وهو مختصر.
في معاني القرآن.
على: مقدمة، ومقاصد، وخاتمة.
أوله: (الحمد لله مبشر من صدق بالحسنى... الخ).
كــتب: الكِتابُ: معروف، والجمع كُــتُبٌ وكُــتْبٌ. كَــتَبَ الشيءَ يَكْــتُبــه كَــتْبــاً وكِتاباً وكِتابةً، وكَــتَّبَــه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم:
أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ،
تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ،
تُكَــتِّبــانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ
قال: ورأَيت في بعض النسخِ تِكِــتِّبــانِ، بكسر التاء، وهي لغة بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التاء، فيقولون: تِعْلَمُونَ، ثم أَــتْبَــعَ الكافَ كسرةَ
التاء.والكِتابُ أَيضاً: الاسمُ، عن اللحياني. الأَزهري: الكِتابُ اسم لما كُــتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مصدر؛ والكِتابةُ لِـمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّياغةِ والخِـياطةِ.
والكِــتْبــةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه.
ويقال: اكْتَــتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْــتُبَ له كِتاباً في حاجة. واسْتَكْــتَبــه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْــتُبَــه له. ابن سيده: اكْتَــتَبَــه ككَــتَبَــه. وقيل: كَــتَبَــه خَطَّه؛ واكْتَــتَبَــه: اسْتَمْلاه، وكذلك اسْتَكْــتَبَــه. واكْتَــتَبــه: كَــتَبــه، واكْتَــتَبْــته: كَــتَبْــتُه. وفي التنزيل العزيز: اكْتَــتَبَــها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِـيلاً؛ أَي اسْتَكْــتَبَــها. ويقال: اكْتَــتَبَ الرجلُ إِذا كَــتَبَ نفسَه في دِيوانِ السُّلْطان. وفي الحديث: قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُــتِبْــت في غزوة كذا وكذا؛ أَي كَــتَبْــتُ اسْمِي في جملة الغُزاة. وتقول: أَكْــتِبْــنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ. والكِتابُ: ما كُــتِبَ فيه. وفي الحديث: مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ في النار؛ قال ابن الأَثير: هذا تمثيل، أَي كما يَحْذر النارَ، فَلْـيَحْذَرْ هذا الصنيعَ، قال: وقيل معناه كأَنما يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار؛ قال: ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجناية منه، كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم، وهم له كارهُونَ؛ قال: وهذا الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عليه؛ وقيل: هو عامٌّ في كل كتاب. وفي الحديث: لا تَكْــتُبــوا عني غير القرآن. قال ابن الأَثير: وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث، وبين اذنه في كتابة الحديث
عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فيها، أَن الإِذْنَ، في الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبـإِجماع الأُمة على جوازها؛ وقيل: إِنما نَهى أَن يُكْــتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والأَوَّل الوجه. وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء: أَنه سمع بعضَ العَرَب يقول، وذَكَر إِنساناً فقال: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ له: أَتَقُولُ جاءَته كِتابي؟ فقال: نَعَمْ؛ أَليس بصحيفة! فقلتُ له: ما اللَّغُوبُ؟ فقال: الأَحْمَقُ؛ والجمع كُــتُبٌ. قال سيبويه: هو مما اسْتَغْنَوْا فيه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا: ثلاثةُ كُــتُبٍ.
والـمُكاتَبَــة والتَّكاتُبُ، بمعنى. والكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى: نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ. وقوله: كتابَ اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ، وأَن يكون التوراةَ، لأَنَّ الذين كفروا بالنبي، صلى اللّه عليه وسلم، قد نَبَذُوا التوراةَ. وقولُه تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور. قيل: الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من أَعْمالهم. والكِتابُ: الصحيفة والدَّواةُ، عن اللحياني. قال: وقد قرئ ولم تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِـبــاً؛ فالكِتابُ ما يُكْــتَبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة والدَّواةُ، وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ. وكَــتَّبَ الرجلَ وأَكْــتَبَــه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ. ورجل مُكْــتِبٌ: له أَجْزاءٌ تُكْــتَبُ من عنده. والـمُكْــتِبُ: الـمُعَلِّمُ؛ وقال اللحياني: هو الـمُكَــتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة. قال الحسن: كان الحجاج مُكْــتِـبــاً بالطائف، يعني مُعَلِّماً؛ ومنه قيل: عُبَيْدٌ الـمُكْــتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً.
والـمَكْــتَبُ: موضع الكُتَّابِ. والـمَكْــتَبُ والكُتَّابُ: موضع تَعْلِـيم الكُتَّابِ، والجمع الكَتَاتِـيبُ والـمَكاتِبُ. الـمُبَرِّدُ: الـمَكْــتَبُ موضع التعليم، والـمُكْــتِبُ الـمُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قال: ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ. ابن الأَعرابي: يقال لصبيان الـمَكْــتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً. ورجلٌ كاتِبٌ، والجمع كُتَّابٌ وكَــتَبــة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ. والكُتَّابُ: الكَــتَبــة. ابن الأَعرابي: الكاتِبُ عِنْدَهم العالم. قال اللّه تعالى: أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ يَكْــتُبــونَ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن: قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِـبــاً من أَصحابي؛ أَراد عالماً، سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً، وفيهم قليلاً.
والكِتابُ: الفَرْضُ والـحُكْمُ والقَدَرُ؛ قال الجعدي:
يا ابْنَةَ عَمِّي ! كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني * عَنْكُمْ، وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا؟
والكِــتْبــة: الحالةُ. والكِــتْبــةُ: الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ.
ويقال: اكْتَــتَبَ فلانٌ أَي كَــتَبَ اسمَه في الفَرْض. وفي حديث ابن عمر: من اكْتَــتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً يوم القيامة، أَي من كَــتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن زَمِناً، يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع
المجاهدين، سأَل أَن يُكْــتَبَ في الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنَى، وهو صحيح.
والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض. قال اللّه تعالى: كُــتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى. وقال عز وجل: كُــتِبَ عليكم الصيامُ؛ معناه: فُرِضَ.
وقال: وكَــتَبْــنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا. ومن هذا قولُ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لرجلين احتَكما إِليه: لأَقْضِـيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه، أَو كَــتَبَــه على عِـبادِه، ولم يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر لَـهُما فيه؛ وقيل: معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً، بَيَّنه على لسانِ رسوله، صلى اللّه عليه وسلم. وقولُه تعالى: كِتابَ اللّهِ عليكم؛ مصْدَرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كَــتَبَ اللّهُ عليكم؛ قال: وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين (1)
(1 قوله «وهو قول حذاق النحويين» هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد، لأن ما انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم
في هذا الموضع. ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر.) . وفي حديث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له: كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه، صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل: هو إِشارة إِلى قول اللّه، عز وجل: والسِّنُّ بالسِّنِّ، وقوله تعالى: وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِـبوا بمثل ما عُوقِـبْتُمْ به. وفي حديث بَريرَةَ: من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه، ولا على مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له، وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً.
والكِــتْبَــةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه.
واسْتَكْــتَبــه: أَمَرَه أَن يَكْــتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِـبــاً. والـمُكاتَبُ: العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ.
وفي حديث بَريرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِـينُ بعائشة، رضي اللّه عنها، في كتابتها. قال ابن الأَثير: الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً. قال: وسميت
كتابةً، بمصدر كَــتَبَ، لأَنه يَكْــتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه، ويَكْــتُبُ
مولاه له عليه العِتْقَ. وقد كاتَبــه مُكاتَبــةً، والعبدُ مُكاتَبٌ. قال:
وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ الـمُكاتَبــة من الـمَوْلى، وهو الذي يُكاتِبُ عبده. ابن سيده: كاتَبْــتُ العبدَ: أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه. وفي التنزيل العزيز: والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب مما
مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِـبُــوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً. معنى الكِتابِ
والـمُكاتَبــةِ: أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه
عليه، ويَكْــتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، في كلِّ نَجْمٍ كذا
وكذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبــه عليه، فقد عَتَقَ، وولاؤُه
لمولاه الذي كاتَبــهُ. وذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه، فالسيد مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال؛ سُمِّيت مُكاتَبــة لِـما يُكْــتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِـما يُكــتَبُ للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها، وأَنَّ له تَعْجِـيزَه إِذا
عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه. الليث: الكُــتْبــةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وجمعها كُــتَبٌ. ابن سيده: الكُــتْبَــةُ، بالضم، الخُرْزَة
التي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها. وقال اللحياني: الكُــتْبــة السَّيْر
الذي تُخْرَزُ به الـمَزادة والقِرْبةُ، والجمع كُــتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال
ذو الرمة:
وَفْراءَ غَرْفِـيَّةٍ أَثْـأَى خَوارِزَها * مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بينها الكُــتَبُ
الوَفْراءُ: الوافرةُ. والغَرْفيةُ: الـمَدْبُوغة بالغَرْف، وهو شجرٌ
يُدبغ به. وأَثْـأَى: أَفْسَدَ. والخَوارِزُ: جمع خارِزَة. وكَــتَبَ السِّقاءَ والـمَزادة والقِرْبة، يَكْــتُبــه كَــتْبــاً: خَرَزَه بِسَيرين، فهي كَتِـيبٌ. وقيل: هو أَن يَشُدَّ فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء.وأَكْــتَبْــتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وكذلك كَــتَبْــتُها كَــتْبــاً، فهي مُكْــتَبٌ وكَتِـيبٌ. ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابياً يقول: أَكْــتَبْــتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْــتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه.
وفي حديث المغيرة: وقد تَكَــتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ
عليه ثيابَه، من كَــتَبْــتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه. وقال اللحياني: اكْــتُبْ
قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْــتِـبْــها: أَوكِها، يعني: شُدَّ رأْسَها.
والكَــتْبُ: الجمع، تقول منه: كَــتَبْــتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها
بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ.
والكُــتْبَــةُ: ما شُدَّ به حياءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا يُنْزَى عليها. والجمع كالجمع. وكَــتَبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْــتُبــها، ويَكْــتِـبُــها كَــتْبــاً، وكَــتَبَ عليها: خَزَمَ حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لئلا يُنْزَى عليها؛ قال:
لا تَـأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ به، * على بَعِـيرِك واكْــتُبْــها بأَسْيارِ
وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل. والبعيرُ
هنا: الناقةُ. ويُرْوَى: على قَلُوصِك. وأَسْيار: جمع سَيْر، وهو
الشَّرَكَةُ.
أَبو زيد: كَــتَّبْــتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها. والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها، كُــتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، ليكونَ أَرْأَم لها. ابن سيده: وكَــتَبَ الناقة يَكْــتُبُــها كَــتْبــاً: ظَـأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه. وكَــتَّبَــها تَكْتيباً، وكَــتَّبَ عليها: صَرَّرها. والكَتِـيبةُ: ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ؛ وقيل: هي الجماعة الـمُسْتَحِـيزَةُ من الخَيْل أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ. وقيل: الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت، من المائة إِلى الأَلف. والكَتيبة: الجيش. وفي حديث السَّقيفة: نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الإِسلام. الكَتيبةُ: القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش، والجمع الكَتائِبُ. وكَــتَّبَ الكَتائِبَ: هَيَّـأَها كَتِـيبةً كتيبةً؛ قال طُفَيْل:
فأَلْوَتْ بغاياهم بنا، وتَبــاشَرَتْ * إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لم يُكَــتَّبِ
وتَكَــتَّبَــتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ. قال شَمِرٌ: كل ما ذُكِرَ في الكَــتْبِ قريبٌ بعضُه من بعضٍ، وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين. يقال:
اكْــتُبْ بَغْلَتَك، وهو أَنْ تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، ومن ذلك سميت
الكَتِـيبَةُ لأَنها تَكَــتَّبَــتْ فاجْتَمَعَتْ؛ ومنه قيل: كَــتَبْــتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:
لا يُكْــتَبُــون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم، * جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا
قيل: معناه لا يَكْــتُبُــهم كاتبٌ من كثرتهم، وقد قيل: معناه لا
يُهَيَّؤُونَ.
وتَكَــتَّبُــوا: تَجَمَّعُوا. والكُتَّابُ: سَهْمٌ صغير، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم به الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ.
وفي حديث الزهري: الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ،
وفيها صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح. وبَنُو كَــتْبٍ: بَطْنٌ، واللّه أَعلم.
عــتب: العَــتَبَــةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ التي تُوطأُ؛ وقيل: العَــتَبَــةُ العُلْيا. والخَشَبَةُ التي فوق الأَعلى: الحاجِبُ؛ والأُسْكُفَّةُ: السُّفْلى؛ والعارِضَتانِ: العُضادَتانِ، والجمع: عَــتَبٌ وعَــتَبــاتٌ. والعَــتَبُ:
الدَّرَج. وعَــتَّبَ عَــتَبــةً: اتخذها. وعَــتَبُ الدَّرَجِ: مَراقِـيها إِذا
كانت من خَشَب؛ وكلُّ مِرْقاةٍ منها عَــتَبــةٌ. وفي حديث ابن النَّحّام،
قال لكعب بن مُرَّةَ، وهو يُحدِّثُ بدَرَجاتِ الـمُجاهد. ما الدَّرَجةُ؟
فقال: أَما إِنَّها ليستْ كعَــتَبــةِ أُمـِّك أَي إِنها ليست بالدَّرَجة التي
تَعْرِفُها في بيتِ أُمـِّكَ؛ فقد رُوِيَ أَنَّ ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأَرض.
وعَــتَبُ الجبالِ والـحُزون: مَراقِـيها. وتقول: عَــتِّبْ لي عَــتَبــةً في
هذا الموضع إِذا أَردت أَنْ تَرْقى به إلى موضع تَصعَدُ فيه.
والعَــتَبــانُ: عَرَجُ الرِّجْل.
وعَــتَبَ الفحلُ يَعْــتِبُ ويَعْــتُبُ عَــتْبــاً وعَــتَبــاناً وتَعْتاباً: ظَلَع أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ، فمشى على ثلاثِ قوائمَ، كأَنه يَقْفِزُ قَفْزاً؛ وكذلك الإِنسانُ إِذا وثَبَ برجل واحدة، ورفع الأُخرى؛ وكذلك الأَقْطَع إِذا مشى على خشبة، وهذا كله تشبيه، كأَنه يمشي على عَــتَب دَرَج أَو
جَبَل أَو حَزْنٍ، فيَنْزُو من عَــتَبــةٍ إِلى أُخرى. وفي حديث الزهري في رجل أَنْعَلَ (1)
(1 قوله «في رجل أنعل الخ» تمامه كما بهامش النهاية إن كان ينعل فلا شيء عليه وإن كان ذلك الإنعال تكلفاً وليس من عمله ضمن.) دابةَ رجل فعَــتِبَــتْ أَي غَمَزَتْ؛ ويروى عَنِتَتْ، بالنون، وسيذكر في موضعه.
وعَــتَبُ العُودِ: ما عليه أَطراف الأَوْتار من مُقَدَّمِه، عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد قول الأَعشى:
وثَنَى الكَفَّ على ذِي عَــتَبٍ، * صَحِلِ الصَّوْتِ بذي زِيرٍ أَبَحّ(2)
(2 قوله «صحل الصوت» كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يصل الصوت.)
العَــتَبُ: الدَّسْتاناتُ. وقيل: العَــتَبُ: العِـيدانُ المعروضة على وجْه
العُودِ، منها تمدُّ الأَوتار إِلى طرف العُودِ.
وعَــتَبَ البرقُ عَــتَبــاناً: بَرَق بَرْقاً وِلاءً.
وأُعْــتِبَ العظمُ: أُعْنِتَ بعدَ الجَبْرِ، وهو التَّعْتابُ. وفي حديث
ابن المسيب: كلُّ عظمٍ كُسِر ثم جُبِرَ غير منقوصٍ ولا مُعْــتَبٍ، فليس فيه إِلا إِعْطاءُ الـمُداوِي، فإِن جُبِـرَ وبه عَــتَبٌ، فإِنه يُقَدَّر
عَــتَبُــهُ بقيمة أَهل البَصر. العَــتَب، بالتحريك: النقصُ، وهو إِذا لم
يُحْسِنْ جَبْره، وبقي فيه ورَم لازم أَو عَرَجٌ. يقال في العظم المجبور:
أُعْــتِبَ، فهو مُعْــتَبٌ. وأَصلُ العَــتَبِ: الشدَّة؛ وحُمِلَ على عَــتَبٍ من
الشَّرِّ وعَــتَبــةٍ أَي شدَّة؛ يقال: حُمِلَ فلانٌ على عَــتَبــةٍ كريهةٍ، وعلى
عَــتَبٍ كريهٍ من البلاءِ والشرِّ؛ قال الشاعر:
يُعْلى على العَــتَبِ الكَريهِ ويُوبَسُ
ويقال: ما في هذا الأَمر رَــتَبٌ، ولا عَــتَبٌ أَي شِدَّة. وفي حديث
عائشة، رضي اللّه تعالى عنها: إِنَّ عَــتَبــات الموتِ تأْخُذُها، أَي شدائدَه.
والعَــتَبُ: ما دَخَلَ في الأَمر منَ الفَساد؛ قال:
فما في حُسْنِ طاعَتِنا، * ولا في سَمْعِنا عَــتَبُ
وقال:
أَعْدَدْتُ، للـحَرْبِ، صارِماً ذكَراً * مُجَرَّبَ الوَقْعِ، غير ذِي عَــتَبِ
أَي غيرَ ذِي التِواءٍ عند الضَّريبة، ولا نَبْوة. ويقال: ما في طاعةِ
فلان عَــتَبٌ أَي التِواءٌ ولا نَبْوةٌ؛ وما في مَوَدَّته عَــتَبٌ إِذا كانت
خالصة، لا يَشُوبها فسادٌ؛ وقال ابن السكيت في قول علقمة:
لا في شَظاها ولا أَرْساغِها عَــتَبُ(1)
(1 قوله «لا في شظاها الخ» عجزه كما في التكملة:
ولا السنابك أفناهن تقليم
ويروى عنت، بالنون والمثناة الفوقية)
أَي عَيْبٌ، وهو من قولك: لا يُتَعَــتَّبُ عليه في شيءٍ.
والتَّعَــتُّبُ: التَّجَنِّي؛ تَعَــتَّبَ عليه، وتَجَنَّى عليه، بمعنى واحدٍ؛ وتَعَــتَّبَ عليه أَي وَجَدَ عليه.
والعَــتْبُ: الـمَوْجِدَةُ. عَــتَبَ عليه يَعْــتِبُ ويَعْــتُبُ عَــتْبــاً وعِتاباً ومَعْــتِـبَــة ومَعْــتَبَــةً ومَعْــتَبــاً أَي وجد عليه. قال الغَطَمَّشُ الضَّـبِّـيُّ، وهو من بني شُقْرة بنِ كعب بن ثَعْلبة بن ضَبَّة، والغَطَمَّشُ الظالِمُ الجائر:
أَقُولُ، وقد فَاضَتْ بعَيْنِـيَ عَبْرةٌ: * أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى، والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ
أَخِلاَّيَ! لو غَيْرُ الـحِمام أَصابَكُمْ، * عَــتَبْــتُ، ولكنْ ليسَ للدَّهْرِ مَعْــتَبُ
وقَصَرَ أَخِلاَّيَ ضرورةً، ليُثْبِتَ باءَ الإِضافة، والرواية الصحيحة: أَخِلاَّءَ، بالمد، وحذف ياء الإِضافة، وموضع أَخِلاَّءَ نصبٌ بالقول، لأَن قوله أَرى الدهر يبقى، متصلٌ بقوله أَقول وقد فاضت؛ تقديره أقول وقد بَكَيْتُ، وأَرى الدهرَ باقياً، والأَخِلاَّءَ ذاهبين، وقوله عَــتَبْــتُ أَي سَخِطْتُ، أَي لو أُصبْتُمْ في حَرْب لأَدْركنا بثأْركم وانتصرنا، ولكن الدهرَ لا يُنْتَصَرُ منه. وعاتَبــهُ مُعاتَبَـــةً وعِتاباً: كلُّ ذلك لامه؛ قال الشاعر:
أُعاتِبُ ذا الـمَودَّةِ من صَديقٍ، * إِذا ما رَابَني منه اجْتِنابُ
إِذا ذَهَبَ العِتابُ، فليس وُدٌّ، * ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِـيَ العِتابُ
ويقال: ما وَجَدْتُ في قوله عُـِــتْبــاناً؛ وذلك إِذا ذكر أَنه أَعْــتَبَــكَ،
ولم تَرَ لذلك بَياناً. وقال بعضهم: ما وَجَدْتُ عنده عَــتْبــاً ولا
عِتاباً؛ بهذا المعنى. قال الأَزهري: لم أَسمع العَــتْبَ والعُــتْبــانَ والعِتاب بمعنى الإِعْتابِ، إِنما العَــتْبُ والعُــتْبــانُ لومُك الرجلَ على إِساءة كانت له إِليك، فاسْتَعْــتَبْــتَه منها. وكلُّ واحد من اللفظين يَخْلُصُ للعاتِب، فإِذا اشتركا في ذلك، وذَكَّرَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه ما فَرَطَ منه إِليه من الإِساءة، فهو العِتابُ والـمُعاتَبــة.
فأَمـَّا الإِعْتابُ والعُــتْبَـــى: فهو رُجوعُ الـمَعْتُوب عليه إِلى ما
يُرْضِـي العاتِبَ.
والاسْتِعْتابُ: طَلَبُك إِلى الـمُسِـيءِ الرُّجُوعَ عن إِساءَته.
والتَّعَــتُّبُ والتَّعاتُبُ والـمُعاتَبَــةُ: تواصف الموجِدَة. قال الأَزهري: التَّعَــتُّبُ والـمُعاتَبَــةُ والعِتابُ: كل ذلك مُخاطَبَةُ الإِدْلالِ وكلامُ الـمُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم، طالبين حُسْنَ مُراجعتهم، ومذاكرة بعضِهم بعضاً ما كَرِهُوه مما كسبَهم الـمَوْجِدَةَ.
وفي الحديث: كان يقول لأَحَدِنا عند الـمَعْــتِـبَــة: ما لَهُ تَرِبَتْ
يمينُه؟ رويت المعْــتَبَــة، بالفتح والكسر، من الـمَوْجِدَة.
والعِــتْبُ: الرجلُ الذي يُعاتِبُ صاحِـبَه أَو صديقَه في كل شيءٍ،
إِشفاقاً عليه ونصيحة له.
والعَتُوبُ: الذي لا يَعْمَلُ فيه العِتابُ.
ويقال: فلانٌ يَسْتَعْــتِبُ من نَفْسه، ويَسْتَقِـيلُ من نفسه، ويَسْتَدْرِك من نفسه إِذا أَدْرَكَ بنفسه تَغْييراً عليها بحُسْن تقدير وتدبير. والأُعْتُوبةُ: ما تُعُوتِبَ به، وبينهم أُعْتُوبة يَتَعاتَبُــون بها.ويقال إِذا تَعاتَبُــوا أَصْلَحَ ما بينهم العتابُ.
والعُــتْبَـــى: الرِّضا.
وأَعْــتَبَــه: أَعْطاه العُــتْبَـــى ورَجَع إِلى مَسَرَّته؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
شابَ الغُرابُ، ولا فُؤادُك تارِكٌ * ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابُك يُعْــتَبُ
أَي لا يُسْتَقْبَلُ بعُــتْبَـــى. وتقول: قد أَعْــتَبــني فلانٌ أَي تَرَكَ ما كنتُ أَجد عليه من أَجلِه، ورَجَع إِلى ما أَرْضاني عنه، بعد إِسْخاطِه
إِيَّايَ عليه. وروي عن أَبي الدرداءِ أَنه قال: مُعاتَبــة الأَخِ خيرٌ
من فَقْدِه. قال: فإِن اسْتُعْــتِبَ الأَخُ، فلم يُعْــتِبْ، فإِنَّ مَثَلَهم فيه، كقولهم: لك العُــتْبَـــى بأَنْ لا رَضِـيتَ؛ قال الجوهري: هذا إِذا
لم تُرِدِ الإِعْتابَ؛ قال: وهذا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن موضعه، لأَن أَصْلَ
العُــتْبَـــى رجوعُ الـمُسْتَعــتِبِ إِلى مَحبَّةِ صاحبه، وهذا على ضدِّه.
تقول: أُعْــتِـبُــكَ بخلاف رِضاكَ؛ ومنه قول بِشْر بن أَبي خازمٍ:
غَضِـبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ، * يومَ النِّسارِ، فأُعْــتِـبُــوا بالصَّيْلَمِ
أَي أَعْــتَبْــناهم بالسَّيْف، يعني أَرْضَيْناهم بالقَتْل؛ وقال شاعر:
فَدَعِ العِتابَ، فَرُبَّ شَرٍّ * هاجَ، أَوَّلهُ، العِتاب
والعُــتْبَـــى: اسم على فُعْلى، يوضع موضع الإِعْتاب، وهو الرجوعُ عن الإِساءة إِلى ما يُرْضِـي العاتِبَ.
وفي الحديث: لا يُعاتَبُــونَ في أَنفسهم، يعني لعِظَمِ ذُنُوبهم
وإِصْرارِهم عليها، وإِنما يُعاتَبُ من تُرْجَى عنده العُــتْبَـــى أَي الرُّجوعُ عن الذنب والإِساءة. وفي المثل: ما مُسِـيءٌ من أَعْــتَبَ.
وفي الحديث: عاتِـبُــوا الخَيْلَ فإِنها تُعْــتِبُ؛ أَي أَدِّبُوها ورَوِّضُوها للـحَرْبِ والرُّكُوبِ، فإِنها تَتَـأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتابَ.واسْتَعْــتَبَــه: كأَعْــتَبــه. واسْتَعْــتَبــه: طَلب إِليه العُــتْبَـــى؛ تقول: اسْتَعْــتَبْــتُه فأَعْــتَبَــنِـي أَي اسْتَرْضَيْته فأَرْضاني.
واسْتَعْــتَبْــتُه فما أَعْــتَبَــني، كقولك: اسْتَقَلْته فما أَقالَني.
والاستِعتابُ: الاستِقالة.
واسْتَعْــتَب فلانٌ إِذا طَلب أَن يُعْــتَبَ أَي يُرْضَى والـمُعْــتَبُ:
الـمُرْضَى. وفي الحديث: لا يَتَمَنَّيَن أَحدُكم الموتَ، إِما مُحْسِناً
فلَعَلَّه يَزْداد، وإِمّا مُسِـيئاً فلعله يَسْتَعْــتِبُ؛ أَي يرْجِـعُ عن الإِساءة ويَطْلُبُ الرضا. ومنه الحديث: ولا بَعْدَ الموْتِ من مُسْتَعْــتَبٍ؛ أَي ليس بعد الموت من اسْتِرْضاءٍ، لأَن الأَعمال بَطَلَتْ، وانْقَضَى زَمانُها، وما بعد الموْت دارُ جزاءٍ لا دارُ عَمَلٍ؛ وقول أَبي الأَسْود:
فأَلْفَيْتُه غيرَ مُسْتَعْــتِبٍ، * ولا ذَاكِرَ اللّهِ إِلا قليلا
يكون من الوجهين جميعاً. وقال الزجاج قال الحسن في قوله تعالى: وهو الذي جعلَ الليل والنهارَ خِلْفَةً لمن أَراد أَن يَذَّكَّر أَو أَرادَ شُكوراً؛ قال: من فاتَهُ عَمَلُه من الذِّكْر والشُّكْر بالنهار كان له
في الليل مُسْتَعْــتَبٌ، ومن فاته بالليل كان له في النهار مُسْتَعْــتَبٌ. قال: أُراه يَعْنِـي وقتَ اسْتِعْتابٍ أَي وقتَ طَلَبِ عُــتْبـــى، كأَنه أَراد وقت اسْتِغفار. وفي التنزيل العزيز: وإِن يُسْتَعْــتبُــوا فما هم من
الـمُعْــتِـبِــين؛ معناه: إِن أَقالَهُم اللّهُ تعالى، وردَّهم إِلى الدنيا لم
يُعْــتِـبُــوا؛ يقول: لم يَعْمَلُوا بطاعةِ اللّهِ لِـما سَبَقَ لهم في عِلْمِ اللّهِ من الشَّقاءِ. وهو قوله تعالى: ولو رُدُّوا لَعادُوا لِـما نُهوا عنه وإِنَّهم لكاذبون؛ ومن قرأَ: وإِن يَسْتَعْــتِـبُــوا فما هم من الـمُعْــتَبِـــين؛ فمعناه: إِن يَسْتَقِـيلُوا ربهم لم يُقِلْهم. قال الفراءُ: اعْتَــتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عن أَمر كان فيه إِلى غيره؛ من قولهم: لك العُــتْبَــى أَي الرجوعُ مما تَكْرَهُ إِلى ما تُحِبُّ.
والاعْتِتابُ: الانْصِرافُ عن الشيءِ. واعْتَــتَبَ عن الشيءِ: انْصَرَف؛ قال الكميت:
فاعْتَــتَبَ الشَّوْقُ عن فُؤَادِيَ، والـ * ـشِّعْرُ إِلى مَنْ إِليه مُعْتَــتَبُ
واعْتَــتَبْــتُ الطريقَ إِذا تركتَ سَهْلَهُ وأَخَذْتَ في وَعْرِه.
واعْتَــتَبَ أَي قَصَدَ؛ قال الـحُطَيْئةُ:
إِذا مَخارِمُ أَحْناءٍ عَرَضْنَ له، * لم يَنْبُ عنها وخافَ الجَوْرَ فاعتَــتَبــا
معناه: اعْتَــتَبَ من الجبل أَي رَكِـبَهُ ولم يَنْبُ عنه؛ يقول: لم
يَنْبُ عنها ولم يَخَفِ الجَوْرَ. ويقال للرجل إِذا مَضَى ساعةً ثم رَجَع: قد اعْتَــتَبَ في طريقه اعْتِتاباً، كأَنه عَرَضَ عَــتَبٌ فتَراجَعَ.
وعَتيبٌ: قبيلة. وفي أَمثال العرب: أَوْدَى كما أَوْدَى عَتِـيبٌ؛ عَتِـيبٌ: أَبو حيٍّ من اليمن، وهو عَتِـيبُ بنُ أَسْلَمَ بن مالك بن شَنُوءة بن تَديلَ، وهم حَيٌّ كانوا في دِينِ مالكٍ، أَغارَ عليهم بعضُ الملوكِ فَسَبَـى الرجالَ وأَسَرَهم واسْتَعْبَدَهُم، فكانوا يقولون: إِذا كَبِرَ صِـبيانُنا لم يتركونا حتى يَفْتَكُّونا، فما زالوا كذلك حتى هلكوا، فضَرَبَتْ بهم العربُ مثلاً لمن ماتَ وهو مغلوب، وقالت: أَوْدَى عَتيبٌ؛ ومنه قول عَدِيّ بن زيد:
تُرَجِّيها، وقد وَقَعَت بقُرٍّ، * كما تَرْجو أَصاغِرَها عَتِـيبُ
ابن الأَعرابي: الثُّبْنة ما عَــتَّبْــتَه من قُدَّام السراويل. وفي حديث
سَلْمان: أَنه عَــتَّبَ سراويلَه فتَشَمَّرَ. قال ابن الأَثير: التَّعْتِـيبُ أَن تُجْمَعَ الـحُجْزَةُ وتُطْوى من قُدَّام.
وعَــتَّبَ الرجلُ: أَبْطَـأَ؛ قال ابن سيده: وَأُرى الباءَ بدلاً من ميم
عَتَّمَ.
والعَــتَبُ: ما بين السَّـبَّابة والوُسْطَى؛ وقيل: ما بين الوسطى
والبِنْصَر. والعِــتْبــانُ: الذكر من الضِّباع، عن كراع. وأُمُّ عِــتْبــانٍ وأُمُّ عَتَّابٍ: كلتاهما الضَّبُعُ، وقيل: إِنما سميت بذلك لعَرَجها؛ قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه.
وعَــتَبَ من مكانٍ إِلى مكانٍ، ومن قولٍ إِلى قولٍ إِذا اجتاز من موضع إِلى موضع، والفعل عَــتَبَ يَعْــتِبُ. وعَــتَبَــةُ الوادي: جانبه الأَقصى الذي يَلي الجَبَلَ. والعَــتَبُ: ما بين الجبلين. والعربُ تَكْنِـي عن المرأَة(1)
(1 قوله «والعرب تكني عن المرأة الخ» نقل هذه العبارة الصاغاني وزاد عليها الريحانة والقوصرة والشاة والنعجة.) بالعَــتَبــةِ، والنَّعْلِ، والقارورة، والبيت، والدُّمْيةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ.
وعَتِـيبٌ: قبيلة.
وعَتَّابٌ وعِــتْبــانٌ ومُعَــتِّبٌ وعُــتْبــة وعُتَيْبةُ: كلُّها أَسماءٌ.
وعُتَيْبَةُ وعَتَّابةُ: من أَسماءِ النساءِ.
والعِتابُ: ماءٌ لبني أَسدٍ في طريق المدينة؛ قال الأَفوه:
فأَبْلِـغْ، بالجنابةِ، جَمْعَ قَوْمِـي، * ومَنْ حَلَّ الـهِضابَ على العِتابِ
تبــع: تَبِــعَ الشيءَ تَبَــعاً وتَبــاعاً في الأَفعال وتَبِــعْتُ
الشيءَــتُبــوعاً: سِرْت في إِثْرِه؛ واتَّبَــعَه وأَــتْبَــعَه وتــتَبَّــعه قَفاه وتَطلَّبه
مُــتَّبــعاً له وكذلك تــتَبَّــعه وتــتَبَّــعْته تــتَبُّــعاً؛ قال القُطامي:
وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه،
وليس بأَن تــتَبَّــعَه اتِّبــاعا
وضَع الاتِّبــاعَ موضع التــتبُّــعِ مجازاً. قال سيبويه: تــتَبَّــعَه
اتِّبــاعاً لأَن تــتَبَّــعْت في معنى اتَّبَــعْت. وتَبِــعْت القوم تَبَــعاً وتَبــاعةً،
بالفتح، إِذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم. وفي حديث الدعاء:
تابِعْ بيننا وبينهم على الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَــتَّبِــعُهم على ما هم
عليه.
والــتِّبــاعةُ: مثل الــتَّبــعةِ والــتِّبــعةِ؛ قال الشاعر:
أَكَلَت حَنِيفةُ رَبَّها،
زَمَنَ التقَحُّمِ والمَجاعهْ
لم يَحْذَرُوا، من ربِّهم،
سُوء العَواقِبِ والــتِّبــاعهْ
لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم
مَجاعة فأَكلوه.
وأَــتْبَــعه الشيءَ: جعله له تابعاً، وقيل: أَــتبَــعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه.
وتَبِــعَه تَبَــعاً واتَّبَــعه: مرَّ به فمضَى معه. وفي التنزيل في صفة ذي
القَرْنَيْنِ: ثم اتَّبَــع سبَباً، بتشديد التاء، ومعناها تَبِــعَ، وكان
أَبو عمرو بن العلاء يقرؤُها بتشديد التاء وهي قراءة أَهل المدينة، وكان
الكسائي يقرؤُها ثم أَــتبــع سبباً، بقطع الأَلف، أَي لَحِقَ وأَدْرك؛ قال ابن
عبيد: وقراءة أَبي عمرو أَحبُّ إِليَّ من قول الكسائي.
واسْتَــتْبَــعَه: طلَب إِليه أَن يَــتبــعه. وفي خبر الطَّسْمِيِّ النافِر من
طَسمٍ إِلى حَسَّان الملك الذي غَزا جَدِيساً: أَنه اسْتَــتْبَــع كلبة له
أَي جعلها تَــتبــعه.
والتابِعُ: التَّالي، والجمع تُبَّــعٌ وتُبَّــاعٌ وتَبَــعة. والــتَّبَــعُ:
اسم للجمع ونظيره خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ
وسَلَفٌ وراصِدٌ ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ
وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ من سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ،
وهو الشيطان، وبعير هامِلٌ وهَمَلٌ، وهو الضالُّ المهمل؛ قال كراع: كل هذا
جمع والصحيح ما بدأْنا به، وهو قول سيبويه فيما ذَكر من هذا وقياس قوله
فيما لم يَذكره منه: والــتَّبَــعُ يكون واحداً وجماعة. وقوله عز وجل: إِنَّا
كُنا لكم تَبَــعاً، يكون اسماً لجمع تابِع ويكون مصدراً أَي ذَوِي
تَبَــعٍ، ويجمع على أَــتْبــاع.
وتَبِــعْتُ الشيءَ وأَــتْبَــعْتُه: مثل رَدِفْتُه وأَرْدَفْتِه؛ ومنه قوله
تعالى: إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطْفةَ فأَــتْبــعه شِهاب ثاقِب؛ قال أَبو
عبيد: أَــتْبَــعْت القوم مثل أَفْعلت إِذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم، قال:
واتَّبَــعْتُهم مثل افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بك فمضيتَ؛ وتَبِــعْتُهم تَبَــعاً
مثله. ويقال: ما زِلْتُ أَــتَّبِــعُهم حتى أَــتْبَــعْتُهم أَي حتى
أَدركْتُهم. وقال الفراء: أَــتْبَــعَ أَحسن من اتَّبَــع لأَن الاتِّبــاع أَن يَسِير
الرجل وأَنت تسير وراءَه، فإِذا قلت أَــتْبَــعْتُه فكأَنك قَفَوْته. وقال
الليث: تَبِــعْت فلاناً واتَّبَــعْته وأَــتْبــعْته سواء. وأَــتْبَــعَ فلان فلاناً
إِذا تَبِــعَه يريد به شرّاً كما أَــتْبَــعَ الشيطانُ الذي انسلَخَ من آيات
الله فكان من الغاوِين، وكما أَــتْبَــع فرعونُ موسى. وأَمَّا التــتَبُّــع:
فأَن تتــتَبَّــعَ في مُهْلةٍ شيئاً بعد شيء؛ وفلان يتَــتبَّــعُ مَساوِيَ فلان
وأَثرَه ويَتــتبَّــع مَداقَّ الأُمور ونحو ذلك. وفي حديث زيد بن ثابت حين
أَمره أَبو بكر الصديقُ بجمع القرآن قال: فَعَلِقْتُ أَتَــتَبَّــعه من
اللِّخافِ والعُسُبِ، وذلك أَنه اسـَقْصَى جميعَ القرآن من المواضع التي كُــتِب
فيها حتى ما كُــتِب في اللِّخاف، وهي الحجارة، وفي العُسُب، وهي جريد
النخل، وذلك أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حين نزل على رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، فأُمِر كاتبُ الوَحْي فيما تيسَّر من كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسُيب
ولَخْفة، وإِنما تَــتبَّــع زيد بن ثابت القرآن وجمعه من المواضع التي
كُــتِب فيها ولم يقتصر على ما حَفِظ هو وغيره، وكان من أَحفظ الناس للقرآن
اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لئلا يَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه أَو
يــتبــدَّل حرف بغيره، وهذا يدل على أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال
وأَحْرَى أَن لا يسقط منه شيء، فكان زيد يَتــتبَّــع في مُهلة ما كُــتب منه في
مواضعه ويَضُمُّه إَلى الصُّحف، ولا يُثْبِتُ في تلك الصحف إِلاَّ ما وجده
مكتوباً كما أُنزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَمْلاه على مَن كَــتبــه.
واتَّبَــعَ القرآنَ: ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه. وفي حديث أَبي موسى
الأَشعري، رضي الله عنه: إِنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أَجراً وكائن عليكم
وِزْراً فاتَّبِــعوا القرآن ولا يَــتَّبِــعنَّكُم القرآنُ، فإِنه من يَــتَّبِــعِ
القرآن يَهْبِطْ به على رِياضِ الجنة، ومَن يَــتَّبِــعْه القرآنُ يَزُخّ في
قَفاه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم؛ يقول: اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كما
قال تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونه حقَّ تِلاوته أَي يَــتَّبِــعونه
حقَّ اتِّبــاعه، وأَراد لا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ به فتكونوا قد
جعلتموه وراءَكم كما فَعل اليهود حين نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم،
لأَنه إِذا اتَّبَــعَه كان بين يديه، وإِذا خالفه كان خَلْفَه، وقيل: معنى
قوله لا يــتبــعنكم القرآن أَي لا يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضييعكم إِياه كما
يطلُب الرجلُ صاحبَه بالــتَّبِــعة؛ قال أَبو عبيد: وهذا معنى حسن يُصَدِّقه
الحديث الآخر: إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ، فجعله
يَمْحَل صاحبَه إِذا لم يَــتَّبِــعْ ما فيه. وقوله عز وجل: أَو التابعينَ
غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ؛ فسره ثعلب فقال: هم أَــتبــاع الزوج ممن يَخْدُِمُه مثل
الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة.
وفي حديث الحُدَيْبية: وكنت تَبِــيعاً لطَلْحةَ بن عُبيدِ الله أَي
خادماً. والــتَّبَــعُ كالتابِعُ كأَنه سمي بالمصدر. وتَبَــعُ كلِّ شيءٍ: ما كان
على آخِره. والــتَّبَــعُ: القوائم؛ قال أَبو دُواد في وصف الظَّبَّية:
وقَوائم تَبَــع لها،
مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ
وقال الأَزهري: الــتَّبَــعُ ما تَبِــعَ أَثَرَ شيء فهو تَبَــعةٌ؛ وأَنشد بيت
أَبي دواد الإيادي في صفة ظبية:
وقوائم تَبَــع لها،
من خلفها زمع مُعَلَّقْ
وتابَع بين الأُمور مُتابَعةً وتِبــاعاً: واتَرَ ووالَى؛ وتابعْتُه على
كذا مُتابعةً وتِبــاعاً. والــتِّبــاعُ: الوِلاءُ. يقال: تابَعَ فلان بين
الصلاة وبين القراءة إِذا والَى بينهما ففعل هذا على إِثْر هذا بلا مُهلة
بينهما، وكذلك رميته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِبــاعاً أَي وِلاء. وتَتابَعَتِ
الأَشياءُ: تَبِــعَ بعضُها بعضاً. وتابَعه على الأَمر: أَسْعدَه عليه.
والتابِعةُ: الرَّئِيُّ من الجنّ، أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِيع
الأَمْرِ أَو على إِرادة الداهِيةِ. والتابعةُ: جِنِّيَّة تَــتْبــع
الإِنسان. وفي الحديث: أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ يعني من هجرة النبي، صلى
الله عليه وسلم، امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن؛ التابِعُ ههنا: جِنِّيٌّ
يَــتْبَــع المرأَة يُحِبُّها. والتابعةُ: جِنية تــتْبــع الرجلَ تحبه.
وقولهم: معه تابعة أَي من الجن.
والــتَّبِــيعُ: الفَحل من ولد البقر لأَنه يَــتْبــع أُمه، وقيل: هو تَبــيع
أَولَ سنة، والجمع أَــتْبِــعة، وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كلاهما جمعُ الجمعِ،
والأَخيرة نادرة، وهو الــتِّبْــعُ والجمع أَــتبــاع، والأُنثى تَبِــيعة. وفي
الحديث عن معاذ بن جبل: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعثه إِلى اليمين
فأَمرَه في صدَقةِ البقر أَن يأْخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِــيعاً، ومن كل
أَربعين مُسِنَّةً؛ قال أَبو فَقْعَس الأَسَدي: ولد البقَر أَول سنة
تَبِــيع ثم جزَع ثم ثنيّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ ثم صالِغٌ. قال الليث: الــتَّبِــيعُ
العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَــتْبَــع أُمه بعدُ؛ قال الأَزهري: قول
الليث الــتَّبِــيع المدرك وهَم لأَنه يُدْرِكُ إِذا أَثنى أَي صار ثَنِيًّا.
والــتبــيع من البقر يسمى تبــيعاً حين يستكمل الحَوْل، ولا يسمى تَبِــيعاً قبل
ذلك، فإِذا استكمل عامين فهو جَذَع، فإِذا استوفى ثلاثة أَعوام فهو
ثَنِيٌّ، وحينئذ مُسِنٌّ، والأُنثى مُسِنَّة وهي التي تؤخذ في أَربعين من
البقر.وبقرة مُــتْبِــعٌ: ذاتُ تَبِــيع. وحكى ابن بري فيها: مُــتْبِــعة أَيضاً.
وخادم مُــتْبِــع: يَــتْبَــعُها ولدها حيثما أَقبلت وأَدبرت، وعمَّ به اللحياني
فقال: المُــتْبِــعُ التي معها أَولاد. وفي الحديث: أَن فلاناً اشترى
مَعْدِناً بمائة شاة مُــتْبِــع أَي يَــتْبَــعها أَولادها. وتَبِــيعُ المرأَةِ:
صَدِيقُها، والجمع تُبَــعاء، وهي تَبِــيعته.
وهو تِبْــعُ نِساء، والجمع أَــتبــاع، وتُبَّــع نساء؛ عن كراع حكاها في
المُنَجَّذ، وحكاها أَيضاً في المُجَرَّد إِذا جدَّ في طَلَبِهِنّ؛ وحكى
اللحياني: هو تِبْــعُها وهي تِبْــعَتُه؛ قال الأَزهري: تِبْــعُ نساء أَي
يَــتْبَــعُهُنَّ، وحِدْثُ نساء يُحادِثُهنَّ، وزِيرُ نساء أَي يَزُورُهُنَّ، وخِلْب
نساء إِذا كان يُخالِبهنَّ. وفلان تِبْــعُ ضِلَّةٍ: يَــتْبَــع النساءَ،
وتِبْــعٌ ضِلَّةٌ أَي لا خَيْرَ فيه ولا خير عنده؛ عن ابن الأَعرابي. وقال
ثعلب: إِنما هو تِبْــعُ ضِلَّةٍ مضاف.
والــتَّبِــيعُ: النَّصِير. والــتَّبِــيعُ: الذي لك عليه مال. يقال: أُــتْبِــعَ
فلان بفلان أَي أُحِيلَ عليه، وأَــتْبَــعَه عليه: أَحالَه.
وفي الحديث: الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ، وإِذا أُــتْبِــعَ أَحدُكم على
مَلِيءٍ فَلْيَــتَّبِــعْ؛ معناه إِذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ
فلْيَحْتَلْ من الحَوالةِ؛ قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه اتَّبــع، بتشديد
التاء، وصوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ، قال: وليس هذا أَمراً على الوجوب
وإِنما هو على الرِّفْق والأَدب والإِياحةِ. وفي حديث ابن عباس، رضي الله
عنهما: بَيْنا أَنا أَقرأُ آية في سِكَّة من سَكَكِ المدية إِذ سمعت صوتاً
من خَلفي: أَــتْبِــعْ يا ابن عباس، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر، فقلت: أُــتْبِــعُك
على أُبَيّ بن كعب أَي أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها وأَحِلْ على
من سَمِعْتها منه. قال الليث: يقال للذي له عليك مال يُتابِعُك به أَي
يُطالبك به: تَبِــيع. وفي حديث قيس بن عاصم، رضي الله عنه، قال: يا رسول الله
ما المالُ الذي ليس فيه تَبِــعةٌ من طالب ولا ضَيْفٍ؟ قال: نِعْم المال
أَربعون والكثير ستون؛ يريد بالــتَّبِــعةِ ما يَــتْبَــع المالَ من نوائب الحُقوق
وهو من تَبِــعْت الرجل بحقّي. والــتَّبِــيعُ: الغَرِيمُ؛ قال الشماخ:
تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَيْن منها،
كما لاذَ الغَرِيمُ من الــتَّبِــيعِ
وتابَعَه بمال أَي طَلَبه. والــتَّبِــعُ: الذي يَــتْبَــعُكَ بحق يُطالبك به
وهو الذي يَــتْبــع الغريم بما أُحيل عليه. والــتبــيع: التابع. وقوله تعالى:
فيُغْرِقَكم بما كفرتم ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِــيعاً؛ قال الفراء:
أَي ثائراً ولا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم، وقال الزجاج:
معناه لا تجدوا من يَــتْبَــعُنا بإِنكار ما نزل بكم ولا يــتبــعنا بأَن يصرفه
عنكم، وقيل: تَبِــيعاً مُطالِباً؛ ومنه قوله تعالى: فاتِّبــاعٌ بالمَعْروف
وأَداء إِليه بإِحْسان؛ يقول: على صاحب الدَّمِ اتِّبــاع بالمعروف أَي
المُطالَبَةُ بالدِّية، وعلى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان، ورفع قوله تعالى
فاتبــاع على معنى قوله فعليه اتِّبــاع بالمعروف، وسيُذْكَرُ ذلك مُستوفى في
فصل عفا، في قوله تعالى: فَمن عُفِيَ له من أَخِيه شيء.
والــتَّبِــعةُ والــتِّبــاعةُ: ما اتَّبَــعْتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها.
والــتَّبِــعةُ والــتِّبــاعةُ: ما فيه إِثم يُــتَّبَــع به. يقال: ما عليه من الله في
هذا تَبِــعة ولا تِبــاعة؛ قال وَدّاك بن ثُمَيل:
هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا،
بينَ تِبــاعاتٍ وتَقْتالِ
قال الأَزهري: الــتِّبِــعة والــتَّبــاعة اسم الشيء الذي لك فيه بُغْية شِبه
ظُلامة ونحو ذلك. وفي أَمثال العرب السائرة: أَــتْبِــعِ الفَرَس لِجامَها،
يُضرب مثلاً للرجل يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الحاجة.
والــتُّبّــعَُ والــتُّبُّــع جميعاً: الظل لأَنه يَــتْبَــع الشمس؛ قالت سُعْدَى
الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ:
يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً،
وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ الــتُّبَّــعُ
الــتُّبَّــعُ: الظل، واسْمِئْلاله: بُلوغه نصف النهار وضُمورُه. وقال أَبو
سعيد الضرير: الــتُّبَّــع هو الدَّبَرانُ في هذا البيت سُمي تُبَّــعاً
لاتِّبــاعِه الثُّرَيّا؛ قال الأَزهري: سمعت بعض العرب يسمي الدبران التابع
والتُّوَيْبِع، قال: وما أَشبه ما قال الضرير بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ
المياه ليلاً وقلما تردها نهاراً، ولذلك يقال: أَدَلُّ من قَطاة؛ ويدل على
ذلك قول لبيد:
فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا،
إِنَّ مِن وَرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ
قال ابن بري: ويقال له التابِعُ والــتُّبَّــعُ والحادِي والتالي؛ قال
مُهَلْهل:
كأَنَّ التابِعَ المَسْكِينَ فيها
أَجِيرٌ في حُداياتِ الوَقِير
(* رواية اخرى: حدابات بدل حدايات.)
والــتَّبــابِعةُ: ملوك اليمن، واحدهم تُبَّــع، سموا بذلك لأَنه يَــتْبَــع
بعضُهم بعضاً كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له على مثل سِيرته،
وزادوا الهاء في الــتبــابعة لإِرادة النسب؛ وقول أَبي ذؤيب:
وعليهِما ماذِيَّتانِ قَضاهُما
داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّــعُ
سَمِعَ أَن داودَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، كان سُخِّر له
الحديدُ فكان يَصْنع منه ما أَراد، وسَمِعَ أَنَّ تُبَّــعاً عَمِلَها وكان تُبــع
أَمَر بعملها ولم يَصْنعها بيده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن يصنع
بيده. وقوله تعالى: أَهم خَيْر أَم قومٌ تُبَّــعٍ؛ قال الزجاج: جاء في
التفسير أَن تُبَّــعاً كان مَلِكاً من الملوك وكان مؤْمناً وأَن قومه كانوا
كافرين وكان فيهم تَبــابِعةٌ، وجاء أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كتاب على قَبْرَين
بناحية. حِمْيَر: هذا قبر رَضْوى وقبر حُبَّى، ابنتي تُبَّــع، لا تُشركان
بالله شيئاً، قال الأَزهري: وأَمّا تبــع الملِك الذي ذكره الله عز وجل في
كتابه فقال:وقومُ تبــع كلٌّ كذَّب الرسُلَ، فقد روي عن النبيي، صلى الله عليه
وسلم، أَنه قال: ما أَدري تُبَّــعٌ كان لعِيناً أَم لا
(* قوله« تبــع كان
لعيناً أم لا» هكذا في الأصل الذي بأيدينا ولعله محرف، والأصل كان نبياً
إلخ. ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أهم خير أم قوم تبــع،
وعن النبي،صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا تبــعاً فإنه كان قد أسلم. وعنه
صلى الله عليه وسلم: ما أدري أكان تبــع نبياً أو غير نبي، وعن عائشة، رضي الله
عنها، قالت: لا تسبوا تبــعاً فانه كان رجلاً صالحاً) ؛ قال: ويقال إِن
تُبَّــتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من اسم تُبَّــع ولكن فيه عُجْمة. ويقال: هم
اليوم من وَضائِع تُبَّــع بتلك البلاد. وفي الحديث: لا تَسُبُّوا تُبَّــعاً
فإِنه أَول من كَسا الكعبة؛ قيل: هو ملك في الزمان الأَول اسْمه أَسْعَدُ
أَبو كَرِب، وقيل: كان مَلِكُ اليمنِ لا يسمى تُبَّــعاً حتى يَمْلِكَ
حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ.
والــتُّبَّــعُ: ضرب من الطير، وقيل: الــتُّبَّــع ضرب من اليَعاسِيب وهو
أَعظمها وأحسنها، والجمع الــتبــابِعُ تشبيهاً بأُولئك الملوكُ، وكذلك الباء هنا
ليشعروا بالهاء هنالك. والــتُّبَّــعُ: سيِّد النحل:
وتابَعَ عَمَلَه وكلامَه: أَتْقَنَه وأَحكمه؛ قال كراع: ومنه حديث أَبي
واقد الليثي: تابَعْنا الأَعمال فلم نَجِد شيئاً أَبلغ في طلَب الآخرة من
الزُّهْد في الدنيا أَي أَحْكَمْناها وعَرَفْناها. ويقال: تابَعَ فلان
كلامَه وهو تبــيع للكلام إِذا أَحكمه. ويقال: هو يُتابِعُ الحديث إِذا كان
يَسْرُدُه، وقيل: فلان مُتتابِعُ العِلم إِذا كان عِلْمه يُشاكل بعضُه
بعضاً لا تَفاوُتَ فيه. وغصن مُتتابعٌ إِذا كان مستوياً لا أُبَن فيه. ويقال:
تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أي سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت
وحَسُنت؛ قال أَبو وجْزةَ السعْدي:
حَرْفٌ مُلَيْكِيةٌ كالفَحْلِ تابَعَها،
في خِصْبِ عامَينِ، إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ
(* قوله« مليكية» كذا بالأصل مضبوطاً وفي الاساس بياء واحدة قبل الكاف.)
وناقة مُفْرِقٌ: تَمْكُث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ؛ وأَما قول
سَلامان الطائي:
أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ، وإِنَّني
لفي شُغُلٍ عن ذَحْليَ اليتَــتَبَّــعُ
فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَــتَبَّــع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه،
وهي لغة لبعض العرب؛ وقال ابن الأَنباري: وِإِنما أَقحم الأَلف واللام
على الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء.
قال ابن عون: قلت للشعبي: إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سائبةً
فأَوصَى بماله كله، فقال: ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة، قال النضر:
التابعةُ أَن يــتبــع الرجلُ الرجلَ فيقول: أَنا مولاك؛ قال الأَزهري: أَراد أَن
المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه.
والإِــتْبــاعُ في الكلام: مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح.
قــتب: القِــتْبُ والقَــتَبُ: إِكافُ البعير، وقد يؤنث، والتذكير أَعم،
ولذلك أَنثوا التصغير، فقالوا: قُتَيبة. قال الأَزهري: ذهب الليث إِلى أَن قُتَيْبة مأْخوذ من القِــتْب. قال: وقرأْتُ في فُتوحِ خُراسانَ: أَن قُتَيبة بن مسلم، لما أَوقع بأَهل خُوارَزْمَ، وأَحاط بهم، أَتاه رسولهم، فسأَله عن اسمه، فقال: قُتَيبة، فقال له: لستَ تفتَحها، إِنما يفتحُها رجل اسمه إِكاف، فقال قُتَيبة: فلا يفتحها غيري، واسمي إِكاف. قال: وهذا يوافق ما قال الليث. وقال الأَصمعي: قَــتَبُ البعير مُذكَّر لا يؤنث، ويقال له: القِــتْبُ، وإِنما يكون للسانية؛ ومنه قول لبيد:
وأُلْقِـيَ قِــتْبُــها الـمَخْزومُ
ابن سيده: القِــتْبُ والقَــتَبُ إِكاف البعير؛ وقيل: هو الإِكاف الصغير
الذي على قَدْرِ سَنام البعير. وفي الصحاح: رَحْلٌ صغيرٌ على قَدْر السَّنام.
وأَقْــتَبَ البعيرَ إِقْتاباً إِذا شَدَّ عليه القَــتَبَ. وفي حديث عائشة،
رضي اللّه عنها: لا تمنع المرأَة نفسها من زوجها، وإِن كانت على ظَهْرِ قَــتَبٍ؛ القَــتَبُ للجمَل كالإِكافِ لغيره؛ ومعناه: الـحَثُّ لهنَّ على مطاوَعة أَزواجهن، وأَنه لا يَسَعُهُنَّ الامتناع في هذه الحال، فكيف في غيرها. وقيل: إِن نساء العرب كُنَّ إِذا أَرَدْنَ الوِلادَةَ، جَلَسْنَ على قَــتَبٍ، ويَقُلْنَ: إِنه أَسْلَسُ لخروج الولد، فأَرادت تلك الحالةَ.
قال أَبو عبيد: كنا نَرى أَن المعنى وهي تسير على ظَهْرِ البعير، فجاءَ التفسير بعد ذلك.
والقِــتْبُ، بالكسر: جميعُ أَداة السانية من أَعلاقها وحبالها؛ والجمعُ
من كل ذلك: أَقتابٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوِزوا به هذا البناء.
والقَتُوبةُ من الإِبل: الذي يُقْــتَبُ بالقَــتَبِ إِقْتاباً؛ قال اللحياني: هو ما أَمكنَ أَن يوضع عليه القَــتَب، وإِنما جاءَ بالهاءِ، لأَنها للشيءِ مما يُقْــتَبُ. وفي الحديث: لا صدقة في الإِبل القَتوبة؛ القَتُوبة، بالفتح: الإِبل التي توضَعُ الأَقْتابُ على ظهورها، فَعولة بمعنى مفعولة،
كالرَّكُوبة والـحَلوبة. أَراد: ليس في الإِبل العوامل صدقة. قال
الجوهري: وإِن شئت حذفت الهاء، فقلت القَتُوبُ. ابن سيده: وكذلك كل فعولة من هذا الضرب من الأَسماءِ. والقَتُوب: الرَّجل الـمُقْــتِبُ. التهذيب: أَقْــتَبْــتُ زيداً يميناً إِقتاباً إِذا غَلَّظْتَ عليه اليمينَ، فهو مُقْــتَبٌ عليه. ويقال: ارْفُقْ به، ولا تُقْــتِبْ عليه في اليمين؛ قال الراجز:
إِليكَ أَشْكو ثِقْلَ دَينٍ أَقْــتَبــا
ظَهْرِي بأَقْتابٍ تَرَكْنَ جُلَبا
ابن سيده: القِــتْبُ والقَــتَبُ: الـمِعَى، أُنثى، والجمع أَقْتابٌ؛ وهي
القِــتْبَــةُ، بالهاءِ، وتصغيرها قُتَيْبةٌ. وقُتَيْبةُ: اسم رجل، منها؛
والنسبة إِليه قُــتَبِـــيّ، كما تقول جُهَنِـيّ. وقيل: القِــتْبُ ما تحَوَّى من
البطن، يعني استدار، وهي الـحَوايا. وأَما الأَمْعاء، فهي الأَقْصاب.
وجمعُ القِــتْب: أَقْتابٌ. وفي الحديث: فَتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنِه؛ وقال
الأَصمعي: واحدها قِــتْبَــة، قال: وبه سُمِّيَ الرجل قُتَيْبةَ، وهو
تصغيرها.
تبــر: الــتِّبْــرُ: الذهبُ كُلُّه، وقيل: هو من الذهب والفضة وجميع جواهر
الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من
المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل؛ وقيل: هو الذهب المكسور؛ قال الشاعر:
كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْــرِهِمْ،
وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ
ابن الأَعرابي: الــتِّبْــرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا
صيغا فهما ذهب وفضة. الجوهري: الــتِّبْــرُ ما كان من الذهب غير مضروب
فإِذا ضرب دنانير فهو عين، قال: ولا يقال تِبْــرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله
للفضة أَيضاً. وفي الحديث: الذهب بالذهب تِبْــرِها وعَيْنِها، والفضة بالفضة
تبــرها وعينها. قال: وقد يطلق الــتبــر على غير الذهب والفضة من المعدنيات
كالنحاس والحديد والرَّصاص، وأَكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم من يجعله في
الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً. قال ابن جني: لا يقال له تبــر حتى يكون
في تراب معدنه أَو مكسوراً؛ قال الزجاج: ومنه قيل لمكسر الزجاج تبــر.
والــتَّبَــارُ: الهلاك. وتَبَّــرَه تَــتْبِــيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه.
وهؤلاء مُــتَبَّــرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ. وفي حديث عليٍّ، كرّم
الله وجهه: عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُــتَبَّــر، أَي مهلَك. وتَبَّــرَهُ هو: كسره
وأَذهبه. وفي التنزيل العزيز: ولا تزد الظالمين إِلا تَبَــاراً؛ قال
الزجاج: معناه إِلاَّ هلاكاً، ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْــراً. وقال في قوله
عز وجل: وكُلاًّ تَبَّــرْنا تَــتْبِــيراً، قال: التــتبــير التدمير؛ وكل شيء
كسرته وفتتته، فقد تَبَّــرْتَهُ، ويقال: تَبِــرَ
(* قوله «تبــر» من باب ضرب على
ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح). الشيءُ يَــتْبَــرُ
تَبــاراً. ابن الأَعرابي: المــتبــور الهالك، والمبتور الناقص. قال: والــتَّبْــراءُ
الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق.
وما أَصبتُ منه تَبْــرِيراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي، مثل به
سيبويه وفسره السيرافي. الجوهري: ويقال في رأْسه تِبْــرِيَةٌ؛ قال أَبو
عبيدة: لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل
النُّخَالَةِ.