,) not so called unless having its iron head mounted upon it:] pl. رِمَاحٌ and أَرْمَاحٌ, (S, L, Msb, K,) the former of mult. and the latter of pauc. (L.) [Hence the saying,] كَسَرُوا بَيْنَهُمْ رُمْحًا [lit. They broke a spear between them, or among them; meaning] (tropical:) evil, or mischief, [or enmity, or contention,] happened between them, or among them. (A, TA.) and مُنِينَا بِيَوْمٍ كَظِلِّ الرُّمْحِ (tropical:) We were tried with a long and distressing day. (A, TA.) And هُمْ عَلَى

بَنِى فُلَانٍ رُمْحٌ وَاحِدٌ (tropical:) [They are in league against the sons of such a one as one man]. (A, TA.) And كَأَنَّ عَيْنَيْهِ فِى رُمْــحَيْنِ [As though his two eyes were upon two spears] is said of one in fear and fright, and looking hardly, or intently; and sometimes of one in anger. (TA.) [The dim. is ↓ رُمَيْحٌ. And hence the saying,] أَخَذَ رُمَيْحَ أَبِى

سَعْدٍ (assumed tropical:) He (a man, K, TA, or an old man, TA) stayed himself upon a staff by reason of extreme old age, or decrepitude: by ابوسعد is meant Lukmán the Sage, (K, TA,) who is mentioned in the Kur-án: (TA:) or Marthad Ibn-Saad: or it is a surname applied to old age, and decrepitude. (K, TA.) b2: See also رَامِحٌ. b3: [As a measure in astronomy, accord. to modern Arabian astronomers, it is Four degrees and a half; the eightieth part of a great circle; and accord. to various works on practical law, it consists of twelve أَشْبَار (or spans): but there is reason to believe that ancient usage differed from the modern, with respect to both these measures, and was not precise nor uniform: in an instance mentioned voce زُبَانَى, it appears to be about twice the measure stated above; i. e., about nine degrees; and to consist of five cubits, a measure perhaps equal to twelve spans.] b4: أَخَذَتْ رِمَاحَهَا, said of the [species of barley-grass called] بُهْمَى, (T, S, A, TA,) and of any similar pasture, (T, TA,) (tropical:) It assumed, or put forth, its prickles, (A, * TA,) or became dry in its prickles, (T, TA,) and thus (T, A, TA) resisted the attempts of animals to pasture upon it. (T, S, A, L, TA.) Also, said of camels, (tropical:) They became fat, (S, K, TA,) or yielded milk plentifully; (S, TA;) as though they prevented one's slaughtering them; (K;) or because their owner is prevented from slaughtering them: (S:) or they became goodly in the eye of their owner so that he was prevented from slaughtering them; (A, * TA;) and so أَخَذَتْ أَسْلِحَتَهَا. (TA.) One says also نَاقَةٌ ذَاتُ رُمْحٍ (tropical:) A fat she-camel; and إِبِلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ (tropical:) fat camels; because their owner, when desiring to slaughter them, looks at their fatness and their goodly appearance, and is prevented from slaughtering them. (A, * TA.) b5: رِمَاحُ الجِنِّ (tropical:) [The pestilence termed] الطَّاعُونُ. (A, K.) [See the following verses.] b6: رِمَاحُ العَقْرَبِ i. q. شَوْلَاهَا [evidently a mistranscription for شَوْلَاتُهَا, i. e. (assumed tropical:) The stings of scorpions, with which they strike; العقرب being here used, as it seems to be in some other instances, as a coll. gen. n.: that such is the case is shown by the verses here following, quoted in the TA as an ex. of رِمَاحُ الجِنِّ]. (K.) A poet, cited by Th, says, لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ عَلَى أُبَىٍّ

رِمَاحَ بَنِى مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ وَلٰكِنِّى خَشِيتُ عَلَى أُبَىٍّ

رِمَاحَ الجِنِّ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ [By thy life, or by thy religion, I feared not, for Ubeí, the stings of the scorpions; but I feared, for Ubeí, the pestilence, or thee, O Harith; حَارِ being for حَارِثُ]; by بنى مقيّدة الحمار he means the scorpions. (TA.) b7: [The dim.] ↓ رُمَيْحٌ is a proper name of (assumed tropical:) The penis; (K, * TA;) like as شُرَيْحٌ is a proper name for “ the vulva of a woman. ” (TA.) b8: ↓ ذُو الرُّمَيْحِ means (assumed tropical:) A species of jerboa, (K, TA,) long in the hind legs, in the middle [?] of each وَظِيف [here meaning metacarpus] having a nail in excess [of those of the hind feet; for the fore feet have each five toes of which one only has no nail, and the hind feet have each but three toes, all of which have nails]: or it means any jerboa: and its رمح [evidently a mistranscription for رُمَيْح] is its tail. (TA. [It is there added, ورماحه شولاتها; another mistranscription, and an obvious solecism; or probably some words which should have preceded these have been omitted by the copyist.]) رَمْحَةٌ: see رَمَّاحٌ: b2: and see also the paragraph here following.

رِمَاحٌ a pl. of رُمْحٌ. (S &c.) A2: Also [The vice of kicking, or striking with the hind leg or with both the hind legs;] a subst. from رَمَحَ said of any solid-hoofed animal: (Msb, TA:) it is a vice for which an animal that has been sold may be returned. (TA.) One says, هُوَ ذُو رِمَاحٍ [He has a vice of kicking]. (A.) And أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الجِمَاحِ وَالرَّمَاحِ [I am irresponsible to thee for the vice of overcoming the rider and running away with him, and the vice of kicking]. (TA.) [And ↓ رَمْحَةٌ, in like manner, signifies A trick of kicking: see an ex. voce جَمْحَةٌ.]

رَمُوحٌ and ↓ رَمَّاحٌ [A horse, or the like, that has a habit of kicking]. You say دَابَّةٌ رَمُوحٌ عَضُوضٌ and عَضَّاضَةٌ ↓ رَمَّاحَةٌ, [A kicking, biting, beast]. (A.) And نَاقَةٌ رَمُوحٌ (tropical:) A kicking she-camel. (TA.) رُمَيْحٌ: see رُمْحٌ, [of which it is the dim.], in three places.

رِمَاحَةٌ, The art of making رِمَاح [spears, or lances]. (S, A, * K.) See the next paragraph.

رَمَّاحٌ A maker of رِمَاح [spears, or lances]. (S, A, * Msb, K.) You say, هُوَ رَمَّاحٌ حَاذِقٌ فِى

↓ الرِّمَاحَةِ [He is a maker of spears or lances, skilful in the art of making them]. (A.) b2: See also رَامِحٌ.

A2: See also رَمُوحٌ, in two places. b2: قَوْسٌ رَمَّاحَةٌ A bow that propels [the arrow] vehemently. (K.) The word رمّاحة used [app. in this sense, without a subst.,] by Tufeyl El-Ghanawee is expl. by some as meaning A thrust, or piercing, with the رُمْح; but no way of resolving this is known, unless it be used in the place of ↓ رَمْحَةٌ, as the inf. n. of un. of رَمَحَ. (L.) A3: Also (tropical:) Poverty, need, or want. (K, TA. [This meaning is erroneously assigned in Freytag's Lex. to رُمْحٌ.]) رَامِحٌ Thrusting, or piercing, another with a رُمْح [i. e. spear, or lance]. (S, Msb.) b2: Also (S [in the Msb “ or ”]) A man having a رُمْح [spear, or lance]; (S, Msb, K;) and so ↓ رَمَّاحٌ: (L:) the former an epithet [of the possessive kind,] similar to لَابِنٌ and تَامِرٌ, having no verb. (S.) b3: السِّمَاكُ الرَّامِحُ is the name of (tropical:) [The star Arcturus;] a certain star, before, or preceding, الفَكَّة [or Corona Borealis], preceded by another star, [the star η in the left leg of Bootes,] which is called its ↓ رُمْح [or spear, i. e. رُمْحُ السِّمَاكِ and simply الرُّمْحُ], (S, K,) whence its name: it is one of two stars which are together called السِّمَاكَانِ; and is not one of the Mansions of the Moon: (S:) it is also called السِّمَاكُ المِرْزَمُ: (Az, TA:) the other سماك [is Spica Virginis, the Fourteenth Mansion of the Moon, and] is called الأَعْزَلُ, because it has no star [near] before it: الرامح is more red. (TA.) b4: رَامِحٌ also signifies (tropical:) A bull; so called because of his pair of horns: (A:) [i. e.] a wild bull; thought by ISd to be so called because of his horn: (TA:) or ثَوْرٌ رَامِحٌ signifies a [wild] bull having a pair of horns. (S, K.)
رمح
: (الرُّمْح) من السِّلَاح (م) ، وَهُوَ بالضّمّ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته، (ج رِماحٌ وأَرْماحٌ) . وَقيل لأَعرابيّ: مَا النّاقَةُ القِرْوَاحِ؟ قَالَ: الّتي تَمْشِي على أَرْمَاحٍ.
(ورَمحَه كمَنَعَه) يَرْمَحُه رَمْحاً: (طَعَنَه بِهِ) ، أَي بالرُّمْح، فَهُوَ رامِحٌ نابِل، وَهُوَ رَمّاح حاذِقٌ فِي الرِّمَاحة.
ورَامَحه مُرَامَحَةً.
وتَرَامَحُوا وتَسَايَفُوا.
وَهُوَ ذُو رُمْحٍ ورِمَاحٍ.
(والرَّمَّاحُ: مُتَّخِذُه) ، أَي اللرُّمْحِ وصانِعُه. (وصَنْعَتُه) وحِرْفَتُه (الرِّمَّاحَةُ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) من الْمجَاز: الرَّمَّاحُ: (الفَقْرُ والفَاقَة) .
(و) الرَّمّاحُ (بنُ مَيّادَةَ الشَّاعِر) : مشهورٌ.
(وراجلٌ رامِحٌ) ورَمّاحٌ: (ذُو رُمْحٍ) مثلُ لابنٍ وتامِرٍ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، كَمَا فِي (الصّحاح) . (و) يُقَال للثَّوْرِ من الوحْش: رامِحٌ. قَالَ ابْن سَيّده: أُراه لموضعِ قَرْنِه. قَالَ ذُو الرُّمّة:
وكائِنْ ذَعَرْنَا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ
بِلادُ العِدَى ليْسَتْ لَهُ ببلادِ
وَمن الْمجَاز: (ثَوْرٌ رامِحٌ: لَهُ قرْنانِ) .
(والسِّمَاكُ الرَّامِحُ) : أَحدُ السِّماكيْنِ. وَهُوَ (نَجْمٌ) معروفٌ (قُدّام الفَكّةِ) لَيْسَ من مَنَازلِ القَمَرِ، سُمِّيَ بذالك لأَنه (يَقْدُمه كَوكَبٌ يَقُولُونَ: هُوَ رُمْحُه) وَقيل للآخَرِ: الأَعْزلُ، لأَنه لَا كَوْكَبَ أَمامَه، والرّامِح أَشدُّ حُمْرَةً. وَقَالَ الطِّرِمّاح:
مَحَاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيعِ
من الأَنْجُمِ العُوّلِ والرّامِحَهْ
والسِّمَاكُ الرَّامِحُ: لَا نَوْءَ لَهُ، إِنما النَّوْءُ للأَعْزلِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الرامِحُ: نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ يُقَال لَهُ: السِّمَاكُ المِرْزَمُ. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: طَلَعَ السِّماكُ الرّامِح.
(ورَمَحَه الفَرَسُ كمَنَعَ) وكذالك البَغْلُ والحِمَارُ وكلُّ ذِي حافرٍ يَرْمَح رمْحاً: (رَفَسَه) ، أَي ضَرَبَ برِجْلِه. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَالِاسْم الرِّمَاحُ. يُقَال: أَبْرَأُ إِليكَ من الجِمَاح والرِّمَاحِ. وهاذا من بَاب الْعُيُوب الّتي يُرَدُّ المَبيعُ بهَا. قَالَ الأَزهريّ: وربُما اسْتُعير الرَّمْحُ لِذِي الخُفّ. قَالَ الهُذَليّ:
بطعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً
جَواذِبُها تأْبى على المُتَغبِّرِ
وَقد يُقَال: رَمَحَت النَّاقةُ، وَهِي رَمُوحٌ. أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ
حَرْفٌ كأَنّ غُبْرَها ممْلُوحُ
وَفِي (الأَساس) : دابّةٌ رَمّاحةٌ ورَمُوحٌ: عَضّاضَةُ وَعضوضٌ. (و) من الْمجَاز: رَمَحَ (الجُنْدبُ) وركضَ، إِذا (ضَربَ الحصَي برِجْلَيْه) . وَفِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) و (الأَساس) : بِرِجْلِه، بالإِفراد. قَالَ ذُو الرُّمّة:
ومجْهُولة من دُونِ مَيَّةَ لمْ تعقِلْ
قَلُوصي بهَا والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ
(و) من الْمجَاز: رَمَحَ (البَرْقُ:) إِذا (لَمعَ) لمَعاناً خَفِيفا مُتقارِباً.
(و) من الْمجَاز: أَخَذتِ البُهْمَى ونَحْوُها من المَرْعَى رِمَاحَها: شَوَّكَتْ فامتنعَتْ على الرَّاعِية. و (أَخذتِ الإِبلُ رِماحها) وَفِي (مجمع الأَمثال) : (أَسْلِحتها) : حَسُنتْ فِي عينِ صاحِبها فَامْتنعَ لذالك من نَحْرها؛ يُقَال ذَلِك إِذا (سَمِنَتْ أَو دَرّت) ، وكلّ ذالك على المَثَل (كأَنّها تَمْنَعُ عَن نَحْرِها) لحُسْنِهَا فِي عين صَاحبهَا. فِي (التَّهْذِيب) : إِذا امتنعَت البُهْمَى ونَحْوُها مِن المراعِي فيَبِسَ سَفَاهَا قِيل: أَخَذَتْ رِماحَها.
ورِمَاحُها: سَفَاها اليَابِسُ.
ويقَال للنّاقَة إِذا سَمِنَت: ذاتُ رُمْح، وإِبلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ، وَهِي النُّوقُ السِّمانُ، وذالك أَنّ صاحِبَها إِذا أَراد نَحْرَها نَظَرَ إِلى سِمَنِها وحُسْنِهَا فامتَنَعَ من نحْرِهَا نَفَاسَةً بهَا لِما يَرُوقُه من أَسْنِمتها. وَمِنْه قَول الفَرَزْدَق:
فمكَّنْتُ سَيْفِي مِن ذَوات رِماحِها
غِشَاشاً وَلم أَحْفِل بُكاءَ رِعَائِيَا
يَقُول: نَحَرْتُها وأَطْعَمْتُها الأَضياف، وَلم يَمنعني مَا عَلَيْهَا من الشُّحومِ عَن نَحْرِهَا نفاسةً بهَا.
(و) رُمَيحٌ، (كزُبيرٍ) : عَلَمٌ على (الذَّكَر) كَمَا أَن شُرَيحاً علمٌ على فَرْجِ المَرأَةِ.
(وَذُو الرُّمَيحِ ضَرْبٌ من اليَرَابيع طَويلُ الرِّجْلَيْنِ) فِي أَوْساطِ أَوْظِفَته، فِي كلّ وَظِيفٍ فَضْلُ ظُفْرٍ. وَقيل: هُوَ كلُّ يَرْبُوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُه شَوْلاتُها. (و) يُقَال: (أَخَذ فلانٌ) وَفِي بعض الأُمّهات: أَخذَ الشيخُ (رُميْحَ أَبي سَعْدٍ، أَي اتَّكَأَ على الْعَصَا هَرَماً) أَي من كِبَرِه. (وأَبو سَعْدٍ: هُوَ لُقْمانُ الحَكيمُ) الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن. قَالَ: إِمّا تَرَىْ شكَّتِي رُميْحَ أَبي
سعْدٍ، فقدْ أَحمِلُ السَّلاحَ مَعَا
(أَو) هُوَ (كُنْيَةُ الكِبَرِ والهَرَم، أَو هُوَ مَرْثَدُ بنُ سعدٍ أَحدُ وَفْدِ عَاد) ، أَقوالٌ ثَلَاثَة.
(وَذُو الرُّمْــحَيْن) : لقب (عَمْرو بن المُغَيرة لطولِ رِجْلَيْه) شُبِّهتَا بالرِّماح. (و) قَالَ ابْن سَيّده: أَحسبه جَدّ عُمر بن أَبي رَبيعة. وَهُوَ (مَالك بن رَبيعةَ بنِ عَمْرٍ و) قَالَ القُرشيُّون: سُمِّيّ بذلك (لأَنه كَانَ يُقاتِل بُرمْــحَين فِي يَدَيْهِ) . وَذُو الرُّمْــحَيْن: لقبُ (يَزيدَ بن مِرْدَاسٍ السُّلَميّ) أَي العبّاس رَضِي الله عَنهُ. (و) ذُو الرُّمْــحَيْنِ: لقبُ (عَبْد بن قَطَن) محرَّكَةً (ابْن شَمِرٍ) ككتِفٍ.
(والأَرْمَاحِ) بِلَفْظ الجمْع: (نُقْيانٌ طِوالٌ بالدَّهْنَاءِ. و) من الْمجَاز: (رِماحُ الجِنِّ: الطَّاعُون) أَنشد ثَعْلَب:
لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رِمَاحَ بنِي مُقَيِّدةِ الحِمَار
ولِّكنّي خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رَمَاحَ الجِنِّ أَو إِيّاكَ حَارِ
عنَى بنَي مُقيِّدة الحِمارِ العَقَاربَ وإِنما سُمِّيتْ بذِّلك لأَن الحَرَّةَ يُقَال لَهَا: مُقيِّدةُ الحِمَار، والعَقَارِبُ تأْلَفُ الحَرَّةَ (و) الرِّماحُ (من العَقْربِ: شَوْلاتُها) . وَقد تقدّم أَنه عِنْدهم كلُّ يَرْبوعِ، ورُمْحُه: ذَنبه، ورِماحُه: شَوْلاتُها:
(ودارَةُ رُمْحٍ) : أَبْرَق (لبني كِلاَب) لبني عمرِو بنِ رَبيعةَ، وَعِنْده البَتيلةُ، ماءٌ لَهُم، ودارَةٌ منسوبة إِليه. (وذاتُ رُمْحٍ: لَقَبُها. و) ذاتُ رُمْحٍ (: ة بالشأْم) . (و) رُمَاحٌ (كغُرَاب: ع) وَهُوَ جَبَلٌ نَجْديّ، وَقيل بخاءٍ مُعْجمَة.
(وعُبَيْدُ الرِّماحِ وبِلالُ الرِّماحِ رَجلانِ) .
(ومُلاعِبُ الرِّماحِ) : لقب أَبي بَرَاءٍ (عامِر بنِ مَالك بن جَعْفَر) بن كِلاب (والمعروفخ مُلاعِب الأَسِنَّة. وجعَلَه لَبيدٌ) وَهُوَ ابنُ أَخيه الشاعرُ المشهورُ (رِمَاحاً للقافية) ، أَي لحاجتِه إِليها. وَهُوَ قَوْله على مافي (الصّحاح) و (اللِّسان) :
قُومَا تَنوحانِ مَعَ الأَنْواحِ
وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ
أَبَا بَرَاءٍ مِدْرَهَ الشِّيَاحِ
فِي السُّلُب السُّودِ وَفِي الأَمْساحِ
وَفِي شرْح شَيخنَا:
لَو أَنّ حَيًّا مُدْرِكَ الفَلاح
أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ
قَالَ: وَلَا مُنَافَاة، فإِن كلاًّ من الشِّعرَين للبيدٍ.
(و) الْعَرَب تعل الرَّمْحَ كِنَايَة عَن الدَّفْع والمَنْع. وَمن ذالك: (قَوْسٌ رَمّاحة) ، و (شَدِيدةُ الدَّفْعِ) . وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنزيّ:
برَمّاحةٍ تَنْفِي التُّرابَ كأَنّها
هِرَاقَةُ عَقَ مِن شَعِيبيْ مُعَجِّل
وَمن النَّاس من فَسّر رمّاحة بطعنةٍ بالرُّمْح، وَلَا يُعْرَف لهاذا مَخرَجٌ إِلاّ أَن يكون وَضعَ رَمّاحةً موضِع رَمْحة الّذي هُوَ المَرَّةُ الواحدةُ من الرَّمْح؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وابنُ رُمْحٍ: رجلٌ) ، وإِياه عنَى أَبو بُثَيْنةَ الهُذليّ بقوله:
كأَنّ القَوْم من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ
لَدَى القعمْراءِ تَلْفَحُهمْ سَعيرُ
ويروَى: ابْن رَوْح.
(وَذَات الرِّمَاحِ: فَرسٌ ل) بني (ضَبَّةَ) سُمِّيَتْ لِعزِّها. و (كَانَت إِذا ذُعِرت تَباشَرتْ بَنو ضَبَّة بالغُمْ) . وَفِي ذَلِك يَقُول شاعرُهم:
إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرِّمَاحِ جَرَتْ لنا
أَيامِنُ بالطَّيرِ الكَثِيرِ غَنَائِمُهْ
وَيُقَال: إِنّ ذَات الرِّماح: أَبلٌ لهمن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جاءَ كأَنّ عَيْنَيْهِ فِي رُمْــحَيْنِ: وذالك من الخَوْف والفَرقِ وشدّةِ النَّظر، وَقد يكون ذالك من الغَضب أَيضاً. وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز ... كَسروا بَينهم رُمْحاً، إِذا وقَع بَينهم شرٌّ. ومُنِينا بيَوْمٍ كظِلِّ الرُّمْحِ: طَويل ضَيِّق. وهُمْ على بني فُلان رُمْحٌ واحدٌ. وذاتُ الرِّمَاح: قَريبٌ من تبَالة.
وقَارَةُ الرِّمَاحِ: موضعٌ آخَرُ.

شرق

شرق
شَرَقَتِ الشمس شُرُوقاً: طلعت، وقيل: لا أفعل ذلك ما ذرّ شَارِقٌ ، وأَشْرَقَتْ: أضاءت.
قال الله: بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ
[ص/ 18] أي: وقت الإشراق.
والْمَشْرِقُ والمغرب إذا قيلا بالإفراد فإشارة إلى ناحيتي الشَّرْقِ والغرب، وإذا قيلا بلفظ التّثنية فإشارة إلى مطلعي ومغربي الشتاء والصّيف، وإذا قيلا بلفظ الجمع فاعتبار بمطلع كلّ يوم ومغربه، أو بمطلع كلّ فصل ومغربه، قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
[الشعراء/ 28] ، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ [الرحمن/ 17] ، بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، وقوله تعالى:
مَكاناً شَرْقِيًّا
[مريم/ 16] ، أي: من ناحية الشّرق. والْمِشْرَقَةُ : المكان الذي يظهر للشّرق، وشَرَّقْتُ اللّحم: ألقيته في الْمِشْرَقَةِ، والْمُشَرَّقُ: مصلّى العيد لقيام الصلاة فيه عند شُرُوقِ الشمس، وشَرَقَتِ الشمس: اصفرّت للغروب، ومنه: أحمر شَارِقٌ: شديد الحمرة، وأَشْرَقَ الثّوب بالصّبغ، ولحم شَرَقٌ: أحمر لا دسم فيه.
ش ر ق : شَرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشَرْقًا أَيْضًا طَلَعَتْ وَأَشْرَقَتْ بِالْأَلِفِ أَضَاءَتْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنًى وَأَشْرَقَ دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ أَيْ نَدْفَعَ فِي السَّيْرِ.

وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةٌ وَهِيَ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّرْقَةِ وَهِيَ الشَّمْسُ وَقِيلَ تَشْرِيقُهَا تَقْطِيعُهَا وَتَشْرِيحُهَا وَشَرِقَتْ الشَّاةُ
شَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَتْ مَشْقُوقَةَ الْأُذُنِ بِاثْنَتَيْنِ فَهِيَ شَرْقَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ شَرَقَهَا شَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالشَّرْقُ جِهَةُ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَالْمَشْرِقُ مِثْلُهُ وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الْأَكْثَرِ وَبِالْفَتْحِ وَهُوَ الْقِيَاسُ لَكِنَّهُ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ وَفِي النِّسْبَةِ مَشْرِقِيُّ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَشَرِقَ زَيْدٌ بِرِيقِهِ شَرَقًا فَهُوَ شَرِقٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَشَرِقَ الْجُرْحُ بِالدَّمِ امْتَلَأَ. 
ش ر ق

شرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت، ويقال: طلع الشرق والشارق: للشمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق، وما درّ بارق. وقعدوا في المشرقة، وتشرقوا. قال:

وما العيش إلا نومة وتشرق ... وتمر كأكباد الجراد وماء

ونظر إليّ من مشريق الباب وهو الشق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقية: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النهار. وهو يسكن شرقيّ البلد وغربيّه وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيام التشريق. وخرجوا إلى المشرق: المصلى. وشرق وغرب. وشرق بالربق وبالماء، وأخذته شرقة كاد يموت منها. وما دخل شرق فمي شيء أي شق فمي، من شرق الشيء إذا شقه، ومنه: شرقت الثمرة إذا قطفتها. ويقولون في النداء على الباقلي: شرق الغداة طريّ أي قطف الغداة.

ومن المجاز: جفنه شرق بالدمع. وشرق بهم الوادي. كما تقول: غص. وثوب شرق بالجاديّ، وأشرقته بالصبغ، وهو مشرق حمرة، ومنه: لحم شرق: أحمر لا دسم عليه. وأشرقت فلاناً بريقه إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل. ورجل مشراق إذا كان ذلك عادته. قال مضرس:

وعوراء قد قيلت فلم أسمع لها ... ولم أك مشراقاً بها من يجيزها

وشرق ما بينهم بشرّ إذا وقع الشر بينهم. وشرقت الشمس: خالطتها كدورة.
ش ر ق: (الشَّرْقُ) (الْمَشْرِقُ) وَهُوَ أَيْضًا الشَّمْسُ. يُقَالُ: طَلَعَ الشَّرْقُ. وَ (الْمَشْرِقَانِ) مَشْرِقَا الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. وَ (الْمَشْرَقَةُ) مَوْضِعُ الْقُعُودِ فِي الشَّمْسِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَ (تَشَرَّقَ) جَلَسَ فِيهَا. وَشَرَقَتِ الشَّمْسُ طَلَعَتْ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (أَشْرَقَتْ) أَضَاءَتْ. وَأَشْرَقَ وَجْهُ الرَّجُلِ أَيْ أَضَاءَ وَتَلَأْلَأَ حُسْنًا. وَالشَّرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ الشَّجَا وَالْغُصَّةُ وَقَدْ (شَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَصَّ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى (شَرَقِ) الْمَوْتَى» أَيْ إِلَى أَنْ يَبْقَى مِنَ الشَّمْسِ مِقْدَارُ مَا يَبْقَى مِنْ حَيَاةِ مَنْ شَرِقَ بِرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَ (تَشْرِيقُ) اللَّحْمِ تَقْدِيدُهُ. وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ: لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِي تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُشَرَّرُ فِي الشَّمْسِ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْهَدْيَ لَا يُنْحَرُ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ. وَ (التَّشْرِيقُ) أَيْضًا الْأَخْذُ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ يُقَالُ: شَتَّانَ بَيْنَ (مُشَرِّقٍ) وَمُغَرِّبٍ. 
[شرق] الشَرْقُ: المَشْرِقُ. والشَرْقُ: الشمسُ. يقال طلع الشَرْقُ، ولا آتيك ما ذَرَّ شارِقٌ. والمَشْرِقانِ: مَشْرِقا الصَيف والشتاء. والمَشْرَقَةُ :) موضع القُعود في الشمس، وفيه أربع لغات: مشرقة ومشرقة بضم الراء وفتحها، وشرقة بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراقٌ. وتَشَرَّقْتُ: أي جلست فيه. وشَرَقَتِ الشمسُ تَشرُقُ شُروقاً وشَرْقَاً أيضاً، أي طلعتْ. وأَشْرَقَتْ، أي أضاءَتْ. وأَشْرَقَ الرجل أي دخَل في شُروقِ الشمس. وأَشْرَقَ وجهُهُ، أي ضاء وتلالا حسنا. وشرقت الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً، أي شققت أذنَها، وقد شَرِقَتِ الشاةُ بالكسر، فهي شاةٌ شَرْقاءُ بيِّنَةُ الشَرَقِ. والشَرَقُ أيضاً: الشَجا والغُصّة. وقد شَرِق بِرِيقِهِ، أي غصّ به. قال عديّ بن زيد: لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعْتِصاري وفي الحديث: " يؤخِّرونَ الصلاة إلى شَرَقِ الموتى " أي إلى أن يبقى من الشَمس مقدارٌ من حياةِ مَنْ شَرِقَ بريقِهِ عند الموت. ولحمٌ شَرِقٌ أيضاً، لا دسم عليه. وتشريق اللحم: تقديده،. منه سميت أيام التَشْريقِ، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لان لحوم الأضاحي تُشَرَّقُ فيها، أي تُشَرَّرُ في الشمس. ويقال سميت بذلك لقولهم: أشرق ثبير، كيما نغير! حكاه يعقوب. وقال ابن الاعرابي: سميت بذلك لان الهدى لا ينحر حتى تشرق الشمس. والمشرق المصلى، ومسجد الخيف هو المشرق. والتشريق أيضا: الاخذ في ناحية المَشرِقِ، يقال: شتّان بين مشرق ومغرب. وشريق: اسم رجل.
شَرق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصرٍ جَامع. قَالَ الْأَصْمَعِي: التَّشْرِيق صَلَاة الْعِيد وَإِنَّمَا أَخذه من شروق الشَّمْس لِأَن ذَلِك وَقتهَا قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنه لَا صَلَاة يَوْم الْعِيد وَلَا جُمُعَة إِلَّا على أهل الْأَمْصَار وَإِنَّمَا سميت صَلَاة الْعِيد تشريقا لإشراق الشَّمْس وَهُوَ إضاءتها لِأَن ذَلِك وَقتهَا يُقَال: شرّقت الشَّمْس إِذا طلعت شُروقا وأشرقت إشراقا إِذا أَضَاءَت قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن شُعْبَة قَالَ قَالَ لي سماك بن حَرْب فِي يَوْم عيد: اذْهَبْ بِنَا إِلَى المُشَرَّق يَعْنِي الْمصلى. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين هَذَا الْمَعْنى حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من ذبح قبل التَّشْرِيق فليُعد وَفِي ذَلِك يَقُول الأخطل: [الْبَسِيط]

وبالهدايا إِذا احمرَّتْ مَذارِعُها ... فِي يَوْم ذَبح وتشريق وتَنْحارِ ... قَالَ أَبُو عبيد: وأمّا قَوْلهم: / أَيَّام التَّشْرِيق فَإِن فِيهِ قَوْلَيْنِ يُقَال: سميت 2 / ب بذلك لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي وَيُقَال: بل سميت بذلك لِأَنَّهَا كلهَا أَيَّام تَشْرِيق لصَلَاة يَوْم النَّحْر يَقُول: فَصَارَت هَذِه الْأَيَّام تبعا ليَوْم النَّحْر وَهَذَا أعجب الْقَوْلَيْنِ إليّ وَكَانَ أَبُو حنيفَة يذهب بالتشريق إِلَى التَّكْبِير فِي دُبُر الصَّلَوَات يَقُول: لَا تَكْبِير إِلَّا على أهل الْأَمْصَار تِلْكَ الْأَيَّام فَيَقُول: من صلى فِي سفر أَو فِي غير مصر فَلَيْسَ عَلَيْهِ تَكْبِير وَهَذَا كَلَام لم نجد أحدا يعرفهُ أَن التَّكْبِير يُقَال لَهُ التَّشْرِيق وَلَيْسَ يَأْخُذ بِهِ [أحد -] من أَصْحَابه لَا أَبُو يُوسُف وَلَا مُحَمَّد كلهم يرى التَّكْبِير على الْمُسلمين جَمِيعًا حَيْثُ كَانُوا فِي السّفر والحضر وَفِي الْأَمْصَار وَغَيرهَا.

(شرق) - في حديث عِكْرِمَة: "رأيت ابنَيْن لِسَالم عليهما ثيابٌ مُشَرَّقَة ".
: أي مُحَمَّرة. يقال: شَرِق الشىءُ: أي اشتدَّت حُمرتُه، وأَشرقْتُه بالصِّبْغ: حَمَّرته وبالَغْت فيه، وشَرَّقْته: صَفَّرتُه. وشَرْقَةُ الطِّين كالمَغْرة. والشَّرْقُ: اللَّحمُ الأحمر.
- ومنه حديث الشَّعبِىّ: سُئِل عن رَجل لَطَم عَينَ آخر فشَرِقَت بالدَّم وَلمَّا يَذهبْ ضَوؤُها. فقال الشَّعبِىّ:
لهَا أَمرُها حتى إذا ما تَبوَّأَتْ
بأَخْفافِها مَأْوًى تَبوَّأَ مَضْجَعَا
لَهَا: أي الإبل يُهمِلها الراعى حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أعجبها ، فأقامت فية، مالَ الرَّاعي إلى مَضجَعِه ، ضَرَبه مَثلاً للعَينْ، أي لا يُحْكَم فيها بشيء، حتى تَأتيِ على آخرِ أَمرِها والشِّعْر للرَّاعِى
قال الأصمعي: أي بقى فيها دَمٌ ، وإن اخْتلَطت كُدورةٌ بالشَّمس.
فقُلتَ: شَرِقَت جَازَ، كما يَشرُقُ الشيءُ بالشىَّءِ ويختَلِط به.
وشَرِق الدَّمُ بجَسَده شَرَقاً، إذا نَشِبَ. - ومنه حديثُ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "كان يُخرِج يدَيْه في السُّجود وهما مُتَفَلِّقتَان، قد شَرِق فيهما الدَّمُ".
: أي ظَهَر ولم يَسِلْ.
- في حديث مَسْروقٍ: "انطَلِق بنا إلى مُشَرَّقِكم".
يعني المُصَلَّى، وأنشد:
يا رَبِّ رَبَّ البَيت والمُشَرَّقِ
والمُرْقِلَاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ.
قاله الأَخفَش. وقال غَيرُه: هو جَبَل بِسُوق الطائف.
- وسأَل أَعرابّى آخَرَ: أين مَسْجِدُ المُشَرَّق؟
يَعنِى الذي يُصَلَّى فيه للْعِيدِ.
- في الحديث: "لا تَستَقْبلوا الِقبلَةَ لِغائِطٍ أو بَولٍ ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبوُا".
: أي استقبِلوا المَشْرِقَ والمَغرِب، وقد يجىء شَرَّقَ بمعنى أتَي الشَّرقَ.
شرق
الشَّرَق بالماء والرِّيق: كالغَصِّ بالطَّعام. وأخَذَتْهُ شَرَقَةٌ. ورَجُلٌ مِشْرَاقٌ: إذا كانتْ عادَتُه ذلك. وشَرِقَ الشَّيْءُ: اشْتدَّتْ حُمْرَتُه.
والشَّرْقُ: خِلافُ الغَرْبِ. والشُّرُوْقُ: كالغُرُوب، شَرَقَ يَشْرُقُ.
والشَّرْقُ: الشَّمْسُ نَفْسُها. وأشْرَقَتِ الشَّمْسُ: أضاءتْ، والرَّجُلُ: إذا تَلألأ وَجْهُه حُسْناً.
وكلُّ شَيْءٍ جاءَ من ناحِيَة المَشْرِق فهو شارِقٌ.
وشَرِقَ فلان: إذا رَأيْتَ لَوْنَه كالدَّم خَجَلاً وحَياءً.
والشَّرِقُ: اللَّحْمُ الأحْمَرُ الذي لا دَسَمَ فيه.
وأشْرَقْتُ الثَّوبَ بالصِّبْغ فهو مُشْرِقٌ حُمْرة. وشَرَّقْتُه: صَفَّرْته.
والمَشْرُقَةُ: حيثُ يَتَشَرَّقُ القَومُ في الشَّمس، ومنه: أيّامُ التَّشْرِيق لِتَشْرِيقِهم اللَّحْمَ في الشمس بمنىً.
وأشْرَقَ القَوْمُ: ساروا في ساعَةِ شُروقِ الشَّمس، من قوله عزَّ وجَلَّ: " فَأَخَذَتْهُمُ الصًيْحَةُ مُشْرِقِين ". وفي المَثَل: " أشْرِقْ ثَبِيْرُ كَيْما نُغِير ".
وشَرَقُ المَوْتى: إذا ارْتَفَعَت الشَّمسُ عن الطُّلوع، وقيل: هُوَ أنْ يَغَصَّ الانسانُ بِرِيقِه ويَشرَقَ به عند المَوْتِ. والشَرْقيُ: ما تَطْلُعُ عليه الشّمسُ من الأرض. وفي الحَدِيث: " أناخَتْ بكم الشُّرْقُ الجُوْنُ " أي أمُورٌ تَأتي من ناحِيَةِ المَشْرِق، واحِدُها شارِقٌ. والشَّرْقيُّ من الصِّبْغ: الأحْمَرُ.
والشَّرْقاءُ من الغَنَم: المَشْقُوقَةُ الأُذُنِ بنِصْفَيْنِ. والشَرَقَةُ: اسْمُ السمَةِ التي يُوْسَمُ بها الشاة الشَرْقَاءُ. وانْشَرَقَتِ القَوْس: ا
نْشَقَّت. وشَرَقْتُ الشَّيْءَ: شَقَقْته.
والمَشْرُوْقُ: المَخْزُوْقُ.
والشَّرْق من الطَّيْرِ: الصَوائدُ كالصَّقْر وما شاكَلَه.
والشارُوْق: ما يُطَيَّنُ به المَكان. وحِصْنٌ مُشَرَّقٌ: منه.
والمِشْرِيْقُ: مِشْرِيقُ البابِ يَعْني مَدْخَلَ الشَمس فيه.
والمِشْرَاقُ: السَّطْحُ المُسْتَوي، وجَمْعُه مَشارِيْقُ. والشَّرِيْقُ: المَرْأةُ الصَّغِيرةُ الجَهَازِ.
ويقولون: ما دَخَلَ شَرْقَ فَمي شَيْء: أي جَوْفَه.
وشَرَقْتُ التَمْرَةَ: قَطَفْتها. والشِّرْشِقُ: طائرٌ يُقال له الشِّقِرّاق.
شرق: شَرِق: غص وهو يبتلع الماء. (بوشر، محيط المحيط).
شَرقت عينه: وجعلته من كثره الدخان. (محيط المحيط).
ويذكر صاحب محيط المحيط معنى آخر فهو يقول: والعامة تقوله شَرَق المرق ونحوه أي اجتذابه إلى حلقه بنَفَسه خوفاً من لذع حرارته.
شَرَّق (بالتشديد) خرَّق، مزّق (بوشر (بربرية)، دوماس حياة العرب ص73، ص354).
شرّق الصياد الطائر: أي لم يبالغ في ذبحه فطار بعد الذبح قليلا (محيط المحيط).
تشّرق. نشر الجوّ: أشرق وصفا (الكالا).
تشرّق: في افريقية اعتنق مذهب الشيعة، تشيّع (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) واقرأ عند اماري (ص189): تشرق بدل تسرّق. وفي رياض النفوس (ص57 ت): ولكن ما أرى هذين الشيخين يموتا (يموتان) على الإسلام قال أبو الحسن فوصل الشيخين (الشيخان) إلى القيروان فتشرَّق أحدهما وتعزل الآخر.
شَرَق: رونق الصورة وبهاؤها (الكالا).
شَرْقة: جرعة (هلو).
شَرْقَة: سعال شديد يسد مجرى النفس (محيط المحيط).
شَرْقة: وجع يحدث في العين من كثرة الدخان (محيط المحيط).
شُرْقَة: وجمعها شَرَق: ضربة خفيفة بالسوط (الكالا) ولعل الراء فيها مبدلة من اللام (انظرها في مادة شلق).
شَرْقِيّ: ريح شرقية (الكالا، هلو).
شرقي التفاح: انظرها في تُفّاح.
شرقيّ مشرّش، وكذلك شمالي شرقي: الريح الشمالية الشرقية (بوشر سورية).
قِبْلي شرقي: ريح الجنوب الشرقي (بوشر).
شَرْقي: اسم صنف من الريحان (ابن العوام 1: 248) شَرءقي: نوع من العنب (هوست ص303).
الشَرْقيَّة: ريح السموم لأنها تهب من جهة الشرق. (محيط المحيط).
شَرقان: من أصاب عينه وجع شديد من كثرة الدخان (محيط المحيط). شراق: مخلوق، محمي. صنيعة (بوشر).
شَريق: مشرق، واضح، متلألئ (ألكالا). ويقول أبو الوليد (ص802): في كلامة عن خدّ: الخدّ الشريق البهيّ. (المقدمة 3: 407) وهو كما كانوا يقولون نيكولا ذو الوجه المشرق. والروض الشريق (المقري 1: 312) ولعل هذا اسم موضع.
شَرَاقي (انظر لين): هي في معجم بوشر الأرض لم تزرع وتركت بوراً.
شراقوة: تستعمل بمعنى شرقي. (بوشر) شارقة (بالأسبانية Xerga) : قماش من الصوف الغليظ (ألكالا، أبو الوليد ص805).
اشرق: جميل، بهي، يقال: وجه أشرق. (ويجرز ص220) وانظر شريق وأشَرْقَ.
الاشراقيون: الفلاسفة الذين لا يؤمنون بالشرائع المنزلة ويكتفون بإتباع خطوات أفكارهم للحصول على الهاماتهم وما يلقي في أذهانهم. وأفلاطون واحد منهم (دي سلان المقدم م 167 رقم4).
التَشْريق في أفريقية: المذهب الشيعي. وقد أطلق الأفارَقة عليه هذا الاسم لأن الذين دعوا إليه عندهم قد جاءوا من الشرق (معجم البيان).
مَشْرَقَة: رواق مفتوح يتمتع به المرء بالشمس شتاءً (ألكالا).
مَشْرَقِيّ. المشَارِقة: أهل المشرق وهو الاسم الذي أطلق في أفريقية على الشيعة (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) وفي ابن الأثير (9: 209): وكانت الشيعة تُسَمَّى بالمغرب المشارقة نسبةً إلى أبي عبد الله الشيعي وكان من المشرق. وفي النويري (إفريقية ص36 ق): المشارقة وهم الرافضة. وفي عبارة ابن الأثير تقابل عبارة النويري (9: 208): الشيعة (رياض النفوش ص82 ق).
الحكمة المشرقية: فلسفة الاشراقيين (دي سلان المقدمة 3: 168) وانظر الاشراقيون.
مُشَرِق: مشرق، واضح متلألئ (الكالا).
[شرق] نه: فيه: ذكر أيام "التشريق" من تشريق اللحم وهو تقيده وبسطه في الشمس ليجف، لأن لحوم الأضاحى كانت تشرق فيها بمنى. وفيه: إن المين كانوا يقولون: "أشرق" ثبير! كيما نغير، أي أدخل أيها الجبل في الشروق وهو ضوء الشمس، كيما نغير أي ندفع. وفيه: من ذبح قيل "التشريق" فليعد، أي قبل أن يصلى العيد، وهو من شروق الشمس لأنه وقتها. ومنه ح: لا جمعة ولا "تشريق" إلا في مصر، أراد صلاة العيد، ويقال لموضعها: المشرق. ومنه ح: انطلق بنا إلى "مشرقكم" يعنى المصلى، وقوله: أين منزل "المشرق" أي مكان الصلاة، ويقال لمسجد الخيف: "المشرق" وكذا لسوق الطائف. وفيه: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى "تشرق" الشمس، شرقت إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت، فإن أراد هنا الطلوع فقد جاء في آخر: حتى تطلع، وإن أراد الإضاءة ففي آخر: حتى ترتفع، والإضاءة مع الارتفاع. ن: والثإني أولى، وعلى الأولى يحمل الطلوع على الارتفاع تطبيقا بين الروايات. ك: لا يفيضون حتى "تشرق" الشمس، روى من شرق وأشرق. نه: وفيه: كأنهما ظلتان سوداوان بينهما "شرق" الشرق هنا الضوء وهو الشمس والشق أيضًا. ط ويتم في غمامة: وبينهما "شرق" بسكون راء أشهر من فتحها، أي ضوء أو شق أي فرجة وفصل لتميزهما بالبسملة. نه: وفيه: في السماء باب للتوبة يقال له "المشريق" وقد رد- حتى ما بقى إلا شرقه، أي الضوء الذي يدخل من شق الباب. ومنه: إذا كان الرجل لا ينكر عمل السوء على أهله جاء طائر طائر يقال له: القرقفنة، فيقع علىصدر اللعين، هو من سمع أي ضاق به صدره حسدًا، ويشرق قلب المؤمن، من أشرق أضاه. نه: وفيه: نهى أن يضحى "بشرقاء" هي المشقوقة الأذن باثنتين، شرق أذنها إذا شقها واسم السمة الشرقة بالحركة. وفي ح الناقة المنكسرة: ولا هي بفقىء "فتشرق" عروقها، أي تمتلئ دمًا من مرض يعرض لها في جوفها، يقال: شرق الدم بجسده، إذا ظهر ولم يسل. ومنه ح: كان يخرج يديه في السجود وهما متفلقتان قد "شرق" بينهما الدم. وح: عليهما ثياب "مشرقة" أي محمرة، من شرق إذا اشتدت حمرته، وأشرقته الصبغ إذا بالغت في حمرته. وح: الشعبي: سئل عمن لطم عين آخر "فشرقت" بالدم ولما يذهب ضوءها، فقال:
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعًا
ضمير "لها" للإبل يهملها الراعى حتى إذا جاءت إلى موضع أعجبها فأقامت فيه مال الراعى إلى مضجعه، ضربه مثلا للعين، أي لا يحكم فيها بشىء حتى يأتى على آخر أمرها وما يؤول إليه، وشرقت بالدم أي ظهر فيها ولم يجر منها. ك: (رب "المشرق") أي جنس المشرق، و (رب "المشرقين") أي مشرق الشتاء والصيف، و (رب "المشارق") أي مشارق كل يوم أو كل يوم أو كل فصل أو كل كوكب. غ: (لا "شرقية" ولا غربية) أي لا تطلع عليها الشمس وقت شروقها أو وقت غروبها فقط ولكنها شرقية وغربية تصيبها الشمس بالغداة والعشي فهو أنضر لها. وح: "مشرقين" داخلين في وقت شروقها. و (بعد "المشرقين") أي المشرق والمغرب.
(ش ر ق)

شَرقَتْ الشَّمْس تشرق شروقا: طلعت.

وَاسم الْموضع: الْمشرق. وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق، وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل، وَقد ابنت ذَلِك فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وَقَوله تَعَالَى: (يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين) إِنَّمَا أَرَادَ: بعد الْمشرق وَالْمغْرب، فَلَمَّا جعلا اثْنَيْنِ غلب لفظ الْمشرق، لِأَنَّهُ دَال على الْوُجُود، وَالْمغْرب دَال على الْعَدَم، والوجود لَا محَالة اشرف، كَمَا يُقَال: القمران للشمس وَالْقَمَر. قَالَ:

لنا قمراها والنجوم الطوالع

أَرَادَ: الشَّمْس وَالْقَمَر، فغلب الْقَمَر لشرف التَّذْكِير. وكما قَالُوا: سنة العمرين: يُرِيدُونَ أَبَا بكر وَعمر، فآثروا الخفة. فَأَما قَوْله تَعَالَى: (رب المشرقين وَرب المغربين) و: (بِرَبّ الْمَشَارِق والمغارب) فقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الْغَيْن فِي تَرْجَمَة: غرب.

والشرق: الْمشرق، وَالْجمع: أشراق. وَقَالَ كثير عزة:

إِذا ضربوا يَوْمًا بهَا الْآل زَينُوا ... مساند أشراق بهَا ومغاربا

وشرقوا: ذَهَبُوا إِلَى الشرق، أَو اتوا الشرق.

وكل مَا طلع من الْمشرق: فقد شَرق، وَيسْتَعْمل فِي الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم.

والشرقي: الْموضع الَّذِي تشرق فِيهِ الشَّمْس من الأَرْض.

وأشرقت الشَّمْس: اضاءت وانبسط.

وَقيل: شَرقَتْ، وأشرقت: طلعت.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: شَرقَتْ، وأشرقت: اضاءت.

وشرقت " بِالْكَسْرِ ": دنت للغروب وآتيك كل شارق: أَي كل يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس.

وَقيل. الشارق: قرن الشَّمْس، يُقَال: لَا آتِيك مَا ذَر شارق.

واشرق لَونه: اسفر وأضاء.

والمشرقة، والمشرقة: الْموضع الَّذِي تشرق عَلَيْهِ الشَّمْس، وَخص بَعضهم بِهِ: الشتَاء، قَالَ:

تريدين الْفِرَاق وَأَنت مني ... بعيش مثل مشرقة الشمَال

والمشيق: الْمشرق، عَن السيرافي.

ومشريق الْبَاب: مدْخل الشَّمْس فِيهِ.

وَمَكَان شَرق ومشرق.

وشرق شرقاً، وأشرق: أشرقت عَلَيْهِ الشَّمْس فأضاء، وَفِي التَّنْزِيل: (وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا) .

والشرقة: الشَّمْس.

وَقيل: الشرق، والشرق، والشرقة، والشرقة، والشارق، والشريق: الشَّمْس حِين تشرق، يُقَال: طلعت الشرق، وَلَا يُقَال: غربت الشرق.

والشرق، والشرقة، والشرقة: مَوضِع الشَّمْس فِي الشتَاء، فَأَما فِي الصَّيف فَلَا شرقة لَهَا.

وَيُقَال مَا بَين المشرقين: أَي مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب.

واشرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الشروق. وَفِي التَّنْزِيل: (فأتبعوهم مشرقين) .

وشرقت اللَّحْم: شبرقته طولا وشررته فِي الشَّمْس، ليجف. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب.

فغدا يشرق مَتنه فَبَدَا لَهُ ... أولى سوابفها قَرِيبا توزع

يَعْنِي: الثور يشرق مَتنه: أَي يظهره للشمس ليجف مَا عَلَيْهِ من ندى اللَّيْل، فَبَدَا لَهُ سوابق الْكلاب توزع: أَي تكف.

وَأَيَّام التَّشْرِيق: ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحْر، لِأَن اللَّحْم يشرق فِيهَا للشمس. وَقيل: سميت بذلك، لأَنهم كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة: أشرق ثبير كَيْمَا نغير. الإغارة: الدّفع اانحر. وَقيل: أشرق: ادخل فِي الشروق، وثبير: جبل بِمَكَّة.

والمشرقك الْعِيد، سمي بذلك، لِأَن الصَّلَاة فِيهِ بعد الشرقة: أَي الشَّمْس.

وَقيل: الْمشرق: مصلى الْعِيد بِمَكَّة. وَقيل: مصلى الْعِيدَيْنِ، قَالَ كرَاع: هُوَ من تَشْرِيق اللَّحْم.

والتشريق: صَلَاة الْعِيد. وَفِي الحَدِيث: " لَا تَشْرِيق وَلَا جُمُعَة إِلَّا فِي مصر جَامع " يَعْنِي: صَلَاة الْعِيد وَفِيه: " لَا ذبح إِلَّا بعد التَّشْرِيق ": أَي بعد الصَّلَاة. وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

قلت لسعد وَهُوَ بالأزراق ... عَلَيْك بالمحض وبالمشارق

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: عَلَيْك بالشمس فِي الشتَاء فانعم بهَا ولذ. وَعِنْدِي: أَن الْمَشَارِق هُنَا: جمع لحم مشرق، وَهُوَ هَذَا المشرور عِنْد الشَّمْس. يُقَوي ذَلِك قَوْله: بالمحض، لِأَنَّهُمَا مطعومان، يَقُول: كل اللَّحْم واشرب اللَّبن الْمَحْض.

وأذُن شرقاء: قطعت من اطرافها، وَلم يبن مِنْهَا شَيْء.

ومعزة شرقاء: انشقت اذناها طولا وَلم تبن، وَقيل: الشرقاء: الشَّاة يشق بَاطِن أذنها من جَانب الْأذن شقاً بَائِنا، وَيتْرك وسط أذنها صَحِيحا.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي " التَّذْكِرَة ": الشرقاء: الَّتِي شقَّتْ اذناها شقين نافذين فَصَارَت ثَلَاث قطع مُتَفَرِّقَة.

والشريق من النِّسَاء: المفضاة.

والشرق من اللَّحْم: الْأَحْمَر الَّذِي لَا دسم لَهُ.

والشرق بِالْمَاءِ والريق وَنَحْوهمَا: كالغصص بِالطَّعَامِ.

وشرق شرقاً، فَهُوَ شرقٌ. قَالَ عدي بن زيد:

لَو بِغَيْر المَاء حلقى شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري وشرق الْموضع باهله: امْتَلَأَ فَضَاقَ.

وشرق الْجَسَد بالطيب: كَذَلِك. قَالَ المخبل:

والزعفران على ترائبها ... شرقاً بِهِ اللبات والنحر

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اخْتَلَط. قَالَ الْمسيب بن علس:

شرقاً بِمَاء الذوب أسلمه ... للمبتغية معاقل الدبر

والتشريق: الصبع بالزعفران غير المشبع، وَلَا يكون بالعصفر.

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اشتدت حمرته بِدَم أَو بِحسن لون احمر.

وصريع شَرق بدمه: مختضب.

وشرق لَونه شرقا: احمر من الخجل.

والشرقي: صبغ احمر.

وشرقت عينه، واشرورقت: احْمَرَّتْ.

وشرق الدَّم فِيهَا: ظهر.

وشرق النّخل، واشرق: لون بحمرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ظُهُور ألوان الْبُسْر.

فَأَما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله: " لَعَلَّكُمْ تدركون قوما يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى، فصلوا الصَّلَاة للْوَقْت الَّذِي تعرفُون ثمَّ صلوا مَعَهم " فَقَالَ بَعضهم: هُوَ أَن يشرق الْإِنْسَان بريقه عِنْد الْمَوْت، وَقَالَ: أَرَادَ انهم يصلونَ الْجُمُعَة، وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من نفس هَذَا الَّذِي قد شَرق بريقه عِنْد الْمَوْت، أَرَادَ فَوت وَقتهَا، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس عَن الْحِيطَان، وَصَارَت بَين الْقُبُور، كَأَنَّهَا لجة، وَفِي بعض الرِّوَايَات: " وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة ": أَي نَافِلَة.

والمشرق: الْمصلى، عَن الْأَصْمَعِي.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْمشرق: سوق الطَّائِف، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع يُفَسر بكلا ذَيْنك.

والشارق: الكلس، عَن كرَاع.

والشرق: طَائِر، وَجمعه: شروق، وَهُوَ من سِبَاع الطير، قَالَ الراجز:

قد اغتدى وَالصُّبْح ذُو بريق

بملحم اقمر سوذنيق

اجدل أَو شَرق من الشروق

قَالَ: والشارق: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة.

وَعبد الشارق: اسْم، وَهُوَ مِنْهُ.

والشريق: اسْم صنم أَيْضا.

والشرقي: اسْم رجل راوية أَخْبَار.

ومشريق: مَوضِع.

شرق

1 شَرَقَتِ الشَّمْسُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. شُرُوقٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and شَرْقٌ, (S, Msb,) The sun rose; (S, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ أَشْرَقَت: (K:) the sun rose from the east; and in like manner one says of the moon, and of the stars: (M:) or the sun rose so that its light began to fall upon the earth and trees: (T and TA in art. ذر:) and ↓ اشرقت signifies, as distinguished from شَرَقَت, (S, M, Mgh, Msb,) or signifies also, (K, TA,) for both verbs are correctly expl. in the K as above, (TA,) it shone, or gave its light, (S, M, Mgh, Msb, K, TA,) and spread (M, TA) upon the earth, or ground: (TA:) or, as some say, شَرَقَت, and ↓ اشرقت are syn., (M, Msb,) as meaning it (the sun) shone: (M:) and شَرْقٌ [as inf. n. of the former verb] signifies the shining of the sun. (K.) b2: And شَرَقَ النَّخْلُ, and ↓ اشرق, The palm-trees showed redness in their fruit: (M, K: *) or showed the colours of their dates. (AHn, M.) [See also شَرِقَ in what follows.]

A2: شَرَقَ الشَّاةَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. شَرْقٌ, He slit the ear of the sheep, or goat, (S, O, Msb, K,) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb.) b2: And شَرَقَ الثَّمَرَةَ, (Az, K,) inf. n. شَرْقٌ, (IAmb, Az, TA,) He plucked the fruit: (Az, K, TA:) or cut it. (IAmb, Az, TA.) One says in crying بَاقِلَّآء [or beans], شَرْقُ الغَدَاةِ طَرِىٌّ The cutting of the morning, fresh! meaning what has been cut, and picked, in the morning. (IAmb, Az, TA.) A3: شَرِقَ, [aor. ـَ inf. n. شَرَقٌ, It (a place) was, or became, bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ اشرق; (M, TA;) [whence,] الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ↓ وَأَشْرَقَتِ occurs in the Kur [xxxix. 69 as meaning And the earth shall shine with the light of its Lord]: (M:) [in other instances,] أَشْرَقَتِ الأَرْضُ means The earth was, or became, bright with the sunshine. (TA.) b2: [Hence, perhaps, or, though not immediately, from what here next follows, some other applications of this verb, to denote redness.] b3: شَرِقَ بِرِيقِهِ, (S, M, Msb, K,) and بِالمَآءِ, and the like, (M,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. شَرَقٌ, (M, Msb,) He (a man, M, Msb) was, or became, choked with his spittle, (S, M, Msb, K,) and with water, &c. (M.) [And جَرِضَ and غَصَّ and شَجِىَ are sometimes used in the same sense in relation to spittle &c.] b4: [Hence,] شَرِقَ الجُرْحُ بِالدَّمِ (assumed tropical:) The wound became [choked or] filled with blood. (Msb.) b5: And شَرِقَ المَوْضِعُ بِأَهْلِهِ (tropical:) The place became [choked or] filled and straitened by its occupants. (TA.) b6: And شَرِقَ الجَسَدُ بِالطِّيبِ (tropical:) [The body became choked in its pores with perfume]. (TA.) b7: [And شَرِقَ الثَّوْبُ بِالجَادِىِّ (assumed tropical:) The garment, or piece of cloth, became glutted, or saturated, with the dye of saffron: see the part. n. شَرِقٌ.] b8: and شَرِقَتْ عَيْنُهُ (tropical:) His eye became red [being surcharged with blood]; as also ↓ اِشْرَوْرَقَتٌ: (M, TA:) and so شَرِقَ الدَّمُ فِى عَيْنِهِ: (K, TA:) or this last signifies the blood appeared in his eye: (M:) and شَرِقَتْ بِالدَّمِ it (the eye) had the blood apparent in it, [as though it were choked therewith,] without its running from it. (TA.) b9: And شَرِقَ لَوْنُهُ, inf. n. شَرَقٌ, (assumed tropical:) His colour, or complexion, became red, by reason of shame, or shame and confusion. (TA.) b10: And [hence, app.,] شَرِقَ الشَّىْءُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The thing became intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M, TA.) b11: and also (assumed tropical:) The thing became mixed, commingled, or blended. (M, TA.) b12: شَرِقَتِ الشَّمْسُ, inf. n. as above, means (tropical:) The sun had a duskiness blended with it, and it [app. the duskiness] then became little: (TA:) or it was near to setting: (M, K:) or became feeble in its light; (O, K;) app. from شَرِقٌ applied to flesh-meat as meaning “ red, having no grease, or gravy,” and applied to a garment, or piece of cloth, as meaning “ red, that has become glutted, or saturated, (شَرِقَ,) with dye; ”

because its colour, in the last part of the day, when it is setting, becomes red. (O.) b13: The phrase يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ المَوْتَى, (S, M, O, K, [in the CK, erroneously, شَرْقِ,]) occurring in a trad., (S, M, O,) in a saying of the Prophet, (O, K,) is expl. as meaning Who postpone, or defer, the prayer until there remains not, (S, M, O, K,) of the sun, (S,) or of the day, (M, O, K,) save as much as remains (S, M, O, K) of the life, (S,) or of the breath, (M, O, K, [but in the CK, نَفْسِ is put in the place of نَفَسِ,]) of the dying who is choked with his spittle: (S, M, O, K:) or the meaning is, until the sun is [but just] above the walls, and [diffusing its feeble light] among the graves (M, O, K *) as though it were a great expanse of water. (M, O.) Az says, يُكْرَهُ الصَّلَاةُ بِشَرَقِ المَوْتَى means Prayer is disapproved when the sun becomes yellow: and فَعَلْتُ ذٰلِكَ بِشَرَقِ المَوْتَى I did that when the sun was becoming yellow. (TA.) A4: شَرِقَتِ الشَّاةُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. شَرَقٌ, (S, Msb,) The sheep, or goat, had its ear slit (S, Msb, K) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb, K.) 2 شرّق, (TA,) inf. n. تَشْرِيقٌ, (S, O, K,) He took to the direction of the east, or place of sunrise: (S, O, K, TA:) he went to the east: he came to the east: (M, TA:) and he directed himself to the east. (TA.) b2: And He prayed at sunrise: and hence, app., He performed the prayer of the festival of the sacrifice: (TA:) or this meaning is from شَرَقَتِ الشَّمْسُ. (Mgh: it is also mentioned in the M.) b3: شرّقت الأَرْضُ, inf. n. as above, The land became affected with drought, and dryness of the earth, being [parched by the sun and] not reached by water: whence the term ↓ شَرَاقِىّ [q. v.] in the dial. of Egypt. (TA.) b4: تَشْرِيقٌ also signifies The being beautiful, and [sunny or] shining in face. (Sh, O, K.) A2: شرّق اللَّحْمَ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. as above, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) He cut the flesh-meat into strips, and dried it in the sun, or spread it in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K:) or [simply] he cut it into pieces, and into strips. (Msb.) [In like manner also] تَشْرِيقُ الشَّعِيرِ signifies The throwing barley in a sunny place in order that it may dry. (Mgh.) And one says of the [wild] bull, يُشَرِّقُ مَتْنَهُ, meaning He exposes his back to the sun in order that what is upon it of the dew of night may dry: in this sense the phrase is used by Aboo-Dhu-eyb. (M.) b2: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ is an appellation of The three days next after the day of sacrifice: (S, M, O, Msb:) [i. e. the eleventh and twelfth and thirteenth days of Dhu-l-Hijjeh:] these days were so called because the flesh of the victims was therein cut into strips, and dried in the sun, or spread in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K: *) or because the victims were not sacrificed until the sun rose: (IAar, S, O, K:) or from the prayer of the day of sacrifice, which they follow: (Mgh:) or because they used to say, [on that day,] (S, M, O,) in the Time of Ignorance, (M,) ثَبِيرْ كَيْمَا نُغِيرْ ↓ أَشْرِقْ, (S, M, O,) which means Enter thou upon the time of sunrise, Thebeer, (addressing one of the mountains of Mekkeh, M, * Mgh,) that we may push, or press, on, or forward, (M, Mgh, Msb,) to return from Minè: (M: [see also 4 in art. غور:]) Aboo-Haneefeh used to hold that التَّشْرِيق means التَّكْبِير [i. e. the saying اَللّٰهُ أَكْبَرْ]; but none beside him has held this opinion. (TA.) It is said in a trad. that the days thus called are days of eating and drinking, and of celebrating the praises of God. (O.) b3: شرّق الثَّوْبَ (assumed tropical:) He made [or dyed] the garment, or piece of cloth, yellow: (Ibn-'Abbád, O:) [or he dyed it red: (see the pass. part. n., below:)] or تَشْرِيقٌ signifies the dyeing with saffron, (M, L,) so that the thing dyed is saturated, (L,) or not so that the thing is saturated: (so in a copy of the M:) it is not with safflower. (M, L. [See also 4, last signification.]) A3: شرّق الَحْوَض is sometimes said for صَرَّجَهُ, meaning He plastered the watering-trough, or tank, with شَارُوق [q. v.], or صَارُوج. (M in art. صرج.) 4 اشرق: see 1, in six places. One says also, اشرق وَجْهُهُ, (S,) and لَوْنُهُ, (M,) His face, (S,) and his colour, or complexion, (M,) shone, (S, M,) and was bright, with beauty. (S.) b2: Some allow its being made trans.; [meaning It caused, or made, to shine;] as in the saying, ثَلَاثَةٌ تُشْرَقُ الدُّنْيَا بِبَهْجَتِهَا شَمْسُ الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاقَ والقَمَرُ [There are three things, with the beauty of which the world is made to shine; the sun of the bright early morning, and Aboo-Is-hák, and the moon]: but there is no proof in this, because [the right reading may be تُشْرِقُ, and so] الدنيا may be an agent; therefore the making the verb trans. [in this sense] is said to be post-classical, though it is mentioned by the author of the Ksh. (MF, TA.) b3: It signifies also He entered upon the time of sunrise: (S, M, Mgh, Msb, K:) similarly to أَفْجَرَ, and أَصْبَحَ, and أَظْهَرَ. (TA.) See 2.

A2: اشرق عَدُوَّهُ He caused his enemy to become choked [with his spittle, or with water, or the like: see 1]. (O, K.) And أَشْرَقْتُ فُلَانًا بِرِيقِهِ (tropical:) [I choked the utterance, or impeded the action, of such a one;] I did not allow such a one to say, or to do, a thing. (Z, TA.) b2: اشرق الثَّوْبَ بِالصِّبْغِ, (Moheet, A, O,) or فِى الصِّبْغِ, (K,) (tropical:) He exceeded the usual degree in dyeing the garment, or piece of cloth; [saturated it with dye;] or dyed it thoroughly. (K, TA. [See also 2, last signification but one.]) 5 تشرّق He sat in a sunny place (S, O, K) [at any season, (see مَشْرُقَةٌ,) or particularly] in winter. (O, K.) b2: And تشرّقوا They looked through the مِشْرِيق of the door, i. e. the chink thereof into which the light of the rising sun falls. (O.) 7 انشرقت القَوْسُ The bow split. (Ibn-'Abbád, O, K.) 12 اِشْرَوْرَقَتْ عَيْنُهُ: see 1, latter half. b2: اِشْرَوْرَقَ بِالدَّمْعِ (tropical:) He became drowned in tears. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) شَرْقٌ [an inf. n.: see 1, first sentence. b2: Also] The sun; (S, O, K;) and so ↓ شَرَقٌ: (K, and thus in one of my copies of the S in the place of the former:) [or] ↓ شَرْقَةٌ has this signification: (M, Msb:) and شَرْقٌ signifies the rising sun; (M, TA;) as some say; (M;) thus accord. to AA and IAar; (TA;) and so ↓ شَرَقٌ, (M, Msb,) and ↓ شَرْقَةٌ, and ↓ شَرِقَةٌ, (M, K,) and ↓ شَرَقَةٌ, (TA,) and ↓ شَارِقٌ, (S, * M, K,) and ↓ شَرِيقٌ: (M, K:) one says, طَلَعَتِ الشَّرْقُ The sun rose; (S, M, O; in one of my copies of the S ↓ الشَّرَقُ;) but not غَرَبَتِ الشَّرْقُ: (M:) and ↓ آتِيكَ كُلَّ شَارِقٍ I will come to thee every day that the sun rises: or, as some say, شَارِقٌ signifies the upper limb (قَرْن) of the sun: (M:) and one says, لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شَارِقٌ [I will not come to thee as long as a sun, or the upper limb of a sun, rises, or begins to rise]. (S, M.) b3: See also مَشْرِقٌ, in three places. b4: Also A place where the sun shines (حَيْثُ تُشْرِقُ الشَّمْسُ). (K.) See مَشْرُقَةٌ. b5: The warmth of the sun. (TA.) b6: The light that enters from the chink of a door; (IAar, Th, K;) as also ↓ شِرْقٌ. (K.) In a trad. of I'Ab, (TA,) it is said of a gate in Heaven, called ↓ المِشْرِيقُ [q. v.], قَدْ رُدَّ حَتَّى مَا بَقِىَ إِلَّا شَرْقُهُ (O, K, TA) i. e. It had been closed so that there remained not save its light entering from the chink thereof: so says I'Ab. (O, TA.) b7: And A chink, or fissure. (K, TA.) One says, مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِى شَىْءٌ Nothing entered the chink of my mouth. (Z, TA.) A2: Also A certain bird, (Sh, M, K,) one of the birds of prey, (M,) between the kite and the hawk, or falcon, (Sh, K,) or between the kite and the [species of falcon called] شَاهِين [q. v.]: (O:) pl. شُرُوقٌ. (M.) شِرْقٌ: see the next preceding paragraph.

شَرَقٌ [inf. n. of شَرِقَ, q. v. b2: And also a subst.]: see شَرْقٌ, in three places. b3: Also A thing [such as spittle and the like (see شَرِقَ)] obstructing, or choking, the throat, or fauces. (S, and Har p.

477.) شَرِقٌ A place bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ مُشْرِقٌ. (M, TA.) b2: A man choked with his spittle, or with water, or the like. (M, TA.) b3: (assumed tropical:) A plant, or herbage, having plentiful irrigation; or flourishing and fresh, or juicy, by reason of plentiful irrigation; syn. رَيَّانُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, red; that is glutted, or saturated, [so I render اَلَّذِى شَرِقَ,] with dye: (O:) and شَرِقٌ بِالجَادِىِّ applied to a garment, or piece of cloth, [app. signifies (assumed tropical:) glutted, or saturated, with the dye of saffron: see also مُشَرَّقٌ, and see 4.] (TA.) One says also صَرِيعٌ شَرِقٌ بِدَمِهِ (assumed tropical:) [Prostrated,] dyed with his blood. (M, TA.) b5: (tropical:) Flesh-meat (S, M, O, TA) that is red, (M, O, TA,) having no grease, or gravy. (S, M, O, TA.) b6: (assumed tropical:) A thing intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M.) b7: And (assumed tropical:) A thing mixed, commingled, or blended. (M.) شَرْقَةٌ: see شَرْقٌ, in two places: b2: and see مَشْرُقَةٌ, in two places.

شُرْقَةٌ (assumed tropical:) Anxiety, grief, or anguish; syn. in Pers\.

أَنْدُوهْ. (KL.) شَرَقَةٌ: see شَرْقٌ: b2: and see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A brand with which a sheep, or goat, such as is termed شَرْقَآء, is marked. (O, K.) شَرِقَةٌ: see شَرْقٌ.

شَاةٌ شَرْقَآءُ A sheep, or goat, having its ear slit (S, Mgh, O, K) lengthwise, (K,) without its being separated: (TA:) or having the ear slit in two, (As, Msb, TA,) as though it were a زَنَمَة [q. v.]: (As, TA:) or شَرْقَآءُ applied to an ear signifies cut at its extremities, without having anything thereof separated: and applied to a she-goat (مَعْزَة), having its ear slit lengthwise, without its being separated: and, as some say, applied to a شاة, having the inner part of its ear slit on one side with a separating slitting, the middle of its ear being left sound: or, accord. to Aboo-'Alee in the “ Tedhkireh,” شَرْقَآءُ signifies having its ears slit with two slits passing through, so as to become three distinct pieces. (M.) شَرْقِىٌّ [Of, or relating to, the east, or place of sunrise; eastern, or oriental]. b2: لَا شَرْقِيَّةِ وَلَا غَرْبِيَّةٍ, (K, TA,) in the Kur [xxiv. 35], (TA,) meansNot such that the sun shines upon it at its rising only (Fr, K, TA) nor at its setting only, (Fr, TA,) but such that the sun lights upon it morning and evening: (Fr, K, TA:) or, accord. to El-Hasan, it means not of the trees of the people of the present world, but of the trees of the people of Paradise: Az, however, says that the former explanation is more fit and more commonly receive. (TA.) And مَكَانٌ شَرْقِىٌّ signifies A place, of the earth, or ground, in, or upon, which the sun rises, or shines. (TA.) See also شَارِقٌ [and شَرِقٌ and مَشْرُقَةٌ].

A2: Also A certain red dye. (TA.) شَرِيقٌ: see شَرْقٌ. b2: Also A boy, or young man, goodly, or beautiful, (K, TA,) in face: (TA:) pl. شُرُقٌ, (K, TA, [in the CK شَرْقٌ, but correctly]) with two dammehs. (TA.) b3: And A woman small in the vulva: (Ibn-'Abbád, O, K:) or having her vagina and rectum united by the rending of the separation between them; syn. مُفْضَاةٌ. (M, K.) b4: And الشَّرِيقُ is the name of A certain idol. (M, TA.) شُرَيْقَة The first part of the rising sun. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.) See also شَارِقٌ, voce شَرْقٌ.]

شَرَاقِىُّ [The lands that are not reached by the water, or inundation, and that are consequently parched by the sun]: a word of the dial. of Egypt. (TA.) See 2.

شَارِقٌ: see شَرْقٌ, in two places. b2: Also The side that is next the east; (O;) the eastern side; (K;) of a hill, and of a mountain: you say, هٰذَا شَارِقُ الجَبَلِ and ↓ شَرْقِيُّهُ [This is the eastern side of the mountain], and هذا غَارِبُ الجَبَلِ and غَرْبِيُّهُ [in the opposite sense]: (TA:) pl. شُرْقٌ. (O, K.) Hence, in a trad., as some relate it, الشُّرْقُ الجُونُ [meaning (assumed tropical:) Trials, or conflicts and factions, like portions of the dark night, rising from the direction of the east]: but it is otherwise related, with ف [in the place of the ق: see شَارِفٌ]. (TA.) b3: And الشَّارِقُ is the name of A certain idol, of the Time of Ignorance; (IDrd, M, K;) whence عَبْدُ الشَّارِقِ, a proper name [of a man]. (IDrd, M.) A2: Also [if not a mistranscription for شَارُوقٌ, q. v., app. Clay, or some other substance or mixture, with which a place is plastered,] مَا يُطَيَّنُ بِهِ مَكَانٌ. (Ibn-' Abbád, O.) شَارُوقٌ signifies [The kind of plaster called]

كِلْسٌ, [q. v.,] (Kr, M,) i. q. صَارُوجٌ. (K. [See this last word: and see also the last sentence of the next preceding paragraph above.]) مَشْرَقٌ: see what next follows.

مَشْرِقٌ (S, M, O, Msb, K,) which by rule should be ↓ مَشْرَقٌ, (M, Msb,) but this latter is rarely used, (Msb,) The place, (M,) or quarter, or direction, (Msb,) of sunrise; (M, Msb;) [the east, or orient;] and ↓ شَرْقٌ signifies the same; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ مِشْرِيقٌ: (Seer, M:) the pl. of the first is مَشَارِقُ; and the pl. of ↓ شَرْقٌ is أَشْرَاقٌ. (M.) The dual, المَشْرِقَانِ, means The place of sunrise of summer and that of winter [E. 26 degrees N. and E. 26 degrees S. in Central Arabia]. (S, O, TA.) And also The place of sunrise and the place of sunset; [or the east and the west;] (M, O;) the former being thus made predominant because it denotes existence, whereas the latter denotes non-existence: (M:) thus in the saying, (M, O,) in the Kur [xliii. 37], (O,) يَا لَيْتَ بَيْنِى

وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [O, would that between me and thee were the distance of the east and the west]. (M, O.) And [in like manner] one says ↓ مَا بَيْنَ الشَّرْقَيْنِ, meaning What is between the place of sunrise and the place of sunset. (M.) b2: See also مَشْرُقَةٌ. b3: The saying, cited by IAar, قُلْتُ لِسَعْدٍ وَهْوَ بِالأَزْارِقِ عَلَيْكَ بِالمَحْضِ وَبِالمَشَارِقِ

he explains as meaning [I said to Saad, he being at El-Azárik (a certain water in the بَادِيَة, TA in art. زرق)], Keep thou [to pure milk, and] to the sun [or the places of sunshine] in winter: but [ISd says,] in my opinion, المَشَارِق is here pl. of ↓ مُشَرَّقٌ applied to flesh-meat that is “ [cut into strips and] spread in the sun [to dry]; ” and this is confirmed by his saying بالمحض, each of them being food. (M.) مُشْرِقٌ: see شَرِقٌ. b2: Also Entering upon the time of sunrise: the pl. occurs in this sense in the Kur xv. 73 and xxvi. 60. (TA.) مَشْرُقَةٌ and مَشْرَقَةٌ (S, M, O, K) and مَشْرِقَةٌ, (M, O, K,) the last mentioned by Ks, (O,) A place of sitting in the sun; (S, O, K;) accord. to some, peculiarly, (TA,) in the winter; (O, K, TA;) and ↓ شَرْقَةٌ and ↓ مِشْرَاقٌ (S, O, K) and ↓ مِشْرِيقٌ (O, K) signify the same: (S, O, K:) or a place upon which the sun shines; accord. to some, peculiarly, in the winter, (M,) as also ↓ شَرْقَةٌ and ↓ شَرَقَةٌ (M, TA) and ↓ شَرْقٌ (M) and مشرق [app. ↓ مَشْرِقٌ, of the pl. of which, or of one of the first three words in this paragraph, see an ex. in a verse cited voce مَشْرِقٌ if the explanation of that verse by IAar be correct]. (TA.) مَشْرِقِىٌّ (Msb, TA) and مَشْرَقِىٌّ both [applied to a man] signify Of the east; or eastern: (Msb:) pl. مَشَارِقَةٌ. (TA.) مُشَرَّقٌ A place of prayer; syn. مُصَلًّى; (As, S, M, Mgh, K;) i. e., in an absolute sense: (TA:) or the place of prayer of the festival (العِيد): (TA:) or the place of prayer of the two festivals: and المُشَرَّقُ is said to mean the place of prayer of the festival at Mekkeh: (M, TA:) and the mosque of El-Kheyf. (S, K.) b2: And The festival (العِيد) [itself]: because the prayer thereon is after the شَرْقَة, i. e. the [rising] sun. (M.) A2: Also Flesh-meat [cut into strips and] spread in the sun [to dry: see its verb, 2]. (M.) See also مَشْرِقٌ, last sentence. b2: And A garment, or piece of cloth, [dyed yellow: or with saffron: see, again, its verb: or] dyed with a red colour. (O, K.) A3: And a fortress [or a watering-trough or tank (see 2, last sentence,)] plastered with شَارُوق. (O, K.) مُشَرِّقٌ Taking to the direction of the east, or place of sunrise: one says, شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ

وَمُغَرِّبٍ [Different, or widely different, are one going towards the east and one going towards the west]. (S.) مِشْرَاقٌ: see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A man accustomed to make his enemy to be choked with his spittle. (Z, TA.) مِشْرِيقٌ: see مَشْرِقٌ: b2: and مَشْرُقَةٌ. b3: Also, (M, O, K,) of a door, (M, K,) A chink into which the light of the rising sun falls. (M, * O, K. *) b4: And المِشْرِيقُ is the name of A gate for repentance, in Heaven. (I'Ab, O, K.) See شَرْقٌ.

شرق: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طلعت، واسم الموضع

المَشْرِق، وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل. وفي حديث

ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس. يقال: شَرَقَت الشمسُ

إذا طلعت، وأشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر

حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع

الشمس، والإضاءة مع الإرتفاع. وقوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ

المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِلا

اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم،

والوجودُ لا محالة أشرفُ، كما يقال القمران للشمس والقمر؛ قال:

لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ

أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير، وكما قالوا سُنَّة

العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة. وأما

قوله تعالى: رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب، فقد ذكر

في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب. والشَّرْق: المَشْرِق، والجمع

أَشراق؛ قال كُثَيِّر عزّة:

إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل، زيَّنُوا

مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا

والتَّشْرِيقُ: الأخذ في ناحية المشرق. يقال: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ

ومُغرِّبٍ. وشَرِّقوا: ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق. وكل ما طلَع من

المشرق فقد شَرَّق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم.

وفي الحديث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها، ولكن شَرِّقوا

أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك

السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق

أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب

ويَشْتَمِل. وفي الحديث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، يعني الفِتَن التي تجيء

من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه.

والشَّرْقيّ: الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض. وأَشْرَقَت الشمسُ

إشْراقاً: أضاءت وانبسطت على الأَرض، وقيل: شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت، وحكى

سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. وشَرِقَت، بالكسر: دَنَتْ للغروب. وآتِيك

كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس، وقيل: الشارِقُ قَرْن الشمس.

يقال: لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذيب: والشمس تسمى شارقاً. يقال: إني

لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ، وهو الشمس. وروى ثعلب عن

ابن الأَعرابي قال: الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس. وروى عمرو عن أَبيه

أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشين، والشِّرْق الضوء الذي يدخل من

شقّ الباب، ويقال له المِشْرِيق. وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وأضاء

وتلألأ حُسْناً.

والمَشْرقة: موضع القعود للشمس، وفيه أربع لغات: مَشْرُقة ومَشْرَقة،

بضم الراء وفتحها، وشَرْقة، بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراق.

وتَشَرَّقْت أي جلست فيه. ابن سيده: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع

الذي تَشْرُق عليه الشمس، وخصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال:

تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي

بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ

ويقال: اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ، وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة

والمَشْرُقة.

والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عن السيرافي. ومِشْرِيقُ الباب: مدْخَلُ

الشمس فيه. وفي الحديث: أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على

مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر؛

قيل في المِشْرِيق: إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ وفي

الرواية الأُخرى في حديث وهب: إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على

أهله، جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين

يوماً، فإن أنكر طار، وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار

قُنْذُعاً دَيُّوثاً. وفي حديث ابن عباس: في السماء بابٌ للتوبة يقال له

المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ

الباب.ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عليه الشمس

فأضاء. ويقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس

وضِحِّها عليها. وفي التنزيل: وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها.

والشَّرْقة: الشمس، وقيل: الشَّرَق والشَّرْق، بالفتح. والشَّرِقة

والشارِقُ والشَّرِيق: الشمس، وقيل: الشمس حين تَشرُق. يقال: طلعت الشَّرَق

والشَّرُق، وفي الصحاح: طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا

الشَّرَق. ابن السكيت: الشَّرَق الشمس، والشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذي

تَشْرُق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه. وفي الحديث:

كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وهو الشمس،

والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا

شَرقة لها، والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها،

وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها. ويقال: ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين

المَشْرِق والمغرب.

وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس. وفي التنزيل: فأَخَذَتْهم

الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ؛ أَي مُصْبِــحين. وأَشْرَقَ القومُ: دخلوا في وقت

الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا

وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب. وفي التنزيل: فأَتْبَعُوهم

مُشْرقينَ، أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شَرَقَت

الشمسُ إذا طلعت، وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إذا

غابت.

والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصيف والشتاء.

ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ

قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط؛ قال

الأَزهري: وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره. يقال: شَرقَتُ

الثمرةَ إذا قطعتها.

وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شَجَرةِ

مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة؛ يقول هذه الشجرة

ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط،

ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة، فهو

أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها، وهو قول أكثر أَهل التفسير؛ وقال الحسن:

لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من

شجر أَهل الجنة، قال الأَزهري: والقول الأَول أَولى؛ قال وروى المنذري عن

أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة:

إنه شارِق الشَّقِيقة، إذ جا

ءَت مَعَدٌّ، لكل حَيٍّ لواء

قال: الشَّقِيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها

الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق، والشمس تَشْرُق فيه، هذا مفعول فجعله

فاعلاً. وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل: هذا شارِقُ

الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه؛ وقال العجاج:

والفُتُن الشارق والغَرْبيّ

أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ؛ قال الأزهري: وإنما

جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو

كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ.

وشَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن

لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى؛ قال أَبو ذؤيب:

فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له

أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ

يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى

الليل فبدا له سوابقُ

الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. وتَشْريق اللحم: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه

وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.

وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق

فيها للشمس أَي يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في

الجاهلية: أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير؛ الإِغارةُ: الدفع، أَي ندفع للنَّفْر؛

حكاه يعقوب، وقال ابن الأَعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا

تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع، وقال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال سميت

بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك

لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر،يقول فصارت هذه الأيام تبعاً

ليوم النحر، قال: وهذا أَعجب القولين إليَّ، قال: وكان أَبو حنيفة يذهب

بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق ادْخُلْ في

الشروق، وثَبِيرٌ جبل بمكة، وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير: كَيْما

نُغِير: يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب

دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال، كيما نُغِير أَي كيما ندفع

للنحر، وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي

أَسْرع ودفع في عَدْوِه. وفي الحديث: مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ، أَي

قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق. وفي حديث

مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى. وسأل أَعرابي رجلاً

فقال: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد، ويقال لمسجد

الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف. والمُشَرَّق: العيد، سمي بذلك

لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس، وقيل: المُشَرَّق مُصَلَّى العيد

بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى

العيدين، وقيل: المُشَرَّق المصلّى مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشريق اللحم؛ وروى

شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد: اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني

المصلى؛ وفي ذلك يقول الأَخطل:

وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها،

في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار

والتَّشْرِيق: صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.

وفي الحديث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة، وقال شعبة:

التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ. وفي حديث عليّ، رضي

الله عنه: لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:

قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق:

عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق

فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ؛ قال ابن

سيده: وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عند

الشمس، يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ يقول: كُلِ اللحم

واشْرَب اللبن المحض. والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الوجه؛ قاله ابن

الأَعرابي في بيت المرار:

ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ،

والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ

(* قوله «والفخر» كذ بالأصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن

الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام).

والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها

ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم

تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن

شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقال أَبو علي في التذكرة:

الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة.

وشَرَقَتْ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. وشَرِقت الشاةُ،

بالكسر، فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو

جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه

زنَمة، واسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحريك، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها

شَرْقاً إذا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير. وشاة

شَرْقاء: مقطوعة الأُذن.

والشَّرِيقُ من النساء: المُفْضاة.

والشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذي لا دَسَم له.

والشَّرَقُ: الشجا والغُصّة. والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما:

كالغَصَص بالطعام؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدي بن زيد:

لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ،

كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري

الليث: يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه، ويقال: أَخذَتْه

شَرْقة فكاد يموت. ابن الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قال الأَزهري:

والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه. والشَّرَقُ: دخولُ

الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به، وقد غَرِقَ وشَرِقَ. وفي الحديث: فلما

بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة.

قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى

على ذكرِ عيسى، عليه السلام، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة:

المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة، وقيل:

أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع؛ ومنه الحديث: الحَرَقُ

والشِّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت. وفي حديث أُبَيّ: لقد اصطلح

أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به، وهو مجاز

فيما ناله من أَمْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحَلّ به حتى كأَنه

شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به.

وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك؛ قال

المخبَّل:

والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها

شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسَّيب بن عَلَسٍ:

شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه

للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ

والتَّشْريق: الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر.

والتَّشْويق: المُشْبَع بالزعفران. وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ:

اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشى:

وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته،

كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ

ومنه حديث عكرمة: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي

محمّرة. يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا

بالَغْت في حمرته؛ وفي حديث الشعبي: سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت

بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال:

لها أَمْرُها، حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ

بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا

الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي

أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه؛ ضربه مثلاً للعين أَي لا

يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه، فمعنى شَرِقَت

بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها. وصَرِيع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب.

وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ. والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر.

وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فيها: ظهر.

الأَصمعي: شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ، وقيل إذا

ما نَشِبَ، وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ؛ قال: وإذا اختلطت

كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ

فيه ويختلط. يقال: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ

حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، قال في الناقة

المُنْكَسرة: ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها

في جوفها؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما

مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم. وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ

(*

قوله «وأزهق» هكذا في الأصل ولعله وأزهى.) لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنيفة:

هو ظهور أَلوان البُسْر. ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان؛ قال الأَعشى:

يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ،

مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

وأَما ما جاء في الحديث من قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون

الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا

معهم؛ فقال بعضهم: هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت، وقال:

أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا

الذي قد شَرِق بريقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة

في الصحاح بجمعة ولا بغيرها، وسئل عن هذا الحديث فقال: أَلم ترَ الشمسَ

إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى؛

قال أَبو عبيد: يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى

دون الأَحياء. أَبو زيد: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس،

وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى: في ذلك الوقت. وفي الحديث: أَنه ذكر الدنيا

فقال: إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى؛ له معنيان: أَحدهما أَنه أَراد به

آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما

بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت

بريقه إذا غَصَّ به، فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة

الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه. وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه

فقال: أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان

فصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى. يقال: شَرِقَت الشمس

شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما

بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين: أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما

تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك

الساعة من اليوم، والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند

خروج نفسه. وفي بعض الروايات: واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة.

وقال أبو عبيد: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، وقال غيره: المُشَرَّق

سُوقُ الطائف؛ وقول أبي ذؤيب:

حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ،

بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ

يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك، ورواه ابن الأعرابي: بصفا المُشَقَّر؛ قال: وهو

صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال:

دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا

والشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع.

والشَّرْقُ: طائر، وجمعه شُروق، وهو من سِباع الطير؛ قال الراجز:

قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ،

بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ،

أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ

قال شمر: أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي:

انْتَفِخي، يا أَرْنَبَ القِيعان،

وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ،

أو ضربة من شرق شاهيان،

أو توجي جائع غرثان

(* قوله «أو ضربة من شرق إلى آخر البيت» هكذا في الأصل).

قال: الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود. والشارِق: صنم كان

في الجاهلية، وعبد الشارِق: اسم وهو منه. والشَّرِيقُ: اسم صنم أيضاً.

والشَّرْقِيُّ: اسم رجل راوِية أَخبار. ومِشْرِيق: موضع. وشَرِيق: اسم

رجل.

شرق
الشَّرْقُ: الشَّمْسُ حينَ تُشْرِقُ، ورَواه عَمْرو عَن أَبِيهِ، ورَواه ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابِىِّ ويُحَرَّكُ عَن ابْنِ السِّكًّيتِ، يُقالُ: طَلَعَت الشَّرْقُ، وَلَا يُقال: غَرَبَت الشَّرْقُ.
والشَّرْقُ: إسْفارُها. والشَّرْقُ: حَيْثُ تَشْرُقُ الشمسُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ يَوْم طَلْعَةَ شَرْقِه، نَقَله ابنُ السِّكِّيتِ.
والشرْقُ: الشَّقُّ يُقال: مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِي شَيءٌ، أَي: شِقَّ فَمِي، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي.
والشَّرْقُ المَشْرِقُ كَمَا فِي الصِّحاح، وجَمْعُه أشْراقٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(إِذا ضَرَبُوا يَوْماً بهَا الآلَ زَيَّنُوا ... مَسانِدَ أَشْراقِ بهَا ومَغاربِ) وقالَ أبُو العَبّاسِ: الشَّرْقُ: الضَّوْءُ الذِي يَدْخُلُ من شَق البابِ رَواهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبّاس: وَقد ردَّ فلَمْ يَبَقَ إِلاّ شَرْقُهُ ويُكْسَرُ.
وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّرْقُ: طائِر بَيْنَ الحِدَأَةِ والصَّقْرِ وفِي العُبابِ: والشّاهِين، ولَوْنُه أَسْوَدُ، قالَ شَمِرٌ: وأَنْشَدَ أَعْرابِيًّ فِي مَجْلِسِ ابنِ الأعرابيِّ: انْتَفِجِي يَا أَرْنَبَ القِيعانِ وأَبْشِرِى بالضَّرْبِ والهَوانِ) أَو ضَرْبَةٍ من شَرْقِ شاهِيانِ وهكَذا فَسَّرَه، وجَمْعُه شُرُوقٌ، وَهُوَ من سِباع الطَّيْرِ، قَالَ الرّاجِزُ: قد أَغْتَدِي والصبْحُ ذُو بَرِيقِ بملحِم أحْمَرَ سَوْذَنِيقِ أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشرُوق والشَّرْقُ: إِقْلِيمٌ بإِشْبِيلِيَةَ أَو إِقْلِيمٌ بباجَةَ صوابُه وإِقْلِيمٌ بباجَةَ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ، وتَقَدَّمَ لَهُ فِي الفاءَ أنَّ الشَّرَفَ من أَعْمالِ إِشْبِيلِيَةَ، فَهُوَ شَدِيدُ المُلابَسَةِ بِهَذَا.
وشَرَقَت الشمْسُ شَرْقاً، وشُرُوقاً: طَلَعَتْ، كأشْرَقَتْ وقِيلَ: أَشْرقَتْ: أَضاءَتْ وانْبَسطَتْ على الأرْضِ، وشَرَقَتْ: طَلَعَتْ.
وشَرَقَ الشّاةَ شَرْقاً: إِذا شقَّ أذُنَها نَقَله الجَوْهَرِيًّ.
وشَرَق النخْلُ: أَزْهَى أَي: لَوَّنَ بحُمْرَة كأشْرَقَ قالَ أَبُو حَنِيفَةَّ: هُوَ ظُهُورُ أَلوانِ البُسْرِ.
وشَرَقَ الثَّمَرةَ: قَطَفَها نَقَله الأَزْهَرِي.
وقالَ ابنُ الأنْبارِيِّ: يُقَال فِي النِّداءَ عَلي الباقِلَّا: شَرْقُ الغَداةِ طَرِي، قالَ أَبُو بَكْر: مَعْناهُ: قَطْعُ الغَداةِ، أَي: مَا قُطِعَ بالغَداةِ والْتُقِطَ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا فِي الباقِلاّ الرَّطْبِ يُجْنَى من شَجَرِهِ.
والمَشْرِقُ: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ هَكَذَا فِي النسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه ببلادِ العَرَبِ، فَفِي العُبابِ: والمَشْرِقُ: جَبَل من جِبالِ العَرَبِ، بَيْنَ الصَّرِيف والقَصِيم، وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ جَبَلٌ من الأعْرافِ بينَ الصَّرِيفِ والقصيم، من أَرْضِ ضَبَّةَ، وجَبَلٌ آخَرُ هُنَاكَ، فَتنبْه لذَلِك.
ومِخْلافُ المَشْرِقِ باليَمَنِ، وإِليهِ نُسِبَ الضَّحّاكُ بنُ شَراحِيل المَشْرِقِي: تابِعي يَرْوِي عَن أَبِي سَعِيدٍ، وَعنهُ الزهرِي، وحَبيبُ بنُ أَبي ثابتٍ، قَالَه ابنُ حِبّان، هَكذا ضَبَطَه الدَّارَقُطْني أَو صوابُه كَسْرُ المِيم وفَتْحُ الرّاءَ، نِسْبَةً إِلى مِشْرَقٍ كمِنْبَرٍ: بَطْن مِنْ هَمْدانَ.
قلتُ: وَمن هَذَا البَطْنِ يَزِيدُ المِشْرَقِيُّ شَيْخ للشّعْبِيِّ، وعَبّاسُ بنُ الوَلِيدِ المِشْرَقِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ المَدِينِيِّ، ذَكَرَهُما ابنُ ماكُولاَ، وعُرَيْبُ بنُ يَزِيدَ المِشْرَقيُّ، رَوَى عَنهُ عَبْدُ الجَبّار الشَّامي.
وقَوْلُه تَعالَى: شَرْقية وَلَا غَرْبِيَّةٍ أَي: هذِه الشجرةُ لَا تطْلُعُ عَلَيْها الشَّمْسُُ عِنْدَ شُرُوقِها فَقَطْ أَو وَقْت غُرُوبِها فَقَط، ولكِنّها شَرقِيةٌ غَرْبِيَّة تُصِيبُها الشَّمْسُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فَهُوَ أَنْضَرُ لَها، وأَجْوَدُ لزَيْتُونِها، وَهُوَ قَوْلُ الفَراءَ وغَيْرِه من أَهْلِ التَّفْسِيرِ، قالَ الحَسَنُ: المَعْنَى أَنَّها ليسَت من) شَجَرِ أهْلِ الدنْيا، أَي: هِيَ من شَجَرِ أَهْلِ الجَنَّةِ، قالَ الأزْهَرِي: والقَولُ الأوَّلُ أَولَى وأَكثر.
والشَّرْقَةُ، بالفَتْح كَمَا فِي الصِّحَاح والمَشرقَةُ مثَلَّثَةَ الرّاءَ واقْتَصَر الْجَوْهَرِي على الضمِّ والفَتحْ، وَنقل الصاغانِي الكَسْرَ عَن الكِسائِيِّ.
والمِشْراقُ كمِحْرابٍ ومِنْدِيل: ذكَر الجَوْهَرِي مِنْها أَربعةً مَا عَدا الأخِيرَةَ: موْضِعُ القُعُودِ فِي الشَّمْسِ حيثُ تَشْرُقُ عَلَيْهِ، وخَصهُ بَعضهم بالشِّتاءَ قَالَ: (تُرِيدِينَ الفِراقَ وأنْتِ مِنِّي ... بعَيْش مثلِ مَشْرُقَةِ الشّمالِ)
ويُقال: الشَّرْقَةُ بالفَتْح، وبالتَّحْرِيك مَوْضِعُ الشَّمْسِ فِي الشِّتاءَ، فأمّا فِي الصَّيْفِ فَلَا شَرْقَةَ لَهَا، والمَشْرِقُ: مَوْقِعُها فِي الشِّتاءِ عَلَى الأرْضِ بعدَ طُلُوعِها، وشَرْقُها: دَفاؤُها. وتَشرًّقَ: قَعَدَ فِيهِ.
والمِشْريقُ كمِنْدِيل، من البابِ: الشِّقًّ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ ضِح الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِها، وَمِنْه حَدِيث وَهْبٍ: فيَقَع عَلَى مِشْرِيقِ بابِه وَقد ذكرَ فِي قرقف وَفِي قندع.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قالَ: بابٌ للتَّوْبَةِ فِي السَّماءَ يُقالُ لَهُ: المِشْرِيقُ وقَدْ رُدَّ. حتّى مَا بَقِيَ إِلاّ شَرْقُه أَي: ضَوْءُه الدَّاخِل من شِقِّ البابِ، قالَهُ أَبو العَبّاسِ.
والشّارِقُ: الشَّمْسُ حِينَ تَشْرُقُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ شارِقٍ، أَي: كُلَّ يَوْم طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، وقِيلَ الشّارِقُ: قَرْنُ الشَّمْسِ، يُقال: لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شارِقٌ كالشَّرْقَةِ بالفَتْح، والشَّرِقَةِ كفَرِحَة وكأمِيرٍ ويُقالُ أَيْضاً: الشَّرَقَةُ، محرَّكَةً.
والشارِقُ: الجانِبُ الشَّرْقِي وَهُوَ الّذِي تَشْرُقُ فِيهِ الشمْسُ من الأرْضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
(آيةٌ شارِقُ الشَّقِيقَةِ إِذْ جا ... ءَتْ مَعَدٌّ لكُلِّ حَيٍّ لِواءُ)
قَالَ المُنْذِرِي، عَن أَبي الهَيْثَم: قوْلُه: شارِقُ الشَّقِيقَةِ أَي: مِن جانِبِها الشَّرْقِيِّ الَّذِي يَلي المَشْرِقَ، فقالَ: شارِق، والشَّمْسُ تَشْرُقُ فِيهِ هَذَا مَفْعُولٌ، فجَعَله فاعِلاً، ويُقال لما يَلِي المشرقَ من الأكَمَة والجبَل: هَذَا شارق الجبَلِ، وشَرْقِيُّهُ، وَهَذَا غارِبُ الجبَلِ وغَرْبِيه، وقالَ العَجّاجُ: والفَنَنُ الشّارقُ والغَرْبِي وإنّما جازَ أنْ يَفْعَلَه شارِقاً لِأَنَّهُ جَعَلَه ذَا شَرقٍ، كَمَا يُقَال: سِر كاتِمٌ: ذُو كِتْمان، وَمَاء دافِقٌ: ذُو دَفْقٍ. ج: شُرْقٌ كقفْلٍ مِثل بازِل وبزْلٍ، وَمِنْه حَدِيث. أتَتْكُم الشُّرْقُ الجونُ وَهِي الفِتَنُ كأَمْثالِ اللَّيْلِ)
المظْلِم، ويُرْوَى بالفاءِ، وَقد تَقَدَّم. وقالَ ابنُ دُرَيْد: الشارِقُ: صنَمٌ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَبِه سَمَّوْا عَبْدَ الشّارِقِ.
والشّارِقُ: لَقَبٌ لِقَيْسِ بنِ معدِيكَرِبَ، وَبِه فَسَّرَ بعضُهم قولَ الحارِثِ السّابِقِ، وأرادَ بالشَّقِيقَةِ قَوْماً من بَني شَيْبان جَاءُوا ليغِيروا على إِبِلٍ لعَمْرِو بنِ هِنْد، وعَلَيْها قَيْسُ بنُ مَعدِيكرب، فرَدَّتْهُم بَنُو يَشكر، وسَمّاهُ شارِقاً لأَنِّه جَاءَ من قِبَلِ المَشْرِقِ.
وعَبد الشّارِقِ بن عَبدِ الْعزي الجُهَنِي: شاعِر من شعراءَ الحَماسَةِ. والشرقيةُ: كُورَة بمِصرَ بل كورٌ كَثِيرَة تُعرَف بذلِك، مِنْهَا: شَرقِيةُ بُلْبَيس، وَهِي الَّتِي عناها المَصنف، وتُعرَف بالحَوْف، وشَرْقية المَنْصُورة، وشَرْقِيَّةُ إِطْفِيح، وشَرْقِيةُ مَنوف، وشَرْقِيَّةُ سيلِين، وشَرْقيةُ العَوّام، وشَرْقِية أَولادِ يَحْيَى، وشَرْقِيَّةُ أّولادِ مَنّاع.
والشَّرقِيَّة: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ بينَ بَاب البَصْرَةِ والكَرْخ، شَرْقِيَّ مَدِينَةِ المَنصُورة. مِنها: أبُو العَباسِ أَحْمَدُ ابْن الصَّلْت بن المُغَلِّسِ الحِمّانيّ ابْن أَخي جُبارة بن المُغَلِّسِ، ضَعِيف وَضّاعٌ.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحلَّةٌ بواسِطَ، مِنْها عبد الرَّحْمنِ بنُ مُحَمدِ بنِ المُعَلَّم.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحَلَّة بنَيْسابُورَ، مِنْهَا: الحافِظُ أبُو حَامِد مُحَمَّدُ هَكَذَا فِي النسَخ وصوابُه أَحْمَدُ بنُ مُحَمدِ ابْن الحَسَنِ بنِ الشَّرْقيِّ النيْسابُورِيّ، تِلْمِيذ مسْلِم، وَعنهُ ابْن عَدِي وأَبو أحْمَدَ الحاكِمُ، وأخُوه أبُو عَبدِ اللهِ مُحَمَّدٌ، وآخَرُونَ.
والشَّرْقِيةُ أَيْضا: ة ببَغْدادَ خَرِبتْ الآنَ. وشرْقِي بالفَتْح: روى عَن أبي وَائِل بن سَلمَة الأسدِي عَن عَبدِ اللهِ بن مَسعُودٍ رضِي اللهُ عَنهُ.
وشرقِي بنُ الْقطَامِي ضَبطَه الْحَافِظ بتَحْرِيك الراءِ، وَهُوَ مُؤَدَبُ المَهْديِّ، راوِيَةُ أَخْبارٍ عَن مُجالِد اسْم شَرقِي الوَلِيد ضَعَّفهُ الساجيّ، وفاتَه: شَرْقي الجعْفِيُّ عَن سوَيْدِ بن غَفلَةَ وشارقة: حِصن بالأندلسِ، من أعمالِ بَلنيَسةَ. وشرقت المشاة، كفَرِح: انشقت أذُنها طولا وَلم يبِن فهِي شرقاء وقِيلَ: هِيَ الَّتِي يشق باطِن أذنها شقّاً بائِناً وَيتْرك وسط أذنِها صَحِيحا، وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذكرة: الشَرْقاء الَّتِي شُقَّت أذناهَا شقين نافذين، فَصَارَت ثَلاثَ قِطع متَفرَقة، وَمِنْه الحدِيث: نهى أَن يُضحي بشرقاء أَو خرقاء أَو جَدْعَاء وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الشرقاء فِي الْغنم: والمشقوقة الْأذن بِاثْنَيْنِ، كَأَنَّهُ زنمة، والشرق محركة الشجا والغصة، يُقَال شَرق الرجل بريقه: إِذا غص بِهِ وَكَذَلِكَ بِالْمَاءِ وَنَحْوه كالغصص بِالطَّعَامِ فَهُوَ شَرق ككتف قَالَ عدي بن زيد:)
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري)
وَهُوَ مجَاز وَمن الْمجَاز لطمه فشرق الدَّم فِي عينه إِذا احْمَرَّتْ وَمِنْه حَدِيث الشّعبِيّ: سُئِلَ عَن رجل لطم عين آخر فشرقت بِالدَّمِ وَلما يذهب ضوءها فَقَالَ:
(لَهَا أمرهَا حَتَّى إِذا مَا تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعاً)
الضَّمِير فِي لَهَا لِلْإِبِلِ يهملها الرَّاعِي حَتَّى إِذا جَاءَت إِلَى الْموضع الَّذِي أعجبها فأقامت فِيهِ مَال الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه، ضَرَبَه مَثَلاً للعينِ، أَي: لَا يحكَم فِيهَا بشيءٍ، حَتّى يَأتي على آخِرِ أَمْرِها وَمَا يَؤُول إِليهِ، فَمَعْنَى شَرِقَت بالدمَ أَي: ظَهَر فِيها وَلم يجرِ مِنها. وَمن المَجازِ: شرِقَت الشَّمْس: ضَعف ضَوءُها وَقيل شَرقَتْ الشَّمْس إَذا اخْتلَطت بهَا كدورة ثمَّ قلت أَو إِذا دَنَت للغروبِ، وأضافه صلَى الله عليهِ وسَلم إِلَى الموتَى فَقَالَ: لَعَلَكم ستدركونَ أَقْوَامًا يؤَخرون الصَّلاةَ إِلَى شَرق الموْتَى فصلوا الصلاةَ للوَقت الذِي تَعرِفونَ، ثمِّ صَلّوها مَعَهم لِأَن ضَوءها عِند ذلِك الوقْتِ ساقِط عَلَى المَقابِرِ، فلِذلِكَ أَضافَه إِلى المَوْتى، وسُئلَ الحَسن بن مُحَمَّدِ ابنِ الحَنيَفةِ عَن شَرق المّوْتَى، فَقَالَ: أَلَمْ تّرَ إِلَى الشمسِ إِذا ارْتَفَعَت عَن الحِيطان، وصارَت بينَ القبورِ كأَنَّها لجنةٌ فذَلِك شَرق المَوتَى. أَو أَرادَ أَنَهم يُصَلونَها أَي: الصَّلَاة، هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحَ والعبابِ، من غيرِ تَقييدِ، وقيدها بَعضهم بصَلاة الجمُعَة، ولَم يَبْق من النَّهارِ إِلاّ بقَدرِ مَا يَبْقي من نَفْسِ المحتَضَرِ إِذا شَرقَ برِيقِه عِنْد المَوتِ، أَرادَ فَوْتَ وَقتِها، قَالَ الصّاغانِي: وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرًّمَّةِ يَصِف الحمُرَ:
(فلَما رَأَين اللَيلَ وَالشَّمْس حَية ... حَياةَ الَّذِي يَقضِي حُشاشَةَ نازِع)

(نَحاها لثَاجً نَحوَة ثُمَ إنهُ ... توَخى بِها العَينَيْنِ عَينَيْ متالِعليه السَّلَام)
وَقَالَ أَبُو زيد: تكرَهُ الصَّلَاة بشَرَق المَوْتَى حِيْن تَصْفَر الشَّمْس، وفَعَلْت ذلكَ بشَرَقِ المَوتَى: عِنْدَ ذلِك الوَقتِ،، وَفِي الحدِيثِ: انه ذَكَر الدّنيا فقالَ: إِنما بَقِي مِنها كشَرَقِ المَوْتى لَهُ مَعنيانِ: أحَدهما: أَنَه أَرادَ بِهِ آخرَ النهارِ، لأنَ الشَمسَ فِي ذلِك الوَقْت إِنَّمَا تَلبث قَلِيلاً، ثمَّ تَغِيب، فشبهَ مَا بَقِي من الدّنيا ببَقاءِ الشَّمسِ تلكَ السّاعةَ، وَالْآخر: من قولهِم: شَرق المَيِّت برِيقِه: إِذا غص بِهِ، فَشبه قِلَّةَ مَا بَقِي من الدُّنْيا بِمَا بَقِي من حَياةِ الشَّرِقِ بِريقِه إِلى أَن يَخْرجَ نَفَسُه. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشَّرَقَةُ. مُحَرَكَةً: السِّمَةُ الَّتِي تُوسَمُ بهَا الشّاةُ الشَّرْقاءُ وَهِي المَقْطُوعةُ الأذُنِ، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعي. والشَّرِيقُ كأمِيرٍ: المَرْأَةُ الصَّغِيرَةُ الجهازِ أَي: الفَرْج، عَن ابْن عَبّادٍ أَو هِي المفْضاةُ.)
وشَرِيق: اسْم رَجُلٍ. وشَرِيق: اسمُ ع باليَمَنِ، والشَّرِيقُ: الغلامُ الحَسَنُ الوَجهِ ج: شُرُقٌ بضَمتَيْنِ، وهُم الغِلْمانُ الرُّوقُ. وأَشْرَقَ الرَّجُلُ: دَخَل فِي وَقْتِ شرُوقِ الشمْسِ كَمَا تَقُول: أَفْجَرَ، وأَضْحَى، وأظْهَرَ، وَفِي التَّنْزِيل: فأخَذَتْهم الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ أَي: مُصبــحِينَ، وكذلِك قَوْله تَعالى: فأًتْبَعُوهُم مشْرِقِينَ وَمِنْه أَيضاً قولُه: أَشْرِق ثَبِير، كَيْما نغِير، يُريدُ ادْخُل أَيُّها الجَبَل فِي الشَّرْقِ، وَهُوَ ضَوْء: الشَّمْسِ، كَمَا تَقُول: أَجْنَبَ: إِذا دَخَلَ فِي الجَنُوبِ، وأّشْمَلَ: دَخَل فِي الشَّمالِ.
وأَشْرَقَت الشمْس إِشْراقاً: أَضاءتْ وانْبَسَطَتْ على الأرْضِ. وقِيلَ: شَرَقت وأَشرَقَت كِلاهُما: طَلَعَتْ، وَقد تَقَدمَ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ، وفى حَدِيث ابنِ عَبّاس: نهى عَن الصَّلاةِّ بعدَ الصبْح حَتى تَشْرقَ الشَّمْسُ، فإِنْ أَرادَ الطلوُعَ فقد جَاءَ فِي الحَدِيثِ الآخَر: حَتى تَطلعَ الشّمسُ وإِن أرادَ الإِضاءَة فقد وَرَد فِي حَديث آخَر: حَتّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، والإضاءة مَعَ الارْتِفاعِ، قالَ شَيْخُنا: وجَوَّزَ بَعضهم تَعَدَى أَشرقَ، كقَوْلِه:
(ثَلاثَةٌ تشرق الدُّنْيا ببَهْجَتِها ... شَمْسُ الضُّحَى، وأَبو إِسْحقَ، والقَمَرُ) وَلَا حُجَّةَ فيهِ، لاحْتِمالِ فاعِلِيَّةِ الدُّنيا، كَمَا هُوَ الظاهِرُ، ولِذا قِيل: إنّ تَعْدِيَتَه من كَلام المُوَلدِين، وإِن حَكَاهُ صاحِب الكَشافِ، فإِنَّ الشَّائِع المَعْرُوفَ اسْتِعمالُه لازِماً، كَمَا حَققته فِي تَخْلِيصِ التَّلْخِيص لشَواهِدِ التَّلخِيص، وأشارَ إِلَى بعضِه أَربابُ الحَواشي السَّعْديَّة، انْتهى.
وَمن المَجاز أَشرَقَ الثَّوْب فِي الصِّبْغ، وَفِي المحِيطِ والأساس: بالصِّبغ، فَهُوَ مشرِق حُمْرَة: إِذا بَالغ فِي صِبْغِه، وفى الِّلسانِ: بالَغَ فِي حُمْرَتِه. وأَشرقَ عَدوَّه. إِذا أغَصهُ قَالَ الكُمَيْتُ:
(حَتّى إِذا اعْتَزَلَ الزِّحامَ أَذَقْنَه ... جُرَعَ العَداوَةِ بالمُغِص المُشْرِقِ)
وقالَ الزَّمَخْشَرِي: أشرَقْت فُلاناً بِرِيقِه: إِذا لَمْ تُسَوِّغْ لَهُ مَا يَأْتِي من قَولٍ أَو فِعْلٍ، وَهُوَ مَجازٌ وقالَ شَمِرٌ وَابْن الأَعرابي: التَّشريقُ: الجَمالُ، وإِشْراقُ الوَجهِ وأشَراق الْوَجْه وأنشدا للمَرّارِ بنِ سَعِيدٍ الفَقْعَسِي:
(ويَزِينهُن مَعَ السَّلَام الْجمال مَلاحَة ... والدل والتَّشرِيق والعَذْم)
قالَ الصاغانِي: العَذْمُ: العض من اللسانِ بالكَلامَ والتَّشْرِيقُ. الأخذْ فِي ناحِيةِ الشَّرقِ وَمِنْه قَوْله:
(سارَت مغَرّبَة وسِرت مُشَرِّقأ ... شَتّانَ بينَ مشرِّقٍ ومُغَرِّب)
وَقد شَرَّقوا: إِذا ذَهَبُوا إِلى الشَّرْقِ، أَو أَتَوْا الشرقَ، وَفِي الحَدِيثِ: وَلَكِن شَرِّقُّوا أَو غرِّبُوا هَذَا أَمْرٌ لأَهْل المَدِينة، وَمن كانَتْ قِبْلَتُه على ذلكَ السَّمْتِ مِمَّن هُوَ فِي جِهَتَي الشَّمالِ والجَنُوب، فأَمّا)
من كانَتْ قِبْلَتُه فِي جِهَةِ الشَّرقِ أَو الغَربِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُشَرِّقَ أَو يغَرِّبَ، إِنَّمَا يَجتَنِبُ ويَشتَمِل.(وبالهدايا إِذا احْمَرَّتْ مذارعها ... فِي يَوْم ذبح وتشريق وتنحار)
وَأما قَول أبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ:
(حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع)
فَإِنَّهُ اخْتلف فِيهِ فَقيل: الْمشرق جبل لهذيل بسوق الطَّائِف قَالَه الْأَخْفَش وَأَبُو عبيد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ سوق الطَّائِف نَفسهَا وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: هُوَ جبل البرام وروى ابْن الْأَعرَابِي: بصفا المشقر وَهُوَ حصن بِالْبَحْرَيْنِ بهجر وَابْن أبي ذُؤَيْب من المشقر من الْبَحْرين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ الَّذِي ذكره امْرُؤ الْقَيْس فَقَالَ: دوين الصَّفَا اللائي يلين المشقرا وَمن الْمجَاز: الْمشرق الثَّوْب الْمَصْبُوغ بالحمرة وَقَالَ ابْن عباد شرقته صفرته وَفِي اللِّسَان: التَّشْرِيق الصَّبْغ بالزعفران مشبعاً وَلَا يكون بالعصفر والمشرق من الْحُصُون المطين بالشاروق اسْم للصاروج كَمَا فِي الْمُحِيط وَهُوَ المكلس وانشرقت الْقوس أَي انشقت عَن ابْن)
عباد واشرورق بالدمع إِذا غرق فِيهِ عَن ابْن عباد وَهُوَ مجَاز وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الْمشرق مَوضِع شروق الشَّمْس، وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل والمَشْرِقان: مشرق الشتَاء والصيف، والمشرقان الْمشرق وَالْمغْرب، كَمَا يُقالُ: القَمَرانِ للشَّمْسِ والقَمَرِ. وعَمْرُو بنُ مَنْصُورٍ المَشْرِقِي، إِلى بِلادِ المَشْرِق، رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ، وَعنهُ وَكِيعٌ.
وجَمْع المَشْرِقِيّ مَشارِقَة. وكُلُّ مَا طَلَع من المَشْرِقِ فقَدْ شَرَقَ، ويسْتَعملُ فِي الشَّمْسِ والقَمَرِ والنجُوم. ومكانٌ شَرقِي: تَشْرُقُ فِيهِ الشَّمْس من الأَرْضِ. وأشرَقَ وَجهه، ولَونُه: أَسْفّرَ وأَضاءَ وتلألأ حسْناً. والمِشرِيق: المَشرِقُ، عَن السّيرافِي. وَمَكَانٌ شَرق وَمَشرِق، وَقَد شَرَقَ شرقاً وأشْرقَ: أَشْرَقَت عليهِ الشمسُ فأضاءَ. وأَشرَقَتِ الأَرضُ: أَنارَتْ بإِشراقِ الشَّمْس وضِحها عَلَيْها، وقَوْلُه أَنْشده ابنُ الأعْرابِي:
(قُلت لسعْدِ وَهوَ بالأَزارِقِ ... عليكَ بالمَحضِ وبالمَشارِقِ)
فَسره فقالَ: مَعناهُ عَلَيْك بالشَّمسِ فِي الشِّتاءَ فانْعَم بِها، ولِذا قالَ ابْن سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ المَشارِقَ جَمع لَحْم مشَرَّق، وَهُوَ هَذَا المَشرورُ فِي الشَّمسِ، يُقَوِّي ذَلِك قَوْله بالمَحْضِ، لأنَهُما مَطْعُومانِ، يَقُول: كُلِ اللَّحْمَ واشْرْبِ اللَّبَنَ المَحْضَ. والشَّرق، من اللحمَ، ككَتِف: الأَحْمَرُ الَّذِي لَا دَسَمَ لَهُ، وفى الأساسِ: عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز. والشرَق، محَركَةً: دُخُولُ المَاء الحَلْقَ حَتَّى يَغَص بِهِ حَتى عي، وَقيل: شرِقَ بِريقه حَتى لم يقدر على إساغَته وابتِلاعِه. وشَرِقَ المَوْضِع بأَهْلِهِ، كفَرحَ: امْتَلأ فضاقَ، وَهُوَ مَجاز. وشَرِقَ الجَسَدُ بالطِّيب كذلِك، وَيُقَال ثوب شَرِقٌ بالجادِيًّ، قَالَ المُخَبل:
(والزَّعفّرانُ على تَرائِبِها ... شَرِقاً بهِ اللَّبّاتُ والنحْرُ)
وشرقَ الشَّيءُ شَرَقاً: إِذا اختَلَطَ، قَالَ المسَيبُ بنُ عَلَسٍ:
(شَرِقاً بِمَاء الذوْبِ أسْلَمَه ... للمبتَّغِية مَعاقِلُ الدبرِ)
ويُقال: شَرِقَ الشَّيء شَرَقاً: إِذا اشتدت حمرَتُه بدَم أَو بحُسْنِ لَوْن أحمَر، قالَ الأعْشَىً:
(وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الّذِي قَدْ أَذَعْتَه ... كَمَا شَرِقَتْ صَدرُ القَناةِ من الدَّم)
وصَرِيعٌ شَرِقٌ بدَمِه، أَي: مُخْتَضَبٌ. وشَرقَ لَوْنُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَل. والشَّرْقِيُّ: صِبْغ أَحمَرُ. وشَرِقَتْ عَيْنه، واشرورَقَتْ: احْمَرَّتْ وَهُوَ مًجازٌ. ونَبْتٌ شَرِقِّ: رَيّان، قالَ الأعْشَى:)
(يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِق ... مؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ)
والشّارِقُ: الكِلْسُ، عَن كُراع. ورَجُل مِشْراقٌ، كمِحْرابٍ: عادَتُه أَنْ يُغِصَّ عَدوَّهُ برِيقِه، نَقَله الزَّمَخْشَرِي. والشرِيقُ، كأَمِيرٍ: اسمُ صَنَم. ومِشْرِيقّ، بِالْكَسْرِ: موضعٌ. وشَرَّقَتِ الأرْضُ تَشْرِيقاً: أَجْدبَت، وذلِك إِذا لَمْ يُصِبْها ماءٌ، ومِنْهُ الشَّراقِي، بلُغَةِ مِصْر. وتَشَرَّقُوا: نَظَرُوا مِنْ مِشْرِيق الْبَاب، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وأشرق كأحمَدَ: موضِع بالحِجاز من دِيارِ بَنِي نَصر بن مُعاوِيةَ. وَذُو أشرق: بَلَد باليَمن قربَ ذِي جِبْلَةَ، مِنْهَا: أَحْمد بنُ مُحَمَّد الأَشرقيُّ، مادِحُ الملكِ المُعِز إِسْمَاعِيل بنِ سَيف الإِسلام طُغتِكِينَ بن أَيوبَ، وَمِنْهَا أَيْضا: َ الفَقِيهُ القاضِي مَسعُود بنُ عليّ ابْن مَسعودٍ الأشْرَقيّ، وَلي القَضاءَ باليَمنِ بعدَ صَفِيِّ الدينِ أحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكرٍ العَرَشانِيِّ، ماتَ بِذِي أشْرَق فِي حُدودِ سنة. وأبُو بَكْرٍ محَمّدُ بنُ عُثمانَ بن مشْرقٍ، كمحْسِن تَفَرَّدَ بالسمَّاعَ من التَقِىًّ بنِ العِزِّ بن الحافِظِ عبدِ الغَنِي ومشرِق بنُ عَبدِ اللهِ الْفَقِيه الحَنَفي،، سَمعَ مِنْهُ ابْن الرّيّ بحَلَبَ، وَأَبُو المَكارِم عبْد الكَرِيم بِن بَدرٍ المَشرقِيّ، إِلى مشرق مولَى السّامانِية، كَتَب مِنْهُ السَّمْعَانِيّ وتكَلمَ فِيهِ. وشرِيقان، كأَمِير: جَبَلانِ أَحمَرانِ لبني سليم. ومشرق، كمحْسِنٍ: مَوضِع. وأَبُو الطَّمَحانِ حَنظَلَة بنُ شَرقِي القينيّ: شاعِر.
شرق: {مشرقين}: أي عند شروق الشمس. {أشرقت}: أضاءت.
(ش ر ق) : (أَشْرَقَ) دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ (وَمِنْهُ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ) يُخَاطِبُ أَحَدَ جِبَالِ مَكَّةَ وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ حَرْفُ النِّدَاءِ (وَنُغِيرُ) نَدْفَعُ فِي السَّيْرِ (وَالتَّشْرِيقُ) صَلَاةُ الْعِيدِ مِنْ أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا إذَا طَلَعَتْ أَوْ مِنْ أَشْرَقَتْ إذَا أَضَاءَتْ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا (وَمِنْهُ) الْمُشَرَّقُ الْمُصَلَّى وَسُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ لِصَلَاةِ يَوْمِ النَّحْرِ وَصَارَ مَا سِوَاهُ تَبَعًا لَهُ أَوْ لِأَنَّ الْأَضَاحِيَّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّمْسِ (وَتَشْرِيقُ) الشَّعِيرِ إلْقَاؤُهُ فِي الْمَشْرَقَةِ لِيَجِفَّ (وَالشَّرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ.

شرق


شَرَقَ(n. ac. شَرْق
شُرُوْق)
a. Rose (sun).
b.(n. ac. شَرْق), Docked, slit (ear).
c. Supped, sipped (broth).
شَرِقَ(n. ac. شَرَق)
a. Became red, reddened.
b. Was docked, slit (ear).
c. [Bi], Was choked, suffocated, stifled by.
شَرَّقَa. Went eastward; turned towards the east.
b. Had a bright, sunny face, complexion.
c. Dried in the sun (meat).
d. Daubed, plastered.
e. Half-killed (animal).
أَشْرَقَa. Shone, beamed.
b. Lit up, illuminated, irradiated.
c. Took place at sunrise.
d. Saturated with dye (garment).

تَشَرَّقَa. Stood, basked in the sun.

إِنْشَرَقَa. Snapped, was broken (bow).
شَرْقa. Sun-rise; the sun-rising, the east, orient
levant.
b. Chink, fissure.
c. Beam, ray; light.

شَرْقِيّa. Eastern, oriental.
b. East wind.

شِرْقa. see 1 (c)
شَرَقa. Sun.
b. Phlegm &c.

مَشْرِق
(pl.
مَشَاْرِقُ)
a. see 1 (a)
شَاْرُوْقa. Plaster.

شَرْقَآءُa. Docked (sheep).
إِشْرَوْرَقَ
a. Was choked; was tearful.

شَرَقْرَق
a. Shrike.
شرق
شرَقَ يَشرُق، شَرْقًا وشُروقًا، فهو شارِق
• شَرَقتِ الشّمسُ: طلعت، خلاف غَرَبتْ "صباحٌ شارِق". 

شرِقَ/ شرِقَ بـ يَشرَق، شَرَقًا، فهو شرِق، والمفعول مشروق به
• شرِقتِ الأرضُ: جفَّت من عدم الرّيّ.
• شرِق المكانُ: طلعت عليه الشَّمسُ.
• شرِق وجهُ فلانة: احمرّ خجلاً "شرِق البلحُ: احمرّ لونُه".
• شرِق بالشَّيء: غصّ به "شرِق فلانٌ بالماء أو بالرِّيق- شرِقت الآلةُ: غَصّت بوقودها" ° شرِق الموضعُ بأهله: امتلأ فضاق- شرِق ما بينهم بشرّ: دبّ بينهم الخلافُ. 

أشرقَ يُشرق، إشراقًا، فهو مُشرِق، والمفعول مُشرَق (للمتعدِّي)
• أشرقتِ الشَّمسُ: شرَقت؛ طلعت وأضاءت على الأرض.
• أشرقتِ الأرضُ: أنارت بإشراق الشّمس " {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} " ° أشرق النَّخلُ: أزهى- الجانب المُشرِق: الجيِّد، الحسن.
• أشرق وجهُه: تلألأ حُسنًا وجمالاً "للجمال إشراق: تألُّق، بهاء، زهو"? إشراق الذِّهن: توقُّده.
• أشرق القومُ: دخلوا في وقت الشّروق " {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} ".
• أشرقه الماءُ: أغصَّه "أشرقه الرِّيقُ". 

استشرقَ يستشرق، استشراقًا، فهو مُستشرِق
• استشرق الأوربيُّ: اهتمَّ بالشرق والدراسات الشرقيَّة "مستشرق فرنسيّ: أديب فرنسيّ يهتمّ بدرس تراث الشّرق وحضارته ولغاته". 

تشرَّقَ يتشرّق، تشرُّقًا، فهو مُتشرِّق
• تشرَّق الأوربيٌّ: استشرق. 

شرَّقَ يشرِّق، تشريقًا، فهو مُشرِّق
• شرّق المُسافرُ: اتّجه ناحية الشّرق "شرّقت القافلةُ في سيرها" ° شرَّق وغرَّب: سار في كلّ اتِّجاه.
• شرَّقتِ الأرضُ: أجدبت نتيجة جفافها وحاجتها للماء. 

إشراق [مفرد]: ج إشراقات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشرقَ ° إشراقة وجهٍ: وضاءتُه وبهاؤُه.
2 - (سف) انبعاث نور من العالم غير المحسوس إلى الذِّهن تتمُّ به المعرفة "إشراقة نبوغ" ° إشراقة عبقريَّة: فكرة رائعة وفجائيَّة أو ما يشكّل سمتها.
3 - وقت إشراق الشّمس إلى الضّحى " {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} ". 

إشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى إشراق.
• المَدرسة الإشراقيَّة: مدرسة ترى أن المعرفة تتمّ عن طريق ظهور الأنوار العقليّة ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النُّفوس عند تحرّرها، ويطلق اسم الإشراقيين بالأخصّ على السّهرورديّ وأتباعه. 

استشراق [مفرد]:
1 - مصدر استشرقَ.
2 - عناية واهتمام بشئون الشرق وثقافاته ولغاته.
3 - أسلوب غربيّ للسيطرة على الشرق وإعادة بنائه وبسط النفوذ عليه. 

استشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استشراق: "تركّزت معظم الدراسات الاستشراقيَّة على دراسة التاريخ الإسلاميّ- أقيم في أسبانيا معهد للدراسات الاستشراقيَّة".
• الحركة الاستشراقيَّة: حركة تجلَّت في اهتمام الغربيِّين بتراث الشّرق وحضارتِه ولغاته. 

تشريق [مفرد]:
1 - مصدر شرَّقَ.
2 - صلاة العيد؛ لأنّها تكون عقب الشُّروق.
 • أيَّام التَّشريق: (فق) الأيّام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. 

شارق [مفرد]: ج شُرْق:
1 - اسم فاعل من شرَقَ.
2 - جانب شرقيّ "صَعِدْتُ شارق الجبل".
3 - لون شديد "أحمر شارق: شديد الحُمرة". 

شَراقي [مفرد]: أرض لم يصلْها ماء النِّيل، فإذا رُويت جادت وسمِّيت ريّ الشّراقي. 

شَرْق [مفرد]: ج شروق (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَقَ.
2 - جهة شروق الشّمس، عكسه غَرْب ° شرقًا وغربًا: في كلّ اتِّجاه.
• الشَّرْق الأدنى: اسم يطلق على مناطق آسيا الغربيّة الواقعة على البحر الأبيض المتوسِّط، شمال تركيا، قبرص، سورية، لبنان، فلسطين، وحتَّى مصر.
• الشَّرْق الأقصى: اسم يطلق على بلدان آسيا الشَّرقيّة، اليابان، كوريا، الصِّين، فرموزا، الهند، الفلبِّين، فيتنام، تايلاند، بورما، ماليزيا، أندونسيا.
• الشَّرْق الأوسط: اسم يُطلق على بعض مناطق آسيا الجنوبيَّة الغربيّة، شبه الجزيرة العربيّة، الأردن، سورية، لبنان، العراق، تركيا، إيران، مصر، السُّوادن وحتى أفغانستان وباكستان أحيانًا. 

شَرَق [مفرد]: مصدر شرِقَ/ شرِقَ بـ. 

شَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرِقَ/ شرِقَ بـ: من غُصّ بشيءٍ من طعامٍ أو شرابٍ في حلقه. 

شرقانة [مفرد]: ج شرقى:
1 - ملآنة حتّى الفيضان "سيارة شرقانة بالوقود".
2 - جافّة، عطشى "أرضٌ شرقانة" ° جيوبٌ شرقانة: لا مالَ فيها. 

شَرْقة [مفرد]: ج شَرَقات وشَرْقات: غُصّة، أي ما اعترض في الحلق من طعام أو شراب "أخذته شرْقة كادت تقتله". 

شَرقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَرْق: "هو يسكن شرقيّ البلد- عادات/ موسيقى شرقيّة- ريح شرقيّة حارّة- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} " ° الكُتلة الشَّرقيّة: روسيا ومَنْ دار حولها. 

شُروق [مفرد]:
1 - مصدر شرَقَ.
2 - وقت بزوغ الشّمس "صلّيتُ الصّبحَ قبل الشّروق". 

مُستشرِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استشرقَ.
2 - مَنْ يهتمّ من الأوربيّين بالدراسات الشرقيّة. 

مشارِقة [جمع]: مف مَشْرِقيّ: سكّان البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة. 

مَشرِق [مفرد]: ج مشارِقُ: اسم مكان من شرَقَ: مكان أو جهة شروق الشّمس "شتّان بين مشرق ومغرب- {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} - {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} " ° المشارق والمغارب: مواضع شروق الشّمس وغروبها المختلفة على مدار السنة- جاب مشارقَ الأرض ومغاربها: أكثر من السفر والتجوال.
• المَشرِق: البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة.
• المَشْرقان: المَشِرق والمغرب (على التَّغليب) " {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} ". 

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.